أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 03 كانون الأول 2015

 

 

 

 

مؤتمر الرياض يمهد للمرحلة الانتقالية في سورية

لندن – إبراهيم حميدي؛ موسكو – رائد جبر؛ نيويورك – «الحياة»

وعد قادة في المعارضة السورية بالعمل لإنجاح مؤتمر الرياض المقرر بين 8 و10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري لـ «الخروج بوثيقة توافقية بين فصائل المعارضة المعتدلة حول مكوّنات المرحلة الانتقالية»، وسط مساعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري لعقد المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في نيويورك في 18 الجاري لإصدار قرار دولي بمخرجات الاجتماع وخطة لوقف النار، في وقت اتهمت وزارة الدفاع الروسية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأفراد أسرته بالضلوع في شكل مباشر في عمليات «سرقة النفط وتهريبه وتسليح الإرهاب في سورية»، الأمر الذي نفاه أردوغان، ملوحاً بـ «إجراءات في حال استمرت هذه الاتهامات».

وليل أمس اعلن «داعش» ذبح مواطن روسي زعم انه يعمل لصالح الاستخبارات الروسية التي ارسلته الى مناطق سيطرة التنظيم لجمع معلومات حوله وتحديداً حول عناصره المتحدرين من القوقاز. (للمزيد)

وتتسارع الاتصالات المكثّفة لضمان نجاح مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة المعتدلة والخروج بوثيقة توافقية حول مكوّنات المرحلة الانتقالية في إطار بيان جنيف. وإذ قال «الائتلاف الوطني السوري» إنه «سيعمل على توحيد قوى الثورة والمعارضة السياسية والعسكرية والمدنية في خضم مواجهة التحديات السياسية والعسكرية المتزايدة، سواء في مسار فيينا أو تصعيد الاحتلال الروسي عدوانه الخطير على الشعب السوري»، أكد المنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم لـ «الحياة»، أن مؤتمر الرياض «مهم جداً وسنعمل على نجاحه». وقال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» أمس: «من الأهمية بمكان أن يكون وفد المعارضة وازناً ويمثّل الجميع، لذلك هناك أهمية أن يمثّل الأكراد». وقال رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين لـ «الحياة»، إنه تلقى دعوة مع إمكان دعوة خمسة آخرين، مؤكداً أنه سيشارك «في كل الفعاليات التي تساهم في حل الأزمة السورية لكن على الأغلب أننا لن نشارك في أي حكومة جديدة… في المقابل نحن سندعم أي حكومة أو هيئة انتقالية كيفما كانت وبغض النظر عمن يكون فيها».

ويسعى كيري الى عقد مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم سورية» في نيويورك في 18 الجاري بالتزامن مع ترؤس بلاده دورة مجلس الأمن، بحيث تصدر مخرجات هذا الاجتماع بقرار دولي، قد يضم «قائمة الإرهاب» وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لجمع وفدي النظام والمعارضة في موعد قد يكون في منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل، إضافة إلى خطة لوقف شامل للنار يعمل خبراء الأمم المتحدة على صوغها.

وقال ديبلوماسي رفيع في نيويورك، إن موعد الاجتماع المقبل ومكانه «لم يحددا، لكن أحد الاحتمالات أن يعقد في نيويورك في 18 الجاري». وشدد على ضرورة الحفاظ على «الزخم» الذي أنتجته اجتماعات فيينا، ذلك أن «روسيا تريد طريقاً للخروج من تورطها (العسكري) في سورية وهو ما ستقدمه لها العملية السياسية». وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت، إن بلاده «تدعم مسار فيينا بقوة، إذ إنه جزء أساسي من استراتيجية إنهاء النزاع في سورية، إلى جانب الاستجابة الإنسانية، واحتمال الرد العسكري».

في موسكو، نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً التقطت من الفضاء تظهر فيها طوابير طويلة من الشاحنات على معبر حدودي بين سورية وتركيا، قالت إن طائرات استطلاع روسية التقطتها بين آب (أغسطس) وتشرين الثاني (نوفمبر). واتهم نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف، أردوغان وأسرته بالضلوع مباشرة في تهريب النفط. وقال: «يتبيّن أن المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين سورية والعراق، هو تركيا. وتفيد المعلومات بأن الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذا التهريب غير المشروع».

وسارع أردوغان إلى التنديد بالمزاعم الروسية، وقال في خطاب بالدوحة بثه التلفزيون التركي: «لا يحق لأحد نشر افتراءات عن تركيا بالقول إن تركيا تشتري النفط من داعش»، متوعداً إذا استمرت هذه الاتهامات «سنتخذ بأنفسنا إجراءات».

 

«داعش» يعدم روسياً زعم أنه عميل لموسكو في سورية

بيروت – أ ف ب

أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) روسياً زعم أنه يعمل لصالح الاستخبارات الروسية وفق ما ظهر في شريط فيديو تناقلته اليوم (الأربعاء) مواقع متطرفة.

ويظهر في شريط الفيديو الذي يحمل اسم “ولاية الرقة” رجل ملتح يرتدي زياً برتقالياً، عادة ما يرتديه أسرى التنظيم. ويُعرف عن نفسه باللغة الروسية على أنه يعمل لصالح الاستخبارات الروسية التي أرسلته إلى مناطق سيطرة “داعش” لجمع معلومات حوله وتحديداً حول عناصره المتحدرين من القوقاز.

وفي نهاية الشريط يظهر الرجل جاثياً على ركبتيه وخلفه يقف عنصر من التنظيم بيده سكين ويحذر موسكو باللغة الروسية من “الهزيمة”. وينتهي الشريط بإعدام الرجل.

وليست هذه المرة الأولى التي يزعم فيها التنظيم المتطرف إعدام روس يعملون لصالح موسكو، إذ أصدر في كانون الثاني (يناير) الماضي شريط فيديو يظهر فتى وهو يطلق النار على رجلين متهمين بالعمل لصالح الاستخبارات الروسية.

لكن الفيديو الصادر اليوم هو الأول منذ بدء روسيا حملتها الجوية في سورية.

وتشن روسيا منذ 30 أيلول (سبتمبر) الماضي حملة جوية تقول إنها تستهدف تنظيم “داعش” في سورية ومجموعات “متطرفة” أخرى. وتوعد بوتين بتكثيف الضربات الروسية في سورية بعدما تم التأكد من أن قنبلة تسببت في تحطم الطائرة الروسية التي كانت متوجهة من مصر إلى روسيا في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ما أودى بحياة 224 شخصاً على متنها.

وتبنى الفرع المصري لتنظيم “داعش” إسقاط الطائرة وقال إن ذلك يأتي رداً على التدخل الروسي في سورية.

 

كيري: الغارات وحدها لن تهزم «داعش»

بلغراد – رويترز

تحدثت الولايات المتحدة اليوم (الخميس) عن ضرورة إيجاد قوات برية سورية أو عربية لدحر تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقالت أن «الضربات الجوية وحدها لن تهزم التنظيم المتطرف».

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اجتماع في بلغراد لـ «منظمة الأمن والتعاون» في أوروبا: «أعتقد أننا نعلم أنه من دون القدرة على إيجاد قوات برية مستعدة للإجهاز على داعش فلن نتمكن من تحقيق النصر الكامل من الجو»، موضحاً أنه يشير إلى قوات سورية أو عربية.

 

بوتين يهدد تركيا بالندم «أكثر من مرة»

موسكو – رويترز

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الخميس) إن تركيا ستندم «أكثر من مرة» على إسقاط قاذفة روسية قرب الحدود السورية – التركية، مضيفا أن «موسكو لن تتجاهل مساعدة أنقرة للإرهابيين».

وفي إشارة موجهة إلى الغرب بوضوح، قال بوتين في خطاب حال الاتحاد السنوي إن على الدول «ألا تطبق معايير مزدوجة مع الإرهاب أو تستخدم جماعات إرهابية لتحقيق أهدافها».

 

لافروف يلتقي نظيره التركي للمرة الأولى منذ إسقاط الطائرة الروسية

بلغراد – أ ف ب

يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره التركي مولود جاوش أوغلو، اليوم، للمرة الأولى منذ أن اسقط الطيران التركي طائرة حربية روسية على الحدود السورية الأسبوع الماضي، على هامش اجتماع في بلغراد لـ «منظمة الأمن والتعاون» في أوروبا.

ويزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري أيضاً العاصمة الصربية لحضور الاجتماع السنوي للمنظمة، ويلقي كلمة صباح اليوم.

ويتوقع أن يركز المجلس على الأزمة في أوكرانيا وأزمة الهجرة والإرهاب وتحديات أخرى مشتركة، مثل «سبل إعادة بناء اتفاق حول الأمن الأوروبي، باعتباره مشروعاً مشتركاً»، وفق ما جاء في بيان لـ «منظمة الأمن والتعاون».

وسيلتقي كيري نظيره الروسي اليوم أيضاً، لكن لم يتضح موعد لقاء لافروف وجاوش أوغلو خلال الاجتماع الذي يستمر يومين في بلغراد.

ولقاء الوزيرين الروسي والتركي سيكون الاجتماع الأول الرفيع المستوى بين البلدين منذ إسقاط المقاتلة الروسية في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي تسبب بأزمة ديبلوماسية بين الطرفين.

وأمس، قال لافروف إنه يرغب في لقاء نظيره التركي الذي «كان مصراً على إجراء محادثات على هامش الاجتماع»، مضيفاً أنه «لن نتهرب وسنستمع إلى ما يريد جاوش أوغلو قوله. قد يكون لديه أمر جديد لم يرد علناً من قبل».

وبعد وصوله إلى بلغراد، قال الوزير الروسي للصحافيين إنه «سيكون من المؤسف عدم سماع شي جديد من الجانب التركي».

 

لاجىء سورى يوزع الطعام على فقراء ألمانيا

دبي – رضا علام (مدرسة الحياة)

أشعلت صورة لاجىء سوري تطوع لتوزيع الطعام على المشردين في ألمانيا مواقع التواصل الاجتماعي. وتحول الشاب من مجرد لاجىء في إلمانيا، إلى اسم متدوال على هذه المواقع، بعدما حصدت صورته أكتر من 2.7 مليون مشاهدة حول العالم، بحسب شبكة «سكاي نيوز ارابيا» الأخبارية.

وتُظهر الصورة الشاب السوري اليكس العسلي، وهو يقدم الطعام إلى فقراء في أحد شوارع برلين، على رغم أنه لا يجيد اللغة الألمانية، فضلاً عن أنه لا يزال يبحث عن وظيفه منذ أن وصل إلى البلد الاوروبي قبل عام ونصف العام.

وقال العسلي في مداخلة تلفزيونيه إن «الفكرة وردت في خاطري عندما رأيت الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه الألمان ليس لي فحسب، بل للسوريين كافة»، مؤكداً أنه رأى «مواقف عدة تقشعر لها الابدان، ولهذه الاسباب قررت أن ارد الجميل بطريقة صحيحة». وتابع: «لم أجد أحق من الفقراء الذين ينامون في الشوارع لمساعدتهم».

وأضاف الشاب: «أنا بالنسبه لهم (المحتاجين) مفاجأة تدهشهم، إذ أنني مجرد لاجىء، فكيف أفعل ذلك. لكن في الوقت نفسه، يعانقونني ويقدمو الشكر بأسلوب لطيف، وهذا الشيىء يلمسني من الداخل ولا استطيع أن أصفه، انه شعور لا يوصف».

وروى العسلي رحلة خروجة من بلاده، وقال: «خرجت من سورية عام 2006، ومن خلال لبنان وقبرص ومصر، فالسودان استطعت الوصول إلى ليبيا عام 2007» من دون أن يتطرق إلى تفاصيل، إلا أنه وصف الرحلة بـ«المتعبه جداً» لأنه لم يكن يملك جواز سفر.

وأوضح اللاجىء السوري أن «الأمور كانت تسير على ما يرام في ليبيا، وكنت أعمل موظفاً في إحدى الجامعات حتى قامت الثورة الليبية. وعلى رغم أنني من مؤيديها، إلا أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وضعوني في السجن لمدة ثلاثة أشهر، لكنهم أفرجوا عني مقابل التنازل عن سيارتي ومنزلي عام 2014».

وتابع حديثه: «تكمنت من الفرار عبر قوارب الموت، وبالفعل غرق القارب في حقل البورى في ليبيا، لكن افراد البحرية الإيطالية تمكنوا من إنقاذنا».

وفي ألمانيا، ذكر العسلي أنه «يحصل على 450 يورو شهرياً من مركز جوب الحكومي، يخصص منهم 100 يورو لمساعدة الفقراء». متمنياً أن ينجح في «إخراجهم من الظلام حتى يصبحوا فاعلين في المجتمع». وأكد أنه «استطاع تأمين وظيفة لشاب روسي عمره 18 عاماً في احدى شركات النظافة من طريق هذه المبادرة البسيطة»، من دون أن يذكر تفاصيل.

واختتم حديثه قائلاً: «عرضت منظمات حقوقيه أوروبية والمانية وأميركية دعماً مادياً للمشروع»، وأشار إلى أنه «تلقى عرض للسفر إلى أميركا». لكنه لفت إلى أنه رفض العرض «بشدة»، مبرراً ذلك بأنه يريد أن «يصبح المشروع عربياً فقط». وناشد العسلي المجمتع العربي تقديم الدعم لمشروعه، لانه يعتقد أن ذلك المشروع له أبعاد أكبر بكثير من مجرد إطعام المحتاجين.

وتواجه أوروبا أكبر موجة هجرة إلى أراضيها منذ عقود طويلة، وتعد ألمانيا البلد الأوروبي الاكثر استقبالاً للاجئين في الأونة الاخيرة.

 

هولاند يستهل قمة باريس بحديث عن صلة بين محاربة الإرهاب ومكافحة تغيّر المناخ

باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

افتتحت في باريس أمس، قمة المناخ، بحضور 150 رئيس دولة وحكومة، وسط دعوات عالمية متزايدة للتوصل الى اتفاق من أجل إنقاذ الأرض، وحض الدول على تحمل مسؤولياتها إزاء خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

ووقف الرئيس الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ونظراؤهم من انحاء العالم، دقيقة صمت حداداً على ضحايا الاعتداءات الإرهابية وآخرها في باريس.

وتجمع القادة في باحة المعارض في لوبورجيه (شمال) التي تحولت حصناً بفعل التدابير الأمنية الاستثنائية المتخذة بعد اعتداءات باريس التي اوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وخضعت حركة المرور في العاصمة الفرنسية لقيود مع انتشار 6300 شرطي وعسكري، كما دعت السلطات السكان الى تفادي التنقل، تحسباً لازدحام خانق في وسائل النقل العام.

وقال هولاند وسط نظرائه المشاركين في القمة إن «هناك صلة وثيقة بين محاربة الإرهاب ومكافحة تغير المناخ، انهما تحديان عالميان علينا مواجهتهما». وأضاف ان «مسؤوليتنا إزاء أولادنا ان نحافظ على كوكب محمي من الكوارث» الطبيعية، مشيراً الى ان المؤتمر الحالي للمناخ هو «أمل كبير لا يحق لنا ان نخيبه وعلينا ان نقرر هنا في باريس مستقبل الكرة الأرضية».

والهدف من المؤتمر الذي يستمر حتى 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وتتخلله قمة بين الرؤساء واجتماعات ثنائية، إعداد أول اتفاق ملزم للمجتمع الدولي، لمكافحة الاحتباس الحراري.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يتولى رئاسة المؤتمر الى «السعي لتحقيق النجاح التاريخي الذي يتوقعه العالم منا في هذا المؤتمر».

وقال فابيوس أمام مندوبي 195 بلداً قبل بدء قمة رؤساء الدول: «لا يزال أمامنا الكثير من العمل، النجاح بمتناولنا ولو لم نبلغه بعد».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة الدول «الى إعطاء تعليمات الى وزرائكم ومفاوضيكم بأن يعملوا من أجل التوصل الى تسوية»، تفادياً لفشل المؤتمر على غرار ما حصل في كوبنهاغن في العام 2009.

وقال ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز من على منصة المؤتمر أمس، انه «عبر تغيير المناخ، نكون نحن من رسم دمارنا بانفسنا».

 

اميركا – الصين

وصرح أوباما الذي تتصدر بلاده مع الصين قائمة الدول الأكثر تلويثاً، بأن الدول «تتحمل مسؤولية التحرك»، وذلك بعد لقاء مع نظيره الصيني. وتعهد الرئيسان اللذان يعتبر بلداهما الأكثر مسؤولية عن الانبعاثات الملوثة، بالعمل معاً للدفع قدماً باتفاقية حول المناخ، لضمان «اقتصاد عالمي تصدر عنه انبعاثات منخفضة من (غاز) الكربون».

وقال أوباما: «كوننا أكبر اقتصادين في العالم والأكثر إصداراً لغازات الكربون، قررنا أنه تقع على عاتقنا مسؤولية التصرف».

وأكد شي إن الدولتين ستعملان جنباً إلى جنب لضمان أن يحقق مؤتمر باريس أهدافه. وأشار إلى أن التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مرحلة يواجهان فيها تحديات عالمية متعددة هو أمر حاسم.

وأضاف ان «الاقتصاد العالمي يتعافى ببطء، فيما يتزايد الارهاب، كما يشكل التغير المناخي تحدياً هائلاً. هناك المزيد من انعدام الاستقرار والشكوك حيال الوضع الدولي».

لكن الرئيس الصيني شدد على أهمية أن تأخذ مفاوضات المناخ في باريس في الاعتبار، الفروق الاقتصادية بين الدول وأن يسمح لكل منها بتطوير حلولها الخاصة لمشكلة الاحتباس الحراري.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إن مفاوضات باريس يجب أن تؤدي الى اتفاق على إطار عمل ملزم داخل الأمم المتحدة ومراجعات ملزمة لضمان تحقيق تقدم بهدف الحد من الاحتباس الحراري.

والصيغة القانونية لاتفاق في شأن تغير المناخ خلال محادثات باريس مثار جدل، إذ يتوقع أن يرفض الكونغرس الأميركي أي اتفاق ملزم، لكن الاتحاد الأوروبي يضغط بشدة في سبيل أهداف إلزامية.

 

السعودية

وفي كلمته أمام المؤتمر، أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي ان بلاده «تدرك أن التغيّر المناخي يمثل تحدياً وأن في كل تحد هناك فرصة»، وأضاف: «نحن نعتقد أن بالإمكان مواجهة هذا التحدي من خلال الابتكار، والإبداع البشري، والأبحاث والتطورات التقنية».

وقال إن «من أولوياتنا تمكين جميع الدول من الحصول على كل أنواع الطاقة بصورة موثوقة وفي متناول الجميع وغير مضرة بالبيئة والمناخ». ودعا الى الاستثمار والأبحاث والابتكار في تقنيات الوقود الأحفوري النظيفة ومصادرِ الطاقة الأخرى، هو أمر ضروري وينبغي النظر إليه كأولوية». مشيراً الى ان السعودية وضعت خريطة طريق للتقنية والأبحاث في مجال إدارة ثاني أكسيد الكربون اضافة الى «تطوير وتنفيذ تقنيات كفاءة الطاقة، وبرامج الطاقة المتجددة كطاقة الشمس والرياح».

 

مفاوضات صعبة

ويشارك في المؤتمر عشرة آلاف مندوب ومراقب وصحافي، ليكون بذلك اكبر مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ، يضم أكبر عدد من قادة الدول، خارج اجتماعات الجمعية العامة السنوية للمنظمة الدولية، وهو ايضاً أكبر تجمع ديبلوماسي في تاريخ فرنسا.

وبات مثبتاً ان حرارة الأرض تزداد ارتفاعاً بسبب الغازات الناتجة من احتراق مصادر الطاقة الأحفورية وايضاً بعض أساليب الانتاج الزراعي وقطع الأشجار في شكل متزايد سنوياً.

ومن باكستان الى جزر في المحيط الهادئ، ومن كاليفورنيا الى كروم فرنسا، ينعكس اختلال المناخ في شكل كبير على مناطق بكاملها متسبباً بالجفاف وتراجع السواحل امام البحار وتآكل الشُعب المرجانية نتيجة ارتفاع نسبة الحموضة في المحيطات. ويخشى العلماء من انه اذا ارتفعت حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين ان يؤدي ذلك الى حصول اعاصير في شكل متكرر وتراجع العائدات الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق مثل نيويورك (الولايات المتحدة) ومومباي (الهند).

وتحضيراً لمؤتمر باريس، عرض قادة 183 بلداً من أصل 195 مشاركة، خططهم لخفض الانبعاثات، وهي مشاركة كاد يفقد الأمل من حصولها. وعلى رغم ذلك لا يزال ارتفاع الحرارة يسير نحو زيادة بثلاث درجات مئوية.

ويبدو ان المفاوضات ستكون صعبة، ذلك ان كل الدول لديها «خطوطها الحمر» التي لا تريد تجاوزها. لكنْ، ثمة ضغوط هائلة من جانب الناشطين والمدافعين عن البيئة، من أجل التوصل الى اتفاق.

وشهدت نهاية الأسبوع الماضي، أكثر من ألفي مسيرة في مختلف انحاء العالم للمطالبة بـ «اتفاق قوي حول المناخ». وتخللت احدى المسيرات في باريس، صدامات مع الشرطة، أسفرت عن أكثر من 300 عملية توقيف.

وتهدف القمة على هامش المؤتمر الى إعطاء «دفع سياسي» للمفاوضات التي تطاول أسس الاقتصاد والتنمية. وقال وزير الخارجية الفرنسي ان «المشاركة الكثيفة (للقادة) دليل على ضرورة التدخل في شكل عاجل»، الا انه أبدى «تفاؤلاً حذراً».

 

على هامش القمة

وعلى هامش المؤتمر، حصل العديد من اللقاءات الثنائية التي تناولت مواضيع اخرى غير المناخ، بما في ذلك ملفا الارهاب والازمة السورية والخلاف الروسي – التركي المستجد. إلا أن الكرملين أعلن عدم انعقاد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان رغم طلب الأخير ذلك، بعد اسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية فوق الحدود السورية الاسبوع الماضي.

وكان العديد من القادة المشاركين في المؤتمر، من بينهم اوباما ورئيسة تشيلي ميشيل باشليه ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، وقفوا امام مسرح باتاكلان في باريس حيث وقع أكبر عدد من الضحايا خلال الاعتداءات (90 قتيلاً)، وذلك تعبيراً عن ادانتهم الإرهاب.

 

موسكو تتهم أردوغان وأسرته بنفط “داعش” لقاء للافروف وجاويش أوغلو في بلغراد اليوم

المصدر: (و ص ف، رويترز)

هاجمت روسيا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في اطار الازمة المستمرة بين البلدين، باتهامه مباشرة بالاستفادة مع اسرته من تهريب النفط الذي يقوم به تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا.

وأتت هذه الاتهامات الجديدة بعد اكثر من اسبوع من اسقاط سلاح الجو التركي طائرة عسكرية روسية على الحدود السورية، مما تسبب بأزمة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين.

لكن الديبلوماسية الروسية ابدت اشارة انفراج أولى بقبولها فكرة لقاء والاتراك في الايام القريبة.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه مستعد للقاء نظيره التركي مولود جاويش اوغلو على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي يعقد في بلغراد مدة يومين بدءاً من اليوم وهو ما يتيح فرصة لنزع فتيل التوتر الناجم عن إسقاط “السوخوي – 24”.

وقال للصحافيين بواسطة مترجم لدى وصوله الى العاصمة الصربية. “في ما يتعلق بالاجتماع مع الوزير التركي جاويش أوغلو…نحن مستعدون لعقد هذا الاجتماع على هامش (مؤتمر منظمة الأمن والتعاون)”. لكنه أضاف: “سيكون من المحزن إذا لم نسمع شيئا جديداً”.

وتطالب السلطات الروسية باعتذار رسمي من انقرة التي ترفض ذلك. واكد اردوغان مجددا الاربعاء ان تركيا ستعتمد “مقاربة متزنة” حيال ردود الفعل “الانفعالية لموسكو”.

وكشف نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف صورا التقطت عبر الاقمار الاصطناعية لارتال من صهاريج النفط لكنه لم يوضح صلة اردوغان بها.

ونفت الولايات المتحدة نفياً قاطعاً الاتهامات الروسية بأن الحكومة التركية ضالعة مع “داعش” في تهريب النفط من سوريا. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر بأن المعلومات المتوافرة لدى الولايات المتحدة هي أن تنظيم “داعش” يبيع النفط عند آبار النفط لوسطاء هم بدورهم ضالعون في تهريبه عبر الحدود إلى تركيا.

وقال تونر مستخدما الاسم القديم لتنظيم “الدولة الإسلامية”: “نرفض رفضاً قاطعا القول بأن الحكومة التركية تتعاون مع داعش لتهريب النفط عبر حدودها… لا نرى بصراحة أي دليل يدعم مثل هذا الاتهام”.

 

الجيش الروسي يعرض أدلة على تهريب نفط “داعش” إلى تركيا أنقرة تتطلّع إلى الغاز القطري لاحتمال تعويض أي حظر روسي

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

انتقلت روسيا أمس الى مهاجمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اطار الازمة المستمرة بين البلدين، باتهامه مباشرة بالاستفادة مع اسرته من تهريب النفط الذي يقوم به تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا. لكن أردوغان ردّ بأنه لا يحق لأحد “إهانة” تركيا باتهامها بشراء النفط من التنظيم المتطرف وأنه سيتنحى إذا ثبتت صحة هذه المزاعم.

صرّح نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف في مؤتمر صحافي أمام مئات من الصحافيين: “يتبين ان المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين سوريا والعراق هو تركيا… ان الطبقة الحاكمة السياسية، بمن فيها الرئيس اردوغان واسرته، ضالعة في هذه التجارة غير المشروعة”، مضيفاً “ان استهتار الحكومة التركية لا حدود له”.

وقال: “ألا تطرحون تساؤلات عن كون نجل الرئيس التركي يتولى رئاسة إحدى أبرز شركات النفط وكون زوج ابنته عين وزيرا للطاقة؟ يا لها من شركة عائلية رائعة!”. وهو كان يشير الى صهر اردوغان بيرات البيرق (37 سنة) ونجله بلال اردوغان الذي يملك مجموعة “بي ام زد” المتخصصة بالاشغال العامة والنقل البحري.

وعرض مسؤولون في وزارة الدفاع الروسية صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية قالوا إنها تبين رتلاً من الصهاريج محملة بنفط في منشآت يسيطر عليها “داعش” في سوريا والعراق ثم وهي تعبر الحدود إلى تركيا المجاورة.

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان اتهم الاثنين انقرة بـ”حماية” مقاتلي “داعش” والتغطية على تهريب النفط الذي يمثل اهم مصادر التمويل للتنظيم الجهادي المتطرف. وذهب بوتين الى حد القول إن قرار سلاح الجو التركي اسقاط قاذفة “سوخوي – 24” الروسية “اتخذ لحماية الطرق التي ينقل عبرها النفط الى الاراضي التركية”.

وبدا ان هذه الحرب الكلامية بدأت تميل الى التهدئة عندما كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن لقاء مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو هوالأول لمسؤولين كبيرين بهذا المستوى منذ نشوب الازمة.

وصرح لافروف في مؤتمر صحافي في نيقوسيا ان “الطرف التركي يصر على تنظيم لقاء على انفراد مع وزير الخارجية… لن نتهرب وسنستمع الى ما يريد جاويش أوغلو قوله. قد يكون لديه أمر جديد لم يرد علناً من قبل”.

وسيعقد هذا اللقاء على هامش مجلس الوزراء لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا المقرر عقده في العاصمة الصربية بلغراد اليوم وغداً.

وحذر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف من أن تأزم العلاقات الروسية- التركية بعد إسقاط “سوخوي – 24” سيؤثر على مفاوضات فيينا في شأن التسوية السورية. وقال لوكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء: “أعتقد أن هذا التأزم سيؤثر على المفاوضات في شأن سوريا”، مؤكدا أنه في كل الأحوال ينبغي أن تبدأ عملية إطلاق التسوية السياسية في سوريا.

 

أردوغان

وقد رفض المسؤولون الروس الكبار حتى الآن اجراء اي اتصال مع نظرائهم الاتراك. ورفض بوتين الرد على المكالمات الهاتفية للرئيس التركي، كما حرص على عدم لقائه على هامش مؤتمر الامم المتحدة للمناخ في باريس.

وتطالب السلطات الروسية باعتذار رسمي من انقرة التي ترفض ذلك. وأفاد اردوغان مجدداً ان تركيا ستعتمد “مقاربة متزنة” حيال ردود فعل موسكو “الانفعالية”. وأكد أنه لا يحق لأحد “إهانة” تركيا باتهامها بشراء النفط من “داعش”. وأنه سيتنحى إذا ثبتت صحة ذلك. وشدد في جامعة بالعاصمة القطرية الدوحة على أنه لا يريد أن يلحق مزيد من الضرر بالعلاقات مع روسيا.

وقالت مصادر حكومية تركية إن تركيا تتفاوض مع قطر على شراء الغاز الطبيعي المسيل في سوق البيع الحاضر في محاولة لتعويض أي نقص في إمدادات الغاز من روسيا.

وصرح وزير الزراعة التركي فاروق جليك بأن العقوبات الروسية ستؤثر على صادرات غذائية تركية الى روسيا بقيمة 764 مليون دولار سنويا.

وحظرت روسيا ، وهي شريك تجاري رئيسي لتركيا، استيراد بعض المنتجات التركية رداً على اسقاط تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي الطائرة الحربية الروسية.

 

دفن قائد الطائرة

وبمعزل عن النشاط الديبلوماسي، دفن اللفتنانت كولونيل اوليغ بيشكوف طيار “سوخوي – 24” أمس في حضور نحو عشرة آلاف شخص في ليبتسك بغرب روسيا.

وقتل هذا الطيار البالغ من العمر 45 سنة فيما كان يهبط بالمظلة بنيران من الارض. أما مساعده الكابتن كونستانتين موراختين، فقد انقذ اثر عملية خاصة بعد فشل محاولة أولى قتل فيها جندي من سلاح مشاة البحرية.

 

كاميرون

وفي لندن، قرر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استخدام اسم “داعش” بدل تنظيم “الدولة الاسلامية” للدلالة على عدم شرعية هذا التنظيم الجهادي.

وقال أمام النواب البريطانيين اثناء مناقشة في شأن توجيه ضربات الى التنظيم المتطرف في سوريا، ان هذه الجماعة “لا تنتمي الى الاسلام ولا هي دولة… اعتقد انه حان الوقت لننضم الى حلفائنا، فرنسا والجامعة العربية واعضاء آخرين من الاسرة الدولية، واستخدام تسمية داعش بدل الدولة الاسلامية قدر الامكان”.

ولوحظ ان أحد حسابات الحكومة في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي الذي كان يسمى حتى الان “المملكة المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية” استبدل بـ”المملكة المتحدة ضد داعش”، بينما كان كاميرون يعلن ذلك.

وان كان اسم “داعش” اختصاراً بالعربية يشتمل على الاحرف الاولى من تسمية “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، فهو لا يلقي الاستحسان لدى الجهاديين لان لفظه يخلو من كلمة “الاسلامي”.

واستمرت التظاهرات الرافضة لإنضمام بريطانيا الى الائتلاف الدولي الذي يقصف “داعش” في سوريا، في عدد من المدن البريطانية، مع استمرار النواب في مناقشة القضية في مجلس العموم.

 

اجتماعات فيينا حول سوريا إلى نيويورك في النصف الثاني من كانون الأول

نيويورك – علي بردى

كشف ديبلوماسيون في مجلس الأمن ومسؤولون في الأمم المتحدة أمس أن الجولة الثالثة من اجتماعات المجموعة الدولية لسوريا يمكن أن تعقد في نيويورك مطلع النصف الثاني من الشهر الجاري. وعلم أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأميركي جون كيري أنه مستعد للقاء كهذا “إذا كان سيحرز المزيد من التقدم” في العملية السياسية التي انطلقت في اجتماعات فيينا.

 

وقال ديبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه إن الجولة الثالثة من اجتماعات مجموعة الدعم الدولية لسوريا “يمكن أن تعقد في نيويورك في 18 كانون الأول”. وأضاف أن اقتراح عقد الاجتماع في نيويورك يفتح المجال أيضاً لعقد جلسة لمجلس الأمن على مستوى وزاري برئاسة كيري، معتبراً أنه “سيكون أمرا جيدا اصدار بيان يرحب بالتقدم الذي يحرز منذ بدء اجتماعات فيينا أو يؤيده”.

وفيما أشار مصدر في الأمم المتحدة الى “امكان عقد هذا الاجتماع لمجموعة الدعم الدولية في 17 كانون الاول أو 18 منه”، أعلن المندوب البريطاني الدائم لدى المنظمة الدولية ماثيو رايكروفت أن بلاده “تؤيد بقوة عملية فيينا لأنها جزء جوهري من استراتيجية شاملة للمساعدة على انهاء الحرب في سوريا”. ورحب بما سماه “أرضية التفاؤل التي بدأت تظهر منذ الاجتماعين الأولين” في فيينا، مضيفاً: “نتطلع الى اللقاء التالي في النصف الثاني من كانون الأول في مكان سيقرره الأطراف المشاركون”.

وأوضح الديبلوماسي الغربي أن “هناك الآن ثلاثة مسارات، الأول يتعلق بجهود السعودية لجمع شمل المعارضة السورية. ويرتبط الثاني بالعمل الذي يقوده الأردن لتحديد ما هي الجماعات الإرهابية. ويركز الثالث على عمل طويل الأجل ستقوم به الأمم المتحدة لمراقبة أي وقف للنار”. وأكد أن ثمة “فقاعة تفاؤل” بين الأوساط الديبلوماسية في شأن التقدم الذي يمكن إحرازه في سوريا . وكرر أن “الصورة بين الديبلوماسيين تميل الى التفاؤل لأن العملية التي انطلقت في فيينا لا تزال متماسكة على رغم استمرار الخلافات على مواضيع عدة، وتحديداً على مستقبل الرئيس بشار الأسد”. ثم قال: “نحن لا نزال قلقين لأن جزءاً صغيراً فقط، نحو 20 في المئة، من العمل العسكري الروسي يستهدف داعش”. واستدرك بأن “الجانب الايجابي هو أن الروس يحتاجون الى الخروج من تلك الحفرة” بعدما “التزموا قبل شهرين القيام بذلك لمدة ثلاثة أشهر”. وخلص الى أنه “وفقاً لبرنامجهم الزمني، صاروا الآن في الشهر الأخير من هذه الحملة. عليهم أن يتطلعوا الى مخرج. العملية السياسية جزء من المخرج”.

 

طائرة روسية تُسقط خمسة أطنان من الأسلحة لأكراد سوريا «نكاية بتركيا»

اسطنبول ـ «القدس العربي»: في خطوة تهدف لخلق مزيد من الضغط على أنقرة، أرسلت طائرة روسية صباح الأربعاء5 أطنان من السلاح لحزب الاتحاد الديمقراطي «الكردي» الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني «بي كي كي».

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية عن اللجان التنسيقية السورية المحلية، فإن «طائرة بريد تابعة لسلاح الجو الروسي قامت اليوم في تمام الساعة الـ 3 فجرا بإنزال 5 طن من السلاح في منطقة الشيخ مقصود، شمال مدينة حلب، والواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي».

وأضاف المصدر أن قوات حزب الاتحاد الديمقراطي حاولت الأسبوع الماضي التقدم في المنطقة الواقعة بين «اعزاز» و»جرابلس» تحت غطاء الطيران الروسي، وهي مناطق تسعى أنقرة منذ أشهر لحمايتها ومنع الأكراد من السيطرة عليها في خطوة تهدف لوقف تمدد مسلحي الحزب على حدودها.

 

خلافات داخل الائتلاف السوري المعارض حول أسماء أعضاء الوفد المشارك في اجتماعات الرياض

تهديدات بالانسحاب بعد قائمة انتقاها خوجة… والمملكة تحذر: سنختار الأشخاص بتوافق إقليمي

لندن ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: دبت الخلافات بين أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف ورئيسه خالد خوجة حول اختيار قائمة بأسماء الوفد الذي سيشارك في اجتماعات الرياض لتشكيل وفد يشارك في مؤتمر فيينا القادم، للتفاوض مع النظام لحل الأزمة السورية.

وقالت مصادر مطلعة من داخل الائتلاف السوري المعارض لـ»القدس العربي» إن رئيس الائتلاف خالد خوجة أرسل قائمة بالأسماء التي ستشارك في اجتماعات الرياض دون العودة للهيئة السياسية للائتلاف.

وتضم القائمة التي أرسلها خوجة حسبما ذكرت المصادر لـ»القدس العربي» أسماء كل من «فاروق طيفور، أنس العبدة، هادي البحرة، مصطفى الصباغ، رياض سيف، نغم الغادري، مصطفى أوسو، سهير أتاسي، فؤاد عليكو، هيثم رحمة، محمد قداح، عبد الأحد اصطيفو، سالم المسلط، سمير النشار، عالية منصور، أحمد تيناوي، يوسف محلي، نورا الجيزاوي، عبد الإله فهد».

وقال المعارض السياسي ميشيل كيلو إن «النظام الداخلي للائتلاف يعطي الهيئة السياسية الحق بممارسة كل الأنشطة السياسية، ويلزم الرئيس بالتنسيق معها بما في ذلك تسمية الوفود»، مضيفا أن خوجة «لم يعجبه الميل الموجود داخل الهيئة لاختيار الأسماء، وشارك في اجتماعات الهيئة مرتين إلا أن أحد الأشخاص أبلغ الهيئة أن (السيد الرئيس) أرسل القائمة إلى الرياض، كما لو أننا عدنا إلى حزب البعث».

واستطرد كيلو أن خوجة بهذا العمل يسعى إلى «إفشال اجتماعات الرياض» حيث أنه وضع أغلب أعضاء كتلته في الائتلاف. وقال إن «خوجة لا يتعاون مع أحد ولا يستشير أحداً ويتعامل مع الائتلاف باعتباره مزرعة».

وتمنى كيلو لمؤتمر الرياض النجاح، وقال «إن المعايير التي من المفروض ان يتم اختيار الشخصيات المشاركة عليها يجب أن تكون المعرفة والخبرة والتاريخ النضالي والقبول الشعبي وليس الفصائلية والحزبية والتنظيمية، شخصيات قادرة على بلورة إجماع وطني لتشكيل وفد يذهب إلى فيينا لحل مشكلة وطنية».

وأرسلت المملكة الدعوة أيضا إلى 15 فصيلا عسكريا سيكون لهم 15 ممثلا في اجتماع الرياض، إضافة إلى دعوة 7 شخصيات مستقلة أغلبهم من الهيئة الاستشارية للائتلاف السوري بينهم «عقاب يحيى، ميشيل كيلو، برهان غليون وعبد الباسط سيدا».

وكانت الهيئة السياسية للائتلاف عقدت اجتماعا طارئا يوم الثلاثاء، وخرجت بقائمة صوت عليها أعضاؤها، وجاءت النتيجة كالتالي»خالد خوجة رئيس الوفد، نغم الغادري، أنس العبدة، سهير الأتاسي، فايز سارة، موفق نيربية، نذير حكيم، خطيب بدلة، عبد الأحد اسطيفو، رياض الحسن، نصر الحريري، حسان الهاشمي، هيثم رحمة، فؤاد عليكو، هادي البحرة، بدر جاموس، مصطفى أوسو، هشام مروة، محمد قداح، يحيى مكتبي»، وأرسلت الهيئة السياسية للائتلاف خطابا بالأسماء الى الخارجية السعودية.

الى ذلك هددت «الكتلة الديمقراطية» بعدم حضور اجتماعات الرياض، ما لم توجه لهم دعوات اعتبارية وليست شخصية. وقال مصدر مقرب من أحمد الجربا إن الأخير قال «لن نحضر إلا بدعوة رسمية لتجمع «مؤتمر القاهرة» ـ والذي يضم مجموعة من المعارضين بينهم الجربا ـ كجسم سياسي»، حسب تعبيره، فيما طالبت هيئة التنسيق الوطنية بعشرة أعضاء لحضور اجتماعات الرياض عوضا عن ستة.

الجدير بالذكر أن الخارجية السعودية حذرت الائتلاف السوري المعارض على لسان مسؤول الديسك السوري في الخارجية السعودية محمد الحربي بسرعة التوافق على قائمة موحدة لاجتماعات الرياض إلااستختار الأسماء بـ»توافق إقليمي ودون الرجوع للائتلاف».

وكان الحربي قد اجتمع قبل اسبوعين بأعضاء في الائتلاف السوري المعارض ووعدهم بأنه لن يكون في اجتماعات الرياض أي أحد من طرف ما يسمى بـ»معارضة النظام»، أي المحسوبين على النظام السوري.

وفي اتصال لـ «القدس العربي» مع أحد أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف طلب عدم نشر اسمه قال إن المشاورات جارية داخل الائتلاف للتوصل إلى قائمة نهائية للوفد، كما أنه أكد أن الائتلاف طالب السعودية بإعطائه عدداً إضافياً من

 

أردوغان يعلن إلغاء تأشيرات الدخول المتبادلة بين قطر وتركيا

■ الدوحة – الأناضول:قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، «ان الأنظمة الاستبدادية كانت السبب في ظهور المنظمات الإرهابية في منطقتنا، حيث أن الربيع العربي كان بمثابة بصيص أمل للشعوب العربية، لكن تم إطفاء هذا البصيص للأسف، وانشغل العالم بعدها بحوادث الإرهاب».

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك، عقده أمير قطر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب اجتماع اللجنة الاستراتيجية بين البلدين، في العاصمة القطرية الدوحة.

من جهته أعلن الرئيس التركي، إلغاء تأشيرات الدخول المتبادلة بين تركيا وقطر. وقال في تصريحات للصحافيين، «إنّ الجانبين التركي والقطري، وقّعا على 15 اتفاقية مشتركة، خلال الاجتماع الذي جرى في العاصمة القطرية الدوحة»، مشيرًا في هذا السياق إلى أهمية تلك الاتفاقيات.

وأضاف أردوغان أنّ «الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية العليا، سيعقد في تركيا العام المقبل، وأنّ وزراء البلدين سيبذلون جهودًا مضاعفة لتطوير العلاقات الثنائية بينهما».

وردّاّ على سؤال أحد الصحافيين، حول توقيع مذكرة تفاهم أولية بين شركتي خطوط أنابيب نقل البترول التركية (بوتاش)، والنفط الوطنية القطرية، لاستيراد تركيا الغاز الطبيعي المسال من قطر على المدى الطويل، قال أردوغان، «فيما يخص هذا الأمر، فإنّ شركة البترول القطرية كانت لديها نية بالاستثمار في هذا المجال بتركيا، وقد تباحثنا حول الخطوات التي من الممكن أن نقدم عليها في هذا الخصوص، كما أبلغنا الجانب القطري عن إمكانية امتلاك تركيا لبنية تحتية تمكنها من تخزين الغاز الطبيعي».

 

روسيا تتهم أردوغان وأسرته بتجارة النفط مع «الدولة الإسلامية»

أمريكا اعتبرت الادعاءات «سخيفة ومنافية للعقل»

إسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من إسماعيل جمال ووكالات: رفضت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء أمس الأربعاء، الادعاءات الروسية حول «شراء تركيا نفط سوريا من تنظيم داعش»، فيما وصف متحدث «باسم التحالف الدولي»، لمحاربة التنظيم الإرهابي، تلك الادعاءات بأنها «سخيفة ومنافية للحقيقة والعقل».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جوليا ميسن، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، «نرفض أي تلميح بأن الحكومة التركية مرتبطة بتهريب النفط مع داعش».

وأضافت، ميسن، أن «الحكومة التركية تتخذ خطوات من أجل تأمين حدودها مع سوريا، بالعمل مع الشركاء الدوليين، وأحد هذه الجهود هو إيقاف التهريب».

ونفت «وجود أي دليل على التلميحات الروسية بوجود روابط بين تركيا، و(داعش)».

من جانبه، قال العقيد المتحدث باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية»، ستيف وارين «نرفض رفضاً قاطعاً أي تلميح بأن الأتراك يعملون بطريقة ما مع داعش، هذا منافٍ للعقل، وفي الحقيقة فهو سخيف نوعاً ما».

وتابع في موجز عقده، عبر دائرة تلفزيونية من العراق، لصحافيين في العاصمة الأمريكية، واشنطن «الأتراك شركاء رائعون لنا في الحرب ضد داعش، وهم يستضيفون طائراتنا ويدعمون المعارضة السورية المعتدلة».

وشدد على أن «أي دعوى بأن الحكومة التركية تعمل بشكل ما، مع داعش، أقول من جديد منافية للعقل وغير صحيحة كلياً».

وأوضح «أن عمليات تهريب النفط في المنطقة، يزيد عمرها على عقود خلت، وهو أمر نعمل بجد على تقليله».

ورفض وارين الحديث عما إذا كانت صواريخ (إس 400) الروسية، ستستخدم لإسقاط طائرات تركية، داخل حدود بلادها، قائلاً «فيما يتعلق بقدرات الروس داخل تركيا، فأنا بكل بساطة لن أخوض في هذا الموضوع، فهو ليس شأناً متعلقاً بالتحالف».

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قالت أمس الأربعاء، إن لديها أدلة على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأسرته يستفيدون من التهريب غير القانوني للنفط من الأراضي التي يسيطر عليها «تنظيم الدولة» في سوريا والعراق.

وفي إفادة في موسكو عرض مسؤولون بوزارة الدفاع صورا التقطت بالأقمار الصناعية قالوا إنها تبين طابورا من شاحنات صهاريج محملة بنفط في منشآت تسيطر عليها الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ثم وهي تعبر الحدود إلى تركيا المجاورة.

ولم يحدد المسؤولون ما هي الأدلة المباشرة التي لديهم عن تورط أردوغان وأسرته وهو زعم نفاه الرئيس التركي قطعيا.

وقال نائب وزير الدفاع أناتولي أنتونوف «تركيا هي المستهلك الرئيسي للنفط المسروق من أصحابه الشرعيين سوريا والعراق. ووفقا للمعلومات التي تلقيناها فإن القيادة السياسية العليا للبلاد – الرئيس أردوغان وأسرته – متورطون في هذا العمل الإجرامي.»

وأضاف «ربما يكون كلامي جافا أكثر من اللازم لكن لا يمكن لشخص إلا أن يعهد بإدارة أعمال السرقة هذه لواحد من أوثق مساعديه.»

ورد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول إنه لا يحق لأحد «إهانة» تركيا باتهامها بشراء النفط من تنظيم «الدولة». وأضاف أنه سيتنحى إذا ثبتت صحة تلك المزاعم. ولكنه أضاف في تصريحه الذي أدلى به خلال زيارة لقطر أنه لا يريد أن يلحق مزيد من الضرر بالعلاقات مع روسيا.

وقال أردوغان في خطاب ألقاه في الدوحة وبثه التلفزيون التركي «لا يحق لأحد نشر افتراءات عن تركيا بالقول ان تركيا تشتري النفط من داعش» متوعدا «إذا استمرت هذه الاتهامات فسوف نتخذ بأنفسنا إجراءات».

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، أنه سيلتقي نظيره التركي مولود جاوش أوغلو خلال قمة منطقة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تعقد في بلغراد بصربيا يومي الثالث والرابع من الشهر الجاري، في حين ألقت طائرة حربية روسية خمسة أطنان من الأسلحة للمقاتلين الأكراد في سوريا، في خطوة تهدف لخلق مزيد من الضغط على الحكومة التركية التي تعتبر تسليح الأكراد خطرا على أمنها القومي.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيقوسيا: «الطرف التركي يصر على تنظيم لقاء على انفراد مع وزير الخارجية»، مضيفا «لن نتهرب وسنستمع إلى ما يريد جاوش أوغلو قوله»، حيث يعتبر اللقاء – في حال إتمامه – الأول منذ إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة روسية من طراز سوخوي على الحدود مع سوريا قبل أيام.

وجدد لافروف الاتهامات ضد تركيا، مطالباً أنقرة بغلق حدودها أمام «الإرهابيين» على حد وصفه.

وكانت أنقرة قد دعت الكرملين مرارا لوقف تصعيد التوتر، مطالبة بلقاءات ثنائية. في حين أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استيائه من رفض نظيره بوتين إجابة اتصال منه واللقاء في باريس في قمة المناخ. كما زادت روسيا من تصعيدها بفرض عقوبات على تركيا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في وقت سابق الأربعاء، إنه طلب لقاء نظيره الروسي في بلغراد هذا الأسبوع ولا يزال في انتظار الرد، مضيفا أنه لا يرغب في تصعيد الخلاف مع موسكو، في حين اعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن العقوبات الاقتصادية «سلاح ذو حدين»، مضيفا أن مسعى الكرملين يتحول إلى وضع «خسارة – خسارة».

 

جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» لـ«لقدس العربي»: لا علاقة لي بـ«جيش الثوار» ولم أشارك الأكراد في معاركهم

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي» نفى جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» المنحلة منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، وجود أي علاقة تربطه بجيش الثوار، المنضوي تحت قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» والتي تقاتل كتائب المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب، وأكد أنها مجرد شائعات يروج لها المغرضون ومن أسماهم بمتسلقي الثورة.

وقال، «أريد أن أوضح حول الشائعات التي يروج لها المغرضون ومنتفعو الثورة ومتسلقوها حول ما قيل بأن جيش الثوار يتبع لجمال معروف، فأني أوكد بأنه لا يوجد لنا أي فصيل يقاتل على الأرض، منذ اعتداء جبهة النصرة وبغيها علينا، وخروج بعض القادة معي، فيما بقي المقاتلون، والتزموا بيوتهم واعتزلوا القتال، وهم ينتظرون عودتنا لقتال النظام السوري».

وأردف قائلا: «أما عن جيش الثوار فلا يوجد ارتباط بيننا وبينه، لا من قريب ولا بعيد، وأصدر مكتب جيش الثوارعدة بيانات ينفي فيها وجود أي علاقة له مع جمال معروف».

وفي سؤال له عما إذا كان بعض المقاتلين الذين اعتزلوا القتال، قد انضموا مؤخرا إلى «جيش الثوار»، قال «إن كان هناك بعض المقاتلين قد انضموا لجيش الثوار، فلا علاقة لي بهم، وأنا لست مسؤولا عنهم».

وتابع معروف «من المحتمل أن يكون بعض الاشخاص الذين بغت عليهم جبهة النصرة، قد فروا إلى جيش الثوار، ولكن الفصائل التي بغت عليها جبهة النصرة كثيرة، مثل حركة حزم ولواء الانصار وأحرار الزاوية وعدد من التشكيلات الأخرى، كل هؤلاء قد يجمعهم العداء والثأر من النصرة، وأنا غير مسؤول عنهم ولا عن تصرفاتهم، ولا يوجد أي تواصل بيني وبينهم».

وتضم قوات سوريا الديمقراطية كل من «جيش الثوار»، و«غرفة عمليات بركان الفرات»، و«قوات الصناديد»، و»تجمع الوية الجزيرة»، بالإضافة إلى «المجلس العسكري السرياني» المسيحي و«وحدات حماية الشعب الكردية» و»وحدات حماية المرأة».

وصرح جمال معروف بأنه لن يترك العمل المسلح على الأراضي السورية وقال «نحن خرجنا ضد النظام السوري، ونحن ممن كان لنا السبق بهذه الثورة، كيف لنا ان نتركها للبغاة والغلاة، وقد خرجنا لإسقاط نظام بشار الأسد، وستبقى بنادقنا موجه ضده، وضد كل من يقف بوجه ثورتنا، بيد أن ما حصل هو اعتداءات أبعدتنا عن الساحة، إلا أننا لن نترك الثورة السورية، وعندما تسمح لنا الفرصة ويكون الوقت مناسبا سنعود ونكمل الذي بدأناه، وهو الاستمرار حتى تحقيق أهدافنا».

ونفى مشاركته الأكراد في أي معركة، وأكد أنه لم ينسق مع «وحدات حماية الشعب الكردية» بشكل قطعي.

وفي سؤال لمعروف حول تخطيطه لأي مشروع مسلح يثبت وجوده على الأراضي السورية قال «نسعى من أجل ذلك، ولكن توجد متغيرات كثيرة لا أستطيع أن أحدد الوقت الآن بسببها، وسنعلن عن ذلك في الوقت المناسب»، وانتهى معروف بالدعوة إلى نبذ الخلافات بين كتائب الثوار على الأرض، والعمل ضمن جيش موحد لمواجهة النظام السوري والتحديات الراهنة.

وكانت قد انسحبت «جبهة ثوار سوريا» من جبل الزاوية في ريف محافظة إدلب، بعد محاصرة «جبهة النصرة» لمقرات «جبهة ثوار سوريا» وعلى وجه الخصوص قرية دير سنبل التي تعتبر المعقل الأساسي للجبهة، كونها مسقط رأس جمال معروف، منذ نحو

أكثر من عام، وبذلك فرضت «جبهة النصرة» سيطرتها على عدة قرى في محافظة إدلب، وانتزعت السيطرة على مراكز «جبهة ثوار سوريا» في جبل الزاوية.

 

السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: هناك ضوء في نهاية النفق السوري

عبدالحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي» في مؤتمرها الصحافي، بمناسبة انتقال رئاسة مجلس الأمن الدولي إلى الولايات المتحدة لشهر كانون الأول/ديسمبر، أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، أن الشعب السوري قد خاب أمله كثيرا في الجهود الدولية وفقد الأمل أكثر من مرة، وحتى بالنسبة للذين فروا من سوريا لم يكن أمرا سهلا عليهم التأقلم في دول اللجوء، بسبب ظروف العمل والتعليم وشح المساعدات الإنسانية. «فمن المهم أن نقر أولا بأن السوريين يعانون معاناة كبيرة».

وقالت على سؤال حول ما إذا كان هناك خيط من الأمل حاليا يمكن أن يتعلق به الشعب السوري، «إنني أرى الآن زخما دبلوماسيا لإيجاد حل سياسي لم أره من قبل.

من هنا يمكن أن نقول إن هناك سببا للانتباه العالي لتلك الجهود الدبلوماسية.. ولكن دعني أقول ما زال هناك لحد الآن فروق واسعة في المواقف.

ولكن انخراط الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وإيران وتركيا والسعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن في العملية السياسة قد أعطى دفعة وطاقة للجهود التي بدأت في فيينا. لقد تحلحلت المواقف إلى الأمام بين لقاء فيينا الأول والثاني وهذا شيء مهم. كما أن اللقاء بين أطراف المعارضة السورية، والذي تستضيفه السعودية، على قدر كبير من الأهمية. ما نحتاجه الآن هو أن نثبت للشعب السوري أن هناك فوائد من هذه التحركات الدبلوماسية كأن يكون هناك وقف لإطلاق النار واحترام وقف إطلاق النار هذا. ومقياس تلك الجهود إذا أصبح كل سوري يشعر بأنه أكثر أمنا وأن المشرد أو اللاجئ قادر أن يعود إلى وطنه ويشعر أنه في مأمن من قصف الطيران والتفجيرات الانتحارية والإعدامات الميدانية. يجب أن نستمر في دعم هذه الجهود والبناء عليها لأنها تعني أن هناك أرضية مشتركة بين الجميع، وسيتابع وزير الخارجية جون كيري في حشد الجهود للخروج من هذه العملية بموقف موحد حول الحل السياسي». وأضافت باور أن المطلوب من إيران وروسيا أن يغيرا موقفيهما من موضوع الفترة الانتقالية لأننا واثقون بأن الانتصار على «داعش» لن يحدث في ظل وجود نظام الأسد.

وحول الخلاف التركي الروسي، وأثر ذلك على محادثات فيينا حول سوريا، قالت السفيرة الأمريكية إن تركيا، كما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من حقها أن تدافع عن سيادتها ومن حقها أن تمنع اختراق مجالها الدوي، ولكننا نريد احتواء الأزمة وللطرفين أن يعملا على خفض حدة التوتر وحل الأزمة بالحوار. وعن «مسار فيينا» قال إن الحوار ما زال مستمرا بعد الجولة الثانية حول الخطوة التالية. هناك كثير من التحديات والخلافات ما زالت قائمة. وليس سرا عندما أقول إن الخلاف على مصير الأسد ما زال قائما بين بعض الدول المشاركة في لقاءات فيينا. ولكن هناك شبه توافق على إيجاد حل سياسي يبدأ بوقف إطلاق النار وفترة انتقالية لمدة ستة شهور، تليها انتخابات بعد 18 شهرا. إن تفجيرات باريس ولبنان وسيناء وغيرها الكثير تذكرنا ليس فقط بضرورة هزيمة «داعش» بل بالعمل على حل الأزمة السورية ودخول المرحلة الانتقالية. فما دام هناك سوريون يرفضون اللقاء مع من استخدم الأسلحة الكيميائية ضدهم والبراميل المتفجرة وغيرها فستظل ظروف توليد الإرهاب والتطرف قائمة. فالخلاف حول وجود الأسد سابق بكثير لحادث الطائرة الروسية. ولكن هناك اتفاق حول العمل على إيجاد حل سياسي بالتوافق والدخول في المرحلة الانتقالية، وكذلك هناك اتفاق على محاربة «داعش». ونتمنى أن نرى تركيزا من سلاح الجو الروسي على «داعش» بدل إستهداف كافة أطراف المعارضة السورية.

ولاحظ الصحافيون العرب أن توزيع الأسئلة على الصحافة المعتمدة كان منحازا تماما للصحافة الغربية ولم تمنح الصحافة العربية أي سؤال. وقد «قامت «القدس العربي» بتقديم احتجاج شديد لمساعدة باور لشؤون الاتصال والإعلام بسبب هذا التحيز الفاضح وبطريقة رعناء أغضبت العديد من وسائط الإعلام العربية الممثلة بكثافة في قاعة المؤتمر «لأن السيدة باور لا تريد أن تأخذ سؤالا عن فلسطين وحصار غزة وعنف المستوطنين».

 

واشنطن تبرّئ أردوغان من التهمة النفطية ولا تستبعدها عن الأتراك!

كيري: نقيم مع تركيا «منطقة مغلقة» في شمال سوريا

وسيم ابراهيم

بعد أشهر من الأخذ والرد، التأكيد والنفي، ها هو الإعلان يأتي صريحاً من الولايات المتحدة: «المنطقة المغلقة» على الحدود السورية ـ التركية، ستكون أمراً واقعاً.

الكثيرُ من الأسماء أطلقت على هذا المشروع، لكنها أسماء فشلت في جمع مطالب وأمنيات عربيه. واشنطن رفضت سابقاً مفهوم «المنطقة الآمنة» وتلك «العازلة»، وفق المطالب التركية، ليتقارب الجانبان على تسمية «الخالية من داعش»، قبل أن يمكنهما توفيق مصالحهما في مفهوم «المنطقة المغلقة» أمام نفط «داعش» ومقاتليه. ليس معروفاً كيف ستعمل تلك المنطقة بالضبط، وأي أهداف أخرى يمكن حقنها داخلها، لكن واشنطن تؤكد أن هناك «اتفاقاً كاملاً» مع أنقرة حول تطبيقها.

وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الولايات المتحدة غير راضية عن وجود ثغرة على حدود تركيا وسوريا، وأن بعض المناطق لم يتم تأمينها بشكل سليم.

الخلاصات تلك نقلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مؤتمر صحافي، خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية «حلف شمال الأطلسي» أمس. حينما سُئل عن تعليقات رئيسه باراك أوباما حول إغلاق الحدود التركية أمام منافع «داعش»، أكد أن القضية في حكم المنتهية: «هناك 89 كيلومتراً تبقى في حاجة للإغلاق، ولدينا اتفاق كامل للتحرك الذي نحتاجه لإغلاق هذا الجزء، (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان ملتزم بذلك».

الوزير الأميركي بيّن أن مشاورات عسكرية قائمة الآن لتنفيذ الاتفاق السياسي، موضحاً أن من سيتولى التطبيق قدرات عسكرية مختلطة يجري بحث حجم مكوناتها المطلوبة. من سيشارك في إنشاء تلك المنطقة «المغلقة» كما قال، «مزيج من سلاح الجو والتحالف والقوات التركية وقوات المعارضة على الأرض، يمكن أن تنضمّ معاً من أجل ضمان أمن تلك المنطقة»، قبل أن يضيف «أنا واثق من أن هذا سيحصل».

القضية كانت مطلباً تركياً رفضه الأميركيون مراراً. أرادت أنقرة «منطقة آمنة»، يحميها مجالُ حظرٍ جوي، يمكنها أن تتحول إلى ملاذ لقوات معارضة. روجت لها على أساس أنها ستكون أيضاً منطقة محمية لإقامة مخيمات اللاجئين، قبل أن تطرحها كحل لا غنى عنه لشكوى الأوروبيين من تدفقات سيل اللجوء.

أوباما عارض الفكرة لفترة طولية. اعتبر مرةً أن هذا الطرح التركي، المختلف عليه داخل إدارته، يمثل «أنصاف أفكار». لكن «الاتفاق الكامل» لم يهبط فجأة. حينما فتحت تركيا قاعدة «أنجيرليك» الجوية أمام الطيران الأميركي، خرج المسؤولون الأتراك فوراً للحديث عن مقايضة يقبل فيها أوباما إنشاء تلك المنطقة. كذّب الأميركيون الرواية، ليقول مسؤولوهم إن القضية قيد نقاش لم يسد كل الثغرات. كان واضحاً أن الطرفين يعملان على اتفاق، مع محاولات للتوفيق بين ما يريدانه من تلك المنطقة.

الآن، يبدو أن «المنطقة المغلقة» باتت قادرة على تحقيق ذلك الوفاق في المصالح. حتى الآن، لم يتضح كم سيكون الذي ستسمح به تلك المنطقة: ما الذي ستحمله من أهداف «المنطقة الآمنة»، وما الذي ستحمله من أهداف «الإغلاق». بكل الأحوال، تبقى أنقرة وواشنطن، على تباين سياستهما، حليفتين في خندق واحد ضد النظام السوري وحلفائه. لحظة «الاتفاق» بينهما لا يمكن عزلها عن سياق ما أنجزه التدخل الروسي، خصوصاً بالنظر إلى رد الفعل المفاجئ بإسقاط أنقرة مقاتلة «السوخوي».

خلفيات تلك الدوافع لم تكن غائبة عن حديث كيري. في أحدث اصطلاحاته، مشدداً على عدم نيتهم تقويض مؤسسات الدولة السورية وجيشها، قال إن هدف الانتقال السياسي «ليس تغيير النظام، بل تغيير (الرئيس السوري بشار) الأسد». خاض في مرافعة تفصيلية تؤكد رفض معسكرهم أيَّ إحياءٍ لدور الأسد، مبيناً أن «هناك قناعة قوية لدى الجميع في الإقليم، مع استثناء أو اثنين، ولدى جميع شعوب العالم، أن الأسد نفسه لا يملك الشرعية ليمكنه إشفاء البلد وإعادة توحيده وإقامة المصالحة»، معتبراً أن هناك «التزاماً قوياً لدى الغالبية» على طاولة الحل السوري، باستثناء إيران وروسيا، معقودٌ على أن «الأسد لا يمكنه، حتى لو أردنا، أن يكون جزءاً من المستقبل، لأنه لا يمكن إنهاء الحرب بينما هو هناك».

برغم ذلك، بات واضحاً من كلام الوزير الأميركي أن ما يريده معسكرهم هو «التزام» إيراني وروسي لدفع الأسد كي يتعاون لإنجاز التفاوض حول الانتقال السياسي، لكن على أساس أنه لن يكون جزءاً من الحكم المستقبلي. من غير السير في تلك الوجهة، سيقود كل طريق آخر إلى استمرار الحرب وعدم هزيمة «داعش»، كما قال: «إذا لم يمكن إنجاز هذا الانتقال، ودعوني أكون واضحاً، لن تنتهي الحرب. لذلك لدينا مهمة هائلة، لكنها قابلة للإنجاز».

أما لجهة الضمانات، فتحدث كيري عن الحرص على حماية كيان مؤسسات الدولة، مشدداً على أنه «لا نريد للجيش أن ينهار»، قبل أن يشير إلى ان تجربة العراق كانت «عبرةً»، لأنها كانت خياراً «كارثياً».

لكن كل تلك التطمينات لا يمكنها أن تنقي الأجواء من الشحن الشديد، خصوصاً مع الغضب الروسي المعلن من أنقرة الآن. إذا كانت موسكو لم تمانع في استهداف مجموعات معارضة تركمانية، تعمل تحت المظلة التركية، فكيف سيكون رد فعلها على تلك «المنطقة المغلقة» مع الحصة التركية «الآمنة» فيها؟

العارفون بالسياسة الروسية الخارجية يقولون إن نسبة النجاح لمسار الانتقال، مهما كانت، هي أقل الآن بعد التأزم الأخير. يدعم هذا الرأي ألكسندر مينييف، مراسل صحيفة «نوفو غازيتا» في أوروبا، المعروفة بنهجها الناقد للحكومة. حينما سألته «السفير» عن تحليله، قال إن «الغرب الآن وروسيا لديهما حربان مختلفتان في سوريا»، قبل أن يضيف «حرب روسيا ضد كل أعداء نظام الأسد، وليس فقط ضد داعش، أما الغرب فحربه مختلفة. ذلك بالطبع سيؤثر، خصوصاً بعد إسقاط الطائرة الروسية، لذا سيكون من الصعب الوصول لاتفاق في المدى القصير».

يرصد مينييف أيضاً كيف تخلت دول أوروبية عن تحفظاتها السابقة، خصوصاً مع قرار فرنسا وألمانيا المشاركة في التحالف الغربي ضد «داعش» في سوريا. يقول عن مسوغات ذلك: «أعتقد ان مشاركة روسيا في هذه الحرب حركت قرار الآخرين ليكون لهم وجودهم في العمليات، لكن من دون أن يتفقوا من هو العدو، من هو الإرهابي الذي يجب مقاتلته والمعارض الذي يجب إشراكه، فليس هناك فرصة للاتفاق أو الحديث عن هيئة حكم جديدة في سوريا».

أجواء التأزم بين الغرب وروسيا تسير من توتر إلى آخر. «الأطلسي» أطلق أمس عملية انضمام جمهورية الجبل الأسود إليه. المسألة ليست جديدة، والعملية هي تتويج لمسار دام قرابة العقد، لكن في أجواء الاحتقان ردت موسكو بشكل صارم متوعدة بالانتقام. الجبل الأسود دولة صغيرة، لا يصل عدد سكانها حتى إلى مليون نسمة، لذا لن تشكل إضافة استراتيجية للحلف. لكنها في النهاية كانت تدور في فضاء النفوذ الروسي، إذ كانت جزءاً من صربيا، الحليف التقليدي لموسكو، حتى إجراء استفتاء الانفصال عام 2006، حينما تمّ إقراره بغالبية بسيطة وصلت نحو 55 في المئة. إطلاق عملية الانضمام يعني سلسلة من مراقبة الإصلاحات وتلبية شروط كثيرة، لكنه في النهاية ضمانة أن المقعد الـ 29 بات محجوزاً داخل «الناتو».

موسكو ستبقى تردد أن كل استراتيجية التوسع شرقاً مرفوضة وتهديدٌ للأمن القومي الروسي. واشنطن ستبقى تردد بأن الحلف ليس ضد روسيا وإنه فقط «دفاعي». من هذين التقييمين المتصادمين، تصير القاعدة هي الحديث بلغة القوة: احتكاك ومماحكات ومضايقات وخروقات، ثم حروب بالوكالة حيثما تصير إدارة الخلاف والتنافس مستعصية.

 

بريطانيا تشنّ أولى غاراتها في سوريا: استهدفت حقل العمر النفطي في دير الزور

انضمت بريطانيا إلى حملة “الائتلاف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ تنظيم “داعش” في سوريا، حيث شنّت، فجر الخميس، أولى غاراتها الجوية على مواقع نفطية للتنظيم بعد ساعات على إعطاء البرلمان حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الضوء الأخضر.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات “تورنيدو” تابعة لسلاح الجو الملكي “قامت بأول عملية هجومية فوق سوريا شنّت فيها ضربات”.

وأقلعت الطائرات الأربع خلال ليل الاربعاء-الخميس من قاعدة “أكروتيري” في قبرص، حيث تنشر بريطانيا ثماني طائرات “تورنيدو”، إلى سوريا لقصف حقل العمر النفطي شرق دير الزور.

وأعلن وزير الدفاع ميشال فالون، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن لندن ستُرسل ثماني طائرات حربية أخرى إلى قاعدتها في قبرص للمشاركة في الضربات.

وقال” “نضاعف اليوم قوة الضرب. الطائرات الثماني الإضافية الجاري إرسالها إلى أكروتيري تُحلّق في الأجواء الآن في طريقها إلى القاعدة، وهي ست مقاتلات تايفون وطائرتا تورنيدو”.

ومن المتوقّع إرسال قاذفات إضافية خلال الأيام المقبلة لتُصبح بريطانيا بذلك سادس بلد يقصف “داعش” في سوريا والعراق معاً.

والى جانب طائراتها تعتزم بريطانيا تحقيق فارق عبر صواريخ “بريمستون” الموجهة بالليزر.

وهذا الصاروخ القادر على بلوغ اهداف صغيرة متحركة مثل دراجة نارية وهي تسير بسرعة 100 كيلومتراً في الساعة، يحمل شحنة متفجرة ولا يسبب حطاما كبيرا عند ارتطامه، ما يؤدي الى الحد من مخاطر سقوط ضحايا مدنيين.

وقال بن باري من “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية”، إن “هذا الصاروخ دقيق جدا ولن يؤدي الى منعطف حاسم على الفور. لكنه يعطي المزيد من المرونة للإئتلاف ويتيح ضرب اهداف مهمة على حدة”.

وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن طائرات “التحالف” نفّذت غارات عدة على مناطق في محيط حقول الجفرة والتنك والعمر النفطية في الجزء الخاضع لسيطرة “داعش” في شرق سوريا.

ونفّذت بريطانيا ضرباتها بعد ساعات على مصادقة البرلمان على توسيع نطاق الغارات الجوية البريطانية على مواقع “الجهاديين” في العراق لتشمل سوريا.

وتمكّنت بريطانيا من التحرّك سريعاً نظراً إلى وجود طائراتها الحربية في العراق وقيامها أساساً بطلعات استكشاف فوق سوريا.

وصوّت البرلمان قرابة الساعة 22:30 بتوقيت غرينتش على توسيع الضربات إلى سوريا بـ397 صوتاً في مقابل معارضة 223 صوتاً، وانضم 67 نائباً عمالياً إلى المحافظين بزعامة كاميرون لتأييد الضربات، بحسب تعداد وسائل الاعلام البريطانية.

 

القرار الصحيح

وتعقيباً على التصويت، اعتبر كاميرون أن النواب اتّخذوا “القرار الصحيح من أجل حماية أمن المملكة المتحدة”.

ورحّب وزير الخارجية فيليب هاموند بنتيجة التصويت، قائلاً إن بريطانيا أصبحت “أكثر أمناً”.

وأثنى الرئيس الاميركي باراك اوباما، بدوره، على قرار البرلمان البريطاني.

كما رحّب الكرملين بـ”أي تحرّك يهدف لمكافحة الإرهاب ومحاربة الدولة الإسلامية، مشيراً إلى أن كفاءة (مثل هذه الأعمال) يُمكن أن تكون أكبر بكثير عندما يكون هناك تنسيق بحيث يعمل الجميع داخل تحالف موحّد”.

وجرى التصويت بعد نقاش محتدم استمر عشر ساعات في قاعة البرلمان المكتظة.

ودعا كاميرون، قبيل التصويت، إلى أن تتحمّل البلاد مسؤولياتها وتدعم حلفاءها وعلى الأخص فرنسا التي شهدت اعتداءات في 13 تشرين الثاني أوقعت 130 قتيلاً وعمدت بعدها إلى تكثيف غاراتها في سوريا.

وقال إن “التحرّك الذي نقترحه شرعي وضروري وهو العمل الصائب لضمان أمن بلادنا”.

ورأى أن المساهمة العسكرية البريطانية يُمكنها أن “تُحدث فرقاً حقيقياً” ولا سيما من خلال استخدام صواريخ “بريمستون”.

وكان البرلمان البريطاني رفض في تصويت جرى في العام 2013 شنّ ضربات جوية ضدّ القوات السورية ولا سيما بعد العمليتين العسكريتين في أفغانستان والعراق في العام 2003 في عهد رئيس الوزراء السابق توني بلير.

وقال كاميرون: “لسنا في العام 2003. علينا ألا نستخدم أخطاء الماضي كحجج لعدم التحرك واللامبالاة”.

 

ضربات لا تحظى بالإجماع

وقرّر زعيم “الحزب العمالي” جيريمي كوربين، من جهته، أن يترك لنوابه حرية التصويت تفادياً لتمرّد داخل حزبه، وصوّت أكثر من ربع نوابه في نهاية الأمر تأييداً للتدخّل.

واتهم كوربن الحكومة بتسريع عملية التصويت قبل تغيّر موقف الرأي العام، معتبراً أن “توسيع الضربات الجوية البريطانية لن يُحدث فرقاً على الأرجح”.

وبعدما كان الرأي العام مؤيداً بشدة لهذه الضربات في أعقاب اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني، تُراجعت نسبة تأييد التدخل في سوريا إلى 48 في المئة فقط، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد “يوغوف” ونشرت نتائجه الاربعاء، في مقابل 59 في المئة الأسبوع الماضي.

وهتف حوالي ألفي متظاهر تجمّعوا أمام البرلمان “لا تقصفوا سوريا” و”نريد السلام”.

ونشرت صحيفة “التايمز” المحافظة افتتاحية لماثيو باريس بتاريخ 28 تشرين الثاني الماضي، ينتقد فيها تبرير التحرّك العسكري في سوريا بمجرد أن “بريطانيا يجب ألا تبقى جانباً” من دون استخلاص العبر من العراق وليبيا حيث اعقبت الانتصار العسكري حالة من الفوضى ناجمة عن عدم التحضير بشكل جيد لمرحلة ما بعد التدخّل.

ورأى مدير الابحاث في معهد روسي مالكولم تشالمرز أن “العزم على الانتشار سيُبدّد المخاوف من أن تكون (بريطانيا) شريكاً غير موثوق”، لكنّه حذّر من أنه “إن كانت المشاركة في الضربات تنطوي على أهمية رمزية ومفيدة في العمليات، إلا أنها لن تُغيّر مجرى الحرب”.

(” بي بي سي”، “روسيا اليوم”، ا ف ب، رويترز)

 

روسيا تجهّز قاعدة جوية ثانية لاستخدامها في سورية

فرانس برس – العربي الجديد

تجهّز روسيا قاعدة عسكرية هي الثانية لها في سورية لاستخدامها في حملتها الجوية الداعمة لقوات النظام السوري وخاصة في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” في وسط البلاد، وفق ما أفاد مصدر عسكري والمرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس.

وقال المصدر العسكري لوكالة “فرانس برس” إن “أعمال الصيانة في قاعدة الشعيرات السورية قاربت على نهايتها، والتي تعد لتصبح قاعدة عسكرية روسية”.

 

ويقع مطار الشعيرات في ريف حمص الجنوبي الشرقي في وسط البلاد، حيث تدور منذ مدة معارك بين قوات النظام وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذين أجبروا على التراجع أمام تقدم الجيش السوري والمسلحين الموالين له بغطاء جوي روسي.

 

وأوضح المصدر العسكري “وصل عدد من المستشارين الروس منذ أسابيع إلى قاعدة الشعيرات”، مشيرا إلى أنها “ستدخل طور الاستخدام من قبل القوات الروسية قبل نهاية الشهر الحالي”.

 

وبدأت روسيا في 30 سبتمبر/ أيلول حملة جوية في سورية قالت إنها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” ومجموعات “إرهابية” أخرى، فيما تتهمها دول غربية والمعارضة بعدم استهداف الجهاديين بقدر تركيزها على فصائل المعارضة السورية، وذلك لدعم قوات نظام بشار الأسد.

 

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، لـ”فرانس برس”، إن “الروس يبنون مدرجات جديدة في مطار الشعيرات، كما يعملون على تحصين محيطه من أجل استخدامه في وقت قريب في عمليات للطائرات الحربية في ريف حمص الشرقي حيث مدينة تدمر الأثرية ومناطق أخرى”.

 

ومنذ بدء حملتها الجوية في سورية، تستخدم روسيا مطار حميميم العسكري، جنوب محافظة اللاذقية (غرب). وبحسب عبد الرحمن، فإن مطار الشعيرات سيتحوّل إلى ثاني قاعدة عسكرية جوية للروس في سورية.

 

إلى ذلك، تستخدم المروحيات الروسية مطار “التيفور” العسكري في ريف حمص الشرقي لشن غارات مكثفة في محيط تدمر، وفق عبد الرحمن.

 

وقال عبد الرحمن إن “قوات النظام السوري أصبحت على بعد حوإلى ثلاثة كيلومترات من مدينة تدمر وهي تتقدم من الجهة الجنوبية والغربية بغطاء جوي كثيف تؤمّنه المروحيات الروسية”. وأشار إلى معارك عنيفة مستمرة في محيط المدينة.

 

وبحسب المصدر العسكري “سجلت الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر من أربعين غارة جوية روسية وسورية على مواقع داخل وفي محيط بلدة القريتين”، في ريف حمص الجنوبي الشرقي.

 

تركيا ترفض العقوبات الاقتصادية الروسية

باكو، بلغراد ــ وكالات

انتقد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، اليوم الخميس، العقوبات الاقتصادية التي فرضتها روسيا على بلاده.

وتتمثل هذه العقوبات، بالأساس، في حظر استيراد منتجات زراعية وفرض التأشيرة على الأتراك، ومنع السياح الروس من السفر إلى المنتجعات التركية ووقف رحلات الطيران العارض بين البلدين.

وأضاف داود أوغلو، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الأذربيجانية باكو: “نجد تناقضاً كبيراً في فرض روسيا حظراً اقتصادياً على تركيا، لا سيما أنها ليست الطرف المسبب للأزمة”.

وأكد أنه “ينبغي على الذين يستاؤون من الحصار الاقتصادي المفروض عليهم، ألا يقوموا بفرض مثيل له على الآخرين”، في إشارة إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية.

ودعا رئيس الوزاء التركي روسيا إلى عدم تصعيد التوتر الحاصل بين البلدين.

وقال: “أدعو روسيا مجددا، والسيد بوتين الذي يدلي بتصريحات من شأنها التصعيد، بما فيها خطابه اليوم، إلى خفض مستوى التوتر في الخطاب، والالتقاء على أرضية الحوار عوضا عن الاتهامات المتبادلة”.

وتندرج هذه التصريحات في سياق توتر علاقات البلدين عقب إسقاط تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية.

كما تتزامن هذه التصريحات مع اجتماع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الصربية بلغراد، على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهو أول لقاء يجري بين مسؤولي البلدين منذ إسقاط المقاتلة الروسية.

 

سورية: غارات روسية وتقدّم لـ”داعش” بريف حلب

أحمد حمزة

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على قرية براغيدة بأقصى ريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية، بالتزامن مع تواصل الغارات الروسية بريف المحافظة الجنوبي، بعد يومٍ من سقوط عشرات الضحايا بغارات مماثلة.

 

وأكد الناشط الإعلامي منصور حسين لـ”العربي الجديد”، أن مسلحي تنظيم “داعش تقدموا ليلاً وسيطروا على قرية براغيدة”، التي تبعد عن الشريط الحدودي مع تركيا أقل من أربعة كيلو مترات.

 

ويأتي ذلك بعد اقتحام “داعش” لقريتي الكفرة وجارز الواقعتين جنوب براغيدة، لكن “الجبهة الشامية” أكدت مساء أمس، استعادتها السيطرة على قرية جارز، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي “داعش”، وسط استمرار المعارك على مشارف قرية كفرة المجاورة.

 

وكان القصف الجوي الروسي على مناطق الريف الشمالي لحلب الذي شهد تقدم “داعش” في اليومين الماضيين، قد خلّف نحو 20 قتيلاً مدنياً، بالغارات التي استهدفت قريتي إحرص وكفرناصح، اللتين تسيطر عليهما المعارضة السورية.

 

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية بريف حلب الجنوبي لـ”العربي الجديد”، أن “الطائرات الروسية شنت عدة غارات اليوم الخميس، مستهدفة تخوم قرى بردة، الزربة، زيتان، الشيخ علي، وسط تواصل المعارك بين قوات النظام والمليشيات الإيرانية والعراقية من جهة، مع فصائل المعارضة السورية”، التي استعادت خلال الأيام القليلة الماضية زمام المبادرة في تلك المناطق، رغم احتفاظ النظام حتى اليوم بالسيطرة على بلدة الحاضر الاستراتيجية.

 

مقتل 10 عناصر طبية في سورية خلال نوفمبر

إسطنبول ــ لبنى سالم

وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 10 من أفراد الطواقم الطبية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على يد أطراف النزاع في سورية.

 

وأوضح تقرير صادر عن الشبكة، اليوم الخميس، أن 8 من العناصر الطبية قتلوا على يد القوات الحكومية، بينهم 3 أطباء، قضى أحدهم تحت التعذيب. فيما قتل واحد من الطاقم الطبي على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وآخر على يد فصائل المعارضة المسلحة.

 

ولفت التقرير إلى ضرورة إرسال المنظمات العالمية لمتطوعين للعمل في المناطق غير الخطرة التي يتم إسعاف المرضى فيها، خاصة بعد توثيق حالات وفاة كثيرة من المرضى بسبب نقص العناصر الطبية.

 

بدوره، أشار رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، إلى أن “القوات الحكومية متورطة ومنذ عام 2011، بقصف واستهداف المنشآت الطبية، وكذلك أطراف النزاع المسلح التي استهدفت الطواقم الطبية بعمليات القتل والاعتقال، وهذا يدل على سياسة متعمدة تهدف إلى إيقاع المزيد من القتلى، وزيادة معاناة الجرحى من المدنيين والمسلحين”.

 

وأضاف “اعتمدنا في التقرير على الروايات المباشرة لناجين أو لأهالي الضحايا، إضافة إلى عمليات تدقيق وتحليل الصور والفيديوهات وبعض التسجيلات الطبية، إلا أن هذا التوثيق ليس لكافة الحالات؛ بسبب تواصل الحظر والملاحقة من قبل القوات الحكومية وبعض المجموعات المسلحة الأخرى”.

 

إيران تسلّم الأسد تقريراً حول اجتماعات فيينا

طهران ــ فرح الزمان شوقي

كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، أن مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، سلّم الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة لسورية تقريراً حول اجتماع فيينا، الذي ناقش تطورات الأزمة السورية.

 

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن عبد اللهيان قوله إن اجتماع فيينا المقبل سيعقد خلال أسبوعين، وسيتم خلاله التركيز على تطبيق خيار الحل السياسي، وتطوير سبل مكافحة الإرهاب، حسب تعبيره.

 

كما انتقد عبد اللهيان دور كل من السعودية والأردن، قائلا إن عقد اجتماعات للمعارضة السورية يتنافى وشروط فيينا، معتبراً أيضاً أن اجتماعات من هذا النوع يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة، ومع الحكومة السورية ورئيسها.

 

واعتبر أيضاً، أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تستطيع أن تنجح بحال التنسيق مع الحكومة السورية المشروعة، حسب وصفه.

 

وفي السياق، نقلت وكالة “إيسنا” أن ولايتي قال إن هناك تنسيقاً إيرانياً روسياً سورياً دائماً، معتبراً أن أي حل يُناقَش في اجتماعات فيينا يجب أن يتم بالتنسيق مع السوريين أنفسهم.

 

وعلّق ولايتي على التوتر الحاصل بين تركيا وروسيا، قائلاً إن حضور القوات الروسية إلى سورية جاء بناءً على طلب الحكومة هناك وبالتنسيق معها، معتبراً أن إسقاط الطائرة الروسية ليس من مصلحة قضايا المنطقة، إلا أنه أشار إلى أن روسيا وتركيا بلدين مقربين من إيران التي تريد إنهاء أي توتر بينهما.

 

وأكد أن طهران ستستمر بتقديم الدعم الذي تقدر عليه لسورية بحسب إمكاناتها، وأشار إلى أنه من الضروري تواجد الأسد في سورية، لكن بحال أراد زيارة طهران فسترحب به بالتأكيد، حسب قوله.

 

أردوغان لبوتين: قدم دليلك وإلا “فهذا افتراء

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن موسكو لن تنسى “خيانة القيادة التركية ودعمها للإرهاب”. كلام بوتين جاء في رسالته السنوية أمام الجمعية الفيدرالية.

 

وتوعّد بوتين بأن روسيا لن تكتفي بالخطوات العقابية الاقتصادية التي اتخذتها بحق تركيا، لكنه أوضح أن التصعيد الروسي لن يصل إلى اتخاذ أي خطوات عسكرية. وقال “إننا لا نخطط لاستعراض الأسلحة. لكن إذا كان هناك من يعتقد أنه يمكنه بعد ارتكاب جريمة حربية غادرة وقتل عسكريين روس الإفلات من أي عقاب، باستثناء حظر توريد البندورة، أو فرض قيود ما في مجال البناء، فإنه مخطئ كثيراً”. وأضاف “إن أعوان الإرهابيين في تركيا يتحملون مسؤولية مقتل العسكريين الروس في سوريا”. وجدد اتهاماته لأنقرة في الضلوع بعمليات شراء النفط من تنظيم “الدولة الإسلامية”، قائلاً “الإرهابيون يحصلون على أموال من تركيا مقابل النفط ويستخدمونها لتدبير أعمال إرهابية”. معتبراً أن “عقد أي صفقات مع الإرهاب الدولي أمر مرفوض”.

 

في المقابل، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على المزاعم الروسية معتبراً أن الزج باسم أسرته في هذا الموضوع يعتبر منافياً للقيم الأخلاقية. وقال إن “القنوات الإيرانية، فعلت الشيء نفسه من قبل. وكنت قد تباحثت مع الرئيس الإيراني بهذا الشأن، وقلت له إنكم تقعون في خطأ كبير، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإنّ عواقب ذلك ستكون وخيمة، وستدفعون ثمناً باهظاً، وبعد عشرة أيام، مسحوا هذه الادعاءات من مواقعهم”.

 

وأكد اردوغان أن روسيا ملزمة بإثبات اتهاماتها لبلاده بالوثائق، وإلا “فهذا افتراء” مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه ثبت بالدليل القاطع، أن رجل الأعمال السوري جورج حسواني، الذي يحمل الجنسية الروسية أيضاً، يقوم بتجارة النفط المهرب من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وبمشاركة شركات ورجال أعمال روس، بحسب ما أكدت وزارة الخزانة الأميركية. وأضاف “روسيا تقول إن تدخلها في سوريا، يستند إلى الشرعية الدولية، لأن النظام السوري طلب منها التدخل، وأنا أقول إنكم لستم مُجبرين في مساعدة نظام فقد شرعيته، وقتل 380 ألفًا من أبناء شعبه، وعلى روسيا أن تعي هذا الأمر جيداً، وقد أعلمت السيد بوتين بذلك مراراً”.

 

وكان الرئيس الروسي خلال كلمته، قد أكد أن وجود عناصر من أصول روسية هو من أبرز الأسباب التي دفعت روسيا للقيام بعملياتها الجوية في سوريا. وقال بوتين: “يمثل الإرهابيون المتمركزون في سوريا خطراً خاصاً بالنسبة لنا، علماً أن بينهم عدداً كبيراً من المتطرفين المنحدرين من روسيا وجمهوريات رابطة الدول المستقلة. إنهم يحصلون على الأموال والأسلحة ويعززون قدراتهم. وإذا زادت قوة هؤلاء، فسيتغلبون هناك في سوريا، ومن ثم سيتوجهون إلى ديارنا حتماً، لكي يزرعوا الخوف والكراهية ويدبروا تفجيرات ويقتلوا ويعذبوا المواطنين.. علينا أن نواجههم ونقضي عليهم قبل أن يقتربوا من حدودنا”.

 

بعد صفقة العسكريين: أولوية حزب الله تحرير أسراه

صبحي أمهز

أسئلة كثيرة طرحت مع إتمام صفقة تبادل العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة، وعلى رأسها، ما هي الأسباب التي دفعت إلى تسريع إنجاز الصفقة، وإنهاء هذا الملف مع النصرة، فيما هناك انقطاع لأي مفاوضات مع تنظيم داعش الذي لا زال يختطف تسعة عسكريين. واللافت أيضاً كان الشكر الذي وجهه المدير لعام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على الجهود التي بذلها لإنجاز هذا الملف. ومن هنا ثمة سؤال سريع وبديهي يطرح، مفاده هل لأسرى حزب الله الثلاثة في حلب علاقة بتسريع المفاوضات؟ على الصعيد اللبناني لا شيء واضحاً بعد، لكن، لدى جبهة النصرة، هناك تأكيد بأنه حين بادر حزب الله إلى التفاوض على أسراه تم الإشتراط عليه حلّ قضية العسكريين في القلمون.

 

وبناء على هذا الكلام، تؤكد مصادر “المدن” ان الإشارة إلى دور نصرالله، في مفاوضات تحرير العسكريين ليست سوى محاولة لتجميل المشهد تجاه الرأي العام خاصة ان الحزب كان من أول المعارضين لإتمام أي “صفقة غير مشرفة مع جبهة النصرة”، وقد برز حجم الإمتعاض في صفوف جمهور المقاومة من إنجاز الصفقة، ووصفها بالمذلة.

 

ولا تستبعد المصادر ان تكون عملية تحرير أسرى حزب الله في حلب أصبحت وشيكة التحقق، وتقول المصادر “إنه بعد إتمام الصفقة، والعراضة التي قامت بها جبهة النصرة، خاصة ان حزب الله، كرر مرارا أمام جمهوره انه حرر الجرود وانه  حقق انتصارات على النصرة، أصبح الحزب بحاجة لاتمام صفقة سريعة، يحرر بموجبها أسراه، ويوجه رسالة إلى جمهوره، انه قام بصفقة مشرفة دون الخضوع لاملاءات جبهة النصرة.”

 

وفي هذا السياق، يقول مصدر مقرب من حزب الله لـ”المدن:” ان الحزب عندما يقوم بعملية تبادل لا يرضى بتسوية مذلة كما حدث في الجرود، لأن المشهد الذي رأيناه في الجرود، مهين للسيادة اللبنانية وللمشاعر الوطنية”.

 

أكثر من ذلك، فإن الأوساط الميدانية في حزب الله، لا تخفي امتعاضها من الثمن الذي دفع مقابل تحرير العسكريين، إذ يقول أحد الميدانيين في الحزب لـ”المدن”: يجب الا توضع جثة الشهيد محمد حمية، في نفس الإطار مع جمانة حميد، فهل مقبول ان تهين الدولة نفسها إلى هذا الحد، مقابل تحرير عسكريين كانوا يقومون بواجبهم، أما بالنسبة للحزب فإننا عندما نقوم بعملية تبادل لاسترجاع أسرانا، لن نساوم، ونحن نمتلك من الأوراق ما يمكننا من تحريرهم دون ثقافة الخضوع”.

 

لا تنكر الأوساط المقربة من الحزب ان عملية التفاوض على أسرى ريف حلب قد بدأت، إلا انها تقول لـ”المدن:” ان الحزب لن يدفع المال للنصرة ولا يساوم ولديه من الأسرى ما يكفي لمبادلتهم سواء لديه أو لدى النظام السوري”.

 

مؤتمر المعارضة السورية في جدّة أو أبها..والائتلاف يراجع تمثيله

مع بداية الحديث عن التحضير لمؤتمر الرياض، بدأت أطراف المعارضة السورية البحث في أسماء وفود ممثليها، وخاصة الكيانين الأبرز: الائتلاف السوري المعارض وهيئة التنسيق، على اعتبار أنهما الفريقان الوحيدان اللذان تمت دعوتهما لاختيار وفد ممثل لكل منهما، خلافاً للدعوات الموجهة إلى باقي المكونات والشخصيات التي تمت بصورة فردية.

 

الائتلاف تلقى الدعوة لحضور المؤتمر عن طريق موفد للخارجية السعودية، التقى أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف، في آخر اجتماع لها، وناقش معها استحقاق مؤتمر الرياض. وعملت الهيئة السياسية على إعداد لائحة بأسماء وفد أعضاء الائتلاف. ولكن الائتلاف أرسل قائمتين، إحداهما اتفق عليها أعضاء الهيئة السياسية، أما الثانية فقام بإرسالها رئيس الائتلاف خالد خوجة بشكل منفرد.

 

قائمة الوفد التي أعدتها الهيئة السياسية المكونة من 23 عضواً، ضمّت 20 اسماً هم أعضاؤها فقط، فضلاً عن رئيسها خالد خوجة. كما توجهت الهيئة بالطلب من السعودية إرسال دعوات فردية حتى يتسنى لباقي أعضائها الحضور وهم: واصل شمالي، أحمد غسان تيناوي، محمد جوجة.

 

أما لائحة رئيس الائتلاف فقد ضمّت أسماء من الهيئة السياسية والهيئة العامة، وهم: هادي البحرة، عبد الأحد اسطيفو، سمير نشار، نغم الغادري، أنس العبدة، فاروق طيفور، مصطفى أوسو، سهير أتاسي، محمد قداح، سالم المسلط، نورا الأمير، فؤاد عليكو، هيثم رحمة، عالية منصور، يوسف محلي، مصطفى الصّباغ، عبد الإله فهد، رياض سيف، أحمد غسان التيناوي، وخالد خوجة.

 

وتشير مصادر “المدن” إلى أن القائمة التي وافقت عليها السعودية هي قائمة رئيس الائتلاف. وأكّدت أن الهيئة السياسية بدأت اجتماعاً، الخميس، لتدارك هذه الأزمة واعتماد التمثيل عن طريق اللائحة المعدّة من قبل رئيس الائتلاف.

 

في المقابل، أعدّت هيئة التنسيق وفداً مكوناً من ٢٠ اسماً، على الرغم من أن السعودية وجّهت دعوتها إلى الهيئة للمشاركة بـ10 أشخاص، لكن الهيئة تسعى إلى مساواتها مع الائتلاف كممثل للمعارضة الداخلية، بحسب ما أوضح المنسق العام للهيئة الدكتور حسن عبد العظيم في وقت سابق لـ”المدن”.

 

إلى ذلك، أشارت مصادر مطلعة لـ”المدن” إلى أن تاريخ عقد الاجتماع لم يحسم بشكل نهائي بعد، لكن من الممكن أن يكون يوم الاثنين المقبل، وأكّدت أن المؤتمر لن يعقد في الرياض، وإنما يتم الاختيار بين مدينتي جدّة وأبها.

 

ماذا يحصل في حي الوعر الحمصي؟

فهد جابر

محافظ حمص: إخلاء الحي من السلاح والمسلحين تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه (فايسبوك)

ثلاثُ سنوات مرّت على حصار حي الوعر في حمص، ولم تنجح محاولات كثيرة في التوصل إلى هدنة تنهي معاناة السكان. ورغم تشكيل ثلاث لجان، تارة لبحث موضوع المصالحة، وتارة لإجراء هدنة، إلا أن كل المحاولات فشلت، حين وجد المفاوضون في حمص القديمة والوعر أنفسهم أمام اتفاق جرى من خلفهم مع الشمال السوري، أدى إلى خروج المحاصرين في حمص القديمة كلهم إلى ريفها الشمالي.

 

اتفاق الهدنة في حمص القديمة، آنذاك، لم يشمل حي الوعر بأي إجراء. إلا أنه في الأيام القليلة الماضية انتشرت أخبار عن مسعى جديد للتوصل إلى هدنة، أو اتفاق مصالحة كما يسميها البعض. ورواية مصادر النظام تقول إنها تهدف إلى إنهاء الوجود المسلح تماماً في الحي.

 

ومن خلال قراءة ما يتم تسريبه من الاتفاقية، يظهر أن كلا الفريقين يسوّق لما يتمنى أن يحصل، في غياب كامل لأي نص مكتوب وموقع من قبل الأطراف ليكون بمثابة الوثيقة المعترف بها.

 

وتقول التسريبات إن المتفاوضين اتفقوا على نقطتين؛ الأولى هي خروج من لا يرغب بالتوقيع على الاتفاق، إلى ريفي إدلب وحماة. وبات يطلق على هؤلاء في الوعر صفة “المعطلين”، وهنا يؤكد طرف المعارضة أن عددهم لا يتجاوز 250 شخصاً.

 

النقطة الثانية تتضمن السماح بإدخال مواد الاغاثة والمعونات الانسانية، والسماح لأهل الحي بإدخال ما يريدون شراءه لتزويد المحلات التجارية بالبضائع الغذائية حصراً، ضمن نطاق مواد الاستهلاك اليومي، كما جرى في الفترة قبل رمضان الماضي، حيث أغلقت الطريق منذ ذلك التاريخ وإلى الآن، حيث بدأت المواد تصل الى الحاجز لإدخالها الى الوعر، وهي تحتوي الزيت والسكر والطحين والسمنة. وبحسب أحد أعضاء الوفد المفاوض، فإن إدخال هذه المواد يأتي كبادرة حسن نية، خصوصاً أنها مواد للاستهلاك المباشر، ولا يمكن أن يستفاد منها في الإغاثة أو المساعدات.

 

من جهة ثانية، تتضمن الاتفاقية في بنودها تفعيل عمل المؤسسات الرسمية، وهذه النقطة ما يزال يشوبها غموض، فالبعض ينطلق من تفسيره بأن تلك المؤسسات هي قصر العدل ومديرية البيئة فقط، وآخرون يعتقدون أن كل المباني التابعة للجهات الرسمية هي مؤسسات عامة، وبموجب الاتفاق يمكنهم تفعيلها، وهي تشمل مستشفى البر والمخفر والهاتف الآلي وبنك الدم. لكن إحدى أهم نقاط الخلاف حول هذا الأمر هي عدد عناصر الحراسة اللازمة لهذه المؤسسات، وكيفية تبديل نوبات الحراسة، والمدة، والطريق اللازمة لتحقيق ذلك.

 

وبحسب لجنة المفاوضات في الوعر، فإن الهدنة جاءت على ثلاث مراحل زمنية، وذلك لعدم إمكان الانتقال من مرحلة إلى ثانية قبل إنجاز كل بنود المرحلة التي تسبقها. لكن على الضفة المقابلة، يتسرب عن لجنة المفاوضات الممثلة للنظام أنه يمكن الانتقال من مرحلة إلى أخرى ووضع العراقيل جانباً، على أن يعود الطرفان لمناقشتها لاحقاً.

 

وتتضمن المرحلتان النهائيتان إتمام تسليم جزء من السلاح المتوسط والخفيف، على أن يتم إطلاق سراح كافة المعتقلين لدى الجهات الأمنية. وهنا تظهر نقطة خلاف مهمة؛ فمصادر النظام تؤكد سحب السلاح بالكامل، وإلغاء كافة المظاهر المسلحة، وهذا الموقف أطلقه محافظ حمص طلال البرزاي، حيث قال لوكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، الاثنين الماضي، إن ” تنفيذ المرحلة الأولى” بدأ، والهدف هو “إخلاء الحي من السلاح والمسلحين تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه”. لكن في المقابل، تقول مصادر المعارضة إن التسليم سيشمل جزءاً من السلاح، وأن الافراج سيكون عن كامل المعتقلين في الأجهزة الأمنية والقضاء.

 

وحول إدارة الحي بعد إتمام الاتفاق، تقول مصادر “المدن” إن لجنة التفاوض في الحي تؤكد على أن أجهزة الأمن السورية لن تدخل إلى الحي في أي مرحلة. إلا أن أحاديث بدأت تنتشر بين الناس، تفيد بأن الجهات الأمنية ستدخل الحي بعد انتهاء المرحلة الأخيرة، وإجراء تفتيش كامل عن السلاح، وستقوم لجنة مدنية بإدارة شؤون الحي ومستلزماته بالتنسيق مع الإدارات الرسمية في حمص.

 

حصار الحي أتى بنتائج مرضية للنظام، إذ إن المزاج العام للناس في الشارع في غالبه، تقريباً، مع أي اتفاق يوقف العمليات العسكرية واستهداف الحي، ويضمن الإفراج عن المعتقلين وإدخال المواد الغذائية، مع وجود حيز كبير للخوف لدى السكان حيال انتقال الحي من سلطة الحصار إلى السلطة الأمنية للنظام، في ظل غياب كامل لأي وثيقة تتضح من خلالها المضامين الحقيقية للاتفاقية، فضلاً عن غياب ضامن دولي لحماية السكان، على الرغم من حضور سفير الأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو، ومديرة المكتب السياسي للمبعوث الدولي إلى سوريا خولة مطر.

 

وفي هذا السياق، لا بد من ذكر التجربة المريرة لبعض الشباب من المحاصرين في حمص القديمة، عندما كان الاتفاق يقضي بتسليم أنفسهم لـ”تسوية أوضاعهم”، فتم احتجازهم في البداية داخل مدرسة الأندلس، قبل أن يغيّب العديد منهم. وهذا الأمر أدى إلى فقدان الثقة بالهدن، وأضعف صلاحيات مكتب الأمم المتحدة ودورها كراعٍ للاتفاق.

 

حلب:التحالف يخلي الأجواء للمقاتلات الروسية..ولـ”داعش” والنظام

سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على بلدة كفرة ومزارعها المحيطة، الليلة الماضية، بعد معارك عنيفة خاضها التنظيم مع المعارضة بالقرب من الحدود السورية-التركية. وتزامنت المواجهات مع غارات روسية استهدفت مواقع المعارضة شمالي حلب، في جبرين وأحرص وكفر ناصح  ومحيط أعزاز، كما استهدف طرق إمداد المعارضة.

 

هجمات التنظيم، التي بدأت الأربعاء، كانت متزامنة على محاور شمال مارع، في سندف وكفرة وجارز والبل والشيخ ريح، حيث تسلل عدد من عناصره إلى مواقع سيطرة المعارضة، وفتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة في كل الاتجاهات، الأمر الذي أربك المعارضة ودفعها للانسحاب من مواقعها في كفرة باتجاه جارز، بينما بقيت مجموعات تابعة لها محاصرة في قلب البلدة. وعلى المحاور الأخرى، ظلت المعارضة مشتبكة مع التنظيم إلى حين وصول تعزيزات لها مع ساعات الصباح الأولى، الخميس، فتمكّنت من فك الحصار عن عدد من المقاتلين. وأدت تلك العملية إلى خسارة المعارضة أكثر من 10 مقاتلين، وجرح أكثر من 20.

 

عقب ذلك، حاول التنظيم متابعة تقدمه انطلاقاً من بلدة جارز إلى الغرب من بلدة كفرة، وتمكّن من السيطرة على أجزاء واسعة منها، لكن تمكّنت المعارضة من تجميع قواتها لتعلن “الجبهة الشامية” استعادة السيطرة على كامل بلدة جارز، وتتقلص مساحة المعركة لتصبح في محيط بلدة كفرة، حيث يحافظ التنظيم على مواقعه فيها حتى الآن.

 

عضو المكتب الإعلامي في “الجبهة الشامية” عبدالقادر أبو يوسف، أكد لـ”المدن” أن التنظيم يسعى للتمدد أكثر باتجاه مدينة أعزاز، مستغلاً انشغال المعارضة على الجبهات الغربية مع “قوات سوريا الديموقراطية” التي تتمركز في عفرين وريفها. وهو الآن يحاول السيطرة على بلدة براغيدة القريبة من الحدود التركية، حيث تجري معارك عنيفة بين الطرفين، مستفيداً بذلك من سيطرة الطيران الروسي على الأجواء الشمالية على حساب طيران التحالف الدولي، الذي لم يحلّق في المنطقة منذ نحو 10 أيام. وأشار أبو يوسف إلى أن غرفة عمليات مارع أرسلت تعزيزات إضافية إلى محيط كفرة وسندف، وستبدأ هجوماً معاكساً على مواقع التنظيم لاستعادة ما خسرته خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

 

تبدو المعارضة مشتتة في ظل التطورات المتسارعة في ريف حلب الشمالي،  فهي غير قادرة على حماية جبهاتها القديمة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في الشرق، خصوصاً أنها تمتد على مساحة أكثر من أربعين كيلومتراً، في الوقت الذي نشرت فيه أعداداً كبيرة من مقاتليها على جبهات القتال الجديدة غرباً مع “قوات سوريا الديموقراطية”، التي حاولت توسيع سيطرتها أيضاً والوصول إلى مطار منغ العسكري والطريق الدولي حلب أعزاز.

 

من جهة ثانية، أكد قائد لواء “السلطان مراد” العقيد أحمد العثمان، لـ”المدن” أن “داعش” ينتهز كل الفرص المتاحة ليحتل مزيداً من المناطق شمال حلب. وظهر ذلك جلياً في المعارك الأخيرة، التي أوحت بوجود تنسيق، أو تقاطع مصالح، بين التنظيم والطيران الروسي، على حد تعبيره. وأضاف “المدهش بالأمر أن الطيران الروسي وداعش وقوات سوريا الديموقراطية متفقون بعملياتهم العسكرية خلال الأيام الماضية في ريف حلب الشمالي ضد مواقع المعارضة، وعلى الهدف نفسه: السيطرة على ما تبقى من ريف حلب الشمالي والشريط الحدودي مع تركيا”.

 

وعلى صعيد تقدم النظام، فقد سيطرت قواته، بشكل كامل، على بلدات العاكولة وكصيص، بالإضافة إلى صوامع الحبوب قرب قرية رسم العبد جنوب مطار كويرس العسكري. هذا التقدم جاء بدعم جوي نفّذه الطيران الحربي والمروحي، استهدف مواقع التنظيم في محيط المطار، وتبعته معارك واشتباكات متقطعة، قبل أن ينسحب “داعش” من مواقعه.

 

ويأتي تقدم قوات النظام في محيط مطار كويرس في ريف حلب الشرقي، بعد تمكنها في العاشر من الشهر الماضي من الوصول إلى داخل المطار وفك الحصار عنه، بعد معارك وحملات عسكرية مدعومةً بمليشيات أجنبية وغطاء جوي روسي، على ريفي حلب الجنوبي والشرقي، سيطرت خلالها على عدد من القرى في الطريق الممتد إلى مطار كويرس شرقاً.

 

إلى ذلك، قتل أكثر من 20 مدنياً، وأصيب عشرة آخرون، مساء الأربعاء، جراء قصف جويّ روسي، استهدف قرى وبلدات عندان، وحيان، وحريتان، ودير جمال، وطرق المواصلات شمال حلب، في المنطقة الواقعة بين أحرص وكفر ناصح، كما أدى القصف إلى احتراق عشر سيارات لمدنيين على الأقل.

 

عبدالعظيم لـ”المدن”:نطالب بمساواة هيئة التنسيق والائتلاف بمؤتمر الرياض

تسلّم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، دعوة لحضور مؤتمر الرياض، الذي سيجمع وفوداً وشخصيات من المعارضة السورية، السياسية والعسكرية، بهدف تشكيل وفد موحّد يمثل المعارضة في مفاوضات مع النظام السوري.

 

المؤتمر الذي كان من المزمع عقده في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي، وتحديداً في أيام 11-12-13، أصبح من الممكن أن يبدأ يوم الاثنين المقبل، 7 كانون الأول/ ديسمبر، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بحسب ما أوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف عبد الأحد اسطيفو لـ”المدن”.

 

ومن المقرر أن يشارك الائتلاف بوفد مكون من 20 شخصاً. وتشير المعلومات إلى أن الدعوات وجّهت إلى 65 شخصية معارضة، في حين اعتبر اسطيفو أن العدد قابل للزيادة إلى حوالى 70 أو 80 شخصية، موضحاً أن الائتلاف في صدد انجاز الوفد الممثل له. وسيضم المؤتمر، إضافة إلى وفد الائتلاف، وفداً من هيئة التنسيق، وممثلين عن الفصائل العسكرية، إضافة إلى بعض الشخصيات السياسية والاقتصادية والدينية المعارضة.

 

وقال اسطيفو، إن الائتلاف “يحاول توفير جميع الإمكانيات لنجاح مؤتمر الرياض للوصول إلى أفضل الصيغ التوافقية للتفاوض”، مشيراً إلى أن التاريخ الذي حدده بيان فيينا-2 لبدء المفاوضات، 1 كانون الثاني/يناير المقبل، ربما يكون “تفاؤلياً وطموحاً”، مؤكداً أنّه في حال نجاح المساعي الحالية فمن المفترض أن تبدأ المفاوضات في مطلع العام المقبل. وأكّد اسطيفو على تمسّك الائتلاف برحيل الأسد في أي اتفاق متعلق بالمرحلة الانتقالية قد ينتج عن المفاوضات المستقبلية.

 

في المقابل، اعتبر المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم، أن الأطراف الدولية، كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعتبرون هيئة التنسيق والائتلاف الوطني متساويين، أحدهم في تمثيل معارضة الداخل والآخر بالنسبة لتمثيل معارضة الخارج، ولذلك تطالب الهيئة بأن يكون تمثيلها في اجتماع الرياض مساوٍ لتمثيل الائتلاف، خاصةً في ظل وجود ورقة الرؤية المشتركة بين الطرفين، والتي اتفقت عليها الهيئة والائتلاف في تموز/يوليو الماضي، في العاصمة البلجيكية بروكسل.

 

وأكّد عبد العظيم في تصريحات لـ”المدن”، أن الهيئة تلقت دعوة من السعودية لحضور المؤتمر بوفد مؤلف من 10 شخصيات، ولكن الهيئة كانت قد أرسلت أسماء وفدها في وقت سابق، والمكوّن من 20 شخصية من أعضاء المكتب التنفيذي للهيئة. وأوضح عبد العظيم أن مخرجات اجتماع الرياض ستكون بالتوافق، وليس عبر التصويت، لذلك تأمل الهيئة بتمثيل مساوٍ لتمثيل الائتلاف، ولكن تنتظر الرد بدعوة محددة الأسماء.

 

وأشار عبد العظيم إلى التزام الهيئة باتفاقاتها مع أطياف مختلفة من المعارضة السورية أبرزها مخرجات مؤتمر القاهرة وورقة الرؤية المشتركة مع الائتلاف. وأكّد أن المكتب التنفيذي للهيئة أقرّ ورقة الرؤية المشتركة مع الائتلاف، على اعتبار أنها وثيقة سياسية تتقاطع مع مقررات مؤتمر القاهرة، الذي تعتبره الهيئة خريطة طريق للحل في سوريا، ولذلك تعتبرها الهيئة متممة لمؤتمر القاهرة.

 

من جهة ثانية، يعتبر حضور العسكريين مشهداً جديداً على مؤتمرات المعارضة الكثيرة. حول هذا الموضوع، أشارت مصادر عسكرية مطلعة، لـ”المدن”، أن أي فصيل عسكري لم يتلقَ بعد دعوة رسمية لحضور المؤتمر، مرجّحاً أن تتم دعوة الفصائل الكبرى، مثل “أحرار الشام” و”جيش اليرموك”، بعيداً عن الحجم المخصص لتمثيل الفصائل المقاتلة. وأكّد المصدر على أن جميع فصائل المعارضة المقاتلة غير مستبعدة من حضور المؤتمر، باستنثاء “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، فيما أشارت مصادر سياسية لـ”المدن” إلى أن تمثيل الفصائل العسكرية سيكون عبر وفد مكوّن من 15 شخصية.

 

الإئتلاف السوري المعارض يُهدد بسحب الثقة من رئيسه

على خلفية إصراره وتفرّده بإرسال الأسماء المشاركة

بهية مارديني

بعد الخلاف الكبير داخل الإئتلاف السوري المعارض على خلفية قائمة المشاركين في مؤتمر الرياض، إتفقت الكتل على قائمة نهائية للأسماء، فيما يُصر رئيسه على القائمة التي أرسلها، ما دفع بعض الأعضاء إلى التهديد بسحب الثقة منه.

 

بهية مارديني: هدد بعض أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض، عبر تصريح لــ “ايلاف”، بسحب الثقة من رئيس الائتلاف خالد خوجة على خلفية التصعيد الذي ظهر مؤخرًا داخل الائتلاف، نتيجة انفراد رئيسه بارسال قائمة أسماء الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في اجتماع لتوحيد المعارضة السورية، وذلك دون العودة الى الأعضاء.

 

ففي حين كانت الهيئة السياسية للائتلاف تجتمع لاختيار الأسماء، كان خوجة قد أرسل قائمة للمشاركة في اجتماع الرياض.

 

سحب الثقة

 

وعبّر عضو في الائتلاف عن أسفه لأن الائتلاف “يريد أن يشارك في الاجتماع دون أية ورقة أو تحضير ودون أية مستندات أو رؤية متوافق عليها وانشغل في خلافاته، ولا يملك حاليا الا النقاط التي توافق عليها مع هيئة التنسيق الوطنية منذ فترة طويلة”، فيما أشار الى أن “خالد خوجة جمع في القائمة التي أرسلها الى المملكة أعضاء كتلته، وبينهم اسم شخصية لم تحصل على الشهادة الابتدائية وتجاهل شخص حاصل على دكتوراه في القانون على سبيل المثال وذلك رغم أهمية الاجتماع في السعودية”.

 

وقالت مصادر في الهيئة السياسية في الائتلاف “أن كتل الائتلاف قررت ان تسحب قائمة خالد خوجة التي ارسلها الى المملكة العربية السعودية، والقائمة الثانية التي أرسلتها الهيئة السياسية للمشاركة في اجتماع  الرياض، وطلبت من الكتل التوافق على أسماء المشاركين  وهذا ما حصل بالفعل، وأرسلت قائمة ثالثة الى المملكة، والتي توافق عليها جميع أعضاء الائتلاف وكتله.

 

ولفتت المصادر الى أن خوجة ما يزال مصرًا على تجاهل القوائم كلها وتجاهل الأعضاء ويحتمي بدولة اقليمية يقول انه يتواصل معها وأنها وافقت على قائمته الأولى.

 

وهددت المصادر بسحب الثقة من رئيس الائتلاف في حال أصر على تجاهل أعضاء الائتلاف وكتله وانفرد برأيه، ووصفته بأنه “يتعامل بهذا كما نوري المالكي، فهو لا يمثل الائتلاف كما المالكي لا يمثل العراق”.

 

الأسماء النهائية

 

وأكدت المصادر أن قائمة الائتلاف الوطني السوري (القائمة الثالثة) المتفق عليها بين الكتل لمؤتمر الرياض للمعارضة السورية، والتي تضم 21 اسمًا، وضعت على أساس تمثيل جميع الكتل في الائتلاف الوطني بعضو لكل كتلة، ما عدا الكتل التي تضم أكثر من مكون، حيث منحت عضوين.

 

وتم التشاور مع الكتل لاختيار ممثليهم فيها والأسماء المتوافق عليها هي: عبد الأحد اسطيفو، المنظمة الآثورية الديمقراطية ، هشام مروة، الكتلة الوطنية ، حسان الهاشمي، الإخوان المسلمون، خالد الناصر، التيار الشعبي الحرّ ، سمير نشار، إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، مصطفى أوسو، المجلس الوطني الكردي، فؤاد عليكو، المجلس الوطني الكردي ، أحمد رمضان، حركة العمل الوطني من أجل سورية ، هادي البحرة، مستقل، أنس العبدة، مستقل، مصطفى الصباغ، المنتدى السوري للأعمال، خالد خوجة  مستقل (لم يقدم نفسه كممثل عن كتلة التركمان التي ينتمي اليها)، نصر الحريري، الحراك الثوري، سهير الأتاسي، الحراك الثوري، بدر جاموس، التيار الوطني السوري، موفق نيربية، تيار مواطنة، سالم المسلط، مجلس القبائل العربية، نغم الغادري، الكتلة الديمقراطية هيثم رحمة، تيار المستقبل السوري، أسامة تلجو  كتلة الأركان، عبد الرحمن مصطفى، المجلس السوري التركماني.

 

شخصيات وطنية

 

ورغم ان الائتلاف يجب ان يشارك ب 20 شخصية فقط في اجتماع الرياض، الا انه أضاف قائمة للشخصيات الوطنية من أعضائه، ليصبح العدد 32 شخصا، وقائمة الشخصيات الوطنية من أعضائه هي: ميشيل كيلو، برهان غليون، هيثم المالح، رياض سيف، فاروق طيفور، جورج صبرا، منذر ماخوس، رياض حجاب ، عبد الباسط سيدا، عقاب يحيى، أحمد طعمة.

 

والملاحظ أن أحمد رمضان وهيثم رحمة وهشام مروة وأنس العبدة لم يقدموا في القائمة، مثلما تم تقديم حسان الهاشمي، على أنهم من كتلة الاخوان المسلمين، وجير حضورهم على خلفية كتل أخرى، ولكن ذلك يرفع نسبة الاخوان المسلمين في الحضور والتمثيل الى الربع من أصل مجموع المشاركين في الاجتماع من الائتلاف، اضافة الى أن قائمة الشخصيات الوطنية تضم فاروق طيفور القيادي في جماعة الاخوان المسلمين، وأحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة والمحسوب على الاخوان .

 

والملاحظ ايضا ان خالد الناصر (التيار الشعبي الحر) وسهير الاتاسي(الحراك الثوري) تم فصلهما من الجهات التي ينتمون اليها، والتي يقدمون من خلالها في القائمة .

 

قائمة

 

هذا واختلف أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض في الردّ على دعوة وزارة الخارجية السعودية بخصوص المؤتمر المزمع عقده للمّ شمل المعارضة السورية، وبهدف وضع “وثيقة توافقية حول مكونات المرحلة الانتقالية في اطار جنيف 1″، كما جاء في نص الدعوة التي اطلعت عليها “إيلاف”، فيما بدا الائتلاف منقسمًا حول الأسماء التي ستمثله في الاجتماع.

 

وظهرت قائمتين في وقت سابق بعد أن عقدت الهيئة  السياسية للائتلاف اجتماعًا  الثلاثاء الماضي، لاختيار من يمثلها في الاجتماع، بينما كان خالد خوجة رئيس الائتلاف، أرسل الاسماء التي قررها الى المملكة العربية السعودية دون العودة الى أعضاء الائتلاف، وقالت الهيئة السياسية في بيان وجهته الى السعودية أنه “بناءًا على دعوة الخارجية السعودية بتسمية عشرين ممثلاً للائتلاف ووفده في مؤتمر الرياض، فقد اتخذت الهيئة السياسية في اجتماعها الطارئ اليوم 1 كانون الأول 2015 قرارًا بالتصويت على 19 عضوًا من أعضاء الهيئة السياسية من ضمن 22 عضوًا، باستثناء رئيس الائتلاف ليكون على رأس الوفد إلى الرياض، وكانت نتيجة التصويت على النحو التالي: خالد خوجة رئيس الوفد، مصطفى أوسو، هشام مروة، محمد قداح، نغم الغادري، يحيى مكتبي، أنس العبدة، نذير حكيم، رياض الحسن، نصر الحريري، خطيب بدلة، عبدالأحد اسطيفو، حسان الهاشمي، موفق نيربية، هيثم رحمة، سهير الأتاسي، فايز سارة،  فؤاد عليكو، هادي البحرة، بدر جاموس”.

 

كما تمنى البيان “على الأخوة الأعزاء في المملكة العربية السعودية ضم باقي أعضاء الهيئة السياسية كمدعويين للمؤتمر: واصل شمالي ، أحمد غسان تيناوي، محمد جوجة”، راجين العمل على إبلاغ الأخوة في السعودية بالسرعة التي تلبي حاجتنا إلى إنجاح مهمتهم الصعبة وتسهيلها”.

 

… وقائمة مضادة

 

فيما كانت هناك قائمة مضادة وضعها رئيس الائتلاف وارسلها الى المملكة  أثناء انعقاد الهيئة السياسية وتضم “نغم الغادري، مصطفى أوسو، أنس العبدة، سهير اتاسي،  فؤاد عليكو، هادي البحرة، هيثم رحمه، محمد قداح، عبد الأحد اصطيفو، احمد تيناوي، سالم المسلط، سمير نشار، عاليه منصور، يوسف محلي، فاروق طيفور، نورا الجيزاوي ، مصطفى الصّباغ ،عبد الاله فهد، رياض سيف”، اضافة الى شخصيات وطنية تم حذفها في وقت لاحق، لأن المملكة قررت تقليص عدد المدعوين لضمان نجاح الاجتماع وسرعة اقرار نتائجه ، وكان الجزء الخاص بالشخصيات الوطنية التي وضعها رئيس الائتلاف تضم رياض حجاب وعقاب يحيى وهيثم المالح ومنذر ماخوس وميشيل كيلو وجورج صبرا وعبد الباسط سيدا.

 

وقررت السعودية استضافة اجتماع للمعارضة السورية في 8 و 9 و10 من الشهر الجاري، ووزعت دعوات لعدد من المعارضين السوريين بصفتهم الشخصية، بينما وجهتها للائتلاف الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية بصفتهم الاعتبارية.

 

«التعاون الإسلامي» تدعو المعارضة السورية للتوافق على خطة عمل في الرياض

دعت «منظمة التعاون الإسلامي» أطراف المعارضة السورية إلى استغلال اجتماع قادة المعارضة المرتقب في الرياض للتوافق على خطة لإنهاء الأزمة، حسب وكالة الأناضول للأنباء.

 

وقالت المنظمة في بيان أصدرته، اليوم الخميس، إنها «تدعو كافة أطراف المعارضة السورية إلى استغلال الاجتماع، الذي ستستضيفه المملكة العربية السعودية خلال الأيام القادمة، للاتفاق على خطة عمل وبرنامج توافقي يمثّل موقفًا موحدًا لكافة مكونات وفصائل المعارضة السورية».

 

وناشد الأمين العام للمنظمة، السعودي «إياد مدني»، قادة المعارضة السورية بـ«توحيد الصف وجعل المطالب المشروعة للشعب السوري في التغيير والإصلاح وإعادة بناء مؤسسات الدولة، على أسس الديمقراطية والعدالة والوحدة الوطنية، أهدافًا أساسية لمسار التسوية السياسية المنشودة في إطار تطبيق بيان جينيف1».

 

وجدّد الأمين العام استعداد «منظمة التعاون الإسلامي» دعم الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وإنهاء معاناة الشعب السوري.

 

وفي سياق متصل، استقبل وزير الخارجية المصري، «سامح شكري»، اليوم الخميس، وفدًا ممثلاً عن لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، وذلك قبل المشاركة في مؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده في الرياض يومي 8 و9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، في إطار عملية فيينا الرامية إلى إطلاق عملية سياسية في سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

ووفقًا لبيان صادر عن الخارجية المصرية، فإن الوزير «شكري» استمع إلى شرح وفد المعارضة السورية للهدف من مشاركة ممثلين عن مجموعة القاهرة في مؤتمر الرياض، وتطلعهم إلى نجاح المؤتمر.

 

وأكد «شكري»، خلال اللقاء، «أهمية بذل المعارضة السورية كل الجهد خلال مؤتمر الرياض للوصول إلى رؤية موحدة تحافظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، وترسم طريقاً عملياً لمفاوضات جادة تضمن تنفيذ مقررات جنيف1»، معربًا عن تطلع مصر أن «تعكس مخرجات مؤتمر الرياض الأفكار والرؤى التي تخدم مصلحة الشعب السوري»، دون تفاصيل أخرى.

 

وكان تقرير نشرته صحيفة «الحياة»، قبل أيام، سلط الضوء على المساعي المصرية لإضعاف تمثيل «الائتلاف السوري» المعارض في المفاوضات الخاصة بالملف السوري.

 

وكشفت الصحيفة اللندنية أن القاهرة استدعت على عجل المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية» السورية، «حسن عبدالعظيم»؛ لإبلاغه ضرورة الانضواء تحت مظلة مجموعة «إعلان القاهرة»، التي اجتمعت في العاصمة المصرية في يناير/كانون الثاني الماضي، وليس أن يقودها أو «يغرد خارجها»؛ ذلك لأن القاهرة «تريد توفير كتلة سياسة وازنة تستطيع أن تقابل الائتلاف السوري». (طالع المزيد)

 

ويضم «الائتلاف السوري»، قيادات من جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وهو ما دعا السلطات المصرية الحالية إلى محاولة تهميشه، خاصة أن هذه السلطات تتبنى نهجا معاديا لجماعة الإخوان المسلمين عموما، بعدما انقلبت، في 3 يوليو/تموز 2013، على الرئيس المصري، «محمد مرسي»، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان.

 

وكانت الدول المشاركة في محادثات فيينا في 14 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وبينها روسيا وإيران والولايات المتحدة، اتفقت على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا، على أن يعقد لقاء بين ممثلين عن النظام والمعارضة بحلول الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.

 

وتتولى السعودية، بموجب تفاهمات فيينا حول سوريا، الدعوة لعقد مؤتمر جامع للمعارضة السورية، لتنسيق موقفها وتوحيد كلمتها، واختيار من سيمثلها في المفاوضات مع وفد النظام، الذي سبق للموفد الأممي أن تسلم لائحة بأسماء 40 عضواً فيه.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

 

بعد اعتقال أشقائه الثلاثة.. الأمن الإماراتي يعتقل الابن الأكبر لـ«العبدولي»

قامت عناصر من أمن الدولة الإماراتي باعتقال «وليد العبدولي» الابن الأكبر للعقيد «محمد العبدولي» يوم الأحد الماضي 29 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب أفادت مواقع إماراتية معارضة.

 

جاء ذلك بعد عشرة أيام من اعتقال «أمينة» و«موزة» محمد العبدولي وشقيقهن «مصعب»، واقتيادهم إلى جهة مجهولة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

وذكر موقع «شؤون إماراتية» أشار إلى أن السبب وراء اعتقال «وليد العبدولي» يعود إلى قيامه بإلقاء كلمة في صلاة الجمعة، اعترض فيها على قيام أمن الدولة باعتقال أخوته الثلاثة بشكل ظالم ومنافي لكل القيم الدينية والعادات الأعراف المجتمعية.

 

يذكر أن «أمينة» و«موزة» العبدولي كانتا قد أجرتا مكالمة هاتفية مع أسرتهما يوم الأحد الماضي دون تحديد مكان تواجدهما، ونقل شهود بأن «موزة» البنت الصغرى للعقيد «محمد العبدولي» البالغة من العمر 18 عاما، قد استنجدت بكل من فيه قلبه ذرة من الانسانية بصراخها: أنقذونا !

 

وتفاعلت العديد من المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، وعدد كبير من النشطاء وأحرار الإمارات مع قضية اختطاف بنات العبدولي وشقيقن «مصعب»، ليضاف إليهم الآن شقيقهم الأكبر «وليد».

 

يشار إلى أن العقيد «العبدولي» يعد من أكثر القادة العسكريين الذين لهم الفضل بتحرير العديد من المناطق في سوريا، فبعد إشرافه على تدريب لواء «الأمة» بسوريا، شارك «العبدولي» بنفسه مشرفا على معارك محافظة الرقة مع حركة «أحرار الشام»، كما أشرف على تحرير مطاري تفتناز، والجراح الحربي في حلب، كما وضع خطة للثوار لبدء عدة معارك، منها سجن إدلب المركزي.

 

«العبدولي» تم تكريمه أبضا بعدة أوسمة شرف من قبل الحكومة الإماراتية، والشيخ «زايد آل نهيان»، منها وسام الشرف لمشاركته في تحرير الكويت عام 1991.

 

وبحسب ذويه، فإنه رفض العودة إلى القوات المسلحة الإماراتية، قائلا: «إن الوطن حين يحتاجني سأكون أول الملبين لندائه».

 

الجدير بالذكر أن السلطات الإماراتية اعتقلت العقيد «العبدولي» عام 2005 لمدة أربعة شهور؛ بسبب توجهاته الفكرية الإصلاحية، ونقلت إحدى بناته عن والدها في وقت سابق قوله «لولا أنني كنت أحفظ سورا من القرآن، لجنّ عقلي في السجن الانفرادي الذي أمضيت فيه أربعة أشهر».

 

وكانت الحكومة الإماراتية قد صنّفت حركة «أحرار الشام» على لائحة الإرهاب، في فبراير/شباط من العام الماضي، ضمن لائحة ضمّت 83 فصيلا، وحزبا، ومؤسسة، منها عدة فصائل تتبع لـ«أحرار الشام» أيضا.

 

مغامرة بوتين في سوريا دون جدوى  

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب توماس فريدمان وصف فيه تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا بالمغامرة غير مضمونة العواقب، وقال إنها لن تؤدي إلى إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأشار الكاتب إلى أن كثيرا من المحللين والمراقبين أثنوا على خطوة بوتين المتمثلة في عزمه إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، وفي مواجهة تنظيم الدولة، ودعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف الكاتب “شهران مضيا على التدخل العسكري الروسي في سوريا، ولكن دون أن يجني بوتين سوى الخسارة تلو الأخرى”.

 

وأوضح أن أولى الخسائر تلك المتمثلة في فقدانه 224 شخصا كانوا على متن طائرة الركاب الروسية التي تبنى تنظيم الدولة إسقاطها فوق شبه جزيرة سيناء المصرية، بالإضافة إلى فقدانه قاذفة سوخوي24 التي أسقطتها تركيا بعد أن اخترقت مجالها الجوي.

 

خسائر بوتين

وأشار إلى أن بوتين فقد أيضا أحد طياري القاذفة الاثنين، وأحد جنود البحرية الروس الذين حاولوا إنقاذ طياري القاذفة التي سقطت في منطقة تقطنها أقلية التركمان في شمال سوريا، وهي الموالية لتركيا، والتي استهدفها بوتين بالقصف.

 

كما أشار الكاتب إلى أن موقف بوتين صار ضعيفا في سوريا، ولم يحقق تقدما حقيقيا ضد تنظيم الدولة.

 

وقال إن تنظيم الدولة غيّر إستراتيجيته، وزاد تهديداته حتى صارت تشمل أوروبا والعالم، وإن أعدادا غفيرة من اللاجئين السوريين فروا من البلاد وتوجهوا إلى أوروبا، كما أن دول أوروبا بدأت تفقد حرية التنقل بين حدودها.

 

وأضاف أن تنظيم الدولة نشأ نتيجة الصراع بين المعتدلين والمتطرفين من السُّنة، ونتيجة الصراع بين السُّنة والشيعة، وأنه لا مجال لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة سوى بخفض مستوى الخلافات بين السُّنة والشيعة، ومن ثم تشكيل تحالف من العرب والمسلمين بدعم أميركي وأوروبي وروسي.

 

واختتم بالقول “لكن أهداف بوتين في سوريا ليست واضحة، وربما تنحصر في حماية نظام الأسد”.

 

هدنة مرتقبة بين النظام والمعارضة بحمص  

يزن شهداوي-حمص

 

تسود توقعات بهدنة مرتقبة في حي الوعر المحاصر بمدينة حمص السورية بين النظام السوري والمعارضة المسلحة بوساطة من الأمم المتحدة، وذلك بهدف وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأفاد مدير مركز حمص الإعلامي أسامة أبو زيد الموجود في حي الوعر، بأن اجتماعا تم عقده قبل يوم أمس في المدينة بين ممثلين عن النظام على رأسهم اللواء ديب زيتون ورئيس المخابرات العامة ومحافظ مدينة حمص طلال البرازي، وممثلين عن المعارضة من وجهاء حي الوعر، كما حضر الاجتماع رموز من الأمم المتحدة أبرزهم سفير الأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو، وخولة مطر مديرة مكتب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.

 

وفي تفاصيل ما تم الوصول إليه، تحدّث أبو زيد للجزيرة نت عن أن الطرفين اتفقا شفهيا على عدة بنود لكن لم يتم التوقيع عليها حتى الآن، مشيرا إلى أن من أبرز تلك البنود وقف إطلاق النار بين الطرفين خلال فترة الهدنة المبرمة، بالإضافة إلى فتح المعابر وتسهيل حركة المدنيين من داخل حي الوعر وخارجه، عبر حاجز دوار المهندسين التابع للنظام الذي سيفتح للمشاة فقط.

 

كما يتضمن الاتفاق السماح للمنظمات الإنسانية بممارسة أعمالها وتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة والعاجلة في الحي، وفتح القصر العدلي في المرحلة الثانية للاتفاق. كما تم الاتفاق على تقديم لوائح بالمعتقلين في مدينة حمص والذين تجاوز عددهم خمسة آلاف بين مفقود ومخطوف ومعتقل ومحوّل للقضاء، سيتم إطلاق سراحهم فيما بعد، مقابل تسليم جزء صغير من السلاح.

 

وأضاف أبو زيد أن البنود شملت خروج حالات خاصة رافضة للاتفاق بأعداد ونسب قليلة جدا إلى وجهة من المحتمل أن تكون ريف حماة أو ريف إدلب بسلاحهم الفردي، لأنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية التي تقع عليهم أثناء فترة الهدنة.

 

وأوضح الناشط الميداني في حي الوعر محمد الحمصي المقرب من الفريق القائم على الهدنة، أن من أهم العوامل التي دفعت الحي لعقد هدنة كهذه هو دخوله في كارثة إنسانية حقيقية دفعت قوات النظام لزيادة بطشها، واتباع سياسة التجويع والموت البطيء مع الأهالي، مشيرا إلى أن آخر تلك السياسات تقليل عدد ربطات الخبز التي تدخل الحي مما جعله يغرق في كارثة غذائية حقيقية.

 

وأضاف الحمصي أن من الأسباب الداعية إلى عقد الهدنة سعي النظام إلى تغيير طبيعة الحي الديمغرافية -الذي يعد آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة في المدينة- كما فعل مع 13 حيا من أحياء حمص القديمة، مؤكدا أن إبرام الهدنة ليس نابعا عن ضعف عسكري من قبل المعارضة داخل الحي.

 

ونفى الحمصي -في حديثه للجزيرة نت- الإشاعات التي يتم ترويجها خصوصا من قبل النظام، عن خروج آلاف المسلحين من داخل الحي ودخول جيش النظام وسيطرته الكاملة عليه.

 

وكشف الحمصي وناشطون آخرون في الحي بعض تفاصيل الخلافات من داخل أجهزة النظام تجاه إبرام هذه الهدنة، حيث يرى ضباط من النظام تدمير الحي بشكل كامل كما حصل مع أحياء حمص القديمة، بينما يرى آخرون خروج المسلحين من داخل الحي والإبقاء على المدنيين.

 

وقال أحد أهالي الحي -ويدعى أبو عامر- إن الحصار الذي يطبقه النظام خلال الأربعة أشهر الأخيرة على الحي، والذي منع فيه دخول أي شيء حتى الخضار والأدوية، دفع الجمعيات الإغاثية والمؤسسات المدنية بالحي إلى التوقف عن العمل، بسبب عدم وصول المال والمواد الإغاثية لإعانة المدنيين المحاصرين منذ عامين.

 

وأفاد أبو عامر بدخول مواد غذائية تجارية صباح اليوم إلى الحي، مضيفا أن الأهالي ينتظرون المواد التي سترسلها الأمم المتحدة إلى المحاصرين فيه.

 

المعارضة تتصدى لهجوم النظام وروسيا بريف حماة  

أحمد العكلة-سهل الغاب

 

تمكنت قوات جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة من صد تقدم قوات النظام باتجاه قرى سهل الغاب بريف حماة، وذلك بعد تمهيد قوات النظام بقصف بري كثيف بالإضافة إلى شن الطيران الروسي عشرات الغارات على مواقع المعارضة.

 

واستعاد فصيل أحرار الشام التابع لجيش الفتح السيطرة على تل زجرم الإستراتيجي بعد تقدم لقوات النظام والمليشيات الموالية له، وتمكن من قتل عشرين جنديا وتدمير عدة آليات.

 

وقال الناشط الإعلامي عمر الحموي للجزيرة نت إن قوات النظام بدأت منذ الصباح الباكر بقصف قرى سهل الغاب الشمالي، وهي العنكاوي والقاهرة وتل زجرم وتل واسط، بأكثر من ثلاثين صاروخ أرض أرض وعشرات الصواريخ العنقودية وصواريخ غراد، ثم تقدمت -بدعم من المليشيات والطائرات الروسية- من قرية الحاكورة إلى تل زجرم والقاهرة للالتفاف على جيش الفتح وقطع طرق الإمداد.

 

وأضاف أن النظام بسط سيطرته في البداية على نقاط تمركز جيش الفتح في قرية تل زجرم ثم حاول التقدم باتجاه قرية القاهرة، وبعد اشتباكات عنيفة تمكنت المعارضة من استعادة التل وقتل عشرين عنصرا من قوات النظام، حيث لا تزال فصائل المعارضة تبحث عن الجنود المختبئين.

 

ويعتبر سهل الغاب من أهم المناطق الإستراتيجية بوسط البلاد لأنه يصل بين محافظات إدلب واللاذقية وحماة، ويعد جانبه الغربي نقطة ارتكاز لقوات النظام وواحدا من أهم خزاناته البشرية، إضافة لاتصاله بجبال الساحل التي تعد المعقل الرئيسي لقوات النظام.

 

وقال القائد العسكري بجيش الفتح أبو تميم إن قرى سهل الغاب الموالية للنظام تحولت لمركز يقصف منها جميع قرى ريف إدلب وجبل الزاوية وريف حماة الغربي، حيث تسعى قوات النظام إلى إبعاد الخطر عن القرى الموالية والتي تعد خزانا بشريا للنظام.

 

وواصلت الطائرات الروسية استهدافها لعدة قرى في ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية وسهل الغاب وريف حماة الشمالي، مما أدى لوقوع جرحى في صفوف المدنيين وأضرار مادية بالممتلكات.

 

طيران الأسد يقصف المشافي ويستهدف الأطباء  

أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن النظام السوري قصف بالبراميل المتفجرة مستشفى في مدينة حمص، وأوردت في تقرير منفصل أن طيران الرئيس بشار الأسد يستهدف المستشفيات والأطباء بشكل متعمد.

 

وأوردت نيوزويك أن مروحيات الأسد قصفت بشكل متكرر بالبراميل المتفجرة مستشفى بحمص وسط سوريا تديره منظمة أطباء بلاد حدود، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 47 آخرين.

وأوضحت المنظمة الطبية يوم الثلاثاء أن طيران الأسد استهدف المستشفى في بلدة الزعفرانة المحاصرة بسلسلة من الهجمات المتلاحقة بغضون ساعة واحدة، وقالت إن طيران الأسد قصف المرة الأولى، وقام بالإغارة مرة أخرى عندما تجمع المسعفون لإنقاذ ضحايا ومصابي القصف الأول، وذلك كي يوقع أكبر خسائر بشرية ممكنة.

 

وأضافت المنظمة أنه من غير المعروف ما إذا كان المستشفى سيواصل العمل، في ظل تعرضه لأضرار بالغة.

 

استهداف الأطباء

وقالت نيوزويك في تقرير منفصل إن النظام السوري يستهدف بشكل متعمد قصف الأطباء الذين يعملون في مناطق تابعة للمعارضة، وأشارت إلى أن عدد الأطباء انخفض في حلب (شمال سوريا) إلى نحو ثمانين طبيبا.

 

ونسبت نيوزويك إلى تقرير صادر عن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان -ومقرها نيويورك- القول إن أغلب الأطباء في سوريا إما أنهم لاقوا حتفهم بالقصف أو أنهم فروا إلى خارج البلاد تجنبا لمخاطر الحرب.

 

وأضافت نيوزويك أن المعارضة تسيطر على الجزء الشرقي من مدينة حلب، وأن هذه المنظمة الطبية أعدت تقريرا عن هذا الجزء كشف عن أن عدد السكان انخفض من 1.2 مليون نسمة في 2010 إلى نحو ثلاثمئة ألف نسمة منذ اندلعت الحرب في 2011.

 

وأشارت إلى أن ألفا وخمسمئة طبيب كانوا يعملون في الجزء الشرقي من حلب في 2010، وأن عددهم الآن يتراوح بين 37 و50 طبيبا فقط. وكشف التقرير عن أن 95% من أطباء حلب إما قتلوا أو اعتقلوا أو فروا من المدنية، مما يعني أن هناك طبيبا واحد لكل سبعة آلاف شخص في الجزء الشرقي من حلب.

 

وأضافت نيوزويك أن قوات الأسد استهدفت بالقصف نحو 45 مستشفى على مدار السنوات الأربع الماضية، وأن 687 شخصا من الكوادر الطبية تعرضوا للقتل، وأن ثلاثمئة منشأة صحية تعرضت للدمار.

 

غارات روسية تقتل 25 شخصا بريف حلب  

قتل نحو 25 شخصا وجرح عدد آخر في قصف روسي استهدف مساء أمس الأربعاء مواقع بريف حلب الشمالي، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية قتل عشرات من قوات النظام في ريف حمص.

 

ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤول بالدفاع المدني قوله إن القصف الروسي استهدف مناطق المدنيين في بلدتي كفر ناصح وأحرص، كما استهدف سيارات تقل معونات إنسانية ما تسبب باحتراق عشر منها.

 

وأوضح المسؤول بالدفاع المدني أنَّ من بين الجرحى من هم في حالة حرجة، وأنه تم نقلهم للمستشفى الميداني بين مدينتي إعزاز وتل رفعت، بينما نقل البعض الآخر إلى المستشفيات التركية.

 

من جانب آخر، أشار عضو لجان التنسيق المحية في شمال حلب مصطفى أبو راشد إلى أن غارات روسية استهدفت خطوط التماس بين المعارضة السورية وتنظيم الدولة، وقال إن ذلك لم يمنع المعارضة المسلحة من استرجاع السيطرة على قرية جارز.

 

وذكر مراسل الجزيرة أن تنظيم الدولة سيطر على قرية الكفرة في محيط مدينة إعزاز, وذلك بعد معارك مع قوات المعارضة المسلحة، مما تسبب بموجة نزوح للسكان بالقرى والمناطق المحيطة.

 

يُذكر أن محيط إعزاز في ريف حلب الشمالي يشهد معارك عنيفة بين عدة أطراف، حيث تحاول قوات المعارضة السورية المسلحة صد هجوم تنظيم الدولة على المدينة من جهة الشرق، وهجوم آخر من جانب فصيلي جيش الثوار ووحدات حماية الشعب الكردية من الجهة الغربية.

 

وفي ريف درعا، ذكر ناشطون أن قصفا عنيفا بالمدفعية من الفرقة التاسعة بـ الصنمين استهدف مناطق أنخل وسلمين وزمرين وكفر شمس، بينما استهدفت المعارضة المسلحة تجمعات لقوات النظام وكتيبة المدفعية في جدية براجمات الصواريخ.

 

وقال ناشطون إن طائرات حربية مجهولة شنت غارات جوية على بئر الملح النفطي في ريف دير الزور الشرقي.

 

من ناحية أخرى، أعلن تنظيم الدولة -عبر تويتر- مقتل أكثر من خمسين عنصرا للنظام في عملية “انتحارية” في محيط مدينة القريتين بريف حمص الشرقي.

 

تركيا تعكف على إغلاق كامل حدودها مع سوريا  

أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اليوم الخميس، أن بلاده “تبذل قصارى جهدها” للسيطرة على حدودها مع سوريا، وقال إن تركيا تقيم “حواجز مادية” بامتداد 98 كيلومترا يسيطر عليها في الجانب السوري من الحدود عناصر تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وصرح داود أوغلو، في مؤتمر صحفي قبيل توجهه إلى أذربيجان، بأن تركيا تعمل مع شركاء بالتحالف لطرد مقاتلي تنظيم الدولة من الجانب السوري من الحدود بالفترة القادمة.

 

وتأتي تلك التصريحات بعد نحو أسبوعين من إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري بدء عملية مع تركيا لإكمال تأمين حدودها مع سوريا، وتأكيده أن 75% من تلك الحدود مغلقة، وقوله “نحن مقبلون على عملية مع الأتراك لإغلاق 98 كيلومترا متبقية”.

 

وكان وزير الخارجية التركي السابق سينيرلي أوغلو قد أعلن أن لدى أنقرة خططا تهدف إلى إنهاء وجود تنظيم الدولة على حدود تركيا “وعند استكمال هذه الخطط ستتخذ عملياتنا العسكرية بعدا أوسع، وستشهدون ذلك في الأيام المقبلة”.

 

وشدد المسؤول التركي على اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الحيلولة دون وصول أي تهديد يمس الأمن الداخلي، وقال إن هذه التدابير “تم اتخاذها بالتنسيق مع شركائنا في التحالف، وفي هذا الإطار لدينا بعض الخطط الإضافية، ولا يمكنني الكشف عن توقيتها وآلية تطبيقها ما لم يتم الانتهاء منها”.

 

يُذكر أن واشنطن وأنقرة تسعيان لإبعاد تنظيم الدولة من المنطقة الحدودية على أمل حرمانه من طريق تهريب ساهم في تدعيم صفوفه بمقاتلين أجانب، وقال دبلوماسيون -على دراية بالخطط الأميركية التركية- إن قطع أحد شرايين الحياة للتنظيم سيمثل عاملا مهما في تغيير قواعد اللعبة في هذا الجزء من الحرب السورية

 

تنظيم الدولة لبوتين: الدم بالدم  

فيما يبدو أنه أول رد من تنظيم الدولة الإسلامية على التدخل الروسي في سوريا، أعدم التنظيم ذبحا أحد عناصره الروس في محافظة الرقة السورية، بتهمة “التجسس لصالح الحكومة الروسية”.

 

الإصدار الذي حمل اسم “خبتم وخسئتم أيها الروس” لم يتضمن مؤثرات بصرية كثيرة كغيره من الإصدارات بل كان عبارة عن مشهدين طويلين: أولهما لشاب يقول إنه يدعى “خاسييف ماغوميد” (23 عاما) يدلي باعترافات أقر فيها “بعمالته لصالح الاستخبارات الروسية”.

أما الثاني فكان رسالة من أحد عناصر التنظيم يتكلم الروسية بطلاقة يهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحكومة، ثم ينحر ماغوميد.

 

ماغوميد الذي قال إنه روسي ولد في الشيشان، روى قصة تعاونه مع المخابرات الروسية، وكيف جاء إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة بأمر منها.

 

وقال إنه كان يعمل بمدينة مايكوب (عاصمة جمهورية أديغيا ذات الحكم الذاتي بالاتحاد الروسي) وأثناء انتقاله إلى غروزني الشيشانية حيث نشأ، أوقفه الأمن، وأرسله إلى مبنى المخابرات في يوليو/تموز 2014، وحينها قابل ضابطا بالمخابرات الروسية يدعى (شامل) عرض عليه أن يلتحق بتنظيم الدولة، فوافق، وقال إنه وقع عقدا مع المخابرات الروسية.

 

وكشف ماغوميد أنه دخل أراضي التنظيم في أغسطس/آب 2014 باسم “هارون”، وتابع -وفق الإصدار- أنه كان يتواصل مع المخابرات مرة في الشهر “ومهمتي هي تزويدهم بأسماء الأشخاص القوقازيين الذين ينوون العودة إلى روسيا لقتال الروس”.

هزيمة جديدة

وأردف قائلا إنه “من المهام المناطة بي أيضا، معرفة أسماء عناصر التنظيم المنحدرين من مايكوب، وغروزني، وتفاصيل التفجيرات التي ينوون القيام بها داخل روسيا”.

 

ولم يوضح ماغوميد كيف تم كشف أمره من قبل التنظيم، إلا أنه قال “في المرة الأخيرة التي اتصل بها بشامل، طلب مني الانتظار، لكن جنود الخلافة قبضوا علي”.

 

وبعد “الاعترافات” ظهر ماغوميد جاثيا على ركبتيه وخلفه أحد عناصر التنظيم، ويحمل سكينا ووجه -باللغة الروسية- تهديدا إلى موسكو قبل ذبحه لماغوميد، وقال “اسمع يا بوتين واستمعوا يا أتباعه.. لقد قصفنا نظام الأسد قبل مجيئكم ثم قصفتنا أميركا وحلفاؤها الجبناء.. واليوم تقصفون أنتم وما زادنا ذلك إلا يقينا وثباتا”.

 

وأضاف “يا كفار الروس، لقد تمنينا لقاءكم وبحثنا عن السبل إليكم لكنكم جئتم إلينا بأنفسكم.. الدم بالدم والهدم بالهدم.. ويا شعب روسيا أنتم الآن تساقون إلى هزيمة جديدة.. يا شعب الروس لن تجدوا الأمن في بيوتكم.. سنقتل أبناءكم لكل ولد قتلتموه هنا، وسنهدم بيوتكم لكل بيت هدمتموه هنا”.

 

وتابع “يا أمهات الروس، أمسكن أبناءكن وإلا فسيكون مصيرهم مصير هذا”.

 

#كيري يقترح قوات “عربية – سورية” لمواجهة داعش

قال إنه من دون تشكيل قوات برية جاهزة لمواجهة داعش فلا يمكن كسب هذا النزاع

بلغراد – فرانس برس

دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، إلى نشر قوات برية “عربية وسورية” لمواجهة تنظيم داعش في سوريا.

وقال كيري في بلغراد على هامش اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنه “من دون إمكانية تشكيل قوات برية جاهزة لمواجهة داعش فلا يمكن كسب هذا النزاع بشكل كامل بالضربات الجوية فقط”، مقترحاً نشر قوات “عربية وسورية” لهذا الغرض.

ولم يتضح من كلام الوزير الأميركي ما إذا ما كان يقصد قوات النظام السوري الذي ترى الولايات المتحدة ضرورة رحيله عن السلطة لإيجاد حل، أم قوات من المعارضة السورية.

 

#إيران تهاجم مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية

دبي – رويترز

نقلت وكالة “أنباء فارس” شبه الرسمية عن مسؤول إيراني كبير الخميس قوله إن اجتماع شخصيات للمعارضة السورية في الرياض سيؤدي إلى فشل محادثات السلام السورية بين دول كبرى في الغرب والشرق الأوسط.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لوكالة فارس “محادثات السلام فرصة للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا.. مثل هذه الاجتماعات في الرياض…تهدف إلى الإضرار بمحادثات فيينا، دون أن يحدد كيف ستضر مثل تلك الاجتماعات محادثات الحل”.

وكانت السعودية وجهت الدعوة إلى 65 شخصية من المعارضة السورية للاجتماع في الرياض لمحاولة توحيد جماعات منافسة قبل جولة قادمة من محادثات السلام السورية.

 

أردوغان: اتهام أسرتي في “نفط داعش” أمر غير أخلاقي.. وروسيا ليست مجبرة على مساعدة نظام يقتل شعبه

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إن الاتهامات الروسية لتركيا بشراء النفط من “داعش” تتنافى مع “القيم الأخلاقية”، منتقدا الزج بأسرته في هذا الموضوع.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية اتهمت، الأربعاء، أردوغان وأسرته وكبار مسؤوليه السياسيين والعسكريين بالاستفادة المباشرة من “نفط داعش”.

 

وطالب أردوغان روسيا بإثبات ادعاءاتها حيال شراء تركيا للنفط من التنظيم بالوثائق “وفي حال عدم تمكنها من ذلك فإن اتهاماتها مجرد افتراءات”. وقال إن “الزج بأسرتي في هذا الموضوع أمر غير أخلاقي”، مضيفا أن “أنظمة الكذب والافتراء والتقية تقف وراء هذه الادعاءات”، وفق ما نقلته وكالة أنباء “الأناضول” التركية.

 

وانتقد أردوغان المبرر الذي تقدمه موسكو حول تدخلها العسكري في سوريا بطلب من النظام السوري، قائلاً: “لستم مُجبرين على مساعدة نظام فقد شرعيته، وقتل 380 ألفا من أبناء شعبه، وعلى روسيا أن تعي هذا الأمر جيدا، وقد أعلمت السيد بوتين بذلك مرارا”.

 

صبرا لـCNN: المعركة واحدة ضد إيران في سوريا والأحواز.. وتركيا ضربت الاستعراض العسكري لروسيا

مواقف صبرا جاءت في لقاء مع CNN بالعربية على هامش مشاركته في “مؤتمر النضال الأحوازي” الذي نظمته قوى عربية تطالب باستقلال ما يعرف بـ”الأحواز” وهي منطقة تقطنها غالبية عربية على السواحل الغربية لإيران المطلة على الخليج، وقد عُقد المؤتمر في العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن.

 

وقد أكد صبرا أن مشاركته في المؤتمر هي “رسالة واضحة جداً بانً الاحتلال الإيراني لأرض الأحواز يتكرر الآن في أكثر من مكان عربي ومن ضمنها سوريا” مضيفا: “نحن نعاني في سوريا من الاحتلال الإيراني، ليس فقط من أجل دعم نظام القتلة الذي يقوده بشار الأسد، بل النظام الإيراني يتحمل مسؤولية مباشرة عن كل التخريب الذي تعانيه سوريا منذ خمس سنوات.”

 

وتابع صبرا بالقول: “نعلن تضامننا مع إخوتنا في الأحواز ونرفع الصوت أيضاً أن الخطر الإيراني بدأ من الأحواز والآن هو على شاطئ البحر المتوسط” مضيفا أن التنسيق غير موجود حاليا بين المعارضة السورية ونظيرتها في الأحواز لكنه شدد على ضرورة أن يبدأ ذلك “في القريب العاجل.”

 

وأردف صبرا: “المعركة واحدة وبالفعل، وهزيمة النظام الإيراني المرتبطة بهزيمة النظام السوري وسقوطه في دمشق ستتبعه أيضاً هزائم مستمرة للنظام الذي حاول أن يمد نفوذه على كامل المنطقة.. لا شيء يعيد النفوذ الإيراني لينحسر إلى شواطئ الخليج إلا انتصار الثورة السورية.”

 

وتوجه صبرا برسالة إلى الشعب الإيراني بالقول: “لا نريد ان نكون في عداء مع الشعب الإيراني.. لكن نظام الملالي هو الذي وضع إيران في مواجهة الشعب السوري في استمرار أعمال القتل والتدمير في سوريا، وهم يشترون عداء – ليس السوريين فقط ولكن العرب ككل.”

 

وحول التدخل العسكري الروسي في سوريا، وصف صبرا الأمر بأنه “احتلال” قائلا إن الأمر: “بدأ بشكل الاستعراض العسكري الإقليمي والدولي” معتبرا أن إنقاذ الأسد هو “مجرد هدف صغير” لروسيا التي تتطلع إلى أمور أكبر تتعلق بأحداث إقليمية ودولية تمس مصالحها الأساسية، ما يبرر ما وصفه بـ”الاستعراض العسكري غير الضروري” عبر إطلاق صواريخ من بحر قزوين وإرسال الصواريخ S-400 الى القواعد الجوية والبحرية في سوريا.”

 

وأضاف: “هو شكل من أشكال استعراض القوة امام الوضع الإقليمي والدولي، لكن إسقاط الطائرة الروسية بيد الطيران التركي كان ضربة حقيقة موجهة لهذا الاستعراض.”

 

وأبدى صبرا تفاؤله بالمؤتمر الذي تخطط السعودية لاستضافته وتوحيد المعارضة السورية عبره قائلا: “نتمنى أن تنجح المملكة في أن تقدم اجتماعاً حقيقاً للمعارضة السورية، أعني أن تلتقي هناك مكونات السياسة الحقيقة للسوريين والشخصيات التي لها ظل على الأرض، التي لها حيثية تمثيلية عسكرية أو سياسة أو مدنية في الشعب السوري ويصبح للمعارضة عنوان واحد عسكري وسياسي ومدني ويمكنه أن يمسك القرار السوري بكلتا اليدين ويحافظ على القرار الوطني السوري المستقل.”

 

المدعي العام لولاية تكساس يرفع دعوى قضائية على الحكومة الفدرالية لإدخال اللاجئين السوريين

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– قام المدعي العام الممثل لولاية تكساس، كين باكستون، برفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة الخارجية ومنظمة الإغاثة الدولية في سعي لمنع خطط فدرالية لإسكان اللاجئين السوريين في ولايته.

 

وقال باكستون في الأوراق المقدمة للمحكمة “إنه من المخطط يوم الخميس الموافق 3 ديسمبر/كانون أول، أو الجمعة 4 ديسمبر/كانون أول، وصول مجموعة من اللاجئين السوريين إلى تكساس.”

 

وقال باكستون إن منظمة الإغاثة الدولية ستساعد اللاجئين على الإقامة في دالاس، مضيفاً بأن قانون اللاجئين لعام 1980 ينص على استعانة الحكومة الفدرالية “بنحو معتاد” مع حكومة الولاية ومنظمات الإغاثة المحلية التطوعية غير الربحية فيما يخص توزيع اللاجئين بالولاية، وهذا ما فشلت الحكومة بفعله.

 

وقال باكستون في بيان له إن: “أهالي تكساس متعاطفون إلى الصميم، وهم سيستقبلون اللاجئين أكثر من أي ولاية أخرى، ونية الرئيس أوباما بإدخال 10 آلاف لاجئ سوري وتوزيعهم بأرجاء البلاد رفع العديد من الشكوك الأمنية،” وأضاف: “إن عدم تمكن الحكومة الفدرالية من التحقق من خلفيات هؤلاء اللاجئين القادمين من أكبر مهد للإرهاب في العالم يضع جميع أهالي تكساس بخطر.”

 

وأضاف باكستون إن “الهدف من الدعوى القضائية ليس التركيز على لاجئين معينين، بل حماية أهالي تكساس من خلال التأكد بأن الحكومة الفدرالية تؤدي واجباتها على أكمل وجه، من خلال التأكد من خلفية هؤلاء اللاجئين والتعاون والاستشارة مع سلطات الولاية.”

 

لكن الخبراء القانونيين يقولون إن الحكومة الفدرالية حريصة للغاية حول من ستسمح لهم بدخول الولايات المتحدة، وأن الولايات لا يمكنها أن تغلق حدودها، لكنها يمكنها أن تعقد من سير الأمور.

 

أما الناشطون في مجال حقوق اللاجئين يقولون إن باكستون لديه مفهوم خاطئ عن القانون الفدرالي، فوفقاً لمدير مشروع “ACLU” الخاص بحقوق اللاجئين، عمر جودت، فإن “الولاية نفسها فشلت بالتعاون مع الحكومة الفدرالية والمنظمات المحلية،” مضيفاً بأن “مفهوم التعاون الذي تقوم عليه الولاية، لا يأتي من طرف واحد، فالولاية لا تتخذ القرارات لتدفع الآخرين للانقياد وراءها.”

 

روسيا “تنتزع” مطاراً استراتيجياً من إيران وسط سورية

روما (3 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر عسكرية سورية من النظام إن روسيا “انتزعت” مطاراً عسكرياً كانت تسيطر عليه إيران وتُشغّله في البلاد وتعتبره “استراتيجيا”، وأوضحت أن إيران اضطرت لسحب كل تعزيزاتها العسكرية منه

 

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ورتبته لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بدأت روسيا عمليات التوسيع والتحصين لمطار الشعيرات العسكري الواقع شرق حمص وسط سورية، بعد أن كان تحت إشراف إدارة إيرانية خالصة، وتريد روسيا تأهيله للطيران الحربي وليس للمروحي فقط” وفق تأكيده

 

وأوضح “سحبت إيران تعزيزاتها العسكرية وخبرائها ومقاتلي حزب الله من المطار لصالح تعزيزات عسكرية روسية أكبر وأقوى، وهي غير راضية عن هذه الخطوة لأنها كانت تعتبره استراتيجياً بالنسبة لها” حسب قوله

 

وأشار إلى أن روسيا كانت تخشى استخدام مطارات قريبة من مناطق نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية كهذا المطار، لكنها غيرت نهجها الآن، أو أنها كانت تعتمد تكتيك التمدد العسكري التدريجي”، حسب قوله

 

ووفق المصادر فإن المطار محصّن بصواريخ أرض أرض وأرض جو روسية الصنع، ويُستخدم بشكل أساسي لتشغيل عمليات طائرات ميغ وسوخوي الحربية القتالية، ويضم عدداً كبيراً منها بالإضافة إلى عدد غير محدد من الطائرات الحوامة

 

ووفق المعلومات المنشورة عن هذا المطار فإنه يحتوي على مدرجي طيران أساسيان بطول 3كم ويضم 40حظيرة للطائرات، ويقع على بعد 31كم جنوب شرق مدينة حمص وسط سورية

 

بريطانيا تنضم لحملة قصف سوريا وبوتين يتوعد تركيا بعقوبات جديدة

من جي فولكنبريدج وأندرو أوزبورن

لندن/موسكو (رويترز) – انضمت بريطانيا إلى حملة الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يوم الخميس في الوقت الذي ندد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتركيا مجددا وبشدة لإسقاطها طائرة حربية روسية فيما يظهر حدود أي تضامن دولي.

 

وأقلعت مقاتلات بريطانية من النوع تورنادو من قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري بقبرص قبل الفجر بعد ساعات من موافقة البرلمان بأغلبية 397 صوتا مقابل 223 على خطة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لتوسيع نطاق الغارات الجوية التي تشنها بلاده في العراق لتشمل سوريا. وقالت بريطانيا إنها قصفت حقول نفط تستخدم لتمويل الدولة الإسلامية.

 

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون “يوجد الكثير من تلك الأهداف في أنحاء شرق وشمال سوريا نأمل في قصفها خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.”

 

وتشكل المساهمة البريطانية جزءا صغيرا من التحالف الذي تتزعمه واشنطن والذي يقصف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ أكثر من عام بمئات المقاتلات. وقبل ذلك شاركت فرقة بريطانية صغيرة في غارات بالعراق لكن ليس في سوريا.

 

وحتى الآن فشلت الغارات في طرد المتشددين من مساحات كبيرة من الأرض أعلنوا عليها الخلافة الإسلامية رغم أن واشنطن وحلفاءها يقولون إنهم ساعدوا في وقف تقدم المقاتلين.

 

وأعلنت واشنطن أنها ستنشر المزيد من أفراد القوات الخاصة لشن غارات في العراق وسوريا وللمساعدة في تحديد أهداف الغارات الجوية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة إن هذا لا يعني هجوما بريا واسع النطاق كالذي نفذته القوات الأمريكية في غزو العراق عام 2003 “بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء”.

 

وأضاف في مقابلته مع شبكة (سي.بي.إس) الإخبارية “لكني أبدي وضوحا شديدا في أننا سنضيق الخناق دوما على داعش (الدولة الإٍسلامية) وسندمرها في النهاية وهذا يتطلب منا توفير مكون عسكري لفعل ذلك.”

 

ورغم أن موافقة بريطانيا لا تضيف سوى قدرة عسكرية متواضعة للتحالف فإنها اكتسبت أهمية سياسية ودبلوماسية أكبر منذ قتل مسلحون وانتحاريون 130 شخصا في باريس الشهر الماضي.

 

ودعت فرنسا القوة العسكرية الرئيسية الأخرى في أوروبا إلى التضامن معها في توسيع نطاق العمليات العسكرية وقال كاميرون إن رفض البرلمان سيكون تنصلا من المسؤولية.

 

وتنفذ طائرات لغالبية القوى العالمية مهام قتالية في العراق وسوريا حاليا ضد الدولة الإسلامية. لكن التوافق على الخطوة التالية تعرقله السياسات المتعارضة بشأن الحرب الأهلية الدائرة بسوريا منذ أربع سنوات حيث قتل نحو ربع مليون شخص وشرد 11 مليونا وانتقلت السيطرة على مساحات كبيرة لمقاتلين متشددين كما فشلت كل الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل.

 

وتشن روسيا غارات في سوريا بمعزل عن التحالف الذي تقوده أمريكا وتدعم هي وإيران الرئيس السوري بشار الأسد بينما تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون ودول عربية وتركيا رحيله ويدعمون معارضيه.

 

* “الله حرم الأتراك من الحكمة”

 

بعد أن أعلنت الدولة الإسلامية المسؤولية عن الهجمات في باريس وعن إسقاط طائرة ركاب روسية في مصر الشهر الماضي تحرك قادة العالم جاهدين للتغلب على خلافاتهم وتوحيد حملاتهم العسكرية ضد المتشددين.

 

لكن مساعي الوحدة تلقت ضربة قوية الأسبوع الماضي حين أسقطت تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي طائرة حربية روسية. وقتل أحد طياريها كما قتل جندي روسي في مهمة لإنقاذ الآخر.

 

وقال بوتين يوم الخميس في خطاب حالة الاتحاد السنوي “يبدو أن الله قرر أن يعاقب الزمرة الحاكمة في تركيا بحرمانها من الحكمة والبصيرة.”

 

وردت موسكو بالفعل بإجراءات بينها عقوبات على بعض الخضراوات والفاكهة التي تستورد من تركيا وفي تعليقاته الحادة أوضح بوتين أن تلك العقوبات لن تكون الأخيرة.

 

وقال “إذا اعتقد أي شخص أن ارتكاب جريمة الحرب النكراء هذه وقتل أبنائنا سيمر ببعض الإجراءات التي تتعلق بالطماطم (البندورة) أو فرض بعض القيود على الإنشاءات وقطاعات أخرى فإنه مخطئ تماما.”

 

واضاف بوتين أن تركيا ستندم “كثيرا” على أفعالها. وبعد دقائق من خطابه أعلن وزير الطاقة الروسي وقف مشروع لإنشاء خط أنابيب للغاز.

 

واتفقت قوى عالمية على أن الغارات الجوية وحدها لن تقهر الدولة الإسلامية لكنهم اختلفوا على الفصيل الذي يدعمونه على الأرض حيث تدعم موسكو الجيش السوري بينما يؤيد الغرب خصومه.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي خلال اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في صربيا “أعتقد أننا نعلم أنه دون القدرة على إيجاد بعض القوات البرية المستعدة للإجهاز على داعش (الدولة الإسلامية) فلن نتمكن من تحقيق النصر الكامل من الجو.”

 

لكنه أضاف حين سئل هل كان يقصد قوات برية من دول غربية “أتحدث عن سوريين وعرب كما نقول دائما.”

 

وتقول موسكو إن هدفها الرئيسي هو الدولة الإسلامية لكن معظم غاراتها كانت ضد فصائل أخرى معارضة للأسد الكثير منها مدعوم من حلفاء أمريكا وبينهم تركيا.

 

ومنذ إسقاط الطائرة الروسية أغضبت موسكو أنقرة بزعمها أن لتركيا صلات بالدولة الإسلامية. وحولت روسيا الحديث يوم الأربعاء لمنحى شخصي بالقول إن عائلة الرئيس التركي طيب إردوغان تنتفع بشكل مباشر من تهريب النفط المنتج من أراض تسيطر عليها الدولة الإسلامية.

 

ورفض إردوغان الاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية التي تقول تركيا إنها دخلت المجال الجوي التركي وتجاهلت تحذيرات متكررة. وتقول موسكو إن الطائرة أسقطت فوق سوريا دون مبرر.

 

وغضبت تركيا من استهداف روسيا لمعارضين في سوريا لا علاقة لهم بالدولة الإسلامية خاصة التركمان في قرى قرب الحدود تربطهم صلات بالأتراك.

 

وسعى إردوغان للقاء بوتين على هامش قمة المناخ في باريس هذا الأسبوع لكن طلبه رفض كما لم يرد بوتين على اتصالاته الهاتفية.

* نقاش

أظهر النقاش في بريطانيا حول توسيع نطاق الغارات الجوية ليشمل سوريا كيف تحول هذا الموضوع إلى قضية مشحونة بالتوتر للسياسيين الغربيين إذ لا توجد حلول سهلة لحرب أهلية تسببت في أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية ودفعت آلاف الشباب الساخطين من دول غربية للانضمام لدعم قضية الجماعات المتشددة.

 

وبعد 15 عاما قتل خلالها مئات الجنود البريطانيين أثناء معارك خاضتها بلادهم بالعراق وأفغانستان في تحالف مع الولايات المتحدة يشعر الكثيرون في بريطانيا بالقلق من حرب أخرى.

 

وقسم التصويت حزب العمال البريطاني المعارض إذ رفضه زعيم الحزب جيريمي كوربين لكن المتحدث باسم الحزب للشؤون الخارجية هيلاري بين أيد الغارات. وتحدى نحو ثلث نواب حزب العمال رأي كوربين وصوتوا لصالح الضربات.

 

وقال بين في خطاب عاطفي قوبل بعاصفة من التصفيق في مجلس العموم “ينبغي أن نتصدى لهذا الشر الآن. حان الوقت الآن لنقوم بدورنا في سوريا.”

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

 

توحيد المعارضة السورية اختبار كبير لطموحات السعودية بالمنطقة

من أنجوس مكدوال

الرياض (رويترز) – ستكون جهود السعودية لتوحيد جماعات المعارضة السورية المسلحة في اجتماع بالرياض الأسبوع القادم اختبارا كبيرا لطموحاتها في المنطقة بعد سنوات من المشاحنات فيما بين تلك الجماعات ووسط تحفظات شديدة بشأن المبادرة بين القوى الكبرى المشاركة في الحرب.

 

ومنذ تولي الملك سلمان السلطة في يناير كانون الثاني سعت الرياض لأن تضع نفسها موضع الزعيم للسنة في الشرق الأوسط الذين يريد أغلبهم رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وكبح نفوذ حليفته إيران.

 

وترى الرياض الآن فرصة سانحة للتأثير في الحرب في سوريا بعد أن أحيا التدخل الروسي وأزمة اللاجئين في أوروبا وهجمات باريس المشاركة الدولية في الصراع.

 

وقال دبلوماسي غربي كبير في الخليج “هذا المؤتمر يهدف لتغيير الوضع على الأرض” مشيرا إلى ضرورة تعزيز ما وصفها “المعارضة المعتدلة” في سوريا التي تعارض الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويحضر اجتماع الأسبوع المقبل نحو 65 عضوا من المعارضة السياسية والمسلحة بما في ذلك 15 ممثلا لجماعات مسلحة. ولم توجه دعوة لتنظيم الدولة الإسلامية ومن غير المتوقع أيضا توجيه دعوة لجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة.

 

لكن في ظل انتقاد إيران للاجتماع بوصفه ضارا بفرص السلام وقلق تركيا من احتمال وجود الأكراد وقلق الدول الغربية في الوقت نفسه من الدور الذي سيلعبه الإسلاميون فإن السعودية قد تجد صعوبة في تحقيق ذلك.

 

وبالنسبة للسعودية فإن سوريا تأتي هذا العام في المرتبة الثانية بعد اليمن الذي أصبح المسرح الرئيسي للصراع الشامل على النفوذ في المنطقة مع إيران لكن أسرة آل سعود الحاكمة لا تزال تعتبر الحرب الأهلية السورية ساحة المعركة المحورية في المنافسة.

 

وتضع الحرب الجيش السوري وفصائل متحالفة معه بينها مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية بدعم من إيران وروسيا في مواجهة عدد من جماعات المعارضة والمقاتلين المتشددين.

 

وتفاقمت الانقسامات بين المقاتلين المعارضين على الأرض بسبب الأجندات المتنافسة لمن يدعمونهم من دول الخليج وتركيا والدول الغربية. كما أن المعارضة السياسية السورية في المنفى لا تتمتع بنفوذ يذكر داخل البلاد الأمر الذي يزيد من تعقيد مساعي تشكيل جبهة موحدة ضد الأسد.

 

“استراتيجية معيبة”

 

ويتفق الداعمون الخارجيون لقوى المعارضة المسلحة على وصف تنظيم الدولة الإسلامية بأنه عدو لدود في حين تراه الدول الغربية الخطر الأكبر والأكثر إلحاحا بينما لا تزال تركيا ودول الخليج تعتبر الأسد المشكلة الأساسية.

 

ورغم أن السعودية ساعدت العام الماضي في حشد مجموعة من الدول العربية لدعم الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية فإن دورها العسكري في التحالف رمزي في معظمه.

 

ويقول دبلوماسيون إنه رغم استمرار السعودية في القيام ببعض المهام ضد التنظيم هذا العام فإن دورها تراجع إلى حد بعيد لأسباب منها عدم الارتياح إزاء استراتيجية التحالف وتركيز قوتها العسكرية بشكل كبير على الحرب في اليمن.

 

وأضاف الدبلوماسي الغربي ومصدر سعودي مطلع إن آخر ضربات جوية سعودية في سوريا يتذكرانها حدثت قبل أكثر من شهر. وقال دبلوماسي غربي كبير آخر في الخليج إن السعودية لا تزال تنفذ بعض العمليات.

 

وتريد الرياض الآن التركيز على حشد المعارضة السورية في كيان متماسك يمكن أن يشكل محاورا جادا ويدحض حجة الأسد وإيران وروسيا بأن المتشددين يهيمنون على المعارضة.

 

لكن الوصول إلى نوع ما من الاتفاق في الاجتماع الذي سيضم طيفا واسعا من جماعات المعارضة لن يكون المشكلة الوحيدة حيث ربما تكون المهمة الأكبر هي إقناع حلفاء الرياض بقبول أي نتيجة تتمخض عنها المحادثات.

 

وقال الدبلوماسي الغربي الثاني “مجرد تنظيم هذا (الاجتماع) هو إنجاز كبير. كان هناك الكثير من التحفظات بشأن من ستوجه له الدعوة. إنه نقاش آخذ في التطور بين السعوديين والأمريكيين والأتراك وآخرين. هناك الكثير من القضايا تتعلق بجماعات مختلفة.”

 

ولتركيا أسباب واضحة للقلق. فأنقرة لا تواجه خطرا من الدولة الإسلامية فحسب بل أيضا احتمال أن يظل الأسد في السلطة بحماية من روسيا وإيران بينما يحقق المقاتلون الأكراد بدعم من الولايات المتحدة مكاسب على الأرض.

 

وحذرت تركيا الولايات المتحدة وروسيا من أنها لن تتغاضى عن أي مكاسب تحققها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن قرب حدودها في شمال غرب سوريا وترفض في أحاديث خاصة مساعي السعودية لإشراك هذه الجماعة.

 

وتشعر الدول الغربية بالقلق من جماعات إسلامية قوية مثل أحرار الشام تتبنى فكرا شبيها بالقاعدة لكن تركيا ودول الخليج تعتبرها جماعة معتدلة لأنها لا تعبر عن أي طموح لشن حرب جهادية إقليمية أوسع.

 

ويمثل تجدد التوتر بين تركيا وروسيا بعد واقعة إسقاط طائرة حربية روسية عقبة أخرى أمام التوصل لاتفاق أوسع بشأن سوريا لكن الرياض لا تزال تعتبر الحوار مع موسكو أمرا ضروريا.

 

وزار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان روسيا مرتين هذا العام وقال دبلوماسيون غربيون وخليجون إن الأمير محمد لا يزال يعتقد أن هناك احتمالا بأن تتخلى موسكو عن دعمها للأسد في نهاية المطاف.

 

وقال مصطفى العاني وهو خبير أمني عراقي له علاقات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية إن الرياض وافقت على استضافة الاجتماع بسبب روسيا لتعمل على تقديم مجموعة يمكن أن تتفاوض أمام الأسد.

 

وقال إنهم يدركون مدى تعقيد مهمتهم ومدى صعوبة التوصل لشيء ملموس ولذا لن يسعوا لتشكيل قيادة مركزية تعكس من يسيطر على الأرض لأن هذا سيكون مستحيلا.

 

وأضاف أنهم سيسعون لتشكيل قيادة مركزية تمتع بتفكير منطقي وعقلاني ويمكن أن تجلس على طاولة التفاوض.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى