أسلحة غير قاتلة = سياسة قاتلة!
راجح الخوري
ما الفرق بين الموت بالسلاح الكيميائي والموت بصواريخ “سكود” او بالقنابل البرميلية؟
بالنسبة الى باراك اوباما هناك فرق كبير، فلقد كان من المثير تماماً ان يأتي اعلان البيت الابيض عن تورط نظام بشار الاسد في استخدام غاز “السيرين” القاتل ضد المعارضة، ما ادى الى مقتل 150 شخصاً وهو ما سيغيّر المعادلة بالنسبة الى اوباما، في وقت اعلنت الامم المتحدة ان عدد القتلى في سوريا حتى الآن وصل الى 93 الفاً وربما اكثر بكثير!
الحديث عن تغيير المعادلات في مفهوم اوباما يحتمل كثيراً من الشكوك، فمنذ بداية الازمة السورية وضع مجموعة من الخطوط الحمر في وجه الاسد منها استعمال سلاح الطيران والصواريخ ضد المعارضين، ليتبين دائماً انها خطوط “مكتوبة بالحبر المخفي” كما يقول السناتور جون ماكين. لهذا عندما يعلن البيت الابيض الآن، ان اوباما قلق بشدة وانه يراجع كل الخيارات المتاحة و”بمقدار ما تكون فظاعة الوضع في سوريا يكون عليه اتخاذ القرارات، بما يحقق افضل المصالح الاميركية، وانه مهتم بألا تزيد التحركات الوضع سوءاً”، يمكن ان نتصور ان الاعلان عن تقديم دعم عسكري الى المعارضة من “المعدات غير القاتلة”، لن يتعدى الانشائيات المعهودة إذ ليس من المرجح او المحتمل ان نرى ترجمة ميدانية لهذا الاعلان.
والدليل ان اوباما يربط العملية بالمصالح الاميركية، وقد ثبت دائماً انه يرى ان هذه المصالح تتأمن بالحرص على عدم الانخراط في الازمة، وبمراقبة نظام يحالف ايران وهو يتفكك ويضعف ويصفّي اكبر عدد من المتشددين، وبترك الروس يغرقون في الرمال السورية الدموية ويحصدون بالتالي كراهية متعاظمة في العالم الاسلامي. اما اعلان الحرص على ان عملية التسليح يفترض “الا تزيد الوضع سوءاً” فيعني ان المساعدات ستقتصر على تقديم الادوية والامصال!
اعلان البيت الابيض انه لم يتخذ بعد قراراً بشأن فرض حظر جوي اصاب المعارضة بصدمة جديدة، لأنه يشكل دليلاً على استمرار سياسة التغاضي او بالاحرى التعامي عن المذبحة. ولعل هذا ما دفع بيل كلينتون مثلاً الى توجيه انتقاد مبطن الى اوباما، داعياً الى الخروج من “دروس الماضي” او بالاحرى “عقدة جورج بوش”، الذي ذهب الى الحرب في افغانستان والعراق، ومتسائلاً “بما ان الروس والايرانيين و”حزب الله” هم الآن في سوريا، فهل يجب علينا ان نحاول القيام بأمر ما لإبطاء مكاسبهم واعادة التوازن ليكون امام المعارضة المدعومة من الشعب السوري فرصة الانتصار”؟
الاعلان الاميركي عن التسليح رسالة الى الروس عشية لقاء اوباما وبوتين على هامش قمة الثمانية الكبار في ايرلندا بداية الاسبوع، وهدفها احياء فكرة “مؤتمر جنيف” الذي مات بسبب الخلاف على مكان الاسد من الحل!
النهار
أسلحة غير قاتلة = سياسة قاتلة!
راجح الخوري
ما الفرق بين الموت بالسلاح الكيميائي والموت بصواريخ “سكود” او بالقنابل البرميلية؟
بالنسبة الى باراك اوباما هناك فرق كبير، فلقد كان من المثير تماماً ان يأتي اعلان البيت الابيض عن تورط نظام بشار الاسد في استخدام غاز “السيرين” القاتل ضد المعارضة، ما ادى الى مقتل 150 شخصاً وهو ما سيغيّر المعادلة بالنسبة الى اوباما، في وقت اعلنت الامم المتحدة ان عدد القتلى في سوريا حتى الآن وصل الى 93 الفاً وربما اكثر بكثير!
الحديث عن تغيير المعادلات في مفهوم اوباما يحتمل كثيراً من الشكوك، فمنذ بداية الازمة السورية وضع مجموعة من الخطوط الحمر في وجه الاسد منها استعمال سلاح الطيران والصواريخ ضد المعارضين، ليتبين دائماً انها خطوط “مكتوبة بالحبر المخفي” كما يقول السناتور جون ماكين. لهذا عندما يعلن البيت الابيض الآن، ان اوباما قلق بشدة وانه يراجع كل الخيارات المتاحة و”بمقدار ما تكون فظاعة الوضع في سوريا يكون عليه اتخاذ القرارات، بما يحقق افضل المصالح الاميركية، وانه مهتم بألا تزيد التحركات الوضع سوءاً”، يمكن ان نتصور ان الاعلان عن تقديم دعم عسكري الى المعارضة من “المعدات غير القاتلة”، لن يتعدى الانشائيات المعهودة إذ ليس من المرجح او المحتمل ان نرى ترجمة ميدانية لهذا الاعلان.
والدليل ان اوباما يربط العملية بالمصالح الاميركية، وقد ثبت دائماً انه يرى ان هذه المصالح تتأمن بالحرص على عدم الانخراط في الازمة، وبمراقبة نظام يحالف ايران وهو يتفكك ويضعف ويصفّي اكبر عدد من المتشددين، وبترك الروس يغرقون في الرمال السورية الدموية ويحصدون بالتالي كراهية متعاظمة في العالم الاسلامي. اما اعلان الحرص على ان عملية التسليح يفترض “الا تزيد الوضع سوءاً” فيعني ان المساعدات ستقتصر على تقديم الادوية والامصال!
اعلان البيت الابيض انه لم يتخذ بعد قراراً بشأن فرض حظر جوي اصاب المعارضة بصدمة جديدة، لأنه يشكل دليلاً على استمرار سياسة التغاضي او بالاحرى التعامي عن المذبحة. ولعل هذا ما دفع بيل كلينتون مثلاً الى توجيه انتقاد مبطن الى اوباما، داعياً الى الخروج من “دروس الماضي” او بالاحرى “عقدة جورج بوش”، الذي ذهب الى الحرب في افغانستان والعراق، ومتسائلاً “بما ان الروس والايرانيين و”حزب الله” هم الآن في سوريا، فهل يجب علينا ان نحاول القيام بأمر ما لإبطاء مكاسبهم واعادة التوازن ليكون امام المعارضة المدعومة من الشعب السوري فرصة الانتصار”؟
الاعلان الاميركي عن التسليح رسالة الى الروس عشية لقاء اوباما وبوتين على هامش قمة الثمانية الكبار في ايرلندا بداية الاسبوع، وهدفها احياء فكرة “مؤتمر جنيف” الذي مات بسبب الخلاف على مكان الاسد من الحل!
النهار