أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 07 أيلول 2013

قمة الـ20: بوتين يفشل في الحشد ضد أوباما

موسكو – رائد جبر

دمشق، لندن، نيويورك – أ ف ب، رويترز – طغى الملف السوري على أعمال قمة «مجموعة العشرين» في سان بطرسبورغ امس، على رغم ميل الرئاسة الروسية للقمة إلى عدم إبراز النقاشات بشأنه في الجلسات العامة، بعدما بدا أن موسكو فشلت في حشد تأييد لموقفها المدافع عن نظام دمشق في اللقاءات الثنائية.

وبدأت أمس أعمال القمة في عاصمة الشمال الروسي وسط أجواء غلب عليها التوتر والميل نحو الابتعاد عن مناقشة القضايا الخلافية. وألقى الرئيس فلاديمير بوتين خطاب الافتتاح من دون أن يتطرق إلى القضية السورية التي لم تدرج على جدول الأعمال رسمياً، على رغم أنها كانت محور كل المناقشات الثنائية واللقاءات التي جرت خلف أبواب مغلقة. وفي مؤشر إلى درجة تأثير الملف السوري، اضطر بوتين إلى الإعلان في نهاية خطابه أن «عدداً من الوفود المشاركة طلب التحدث بملفات ليست مدرجة على البرنامج وعلى رأسها الموضوع السوري» واقترح على نظرائه الحاضرين «مناقشة هذا الموضوع أثناء مأدبة العشاء».

وكانت موسكو بذلت جهوداً لحشد تأييد لموقفها بين حلفائها الأساسيين، لكنها لم تنجح في إخراج موقف موحد، وظهر هذا واضحاً عندما التقى بوتين الزعيم الصيني شي جين بينغ من دون أن يتطرقا إلى الملف السوري، وأوضح مصدر في الوفد الصيني المرافق للصحافيين أن «هناك تبايناً في التعامل مع الملف، رغم أن بكين لديها موقف واضح ضد التدخل العسكري الأجنبي في سورية وتؤيد البقاء تحت مظلة الأمم المتحدة، لكن بات واضحا أنه لا يمكن غض النظر أكثر عن ذلك الوضع المتفجر في سورية وضرورة إيجاد حلول سريعة جداً».

أيضاً، انتهى لقاء مجموعة «بريكس» التي تضم بالإضافة إلى روسيا والصين كلاًّ من البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ببيان مشترك حمل صيغة عامة. وقال لـ «الحياة» رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع فيدور لوكيانوف، إن المجموعة «لم تتمكن من التحدث بصوت واحد بسبب تباين ميَّز موقفي الهند والبرازيل اللتين لا ترغبان في إعلان موقف قوي يدعم التوجه الروسي».

إلى ذلك، بات مؤكداً أن المحادثات التي كان يُنتظر تنظيمها حتى اللحظة الأخيرة بين بوتين ونظيره الأميركي باراك اوباما لن تنعقد، واكتفى الكرملين بالإشارة إلى أن بوتين قد يلتقي ضيفه في جلسة بروتوكولية للترحيب به.

في المقابل عقد بوتين جلسات محادثات مع عدد من الزعماء الضيوف من دون الإعلان عن مضمون النقاشات فيها.

ومن جهته، اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيله وتطرقا إلى «الجهود السياسية المطلوبة لتسوية الوضع في سورية وضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة». وأعلن لافروف أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي سيلتقي اليوم الجمعة وزراء خارجية «العشرين». وقالت مصادر ديبلوماسية إن موسكو تسعى من خلال اللقاء إلى زيادة الضغط ومحاولة حشد تأييد لموقفها المعارض شن ضربة عسكرية ضد النظام السوري، وأوضحت أن الإبراهيمي سيطلب من المجموعة دعماً لمواصلة الجهود لعقد «جنيف-2» في أسرع وقت.

في هذا الوقت، لم يُبدِ كبار المسؤولين الأوروبيين تأييدهم للحملة الاميركية، وقالوا إنه قد لا يكون هناك حل عسكري للصراع. وأظهر الموقف الذي صاغه رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، قدراً من الخلاف بين الاتحاد الأوروبي واميركا حول الضربة العسكرية. ووصف فان رومبوي الهجوم الكيماوي بأنه «بغيض» و «جريمة ضد الإنسانية لا يمكن تجاهلها»، لكنه أضاف أن «الديبلوماسية لا تزال في نهاية المطاف هي أفضل السبل». وأضاف «لا يوجد حل عسكري للصراع».

وتابع: «في الوقت الذي نحترم فيه الدعوات التي صدرت في الآونة الأخيرة من اجل التحرك إلا أننا نشدد على الحاجة للمضي قدماً في معالجة الأزمة السورية عبر عمل الأمم المتحدة». ولم يعارض صراحة إجراء عسكرياً تؤيده فرنسا وبريطانيا علناً، لكن مسؤولين قالوا إن الموقف الأوروبي النهائي لم يتبلور بعد.

وفي لندن، اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون ان اختبارات اجراها مركز تابع لوزارة الدفاع لعينات اخذت من سورية، اظهرت ان غاز السارين تم استخدامه في الهجوم على الغوطتين.

وفي نيويورك، قدمت الولايات المتحدة الى الدول الأعضاء في مجلس الأمن ودول أخرى «تقويم الإدارة الأميركية حول الأدلة على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد شعبه»، في جلسة مغلقة أمس. واستضافت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور فريقاً رسمياً من واشنطن لإحاطة الدول حول «التقويم الأميركي» وشنت هجوماً لاذعاً على روسيا متهمة إياها «بأخذ مجلس الأمن رهينة ورعاية انتهاك النظام السوري النظام الدولي الذي عملنا على إنشائه عقوداً». وسلمت باور الرسالة الرئيسية للرئيس باراك أوباما في الأمم المتحدة معلنة أن «الخط الأحمر بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية هو خط عالمي وليس خطاً أميركياً فقط».

وقالت، باور في لقائها الأول مع الصحافة منذ تسلمها منصبها، إن الولايات المتحدة وشركائها «حاولت مراراً على مدى عامين ونصف، وأخيراً على مدى شهور بالنسبة الى استخدام السلاح الكيماوي، التحرك في مجلس الأمن لكن روسيا أغلقت أي إمكانية للتحرك».

واستبعدت باور كلياً إمكانية إحياء التحرك في مجلس الأمن بما فيه طرح مشروع القرار البريطاني أخيراً «لأن اللغة الروسية خلال الاجتماعات كانت واضحة بأنه ليس هناك من إمكانية للتحرك في مجلس الأمن».وفي حين عبرت ثلاث سفن حربية روسية امس مضيق البوسفور التركي متجهة إلى شرقي المتوسط مقابل السواحل السورية تتقدمها سفينة الحرب الإلكترونية «أس أس في-201 بريازوفيي» ومعها سفينتا الإنزال «مينسك» و «نوفوتشيركاسك»، أعلن القائد الأعلى للقوات البحرية الاميركية الأدميرال جوناثان غرينيرت، أن المدمرات الأميركية في شرق المتوسط «كاملة الجاهزية» لأي عمل عسكري يطلب منها، مضيفاً أن هناك «مروحة واسعة من العمليات المحتملة، بينها إطلاق صواريخ توماهوك العابرة على أهداف في سورية وحماية المدمرات نفسها من أي رد».

ونفت وزارة الدفاع الروسي أن تكون زودت سورية أسلحة كيماوية، وقال مسؤول عسكري إن الاتهامات التي وجهتها الإدارة الأميركية بهذا الشأن لا أساس لها. وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن موسكو مسؤولة عن تزويد دمشق تقنيات عسكرية يمكن استخدامها لتوجيه ضربات باستخدام رؤوس كيماوية.

وأعلنت موسكو امس أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزورها الإثنين المقبل للتباحث مع لافروف حول الوضع في سوريا، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن المحادثات «ستركز على بحث شامل لكافة جوانب الوضع الحالي في سورية». وأضاف البيان أن روسيا «لا تزال مقتنعة بأن من الضروري وضع حد لأعمال العنف ومعاناة المدنيين في سورية في أسرع وقت (…) من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الأمن».

في هذا الوقت، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر المعارضة ومصادر ديبلوماسية أن وزير الدفاع السوري السابق العماد علي حبيب وصل إلى إسطنبول بعد انشقاقه، وهو الأمر الذي يكشف، في حال تأكيده، عن صدوع في تأييد الرئيس بشار الأسد داخل طائفته العلوية. وكان التلفزيون السوري الحكومي نفى أول من أمس الأنباء عن انشقاق حبيب.

انعكاسات «ضرب» سورية على النفط تتقدم على البطالة والفساد والنمو

سان بطرسبورغ، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ب

قدم قادة مجموعة العشرين، التي تمثل اقتصاداتها نسبة 90 في المئة من اقتصادات العالم، الأزمة السورية على البحث في مكافحة البطالة والفساد وحفز النمو، بعدما طغت «الضربة» الأميركية المنتظرة على سورية على المناقشات الاقتصادية. واضطر المسؤولون الروس والصينيون ودول العالم الثالث إلى الحديث حول الطاولة المزخرفة عن أخطار أي ضربة أميركية في الشرق الأوسط وانعكاساتها على أسعار الطاقة ما يؤثر سلباً في النمو الهش الذي بدا في اقتصادات العالم بعد خمس سنوات على الأزمة المالية في 2008.

وعلى رغم إقرار دول «بريكس»، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا تأسيس صندوق عملاق برأس مال 100 بليون دولار لتثبيت أسواق الصرف إلا أن حكومات المجموعة تبدو عاجزة على الأقل عن التأثير في أسعار الصرف، وفي حركة الأموال التي سجلت 5.3 تريليون دولار يومياً، كما يقول بنك التسويات الدولية، وبنسبة زيادة تجاوزت 33 في المئة على العام 2010.

ووفق بنك التسويات احتلت تداولات الدولار نسبة 87 في المئة من المبلغ العام بزيادة اثنين في المئة على العام السابق، في حين حل الين ثانية على رغم انخفاض سعره بنسبة 15 في المئة مقابل الدولار بين أيلول (سبتمبر) 2012 ونيسان (أبريل) 2013.

وطغى احتمال وقف مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي) برنامج الإنعاش النقدي، على قمة المجموعة التي بدأت أعمالها أمس في سان بطرسبرغ.

وعن توقعات حول البيان الختامي للقمة، أكد نائب وزير المال الروسي سيرغي ستورتشاك، أن البيان «سيلتزم» الصياغة التي اتفق عليها وزراء المال في الاجتماع التحضيري الذي عقدوه في تموز (يوليو) الماضي في موسكو، حول التداعيات التي يمكن أن «تلحق بدول أخرى نتيجة تعديلات السياسة النقدية». وقال لوكالة «رويترز» أن البيان «لن يتجاوز الاتفاقات التي توصلنا إليها في موسكو».

وكان وزراء المال ومحافظو المصارف المركزية أجمعوا في بيان مشترك بعد اجتماع في موسكو، على أن المجموعة «تدرك أخطار استمرار سياسة التيسير النقدي لفترات طويلة». ورأوا أن أي تعديل للسياسة النقدية في المستقبل، يجب «ضبطه بعناية وإعلانه بوضوح».

وتوقعت المنسقة الروسية للقمة كسينيا يوداييفا «أخطاراً كبيرة في حال بدأ تقليص الحفز النقدي»، إذ يُرجح مباشرة تقليص برنامج الاحتياط الفيديرالي الضخم لشراء السندات في الأسابيع المقبلة.

وستساهم الصين، وهي مالكة أكبر احتياطات أجنبية في العالم، بحصة كبرى، لكن المبلغ سيكون أقل كثيراً من 240 بليون دولار كانت متوقعة أساساً. وأوضح مسؤولون أن «الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل بدء تفعيل الصندوق».

وكان الدولار الذي غذى انخفاضه طفرة في دول «بريكس» خلال العقد الماضي، ارتفع منذ أن لمح رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي بن برنانكي في أيار (مايو) الماضي، إلى «تقليص» قريب لبرنامج أميركي لشراء السندات.

ويركز قادة المجموعة وممثلو الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وفق مسؤول حكومي أميركي، على أهمية النمو الاقتصادي العالمي وخلق فرص العمل. واعتبر المسؤول أن «السياق الاقتصادي لهذه المحادثات يختلف كثيراً عن العام الماضي، إذ إن القمة «لا تسيطر عليها إجراءات عاجلة لحل الأزمة المالية في الولايات المتحدة أولاً ثم في أوروبا».

والقمة هي السابعة للمجموعة و «ستتطرق إلى مبادرات أخرى أساسية أحدها العمل لمنع التهرب من الضرائب، وتجنب دفعها باستخدام طرق قانونية، وهو ما يحدث عندما تستخدم الشركات الثغرات القانونية لخفض دفع الضرائب أو تجنبها». وتأمل حكومات غربية «في إقناع الآخرين في المجموعة باعتماد معيار مماثل على الصعيد العالمي».

برلين تدعو إلى عقد مؤتمر أوروبي للاجئين السوريين

برلين – أ ف ب

دعا وزير الداخلية الألماني هانس بيتر فرايدريش، إلى عقد مؤتمر أوروبي يخصص للاجئين السوريين، وذلك في مقابلة ستنشر غداً السبت.

وقال الوزير المحافظ لصحيفة “تاغسبيغل”، التي نشرت اليوم الجمعة مقتطفات من هذه المقابلة، إن “أي تصعيد للحرب سيزيد من عدد اللاجئين. نحتاج إلى مؤتمر أوروبي حول اللاجئين للتعامل مع المشكلة”.

وبعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع السوري، تجاوز عدد اللاجئين السوريين مليونين، وفق المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة.

أوباما يخاطب الأميركيين الثلثاء طالباً تأييد الضربة

واشنطن – جويس كرم

تسارعت تطورات الحدث السوري في العاصمة الأميركية مع إعلان البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيوجه خطاباً إلى الشعب الأميركي من المكتب البيضاوي حول سورية الثلثاء، فيما يستعد مجلس الشيوخ للتصويت بداية الأسبوع أيضاً. وتعمل القيادة العسكرية بناء على طلب من أوباما على توسيع رقعة الأهداف لأي ضربة عسكرية محتملة ضد النظام السوري.

ومع وصول وزير الخارجية الأميركية جون كيري والوفد المرافق إلى العاصمة الليتوانية فيلنيوس للبحث في الملف السوري مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، تحرك البيت الأبيض في واشنطن لاستعجال الاستشارات السياسية وتسويق خيار الضربة عند الرأي العام الأميركي ومجلس النواب حيث هناك تشكيك بجدوى أي عمل عسكري. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيتوجه بخطاب إلى الشعب الأميركي من البيت البيضاوي، المخصص للحظات الحاسمة في التاريخ الأميركي، مثل أزمة الصواريخ مع كوبا أيام جون كينيدي أو إرسال فرقة «المارينز» إلى لبنان أيام رونالد ريغان، وصولاً إلى حرب تحرير الكويت، وعملية «ثعلب الصحراء» وحربي أفغانستان والعراق أيام جورج بوش الابن، وإعلان أوباما الانسحاب من العراق في 2010 من المنبر نفسه.

ومن هذا السياق، سيكون إعلان أوباما الثلثاء حاسماً حيال سورية، وفي ضوء دعوات من نواب في الكونغرس لتقديم مبررات أي ضربة للشعب الأميركي قبل التصويت على النص.

ويأتي الإعلان بعد يوم من عودة الكونغرس من عطلته الصيفية، واستعجال البيت الأبيض التصويت، وهو ما قد يتم الثلثاء في مجلس الشيوخ وحيث هناك تأييد من الحزبين لخيار الضربة. وتستمر الاستشارات مع مجلس النواب حتى الساعة، لحصد أكثرية هناك، إنما مع استبعاد التصويت قبل خطاب أوباما. ولم يستبعد مستشار أوباما في البيت الأبيض توني بلينكن إمكان التحرك من دون الكونغرس مشيراً في تصريح للإذاعة الوطنية إلى أن «الرئيس لديه السلطة الكاملة للتحرك» في حال صوت الكونغرس ضد القرار، إنما «ليس لديه النية أو الرغبة لفعل ذلك». وتسعى الإدارة إلى نيل 60 صوتاً في مجلس الشيوخ و218 في مجلس النواب.

ومن الناحية العسكرية، تحرك الرئيس الأميركي بإعطاء القيادة العسكرية في البنتاغون «الضوء الأخضر» لتوسيع نطاق الضربات، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» التي أشارت إلى أن وزارة الدفاع «تطور لائحة أكبر للأهداف في سورية رداً على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يقوم بنقل قواته ومعدات مخصصة لاستخدام السلاح الكيماوي» لتفادي ضربها.

وفي دليل على نجاح كيري في إقناع أوباما باستراتيجيته، أفادت الصحيفة أن الرئيس بات يضع اليوم ثقلاً أكبر على «تحجيم قدرة النظام» وليس فقط ردعه. وتذهب لائحة الأهداف الجديدة أبعد من الخمسين هدفاً المعدة سابقاً وبالتعاون مع القوات الفرنسية. وأفادت «نيويورك تايمز» أن الإدارة والجيش الفرنسيين يبحثان للمرة الأولى في استخدام حاملات الطائرات وليس فقط صواريخ «توماهوك» لتنفيذ الضربة، وهناك مساع جديدة لإشراك حلف شمال الأطلسي (ناتو). وستشمل الأهداف الجديدة الوحدات العسكرية التي تقوم بتنفيذ ضربات بالسلاح الكيماوي، وليس مخزون الكيماوي نفسه نظراً للتداعيات الكارثية المحتملة لذلك.

كاميرون: لن نشارك في أي عملية عسكرية ضد سورية

سان بطرسبرغ – يو بي آي

أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية ضد سورية، غير أنه لم يستبعد أن تبدأ هذه العملية العسكرية من دون موافقة مجلس الأمن الدولي.

وقال كاميرون، في مؤتمر صحافي في بطرسبرغ الروسية في اختتام قمة العشرين، إنه “من الصعب عليه إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي في سورية، مشيراً إلى أن “بوتين قال له إنه يريد رؤية أدلة إضافية تثبت تورط النظام السوري”.

وقال كاميرون إن “قمة العشرين في بطرسبرغ لم تستطع اتخاذ قرار حول سورية”، وأشار إلى أن “4 آلاف مدرسة في سورية دمرت وهذه أكبر أزمة إنسانية يواجهها العالم”، مشدداً على “ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية”، غير أنه لفت إلى أن “الدول التي تساعد سورية، أصبحت غير قادرة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري بسبب الأزمة”.

هولاند: لا وجود لحل سياسي مع نظام يقتل شعبه ويستخدم الكيماوي

بيروت – الحياة

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن استخدام السلاح الكيماوي غيّر طبيعة الأزمة السورية، مؤكداً أن لا وجود لحل سياسي مع نظام يقتل شعبه ويستخدم السلاح الكيماوي.

وأكد هولاند أن ان “أي هجمات على سورية، ستقتصر على ضرب أهداف عسكرية”. وأضاف: “سنفعل كل ما في وسعنا حتى تضرب فرنسا أهدافاً عسكرية فحسب لتجنب سقوط ضحايا مدنيين”.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي، في اختتام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ، إنه “يتعين انتظار تقرير محققي الأمم المتحدة، قبل الرد على الهجوم الكيماوي في سورية”، لكنه أكد أنه “إذا لم يتوصل مجلس الأمن إلى اتفاق في شأن الهجوم الكيماوي في سورية، فسيتعين إنشاء تحالف موسع للرد”.

وأكد أن “الهدف من أي ضربة في سورية لن يكون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بل الدفع إلى حل سياسي”.

وأضاف هولاند، رداً على سؤال في شأن ما إذا كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد نقلت بالفعل الأسلحة الهامة من المناطق التي يحتمل أن تكون أهدافاً، إن “الدكتاتور لا يمكنه أن يتوقع كل شيء”.

11 دولة من مجموعة العشرين تدين الهجوم الكيماوي في سورية

سان بطرسبرغ – رويترز

أعلن بيان للبيت الأبيض أن 11 دولة من مجموعة العشرين دانت الهجوم الكيماوي، الذي شهدته سورية في 21 آب (أغسطس) الماضي، ودعت لرد دولي قوي.

وجاء في البيان الذي صدر في ختام أعمال مجموعة العشرين: “تشير الأدلة بوضوح إلى مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الذي يأتي في إطار استخدام النظام لنمط من الأسلحة الكيماوية”.

ويحمل البيان توقيع زعماء وممثلي 11 دولة، هي أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية، والسعودية وإسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة. ولم يصل البيان إلى حد الدعوة إلى القيام برد عسكري.

وأضاف البيان: “ندعو إلى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والضمير العالمي، ما من شأنه أن يبعث برسالة واضحة مفادها أنه يتعين عدم تكرار مثل هذا النوع من الفظائع. يجب محاسبة أولئك الذين اقترفوا هذه الجرائم”.

قمة الافتراق الأميركي – الروسي حول سوريا واشنطن: موسكو تتّخذ مجلس الأمن رهينة

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

تعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما امس لضغوط متزايدة من زعماء العالم لثنيه عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا في قمة مجموعة العشرين التي بدأت أعمالها في مدينة بطرسبرج الروسية. وبينما كان مفترضاً ان تناقش القمة قضايا الاقتصاد العالمي، طغى عليها الصراع في سوريا. وتتحرك الكنيسة الكاثوليكية بطريقة غير مسبوقة منذ حملتها لوقف الحرب في العراق عام 2003، لمنع اللجوء الى الخيار العسكري.

ومع تصاعد لهجة التهديد والوعيد، عبرت ثلاث سفن حربية روسية الخميس مضيق البوسفور التركي متجهة الى شرق المتوسط قبالة السواحل السورية. واعلنت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور الاثنين موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والبحث معه في كل جوانب الوضع في سوريا”.

ميدانيا، قتل في غرب دمشق اربعة اشخاص واصيب ستة بجروح في هجوم بسيارة مفخخة. وتدور اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش النظامي ومقاتلين اسلاميين في بلدة معلولا التاريخية بريف دمشق، بعد هجوم شنه مئات المسلحين على البلدة ذات الغالبية المسيحية. ص11

قمة بطرسبرج

ودخل زعماء دول مجموعة العشرين في صلب المناقشات المتعلقة بالنزاع السوري، بصفة رسمية خلال مأدبة عشاء في قصر بيترهوف الفخم المزدان بهالة ضوء زرقاء. ووصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الداعي الى عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تتهمه واشنطن باستخدام اسلحة كيميائية، منفردا الى هذا العشاء البروتوكولي.

ومنذ الافتتاح الرسمي للقمة، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين ادراج النزاع في سوريا على جدول اعمال عشاء العمل الذي يخصص عادة للمسائل الاقتصادية، لكنه بات يسوده التوتر الديبلوماسي. وقال: “بعض المشاركين طلب مني تخصيص وقت واحتمال البحث في مواضيع اخرى ملحة جدا في السياسة الدولية وخصوصا الوضع المتعلق بسوريا. واقترح القيام بذلك خلال العشاء”.

ويريد بوتين اغتنام فرصة الاجتماع لإقناع أوباما بالتخلي عن القيام بعمل عسكري ضد الأسد .

ورسم أوباما على وجهه ابتسامة جامدة وهو يقترب من بوتين لمصافحته عند وصوله الى القمة. وكان التعبير على وجه بوتين رسميا كذلك. ولم يبتسم أوباما ابتسامة عريضة إلا عندما التفتا الى كاميرات المصورين.

وكسب بوتين الجولة الأولى في القمة عندما اتخذت الصين والاتحاد الأوروبي والبابا فرنسيس – في رسالة الى زعماء مجموعة العشرين – مواقف أقرب اليه من أوباما في ما يتعلق باحتمال التدخل العسكري ومشروعيته.

ووصف زعماء الاتحاد الأوروبي، وهم في العادة من أقوى حلفاء الولايات المتحدة، الهجوم الكيميائي الذي حصل في 21 آب قرب دمشق والذي يقدر عدد ضحاياه بنحو 1400 شخص بأنه “بشع”، لكنهم رأوا أن “لا حل عسكريا للصراع السوري”.

وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي التقت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بصورة غير متوقعة على هامش القمة: “هذه الحرب يجب ان تنتهي وهذا لن يحصل الا من خلال العمل السياسي”، مؤكدة ان “المانيا لن تشارك في هذا العمل العسكري في اي حال”. ويجتمع وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي اليوم وغداً في فيلنيوس لتوحيد مواقفهم. وقد ينضم اليهم نظيرهم الاميركي جون كيري غداً.

وقبل ذلك، وخلال لقائه رئيس الوزراء الياباني شنزو آبي، قال اوباما ان زعماء العالم اجمع “يتفقون على ان استخدام السلاح الكيميائي في سوريا ليس مأساة فحسب، لكنه انتهاك للقانون الدولي ينبغي تسويته”. ولم يقف مع أوباما إلا فرنسا التي تستعد للمشاركة في عمل عسكري أميركي ضد سوريا.

وصرح الناطق باسم الوفد الصيني كين غانغ بأن “الوضع الحالي يظهر ان الحل السياسي هو الطريق الوحيد” الممكن لحل الازمة.

وليس مقررا ان يعقد بوتين اجتماعا ثنائيا مع أوباما، لكنه أمل في مناقشة موضوع سوريا خلال عشاء العمل مع جميع زعماء القمة.

ويزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون والممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي بطرسبرج كذلك على أمل التوصل الى اتفاق الى عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا. ويشارك الابرهيمي في غداء عمل مع وزراء الخارجية لمجموعة العشرين اليوم.

ووصف السكرتير الصحافي لبوتين دميتري بيسكوف “معسكر المؤيدين لتوجيه ضربة إلى سوريا” بأنه منقسم. وقال: “يتعذر القول ان كثيرا من الدول تؤيد فكرة القيام بعملية عسكرية”.

وسيناقش وزراء الخارجية للدول الرئيسية في مجموعة العشرين – التي تضم كل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن – قضية سوريا على هامش الاجتماع.

وأي قرار لمجموعة العشرين عن سوريا لن يكون ملزماً، لكن بوتين يريد إيجاد توافق على تجنب العمل العسكري في ما سيكون نصرا شخصيا له لكنه غير مرجح.

ومن بطرسبرج، واصل اوباما اتصالاته مع النواب لاقناعهم بتأييد موقفه. واوضحت الرئاسة الاميركية في بيان صدر هناك ان “سفر الرئيس الى كاليفورنيا ألغي. سيبقى في واشنطن للعمل على قرار في شأن سوريا (مقدم) الى الكونغرس”.

باور

وفي نيويورك حملت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور بقسوة على روسيا لأنها “تأخذ مجلس الأمن رهينة” وتقطع أي طريق فيه كي تحمي نظام الأسد.

وفي اطلالة هي الأولى لها أمام الصحافيين في الأمم المتحدة بعد تسلمها منصبها الجديد، أفادت باور أن البعثة الأميركية نظمت سلسلة من الإحاطات للدول الأعضاء في مجلس الأمن وغيرهم في شأن “استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد شعبه” في 21 آب الماضي. وقالت إن بلادها حاولت خلال السنتين ونصف السنة الماضية معالجة الأزمة السورية عبر مجلس الأمن، ولكن من دون جدوى. وإذ رأت أن النظام الدولي الذي وضع عام 1945 للتعامل مع التهديدات العالمية “لم يعمل” في موضوع سوريا، بل “حمى امتيازات روسيا، راعية نظام شن أوسع هجوم كيميائي منذ ربع قرن”. ومع ذلك “لا تزال روسيا تأخذ المجلس رهينة وتتهرب من مسؤولياتها الدولية، بما في ذلك باعتبارها طرفاً في معاهدة الأسلحة الكيميائية”. وأضافت أن “ما تعلمناه – ما تعلمه الشعب السوري – هو أن مجلس الأمن الذي يحتاج اليه العالم للتعامل مع هذه الأزمة ليس مجلس الأمن الذي لدينا”، مؤكدة أنه “من مصلحتنا – ومن مصلحة كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة – للرد بحزم على هذا الهجوم الرهيب”.

ضيوف «القيصر» والبابا يغلّبون «الحل السياسي» .. والمعلم في موسكو الإثنين

«قمة العشرين» تحاصر أوباما والحرب على سوريا

هيمنت التهديدات الأميركية بالحرب على سوريا على أجواء قمة مجموعة دول العشرين في سان بطرسبرغ الروسية أمس، والتي كشفت عنها مصافحة وابتسامة باردة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، اللذين يقفان على نقيض بعضهما البعض بشأن الملف السوري.

ولم تكد تفتتح أعمال القمة، حتى وجه بوتين دعوة الى زعماء الدول لبحث الملف السوري حول طاولة عشاء، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى موسكو الاثنين المقبل، ما يمكن أن يشير إلى احتمال وجود «طبخة» تسوية ما حول الأزمة السورية، حيث أن زيارة المعلم ستتم بعد 3 أيام من اختتام القمة واجتماع لوزراء خارجية دول العشرين اليوم مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، لكنها ستتزامن مع انعقاد جلسة الكونغرس الذي يفترض أن يصوت على قرار بتفويض اوباما شن الحرب.

وبدا أن بوتين الذي وقف كقيصر يستقبل ضيوفه في قصر قسطنطين، كسب الجولة الأولى من صراع التجاذب مع أوباما، اذ تعرض الرئيس الاميركي لضغوط متزايدة من زعماء العالم اعتراضا على العمل العسكري المحتمل ضد سوريا، حيث بدا اوباما شبه وحيد في موقفه باستثناء «حلفاء» كتركيا وفرنسا، لكنه سعى الى الايحاء بانه ماض في جدول اعماله كالمعتاد حيث اجرى مشاورات هاتفية مع نواب اميركيين للحصول على دعمهم، فيما ألغى زيارة كان يعتزم القيام بها الى كاليفورنيا، في مطلع الاسبوع المقبل، ليتسنى له متابعة الملف السوري.

وفي تحول لافت في المواقع، فان بوتين كان يبدو شبه منعزل في موضوع سوريا خلال قمة مجموعة «الثماني» في موسكو في حزيران الماضي. ووصف السكرتير الصحافي للكرملين ديمتري بيسكوف «معسكر المؤيدين لتوجيه ضربة إلى سوريا بأنه منقسم». وقال «يتعذر القول إن كثيرا من الدول تؤيد فكرة القيام بعملية عسكرية».

ورسم أوباما على وجهه ابتسامة جامدة وهو يقترب من بوتين لمصافحته عند وصوله إلى القمة. وكان التعبير على وجه بوتين رسميا كذلك. ولم يبتسم أوباما ابتسامة عريضة إلا عندما التفتا لكاميرات المصورين. وتبادل مع بوتين، لمدة 15 ثانية، بعض الكلمات.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والتباحث حول كافة جوانب الوضع في سوريا». وأضافت أن «روسيا لا تزال مقتنعة بأنه من الضروري وضع حد لأعمال العنف ومعاناة المدنيين في سوريا في أسرع وقت، من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الأمن الدولي».

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أكد، في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الأميركي جون كيري، «ضرورة طرح نتائج تحقيق خبراء الأمم المتحدة في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ أي قرارات لاحقة، ونحن نرفض استخدام القوة التفافا على هذه الآلية». وأضافت «اتفق لافروف وكيري على استخدام القنوات الموجودة لتبادل المعلومات على مستوى الخبراء».

وفي هذه الأجواء الحربية تحاول الأمم المتحدة إرساء السلام بحيث أعلنت عن الوصول المفاجئ إلى سان بطرسبرغ لموفدها الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على إقناع قادة العالم بعقد مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا. وقال لافروف إن الإبراهيمي سيحل اليوم «ضيفا على فطور عمل مع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين».

وقال بان كي مون، في بيان، «بينما يركز العالم على مخاوف من الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية في سوريا، يجب أن نضغط أكثر من اجل عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا في جنيف. الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتفادي حمام دم في سوريا».

وكسب بوتين الجولة الأولى في القمة، عندما اتخذت مجموعة «بريكس» والصين والاتحاد الأوروبي والبابا فرنسيس، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، مواقف أقرب إليه من أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند بخصوص احتمال التدخل العسكري ومشروعيته.

وقال نائب وزير المالية الصيني تشو قوانغ ياو «سيكون للعمل العسكري تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، وخصوصا على سعر النفط. سيتسبب في ارتفاع سعر النفط»، فيما أعلن المتحدث باسم الوفد الصيني كين غانغ إن «الوضع الحالي يظهر أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد» الممكن لحل الأزمة.

وحث البابا القادة، في رسالة وجهها إلى بوتين، على أن ينحوا جانبا «السعي غير المجدي لحل عسكري» في سوريا. وقال «لنجدد الالتزام بالسعي بشجاعة وإصرار إلى حل سلمي من خلال حوار وتفاوض الأطراف يدعمه المجتمع الدولي بالإجماع». (تفاصيل صفحة 15)

ووصف قادة الاتحاد الأوروبي، وهم في العادة من أقوى حلفاء الولايات المتحدة، الهجوم بأسلحة كيميائية على غوطة دمشق بأنه «بشع»، لكنهم أضافوا انه «لا حل عسكريا للصراع السوري». ويظهر الموقف، الذي صاغه رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، قدرا من الخلاف بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعد أن قال أوباما انه سيقوم بعمل عسكري فور حصوله على موافقة الكونغرس. ويلتقي وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في ليتوانيا غدا لبحث الملف السوري.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي التقت هولاند بصورة مفاجئة، «هذه الحرب يجب أن تنتهي، وهذا لن يحدث إلا من خلال العمل السياسي، طالما أن ألمانيا لن تشارك في هذا العمل العسكري بأي حال».

ولم يقف مع أوباما سوى فرنسا التي تستعد للمشاركة في عمل عسكري ضد سوريا، بالإضافة إلى تركيا. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، لتلفزيون «فرانس 2» قبل سفره إلى سان بطرسبرغ، «نحن مقتنعون بأنه إذا لم يعاقب السيد (الرئيس بشار) الأسد، فلن تجرى مفاوضات».

وقال هولاند، الذي التقى رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، إن «قمة مجموعة العشرين هذه يهيمن عليها ما يجري على المستوى الدولي، وبالتالي الأزمة السورية».

ومع استبعاد حصول أوباما على تأييد روسيا والصين لقرار في مجلس الأمن الدولي، لجأ الرئيس الأميركي إلى الكونغرس للحصول على موافقته على القيام بعمل عسكري ضد سوريا. ومن سان بطرسبرغ واصل أوباما اتصالاته مع النواب لإقناعهم بتأييد موقفه. («السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

«هيئة التنسيق» تعارض الحرب لـ3 أسباب عبد العظيم لـ«السفير»: الخطر يتجاوز سوريا

طارق العبد

في قلب الحدث السوري تدور تساؤلات كبيرة حول الخيارات المطروحة لأطراف المعارضة. وتعتبر خيارات المعارضة السياسية في الداخل موجهة نحو رفض الهجوم العسكري الأميركي، ومصممة في الوقت ذاته على الحل السياسي وانعقاد مؤتمر «جنيف 2»، بحسب ما يقول المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة المحامي حسن عبد العظيم.

وبالنسبة لعبد العظيم، فإنه لا بد من وضع حد لهذا العنف الذي لم يشكل خطراً على سوريا فحسب، بل على دول المنطقة، و«يصب الزيت على النار في اقتتال يعزز الأهداف التي تجزّئ المنطقة وتحوّلها إلى كيانات عرقية ومذهبية».

ويضيف عبد العظيم في حديث إلى «السفير» أن أي تدخل في سوريا سيقود إلى حرب إقليمية، حتى أن الوضع يبدو مختلفاً عن السيناريوهين العراقي والليبي، مشيراً إلى أن «هيئة التنسيق رفضت وترفض التدخل الخارجي، بل تعتبر أن مواقف المعارضة الخارجية المرحبة بالعمل العسكري مشكوك في وطنيتها».

ويؤكد عبد العظيم ضرورة الحل السياسي، الذي يشكل الفرصة الوحيدة لضمان وحدة سوريا ولمنع الاقتتال الذي سيقود اليه الحل العسكري.

أما أمين سر «هيئة التنسيق» رجاء الناصر فيعتبر أن الفرصة اليوم هي «لديبلوماسية اللحظة الأخيرة». ويشرح أنه «لا تزال الضربة الأميركية لسوريا على بساط البحث برغم كل ما يجري من محاولات للتخفيف أو التقليل منها، والخيار الأخير هو خيار جدي لأن الولايات المتحدة غير قادرة على التراجع بسهولة»، مضيفاً «بل يمكن القول إن هناك اتجاهاً لمحاولة الوصول إلى اتفاق اللحظة الأخيرة بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين خلال قمة الـ20 في سان بطرسبرغ، واذا تم هذا الاتفاق فسيعلن عن إرجاء الضربة أو إلغائها. ويضاف إلى هذا الاحتمال صدور قرار من الكونغرس يعارض الضربة، ليس رفضاً للتدخل بل لأن معارضيها يريدون ضربة شاملة».

ويضيف الناصر «نحن ضد أي تدخل عسكري أجنبي، وهذا ما عبرنا عنه في البداية، وذلك يعود إلى ثلاثة أبعاد، الأول مبدئي ومتعلق بمفهوم السيادة الوطنية ورفض التدخل بشؤون الآخرين، والثاني استراتيجي ومرتبط برؤيتنا المتصادمة مع المشروع الأميركي ــ الغربي ــ الصهيوني، أما الثالث فواقعي وينطلق من قراءة أن أي ضربة ستوجه إلى النظام ستعزز من قوى التطرف في جانبي الصراع الدموي، وتعطيها مبررات عقائدية لشحن أنصارها على حساب المشروع الوطني ــ الديموقراطي». وباختصار يقول الناصر «المسألة بالنسبة لنا تتعدى مسألة العقاب لتكون جزءاً من الرؤية الاستراتيجية لإدارة الصراع، ويضاف إلى ذلك أن أي ضربة ستضع المزيد من العراقيل أمام الحل السياسي الذي نرى أنه المخرج الوحيد».

بدوره، يلفت الناشط السياسي ادموند دحواش إلى أن المطلوب من المعارضة التوصل إلى موقف موحد قدر الإمكان وتوجيه العمل العسكري بعيداً عن التطرف للذهاب إلى جنيف بموقف متماسك. ويعقب أنه «أثبتت المعارضة في الفترة الأخيرة فشلاً تجلى في استبعادها عن النقاشات والجلسات الغربية بشأن سوريا»، مضيفاً أن «فشلها يعود إلى المجلس الوطني سابقاً والائتلاف السوري حالياً. وهو يتمثل بأنها منذ البداية صدقت كذبة التدخل العسكري الخارجي، وهذا سوء قراءة للمعادلات الدولية والإقليمية ووضع سوريا الداخلي».

ويتابع دحواش أنه «من الممكن اليوم أن تستفيد المعارضة من التطورات الجديدة عبر محاولة تحويل الضغط الدولي على النظام إلى ضغط سياسي، ولا بد أن تسعى للتلاقي بعضها مع بعض بكل توجهاتها، وتكثيف جهودها عبر الاستفادة من علاقاتها الدولية المتنوعة».

أما المعارضة في الداخل فمطلوب منها، بحسب دحواش، إيقاف هجومها على معارضة الخارج بل أن تحاول إيجاد تقارب بينهما. ولا بد من الإشارة إلى أن معارضة الداخل قدمت مشاريعَ معقولة، ولكنها تحتاج إلى آليات عمل على الأرض وتواصل مع الشباب الفاعل، فضلاً عن التلاقي مع فاعليات الشارع المعارض.

وفي المقابل، يشير عضو المكتب السياسي في «التيار الثالث لأجل سوريا» سامي بيتنجانة في حديث إلى «السفير» إلى أن هناك قناعة بأن الضربة الأميركية المتوقعة لا علاقة لها باستخدام السلاح الكيميائي. وليست مسألة الكيميائي سوى ذريعة للهجوم على سوريا، وما يحصل هو محاولة لاستنساخ جزئي أو كامل للنموذج العراقي.

ويعتبر بيتنجانة أن «الأميركيين بسلوكهم هذا يعيقون الحل السياسي علانيةً عبر محاولة فرض سيطرتهم على سوريا، وتحقيق أهدافهم المتمثلة بتقسيمها أو إنهاء دورها الإقليمي لمصلحة الكيان الصهيوني». ويتابع «لذلك ندعو جميع السوريين إلى التمسك بالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة، كما للوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدوان الأميركي ــ الغربي ــ الصهيوني المتوقع».

ولكن بالنسبة للمعارضة المسلحة فتختلف الخيارات وسط أنباء عن استعدادات لاستغلال مناخ الهجوم، لمحاولة التقدم على أكثر من جبهة في الشمال والجنوب، بالإضافة إلى الجزيرة السورية. ولكن كما هو معروف، فإن نقص السلاح والعتاد وافتقار المجموعات المقاتلة للتنظيم، كلها عوامل ترجح الكفة لمصلحة الكتائب الإسلامية والسلفية، في وقت يحصن النظام مواقعه حول دمشق ودرعا والساحل.

وللمحلل العسكري والاستراتيجي العميد علي مقصود رؤية تعتبر أنه لن يكون هناك ضربة عسكرية، بل ان ما يحصل هو تصعيد كلامي يهدف للحشد لطاولة المفاوضات.

والسؤال الأساسي بالنسبة للعميد مقصود هو أنه «إذا حصلت الضربة، فهل الغاية منها إعطاء قوة ودعم لتعزيز مواقع المسلحين، أم يراد منها توجيه ضربات عسكرية للمسلحين بهدف التحول إلى المفاوضات؟».

ويضيف مقصود في حديث إلى «السفير» أنه «إذا كانت الولايات المتحدة تريد استخدام القوة خارج الأمم المتحدة فباعتقادي سيكون هناك تبعات للدور الأميركي وحليفتها إسرائيل قد تفضي إلى تغير كبير تخرج بموجبه من المنطقة العربية»، موضحاً أنه «بعد ما أظهره الجيش السوري من قدرات عسكرية، أسقطت إمكانية التدخل بدورها ثم بدأ مشروع الإرهاب بالتهويل والانهيار، لتلجأ أميركا إلى زج رصيدها الأخير المؤلف من التيار الوهابي فأدخلت 25 ألف مسلح لخوض معركة دمشق والغوطتين. أما الهدف فهو إعادة التوازن إلى ميدان المواجهة، وبالتالي السبق الاستراتيجي».

ويتابع العميد مقصود «ولكن قوات الجيش السوري نجحت في تطبيق خطة استباقية على أبواب دمشق، فبدأت هذه المجموعات بالانكسار، ومن بينها ما يسمى بجبهة الكيمياء التي يقودها زهران علوش وتمتلك أسلحة كيميائية بدائية تم تهريبها من تنظيم القاعدة في العراق إلى جوبر في محيط دمشق»، موضحاً أنه «عند سقوط هذه الجبهة رأت واشنطن أنه لا يمكن إيقاف الجيش إلا عبر ذريعة الكيميائي وتقديم خطاب تصعيدي يرافقه استعراض للقوة البحرية لإيقاف وكبح جماح الجيش السوري، وإعطاء جرعة دعم للمسلحين، وفي الوقت ذاته تعيد تأطير الإسلاميين فتقول للعالم إن القيادة ما زالت لها».

ويشير العميد مقصود الى أنه «في المحصلة يمكن القول إن هذا الخطاب التصعيدي سيفرض أمرين اثنين، الأول هو تعزيز موقعها (واشنطن) كقيادة للمعارضة وإملاء الشروط عليها تحضيراً لطاولة المفاوضات. والثاني هو تعديل الميدان وإيقاف تقدم قوات الجيش السوري».

ويختم «ما سقوط مشروعها (واشنطن) في المنطقة بداية من مصر ثم تونس والتداعيات الأخيرة في ليبيا واليمن إلا عوامل تدفع الإدارة الأميركية إلى التصعيد قبل الدخول في مفاوضات تتمكن فيها من إدخال التيارات الإسلامية كمشارك في الحكم هذه المرة».

 أمور أزعجت أوباما: مصافحة باردة مع بوتين وهمس كاميرون وجلوسه قرب روسيف

«قمة العشرين» تحذّر من خطر ركود الاقتصاد العالمي

ريما ميتا

عادت الحياة اليوم إلى أفخم قصور القياصرة الروس، وبإطلالته على الخليج الفنلندي، استقبل قصر قسطنطين سيارات الوفود الدولية التي حضرت للمشاركة في فعاليات قمة مجموعة العشرين، التي تختتم أعمالها اليوم.

على أبواب القصر كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استقبال الوفود ليتبادلوا ابتسامات الافتتاح قبل إغلاق الأبواب والكشف عن كبرى حالات التوتر الممكنة في هذا الإطار الدولي، والتي برزت هذا الأسبوع: الأزمة السورية.

في مراسم الاستقبال كان للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل النصيب الأكبر من الحديث مع بوتين، بينما كان وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما، في سيارة «كاديلاك» مصفحة، سريعا. واكتفى الرئيسان بالتصافح والوقوف أمام عدسات الكاميرات لمدة 15 ثانية.

لا غرابة في هذه البرودة التي تحيط بهذا اللقاء الروسي – الأميركي، فأوباما كان ألغى لقاء ثنائيا متوقعا مع بوتين في أروقة فعاليات قمة العشرين. وكانت الذريعة التي فسرت هذا الموقف الحاد هي منح روسيا حق اللجوء لمدة عام للمتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي ادوارد سنودن. لكن أمام أوباما اليوم جملة من الأسباب التي تبرر له مواقفه من القيادة الروسية .

ما يميز قمة العشرين هذه عن غيرها هو استبدال الفحوى الاقتصادية للقاء زعماء أكبر اقتصادات العالم من المحور الأساسي لاجتماعهم وبحثهم وتحليلهم، إلى معالجة الأزمة السورية. فمسألة بحث القضية السورية واستخدام الأسلحة الكيميائية فرضت فرضا على جدول أعمال القمة، ولا يمكن القول ان الجميع يتهافتون راغبين لبحثها من على هذا المنبر تحديدا.

وحصيلة اليوم الأول للقمة كانت مثمرة على عدة صعد، فزعماء الدول المشاركة، إلى جانب أفراد وفودهم، تمكنوا من عقد لقاءات ثنائية تناولت شؤون الاقتصاد العالمي والتعاون في مجال الطاقة، وكذلك إلى حد ما مسألة العملية العسكرية التي تحاول الولايات المتحدة تبريرها في سوريا.

وعلى الرغم من أن القمة لم تعلن جلسة خاصة استثنائية تخصص لبحث المسألة السورية في فورة أحداثها، بحثت المسألة في لقاء ثنائي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وقال أوباما، عقب اللقاء، إن «وجهة النظر المشتركة هي اعتبار استخدام الأسلحة الكيميائية خرقا للقانون الدولي ولا يمكن تركه من دون رد».

يمكن القول، إنه نزولا عند رغبة المشاركين بحث الشأن السوري كما لضرب «الحديد وهو حام» اقترح الرئيس الروسي مناقشة المسألة في إطار «عشاء عمل».

وقال بوتين، لتبرير إدخال الشأن السوري إلى جدول الأعمال، «لا أشعر بالراحة تماما، كرئيس لقاء اليوم بالإصرار على توسيع جدول الأعمال، إلا ان بعض المشاركين توجهوا إلي بطلب منح الوقت والإمكانية للبحث في شؤون أخرى لم تكن على جدول الأعمال الأساسي، لكنها مسائل ملحة ومهمة على صعيد السياسة الدولية، وبشكل خاص المسألة السورية».

وحلت سوريا الضيف الغائب الحاضر على فعاليات القمة، وأصبحت الضربة التي تلوح بها الولايات المتحدة ضد سوريا هي المحور الأساسي وإن ضمنيا لجملة اللقاءات والمحادثات التي شهدتها القمة.

ومن أبرز الإشارات إلى أهمية المسألة السورية كان حضور المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي جاء بصورة عاجلة وغير مفهومة تماما، حاملا رسالة إلى جميع المشاركين، هي رسالة شفهية سيكشف عنها اليوم خلال لقاء سيعقده مع عدد من وزراء خارجية بعض الدول المشاركة. ولم تذكر أسماء الوزراء المعنيين في هذا اللقاء.

إلا ان الإبراهيمي، إن كان على لسانه أو على لسان بعض المشاركين، يحمل دعوة إلى الجميع لحثهم على تسريع عملية تنظيم وعقد مؤتمر «جنيف 2».

انطلقت أعمال القمة بلقاءات ثنائية كان أولها فاتحة خير على موسكو. فأول لقاء أجراه الرئيس الروسي مع نظيره الصيني شي جين بينغ انتهى بتوقيع جملة من العقود في مجال الطاقة. وما كشف عن أهمية هذه الاتفاقات الثنائية، والتي بلغ عددها خمسين في 16 ميدانا، هو عدم توفر الوقت لبحث الشأن السوري بين الجانبين الروسي والصيني. وبالفعل هذا ما قاله ناطق باسم الخارجية الصينية «لم يتسن للرئيسين الروسي والصيني الوقت الكافي لبحث الأزمة السورية».

وحتى اللقاءات الثنائية التالية مع رئيسي الوزراء الإيطالي والياباني لم تتناول، على الأقل علنا، الشأن السوري في محاولة من الجانب الروسي رص صفوفه وكسب التأييد. فهذان الاجتماعان كانا بشكل أساسي حول مسألة التعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات.

من التطورات الايجابية التي تسجل لمصلحة اليوم الأول لقمة مجموعة العشرين، ثمرة اللقاء الروسي – الياباني بحسب تصريح الناطق الرسمي بلسان الرئيس الروسي دميتري بيسكوف. وقال بيسكوف إن بوتين وآبي اتفقا على أن «حل مسألة اتفاقية السلام يتم فقط وفق مبدأ لا غالب ولا مغلوب»، وهو ما يعرف باللغة اليابانية بمبدأ «هيكيفاكي»».

«لا غالب ولا مغلوب» للأسف هذا ما لا ينطبق على الأزمة السورية التي بدت المواقف منها واضحة تماما: في قصر قسطنطين في ضواحي سان بطرسبرغ جبهتان، واحدة «للعقاب» وأخرى تقدم نفسها على أنها «صوت العقل».

الأزمة السورية تتقدم

على الأزمة الاقتصادية

وتحاول قمة مجموعة العشرين، المؤلفة من دول متقدمة ونامية في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، التوصل إلى موقف موحد في قضايا النمو والتجارة والشفافية المصرفية ومكافحة التهرب الضريبي. لكن المجموعة، التي تمثل ثلثي سكان العالم وتسهم بنحو 80 في المئة من إنتاجه، منقسمة حول عدة قضايا مثل الاضطرابات في الأسواق الناشئة وقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي وقف برنامج التحفيز النقدي للاقتصاد الأميركي والحرب في سوريا.

تناولت جلسة العمل الأولى بحسب المقرر ووفق جدول العمل الأساسي مواضيع ثابتة: النمو والاقتصاد العالمي. عن هذا الشق الاقتصادي، ألقى بوتين كلمته التي غطاها الإعلام بالكامل وبعدها فوراً قطعت الميكروفونات.

في كلمته، حذر بوتين من عدم اكتمال عودة الاقتصاد العالمي إلى نمو مستدام ومتوازن بعد، معتبرا أن خطر الانتكاس والركود ما زال قائما.

فبوتين لم يخف على الحضور في كلمته قلقه الكبير من تواصل الركود في المنطقة الأوروبية، مركزا على النمو الطفيف الذي يسجل 0.3 في المئة فقط في الربع الثاني من العام الحالي. وأكد أن ما يثير قلق موسكو أيضا هو عدم تلقي «القطاع الاقتصادي الحقيقي في أوروبا الدعم المالي الضروري بسبب تعثر آلية الوساطة المالية».

ولم يكن بوتين ايجابيا في تقييمه أو توقعاته للاقتصاد العالمي. ومن دون شك من جديد نرى الولايات المتحدة هي المخطئة، فبحسب قول بوتين «تقليص الولايات المتحدة تدريجا لسياسة التحفيز النقدي تولد مخاطر وتهديدات للسوق العالمية». وأكد بوتين ضرورة الرقابة واتخاذ الإجراءات الاحترازية في الوقت المناسب.

أمام السواد الخريفي الذي حل على الجلسة الأولى بدا اجتماع دول الـ«بريكس» الضوء الذي يظهر عادة في نهاية النفق. تمكن قادة دول «بريكس» من اقرار بيان مشترك سيكشف عن نصه قريبا.

من ناحية أخرى، بدت مواقف قادة دول الـ«بريكس» متفقا عليها ومن دون اشكال. وبدا قادة دول المجموعة مجمعين تقريبا على كافة المحاور الاقتصادية والسياسية، وبشكل خاص يتشاركون القلق من تعليق سير الاصلاحات في بنك النقد الدولي داعين إلى ضرورة إعادة النظر في الحصص مع حلول كانون الثاني المقبل.

وهنا إشارة إلى القرار الذي اتخذ في العام 2009 وأقر في العام 2010 حول منح 6 في المئة من الحصص للاقتصادات التي في طور النمو، وهو قرار لم ينفذ بعد.

هذا التحالف، أي «بريكس»، من أجلّ انجازاته بحسب رأي الجانب الروسي هو الوصول إلى المرحلة النهائية من إنشاء احتياطي للعملات المحلية لدوله. وقال بوتين إن قيمة الاحتياطي في مرحلته النهائية يصل إلى ما يعادل 100 مليار دولار أميركي بالعملات المحلية.

أيكون هذا التطور والتوافق على محور «البريكس» هو السبب في تجهم وجوه الحاضرين؟

لاحظ الإعلام الحاضر لدى وصول الوفود الرسمية حالة من التوتر المتصاعد باستمرار. وتساءل الإعلام حول تأخر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل مغادرته طائرته، ونفخه كلمات ما، لم يتمكن الصحافيون من قراءتها على شفتيه، في أذن الرئيس الأميركي الذي لم يبد بدوره سعيدا، والكل يعرف السبب أو الأرجح الأسباب:

أولا، أوباما ليس فرحا بفشل كاميرون في اقناع البرلمان بضرورة الضربة، وثانيا لم تسعده كلمات بوتين حول «كذب» المسؤولين في الكونغرس، وأخيرا وضع كرسي أوباما خلال فعاليات القمة بالقرب من كرسي الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف التي تغلي غضبا على واشنطن لتجسس استخباراتها على أميركا اللاتينية.

وتغير الديكور الرسمي للجلسة الأولى، إذ انتقل المشاركون إلى قصر بيتيرغوف الذهبي ليتناولوا العشاء ولتعود سوريا وسط الطاولة، لكن للأسف، ليس طاولة الحوار.

صرخة استغاثة من معلولا: «إجت النصرة» صلّوا لنا!

«إجت النصرة.. إجت النصرة.. صلوا لنا»، بهذه الكلمات اختتمت الأم بلاجيا سيّاف، رئيسة دير مار تقلا البطريركي في معلولا، حديثها إلى «السفير» عن الوضع المتدهور في البلدة التي تعتبر رمزا مسيحيا تاريخيا.

وقد تجددت المعارك في بلدة معلولا مساء أمس بين مسلحين ينتمون بشكل أساسي إلى «جبهة النصرة» وقوات الجيش السوري وسط مخاوف من وقوع مجزرة تطال من اختار البقاء من السكان، بعدما استطاع عدد من أبناء البلدة (معظمهم من النساء والأطفال) مغادرتها ظهراً.

وبحلول السادسة من مساء أمس، عاود مسلحو «النصرة» الدخول إلى البلدة، بعدما كانوا قد نفذوا انسحاباً إلى أطرافها صباحاً. وقال مصدر من داخل البلدة لـ«السفير» إن ست ضحايا من أهل البلدة قد سقطوا قرابة الساعة السابعة في عمليات قنص، صارخاً «لا معلومات لدي الآن سوى أن أبناء معلولا يحتاجون إلى مؤازرة… هل تستطيع إرسال مؤازرة؟».

وقال سركيس (اسم مستعار)، وهو أحد أبناء البلدة الذين استطاعوا مغادرتها إلى دمشق، إنهم غادروا ظهراً بعدما هدأت حدة الاشتباكات، مشيراً الى أن معظم المغادرين كانوا من النساء والأطفال وكبار السن.

وبالعودة إلى أحداث أمس الأول، أكد المصدر أن مسلحين اقتحموا البلدة بأعداد كبيرة بعد التفجير الذي استهدف حاجز الجيش السوري في مدخل البلدة، قبل أن ينتشروا فيها مرددين صيحات التكبير. وأضاف لقد «كسروا صوراً للسيدة العذراء، وصلباناً، وسمعتُ أحدهم يصيح: إجا يومكم يا صليبيين»، كما أكّد اقتحام المسلحين عددا من المنازل، وتهديد سكانها، قبل أن ينسحبوا إلى أطراف البلدة.

يذكر أن قوات الجيش السوري تحمي البلدة عبر حاجزين رئيسيين على المدخلين الجنوبي والشمالي. وبالرغم من أن اقتحام الحاجز الداخلي جرى بشكل مفاجئ، إلا ان احتمالات هذه المعركة كانت تزداد مع الوقت، خصوصاً أن المناطق المحاذية لمعلولا مثل يبرود تشكل بيئة حاضنة للمسلحين، بالإضافة إلى كونها تقع تحت سيطرتهم. كما يشكل الخط الجبلي القائم على حدود دمشق الشرقية، معبراً للمهربين باتجاه المناطق اللبنانية.

بدورها، قالت الأم بلاجيا سياف في اتصال هاتفي مع «السفير» إن كنائس البلدة وأديرتها لم تتعرض لاعتداءات يوم الأربعاء، باستثناء سقوط قذيفتين على سور دير مار تقلا. وأضافت أنه «ظهر الخميس (أمس) ساد الهدوء، واستطاع عدد من أبناء البلدة مغادرتها، أما الآن فقد تجددت الاشتباكات». ولدى سؤالها عن أسباب عدم مغادرتها وسكان الدير، أجابت سياف «إلى أين نذهب؟ ولمن نترك الدير؟ لا يمكن أن نتركه مهما حصل».

وأوضحت أن «المسلحين عادوا إلى الانتشار في البلدة حوالي الساعة السادسة والنصف (مساء الخميس)، بالتزامن مع تجدد أصوات المعارك بمختلف أنواع الأسلحة». وبصوت متهدج يختلط بأصوات القذائف اختتمت بالقول «اجت النصرة.. اجت النصرة.. صلوا لنا».

بدورها، قالت ماري، وهي إحدى اللواتي غادرن معلولا صباحاً، إن «المسلحين اقتحموا البلدة يوم الأربعاء (أمس الأول) بمختلف أنواع الأسلحة، ثم وصلت تعزيزات للجيش، وسُمعت أصوات اشتباكات عنيفة استمرت حتى وقت متأخر من الليل، وصباحاً علمنا بأن الجيش السوري قد وضع حاجزاً جديداً على مدخل البلدة من جهة أوتوستراد حمص – دمشق، بينما انسحب المسلحون إلى الجهة الأخرى من البلدة». وأضافت ماري «لم أكن أرغب بالمغادرة، لكن خوفي على أطفالي الثلاثة أجبرني على ذلك».

إلى ذلك، قال أحد المغادرين إن «المسلحين لم يكن باستطاعتهم الدخول لولا وجود تهاون في حماية البلدة، هذا إن لم نقل تواطؤاً».

وتعليقاً على عودة المسلحين إلى البلدة بعد الأنباء التي تحدثت عن إحكام الجيش السوري السيطرة عليها، قال مصدر ميداني لـ«السفير» إن «الجيش يواصل تصديه للإرهابيين، والمعارك كرّ وفر، وثمة قوات من وحدات النخبة تتولى الأمر الآن، وستكون معركة الليلة حاسمة». وتوقع المصدر أن «تكون معلولا خالية تماماً من الإرهابيين بحلول الصباح».

وكانت «جبهة النصرة» قد أصدرت بياناً أمس أعلنت فيه مسؤوليتها التامة عن عملية اقتحام معلولا. وجاء في البيان أنه «نظراً لما تناقلته وسائل الاعلام، وكثرة الذين قاموا بتبني العمل المبارك الذي قام به أسود جبهة النصرة يوم أمس (الأول) من سحق حاجز معلولا عن بكرة أبيه وتطهيره من النصيرية، كان لا بد من ذكر الفصائل المشاركة بالتفصيل ودورها في المعركة».

ووفقاً للبيان فقد «قامت كتيبة تابعة لألوية أحفاد الرسول باستقبال جبهة النصرة في فندق السفير معلولا قبل العملية والمساعدة في توضيح جغرافية المنطقة للمجاهدين، كما شارك – المجاهد أبو أنس – الذي يتبع كتيبة أحفاد الرسول في عملية اقتحام الحاجز مع أسود جبهة النصرة».

وفي وقت كان الجيش السوري يحشد قواته على المدخل الرئيسي للبلدة بالقرب من الطريق الدولي، بدأت الاشتباكات في البلدة تأخذ طابعاً دينياً بين «مسيحيين يدافعون عن بيوتهم ومقدساتهم» ومسلمين معارضين بعضهم من أهالي البلدة، وفقاً لرواية أحد السكان.

واشتدت الحماسة الدينية أمس الأول، بعدما سمعت العائلات المسيحية المقيمة في البلدة، والتي تشكل الغالبية العظمى، نداءات بمكبرات الصوت تردد صداها الجبال تدعوهم «للدخول في الإسلام». ووفقاً للمصدر ذاته، فإن قسماً من مسلمي البلدة «المتعصبين» شكل العمود الفقري لتحرك المسلحين منذ يومين، حيث ان «غالبية عناصر المجموعة، التي استولت منذ أشهر على فندق سفير معلولا ودير مار سركيس المحاذي له، من سكان البلدة المسلمين مع بعض الغرباء».

وبحسب المصدر، فإن بعض أهالي البلدة اختبأ في المغاور الجبلية بانتظار أن يتسنى لهم سلوك الطريق الدولي باتجاه دمشق. ولم يعرف بعد حجم الضرر الذي لحق بالمباني الأثرية، أو عدد الضحايا المدنيين. مع العلم بأن مجموعة الحاجز السوري الذي استهدف أمس الأول، قتلت بالكامل، حتى أن بعض العناصر قضوا ذبحاً بعد التفجير.

ووفقاً للمصدر، فإن المعلومات حتى مساء أمس كانت تشير إلى أضرار بسيطة في كل من دير مار الياس والدير الكبير، بسبب سقوط قذائف هاون في ساحات قريبة.

دمشق ــ صهيب عنجريني  وزياد حيدر

أوباما وجّه البنتاغون لتوسيع الأهداف المحتمل ضربها في سوريا

واشنطن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصدر توجيهاته للبنتاغون لوضع لائحة موسّعة من الأهداف المحتمل ضربها في سوريا بهدف الحد من قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي.

وقالت الصحيفة إن أوباما وجّه البنتاغون لإعداد لائحة موسّعة للأهداف المحتملة في سوريا استجابة لتقارير استخبارية عن أن الرئيس السوري بشار الأسد ينقل قواته وأجهزة استخدام الأسلحة الكيميائية مع انشغال الكونغرس بمناقشة مسألة إعطاء الضوء الأخضر لعمل عسكري ضد سوريا.

ونقلت عن مسؤولين أن أوباما عازم حالياً على التشديد أكثر على جزئية “الردع والحد” من قدرة الأسد على استخدام السلاح الكيميائي، الأمر الذي تقول الإدارة إنه هدفها من الضربة العسكرية لسوريا.

وأضافت أن “هذا يعني توسيع الأهداف لتتخطى الخمسين أو قرابة الخمسين من المواقع الرئيسية التي كانت جزءاً من لائحة الأهداف الأساسية التي وضعتها القوات الفرنسية قبل تأجيل أوباما للإجراء العسكري السبت سعياً لموافقة الكونغرس على خطته”.

وذكرت الصحيفة أنه المرة الأولى التي تتحدث فيها الإدارة الأمريكية عن استخدام مقاتلات أمريكية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ “توماهوك” التي تطلق عبر السفن.

وقالت إن هناك ضغطا متجددا لإشراك قوات أخرى من حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وأشارت إلى أن المسؤولين الكبار هم على علم بالأمور التنافسية التي يواجهونها حالياً وهي أنه حتى في حال الفوز بتصويت الكونغرس سيكون عليهم القبول بقيود تفرض على الجيش بشأن الضربة، فيما أيضاً في المقابل عليهم من أجل أن تكون هذه الضربة مجدية، توسيع نطاقها.

ونقلت عن مسؤولين عسكريين أن الضربات “لن تستهدف مستودعات السلاح الكيميائي في حد ذاتها تفاديا لكارثة محتملة، بل ستستهدف وحدات ومقرات عسكرية خزّنت وجهّزت الأسلحة الكيميائية وشنت الهجمات ضد المتمردين السوريين، وكذلك المقرات التي أشرفت على هذه الجهود، والصواريخ والمدفعية التي أطلقت الهجمات”.

مسؤول روسي: أوباما أصبح رئيس حرب

موسكو- (يو بي اي): اعتبر رئيس لجة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصبح “رئيس حرب”.

وكتب بوشكوف في حسابه على موقع (توتير) الجمعة “قيل إن أوباما لا يريد شن الحرب في سوريا، إلا أنه دمر هذه الأسطورة بنفسه.. إنه تحول نهائيا إلى رئيس حرب – إلى بوش جديد” في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو. بوش.

ويذكر أن أوباما طالب الكونغرس الأمريكي بمنح تفويض لإجراء عملية عسكرية في سوريا ردا على مزاعم استخدام السلطات السورية السلاح الكيميائي.

خبراء: الصواريخ المستخدمة في الهجوم الكيماوي بسورية كانت تحمل كميات كبيرة من الغاز

واشنطن- (د ب أ): أجرى خبيرا أسلحة في الولايات المتحدة تحليلا حول نقطة جوهرية في الهجوم بالاسلحة الكيماوية في سورية في آب/ أغسطس الماضي، ألا وهي : كيف للصواريخ أن تحمل كمية كافية من الغاز لقتل 1426 شخصا.

ويمكن أن يكون التحليل مفيدا للولايات المتحدة وحكومات غربية تدفع بمسؤولية النظام السوري عن الهجوم.

وأجرى تيودور بوستول، وهو فيزيائي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وريتشارد إم لويد، الخبير في تصميم الرؤوس الحربية، دراستهما بناء على الصور ومقاطع الفيديو للحطام وضاحية بدمشق نفذ عليها الهجوم في 21 آب/ أغسطس.

وقدم بوستول نسخة من تحليله إلى وكالة الأنباء الألمانية يوم الخميس، حيث خلص إلى أن الصواريخ التي تظهرها الصور ربما حملت نحو 50 لترا من غاز السارين القاتل.

وقد أوردت صحيفة (نيويورك تايمز) أيضا هذا التحلي.

وقال الخبراء إن تحليلهم يدحض تقييمات سابقة بإن الصواريخ لم تحمل ما يكفي من السارين لقتل أعداد كبيرة من البشر.

وأصدرت الحكومة الأمريكية اليوم الجمعة وثيقة حول ما عثر عليه “فريق كبير” من المصادر المستقلة التي تشير إلى وقوع هجوم باستخدام أسلحة كيماوية، غير أنها لم تكشف عن تفاصيل هذا الدليل.

وأجرى بوستول وليود تحليلا مكثفا للصور ومقاطع الفيديو التي نشرت على الإنترنت لحطام عدة صواريخ، وخلصا إلى أنه تم تعديل هذه الصواريخ عبر تصميم ماهر، لتصبح قادرة على حمل كمية كافية من الغاز، ليس لقتل مئات فقط بل الـ 1426 الذين ذكرتهم إدارة أوباما.

وقال بوستول لوكالة الانباء الالمانية: “ليس لدي معلومات حول عدد قذائف الغاز التي أطلقت أو معلومات أين سقطت.. ولكن لو كان المرء يحاول أن يجري نقاشا ظرفيا بأن المزيد من الناس لقوا حتفهم، فهذا بالتأكيد يؤيد ذلك”.

وقالت الولايات المتحدة أن الهجوم أودى بحياة 1426 شخصا، وهو ما يقل بكثير عن تقديرات حكومات أوروبية، بريطانيا بصفة خاصة. وفي الوقت الذي يحاول فيه المحللان تفسير هذا التباين بين التقديرات المختلفة، يقول بوستول إنه لايتخذ موقفا دون الاخر، وأوضح أنه وليود يحاولان فقط “معرفة ماجرى على الارض”.

وقال إنه يعتقد أن الحكومة الامريكية أساءت ومسؤولو الاستخبارات العسكرية تفسير الدليل الذي تظهره الصور، بتحديد أنابيب صغيرة في الحطام على أنها القنابل التي كانت تحمل الغاز، علما بأن هذه الأنابيب يمكن ان تحمل فقط ما بين لتر أو لترين من الغاز.

وخلص بوستول وليود إلى أن هذه الأنابيب الصغيرة كانت جزءا من جهاز التفجير الذي كان سببا في انفجار العبوة الأكبر التي كانت تحمل الغاز عند ارتطامها بالأرض.

وقال بوستول إنه أرسل التحليل إلى “أشخاص في الحكومة”، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة والبيت الأبيض.

وفي الوقت الذي ظهر فيه تقييم لبوستول وليود، برزت مؤشرات أمس الخميس على أن بريطانيا تعيد تقييم رؤيتها للهجوم.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن لندن لديها دليل “متنام” على أن النظام السوري استخدم غاز السارين. واستندت التقييمات إلى عينات أخذت من دمشق وخضعت للفحص في بريطانيا.

وقال كاميرون إن هذا التطور يمكن أن يستخدم في محاولة جديدة لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببذل المزيد من الجهد لإرغام الرئيس السوري بشار الأسد على الجلوس الى مائدة التفاوض.

ويذكر أن نتائج اختبارات مفتشي الأمم المتحدة للعينات التي أخذت من موقع الهجوم في سورية لم يتم الكشف عنها بعد، لكنها يمكن أن تقدم مزيدا من التوضيح حول الهجوم الكيماوي.

الولايات المتحدة اعترضت أمراً إيرانياً بمهاجمة مصالح أمريكية بالعراق في حال توجيه ضربة لسوريا

واشنطن- (يو بي اي): ذكر مسؤولون أمريكيون، أن الولايات المتحدة اعترضت أمراً من إيران لمسلحين بمهاجمة مصالح أمريكية في العراق بحال توجيه ضربة إلى سوريا.

ونقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عن المسؤولين، قولهم ان أمريكا اعترضت أمراً صادراً عن إيران إلى مسلحين بالعراق تدعوهم فيه لمهاجمة السفارة الأمريكية وعدة مصالح أمريكية في بغداد بحال توجيه ضربة إلى سوريا.

وأوضحوا أن الأمر الإيراني صدر عن قائد “فيلق القدس″ التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتم توجيهه إلى مجموعات شيعية مدعومة من إيران في العراق.

ويقول سليماني في “رسالته”، إن على المجموعات الشيعية أن تستعد للرد بقوة على أية ضربة أمريكية لسوريا.

ورفض مسؤولون إيرانيون التعليق على الموضوع.

ولم يحدد المسؤولون الأمريكيون، نطاق الأهداف المحتملة، لكنهم ذكروا ان السفارة الأميركية في بغداد كانت هدفاَ محتملاً.

كما نقلت الصحيفة، عن بعض المسؤولون الأمريكيين ان أمريكا في حالة تأهب لإحتمال مواجهة قوارب صغيرة وسريعة تابعة للأسطول الإيراني في الخليج، لسفن حربية أمريكية تتمركز هناك، كما انهم يخشون من أن يهاجم حزب الله السفارة الأمريكية في بيروت.

وقال المسؤولون إن رد الحكومتين السورية والإيرانية المباشر أقل احتمالاً من رد مجموعات مسلحة مثل حزب الله.

وأضافوا ان حزب الله قد يستخدم للقيام بهمات صاروخية ضد قواعد عسكرية أميركية أو ضد حلفاء أمريكا ومن بينهم إسرائيل.

وذكر المسؤولون ان تأخير توجيه الضربة لسوريا يعطي الفرصة لتنسيق الرد بين مجموعات متحالفة مع النظام السوري ومن بينها ميليشيات شيعية في العراق.

كما لفتوا إلى ان المدمرات الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط تحمل بالإضافة إلى صواريخ (توماهوك) التي قد تستخم ضد سوريا، صواريخ يمكن أن تستخدم لاعتراض صواريخ باليستية في حال قامت إيران بضربة انتقامية.

وأتى هذا التقرير بالتزامن مع إصدار وزارة الخارجية الأمريكية تحذيراً للمواطنين الأمريكيين يدعوهم إلى تفادي السفر إلى العراق إلا عند الضرورة.

المعارضة السورية تؤكد انسحاب المقاتلين من اطراف معلولا والحفاظ على مقدساتها

بيروت- (ا ف ب): أكدت المعارضة السورية ان المقاتلين الذين سيطروا قبل يومين على حاجز للقوات النظامية على مدخل بلدة معلولا التاريخية ذات الغالبية المسيحية شمال دمشق، انسحبوا من اطرافها، مشددة على الحفاظ على المعالم الدينية والاثرية في البلدة.

وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان اصدره ليل الخميس “قامت كتائب الجيش السوري الحر يوم الأربعاء بتدمير حاجزي معلولا وجبعدين التابعين لقوات النظام والواقعين على طريق دمشق- حمص الدولي قرب المدخل الرئيسي لمدينة معلولا، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد وميليشيا اللجان الشعبية المتمركزة في الحاجزين”.

واضاف ان الجيش الحر تمركز “لساعات قليلة على أطراف المدينة لم يقم خلالها بأي اعتداء على كنائس أو أديرة”، قبل الانسحاب “حفاظا على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها”.

وشدد الائتلاف وهيئة اركان الجيش الحر على “التزامهما الكامل بحماية جميع السوريين دون أي تمييز مبني على أسس دينية أو طائفية أو عرقية أو اثنية أو سياسية، وحرصهما التام على صيانة الإرث الحضاري والإنساني والديني في سورية بكل الوسائل الممكنة”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد الاربعاء ان مقاتلين جهاديين من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وكتيبة اسلامية اخرى سيطروا على حاجز للقوات النظامية على مدخل معلولا، بعد هجوم بدأ بتنفيذ احد المقاتلين عملية انتحارية، ما ادى الى مقتل ثمانية من عناصر الحاجز.

ورد الطيران الحربي السوري بقصف الحاجز بعد سيطرة المقاتلين عليه، بحسب المرصد. في حين افاد سكان في البلدة وكالة فرانس برس ان عناصر من جبهة النصرة وكتائب اخرى قاموا باستهداف أحياء في داخلها بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.

وتعد معلولا الواقعة على مسافة 55 كلم شمال دمشق، من ابرز البلدات المسيحية في سوريا، وما زال بعض سكانها يتحدثون باللغة الآرامية، وهي لغة السيد المسيح. وتعرف البلدة بالعديد من الكهوف التي لجأ اليها المسيحيون في القرون الاولى للمسيحية هربا من الاضطهاد.

الخارجية الأمريكية: كيري لم يجافه النوم بعد اتهام بوتين له بالكذب

واشنطن- (رويترز): رفضت وزارة الخارجية الأمريكية اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الخارجية جون كيري بالكذب على الكونغرس بخصوص دور القاعدة في سوريا ووصفت هذه التصريحات بأنها مجافية للعقل.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي “كما تعرفون جميعكم الوزير كيري من قدامى المحاربين الحاصلين على أوسمة” في إشارة إلى خدمة كيري في حرب فيتنام. ومضت تقول “لقد صوبت تجاهه أشياء أكبر كثيرا من الكلمات”.

واضافت ساكي “لذا فإن كيري لم يجافه النوم بعد هذا التصريح المجافي للعقل الذي استند الى اقتباس غير دقيق وجانبه الصواب تماما”.

وكان بوتين اتهم كيري الأربعاء بالكذب بخصوص دور جماعة متصلة بالقاعدة في الصراع السوري.

وقال بوتين في اجتماع بالكرملين مع مجلس حقوق الانسان في روسيا “هم يكذبون بكل تأكيد. لقد شاهدت نقاشا في الكونغرس عندما سأل أحد الأعضاء السيد كيري إن كان تنظيم القاعدة موجودا هناك ورد كيري قائلا: لا. إنني أخبرك وأنا مسؤول عما أقول لا وجود للقاعدة هناك”.

وقال بوتين “وحدات القاعدة هي القيادة العسكرية الرئيسية (للمعارضة السورية) وهم يعرفون ذلك” مشيرا إلى الولايات المتحدة. واستطرد قائلا “الأمر الذي لم يسعدني والذي فاجأني – أننا تحدثنا معهم وانطلقنا من افتراض أنهم أناس محترمون. لكنه يكذب ويعرف أنه يكذب. إنه لأمر محزن”.

ولم يدل بوتين بمزيد من التفاصيل.

وسئل كيري في حوار مع أحد أعضاء مجلس الشيوخ عما إذا كان “صحيحا من حيث الأساس″ أن المعارضة السورية “أصبحت مع الوقت مخترقة من القاعدة بدرجة أكبر” فقال كيري “لا. هذا في الحقيقة وفي الأساس غير حقيقي. هذا من حيث الأساس غير صحيح”.

التوتر يخيم على قمة العشرين: تصاعد الخلافات حول توجيه ضربة لنظام الاسد

سان بطرسبورغ ـ واشنطن ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: الخلافات بين باراك اوباما وفلاديمير بوتين بشأن توجيه ضربة عسكرية لسورية التي تتهمها واشنطن بشن هجوم كيميائي تسببت بتخييم التوتر على العشاء الرسمي لقمة مجموعة العشرين الخميس في سان بطرسبورغ.

ويسعى مؤيدو الضربة العسكرية وعلى رأسهم اوباما الى حشد التأييد في هذه القمة لكنهم يواجهون تعنت القادة الروس والصينيين.

ومنذ الافتتاح الرسمي للقمة، اقترح الرئيس بوتين ادراج النزاع في سورية على جدول اعمال عشاء العمل الذي يخصص عادة للمسائل الاقتصادية، لكنه بات يهيمن عليه اليوم التوتر الدبلوماسي.

وقال بوتين ‘بعض المشاركين طلبوا مني تخصيص وقت واحتمال بحث مواضيع اخرى ملحة جدا في السياسة الدولية وخصوصا الوضع المتعلق بسورية. واقترح القيام بذلك اثناء العشاء’. ويعارض بوتين بشدة اي تدخل عسكري في سورية خلافا للولايات المتحدة وفرنسا اللتين تريدان توجيه ضربة للنظام السوري.

وجاء الاعلان بعد دقائق من المصافحة المصحوبة بالابتسامة الدبلوماسية بين بوتين واوباما رغم العلاقات السيئة بينهما.

وقبل ذلك، وخلال لقائه رئيس الوزراء الياباني، قال اوباما ان قادة العالم اجمع ‘يتفقون على ان استخدام السلاح الكيميائي في سورية ليس مأساة فحسب، لكنه انتهاك للقانون الدولي ينبغي تسويته’.

وتتهم واشنطن وباريس النظام السوري بشن هجوم كيميائي في 21 اب (اغسطس) في ريف دمشق اوقع المئات من الضحايا المدنيين.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان ‘قمة مجموعة العشرين هذه يهيمن عليها ما يجري على المستوى الدولي، وبالتالي الازمة السورية’. والتقى هولاند رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المؤيد لتوجيه ضربات قاسية للنظام السوري بهدف اطاحته. وعززت تركيا الخميس قواتها على الحدود مع سورية تحسبا.

لكن على الرغم من الابتسامات امام المصورين، يواجه مؤيدو التدخل العسكري رفض الصين وكذلك روسيا حليفة بشار الاسد.

واعلن الناطق باسم الوفد الصيني كين غانغ ان ‘الوضع الحالي يظهر ان الحل السياسي هو الطريق الوحيد’ الممكن لحل الازمة.

واضاف ان ‘الصين تعارض استخدام اسلحة كيميائية من اي جهة كانت’ وان ‘نتائج تحقيق’ الامم المتحدة حول استخدام هذه الاسلحة الكيميائية ‘ستشكل الاساس للخطوة المقبلة’ حول هذا الملف.

ومع تصاعد لهجة التهديد والوعيد، عبرت ثلاث سفن حربية روسية الخميس مضيق البوسفور التركي متجهة الى شرقي المتوسط مقابل السواحل السورية.

وتصدرت سفينة الحرب الالكترونية اس اس في-201 ‘بريازوفيي’ المجموعة التي شملت كذلك سفينتي الانزال ‘مينسك’ و’نوفوتشيركاسك’، في عبور المضيق الذي يقسم مدينة اسطنبول التركية الكبرى، بحسب مصور فرانس برس.

ويتصاعد التوتر مع اقتراب موعد التاسع من ايلول (سبتمبر)، موعد استئناف جلسات الكونغرس الامريكي المدعو لاتخاذ قرار بشأن التدخل العسكري في سورية.

ومن بطرسبورغ واصل اوباما اتصالاته مع النواب لاقناعهم بتأييد موقفه.

ويوم الاثنين كذلك، يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والتباحث حول ‘كافة جوانب الوضع في سورية’، كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان.

واضاف البيان ان روسيا ‘لا تزال مقتنعة بان من الضروري وضع حد لاعمال العنف ومعاناة المدنيين في سورية في اسرع وقت (…) من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الامن الدولي’.

وفي هذا السياق، تسعى الامم المتحدة والفاتيكان للدفع باتجاه وقف الة الحرب.

واعلنت الامم المتحدة بصورة مفاجئة وصول مبعوثها الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي الى سان بطرسبورغ لمساعدة الامين العام بان كي مون في الدفع باتجاه عقد المؤتمر الدولي حول سورية المعروف باسم ‘جنيف 2′.

وقال بان كي مون في بيان ان ‘الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتفادي حمام الدم’.

ويشارك الابراهيمي في غداء عمل مع وزراء خارجية مجموعة العشرين الجمعة.

وتتحرك الكنيسة الكاثوليكية من جانبها بطريقة غير مسبوقة منذ حملتها لوقف الحرب في العراق في 2003.

ووجه البابا فرنسيس رسالة الى بوتين بصفته رئيس مجموعة العشرين، تحدث فيها عن التباينات الاقتصادية والاجتماعية العالمية ودان ‘المجازر عديمة الجدوى’ في الشرق الاوسط، ووجه نداء يعارض فيه اي حل عسكري.

وتختلف الدول الاوروبية الرئيسية في مواقفها من الازمة، في حين تؤيد فرنسا وحدها من بينها التدخل العسكري.

وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي التقت فرنسوا هولاند بصورة غير متوقعة على هامش القمة ‘هذه الحرب يجب ان تنتهي وهذا لن يحدث الا من خلال العمل السياسي’، طالما ان ‘المانيا لن تشارك في هذا العمل العسكري باي حال’.

وعلم ان لقاء بين المسؤولين الاوروبيين المشاركين في القمة من فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا سيعقد للتنسيق بشأن مواقفهم حول سورية قبل عشاء العمل. ولكن لم يتضح ان كان اللقاء قد عقد.

ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الجمعة والسبت في فيلنيوس لتوحيد مواقفهم. وقد ينضم اليهم نظيرهم الامريكي جون كيري السبت.

من جهتها، اتهمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنثا باور الخميس روسيا بانها تأخذ مجلس الامن ‘رهينة’ في قضية الهجوم الكيميائي الذي اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه في ريف دمشق.

وقالت باور للصحافيين انه لا ينبغي ترك النظام السوري ‘ينتهك القوانين الدولية’ ويتصرف دون عقاب باستخدام الاسلحة الكيميائية لأن روسيا التي توفر له ‘الحماية’ تعيق مجلس الامن من التحرك.

وفي عمان اكد رئيس الوزراء الاردني’عبد الله النسور الخميس على موقف بلاده الداعم”للحل السلمي لا العسكري”للازمة في سورية.

وقال ان ‘قناعتنا وموقفنا في الاردن من الأزمة السورية كان ولا يزال مع الحل السياسي السلمي لا العسكري’.. نحن لنا مصلحة في سورية آمنة ومستقرة’ حسبما ذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية ‘بترا’.

وأكد النسور في تصريحات صحافية الخميس على ما تحدث به لهيئة الإذاعة البريطانية قبل يومين أن الأردن لن يكون جزءاً من الحرب الدائرة في سورية ولن يكون طرفاً فيها بأي شكل من الأشكال، مذكرا بالموقف الأردني الرافض لأي عمل عسكري ينطلق من أراضيه أو عبر أجوائه.

من ناحيته اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس ان لديه ادلة جديدة حول استخدام اسلحة كيميائية في سورية، في حين اوضح مصدر بريطاني من جهته ان الامر يتعلق بغاز السارين. وذكرت مصادر دبلوماسية ان اوباما تجاهل كاميرون بالقمة اثر فشله بالحصول على تأييد مجلس النواب لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.

وصرح ديفيد كاميرون لاذاعة البي بي سي وهو في سان بطرسبورغ ‘لقد فحصنا في مختبر بورتون داون في انكلترا عينات اخذت في دمشق تظهر مجددا استخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق’.

واوضح مصدر بريطاني في لندن ان ‘خبراء بريطانيين من مختبر بورتون داون قاموا بتحليل عينات وجاءت نتيجتها ايجابية بالنسبة لغاز السارين’.

الى ذلك، راى قائد سلاح البحرية الامريكية الخميس ان كلفة الضربات العسكرية المحتملة لسورية لن تكون ‘استثنائية’، مذكرا في الوقت نفسه بان صاورخا عابرا واحدا من طراز توماهوك يكلف ’1,5 مليون دولار’.

وقال الاميرال جوناثان غرينرت رئيس هيئة اركان سلاح البحرية الامريكية في مداخلة امام مجموعة الابحاث المحافظة في واشنطن ‘اميركان انتربرايز انستيتيوت’، ان ‘الارقام ليست استثنائية عند هذه المرحلة’.

وردا على سؤال بالامس اثناء جلسة استماع في مجلس النواب الامريكي، تطرق وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل الى كلفة ‘من عشرات ملايين الدولارات’.

واوضح الاميرال غرينرت ان غالبية السفن القاذفة للصواريخ في المنطقة ‘متواجدة هناك على اي حال’ في اطار انتشارها المعتاد، مستثنيا حالة حاملة الطائرات نيميتز وثلاث مدمرات والطرادة التي ترافقها.

وقد اعيد توجيه المجموعة الجوية البحرية التي كان يفترض ان تعود الى الولايات المتحدة في ختام عملية انتشار في منطقة الخليج، نحو البحر الاحمر.

والكلفة الاسبوعية للمدمرة في حالة انتشار تصل الى مليوني دولار، في حين تبلغ كلفة مجموعة جوية (الطائرات الثمانون تقريبا التي تعدها حاملة طائرات) 25 مليون دولار من اجل ‘عمليات روتينية’، و40 مليونا في حالة عمليات فعلية.

وباستثناء احتمال اللجوء الى ضربات تتم بمساعدة طائرات من طراز بي-2، فان كلفة الضربات ستتوقف بالتالي على عدد صواريخ توماهوك التي تطلقها البحرية الامريكية.

وبما انه تم دفع ثمن هذه الصواريخ، فانه سيتعين في المقابل ان تقوم البحرية باستقدام غيرها في المستقبل في حال تم اطلاقها.

وقد اطلقت 110 صواريخ توماهوك في اليوم الاول من التدخل في ليبيا. وكلفت المشاركة الاميركية في العملية ما مجموعه مليار دولار.

واعتبر غوردون ادامز المتخصص في موازنة الدفاع من جهته في مجلة فورن بوليسي ان ‘الكلفة الفائضة’ المرتبطة بضربات في سورية وخصوصا العلاوات الممنوحة للعسكريين المشاركين او استهلاك الوقود، ستصل في حدها الاقصى الى ما بين ’100 الى 200 مليون دولار’.

الا ان هذه الارقام لا تأخذ في الاعتبار مع ذلك كلفة استبدال صواريخ توماهوك التي تم اطلاقها.

بوتين: روسيا ستساعد سورية حال تعرضها لضربة عسكرية والوضع في مصر غامض

سانت بطرسبرغ- (د ب ا): قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان بلاده ستساعد سورية في حال تعرضها لضربة عسكرية من الخارج، ووصف الوضع في مصر بأنه “غامض”.

واضاف  في مؤتمر صحفي بمدينة سان بطرسبرغ “سنواصل تقديم المساعدات لسورية، بما في ذلك الأسلحة”، وفقا لقناة (روسيا اليوم).

وتابع ان استخدام القوة ضد دولة أخرى محظور إلا للدفاع عن النفس أو بقرار من مجلس الأمن الدولي.

وقال الرئيس الروسي ان جميع ما جرى بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية هو استفزاز من المسلحين الذين يأملون بدعم خارجي.

واستطرد ان الولايات المتحدة ستضع نفسها خارج القانون في حال تنفيذها عملية عسكرية ضد سورية، متابعا “اتفقنا مع  الرئيس الامريكي باراك أوباما على عقد لقاء بين لافروف وكيري قريبا”.

واردف  الرئيس الروسي ان  هناك عدم اتفاق مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد  كاميرون بشأن سورية “إلا أننا سنعمل على تحسين علاقاتنا”.

وحول مصر، قال بوتين ان عدم الاستقرار في مصر أمر خطير جدا بالنسبة للمنطقة برمتها، واصفا مصر بانها  مصر دولة مهمة في الشرق الأوسط والوضع الحالي غامض.

مسلّحو النصرة يفكّكون تمثال السيّدة العذراء في معلولا والنظام يعرض مكافأة مالية لمن يسلّم ‘إرهابياً’ غير سوري

دمشق- (يو بي أي): قال مصدر محلي الجمعة، إن مسلّحي جبهة النصرة يقومون بتفكيك تمثال السيّدة العذراء الشهير في بلدة معلولا شمال العاصمة السورية دمشق.

وقال المصدر في بلدة معلولا الأثرية ذات الأغلبية المسيحية شمال دمشق، ليونايتد برس إنترناشونال، إن مسلّحي جبهة النصرة الذين دخلوا البلدة الحميس، “يقومون الآن بتفكيك تمثال السيّدة العذراء الشهير على قمة التلة في معلولا”.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن “مسلّحي جبهة النصرة يدخلون الى بيوت المسيحيين في البلدة ويطالبونهم بإشهار إسلامهم أو الرحيل عن البلدة أو تنفيذ العقوبات التي يرونها مناسبة في حقهم”.

وكان مسلّحون من المعارضة السورية اقتحموا بلدة معلولا الأثرية ذات الأغلبية المسيحية والواقعة شمال دمشق الخميس، وتدور اشتباكات بينهم وبين الجيش السوري الذي يحاول إخراجهم من البلدة.

ومن جهة أخرى، أعلنت السلطات السورية الجمعة، عن تخصيص مكافأة مالية بقيمة 500 ألف ليرة سورية لمن يسلّم “إرهابياً” غير سوري.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن جهات المختصة أعلنت عن مكافأة مالية قدرها 500 ألف ليرة سورية (نحو أربعة آلاف دولار) لكل من يقوم بتسليم أحد “الإرهابيين” من غير السوريين، و200 ألف ليرة سورية لكل من يبلغ عن تواجدهم أو يساعد بالقبض عليهم.

وأشار الإعلان الى أن أسماء الأشخاص الذين يقومون بالتبليغ تبقى سرية ولن يعلن عنها، وسيتم تأمين الحماية اللازمة لهم وتسوية أوضاعهم في حال كانوا من السوريين المطلوبين والمتورطين في الأحداث الأخيرة.

وكانت السلطات السورية قالت إن جهاديين أجانب يشاركون في القتال مع الجماعات الإسلامية في سوريا.

روسيا تحذر الولايات المتحدة من أي ضربة للمخزونات الكيميائية في سوريا

موسكو- (ا ف ب): حذرت روسيا الولايات المتحدة الجمعة من مخاطر توجيه ضربات إلى مخزونات من المواد الكيميائية في سوريا، في بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وقالت الوزارة “ننظر بقلق خصوصا ان بين الاهداف المحتملة للضربات مواقع بنى تحتية عسكرية تضمن أمن الترسانة الكيميائية السورية”.

وتابع البيان “نحذر السلطات الامريكية وحلفاءها من أي ضربة لهذه المواقع الكيميائية والمناطق المجاورة لها”، معتبرة أن ذلك سيشكل “منعطفا خطيرا” في الازمة السورية.

وقالت الوزارة “سيكون هناك خطر انتشار مواد عالية السمية مع ما يترتب على ذلك من تبعات على السكان المدنيين والبيئة”.

واضافت “كما لا يمكننا ان نستبعد ان تعطي مثل هذه الاعمال المتهورة للمتمردين والارهابيين امكانية الوصول إلى اسلحة كيميائية” مشيرة إلى مخاطر “انتشار السلاح الكيميائي ليس فقط في سوريا بل كذلك خارج البلاد”.

أردوغان مع الضربة الأميركية ومعارضوه ضعفاء ينتقدون بلا بديل

لميس فرحات – ايلاف

أعلن رجب طيب أردوغان وقوفه مع الضربة الأميركية للنظام السوري، غير عابئ بمعارضيه، الذين استمروا في انتقاده وتحميله مسؤولية تسرّب الخطر إلى بلادهم من الصراع السوري، فهم ينتقدون من دون أن يقدموا أي بدائل.

يغوص الكونغرس الأميركي في نقاش حاد حول السماح بشنّ ضربة عسكرية على سوريا، بعد الهجوم بالسلاح الكيميائي، الذي أدى إلى مقتل ما يصل إلى حوالى 1400 شخص، حسب تقديرات الولايات المتحدة، في ضواحي دمشق يوم 21 آب (أغسطس).

حتى الآن، وفي الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى حشد تحالف من الدول لدعم العملية العسكرية، أعلنت دول حليفة، مثل بريطانيا وألمانيا، أنها لن تشارك في الضربات. وفشلت الجامعة العربية، التي اعتبر تأييدها حاسمًا في استخدام القوة في ليبيا، لأنها أمّنت المزيد من الشرعية، في التصويت لدعم الحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة.

أردوغان مع الضربة

بالرغم من ممانعة الدول الأوروبية والعربية، أعلنت الحكومة التركية علنًا وبوضوح دعمها لعمل عسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد. غير أن أحزاب المعارضة التركية تعارض هذه المسألة، معتبرة أن تأييد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ليس سوى أحدث خطأ في تعاطي حزب العدالة والتنمية مع الحرب الأهلية السورية.

وانتقدت المعارضة التركية باستمرار سياسة الحكومة تجاه الصراع السوري، باعتبار أنها تجعل بلادهم عرضة لرد فعل سلبي من النزاع المجاور. في بداية النزاع، كانت أنقرة رافضة للتدخل الخارجي، وأيّدت أي حل سوري للأزمة. وبعد ذلك، عملت الحكومة التركية على تعظيم نفوذها في أوساط المعارضة السورية، وتمكين جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

حتى الآن، غيّرت أنقرة لهجتها، فقالت في مناسبات عديدة إنها ستدعم التدخل العسكري الخارجي طالما أنه تم إقراره من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو تحت سابقة قانونية دولية مثيرة للجدل تعرف بـ “مسؤولية الحماية”. ويقول أردوغان إن العملية العسكرية يجب أن تكون شبيهة بتلك التي قادها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو، والتي استمرت 78 يومًا، وينبغي أن تهدف إلى اسقاط النظام، بدلًا من عملية مماثلة لضربات الأيام الأربعة في العراق في العام 1998.

لكن الرأي العام التركي لم يكن في مصلحة هذا التدخل، لا سيما بعدما أسقطت قوات الأسد طائرة استطلاع تركية في حزيران (يونيو) 2012، وأدت قذيفة مدفعية إلى مقتل خمسة مواطنين أتراك في بلدة أكساكال الحدودية في تشرين الأول (أكتوبر) 2012، وقتلت سيارتان ملغومتان 52 شخصًا في بلدة الريحانية، التي تستضيف عددًا من المقاتلين السوريين. واعتبرت صحيفة فورين بوليسي أن هذه الأحداث دفعت الرأي العام إلى المطالبة بسياسة أكثر انعزالية تجاه الصراع الدموي السوري، الذي تتسلل آثاره إلى بلادهم.

تعثر المعارضة

في هذه الأثناء، يعمل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، وهو جماعة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، على توطيد قبضته على المناطق الرئيسة على الحدود التركية. واتخذ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي خطوات نحو الحكم الذاتي، وأتى قرار حزب العدالة والتنمية للتعامل مع صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي، ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير، فأثار موجة غضب شديدة في الشارع التركي، الذي اعتبر أن أردوغان يتعامل بطريقة لينة مع الإرهاب.

فتعامل حزب العدالة والتنمية مع الأزمة السورية أصبح بمثابة الاستفتاء على سياسة الحزب الحاكم المثيرة للجدل للسياسة الخارجية، والتي تعتمد على مبدأ العمق الاستراتيجي، أي صفر مشاكل. كمال كيليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، انتقد أردوغان مرارًا، قائلًا: “حزب العدالة والتنمية حوّل سياسة صفر مشاكل إلى سياسة صفر علاقات مع أي دولة من الشرق الأوسط، حتى القوقاز”.

لكن منذ بداية الأزمة السورية، تعثر حزب الشعب الجمهوري بشدة، إذ اختار إرسال وفدين لزيارة الأسد للتعبير عن رفض الشعب التركي للتدخل في الشؤون السورية، والتزامه علاقات حسن الجوار. فاستغل أردوغان هذه الأخطاء السياسية متهمًا كيليجدار أوغلو منذ ذلك الحين بالمؤيّد للإرهاب الدولي، حتى إنه ألمح إلى أن حزب الشعب الجمهوري قد يكون متواطئًا في تفجيرات الريحانية.

استقطاب مستمر

تحمّل الجهات المعارضة حزب العدالة والتنمية مسؤولية امتداد العنف إلى تركيا، معتبرة أن حكومة أردوغان تسمح لمقاتلين أجانب بالعبور عبر الأراضي التركية، وتسهل عمليات نقل الأسلحة إلى الثوار، ما جعل من تركيا جزءًا من حرب إقليمية بالوكالة. ويجادل حزب الحركة القومية اليميني حول أن المسؤولية الأساسية للحكومة التركية هي حماية مواطنيها وأراضيها، وأن العمل العسكري في سوريا يتطلب موافقة الأمم المتحدة.

إضافة إلى ذلك، رفض الحزب بقوة تقرّب حزب العدالة والتنمية من صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديمقراط، معتبرًا أنه يمثل إحراجًا للدولة التركية. وعلى الرغم من هذه الخلافات والانتقادات، هناك مبدأ واحد يجمع حزب العدالة والتنمية بحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، وهو الاعتقاد بأن سوريا ما بعد الأسد ينبغي أن تكون لها حكومة مركزية قوية، تحافظ على وحدة أراضيها.

والحوار الداخلي التركي حول سوريا يعكس إلى حد كبير الانقسام الأيديولوجي الذي يتخمر منذ فترة طويلة في المجتمع التركي، فرفض حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية احتضان أردوغان للإسلاميين السوريين وفضل اعتماد مقولة أتاتورك “السلام في الداخل والسلام في الخارج”. لكن أردوغان يؤكد أن تركيا يجب أن تلعب دورًا أكثر نشاطًا في المنطقة، ويؤكد أن الدولة التي تتجاهل المجازر ولا تتصرف استجابة لمعاناة الأبرياء لا تمتلك المثل العليا أو الأهداف.

فشل النقاش في الوصول إلى أي مستوى من التوافق يسمح لحزب العدالة والتنمية بمواصلة تنفيذ سياساته من دون عوائق إلى حد كبير. وعلاوة على ذلك، لم تضع أي من الأحزاب المتنافسة استراتيجية بديلة قابلة للتنفيذ. وبدلًا من ذلك، يركز كل حزب على معارضة حزب العدالة والتنمية فقط، من دون تقديم حلول، ما لا يترك للناخبين الأتراك خيارًا سوى الوقوف إلى جانب أحد طرفين، بدلًا من منتصف الطريق، وهذا هو مسار الاستقطاب السياسي المعتاد في تركيا.

أميركا توسّع قائمة الأهداف في سوريا وتُشرك سلاحها الجوي في الهجوم

عبدالاله مجيد

ايلاف

وسّعت الإدارة الأميركية مروحة أهدافها في سوريا، وقررت إشراك سلاحها الجوي، بعدما كان الحديث عن اقتصار الحرب على صواريخ توماهوك من سفن أميركية في البحرين المتوسط والأحمر.

أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيهاته إلى البنتاغون بتوسيع قائمة الأهداف المشمولة بالضربة المتوقعة في سوريا، بعدما رصدت الاستخبارات الأميركية حركة قوات ومعدات ترتبط باستخدام الأسلحة الكيميائية. وكانت إدارة أوباما أعلنت أن هدف الضربة هو الردع وإضعاف قدرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على استخدام أسلحة كيميائية.

وقال مسؤولون أميركيون إن أوباما مصمم الآن على إيلاء اهتمام أكبر بالجزء المتعلق بـ”إضعاف” قدرات النظام، ويعني هذا توسيع قائمة الأهداف بأكثر من خمسين موقعًا أو نحو ذلك، أُدرجت على القائمة الأصلية بالتنسيق مع الفرنسيين، قبل أن يؤجّل أوباما موعد الضربة إلى حين موافقة الكونغرس.

وأخذت الإدارة الأميركية تتحدث للمرة الأولى عن استخدام طائرات أميركية وفرنسية لتنفيذ ضربات ضد أهداف محدَّدة، إضافة إلى إطلاق صواريخ توماهوك من سفن تبحر قبالة الساحل السوري. كما بدأت الإدارة تحركًا جديدًا لإشراك قوات أخرى من حلف شمال الأطلسي.

 أهداف جديدة

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين عسكريين قولهم إن الضربات لن تكون موجّهة إلى ترسانات الأسلحة الكيميائية، والمخاطرة في إحداث كارثة، بل إلى وحدات عسكرية خزّنت أسلحة كيميائية وأعدّتها واستخدمتها ضد المدنيين ومقاتلي المعارضة، فضلًا عن مقار القيادة، التي تشرف على هذه العمليات، والصواريخ وبطاريات المدفعية التي شنت الهجمات.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن الأهداف الأخرى تشمل معدات يستخدمها النظام السوري لحماية المواد الكيميائية من دفاعات جوية وصواريخ بعيدة المدى، لإيصال الأسلحة الكيميائية إلى أهدافها. ويدرك كبار مسؤولي الإدارة الخيارات المتضاربة التي تواجههم، فلنيل موافقة الكونغرس عليهم أن يقبلوا بأن تكون الضربة محدودة، وما يفرضه الكونغرس من قيود لضمان ذلك، لكن عليهم توسيع نطاقها وزيادة أهدافها، كي تكون ذات معنى، لا تعقبها انتقادات للإدارة.

وقال مسؤول أجنبي مشارك في النقاشات لصحيفة نيويورك تايمز: “أسوأ نتيجة ستكون الخروج من هذه المعركة الشاقة مع الكونغرس بعمل عسكري ليس له تأثير يُذكر”.

كروز وأسلحة أخرى

وحذر مسؤولون من أن الخيارات المتاحة لتوسيع نطاق الضربة محدودة أيضًا. وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن التفكير يتجه نحو زيادة أهداف الضربة تدريجيًا، وليس بمتوالية هندسية، لكن الهدف منها إلحاق ضرر كبير بالجيش النظامي. ويبدو بعض المسؤولين في إدارة أوباما قلقين من تأكيدات ديمبسي المتكررة بأن أي تدخل أميركي في سوريا من المستبعد أن يكون له تأثير حاسم في مجرى الحرب الأهلية المستعرة هناك، وبذلك إضعاف حجة الإدارة القائلة إن الضربة، وإن كانت ذات أهداف محددة، ستحمل الأسد على تغيير حساباته.

وبتوسيع قائمة الأهداف، تقترب الإدارة من القيام بعمل عسكري يساعد على تغيير ميزان القوى على الأرض لمصلحة قوات المعارضة، رغم إعلانات الإدارة بأن الهدف الرئيس هو معاقبة النظام على استخدامه أسلحة كيميائية. ومن المتوقع أن تنهض بالعبء الرئيس للضربة صواريخ كروز من المدمّرات الأربع، التي ترابط شرق المتوسط، على مسافة تضع الأراضي السورية ضمن مداها.

وتحمل كل سفينة منها نحو 36 صاروخ توماهوك، تتسم بدرجة عالية من الدقة في إصابة الهدف، ويمكن أن تُطلق من مسافة 1600 كلم تقريبًا. لكن المخططين العسكريين يعدّون الآن خيارات أخرى، تتضمن غارات تشنها قاذفات السلاح الجوي، كما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، بعدما كانت وزارة الدفاع تخطط للاعتماد حصرًا على صواريخ كروز.

القاذفات جاهزة

تستطيع قاذفات القنابل أن تحمل كمية أكبر من الذخيرة، متيحة توجيه عدد أكبر من الضربات إذا لم تدمّر الموجة الأولى أهدافها. ومن بين الخيارات المتاحة قاذفات ب ـ 52 القادرة على حمل صواريخ كروز تُطلق من الجو، و ب ـ 1 التي تتمركز في قطر وتحمل صواريخ جو ـ أرض بعيدة المدى، وطائرات ب ـ 2 أو الشبح وقاعدتها في ولاية ميسوري، وتحمل قنابل موجّهة بالأقمار الاصطناعية. ودفعت البحرية الأميركية بحاملة الطائرات نيمتس إلى البحر الأحمر، على مسافة تضع الأراضي السورية في مدى أسلحتها.

وقال الجنرال الجوي المتقاعد ديفيد ديبتولا إن قرار أوباما تأجيل الضربة بانتظار موافقة الكونغرس يعطي نظام الأسد فرصة لتعقيد المهمة على الولايات المتحدة، بنقل أفراد أو حتى عتاد كيميائي إلى المواقع المدرجة على قائمة الأهداف كي تقع خسائر بين المدنيين أو تنبعث مواد كيميائية في الجو نتيجة مباشرة للضربات. لكن الجنرال ديمبسي أكد أن أجهزة الاستخبارات الأميركية ترصد هذه التحركات، التي اشتملت على نقل سجناء، يمكن استخدامهم دروعًا بشرية، وستتخذ كل الخطوات اللازمة للحدّ قدر الإمكان من وقوع ضحايا بين المدنيين.

كما أعدّ البنتاغون خططًا لمواجهة أي هجمات تشنها قوات النظام ردًا على الضربة. وقال ديمبسي إن الأسد يمكن أن يطلق صواريخ بعيدة المدى على دول مجاورة، ويشجّع حلفاء وأعوانًا، مثل حزب الله، على استهداف سفارات أميركية، أو تنفيذ هجمات الكترونية ضد مصالح أميركية.

إسرائيلي ينضم الى القاعدة للجهاد ضد الأسد

محمد نعيم – ايلاف

تمكن شاب إسرائيلي من التسلل الى سوريا عبر تركيا، والانضمام الى جماعة جبهة النصرة، للمشاركة في العمليات المسلحة ضد نظام الأسد، ورغم أن الشاب البالغ من العمر 25 عاماً التقى قيادات الجماعة في محافظة ادلب، إلا انه عاد الى إسرائيل بعد 72 ساعة فقط، بداعي امتصاص قلق أسرته عليه.

محمد نعيم من القاهرة: قضى الطالب الإسرائيلي عبد القادر التلا 72 ساعة في سوريا، وتعايش خلال هذه المدة مع عدد ليس بالقليل من عناصر الجيش السوري الحر، وهم في معظمهم من التيارات السلفية الجهادية، ومن جبهة النصرة التي تنتمي الى تنظيم القاعدة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية.

الانضمام الى صفوف النصرة

بعد انقضاء تلك المدة عاد عبد القادر التلا (26 عاماً)، الذي يقيم في مدينة الطيبة إلى إسرائيل، ليمثل أمام المحكمة الإقليمية في منطقة اللد، لاتهامه بالانضمام الى صفوف جماعة جبهة النصرة، التي تعتبر من الجماعات المتطرفة في سوريا، وتمارس أنشطة مسلحة لإسقاط النظام.

وفي بداية التحقيق معه ادعى عبد القادر التلا أنه سافر إلى سوريا من اجل تقديم الأدوية للمصابين في هذا البلد، إلا انه خلال التحقيقات التي جرت معه في جهاز الأمن العام الإسرائيلي الـ “شباك”، اعترف بالانضمام إلى الجماعة التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، وكان يعتزم المشاركة في الجهاد ضد قوات بشار الأسد.

منذ عدة سنوات درس التلا في الجامعة العبرية، وعمل بائعاً في فرع شركة “فارم” بمدينة القدس، إلا أن التحول المفصلي طرأ على أفكاره حينما التحق بجامعة “البتراء” الأردنية لدراسة الصيدلة، فهناك صادق التلا عدداً كبيراً من الطلبة، الذين ينتمون للتنظيمات السلفية الجهادية، وشاهد العديد من الأفلام الجهادية على شبكة الانترنت، وتصفح عدداً من المواقع الالكترونية المحسوبة على تنظيمات متطرفة، كما اطلع على كتب الإعداد الراديكالي (الدعوة والمقاومة الإسلامية).

وعن تلك الفترة وما جرى فيها من تجارب، قال التلا خلال التحقيقات التي جرت معه أمام الشرطة وجهاز الأمن العام الإسرائيلي: “قلت لهمّام احد أصدقائي السلفيين في الأردن، إنني ارغب في الانضمام الى جماعة “جبهة النصرة”، التي تسعى لإقامة دولة تسير في نظامها وفقاً للشريعة الإسلامية”.

واعترف الطالب الإسرائيلي أمام المحققين معه، أنه قبل التوجه إلى سوريا بشهر ونصف:”لا نتحدث عن هذا الموضوع مع أي شخص، للحيلولة دون توجيه أية اتهامات لنا ومن ثم اعتقالنا”.

فرصة للعمل في تركيا

ووفقاً لنص تحقيقات أجهزة الأمن الإسرائيلية مع التلا، واجه الأخير اتهاماً بأنه انضم إلى صفوف جماعة تعتبر إسرائيل عدواً لها، فأجاب: “كانت نيتي فقط جهاد نظام الأسد والمساهمة في إسقاطه”، إلا أن التلا اعترف بعد ذلك حينما قال: “بعد أن يسقط النظام السوري وتقام دولة في هذا البلد على أساس الشريعة الإسلامية، سيتوجه الجهاد ضد الدولة العبرية دون توقف”.

 وتشير معلومات الصحيفة العبرية إلى أن التلا سافر من العاصمة الأردنية عمّان إلى تركيا في السابع من تموز (يوليو) بداية شهر رمضان الماضي، وعن رحلته يقول: “من مدينة اسطنبول انتقلت جواً إلى مدينة أنطاكيا المتاخمة للحدود السورية مع تركيا، ومن هناك استقليت سيارة أجرة (تاكسي) بـ 50 دولاراً لبلدة الريحانية التي يتواجد بها عدد كبير من السوريين.

ووقت أداء الصلاة في المسجد، ابلغني السوريون أنهم دخلوا الأراضي التركية من اجل العمل، نظراً لعدم وجود فرصة عمل في وطنهم، واقترح السوريون أن انتقل إلى مخيم “كاتما” للاجئين، الذي يقع على الحدود السورية التركية، فمشيت باتجاه المخيم حتى وصلت بعد ربع ساعة تقريباً، إلا أنني لم أتمكن من دخول المخيم، لأنه كان محاطاً بحراسة من جنود أتراك، وآخرين يتبعون الأمم المتحدة”.

 الأتراك ابلغوا عبد القادر التلا، أنه لا يسمح بدخول المخيم أو اجتياز الحدود السورية، إلا لحاملي جواز السفر السوري، لكنه لم ييأس وتمكن من دخول الأراضي السورية عبر طريق آخر.

وعن هذه الرحلة يقول: “رافقت عدداً من السوريين وهم في طريقهم للحدود السورية، وعبرت معهم أسلاك الحدود الشائكة، وحينئذ تيقنت أن أقدامي وطأت الأراضي السورية. وهناك التقيت شاباً سوريًا يدعى علاء، ويبلغ من العمر 25 عاماً تقريباً، وفي أول لقاء سألني ما إذا كانت زيارتي لسوريا بغرض الانضمام إلى الفيالق التي تجاهد قوات بشار الأسد، فجاوبته بالنفي، وقلت إنما وصلت إلى هنا من اجل تقديم المساعدات الطبية للجرحى والمصابين”.

الطواف حول مخيمات الأمم المتحدة وقطر

يواصل عبد القادر التلا اعترافاته خلال خضوعه لتحقيقات الأجهزة المعنية في إسرائيل، فيقول: “رافقني الشاب السوري علاء في التوغل داخل الأراضي السورية عبر حاجز مخصص للمتمردين السوريين يُعرف باسم “باب الهوا”، وعند الوصول للحاجز لم يسأل المتمردون السوريون عن أي شيء، الأكثر من ذلك أنني تمكنت من الطواف حول كافة المخيمات السورية التابعة للأمم المتحدة وقطر ومنظمات حقوقية أخرى، وفي الطريق شاهدت عدداً كبيراً من المسلحين، بعضهم كان يرتدي بزات عسكرية، والآخرون يرتدون زياً مدنياً”.

بعد ذلك انتقل التلا بحسب روايته في التحقيقات إلى محافظة ادلب شمال سوريا، بعد سيطرة المتمردين على المدينة، إلا أن عناصر الجيش السوري الحر كان لهم تمثيل في هذا المكان اكثر من التنظيمات الجهادية المتطرفة.

ويقول التلا: “في الطريق إلى ادلب أوقفنا انا والشاب السوري علاء كادراً عسكريًا تابعًا لأكثر التنظيمات الإسلامية تطرفاً والتي تحمل اسم “الدولة”، ويعتبر عناصر تنظيم القاعدة ملائكة عند مقارنتهم بعناصر تلك الجماعة، وخلال اللقاء اقترحوا عليّ الانضمام لصفوفهم، إلا إنني رفضت وقلت إنني في طريقي إلى المستشفى”.

ووفقاً لتقرير الصحيفة العبرية، فإنه على الرغم من رفض الشاب الإسرائيلي عبد القادر التلا الانضمام لجماعة “الدولة” السورية التي يدور الحديث عنها، إلا انه كان مصراً فقط على الانضمام لجماعة “جبهة النصرة”، وعلى خلفية تلك النيّة اتجه بعد عبور الحاجز إلى بلدة سورية تُدعى “تفتنس”، وهناك بحث وفقاً لايعازات صديقه الأردني عن أبو انس التبابسي، احد القادة البارزين في جماعة جبهة النصرة، وعندما وصل إلى هناك التقى مقاتلين، احدهما يدعى عمر والآخر أبو مصعب، وبعد حديث مرسل معهما سألاه عن جنسيته، فادعى التلا انه فلسطيني من عرب 48، فنقل الرجلان بيانات التلا لأمير جماعة المجاهدين المسؤول عن عمليات التجنيد، الذي طلب منه الانتظار.

وفي صبيحة اليوم التالي من زيارته لسوريا، قام الشاب الإسرائيلي بجولة على ظهر دراجة بخارية في المنطقة التي وصل إليها بالأمس، ورافقه في الجولة احد أعضاء جماعة جبهة النصرة، فشاهد هناك بأم عينه عددًا كبيرًا من أعضاء الجماعة المدججين بالسلاح، وهم يرتدون بزات عسكرية أفغانية وباكستانية، ويحملون رايات سوداء كُتب عليها “لا اله إلا الله”، وتسلحيهم في الغالب الـ “آ ربي جي”، والبنادق الرشاشة، وعلى العكس من هؤلاء يرتدي عناصر الجيش السوري الحر بزات عسكرية خضراء، وخلال مكوثه في تلك المنطقة حمل أسلحة طويلة من بينها الكلاشينكوف، وبندقية قنص.

قنابل ذكية

في اليوم ذاته قام عبد القادر التلا بجولة أخرى على ظهر الدراجة البخارية عينها، حيث تفقد الأماكن التي تعرضت للتخريب، وما لبث أن عاد من رحلته إلا قام التلا بمشاركة عدد من عناصر الجماعة في قراءة القرآن الكريم، وفي نفس الليلة شاهد الشاب الإسرائيلي يرافقه عدد من أعضاء الجماعة طائرة حربية سورية من طراز ميغ وهي تحلق في سماء المنطقة وتحوم حولها، فخرج الجميع من المبنى الذي يختبئون فيه خشية أن يتعرض للقصف، وعلم من أعضاء الجماعة أن قوات الأسد تستخدم القنابل الذكية في عمليات القصف، ويؤدي قصف تلك القنابل الى إضرام النار في المنازل والمباني دون هدمها.

   وفي اليوم الثالث والأخير لرحلته في سوريا، نجح في التواصل مع شبكة الانترنت، ومن خلال تصفحه لموقع التواصل الاجتماعي الذي التقى عبره عدداً من أفراد أسرته، رأى انه لابد من العودة إلى إسرائيل، لا سيما أن والدته باتت في حالة نفسية سيئة للغاية، وأمام ذلك المشهد الدراماتيكي قرر العودة لإسرائيل.

عن طريق العودة يقول: “لم أكن على علم بكيفية العودة إلى تركيا، فبعد سفر ساعة تقريباً وصلت مع عدد من السوريين إلى قرية سورية صغيرة، وهناك انتظرت شخصاً يُدعى “ابوالليل”، وهو رجل سوري خبير في عمليات التهريب والتسلل إلى الأراضي التركية، ودفعت نظير ذلك 100 دولار، ونظير هذا المبلغ تعهد ابوالليل بتهريبي إلى الأراضي التركية، التي أمرت السلطات في أنقرة بإغلاقها أمام العائدين من سوريا قبل يوم من وصولي للحدود”.

وخلال التحقيق معه يتابع التلا الحديث باستفاضة عن رحلة العودة لإسرائيل فيقول: “عبرت الحدود السورية إلى تركيا برفقة “ابوالليل”، إلا أن عبورنا كان من منطقة تطفو عليها مياه الصرف الصحي، وفي الأراضي التركية كانت في انتظارنا سيارة أجرة “تاكسي”، أقلتنا إلى طريق رئيسي، وهناك قمنا بتغيير السيارة بأخرى كانت تمتلئ بالأتراك حتى وصلنا إلى مدينة أنطاكيا، عندئذ قمت بإظهار جواز سفري الإسرائيلي”.

سلاح المعركة القادمة: دفاعات سورية قديمة بوجه توماهوك متطور

تحشد أميركا أحدث الأسلحة في ضربة تبدو وشيكة للنظام السوري، بينما تقف دمشق خلف دفاعات غير متطورة، قد لا يكون لها أي تأثير في المعركة.

لندن: التحضيرات العسكرية الأميركية والفرنسية على قدم وساق، تحضيرًا لضربة تحضر للنظام السوري. فالسفن الحربية الأميركية والفرنسية منتشرة في أرجاء المتوسط، وخصوصًا في نصفه الشرقي، والقواعد الأميركية في المنطقة، وخصوصًا قاعدة أنجرليك في تركيا، تشهد نشاطًا غير اعتيادي.

الهجوم الأميركي – الفرنسي

بعدما كان الحديث الأميركي مقتصرًا على استخدام مكثف لصواريخ كروز توماهوك المجنحة، التي تزيد سرعتها قليلًا عن 800 كلم في الساعة، وقدرتها التدميرية عن 450 كلغ من المتفجرات، وتطلق من السفن والغواصات لتصيب اهدافها بدقة من دون أن تكشفها الرادارات، يبدو أن الأميركيين يريدون إقحام سلاحهم الجوي في المعركة، بعد أنباء عن اتساع رقعة الأهداف وزيادة عددها.

ومن المقاتلات الأميركية التي يفترض أن تشارك في الغارات الجوية على أهداف تابعة للنظام في سوريا طائرة أف-16، وهي طائرة مقاتلة خفيفة، تعد من أهم الطائرات المقاتلة التي ظهرت في أواخر القرن العشرين، إذ أتت استجابةً لمفهوم تطوير طائرة مقاتلة تجريبية خفيفة الوزن صالحة لجميع الظروف الجوية، وذات قدرات هجومية دقيقة لإصابة الأهداف.

وإلى جانبها ستغير طائرة أف-15 “إيغل”، المصممة لتحقيق تفوق جوي أميركي، بسبب إمكانياتها العالية وبعد مداها الذي يمكنها من ضرب اهداف خلف خطوط الجبهة. إلى ذلك، لا يمكن إلا أن تستخدم أميركا طائرات أف-22 “الشبح”، اليت تضرب أهدافًا دقيقة بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية.

إلى جانب الولايات المتحدة، تقف اليوم فرنسا من دون غيرها، مستعدة لضرب أهداف محددة لها بسوريا بواسطة صواريخ سكالب متوسطة المدى، يتم اطلاقها من طائرات ميراج 2000 ومن مقاتلات رافال، يمكنها أن تنطلق من حاملة طائرات موجودة اليوم في المتوسط، وأو من القاعدة الجوية الفرنسية في الامارات.

الدفاع السوري

سواريخ سام الروسية المضادة للطائرات هي العمود الفقري لمنظومة الدفاع الجوي السورية. فدمشق تملك نحو 100 بطارية سام صاروخية مضادة للطائرات، وآلاف الصواريخ من طراز سام 14 وسام 16 وسام 18، التي تصطاد طائرات هلكوبتر بسهولة، إلى جانب صواريخ متطورة مثل صواريخ أس 300، و36 بطارية من صواريخ بانتسير أس 1 ، وثماني بطاريات من صواريخ تونغوشكا أم 1. وكذلك تمتلك سوريا نحو 1100 مدفع مضاد للطائرات.

وتعتمد الدفاعات السورية فعليًا على صواريخ أس 200 المضادة للطائرات، روسية الصنع، التي يتجاوز مداها 150 كلم، والقادرة على إصابة أهدافها بدقة متناهية، لكن المحللين العسكريين يقولون إن هذه الصواريخ صارت قديمة، غير نافعة.

أما منظومة صواريخ أس 300 الروسية الحديثة للدفاع الجوي الصاروخي بعيدة المدى فهي مصممة لاصطياد الطائرات وصواريخ كروز، ومنها نسخ مطورة لاصطياد الصواريخ البالستية. لكن لم يتأكد بعد استلام دمشق هذه الصواريخ. كما تعتمد سوريا على صواريخ ياخونت بي 800 الروسية المختصة بتدمير السفن وتجاوز عمليات التشويش اللاسلكية الالكترونية.

ويقول المراقبون إن غياب منظومة أس 300 يعني أن سوريا تعتمد في هذه المعركة على أسلحة فقد فاعليتها مع الزمن، ولن تستطيع تنفيذ وعيدها برد حازم على الهجوم الأميركي، من الناحية العسكرية على الأقل.

ميغ-31

وبالرغم من أن أول أهداف الموجة الأولى من الضربة الضاروخية المتوقعة لسوريا هو شل سلاح الطيران الروسي، إلا أن هذا السلاح قد يتمكن من تهديد القطع الأميركية إن تمكن من النفاذ.

وهذا السلاح مؤلف من المقاتلة الاعتراضية ميغ-31 الروسية، التي تم تطويرها من نموذج طائرة ميغ-25 التي أثبتت قدرات قتالية عالية، بعد تجهيزها برادار من نوع زاسلون الذي يعمل بنظام الكاشف بالأشعة تحت الحمراء، والذي يستطيع اكتشاف وتدمير عشرة اهداف في آن واحد، من طائرات وصواريخ مجنحة تملك بصمة رادارية ضئيلة، من مسافة تصل إلى 200 كيلومتر.

كما تحمل ميغ-31 صواريخ موجهة ذات مدى 400 كلم، وتستطيع اسقاط الصواريخ المجنحة من ارتفاعات شاهقة، وضرب 24 هدفًا مختلفًا في وقت واحد، وحمل صواريخ مضادة للأقمار الصناعية.

أما الطائرات الأخرى، من طرازات ميغ وسوخوي المختلفة، فتعد مقاتلات عفا عليها الزمن، وتقادمت حتى خرجت من الخدمة الروسية، لكن النظام السوري ما زال يستخدمها في قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا، ويقول المراقبون إنها لا تملك فرصة النجاة أمام التفوق الأميركي.

قمة العشرين: أوباما وبوتين على موقفهما من الأزمة السورية

أ. ف. ب.

التقى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما على هامش قمة مجموعة العشرين لبحث الازمة السورية وبقي كل منهما على موقفه منها، كما اعلن الرئيس الروسي الجمعة.

سان بطرسبورغ: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين التي انعقدت اليوم في سان بطرسبورغ “التقينا مع الرئيس الاميركي اليوم”، موضحا ان المباحثات استمرت “20 الى 30 دقيقة”. واضاف في مؤتمر صحافي “بقي كل منا على موقفه”.

واكد مسؤول في البيت الابيض ان اوباما وبوتين التقيا الجمعة على هامش قمة مجموعة العشرين، لكنه لم يعط اي تفاصيل على الفور.

واوضح فلاديمير بوتين “تحدثنا ونحن جالسين، ودامت المحادثة ما بين 20 الى 30 دقيقة”.

واضاف ان “المحادثة كانت بناءة وذات مغزى وودية. بقي كل منا على موقفه”.

ويرفض الرئيس الروسي الداعم الثابت لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، فكرة تدخل عسكري ضد دمشق حسب ما يريد باراك اوباما للرد على الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق والذي يتهم النظام السوري بشنه.

ولم يكن متوقعا عقد اي لقاء بين الرئيسين خلال القمة. والغى باراك اوباما خلال الصيف زيارة الى موسكو كانت ستتم قبل قمة العشرين مباشرة.

اوباما يشيد بالتزام فرنسا في المشاركة بتحرك “قوي” في سوريا

 اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة في ختام قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، بالتزام فرنسا في القيام “برد دولي قوي” ضد الهجوم الكيميائي الذي تتهم واشنطن وباريس النظام السوري بتنفيذه الشهر الماضي.

وقال اوباما للصحافيين اثر لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “اقدر كثيرا التزام الرئيس هولاند لصالح رد دولي قوي على هذه الاعمال الوحشية”، مشيرا الى ان التدخل الذي يسعى الى القيام به سيكون “محدودا” ويرمي الى “الردع عن استخدام اسلحة كيميائية”. من جانبه اكد هولاند انه “في ما يتعلق بسوريا لدينا المبادئ نفسها”.

واضاف “اليوم نحن مرتبطون احدنا بالاخر لتحمل مسؤولياتنا لان الامر يتعلق بانتهاك لقانون دولي”.

واصطدمت الولايات المتحدة وفرنسا اضافة الى البلدان الاخرى المؤيدة لتوجيه ضربات للنظام السوري لـ”معقابته” على استخدامه وفق اتهاماتهم للسلاح الكيميائي في هجوم على ريف دمشق الشهر الماضي ما ادى الى مقتل المئات، بمعارضة روسيا خلال قمة مجموعة العشرين في اليومين المنصرمين، اذ لا تزال موسكو من ابرز داعمي نظام بشار الاسد.

واشار هولاند الى ان نشر مفتشي الامم المتحدة تقريرهم المرتقب بشأن الهجوم الكيميائي على ريف دمشق في 21 اب/اغسطس “سيكون عنصرا اضافيا لتأكيد موقفنا”.

واضاف “لكن منذ الان علينا تشكيل اكبر ائتلاف ممكن لاتخاذ القرارات التي تبدو مفيدة، فعالة، بما فيها الذهاب نحو الحل السياسي”.

واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يسعى الى الحصول على دعم الكونغرس لتدخل عسكري في سوريا، الجمعة انه سيتوجه الى الامة الثلاثاء.

وقال “انتخبت لوضع حد للحروب لا لبدئها”، لكن العالم لا يمكنه ان “يبقى متفرجا” على اثر الهجوم الكيميائي الذي تتهم واشنطن النظام السوري بشنه.

11 دولة في مجموعة العشرين تدعو الى “رد دولي قوي” ضد دمشق

 دعت احدى عشرة دولة في قمة مجموعة العشرين الجمعة في بيان الى “رد دولي قوي” على اثر استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، مؤكدة ان مؤشرات تدل “بوضوح” على مسؤولية نظام الرئيس بشار الاسد في هجوم كيميائي في 21 اب/اغسطس.

ووقع على هذه الدعوة التي نشرها البيت الابيض في ختام قمة سان بطرسبورغ، كل من استراليا وكندا وفرنسا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية واسبانيا (التي ليست رسميا عضوا لكنها مدعوة دائمة الى مجموعة العشرين).

واورد البيان “ندين باشد العبارات الهجوم الرهيب بالاسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق في 21 اب/اغسطس والذي اسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والاطفال”.

واضاف ان “الادلة تؤكد بوضوح مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم. اننا ندعو الى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والقيم المطبقة في العالم بهدف توجيه رسالة واضحة لعدم تكرار هذا النوع من الفظائع. ان من ارتكبوا هذه الجرائم يجب ان يتحملوا المسؤولية”.

وتابع البيان ان “الموقعين طالبوا منذ وقت طويل بقرار قوي يصدره مجلس الامن الدولي، لكن الاخير” معطل منذ عامين ونصف عام، و”العالم لا يمكنه ان ينتظر نتيجة عملية لا نهاية لها ايلة الى الفشل”.

لكن الاوروبيين الذين وقعوا البيان اكدوا مواصلة السعي الى “موقف مشترك” في موازاة اجتماع في فيلنيوس يعقده وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.

والبيان الذي لم يتضمن اي اشارة علنية الى تدخل عسكري في سوريا، يعكس مجددا انقسام المجتمع الدولي حيال الملف السوري.

عن سوريا وليس عن سنودن

كما اعلن الرئيس  اوباما الجمعة انه اجرى محادثات “صريحة وبناءة” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع في سوريا، لكن الرجلين لم يتطرقا الى حالة مستشار الاستخبارات الاميركي السابق ادوارد سنودن.

وقال “لقد تباحثنا حول سوريا لكن حالة ادوارد سنودن لم يتم التطرق اليها”. واضاف ان “المباحثات كانت صريحة وبناءة”.

صعوبة الحصول على موافقة الكونغرس

واقر اوباما بصعوبة الحصول على موافقة الكونغرس لتدخل عسكري ضد سوريا بينما سيناقش النواب المسالة اعتبارا من الاثنين. وأضاف “كنت اعلم ان الامر سيكون صعبا”، مقرا بتحفظات الاميركيين في بلد “في حالة حرب منذ اكثر من عشر سنوات الان”. ورفض القول ما اذا كان سيقرر شن ضربات في حال رفض الكونغرس.

فرنسا ستنتظر تقرير مفتشي الامم المتحدة حول سوريا قبل اي عمل عسكري

اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة ان فرنسا ستنتظر تقرير مفتشي الامم المتحدة بشأن هجوم 21 اب/اغسطس الكيميائي في ريف دمشق قبل بدء اي عمل عسكري ضد النظام السوري.

وقال هولاند  “هل سننتظر تقرير المفتشين؟ نعم، سننتظر تقرير المفتشين كما سننتظر تصويت الكونغرس” الاميركي الذي من المتوقع ان يبدأ بمناقشة الموضوع اعتبارا من الاثنين المقبل.

كما قال هولاند ان فرنسا لن تستهدف سوى اهداف عسكرية في حال تم توجيه ضربة الى سوريا.

وأضاف “بالنسبة الى فرنسا سنحرص فقط على استهداف اهداف عسكرية لتجنب تمكين (بشار الاسد) من الايحاء بسقوط ضحايا مدنيين”.

المكسيك لن تدعم سوى اجراءات تتبناها الامم المتحدة بشان سوريا

اعلن الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نيتو في ختام قمة مجموعة العشرين الجمعة ان المكسيك لن تدعم سوى اجراءات يتبناها مجلس الامن الدولي لوضع حد للعنف في سوريا.

وقال بينيا نيتو في مؤتمر صحافي عقده في احد فنادق سان بطرسبورغ في ختام قمة مجموعة العشرين، ان حكومة المكسيك “تدين اعمال العنف لكنها تشدد بوضوح على انه سيتعين التمسك بالاجراءات التي سيتبناها مجلس الامن”.

وقال الرئيس المكسيكي ايضا “فليضع هذا المجلس الاليات لايجاد حل تفاوضي وسلمي لوضع حد للعنف الذي اجتاح سوريا للاسف”.

واكد بينيا نيتو مجددا ان “المكسيك تدين العنف الدائر في هذا البلد وتدين انتهاك حقوق الانسان الواضح وتدين اعمال العنف التي ادت الى مقتل اكثر من 100 الف شخص” في سوريا.

خط هرب الأسد: من يعفور إلى طرطوس بمروحية عبر الأجواء اللبنانية

لوانا خوري

ايلاف

كشف لؤي المقداد في تصريح صحافي خطة بشار الأسد للهرب من مخبئه في يعفور إلى القاعدة الروسية في طرطوس عبر الأجواء اللبنانية، عندما تحصل الضربة الأميركية.

بيروت: التهديد الأميركي بتوجيه ضربة محدودة لكن قاسية للنظام السوري وضع هذا النظام على حافة الانهيار الحقيقي، وهو الذي أجهده عام ونصف العم من القتال الداخلي. وكان آخر بوادر هذا الانهيار انشقاق وزير الدفاع  السابق اللواء علي حبيب.

ولذلك، تتحدث التقارير الواردة من دمشق عن اختبار الرئيس السوري بشار الأسد خطة متكاملة لهروبه من سوريا في حال نفذت الولايات المتحدة وعيدها بضرب النظام السوري. ونقلت صحيفة الوطن السعودية عن لؤي مقداد، المنسق السياسي والإعلامي لهيئة أركان الجيش السوري الحر، روايته لتفاصيل خطة الهروب التي وضعها الأسد واختبرها مرتين.

عند الضرورة فقط

بحسب رواية المقداد، يقيم الأسد بين ثلاثة مزارع في منطقة يعفور بريف دمشق، المحاذية للحدود اللبنانية، تعود ملكية إحداها للأسد والثانية لأخيه ماهر والثالثة لرجل أعمال سوري. فمن هذه المنطقة سيهرب الأسد، مستقلًا طائرة مروحية من طراز غازيل إلى طرطوس، عبر الأجواء اللبنانية.

واستقى المقداد معلوماته من مصادر سورية ولبنانية ليقول: “لا يضمن الأسد الطيران كل هذه المسافة، وبعفور تبعد عن طرطوس 350 كلم، خشية أن يقع في شباك مقاتلي وكتائب الجيش السوري الحر، لذا لجأ إلى دخول الأجواء اللبنانية بتغطية أرضية من حزب الله، ليقطع مسافة من دون أن ترصده الرادارات الجوية والمضادات اللبنانية أيضًا، حتى يبلغ القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، وموسكو وطهران على علم بالخطة وتفاصيلها”.

والأسد لا يغادر يعفور إلى قصره في المهاجرين إلا عند الضرورة القصوى فقط، بحسب المعلومات التي أدلى بها المقداد للوطن، وذلك عبر طريق جبليٍ يربط يعفور بجبل قاسيون في منطقة تحت سيطرة الحرس الجمهوري، يمنع الاقتراب منها، وتحوي جنبات الطريق نقاطًا للحراسة والمراقبة المشددة، تطل على كافة المناطق المحيطة.

جربها مرتين

وأكد المقداد أن على مروحية الأسد الفرنسية الصنع خمسة مقاعد، وتعمل بمحرك توربيني أحادي، وتستخدم كمروحية هجومية مزودة بصواريخ من طراز هوت المضادة للدروع. وهي تُصنّف مروحية إسناد خفيفة، وتحمل مدفعًا عيار 20 ملم، وتتميز بخفتها وتعدد مهامها الميدانية.

وبرأي المقداد، الطائرة المعدة لهروب الأسد وأسرته خضعت لبعض التعديلات للتخفيف من وزنها، كي تتمكن من المناورة بسهولة خلال طيرانها.

وقال المقداد إن تمكن من إجراء تجربة كاملة لخطة هربه هذه مرتين على التوالي، فدخل الأجواء اللبنانية انطلاقًا من يعفور، وبلغ نقطة الوصول المحددة في الخطة المرسومة، أي القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، من دون أن ارصده قوات الدفاع الجوي أو الرادارات اللبنانية، “بسبب التغطية التي وفرها له حزب الله، الذي يسيطر على مفاصل الدولة اللبنانية، التي عليها أن تعي أنه لو تمت التغطية على هروب الأسد المجرم المطلوب للعدالة، فإن ذلك سيسيء للعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين”.

زعماء “العشرين” يسارعون لنشر الصورة التذكارية لختام قمتهم

سارع رؤساء الدول والحكومات في مجموعة العشرين الجمعة في إرسال الصورة التذكارية في ختام قمتهم في مدينة سان بطرسبورغ الروسية والتي اتسمت خصوصًا بالتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا.

سان بطرسبورغ: وصل زعماء ابرز القوى العالمية ضمن مجموعات عدة لالتقاط صور لهم امام عدسات المصورين في ظل طقس صاف في القصر القسطنطيني في هذه المدينة الروسية العريقة. وقد ظهر نوع من الارتياح على الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي وصل مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل كما قام بتقبيل نظيرته البرازيلية ديلما روسيف التي كانت العلاقة بين بلديهما تتسم بالبرودة بسبب قضية تجسس.

ولم ينضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المجموعة سوى بعد اكتمال نصاب الزعماء الحاضرين، وقد مر من امام أوباما من دون تبادل اي كلام مكتفيا بانحناءة رأس سريعة لدعوته الى اخذ مكانه في الصورة. ويفصل بين الرئيسين في هذه الصورة الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو. وبعدها اخذ الزعماء استراحة لثوان حيث ظهرت على محياهم الابتسامات وتبادلوا المصافحات قبل المغادرة.

دائرة انقسامات

واستمرت اجتماعات مجموعة العشرين اليوم الجمعة في سان بطرسبورغ عالقة داخل دائرة انقساماتها بشأن سوريا، وتحاول استئناف عملها في أجواء من التوتر، بعدما اتهمت الولايات المتحدة روسيا امس بتحويل الامم المتحدة إلى رهينة لديها.

وخصص العشاء الرسمي في المؤتمر مساء الخميس إلى حد كبير للنزاع في سوريا، وعرض كل من المشاركين وجهة نظره حول الاتهامات باستخدام اسلحة كيميائية، والجدوى من ضرب نظام دمشق كما يريد الرئيس الاميركي باراك اوباما.

خفض التوتر

وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن القوى منقسمة بشكل متساوٍ تقريبًا. كما صرح مصدر رفيع المستوى بأن المناقشات لم تسمح بتحقيق تقدم، لكنه اكد أن بوتين حرص على عدم زيادة التوتر، خصوصًا أن روسيا تلوح بمخاطر تصعيد عسكري في الشرق الأوسط.

وهذا ما دفع سفيرة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية إلى اتهام موسكو بتحويل مجلس الامن إلى رهينة، بالرغم من مساعي أمين عام الامم المتحدة بان كي مون المستمرة اليوم لانقاذ ما يمكن انقاذه. فقد التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، التي ترى ان لا حل للنزاع السوري الا سياسيًا، والتي طالبت بان كي مون بأن يقدم في أسرع وقت ممكن نتائج تحقيق خبراء الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 آب (اغسطس) بريف دمشق. وهي تسعى جاهدة إلى طمأنة الرأي العام الالماني المعارض بشكل كبير للحرب، وذلك قبل اسبوعين من انتخابات تأمل الفوز فيها لولاية ثالثة.

نتائج مفجعة

المساعي السياسية في قمة العشرين تجد نفسها في سباق محموم مع التحضيرات الأميركية لضرب النظام السوري. بان كي مون يعارض الخيار العسكري، وقال: “علي أن احذر من أن عملًا عسكريًا غير معد بشكل جيد يمكن أن يؤدي إلى نتائج مفجعة”.

من جهته، بحث بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ليل الخميس الجمعة الازمة السورية، إذ التقيا بعد العشاء الرسمي الذي خصص للوضع في سوريا. وقال بيسكوف لوكالات الانباء الروسية إن الطرفين تبادلا مرة اخرى وجهات النظر حول سوريا. والمعروف أن بريطانيا تؤيد القيام بتدخل عسكري في سوريا ضد نظام الاسد توعدت بشنه الولايات المتحدة، لكنها لا تشارك فيه بسبب رفض مجلس النواب البريطاني.

في المقابل، لم تتسرب أي معلومات من اللقاء الثنائي الذي عقد بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الصيني شي جينبينغ، الذي تعارض بلاده اي تدخل عسكري في مجلس الامن الدولي.

تصعيد متصاعد

في هذه الأثناء، تشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن تشنجًا متزايدًا حول سوريا. فروسيا رفعت منسوب التصعيد من خلال اعتماد لهجة التهديد والوعيد، وتحريك ثلاث سفن حربية روسية أمس الخميس لتعبر مضيق البوسفور التركي متجهة إلى شرقي المتوسط، مقابل السواحل السورية. كما أصرت روسيا على تحذير الولايات المتحدة من مخاطر توجيه ضربات لمخزونات المعدات والأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك في بيان لوزارة الخارجية.

وأضاف بيان الوزارة: “نحذر السلطات الاميركية وحلفاءها من أي ضربة لهذه المواقع الكيميائية والمناطق المجاورة لها”، مشيرًا إلى خطر إنتشار المواد السامة، ووقوع هذه المخزونات في أيدي المتمردين والارهابيين.

وفي بيان آخر، أعلنت الخارجية الروسية وصول وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين، للقاء نظيره الروسي والتباحث حول “كافة جوانب الوضع في سوريا”. واضاف البيان أن روسيا لا تزال مقتنعة بأنه من الضروري وضع حد لاعمال العنف ومعاناة المدنيين في سوريا في أسرع وقت، من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الامن الدولي.

بريطانيا تملك الدليل على استخدام غاز السارين في سوريا

أ. ف. ب.

فيما أعلنت لندن اليوم أنها تملك أدلة حول استخدام السلاح الكيميائي في 21 آب (أغسطس) في سوريا، رأى وزراء الدفاع في الإتحاد الأوروبي أن مؤشرات كثيرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد في هجوم الغوطة بريف دمشق.

لندن: أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس أن لديه أدلة جديدة حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، في حين أوضح مصدر بريطاني من جهته أن الأمر يتعلق بغاز السارين.

وصرح ديفيد كاميرون لاذاعة البي بي سي وهو في سان بطرسبورغ، حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين، “لقد فحصنا في مختبر بورتون داون في انكلترا عينات اخذت في دمشق تظهر مجددًا استخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق”. واوضح مصدر بريطاني في لندن لوكالة الصحافة البريطانية أن “خبراء بريطانيين من مختبر بورتون داون قاموا بتحليل عينات وجاءت نتيجتها ايجابية بالنسبة لغاز السارين”.

وأكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأحد أن الولايات المتحدة حصلت على عينات اثبت تحليلها استخدام غاز السارين اثناء الهجوم الكيميائي في 21 آب (أغسطس) في ريف دمشق، والذي نسبته واشنطن الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

اجتماع لتنسيق المواقف الأوروبية

إلى ذلك، بدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الجمعة في فيلنيوس اجتماعًا في محاولة “لتنسيق” ردهم على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا وسط خلافات تتعلق بجدوى تدخل عسكري. وقال وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفيسيوس الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد حتى نهاية العام “نحتاج الى مزيد من التنسيق لمواقفنا”.

وبدأ الاجتماع في غياب وزيري خارجية فرنسا لوران فابيوس والمانيا غيدو فسترفيلي اللذين يحضران قمة العشرين في سان بطرسبورغ.

وكان فابيوس صرح على هامش قمة مجموعة العشرين أنه يتوقع من اجتماع نظرائه الاوروبيين الجمعة والسبت في فيلنيوس أن تقر اوروبا “كحد ادنى” بمسؤولية نظام دمشق في “المجزرة” المرتكبة بالاسلحة الكيميائية التي وقعت في 21 اب (أغسطس).

ودعا فابيوس الى “موقف اوروبي” مشترك، مشيرًا الى أن على الاجتماع “كحد ادنى” أن “يقر على اساس الادلة التي قدمت اليه بأن نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد هو مرتكب هذه المجزرة” التي اوقعت اكثر من 1400 قتيل في ريف دمشق بحسب ارقام واشنطن.

وقال فابيوس “المسألة تكمن في معرفة ما اذا كان من الممكن التوصل الى موقف اوروبي أم أن اوروبا غير قادرة على اتخاذ موقف”، معتبرًا أن “هذا الموقف يجب أن يقول كحد ادنى: اننا ندين استخدام اسلحة كيميائية ونستخلص استنادًا الى الادلة المقدمة الينا أن نظام بشار الاسد هو مرتكب هذه المجزرة”.

وابدت دول كثيرة في الاتحاد الاوروبي منها النمسا وايرلندا وهولندا وعدد من الدول الاسكندينافية التردد حيال اللجوء الى عمل عسكري. من بين المترددين الدنمارك وقبرص فيما تريد ايطاليا وبلجيكا تبريرًا قانونيًا صائبًا لاستخدام القوة. اما المانيا فتريد دعم الولايات المتحدة لكن فرنسا تشكك بفوائد الضربات المحددة الاهداف.

واكد رئيس مجلس اوروبا هيرمان فان رومبوي أنه “لا يوجد حل عسكري للنزاع السوري”، معتبرًا أن “حلاً سياسيًا وحده يمكن أن يضع حدًا لإراقة الدماء المروعة هذه … حان الوقت للاسرة الدولية لتخطي خلافاتها وجلب اطراف النزاع الى طاولة المفاوضات”.

وتعليقًا على تصريح رئيس الاتحاد الاوروبي هذا، قال فابيوس إن الجدل الذي اثاره هذا الموقف انتهى الآن. واوضح: “قال لي هذا الصباح +أسيء فهمي لأن ما اردت أن اقوله هو أنه ينبغي ايجاد حل سياسي+ وآخذ علمًا بذلك”.

وكان وزير الدفاع الليتواني يوزاس اوليكاس الذي تتولى بلاده حاليًا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي صرح أن “جميع الوزراء نددوا باستخدام اسلحة كيميائية” واتفقوا على “وجوب أن يتحمل الذين استخدموها المسؤولية”. واكد وجود “مؤشرات كثيرة تسمح لنا بالاستخلاص بأن الاسلحة الكيميائية استخدمها النظام” السوري.

وحول الاسس لتوجيه ضربات من اجل “معاقبة” دمشق، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن ملخصاً المعضلة التي تواجه عدة عواصم “أنه من المؤسف لعدد كبير من الدول أن يكون عليها الاختيار بين موقف فرنسا واميركا اللتين تشكلان مرجعًا في ما يتعلق بتفسير القانون الدولي من جهة، والقواعد الاساسية للامم المتحدة من جهة اخرى”.

ويفترض أن تصدر اشتون بيانًا السبت في ختام الاجتماع الذي دعي اليه وزير الخارجية الاميركي جون كيري. ويلتقي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت في باريس نظيره الاميركي جون كيري للبحث في الازمة السورية.

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في لقاء مع صحافيين إن “هذه المحادثات ستسمح باستعراض الوضع في الشرق الاوسط والادنى وخصوصًا الوضع في سوريا والرد الذي يجب تقديمه على المجزرة الكيميائية بعد لقاءات رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ والاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في فيلنيوس”.

المانيا تطلب من الامم المتحدة الاسراع في نشر التقرير حول استخدام الكيميائي

اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الجمعة في فيلنيوس عن امله في ان تقوم الامم المتحدة بـ”تسريع” عمل الخبراء الذين حققوا في سوريا حول استخدام اسلحة كيميائية في 21 اب/اغسطس.

وقال فسترفيلي ان “طلبي هو ان نتمكن من الحصول على نتائج فريق المفتشين في اسرع وقت ممكن”، مشيرا الى ضرورة الاستناد الى “تقرير مستقل” في النقاش الدائر حول الرد الذي ينبغي على المجتمع الدولي اعتماده.

وتحدث الوزير الالماني لدى وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في فيلنيوس.

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعتبر ان هناك “احتمالا كبيرا لخيبة امل” من تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الهجوم بالاسلحة الكيميائية في سوريا لانه لن يرد على السؤال المتعلق بمنفذيه.

وقال فابيوس ان المفتشين “ليسوا مكلفين التحقيق” حول المسالة “الحاسمة والتي نملك ادلة بشانها: انما بشان من ارتكب هذه المجزرة الكيميائية”.

وشدد وزراء اوروبيون اخرون على غرار فسترفيلي، على اهمية انتظار تقرير الامم المتحدة قبل اتخاذ قرار بشان تدخل مسلح.

واعلن فابيوس ان “الكثير من الناس يقولون +يجب انتظار تقرير المفتشين+ لكن هناك احتمالا بان يسبب خيبة الامل”.

ودعا فابيوس ايضا روسيا الى استخلاص العبر من ادانتها لاستخدام الاسلحة الكيميائية وذلك اثناء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش قمة مجموعة العشرين، كما افاد مصدر دبلوماسي فرنسي.

وقال المصدر نفسه ان “لوران فابيوس قال لسيرغي لافروف انه من غير الممكن ان تدين روسيا بهذه القوة استخدام هذه الاسلحة الكيميائية ولا تستخلص العبر منه”.

وموسكو التي تدين بصورة عامة اللجوء الى هذه الاسلحة، ترفض الاعتراف بمسؤولية النظام السوري عن الهجوم الذي وقع في 21 اب/اغسطس واوقع اكثر من 1400 قتيل في ريف دمشق بحسب اجهزة الاستخبارات الاميركية.

واثناء لقائه مع لوران فابيوس، اعرب وزير الخارجية الروسي مجددا عن “شكوك حيال مسؤولية” دمشق في الهجوم في حين تعتبر واشنطن وباريس انه تبين ذلك، كما اعلن المصدر الدبلوماسي الفرنسي ايضا.

«الحر» ينسحب من بلدة معلولا المسيحية.. وانفجار في دمشق

كيلو: بعض قوى الجيش الحر يرتكبون أخطاء تعزز الانقسام الطائفي

بيروت: «الشرق الأوسط»

بعد ساعات على دخول مقاتلين معارضين بلدة معلولا بريف دمشق (جنوب سوريا) ذات الغالبية المسيحية، انتشرت أنباء عن تعرض الكنائس والأديرة المسيحية للحرق على أيدي مسلحي المعارضة، إضافة إلى اعتداءات على السكان، الأمر الذي نفته رئيسة دير «مار تقلا» في معلولا، بيلاجيا صياح، مؤكدة عدم حصول أي اعتداء على دور العبادة في البلدة ذات الأهمية البالغة لمسيحيي العالم.

وكانت كتائب المعارضة، ومن بينها جبهة «النصرة» وحركة «أحرار الشام الإسلامية» (كتيبة ثوار بابا عمرو وكتيبة مغاوير بابا عمرو) قد أعلنت عن استهداف حواجز للقوات النظامية في بلدة معلولا الواقعة في جبال القلمون بريف دمشق عبر هجوم انتحاري ضمن ما سمته «سلسلة غزوات العين بالعين»، ودمرت حاجز «التينة» الذي يضم عسكريين وميليشيات تابعة للنظام عند مدخل البلدة وأوقعت جميع عناصره بين قتيل وجريح. ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين قبل أن يتقدم مقاتلو المعارضة ويسيطروا على كامل مدينة معلولا.

وفي حين تعهد الجيش الحر في بيان بـ«حماية الكنائس والمقدسات المسيحية في مدينة معلولا وحماية أهالي المدينة وحسن معاملتهم على مختلف دياناتهم وطوائفهم»، أعلن الناطق باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها، مصعب أبو قتادة، أن «كتائب المعارضة قررت الانسحاب من المدينة التي سيطر عليها، خوفا على أرواح سكانها المدنيين من قصف القوات النظامية التي تحاول استعادتها، وكذلك لعدم تمكين تلك القوات من ارتكاب مجزرة فيها أو على أطرافها ليتهم الجيش الحر بأنه قام بـ(مجزرة طائفية) هناك كون غالبية سكان المدينة من المسيحيين».

وقد بث ناشطون سوريون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر أحد قادة الجيش الحر وهو يخاطب جنوده بعدم التعرض للمدنيين والكنائس في مدينة معلولا التاريخية التي سيطرت عليها المعارضة اليوم، متحدثا عن رباط الأخوة في الوطن ودور عناصر المعارضة في حماية المنشآت الدينية، مع التأكيد أنهم سيردون فقط على من يطلق عليهم النار.

وفي هذا السياق يشير عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ميشيل كيلو لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المقاتلين المعارضين أدركوا أن القتال داخل مدينة معلولا سيؤدي إلى تدميرها على يد قوات النظام، ما دفعهم إلى الانسحاب منها نحو قرى مجاورة». وأوضح أن المدنية باتت داخل الصراع الدائر، لا سيما بعد تعرض بلدتي «بعدين» و«عين التينة» المجاورتين لها للقصف النظامي.

ولفت كيلو إلى أن «النظام السوري يسعى إلى إحداث فتنة مسيحية – إسلامية في سهل الغاب، وفتنة درزية – سنية في جنوب سوريا، وفتنة عربية – كردية في الجزيرة»، مشيرا إلى «وجود قوى داخل الجيش الحر لا يعون خطورة هذا الأمر فيساهموا عبر ارتكاب أخطاء وممارسات سيئة إلى تعزيز الانقسام الذي يريد النظام حصوله بين مكونات المجتمع السوري».

وانتقد كيلو «القصف الذي تتعرض له بلدتا محردة والسقيلبية المسيحيتان من منقطة سهل الغاب من قبل كتائب الجيش الحر»، مؤكدا أن «البلدتين تحتويان على عدد كبير من النازحين ولا يوجد فيهما أي مظاهر مسلحة للنظام أو لسواه».

وتعتبر مدينة معلولا من أقدم المدن المسيحية في العالم، حيث يعود تاريخ بنائها إلى عدة قرون قبل الميلاد، وتحتوي على معالم سياحية وتاريخية مسيحية بارزة، أهمها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل (سلسلة جبال لبنان الشرقية)، كما يوجد فيها دير مار تقلا الشهير ويتكلم أهلها اللغة الآرامية القديمة (لغة السيد المسيح) إلى جانب العربية، وغالبية سكانها من الطائفة المسيحية.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن «الراهبة السورية ماري أغنيس، رئيسة دير مار يعقوب في سوريا والمعروفة بمواقفها الداعمة للنظام السوري، تزور إسرائيل حاليا بهدف دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر استبعاد مسؤوليته عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس (آب) على غوطة دمشق»، الأمر الذي لم يستبعد المعارض ميشيل كيلو حصوله، مؤكدا أن «هذه الراهبة لديها علاقات وثيقة من المخابرات السورية، وسبق لها أن قدمت معلومات كاذبة للفاتيكان مفادها أن الثورة السورية هي حرب على المسيحيين». وكانت أغنيس قد أشارت في حديث تلفزيوني إلى أن «هناك فبركة صورية في حادثة السلاح الكيميائي بريف دمشق، وهي مسبقة الصنع»، مؤكدة «وجود أدلة لديها تثبت ذلك».

وتزامنا مع التطورات الميدانية في بلدة معلولا، وقع انفجار في منطقة السومرية بدمشق، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) التي أشارت إلى أن «التفجير سببه سيارة مفخخة قرب مركز الأبحاث والاختبارات التابع لوزارة الصناعة في منطقة السومرية».

ونقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة قوله إن «التفجير الإرهابي أدى إلى مقتل أربعة مواطنين وإصابة 6 آخرين بجروح ونشوب حريق وإلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المحلات التجارية والسيارات في المكان». وفي دمشق أيضا أفاد ناشطون بـ«سقوط قذيفة هاون في ساحة شمدين بحي ركن الدين دون أنباء عن إصابات».

ارتفاع أسعار السلع الغذائية في سوريا تحسبا للضربة الغربية المرتقبة

ناشط: التجار يستغلون الظروف لمصلحتهم وأسواق العاصمة تغص بالمشترين

بيروت: «الشرق الأوسط»

شهدت الأسواق التجارية السورية أمس ارتفاعا جنونيا في أسعار السلع لا سيما الغذائية منها بسبب تهافت أعداد كبيرة من السوريين إلى الأسواق لشراء المواد التموينية خوفا من ارتفاع أسعارها أو نفادها فيما لو تمت الضربة الغربية المرتقبة ضد مواقع النظام السوري.

ومع سماع الناس عن اقتراب الضربة الأميركية بدأوا بالتوافد على محلات المواد الغذائية طالبين كميات من السكر والأرز والزيت فهذه المواد أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها، بحسب ما يؤكد ناشط لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «هذه الظروف دفعت التجار إلى استغلال الأمر ورفع الأسعار». ويوضح الناشط أن «أسواق العاصمة وريفها غصت بالمشترين لمختلف الأصناف الغذائية القابلة للتخزين، والتي لا تتلف بشكل سريع. إضافة إلى الخبز الذي يعتبر من أهم المواد الغذائية اليومية».

وتشهد الأفران في معظم المدن السورية ازدحاما غير مسبوق، لا سيما أن البلاد عاشت أزمة خبز منذ بدء الأزمة. ويرى ناشطون أن «هناك عددا من الإشاعات حول ارتفاع سعر الخبز وانقطاعه من الأسواق تدفع بالمواطنين إلى زيادة الطلب عليه، ما أدى إلى نقص كميته في السوق»، مؤكدين أن «سعر الربطة لم يتغير رسميا، فلا يزال المواطن قادرا على الحصول على 3 ربطات بسعر 50 ليرة من الأفران الرسمية، لكن فئة من التجار أصبحوا يبيعونه في (الأسواق السوداء) بسعر 150 ليرة للربطة الواحدة».

ورغم أن معظم السوريين يعانون نقصا في السيولة النقدية، فإن شراءهم المواد الغذائية وتخزينها يعتبر من أولوياتهم الهامة في ظل الأنباء عن اقتراب الضربة ضد النظام ومواقعها العسكرية. ويقول الناشطون إن «التجار يستغلون اشتداد الأزمة في سوريا ويعمدون إلى احتكار المواد من أجل التحكم برفع الأسعار أكثر فأكثر». وبحسب هؤلاء الناشطين فإن «أسعار السلع قد ارتفعت بنسبة 40%، فبعد أن كان سعر كيلو الدجاج 500ليرة سورية، وصل أمس إلى 700 ليرة سورية واللحوم الحمراء من 1500ليرة سورية إلى 1700 ليرة سورية وربطة الخبز من 35 ليرة سورية إلى 75 و100 ليرة سورية وكذلك سعر كرتونة البيضة من 600 ليرة سورية إلى 700ليرة سورية.

وتقتصر ظاهرة ارتفاع أسعار السلع الغذائية على المناطق التي يسيطر عليها النظام، إذ لم تشهد مدن الشمال السوري أي تغيرات على الأسعار كونها خاضعة بمعظمها لسيطرة الجيش الحر الذي يقوم بتأمين الخبز والمواد الغذائية للمواطنين، وفق ما يؤكد ناشطون في إدلب وحلب.

أما في مدينة اللاذقية التي تعيش استقرارا نسبيا بعيدا عن مشهد المعارك الذي يسيطر على بقية المدن والمحافظات. فيقول أحد الكتاب المعارضين إن «عائلات كثيرة أعادت ترتيب أولوياتها، فالمبالغ التي كانت وفرتها لشراء مستلزمات أولادهم للمدرسة التي اقترب موعد افتتاحها، تحولت إلى شراء مؤونة غذائية للأسرة تحسبا للضربة التي يمكن أن تجبرهم على البقاء في بيوتهم لفترات غير معروفة». وأشار إلى وجود ازدحام شديد على كل الأفران العامة والخاصة، لدرجة أن الناس تتناقل خبر وفاة شخصين جراء العراك بأسلحة بيضاء أمام أحد الأفران بسبب خلاف على الدور.

ويؤكد أن «عائلات كثيرة تركت بيوتها القريبة من مراكز أمنية أو عسكرية لتبات لياليها عند أقارب أو أصدقاء في مناطق أخرى يعتقدون أنها أكثر أمانا. يظنون أن الضربة ستكون ليلا أو فجرا، لذلك يقضون نهارهم في بيوتهم (الخطيرة) ويبيتون ليلتهم خارجها».

في ظل ذلك، يستبعد الإعلام الرسمي الحكومي أن تكون موجة ارتفاع السلع في سوريا نتيجة الأنباء عن الضربة مرجعا ذلك إلى أسباب كثيرة، أهمها توقف الكثير من المعامل عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية السائدة، أو بسبب غلاء مدخلات صناعة هذه الملابس من خيوط وأقمشة، إضافة لصعوبة وصول المواد الأولية من الخارج، بعد أن توقف الاستيراد، وبسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.

وقد أشارت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام في أحد تقاريرها إلى صعوبة وصول البضائع بسبب «انقطاع الطرقات في بعض الأحيان، ووجود عصابات مسلحة على الطرقات الرئيسة تقوم بعملية سطو على حمولات الألبسة» على حد تعبيرها.

تكثيف ظهور وجوه النظام إعلاميا يعكس وصول الأزمة إلى مرحلة الذروة

مقابلة شعبان وروايتها عن «مجزرة الغوطة» استدعت ردود فعل ساخرة ومستنكرة

بيروت: كارولين عاكوم

خلال أقل من أسبوع بدا واضحا «الهجوم الإعلامي» من قبل «رجالات النظام السوري»، مطلقين المواقف التهديدية حينا، و«غير المنطقية» التي استدعت سخرية المعارضين حينا آخر. هذه الإطلالات التي شبهها البعض بإطلالات وزير الإعلام العراقي الأسبق، محمد سعيد الصحاف، وضعها البعض الآخر في خانة «إفلاس النظام»، تناوب عليها بشكل أساسي كل من الرئيس السوري بشار الأسد ومستشارته الإعلامية بثينة شعبان، ووزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، وارتكزت على موضوعين أساسيين هما مجزرة الغوطة التي يتهم النظام بارتكابها، والضربة العسكرية المحتملة على سوريا. لكن مما لا شك فيه أن كلام شعبان الأخير استحوذ على حصة الأسد من التعليقات والردود على صفحات التواصل الاجتماعي وعلى ألسنة المعارضين الذين أجمعوا على أن الرواية التي قدمتها حول «مجزرة الغوطة» لا تمت إلى الواقع بصلة وتفتقد الأدلة المنطقية، إضافة إلى الخلفية الطائفية التي انطلقت منها لاتهام المعارضة بارتكابها.

وفي تحليل إعلامي لإطلالات رجالات النظام المتكررة في الفترة الأخيرة، يقول الدكتور في الإعلام والدعاية محمود طربية لـ«الشرق الأوسط»: «هناك أكثر من سبب لهذا الظهور المتكرر، أهمها أن واقع الأزمة السورية وصل إلى الذروة وفي مستوى متقدم يتطلب ظهور شخصيات من الصف الأول يفترض أن تتسم بالمصداقية، بعدما لم يعد يكفي أن تنقل الأخبار عن مصادر، بل بات يتطلب التواصل المباشر ليس فقط مع الجمهور الخارجي، وإنما الداخلي أيضا، ولا سيما عبر وسائل الإعلام التقليدية، وبالتحديد الغربية منها، وذلك بهدف الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور». ولا ينفي طربية أن هناك تخبطا في صفوف النظام وأن «الخطأ الأكبر» كان ذلك الذي ارتكبته شعبان بتصريحها الأخير، واصفا إياه بـ«الدعسة الناقصة». ولفت طربية إلى أن وراء هذا الظهور المتكرر للأشخاص نفسها، هدفا أساسيا وهو القول للخصم إننا لا نزال موجودين وقادرين على المواجهة. ويعطي طربية مثلا على ذلك، بالإشارة إلى عدم حضور وسائل إعلام أجنبية في المؤتمر الصحافي الأخير لوزير الخارجية وليد المعلم، وهو دليل على علم هؤلاء واعتيادهم على أن ما كان سيقوله المعلم لا يحمل أي جديد أو يختلف عن كل ما سبق له أن قاله أو صرح به.

وكانت شعبان في محاولة منها لتبرير النظام من مجزرة الكيماوي في «الغوطة» قالت لقناة «سكاي نيوز» الإنجليزية: «الحكومة السورية ليست مسؤولة عن المجزرة التي راح ضحيتها 1400 شخص، بل المسؤول عن ذلك هي المعارضة التي قامت بخطف الأطفال والرجال من قرى اللاذقية وأحضرتهم إلى الغوطة، وقامت بوضعهم في مكان واحد واستخدمت ضدهم الأسلحة الكيماوية»، مشيرة بشكل واضح إلى أن ضحايا المجزرة هم من الطائفة العلوية لانتمائهم إلى قرى اللاذقية.

وقد تحولت هذه الرواية إلى محور تعليقات المعارضين وتحليلاتهم الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك انطلاقا من نقاط عدة أهمها أن المسافة بين قرى اللاذقية وريف دمشق، حيث وقعت المجزرة، لا تقل عن 400 كيلومترا، يحتاج الوصول إليها أكثر من أربع ساعات، وسأل الناشطون: «إذا كان كما تقول شعبان إن هؤلاء خطفوا فأين الحواجز المنتشرة على طول الطرقات وكيف أنها لم تقدم حتى على إيقاف عشرات الحافلات التي تتسع لـ1400 راكب، وهو عدد ضحايا المجزرة؟».

وفي حين اعتبر أحد الناشطين على صفحة «الثورة السورية» أن قصة «ليلى والذئب» قابلة للتصديق أكثر من رواية شعبان، قال آخر: «هذا نظام يحتاج إلى مستشارة كهذه، الآن عرفنا كيف أن النظام ينهار ويسقط»، وكتب الناشط زياد الصوفي على صفحته، يقول: «لماذا لا تكمل شعبان روايتها؟ فشباب منطقة المزة 86 (العلوية) وزعوا البقلاوة واحتفلوا ابتهاجا ورقصوا بساحات دمشق بموت أولادهم؟ ولماذا الحكومة السورية لم تعلن الحداد على هؤلاء؟، الحكومة السورية ما أعلنت الحداد على أرواحهم، صفحات الشبيحة والموالين استشاطت فرحا بموت الأولاد العلويين، بينما الإعلام الرسمي والمأجور لم يهدأ مفاخرا بانتصاراته بحق الجيش الحر»، مع العلم بأن تصريح شعبان هذا، كان قد سبقته تصريحات لها في وقت سابق، لاقت بدورها ردود فعل مستنكرة وساخرة وإن كانت أقل وطأة، فهي التي كانت أول من تكلم من قبل النظام بعد مجزرة درعا وكانت صاحبة أول رد رسمي من النظام السوري بعد «مجزرة درعا» الأولى في الثورة السورية، إنما لتتكلم عن زيادة بالرواتب وإقرار قانون الأحزاب وبحث إلغاء حالة الطوارئ.

كذلك، كان الرئيس السوري الذي قالت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إنه ظهر بمزاج جيد أواخر الأسبوع الماضي، وكان يمازح أعضاء الوفد اليمني الذي يزوره معلقا على الفوضى السياسية التي تعيشها مصر، مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، حذر الرئيس السوري بشار الأسد باريس من نتائج عملية عسكرية محتملة ضد بلاده، بالقول: «إن تدخلت باريس عسكريا في سوريا، سيكون لذلك انعكاسات سلبية على المصالح الفرنسية».

وقد سبقه في التهديد نفسه وزير الخارجية وليد المعلم الذي تحدى في مؤتمر صحافي له الأسبوع الماضي، الغرب، بأن أي عدوان على سوريا يخدم مصالح إسرائيل وجبهة النصرة، وشدد على أن أي ضربة عسكرية لن تؤثر على ما وصفه بالإنجازات الميدانية في الغوطة، ووصف ما كل ما يقال عن ضربة عسكرية بـ«مجرد أكاذيب».

وفي حين رأى أن العالم يحتشد لأن سوريا صمدت طيلة الأزمة، قال إنه إذا وقعت الضربة العسكرية سنواصل الدفاع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة، مستبعدا كذلك حدوث أي ضربة، ومؤكدا: «لدينا وسائل ندافع بها عن أنفسنا ستفاجئ العالم»، مضيفا: «إن ما حدث في الغوطة هو ضربة استباقية للهجوم على دمشق».

وعلى الخط نفسه، كان قد أطل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقابلتين، إحداهما تلفزيونية وأخرى مع صحيفة «وول ستريت جورنال الأميركية»، محذرا من عواقب أي هجوم عسكري تقوده أميركا ضد سوريا، مؤكدا أن بلاده سترد على العدوان، ليس ضد إسرائيل فقط، ولكن أيضا ضد جارتيها الأردن وتركيا إذا شاركتا في أي عملية تقودها الولايات المتحدة. وأمل أن يستمع النواب الأميركيون بالحكمة، إلى صوت العدل، وليس إلى الأعمال الاستفزازية، داعيا إلى حوار مع الولايات المتحدة، قائلا: «نحن نحب الشعب الأميركي، هناك ملايين الأميركيين من أصول عربية بما فيها السورية ولا نريد حروبا مع الولايات المتحدة». وقال: «إذا ما اندلعت الحرب فإن أحدا لا يستطيع التحكم بما سيحصل»، مضيفا: «إننا نعتقد أن أي هجوم ضد سوريا سينجم عنه حتما فوضى في كل المنطقة إن لم يكن أبعد من ذلك».

وفي مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» قال المقداد، إن حكومة بلاده «لن تغير موقفها تجاه الأزمة الراهنة التي تشهدها سوريا حتى ولو شنت حرب عالمية ثالثة»، وأكد أن دمشق تحشد حلفاءها لمواجهة أي ضربة عسكرية محتملة قد تقدم واشنطن وحلفاؤها على شنها ضد سوريا.

ولفت إلى أن سوريا اتخذت جميع الإجراءات اللازمة للرد على أي ضربة عسكرية أو عدوان غربي محتمل على سوريا، موضحا أن بلاده لن تقدم معلومات عن كيفية ردها.

هيغ يبلغ الجربا أن «الحل السياسي» أولوية بريطانيا لإنهاء أزمة سوريا

وزير الخارجية البريطاني يعتبر الائتلاف «الأمل الأفضل»

لندن: مينا العريبي

على الرغم من تأكيد بريطانيا التزامها بدعم المعارضة السورية في الفترة المقبلة، لم يحصل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري أحمد الجربا أمس على تعهدات جديدة من الحكومة البريطانية خلال زيارته إلى لندن التي تنتهي اليوم. وبينما حرص وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على توجيه رسالة واضحة بأن بلاده ملتزمة بالعمل على التوصل الى اتفاق سياسي لتغيير النظام السوري، الا ان مسألة تسليح الجيش السوري الحر ما زالت غير واردة في المرحلة المقبلة من قبل البريطانيين. وأفاد وزير الخارجية البريطاني بعد لقائه الجربا بأنه «يجب ألا يكون لدى الرئيس الجربا والشعب السوري أي شك في أن المملكة المتحدة تقف كليا وراء الائتلاف السوري المعارض – الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري». وأضاف أن الائتلاف يمثل «الأمل الأفضل لحل سياسي للأزمة ولمستقبل سوريا مستقر وديمقراطي». وأكد هيغ أن «أولوية المملكة المتحدة تبقى حلا سياسيا للأزمة في سوريا، وتحقيق السلام في سوريا سيتطلب حكومة تمثل احتياجات جميع الشعب السوري، والمملكة المتحدة تعمل عن قرب مع الائتلاف الوطني لتحقيق ذلك».

وفي مؤتمر صحافي في لندن مساء أمس، اكد اعضاء الوفد المراقف للجربا أن الاجتماعات في بريطانيا كانت «ودية» وان بريطانيا اكد دعمها للائتلاف الوطني. وأوضح عضو الائتلاف منذر اقبيق انه تم طرح تسليح الجيش السوري الحر «سؤلنا عن السلاح وكان هناك حديثا عن إمكانية مساعدة الجيش السوري الحر»، مضيفا: «لم تصدر اية تأكيدات من البريطانيين حول ذلك». وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الاوسط»: «أن موقف الحكومة البريطانية لم تتغير ولم يتخذ قرارا بعد في هذا الشأن، وأي قرار سيطرح لمجلس النواب للتصويت». ويذكر ان تسليح المعارضة السورية سيحتاج الى موافقة البرلمان البريطاني، وهوأمر من غير المتوقع ان يحدث حاليا، خاصة بعد رفض البرلمان المشاركة في ضربة عسكرية على سوريا. وأكد الوفد السوري المعارض أن البريطانيين أبلغوهم بعدم ترجيح تصويت جديد في البرلمان البريطاني لتفويض مشاركة بريطانية في ضربة عسكرية قد تطلقها الولايات المتحدة وحلفائها على سوريا.

وعن الضربة العسكرية المتوقعة، أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط أن «الهدف من الضربات لشل قدرات النظام التي يمكن أن تستخدم لإطلاق السلاح الكيماوي، وهذه القدرات هي القدرات الجوية والصواريخ»، موضحا انه في حال دمرت قدرات النظام السوري الجوية والصاروخية سيحرز الجيش السوري الحر تقدما لافتا. وأضاف: «لا توجد اهداف أخرى.. ولا نية لمهاجمة مجموعات أخرى داخل سوريا أو إسقاط النظام»، في اشارة الى التكهنات حول امكانية توسيع نطاق الضربة العسكرية لاسقاط النظام السوري أو استهداف معاقل للمتشددين في البلاد. وأوضح منذر اقبيق: «نحن نحتاج إلى مساعدة المجتمع الدولي لتحييد قدرة النظام، ويترك للشعب السوري والجيش السوري الحر إسقاط النظام». وفي ما يخص الأنباء عن انشقاق وزير الدفاع السوري السابق العماد علي حبيب، يبدو أن الائتلاف الوطني لم يحصل على معلومات مختلفة عن التضارب الوارد في الأنباء خلال اليومين الماضيين. وقال عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري أنس العبدة: «ليست لدينا معطيات عن الانشقاق»، ممتنعا عن الخوض في المزيد من التفاصيل. ويذكر ان بريطانيا سلمت المعارضة معدات واقية من الأسلحة الكيماوية خلال الفترة الماضية، واكدت نيتها تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للسوريين.

الثوار يتقدمون في القلمون مستغلين ارتباك قوات النظام

                                            (“العربية”، ا ف ب، رويترز، يو بي اي)

حقق الجيش السوري الحر تقدماً في منطقة القلمون شمال العاصمة دمشق، بعد أن بدأ هجوماً، مستغِلاً الارتباك في صفوف قوات النظام في ظل الاستعدادات لضربة عسكرية أميركية وشيكة، فيما عبرت ثلاث سفن حربية روسية أمس مضيق البوسفور التركي متجهة الى شرق المتوسط مقابل السواحل السورية على خلفية الاستعدادات لاحتمال ضربة عسكرية غربية على نظام دمشق.

وتغير المشهد العسكري في منطقة القلمون في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، حيث تحولت القلمون من منطقة هادئة نسبياً بالنسبة الى دمشق إلى أرض المعركة الأكثر اشتعالاً حالياً.

وبدأت عناصر الجيش الحر بالتحرك في المنطقة للسيطرة على اللواء 20 الذي ينتشر في جبال القلمون وبحوزته الكثير من المعدات والذخائر.

وأدى الهجوم، في مراحله الأولى، إلى السيطرة على ورشة الإصلاح وحقل الرماية التابعين للفرقة الثالثة.

كما سيطر الثوار على أربع كتائب في اللواء 81. ويعتبر هذا اللواء، إضافة إلى اللواء 20، أكبر قوة مدرعة تابعة لقوات النظام.

وتقع منطقة القلمون بين جبال الرحيبة والقطيفة في محاذاة طريق دمشق ـ حمص الدولي. وتشتهر هذه المنطقة الجبلية بكثرة تواجد القطع العسكرية الاستراتيجية فيها.

وتحتوي المنطقة على أسلحة متطورة كتلك التي في مستودع دنحا الذي سيطر عليه الثوار أخيراً والذي يحتوي على الكثير من الصواريخ المضادة للدروع والدبابات.

يُذكر أن لسيطرة الثوار على منطقة القلمون أبعاداً استراتيجية، حيث تعد القلمون النقطة الواصلة بين وادي بردى والحدود اللبنانية السورية من جهة، وبين محافظة حمص ودمشق من جهة أخرى. كما ستسمح للثوار بحرية التحرك نحو الغوطة الشرقية.

في غضون ذلك، عبرت ثلاث سفن حربية روسية أمس مضيق البوسفور التركي متجهة الى شرق المتوسط مقابل السواحل السورية على خلفية الاستعدادات لاحتمال ضربة عسكرية غربية على نظام دمشق.

وتصدرت سفينة الحرب الالكترونية اس اس في-201 “بريازوفيي” المجموعة التي شملت كذلك سفينتي الإنزال “مينسك” و”نوفوتشيركاسك”، في عبور المضيق الذي يقسم مدينة اسطنبول التركية الكبرى، بحسب مصور فرانس برس.

ومساء الأحد غادرت “بريازوفيي” ميناء سيباستوبول الأوكراني حيث يتمركز أسطول البحر الأسود الروسي “في مهمة في شرق المتوسط” على ما نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن مصدر عسكري.

وتحافظ روسيا على وجود عسكري متواصل من خلال عدد من السفن الحربية في شرق المتوسط منذ اندلاع الأزمة السورية قبل عامين ونصف العام.

وفي أعقاب هجوم مفترض بالسلاح الكيميائي في ضاحية دمشق في 21 آب نسبه الأميركيون الى نظام الرئيس السوري بشار الأسد طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس الموافقة على تنفيذ غارات جوية على سوريا. لكن موسكو ترفض ذلك بشكل قاطع.

وتعتبر روسيا الداعمة الرئيسية لنظام دمشق حيث تزوده بالأسلحة وتستفيد منذ الحقبة السوفياتية من قاعدة عسكرية في ميناء طرطوس على بعد 220 كيلومتراً شمال غرب دمشق.

الى ذلك، قتل أربعة أشخاص وجرح ستة آخرون أمس في انفجار سيارة مفخخة في غرب دمشق، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن “تفجيراً إرهابياً بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل أربعة مواطنين وإصابة ستة آخرين بجروح”.

كما أدى الانفجار الى “نشوب حريق وإلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المحلات التجارية والسيارات في المكان”. وأشارت الوكالة الى أن الانفجار وقع بالقرب من مركز الأبحاث والاختبارات التابع لوزارة الصناعة في منطقة السومرية بدمشق.

ويُعنى المركز الذي أحدث في عام 1965، بحسب موقعه الالكتروني، بالدراسات والأبحاث الصناعية من جهة وتحقيق الجودة الصناعية من جهة أخرى.

ومنذ اندلاع النزاع السوري في آذار2011، استهدفت أحياء عدة في دمشق بالعديد من التفجيرات الدامية.

من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في رسائل الكترونية متتالية عن اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة في محيط معضمية الشام القريبة من السومرية، والواقعة الى جنوب غرب دمشق.

كما أفاد عن قصف من قوات النظام على مناطق في المعضمية وفي داريا المجاورة لها ومحيط مدينتي حرستا ودوما (شمال شرق دمشق).

كما شن الطيران الحربي السوري غارات على بلدة السبينة (جنوب دمشق).

وأطلق مقاتلو المعارضة قذائف هاون عدة سقطت في أحياء في وسط العاصمة، بحسب المرصد.

في غضون ذلك، تعرضت مناطق في حي جوبر في شرق العاصمة لقصف من القوات النظامية ترافق مع اشتباكات عنيفة ومحاولة من القوات النظامية اقتحام الحي، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

كما تعرضت مناطق في مخيم اليرموك وشارع الثلاثين وحي العسالي في جنوب العاصمة لقصف بقذائف الهاون من القوات النظامية.

وشملت غارات الطيران أمس مناطق في إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال).

وقتل طبيب جراح سوري يعمل مع منظمة “أطباء بلا حدود”، في سوريا في ظروف “غامضة” وعثر على جثته الثلاثاء في محافظة حلب حسب ما أعلنت الخميس المنظمة الفرنسية التي “نددت” بالاعتداء.

والطبيب محمد أبيض البالغ الـ28 من العمر، “قتل في شمال سوريا. وقالت المنظمة إنه عثر على جثته في الثالث من أيلول في محافظة حلب”، مشيرة الى أنه ليس لديها المزيد من المعلومات في هذه المرحلة.

وقالت المنظمة إن “الظروف الدقيقة لمقتل الدكتور أبيض تبقى غامضة وتدين أطباء بلا حدود هذا الاعتداء الذي استهدف جراحاً يعمل من دون كلل لتحسين الوضع الإنساني الفظيع في هذه المنطقة في حين تشهد بلاده حرباً”.

وشددت المنظمة على “ضرورة ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني”.

وإقليمياً نشرت تركيا قوات إضافية لتعزيز حدودها الطويلة مع سوريا تحسباً لتدخل محتمل ضد النظام السوري. وأوضحت وكالة دوغان التركية أمس إن قافلة من 20 آلية تشكل المدرعات القسم الأكبر منها، قد انتشرت مساء الأربعاء على الحدود السورية عند بلدة يايلاداغي في إقليم هاتاي.

وتحدثت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن تعزيز القوات المحتشدة منذ بداية النزاع السوري في 2011 في مناطق حساسة على الحدود المشتركة (900 كيلومتر) خصوصاً في غازي عينتاب (جنوب).

وامتنعت رئاسة أركان الجيوش التركية التي اتصلت بها وكالة فرانس برس عن الادلاء بأي تعليق.

ومنذ بداية 2012، عززت تركيا وحداتها على الحدود السورية بدبابات وبطاريات مدفعية. وركزت أيضاً صواريخ باتريوت للحلف الأطلسي في عدد من مدن جنوب الأناضول.

وتستضيف تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، والتي قطعت علاقاتها مع حليفها السوري السابق، أكثر من 500 ألف لاجئ سوري على أراضيها. وهي تؤيد تدخلاً عسكرياً ضد سوريا بعد الهجمات الكيميائية في 21 آب الفائت وتتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشنها.

في برلين، كشفت الاستخبارات الألمانية في معلومات أوردتها صحيفة “در شبيغل” أن الهجوم بالأسلحة الكيميائية في 21 آب في الغوطة الشرقية هو من تنفيذ النظام السوري، إلا أن حصيلة ضحاياه كانت كبيرة جداً بسبب “خطأ” في عيار الغازات السامة المستخدمة في الهجوم.

وأفادت الصحيفة الألمانية على موقعها الالكتروني استناداً الى عرض سري قدمه رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية غرهارد شيندلر لبرلمانيين، أن هذا الهجوم تتحمل مسؤوليته قوات النظام السوري رغم عدم وجود أدلة قاطعة على ذلك.

وبالنسبة الى الاستخبارات الألمانية فإن خبراء نظام الرئيس بشار الأسد وحدهم يملكون مواد مثل غاز السارين، وهم قادرون على مزجها واستخدامها في صواريخ صغيرة من عيار 107 ملم، وهي صواريخ موجودة لدى هذه القوات بكثرة. وقال شيندلر للبرلمانيين بحسب الصحيفة إن مقاتلي المعارضة لا يملكون الإمكانات المطلوبة لشن مثل هذه الهجمات.

وأوضح رئيس الاستخبارات الألمانية بحسب الصحيفة أن قوات الأسد استخدمت في السابق أسلحة كيميائية في هجماتها، إلا أن الغازات المستخدمة كانت ذات تركيز منخفض للغاية ما يبرر حصيلة الخسائر البشرية المحدودة بالمقارنة مع ما تم تسجيله في هجوم 21 آب.

واعتبر شيندلر أن خطأ في تحديد عيار الغاز المستخدم قد يكون السبب وراء الحصيلة الكبيرة للضحايا في الهجوم الأخير في ريف دمشق.

وخلال عرضه الذي استمر قرابة الثلاثين دقيقة، أشار شيندلر أيضاً الى اعتراض مخابرة هاتفية بين أحد القادة الكبار في “حزب الله” وديبلوماسي إيراني. وبحسب در شبيغل، فإن المسؤول في “حزب الله” حمل في هذا الاتصال قوات الأسد المسؤولية عن هجوم الغوطة الشرقية الكيميائي، معتبراً أن الرئيس السوري “فقد أعصابه” وارتكب “خطأ فادحاً” بإعطائه الأمر باستخدام أسلحة كيميائية.

ومن شأن هذا العنصر الجديد أن يلقي بثقله على النقاشات بشأن تدخل محتمل، من خلال تدعيم فرضية مسؤولية النظام عن الهجوم الكيميائي الأخير وفق در شبيغل، في وقت تسعى الحكومتان الأميركية والفرنسية الى الحصول على أكبر دعم دولي ممكن لتدخل عسكري محتمل في سوريا.

11 دولة في مجموعة الـ20 تدعو الى رد دولي قوي ضد دمشق

دعت احدى عشرة دولة في قمة مجموعة العشرين الجمعة في بيان الى رد دولي قوي على اثر استخدام اسلحة كيماوية في سوريا، مؤكدة ان مؤشرات تدل “بوضوح” على مسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الاسد في هجوم كيماوي في 21 آب.

ووقع على هذه الدعوة التي نشرها البيت الابيض في ختام قمة سان بطرسبورغ، كل من استراليا وكندا وفرنسا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية واسبانيا (التي ليست رسميا عضوا لكنها مدعوة دائمة الى مجموعة العشرين).

وأورد البيان “ندين بأشد العبارات الهجوم الرهيب بالاسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق في 21آب والذي اسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والاطفال”.

وأضاف ان “الادلة تؤكد بوضوح مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم. اننا ندعو الى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والقيم المطبقة في العالم بهدف توجيه رسالة واضحة لعدم تكرار هذا النوع من الفظائع. ان من ارتكبوا هذه الجرائم يجب ان يتحملوا المسؤولية”.

وتابع البيان ان “الموقعين طالبوا منذ وقت طويل بقرار قوي يصدره مجلس الامن الدولي، لكن الاخير” معطل منذ عامين ونصف عام، و”العالم لا يمكنه ان ينتظر نتيجة عملية لا نهاية لها آيلة الى الفشل”.

لكن الاوروبيين الذين وقعوا البيان اكدوا مواصلة السعي الى “موقف مشترك” في موازاة اجتماع في فيلنيوس يعقده وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.

والبيان الذي لم يتضمن اي اشارة علنية الى تدخل عسكري في سوريا، يعكس مجددا انقسام المجتمع الدولي حيال الملف السوري.

دروس الـ”ناتو” في كوسوفو تنعكس في سوريا

سيكون العالم قد أرسل “إشارة خطرة إلى الديكتاتوريين” إذا لم يردّ بشكلٍ حازم على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا؛ هذا ما قاله أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو” أندرس فوغ راسموسن الإثنين في مؤتمره الصحافي الشهري. وأضاف راسموسن أنّه شاهد ما يكفي من الأدلة لإقناعه بأنّ السلطات السورية تقف خلف الاعتداء بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية. لكنّه قال أيضاً إنه يعود لدول حلف الناتو، كل دولة على حدة، أن تقرّر كيف سترد على الاعتداء، ولم يتصوّر أي دور لحلف الناتو سوى خططه الحالية بالدفاع عن الدولة العضو في الحلف “تركيا” التي تتاخم سوريا.

إلا أن الناتو لا يتصرف دوما بهذه الطريقة. فعام 1999، تدخّل في كوسوفو وقاد حملة دامت 78 يوماً على الجيش الصربي حتى استسلام سلوبودان ميلوسوفيتش. وكان الصراع العنيف بين المسلمين الألبان والصرب المسيحيين الأرثوذوكس بدأ عام 1998، وأدى إلى مقتل 10000 ألباني وتهجير 900000 آخرين في أقل من سنة. ولكن أيضاً في أقل من سنة، قرّرت إدارة كلينتون آنذاك القيام بتدخل إنساني. ولأن روسيا نقضت قرار مجلس الأمن، حصل تدخل الناتو من دون موافقة الأمم المتحدة.

هكذا تظهر قضية كوسوفو أنّ خيار الناتو موجود في القضية السورية حتى من دون تفويض من الأمم المتحدة. العديد من الخبراء العسكريين الأميركيين يعتبرون أنّه على حلف الناتو أن يساعد الولايات المتحدة بالطريقة نفسها التي تمّت فيها الضربة الإنسانية لكوسوفو عام 1999. إلاّ أنّ المحللين يحذرون كذلك من أن هناك دروساً يجب تعلمها من التدخّل في كوسوفو ويمكن تطبيقها على القضية السورية.

ولاحظ أنطوني دوركين من مؤسسة أبحاث “المجلس الأوروبي حول العلاقات الخارجية”، أنّ هناك نقاط تشابه واضحة بين سوريا وكوسوفو، ومنها أن العمل العسكري اتُخّذ القرار بشأنه بدون تفويض من مجلس الأمن. وفي الوقت نفسه، يقول دوركن إنّه لا يمكن التغاضي عن الفوارق بين كوسوفو وسوريا. “فقد كانت كوسوفو عبارة عن عملية عسكرية على مستوى كبير وكان المُراد منها أن ينسحب الجيش الصربي من كوسوفو، لم يكن الهدف تغيير النظام”. وأضاف “في سوريا، كافة المؤشرات تدل على عملية محدودة أكثر بكثير”.

ولا ترغب العديد من الدول الأعضاء في حلف الناتو بالتدخّل في سوريا، ولا سيما أن العضوين الرئيسيين فيه- أي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة- مترددان أيضاً. وقال لـ”NOW” الباحث الزائر في مؤسسة كارنيجي Carnegie Europe، سنان أولغن، إنّ الكثير تغيّر منذ تدخّل الناتو في كوسوفو. والسياسة الداخلية هي من بين العوامل الأساسية التي تمنع الولايات المتحدة من اتخاذ الموقف السريع نفسه كما فعلت في كوسوفو. “اليوم الإدارة الأميركية الحاكمة تريد أن تترك خلفها تركة مختلفة: هي انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. لقد انتُخب باراك أوباما وفقاً لهذا البرنامج، وانسحب اولاً من العراق وعام 2014 سوف ينسحب من أفغانستان. هذا أحد الأسباب التي تجعله متردداً في توريط القوات الأميركية في سوريا” يشير أولغن قائلاً.

بالإضافة الى ذلك، كان الهدف السياسي من الحملة في كوسوفو واضحاً: حيث أرادت القوى التي قادت التدخّل إضعاف القيادة الصربية وقواتها بحيث يمكن إحلال السلام. وعلى العكس من ذلك، تبدو النتيجة في سوريا مبهمة جداً: حيث لا تبدو الدول الغربية متأكّدة أي لاعبين يجب أن تساعد. “كان هناك معارضة ألبانية موحّدة أكثر في كوسوفو، في حين أن ذلك غير متوفّر في سوريا” قال أولغن.

وشدّد أولغن على أنّه عام 1999، كانت روسيا تعتمد سياسات أكثر انعزالية وكان دورها في السياسة الدولية أضعف من اليوم. “لقد تطوّرت روسيا لتصبح لاعباً دولياً أقوى، وساهم بذلك كما يبدو واضحاً الارتفاع في أسعار النفط والغاز. ففي ظل حكم بوتين، باتت روسيا لاعباً دولياً أقوى ممّا كانت عام 1999 [في ظل حكم بوريس يلتسين]”.

وشرح دوركين أنّ بعض أعمال الناتو في كوسوفو أصبحت مثيرة للجدل لأنه حاول تغيير الحسابات السياسية للحكومة الصربية من خلال استخدام القوة العسكرية. “كانت هناك اعتبارات سياسية لجهة اختيار الأهداف، لأن قوات الناتو كان تحاول دفع الشعب الصربي الى وقف دعمه للعمل العسكري للحكومة الصربية. وعنى ذلك التمادي في التعامل مع الأهداف المتاحة”. وأضاف “لا شيء من ذلك سوف يكون مطروحاً في سوريا. أعتقد بأنه سيتم التركيز على الأهداف العسكرية”.

وقال دوركين أيضاً إنّ الهواجس الغربية حول مستقبل سوريا السياسي – بما فيها دور الفصائل الجهادية- لم تتغيّر حتى بعد استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. “هنا تكمن سخرية القدر. حيث توجد رغبة قوية لدى قادة العالم بإرسال رسالة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيماوية أمر غير مسموح نهائياً، ولكن […] يبقى من غير المؤكّد ما هو الهدف المرجو من استخدام القوة لمساعدة المدنيين”. وتابع دوركين “أعتقدُ أنّ هناك مجموعة من الناس في الولايات المتحدة ترغب بالاستفادة من هذه الفرصة للقيام بضربة قاضية على الأسد، ولكني أعتقد أن الرئيس أوباما ليس من بين أفراد هذه المجموعة”.

الولايات المتحدة في صراع من أجل أكثريّة حول التحرّك بسوريا

تمكّن الرئيس الاميركي باراك اوباما من الحصول على تأييد بعض قادة الكونغرس لتوجيه ضربات الى سوريا، لكن في مرحلة يهيمن عليها شبح حرب العراق، من غير المؤكد ان يتبعهم الاعضاء الآخرون في المجلسين.

وحشد اوباما الذي يحضر في سان بطرسبرغ حاليا قمة مجموعة العشرين، كل قاعدته السياسية والعسكرية لإقناع المشرّعين بخطته لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على هجوم استخدمت فيه أسلحة كيماوية.

وحتى الآن حقق البيت الابيض إنتصارين.

فالثلاثاء، أعلن رئيس مجلس الشيوخ الجمهوري جون باينر وزعيم الاغلبية فيه اريك كانتور اللذان يقلقان الرئيس عادة، عن دعمهما القوي لهذه الاستراتيجية.

والاربعاء صوّتت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بأغلبية عشرة اصوات مقابل سبعة على السماح بتحرك ضد سوريا، وإن كان ذلك ضمن قواعد اشتباك اكثر صرامة من تلك التي حددها البيت الابيض.

وقال السناتور الجمهوري بوب كوركر “لا احد منا يريد ان تغرق الولايات المتحدة في نزاع جديد، لذلك حدت اللجنة بشكل كبير التصريح الذي تقدم به الرئيس مع موافقتها على استخدام مناسب للقوة ردا على استخدام الاسد أسلحة كيماوية”.

لكن إن كان لأوباما أن يكسب رهانه بالحصول على تأييد واسع في الكونغرس لمهاجمة سوريا، فينبغي ان يحصل على تأييد اعضاء الكونغرس الاقل نفوذا، وهم خلافا لقادتهم، اكثر اهتماما بصورتهم السياسية الداخلية من موقع الولايات المتحدة في العالم.

وفيما باتت الولايات المتحدة متعبة من الحروب يبدو التصويت للسماح بتحرك ضد سوريا الذي سيبدأ على الارجح الاسبوع المقبل اصعب خصوصا بالنسبة لاعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الذين يسعون لاعادة انتخابهم في 2014.

ويواجه الجمهوريون موجة من الشعور بالعزلة والتحرر داخل حزب ما زال متأثرا بصدمة حرب العراق.

وأطاح مرشحو “حزب الشاي” عددا من الجمهوريين القدامى بعدما تحدوهم بشأن حقهم في الترشح.

اما الليبراليون في الحزب الديموقراطي المعارضون للحرب فبات بعضهم يشاطر مواقف محافظين مثل السناتور رون بول الذي يعارض تحركاً عسكرياً اميركياً.

لكنّ “صقورا” مثل عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين ليندسي غراهام وجون ماكين طالبوا بأكثر من الضربات “المحدودة” التي يقترحها اوباما وزيادة المساعدة العسكرية الاميركية للمعارضة السورية.

هذا التشرذم في صفوف الحزبين يعقّد جهود بناء ائتلاف داعم لتحرك في سوريا.

لكنّ مسؤولا في البيت الابيض توقّع الحصول على ما يكفي من الدعم بين النقيضين.

وصرّحت مستشارة الامن القومي سوزان رايس لقناة “ان بي سي” الاخبارية انها “واثقة” من كسب الادارة رهانها.

وأقر مسؤول آخر في مجلس خاص ان البيت الابيض “سيخسر بعض الديموقراطيين” ما يعني الحاجة الى عدد من اصوات الجمهوريين لا في مجلس النواب فحسب بل كذلك في مجلس الشيوخ الذي تهيمن عليه اكثرية ديموقراطية، من اجل اقرار مشروع القرار.

ما زالت اعداد الاصوات المتوقعة غير متوافرة في اثناء جلسات الاستماع الجارية في الكونغرس حول المسألة والتي شملت عرضا متحمسا قدّمه وزير الخارجية جون كيري.

لكن النائب الديموقراطي كريس فان هولن صرح الاربعاء ردا على سؤال “سي ان ان” حول ما اذا كان مجلس النواب سيمرر قرارا بالحرب، “لا أظن ان أحدا يعلم الان”.

وأضاف مساعد ديموقراطي في مجلس النواب “ينبغي الحصول على عدد مهم من الاصوات من المعسكرين”.

وعبّر باينر وكانتور عن تأييدهما بينما ما زال نواب ديموقراطيون كبار مترددين وقد يسحبون اصواتا مؤيدة معهم.

فالجمهوري في البيت الابيض كفين مكارثي اكد الاربعاء “لم أصل الى مرحلة القرار بعد”.

كما يبدو بول راين الذي يعتبر شخصية مهمة وقد تكون لديه طموحات في القيادة على غرار مكارثي مترددا كذلك.

ولدى البيت الابيض ما يثير القلق.

فمساعدو اوباما المقربون يعربون في مجالس خاصة عن استيائهم من عجز باينر عن اثارة الضجة واجتذاب الاصوات على ما فعل في قضايا كبرى اخرى بما فيها الصفقات المقترحة حول الميزانية.

وسيكون تصويت رئيسة الاقلية الديموقراطية في المجلس نانسي بيلوسي محوريا.

فقد بدا الثلاثاء عندما طالبت بالتحرك لدواع انسانية انها تخاطب الديموقراطيين الليبراليين الذين يفكرون في التصويت ضد رئيسهم.

في تلك الاثناء كان فان هولن يضع مشروع قرار لمجلس النواب يحد مجددا من خيارات اوباما، ما يبرز المشاعر المعادية للحرب في مجلس النواب.

اما اوباما الذي لطالما انتُقد لعجزه عن جذب التأييد في مسائل محورية في الكونغرس فبدا ناشطا بشكل غير معتاد.

وقال مسؤول كبير ان الرئيس يهاتف النواب من الخارج. والاربعاء شدد لهجته.

وصرّح الرئيس ان “مصداقيتي ليست موضع التشكيك، بل مصداقية المجتمع الدولي وكذلك الولايات المتحدة والكونغرس”.

قمة العشرين تخفق في الاتفاق بشأن سوريا

أخفق قادة مجموعة العشرين، التي اختتمت أعمال قمتها اليوم في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، في التوصل إلى اتفاق بشأن التدخل العسكري في سوريا، بعد تقارير عن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد المدنيين في غوطة دمشق الشهر الماضي.

وإضافة إلى فشل القادة الذين اجتمعوا أمس واليوم، استمر تباين الموقفين الأميركي والروسي رغم اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما لمدة عشرين دقيقة اليوم.

وتضاربت التصريحات بشأن مواقف الأغلبية بين قادة دول المجموعة. ففي حين أكد الرئيس الروسي الانقسام المتساوي في القمة، قالت الولايات المتحدة وتركيا إن الأغلبية تؤيد عملية عسكرية ضد نظام الأسد، ونشرت قائمة لأكثر من النصف بواحد تدين استخدام الكيميائي في سوريا.

وبدأت قمة مجموعة العشرين أمس في مدينة سان بطرسبرغ الروسية للتوصل إلى موقف موحد في قضايا النمو والتجارة والشفافية المصرفية ومكافحة التهرب الضريبي، إلا أن الملف السوري ألقى بظلاله على القمة.

مع وضد

فقد قال الرئيس الروسي إن نصف القادة يؤيدون الضربة العسكرية ويعارضها النصف الآخر، مضيفا أن تركيا والسعودية وأميركا مع الضربة، في حين أن إندونيسيا -وهي أكبر دولة إسلامية- والهند والصين والأرجنتين والبرازيل وبابا الفاتيكان إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ضد توسيع الأزمة.

ووصف خلال مؤتمر صحفي الهجوم الكيميائي بأنه “استفزاز من قبل المسلحين الذين يريدون أن يستقدموا مساعدة الدول الخارجية”، مشددا على أن استخدام القوة ضد دول ذات سيادة “ممنوع”.

وقال إن لقاءات أمس على مائدة العشاء توافقت على أن كل من يعمل خارج إطار مجلس الأمن فإنه يخرج عن القانون الدولي.

أما الرئيس الأميركي باراك أوباما -الذي يسعى لموافقة الكونغرس على الضربة العسكرية- فقال إن هناك إجماعا على أن الأسلحة الكيميائية استخدمت بسوريا، وإنه لو جرى استطلاع بين الحاضرين لاتضح أن الأغلبية يشعرون بأن الأسد مسؤول عن استخدامها رغم تشكيك بوتين في ذلك.

لزيارة صفحة الثورة السورية اضغط هنا

ورغم تأكيده أن لقاءه اليوم مع بوتين كان صريحا فإنه استبعد الوصول إلى اتفاق قريب بشأن سوريا، كما استعبد أن يحافظ بوتين على موقفه الحالي بعد صدور تقرير المحققين الدوليين بِشأن مجزرة الغوطة.

من جهته أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن 11 دولة من مجموعة العشرين أدانت اليوم الهجوم الكيميائي داعية إلى “رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير” لكن دون أن يصل إلى حد الدعوة إلى القيام برد عسكري.

والدول الموقعة على البيان هي: أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وزراء الخارجية

من جهتها أفادت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية بأن وزراء خارجية دول مجموعة العشرين بحثوا الموضوع السوري اليوم الجمعة في اجتماع عقدوه في ضواحي مدينة سان بطرسبورغ، بحضور المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن كل زعماء مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ اتفقوا على ضرورة تنفيذ عملية في سوريا بعد هجوم بالأسلحة الكيميائية هناك الشهر الماضي.

وعلى النقيض قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن وزراء خارجية مجموعة العشرين يرون ضرورة منع تغليب الحل العسكري على الحل السياسي في سوريا، مؤكداً على وجود الوقت لمنع دفن الحل السياسي.

ونقلت الوكالة عن لافروف قوله إن الاجتماع خلص إلى استنتاج مشترك مفاده أنه يجب إيجاد طريقة لمنع السيناريو العسكري من دفن السيناريو السياسي.

وكان ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي ذكر أن قادة الدول المشاركة في قمة الـ20 انقسموا بشأن مسألة تسوية النزاع السوري.

وأوضح أن عدداً من الدول أصرت على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وتجاهل المؤسسات الدولية المشروعة، في حين دعت دول عدة لعدم الانتقاص من قيمة القانون الدولي والتذكر بأن مجلس الأمن الدولي هو الوحيد المخول اتخاذ قرارات بشأن استخدام القوة.

ومن جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه يتعين التريث لحين صدور تقرير محققي الأمم المتحدة قبل الرد على الهجوم الكيميائي.

أما رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون فقال إن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية ضد سوريا، غير أنه لم يستبعد أن تبدأ هذه العملية العسكرية من دون موافقة مجلس الأمن الدولي.

 النظام يواصل قصف ريف دمشق وقتلى بالرقة

قتل ثلاثة مواطنين في قصف للطيران الحربي النظامي على مدينة الرقة، كما سقط جرحى في معارك عنيفة بريف دمشق، وأفاد ناشطون بأن قوات النظام استهدفت بالقصف كنيسة عربين، في حين أنهى المجلس العسكري في مدينة حلب وضع خططه للتعامل مع الوضع إذا تم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.

فقد قتلت سيدة وطفلان وأصيب عدد آخر من المواطنين صباح اليوم الجمعة في قصف بالطيران الحربي على منطقة بالقرب من مساكن الحوض بمدينة الرقة شمالي سوريا.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن عددا من المفقودين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض وأن عملية انتشال الجثث ما زالت مستمرة في ظل شح الأدوات اللازمة لانتشالها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة بمحيط “الفرقة 17” ليل الخميس/الجمعة وسط استهداف الكتائب المقاتلة للفرقة ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في مدينة الطبقة بمحافظة الرقة.

وقال المرصد إن مناطق في حي جوبر بالعاصمة دمشق تعرضت بعد منتصف الليلة الماضية لقصف من قبل القوات النظامية بقذائف الهاون.

وأضاف أن مناطق في بلدتي “الذيابية” و”عين ترما” بمحافظة ريف دمشق تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى لسقوط جرحى كما دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على محور بلدة عقربا ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في بلدة بيت سحم.

وقال ناشطون إن قوات النظام استهدفت بالصواريخ إحدى الكنائس في مدينة عربين بريف دمشق، وأفاد مركز صدى بأن القصف لم يتوقف عن المدينة منذ عدة أيام، موضحا أن كنيسة عربين كانت هي المستهدفة من قبل قوات النظام صباح اليوم الجمعة، حيث حاول أهالي الحي السيطرة على الحرائق داخل الكنيسة حرصا على مقتنياتها الثمينة، لكنهم لم يتمكنوا لعدم توفر المعدات اللازمة.

استعدادات عسكرية في حلب

في غضون ذلك أفادت مراسلة الجزيرة سلام هنداوي من مدينة حلب بأن المجلس العسكري والثوري لمدينة حلب أنهى وضع الخطط المناسبة في حال توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.

 مشيرة إلى أنه جرى تشكيل غرفة عمليات موحدة، وتقسيم المدينة إلى قطاعات تشمل أيضاً المناطق التي يسيطر عليها النظام، في حال سقوطه، أو استغلال الإرباك الذي قد يصيب القوات النظامية.

يذكر أن أربعة أشخاص قتلوا أمس وأصيب ستة في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مركزا للبحوث العلمية في منطقة السومرية في دمشق وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

 كما بث ناشطون على الإنترنت شريطا تم تصويره من معضمية الشام يظهر الدخان المتصاعد من منطقة الانفجار في السومرية -التي تقطنها غالبية من الطائفة العلوية- بدمشق. وتعتبر المنطقة التي شهدت الانفجار مربعا أمنيا إذ يحيط بها مساكن الضباط والفرقة الرابعة. ويقابلها مطار المزة العسكري وفرع المخابرات الجوية.

ووفق ناشطين فقد أغلق النظام الحاكم الطريق المؤدي إلى السومرية في وقت سابق بهدف إحكام الحصارعلى مدينة معضمية الشام في ريف دمشق.

نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، عن مصدر في قيادة شرطة محافظة دمشق، قوله إن التفجير أسفر أيضا عن نشوب حريق وإلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المحلات التجارية والسيارات في المكان.

كما شهد أمس تصاعدا للمعارك في أحياء بالعاصمة ومحيطها وريفها وسط قصف مكثف مدفعي وجوي على عدة مناطق بأنحاء سوريا أوقعت 36 قتيلا معظمهم في حلب وإدلب، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وتشهد دمشق سقوط قذائف هاون إضافة إلى وقوع تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة تؤدي إلى مقتل وجرح العديد، مع استمرار المعارك في أحياء بأطراف المدينة.

قمة العشرين تؤكد ضعف الانتعاش الاقتصادي

                                            بسبب مخاطر مرتبطة بالاقتصادات الناشئة

قالت مجموعة العشرين إن انتعاش الاقتصاد العالمي يبقى “ضعيفا جدا” بسبب “مخاطر” مرتبطة خصوصا باقتصادات الدول الناشئة.

وأضافت في بيان ختامي تبنته عقب قمة عقدت في سان بطرسبرغ بروسيا، أن الانتعاش ضعيف جدا والمخاطر لا تزال قائمة ولا سيما تلك المرتبطة بالنمو البطيء في اقتصادات الدول الناشئة الذي يعكس تأثير تقلبات تدفق الرساميل والظروف المالية الأكثر صعوبة وتقلب أسعار المواد الأولية.

واعترف البيان بالمشكلات التي تواجه الدول الناشئة، لكنه قال إن الأمر يعود إليها لاستعادة الاستقرار.

هروب الأمول

وتواجه الدول الناشئة مشكلات تدفق الأموال خارجها حاليا بسبب توقعات بوقف مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي برنامج الحفز الاقتصادي الذي تضمن شراء 85 مليار دولار شهريا من السندات مما زاد السيولة بالولايات المتحدة في السنوات الماضية وبالتالي تدفقات أموال المستثمرين إلى الأسواق الناشئة. وقد أدت هذه المشكلات إلى ضعف كبير في عملات بعض الدول الناشئة مثل الهند والبرازيل.

وتضمن البيان الختامي للقمة فقرة بشأن الاقتصاد العالمي جاءت متوافقة إلى حد بعيد مع بيان أصدره وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بالمجموعة في موسكو في يوليو/تموز الماضي. وطالب البيان بأن يتم تنفيذ السياسات النقدية بصورة متوازنة وبشفافية.

وقال إن الإستراتيجيات المالية للمدى المتوسط سوف يتم تنفيذها بصورة مرنة من أجل الأخذ في الاعتبار الأوضاع الاقتصادية القصيرة الأمد من أجل تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل والعمل على خفض مستويات الدين الحكومي بحيث تستطيع الحكومات تسديده.

وقد تضمنت القمة مباحثات صعبة بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، عكست القلق إزاء ضعف النمو الاقتصادي.

واتفقت دول مجموعة بريكس -التي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- على إنشاء صندوق بمائة مليار دولار يساعد في مواجهة أي أزمة تتعلق بموازين المدفوعات. لكن المبلغ يعتبر صغيرا إذا ما قيس بتريليونات الدولارات التي يتم التعامل بها في أسواق العملة يوميا.

وألقت الصين وروسيا، اللتان تتمتعان بفوائض كبيرة من العملات الأجنبية، باللوم على الهند بسبب عدم قدرتها على تقليص العجز الكبير في حسابها الجاري الذي أدى إلى هبوط كبير في سعر عملتها في ظل هروب رؤوس أموال أيضا إلى الخارج.

وقال بيان قمة العشرين إن الأسواق الناشئة اتفقت على اتخاذ الإجراءات الضرورية لتعزيز النمو والمحافظة على الاستقرار بما في ذلك تحسين العوامل الاقتصادية الأساسية والقدرة على الصمود في وجه الصدمات الخارجية وتعزيز الأنظمة المالية.

التهرب الضريبي

وتعهدت مجموعة العشرين بمساعدة الدول الناشئة في مكافحة التهرب الضريبي من خلال مساعدتها في اقتفاء أثر الأموال التي يخفيها مواطنوها في ملاذات ضريبية.

وقالت إنها تريد أن تنضم الدول الناشئة إلى ميثاق دولي بشأن تبادل المعلومات بخصوص دافعي الضرائب، رغم اعترافها بأن مشاركة تلك الدول تشكل تحديات لوجستية بالنسبة للدول الأشد فقرا. وبموجب الميثاق تنقل الدول تلقائيا معلومات بشأن الأنشطة المالية للمواطنين الأفراد إلى سلطات الضرائب في بلادهم.

ووقعت أكثر من 50 دولة على الميثاق. وقال البيان الختامي للقمة إن أعضاء المجموعة سيبدؤون في تبادل المعلومات تلقائيا بشأن الأمور الضريبية بنهاية 2015. ولم تنضم بعد أغلب الدول الناشئة إلى الميثاق.

واتفقت مجموعة العشرين على تبادل الخبرات معها ودراسة سبل أخرى لمساعدة تلك الدول على الانضمام.

وأيدت مجموعة العشرين خطة عمل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الخاصة بالتصدي لتهرب الشركات من الضرائب والتي أعلنت خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في موسكو في يوليو/تموز المنصرم.

عبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ارتياحهما للتعاون الذي تم تحقيقه بشأن بعض القضايا الاقتصادية ومن بينها التهرب الضريبي ومعالجة مشكلات الدول الناشئة.

وقال هولاند خلال اجتماع عمل خصص لقطاع الوظائف “هناك توافق كبير في الحوار في مجموعة العشرين هذه”. وأضاف “إن هدفنا المشترك هو النمو”.

وقال وزير الاقتصاد الفرنسي بيار موسكوفيسي “إن القمة تجري بتوافق” فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية الكبرى.

من جهتها، رحبت ميركل “بالتقدم الكبير” للقوى الاقتصادية العظمى حول مسألة التهرب الضريبي وتهرب الشركات المتعددة الجنسيات من دفع الضرائب.

أوباما يحذر من عدم الرد على الأسد

                                            قال الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الجمعة إن الفشل في التحرك ضد استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي سيشجع الدول المارقة على استخدامها مرة أخرى، وأكد أنه واثق من تورط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مجزرة الغوطة الشهر الماضي، مشيرا إلى أنه سيوجه كلمة بهذا الخصوص للشعب الأميركي الثلاثاء المقبل.

وفي مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ الروسية، قال أوباما إن مجلس الأمن الدولي بات عائقا في طريق الإعلاء من المعايير الدولية، محذرا من تشكيك الناس في المنظومة الدولية وقدرتها على حمايتهم بعد أن رأوا صور جثث الأطفال الذين قتلوا بالسلاح الكيميائي, ما لم يتحرك المجتمع الدولي ويتخذ قرارات صعبة وغير مريحة.

وأضاف أوباما أن الناس اتهموا الولايات المتحدة بالتقاعس عن وقف الانتهاكات المروعة التي حدثت سابقا في رواندا، وأن الاستمرار في إصدار بيانات التنديد والاستنكار لن يكون مجديا، كما أشار إلى أن تدخل واشنطن في كوسوفو كان هو الأمر الصائب كما اتضح للجميع رغم معارضة البعض.

لزيارة صفحة الثورة السورية اضغط هنا

الموقف الأميركي

وفيما يتعلق بالرأي العام الأميركي، قال أوباما إن أي تلميح لعمل عسكري في الشرق الأوسط سينظر له بعين الريبة بسبب الحرب في العراق التي كان يعارضها، مضيفا أنه سيوجه كلمة بهذا الخصوص للشعب الأميركي من البيت الأبيض الثلاثاء المقبل، وأن إدارته تعمل بشكل منهجي وتقدم الحجج لكل النواب الذين باتوا على ثقة بأن السلاح الكيميائي استخدم بالفعل من قبل نظام الأسد.

وفي هذا السياق، استنكر أوباما سلوك بعض النواب الذين كانوا يطالبونه بالتحرك ضد الأسد ثم بدؤوا بمعارضة توجهه الحالي للقيام بعمل عسكري، وقال لا بد لأعضاء الكونغرس أن يتخذوا موقفا صائبا بالتصويت لصالح الضربة.

وأوضح أوباما أن الهجمة قد لا تحل الأزمة السورية برمتها ولكنها على الأقل قد تضع حدا لاستخدام السلاح الكيميائي ضد الأطفال، مشيرا إلى أن الصراع الأساسي في سوريا لن ينتهي ما لم يضع المجتمع الدولي قوات كبيرة على الأرض، وهو خيار استبعد حدوثه.

لكن أوباما أعاد التأكيد على جدوى الضربة التي يدعو لها، مشيرا إلى أنه يمكن القيام بضربة محدودة من حيث الوقت والمدى، ومؤكدا أنها ستكون مجدية في الوقت نفسه من حيث تقويض قدرة الأسد على استخدام السلاح الكيميائي.

وردا على سؤال عما إذا كانت تلك الضربة ستمنع الأسد من اللجوء لهذا السلاح بعدها، قال أوباما إن هذا احتمال وارد ولكن ليس من الحكمة أن يفعل الأسد ذلك، مضيفا أنه سيكون من الصعب على مجلس الأمن عندئذ أن يواصل “مقاومة متطلبات التحرك”، وأن بلاده ستشارك في هذه الحالة بأي تحالف دولي لردعه.

محادثات وخلاف

وجاءت تصريحات أوباما عقب محادثات أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأقر أوباما في حديثه للصحفيين بأن الخلاف بين الرئيسين بشأن سوريا ما زال قائما.

ووعد الرئيس الأميركي الصحفيين بأن بيانا سيصدر في وقت لاحق اليوم، وأن تصريحات أخرى ستكشف عما دار في مأدبة العشاء الليلة الماضية، لكنه أشار إلى أن غالبية رؤساء مجموعة العشرين كانوا على ثقة بأن الأسد استخدم السلاح الكيميائي.

ورغم تأييد أوباما العمل ضمن إطار مجلس الأمن، أشار في خطابه إلى أن الرد الدولي صار مطلوبا حتى لو جاء خارج المجلس كي لا تنهار المعايير الدولية وينشأ عالم أخطر يصعب إزاءه اتخاذ أي إجراء مستقبلي، كما أشار إلى أن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وصفا مجزرة الغوطة بأنها إهانة سافرة لكل المعايير الدينية والأخلاقية والدولية.

أوباما يأمر بتحديد أهداف لضربها في سوريا

                                            كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن تعليمات وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يطلب فيها وضع لائحة موسعة للأهداف المحتمل ضربها في سوريا، بهدف الحد من قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي.

ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن الصحيفة أن أوباما طلب من البنتاغون تقديم لائحة موسعة للأهداف المحتملة في سوريا بعد ورود تقارير استخباراتية تؤكد أن نظام الرئيس بشار الأسد يعمل منذ أيام على نقل قواته وأجهزة استخدام الأسلحة الكيميائية مستغلا انشغال الكونغرس بمناقشة اقتراح أوباما تنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا.

وتحدث مسؤولون للصحيفة عن عزم أوباما التشديد أكثر على جزئية الردع والحد من قدرة الأسد على استخدام السلاح الكيميائي، وهو ما أعاد الرئيس الأميركي الحديث عنه في مؤتمر صحفي له مساء اليوم في سان بطرسبرغ الروسية.

وأضافت نيويورك تايمز أن هذا يعني توسيع الأهداف لتتخطى الخمسين من المواقع الرئيسية التي كانت جزءاً من لائحة الأهداف التي وضعتها القوات الفرنسية قبل تأجيل أوباما للضربة السبت الماضي سعياً لموافقة الكونغرس على خطته.

وذكرت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها واشنطن عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ توماهوك التي تطلق عبر السفن، وأضافت أن هناك ضغطا متواصلا لإشراك قوات أخرى من حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأشارت إلى أن المسؤولين الكبار في واشنطن يدركون أنه حتى في حال الفوز بتصويت الكونغرس فسيكون عليهم القبول بقيود تفرض على الجيش بشأن الضربة، وعليهم في الوقت ذاته توسيع نطاق الضربة لتكون مجدية.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين عسكريين أن الضربة لن تستهدف مستودعات السلاح الكيميائي تفاديا لكارثة محتملة، بل ستستهدف وحدات ومقرات عسكرية خزّنت وجهّزت الأسلحة الكيميائية وشنت الهجمات على الثوار السوريين، إضافة للمقرات التي أشرفت على هذه العمليات، وللصواريخ والمدفعية التي قامت بالقصف.

يذكر أن ناشطين تحدثوا خلال الأيام القليلة الماضية عن رصدهم لتحركات عسكرية قام بها النظام لنقل العديد من ثكناته وأسلحته إلى مواقع مدنية، وأكدوا أن الكثير من المدارس والمساجد ومباني الجامعة في دمشق تحولت إلى مقرات عسكرية فور إعلان أوباما عن عزمه توجيه ضربة للنظام.

أوباما: العمل العسكري سيكون رادعاً قوياً لنظام الأسد

قال إن أغلب قادة الدول متفقون على تحميل الأسد المسؤولية ومختلفون حول الآليات

العربية نت، وكالات

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام قمة مجموعة العشرين إنه سيخاطب الشعب الأميركي الثلاثاء المقبل حول سوريا، مؤكدا أن العمل العسكري المحدود سيكون رادعا قويا لنظام الأسد.

وكشف أوباما أن “قرار العمل العسكري المحدود جاء بعد استشارة قادة الجيش”.

ووصف أوباما لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه كان صريحا وبنّاء، لكنه أوضح قائلا “لم أتوقع أن أتفق مع بوتين على رأي واحد بشأن سوريا”، وأضاف “اتفقت مع بوتين أن لا حل في سوريا سوى عبر الانتقال السياسي”.

وأوضح أوباما أن العالم لا يستطيع أن يقف ساكنا بشأن ما يجري في سوريا، وأن الوقت قد حان لكي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه سوريا.

وأعلن الرئيس الأميركي مجددا قناعته بأن “نظام الأسد يشكل تهديدا للأمن والسلم العالميين”، وأن ما يقوم به نظام الأسد يبعث برسائل سلبية لدول عديدة وهو أنه “لا عقاب لمن يستعمل السلاح المحرم دوليا”. وأكد أوباما أن النظام السوري استخدم الكيماوي ضد شعبه ويمثل تهديدا لجيرانه.

وبشأن الجدل حول توجيه ضربة عسكرية لسوريا، أوضح أوباما أن هناك اعترافا متزايدا من قادة العالم بضرورة محاسبة نظام الأسد، وأكد بقوله “سأواصل استشاراتي مع مجلس الشيوخ وسأخاطب الشعب الأميركي يوم الثلاثاء وسنعمل على ردع مثل هذه السلوكيات”.

وبخصوص لقاء العشاء الذي جمع قادة العالم مساء الخميس، قال أوباما “أغلب القادة الذين التقيناهم يقولون إن الأسد هو المسؤول، لكن الانقسام يخص ضرورة التحرك عبر مجلس الأمن، وأنا ضمنهم داعم للأمم المتحدة وأتطلع إلى تقرير الأمم المتحدة حول استخدام الكيماوي في سوريا”.

وأضاف أوباما “لكن من وجهة نظري أفضل العمل عبر قنوات متعددة الأطراف، منها الأمم المتحدة، لكنني مؤمن أكثر بأن مهمتي الخاصة هي رعاية الأمن القومي للولايات المتحدة.. وأنا انتخبت رئيسا للولايات المتحدة لوقف الحروب وليس لإشعالها”.

بوتين: موسكو ستدعم دمشق في حال تدخل عسكري

الرئيس الروسي قال إن الدول الداعمة لضرب سوريا تخالف القانون الدولي

العربية.نت

أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة أن بلاده لا تريد الانجرار إلى حرب على سوريا، مشيرا إلى أن موسكو ستواصل دعم دمشق بنفس المستويات الحالية في حالة التدخل العسكري الخارجي.

ولدى سؤاله في نهاية قمة لمجموعة العشرين عما إذا كانت روسيا ستساند سوريا في مثل هذه الظروف، لم يشر بوتين إلى الدفاع عن سوريا أو زيادة المساعدات العسكرية لها.

وقال الرئيس الروسي “هل سنساعد سوريا؟ نعم سنساعدها. ونحن نساعدهم الآن. نمدهم بالأسلحة ونتعاون في المجال الاقتصادي وآمل أن نتعاون بشكل أكبر في المجال الإنساني..لتقديم المساعدة إلى هؤلاءالناس المدنيين الذين يكابدون وضعا صعبا اليوم.”

وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفضه مجددا توجيه ضربة للنظام السوري، مؤكدا في مؤتمر صحافي ببطرسبورغ الروسية، أن “هناك انقساما بين المشاركين بشأن الضربة على سوريا”.

وقال بوتين إن “استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة مرفوض خارج إطار مجلس الأمن”، وأن “الدول الداعمة للضربة العسكرية ضد سوريا تخالف القانون الدولي”.

وحسب الرئيس الروسي، فإن “الأحداث في سوريا والشرق الأوسط تنعكس على الاقتصاد العالمي”.

ودولياً، أوضح بوتين أن دولا عديدة تعارض الضربة العسكرية على سوريا، مثلا ذكر بوتين “الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا دعوا لعدم استخدام القوة في سوريا، وهناك دول تشعر أنها ضعيفة وغير محمية وتطالب بالحماية، لكن الدول القوية تفعل ما تشاء وقت ما تشاء، وفي هذه الظروف مثلا جربوا إقناع كوريا الشمالية بالتوقف عن امتلاك السلاح النووي”.

وردا على سؤال يخص لقاءه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، أكد بوتين أنه التقى أوباما على هامش قمة الـ20 وبحثا سويا الملف السوري.

ومن جهته، أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة في ختام قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، بالتزام فرنسا بالقيام “برد دولي قوي” ضد الهجوم الكيماوي الذي تتهم واشنطن وباريس النظام السوري بتنفيذه الشهر الماضي.

وقال أوباما للصحافيين “أقدر كثيرا التزام الرئيس فرانسوا هولاند لصالح رد دولي قوي على هذه الأعمال الوحشية”، مشيرا إلى أن التدخل الذي يسعى إلى القيام به سيكون “محدودا” ويرمي إلى “الردع عن استخدام أسلحة كيماوية”.

أوباما يقرر توسيع ضربة سوريا واستخدام مقاتلات حربية

صحيفة “نيويورك تايمز” تؤكد استهداف 50 موقعا بهدف ردع نظام الأسد

العربية.نت

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر توجيهاته لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بوضع لائحة موسعة من الأهداف المحتمل ضربها في سوريا تتجاوز الخمسين، بهدف الحد من قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيماوي.

وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تحدثت للمرة الأولى عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ “توماهوك” التي تطلق عبر السفن، نقلاً عن تقرير لوكالة “يو بي أي”، نشرته صحيفة “الحياة” اللندنية.

وقالت إن أوباما وجه البنتاغون لإعداد لائحة موسعة للأهداف المحتملة في سوريا؛ استجابة لتقارير استخبارية عن أن الرئيس السوري بشار الأسد ينقل قواته وأجهزة استخدام الأسلحة الكيماوية مع انشغال الكونغرس بمناقشة مسألة إعطاء الضوء الأخضر لعمل عسكري ضد سوريا.

ونقلت عن مسؤولين أن أوباما عازم حالياً على التشديد أكثر على جزئية “الردع والحد” من قدرة الأسد على استخدام السلاح الكيماوي، الأمر الذي تقول الإدارة إنه هدفها من الضربة العسكرية لسوريا.

وأضافت أن “هذا يعني توسيع الأهداف لتتخطى الخمسين أو قرابة الخمسين من المواقع الرئيسية التي كانت جزءاً من لائحة الأهداف الأساسية، التي وضعتها القوات الفرنسية قبل تأجيل أوباما للإجراء العسكري السبت سعياً لموافقة الكونغرس على خطته”.

وقالت إن هناك ضغطاً متجدداً لإشراك قوات أخرى من حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وأشارت إلى أن المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية على علم بالأمور التي يواجهونها حالياً، وهي أنه حتى في حال الفوز بتصويت الكونغرس سيكون عليهم القبول بقيود تفرض على الجيش بشأن الضربة، فيما أيضاً في المقابل عليهم توسيع نطاق الضربة من أجل أن تكون مجدية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أميركيين أن الضربات “لن تستهدف مستودعات السلاح الكيماوي في حد ذاتها تفاديا لكارثة محتملة، بل ستستهدف وحدات ومقرات عسكرية خزنت وجهزت الأسلحة الكيماوية وشنت الهجمات ضد المتمردين السوريين، وكذلك المقرات التي أشرفت على هذه الجهود، والصواريخ والمدفعية التي أطلقت الهجمات”.

حوالي 40% من الأطفال السوريين خارج المدارس

التعليم في مخيم الزعتري لا يستوعب سوى 14 ألف طالب

جنيف – فرانس برس

كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، الجمعة، أن ما يقارب المليوني طفل سوري بين سن السادسة والـ15 عاماً، أي ما نسبته 40% من إجمالي السوريين في هذه الفئة العمرية، باتوا خارج المدارس.

وقالت المتحدثة باسم اليونيسف، ماريكسي ميركادو، خلال مؤتمر صحافي: “بالنسبة لبلد كان على عتبة الوصول إلى مرحلة التعليم الابتدائي للجميع قبل اندلاع النزاع، هذه الأرقام مخيفة”.

وأضافت “في حين من المقرر أن تعيد المدارس في سوريا والبلدان المجاورة فتح أبوابها خلال الأسابيع المقبلة، فإن السماح للأطفال بتلقي نوع من التعليم يغدو مهمة شائكة”.

وفي سوريا، تعرضت أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة للتدمير أو لحقت بها أضرار منذ اندلاع النزاع، كما أن حوالي 900 مدرسة أخرى تشغلها عائلات لنازحين هربوا من أعمال العنف.

ومن أصل هؤلاء المليوني طفل سوري خارج المدارس، نصفهم لجأوا إلى البلدان المجاورة لسوريا.

ففي لبنان، يبلغ عدد المقاعد الدراسية المتاحة 300 ألف، إلا أن الحكومة تقدر عدد الأطفال الذين سيكونون في سن التعليم عند نهاية العام بـ550 ألف طفل.

وفي الأردن، حوالي ثلثي الأطفال السوريين في سن التعليم والبالغ عددهم 150 ألفاً، لن يدخلوا إلى المدارس.

ويعيش حوالي 30 ألفاً منهم في مخيم الزعتري، إلا أن المدارس الموجودة لا تستوعب سوى 14 ألف تلميذ.

وعلى الرغم من ذلك، نسبة مواظبة التلاميذ على التعليم تبقى ضعيفة بسبب عدم الاستقرار الذي يسود الوضع في المخيم.

وفي العراق أيضاً، الغالبية الساحقة من الأطفال السوريين الذين يعيشون لدى عائلات مضيفة لا يذهبون إلى المدارس.

ومن أصل مليوني لاجئ سوري أحصتهم المفوضية العليا للاجئين، مليون منهم دون سن الـ18 عاماً، بينهم 740 ألفاً دون الـ11 عاماً.

إلى ذلك، يتأثر ثلاثة ملايين طفل سوري بالنزاع داخل الأراضي السورية، بحسب الأمم المتحدة.

وحتى اليوم، لم تتلق اليونيسف سوى 51 مليون دولار من أصل الـ161 مليوناً التي طلبتهم لتغطية النفقات المطلوبة لهذا العام جراء استمرار النزاع السوري.

الانقسام حول الشأن السوري يخيم على عشاء قمة العشرين

جهود دبلوماسية كبيرة لعقد مؤتمر جنيف 2 لإرساء السلام في سوريا

سان بطرسبورغ – فرانس برس

أعلن رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا ليل الخميس/الجمعة أن عشاء قمة مجموعة العشرين يؤكد الانقسامات الموجودة بشأن سوريا.

وكتب ليتا على حسابه الرسمي على موقع “تويتر” من سان بطرسبورغ حيث تعقد قمة لمجموعة العشرين أن “العشاء انتهى للتو، وخلاله تم تأكيد الانقسام بشأن سوريا”.

وتتواصل أعمال القمة التي يشارك فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما، على وقع خلافاتٍ كبيرة في ضوء دعم موسكو لنظام الأسد في دمشق.

ورغم التحضيرات الأميركية لضربة عسكرية للنظام السوري، فإن دبلوماسيين تحدثوا عن جهد يقوم به المشاركون الرئيسيون في القمة لعقد مؤتمر جنيف اثنين لإرساء السلام في سوريا.

ودخل قادة دول مجموعة العشرين في صلب المناقشات المتعلقة بالنزاع السوري، بشكل رسمي خلال مأدبة العشاء في مدينة سان بطرسبورغ الروسية إلا أنهم لم يستطيعوا تخطي خلافاتهم حيال تدخل عسكري محتمل في سوريا خصوصا في ظل التباعد بين الرئيسين الأميركي والروسي في هذه القضية.

وشكل هذا العشاء الذي انتهى عند الساعة الأولى من صباح الجمعة (21,00 ت غ الخميس) مناسبة للتطرق إلى الأزمة السورية التي تثير خلافات دبلوماسية كبيرة بين الولايات المتحدة وروسيا.

توتر دبلوماسي

ومنذ الافتتاح الرسمي للقمة، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إدراج النزاع في سوريا على جدول أعمال عشاء العمل الذي يخصص عادة للمسائل الاقتصادية، لكنه بات يهيمن عليه اليوم التوتر الدبلوماسي خصوصا في الملف السوري.

وبحسب مصدر دبلوماسي فرنسي، فإن القادة الذين تحدثوا خلال مأدبة العشاء قاموا بذلك لعرض وجهات نظر بلدانهم، “إذ إن الهدف يكمن في تبادل وجهات النظر بين كبار قادة العالم وليس التوصل إلى اتفاق”.

وكان أوباما أجرى لقاء ثنائياً مع الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، آخر الواصلين إلى مأدبة العشاء .

وقبل ذلك، وخلال لقائه رئيس الوزراء الياباني، قال أوباما إن قادة العالم أجمع “يتفقون على أن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا ليس مأساة فحسب، لكنه انتهاك للقانون الدولي ينبغي تسويتها”.

الهجوم الكيماوي

وتتهم واشنطن وباريس النظام السوري بشن هجوم كيماوي في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق أوقع المئات من الضحايا المدنيين.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إن “قمة مجموعة العشرين هذه يهيمن عليها ما يجري على المستوى الدولي، وبالتالي الأزمة السورية”.

والتقى أولاند رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المؤيد لتوجيه ضربات قاسية للنظام السوري بهدف الإطاحة به.

ومن جانبه، أعلن الناطق باسم الوفد الصيني كين غانغ أن “الوضع الحالي يظهر أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد” الممكن لحل الأزمة.

وأضاف أن “الصين تعارض استخدام أسلحة كيميائية من أي جهة كان” وأن “نتائج تحقيق” الأمم المتحدة حول استخدام هذه الاسلحة الكيميائية “ستشكل الأساس للخطوة المقبلة” حول هذا الملف.

ويتصاعد التوتر مع اقتراب موعد التاسع من سبتمبر/أيلول، موعد استئناف جلسات الكونغرس الأميركي المدعو لاتخاذ قرار بشأن التدخل العسكري في سوريا.

أزمتا مصر وسوريا تشعلان وتيرة الهجمات الإلكترونية

الجيش السوري الإلكتروني اخترق موقع تجنيد قوات مشاة البحرية الأميركية

دبي – رويترز

قالت شركة بارزة لأمن الإنترنت: “إن الحرب الأهلية في سوريا والصراع السياسي في مصر تسببا في فتح ساحات معارك جديدة على الإنترنت وزيادة وتيرة الهجمات الإلكترونية في الشرق الأوسط”.

وقال مسؤولون تنفيذيون من شركة ماكافي لأمن البرامج، والتابعة لمجموعة انتل: “إن أكثر من نصف الحوادث في الخليج هذا العام كانت ما يسمى هجمات “نشطاء متسللين” وهي لا تمثل سوى ربع الجريمة الإلكترونية في أنحاء العالم، حيث إن المبرمجين الذين لهم دوافع سياسية يهاجمون مواقع الجماعات أو المؤسسات المعارضة لآرائهم.

وقال كريستيان بيك مدير ماكافي لتقنيات الرد على الحوادث في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: “الأمر يؤدي في الأغلب إلى تعطيل المواقع وتشويهها برسائل سياسية وهناك زيادة كبيرة في الهجمات الإلكترونية في الشرق الأوسط”.

وعزا الهجمات إلى الصراع في سوريا والاضطرابات السياسية في مصر وأنشطة التسلل عبر الإنترنت من جماعات مجهولة.

وقال بيك “من الصعب على الأشخاص الاحتجاج في الشارع في الشرق الأوسط، ولهذا فإن تشويه المواقع والهجمات التي تهدف إلى تعطيلها هي وسيلة بديلة للاحتجاج”.

ويؤدي سيل الهجمات على موقع إحدى المنظمات إلى تعطيله لكنه نادرا ما يؤدي إلى أضرار دائمة.

واخترق الجيش السوري الالكتروني، وهو جماعة موالية لحكومة الرئيس بشار الأسد موقع تجنيد قوات مشاة البحرية الأميركية يوم الاثنين، واستهدف في الآونة الأخيرة موقع صحيفة نيويورك تايمز وتويتر بالإضافة إلى مواقع أخرى داخل الشرق الأوسط.

أوباما يؤكد لقادة العشرين ثقته في تورط الأسد بالكيماوي

مسؤول يؤكد أن الرئيس الأميركي أظهر ثقة كبيرة في وقوع هجوم سام

سان بطرسبرج – رويترز

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، الجمعة، إن الرئيس باراك أوباما أكد لزعماء مجموعة العشرين ثقة أميركا الكبيرة في أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية، وشدد على الحاجة إلى دعم الحظر الدولي على استخدام هذا النوع من الأسلحة.

وجاء ذلك خلال مأدبة عشاء لقادة المجموعة استمرت حتى وقت متأخر من الليلة الماضية، واستضافها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعارض الرئيسي للمساعي الأميركية لمعاقبة الرئيس السوري على هجوم بأسلحة كيماوية وقع في 21 أغسطس/آب، وتتهم واشنطن قوات الأسد بارتكابه.

وأبلغ بن رودس، نائب مستشار أوباما للأمن القومي، الصحفيين أن أوباما “أكد مجددا ثقتنا الكبيرة” في أن حكومة الأسد شنت هجوما بالغاز السام أدى لمقتل 1429 شخصا.

كما عبَر أوباما عن هذه الثقة خلال محادثات أجراها الجمعة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وذكر رودس أن أوباما، الذي يحاول إقناع الكونغرس بإجازة توجيه ضربة عسكرية لسوريا، أبلغ زعماء مجموعة العشرين أنه من المهم دعم الأعراف الدولية التي تحظر استخدام السلاح الكيماوي، وأشار إلى عجز مجلس الأمن الدولي عن التحرك.

أوباما: نظام الأسد يهدد السلام العالمي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الرئيس الأميركي إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يهدد السلم والاستقرار العالميين، وذلك على خلفية الهجوم الكيماوي الذي وقع في ريف دمشق يوم 21 أغسطس الماضي، مقرا بصعوبة الوصول على تفويض من الكونغرس لشن الضربة العسكرية.

وأضاف باراك أوباما، في مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة بطرسبرغ الروسية، أن عدم معاقبة نظام الأسد سيعطي رسالة واضحة بأن السلطات السورية قادرة على استخدام السلاح الكيماوي متى تريد على حد قوله.

وأكد أوباما أنه كان هناك إجماع خلال القمة على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، كما يوجد إجماع على ضرورة منع استخدام مثل هذه الأسلحة.

وتابع “معظم قادة تلك الدول كان واثقا من استخدام ذلك السلاح، وهناك دول تعتقد أن الضربة يجب أن تتم من خلال الأمم المتحدة، ولكن نظرا لتعطيل مجلس الأمن بشأن هذه القضية، فمن الصعوبة أن يكون هناك رد عبر مجلس الأمن، وأنا احترم مخاوف بعض الأصدقاء بشأن شن ضربة عسكرية، ولكن الأمن القومي للولايات المتحدة يفرض علينا مثل هذا الرد”.

وقال أوباما الذي يسعى إلى حشد تأييد دولي لضربة عسكرية لمعاقبة الحكومة السورية على الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس إنه يثمن مساندة هولاند لما وصفها بضربة محدودة ردا على “هذه الأفعال البغيضة”.

هولاند يدعو لانتظار نتائج التحقيق

من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه يتعين التريث لحين صدور تقرير محققي الأمم المتحدة قبل الرد على الهجوم الكيماوي الذي شهدته سوريا الشهر الماضي.

وقال في مؤتمر صحفي يتعين على الكونغرس الأميركي انتظار صدور تقرير المفتشين النهائي قبل التصويت على السماح بضربة عسكرية لنظام دمشق.

بوتن: لم أتفق مع أوباما بشأن سوريا

بالمقابل، قال الرئيس الرويسي فلاديمير بوتن، الجمعة، إن الكثير من دول الـ 20 ترفض الضربة العسكرية لسوريا، وأضاف أنه لم يتفق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الأزمة السورية.

وكان الرئيسان الروسي والأميركي التقيا على هامش قمة مجموعة العشرين لبحث الأزمة السورية وبقي كل منهما على موقفه منها، كما أعلن الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي باختتام قمة ال20.

وقال بوتن “التقينا مع الرئيس الأميركي اليوم”، موضحا أن المباحثات استمرت “20 إلى 30 دقيقة”. وأضاف “بقي كل منا على موقفه”.

إقرار مسودة قرار الضربة الأميركية

من جهة أخرى، أقر مجلس الشيوخ الأميركي رسميا مشروع قرار يجيز للإدارة الأميركية شن ضربة عسكرية ضد دمشق.

ورجح رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ الديمقراطي هاري ريد أن تحصل المسودة على ستين صوتا على الأقل، مضيفا أن العمل جارٍ على إقناع آخرين.

وقد تراجع عدد كبير من النواب الأميركيين عن رأيهم ، بعدما كانوا قد وافقوا في وقت سابق على الضربة العسكرية. ويعود السبب الرئيس لتراجعهم هو التمويل والثمن الذي تدفعه الولايات المتحدة لشن الهجوم على سوريا.

وأفاد مراسلنا بأن التصويت على القرار سيتم الإربعاء المقبل.

روسيا والصين يحسمان موقفيهما من “ضرب” سوريا

سان بطرسبرغ، روسيا (CNN)– يبدو أن كلاً من روسيا والصين قد حسمت أمريهما بشأن الضربة العسكرية المحتملة على سوريا، والتي تُعد لها الولايات المتحدة حالياً، باستبعاد أي تدخل عسكري من جانب كلتا الدولتين في تلك الحرب.

وفيما أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده ستواصل مساعداتها لسوريا، فقد أوضح أن المساعدات سوف تقتصر على تزويد نظام الرئيس بشار الأسد بالأسلحة، إضافة إلى التعاون في المجالات الاقتصادية.

روسيا تجدد التهديد بـ”الفيتو” لمنع ضرب سوريا

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا ستساعد سوريا في حال تعرضت لضربة عسكرية، أجاب بقوله: “سنساعدها مثلما نفعله الآن، حيث نقوم بتوريد الأسلحة، ونتعاون في المجال الاقتصادي”، بحسب ما نقلت وكالة “نوفوستي” للأنباء.

كما أعرب بوتين، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام قمة مجموعة الـ20 الجمعة، عن توقعاته بأن “يتزايد التعاون الإنساني أيضاً، في صورة مساعدات إنسانية للناس، الذين أصبحوا في وضع صعب جداً”، على حد وصفه.

مشرعون روس بأمريكا لإجهاض خطة “ضرب” سوريا

من جانبه، أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال لقائه مع نظيره الأمريكي، باراك أوباما الجمعة، على هامش قمة مجموعة الـ20، على ضرورة حل الأزمة السورية “عبر الطرق السياسية”، مؤكداً رفضه اللجوء للحل العسكري.

وقال الرئيس الصيني: “الحل السياسي هو السبيل الوحيد الصحيح للأزمة السورية، ولا يمكن أن تحل أي ضربة عسكرية المشكلة من جذورها”، معرباً عن توقعه أن “تعيد دول معينة التفكير مرة أخرى، قبل اتخاذ أي إجراء.”

الصين تحث على “حل سياسي” لأزمة سوريا

وأكد شي بينغ، بحسب ما نقلت وكالة “شينخوا” للأنباء، على ضرورة أن يلتزم المجتمع الدولي بمبدأين، وهما الالتزام بالقوانين الدولية والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، وأن يرفض استخدام أي أسلحة كيماوية.

كما شدد الرئيس الصيني على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يلزم نفسه بالدفع تجاه بدء مؤتمر “جنيف 2” بشأن سوريا مبكراً، من أجل بدء عملية الانتقال السلمي للسلطة في أقرب وقت ممكن.

لماذا تحشد روسيا قواتها على سواحل سوريا؟

وتصر كل من روسيا والصين، اللتان أحبطتا صدور قرارات دولية بإدانة نظام الأسد، من خلال استخدام حق النقض “الفيتو”، على معارضتهما لأي تدخل عسكري في سوريا، أو تغيير النظام في سوريا بالقوة.

قيادي مسيحي سوري: البابا متردد لاعتماده على مصادر منحازة للنظام ونثمّن دعوته للصلاة

روما (6 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ثمّن مسيحيون سوريون دعوة قداسة البابا فرنسيس إلى يوم للصوم والصلاة من أجل إحلال السلام في سورية، وأعربوا عن قناعتهم بأن موقف الفاتيكان والكثير من الكنائس اتسّم بالكثير من “التردد والارتباك والغموض بما يخص الأزمة السورية بسبب الاعتماد على بعض المصادر والدوائر الكنسية المنحازة للنظام” السوري

وأوضح كبرييل موشي كورية رئيس المنظمة الآثورية الديمقراطية وعضو الأمانة العامة لإعلان دمشق والمقيم في مدينة القامشلي شمال سورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء موقف آشوريو سورية ومسيحييها من دعوة البابا للصلاة وتأكيده على الحل السلمي، وقال “إنّنا في المنظمة الآثورية الديمقراطية بلا شك نثمّن دعوة قداسة البابا فرنسيس الأوّل إلى يوم للصوم والصلاة من أجل إحلال السلام في سورية، وتجنيب شعبها المزيد من الويلات والمآسي، ونرى أن من واجب الكنيسة وقادتها الروحيين، التبشير دوماً بالسلام والمحبة لأنّ ذلك يجسّد جوهر الرسالة المسيحية وتعاليمها الإنسانية السامية. ونطالبها دوما أن تكون أمينة لرسالتها في الانحياز إلى قيم الحق والحرية والعدالة”، حسب تعبيره

وأضاف كورية “في الحقيقة إنّ موقف الفاتيكان والكثير من الكنائس، مثل مواقف الكثير من دول العالم، اتسّم بالكثير من التردد والارتباك، وشابه شيء من الغموض وعدم الوضوح في فهم طبيعة ما يجري في سورية”. وقال “ربّما بسبب الاعتماد على بعض المصادر والدوائر الكنسية المنحازة للنظام الذي عزف على وتر خوف الأقليات على وجودها ودورها، مع المبالغة في تضخيم دور المجموعات المتطرفة منذ بداية الثورة حتى عندما كانت سلمية، في محاولة مقصودة منه لتفريغ الثورة من مضامينها الديمقراطية والإنسانية المشروعة، وتشويه صورتها، وبرأينا فإنّ النظام قد حقّق نجاحاً باهراً في هذا المجال، وهذا أوقع المجتمع الدولي في حالة من التخبّط والعجز وحال دون إدانة النظام على انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي والإنساني”

وحول الحل السلمي قال كورية “منذ بدء الانتفاضة السلمية للشعب السوري في منتصف آذار/مارس 2011 للمطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية، بعد أربعة عقود من الاستبداد، طالبت المنظمة الآثورية الديمقراطية ومعها كل قوى المعارضة السورية النظام بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب وإجراء تغييرات حقيقية تضمن الانتقال السلمي والآمن من نظام الاستبداد إلى دولة ديمقراطية عصرية تستند إلى أسس العدل والمساواة والشراكة الوطنية الكاملة وتقوم على تداول السلطة واحترام حقوق الإنسان”. ونوه بأنه “على مدى أكثر من سنتين ونصف من عمر الثورة التي كانت في أشهرها الأولى سلمية، توفرّت العديد من الفرص لمعالجة الأزمة السياسية الحادّة عبر السوريين أنفسهم، بعيداً عن أيّ شكل من أشكال الوصاية أو التدّخل الخارجي فيما لو توفر الحد الأدنى من الحسّ الوطني والإنساني لدى القيادة السورية، غير أنّ إصرار النظام على استبعاد الحلول السياسية سواء جاءت عبر مبادرات وطنية أو دولية”

واعتبر أن “إصرار النظام على المضيّ حتى النهاية في الحلول الأمنية والعسكرية، دفع البلاد نحو التسلّح والعسكرة وأدّى هذا إلى وصول أعداد الشهداء (مدنيين وعسكريين) إلى ما يزيد عن المائة ألف، وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين والمفقودين، وملايين النازحين والمهجّرين واللاجئين في الداخل والخارج، وتعميم الخراب والدمار وضرب البنى التحتية في المدن والبلدات السورية، وانهيار الاقتصاد، وتفكّك المؤسسات، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وإيقاع المجازر الجماعية، وإثارة الأحقاد الطائفية والمذهبية، ووضع البلاد على أعتاب الحروب والنزاعات الأهلية، ومن ثم تدويل القضية السورية، وتحويل سورية إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وإبعاد مفاتيح الحلّ عن أيدي السوريين، وفتح المجال أمام قوى التعصّب والتطرّف والإرهاب للدخول على خط الأزمة السورية تنفيذاً لأجندات لا تخدم وحدة وتطلعات الشعب السوري”

وتابع “جرى كل هذا أمام أنظار المجتمع الدولي الذي اتّسمت ردود أفعاله حيال معاناة السوريين بالتردد والعجز، خصوصاً مجلس الأمن الذي عجز عن إدانة جرائم النظام بفعل الفيتو الروسي والصيني، وهذا قدّم الغطاء والحصانة للنظام للمضيّ في نهجه العنيف دون تفكير في العواقب أو خشية من المحاسبة، فاستخدم السلاح الثقيل ومن ثم الطيران الحربي وإطلاق الصواريخ البالستية دون أن ينجح في كسر إرادة الشعب السوري أو حسم المعركة، ومؤخرا طفت على السطح مسألة استخدام النظام للسلاح الكيميائي في الغوطتين الشرقية والغربية، وما استجرّه ذلك من تهديدات غربية بضربة عسكرية لسورية يجري الإعداد لها بشكل متسارع”

وأضاف “إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، ساندت دوما الحلول السلمية انسجاما مع نهجها السلمي، وطالبت المجتمع الدولي بالتوحّد من أجل الضغط على النظام، من أجل وقف نزيف الدم السوري، واتخاذ قرارات حازمة وملزمة بفرض حلٍّ سياسي يضمن الانتقال السلمي من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي عصري يلبّي طموحات السوريين جميعاً، ورأت بأنّ أي تأخير أو مماطلة في معالجة الأوضاع المتفاقمة في سورية، سيؤدّي إلى انهيار الدولة وتمزُّقها وتفكك مؤسساتها، وتحوّلها إلى مرتع لقوى التطرّف والإرهاب، وما قد ينتج عن هذا من تداعيات ومفاعيل خطيرة على الشعب والوطن وعلى الأوضاع في عموم دول المنطقة”

وذكر القيادي المسيحي السوري المعارض أنه “لا شك أنّ أيّ ضربة عسكرية لسورية سيكون لها وقعاً أليما من الناحيتين الوطنية والإنسانية، وسينتج عنها مخاطر كبيرة على الشعب السوري ومن ضمنه شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وعموم المسيحيين باعتبارهم جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني السوري، وستشكّل خسارة للجميع، وقد تسبّب آلاماً إضافية لما كابده السوريون طيلة المرحلة الماضية”

ورأى أن “القرار باتخاذ الضربة العسكرية لسورية يعود للدول الكبرى، وهو قرار لا يملك أحد من السوريين إيقافه، ويتحمّل النظام كامل المسؤولية في دفع الأمور بهذا الاتجاه، ووحده يمتلك القدرة على اتخاذ قرار تاريخي بتفويت الفرصة على تدمير ما تبّقى من البلاد وإنقاذها من الكارثة”، وتابع “إنّ الصوم والصلاة بكلّ تأكيد، ضروريان من أجل السمو الروحي وترسيخ الإيمان وإحياء الرجاء، لكن هذا قد لا يكفي، ما لم يقترن بالحكمة والعقلانية في الاستجابة لمطالب السوريين في الحرية والعدالة والديمقراطية، وهذا وحده كفيل بإنقاذ سورية والسوريين بمختلف أطيافهم القومية والدينية من الآلام والمخاطر التي تحيق بهم”

مصدر أكاديمي: المفاعلات السورية صغيرة جداً وللأغراض الطبية والزراعية

روما (6 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد أكاديمي سوري على رأس عمله في دمشق أن سورية لا تمتلك مفاعلات نووية يمكن أن تتسبب بكارثة واسعة، وقال إن لدى سورية مفاعلين صغيرين جداً قرب دمشق، يُستخدمان فقط لأغراض الأبحاث العلمية والزراعية والتحاليل الطبية

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد قالت الأربعاء الماضي إن توجيه ضربة عسكرية إلى سورية قد يكون له وقع الكارثة إذا أصاب صاروخ مفاعل نووي صغير قرب دمشق

وأوضح الأكاديمي الذي اشترط عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية لوكالة وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا تملك سورية الموارد البشرية التي تسمح لها ببناء برنامج نووي، فهي بحاجة إلى عدد كبير من علماء الطاقة الذرية وهو أمر غير متوفر، كما أن أمن هذه المنشآت أمر في غاية التعقيد، بدءاً من اختيار المنطقة الجغرافية المستقرة زلزالياً، وصولاً إلى احتياطات أمنية لضمان عدم تسرب أي مواد مشعة من المفاعلات، وهي احتياطات من الصعب إخفائها، وبحاجة إلى مستوى تقني وعلمي وصناعي عالي جداً”، حسب تعبيره

وأضاف “من المعلوم أن كلا من مركز الأبحاث العلمية وهيئة الطاقة الذرية السورية يمتلك مفاعلاً مخبرياً صغيراً، ويُستخدم هذان المفاعلان بالدرجة الأولى لقضايا الكشف على مواد طبية أو زراعية أو صناعية لدراسة درجة الإشعاع فيها، وهما هيئتان عاجزتان عن تأمين الخبراء والقدرات الأخرى لإدارة أي مفاعل متوسط أو كبير”

وأوضح “مفاعل مركز الأبحاث أكبر قليلاً من مفاعل هيئة الطاقة، ومفاعل المركز صغير يستخدم لأغراض التعليم والدراسة ويخضع للمراقبة الروتينية للوكالة الدولية للطاقة الذرية مرة كل سنة، ومفاعل الهيئة يُستخدم لإجراء فحوص وتحاليل على منتجات طبية وزراعية ولتنقية المياه وصناعة الصلب، وليست لدى كلا المفاعلان قدرة معروفة لتوليد الطاقة النووية، وإن أسيء استخدامهما قد يكون لهما تأثيرات إشعاعية ضارة محلية جداً ومحدودة”

وكانت الخارجية الروسية حذرت من وقوع كارثة إذا أصاب صاروخ مفاعلاً نووياً صغيراً (مفاعل نيترون) قرب دمشق يحتوي على يورانيوم مشع، ودعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى تقييم المخاطر على وجه السرعة قبل توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لسورية، لكن الوكالة الدولية أكّدت على أنها لم تتلق طلباً رسمياً من روسيا بهذا الشأن

وأضافت الخارجية الروسية إن المناطق القريبة قد تتعرض للتلوث باليورانيوم العالي التخصيب وسيكون من المستحيل تحديد مصير المواد النووية بعد مثل هذه الضربة، مشيرة إلى أن هذه المواد قد تسقط في أيدي من قد يستخدمونها كسلاح

الشبكة السورية لحقوق الانسان: القوات الحكومية “دمّرت 33 كنيسة” خلال ثلاثين شهراً

روما (6 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان السلطات السورية بـ”إستهداف الأماكن الدينية المسيحية، وأعلنت أنها وثٌقت قصف النظام السوري لـ 33 كنيسة على الأقل في مختلف أنحاء البلاد منذ انطلاق الثورة” قبل نحو ثلاثين شهراً.

وفيما يبدو أنه رد على اتهام وسائل الإعلام الرسمية لمقاتلي المعارضة باستهداف كنائس في بلدة معلولا في القلمون بريف دمشق، أشارت الشبكة إلى أن “القوات الحكومية استهدفت خلال عمليات القصف اليومية على مختلف المدن والمحافظات السورية منذ بداية الثورة 33 كنيسة وتراوحت الأضرار مابين متضررة جزئياً أو بشكل كبير”، وقالت إن الصور ومقاطع الفيديو وروايات الأهالي تؤكد هذه الاتهامات

وأوضحت الشبكة أن الكنائس التي استهدفتها القوات الحكومية شملت 10 كنائس محافظة حمص، و7 في محافظة حلب و5 في محافظة دمشق و5 في محافظة دير الزور و3 في محافظة اللاذقية واثنتان في محافظة إدلب وواحدة في محافظة الرقة، على حد وصفها

ونوّهت الشبكة بأن القوات الحكومية “لم تميز بين دين وآخر في عمليات قصفها”، وذكّرت بأن “هذه القوات دمّرت 1451 مسجداً وأكثر من 3700 مدرسة وقرابة الـ 270 مشفى، ليصبح مجموع ما تم تدميره في سورية (منزل، مدرسة، كنيسة، مسجد ومشفى) قرابة الـ 3 مليون مبنى من بينها أكثر من 850 ألف منزل مدمرة بشكل شبه كامل”

وكانت وسائل الإعلام الرسمية وتلك المقربة من النظام اتهمت مقاتلي المعارضة بـ”استهداف وحرق كنائس في بلدة معلولا بعد أن دمّروا حواجز النظام المرابطة على مداخلها”، ونفى شهود عيان وسكان صحة هذه الأنباء مؤكدين على أن “جميع الكنائس في البلدة سليمة ولم يمسها مقاتلو المعارضة قبل أن يتّخذوا قراراً بالانسحاب من البلدة خوفاً من أن يقوم النظام بقصفها بالأسلحة الثقيلة”

“لا تقارب” بين موسكو وواشنطن حول سوريا في قمة العشرين

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة وروسيا لم تتوفقا في ردم الهوة بين موقفيهما ازاء التدخل العسكري المحتمل في سوريا.

وأكد الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي عقده في اليوم الاخير من قمة دول العشرين المنعقدة في مدينة سان بطرسبرغ (لينينغراد سابقا) ان زعزعة استقرار منطقة الشرق الاوسط بعمل عسكري ستكون لها نتائج عكسية.

وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد حاول شحذ تأييد زعماء مجموعة العشرين لضربة امريكية لسوريا “لمعاقبتها” على استخدامها المزعوم للأسلحة الكيمياوية.

ويتهم الامريكيون قوات الرئيس السوري بشار الأسد بقتل 1429 شخصا في هجوم بالغاز السام في غوطة دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي.

ولكن الرئيس الأسد حمل معارضيه مسؤولية الهجوم، بينما تصر روسيا والصين (اللتان رفضتا صدور اي قرار لمجلس الامن يدين سوريا) على ان أي اجراء عسكري يتخذ دون موافقة الامم المتحدة سيكون غير شرعي.

وقال الرئيس بوتين إن المناقشات حول الشأن السوري التي جرت مساء الخميس استمرت حتى بعد منتصف الليل، مضيفا انه اجرى اجتماعا منفردا مع الرئيس اوباما ناقشا فيه تطورات الموقف في سوريا.

وقال الرئيس الروسي إن كلا منهما استمع لوجهة نظر الآخر، ولكنهما لم يتفقا.

انقسامات

من جانبه، قال الرئيس الامريكي إن ثمة “اجماع” بين الزعماء الحاضرين على ان الاسلحة الكيمياوية قد استخدمت فعلا في سوريا.

واضاف الرئيس الامريكي ان معظم الزعماء الحاضرين في القمة يعتقدون أن مسؤولية استخدام هذه الاسلحة تقع على نظام الرئيس الأسد.

ودافع الرئيس اوباما عن رأيه القائل إن التصرف ضروري حتى في حل اصابة مجلس الأمن بالشلل، إذ يجب المحافظة على الاجماع الدولي المعارض لاستخدام الاسلحة الكيمياوية.

ولكن الرئيس بوتين وصف استخدام الاسلحة الكيمياوية في سوريا بأنه “استفزاز من جانب المعارضين الذين يأملون ان يحصلوا بفضله على دعم خارجي.”

من جانبه، قال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون إن التعويل على مجلس الامن حصرا للرد على الازمة يعني “ان المملكة المتحدة قد فوضت مبادئها الاخلاقية وسياستها الخارجية لفيتو روسي محتمل.”

وبينما تحظى دعوة الرئيس اوباما للتدخل العسكري في سوريا بتأييد المملكة المتحدة وكندات وتركيا، لم تتعهد اي دولة غير الولايات المتحدة وفرنسا بالمشاركة في هكذا تدخل.

ويقول المراسلون في سان بطرسبرغ إن عدد معارضي التدخل الامريكي بين الزعماء الذين حضروا قمة العشرين يفوق بكثير عدد المؤيدين له.

ودعت كل من الولايات المتحدة واستراليا وكندا وفرنسا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية واسبانيا وتركيا والمملكة المتحدة في بيان مشترك الى “رد دولي قوي” على استخدام السلطات السورية المزعوم للاسلحة الكيمياوية.

وجاء في البيان، الذي اعترف بعجز مجلس الامن عن الرد، ان “ليس بمقدور العالم انتظار نتائج مشاورات ومفاوضات معروف فشلها سلفا بينما تستمر المعاناة في سوريا ويتقوض استقرار المنطقة.”

الا ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال في وقت لاحق إن بلاده ستنتظر ما يأتي به مفتشو الاسلحة الكيمياوية الدوليون في تقريرهم قبل ان تقرر شكل الرد الذي ستقوم به، مما يعني ان فرنسا لن تشارك في اي ضربة قد توجه الى سوريا قبل نهاية الشهر الجاري.

ووعد هولاند بأن فرنسا “ستفعل ما في وسعها لضرب الاهداف العسكرية حصرا، وذلك لتجنب اصابة المدنيين.”

بان

وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أدان الحديث عن ضربة عسكرية ضد سوريا ووصفها بأنها غير مدروسة.

وحذر بان من احتمال ان تكون للضربة عواقب مأساوية.

وقال في اجتماع عقد على هامش قمة الدول الصناعية العشرين في روسيا إن الهجوم على سوريا بسبب مزاعم بأن الرئيس بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه لن يؤدي الا إلى المزيد من العنف الطائفي.

وقال بان للقادة المجتمعين انه يتعين الحصول على تأييد الامم المتحدة قبل اي ضربة عسكرية ضد سوريا.

“عزلة متزايدة”

تبادلت موسكو وواشنطن الانتقادات بسبب موقف كلا الدولتين من الصراع السوري

ويرى ستيف روزنبرغ، مراسل بي بي سي، أنه على ضوء “العزلة المتزايدة للولايات المتحدة بخصوص سوريا” يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بالرضى عن الطريقة التي تسير بها قمة مجموعة العشرين.

وأشار روزنبرغ إلى أن بوتين لم يخف معارضته للتدخل العسكري الأمريكي.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، إن بعض الدول تريد عملا متسرعا بينما ترغب دول أخرى في أن تعمل الولايات المتحدة من خلال مجلس الأمن.

تصويت الكونغرس

وتقول مراسلة “بي بي سي” بريدجيت كيندال أن التحدي الأكبر أمام الرئيس الأمريكي يتمثل في الحصول على دعم الكونغرس للتدخل ضد دمشق.

وألغى أوباما رحلة إلى كاليفورنيا الاثنين في إطار محاولاته إقناع الكونغرس بتأييد توجيه ضربة ضد حكومة الأسد.

وأظهر استطلاع أجرته “بي بي سي” وشبكة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية أن أكثر من ثلث أعضاء الكونغرس لم يتخذوا قرارا بعد بشأن رفض القيام بعمل عسكري أو تأييده.

وقالت أغلبية من بين أعضاء الكونغرس الذين حسموا أمرهم إنهم سيصوتون ضد الرئيس الأمريكي.

وكان رئيس البرلمان السوري قد كتب إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي لحض أعضاء المجلس على عدم الاندفاع باتجاه “عمل متهور غير مسؤول.”

وبحسب الاستطلاع، فإن 63 عضوا في مجلس النواب قرروا التصويت بالرفض، ويميل 136 آخرين إلى هذا الموقف.

وفي المقابل، أعرب 20 عضوا بالمجلس عن دعمهم لتوجيه ضربة ضد دمشق ويميل 25 آخرين الى تأييد ذلك.

ولم يحسم 153 من أعضاء مجلس النواب موقفهم بشأن التدخل الأمريكي.

أما في مجلس الشيوخ، فقد أظهر الاستطلاع أن 11 عضوا يعارضون مطالبة أوباما بتوجيه ضربة عسكرية، وقد يلحق بهم ستة آخرين.

ويدعم 19 عضوا بمجلس الشيوخ القيام بعمل عسكري، ويميل إلى هذا الاتجاه أربعة آخرون.

ولم يحسم بعد أغلبية أعضاء المجلس (59 عضوا) امرهم.

BBC © 2013

الأزمة السورية: كيف ستستهدف الولايات المتحدة الاسلحة الكيماوية؟

جوناثان ماركوس

مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية

تسعى الولايات المتحدة حثيثا إلى شن عملية عسكرية ضد سوريا للرد على استخدام مزعوم لدمشق لاسلحة كيماوية، لكن هل يستطيع الرئيس باراك اوباما استهدف ما يوصف بـ “ترسانة الاسلحة الكيماوية” لدى نظام بشار الأسد؟

كان أوباما واضحا حين تحدث عن الهدف من أي عملية عسكرية أمريكية في سوريا حيث قال إنها ستكون “لتحميل نظام الأسد مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية لردع وتحجيم قدراته العسكرية”.

ويسعى الرئيس الامريكي في الوقت الحالي إلى كسب تأييد الكونغرس للضربة العسكرية لكن يبقى السؤال حول حجم وتركيز هذه الضربة اضافة إلى اي مدى يمكن ان تستهدف هذه الضربة مواقع الأسلحة الكيماوية.

ويبدو من المستبعد للغاية أن تستهدف المنشآت التي تحوي هذا النوع من الاسلحة بشكل مباشر سيكون مستبعدا للغاية حيث أنها في الاغلب ستكون مخبأة في أماكن تحت الأرض وبالرغم من ذلك فانه سيكون من السهل رصدها عبر الأقمار الصناعية.

بيد أن المشكلة الحقيقية ستكون في تواجد تلك المواقع بالقرب من مناطق سكنية وسيعني استهدافها وقوع أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين.

“حرارة شديدة”

عملت الولايات المتحدة لسنوات طويلة على تطوير رؤوس صاروخية لاستهداف مواقع الأسلحة دون أن يتسبب ذلك في نشر التأثيرات السلبية لهذه الاسلحة على نطاق واسع.

ويعرف القادة العسكريين الأمريكيين السلاح الذي يملكة جيش بلادهم والذي يمكنه تدمير الاسلحة البيولوجية والكيماوية في مواقعها لكنهم يعرفون ايضا ان استخدام هذا السلاح او ما يعرف باسم “القنبلة الحارقة العظمى” ينتج عنه حرارة شديدة لا تحتمل تتراوح بين 1200 الى 1500 درجة مئوية.

وتمتلك الولايات المتحدة عدة أسلحة تحتوى على هذه الخاصية الذي يقول خبراء إن الحرارة الشديدة، التي تعتمد على الطاقة الحركية لكتل الفولاذ أو سبائك التنغستين، مهمة في استهداف الاسلحة الكيماوية والبيولوجية.

لكن وجود مواقع الأسلحة الكيماوية في سوريا بالقرب من المناطق السكنية قد يمنع تماما استخدام الاسلحة التي تنتج حرارة شديدة وبالتالي فانه في الاغلب سيتم استهدافها بطرق اكثر أمانا مثل استهداف طرق توصيل هذه الاسلحة من والى مناطق استخدامها او مزوداتها بالطاقة.

“مهمة صعبة”

في الأغلب ستقوم الولايات المتحدة باستهداف الأنظمة الصاروخية والمدفعية والطائرات لدى النظام السوري اضافة الى المنشآت والمقرات والطرق ذات الصلة بالأسلحة الكيماوية داخل البلاد.

وفي هذه الحالة ستظهر عقبة أخرى امام أوباما ألا وهي أن ضرب انظمة السلاح الرئيسية لدى الأسد سيغير ميزان القوة على الأرض لمصلحة المعارضة المسلحة وهو الامر الذي نفاه أوباما لكن ربما سيكون ذلك هو الحل الوحيد امام اوباما لاقناع اعضاء الكونغرس المتشككين في جدوى العملية العسكرية وكلفتها المادية والبشرية وتأثيرها على اعطاء الغلبة للأجنحة المتشددة من المعارضة.

فالمهمة أمام أوباما في سوريا تتسم بصعوبة مضاعفة حيث تتمثل العقبة الأولى في ترويج فكرة “الضربة العقابية” لكن العقبة الأكبر ستكون تحديد حجم وهدف الضربة بحيث لا تغير ميزان القوة على الأرض لصالح المعارضة المسلحة.

BBC © 2013

المتمردون السوريون ينسحبون من بلدة معلولا المسيحية التاريخية

انسحب مسلحو “الجيش السوري الحر” من بلدة معلولا المسيحية التاريخية الواقعة شمال دمشق بعد ان دخلوها لفترة وجيزة، حسبما يقول الائتلاف المعارض.

وكان المسلحون قد استولوا على مواقع تابعة للجيش السوري النظامي خارج معلولا بعد ان خاضوا معارك ضارية مع القوات الحكومية ورجال الميليشيات الموالين لها يوم الخميس.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن المسلحين مكثوا في البلدة بضع ساعات، “ولكنهم لم يعتدوا على اي كنيسة او دير”، على حد تعبير الائتلاف.

وسلط القتال قرب معلولا الضوء على الوضع الحرج للاقلية المسيحية في سوريا.

فعندما اندلعت الانتفاضة ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد في مارس / آذار 2011، اتخذ الكثير من المسيحيين جانب الحذر وحاولوا تجنب الانضمام الى اي من المعسكرين.

ولكنهم سرعان ما اضطروا الى ذلك بعد ان اشتد بطش النظام ولجأ المعارضون الى السلاح.

ويخشى الكثير من المسيحيين من ان يستهدفهم المجاهدون السنة الذين يدعون الى تأسيس دولة اسلامية في حال سقوط نظام الاسد، كما فعلوا في العراق عقب الغزو الامريكي عام 2001.

“تفهم”

وكان في صفوف القوات المعارضة التي اشتبكت مع القوات النظامية وعناصر اللجنة الشعبية المحلية التي شكلت للدفاع عن البلدة خارج معلولا الخميس مسلحون من جبهة النصرة المرتبطة “بتنظيم” القاعدة حسبما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا.

وقال المرصد إن مسلحي النصرة استولوا على نقطة تفتيش للجيش خارج معلولا التي تبعد بمسافة 55 كيلومترا الى الشمال من العاصمة السورية دمشق بعد ان استهدفوها (اي نقطة التفتيش) بهجوم انتحاري.

وكان معظم سكان البلدة قد هربوا منها عند اندلاع القتال، وقالت واحدة منهم إن المتمردين قصفوا البلدة بالمدفعية والمدافع المضادة للطائرات، وان بعض القذائف سقطت في قبل معلولا.

ونقلت وكالة رويترز عن واحدة من السكان اسمها سامية الياس قولها “كان المتمردون يحيطون بمعلولا طيلة عدة اشهر، ولكن كان هناك شبه تفاهم بينهم وبين السكان بألا يدخلوا البلدة. للأمانة، لا يبدو انهم اعتدوا على اي من كنائس او منازل البلدة.”

يذكر ان معلولا تضم عددا من الكنائس والأديرة المهمة، بما فيها دير مار تقلا الذي يؤمه العديد من الزائرين المسيحيين والمسلمين.

وتؤكد المخطوطات المنحوتة على جدران بعض الكهوف الموجودة في سفح الجبل الذي تقع عليه معلولا انها واحدة من اقدم الحواضر المسيحية في العالم. وما زال بعض سكانها يجيدون التحدث بالآرامية، وهي اللغة التي كان يتحدث بها عيسى المسيح.

وكان الطيران الحربي السوري قد قصف ثلاث مرات في وقت متأخر من يوم الخميس نقطة التفتيش التي استولى عليها المتمردون.

في غضون ذلك، قالت وكالة سانا السورية الرسمية للانباء إن وحدة تابعة للجيش السوري “صفت اعضاء مجموعة ارهابية عائدة لجبهة النصرة” شمال شرق معلولا و”دمرت الادوات التي يستخدمونها في اقتراف جرائمهم.”

ولكن احد قادة المتمردين يدعى ابو خالد (من تنظيم يطلق على نفسه اسم كتائب ثوار بابا عمرو) قال لرويترز ان المتمردين “لم تكن لهم نية البقاء” في البلدة.

وأصدر الائتلاف السوري المعارض في وقت لاحق من ليلة الخميس بيانا اكد فيه انسحاب وحدات الجيش السوري الحر بعد ان دمرت مواقع للجيش النظامي في معلولا.

وأكد الائتلاف في بيانه “التزامه بحماية كل السوريين بكل دياناتهم واعراقهم وطوائفهم ومعتقداتهم السياسية، واهتمامه الدائم لحفظ ارث سوريا الانساني والديني بكل السبل المتاحة.”

BBC © 2013

أوباما يرفض ضغوط مجموعة العشرين للتخلي عن خطة ضرب سوريا

سان بطرسبرج (روسيا) (رويترز) – رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة ضغوطا للتخلي عن خططه للقيام بعمل عسكري ضد سوريا وحصل على تأييد عشرة من الزعماء لتبني رد “قوي” على هجوم بالأسلحة الكيماوية.

ورفض أوباما التراجع عن موقفه بعد أن قاد نظيره الروسي فلاديمير بوتين حملة لإثنائه عن التدخل العسكري خلال قمة مجموعة العشرين التي استمرت يومين في مدينة سان بطرسبرج الروسية.

وأقنع أوباما عشر دول أخرى في مجموعة العشرين بالانضمام إلى الولايات المتحدة في التوقيع على بيان يدعو إلى تبني رد دولي قوي رغم أنه لم يصل إلى حد دعم تنفيذ ضربات عسكرية مما يبرز الخلافات العميقة التي هيمنت على القمة.

ونحى زعماء المجموعة – التي تمثل 90 بالمئة من اقتصاد العالم وثلثي سكانه – خلافاتهم جانبا لدعم الدعوة إلى النمو وتوفير والوظائف واتفقوا على أن الاقتصاد العالمي في تحسن ولكنه لم يخرج من دائرة الأزمة.

غير أنه لم يصدر بيان مشترك بخصوص سوريا رغم المحادثات المباشرة التي استمرت 20 دقيقة بين أوباما وبوتين على هامش القمة يوم الجمعة عقب نقاش جماعي محتدم بشأن الحرب الأهلية في سوريا خلال مأدبة عشاء مساء الخميس.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي في نهاية القمة هيمنت عليه الأسئلة الخاصة بسوريا “نستمع لبعضنا البعض ونتفهم وجهات النظر ولكننا لا نتفق. لا أتفق مع آرائه ولا يتفق مع آرائي.”

وقال المشاركون في مأدبة العشاء إن التوتر بين بوتين وأوباما واضح ولكن بدا عليهما أنهما يبذلان ما في وسعهما لتجنب التصعيد. وقال أوباما إن الفضل يرجع إلى بوتين في تسهيل إجراء النقاش الطويل الخاص بالأزمة السورية مساء الخميس.

غير أنه دافع عن دعوته إلى الرد العسكري على ما تصفه واشنطن بأنه هجوم بأسلحة كيماوية نفذته قوات الرئيس السوري بشار الأسد أودى بحياة ما يزيد على 1400 شخص في الضواحي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في دمشق يوم 21 أغسطس آب.

قال أوباما في مؤتمر صحفي منفصل “عدم الرد على هذا الانتهاك لذلك العرف الدولي من شأنه أن يبعث إشارة إلى الدول المارقة والأنظمة المستبدة والمنظمات الإرهابية التي يمكنها تطوير واستخدام أسلحة الدمار الشامل دون أن تتحمل العواقب. ذلك ليس هو العالم الذي نريد العيش فيه.”

وقال بوتين إن واشنطن لم تقدم دليلا مقنعا على أن قوات الأسد نفذت الهجوم ووصفه بأنه “استفزاز” من قوات المعارضة التي تطمح إلى تشجيع الولايات المتحدة على القيام بعمل عسكري.

وحاول الرئيس الصيني شي جين بينغ إثناء أوباما عن القيام بعمل عسكري أثناء محادثات أجريت يوم الجمعة وقال له إن بكين تتوقع أن تفكر دول العالم مرتين قبل أن تتحرك. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون من اتخاذ إجراء عسكري دون الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي.

وفشل أوباما في الحصول على تأييد مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري بسبب معارضة روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) ويسعى إلى الحصول على موافقة الكونجرس الأمريكي على هذه الخطوة.

ورفض الرئيس الأمريكي الكشف عما إذا كان يعتزم المضي قدما في توجيه ضربة عسكرية لسوريا في حال رفض الكونجرس منحه تفويضا بذلك غير أنه قال إن معظم قادة مجموعة العشرين يدينون استخدام الأسلحة الكيماوية رغم اختلافهم بخصوص استخدام القوة دون اللجوء إلى الأمم المتحدة.

وقال أوباما “غالبية الحاضرين يرتاحون للاستنتاج الذي توصلنا إليه بأن الأسد وحكومة الأسد هم المسؤولون عن استخدامها (الأسلحة الكيماوية).”

والموقعون على الدعوة إلى رد دولي قوي هم زعماء أو ممثلي أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وأسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وأوضحت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامانتا باور يوم الخميس أن واشنطن تخلت عن التعاون مع مجلس الأمن الدولي لتحديد الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية متهمة روسيا بشل حركة المجلس.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند الذي يؤيد أوباما في القيام بعمل عسكري في سوريا إنه سيسعى لتشكيل ائتلاف من بعض الدول لتأييد هذا التدخل إذا لم يوافق مجلس الأمن على اتخاذ إجراء.

وبالرغم من الخلافات اتفق زعماء مجموعة العشرين في البيان الختامي لقمتهم على أن الاقتصاد العالمي يتحسن لكن من السابق لأوانه القول بأن الأزمة انتهت.

من مات سبيتالنيك وأليكسي أنيشتشوك

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: الأسد لم يستخدم سوى جزء ضئيل من ترسانته الكيماوية

واشنطن (رويترز) – قالت السفيرة سامانتا باور المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة يوم الجمعة إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يستخدم سوى جزء ضئيل من مخزونه من الأسلحة الكيماوية في هجوم مزعوم قرب دمشق الشهر الماضي.

وقالت باور التي كانت تتحدث في مركز أبحاث في واشنطن “في حين أن تقييمنا هو أن الأسد استخدم أسلحة كيماوية في 21 أغسطس أكثر مما استخدمه في أي هجوم سابق إلا أنه لم يستخدم سوى جزء ضئيل من مخزونه الهائل.”

واضافت قائلة “استنفدنا بدائل” العمل العسكري ضد سوريا وأضافت أن الأسد لا بد وأن يكون عول على حقيقة أن روسيا ستدعمه في الخلاف حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية وإنه لمن السذاجة الظن بأن روسيا ستغير موقفها.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

فرنسا تقول انها لن تستهدف سوى مواقع عسكرية في هجوم سوريا

سان بطرسبرج (رويترز) – قال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند يوم الجمعة ان اي هجمات على سوريا ستقتصر على ضرب اهداف عسكرية.

واضاف في مؤتمر صحفي بعد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج في روسيا “سنفعل كل ما بوسعنا حتى تضرب فرنسا اهدافا عسكرية فحسب لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.”

واضاف ردا على سؤال بشان ما اذا كانت قوات الرئيس السوري بشار الاسد نقلت بالفعل الاسلحة الهامة من المناطق التي يحتمل ان تكون اهدافا “الدكتاتور لا يمكنه ان يتوقع كل شيء.”

(اعداد أيمن مسلم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى