أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 04 حزيران 2016

 

واشنطن تستخدم حاملة طائرات ضد «داعش»

لندن، نيويورك، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

شن «جيش الفتح» الذي يضم سبعة فصائل إسلامية معارضة، هجوماً مفاجئاً على القوات النظامية السورية والميلشيات الموالية في ريف حلب الجنوبي وسط أنباء عن استعانة دمشق بمعتقلين للقتال إلى جانب الجيش النظامي مقابل الإفراج عنهم، في وقت اتجهت هذه القوات بغطاء جوي روسي نحو مدينة الطبقة و «بحيرة الأسد» قرب الرقة معقل تنظيم «داعش»، المدينة التي خططت واشنطن لاستعادتها عبر دعم قوات كردية- عربية. وأعلنت واشنطن ضرب «داعش» باستخدام حاملة طائرات في البحر المتوسط للمرة الأولى منذ 13 سنة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وشبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن «جيش الفتح» حقق «تقدماً كبيراً وسريعاً في ريف حلب الجنوبي، بعد ساعات قليلة على إطلاقه معركة زئير جيش الفتح في محيط خان طومان، رداً على المجازر التي يرتكبها النظام وحلفاءه ضد المدنيين في حلب وإدلب». وأسفرت المعارك عن السيطرة على «مستودعات خان طومان ومستودعات الوقود والتسليح ومنطقتي الساتر والكازية وقرية معراتة وتلال القراصي وكتيبة الدفاع الجوي».

وأشار «المرصد» إلى أنه «تم الإفراج في سجن صيدنايا العسكري وسجن دمشق المركزي عن مئات السجناء الجنائيين، بينهم سجناء محكومون بقضايا الاتجار بالمخدرات وتعاطيها، مقابل موافقتهم على الانضمام لقوات النظام والمشاركة معها في جبهات القتال». وقتل عشرات المدنيين في قصف عنيف على مدينة حلب وريفها، في وقت أعلن «المرصد» أن «القصف الهستيري» الذي تتعرض له مدينة حلب لليوم الثالث والأربعين أسفر عن جرح 2500 ومقتل 436 مدنياً بينهم 97 طفلاً و74 مواطنة.

وألقت طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركا ذخائر إلى فصائل سورية معارضة تقاتل «داعش» شمال حلب قرب تركيا بالتزامن مع استمرار تقدم «قوات سورية الديموقراطية»، التي تضم عرباً وأكراداً، إلى منبج وسيطرتها على 28 قرية شرق حلب. وقال «المرصد» إن «قوات النظام مدعومة بالطائرات الحربية السورية والروسية باتت على مسافة 60 كيلومتراً عن طريق الرقة- حلب، وبحيرة الأسد قرب مدينة الطبقة بريف الرقة».

وزار مسؤولون عسكريون أميركيون شمال سورية الشهر الماضي للإشراف على وضع الخطط النهائية لدعم تحالف كردي- عربي في استعادة الرقة. وأعلنت البحرية الأميركية أن مقاتلات أميركية نفذت ضربات ضد «داعش» من حاملة طائرات في البحر المتوسط في المرة الأولى التي تستهدف حاملة طائرات أميركية مناطق في الشرق الأوسط من البحر منذ حرب 2003. وانطلقت الطائرات من الحاملة هاري ترومان بعدما دخلت البحر المتوسط من طريق قناة السويس. ولم تذكر البحرية تفاصيل فورية عما إذا كانت الأهداف في سورية أم العراق.

في نيويورك، أبلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين مجلس الأمن في جلسة مغلقة أمس، أنه سيقدم طلباً الى الحكومة السورية الأحد «لتوافق على إيصال المساعدات الإنسانية عبر الجو الى بعض المناطق المحاصرة، لا سيما التي تعاني إغلاقاً جزئياً أو كاملاً». وأبدى السفير الروسي فيتالي تشوركين مرونة حيال إلقاء المساعدات من الجو، معتبراً أنه «لا مانع بالنسبة إلى روسيا في حال نفذ ذلك بشكل آمن»، فيما تمهلت الولايات المتحدة في إعطاء موقف نهائي «بانتظار اتضاح الخطة التي ستقدمها الأمم المتحدة لتنفيذ هذا الخيار».

وكانت فرنسا وبريطانيا دفعتا مسألة إلقاء المساعدات من الجو بشكل مكثف خلال الأيام الأخيرة، في وقت تسلمت فرنسا رئاسة المجلس مطلع الشهر الحالي. كما أيد المبعوث الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا في الجلسة ذاتها «خيارات إنشاء جسر جوي وإلقاء المساعدات من الجو». ويعبر مصطلح «جسر جوي» عن استخدام المروحيات لإيصال المساعدات جواً، وهو ما يتطلب تأمين مهابط للمروحيات في المناطق المعنية، أما «إلقاء المساعدات من الجو» فيتم باستخدام طائرات تلقى منها عبوات المساعدات من دون الحاجة الى هبوطها. وأعلنت الأمم المتحدة لاحقاً موافقة دمشق على إيصال مساعدات إلى 12 منطقة محاصرة.

 

«المرصد السوري»: قوات النظام تدخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة

عمان، اسطنبول – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (السبت)، إن قوات النظام السوري عبر الحدود الإدارية لمحافظة الرقة بعد تقدمها في هجوم كبير على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بدعم من روسيا.

وكانت ضربات جوية روسية عنيفة استهدفت أراضي خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في مناطق شرق محافظة حماة قرب حدود محافظة الرقة أمس، وساعدت في وصول قوات النظام إلى حدود الرقة.

ومدينة الرقة معقل رئيس لـ «داعش» في سورية إلى جانب مدينة الموصل في العراق، والمدينتان هدف للقوى الساعية إلى القضاء على «دولة الخلافة» التي أعلنها التنظيم.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الناطق باسم قوات النظام السوري.

وهجوم القوات النظامية هو ثالث هجوم كبير على معاقل التنظيم في سورية والعراق في الأيام الأخيرة. والهجمات الثلاث من بين أشرس الحملات ضد «داعش».

من جهة ثانية، قالت وكالة «الأناضول» للأنباء اليوم، نقلاً عن الجيش التركي إن القصف الذي نفذه الجيش عبر الحدود والضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قتلت 14 من متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية.

ونقلت الوكالة عن القوات المسلحة أن نيران المدفعية التركية وتسع ضربات جوية أصابت 11 هدفاً للتنظيم كان يعتقد أنها تستعد لقصف تركيا.

واستهدفت الضربات مناطق عدة قرب بلدة اعزاز السورية التي تقع غرب منطقة عمليات تدعمها الولايات المتحدة ضد متشددي التنظيم، وجنوب بلدة كلس التركية الحدودية التي تعرضت مراراً لقصف صاروخي من «داعش».

وأطلق آلاف المقاتلين السوريين الذين يدعمهم فريق أميركي صغير للعمليات الخاصة، هجوماً كبيراً الثلثاء الماضي لطرد مقاتلي التنظيم من «جيب منبج» إلى الشرق قرب الحدود التركية والذي يستخدمه التنظيم كمركز لوجيستي.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أول من أمس، إن الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة نفذته قوات عربية بالأساس وليس مقاتلون أكراد في إشارة إلى موافقة ضمنية للعملية.

ويضم تحالف «قوات سورية الديموقراطية»، «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعتبرها تركيا تنظيماً إرهابياً وامتداداً لحزب «العمال الكردستاني» الذي يشن أعمال عنف في جنوب شرقي تركيا منذ 30 عاماً من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد.

 

أميركا تحذر من «طموحات» خارجية لـ «دواعش» في سورية

سنغافورة، برلين – أ ف ب، رويترز –

أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن جهاديي تنظيم «داعش» في مدينة منبج الاستراتيجية شمال غربي سورية يطمحون إلى تخطيط هجمات إرهابية في الخارج.

وهذا الأسبوع شنت قوات «سورية الديموقراطية»، التحالف الذي يضم ميليشيات كردية وعربية المدعوم من الولايات المتحدة ويحارب التنظيم المتطرف، هجوماً لاستعادة مدينة منبج التي تقع بين جرابلس على الحدود التركية والرقة، معقل التنظيم في سورية. وتعتبر استعادة السيطرة على المدينة أساسية لوقف تدفق المقاتلين الأجانب من سورية وإليها. وقال كارتر، في مؤتمر صحافي في سنغافورة حيث يشارك في قمة إقليمية حول الأمن: «من دون الخوض في التفاصيل، يطمح أشخاص في منبج لإعطاء أفكار أو حتى وضع مخططات أعمال إرهابية خارج سورية. لهذا السبب ولكون المدينة نقطة دخول لمقاتلين أجانب وخروجهم فهي تعد هدفاً مهماً، ونحن مرتاحون للعمل مع القوات المحلية الراغبة في استعادة أراضيها من داعش»، وتحقق تقدماً في هذا الاطار».

في ألمانيا، أعلنت وزارة العدل ملاحقة 180 شخصاً في البلاد على صلة بتنظيمات جهادية في سورية مثل «داعش» بموجب 120 آلية جنائية، وذلك غداة اعتقال خلية يشتبه في أنها أعدت هجوماً انتحارياً يليه إطلاق نار في دوسلدورف (غرب).

وضمت الخلية ثلاثة سوريين أوقفوا استناداً إلى شهادة مشبوه رابع سوري أيضاً، وكان قصد الشرطة الفرنسية في شباط (فبراير) الماضي قائلاً إن لديه «معلومات عن خلية نائمة مستعدة لتوجيه ضربة في ألمانيا».

وقال فيليب شولز، الناطق باسم الوزارة: «هناك 120 آلية لدى النائب العام تستهدف 180 مشبوهاً أو متهماً على صلة بالحرب الأهلية في سورية لانتمائهم إلى تنظيم إرهابي أو دعمهم إياه». لكنه لم يحدد عدد من تتم ملاحقتهم في كل من سورية وألمانيا استناداً إلى وقائع محددة.

إلى ذلك، أحصت وزارة الداخلية «499 فرداً قد يكونون خطيرين في مجال الإرهاب الإسلامي»، علماً أن ألمانيا لم تتعرض حتى الآن لهجوم إرهابي مماثل لما حصل في فرنسا وبلجيكا. لكن السلطات أعلنت مرات أن البلاد قد تكون هدفاً.

وغادر 820 ألمانياً إلى سورية والعراق. وعاد نحو ثلثهم فيما قتل حوالى 140، ما يعني أن حوالى 420 لا يزالون في الأراضي السورية أو العراقية.

على صعيد آخر، كشف تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأميركية أن عدد الاعتداءات الإرهابية في العالم انخفض عام 2015، وأوقعت عدداً أقل من القتلى على رغم تنفيذ «داعش» اعتداءات ضخمة.

وأورد التقرير أن «داعش لا يزال مصدر خطر كبير وشن هجمات مدمرة في فرنسا ولبنان وتركيا، لكن الانخفاض سببه تراجع العنف في باكستان والعراق ونيجيريا».

وأحصت الوزارة 981 «هجوماً إرهابياً» شهرياً في العالم العام الماضي أوقعت إجمالي 28328 قتيلاً. وأفاد تقريرها الموجه إلى اعضاء الكونغرس بأن «إجمالي عدد الهجمات الإرهابية عام 2015 انخفض بنسبة 13 في المئة، كما انخفض عدد القتلى الناتج عنها بنسبة 14 في المئة مقارنة بعام 2014».

وتابع: «يعتبر هذا التراجع في عدد الهجمات الإرهابية الأول منذ العام 2012».

لكن هذه الأرقام تختبئ خلف أخرى غير مشجعة، مثل الارتفاع الكبير في عدد الاعتداءات في تركيا وبنغلادش ومصر وسورية والفيليبين.

ويشدد التقرير على أن «الخطر الإرهابي واصل التمدد عام 2015 ليصبح أكثر شمولية». ويحذر من أن المتطرفين في دول لا يذكر اسمها يستفيدون من إحباط سكان «يعجزون عن التعبير في شكل حر وسلمي». واعتبر التقرير أن «داعش» لا يزال الأخطر، خصوصاً أنه يتوسع عبر فروع تبايعه.

وإذا كانت مساحة الأرض التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق قد تقلصت، فهو وسع في المقابل سيطرته في ليبيا. كما يهاجم الفرع التابع له في سيناء القوات المصرية.

كما ينشط التنظيم المتطرف في أفغانستان، ويوحي لأشخاص كثيرين ومجموعات متشددة بارتكاب اعتداءت في مدن عدة حول العالم.

 

سوريا جبهات في كل اتجاه وطلعات أميركية من المتوسط

المصدر: العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

أكد الجيش الأميركي أمس إن الهجوم الذي يشنه تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” المدعوم من الولايات المتحدة على شريط من الأراضي السورية المحاذية للحدود مع تركيا في منطقة منبج بريف حلب الشمالي، سيحرر أكثر من 40 ألف مدني من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) إذا ما نجح.

 

وأوضح الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل باتريك رايدر أن القوات المدعومة من الولايات المتحدة تضم نحو 3000 مقاتل سوري عربي يمثلون 85 في المئة من القوة الإجمالية وهم من السكان المحليين الذين سيستعيدون السيطرة فعلاً على المنطقة من التنظيم المتشدد.

وتواصل “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً هجوماً بدأته مطلع الشهر لطرد “داعش” من مدينة منبج، أحد أبرز معاقله في شمال سوريا.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن القاء طائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد “داعش” أسلحة الى الفصائل المقاتلة التي تتصدى منذ اسبوع لهجوم يشنه التنظيم في مدينة مارع شمال حلب.

ويحاول الجهاديون منذ السبت اقتحام مارع، ثاني أبرز معقل للفصائل في حلب، اثر تمكنهم من قطع طريق الامداد الوحيد الذي كان يصلها بمدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، مما جعل عشرات الآلاف من المدنيين عالقين بين جبهات القتال والحدود.

وفي تطور عسكري أميركي يترافق مع العمليات العسكرية الجارية ضد “داعش” في منبج ، اعلنت قيادة الاسطول السادس الاميركي في مدينة نابولي الايطالية، تنفيذ طائرات اميركية “طلعات قتالية” انطلاقاً من حاملة الطائرات “يو اس اس هاري ترومان” في البحر المتوسط، دعماً لعمليات الائتلاف الدولي في سوريا والعراق.

وجاء في بيان مقتضب للقيادة ان العملية “تعكس سهولة التحرك والمرونة وقدرة التكيف التي تتمتع بها قوات البحرية الاميركية المنتشرة حول العالم، في أي وقت وأي مكان”، من غير ان يذكر هدف الطلعات، مكتفيا بالاشارة الى عبور حاملة الطائرات قناة السويس الخميس.

وتنتشر حاملة الطائرات “يو اس اس هاري ترومان” في الخليج ضمن قوة الاسطول الخامس منذ كانون الاول 2015، عندما شاركت طائراتها بكثافة في غارات على مواقع للتنظيم الجهادي.

وقال قائد الاسطول السادس جيمس فوغو: “في اثناء وجود حاملة الطائرات هاري ترومان في منطقة الاسطول السادس” يشكل عملها “ضد الارهابيين” دليلاً على “التزامنا تنفيذ سلسلة متكاملة من العمليات العسكرية بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا الاوروبيين الذين لا غنى عنهم”.

لكن البيان لم يشر الى ما اذا كانت الطائرات شنت غارات.

 

المعارضة تتقدم جنوب حلب

في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري إن فصائل إسلامية سورية مسلحة هاجمت قوات الحكومة وحلفاءها في ريف حلب الجنوبي.

وقال إن فصائل المعارضة التي تضم مقاتلين من “جبهة النصرة ” جناح تنظيم “القاعدة” سيطرت على قرية بعد ساعتين من بدء الهجوم الأخير جنوب غرب حلب.

وأضاف أن قوات الحكومة ترد بالقصف والغارات الجوية الكثيفة في المنطقة قرب بلدة خان طومان.

وبين حلفاء “النصرة في الهجوم حركة “أحرار الشام” أقوى الجماعات الإسلامية و”الحزب الإسلامي التركستاني”.

وتحدث مركز المصالحة الروسي في سوريا عن ورود معلومات من سكان محليين عن وصول وحدات مسلحة جديدة إلى منطقتي دارة عزة وأعزاز شمال حلب. كما وردت أنباء عن نقل وحدات مسلحة وسيارات مزودة سلاحاًومخصصة للطرق الوعرة وكذلك دبابات ومصفحات إلى عدد من المناطق الواقعة شمال حلب، وهي حريتان وكفر حمرا ومخيم حندرات، وجنوب غرب حلب، إلى خان طومان وخان العسل.

 

الجيش السوري نحو الرقة

وبعد أيام من فتح “قوات سوريا الديموقراطية” جبهة على “داعش” في ريف الرقة الشمالي، قال المرصد إن الجيش السوري تقدم نحو محافظة الرقة مدعوماً بغارات جوية روسية، في هجوم جديد اقترب فيه من منطقة عمليات التحالف المدعوم اميركياً.

وأشار الى أن غارات جوية روسية مكثفة أصابت مناطق يسيطر عليها “داعش” في شرق محافظة حماه قرب الحدود مع محافظة الرقة حيث تقدم الجيش الى نحو 20 كيلومتراً من حدود الرقة.

لكن مصدراً عسكرياً سورياً قال: “هناك تقدماً من أثريا على محورين، ولكن الاتجاه المقبل غير محدد”، مضيفاً أن ذلك قد يكون الرقة أو دير الزور التي تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط مناطق سيطرة “داعش” في سوريا والعراق.

 

مجلس الامن والمساعدات

وعلى الصعيد الانساني ، يتوقع أن تطلب الأمم المتحدة رسمياً غداً من الحكومة السورية الموافقة على إنزال المساعدات الإنسانية جواً الى المناطق المحاصرة في سوريا بعدما تعثر الوصول اليها براً، كلياً أو جزئياً. ولم تعترض موسكو ولكنها لم تبد تجاوباً واضحاً مع الضغوط التي تمارسها باريس ولندن خصوصاً لاعتماد هذا الخيار، على رغم أنه ليس مفضلاً وهو الملاذ الأخير لدى المجتمع الدولي.

واستمع أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة طلبتها فرنسا وبريطانيا الى احاطتين من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة ستيفن أوبراين والمبعوث الخاص الى سوريا ستافان دو ميستورا عن الوضع الراهن في المناطق المحاصرة.

واعلنت الامم المتحدة موافقة الحكومة السورية على دخول 12 منطقة محاصرة.

 

القوات السورية تتقدم نحو الطبقة… وفي محيط تدمر

حلب: الفصائل تستبق عملية الجيش؟

عبد الله سليمان علي

تتنافس مدينتا حلب والرقة على سرقة الأضواء؛ فبينما كان الجيش السوري يتقدم ويحط رحاله بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، منطلقاً من أثريا في ريف حماه الشرقي، كانت مدينة حلب على موعد مع معركة ضخمة شنتها فصائل «جيش الفتح» في ريفها الجنوبي، الذي اعتاد مؤخراً على مثل هذه المعارك، لكن هذه المرة يبدو أن الطموحات أوسع من أي وقت سابق.

وواصل الجيش السوري تقدمه على محور أثريا ـ الطبقة، حيث سيطر، أمس، على نقاط جديدة، تمثل أهمها بالوصول إلى مفرق قرية زكية وتلة السيريتل، ما يعني أنه أصبح على مسافة 40 إلى 50 كيلومتراً من مطار الطبقة. كما يعني أنه بات يقف بمحاذاة الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. وقد وقعت بين الطرفين اشتباكات عنيفة تمكن خلالها الجيش من إفشال هجوم بسيارة مفخخة كان يستهدف قواته المتقدمة على محور زكية، كما غنم عربة «ب م ب» واعتقل عنصرَين من تنظيم «داعش».

وأفاد مصدر عسكري، في تصريح لوكالة الأنباء السورية ـ «سانا» أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وَسَّعت نطاق عملياتها في منطقة أثريا بريف حماه الشرقي، وأحكمت سيطرتها على عقدة طرق الزكية ـ مفرق دير حافر». وبَيَّن المصدر أنه بإحكام وحدات الجيش السيطرة على مفرق الطرق تكون بذلك «قطعت أهم خطوط إمداد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة».

وأحكمت وحدات من الجيش سيطرتها على جبال أبو الزين ومنطقة المسبح خلال عملية عسكرية في منطقة أثريا، بدأتها أمس بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، وإسناد جوي سوري روسي.

وتعتبر قرية زكية، التي بات الجيش يقف على مشارفها، ذات موقع استراتيجي مهم، حيث تتوسط محافظات عدة، هي حماه، الرقة، دير الزور، حلب، حمص، الأمر الذي يجعلها عقدة مواصلات مهمة للغاية. وتبعد زكية عن مطار الطبقة حوالي 40 كيلومتراً، وهي عبارة عن مساحات صحراوية خالية، إلا من بعض التجمّعات السكنية الصغيرة. ومن المتوقع أن يتخذ الجيش قرية زكية مركزاً له بهدف التحشيد والانطلاق منها في عملياته العسكرية المستمرة في المنطقة.

معركة ريف حلب الجنوبي

في هذه الأثناء، أعلن «جيش الفتح» في حلب عن معركة جديدة في ريف حلب الجنوبي، استهدفت مناطق جنوب وشرق بلدة خان طومان التي سيطر عليها «جيش الفتح» في هجوم سابق.

وقد تمكن المهاجمون بعد معارك عنيفة من التقدم والسيطرة أولاً على مستودعات خان طومان ثم قرية معراتة وتلال الخلاصي، لتنتقل المعارك إلى قرية حميرة وخلصة ذات الأهمية الإستراتيجية. وقد قامت «جبهة النصرة» بتنفيذ عمليتَين انتحاريتين في قرية خلصة، نفذ إحداهما سوري يدعى أبو أحمد الحموي. وتأتي أهمية هذه القرية من كونها تشرف على ريف حلب الغربي وعلى أوتستراد حلب – دمشق، واستمرت الاشتباكات فيها حتى وقت متأخر من دون أن يحسم أمر السيطرة عليها.

وتحدثت مصادر إعلامية من المعارَضة أن الهدف النهائي من هذه المعركة هو محاولة فتح خط إمداد جديد نحو الأحياء الواقعة تحت سيطرة المسلحين في مدينة حلب، بعد أن قام الجيش السوري بإغلاق طريق الكاستيلو عبر استهدافه جواً، والذي كان يعتبر خط الإمداد الوحيد لهذه الأحياء. وفي هذه الحالة يفترض أن تتجه المعارك نحو الوضيحي ومن ثم معمل الاسمنت للوصول إلى طريق الشيخ سعيد، ما يعني أن المهمة ليست سهلة، خصوصاً أن الجيش السوري يبسط سيطرته على القسم الأكبر من ريف حلب الجنوبي، كما أن حماية هذا الطريق في حال التمكن من فتحه تبدو مهمة أكثر تعقيداً.

وتأتي هذه المعركة الجديدة إثر تسريبات تحدثت عن إمكانية قيام الجيش السوري وحلفائه بأخذ زمام المبادرة، وتحريك جبهة حلب، عبر عملية واسعة، نتيجة تدهور الوضع الأمني والعسكري في المحافظة مؤخراً. ويبدو أن خشية «جيش الفتح» من هذه المعلومات، بالإضافة إلى الضغط الذي شكله إغلاق طريق الكاستيلو كانا وراء مسارعته إلى استباق الجيش السوري وقيامه بفتح معركة تناسبه من حيث الزمان والمكان، بدل أن يجره الجيش إلى معركة مجهولة بالنسبة إليه.

في غضون ذلك، توقف النشاط العسكري لـ «قوات سوريا الديموقراطية» في ريف الرقة الشمالي من دون صدور أي بيان لتفسير ذلك، علماً أن حملة إعلامية ضخمة واكبت انطلاق العملية. وكان مسؤولون أكراد يعلقون عليها الكثير من الآمال، لدرجة أن بعضهم بدأ يتحدث عن وجوب ضم الرقة إلى مشروع الفدرالية الكردية. ومن غير الواضح هل لتوقف الهجوم الكردي على الرقة علاقة بالهجوم الذي بدأه الجيش السوري باتجاه الطبقة؟ أم كما قالت بعض وكالات الأنباء أن السبب هو الخسائر الفادحة التي لحقت بـ «قوات سوريا الديموقراطية»؟.

لكن المشهد كان مختلفاً على جبهات القتال في ريف مدينة منبج، حيث واصلت «قوات سوريا الديموقراطية»، التي يهيمن عليها الأكراد، تقدمها في المنطقة وسيطرت على عدد من القرى التي جعلتها تقترب لمسافة 12 كيلومتراً من مشارف المدينة الإستراتيجية، وذلك وسط اشتباكات عنيفة نفذ خلالها تنظيم «داعش» عمليتَين انتحاريتين في قرية قبر إيمو، كما قام بقصف بعض القرى بصواريخ «غراد»، ما أدَّى إلى وقوع إصابات في صفوف «لواء جند الحرمين». ومساء أفاد مصدر ميداني أن «قوات سوريا الديموقراطية» شرعت في فتح محور جديد للهجوم على مدينة منبج من جهة الشمال الشرقي، حيث وقعت اشتباكات في قريتَي قراطة والتوخار.

وقد حاول تنظيم «داعش» فتح جبهات قتال جديدة بهدف تشتيت القوات المهاجمة، حيث هاجم بلدة سلوك بواسطة مجموعة من الانغماسيين، إلا أن «قوات سوريا الديموقراطية» تمكنت من صد الهجوم، فيما لا يزال يحاول توسيع هجومه في ريف الحسكة بعد سيطرته على قريتَين، أمس الأول.

إلى ذلك تمكنت قوات الجيش السوري من التقدم في محيط مدينة تدمر، حيث سيطرت على منطقة الصوامع والتلال المحيطة بها التي كان «داعش» يسيطر عليها، وذلك بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين في منطقة المحطة الثالثة شرق مدينة تدمر، وفي محيط حقل آراك ببادية تدمر. في المقابل، أكد تنظيم «داعش»، عبر وكالة «أعماق» التابعة له، أن «مجموعاته تمكنت من السيطرة على نقطة مهمة في جبل ثردة تمكنها من الإشراف على كامل مطار دير الزور العسكري».

 

رقم قياسي للموت في «المتوسط»

بين الشمال والجنوب، أصبح البحر الأبيض المتوسط اختصاراً للمأساة الإنسانية ومقبرة عميقة لأحلام الباحثين عن غدٍ أفضل. ويومياً، تتحول عمليات الإغاثة إلى شاهد إضافي على كيفية إدارة المنظومة الدولية لحروب وويلات وفقر دولٍ هشّة. هكذا، لم تترك صورة المنقذ الذي حمل جثةً جديدة لطفل، أمس، انتشل من عرض المتوسط أثراً كما فعلت مرةً صورة إيلان، وكذلك أرقام «شهداء البحر»، الذين قد ينضم إليهم المئات اليوم، بعد غرق مركب جنوب جزيرة كريت، كان ينقل 700 مهاجر إلى أوروبا.

وقد يصبح مئات المهاجرين في عداد المفقودين بعد غرق مركبهم، الذي كان يحمل 700 مهاجر، أمس، جنوب جزيرة كريت اليونانية، في وقت أعلنت فيه منظمة الهجرة الدولية أن الأسبوع الحالي سجل رقماً قياسياً للموت في البحر المتوسط، مع تحسن أحوال الطقس وعودة مهربي البشر إلى ذروة نشاطهم.

وقالت المنظمة إن القارب الذي أبحر من شمال أفريقيا، من دون تحديد البلد الذي انطلق منه، كان على متنه ما لا يقل عن 700 شخص.

من جهتها، لم تؤكد شرطة الموانئ اليونانية هذه الأرقام، لكنها أشارت إلى أن «مئات» من الأشخاص كانوا على متنه.

وأدَّى غرق القارب إلى تأكيد مقتل تسعة أشخاص تم انتشال جثثهم، بحسب آخر حصيلة لوكالة «أسوشييتد برس»، في وقت ساهمت خمس سفن تجارية مشاركة في عمليات البحث، في إنقاذ 340 شخصاً حتى ليل أمس.

وذكرت شرطة الموانئ اليونانية أن 242 من الناجين سيتم نقلهم إلى إيطاليا، و75 إلى بور سعيد في مصر، وذلك بموجب قانون الإنقاذ البحري، فيما تبقى وجهة باقي الناجين غير محددة، كما لم تتوافر أي تفاصيل بشأن جنسياتهم.

وواصلت دوريتان تابعتان لخفر السواحل اليونانيين وطائرتان ومروحية أمس، عملية الإنقاذ بين المياه اليونانية والمصرية على بعد 75 ميلا جنوب جزيرة كريت، في ظل أحوال جوية جيدة، لكن على وقع رياح شديدة.

وأوضحت السلطات اليونانية أن القارب، وطوله 25 متراً، «غرق نصفه» ورصده قارب آخر.

من جهة أخرى، لفت خفر السواحل الإيطاليون إلى أنهم تلقوا نداء استغاثة من سفينة تجارية إيطالية مساء أمس الأول جاء فيه أن قاربا يحمل على متنه مهاجرين يواجه صعوبات في منطقة تقع بين المياه اليونانية والمصرية. وأمس أبلغت إحدى هذه السفن أن القارب غرق.

إلى ذلك، أعلنت البحرية الليبية أمس، العثور على جثث 117 مهاجراً، بينهم أطفال، على الأقل على شاطئ مدينة زوارة غرب ليبيا التي ينشط فيها تهريب المهاجرين، في ظل الفوضى التي تغرق فيها البلاد.

والأسبوع الماضي، قضى نحو 700 مهاجر، بينهم أربعون طفلاً، كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا في ظروف مرعبة في ثلاثة حوادث غرق قبالة ليبيا، بحسب الأمم المتحدة.

ولم يؤكد مصدر ليبي ما إذا كانت الجثث التي عُثر عليها في زوارة تعود إلى أشخاص كانوا يستقلون أحد الزوارق التي غرقت الأسبوع الماضي.

ولمدينة زوارة التي يقطنها ليبيون من الأمازيغ، خصوصية، باعتبارها أقرب نقطة ليبية للانطلاق باتجاه السواحل الإيطالية، إذ تبلغ المسافة بينها وبين جزيرة لامبيدوزا نحو 220 ميلاً (354 كيلومتراً).

وتظهر آخر عملية غرق أن المهربين قد يكونون يبحثون عن طرق أخرى لتجنب القوة البحرية الأطلسية المنتشرة بشكل أكبر في الشمال الشرقي بين الساحل التركي والجزر اليونانية، في مكان قريب من جزيرتَي ليسبوس وخيوس.

وفي بيان نُشر على صفحتها في «فايسبوك»، حَمَّلت بلدية زوارة «كامل المسؤولية لكل المسؤولين سواء في دولة ليبيا أو المنظمات الدولية عن صمتهم الغريب».

وقالت منظمة الهجرة إن الأسبوع الحالي قد يسجل رقماً قياسياً لعدد اللاجئين الذين قضوا في البحر المتوسط، بعد غرق مركب أمس، إذ تأكد مقتل 62 مهاجراً منذ 25 أيار الماضي، فيما سُجِّل 917 مهاجراً في عداد المفقودين، وذلك في تسع حالات طوارئ أعلن عنها على خط ليبيا – إيطاليا البحري الذي يسلكه المهاجرون.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أب)

 

«أحرار الشام»: هوية «جهادية» بنكهة «إخوانية»

عبد الله سليمان علي

يسجّل لحركة «أحرار الشام» أنها تقدم نفسها كما هي، من دون أية مواربة أو تورية. لكن العبرة بمن يحاول تظهيرها خلاف الواقع، وتقديمها بصورة لا ترتضيها لنفسها، ومن ثم الدفاع عنها في المحافل الدولية.

لا تحاول الحركة إخفاء حقيقة هويتها «الجهادية»، ولا طبيعة مشروعها المتمثل باستعادة «دولة الخلافة». كما لا تخفي أساليبها التكتيكية والإستراتيجية، فـ «الجهاد» عندها قائم إلى يوم القيامة. أما السياسة فهي أداة تمويهية يمكن الاستعانة بها وفق متطلبات الصراع المستمر.

ولطالما كان خطاب «أحرار الشام» يركّز على هذه النقاط في السابق، ولكنها المرة الأولى التي يصدر فيها تعريف واضح لطبيعتها وعلاقاتها ومشروعها من الرجل الثاني فيها، وهو نائب قائدها العام المهندس علي العمر، وذلك في ندوة تحت عنوان «أحرار الشام بين التيارات الإسلامية»، أقامتها الحركة لنخبة قيادات الصف الثاني والثالث فيها، الأسبوع الماضي، في مدينة إدلب. وبالتالي فالكلام الصادر في الندوة هو كلام داخلي، موجه إلى أعضاء الحركة بالمقام الأول، الأمر الذي يعطيه أهمية خاصة، لأن الغاية منه هي إيجاد هوية مشتركة للحركة تتمايز فيها عن باقي التيارات الإسلامية.

ويُثبت محتوى المحاضرة التي ألقاها علي العمر، أن المراجعات التي قامت بها الحركة لم تثمر عن أية نتائج حقيقية، ولم تتمكن من حسم الجدال أو الصراع بين تياراتها المتباينة، فلجأت إلى محاولة دمج هذه التيارات ضمن وصفة خاصة أطلق عليها العمر اسم «التيار الخامس»، باعتبار أن هناك أربعة تيارات إسلامية كانت معروفة قبل الحركة، وهي جماعة «الإخوان المسلمين» و«الدعوة والتبليغ» و«السلفية الجهادية» و«حزب التحرير»، مشدداً على أن هدف جميع هذه التيارات هو هدف واحد، سواء صرحت بذلك أم لم تصرح وهو «استعادة الخلافة الإسلامية»، ولكنها تختلف فيما بينها بالطريقة التي تتبعها لتحقيق ذلك. لذلك فإن الدمج الحاصل خرجت منه «أحرار الشام» ككيان «جهادي»، يحمل معتقدات السلفية «الجهادية»، ولكن مع نكهة «إخوانية» تسمح باقتراف السياسة حسب الضرورات.

وكان العمر واضحاً بقوله إن «الجهاد العسكري» لدى الحركة مستمر حتى يوم القيامة، هو ركن أساسي لا عودة لعز المسلمين إلا به. ولكن الحركة لا تقتصر عليه فقط، إنما تتبع كافة الأساليب الأخرى التي تساعدها في تحقيق هدفها ـ وهدف أي تيار إسلامي آخر ـ وهو إقامة «دولة الخلافة» التي أطلق عليها أحياناً اسم «الدولة المسلمة». وعلى رأس الأساليب الأخرى التي تلجأ إليها الحركة، إلى جانب «الجهاد المستمر»، هو السياسة التي اعتبر أنها وسيلة جماعة «الإخوان المسلمين» للوصول إلى أهدافها، غير أنها أخطأت بالاقتصار على السياسة فقط وترك «الجهاد». ويتناسى العمر هنا أن «إخوان سوريا» كانوا السباقين إلى حمل السلاح ضد النظام الحاكم منذ ثمانينيات القرن الماضي، لذلك لا يمكن القول إنهم اقتصروا على السياسة وحسب. ولكن كيف تنظر الحركة إلى السياسة؟.

ويقتصر مفهوم الحركة بحسب ما أوضحه العمر على فكرة مقتبسة من غزوة خندق، حيث طلب الرسول من رجل كان يخفي إسلامه بتخذيل قومه عن محاربة المسلمين، أي تثبيط همتهم. فقال له الرسول «خذِّل عنا إنما الحرب خدعة». ويعتبر العمر أن «أحرار الشام» في ممارساتها السياسية تنطلق من هذه الفكرة التي لها هدف وحيد هو تحييد الخصوم والأعداء في مراحل معينة لعدم إمكانية مواجهة الجميع.

ووصف العمر الصراع الدائر بأنه «صراع أممي» وليس مجرد صراع سوري، مشدداً على أن «أحرار الشام» لا تقاتل فقط عن نفسها أو عن أنصارها في سوريا، بل تقاتل عن «أهل السنة والجماعة قاطبة» في أي مكان من العالم، وأن نتائج ما سيحصل في سوريا سينعكس على جميع أهل السنة سلباً أو إيجاباً. لذلك انتهى إلى نتيجة مفادها أن الحل الوحيد للانتصار في الصراع هو تحقيق «اصطفاف سني» لجميع أهل السنة أينما وجدوا، لمواجهة ما أسماه «المشروع الرافضي». وقال «نبحث عن اصطفاف سني شامل لا نلتفت فيه إلى الجزئيات».

ومن هنا، أي من نقطة استمرارية «الجهاد» وشموله، كان من الطبيعي أن يعتبر العمر أن الهدف المتمثل بإسقاط النظام السوري بالنسبة للحركة هو «مجرد هدف جزئي أو متوسط»، ما يعني أن الأهداف الكلية أو النهائية للحركة لا تتحقق بمجرد إسقاط النظام، إنما بأمر آخر هو الذي تدور حوله الدوائر، وليس سوى إقامة الخلافة الإسلامية. وكال العمر المديح لتجربة حركة «طالبان» في أفغانستان، معتبراً أنها تشكل نموذجاً جديراً بالبحث والدراسة. وكان من الواضح سابقاً أن «أحرار الشام» تقتدي في العديد من عناوين نشاطها بسلوكيات «طالبان» وتحاول تقليدها في طريقة تعاطيها مع الحرب والسياسة.

ومن يستمع للمحاضرة التي ألقاها المهندس علي العمر، نائب القائد العام لحركة «أحرار الشام»، يخرج وفي رأسه سؤال واحد، هو ما الفرق بين «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» و«داعش»، طالما أن جميع هذه التنظيمات تؤمن بالقتال الدائم وضرورة إقامة «الخلافة» الإسلامية، ورفض الشرائع التي يتوافق عليها البشر لتسيير شؤونهم؟ وهل تكفي سياسة التدرج التي شدد عليها العمر أو سياسة احتواء الحاضنة الشعبية ريثما تقوم «الخلافة»، لوضع تصنيفات مختلفة بحق هذه الفصائل، فبعضها إرهابي وبعضها معتدل لمجرد أنه يتبع سياسة «وخذل عنا»؟.

تعديلات في مناصب قيادية

صدر أخيراً قرار بعزل أبي صالح طحان، القائد العسكري العام لـ«أحرار الشام»، والذي يعتبر أحد رموز تيارها المتشدد. وعينت الحركة في منصبه أبو عبدالله الشامي القائد السابق لقطاعها في الساحل السوري. وكانت الحركة حاولت عزل طحان في تشرين الأول الماضي، إلا أن الخلافات داخل الحركة منعت إنفاذ القرار في حينه.

كما عينت الحركة منير السيال (أبو خالد) بمنصب رئيس الجناح السياسي، وذلك بعد أشهر من تولي قائدها العام أبو يحيى المصري هذا المنصب، بهدف إدخال بعض الإصلاحات عليه، حيث كان يتولاه قبل ذلك محمد عبدالله الشامي الذي عين بمنصب «أمير حلب».

 

مقتل 14 من متشددي تنظيم الدولة بضربات جوية للتحالف وقصف تركي في سوريا

اسطنبول- رويترز- قالت وكالة الأناضول للأنباء السبت نقلا عن الجيش التركي إن القصف الذي نفذه الجيش عبر الحدود والضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قتلت 14 من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

ونقلت الوكالة عن القوات المسلحة أن نيران المدفعية التركية وتسع ضربات جوية أصابت 11 هدفا لتنظيم الدولة الإسلامية كان يعتقد أنها تستعد لقصف تركيا.

 

واستهدفت الضربات عدة مناطق قرب بلدة أعزاز السورية التي تقع غربي منطقة عمليات تدعمها الولايات المتحدة ضد متشددي الدولة الإسلامية وجنوبي بلدة كلس التركية الحدودية التي تعرضت مرارا لقصف صاروخي من الدولة الإسلامية.

 

وأطلق آلاف المقاتلين السوريين الذين يدعمهم فريق أمريكي صغير للعمليات الخاصة هجوما كبيرا يوم الثلاثاء لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية من “جيب منبج” إلى الشرق قرب الحدود التركية والذي يستخدمه التنظيم كمركز لوجيستي.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس إن الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة نفذته قوات عربية بالأساس وليس مقاتلون أكراد في إشارة إلى موافقة ضمنية للعملية.

 

ويضم تحالف قوات سوريا الديمقراطية وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن أعمال عنف في جنوب شرق تركيا منذ 30 عاما من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد.

 

حلب تتعرض لنحو 300 غارة روسية سورية يوميا

حلب – الأناضول – تتعرض محافظة حلب شمالي سوريا، يومياً لنحو 300 غارة جوية، فيما بلغ عدد القتلى خلال الـ 16 يوماً الماضية، ما يقارب 400 شخص وأكثر من 1700 جريح، وفق مصادر إعلامية.

 

وأضاف ماجد عبد النور، مدير وكالة “ثقة” الإعلامية العاملة في الداخل السوري السبت، أن “الطيران الحربي الروسي والسوري يستهدفان المكان نفسه بغارتين متتاليتين لقتل المسعفين وعناصر الدفاع المدني”، وفق قوله.

 

وفي إدلب، قال الدكتور حسام دبيس، مسؤول قطاع المشافي في مديرية صحة إدلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة، أن الطيران الروسي والسوري ارتكب 8 مجازر خلال أيار/ مايو الماضي، راح ضحيتها نحو 120 مدنياً في مختلف مدن المحافظة، أبرزها مجزرة مدينة إدلب في 30 أيار/ مايو الماضي، والتي استهدفت المستشفى الوطني في مركز المدينة، وتسببت بمقتل 23 شخصاً، فضلاً عن خروج المستشفى عن الخدمة.

 

وأشار دبيس، أن التصعيد الأخير للطيران السوري والروسي على مدينة إدلب، تسبب خلال الأسبوع الأخير بمقتل أكثر من 73 شخصاً من المدنيين إضافة إلى 300 جريح.

 

وأردف دبيس أن القصف على المدينة أدى إلى توقف إحدى المستشفيات عن العمل مباشرة، إضافة لتضرر إحدى منظومات الإسعاف نتيجة استهدافها بالطيران، وبقي مستشفى وحيد في الخدمة بمدينة إدلب، وهو مستشفى الجراحة التخصصي، الذي استقبل معظم الحالات و الإصابات الأخيرة، مشيراً الى أن الأطباء باتوا مجبرين تحت ضغط تدفق المصابين، إلى تحويل عدد كبير من الحالات إلى المستشفيات التركية.

 

وكان جيش الفتح، وهو تحالف يضم فصائل في المعارضة السورية، أعلن عدم وجود أي مقرات عسكرية له في مدينة إدلب بشكل قطعي، وفق بيان صادر عنه مساء أمس الأول، موضحاً أن هذا الإعلان جاء “لكشف صورة نظام الأسد على حقيقته، ولوضعه في مواجهة مباشرة مع النساء والأطفال من النازحين والمشردين أمام أعين المجتمع الدولي الذي لا يزال يتغاضى عن جرائمه”.

 

هذا وأعلنت مديريتا الأوقاف في محافظتي حلب وإدلب أمس، إلغاء صلاة الجمعة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمحافظتين، مطالبتين السكان الالتزام بالمنازل وأداء الصلاة فيها، وهي المرة الأولى التي تلغى فيها صلاة الجمعة بمحافظتين في آن واحد.

 

قصف «جنوني» للنظام على حلب يوقع عشرات القتلى والمعارضة تشنّ هجوما على قوات الحكومة في خان طومان

الأمم المتحدة ستطلب من النظام السوري الموافقة على إسقاط المساعدات جوا

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من عبد الحميد صيام: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فصائل سورية مسلحة هاجمت، أمس الجمعة، قوات الحكومة وحلفاءها في شمال غرب البلاد حيث شنت الفصائل نفسها هجوما شرسا أدى إلى خسائر فادحة.

وأضاف المرصد أن فصائل المعارضة التي تضم مقاتلين من «جبهة النصرة» سيطرت بالفعل على قرية بعد ساعتين من بدء الهجوم الأخير جنوب غربي حلب.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن قوات الحكومة ترد بالقصف والضربات الجوية الكثيفة في المنطقة قرب بلدة خان طومان.

وقال المرصد إن من بين حلفاء «النصرة» في هجوم أمس «حركة أحرار الشام» أقوى الجماعات الإسلامية، و»الحزب الإسلامي التركستاني».

إلى ذلك شهدت مدينة حلب ومحيطها جولة جديدة من الغارات الكثيفة شنتها قوات النظام وتسببت بمقتل 38 مدنيا على الأقل. وتعرضت الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل في مدينة حلب وطريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد منها باتجاه غرب المدينة، الى غارات جوية كثيفة الجمعة.

وتحدث مراسل «فرانس برس» عن قصف «جنوني» بالبراميل المتفجرة، لا سيما على أحياء الكلاسة والسكري وباب النيرب حيث سقط معظم القتلى، في وقت الغت المساجد صلوات الجمعة وخلت الشوارع من المارة.

وقال مصدر في الدفاع المدني في الأحياء الشرقية إن 28 مدنيا على الأقل قتلوا جراء غارات كثيفة على أحياء عدة في المدينة، بينما قتل عشرة آخرون جراء غارة استهدفت حافلة نقل للركاب على طريق الكاستيلو.

وتمكن المرصد من جهته من توثيق مقتل 25 شخصا على الأقل بينهم ستة أطفال.

الى ذلك قال دبلوماسيون في اجتماع مغلق لمجلس الأمن أمس الجمعة إن ستيفن أوبراين منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة أبلغ المجلس أن الأمم المتحدة ستطلب من الحكومة السورية غدا الأحد الموافقة على عملية لنقل المساعدات الإنسانية وإسقاطها جوا إلى المناطق المحاصرة.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 600 ألف شخص يعيشون في 19 منطقة محاصرة داخل سوريا ثلثاهم محاصرون في مناطق تخضع لسيطرة القوات الحكومية بينما تحاصر الباقين فصائل المعارضة المسلحة أو تنظيم «الدولة الاسلامية».

وقال أوبراين للمجلس إن الأمم المتحدة ستطلب إذنا من سوريا لإسقاط المساعدات أو نقلها جوا الى المناطق المحاصرة، حيث قال دبلوماسيون إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لم تسمح إلا بوصول جزئي للمساعدات أو لم تسمح بذلك على الإطلاق.

ووافقت سوريا للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس على إرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى 11 على الأقل من المناطق المحاصرة خلال حزيران/ يونيو الحالي بعد أن دعت الولايات المتحدة وبريطانيا لإسقاط المساعدات جوا.

وقال الدبلوماسيون في مجلس الأمن بعد أن طلبوا عدم نشر أسمائهم إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الذي قدم بدوره إفادة لمجلس الأمن أيد أيضا دعوة أوبراين قائلا إن على مجلس الأمن السعي لإسقاط المساعدات من الجو أو نقلها بالطائرات.

 

الدراجات النارية بديلاً عن السيارات لتعزيز جبهات تنظيم «الدولة»

ياسين رائد الحلبي

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: تستمر المعارك في ريف حلب الشمالي بين تنظيم «الدولة» وفصائل المعارضة على الحدود السورية التركية، وسط تقدم وتراجع للطرفين على جبهات مدينة مارع ومحيطها، بالإضافة إلى قصف التحالف الدولي لمواقع التنظيم داخل بعض القرى على الشريط الحدودي مع تركيا.

ويعزز تنظيم «الدولة» جبهاته في الريف الشمالي بعناصر يجلبهم من الرقة ومناطق شرق سوريا، ويتم تجميعهم في مدينة الباب ثم نقلهم لتعزيز الجبهات في الريف الشمالي ضد فصائل المعارضة المسلحة بالقرب من مدينة أعزاز الحدودية.

ونتيجة غارات التحالف الدولي على أرتال تنظيم «الدولة» المتوجهة إلى الريف الشمالي، اتّبع التنظيم خطة كان قد استخدمها في مدينة عين العرب «كوباني» لتعزيز جبهاته في الريف الشمالي، فإنّ العناصر المنتقلة من مدينة الباب إلى الجبهات لا تستخدم السيارات للتوجه إلى الجبهات، بل يتم إنتقال العناصر على شكل مجموعات تقود «دراجات نارية»، وعلى كل دراجة عنصر أو عنصران من التنظيم، وتتبع هذه المجموعات طرقاً مختلفة للتوجه إلى الجبهة الواحدة، حتى لا يتم رصدها من طائرات الاستطلاع التابع للتحالف الدولي، أو من القوات التركية على الحدود السورية التركية.

وقد يرصد التحالف هذه الدراجات النارية، لكنه يمتنع عن الإقلاع من المطارات وتنفيذ غارات جوية على «دراجة نارية واحدة» أو «دراجتين»، حيث يعمل التنظيم على هذه الخطة «للتعزيز» منذ معارك مدينة عين العرب «كوباني»، وذلك بعد ضربات تلقتها الأرتال المتوجهة من الرقة إلى عين العرب قبل أن يتبع التنظيم هذا الأسلوب من التعزيزات العسكرية لعناصره.

هذا ويقوم عناصر التنظيم بتقاسم الذخيرة فيما بينهم، بواسطة حقائب تحمل على الظهر ويتم تجميعها على الجبهات في مكان التقاء العناصر التي تصل إلى الجبهة، ما أدى لاستغناء التنظيم عن السيارات في تنقلاته على جبهات الريف الشمالي، عدا السيارات التي تحمل الجرحى إلى المشافي الميدانية، والسيارات التي تحمل الأسلحة الثقيلة كمدفع 23 المضاد للطيران، والرشاشات المتوسطة وقذائف الهاون، ويقوم عناصر التنظيم بتمويه هذه السيارات والحد من تحركاتها والتحرك بها ليلاً في حال دعت الحاجة إلى ذلك.

بينما يتهم الناشطون في حلب طائرات التحالف بعدم جديتها بضرب التعزيزات العسكرية لتنظيم «الدولة» المتوجهة إلى جبهات المعارضة المسلحة، بينما ينفذ التحالف غاراته على كل الأرتال العسكرية ولو كانت دراجة نارية في حال توجهها إلى جبهات قوات سوريا الديمقراطية والمدعومة عسكرياً وجوياً من قبل التحالف، بحسب ناشطين.

من جهة أخرى يستخدم تنظيم «الدولة» الدراجات النارية في التفخيخ والتفجير، فقد يترك بعض الدراجات النارية الملغمة في إحدى القرى قبل انسحابه منها، أو يستخدمها بتفجير الحواجز عن طريق انتحاريين، أو تركها مركونة قرب التجمعات العسكرية المستهدفة.

يذكر أنّ استراتجية تنظيم «الدولة» الجديدة في تعزيز الجبهات نجحت في معارك الريف الشمالي، واستطاع أن يكبح دور طائرات التحالف، حيث استعاد التنظيم عشرات القرى في الريف الشمالي بعد إنسحابه منها، ومن بينها بلدة الراعي الاستراتيجية والتي استعادها بعد يوم واحد من سيطرة المعارضة المسلحة عليها.

 

نزوح جماعي من مدينة إدلب والائتلاف ومجلس المحافظة أعلناها «مدينة منكوبة»

عبدالله جدعان

إدلب ـ «القدس العربي»: أصدر مجلس محافظة ادلب بياناً أعلن فيه مدينة إدلب منكوبة بعد تعرضها لأكثر من 20 غارة جوية من الطيران الحربي الروسي، استهدف من خلالها البنى التحتية في المدينة بأكثر من 38 صاروخاً فراغياً وقنابل عنقودية، مخلفاً مجزرة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

ومما جاء في البيان: «إننا في مجلس محافظة ادلب نعلن محافظة ادلب محافظة منكوبة بعد استهدافها بعشرات الغارات»، كما حمل مجلس المحافظة في بيانه «المجتمع الدولي ما يحصل في محافظة إدلب ليقف أمام مسؤولياته تجاه المدنيين العزل»، حسبما ورد في البيان.

تلا هذا البيان بيان صحافي آخر صادر عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة جاء فيه: «يعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، سائر مناطق محافظة إدلب مناطق منكوبة مطالباً أجهزة الحكومة السورية المؤقتة والهيئات والمؤسسات المعنية كافة ، المدنية والعسكرية، بالاستنفار وبذل الجهود كافة لتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين».

كما ذكر الائتلاف الوطني بمسؤولية الهيئات الأممية وسائر المنظمات الإنسانية والدول الداعمة للشعب السوري تجاه المدنيين.

صدرت هذه البيانات بعد تعرض المنطقة لحملة استهدفت فيها المناطق المدنية والمشافي والمساجد والمخيمات الخاصة باللاجئين، من قبل سلاح الجو الروسي، وأدت هذه الحملة حتى الآن إلى سقوط 54 قتيلاً بينهم 11 طفلاً وأكثر من 300 جريح، وتدمير أربعة مرافق صحية بالإضافة لمحطة كهرباء ومدرسة ومسجدين.

كما طالب الائتلاف الوطني الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بإدانة العدوان الروسي وجرائم النظام، وممارسة كل الضغط الممكن على النظام وحلفائه من أجل وقف العدوان على إدلب وجميع أنحاء سورية، بما ينسجم مع قرارات مجلس الأمن، ويمهد لانتقال سياسي يحقق ما أقره بيان جنيف 1 حسب ما اورده البيان.

محمد خضير ناشط اعلامي وأحد عناصر الدفاع المدني قال لـ «القدس العربي»: بعد أن كانت مدينة إدلب تغص بالنازحين من كل قرى وبلدات ادلب وريفي حماه وحلب، واستقبلت اكثر من اربعة الاف عائلة نازحة، اصبحت هذه المدينة خاوية على عروشها تقريباً بسبب الهجمات الروسية عليها، إذ تشهد حركة نزوح كبير جداً.

ويتابع محمد: «كما كانت تحوي هذه المدينة نازحين من بلدة مضايا الدمشقية هربوا من الموت جوعاً إلى الموت، كما حصل مع محمد خالد سليمان من ابناء بلدة مضايا الذي غادر بلدته حسب اتفاق الهدنة الموقع عليها بين إيران والمعارضة ايلول 2015 الفوعة وكفريا مقابل مضايا والزبداني، لكنه قتل هو وزوجته بالقصف الذي استهدف مدينة إدلب مساء الاثنين، بالاضافة إلى نزوح العشرات ممن وصلوا إلى ادلب من مضايا والزبداني، وحي الوعر، والذين استقروا فيها إلى ان بدأت الحملة على هذه المدينة قبل يومين».

يؤكد ناشطون بأن عشرات الآلاف من النازحين من مدينة ادلب يعيشون الآن ظروفاً انسانية صعبة، فمنهم من يفترش الارض في الاراضي الزراعية وهم بأمس الحاجة إلى مساعدات عاجلة وضرورية، ومنهم من فر إلى مخيمات اللـجوء عـلى الحـدود السـورية التركيـة.

 

النظام السوري يدكّ داريا بعد انتهاء الهدنة

أنس الكردي

دكّت قوات النظام السوري مجدداً، اليوم السبت، مدينة داريا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد هدوء نسبي شهدته خلال اليومين الماضيين نتيجة دخولها في هدنة مؤقتة لثمانٍ وأربعين ساعة، وسط أنباء عن تقدّم “الجيش السوري الحر”.

وقال المجلس المحلي في داريا، إنّ “قوات النظام قصفت المدينة بصاروخين أرض أرض بعد هدوء خلال اليومين الماضيين في المدينة”، مشيراً إلى أن “القصف تجدّد فجر اليوم وبشكل عنيف، بصواريخ أرض أرض، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على جبهات المدينة”.

في سياقٍ مواز، ذكرت مصادر في المعارضة أن “الجيش الحر حرّر نقاطاً عدّة غربي المدينة كانت قوات النظام قد سيطرت عليها، وقتل العشرات منها، في ردّ على القصف العنيف الذي شهدته المدينة بمختلف أنواع الأسلحة”.

ولفتت المصادر إلى أن “فصائل المعارضة في ريف داريا الغربي قامت بعملية تبادل للجثث مع قوات النظام السوري”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الأربعاء الماضي، عن هدنة في داريا في محافظة دمشق لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات الإنسانية.

ودخلت في اليوم نفسه أول قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة داريا المحاصرة من قوات النظام، جنوب غربي دمشق، منذ عام 2012، وفق ما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غير أن نشطاء المعارضة أكّدوا أن هذه المساعدات تفتقر للحاجات الأساسية.

 

مقتل ضابطين إيرانيين بسورية أحدهما قائد بالقوات الخاصة لـ”الحرس

طهران ــ فرح الزمان شوقي

أفادت مواقع إيرانية اليوم السبت، أن الضابط جهانغير جعفري نيا، وهو أحد قادة كتائب القوات الخاصة التابعة لـ”فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، قد لقي مصرعه بالقرب من حلب شمالي سورية خلال اشتباكات مسلحة وقعت هناك.

وأضافت المواقع ذاتها، أن جعفري نيا هو قائد “الكتيبة 16″ التابعة بدورها لـ”فيلق القدس” الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، وهي إحدى الكتائب المشكلة في غيلان الواقعة شمالي إيران، وهي بذات الوقت مسقط رأس جعفري نيا.

في السياق ذاته، نقلت المواقع أن الضابط المتقاعد محمد زلقي، وهو أحد عسكريي الحرس “الثوري الإيراني” من منطقة دزفول الواقعة جنوبي إيران، قُتل هو الآخر في سورية، دون أن تحدد المواقع رتبته العسكرية.

ووصفت المواقع كلاً من جعفري نيا وزلقي بـ”المدافعين عن الحرم”، والمقصود به مرقد السيدة زينب الواقع جنوبي العاصمة دمشق، إذ قالت إنهما ذهبا إلى سورية لـ”أداء مهامهما كمستشارين عسكريين، وللدفاع عن هذا البلد ضد التهديدات الإرهابية”.

يُذكر أن عدد قتلى إيران في سورية قد تجاوز 270 عسكرياً، وهذا منذ أن أعلن الحرس “الثوري الإيراني” عن رفع عدد مستشاريه العسكريين هناك، تزامناً وإعلان روسيا عن بدء توجيه ضربات جوية لمواقع في سورية شهر أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وبعد إعلان “الحرس”، أعرب الجيش الإيراني عن إرسال عسكريين تابعين للقوات البرية الخاصة فيه، وانضم هؤلاء إلى جانب متطوعين من قوات التعبئة المعروفة باسم “البسيج” والتي تقف جميعها إلى جانب قوات النظام السوري، وحزب الله اللبناني.

في سياق متصل، نقلت وكالة “أنباء فارس” الإيرانية، أن اشتباكات عنيفة وقعت في محيط خان طومان جنوب غربي حلب، حيث تتواجد هناك قوات تابعة لـ”جبهة النصرة”، و”أحرار الشام”، و”فيلق الشام”، و”الحزب الإسلامي التركستاني”، واستطاعت بدورها الدخول لقرية معراته، وفق “فارس”.

واعتبرت الوكالة، أن “حرباً نفسية إعلامية تدعم التنظيمات الإرهابية تنقل أخباراً تفيد بتقدم أفرادها، بينما يتقدم الجيش السوري على الأرض” حسب تعبير “فارس”.

 

النظام السوري يتقدّم باتجاه ريف الرقة

أنس الكردي

سيطرت مليشيات تابعة لقوات النظام السوري يطلق عليها “صقور الصحراء”، اليوم السبت، على مفرق مدينة زاكية في ريف حماة الشرقي وتلال ومواقع محيطة، لتصبح على بُعد (60 كيلومتراً) من مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.

وقال الناشط الإعلامي، أبو يزن النعيمي، إنّ “قوات النظام تتقدّم في ريف حماة الشرقي باتجاه مدينة الطبقة، حيث سيطرت على مفرق زاكية وتلال عدّة محيطة، وأصبحت تبعد عن مركز مدينة الطبقة حوالي 60 كيلومتراً”.

وبيّن النعيمي، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أنّ “مليشيا تدعى صقور الصحراء هي التي تتقدم من ريف حماة الشرقي باتجاه ريف الرقة مدعومة بالطيران الروسي ومزودة بآليات حديثة”، مرجحاً أن يكون هناك تنسيق بين النظام وقوات “سورية الديمقراطية”، والتي أعلنت بدء معركة للسيطرة على مدينة منبج، أحد أهم ركائز التنظيم في ريف حلب الشرقي.

ويعرف عن “صقور الصحراء” أنّها قوة مؤلفة من ضباط متقاعدين، ونحو ألفي عنصر من أبناء الساحل السوري، كان معظمهم من “الشبيحة” وجيش الدفاع الوطني، ثم تمّ تدريبهم، وخصّصت لهم رواتب كبيرة، وأوكلت لهم مهمة حماية الآبار النفطية والغازية في البادية السورية.

في السياق نفسه، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأنّ “قوات النظام تمكنت من التقدّم مجدداً في المنطقة، مدعمة بغطاء ناري متفاوت العنف، كما تمكنت من الوصول إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، حيث باتت تحاول قوات النظام التقدم والوصول إلى بحيرة الفرات وطريق الرقة – حلب، والتي بات يفصلها عن هذه المناطق نحو (40 كيلومتراً)”.

وأضاف “المرصد السوري” أنّ “الاشتباكات أسفرت منذ فجر أول من أمس وحتى الآن عن مقتل 26 عنصراً من التنظيم و9 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها”، مبيّناً أنه “في حال تمكّنت قوات النظام من الوصول إلى طريق الرقة – حلب وبحيرة الفرات فإن تنظيم الدولة الإسلامية يكون قد حوصر في محافظة حلب، من 3 جهات”.

ويعتبر هذا التقدّم هو الأبرز لقوات النظام السوري باتجاه محافظة الرقة منذ سيطرة تنظيم “داعش” عليها قبل عامين.

 

“جيش الفتح” يتقدم جنوبي حلب.. ومارع تتصدى لـ”داعش” مجدداً

خالد الخطيب

تقدّم مقاتلو “جيش الفتح”، الجمعة، إلى قرى ومواقع جديدة في ريف حلب الجنوبي، كانت تحت سيطرة النظام والمليشيات الشيعية. وتمكّن “جيش الفتح” من السيطرة على معراتة والحميرة والقلعجية وتلال القراص، بالإضافة إلى مستودعات خان طومان و”كتيبة المدرعات” و”مستودعات الوقود” ومنطقة الساتر. وجميع تلك النقاط كانت تتمركز فيها المليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية، بالقرب من الطريق الدولي حلب-دمشق.

وجاء التقدم الجديد لـ”جيش الفتح”، الذي يغطي مقاتلوه كافة جبهات ريف حلب الجنوبي، في مواجهة قوات النظام والمليشيات الموالية، الجمعة، بعد هجوم عنيف شنه مقاتلو “الفتح” من خمسة محاور، تسلمت حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”جبهة النصرة” المحاور العليا في محيط خان طومان، وتقدمت “أجناد الشام” في المحاور الجنوبية باتجاه خلصه والحميرة.

 

ومهدت فصائل “الفتح” لهجومها بقصف مكثف بالهاون والمدفعية الثقيلة والدبابات وصواريخ غراد، وسيّرت “جبهة النصرة” عربتين مفخختين ضربتا الخطوط الأمامية للمليشيات، ودمرت دفاعاتها المتقدمة، ما سهل دخول العربات المصفحة تباعاً والتي تحمل سرايا المقتحمين، والذين كانت مهمتهم تمشيط المناطق المستهدفة من عناصر المليشيات بعد التمركز لتسهيل دخول القوات الراجلة من مقاتلي “جيش الفتح”.

 

مسؤول الإعلام العسكري في حركة “أحرار الشام” محمد يزيد، أكد لـ”المدن”، أن الهدف الرئيس لمقاتلي “جيش الفتح” من معركتهم ضد المليشيات الشيعية جنوبي حلب هو السيطرة على بلدة خلصه، باعتبارها أهم المواقع الاستراتيجية التي تؤمن للمسيطر عليها التحكم ببقعة جغرافية واسعة في المحيط، وتؤمن تغطية نارية جيدة لمنطقة السدة القريبة من بلدة الحاضر أبرز مركز للمليشيات و”الحرس الثوري” الإيراني في ريف حلب الجنوبي. كما أنها تساعد في محاصرة المليشيات في الجبهات المتقدمة في زيتان وبرنة.

 

وأوضح يزيد أن المعارضة في “جيش الفتح” تمكنت فعلياً من السيطرة على المواقع التي استهدفتها بشكل كامل، وحققت قسماً كبيراً من أهدافها خلال العملية التي لم تستمر طويلاً، أي أنها كانت مفاجئة بالنسبة للمليشيات، إذ خسرت الكثير من مقاتليها بين قتيل وأسير.

 

وخسرت المليشيات أكثر من أربعين قتيلاً، وعشرين على الأقل أسرهم “جيش الفتح”، وفق محمد يزيد، كما خسرت المليشيات أربع مدرعات وعشر سيارات ناقلة للجند وأخرى محملة برشاشات ثقيلة، وعدد آخر من قواعد الصواريخ والمدافع الثقيلة والمتوسطة.

 

وأشار يزيد، إلى أن “جيش الفتح” سيتبع سياسة التحصين في المواقع الجديدة التي سيطر عليها جنوبي حلب، ومن ثم سيكون هناك عمل جديد يستهدف مناطق أكثر أهمية تعتبر غرف عمليات متقدمة لقوات النظام والمليشيات و”الحرس الثوري”، خاصة بلدة الحاضر التي تتمركز فيها المليشيات بكثافة باعتبارها من أكثر المواقع المحصنة.

 

ولم تكن المليشيات المقاتلة مع النظام مكتوفة الأيدي، حيث أبدت مقاومة قوية في وجه مقاتلي “جيش الفتح”، واستهدفت مواقع المعارضة بوابل من القذائف الصاروخية والمدفعية من قواعد الإطلاق المتمركزة في “معامل الدفاع” جنوب شرقي حلب بالقرب من السفيرة، ومن الحاضر. كما شن الطيران الحربي الروسي أكثر من عشرين غارة جوية طالت الخطوط الأمامية للمعارضة وقرى وبلدات الزربة وخان طومان والخالدية وتل حدية، وجانبي الطريق الدولي حلب-دمشق.

 

ولا يخفى على المتابع أن “جيش الفتح” بات يقاتل بشكل أكثر تنظيماً منذ مطلع العام 2016، وأصبح جيشاً منظماً يخطط وينفذ بالتدريج، ومن ثم يحصن مواقعه ولا ينتقل إلى معركة جديدة حتى يكون قد أمن المواقع التي سيطر عليها، وجميع تلك الوسائل والاحتياطات التي اتخذها طيلة الشهور الماضية كان لها الدور البارز في انتصاراته المتتالية، والخسائر الكبيرة التي أوجعت بالدرجة الأولى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد من الإيرانيين.

 

وتزامنت المعارك التي خاضتها المعارضة جنوبي حلب، مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي مستمر من قبل النظام والمليشيات الموالية، والطيران الروسي على مدن وبلدات الضواحي الحلبية الشمالية والغربية، وطال القصف بشكل مكثف الأحياء الشرقية في حلب، ما تسبب بمقتل ثلاثين مدنياً على الأقل، عشرة منهم قتلوا في استهداف سيارة نقل عامة على طريق الكاستيللو الواصل بين حلب وضواحيها.

 

وفي الشمال الحلبي، بالقرب من الحدود التركية السورية، تصدت المعارضة المتمركزة والمحاصرة في مدينة مارع لهجوم جديد شنه تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها من محاور عديدة، فجر الجمعة، وقتلت أكثر من عشرين عنصراً للتنظيم ودمرت سيارتين مفخختين قبل أن تصلا أهدافهما على مشارف المدينة من جهة الشمال.

 

وتخضع مارع لحصار مطبق، ويتقاسم “داعش” و”قوات سوريا الديموقراطية” حدودها من الجهات الأربع؛ ثلاث منها للتنظيم والجهة الغربية لـ”وحدات الحماية” الكردية التي تقود “سوريا الديموقراطية”.

 

واستمر القتال حتى ساعات صباح الجمعة، وأبدت المعارضة مقاومة عنيفة برغم الأعداد الضخمة التي حاولت التقدم والتمركز في الأبنية الطرفية المحيطة بالمدينة، مدعومة بانتحاريين فجروا أنفسهم في حواجز وتحصينات المعارضة.

 

وتلقت المعارضة المسلحة في مارع، خلال الأيام القليلة الماضية، دعماً عسكرياً، أسقطته جواً طائرات “التحالف الدولي”، وشمل ذخائر متوسطة وخفيفة، بكميات تكفي لأسبوع على الأقل بحسب عسكريين من داخل المدينة.

 

وإلى الشمال من مارع، بمحاذاة الشريط الحدودي السوري-التركي، شمالي وشمال شرقي أعزاز لا تزال عشرات الألوية والكتائب التابعة للمعارضة عاجزة عن تحقيق تقدم فعلي على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، وإعادة فتح الطريق بين مارع وإعزاز. بل وفشلت في إنشاء غرفة عمليات توحدها على الأقل.

 

وفي الوقت ذاته، يعيش الآلاف من النازحين في مساحة لا تتجاوز الكيلومترات القليلة، متوجسين من تسلل مقاتلي التنظيم إلى مخيماتهم الحدودية، خوفاً من مفاجأة جديدة من قبل التنظيم الذي اقتحم عدداً من المخيمات خلال الفترة الماضية وقتل مهجرين فيها. المعارضة لم تقدم على أي تصرف رادع، كالتحصين والتدشيم على الأقل في محيط المخيمات.

 

وهناك على الشريط الحدودي مع تركيا شمالي حلب، يكاد المشهد يكون مكتملاً يحكي قصة المعارضة التي باتت منهارة وتضرب أخماسها بأسداسها، من دون أن تحرك ساكناً إزاء التحالفات والتطورات الخطرة، والتي من الممكن أن تنسف الأرض والتاريخ وتغيّر الجغرافية البشرية والسياسية لحساب الأقوى على حساب مئات الألاف من النازحين الذين يفترشون العراء بعد أن هجروا من ديارهم.

 

“سوريا الديموقراطية” تثير المخاوف في منبج

عدنان الحسين

واصلت “قوات سوريا الديموقراطية” تقدمها من ثلاثة محاور باتجاه مدينة منبج، لليوم الرابع على التوالي، وسيطرت على عدد من القرى ومساحة واسعة في محيط المدينة، وأصبحت على مسافة 10 كيلومترات منها، وسط اشتباكات هي الأعنف جنوب شرقي المدينة مع عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وسيطرت “سوريا الديموقراطية” على قرى حمام صغير وحمام كبير والجوثة وخرفان وشناعة والدوشان والهوشرية وقراط، ومعظم هذه القرى تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات. وشهدت قرية خرفان أعنف المعارك بعد تفجير مفخخة يقودها انتحاري تابع للتنظيم، وتبعها اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين العشرات من عناصر التنظيم مع “سوريا الديموقراطية”.

 

وتتألف القوات المُهاجمة، المنضوية تحت راية “سوريا الديموقراطية”، بشكل رئيس من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تتخذ من جبهة قره قوزاق والشريط الفراتي شمال شرقي وشمالي منبج منطلقاً لعملياتها. بينما ينطلق المقاتلون العرب ضمن “سوريا الديموقراطية” من جبهة سد تشرين عبر قرية أبو قلقل، وتشهد الأخيرة تقدماً طفيفاً للغاية وسط تصدي عناصر التنظيم لهم هناك.

 

ومع تداخل وطول جبهات القتال مع التنظيم في محيط منبج، اتخذت “سوريا الديموقراطية” استراتيجية قطع خطوط الإمداد للتنظيم في المدينة وحصارها من ثلاثة محاور، وفي الوقت ذاته الوصول إلى مدينة جرابلس الاستراتيجية.

 

وأصبحت القوات المهاجمة على مسافة 20 كيلومتراً من مدينة جرابلس، بعد سيطرتها بشكل كامل على الضفة الغربية لنهر الفرات، من سد تشرين شرقاً وحتى قرية الهوشرية وقراط غرباً، بمسافة تقدر بـ50 كيلومتراً. ولم تشهد تلك المناطق أي معارك وانسحب منها التنظيم قبل وصول “سوريا الديموقراطية” لها.

 

كما تقدمت “سوريا الديموقراطية” من الجهة الجنوبية الشرقية، وسيطرت على قرية خربة الروس وغره ومحيط قرى عشيرة البوبنا جنوبي منبج، وشهدت تلك المنطقة اشتباكات عنيفة وعمليات كر وفر بين التنظيم من جهة وقوات “المجلس العسكري لمنبج” التابع لـ”قوات سوريا الديموقراطية”. ويمثل “المجلس العسكري لمنبج” القوات العربية في “سوريا الديموقراطية”، ويبلغ تعدادهم 470 مقاتلاً مقسمين على ستة فصائل رئيسية؛ “لواء جند الحرمين” و”كتائب شمس الشمال” و”تجمع كتائب فرات جرابلس” و”كتيبة شهداء الفرات” و”جيش الثوار”، ولا تشكل تلك القوات سوى 20 في المئة من مجمل “سوريا الديموقراطية” والتي تشكل فيها “وحدات حماية الشعب” الكردية النسبة الأكبر، ويبلغ تعداد مقاتليها 3 آلاف.

 

وأصيب كل من قائد “لواء جند الحرمين” إبراهيم البناوي، وقائد “كتائب شمس الشمال” فيصل أبو ليلى، ومستشار أميركي، بجروح، بعد استهدافهم بصاروخ حراري من قبل عناصر التنظيم. ونقل المُصابون إلى مستشفى في مدينة عين العرب/كوباني، فيما نقل فيصل أبو ليلى إلى مستشفى السليمانية شمالي العراق. وتحدثت أنباء عن مقتل المستشار الأميركي متأثراً بجروحه. ويعتبر أولئك القادة من أبرز المشاركين في عملية منبج.

 

كافة المعارك بين “داعش” و”قوات سوريا الديموقراطية”، تجري بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، من دون تواجد السلاح الثقيل لدى الطرفين.

 

ونفذ تنظيم “الدولة” سلسلة إجراءات في منبج وريفها، بحسب ما قال الناشط الإعلامي أبو يمان الحلبي، لـ”المدن”. وأشار الحلبي إلى أن تنظيم “داعش” بدأ سحب عوائل عناصر التنظيم السوريين “الأنصار” إلى مراكزه في مدينة مسكنة جنوبي منبج، عبر جهاز “الحسبة النسائية”، في حين رافق المهاجرون عائلاتهم، وذلك بأمر من أمير التنظيم بضرورة تأمين عائلات المقاتلين في أماكن آمنة، بحسب خطب الجمعة. كما شهدت القرى التي تقدمت إليها “قوات سوريا الديموقراطية” حركة نزوح كبيرة للمدنيين باتجاه منبج وجرابلس.

 

وأوضح المصدر، أن التنظيم أعلن عبر مكبرات الصوت في المدينة، بأن كل من يحمل هاتفاً نقالاً وخط اتصال تركي سيتعرض للعقاب، وذلك خوفاً من التواصل مع “التحالف الدولي” أو القوات المهاجمة. وبدأ التحرك الفعلي داخل منبج عبر الأنفاق الأرضية التي قام بحفرها التنظيم، والتي تصل أطراف المدينة بوسطها، من دون الحاجة للظهور فوق الأرض. كما يتخذ التنظيم من المدينة القديمة تحت السوق في مدينة منبج مركزاً له، وهو ما يفسر اختفاء عدد كبير من عناصر التنظيم من المدينة.

 

وأضاف المصدر، أن التنظيم يستخدم الدراجات النارية للتنقل باتجاه جبهاته، وذلك لمنع استهداف أي عربات يحاول تحريكها، كما قام بحشد مجمل قواته من المدينة. ويتوقع أن تشهد منبج معركة كبيرة، لأن معظم من بقي فيها هم من “الأنصار”، مقاتلو التنظيم السوريين، وذلك بعد انسحاب معظم المقاتلين الأجانب إلى مسكنة والباب والرقة.

 

وقتل عشرة مدنيين في قرية أوجقناه إثر استهداف طائرات “التحالف الدولي” للقرية، بينما قتل سبعة أخرين بقصف لتنظيم “داعش” على قرية خربة الروس بعد يوم واحد من سيطرة “سوريا الديموقراطية” عليها، فيما قتل شاب برصاص طائش نتيجة الاشتباكات شرقي منبج.

 

ويسود جو من الخوف والترقب في منبج بالنسبة للمدنيين، رغم التطمينات التي أعلنتها “سوريا الديموقراطية” بأنها وفور سيطرتها على منبج ستسلمها لـ”المجلس المحلي” المشكل سابقاً، ليدير المدينة، بعد مشاورات مع كافة المكونات والعشائر فيها.

 

ويشكك قسم كبير من مثقفي منبج بما تقوله “سوريا الديموقراطية”، ويرون بأن “المجلس المحلي” هو واجهة وفقاعة إعلامية، لتنفيذ إجندات تلك القوات الرامية لتقسيم سوريا عبر إعلان الفيدراليات وتشريع سيطرة حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي على مناطق العرب، على غرار ما حصل في مدينة تل أبيض في ريف الرقة.

 

وزير الداخلية اللبناني يحمل الرياض مسؤولية سياسات الحريري

بيروت – أثارت تصريحات وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق في حوار تلفزيوني، الخميس، جدلا في الأوساط اللبنانية.

وحمّل المشنوق الذي ينتمي إلى تيار المستقبل السعودية المسؤولية عن بعض السياسات التي اعتمدها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ومن بينها الانفتاح على النظام السوري في إحدى الفترات.

 

وقال وزير الداخلية إن “السياسة السعودية السابقة (في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز) هي التي أجبرتنا على الذهاب إلى دمشق من أجل المهادنة مع النظام السوري”.

 

وكان الملك عبدالله قد شجع على التقارب بين دمشق والمستقبل، وذلك في ذروة الخلافات بين الطرفين على خلفية عملية اغتيال الحريري الأب في فبراير 2005، والتي اتهم النظام السوري وحزب الله بالوقوف خلفها. وتوجت الجهود السعودية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين السوري واللبناني بزيارة قام بها سعد الحريري إلى دمشق في 19 ديسمبر 2009. وكان وقتها رئيسا للحكومة اللبنانية، والتقى خلالها الرئيس بشار الأسد.

 

وقال المشنوق إن السعودية “هي من دفعت بتيار المستقبل إلى اتخاذ المواقف التي اتخذها للتقرب من الخط السوري”.

 

ولم يقف المشنوق عند المسألة السورية، حيث اعتبر أن المبادرة الرئاسية التي طرحها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لم تكن من بنات أفكاره، وإنما هي مبادرة بريطانية وافقت عليها الرياض. وكان الحريري قد اقترح منذ أشهر مبادرة تقضي بتولي زعيم تيار المردة سليمان فرنجية للمنصب الرئاسي، ومعروف أن فرنجية هو أحد حلفاء حزب الله.

 

وقال المشنوق إن المبرر لترشيح زعيم المردة “كان أن حزب الله سيعود من سوريا خاسرا، ويشبه الفيل الذي يدخل بيتا من زجاج فيبدأ بالتكسير، لذا يجب الإتيان برئيس يرتاح إليه ويمكنه التعامل معه”.

 

خالد زهرمان: هناك تقاطع مصالح دولي وإقليمي في ترشيح فرنجية التقطه الحريري

تصريحات القيادي في تيار المستقبل، والتي حملت بين طياتها محاولة لـ”تبرير” بعض التوجهات السياسية للحريري التي أثارت انتقادات على الساحة السنية، لاقت رد فعل سريع من قبل المملكة العربية السعودية وأيضا بريطانيا.

 

وأبدى سفير السعودية في لبنان علي عواض عسيري استغرابه من “المواقف التي أدلى بها وزير الداخلية الأستاذ نهاد المشنوق لبرنامج كلام الناس وإقحامه المملكة في عدد من الملفات الداخلية”.

 

وأكد عسيري في بيان “أن المملكة العربية السعودية لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولا سيما ملف رئاسة الجمهورية الذي تعتبره ملفا سياديا يعود إلى الأشقاء اللبنانيين وحدهم حق القرار فيه”.

 

كما ردت السفارة البريطانية ببيان نفت فيه ما جاء في تصريحات المشنوق معتبرة “أننا لا ندعم أو نعارض أي مرشح محدد لرئاسة الجمهورية”.

 

وعدت تصريحات المشنوق الخاصة بالسعودية غير مألوفة، حيث لم يسبق لأي شخصية سياسية مستقبلية أن وجهت نقدا مماثلا للمملكة، ما يعكس ارتباكا كبيرا في وسط التيار الأزرق.

 

واللافت أن توقيت هذه التصريحات جاء بعد المفاجأة التي أحدثها ريفي بفوزه في انتخابات طرابلس البلدية على حساب التحالف الذي ضم الحريري والميقاتي.

 

وجدير بالإشارة أن السفارة السعودية في لبنان كانت أول المهنئين بانتصار وزير العدل المستقيل أشرف ريفي.

 

ويقرأ النائب المستقبلي خالد زهرمان هذه التصريحات معتبرا أن “الوزير المشنوق يحاول تحميل العهد السعودي القديم المسؤولية عما آلت إليه الامور”، مضيفا “يمكن أن يقال إنه قد حدثت بعض الأمور التي لم تكن مناسبة من قبيل السين – سين والمقصود به التفاهم بين الرياض ودمشق والذي كان الهدف منه استعادة سوريا إلى الحضن العربي”.

 

وشدد زهرمان على أن “كلام الوزير المشنوق ليس ردا أو تصديا لسياسة سعودية جديدة بقدر ما هو قراءة لمرحلة سابقة، فالمشنوق أشاد بالمرحلة الحالية التي يقودها الملك سلمان”.

 

وبصدد إعلان المشنوق عن كون ترشيح فرنجية كان بريطانيا، قال النائب المستقبلي “منذ أن تم ترشيح سليمان فرنجية كان الحديث يدور حول وجود غطاء دولي لهذا الترشيح. السؤال هل كان هناك مجرد غطاء دولي أو أوامر دولية حول هذا الموضوع؟ لا نعلم، ولكن كان هناك تقاطع مصالح دولي وإقليمي في ترشيحه التقطه الرئيس الحريري وقرر الذهاب الى نصف الطريق وأبعد في سبيل المحافظة على الاستقرار”.

 

ورفض النائب بدر ونوس الربط بين تصريحات المشنوق ونتيجة الانتخابات البلدية التي عكست اضطرابا في تيار المستقبل”.

 

ونفى بدر ونوس وجود أزمة في تيار المستقبل قائلا في هذا الصدد “لا أزمة في تيار المستقبل، وقريبا هناك اجتماع عام وسيتم فيه تحديد مكامن الخلل والعمل على إصلاحها”.

 

فصائل الثورة السورية تدمي نظام الأسد في حلب

تمكن جيش الفتح، الذي يضم فصائل من المعارضة السورية المسلحة، مساء الجمعة، من قتل 60 جندياً من قوات النظام، وأسر 11 آخرين، في عملية عسكرية سيطر خلالها على قريتين في محيط بلدة خان طومان، جنوب غربي حلب، شمالي سوريا، بحسب مصادر محلية.

 

وقالت المصادر، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام وفصائل المعارضة التابعة لجيش الفتح، في محيط خان طومان، مشيرة إلى أن الأخير تمكن من السيطرة على قريتي “معراتة” و”حميرة”، إضافة إلى وحدة للدبابات، ومخازن للأسلحة تابعة للنظام.

 

وأكدت المصادر لوكالة الأناضول، أن عناصر الفتح قتلوا خلال الاشتباكات نحو 60 جندياً من قوات النظام السوري، بينهم مليشيات أفغانية، وأسروا 11 آخرين، مؤكدة أن مقاتلات روسية، وأخرى تابعة لقوات الأسد، قصفت فيما بعد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محيط خان طومان.

 

وكان جيش الفتح -الذي يضم حركة أحرار الشام، وجبهة النصرة، وعدداً من الفصائل الأخرى- قد أعلن في مايو الماضي عن سيطرته على بلدة خان طومان ذات الأهمية الاستراتيجية، وقرية الخالدية المحاذية لها، فضلاً عن تل الزيتون، وتل المقلع، وقتل نحو 80 جندياً إيرانياً.

 

وقد واجهت القوات الإيرانية نكبة “تاريخية” في خان طومان هلك فيها ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله الإرهابي.

 

احتدام معارك حلب وخسائر فادحة للنظام ومليشياته  

احتدمت المعارك المستمرة في ريف حلب الجنوبي بين جيش الفتح وقوات النظام السوري والمليشيات الموالية له بعد تقدم سريع لكتائب المعارضة المسلحة وتكبيد هذه القوات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، كما دمرت المعارضة غرفة عمليات النظام بمنطقة الشيخ يوسف (شرقي حلب) وقتلت قائدها.

 

وفي أحدث التطورات، أعلنت عمليات فتح حلب تدمير غرفة العمليات التابعة للنظام في تلة الشيخ يوسف بشكل كامل ومقتل قائد الغرفة ومن معه من الضباط؛ ردا على “المجازر” التي ترتكبها الثكنة بقصفها المدنيين أثناء عبورهم طريق الكاستيلو، الذي يعد طريق الإمداد الأخير لمناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب.

 

ونقلت شبكة شام عن ناشطين ميدانيين أن التلة شهدت سبعة تفجيرات متتالية، وتقع التلة بالريف الشرقي في حلب بالقرب من المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وتعدّ مركزا حيوياً لقوات النظام والمليشيات الموالية له.

 

معارك الريف الجنوبي

في غضون ذلك، تواصلت المعارك العنيفة بين جيش الفتح وقوات النظام والمليشيات الداعمة لها في ريف حلب الجنوبي، حيث تركزت الاشتباكات اليوم على أطراف بلدة خلصة، التي نفذ الثوار في محيطها عمليتين تفجيريتين؛ سقط إثرهما عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام ومليشياته.

 

وقالت وكالة مسار برس المعارضة إن المعارك بين الجانبين خلفت نحو سبعين قتيلا في صفوف المليشيات، إضافة إلى أسر 15 آخرين، بينهم مقاتلون إيرانيون وعراقيون.

 

وجاءت مواجهات اليوم استكمالا للتقدم الذي أحرزه جيش الفتح أمس بالسيطرة على قريتي القلعجية ومعراتة وبلدة الحميرة ومنطقة الساتر، وعلى مستودعات بلدة خان طومان وتلة المحروقات وتلال القراصي وكتيبة الدفاع الجوي في محيط خان طومان (جنوب حلب).

 

وتزامنت المعارك مع مواصلة الطائرات الحربية والمروحية شن غاراتها الجوية على أحياء حلب وريفها، حيث تعرضت أحياء القاطرجي والصاخور وبعيدين وهنانو وطريق الكاستيلو ودوار الجندول للقصف. وأفاد مراسل الجزيرة بسقوط 16 قتيلا وعشرات الجرحى في الغارات على حلب.

غارات عنيفة

وتتعرض محافظة حلب لنحو ثلاثمئة غارة جوية يوميا، بينما بلغ عدد القتلى خلال الـ16 يوما الماضية نحو أربعمئة شخص، وأكثر من 1700 جريح، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن مصادر إعلامية سورية معارضة.

 

وأعلنت مديريتا الأوقاف في محافظتي حلب وإدلب أمس إلغاء صلاة الجمعة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمحافظتين، مطالبتين السكان بالتزام المنازل وأداء الصلاة فيها، بسبب شدة القصف.

 

أما في الريف الشرقي لحلب، فتستمر المعارك العنيفة بين القوات الكردية المعروفة باسم “قوات سوريا الديمقراطية” وتنظيم الدولة الإسلامية في محيط مدينة منبج، وسط تقدم سريع تحرزه القوات الكردية في المعارك، حيث أصبحت بعيدة أقل من سبعة كيلومترات عن مركز المدينة بعد سيطرتها على العديد من البلدات والتلال والنقاط العسكرية، وذلك بمساندة طيران التحالف مما سهل عملية التقدم على الأرض.

 

وفي التطورات الميدانية الأخرى، تواصلت الاشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري شرق البلاد، كما سقط قتلى وجرحى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية إثر تفجير تعرضت له قرب بلدة الفاطسة بريف الرقة الشمالي.

 

يأتي ذلك في وقت استعادت فيه كتائب المعارضة بمدينة داريا بريف دمشق مناطق تقدمت فيها قوات النظام أمس، ودارت اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام قرب مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، كما شهدت محاور في جبال الأكراد باللاذقية معارك مشابهة سيطرت إثرها قوات المعارضة على قريتين، في حين تعرضت مناطق مدنية بريفي حماة وإدلب لقصف مدفعي وجوي.

 

صحيفة: معركة حلب ستقرر مصير سوريا  

قال أكاديمي إسرائيلي إن محاولات إيران وروسيا القضاء على المعارضة السورية أمر بعيد المنال، في حين رأى مستشرق يهودي أن من سينتصر في حلب ستخضع له سوريا كاملة.

 

وكتب أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب آيال زيسر في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها روسيا وإيران وحزب الله للتفوق على المعارضة السورية، فإن قوة الأخيرة تثبت أنها بعيدة عن الخضوع أو الانهيار.

 

وأوضح أن اغتيال القائد العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين يأتي في توقيت غير مريح للحزب وإيران “لأنه امتداد لسلسلة التراجعات المتلاحقة خلال الأسابيع الأخيرة في ساحات القتال داخل سوريا، وبه ينضم القتيل إلى قائمة طويلة من قتلى الحزب والحرس الثوري الإيراني فيها”.

 

وقال إن روسيا ترى في القتال داخل سوريا جزءا من لعبة إقليمية دولية كبرى في مواجهة واشنطن ودول الغرب.

 

من جانب آخر، وصف المستشرق الإسرائيلي يارون فريدمان مدينة حلب بأنها “تيرمومتر” الأوضاع السائدة في سوريا، وأضاف أن من ينتصر فيها سيكون بإمكانه تحقيق التفوق الكامل في سوريا كلها.

 

واستدرك قائلا في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الخاسر في تلك الحرب حقا هم المدنيون السوريون، في وقت باتت حلب مقسمة بين الأطراف المتحاربة، وتحديدا بين تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة المعتدلة والنظام السوري المدعوم من حزب الله وإيران.

 

وأشار الكاتب الذي يعمل محاضرا في تاريخ الإسلام بمعهد التخنيون بمدينة حيفا، إلى أن حلب التي كانت مركزا اقتصاديا وثقافيا لسوريا، باتت اليوم المكان الأكثر خطورة في العالم.

 

يأتي ذلك في وقت يحاول سكانها لملمة جراحاتهم ومحاولة العودة إلى حياتهم الطبيعية قدر الإمكان، لكن المسلحين يستغلون الوقت لجمع أكبر قدر ممكن من الذخيرة والوسائل القتالية للجولة القادمة من المواجهة، على حد تعبير فريدمان.

 

وقال إن الوضع في حلب يقدم مزيدا من الشواهد على تراجع الدور الأميركي في الأزمة السورية، في مقابل زيادة فعالية روسيا التي توفر مساعدات مكثفة للنظام السوري بمعاونة حزب الله وإيران.

 

وانتقد الكاتب الدعم “المحدود الذي تقدمه الدول الداعمة للمعارضة السورية، مما يعني أن الثوار سيكون أمامهم صيف قاس، وتنتظر حلب ومواطنيها شهور طويلة من الجوع والموت، وفرصهم في تحقيق الانتصار تبدو متضائلة”.

 

وختم بالقول إن الجيش السوري النظامي يبدو ضعيفا ويتقدم ببطء شديد، وإذا حقق الأسد انتصارا في حلب فلن يكون خاصا به، بل هو انتصار لروسيا وإيران “اللتين لا تعنيهما كثيرا الدولة السورية، وفي هذه الحالة فلن يكون للنظام ما يسيطر عليه في حلب، لأنها ستتحول إلى مدينة من الخراب والدمار”.

 

لماذا سيطرت المعارضة السورية على خان طومان؟  

أمير العباد-ريف حلب

 

في هجوم مباغت صبيحة الجمعة السادس من مايو/أيار الجاري، تمكنت المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على بلدة خان طومان الإستراتيجية بريف حلب الجنوبي بعد معارك استمرت لأيام مع قوات النظام السوري والقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني وغيرها من القوات الأجنبية الموالية للنظام.

لقد اختارت المعارضة الخاصرة الأهم لقوات النظام في المنطقة الجبلية القريبة من الأوتستراد الدولي دمشق حلب، والتي حاول جيش النظام أكثر من مرة الوصول إليها.

 

ويقول القائد العسكري في جيش الفتح التابع للمعارضة أبو يوسف المهاجر “استعدنا زمام المبادرة لوقف تقدم قوات النظام السوري، وبدأنا بفرض المعركة، فاخترنا الزمان والمكان المناسبين، فكانت قرية خان طومان القريبة من جبل عزان هي هدفنا”.

 

تهديد للنظام

ويضيف المهاجر أن سيطرة المعارضة السورية على خان طومان تهدّد وجود قوات النظام في كل مناطقه بريف حلب الجنوبي، مثل زيتان وبرنه والخلصة والقلعجية، إضافة إلى قرب البلدة من طريق الشيخ السعيد، مما يعني إمكانية الدخول إلى مدينة حلب من الجهة الجنوبية.

 

ويضيف المتحدث نفسه في تصريح للجزيرة نت أن ارتفاع قتلى الجنود الإيرانيين يعود لاعتماد المعارضة السورية على “كمائن الطرقات المحكمة” وعلى القصف المركز والكثيف على مواقعهم، كما أن مقاتلي المعارضة كانوا من قوات النخبة.

 

ويوضح القائد العسكري أن “السيطرة على خان طومان كانت قاصمة للنظام السوري والإيراني، وكسرت شوكة المليشيات اللبنانية والأفغانية والعراقية، وكبّدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد”.

 

معركة مفاجئة

وحول تداعيات السيطرة على خان طومان، قال المهاجر “ستكون هناك معركة جديدة مفاجئة على غرار المعركة الأخيرة في حلب”.

 

وكان جيش الفتح أعلن عن قتله أكثر من 150 عنصرا من المليشيات الإيرانية واللبنانية والأفغانية وأسر آخرين خلال معارك خان طومان، وتعد حصيلة الضحايا هذه أكبر خسارة تمنى بها إيران منذ تدخلها عسكريا في سوريا.

 

كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن هذه الحصيلة من القتلى الإيرانيين في معارك ريف حلب الجنوبي هي أكبر خسارة في معركة خارج إيران منذ الحرب العراقية الإيرانية.

 

يشار إلى أن جيش الفتح، الذي يضم حركة أحرار الشام وجبهة النصرة وفصائل أخرى، سيطر أيضا على منطقة الخالدية بريف حلب الجنوبي بعد معارك مع النظام والمليشيات الأجنبية الموالية له، وقد شنت الطائرات الروسية عشرات الغارات على مواقع المعارضة لمنع تقدمها في المنطقة.

 

مقتل قائد بفيلق القدس الإيراني جنوب حلب  

قالت وسائل إعلام إيرانية إن أحد قادة القوات الخاصة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا قُتل في مواجهات مسلحة جنوب حلب، كما أعلنت مصرع عسكري آخر، دون ذكر رتبته؛ ليرتفع بذلك عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 273.

 

وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن القيادي القتيل في الحرس الثوري يدعى “جهانغير جعفري نيا”، كما ذكرت مقتل عسكري إيراني آخر يدعى محمد زلفي جنوب حلب.

 

وفي السياق، أشارت شبكة شام إلى ظهور ما وصفتها بعلامات “مقتلة جديدة” للمقاتلين الإيرانيين، وأوضحت أن بين قتلى معارك جنوب حلب قائد القوات الخاصة في جيش 16 قدس، وقائد كتيبة تابعة لما يسمى “جيش كيلان”.

 

وتوقعت شبكة شام أن تكون “المقتلة الإيرانية” هذه المرة أكبر من سابقتها، التي سقط فيها ٢٣ قتيلا من ما يسمى جيش “مازندران”، والتي أدت إلى انسحابه من خان طومان (جنوب حلب).

 

وأوضحت المصادر نفسها أن إيران تعلن عادة عن أكبر الرتب، ثم تعلن بعدها تدريجيا عن القتلى من عناصر وأفراد من مليشيات مرتزقة.

 

ونقلت الشبكة عن مصادر ميدانية أن العملية التفجيرية التي نفذتها جبهة النصرة –المنضوية في جيش الفتح- أمس جنوب حلب أوقعت خمسين قتيلا في صفوف المليشيات والعسكريين الإيرانيين، مشيرة إلى أن المصادر أحصت في أرض المعركة وجود ستين جثة، إضافة إلى 13 أسيرا، بينهم إيرانيون.

 

وبدأت أمس فصائل جيش الفتح هجوما كبيراً ومركّزاً على محيط خان طومان، وحققت تقدما سريعا وقويا بسيطرتها على بلدات معراتة والقلعجية والحميرة وتلال القراصي ومستودعات خان طومان ونقاط أخرى مهمة.

 

سوريا.. المعارضة تتقدم في خان طومان والنظام تجاه الرقة

دبي – قناة العربية

أحرزت كتائب المعارضة السورية في ريف حلب الجنوبي تقدماً حيث استعادت السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي قرب خان طومان بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية المنتشرة هناك، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وأفادت مصادر مطلعة أن 60 عنصرا من قوات النظام والميليشيات المقاتلة معها لقوا حتفهم، في حين أُسر آخرون،.

كما استعادت المعارضة قريتي معراتة وحميرة ووحدة للدبابات ومخازن للأسلحة تابعة للنظام خلال المعارك.

في المقابل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام السوري تتقدم داخل الحدود الإدارية للرقة، معقل تنظيم داعش.

وتمكنت قوات النظام من التقدم مجدداً في المنطقة، مدعومة بغطاء ناري متفاوت العنف، من الوصول إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، محاولة التقدم والوصول إلى بحيرة الفرات وطريق الرقة – حلب، والتي بات يفصلها عن هذه المناطق نحو 40 كلم.

وفي حال تمكنت قوات النظام من الوصول إلى طريق الرقة – حلب وبحيرة الفرات، فإن تنظيم داعش يكون قد حوصر في محافظة حلب، من 3 جهات، وهي قوات النظام في الجنوب والجنوب الغربي، ومن الفصائل في الغرب، ومن قوات سوريا الديمقراطية من جهة الشرق، إضافة للحدود مع تركيا من جهة الشمال.

 

التحالف يسقط أسلحة للمعارضة السورية جوا على مارع

بعد تقدم داعش في معركة مارع بريف حلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات شحن يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي ألقت ألقت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية شحنات أسلحة متوسطة، وخفيفة وذخائر وصواريخ مضادة للدروع على مدينة مارع الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة بريف حلب الشمالي.

بدورها نقلت “الأسوشيتد برس” عن مسؤول في البنتاغون إلقاء الذخائر للفصائل المقاتلة بالقرب من مارع، إلا أنه شدد على أن الامر يقتصر على الذخائر ولا يشمل أسلحة خفيفة أو صواريخ مضادة للدروع.

 

لأول مرة.. الجيش السوري يدخل حدود الرقة معقل داعش

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تمكن الجيش السوري، السبت، من دخول الحدود الإدارية لمحافظة الرقة معقل تنيظم داعش في سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2014.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن القوات السورية المدعومة بالميليشيات والطائرات الحربية السورية والروسية حققا تقدما في منطقتي أثريا والطبقة في المحافظة.

 

وتبعد الطبقة، الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ عام 2014،  50 كم شرق مدينة الرقة، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.

 

وأشار المرصد إلى أن القوات السورية استطاعت عمليا الدخول إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، حيث تحاول القوات الوصول إلى بحيرة الفرات وطريق الرقة- حلب، ولا يفصل عنه هذه المناطقة نحو 40 كلم.

 

ووفقا لبيانات المرصد، فقد أسفرت الاشتباكات منذ فجر الخميس وحتى الآن عن مقتل 26 عنصراً من التنظيم و9 عناصر من الجيش السوري والمسلحين الموالين لها.

 

ويعني وصول الجيش السوري إلى طريق الرقة-حلب وبحيرة الفرات أن داعش صار محاصرا في حلب.

 

وكانت القوات الحكومية بدأت الخميس هجوما على تنظيم داعش وتمكنت الجمعة من التقدم قرب الرقة، وصارت على على بعد 6 كلم من الحدود الإدارية للمحافظة.

 

ويأتي الهجوم الحكومي بعد 10 أيام من قيام ميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية”  المدعومة من الولايات المتحدة بشن هجوم في محافظة الرقة، حيث يتقدم باتجاه الطبقة أيضا لكن من جهة الشمال.

 

روسيا: أكثر من 40 قتيلا في قصف نفذته جبهة النصرة بمدينة حلب

موسكو (رويترز) – نقلت وكالات إعلام روسية عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا قوله يوم السبت إن أكثر من 40 شخصا قتلوا وأصيب نحو مئة في قصف نفذته جبهة النصرة بمدينة حلب السورية.

 

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مسؤول بالمركز قوله “كان هناك قصف مستمر بقاذفات الصواريخ والمدافع والمورتر والمواقع المضادة للطائرات. قصف الإرهابيون عدة مناطق ليست مأهولة فقط بالقوات الحكومية وقوات كردية بل بالمدنيين أيضا.”

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير)

 

روسيا: أكثر من 2000 متشدد يحتشدون في شمال حلب

موسكو (رويترز) – قال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا يوم السبت إن أكثر من 2000 متشدد يحتشدون في شمال حلب.

 

وأضاف في بيان “أكثر من 2000 متشدد من منظمات إرهابية مختلفة وجماعات يطلق عليها ’معارضة معتدلة’ متمركزون في منطقة الشيخ مقصود.”

 

(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

 

المرصد: الجيش السوري يدخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة

عمان (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن الجيش السوري عبر الحدود الإدارية لمحافظة الرقة بعد تقدمه في هجوم كبير على تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من روسيا.

 

وهجوم الجيش السوري هو ثالث هجوم كبير على معاقل التنظيم في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة بعد محاولات من القوات العراقية لاقتحام مدينة وبعد تقدم مقاتلي المعارضة في سوريا بدعم أمريكي.

 

والهجمات الثلاث من بين أشرس الحملات على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وكانت ضربات جوية روسية عنيفة استهدفت أراضي خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في مناطق بشرق محافظة حماة قرب حدود محافظة الرقة يوم الجمعة ووصل الجيش إلى حدود الرقة.

 

ومدينة الرقة -التي تقع إلى الشرق- هي المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في سوريا إلى جانب مدينة الموصل في العراق. والمدينتان هدف للقوى الساعية إلى القضاء على التنظيم.

 

ويتقدم الجيش من منطقة أثريا بشرق محافظة حماة قرب الحدود الإدارية مع محافظة الرقة. وقالت وسائل إعلام رسمية يوم الجمعة إن الجيش حقق مكاسب على الأرض وكبد المقاتلين خسائر فادحة.

 

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدثين باسم الجيش السوري.

 

ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية حجم القوات المشاركة في الهجوم أو الأسلحة التي تستخدمها.

 

ولم يعلق المرصد السوري أيضا على عدد أفراد القوات أو الأسلحة لكنه قال إن 26 من مقاتلي الدولة الإسلامية على الأقل قتلوا إضافة إلى مقتل تسعة من القوات السورية والقوات الموالية لها في المعارك “منذ فجر أمس الأول”.

 

وأضاف المرصد أن تقدم الجيش يعني أنه يبعد الآن نحو 40 كيلومترا عن منطقة يشن فيها مقاتلو المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة هجوما لعزل معاقل المتشددين في شمال حلب عن الأراضي التي يسيطرون عليها شرقي نهر الفرات حيث تقع مدينة الرقة.

 

وإذا تمكن الجيش من الوصول للمنطقة التي يحارب فيها مقاتلو المعارضة الدولة الإسلامية فسيؤدي ذلك لتطويق قوات التنظيم المتشدد في المنطقة وإن كان من غير المرجح بشدة أن يعمل الجانبان معا لأنهما نفسهما طرفان متحاربان في الصراع السوري متعدد الأطراف.

 

وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية للحكومة السورية يوم الجمعة إن حملة الجيش لا تهدف للوصول إلى مدينة الرقة خلال الأسابيع القادمة وإنما الوصول إلى مدينة الطبقة وبحيرة الأسد.

 

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الطبقة عام 2014 في أوج توسعه السريع في سوريا والعراق. وتقع الطبقة على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من مدينة الرقة وبها قاعدة جوية.

 

والمدينة على طريق رئيسي يربط الرقة بمناطق يسيطر عليها التنظيم المتشدد في شمال حلب.

 

(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى