أحداث السبت 15 أذار 2014
النظام و «حزب الله» على مدخل يبرود
لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موسكو وطهران إلى الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد لاستئناف المفاوضات مع المعارضة في جنيف، في وقت طالبت المعارضة باللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض قبول النظام تشكيل هيئة حكم انتقالية.
ميدانياً، تقدمت القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» إلى مدخل يبرود في القلمون قرب حدود لبنان. وتصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثة لبدء الأزمة السورية، وسألت «الحياة» ثلاثة خبراء غربيين وروسياً حول تقويمهم للسنوات الثلاث ورؤيتهم للمرحلة المقبلة وماهية الحل. (للمزيد)
وقال بان في تصريح صحافي إثر اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة شارك فيه المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي «إن بإمكان الذين لديهم تأثير، مثل الحكومتين الروسية والإيرانية، القول للحكومة السورية إن عليها الحضور إلى مؤتمر جنيف بموقف بناء أكثر».
ورداً على سؤال حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، اعتبر بان، على غرار ما قال الإبراهيمي الأربعاء أمام مجلس الأمن، أنه «في حال كان الرئيس الأسد مرشحاً سيكون من الصعب جداً دفع عملية السلام في جنيف» لأن أحد أهداف مفاوضات جنيف هو إنشاء حكومة انتقالية في سورية.
وأضاف: «ليس كافياً أن نجمع الأطراف في غرفة (مفاوضات) واحدة، بل الأهم هو ما يفعله الأطراف في الغرفة».
من جهته، أبلغ وفد المعارضة السورية في نيويورك مجلس الأمن، أن «أي محاولة لإجراء الانتخابات الرئاسية في ظل الظروف الحالية في سورية ستهدد بتقويض محادثات جنيف، التي لا تزال الطريق السياسي الوحيد للتوصل إلى حل سياسي».
ودعا الوفد، الذي ضم عضوي «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة وعبد الأحد اصطيفو، المجلس إلى الضغط على النظام السوري كي «يتقيد ببيان جنيف١ بهدف البحث في تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، وفي حال مواصلته الرفض اتخاذ إجراءات زاجرة تحت الفصل السابع» ضده.
والتقى الوفد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعقد لقاءات ثنائية مع سفراء بريطانيا والمملكة العربية السعودية وفرنسا ورواندا وتشاد، وكان مقرراً أن يواصل لقاءاته أمس مع السفيرة الأميركية سامنثا باور والإبراهيمي.
وقال البحرة في مؤتمر صحافي: «على مجلس الأمن مسؤولية إما أن يقول إن لديه القدرة على الضغط على النظام وإيران في الاتجاه الذي يؤدي الى حل سياسي، وإن فشل فإن عليه أن يعلن ذلك للشعب السوري».
من جهة أخرى، قال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت بعد جلسة الجمعية: «كان لنا نقاش جدي مع الإبراهيمي في مجلس الأمن وخارجه، وهو طلب من الروس المساعدة في الضغط على دمشق وإيضاح أن إجراء الانتخابات الرئاسية في هذه الظروف سيجعل من المستحيل للمفاوضات أن تستمر».
في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» والتلفزيون الرسمي السوري، بأن القوات النظامية وصلت إلى الجزء الشرقي من مدينة يبرود بعدما سيطرت خلال الأسابيع الماضية على مناطق وتلال محيطة بها، مشيرين إلى «سيطرة القوات النظامية والمسلحين الموالين لها على نقطة في منطقة العقبة» على المدخل الشرقي ليبرود.
وانسحب مقاتلي «داعش» من محافظتي إدلب في شمال غرب سورية واللاذقية غرباً، في اتجاه محافظتي الرقة التي تعد أبرز معاقلهم وحلب (شمال). وقال «المرصد» إن «جبهة النصرة التابعة للقاعدة تسلمت المراكز التي انسحبت منها الدولة الإسلامية في إدلب واللاذقية».
في أنقرة، هدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالرد في حال تعرض تنظيم «داعش» لضريح عثماني تاريخي لسليمان شاه الخاضع لسيادة تركيا في محافظة حلب في الأراضي السورية.
سورية: تلقيح 1,41 مليون طفل ضد شلل الأطفال
اسطنبول – الأناضول
أعلن “فريق عمل مكافحة شلل الأطفال” الذي تشكل بالتعاون بين وحدة تنسيق الدعم “ACU” التابعة للائتلاف السوري المعارض والمجالس المحلية داخل سورية، ومجموعة من المنظمات المحلية والدولية غير الحكومية، عن تلقيح 1,41 مليون طفل خلال الجولة الثالثة من حملة “لننهي شلل الأطفال في سورية”.
وأفاد بيان صادر عن وحدة تنسيق الدعم، أن الجولة شملت سبع محافظات. وبلغ عدد الأطفال الملقحين في محافظة حلب 588,747 طفلاً، وفي محافظة دير الزور 292,514 طفلاً، وفي محافظة الحسكة 29,983 طفلاً، حيث تلقيح الأطفال تم لأول مرة في بعض قرى منطقة “تل حميس” بالحسكة، بعد أن انسحاب قوات تابعة للنظام السوري منها، وتمكنت فرق التلقيح من دخول المنطقة، وتلقيح الأطفال في منازلهم، فيما وصل العدد في محافظة الرقة إلى 222,458 طفلاً.
وأضاف البيان أنه جرى تلقيح 36,562 طفلاً في محافظة حماه، معظمهم في الريف الشمالي والشرقي للمحافظة، نظراً لوقوع مدينة حماة وريفها الغربي تحت سيطرة النظام السوري، كما تمكنت الفرق، ولأول مرة، من الوصول إلى عدة قرى في ريف محافظة حمص الشمالي، والشمالي الشرقي، وتلقيح حوالي 1,850 طفلاً.
وأوضح البيان أن 4,821 طفلاً حصلوا على اللقاح في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة اللاذقية، فيما بلغ عدد الأطفال الملقحين في محافظة إدلب 243,372 طفلاً، مشيراً إلى أن فِرَق التلقيح الجوالة زارت مخيمات النازحين الموجودة على الحدود السورية التركية وفي العمق، وعملت على إيصال جرعات اللقاح لكل الأطفال النازحين.
تأتي الجولة الثالثة من أصل ست جولات وضعها فريق العمل، الذي يضم 8500 متطوعاً، وأكثر من 200 طبيب، بهدف إنهاء شلل الأطفال في سورية.
أنجزت منها الجولة الأولى بتلقيح أكثر من 1,25 مليون طفل والجولة الثانية بتلقيح أكثر من 1,4 مليون طفل والجولة الثالثة بتلقيح أكثر من 1,41 مليون طفل وستنطلق الجولة الرابعة قبل نهاية آذار (مارس) الجاري.
المعارضة السورية تنفي سيطرة قوات النظام على يبرود
دمشق – الأناضول
نفت المعارضة السورية الأنباء التي تحدثت عن سيطرة قوات النظام السوري المدعومة بعناصر من “حزب الله”، بشكل كامل على مدينة يبرود، معتبرة أن “التقدم الطفيف من قبل تلك القوات لا يعني سقوط المدينة”.
وقالت القيادة العسكرية الموحدة في القلمون التابعة للمعارضة، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي على “فايسبوك”، إن مدينة يبرود بالكامل تحت سيطرة مقاتليها، نافية الأنباء التي تحدثت عن سيطرة قوات النظام و”حزب الله” عليها.
واعتبرت القيادة أن “التقدم الطفيف من قبل قوات النظام والعصابات الأخرى لا يعني سقوط المدينة”، حسب تعبيرها.
ولفت البيان إلى أن “معنويات مقاتلي المعارضة مرتفعة، معتبرة أن كل ما تبثه وسائل إعلام النظام وحزب الله مجرد شائعات”.
وأعلن مصدر عسكري تابع للنظام، أمس الجمعة، عن إحكام سيطرة القوات النظامية على المدخل الشرقي والتخوم الشمالية الشرقية لمدينة يبرود والقضاء على بعض مقاتلي المعارضة وإلقاء القبض على آخرين وتدمير آليات وكميات من الأسلحة والذخائر الخاصة بهم.
وليد المعلم يتماثل للشفاء بعد العملية الجراحية
أكدت مصادر إعلامية رسمية سورية نجاح العملية الجراحية في القلب التي أجريت لوزير الخارجية السوري وليد المعلم في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت.
ونقلت وكالة الأنباء السورية صباح اليوم، عن سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم قوله إن “عملية جراحية أجريت أمس الجمعة للوزير المعلم في في القلب”، موضحا أن “العملية تمت بنجاح وأن الوضع الصحي للوزير طبيعي وهو يخضع الآن للرعاية الطبية”.
وأضاف السفير عبد الكريم أن “العملية أجريت بناء على تحاليل واستشارات طبية مسبقة وأن الوزير المعلم لم يجر العملية فجأة وبشكل إسعافي”، لافتا إلى أن “الأطباء والطاقم المشرف على علاج الوزير فريق طبي متميز.. يقولون إن العملية ناجحة بشكل ممتاز وبالتالي سيعود لوضعه الطبيعي ومزاولة نشاطه ومهامه بعد فترة قصيرة”.
ورأس المعلم، وهو أرفع دبلوماسي سوري منذ عام 2006، وفد الحكومة السورية خلال محادثات السلام التي جرت في جنيف مع ممثلي المعارضة الذين يسعون لانهاء حكم الرئيس بشار الأسد.
ويعد المعلم من أبرز الشخصيات في نظام الاسد، وكان احد ابرز الديبلوماسيين خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد.
وكان المعلم، المعروف بحنكته الديبلوماسية، سفيراً لسورية في واشنطن بين العامين 1990 و2000، واصبح وزيراً للخارجية في العام 2006.
باريس: اتهام ٦ فرنسيين بإرسال “جهاديين” إلى سورية
وجه القضاء الفرنسي إلى ستة اشخاص، هم ثلاثة رجال وثلاث نساء، تهمة المشاركة في ارسال جهاديين الى سورية، ووضع ثلاثة منهم في الحبس الاحتياطي، كما افادت مصادر قضائية.
وفي قضية اولى، وجه القضاء الاتهام الى ثلاثة رجال وامرأة تهما ابرزها تأليف عصبة اشرار للقيام بأعمال “إرهابية” وتمويل الارهاب والاحتيال والتزوير واستخدام المزور.
والمرأة المتهمة في هذه القضية هي شابة عمرها 21 عاما وضعت في الحبس الاحتياطي ويشتبه في انها عمدت مع رفيقها الى عملية تزوير مالي بقصد تمويل الجهاد، بحسب ما افاد مصدر قريب من التحقيق.
اما الرجال الثلاثة الباقون، فقد وضع اثنان منهم في الحبس الاحتياطي (27 و28 عاما)، في حين وضع الثالث (26 عاما) تحت رقابة قضائية.
والخلية متهمة بتنظيم تدريبات في منطقة باريس، وبان بعضا من افرادها مرتبطون بـ”مسهلين”، وهم فرنسيون موجودون في سورية تعتقد الاستخبارات الفرنسية انهم ينظمون عملية وصول مواطنيهم الجهاديين الى هذا البلد وتوزيعهم على جبهات القتال المشتعلة فيه.
وبحسب مصادر قريبة من التحقيق، فإن بعضاً من افراد الخلية كان على اتصال بجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، في حين تركز التحقيقات الجارية معهم على علاقتهم المحتملة بفرنسي متحدر من ليون (جنوب شرقي فرنسا) موجود حالياً في سورية ويتم التعريف عنه احيانا كـ”امير” لجماعة الجهاديين الفرنسيين.
وفي قضية ثانية منفصلة، وجه القضاء الاتهام الى امرأتين في باريس ووضعهما تحت مراقبة قضائية، في اطار تحقيق فتحه بعد معلومات عن اختفاء تلميذة مدرسة ثانوية تبلغ من العمر 15 عاما ويعتقد انها ذهبت الى سورية. ووجهت الى واحدة منهما تهمة التآمر لتأليف عصبة اشرار للقيام بأعمال ارهابية، ويشتبه في انها آوت في منزلها في باريس المراهقة المتحدرة من افينيون (جنوب) والتي اختفى اثرها في كانون الثاني (يناير) بعدما قالت انها ذاهبة الى سورية للجهاد.
وتبلغ المتهمة من العمر 24 عاما وهي ام لاربعة اطفال، ويشتبه المحققون ايضا في انها كانت هي نفسها على وشك الذهاب الى سورية للالتحاق بزوجها.
ويشكل هذا الموضوع هاجساً كبيراً لاجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية وهناك حالياً 40 تحقيقاً قضائياً جارياً في قضايا مماثلة.
القوات النظامية السورية دخلت شرق يبرود / بان كي – مون يخشى على جنيف إذا ترشّح الأسد
العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
دخلت القوات السورية النظامية ومقاتلو “حزب الله” اللبناني الجزء الشرقي من مدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق القريبة من الحدود مع لبنان.
وصرح مصدر عسكري سوري لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”: “دخل الجيش السوري الجمعة مدينة يبرود شمال دمشق من الجهة الشرقية وتقدم في الشارع الرئيسي للمدينة”، مشيرا الى ان مقاتلي المعارضة “يفرون في اتجاه بلدة رنكوس” جنوب يبرود.
وفي نيويورك، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون شأن الممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، من تداعيات اعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد مجدداً على عملية السلام في جنيف، داعيا روسيا وايران الى ممارسة ضغط على النظام السوري للعودة الى طاولة المفاوضات في جنيف بشكل “بناء اكثر”.
وقال بان في تصريح صحافي اثر جلسة غير رسمية للجمعية العمومية للامم المتحدة شارك فيها الابرهيمي: “في امكان الذين لديهم تأثير، مثل الحكومتين الروسية والايرانية، أن يقولوا للحكومة السورية إن عليها أن تأتي الى مؤتمر جنيف بموقف بناء اكثر”. ورأى أن الأزمة السورية تدخل في سنتها الرابعة “منعطفاً تاريخياً مغمساً بالدماء”، واعترف بأن “الوساطة في أزمة أيضاً” لأن مجرد جمع الأطراف في غرفة واحدة لا يكفي لانهاء الصراع. ولاحظ أنه “بعد جولتين من المحادثات لا يبدي أي من الطرفين الارادة للتسوية أو الادراك الحقيقي لمعاناة الشعب السوري”. وحض بشدة الحكومة السورية والمعارضةعلى “اظهار القيادة والرؤية والمرونة لإنهاء هذه الحرب”. ودعا أيضاً الى “إنهاء تدفق الأسلحة والمقاتلين الذين يزيدون اشتعال العنف”، مشدداً على أن “الساعين الى الحل العسكري يجعلون التوصل الى حل سياسي أكثر صعوبة”.
وجدد الابرهيمي تحذيره من أن اعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد ستنهي عملية جنيف.
ولمح ديبلوماسيون عرب داخل الجلسة الى احتمال العمل على اعداد مشروع قرار جديد في الجمعية العمومية للتعامل مع الأزمة السورية.
وخرج المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري من الجلسة ليحمل بشدة على بان والابرهيمي لأنهما “تجاهلا حقيقة أن الارهاب هو المصدر الرئيسي للأزمة في سوريا”. وطالب الابرهيمي بأن “يحسن التصرف” و”ألا ينحاز الى أي طرف” و”ألا يتجاوز التفويض الممنوح له ويتدخل في الشأن المتعلق بالإنتخابات الرئاسية التي ستجرى وفقاً للدستور” بين حزيران وتموز المقبلين.
الابرهيمي الى طهران
وفي طهران، أكد نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان لوكالة “مهر” الايرانية للانباء ان الابرهيمي سيزور ايران غداً لاجراء محادثات مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني ومسؤولين ايرانيين اخرين. ومن المتوقع ان تستمر زيارته يومين، على ان يعود الى جنيف الاربعاء.
الجيش يدخل يبرود… والإبراهيمي في طهران غداً
الأزمة السورية تدخل عامها الرابع
يدخل النزاع الدموي في سوريا، اليوم، عامه الرابع، من دون أن يلوح في الأفق القريب أي حل سلمي للأزمة، التي أزهقت حياة أكثر من 140 ألف شخص، بالإضافة إلى مئات آلاف الجرحى وملايين النازحين واللاجئين، ودمار كبير، سواء في الممتلكات الخاصة أو العامة، وانهيار بنية اقتصادية كانت تعتبر من بين الأفضل في المنطقة العربية.
كما أدى تزايد نفوذ «الجهاديين» في صفوف المعارضة المسلحة، في ظل عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الأطراف الدوليين، إلى تزايد مأساة السوريين. وكانت من النقاط المضيئة القليلة في الذكرى السنوية الثالثة هي تزايد عمليات المصالحة والتسويات في مناطق متعددة من سوريا، خصوصا في ريف دمشق، ما أدى إلى عودة أهالي هذه المناطق إليها.
في هذا الوقت، يبدو أن أكبر معاقل المسلحين وأهمها في منطقة القلمون الاستراتيجية القريبة من الحدود اللبنانية على طريق السقوط، مع دخول القوات السورية إلى أجزاء من مدينة يبرود وبدء فرار المسلحين منها.
وقال مصدر عسكري سوري، لوكالة «فرانس برس»، «دخل الجيش السوري مدينة يبرود شمال دمشق من الجهة الشرقية، وتقدم في الشارع الرئيسي للمدينة»، مشيراً إلى أن المسلحين «يفرّون في اتجاه بلدة رنكوس» إلى الجنوب من يبرود.
وفيما نفت «جبهة النصرة» دخول الجيش وسط يبرود، مؤكدة أنه «خبر كاذب عار من الصحة، ومجاهدونا يمشطون أطرافها»، تأكد مقتل نائب قائد «النصرة» في القلمون أبو عزام الكويتي.
ويأتي دخول الجيش السوري إلى يبرود بعد ساعات من إسقاطه المزيد من خطوط الدفاع حول المدينة، بسيطرته على تلة في منطقة العقبة على حوالي كيلومترين من أحد مداخل المدينة. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش العربي السوري تحقق تقدماً في مزارع يبرود بريف دمشق وتحكم سيطرتها على المدخل الشرقي والتخوم الشمالية الشرقية للبلدة»، متحدثاً عن «انهيار في صفوف العصابات الإرهابية».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» و«جبهة النصرة» قد أكدا تقدم الجيش السوري وسيطرته على تلة العقبة على المدخل الشرقي ليبرود.
ولم يتسنَّ للكويتي أن يكمل فرحته العارمة بعد الصدى الواسع الذي لقيته صفقة الراهبات، التي كان المسؤول الأول عن إنجازها من طرف «جبهة النصرة» فقد لقي مصرعه أثناء الاشتباكات الضارية مع الجيش السوري داخل يبرود.
وأكد المتحدث باسم «النصرة» عبدالله عزام الشامي مقتل الكويتي بالإضافة إلى أبي عزام العرسالي الذي يعتقد انه احد القادة الميدانيين للجبهة.
وبحسب معلومات حصلت عليها «السفير» من مصدر مقرب من أبي عزام فإن الاتصالات انقطعت معه منذ صباح أمس، حيث حاول العديد من مرؤوسيه الاتصال به لاستشارته في أمور تخص المعركة لكنه لم يجب، وهو ما أثار الشكوك لديهم أن يكون قد حصل له مكروه. ومع ساعات الغروب تواترت شهادات العديد من عناصر «جبهة النصرة» أن أبا عزام قتل جراء الاشتباكات، وأنهم شاهدوا جثته، لكن لم يتمكنوا من سحبها نظراً لضراوة القتال.
وأبو عزام، كما يشير اسمه، من الجنسية الكويتية، واسمه الحقيقي نما وجدي طويرش العنزي، وبحسب معلومات أولية فإن أمه وكلتا زوجتيه من الجنسية السورية. وكان يشغل منصب قائد «النصرة» في القلمون، وأدى دوراً بارزاً في قيادة الهجوم على مدينة معلولا حيث اختطفت الراهبات الـ 16 قبل ثلاثة أشهر تقريباً.
وبرز اسم أبي عزام الكويتي بشكل خاص أثناء المفاوضات الطويلة التي قادها مع رئيسي الاستخبارات اللبنانية والقطرية لإطلاق سراح الراهبات، حيث كان يتولى هذه المفاوضات من طرف «النصرة»، ليلمع اسمه بعد ذلك مع إنجاز صفقة التبادل وظهوره العلني، سواء وهو يحمل إحدى الراهبات لعجزها عن السير أو على حاجز الجيش اللبناني وهو يستلم سجى الدليمي مع أولادها.
في هذا الوقت، انسحب عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية من العراق والشام» (داعش) من مواقعهم في ريف اللاذقية الشمالي وجسر الشغور في ادلب. وعلمت «السفير» من مصادر معارضة أن «المجلس العسكري» في ريف حمص الغربي طلب التفاوض مع الجيش السوري على صيغة لإجراء تسوية في المنطقة. (تفاصيل صفحة 11)
إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لوكالة «مهر»، إن «الإبراهيمي سيتوجه عصر غد الأحد إلى طهران»، موضحا أنه سيجري مباحثات مع الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ومسؤولين آخرين.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون توجه الإبراهيمي إلى طهران، معتبرا أن المفاوضات دخلت في «أزمة» لان السلطات السورية و«الائتلاف» يرفضان تقديم أي تنازلات.
وقال بان كي مون، في تصريح اثر اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة شارك فيه الإبراهيمي، «بإمكان الذين لديهم تأثير، مثل الحكومتين الروسية والإيرانية، القول للحكومة السورية إن عليها المجيء إلى مؤتمر جنيف بموقف بناء أكثر».
وحول الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا المقررة الصيف المقبل، اعتبر بان كي مون انه «إذا كان الرئيس بشار الأسد مرشحاً فسيكون من الصعب جدا دفع عملية السلام في جنيف، لان أحد أهداف مفاوضات جنيف هو إنشاء حكومة انتقالية في سوريا».
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد انتقد كلام الإبراهيمي، أمس الأول، حول الانتخابات الرئاسية. وقال الزعبي «يجب على الإبراهيمي أن يحترم دوره كوسيط ويكون نزيهاً وحيادياً»، مؤكداً أن عليه «الالتزام بمهمته ودوره، ولا يحق له ولا لغيره التدخل في الشأن الوطني السوري». وأضاف ان موقفه «ينسجم مع اللغة التي طرحها وفد الائتلاف في مؤتمر جنيف 2 ومع السياسة الأميركية».
وفي واشنطن، قالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف «كنا واضحين حين قلنا إن الأسد فقد كل شرعية لقيادة شعبه وإن أي انتخابات قد يرشح نفسه إليها ستكون، كما اعتقد، مهينة ومثيرة للاشمئزاز، بعد ما فعل بشعبه خلال الأشهر الأخيرة العديدة جداً». وأضافت إن «تنظيم مثل هذه الانتخابات سيشكل إهانة لمفاوضات جنيف، وسيظهر بوضوح أكثر نيات النظام بنسف كل إمكانية للوصول إلى حل سياسي».
(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
واشنطن: جماعة الاخوان المسلمين لا تشكل خطرا على أمريكا
الكويت- (د ب أ): أكد مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية أن جماعة الاخوان المسلمين لا تشكل خطراً على واشنطن، لافتا إلى أن بلاده لم تتسلم حتى الآن أي اشعار أو طلب لوضع “الاخوان المسلمين”، او غيرها من التنظيمات، على اللائحة الامريكية للتنظيمات الارهابية.
وشرح المسؤول الأمريكي لجريدة (الراي) الكويتية في عددها الصادر السبت، عملية التصنيف التي تعتمدها بلاده بالقول انها مبنية على “أربع آليات”: مراجعة المعلومات السرية والعلنية ويقوم بها “مكتب مكافحة الارهاب” في وزارة الخارجية، ثم يقدم طلب التصنيف الى وزارتي الخزانة والعدل للمزيد من المراجعة، ثم تقوم البعثة الدائمة للولايات المتحدة في الامم المتحدة بإرسال بلاغات حول أي تنظيمات تضعها المنظمة الاممية على لائحتها لمكافحة الارهاب، وقتذاك تدرس الحكومة الامريكية الخطوة الاممية وتتبناها بإضافة التنظيم المذكور الى اللائحة الامريكية.
واشار إلى أن الآلية الرابعة تتضمن قيام حكومات حليفة او صديقة للولايات المتحدة بطلب وضع تنظيمات تعتبرها هذه الحكومات ارهابية على اللائحة الامريكية.
هذه المواصفات، حسب المسؤول الامريكي، تشترط ان يكون التنظيم اجنبيا غير امريكي، “فنحن في وزارة الخارجية لا نتعامل مع تنظيمات داخلية من هذا النوع″، بل هي تحت سلطة “مكتب التحقيقات الفيدرالي” (اف اب آي).
وردا على سؤال بشأن إمكانية ان تضيف واشنطن “الاخوان المسلمين” الى لائحتها للتنظيمات الارهابية قال المسؤول الامريكي انه “يمكن لواشنطن النظر في الامر، مع ما يعني ذلك من ضرورة ترحيل اي اعضاء او متعاطفين مع التنظيم عن امريكا وتجميد ممتلكاتهم واموالهم، في حال وضعت وزارة الخارجية الاخوان على لائحتها للارهاب”.
وحول ما إذا كانت جماعة الاخوان المسلمين تؤذي امريكا او مصالحها، قال “الموضوع قيد الدراسة وكلمة مصالح مطاطة ويمكنها ان تتسع للكثير لكن عملية التصنيف في واشنطن لم تبدأ بعد، ما يعني ان الولايات المتحدة لا تعتقد حتى الآن ان هذا التنظيم يشكل اي خطر يذكر على مواطنيها او مصالحها حول العالم”.
المعارضة السورية تنفي سيطرة قوات النظام على يبرود
علاء وليد- الأناضول: نفت المعارضة السورية السبت، الأنباء التي تحدثت عن سيطرة قوات النظام السوري المدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، بشكل كامل على مدينة يبرود، معتبرة أن “التقدم الطفيف من قبل تلك القوات لا يعني سقوط المدينة”.
وقالت القيادة العسكرية الموحدة في القلمون التابعة للمعارضة، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت (فيسبوك) السبت، إن مدينة يبرود بالكامل تحت سيطرة مقاتليها، نافية الأنباء التي تحدثت عن سيطرة قوات النظام وحزب الله عليها.
واعتبرت القيادة أن “التقدم الطفيف من قبل قوات النظام والعصابات الأخرى لا يعني سقوط المدينة”، حسب تعبيرها.
ولفت البيان إلى أن معنويات مقاتلي المعارضة مرتفعة، معتبرة أن كل ما تبثه وسائل إعلام النظام وحزب الله مجرد “شائعات”.
وأعلن مصدر عسكري تابع للنظام الجمعة، عن إحكام سيطرة القوات النظامية على المدخل الشرقي والتخوم الشمالية الشرقية لمدينة يبرود والقضاء على بعض مقاتلي المعارضة وإلقاء القبض على آخرين وتدمير آليات وكميات من الأسلحة والذخائر الخاصة بهم، حسبما ذكر لوكالة الأنباء الرسمية (سانا).
في الوقت الذي ذكرت فيه بعض وسائل الإعلام أن قوات النظام سيطرت بالكامل على يبرود، الأمر الذي أنكرته القيادة العسكرية الموحدة في بيانها.
ومنذ أكثر من شهر، تشن قوات النظام السوري بدعم من مقاتلي حزب الله، حملة عسكرية واسعة على مدينة “يبرود” بمنطقة القلمون، التي يقطنها سكان مسلمون ومسيحيون، بغية استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة.
ومنطقة القلمون هي سلسلة جبلية تقع جنوب غربي سوريا، وتسمى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشكل حداً فاصلاً بين لبنان وسوريا، وتضم من الجهة السورية عشرات المدن والبلدات، أبرزها: دير عطية ومعلولا والنبك ويبرود وغيرها.
وتعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمنطقة الساحل التي ينحدر منها رئيس النظام السوري بشار الأسد وعدد من أركان نظامه، وانطلاقاً من كونها منطقة حدودية مع لبنان.
الائتلاف السوري المعارض: صرف مليوني دولار كمساعدات عسكرية فورية لجبهتي حلب والقلمون
علاء وليد- الأناضول: قرّر الائتلاف السوري المعارض والحكومة السورية المؤقتة التابعة له، صرف مبلغ مليون دولار إلى جبهة القلمون (جنوبي سوريا)، ومثلها لجبهة حلب (شمال)، كمساعدات عسكرية فورية لها.
وفي بيان أصدره الجمعة، قال الائتلاف إنه قرر صرف مبلغ مليون دولار لجبهة القلمون ومليون دولار أخرى لجبهة حلب، و200 ألف دولار أيضاً إلى جبهة مدينة “مورك” في حماة، وكلّفت هيئة أركان الجيش الحر بالإشراف على توزيعها.
من جهتها، قرّرت الحكومة المؤقتة صرف مبلغ 250 ألف دولار لمدينة يبرود بمنطقة القلمون، ومبلغ 500 ألف دولار لمناطق داريا والمعضمية ومخيم اليرموك والحجر الأسود ويلدا بدمشق وريفها، بحسب بيان الائتلاف.
وأشار البيان إلى أن هذين المبلغين سيصرفان عن طريق المجالس المحلية في المناطق المذكورة، كمساعدة إسعافية نحو تقديم كل أنواع الدعم تشمل كل المناطق.
في سياق متصل، قرّرت وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف تجهيز مدينة يبرود بمعدات فرن مع 205 أطنان من الطحين يكفي لإنتاج 25 ألف ربطة خبز، كما قررت تجهيز مشفى مركزي محصن يحتوي على أربع غرف عمليات، وإرسال 150 ألف سلة غذائية ومساعدات مالية لإغاثة سكان المدينة، بحسب البيان.
ونوه الائتلاف إلى أنه شكل مع الحكومة المؤقتة والجهات المعنية في الداخل خلية أزمة بهدف “دعم شعبنا الصامد ضد إرهاب النظام في محافظة حلب ومدينة يبرود”.
ومنذ أكثر من شهر، تشن قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني حملة عسكرية على مدينة يبرود بمنطقة القلمون بريف دمشق، بغية استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة، كما كثف النظام السوري خلال الأشهر الماضية من قصف الطيران الحربي لمدينة حلب وريفها بالبراميل المتفجرة مما زاد من معاناة الأهالي الذين أجبر عدد كبير منهم على النزوح.
كما أن مدن وبلدات داريا والمعضمية ومخيم اليرموك والحجر الأسود ويلدا بدمشق وريفها التي تسيطر عليها قوات المعارضة، تحاصرها قوات النظام منذ أشهر طويلة، وأدى ذلك إلى معاناة كبيرة للاهالي مع نزوح عدد كبير منهم.
النزاع في سوريا يدخل عامه الرابع من دون أي بارقة أمل بقرب انتهائه
دمشق- (أ ف ب): يدخل النزاع في سوريا الذي حصد أكثر من 146 الف قتيل السبت عامه الرابع من دون أي بارقة أمل بقرب انتهائه فالرئيس بشار الاسد لا يزال في السلطة فيما المعارضة منقسمة على نفسها وتخسر المزيد من المواقع.
وفي مؤشر على ان النظام ليس مستعدا للمصالحة، أقر مجلس الشعب السوري مشروع قانون يمهد الطريق امام اعادة انتخاب الرئيس الاسد لولاية جديدة ويقصي عمليا معارضيه المقيمين في المنفى من حق الترشح.
وردت الولايات المتحدة الجمعة بالتعبير عن “اشمئزازها” من عزم النظام السوري تنظيم انتخابات رئاسية عزز فيها الرئيس بشار الاسد كل حظوظه للفوز فيها.
وبعد 14 عاما على توليه السلطة، لم يعلن الاسد بعد رسميا عزمه على الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقرر اجراؤها قبل تموز/ يوليو، الا انه سبق وان قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/ يناير ان هناك “فرصا كبيرة” لترشحه للرئاسة.
ولم يتم الاعلان بعد ايضا عن الموعد المحدد لاجراء هذه الانتخابات، إلا ان دعوة الناخبين يجب ان تتم قبل 60 الى 90 يوما من انتهاء ولاية الاسد في 17 تموز/ يوليو.
وستجري الانتخابات في بلد مزقته حرب اهلية ويعاني من ازمة انسانية غير مسبوقة واقتصاده منهار.
وقبل اربع سنوات، في غمرة الربيع العربي الذي عم العديد من الدول العربية واطاح بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك قبل ذلك باسابيع، خرجت في عدد من الشوارع السورية يومي 15 و16 آذار/ مارس تظاهرات سلمية احتجاجا على اعتقال اطفال لانهم كتبوا شعارات مناهضة للنظام على الجدران.
ومع استخدام النظام الحديد والنار لقمع هذه التظاهرات، بدأ المحتجون شيئا فشيئا يحملون السلاح اعتبارا من الصيف، الى ان تحول النزاع في شباط/ فبراير 2012 الى حرب شاملة مع قصف حمص (وسط).
وفي غضون السنوات الثلاث الاخيرة قتل اكثر من 146 الف شخص في سوريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، وهجر اكثر من تسعة ملايين آخرين من بيوتهم، ليشكلوا اكبر تجمع للاجئين والنازحين في العالم، بحسب الامم المتحدة.
وهناك اكثر من مليون طفل محرومين من المساعدات الانسانية بحسب اليونيسف، واكثر من 250 الف سوري محاصرين بحسب الامم المتحدة، وهؤلاء مخيرون “بين المجاعة او الاستسلام”.
ومنذ ربيع 2013 بعد سلسلة من التراجعات، استعاد النظام زمام المبادرة واخذت قواته، مدعومة بمقاتلي حزب الله الشيعي ومقاتلين شيعة عراقيين جندتهم قوات النخبة الايرانية، تشن الهجوم تلو الاخر لاستعادة مدينة تلو الاخرى من ايدي المعارضة.
وحاليا تسيطر المعارضة على مساحة من الاراضي اكبر من تلك التي يسيطر عليها النظام الا ان الفارق بين الاثنين هو ان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام هي الاكثر اكتظاظا بالسكان.
وفي أحدث حلقة في مسلسل الانتصارات العسكرية للقوات النظامية السورية نجح الجيش السوري مدعوما بمقاتلي حزب الله الجمعة في الدخول الى مدينة يبرود التي تعتبر احد آخر معاقل المعارضة على الحدود مع لبنان، بحسب ما اكد مصدر عسكري سوري.
وفيما النظام يستعيد المدينة تلو الاخرى، لا تزال المعارضة منقسمة على نفسها وتنخرها جماعات جهادية. ومنذ كانون الثاني/ يناير 2014 تدور حرب شرسة بين مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من الاسلاميين وجبهة النصرة من جهة وجهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام.
لكن يبدو ان ايا من الطرفين- لا النظام المدعوم من روسيا وايران ولا المعارضة المسلحة المدعومة من السعودية وقطر- قادران على ان حسم المعركة عسكريا.
وقال آرون لاند رئيس تحرير موقع “سيريا ان كرايسيس″ الالكتروني ان “الخلافات القوية في صفوف مقاتلي المعارضة اتاحت للاسد ان يحقق مكاسب على الارض لكن هذه المكاسب غير كافية لتغيير الوضع او افساح المجال امامه لاستعادة السيطرة على كل انحاء البلاد”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي فان الازمة وصلت ايضا الى طريق مسدود.
وقد بدد فشل مفاوضات جنيف في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير التي جمعت للمرة الاولى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، الامال الدبلوماسية بالتوصل الى حل سياسي للنزاع رغم نفي العواصم الغربية ذلك.
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على غرار مبعوثه الى سوريا الاخضر الابراهيمي الجمعة من تداعيات اعادة انتخاب الرئيس السوري مرة جديدة، على عملية السلام في جنيف، داعيا روسيا وايران الى ممارسة ضغط على النظام السوري للعودة الى طاولة المفاوضات في جنيف بشكل “بناء اكثر”.
لكن رحيل الرئيس السوري عن السلطة الذي كان يطالب به الغربيون في بداية النزاع لم يعد كما يبدو مطروحا.
والخميس أقر مجلس الشعب السوري البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بعد اقل من اربعة اشهر، والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة.
ورغم ان هذه البنود تتيح نظريا، وللمرة الاولى منذ عقود، اجراء انتخابات تعددية، الا انها تغلق الباب عمليا على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، اذ تشترط ان يكون المرشح قد اقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الاعوام العشرة الماضية.
وتسلم الرئيس الاسد الحكم في 17 تموز/ يوليو 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. واعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات.
المندوب السوري في الأمم المتحدة يشتبك مع الصحافيين
رجال الأمن همسوا في أذنه طالبين خروجه
نيويورك – من محمد طارق: سادت حالة من التوتر بين عدد من الصحفيين المعتمدين بالأمم المتحدة، الجمعة، والمندوب السوري الدائم بالمنظمة الدولية، السفير بشار الجعفري، بسبب إصرار الأخير على الحديث عبر الميكروفون، أمام قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وارتفعت أصوات عدد من الصحفيين تطالب المندوب السوري بعدم الحديث، ‘لأن المكان والتوقيت المحددين تم تخصيصهما للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون’، إلا أن السفير السوري تجاهل تماما مطالب الصحفيين المعترضين.
وطالب الجعفري الصحفيين’بمغادرة المكان ‘إذا لم يكن الحديث على هوى أجهزة الإعلام التي يعملون لحسابها’ على حد تعبيره.
وهاجم المندوب السوري بشدة خلال حديثه الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي، وقال إن ‘الاثنين (يقصد كي مون والإبراهيمي) تجاهلا تماما أي اشارة أو تنويه للجماعات الإرهابية، التي تدمر البنية التحتية وتقتل الشيوخ في مساجد سوريا’.
ولم تمض 3 دقائق حتى همس بعض رجال الأمن، في أذن السفير السوري، ليبتعد بعدها عن الميكروفون، ويظهر الأمين العام للأمم المتحدة الذي بدأ مؤتمره الصحفي. (الأناضول)
مسؤول أممي: جرائم الأسد تذكر بأوشفيتز هتلر
الحرب في سوريا مستمرة للسنة الرابعة: 150 ألف قتيل وملايين البيوت المهدّمة وثلث السكان نازحون
عواصم ـ وكالات ـ لندن ‘القدس العربي’: اليوم تدخل الحرب في سوريا عامها الرابع، ثلاثة أعوام من القتل والدمار والتجويع والتشريد، والمذابح التي بدأت بسكاكين الشبيحة ثم رصاص قوات الأمن وبعدها المدافع والقصف على البلدات والقرى، والطائرات والجرافات التي جرفت أحياء بكاملها، والكيميائي والبراميل المتفجرة وحصار التجويع.
وما تميزت به الحرب الأهلية في سوريا هو غياب الرد العالمي ووقوف المجتمع الدولي متفرجا متعللا بخلافاته، فيما تردد الرئيس الأمريكي بالرد على الأزمة منذ البداية حيث رفض عرضا في بداية الأزمة من مدير استخباراته ووزير دفاعه ووزيرة خارجيته بتدريب عناصر معتدلة في الجيش الحر، وأنقذته روسيا بداية الخريف الماضي عندما هدد بضرب بشار الأسد إن تجاوز ‘الخط الأحمر’ واستخدم السلاح الكيميائي، وأوقف باراك أوباما الضربة في مقايضة لا تزال بنودها تخضع لامتحان التطبيق، أي تدمير وتسليم الترسانة الكيميائية السورية.
وأعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، أنه تمنى لو أن الولايات المتحدة نفّذت تهديدها بضرب مواقع في سوريا لاعتقاده أن من شأن ذلك أن يساهم في إنهاء الصراع بشكل أسرع، ودعا الحلفاء الدوليين للوفاء بوعود تزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة.
نظام الأسد الذي تعامل مع الصفقة كانتصار وفق انتصارات عدة حققها في العام الماضي سواء كانت ميدانية أو سياسية، كان آخرها إفشاله مؤتمر جنيف 2 مما قضى على الحل السياسي الذي لم يعد مطروحا في ظل الأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلالها على سوريا، من ناحية صعوبة التعاون الأمريكي- الروسي على حل الملف السوري. ويرى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن عقد انتخابات تعد لها الحكومة السورية سيقضي على فرص الحل السياسي.
تعثر الحل السياسي واضطرت المعارضة السورية المفككة إلى فتح جبهة ضد الجماعات الجهادية التي أثار حضورها القوي في داخل الثورة السورية خاصة في الشمال مخاوف الدول الغربية التي توقفت، خاصة بريطانيا وفرنسا عن الحديث عن انتقال السلطة السياسية، وانشغلت سياسيا وأمنيا وإعلاميا بمتابعة أخبار المتطوعين من أبناء بلادها في الحرب السورية.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية الجمعة إن مجلس الشعب السوري اشترط على مرشحي الرئاسة الإقامة داخل البلاد في خطوة من شأنها أن تمنع كثيرا من خصوم الرئيس بشار الأسد الذين يعيشون في المنفى من الترشح للرئاسة بينما تدخل الانتفاضة عامها الرابع.
ولم يعلن الأسد بعد ما إذا كان سيرشح نفسه لفترة ولاية ثالثة في تحد لقوات المعارضة التي تقاتل من أجل الاطاحة به وقادة الغرب الذين يطالبونه بالرحيل للمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية في سوريا وافساح المجال للتحول الديمقراطي.
لكن الأعداد لترشح الأسد في المناطق التي تسيطر عليها حكومته في العاصمة دمشق لا لبس فيه. جاء ذلك فيما اعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة في جنيف أن النزاع السوري يعتبر أكبر أزمة لاجئين في العالم حيث أجبر 40 في المئة من السكان على ترك منازلهم.
وقال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الصراع الذي تعيشه سوريا منذ ثلاثة أعوام شرد أكثر من 9 ملايين مواطن سوري حتى يومنا هذا.
وفر أكثر من 5ر6 مليون شخص داخل سورية، بينما فر 6ر2 مليون إلى البلدان مجاورة.
وأعلنت منظمة حقوقية عن توثيق مقتل أكثر من 146 ألف شخص نصفهم من المدنيين خلال الصراع الدائر في سوريا منذ’ آذار/مارس 2011.
وفي بيان أصدره مساء الخميس، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرّف نفسه بأنه منظمة حقوقية مستقلة ومقرها بريطانيا،’انه تمكن من توثيق مقتل 146 ألفاً و65 شخصاً منذ انطلاق الثورة في البلاد، وحتى تاريخ 12 آذار/مارس الجاري.
ولفت المرصد إلى أن نصف القتلى الذين تمكن من توثيقهم من المدنيين، حيث بلغ عددهم 73 ألفا و783 مدنياً، بينهم 7 آلاف و796 طفلاً، و 5 آلاف و166 أنثى فوق سن’الثامنة عشرة، و 23 ألفا و389 من مقاتلي الكتائب المقاتلة.
وأشارت المنظمة إلى أنها وثقت مقتل 10 آلاف و278′من مقاتلي الكتائب الإسلامية’وتنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ أو ‘داعش’ وجبهة ‘النصرة’، و’غالبيتهم الساحقة من جنسيات غير سورية’، حسب تعبيرها.
وقالت إن عدد القتلى من المنشقين عن قوات النظام والمنضمين لقوات المعارضة بلغ’2275، مشيرة’إلى أن 2864 من القتلى مجهولو الهوية وتم توثيق مقتلهم بالصور والأشرطة المصورة.
من جهة أخرى، لفت المرصد إلى أن’عدد القتلى من’القوات النظامية بلغ 34 ألفا و738، في حين أن’عدد القتلى من’عناصر اللجان’الشعبية، وقوات الدفاع الوطني، والشبيحة، وهي ميليشيات مسلحة موالية للنظام بلغ 21 ألفا و336 .
وبخصوص القتلى من الميليشيات غير السورية الموالية للنظام، فبلغت الحصيلة’332 قتيلاً من حزب الله اللبناني، و459′من المقاتلين الموالين للنظام من الطائفة الشيعية، ومسلحين آخرين من جنسيات غير سورية، وفقا للمرصد.
الأزمة السورية في الذكرى الثالثة: إنتفاضة بدأت من أجل الحياة فتحولت إلى طقس يومي للموت… والعالم يتفرج
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ اليوم تدخل الحرب في سوريا عامها الرابع، ثلاثة أعوام من القتل والدمار والتجويع والتشريد،والمذابح التي بدأت بسكاكين الشبيحة ثم رصاص قوات الأمن وبعدها المدافع والقصف على البلدات والقرى، والطائرات، والجرافات التي جرفت أحياء بكاملها، والكيميائي والبراميل المتفجرة وحصار التجويع.
وأبرز ملامح الحرب الأهلية في سوريا هو غياب الرد العالمي ووقوف المجتمع الدولي متفرجا متعللا بخلافاته، فيما تردد الرئيس الأمريكي في الرد على الأزمة منذ البداية حيث رفض عرضا من مدير استخباراته ووزير دفاعه ووزيرة خارجيته بتدريب عناصر معتدلة في الجيش الحر، وأنقذته روسيا بداية الخريف الماضي عندما هدد بضرب بشار الأسد إن تجاوز ‘الخط الأحمر’ واستخدم السلاح الكيميائي، أوقف باراك أوباما الضربة في مقايضة لا تزال بنودها تخضع لامتحان التطبيق، أي تدمير وتسليم الترسانة الكيميائية السورية.
تعامل نظام الأسد مع الصفقة كانتصار ضمن انتصارات عدة حققها في العام الماضي سواء كانت ميدانية أو سياسية، كان آخرها إفشاله مؤتمر جنيف-2 مما قضى على الحل السياسي الذي لم يعد مطروحا في ظل الأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلالها على سوريا، من ناحية صعوبة التعاون الأمريكي- الروسي على حل الملف السوري. ويرى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن عقد انتخابات تعد لها الحكومة السورية سيقضي على فرص الحل السياسي.
جبهة جديدة
تعثر الحل السياسي واضطرت المعارضة السورية المفككة إلى فتح جبهة ضد الجماعات الجهادية التي أثار حضورها القوي في داخل الثورة السورية خاصة في الشمال مخاوف الدول الغربية التي توقفت، خاصة بريطانيا وفرنسا عن الحديث عن انتقال السلطة السياسية، وانشغلت سياسيا وأمنيا وإعلاميا بمتابعة أخبار المتطوعين من أبناء بلادها في الحرب السورية.
كانت جبهة الشمال هي الساحة التي شهدت مواجهات ومعارك بين الفصائل التابعة للجيش الحر من جهة وجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ من جهة أخرى. لم تتعلم الأخيرة من دروس العراق، فمارست القمع والقتل وحاولت تطبيق الشريعة وقمعت المعارضين، وأثار الدم الذي أسالته زعيم القاعدة أيمن الظواهري فقرر فصل أبو بكر البغدادي الذي رد بفتح جبهة جديدة في منطقة الأنبار. وعلى دمار داعش صعدت جبهة النصرة فيما تفكك التحالف الذي أنشيء بدعم سعودي ‘الجبهة الإسلامية’ التي كانت عملياتها وسيطرتها على مخازن الأسلحة التابعة لرئيس هيئة الأركان اللواء سليم إدريس واحدا من الأسباب التي أطاحت به في الشهر الماضي وتعيين اللواء عبد الإله بشير النعيمي، قائدا جديدا. وتحول الحديث اليوم من الشمال للجنوب.
وتزامن هذا التغيير مع تسليم ملف سوريا إلى الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية، بدلا من الأمير بندر بن سلطان الذي همش بسبب عدم نجاحه في وقف تقدم القوات السورية وحرف ميزان القوة لصالح المعارضة.
وفي تطور جديد أقرت السعودية قانونا للإرهاب ودعت كل السعوديين الذين يقاتلون في سوريا إلى العودة في غضون إسبوعين وإلا واجهوا العقوبة. ذلك أن قانون الإرهاب يقضي بمعاقبة من يشارك أو يتعاطف مع جماعات إرهابية صنفتها السعودية بالإخوان وجبهة النصرة وداعش. ويقدر عدد السعوديين المقاتلين إلى جانب الجماعات السورية بحوالي 2000 مقاتل.
حملة القلمون
قال النظام إنه أنهى حملة القلمون والمعركة على يبرود لم تحسم، كل هذا على الرغم من الدعم الذي يلقاه من حزب الله الذي يرسل آلافا من المقاتلين والمتطوعين للقتال إلى جانب الميليشيات التابعة للنظام. إضافة لآلاف من المقاتلين الشيعة من العراق وإيران بشكل يفوق عدد المتطوعين الأجانب الذين أصبحوا عرضة للتهديد من بلدانهم. لكن أهم أثر للحرب هو انتقالها إلى لبنان الذي شهد عددا من التفجيرات استهدفت الضاحية الجنوبية والمصالح الإيرانية في لبنان، وأعلنت جبهة النصرة المسؤولية عن عدد منها. ومع ذلك يشعر النظام بالثقة وبحس الإنتصار بعد أن حقق سلسلة اتفافيات هدنة ووقف إطلاق للنار ولم تكن إلا نتاجا لسياسة التجويع والحصار. ومن هنا يمكن القول أن أحدا لم ينتصر في سوريا.
صورة اليرموك
حتى الآن المنتصر الوحيد هو الجوع والتشريد، فقد تحولت الأزمة في سوريا وطوال العام الماضي إلى أزمة إنسانية سواء على صعيد تدفق الآلاف من اللاجئين إلى دول الجوار، او الحصار، وكانت صورة اليرموك التي التقطت في 31 كانون الثاني /يناير تلخيصا لحرب التجويع والمعاناة التي عاشها السكان في اليرموك وكل المدن المحاصرة، فيما ظل المدنيون عرضة للقصف والدمار، وفي هذا السياق لا بد من الإشارة لمقال نشرته صحيفة ‘دايلي تلغراف’ لـ لينا العطار، وهي كاتبة سورية أمريكية تحت عنوان ‘إحصاء الموتى في سوريا’ وتحدثت في بدايته عن الإنتفاضة السورية وكيف خرج السوريون ضد النظام الوحشي للأسد يحملون الأعلام والهتافات فرد عليهم النظام بالرصاص. وبدأت العطار مقالها بالحديث عن بيت أهلها في حلب الذي تحول والحي كله إلى منطقة خراب لم تعد صالحة لاستخدام أحد، ولكنها سمعت في الأسبوع الماضي أن السكان وجدوا فرصة لاستخدامها ولكن لدفن الموتى من أهل حلب.
وليس غريبا أن تختفي حدائق المستقبل في سوريا وأن يتحول الحي الذي يقع فيه بيتها إلى مقبرة لأن كل سوري ترافقه أشباح الموتى. فالثورة التي خرجت أصلا من رغبة الإنسان في الحياة علمت السوريين وبشكل مطلق الموت ‘الموت في كل شكل، تخلل حياتنا’. وتقول إن ثلاثة أعوام مرت على بداية الثورة السورية التي رد فيها الجيش على المقاومة المسلحة بالبراميل المتفجرة والصواريخ الكيميائية، وأشارت إلى وصول المتطوعين الأجانب الذين أرادوا تطبيق أجندة خاصة بهم ‘اليوم سوريا التي نعرفها لم تعد موجودة، فقد شرد ثلث سكانها، ودمر أكثر من مليون بيت من بيوتها وقتل أكثر من مئة ألف، ولم يعد الربيع الفصل الذي يحتفل فيه السوريون بالخصب، وتحول فصلا للنواح على موت حلم البلد’.
وتقول ‘خلال الأعوام الثلاث الماضية أطلق على كفاح السوريين من أجل حق تقرير المصير أكثر من اسم ولا يهم الإسم: ثورة، إنتفاضة وحرب أهلية وحرب بالوكالة، نزاع معقد، لكن الحقيقة الواضحة هي أن العالم وقف يتفرج على الإبادة الجماعية التي تجري ببطء’.
من 20 ـ 100
وتضيف ‘ أتذكر عندما كان عدد القتلى بالعشرين والثلاثين ثم ببطء ارتفع للسبعينات والثمانينات، واليوم الذي وصل فيه العدد للمئة، كان علامة مهمة تحولت إلى حدث عادي. ففي آب /أغسطس 2012 قتل في بلدة داريا، التي كانت معقل المقاومة السلمية 500 شخص، عبر العالم عن صدمته ولكنه لم يتحرك، وفي يوم آخر من أب/أغسطس قتل 1400 بغاز السارين، إرتجف العالم ولكنه لم يتغير’. ومثل بقية السوريين فالعطار مقتنعة أنه مهما قتل من السوريين فلن يتحرك ضمير العالم، فحتى الأمم المتحدة توقفت عن إحصاء عدد القتلى ‘لأن العملية خطرة ومن الصعوبة التحقق من الأرقام’ ولكن العطار وغيرها ‘يشكون في وجود سبب آخر: لا أحد يهتم’.
مع أن كل رقم في الحرب ‘له اسم وعائلة وحياة وحلم لم يتحقق، ووجوههم التي تلاحقنا تسلم علينا كل يوم ومطبوعة على فيسبوك وتويتر، وقصصهم أصبحت قصصنا حيث نقوم بدمجها في تواريخنا، والسوريون لا يتحملون عالما يغض الطرف عنهم، ولهذا فلن يتوقفوا عن إحصاء عدد الموتى، فالآلاف من الملفوفين بالنعوش البيضاء صفت في قبور حفرت في تراب سوريا الملون بلون الصدأ، لا يمكننا أن نتجنب النظر لوجوهم أو أسمائهم’. وتتحدث الكاتبة عن التظاهرة التي وقفت أمام البيت الأبيض منذ يوم الأربعاء ويقرأ المشاركون فيها أسماء 100 ألف أو اكثر من السوريين القتلى في الحرب السورية، وستمتد القراءة لمدة ثلاثة أيام حيث سنتهي السبت 15 آذار/مارس وهو اليوم الذي انطلقت فيه الثورة السورية.
لعبة الأسماء
وتقول العطار ‘عندما تنادي شخصا باسمه فإن شيئا يحدث ويتجاوز الكلام العابر، وتمثل المقاطع الصوتية لكل اسم كل شيء يعبر عنه الشخص أو من المفترض أن يعبر عنه، وقراءتنا للأسماء تعطي وزنا للشخص وتعبر عن الإعتراف الذي يستحقه منا، اسم بعد اسم، ساعة بعد ساعة، من النهار لليل، من قراءة الأسماء أمام جمهور صاخب للهمس بأسمائهم في الليل، نمنح كل اسم حضورا ويسمع اسمه للحظة قبل أن يختفي’.
ومع كل هذا فالكاتبة تعترف بأن الناشطين سيواجهون صمت العالم أمام السلاح الوحيد الذي أشعل الثورة وهو: أصواتنا.. ‘ولثلاثة أيام سنطلق الأشباح التي نحملها في داخلنا ونوجهها نحو كل السياسيين والمسؤولين الذين يتظاهرون بأنهم يعرفون معنى الإنسانية’. وتتساءل في النهاية ‘كم من السوريين سيقتل قبل أن يسمع العالم الكلمة المحملة بالمعاني ‘لن تحدث مرة أخرى، أبدا’، وكم من السوريين يجب أن يموت قبل أن يفهم الرئيس أن التراجيديا السورية ليست مجرد تعبير عن أسف يحضر في فقرة من فقرات سيرته الذاتية التي سيكتبها في المستقبل وستحقق مبيعات ضخمة’.
تقييم لوضع النظام
يقرأ الناشطون أسماء الضحايا، وتستمر المعارك في كل محافظات سوريا الـ 14 وتتراوح ما بين صواريخ السكود والبراميل المتفجرة إلى المتفجرات الصغيرة المزروعة في الطرقات. ويحاول النظام كما يقول جيفري وايت، الزميل الباحث في معهد واشنطن التأكد من نجاحه وكسر جمود المعركة لصالحه، وهو يحقق بعض التقدم وإن كان هذا بالبوصة وليس بالميل. ويقول إن استراتيجية النظام تقوم على عدم الإعتراف بحالة الجمود في المعركة ولديه أهداف ووسائل لتحقيقها. فالهدف السياسي للنظام هو البقاء في السلطة واستعادة ما خسره من أراض كلها أو معظمها، وإضعاف المعارضة في المنفى وعدم الإعتراف بها. أما الهدف العسكري فهو تحويل الجماعات المسلحة إلى مجرد تهديد إرهابي قادم من الخارج. وهذا لا يعني محاولة التخلص من المعارضة المسلحة أو سحقها بالكامل، لكن النظام عبر عن استعداد دائم للقتال وفي كل مكان من سوريا، وعليه فهو يقوم باستخدام كل ما لديه من قوة- برية، جوية وصاروخية وقوات غير نظامية.
والهدف الرئيسي في استراتيجية النظام هو الحفاظ على طرطوس واللاذقية والسويداء، والبقاء حاضرا في محافظات مثل إدلب ودمشق ودير الزور، واستعادة ما خسره في حلب وأحياء دمشق والقلمون. وتسمح هذه الإستراتيجية للنظام بالتركيز في القتال على مناطق تعتبر حيوية. ويرى الكاتب إن النظام يقوم بعمليات هجومية لاستعادة أراض خسرها ودفاعي للحفاظ على المناطق الحيوية، وعمليات للسيطرة على المدنيين حصار أو قصف متواصل، وعمليات أمنية وتقتضي اعتقالات ومداهمات وتهدف لمنع نشاطات للمعارضة المسلحة. وحقق النظام نتائج متراوحة من سيطرة قوية، ضعيفة وخسارة مناطق. فالنظام آمن في اللاذقية والسويداء وطرطوس، ويحقق تقدما بطيئا في القلمون ودمشق وحمص، ويقوم بحملة تقدم بطيئة في حلب، ومنذ الصيف الماضي فتح النظام حملة للتقدم نحو جنوب- شرق المدينة، ويهدد النظام بحصار مناطق المعارضة في داخل المدينة حلب. ويستخدم النظام مجموعة من الإستراتيجيات قصف وعزل وحصار، وهي نفس المستخدمة حول دمشق.
حملات دفاعية
وفي بعض المناطق يقوم النظام بحملات للدفاع عن مناطق رئيسية- مطارات وقواعد عسكرية أو منشآت. ويعتمد في هذا على ما يسميه الكاتب ‘الحواجز′ التي تعتبر نقاطا تربط القواعد العسكرية وتؤمن خطوط الإمدادات. وقد نجحت العمليات الدفاعية في دير الزور وإدلب والرقة. ويقول الكاتب إن النظام يخسر مناطق في القنيطرة ودرعا في الجنوب وحماة في الوسط.
ويرى أن معظم نجاحات المعارضة تمت في مناطق ليست مهمة. وعندما يرى النظام أن المعارضة حققت نجاحات مهمة فإنه يقوم بحملة هجوم واسعة. ويرى أن نجاحات النظام متعلقة بالقدرة على تحشيد وقوات والطبيعة الجغرافية والدعم من حزب الله، مع أن الأخير تكبد خسائر فادحة في يبرود. وتظل في النهاية نجاحات النظام ليست كاسحة، فقد نجح في التقدم ببطء في مناطق وفشل كليا في أخرى، ولو حقق النظام تقدما واسعا في حلب مثلا فستنحرف دفة الحرب لصالحه.
وهو ما يجعل الكثيرين يعبرون عن قلقهم من خسارة المعارضة هناك وفي دمشق، وهذا لن يحدث في ليلة وضحاها. ولكن الإمكانية تظل قائمة نتيجة خسارة الدعم الشعبي، ونقص الدعم اللوجيستي وأثر الخسائر عليها. وفي الوقت الذي خاضت فيه المعارضة معارك طويلة وناجحة إلا أن تصميمها وقدرتها قد لا يستمر للابد. ومن هنا فالسؤال سيظل قائما حول قدرتها على الرد على تحديات النظام بشكل فاعل. وهذا مرتبط بالدعم الدولي لها. وهو ما دعا إليه المعلق ديفيد إغناطيوس في ‘واشنطن بوست’.
جمال معروف
فقد دعا إغناطيوس إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعادة النظر في الإستراتيجية الحالية تجاه سوريا، خاصة أن أي أمل في تعاون أمريكي ـ روسي لحل الأزمة وانهاء حكم الأسد قد تبدد بعد التدخل الروسي في القرم وتداعيات الأزمة الأوكرانية. ويرى أن الإدارة الأمريكية بحاجة لتعديل استراتيجيتها لتعزيز قوة المعتدلين في المعارضة السورية كي يكون بإمكانهم مواجهة حكم بشار الأسد الدموي والمتطرفين من القاعدة في نفس الوقت. ويدعو الإدارة لتبني جمال معروف، الذي يقود جبهة ثوار سوريا ‘وقيادي معتدل في الشمال’، وتحدث إغناطيوس مع معروف الذي يعمل قرب الحدود التركية مع سوريا بالهاتف، وقدم معروف استراتيجتين طويلتي الأمد وتعبران عن براغماتية ‘وهو ما لم أسمعه من قيادي في المعارضة في الأشهر الأخيرة’. وتقوم استراتيجية معروف على قتال كل من قوات النظام ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام في وقت واحد. ويبدو الكلام أسهل من الفعل كما يقول الكاتب لكن معروف استطاع تحقيق هذا في منطقته التي يسيطر عليها، إدلب. فقد استطاعت قوات معروف إخراج الجيش السوري من معرة النعمان في وسط محافظة إدلب وطردوا في الوقت نفسه المقاتلين التابعة لداعش وذلك في آب/أغسطس 2011. ووسع معروف من حملته ضد الجهاديين حيث استطاعت قواته طرد داعش من محافظة ويحاولون الآن تطهير شرق حلب من الجهاديين.
وآخر ما حققوه هو طرد المتطرفين من بلدة دركوش، قرب الحدود مع تركيا. وفي حالة حصوله على دعم مالي وعسكري كاف فسيقوم بنقل المعركة للشرق لمدينتي الرقة ودير الزور اللتين تسيطر عليهما الدولة الإسلامية. ويقول إغناطيوس إن معروف عمره 39 عاما وهو نموذج للجيل الجديد من القادة الصاعدين في الثوة السورية. ومقارنة مع اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش الحر السابق الذي تلقى تعليمه في ألمانيا وعمل محاضرا في الأكاديمية العسكرية في حلب، فمعروف حاصل على الشهادة الثانوية، وعمل في وحدة الدبابات أثناء خدمته العسكرية الإجبارية، وعمل بعد ذلك في مجال البناء بلبنان. ويرى إغناطيوس ان معروف رجل ‘معتدل’ بكل معنى الكلمة.
تقديم السلاح
ويقول إن إدارة أوباما توازن إمكانية توسيع برنامج الدعم للمعتدلين، وفي الوقت الذي تقوم به الإستخبارات الأمريكية (سي أي إيه) بتدريب 250 مقاتلا في الشهر في معسكرات في الأردن إلا أن معظمهم يشاركون بعمليات في الجنوب وتحت إمرة القائد الجديد للجيش الحر عبدالإله البشير الذي ينحدر من القنيطرة.
ويطالب قادة المعارضة بمضاعفة برنامج السي أي إيه من خلال فتح معسكر تدريب في قاعدة جوية عسكرية في دولة خليجية صديقة للمعارضة حيث تقوم القوات الأمريكية الخاصة بتدريب المعارضة وتدريبهم على عمليات مكافحة الإرهاب، وتوسيع عمليات التدريب ويجب على الرئيس أوباما الموافقة عليها. ويختم بالقول إن المعارضة السورية المعتدلة تحتاج كل الأسلحة المتوفرة لحماية المدنيين من قوات الأسد ومن المتطرفين في الوقت نفسه. وتقدمت المعارضة بمطالب معقولة للحصول على رشاشات ثقيلة تمكنها من ضرب المروحيات السورية. في الوقت نفسه عبرت السعودية عن استعدادها لتوفير صواريخ ‘مانباد’ المضادة للطائرات. وهذه الصواريخ مخزنة في الأردن وتنتظر الإذن الأمريكي لتوزيعها. ومن حق الولايات المتحدة أن تقلق من أن أسلحة كهذه قد تقع في الأيدي الخطأ، لكن معروف يبدو القائد الذي يمكن للولايات المتحدة والغرب الإعتماد عليه وتزويده بالقوة النارية لحماية المدنيين وقتال المتطرفين.
بريطانيا: سنحول دون امتداد الصراع السوري لعام رابع
نصر المجالي
ايلاف
قالت بريطانيا ان مرور ثلاث سنوات يمثل مرحلة مميزة فظيعة بالصراع في سوريا مؤكدة عزمها على بذل ما تستطيع للحيلولة من دون مرور عام آخر من المعاناة للشعب السوري.
بمناسبة الذكرى الثالثة لبدء الصراع في سوريا التي تصادف، السبت، أصدر وزير الخارجية ويليام هيغ ووزيرة التنمية الدولية جستين غريننغ بيانا مشتركا أكدا فيه عزم بريطانيا على تكثيف جهودها دعما للتسوية السياسية، وهي السبيل الوحيد لوضع نهاية مستدامة لهذا الصراع وللمعاناة الإنسانية الفظيعة التي يتسبب بها.
وقال البيان إن “مرور ثلاث سنوات يمثل مرحلة مميزة فظيعة بالصراع في سوريا، فقد سقط ما يفوق 140,000 قتيل منذ أن بدأ نظام الأسد قمعه الوحشي لمتظاهرين سلميين في دمشق يوم 15 مارس/ آذار 2011”.
كما أن الملايين غيرهم دمرت حياتهم وأجبروا على النزوح عن بيوتهم، ومن بينهم 2.6 أصبحوا لاجئين في الدول المجاورة التي استقبلتهم برحابة صدر وأبدت كرمها تجاههم، وهذا يحملها عبئا كبيرا.
واشار البيان المشترك الى انه من المذهل حسب تقدير الأمم المتحدة، أنه بالإضافة إلى اللاجئين هناك ما يفوق 9 ملايين شخص بحاجة لمساعدات عاجلة داخل سوريا وهذا يمثل بالإجمالي أكثر من نصف تعداد سكان سوريا قبل الأزمة.
مبادرات بريطانيا
وقال الوزيران في البيان: إن الشعب البريطاني يشعر بالفخر لكوننا في طليعة الجهود الإنسانية الدولية. فقد خصصت المملكة المتحدة 600 مليون جنيه استرليني من المساعدات استجابة للأزمة السورية، وهذا أكثر مما قدمته أي دولة أخرى باستثناء الولايات المتحدة. هذا الدعم ينقذ الأرواح على الأرض. وبشكل عام، الدعم البريطاني المقدم داخل سوريا يوفر المياه النقية إلى 1.4 مليون شخص والمساعدة الطبية لحوالي ربع مليون شخص. كما أننا نساعد في توفير المواد الغذائية لما يصل إلى 320,000 لاجئ شهريا، إلى جانب توفير الاستشارات لمن يعانون من الصدمة النفسية والتعليم لآلاف الأطفال.
ونبه البيان الى ان نظام الأسد وبعض الجماعات المتطرفة ما زالوا يمنعون وصول المساعدات للكثيرين من الذين بحاجة ماسة إليها. حيث هناك 3.5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها لا يحصلون على المساعدات، من بينهم 240,000 شخص لا يحصلون عليها كنتيجة مباشرة للحصار الذي أغلبه من القوات الحكومية. والحكومة البريطانية واضحة في إدانتها لمن يمنعون وصول المساعدات للمحتاجين. هذا غير مقبول نهائيا، ولابد وأن يتغير هذا الوضع الآن.
وقال هيغ وغرننغ في بيانهما ان القرار الذي صدر بالإجماع عن مجلس الأمن الدولي في الشهر الماضي بشأن وصول المساعدات داخل سوريا يعتبر خطوة إيجابية هامة، وكان للمملكة المتحدة دور حاسم فيه.
رسالة مجلس الأمن
واشارا الى ان مجلس الأمن وجه رسالة واضحة للأسد بأن عليه وقف ممارسته الفظيعة بإلقاء البراميل المتفجرة التي تصيب عشوائيا وتسببت بمقتل آلاف السوريين الأبرياء، وأدان الاعتقال القسري للسجناء وتعذيبهم في معتقلات النظام. كما دعا القرار على نحو من الأهمية كافة الأطراف، وخصوصا السلطات السورية، بالسماح الفوري الآمن بوصول المساعدات الإنسانية – عبر خطوط القتال وعبر الحدود – دون عراقيل لضمان وصولها لكافة المحتاجين إليها.
وختم بيان الوزيرين البريطانيين قائلاً: لكن هذا القرار لن يكون له أثر حقيقي إلا حين تترجم هذه الكلمات إلى أفعال. والمملكة المتحدة مستعدة تماما للعمل مع الأمم المتحدة وشركاء آخرين للوصول للمحتاجين. وبموازاة ذلك سوف تكثف بريطانيا جهودنا دعما للتسوية السياسية، وهي السبيل الوحيد لوضع نهاية مستدامة لهذا الصراع وللمعاناة الإنسانية الفظيعة التي يتسبب بها.
حملة دعم ترشيح الأسد تنطلق من حمص
أ. ف. ب.
من داخل مدينة حمص، عاصمة الثورة السورية ظهرت لافتات تدعو الرئيس السوري بشار الأسد للترشح لولاية رئاسية جديدة، ويؤكد واضعو هذه اللافتات انهم تحركوا بدافع شخصي.
بيروت: ترتفع في حي النزهة وسط مدينة حمص السورية، لافتات كبيرة تطالب الرئيس بشار الاسد الذي وصل الى سدة الحكم قبل اربعة عشر عاما، بالترشح لولاية جديدة في البلاد التي يمزقها نزاع دام منذ ثلاثة اعوام.
وتظهر في احدى هذه اللافتات “لانك رمز كرامتنا وشموخنا، نناشدك بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية”، وذلك على خلفية صورة للرئيس الاسد والعلم السوري. وتحمل اللافتة توقيع “المطعم العائلي”.
وتعد حمص مدينة ذات رمزية كبيرة بالنسبة الى الناشطين المعارضين للرئيس السوري. فهي وصفت بأنها “عاصمة الثورة” ضد النظام، وشهدت العديد من التظاهرات والاعتصامات بدءا من منتصف آذار/مارس 2011.
ومع تحول الاحتجاجات الى نزاع دام، شهدت احياء في حمص ابرزها بابا عمرو، معارك عسكرية شرسة قبل سيطرة النظام عليه مطلع آذار/مارس 2012.
واستعاد النظام تدريجا غالبية احياء ثالث كبرى المدن السورية، باستثناء احياء حمص القديمة التي لا زالت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
ومن هذه المدينة، يبدو ان الحملة الانتخابية للرئيس السوري قد بدأت، وان بشكل غير رسمي، اذ ان الاسد لم يعلن بعد ترشحه للانتخابات المزمع اجراؤها هذه السنة.
وفي شارع الاهرام الرئيسي في حمص، ارتفعت لافتة كبيرة كتب فيها “العاملون في مؤسسة الوعري للطباعة الرقمية والخطاط فادي حسن يناشدون السيد الرئيس بشار الاسد الترشح لولاية دستورية جديدة ونعاهده بالدم البقاء على العهد”.
وكتب النص الى جانب صورة للاسد مبتسما وهو يبسط يده.
وتضيف اللافتة الكبيرة “المجد والخلود لشهدائنا الابرار، وتحية لرجال الجيش و(قوات) الدفاع الوطني الباسل”.
ويؤكد واضعو هذه اللافتات انهم تحركوا بدافع شخصي.
ويقول سامر جوهر (43 عاما)، صاحب “المطعم العائلي”، “عندما سمعنا ان الرئيس الاسد سيترشح الى الانتخابات الرئاسية اذا ما اراد الشعب ذلك، قررنا ان نطبع هذه اللافتات لانه رمز مجدنا وفخرنا ونصرنا”.
ويقول هذا الرجل المنتمي الى الطائفة العلوية، مثله مثل الرئيس السوري، “هم (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) سموا حمص عاصمة الثورة. انا اقول لكم ان حمص هي العاصمة التي منها تنطلق الحملة الداعية لترشح الرئيس الاسد الى ولاية جديدة”.
وكان الاسد الذي تنتهي ولايته رسميا في 17 تموز/يوليو، قال لوكالة فرانس برس ان ثمة “فرصا كبيرة” لترشحه لولاية جديدة.
ويبدي المؤيدون لترشح الرئيس الاسد، توقهم الى تحقيق الاستقرار في البلاد الغارقة منذ ثلاثة اعوام في نزاع دام.
ويقول سامر الذي عمل سابقا في مجال الاعلانات، ويرفع حاليا 15 لافتة مؤيدة في حمص “اذا ترك منصبه، ستكون الفوضى”.
ويرى عيسى يوسف، وهو مسيحي من بلدة المشرفة القريبة من الحدود اللبنانية، ان الاسد وفر للسوريين الامان.
ويقول هذا السائق البالغ من العمر 50 عاما “نحن، رجال ونساء واطفال، عشنا في امان تحت سلطة الرئيس الاسد، وآمل في اعادة انتخابه مرتين وثلاثة”.
وتقول ربة منزل فضلت عدم كشف اسمها “كنا نشعر معه بالامان، في حين ان المجموعات المسلحة لم تحمل لنا سوى الدمار”.
وكان مجلس الشعب السوري اقر الخميس البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة. وتغلق هذه البنود عمليا باب الترشح امام اي من معارضي الخارج، اذ تشترط ان يكون المرشح الى الرئاسة قد اقام بشكل متواصل في سوريا خلال الاعوام العشرة الماضية.
وحذر الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الخميس من اجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان حصولها سينسف عملية التفاوض مع المعارضة، والتي تهدف للتوصل الى حل سياسي للنزاع.
وردت دمشق الجمعة على الابراهيمي عبر وزير الاعلام عمران الزعبي الذي قال في تصريحات للتلفزيون الرسمي ان الابراهيمي “تجاوز مهمته” بالتطرق الى الانتخابات الرئاسية.
ولا تزال احياء حمص القديمة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، والذين يسيطرون كذلك على حي الوعر في غرب حمص، والذي يقيم فيه نحو 800 الف شخص بينهم عدد كبير من النازحين من احياء اخرى.
وبالنسبة الى الناشطين في الاحياء المعارضة في حمص، يعد ترشح الرئيس الاسد لولاية جديدة من سبع سنوات، امرا غير مقبول.
ويقول ناشط قدم نفسه باسم “ثائر الخالدية” لوكالة فرانس برس عبر الانترنت “نحن نعرف ان لافتات مماثلة رفعت رغما عن الناس الموجودين في الاحياء التي يسيطر عليها النظام”، معتبرا ان الاخير “يحاول ان يظهر ان كل حمص تؤيده”.
اضاف هذا الشاب البالغ من العمر 25 عاما، ان تظاهرات ستخرج في الاحياء المعارضة رفضا لترشح الرئيس السوري لولاية جديدة.
ويقول “يستحيل ان نقبل ببشار الاسد بعدما حصل لنا ولعائلاتنا”.
قوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله تصل إلى أطراف يبرود
«النصرة» تشرف على انسحاب «داعش» من إدلب واللاذقية
بيروت: «الشرق الأوسط»
وصلت القوات النظامية السورية وحزب الله اللبناني إلى أطراف مدينة يبرود، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن القوات النظامية وصلت إلى الجزء الشرقي من المدينة، بعدما سيطرت خلال الأسابيع الماضية على مناطق وتلال محيطة بها. وأفاد المرصد بحدوث اشتباكات عنيفة «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة في محيط مدينة يبرود»، مشيرا إلى «سيطرة القوات النظامية والمسلحين الموالين لها على نقطة في منطقة العقبة» على المدخل الشرقي ليبرود.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، بأن هذه المنطقة «هي النقطة الأقرب التي يصل إليها حزب الله والقوات النظامية»، مشيرا إلى وقوع «معارك عنيفة أيضا على الأطراف الشمالية ليبرود، بين هذه المدينة وبلدة الساحل» التي استعادها النظام قبل أيام. وأضاف أن النظام يسعى إلى «محاصرة المقاتلين في يبرود بالكامل تمهيدا لطردهم منها».
وبث التلفزيون الرسمي السوري في شريط إخباري عاجل أن «وحدات من الجيش العربي السوري تحقق تقدما في مزارع يبرود بريف دمشق وتحكم سيطرتها على المدخل الشرقي والتخوم الشمالية الشرقية للبلدة». وتحدث التلفزيون عن «انهيار في صفوف العصابات الإرهابية»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.
وأعلنت جبهة النصرة، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة، على لسان الناطق باسمها في القلمون عبد الله عزام الشامي، أن «إحدى النقاط على محور العقبة سقطت، واستغلها الجيش» النظامي، وذلك بحسب بيان تناقلته مواقع إلكترونية جهادية. وأضاف «استغلها الجيش لضرب باقي النقاط مع هجوم متزامن (…) لذلك انسحب الإخوة إلى نقاط خلفية»، مؤكدا في الوقت نفسه وصول «العديد من خيرة مجاهدينا للمؤازرة». وتتقدم القوات النظامية وحزب الله منذ أسابيع في اتجاه يبرود، وسيطروا تباعا على مناطق وتلال محيطة بها لتطويقها. ويسعى النظام إلى السيطرة على كامل القلمون لتأمين الطريق بين دمشق والساحل السوري. كما يحاول قطع خطوط إمداد مقاتلي المعارضة بين يبرود وبلدة عرسال ذات الغالبية السنية في شرق لبنان. ويقول حزب الله إن السيارات المفخخة التي استخدمت في هجمات ضد مناطق نفوذه في لبنان خلال الأشهر الماضية، فخخت في يبرود ودخلت الأراضي اللبنانية عبر عرسال.
من ناحية ثانية، قال نشطاء إن جماعة منشقة عن «القاعدة» انسحبت من محافظتين بشمال غربي سوريا أمس، واتجهت إلى معاقلها في الشرق بعد اشتباكات مع مقاتلين منافسين على مدى شهور. وتقاتل جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة في ما سبق جماعات معارضة منافسة منذ بداية العام، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وأضعف الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد. وأجبرت الجماعة الكثير من مقاتلي المعارضة على الانسحاب بعد أن استولت على أراض وقتلت قادة منافسين. ونقلت وكالة «رويترز» عن نشطاء أنها أنهت انسحابها من محافظتي إدلب واللاذقية، ونقلت قواتها نحو محافظة الرقة في الشرق والمشارف الشرقية لمدينة حلب في الشمال.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جبهة النصرة أشرفت على الانسحاب لتصبح المحافظتان خاليتين تماما من عناصر «داعش». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الدولة الإسلامية في العراق والشام ضعفت بسبب الاشتباكات والانشقاقات في المناطق التي انسحبت منها، لكنها ما زالت مسيطرة على محافظة الرقة، وما زال لديها الكثير من الموارد لتعتمد عليها. وأظهر تسجيل فيديو نشر أمس على الإنترنت اثنين من المقاتلين يتجولان فيما قيل إنه مبان مهجورة كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام تستخدمها كمحكمة وسجن في بلدة في منطقة جبل الأكراد. وقال مقاتل إن الانسحاب تم بهدوء بعد مفاوضات بين «داعش» ومقاتلين آخرين.
وفي البداية، أعيدت تسمية فرع «القاعدة» في العراق باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، لكن تنظيم القاعدة أعلن أنه سيقطع علاقاته بالجماعة الشهر الماضي لرفضها أن تقتصر عملياتها على العراق. واشتبكت جبهة النصرة، فرع «القاعدة» في سوريا، من حين لآخر مع مقاتلي «داعش»، لكنها حاولت أيضا الوساطة في الهدنة أكثر من مرة بين «داعش» وفصائل منافسة، وقاتلت إلى جانبها ضد القوات الحكومية في مناطق أخرى. لكن الاقتتال زاد من تعقيد الحرب.
وفي واقعة منفصلة، قال مصدر عسكري إن الجيش السوري قتل 20 من مقاتلي المعارضة في كمين في تلكلخ، وهي قرية تقع على بعد 40 كيلومترا غرب حمص. وأذاع تلفزيون «المنار» اللبناني أيضا خبرا عن هذه الواقعة. وقال المصدر إن الهجوم وقع قرب نقطة للجمارك بالقرب من الحدود مع لبنان على بعد نحو أربعة كيلومترات من القرية. وقالت حسابات موالية للحكومة على موقع «تويتر» إن المسلحين كانوا يحاولون دخول وادي خالد في لبنان بعد فرارهم من بلدة الحصن السنية، لكن وكالة «رويترز» لم تستطع التحقق من هذه التقارير من مصدر مستقل.
اللجوء السوري «كارثة» العصر.. وجيل كامل من الأطفال «معلق في الهواء»
أزمة سوريا نقلتها من ثاني أكبر مستضيف للاجئين إلى المصدر الثاني عالميا
بيروت: ليال أبورحال
تخطى عدد السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم بسبب النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات في بلدهم تسعة ملايين شخص مما أدى إلى أكبر مجموعة من النازحين في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وقال رئيس المفوضية العليا للاجئين أنتونيو غوتيريس إن «من غير المقبول أن تحصل كارثة إنسانية بهذا الحجم أمام أعيننا دون أي مؤشر إلى مطلق تقدم من أجل وقف حمام الدم». وأضاف غوتيريس في بيان: «يجب عدم ادخار أي جهد من أجل تحقيق السلام وتخفيف معاناة شعب لا ذنب له يحاصره النزاع ويرغمه على الرحيل عن بيته وأهله وعمله ومدرسته».
«الشرق الأوسط» تواصل اليوم تغطيتها للذكرى السنوية الثالثة للثورة السورية وتتناول أزمة اللاجئين إلى الخارج والنازحين في الداخل، وتتناول أيضا أوضاع الأقليات وكيف أضعفت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المعارضة بممارساتها وانتهاكاتها خاصة في معقلها بالرقة.
كانت ثلاث سنوات من عمر الأزمة كفيلة بنقل سوريا من الدولة الثانية عالميا لناحية عدد اللاجئين الذين تستضيفهم على أراضيها إلى الدولة الثانية المصدرة للاجئين، إذ لم تتفوق عليها سوى أفغانستان التي فر منها أكثر من خمسة ملايين لاجئ من الحرب والقمع والفقر، توجه معظمهم إلى إيران وباكستان خلال العقود الثلاثة الماضية.
وإذا كانت إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تفيد بأنه لا يزال هناك 2.55 مليون لاجئ أفغاني، خارج بلدهم، فإن السوريين الفارين من الحرب يقتربون من أن يصبحوا أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم حيث اقتربوا من تجاوز عدد اللاجئين الأفغان.
وتتوقع المفوضية، بحسب ما أوردته في «خطة الاستجابة الإقليمية للأزمة السورية لعام 2014»، أن يبلغ عدد اللاجئين السوريين بنهاية عام 2014 4.1 مليون لاجئ، بازدياد يعادل 1.7 مليون خلال العام الحالي، مشيرة إلى أن موجات تدفق السوريين هي «الأكبر في التاريخ الحديث»، في حين أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن «1.2 مليون طفل سوري أصبحوا لاجئين يعيشون في خيام أو في المجتمعات المضيفة».
أكثر من 2.5 مليون لاجئ سوري، يُستثنى منهم اللاجئون الفلسطينيون الذين فروا من سوريا، مسجلون حاليا لدى مفوضية اللاجئين، بوصفهم «لاجئين في دول مجاورة لسوريا في الشرق الأوسط»، في حين تشير تقديرات دولية إلى أن عدد النازحين داخل سوريا بلغ 6.5 مليون شخص.
وكانت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة أطلقت نداء تمويل بقيمة 4.2 مليار دولار أميركي لمساندة اللاجئين السوريين حتى نهاية العام الحالي، لم تتسلم منه إلا 600 مليون دولار، أي ما يعادل 14 في المائة من المبلغ المطلوب. وتصف مفوضية اللاجئين في تقريرها حول خطة الاستجابة الإقليمية لسوريا خطة التمويل بأنها «واحدة من أضخم النداءات الطارئة للاجئين التي أطلقت حتى الآن»، علما بأنه مع عدم وجود أفق لانتهاء الأزمة قريبا يصبح إيجاد وسائل جديدة وإضافية للتمويل تحديا متزايدا.
ويتصدر لبنان، المتخبط أمنيا وسياسيا واقتصاديا بفعل أزمة سوريا، قائمة دول الجوار باستضافته أكثر من 962 ألف سوري مسجلين، عدا الذين يقيمون على نفقتهم الخاصة والعمال السوريين الموجودين أصلا في لبنان منذ ما قبل بدء الأزمة. وتحتل تركيا المرتبة الثانية بإيوائها نحو 635 ألف سوري، يليها الأردن الذي يستضيف أكثر من 584 ألف سوري، فالعراق حيث يتواجد 227 ألف سوري ومصر التي تستضيف بدورها 135 ألف سوري.
وينعكس عدم وفاء الدول والجهات المانحة بالتزاماتها المالية واستجابتها الفاعلة لنداءات التمويل بشكل سلبي على حياة اللاجئين السوريين، وعلى المجتمعات المضيفة في آن معا. فاللاجئون الذين يختارون الهرب من منازلهم وبلداتهم وأرضهم بحثا عن أمن وأمان مفقودين في سوريا، يعيشون في دول الجوار، وتحديدا في لبنان والأردن، معاناة من نوع آخر.
صحيح أن أحدا منهم لم يمت جوعا، ومنظمات الإغاثة الدولية والحكومات والهيئات المحلية تبذل قصارى جهدها لمساندتهم، لكن ذلك لا ينفي أن مستوى المعيشة والخدمات في أماكن إقامتهم لا سيما في الخيم (660 ألفا منهم) تحت رحمة المطر شتاء والحر صيفا، يبقى أقل بكثير من المستوى المطلوب. تكافح أسر اللاجئين للحصول على الخدمات الأساسية ودفع الإيجار وتوفير لقمة العيش وتلقي الرعاية الصحية، عدا عن تعرض الفئات الأكثر تهميشا منهم كالنساء والفتيات للعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس ويجبرن على الزواج المبكر. على سبيل المثال، تفيد إحصاءات المفوضية على الصعيد الصحي، بأن هناك حاليا 41 ألف امرأة حامل في أوساط اللاجئات السوريات، اللواتي قد يحتجن إلى رعاية صحية عاجلة قبل الولادة وخلالها وبعدها. وتشير إلى أن «كلا من الأمهات والرضع معرضون للخطر بسبب نقص فرص الحصول على الخدمات الطبية، والتي في كثير من الحالات قد تكون مصحوبة بالصدمة وسوء التغذية والمرض والتعرض للعنف وإجبارهم على العيش في بيئات صعبة».
على الصعيد الغذائي، ورغم كل المساعدات المحلية والدولية، يعاني 70 في المائة من اللاجئين في مصر ولبنان من انعدام الأمن الغذائي، علما بأن نصف إنفاق الأسر السورية اللاجئة في لبنان يذهب إلى الطعام وأكثر من ثلثها في الأردن، في حين تعتمد الغالبية العظمى من الأسر التي تعيش في مخيمات اللاجئين على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم اليومية من الغذاء. ولا تقتصر المعاناة على اللاجئين فحسب، إذ يشكل استمرار وجودهم مع فشل مساعي الحل السياسي، عبئا ثقيلا على دول الجوار المضيفة، لا سيما لبنان والأردن اللذين يئنان من تبعات اللجوء السوري على الصعد كافة، وتحديدا الاقتصادية والأمنية. تلحظ خطة الاستجابة الإقليمية للأزمة السورية للعام الحالي، والتي وضعتها مفوضية اللاجئين، مساعدة سكان المجتمعات المضيفة والذين يقدر عددهم بـ2.7 مليون شخص، انطلاقا من أن الحماية الكافية للاجئين لا يمكن الحفاظ عليها من دون تعزيز التماسك الاجتماعي والاستثمار في البنى التحتية والاقتصاد والنظم الاجتماعية المحلية في المجتمعات المضيفة.
ويعد الأطفال الفئة الأكثر تضررا من النزاع السوري خلال 3 سنوات، إذ حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قبل أيام من أن مستقبل 5.5 مليون طفل في داخل سوريا ولاجئين في دول الجوار «معلق في الهواء» بينما يسبب العنف وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والضيق النفسي الشديد وتدهور الوضع الاقتصادي للعائلات في «تدمير جيل كامل».
وتقدر المنظمة الدولية، في تقرير بعنوان «تحت الحصار، الأثر المدمر على الأطفال خلال ثلاثة أعوام من النزاع في سوريا»، عدد الأطفال «الذين يتعرضون للأذى الأكبر بمليون طفل داخل سوريا»، قالت: إنهم «عالقون في المناطق المحاصرة أو في مناطق من الصعب الوصول إليها أو تقديم المساعدات الإنسانية فيها بسبب استمرار العنف»، في وقت تبدو «إمكانية وصول الأطفال اللاجئين في دول الجوار إلى المياه النقية والطعام المغذّي وفرص التعليم محدودة للغاية».
من ناحيتها، تتوقع مفوضية شؤون اللاجئين أن يتجاوز عدد الأطفال اللاجئين عتبة المليونين بحلول شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في موازاة إشارتها إلى أن 60 في المائة منهم، ممن هم في سن الدراسة، غير ملتحقين بالمدارس. في مصر، لا يذهب 90 في المائة من الأطفال إلى المدرسة، أما في لبنان فأقل من 25 في المائة من الأطفال اللاجئين مسجلون في التعليم العام. وفي الأردن يبدو الوضع أفضل مع انخراط 55 في المائة من الأطفال اللاجئين في المدارس. وفي موازاة دق المنظمات الصحية المعنية ناقوس الخطر بعد تجدد ظهور فيروس شلل الأطفال بسبب البيئة الصحية والخدمية غير الآمنة، تكرر الجهات المانحة ومنظمات الإغاثة دعواتها للمساعدة بشكل عاجل لمنع «ضياع جيل كامل» من الأطفال السوريين، علما بأن 7 آلاف طفل على الأقل قتلوا خلال 3 سنوات من أزمة سوريا.
أقليات سوريا بعد أزمة ثلاث سنوات تدفع ثمن تأرجحها بين النظام والمعارضة
العلويون مستاؤون.. والدروز والمسيحيون على الحياد.. والأكراد نحو «الحكم الذاتي»
بيروت: «الشرق الأوسط»
تزايدت مخاوف الأقليات في سوريا بعد مرور ثلاث سنوات على انطلاق الحراك الشعبي المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إثر صعود القوى الإسلامية المتطرفة، مثل «داعش» و«النصرة». وإذا كانت الأقلية العلوية دفعت ثمن وقوفها إلى جانب النظام عبر مقتل عدد كبير من أبنائها الذين يقاتلون في الجيش النظامي وقوات «الدفاع الوطني»، فإن الأقلية الدرزية حصنت معقلها في مدينة السويداء، مكتفية بإعطاء موقف سياسي داعم للنظام من دون التورط معه في معارك تتعدى الحماية الذاتية.
وفي حين حسم الأكراد خيارهم بإعلان «حكم ذاتي» في المناطق التي يسيطرون عليها، في موازاة معاركهم ضد التنظيمات الأصولية، بقي المسيحيون، لا سيما قادتهم الدينيين، عرضة لعمليات خطف من قبل بعض المجموعات المحسوبة على المعارضة، التي كان آخر ضحاياها 13 راهبة أُفرج عنهن قبل أسبوع ضمن صفقة تبادل مع القوات النظامية ليبقى مصير المطرانين بولس يازجي (أرثوذكس) ويوحنا إبراهيم (سريان) اللذين اختطفا في ريف حلب خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي مجهولا.
وأثارت ممارسات الجماعات الإسلامية المتشددة في مناطق الجزيرة والرقة والحسكة وحلب مخاوف المسيحيين، الذين يشكلون نحو عشرة في المائة من تعداد سكان سوريا. ودفعت هذه الممارسات أعدادا كبيرة منهم إلى الهجرة، بحسب ما يؤكد عضو المكتب الإعلامي للمنظمة الآشورية المعارضة، جميل ديار بكرلي لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «الحركات الجهادية التي ظهرت في الفترة الأخيرة زرعت الرعب والخوف عند مختلف الطوائف المسيحية، ووضعتهم بين خيارها (العدمي) وخيار الاستبداد البعثي». وأوضح أن «انعدام الأمان والاستقرار في معظم المدن والقرى السورية يضاعف أسباب هجرة المسيحيين».ولم يبد معظم المسيحيين في سوريا موقفا واضحا من طرفي الصراع، في حين توزعت نخبهم السياسية بين المعارضة والسلطة. وبحسب ديار بكرلي، فإن «موقف المسيحيين من الصراع تغير نوعا ما، إذ إن قسما كبيرا منهم بدأ يراجع موقفه، متجها أكثر باتجاه الموقع الوسطي».
وتتهم المعارضة النظام السوري باستغلال موضوع المسيحيين لإثارة تعاطف الدول الغربية معه، لكن القيادي المسيحي المعارض قلل من أهمية هذه الاستراتيجية النظامية، مشيرا إلى أن «الغرب بات يفهم تماما أن النظام في دمشق لا يشكل ضمانة للأقليات، وإنما تهديدا لهم باعتبارهم جزءا من المجتمع السوري الذي يسعى إلى تدميره وتفكيك نسيجه الوطني».
ويتوزع المسيحيون في سوريا في مدن حلب والحسكة ودمشق وحمص وطرطوس وإدلب، وتُعدّ منطقة «وادي النصارى» بريف حمص أكبر تجمّع للمسيحيين في سوريا، حيث يشكلون نحو 60 في المائة من تعداد سكانها، تليها محافظة الحسكة حيث تصل نسبتهم من عموم السكان فيها إلى نحو 30 في المائة. لكن هذه الأرقام بدأت تتراجع بعد اندلاع النزاع ووصول نيرانه إلى كثير من المناطق ذات الغالبية المسيحية، والاستيلاء على بعض كنائسهم وتدمير رموزها الدينية.
وعلى خلاف المسيحيين الذين ينحون تدريجيا نحو الحياد، ما زال العلويون يظهرون مزيدا من الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتحدر من طائفتهم، على الرغم من الكلفة البشرية الكبيرة التي تكبدوها بمقتل الآلاف من أبنائهم الذين يقاتلون المعارضة ضمن قوات الجيش النظامي أو «جيش الدفاع الوطني». وترجح تقديرات غير رسمية أن «عدد الضحايا من أتباع الطائفة العلوية بين قتلى النظام وصل إلى 40 ألف مقاتل».
ويترك ارتفاع عدد القتلى العلويين استياء كبيرا في صفوفهم، إلا أن هذا الاستياء لم يتبلور بعد في موقف سياسي معلن ضد النظام، إنما بقي داخل الأوساط العلوية الضيقة.
وفي هذا السياق، يؤكد عضو الائتلاف الوطني المعارض المتحدر من أصول علوية بسام يوسف لـ«الشرق الأوسط» أن «الطائفة العلوية بدأت تدرك أن الطريق الذي يسلكه النظام بحربه ضد شعبه من دون أفق»، مشيرا إلى «تزايد حالة السخط والغضب لدى العائلات العلوية التي تفقد أولادها في معارك ضد المعارضة بعد إدراكها أن هذه الحرب عبثية وتخدم نظام الأسد فقط».
ويعتمد النظام السوري في حربه ضد المعارضة على أبناء الطائفة العلوية بسبب ثقته بهم بعد موجة الانشقاقات الكبيرة التي حصلت في الجيش النظامي. واتخذ معظم العلويين موقفا مؤيدا للنظام منذ انطلاق الاحتجاجات ضده، وزاد ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة من ثبات الموقف العلوي، نتيجة المخاوف التي تركتها عندهم.
ولم يتوقف حدود الاستياء العلوي من النظام عند حدود العدد الكبير من أبنائهم الذين قُتلوا في معارك ضد المعارضة، إذ تجددت حالة السخط بعد إتمام صفقة تبادل راهبات معلولا، إذ عبر العلويون عن غضبهم تجاه النظام الذي يفاوض على إطلاق راهبات، ويترك عددا كبيرا من المختطفات والمختطفين العلويين لدى المعارضة من دون اهتمام.
ويرجح يوسف أن «يتبلور في الأيام المقبلة رأي عام علوي ضد النظام يشكل حالة ضاغطة تدعوه للكف عن استخدام الشباب العلوي كوقود لمعركته ضد الشعب السوري».
ولم تلقَ جميع الدعوات التي وجهها «الائتلاف السوري المعارض» للأقليات خصوصا العلويين منهم، للانضمام إلى الحراك الشعبي ضد النظام، استجابة في أوساطهم. ويعزو يوسف ذلك إلى «ضعف الخطاب المعارض تجاه الأقليات»، مضيفا أن «الائتلاف لم يقدم مشروعا وطنيا واضحا يضمن حماية مكونات المجتمع السوري، خصوصا بعد طغيان العنصر الإسلامي المتطرف».
وإذا كان النظام قد تمكن من كسب العلويين إلى جانبه في حربه ضد المعارضة على الصعيد اللوجيستي، وعبر وحدات «الدفاع الوطني» ومجموعات «الشبيحة»، فإن الدروز الذين يتركز وجودهم في محافظة السويداء، جنوب سوريا، اقتصر موقفهم على الدعم الإعلامي للنظام من دون التورط معه بأي معارك عسكرية، باستثناء تلك التي اشتعلت على أطراف السويداء بين مقاتلين من «النصرة» ووحدات من «اللجان الشعبية» الدرزية، وكان هدف هذه المعارك حماية المدينة ذات الغالبية الدرزية، وعدم السماح بدخول المعارضة إليها، أكثر مما كانت دفاعا عن النظام.
أما الأكراد، فقد حسموا خيارهم بإعلان «حكم ذاتي» يشمل مناطق وجودهم في مناطق الحسكة والقامشلي، بعد معارك عنيفة خاضتها قوات «حماية الشعب الكردية» التي يشكل حزب الاتحاد الديمقراطي ذراعها الأقوى ضد التنظيمات الإسلامية المتطرفة، مما أدى إلى طرد الأخيرة من عدد من المناطق الكردية.
بان كي مون يطالب روسيا وإيران بالضغط على نظام دمشق
واشنطن: ترشح الأسد لولاية جديدة مثير للاشمئزاز
أعربت الولايات المتحدة أمس، عن «اشمئزازها» من عزم النظام السوري تنظيم انتخابات رئاسية عزز فيها بشار الاسد كل حظوظه للفوز فيها، على الرغم من انه لم يعلن رسميا بعد نيته خوضها.
وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف «كنا واضحين حين قلنا ان (الرئيس السوري بشار) الاسد فقد كل شرعية لقيادة شعبه وان اي انتخابات قد يرشح نفسه اليها ستكون كما اعتقد، مهينة ومثيرة للاشمئزاز، بعد ما فعل بشعبه خلال الاشهر الاخيرة العديدة جدا».
كذلك حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على غرار مبعوثه الى سوريا الاخضر الابراهيمي قبله، من تداعيات اعادة انتخاب الاسد مرة جديدة في منصب الرئاسة السورية، على عملية السلام في جنيف.ودعا المسؤول الدولي كلاً من روسيا وايران الى ممارسة الضغوط على النظام السوري للعودة الى طاولة المفاوضات في جنيف بشكل «بناء اكثر».
وقال بان في تصريح صحافي اثر اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للامم المتحدة شارك فيه الابراهيمي أنه «بإمكان الذين لديهم تأثير مثل الحكومتين الروسية والايرانية، القول للحكومة السورية بأن عليها المجيء الى مؤتمر جنيف بموقف بناء اكثر». وأضاف ان ايران «بلد مهم في المنطقة يستطيع ان يقوم بدور مهم، مثل افهام السلطات السورية بأن عليها ان تشارك في مؤتمر جنيف بشكل بناء اكثر».
ورداً على سؤال حول الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا المقررة الصيف المقبل، اعتبر بان على غرار ما قال الابراهيمي امام مجلس الامن، انه «في حال كان الرئيس بشار الاسد مرشحاً،فسيكون من الصعب جدا دفع عملية السلام في جنيف» لأن احد اهداف مفاوضات جنيف هو انشاء حكومة انتقالية في سوريا.
وكان الابراهيمي اعلن الخميس انه «اذا جرت انتخاباتفأعتقد ان المعارضة، كل المعارضة، لن تعود مهتمة على الارجح بالتفاوض مع الحكومة».
وردّ وزير الاعلام السوري عمران الزعبي على تصريحات الابراهيمي معتبرا انه «تجاوز مهمته».
كذلك دعا الأمين العام الأمم المتحدة للتحرك العاجل من أجل إنقاذ سوريا معربا عن أسفه لفقدان مئات الآلاف من الأرواح فيها واجبار ملايين السوريين على الفرار من العنف والحرمان أمام أعين العالم..فيما دمرت مدن وقرى بأكملها وتعرض التراث الثقافي العالمي في سوريا لتهديدات خطيرة.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، أبلغ فيه بان الأعضاء بأن سوريا تزداد سوءا حيث يفرض المتطرفون أيدلوجياتهم المتشددة والممارسات التمييزية ويقيدون الحريات وان ممارسات القتل المتعمد لا تزال تتواصل ضد المدنيين.
وذكر بان أن المؤمنين بالحل العسكري يجعلون التوصل إلى حل سياسي أكثر صعوبة..وتحدث عن استخدام مختلف أنواع الأسلحة في سوريا ومنها القنابل البرميلية التي قال إنها مصممة لتقتل وتشوه بشكل عشوائي.
ونوه الى ان سوريا شهدت أسوأ استخدام لأسلحة الدمار الشامل في القرن الحادي والعشرين..مؤكدا أن العالم متحد لضمان عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى في سوريا.
وتطرق بان في كلمته إلى الأعباء التي تتحملها الدول المجاورة..مشيرا إلى العواقب الإنسانية والأمنية والسياسية والاجتماعية الناجمة عن الصراع.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه إزاء فشل المجتمع الدولي ممثلا في جميع الموجودين في قاعة اجتماع الجمعية العامة والمنطقة والسوريين أنفسهم في وضع حد للصراع.ورحب بالجهود الأخيرة لتحسين الوصول الإنساني إلى المحتاجين في سوريا..ولكنه قال إن الحل السياسي هو الوحيد الذي يمكن أن ينهي ذلك الكابوس.
وتساءل بان في ختام كلمته عن عدد الاجتماعات التي سيتعين عقدها وعدد الخطابات التي سيتم إلقاؤها لحصر عدد القتلى وعما إذا كانت الأعذار ستنفد ليتحرك العالم لإنهاء ذلك الوضع في سوريا؟.
وفي تركيا، هدد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بالرد في حال تعرض تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) لضريح عثماني تاريخي خاضع لسيادة تركيا، لكنه يقع في الاراضي السورية في محافظة حلب.
وصرح داود اوغلو امام الصحافة بأن «اي هجوم من أي نوع، سواء كان من طرف النظام (السوري) او جماعات متشددة سيستتبعه رد، وستتخذ تركيا بلا اي تردد جميع الاجراءات اللازمة للدفاع عن اراضيها»، وقال ان تركيا ستتخذ كل الاجراءاتاللازمة دون تردد للدفاع عن سيادة أراضيها.»وأضاف «في الوقت الراهن لا يوجد أي تدخل لاستهداف اراضيناوجنودنا لكننا على استعداد لاتخاذ أي اجراءات لازمة في حال وجودتهديد«.
وسبق ان اعلنت تركيا عن وضع جنودها المنتشرين حول ضريح سليمان شاه في حال استنفار شديد بعد تهديد الجماعة المتشددة بمهاجمته. ويقع ضريح سليمان شاه، جد عثمان الاول مؤسس السلطنة العثمانية، في محافظة حلب.ووضع نحو 25 جنديا تركيا في حال تأهب حول الضريح، وامروا بالرد في حال تعرضه لأي هجوم، بحسب صحيفة حرييت.
ميدانياً، وصلت القوات النظامية السورية وحزب الله الى اطراف مدينة يبرود، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري.
وافاد التلفزيون الرسمي السوري ان القوات النظامية وصلت الى الجزء الشرقي من المدينة، بعدما سيطرت خلال الاسابيع الماضية على مناطق وتلال محيطة بها.
وافاد المرصد عن اشتباكات عنيفة «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة، ومقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب اسلامية مقاتلة في محيط مدينة يبرود»، مشيرا الى «سيطرة القوات النظامية والمسلحين الموالين لها على نقطة في منطقة العقبة» على المدخل الشرقي ليبرود.
ا ف ب، رويترز
الجوع يعمّق الخلاف بين “النُصرة” وأهالي الغوطة
الغوطة الشرقية، سوريا – تظاهرة في الغوطة الشرقية ضد “جبهة النصرة”، في مدينة المليحة بريف دمشق، طالبت بالإفراج عن وفد من أهالي المدينة النازحين، كانوا دخلوا إليها في وقت سابق، لبحث وضع المدينة والأوضاع المعيشية لسكانها في ظل الحصار.
هذه التظاهرة التي تحولت إلى مجزرة بعد غارة جوية نفذتها طائرات النظام السوري، بدأت قصتها بدخول وفد من النازحين إلى المناطق المجاورة للمليحة (جرمانا، ودمشق)، وذلك للمبادرة لتخفيف الضغوط الناتجة عن حصار النظام للمدينة. وفور دخول الوفد إلى مدينة المليحة، قامت “جبهة النصرة” بالقبض على أعضاء الوفد واحتجازهم في مكان مجهول، واتّهمتهم بالعمالة للنظام وبمحاولة ترتيب اتفاق بين أهالي المليحة والنظام ينصّ على فتح المدينة وتسليمها مقابل فك الحصار عنها.
وفور انتشار خبر القبض على أعضاء الوفد تجمع أهالي المليحة في ساحة البلدة في تظاهرة مندّدة بسلوك الجبهة، وطالبوا بالإفراج عن أبناء المليحة المعتقلين لديها، لاسيما الوفد المحتجز. وبالتزامن مع خروج التظاهرة شنّت طائرات النظام 6 غارات جوية قصفت فيها محيط إدارة الدفاع الجوي، واحدة منها طالت موقع التظاهرة، فحوّلت حركة الاحتجاج ضد جبهة النصرة إلى مجزرة راح ضحيتها 8 شهداء وعشرات الجرحى، حال كثير منهم حرجة، ومن المتوقع زيادة عدد شهداء المجزرة.
“عماد”، أحد ناشطي المليحة، قال لموقع NOW، إنه “كلما توفرت فرصة لتسهيل حركة دخول وخروج الأهالي إلى البلدة، تقوم جبهة النصرة بإفشالها، فيما الناس تموت من الجوع هنا، وبيوت العائلات التي نزحت عن البلدة أُفرِغت محتوياتها بجزء كبير، بحجة تأمين سكن وإطعام المقاتلين من خارج الغوطة”.
وأضاف عماد: “الجيش الحر أنذر الأهالي الذين لا يريدون البقاء في المليحة، بأنه سيفتح بيوتهم ويستخدمها إذا ما تم تسهيل الدخول والخروج إلى البلدة، ونحن نريد على الأقل أن نحصل على الأغذية والأدوية بسعر أرخص، لكن جبهة النصرة تضحي بنا لتبقي رجالها على حدود إدارة الدفاع الجوي”.
المقاتلون في المليحة لهم رأي آخر في موضوع هذه الاتفاقات، فهم يرون أنّها “تكشف ظهر الجيش الحر والفصائل الإسلامية التي تحاصر إدارة الدفاع الجوي ومنطقة البساتين من ناحية مدينة جرمانا، وربما يستغلها النظام في الحصول على معلومات تفصيلية عن تواجد هذه الفصائل وعديدها وتسليحها”.
“أبو عمر” من ألوية “الحبيب المصطفى” وهي من الفصائل الإسلامية المشاركة في حصار الإدارة، قال لـNOW: “مع هكذا اتفاق يدخل الطعام والدواء ومعه جواسيس للنظام، لقد رأينا ماذا حصل بالمعضمية وقدسيا وبرزة، ثم حتى لو قبلنا بالاتفاق، فإن أحداً لا يمون على جبهة النصرة”، وذلك في إشارة منه إلى أن مقاليد الأمور جميعها في المدينة بيد جبهة النصرة.
وكانت سلسلة من الاتفاقات بين النظام وسكان المناطق المحاصرة قد عقدت ونُفِّذت جزئياً في مدن قدسيا والمعضمية وضاحية برزة الملاصقة لمدينة دمشق، وتم بموجبها فك الحصار جزئياً وإدخال المواد الغذائية مقابل خروج الجيش الحر منها وتسليم المطلوبين للنظام، وفي أماكن أخرى أجهضت بوادر اتفاق كاد أن يجد طريقه للتنفيذ في حرستا بشروط مماثلة، والأمر نفسه يحدث في مدينة المليحة.
من ناحية أخرى فإن الأوضاع المعيشية في الغوطة الشرقية في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه النظام، دفعت إلى إحياء الحركة الشعبية المطلبية على شكل تظاهرات، كانت أولاها في مدينة سقبا، وكان مطلبها الرئيس، تصحيح أعمال توزيع المواد الإغاثية على السكان، بعد اتهامهم المجلس المحلي بالخضوع لسيطرة العسكريين ومنع المساعدات عن الأهالي.
وكانت هذه التظاهرة التي اتهمت مسؤولي الإغاثة باحتكار وسرقة المساعدات في سقبا، مقدمة لهجوم الأهالي في دوما على مستودعات التموين الخاضعة لإشراف جيش الإسلام (21/1/2014)، واكتشاف كميات كبيرة من الأغذية المخزنة فيها، في الوقت الذي تقع فيه دوما تحت حصار شديد وشح في الأغذية والأدوية وغلاء فاحش بلغ حدوداً غير مسبوقة، وراح ضحيته العديد من الأشخاص.
تقدم للنظام بيبرود وانسحاب تنظيم الدولة بالشمال
حققت قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني تقدما جزئيا على مشارف مدينة يبرود المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة في منطقة القلمون الإستراتيجية شمال دمشق. كما سيطرت تلك القوات على تلال في منطقة تلكلخ بريف حمص الغربي. في المقابل سيطرة كتائب للمعارضة على مناطق بأرياف حلب وإدلب واللاذقية بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من تلك المناطق.
وقالت شبكة شام إن قوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله كثفت هجماتها على القلمون الجمعة وسيطرت على محور العقبة القريب من مدينة يبرود وقتلت عنصرين من المعارضة هناك.
وأضافت الشبكة أن اشتباكات عنيفة جرت بين الطرفين على جبهات السحل وريما أسفرت عن قتلى وجرحى بصفوف الطرفين، حيث حاول مقاتلو المعارضة وقف تقدم النظام واسترجاع هذه النقطة التي سقطت بيده.
وفي السياق أفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن القوات النظامية أحكمت سيطرتها على المدخل الشرقي والتخوم الشمالية الشرقية من يبرود بعدما سيطرت خلال الأسابيع الماضية على مناطق وتلال محيطة بها.
ويسعى النظام للسيطرة على كامل القلمون لتأمين الطريق بين دمشق والساحل السوري. كما يحاول قطع خطوط إمداد مقاتلي المعارضة بين يبرود وبلدة عرسال شرق لبنان.
وفي حمص وسط البلاد أشارت شبكة سوريا مباشر إلى أن القوات النظامية المدعومة بعناصر من حزب الله سيطرت على التلال المطلة على قرية الشويهد قرب تلكلخ بريف حمص الغربي بعد اشتباكات عنيفة استمرت يومين. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري أن قوات النظام قتلت 20 من مقاتلي المعارضة في كمين في تلكلخ.
كما ذكرت شبكة شام أن قتلى وجرحى سقطوا جراء قصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على منطقة الجزيرة السابعة بحي الوعر في حمص، وعلى المصلين بحي الوعر في حمص أثناء خروجهم من الصلاة.
محاور أخرى
وفي تطورات أخرى أفاد ناشطون بسيطرة الجيش الحر وكتائب إسلامية على قرى ديرنتة والحزامية والمزارع بريف حلب الشرقي بعد معارك لأيام مع تنظيم الدولة.
وفي السياق أشارت شبكة سوريا مباشر إلى انسحاب تنظيم الدولة من عدة قرى تابعة لمدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- نقلا عن ناشطين أن جبهة النصرة أشرفت على انسحاب عناصر تنظيم الدولة من ريفي إدلب واللاذقية المجاورة على الساحل لتصبح المحافظتان خاليتين من عناصر التنظيم الذي أعاد انتشاره نحو محافظة الرقة في الشرق والمشارف الشرقية لمدينة حلب في الشمال.
معارك وقصف
في غضون ذلك دارت اشتباكات على جبهة الفاخوخ في وادي بردى بريف دمشق دمر خلالها الجيش الحر دبابة تي72 تابعة للنظام.
وذكر اتحاد التنسيقيات أن مدفعية جبل قاسيون وسط دمشق قصفت مخيم اليرموك وأحياء أخرى جنوب العاصمة، وقد رد الجيش الحر باستهداف تجمعات لقوات النظام على المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا وحقق إصابات مباشرة.
وفي حلب ذكرت شهبا برس أن قصف قوات النظام استهدف بلدة بيانون بريف حلب وسط اشتباكات مستمرة في منطقة الشيخ نجار والمحاور القريبة مما أسفر عن مقتل عدد من عناصر قوات النظام، وسقط قتلى وجرحى من المدنيين جراء استهداف قوات النظام سيارة كانوا يستقلونها على طريق الصناعة-البريج شمال المدينة.
وفي حماة قالت شبكة سوريا مباشر إن مروحيات النظام أغارت على مدينة مورك في الريف الشمالي، مما خلف جرحى في حين لا تزال الاشتباكات متواصلة بين كتائب المعارضة وجيش النظام في الجهة الجنوبية من مدينة مورك منذ أكثر من شهر.
كما تعرضت مناطق في إدلب ودير الزور واللاذقية ودرعا لعمليات قصف وشهدت معارك أوقعت خسائر في صفوف قوات النظام، وفق ناشطين. وفي تطور لافت أفادت مراسلة الجزيرة نت بسقوط صواريخ مجهولة المصدر على قرية شريفا التي تقطنها الطائفة العلوية بالقرب من مدينة الحفة بريف اللاذقية.
مظاهرات
في هذه الأثناء بث ناشطون صورا وفيديوهات لمظاهرات خرجت في مدن سورية تحت عنوان” ثورة شعبية وليست حرباً أهلية”.
وشملت هذه المظاهرات بعض أحياء حلب وريفها وأحياء حمص المحاصرة وتلبيسة في ريفها وكفرنبل وبعض مدن وبلدات الريف الشرقي لدمشق، حيث نادى أغلبها بإسقاط النظام ومحاكمته.
بان دعا موسكو وواشنطن وطهران للتدخل
أزمة بمفاوضات سوريا والإبراهيمي بإيران الأحد
أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن العملية السياسية بشأن سوريا في أزمة، ودعا موسكو وواشنطن للتدخل مرة أخرى لاستئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة، في حين وجهت دمشق انتقادات لاذعة للوسيط العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بسبب حديثه عن الانتخابات الرئاسية بسوريا، وسط حديث عن زيارته الأحد إلى إيران.
ودعا بان في تصريح صحفي إثر اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة كلا من الحكومة والمعارضة لإظهار ما أسماها الرؤية والمرونة لإنهاء الصراع المستمر بالبلاد منذ ثلاث سنوات.
وأضاف “بإمكان الذين لديهم تأثير مثل الحكومتين الروسية والإيرانية القول للحكومة السورية بأن عليها المجيء إلى مؤتمر جنيف بموقف بناء أكثر”، وقال إن إيران “بلد مهم في المنطقة ويستطيع القيام بدور مهم” بهذا الشأن.
وبخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا اعتبر بان، على غرار الإبراهيمي، أنه في حال ترشح بشار الأسد “سيكون من الصعب جدا دفع عملية السلام بجنيف”، وذلك لأن أحد أهداف المفاوضات هو إنشاء حكومة انتقالية.
وسبق للإبراهيمي أن أوضح الخميس أنه “إذا جرت انتخابات، أعتقد أن المعارضة لن تعود مهتمة على الأرجح بالتفاوض مع الحكومة”.
وذكر أن دمشق لم تعلن رسميا بعد عن الموعد المحدد لإجراء هذه الانتخابات المفترض أن تجري في مايو/أيار أو يونيو/حزيران، والتي يعقد الرئيس السوري الأسد العزم على خوضها للحصول على ولاية جديدة مدتها سبع سنوات.
النظام غاضب
وأضاف الإبراهيمي، بعدما أطلع مجلس الأمن الدولي على نتائج مهمته، أنه لفت انتباه الأعضاء الـ15 في المجلس إلى هذا الوضع وإلى هذه الإمكانية، “ويعود إليهم أن يروا هل بإمكانهم أن يفعلوا شيئا ما حيال ذلك”.
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا قد أرسل بيانا إلى رئيس مجلس الأمن حذر فيه من أن مفاوضات جنيف ستفقد هدفها “إن استمر الأسد بخطته للترشح للانتخابات الرئاسية، وإنْ حدث ذلك فهذا يعني أن نظام الأسد ليس لديه الرغبة والجدية في الموافقة على الانتقال السياسي الذي نص عليه بيان جنيف”.
وانتقد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي تصريحات الإبراهيمي وقال إنه “تجاوز مهمته”، مبرزا في تصريحات للتلفزيون السوري أن كلام المسؤول الأممي عن الانتخابات الرئاسية في سوريا “لا يندرج ضمن مهامه، وهو غير مخول بهذا الكلام”.
وأضاف “يجب على الإبراهيمي أن يحترم دوره وسيطا ليكون نزيها وحياديا”، وأن عليه “الالتزام بمهمته ودوره ولا يحق له ولا لغيره التدخل في الشأن الوطني السوري”.
وقال “الإبراهيمي وربما بسبب تقدم العمر نسي أنه فقط وسيط دولي للمفاوضات”.
في السياق، شدد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على أن مكافحة ما وصفه بالإرهاب في سوريا شيء أساسي، وينبغي منحه الأولوية قبل الخوض في قضايا أخرى، في إشارة إلى المفاوضات.
تزامن ذلك مع إعلان نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الجمعة لوكالة مهران أن الإبراهيمي سيزور إيران الأحد لإجراء مباحثات مع القادة الإيرانيين.
وذكر المسؤول الإيراني أن الإبراهيمي سيتحدث إلى كل من وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والرئيس حسن روحاني، إلى جانب مسؤولين إيرانيين آخرين.
وشدد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على أن مكافحة ما وصفه بالإرهاب في سوريا شيء أساسي، وينبغي منحه الأولوية قبل الخوض في قضايا أخرى، ونفى إقدام النظام على تفادي الخوض في حكومة انتقالية “بل على العكس وافقنا على ذلك، لكن دعنا نتعامل أولا مع أولوية الأولويات وهي مكافحة الإرهاب”.
أزمة سوريا في عامها الرابع.. لا أمل بحل قريب
أولت صحف أميركية وبريطانية اهتماما بالأزمة السورية المتفاقمة، وأشارت في معظمها إلى الخسائر الفادحة التي تسفر عنها الحرب الدامية وهي تدخل عامها الرابع ما بين مقتل وجرح مئات الآلاف وتشريد الملايين.
فقد أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن الحرب المستعرة في سوريا دخلت عامها الرابع، وقالت إن أي آمال لجعل الولايات المتحدة وروسيا تتوسطان لإيجاد تسوية للأزمة السورية في الوقت القريب قد تبخرت، وذلك بسبب تفاقم الأزمة الأوكرانية.
وقالت الصحيفة -في مقال للكاتب ديفد إغنيشاس- إن واشنطن بحاجة لأن تتبع إستراتيجية جديدة تتمثل في دعم وتعزيز موقف السوريين المعتدلين، وذلك حتى تمكنهم من مقاومة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم القاعدة على حد سواء.
من جانبها، أشارت مجلة تايم الأميركية إلى أن الحرب في سوريا أسفرت عن مقتل أكثر من 140 ألف إنسان، وأنها تسببت في تشريد الملايين داخل البلد وخارجه، وأنها أدت إلى دمار البنيتين الثقافية والاقتصادية.
تردد الغرب
وفي السياق، تساءلت صحيفة ذي إندبندنت -في مقال للكاتب باتريك كوكبيرن- عن سر عدم تمكن الثوار من الإطاحة بالنظام السوري على مدار ثلاث سنوات من الحرب، وقالت إن السبب يعود لاستمرار تلقي النظام الدعم من إيران وروسيا وحزب الله في مقابل تردد الغرب وعدم استعداده للتدخل العسكري في سوريا، إضافة إلى حالة الفوضى المتزايدة بين صفوف المعارضة نفسها.
من جانبها، أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية إلى أن الحرب في سوريا أصبحت كابوسا يجسد الوحشية والفظائع والمذابح الكارثية، مضيفة أن النظام السوري يستمر في قصف المدن والبلدات بمختلف أصناف الأسلحة، ومن بينها البراميل المتفجرة.
كما أشارت الصحيفة إلى استخدام أتباع تنظيم القاعدة وسائل التواصل الحديثة للتعبير عن سعادتهم بقتل الناس، ونقلت عن أحدهم تعليقه على صورة لمجموعة من الأسرى معصوبي العيون القول “أسرنا هؤلاء المجرمين اليوم، وسوف يقتلون غدا إن شاء الله. لا تستطيع أن تصبر لكي تحس بذلك الشعور الذي ينتابك وأنت تقتلهم”.
وفي الوقت نفسه، تشير الصحيفة إلى الفيديوهات التي تصور المنازل وقد دمرها قصف جيش النظام السوري، وإلى الناس وقد قطعت رقابهم على أيدي “الشبيحة” الموالين للأسد.
وتتساءل الصحيفة عن أسباب استخدام قوات الأسد البراميل المتفجرة بهجماتها، وتجيب بالقول إنه ربما نفد مخزون النظام من الصواريخ الروسية، أو أن النظام لا يريد إهدار تلك الصواريخ في الهجوم على المدنيين.
واختتمت بالقول إن أيا من القوى العالمية -سواء الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية- غير مهتم كثيرا بوقف الحرب في سوريا، وذلك طالما أنه يمكن احتواؤها لتبقى داخل حدود سوريا نفسها، ودون أن تنذر بانتشار لهيبها في هشيم المنطقة.
“داعش” يخرج أول دفعة “مقاتلين” في الرقة
دمشق – جفرا بهاء
أنشأ تنظيم داعش الإرهابي معسكراً للتدريب تحت اسم “معسكر الزرقاوي” في مدينة الرقة المحتلة بشكل كامل من قبله. وبحسب البيان الذي نشره التنظيم فإن المعسكر خرج أمس الدفعة الأولى من المقاتلين و”المجاهدين”، بحسب تعبيرهم.
وبحسب الصور فإن عدد هؤلاء يصل لبضع مئات، ولا يمكن معرفة الرقم الحقيقي لعدد المتدربين والخريجين، حسبما أكد الناشط “أ. الرقاوي”، وبحسب الرقاوي فإن هذا المعسكر على الأغلب أنشأه داعش في معسكر الطلائع “سابقاً”.
ويبدو تزامن تخريج المقاتلين الجدد لداعش مع حلول ذكرى الثورة السورية الثالثة، أمراً مثيراً للسخط والغضب لدى أهل الرقة والسوريين عامة، خصوصاً أن التنظيم أعلن قبل يومين عن إنشاء رايته الجديدة بأبعاد (6*12) م ووضعها في مركز المدينة، لتتحول أول مدينة محررة من نظام الأسد بالكامل، إلى أول مدينة محتلة بشكل كامل من داعش.
حياة ينقصها الحياة
في شهر فبراير من هذا العام أسس داعش كتيبة الخنساء النسائية الداعشية، وخصصها لتفتيش وإيقاف واعتقال النساء من المخالفات لقوانين داعش، وقامت الكتيبة بمداهمات لمدارس فتيات في المدينة واعتقال 10 فتيات في المرحلة الثانوية وجلدهن بتهمة مخالفة تعليمات داعش.
كما عمد التنظيم إلى تجنيد الأطفال ما بين 14-16 عاماً في بداية هذا العام من أبناء المدينة، وذلك وسط عجز كامل من قبل أهالي الأطفال عن إيقاف سحب أولادهم إلى كتائب داعش، خصوصاً أن الأخير يقوم بعملية ممنهجة لغسل دماغ الأطفال وتهيئتهم لتنفيذ العمليات الانتحارية، وفقاً لأهداف وغايات التنظيم المتطرف، حيث يخضعهم إلى دورات خاصة تحت اسم “دورات الأشبال” للتأثير فيهم، ليتحولوا إلى أداة طيعة بيد التنظيم، وليتحول السلاح في أيديهم إلى مصدر قوة لا تجابه.
يقول الناشط “أ. الرقاوي” إن الحياة مستمرة في المدينة، ولكن مع استبدال سيطرة الأسد بسيطرة داعش، فالخوف يسيطر على الناس، خصوصاً أن رجال داعش لا يتوانون عن تنفيذ أي إعدام إذا شعروا أن الأمر يتطلب القتل، ويعيش مسيحيو الرقة تحت وصاية داعش، إذ إنهم يدفعون الجزية التي فرضها عليهم التنظيم، ويرتدون اللباس الذي حددته قوانين المسيطر على المدينة حالياً.
وفي حالات الإعدام الميداني، فإنه يتم تجميع الناس في ساحة، وجلب “المتهم” ورأسه في كيس قماشي، وليتم قراءة التهمة، ويجثو المتهم على ركبتيه ليتم تنفيذ الحكم بإطلاق النار عليه. يحافظ التنظيم على تنفيذ قوانينه بالمدينة عن طريق تواجده الدائم في الأسواق والشوارع والساحات الرئيسية، ويسيطر على كل منافذ الرقة، ولتتحول المدينة إلى عاصمة داعش.
يذكر أنه في سبتمبر 2013 قام تنظيم داعش في بداية احتلاله للمدينة بكسر الصلبان على الكنيستين الموجودتين في الرقة، وأحرق محتويات الكنيستين (البشارة والشهداء)، ما دعا معظم المسيحيين للخروج من المدينة، ولتتبقى 10 عائلات فقط في المدينة.
ويبدو أن الرقة عادت من حيث الخوف من المخابرات إلى عهد حافظ الأسد، وإن كان السوريون في عهد الأسد الأب كانوا يخافون حتى من “الجدران” لئلا تكتب عنهم تقارير أمنية، فإن الرقاويين اليوم يعيشون خوف الخطأ بأي كلمة لئلا تصل إلى “داعش” وينالون عقاباً معلناً وقاسياً جداً.
واشنطن: ترشح الأسد أمر “مثير للاشمئزاز“
واشنطن – فرانس برس
أعربت الولايات المتحدة عن اشمئزازها من عزم النظام السوري على تنظيم انتخابات رئاسية، عزز الرئيس بشار الأسد كل حظوظه للفوز فيها.
وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، إن الأسد فقد كل شرعية لقيادة شعبه، وإن أي انتخابات قد يرشح نفسه فيها ستكون مهينة، بعد كل الممارسات في حق الشعب السوري خلال الأشهر الأخيرة.
فيما رأى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن ترشح بشار الأسد لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية في سوريا من شأنه أن يعقد عملية جنيف.
وقال بان في تصريح صحافي إثر جلسة غير رسمية للجمعية العمومية للأمم المتحدة شارك فيها الإبراهيمي: “في إمكان الذين لديهم تأثير، مثل الحكومتين الروسية والإيرانية، أن يقولوا للحكومة السورية إن عليها أن تأتي إلى مؤتمر جنيف بموقف بناء أكثر”.
ورأى أن الأزمة السورية تدخل في سنتها الرابعة “منعطفاً تاريخياً مغمساً بالدماء”، واعترف بأن الوساطة في الأزمة السورية متعثرة، لأن مجرد جمع الأطراف في غرفة واحدة لا يكفي لإنهاء الصراع، ولاحظ أنه “بعد جولتين من المحادثات لا يبدي أي من الطرفين الإرادة للتسوية أو الإدراك الحقيقي لمعاناة الشعب السوري”.
وحض بشدة الحكومة السورية والمعارضة على “إظهار القيادة والرؤية والمرونة لإنهاء هذه الحرب”. ودعا أيضاً إلى “إنهاء تدفق الأسلحة والمقاتلين الذين يزيدون اشتعال العنف”، مشدداً على أن “الساعين إلى الحل العسكري يجعلون التوصل إلى حل سياسي أكثر صعوبة”.
احتدام القتال في يبرود بين الجيش والمعارضة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تصاعدت حدة القتال، السبت، بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة في مدينة يبرود بمنطقة القلمون الاستراتيجية قرب الحدود مع لبنان، لا سيما مع تحقيق القوات الحكومية “تقدما جزئيا” على أطراف المدينة.
وقال ناشطون من المعارضة السورية إن عناصر من الجيش السوري دخلوا بالفعل أحياء شرقية من بلدة يبرود، السبت، وتقدموا باتجاه الشارع الرئيسي، في ما يعتبر آخر معقل للمعارضة السورية المسلحة شمال العاصمة دمشق.
ومن شأن السيطرة على مدينة يبرود أن يتيح للقوات الحكومية تأمين الطريق البري الذي يربط مدن الساحل على البحر المتوسط بالعاصمة دمشق، ويقطع خط الإمدادات على قوات المعارضة عبر الحدود من لبنان.
إلا أن الجيش الحكومي لا يزال يواجه صعوبات في السيطرة على المدينة منذ أن بدأ حملة عسكرية عليها قبل 32 يوما، ويواجه عقبات في التقدم البري في ظل معارك الشوارع التي يخوضها مع مسلحي المعارضة المتحصنين فيها.
ولهذا السبب، يكثف الجيش السوري قصفه بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ على مدينة يبرود ومحيطها، فقد ألقى براميل متفجرة عدة على مناطق متفرقة من المدينة في أكثر من 20 غارة جوية، وفق ما ذكر ناشطون سوريون السبت.
وذكرت وكالة “سوريا برس” أن “معارك ضارية” اندلعت بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على جبهات يبرود بريف دمشق، تزامنا مع استمرار الطيران الحكومي شن غاراته على المدينة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية، السبت، بتجدد “القصف العنيف والمستمر” براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على معظم أحياء مدينة يبرود بريف دمشق، وأشارت إلى “دمار كبير” لحق بالمنطقة.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن مقاتلي المعارضة المسلحة تمكنوا من “تدمر دبابة على جبهة العقبة بالقرب من يبرود، كما قتلوا عددا كبير من عناصر حزب الله اللبناني والقوات الحكومية بعد اشتباكات عنيفة”.
الصليب الأحمر: شعب سورية مُستنفَذ والنازحون على وشك اليأس
الفاتيكان (14 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت منظمة الصليب الأحمر الدولية إن “سورية تعيش وضعا يائسا”، فعلى “الرغم من أن الاشتباكات في ريف دمشق تتضاءل بشكل كبير”، إلا أن “عدد النازحين كبير، وهم يعيشون في ظروف بائسة” بالفعل
وفي مقابلة مع لسان حال الفاتيكان، صحيفة (أوسيرفاتوري رومانو)، رسم رئيس الفرع الإيطالي للصليب الأحمر فرانشيسكو روكّا “صورة قاتمة” لسورية، معربا عن “الشعور بخجل كبير لأن جهود المجتمع الدولي ليست كافية”، فـ”بعد حوالي أربع سنوات من نشوب النزاع في البلاد، لا يزال التوصل الى حل يبدو أمرا بعيد المنال”، مبينا أن “عدد المشردين داخليا ارتفع بشكل مأساوي”، وأردف “لقد كنت في سورية قبل حوالي عشرة أشهر، وكان عدد النازحين قد بلغ الأربعة ملايين”، بينما “وصل الآن الى ستة ملايين ونصف المليون تقريبا”، وإنْ “أخذنا بنظر الاعتبار أن عدد اللاجئين خارج البلاد يقترب من مليونين ونصف المليون، فسيكون لدينا في الحاصل رقما مخيفا” حسب قوله
وذكر روكّا أن “جهود الصليب والهلال الأحمرين تصل كل شهر إلى ستمائة ألف أسرة، تشتمل على ثلاثة ملايين شخص إجماليا، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، الى نصف النازحين فقط”، لكن “الأمر يتعلق دائما بمساعدات أساسية”، وقال إن “السوريين مُستنفَذين، يستمرون بالعيش دون ماء أو كهرباء أو غذاء، وفي منازل مدمرة كليا أو جزئيا”، وأردف “أشعر بالعجز والإحباط الهائل، وخاصة أمام الحاجة المتزايدة” للسكان
وخلص رئيس الصليب الأحمر الى القول إن “النسيج الاقتصادي في البلد لم يعد موجودا، وعند التجول في دمشق على غرار ما فعلنا، نجد كثير من هذه المنازل التي تم ترميمها منذ فترة وجيزة، وهي تكتظ بمشردين على حدود اليأس” على حد تعبيره
نشطاء: انسحاب جماعة منشقة عن القاعدة من محافظتين في سوريا
بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن جماعة منشقة عن القاعدة في سوريا انسحبت من محافظتين بشمال غرب البلاد اليوم الجمعة واتجهت الى معاقلها في الشرق بعد اشتباكات مع مقاتلين منافسين على مدى شهور.
وتقاتل جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة فيما سبق جماعات معارضة منافسة منذ بداية العام مما أسفر عن مقتل اكثر من أربعة آلاف شخص وأضعف الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد.
وأجبرت الجماعة الكثير من مقاتلي المعارضة على الانسحاب بعد أن استولت على أراض وقتلت قادة منافسين. وقال نشطاء إنها أنهت انسحابها من محافظتي إدلب واللاذقية ونقلت قواتها نحو محافظة الرقة في الشرق والمشارف الشرقية لمدينة حلب في الشمال.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن جبهة النصرة وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا أشرفت على الانسحاب لتصبح المحافظتان خاليتين تماما من عناصر داعش.
وقال أيمن جواد التميمي الباحث بمنتدى الشرق الاوسط وهو مؤسسة بحثية في الولايات المتحدة إن من المرجح أن تركز داعش في أعقاب الانسحاب على تعزيز مواقعها في محافظات الرقة والحسكة وشرق حلب.
وأضاف “بشكل أساسي.. ما يحدث هو أن كل طرف يعزز مواقعه… لذلك فالوضع يتجه إلى الجمود ويعزز كل طرف نفوذه في مناطق خاصة به.”
وتستمد الدولة الإسلامية في العراق والشام قوتها من مقاتلين أجانب يتمتعون بالخبرة واستقبلت بالترحاب في البداية في الكثير من المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة لقدراتها القتالية وسمعتها اذ عرف عنها أنها بعيدة نسبيا عن شبهات الفساد.
لكن الجماعة نفرت الكثير من السكان فيما بعد حين سعت لتطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية لكنها في الوقت ذاته احتفظت بتعاطف بعض المناطق لأنها اشتهرت بقدرتها على الحد من السرقة والنهب.
وقال ناشط من إدلب إنه منذ انسحاب مقاتلي داعش “كان هناك هدوء حذر على كافة الأصعدة. المدنيون لا يحتفلون لأن الدولة الإسلامية في العراق والشام قضت على اللصوص وقطاع الطرق.”
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الدولة الإسلامية في العراق والشام ضعفت بسبب الاشتباكات والانشقاقات في المناطق التي انسحبت منها لكنها مازالت مسيطرة على محافظة الرقة ومازال لديها الكثير من الموارد لتعتمد عليها.
وأظهر تسجيل فيديو نشر يوم الجمعة على الانترنت اثنين من المقاتلين يتجولان فيما قالوا إنها مبان مهجورة كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام تستخدمها كمحكمة وسجن في بلدة في منطقة جبل الأكراد. وقال مقاتل إن الانسحاب تم بهدوء بعد مفاوضات بين داعش ومقاتلين آخرين.
وفي البداية أعيدت تسمية فرع القاعدة في العراق باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام لكن تنظيم القاعدة أعلن أنه سيقطع علاقاته بالجماعة الشهر الماضي لرفضها أن تقتصر عملياتها على العراق.
واشتبكت جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا من حين لآخر مع مقاتلي داعش لكنها حاولت ايضا الوساطة في الهدنة اكثر من مرة بين داعش وفصائل منافسة وقاتلت الى جانبها ضد القوات الحكومية في مناطق أخرى.
لكن الاقتتال زاد من تعقيد الحرب التي أودت بحياة اكثر من 140 الف شخص وأجبرت الملايين على الفرار من منازلهم. وتدخل الحرب عامها الرابع هذا الشهر.
وفي واقعة منفصلة قال مصدر عسكري إن الجيش السوري قتل 20 من مقاتلي المعارضة في كمين في تلكلخ وهي قرية تقع على بعد 40 كيلومترا غربي حمص. وأذاع تلفزيون المنار اللبناني أيضا خبرا عن هذه الواقعة.
وقال المصدر إن الهجوم وقع قرب نقطة للجمارك بالقرب من الحدود مع لبنان على بعد نحو أربعة كيلومترات من القرية.
وقالت حسابات موالية للحكومة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت إن المسلحين كانوا يحاولون دخول وادي خالد في لبنان بعد فرارهم من بلدة الحصن السنية لكن رويترز لم تستطع التحقق من هذه التقارير من مصدر مستقل.
وقال المصدر إن الجيش السوري وصل الى المداخل الشرقية ليبرود وهي بلدة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة قرب الحدود مع لبنان حيث أحرز الجيش تقدما في الآونة الأخيرة.
من الكسندر جاديش
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)
تلفزيون: قوات سورية تدخل معقلا للمعارضة قرب الحدود اللبنانية
بيروت (رويترز) – ذكر تلفزيون الميادين أن جنودا سوريين دخلوا أحياء شرقية من بلدة يبرود يوم السبت وتقدموا تجاه الشارع الرئيسي في آخر معقل كبير للمعارضة قرب الحدود اللبنانية شمالي دمشق.
وأظهرت الصورة التي عرضها التلفزيون ومقره بيروت جنودا يندفعون في حقل باتجاه مدخل البلدة ويغنون قائلين “مرحبا يا يبرود”.
وسمعت أصوات إطلاق النار مع تقدم الجنود.
ومن شأن السيطرة على يبرود أن تساعد الرئيس بشار الأسد في قطع خط إمداد لقوات المعارضة عبر الحدود من لبنان. وتقع تلك البلدة قرب الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب في الشمال وبساحل البحر المتوسط في الغرب حيث معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
واندلعت احتجاجات سياسية حاشدة ضد الأسد قبل ثلاث سنوات وتحولت إلى حرب أهلية بعد حملة امنية عنيفة على المتظاهرين.
وفر الالاف إلى يبرود – التي يسكنها ما بين 40 ألف و50 ألف شخص وتبعد قرابة 60 كيلومترا شمالي دمشق والمناطق المحيطة بها – بعدما تعرضت للقصف الشهر الماضي قبل الهجوم.
وتحقق الحكومة مكاسب إضافية على طول الطريق السريع وكذلك في أنحاء دمشق وحلب في الشهور الأخيرة مستعيدة زمام المبادرة في صراع يدخل عامه الرابع هذا الشهر.
وقتل أكثر من 140 ألف شخص وفر 2.5 مليون إلى الخارج كلاجئين في حرب أهلية تكتسب بعدا طائفيا على نحو متزايد وبدأت باحتجاجات حاشدة في الشوارع ضد الأسد في مارس آذار 2011 لكنها تحولت إلى صراع مسلح بعد حملة على المتظاهرين.
(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
“الغارديان”: النجف تستقبل ثلاث جثث للقتلى في سورية يومياً منذ تسعة أشهر
نشرت “الغارديان” البريطانية تحقيقاً لمراسلها من مدينة النجف رصد فيه عمليات تطويع المقاتلين الشيعة في العراق لصالح نظام مليشيات تقاتل إلى جانب بشار الأسد، وقال المراسل إن الجماعات الشيعية تستقبل جثث المقتولين في المعارك يوميا منذ تسعة أشهر، وخاصة من عناصر ما يعرف بـ”عصائب أهل الحق.”
وبحسب المراسل، فإن عصائب أهل الحق تعمل بتوجيه من الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، كما نقل عن العاملين في مقبرة المدينة قولهم إن أعداد القتلى في العراق ترتفع بشدة، مقدرين استقبال المقبرة لثلاث جثث يوميا خلال الشعر المنصرم.