أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 06 أيلول 2015

مجموعة «رجال الكرامة» تعلن السويداء منطقة محررة

دبي – «الحياة»

علمت “الحياة” من مصادر مقربة من مجموعة “مشايخ الكرامة” في مدينة السويداء، جنوب سورية، اليوم (السبت) أن المجموعة عينت الشيخ رأفت البلعوس خلفاً لزعيمها وحيد البلعوس الذي اغتيل أمس بتفجير سيارة مفخخة استهدف موكبه في ضاحية المدينة.

وقال بيان لـ “مشايخ الكرامة” نشر تحت عنوان “البيان الرقم 1” إنه “في محاولة بائسة للرد على مواقف العزة والكرامة في جبل العرب، وفي يوم أمس استهدفت تفجير مركبة آثمة، موكب شيخ الكرامة وحيد البلعوس، أثناء مروره بطريق ظهر الجبل، ارتقى على إثرها شهداء بررة، يضافون إلى مواكب شهداء الكرامة الذين قضوا دفاعاً عن كرامة أهلنا وأرضنا وليبقى جبلنا عامراً على رغم أنف الطغاة والحاقدين”.

وأضاف البيان أن “رجال الكرامة الذين عاهدوا أنفسهم على فدائها، يوجهون الاتهام السياسي إلى عصابة رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء وفيق ناصر وعصابة (الرئيس السوري بشار الأسد)، ويحملون اللجنة الأمنية مسؤولية كل ما جرى ويجري من اغتيالات”.

وتابع أن “رجال الكرامة وشيخها طالما حافظوا على هدوء المحافظة وإبقائها ملجأ للسوريين الهاربين من ويلات الحرب التي أذكاها تسلط وعسف السلطة الأسدية، أما وقد فتح النظام النار واعتدى، فله منّا الرد الحاسم”.

وأعلن البيان نقاطاً عدة بينها: “إعلان جبل العرب منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم، وإبطال دور اللجان الأمنية التابعة للنظام، وتسليم الشؤون الأمنية إلى رجال الكرامة في كل مدينة وبلدة من المحافظة”.

وأكد البيان “استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة الموقتة لحماية الجبل، وتكليف غرفة عمليات رجال الكرامة، وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء في الجبل من كل الفصائل بتطهير مواقع النظام والإشراف على حفظ الأمن واستمرار الحياة الطبيعية في المحافظة”.

وأضاف البيان أن “لجنة للتفاوض السياسي ستشكل للتواصل مع حكومات وهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق واعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي، وفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته”.

ودعا البيان أبناء السويداء العسكريين والمدنيين في كل المواقع إلى العودة إلى المدينة والمشاركة في حمايتها.

وختم البيان بالتأكيد على أن “السويداء جزء لا يتجزأ من تراب سورية الحرة، وتقف ضد كل إرهاب واحتراب أهلي، وتكافح أي تكفير واستبداد، وستبقى ملجأ لكل الضيوف الكرماء الذين قدموا إليها آمنين على أرواحهم وأرزاقهم فيها حتى يعودوا إلى ديارهم”.

 

النظام يعزل السويداء بعد احتجاجات… وتحطيم تمثال حافظ الأسد

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

فرض النظام السوري عزلة على مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وسط مساعٍ لاحتواء التوتّر في المدينة الواقعة جنوب دمشق وقرب حدود الأردن، ذلك بعد مقتل ستة عناصر من قوى الأمن ليل الجمعة – السبت، خلال حركة احتجاجات أعقبت مقتل رجل دين درزي بارز في انفجار سيارة مفخّخة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن العشرات من أنصار الشيخ وحيد البلعوس، خرجوا الى الشارع وحمّلوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين اللذين وقعا في السويداء الجمعة، وتسبّبا بمقتل 28 شخصاً بينهم البلعوس المعروف بمواقفه المنتقدة للنظام، إضافة الى إصابة نحو خمسين شخصاً بجروح.

وأضاف مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: «قتل ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية ليل الجمعة، خلال هجوم لمسلّحين على فرع الأمن العسكري».

وكان البلعوس يتزعّم مجموعة «مشايخ الكرامة»، التي تضمّ رجال دين آخرين وأعياناً ومقاتلين، هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ أكثر من أربع سنوات. وهو يتمتّع بشعبية كبيرة بين أبناء الطائفة الدرزية. وعُرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم.

وكانت السويداء شهدت خلال الأيام التي سبقت التفجيرين، تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان أنها كانت تحظى بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين أمور حياتية أخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء. وأثار انتشار خبر مقتل البلعوس توتراً شديداً.

وأفاد «المرصد السوري» بخروج «عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عدداً من السيارات أمامها. وظلّت تُسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تُعرف أسبابها». وأشار الى أن المتظاهرين «حطّموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء».

وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 سنة، طالب) لفرانس برس في اتصال هاتفي، أن منزله قريب من سوق الخضار ومبنى البلدية. وأضاف: «سمعت صوت تحطّم زجاج، وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطّمون سيارات مقابل مبنى البلدية، كما رشقوا المبنى بالحجارة». وأشار الى «هدوء حذر» السبت في السويداء.

وذكر سكان أن رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء. وأشاروا الى انقطاعات في شبكة الإنترنت والاتصالات الهاتفية.

ونقلت نور (موظفة، 25 سنة) القاطنة في دمشق، عن ذويها المقيمين في السويداء، أن «عمال البلدية قاموا بتنظيف أماكن التفجيرات»، وأن هناك «حالة من التوتر والخوف».

من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، أن «تجمّع رجال الكرامة» في محافظة السويداء أعلن «جبل العرب منطقة محرّرة من عصابات الأمن وزمرهم، وإبطال دور اللجان الأمنية الأسدية، وتسليم الشؤون الأمنية لرجال الكرامة في كل مدينة وبلدة من المحافظة، ذلك بعد اندلاع احتجاجات واسعة».

وأضاف أن «ثوار السويداء سيطروا في شكل كامل على كلّ من فرع المخابرات الجوية، والأمن العسكري، الأمن الجنائي، والشرطة العسكرية، وفرع حزب البعث».

ودعا بيان صادر عن التجمع، «كل أبناء جبل العرب من عسكريين ومدنيين في كل المواقع، للقدوم الى الجبل والمشاركة في حمايته»، مؤكداً أن السويداء جزء لا يتجزأ من تراب سورية الحرة، وتقف ضد كل إرهاب واحتراب أهلي وتكافح أي تكفير واستبداد، واعتبار السويداء ملجأ لكل الضيوف الكرماء الذين حلوا بها، آمنين على أرواحهم وأرزاقهم فيها حتى يعودوا إلى ديارهم».

وقالت عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف» سهير الأتاسي، أن «عملية الاغتيال التي قام بها نظام الأسد في حق الشيخ وحيد بلعوس من أجل تصفية انتفاضة السويداء، لم تفشل فحسب بل انقلب إجرامها على المجرم، وتعاظم بفعل هذا التصعيد الغضب الشعبي في المحافظة التي انتفضت في شكل شامل ضد الإجرام والقمع». وحذّرت الأتاسي من قيام النظام بـ «ارتكاب جريمة جديدة في حق أبناء السويداء المنتفضين في وجهه، واستخدام استراتيجيته المعهودة بدفع تنظيم داعش الى التغلغل في السويداء لخلط الأوراق وإحداث الفوضى فيها»، كما أكدت «أن حماية المدنيين في السويداء ومنع النظام من الانتقام منهم واجب عاجل يجب على المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤوليته»..

وكان «الائتلاف» دان جريمة «الاغتيال الإرهابية التي استهدفت الشيخ وحيد بلعوس والشيخ فادي نعيم»، ودعا الى «غضبة وطنية يكشفون بها عن معدنهم الأصيل، ويعبرون عن وقوفهم الأكيد إلى جانب الثورة السورية قولاً وفعلاً».

وقُتل البلعوس في انفجار سيارة مفخّخة استهدفته أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء. ثم انفجرت السيارة الثانية قرب المستشفى الذي نُقل إليه الجرحى والقتلى.

وأكد الإعلام الرسمي السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى. إلا أنه لم يأتِ على ذكر البلعوس. ودان مجلس الوزراء «التفجيرين الإرهابيين».

ووصف مصدر أمني رسمي في دمشق التفجيرين بأنهما «عمل إرهابي موصوف»، مضيفاً: «هذه الاستهدافات من طبيعة المجموعات الإرهابية المسلّحة».

إلا أن الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط، اتّهم «نظام بشار الأسد» باغتيال البلعوس ورفاقه. وقال في تغريدة على تويتر، أن البلعوس «قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام».

ويشكّل الدروز أقل من ثلاثة في المئة من سكان سورية. وتفيد تقارير بتخلّف شريحة واسعة منهم عن الالتحاق بالجيش للقيام بالخدمة الإلزامية. وسعى الدروز إجمالا منذ بدء النزاع في منتصف آذار (مارس) 2011، الى تحييد مناطقهم.

وسبق أن حصلت في العام 2000، مواجهات بين الدروز والبدو أسفرت عن وقوع قتلى. كما حصلت اشتباكات قبل أشهر بين الطرفين، في وقت سعت «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» الى طمأنة الدروز في مناسبات عدة.

 

مطالبات درزية بـ «إدارة ذاتية» … والنظام يعزل السويداء

باريس – رندة تقي الدين < بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب –

رفع دروز سوريون معارضون سقف مطالبهم بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس، مطالبين بـ «إدارة ذاتية» وفتح معبر حدودي مع الأردن، وسط اتساع رقعة الاحتجاجات في مدينة السويداء وقتل عناصر من أجهزة الأمن، فيما عزل النظام السويداء عبر قَطْع الانترنت والاتصالات، ومنع دروز ريف دمشق من الذهاب إلى المدينة الواقعة جنوب البلاد. وأُفيد أمس بوجود توجُّه فرنسي جديد للمشاركة في محاربة «داعش» في سورية، وسط تأكيد وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف دعم جهود الأمم المتحدة لـ «إطلاق» عملية السلام السورية.

وأعلنت الخارجية الأميركية أن كيري أبلغ لافروف قلقاً من تقارير عن زيادة موسكو دعمها العسكري للنظام السوري. وأشارت في بيان إلى أن كيري «أكد أنه في حال صحت التقارير (عن زيادة هذا الدعم) فإن ذلك سيزيد التوتر ويؤدي إلى مزيد من خسائر المدنيين الأبرياء، وسيزيد تدفق اللاجئين واحتمال الصدام مع التحالف الدولي ضد داعش».

وكان البلعوس، الذي قُتِل مع 40 شخصاً بتفجير سيارتين مساء أول من أمس، يتزعّم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين وأعياناً ومقاتلين، وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وهو يتمتع بشعبية واسعة لدى أبناء الطائفة الدرزية، وعُرف بمواقفه الرافضة لأداء الدروز الخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عشرات من أنصار البلعوس خرجوا إلى الشارع بعد انتشار خبر مقتله، وحمّلوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين، ما أسفر عن مقتل «ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية ليل الجمعة، خلال هجوم مسلحين على فرع الأمن العسكري» في المدينة. وتابع: «خرج عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية، وأحرقوا عدداً من السيارات أمامها»، إضافة إلى تحطيم تمثال للرئيس السابق حافظ الأسد.

وأكد الإعلام الرسمي السوري الانفجارين، وحصيلة القتلى على أيدي «مجموعات تكفيرية». لكنه لم يأتِ على ذكر البلعوس، في حين أفادت مصادر موالية للنظام بأن محاولات جرت «بالتعاون مع العقلاء في المحافظة لتخفيف الانفعال، إذ تم تسلم كل الحواجز الأمنية من قبل أبناء المحافظة وقوات الدفاع الوطني» التابعة للنظام.

واعتبر الرئيس الجديد لـ «مشايخ الكرامة» رأفت البلعوس في بيان «جبل العرب (الذي يضم الدروز) منطقة محررة واستمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة من الهيئة الموقتة لحماية الجبل»، إضافة إلى «تكليف لجنة التفاوض السياسي التواصل مع الحكومات وهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لنقل الحقائق، واعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي، وفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته».

إلى ذلك، كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس عن توجُّه جديد للرئيس فرانسوا هولاند بخوض الحرب ضد «داعش» في سورية، وأنه سيشرح ذلك في مؤتمر صحافي يعقده غداً. وأكدت مصادر فرنسية لـ «الحياة» حصول تحول في سياسة باريس التي ترفض محاربة «داعش» تجنُّباً لمساعدة النظام السوري، مشيرة إلى أن فرنسا «ترى أن بشار الأسد الآن في حال ضعيفة وقواته ليست على ما كانت عليه عندما تشكّل التحالف الدولي- العربي». وأضافت المصادر أن «الموقف الفرنسي من الأسد والانتقال السياسي في سورية لم يتغير، وهولاند ما زال مصراً على انتقال سياسي على أساس بيان جنيف، وأن يسلم الأسد كل صلاحياته لحكومة انتقالية». وزادت: «مخطئ من يتحدث عن تغيير أو ليونة في الموقف الروسي إزاء ترك الأسد السلطة، فتصريحات الرئيس فلاديمير بوتين تُظهر عكس ذلك وأنه ما زال متشدداً في مسألة التمسُّك بالاسد».

 

واشنطن قلقة من تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سورية

واشنطن، موسكو – أ ف ب

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم (السبت) أن الوزير جون كيري أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف «قلق الولايات المتحدة» حيال تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سورية.

وقالت الخارجية إن كيري قال بوضوح خلال اتصال هاتفي إنه «إذا صحت هذه المعلومات فان هذه التحركات يمكن أن تؤدي إلى تصعيد النزاع».

من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الوزيرين بحثا «الجوانب المختلفة للوضع في سورية، إضافة الى أهداف التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات إرهابية أخرى».

وتطرق الوزيران بحسب بيان الخارجية الروسية، إلى «التعاون» بين موسكو وواشنطن «دعماً لجهود الأمم المتحدة الهادفة الى إطلاق عملية سياسية في سورية».

وتوافق لافروف وكيري «على مواصلة اجراء اتصالات واسعة حول تسوية النزاع السوري» الذي خلف أكثر من 240 ألف قتيل منذ اذار (مارس) 2011.

وشهدت الأسابيع الأخيرة مشاورات ديبلوماسية مكثفة في محاولة لايجاد مخرج للأزمة السورية، تجلت خصوصاً في اجتماع ثلاثي غير مسبوق في الدوحة بين وزراء الخارجية الأميركي والروسي والسعودي.

واستقبلت موسكو بعدها وزيري الخارجية السعودي والإيراني، بالإضافة الى ممثلين للمعارضة السورية في الداخل والخارج.

 

«المتشددون» يثيرون حيرة أوروبا وقلقها

قيس قاسم

يبدو أنّ أوروبا محتارة في طريقة تعاطيها مع المتشددين الإسلاميين، وليس لديها خطة واضحة للتعامل مع الموجودين منهم داخل بلدانها، وليس لديها برامج جاهزة لإعادة تأهيل المقاتلين، المحتمل عودتهم إليها بعد اشتراكهم في القتال مع منظمات إسلامية متشددة مثل «داعش»، والأكثر مدعاة لقلقها تزايد عدد المنضوين إلى تلك المنظمات. وبحسب البرنامج التلفزيوني «المتشددون» وصل عددهم إلى أكثر من 6000 مقاتل غالبيتهم في سورية والعراق، ولهذا اتجه معدو البرنامج إلى شخصيات بريطانية مسلمة لها تجربة سابقة مع المنظمات المتطرفة ويعرفون بعض خفاياها وأسرارها، وربما لهذه الأسباب هم الأقدر على تقديم تصورات معقولة للتعامل مع المشكلة ومن بين هؤلاء أسامة حسن، الذي نشأ وسط عائلة متشددة أقامت في لندن: «على رغم التحاقي في طفولتي بالمدارس الإنكليزية إلا أنني كنت أعيش ظروفاً مختلفة في البيت. لقد مُنع علينا سماع الموسيقى ومشاهدة التلفاز وغيرها من وسائل الترفيه، وكان تشدد الأهل وازدواجية الحياة بين المجتمع الحاضن والبيت، إضافة إلى المشاكل التي كانت تواجهنا مع العنصريين في المدرسة، سبباً في أزمة الهوية التي كنت أعاني منها، والتي دفعتني لاحقاً إلى الانضمام إلى منظمات إسلامية متشددة». يتوقف أسامة عند ظاهرة بروز التيارات العنصرية البريطانية في ثمانينات القرن العشرين، والتي كانت، بحسب رأيه، وكرد فعل على تصرفاتها، دافعاً للكثيرين من المهاجرين للالتحاق بحركات متشددة تشعرهم بقوة انتمائهم وهويتهم الإسلامية وتقوم في ما بعد بإرسالهم إلى البوسنة والشيشان، كما ترسلهم اليوم إلى سورية والعراق. وقال في هذا السياق: «انتميت إلى الحركة السلفية وأصبحت واحداً من قادتها وشهدت سنوات انتقالها من حركة دينية إلى سياسية بامتياز إذ صارت تدعونا إلى حسم خلافاتنا مع المجتمع بالقوة وقادتني في ما بعد إلى الذهاب والقتال مع المجاهدين الأفغان».

يسرد أسامة تجربة تراجعه عن التنظيمات السلفية ويعتبر عملية تفجير أنفاق قطارات لندن نقطة الانعطاف الحادة فيها. لقد شعر بأنه يشارك في قتل أبناء البلد الذي عاش فيه ولا يعرف غيره وطناً، لهذا فإنه ينشط الآن في حركة مدنية، تعمل بالتنسيق مع البلديات وأجهزة الشرطة الإنكليزية، تستهدف توعية طلاّب المدارس بخطر المنظمات المتطرفة التي كان ينتمي إليها يومياً وشهاداته فيها تكتسب صدقية عالية، فيما المشكلة كما يظهر في تفاصيل المشهد اللندني تبدو أكثر تعقيداً وأكبر من مبادرات شخصية أو مشاريع علاج صغيرة.

من العاصمة البريطانية يذهب البرنامج إلى ألمانيا ليغطي جزءاً آخر من التشدد يتمثل هذه المرة في انتماء أوروبيين إلى حركات جهادية سلفية ينشط أعضاؤها في كسب أعداد جديدة من الشباب وإقناعهم بالسفر إلى سورية، في شكل خاص، للقتال فيها. مقابلة الألماني سفين لاو تمّت بسرية شديدة بسبب مراقبة الشرطة الألمانية له وملاحقته بتهمة قيادة تنظيم إسلامي متشدد، على رغم إطلاق المدعي العام سراحه قبل أشهر قليلة «لضعف الأدلة» على تورطه بتهمة ترتيب سفر متشددين من ألمانيا إلى سورية عبر تركيا.

يقدم لاو نبذة عن تاريخ انتمائه إلى الحركة السلفية الجهادية وينفي عن نفسه تهمة تجنيد الشباب للسفر إلى سورية، لكنه لا ينكر حماسته في محاربة النظام السوري. أما طرق توجهه للشباب فتنطلق من الحانات ومحلات ألعاب القمار وغيرها حيث تأتي «شرطة الشريعة» التي من مهماتها إقناع الشباب بالعدول عن الأعمال التي يحرّمها الإسلام والانتماء إلى منظمتهم. حيرة الشرطة الألمانية في التعامل مع الحركة واضحة، ويعرف سفين لاو ومن معه، كيف يستغلّون القوانين الألمانية لمصلحة نشاطهم الداعي إلى العنف، ومع هذا تعجز الشرطة وأجهزتها عن إيجاد وسائل ناجحة للتعامل معها والحد من نشاطها في كسب أعداد كبيرة نسبياً من الشباب. وبحسب لاو فإنّ ما بين 3000 إلى 7000 شخص انتموا إلى تنظيمه المتشدد خلال السنوات القليلة الماضية، مما دفع حركات يمينية ألمانية متطرفة وعنصرية للخروج والتظاهر ضد وجودها ورفع شعارات معادية للإسلام، الأمر الذي أضرّ بسمعة المسلمين في مدينة «ووبرتال» حيث تثير دعوات الصلاة في شوارعها العامة حفيظة الناس وشهادات الذين التقاهم البرنامج من أبنائها تصب في هذا الاتجاه.

في الدنمارك تبدو الصورة مختلفة بعض الشيء لأنها تعمل ومنذ مدة على «موديل» خاص لاعادة تأهيل العائدين من سورية والعراق وتعمل في الوقت نفسه على الحد من ذهاب شباب جدد إلى هناك. في مدينة أورهوس المختلطة الأجناس، يعمل هاراس رفيق على برنامج توعية عنوانه «موديل أورهوس»، ويعتمد على محاورة شباب خاضوا تجربة القتال خارج البلاد وعادوا إليها ثانية. العمل تحيطه السرية ويهدف إلى إعطاء الشباب صورة مختلفة عن الإسلام الحقيقي وفهم أفضل للمجتمع الدنماركي، وقال رفيق في هذا الإطار: «نريد إعطاءهم صورة جديدة عن المجتمع الذي يعيشون فيه ونحاورهم حول الأحداث التي تجري في العالم، ومن ناحية أخرى نستمع اليهم في شكل جيد. المشروع لا يسير- على رغم إيجابياته- بالشكل المطلوب. هناك إجراءات غير مدروسة أضرت به، مثل غلق جامع للمسلمين في منطقة «غريمسهوسفي». فالشرطة والبلدية أقرا أنخفاضاً ملحوظاً في عدد المسافرين إلى سورية من رواده بعد التعاون الجيد بينهما وبين إدارة الجامع ومع ذلك ما زالت إدارة الشرطة على موقفها منه باعتباره مكاناً خطيراً. وإلى ذلك يظهر القصور واضحاً في إعداد خطط مواجهة الفكر الديني المتشدد. فمشروع «موديل أورهوس» نفسه مهدد الآن بالتوقف لأسباب مالية بحتة فيما الجدل بين سياسيي أوروبا يتصاعد حول الخيارات التي ينبغي عليهم اتخاذها لمنع المتشددين من السفر إلى مناطق التوتر والطريقة الأنجع في التعامل مع العائدين منهم إلى القارة الأوروبية.

 

مقتل 47 مسلحا في معارك بين فصائل إسلامية في شمال سوريا واحتجاجات في السويداء ضد النظام السوري إثر مقتل رجل دين درزي بارز

وكالات ـ «القدس العربي»: قتل 47 مسلحا على الأقل في معارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل إسلامية في ريف حلب في شمال سوريا، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

وأضاف ان 27 مسلحا من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في معارك مع فصائل إسلامية في محافظة حلب الجمعة.

ودارت الاشتباكات حول مدينة مارع التي يحاول التنظيم المتطرف السيطرة عليها منذ اشهر، وفي القرى المحيطة بها كذلك.

ومارع من المعاقل المهمة التي تشكل خزانا بشريا للفصائل الإسلامية التي تحارب قوات النظام وتنظيم الدولة الإسلامية.

كما انها تعتبر استراتيجية للفصائل الإسلامية نظرا لوقوعها على طريق امدادات بين الحدود التركية ومواقع هذه الفصائل في الشمال.

وكان التنظيم المتطرف حقق تقدما حول مارع الاسبوع الماضي مسيطرا على خمس قرى كانت خاضعة للفصائل بعد اتهامات بانه استخدم مواد كيميائية قد تكون غاز الخردل خلال هجماته.

وفي السويداء أثار مقتل رجل الدين الدرزي البارز الشيخ وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة الجمعة احتجاجات ضد النظام السوري في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية تخللها اطلاق نار ومقتل عناصر من القوى الأمنية.

وبقيت السويداء نسبيا بمنأى عن الحرب السورية المستمرة منذ اكثر من أربع سنوات، باستثناء عمليات عسكرية محدودة في 2014 و2015، تورطت فيها مجموعات مسلحة بعضها إسلامية متطرفة وصدتها قوات النظام بمساندة السكان الدروز المنتظمين في عدد من الميليشيات الخاصة بهم.

وكان البلعوس يتزعم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين واعيانا ومقاتلين هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين ابناء الطائفة الدرزية. وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الالزامية خارج مناطقهم. كما كان من اشد المعارضين للتنظيمات الإسلامية المتطرفة.

وقتل البلعوس في انفجار سيارة مفخخة استهدفه أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء، وتلاه انفجار سيارة ثانية قرب المستشفى الذي نقل إليه الجرحى والقتلى. وتسبب الانفجاران بمقتل 28 شخصا بينهم البلعوس واصابة حوالي خمسين آخرين بجروح.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان العشرات من انصار الشيخ وحيد البلعوس خرجوا إلى الشارع بعد انتشار خبر مقتله، وحملوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين.

وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية ليل الجمعة خلال هجوم لمسلحين على فرع الامن العسكري» في المدينة.

وتابع «خرج عشرات المواطنين في تظاهرات امام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددا من السيارات أمامها. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون ان تعرف أسبابها».

وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاما، طالب) ان منزله قريب من مبنى البلدية، مشيرا إلى انه سمع «صوت تحطم زجاج ليلا. وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا المبنى بالحجارة».

وأكد شاهد رفض الكشف عن اسمه أن «تمثال حافظ الأسد دمر بشكل شبه كامل في ساحة السير في وسط مدينة السويداء».

واكد الاعلام الرسمي السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى. الا انه لم يأت على ذكر البلعوس.

ونفى قائد الشرطة في السويداء، بحسب ما نقلت عنع وكالة لاانباء الرسمية «سانا» المعلومات «التي أوردتها بعض وكالات الأنباء والقنوات الإعلامية حول استهداف عدد من عناصر الأمن داخل السويداء مؤكدا أنها «مغرضة وعارية عن الصحة». وقال ان «الاوضاع في مدينة السويداء اليوم هادئة ومستقرة».

وعاد «الهدوء الحذر» صباح السبت إلى السويداء. وذكر سكان ان رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء. واشاروا إلى انقطاعات في شبكة الانترنت وفي الاتصالات الهاتفية.

ونقلت نور (موظفة، 25 عاما) القاطنة في دمشق عن ذويها المقيمين في السويداء ان «عمال البلدية قاموا بتنظيف اماكن التفجيرات»، لكن هناك «حالة من التوتر والخوف».

وكانت السويداء شهدت خلال الأيام التي سبقت التفجيرين تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان انها كانت تحظى بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين امور حياتية اخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء.

ووصف مصدر أمني رسمي في دمشق التفجيرين بانهما «عمل ارهابي موصوف»، مضيفا «هذه الاستهدافات من طبيعة المجموعات الإرهابية المسلحة».

الا ان الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط اتهم «نظام بشار الأسد» باغتيال البلعوس ورفاقه. وقال في تغريدة على تويتر ان البلعوس «قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام».

ويرى محللون ان مقتل البلعوس يصب خصوصا في مصلحة النظام.

وقال حسن حسن من مركز «شاتام هاوس» للابحاث، ومقره بريطانيا، «كان البلعوس يجسد حركة الدروز الذين يسعون إلى الاستقلالية عن النظام، من دون ان يكونوا مناهضين للمعارضة، لكن راغبين بتقرير مصيرهم».

واضاف «اوضح النظام انه لن يسمح بمثل هذه الحركة».

ورأى توما بييريه من جامعة ادنبرة من جهته ان موجة الغضب المحدودة هي الثمن الذي «بدا النظام مستعدا لدفعه لتحجيم حركة البلعوس»، مشيرا إلى «الغاء الصوت الناقد الأكثر تأثيرا ضمن الطائفة الدرزية».

وتوقع حسن ان تكون الحركة «الاحتجاجية بلا رأس في حال استؤنفت، وبالتالي ستكون اقل تأثيرا»، مضيفا «ليس من السهل ايجاد قائد كاريزماتي مثل البلعوس».

 

الخليج واللاجئون السوريون… دعمٌ ولا استقبال

بدر الراشد

توجّه انتقادات بالجملة إلى دول الخليج العربي لعدم مساهمتها بشكل فعّال في معالجة أزمة اللاجئين السوريين، من خلال استقبالهم بصورة مباشرة على أراضيها.

وفي ظلّ تصاعد أزمة اللاجئين في أوروبا، ازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات خليجية غاضبة خلال اليومين الماضيين، تنتقد ما اعتبره البعض “خذلاناً خليجياً للسوريين”. وراجت عبر موقع “تويتر” مجموعة وسوم (هاشتاغ) للتعبير عن هذه المسألة، منها “#استضافة _لاجئي_سورية_واجب_خليجي”، “#أوقفوا_هجرة_اللاجئين_السوريين”، “#غرق_طفل_ سوري”.

حصدت هذه الوسوم تفاعلاً واسعاً، قُدّر بعشرات الآلاف من التغريدات التي جاء معظمها في سياق المطالبة باستضافة اللاجئين السوريين في الخليج، عوضاً عن الاكتفاء بتقديم المساعدات المالية للدول المضيفة.

من الضفة الأخرى للقضية، ومن وجهة نظر رسمية خليجية، هناك تعقيدات تنطلق منها الحكومات الخليجية في معالجة قضايا اللاجئين، أبرزها المخاوف الأمنية، والخوف من استغلال اللاجئين لدخول خلايا موالية للرئيس السوري بشار الأسد أو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وغيرها من المخاوف الأخرى. ويتم التعبير عن هذه المخاوف الأمنية بصورة غير مباشرة غالباً. لذا تقوم استراتيجية دول الخليج في التعاطي مع أزمة اللاجئين السوريين بالاستعاضة عن استقبال أعداد كبيرة منهم بصورة مباشرة، بدعم الدول التي تستضيفهم، وبصورة أساسية، من خلال إقامة مشاريع لخدمة اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا.

كما أنّ هناك تعقيدات دولية أخرى لها علاقة بالموضوع الأمني، تنعكس بشكل مباشر على التقصير الخليجي إزاء مأساة اللاجئين، وخصوصاً لناحية ملاحقة مؤسسات خيرية خليجية بتهم تتعلق بتمويل الإرهاب. وهو ما ينعكس على تضييق الخناق على أي تدفقات مالية من الخليج، والاكتفاء قدر الإمكان بحملات التبرع الحكومية، لضمان أنّ تلك الأموال لن تذهب لدعم منظّمات إرهابية.

وبحسب مستشار وزير الداخلية السعودي، رئيس “الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية”، ساعد العرابي الحارثي، فإن السعودية نفّذت 141 برنامجاً إغاثياً داخل سورية. وفي مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان، نفّذت برامج إغاثية تبلغ قيمتها 706 ملايين ريال سعودي، ما يعادل 188 مليون دولار أميركي، حتى آخر أبريل/نيسان الماضي.

من جهتها، قامت دولة قطر بخطوات مشابهة، إذ تمّ إنشاء “الهيئة القطرية لإغاثة الشعب السوري”، لدعم جهود استقبال اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا. ودعمت “جمعية قطر الخيرية” مشاريع خدماتية بما يقارب 142 مليون ريال قطري، ما يعادل 39 مليون دولار أميركي، ذهب 55 في المائة من هذا الدعم إلى الداخل السوري، والمتبقي للاجئين في دول استضافتهم.

تُعدّ الكويت ثالث أكبر الداعمين للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بقرابة 122 مليون دولار. وقدّمت السعودية للمفوضية خلال العام 2015، قرابة 9 ملايين دولار، وقطر 2.727 مليون دولار، والإمارات قرابة 2.5 مليون دولار. لكن العجز الذي تعاني منه المفوضية، لا يزال كبيراً، ويساهم في عرقلة عملها.

لكن يبدو أنّ ذريعة “المخاوف الأمنية” غير قادرة على إقناع الجميع. ففي ظلّ وجود إمكانات كبيرة لدول الخليج، يمكن تنظيم استقبال اللاجئين السوريين بصورة تضع المخاوف الأمنية في حدّها الأدنى، وخصوصاً مع نجاح دول تملك إمكانيات أقلّ في استضافتهم، مثل الأردن ولبنان، في ظلّ تنامي الحديث عن معاناة اللاجئين في مخيمات اللجوء في تلك البلدان.

من جهته، يرى الكاتب والصحافي السعودي، أيمن الحماد، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنّه “لا يمكن توجيه انتقادات عشوائية لدول الخليج، بحجة أنّها لم تعلن عن استقبالها للاجئين سوريين”، موضحاً أنّه “يجدر بنا الإشارة إلى تضاعف أعداد السوريين الذين دخلوا إلى المملكة بتصاريح لزيارة أفراد عائلاتهم منذ بدء الأزمة السورية . وللأسف لا يوجد رقم معلن، لكن المملكة منحت الكثير ممن لديهم علاقات اجتماعية مع سوريين مقيمين على أرض المملكة فرصة للمّ الشمل وكذلك التمتع بمميزات، منها التعليم والصحة ومعاملة استثنائية. وقد صدر قرار ملكي قبل عام لقبول 3 آلاف طالب سوري في الجامعات السعودية”.

لكن الحماد لم ينف المخاوف الأمنية قائلاً: “هناك بعض الهواجس، ربما الأمنية أو غيرها، قد تعوق بعض دول الخليج من استضافة سوريين على غرار ما فعلت المملكة، لذا فإن دعم الدول التي تحاذي سورية كالأردن ولبنان، يجب النظر إليه بإيجابية وكمساهمة فاعلة خفّفت من تداعيات الأرقام الكبيرة التي تلجأ إلى هاتين الدولتين”، معتبراً أنّه “ربما من دون هذا الدعم، كانت عمان وبيروت ستواجه مأزقاً كبيراً”. ويلفت الحماد إلى أنّه “لا يجب المقارنة بالدول الأوروبية. فالدول الأوروبية والغربية عموماً، لديها برامج مؤسساتية للمهاجرين وإدماجهم، لكن المشكلة التي تواجه أوروبا هي الأعداد الكبيرة فقط”.

 

وحيد البلعوس… حافظ كرامة السويداء في وجه النظام السوري

رامي سويد

انتهت حياة الشيخ وحيد البلعوس، زعيم تجمّع “مشايخ الكرامة”، بتفجير استهدف موكبه قرب مدينة السويداء، يوم الجمعة، بعد مضيّ أكثر من عام على صعود شعبيته بشكل كبير في أوساط أبناء طائفة الموحّدين الدروز، التي يشكل أبناؤها غالبية عظمى من سكان محافظة السويداء، جنوبي سورية.

 

وجاء مقتل البلعوس بعد ساعات على تعهّده بحماية ‏المتظاهرين من أبناء المدينة الذين اعتصموا منذ ثلاثة أيام أمام مبنى المحافظة في مدينة ‏السويداء، مطالبين بإجراءات إصلاحية تتعلق بإيقاف الفساد وتحسين الوضع ‏المعيشي.

” وكان البلعوس قد شكّل العام الماضي تجمّع “مشايخ الكرامة” مع مجموعة من مشايخ الطائفة الدرزية الشباب في السويداء، من دون أن يؤدي ذلك لتصادمه مع مشيخة عقل الطائفة الدرزية في المحافظة، على الرغم من خلافاته معها ومحاولات المشيخة تحجيمه، والتي باءت جميعاً بالفشل.

 

لم يهدف البلعوس من تأسيس تجمّع “مشايخ الكرامة” إلى منافسة مشيخة عقل الطائفة أساساً أو أخذ مكانها، بل كان التجمّع يهدف إلى تنسيق جهود المشايخ الشباب في الطائفة الدرزية، لحماية أبناء محافظة السويداء من أي اعتداءات من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، أو الفصائل المنتشرة في محيط المحافظة أو انتهاكات من قبل قوات النظام المنتشرة داخلها. وتطوّر الأمر في ما بعد إلى حماية التجمّع لشباب محافظة السويداء من إجبار النظام لهم على الخدمة الإلزامية في صفوف قواته.

وتميّز التجمّع بأنه أكثر جرأة من مشيخة عقل الطائفة الدرزية، ولم يتعامل بدبلوماسية مع مؤسسات النظام الأمنية والإدارية الموجودة في السويداء. وتميزت مواقفه تجاه مؤسسات النظام بالحسم وعدم التهاون مع أي انتهاكات تُرتكب ضد أبناء محافظة السويداء.

 

وتجلّى ذلك في قيام أتباع “مشايخ الكرامة” باقتحام حاجز الاستخبارات الجوية التابع للنظام السوري في مدخل مدينة السويداء وتدميره، ومن ثم السيطرة عليه، وذلك في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد اعتداء عناصر الحاجز على ركاب حافلة. واعتباراً من هذه الحادثة، أعلن البلعوس رفضه الحازم لأي اعتداء من قوات النظام على أبناء السويداء.

 

وكان أول صدام بين النظام والبلعوس قد حصل خلال الانتخابات الرئاسية في شهر يونيو/ حزيران 2014، عندما أجبر الأمن امرأة تعاني من اضطراب عقلي من السويداء على حمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد والرقص بها، عندها تدخل البلعوس وعدد من رجاله وقاموا بتكسير الخيمة الانتخابية.

” كما أن معركة داما في صيف 2014، شكّلت مفصلاً حدّد شكل العلاقة بين البلعوس والنظام. وقاد البلعوس المعركة إلى جانب قوات النظام ضد “جبهة النصرة”، بعد دخولها قرية داما ودير داما، وتمّ طرد “النصرة” منها. وبعد انتهاء المعركة، اتّهم البلعوس قوات النظام بخيانته وغدره وإطلاق الرصاص على رجاله من الخلف، ما أدى لمصرع خمسة منهم.

 

والبلعوس هو رجل دين في الطائفة الدرزية، ولم يكن معروفاً قبل العام 2011، وبدأ يظهر اسمه عندما بدأت حركات تسليح المشايخ الذين عرفوا باسم “مشايخ الكرامة”، الذين وضعوا نصب أعينهم دفع الحرب عن جبل الدروز في السويداء وحماية أهله، رافضين الزجّ بشباب السويداء قسراً في الخدمة العسكرية إلى جانب النظام السوري.

 

وحصل البلعوس، والذي يلقّبه أبناء السويداء بـ”أبو فهد”، على شعبية كبيرة في أوساط أبناء الطائفة الدرزية، انطلاقاً من مواقفه الثابتة برفض الاعتداء على أبناء السويداء وأملاكهم وأراضيهم، ليجتمع حوله عدد كبير من مشايخ الطائفة الدرزية الشباب، من مختلف المشارب المعارضة والمؤيدة والحيادية تجاه النظام السوري. وصب كل ذلك في صالح البلعوس، الذي تحوّل اغتياله أخيراً إلى شرارة انتفاضة اشتعلت في السويداء ضد النظام.

وعُرف البلعوس بهدوء أعصابه وابتسامته الدائمة وبمواقفه المبدئية الرافضة لإطلاق النار على أي مواطن سوري، إلا في سياق الدفاع عن النفس، كما عرف بنظرته العروبية الرافضة لنفوذ إيران في سورية، إذ أكد مراراً أن دروز سورية مرجعهم الأول هو انتماؤهم العربي.

 

وكان البلعوس يقيم في منزله الريفي البسيط في قرية المزرعة، الواقعة على بعد نحو سبعة كيلومترات غربي مدينة السويداء. وهي القرية التي ولد وترعرع فيها، قبل أن يلتحق بالتعليم في مشيخة عقل الطائفة ويترقى دينياً في الطائفة الدرزية في سورية.

 

النظام السوري يحمّل اللاجئين فشله الاقتصادي

إسطنبول – عدنان عبد الرزاق

أثارت تصريحات وزير الاقتصاد بحكومة بشار الأسد همام الجزائري، حول تسبب اللاجئين في خسائر اقتصادية لبلاده، موجة انتقادات من خبراء اقتصاد سوريين الذين أكدوا أن النظام يتهرب من فشله الاقتصادي، عبر تحميل اللاجئين مسؤولية المشاركة في تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وكان الجزائري قال في تصريحات، عقب مأساة غرق لاجئين ومنهم أطفال على شواطئ أوروبا، إن كلفة المهاجرين من سورية إلى أوروبا وصلت نحو 420 مليون دولار خلال الأشهر الأخيرة، إذ تصل كلفة كل مهاجر نحو 7 آلاف دولار، يتم سحبها من سوق الصرف، نظراً لأن الكثير من المهاجرين باعوا ممتلكاتهم وبيوتهم وسياراتهم ومصاغهم، واشتروا دولارات، لدفع تكاليف الهجرة، وهو نزيف آخر لموارد الدولة، بحسب وصف الوزير السوري.

وذكر ملخص السياسة الاقتصادية الموقع باسم الجزائري التي نشرتها وسائل إعلام الأسد، أن الحكومة أقرت بنية جديدة لدعم الإنتاج والتصدير، لأن الإنتاج والتصدير هما الحامل الرئيس للاقتصاد الوطني والمصدر الرئيسي للقطع الأجنبي.

ورأى الاقتصادي السوري محمد الخطيب، في تصريحات لـ “العربي الجديد”، أن ذهنية التبرير التي تسكن وزير الاقتصاد، مستمدة من “نهج الممانعة” الذي تتمتع به الحكومة والنظام.

وأضاف الخطيب، أن وزير الاقتصاد، يحمل اللاجئين فشل نظامه الاقتصادي، بدلاً من الاتجاه إلى استحداث آليات تستهدف تحسين المستوى المعيشي وزيادة الأجور للسوريين، في ظل تفاقم الفقر والبطالة وغلاء الأسعار عشرة أضعاف عما كانت عليه قبل الثورة، وهي أهم الأسباب لهجرة السوريين.

وقال الخطيب لماذا لم يتضمن ملخص السياسة الاقتصادية، الأسباب الحقيقية لتراجع سعر الصرف، كأن يقول لنا الوزير ما هو حجم الاحتياطي الأجنبي بالمصرف المركزي اليوم بعد أن تجاوز 18 مليار دولار نهاية 2010، أو يشير لحجم الصادرات السورية والإنتاج الزراعي والصناعي، وعدد السياح وإنفاقهم على مختلف القطاعات الخدمية.

وخلص الاقتصادي السوري إلى أن “هذه المبررات التي تخرج عن مسؤولي النظام هدفها تبرئة ساحة حربه من تهديم الاقتصاد وتفقير الشعب، وبث بعض الأمل في أنفس من تبقى إلى جانب الأسد”.

وكانت حكومة الأسد قد فشلت في الحفاظ على سعر الليرة، رغم عودتها خلال الأسبوعين الأخيرين لجلسات التدخل المباشر، وبيع 75 مليون دولار لشركات ومكاتب الصرافة، وتجاوز سعر صرف الدولار بشركات الصرافة أمس، 318 ليرة بالعاصمة دمشق.

وارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 60%، وفق تقرير سابق للهيئة السورية لشؤون الأسرة الرسمية، وذلك بعد تدمير المنشآت الصناعية، وتوقف أعمال البناء وفصل الموظفين العاملين في الدولة الداعمين للثورة.

وأسهمت هذه العوامل في رفع معدل الفقر إلى 70%، وفق إحصائيات دولية، زاد من حدتها تراجع المساعدات وتخلي المجتمع الدولي عن اللاجئين.

 

تضاعف عدد المقاتلين التونسيين بسورية إلى ثمانية آلاف مقاتل

العربي الجديد

أكد وفد تونسي، مكون من إعلاميين وممثلين عن منظمات مجتمع مدني، زار سورية مؤخراً، وجود ما يقارب ثمانية آلاف مقاتل تونسي هناك.

جاء ذلك خلال ندوة صحافية، عقدت اليوم السبت، في العاصمة تونس، خصصت للحديث عن الزيارة التي قام بها أعضاء الوفد إلى سورية.

وقال رئيس الوفد، زياد الهاني (إعلامي) “توصلنا بمصادرنا الخاصة (لم يذكرها)، إلى أن عدد المقاتلين التوانسة 4200 مقاتل سنة 2014، قتل نصفهم، وفي عام 2015 تضاعف العدد أكثر من ثلاث مرات ليقارب ثمانية آلاف مقاتل”.

وأكّد أنّ “المقاتلين التونسيين هم الأشرس في سورية، وغالباً ما يكونون من القياديين، وليسوا مقاتلين عاديين”.

ولفت “الهاني” إلى أنّ “تونس تحتل المرتبة الرابعة في عدد المقاتلين في سورية بعد الشيشان والسعودية ولبنان”.

وقال الهاني إنه “توجد 20 عائلة تونسية، مختفية في منطقة دوما، ولا يعرف مصيرهم إلى اليوم، فضلاً عن وجود عائلة أخرى، دخلت مخيم اليرموك ولم تخرج بعد منه، بعد أن فقد الاتصال بها”.

وكشف عن “وجود عدد كبير من المساجين التونسيين في السجون السّورية، متهمين باجتياز حدود سورية، بطرق غير قانونية، والانتساب إلى مجموعات إرهابية وإلى فكر تكفيري”.

وزار الوفد التونسي، والذي ضم 11 شخصاً، بينهم سبعة صحافيين، من مؤسسات إعلامية عمومية وخاصّة وأربعة عن منظمات المجتمع المدني (المنظمة التونسية لحماية الإعلاميين، وجمعية أمل، ومركز قرطاج للتنمية والإعلام، واتحاد التونسيين المستقلين من أجل الحرية) سورية، وامتدت الزيارة من 28 أغسطس/ آب الماضي إلى 4 سبتمبر/ أيلول الحالي.

 

مدينة السويداء خارج سيطرة النظام.. مؤقتاً؟

شهدت محافظة السويداء ليلة مليئة بالأحداث، أدت إلى خروج عدد من النقاط العسكرية والفروع الأمنية داخل المدينة عن سيطرة النظام، على خلفية استهداف موكب الشيخ المناهض للنظام وحيد البلعوس، ما أدى إلى مقتله مع عدد من رجال الدين المرافقين له، بانفجار وقع في منطقة ظهر الجبل، تلاه انفجار ثانٍ وقع في إحدى باحات المستشفى الحكومي أثناء إسعاف المستهدفين في الانفجار الأول، فوصلت حصيلة الانفجارين إلى 36 شهيداً، وستة أشلاء لضحايا لم يتم التعرف على هويتهم، و69 جريحاً بحسب ما ذكر مدير صحة السويداء.

 

رد الفعل على الانفجارين اتجه مباشرة نحو المراكز العسكرية والفروع الأمنية باعتبارها المتهمة الرئيسية في الأحداث الدامية. وسرعان ما اندلعت اشتباكات قادتها مجموعات من رجال الدين المسلحين ومناصرين لهم. كما قام الأهالي المنتفضين بهدم تمثال حافظ الأسد في ساحة السير، التي أطلق عليها النشطاء اسم “ساحة الكرامة”، ومزقوا صور بشار الأسد المرفوعة على الدوائر الحكومية.

 

مصدر من السويداء أكد لـ”المدن” سيطرة رجال الدين على مجموعة من مراكز النظام والنقاط العسكرية، حيث شهد فرع الأمن العسكري أولى المواجهات، وامتدت عمليات مطاردة عناصر الفرع إلى شوارع السويداء، ما أدى إلى مقتل طفلين في شارع “الشعراني” وسط المدينة، وسط تضارب في الأنباء عن السيطرة على أجزاء من الفرع. وأعقب ذلك مواجهات عنيفة في محيط مقر الشرطة العسكرية، أدت إلى مقتل أربعة من أبناء السويداء قبل اقتحام المقر، وتحرير سجناء كانوا بداخله بلغ عددهم ستة، من ضمنهم أربعة شبان من السويداء واثنان من ريف دمشق. اضافة إلى ذلك، تمكن رجال الدين من دخول كل من مبنى المحافظة والأمن الجنائي. كما أقدمت عناصر عسكرية، من دون مواجهات، على تسليم ثكنة القلعة التابعة لقيادة الفرقة الخامسة التي تدار في داخلها العمليات العسكرية للفرقة.

 

إلى ذلك أحكمت مجموعات رجال الدين سيطرتها على مداخل المدينة في محاولة منها لضبط حركة الدخول والخروج بعد اجراء عمليات تفتيش دقيقة، في حين عاود النظام قطع خدمة الإنترنت عن المحافظة بشكل كامل، وأغلق مدخل محافظة السويداء الشمالي عند نقطة خربة الشياب شمال السويداء بنحو 20 كيلومترا، بينما سمح الحاجز بخروج السيارات منها.

 

وعمّت حالة من الهدوء الحذر أنحاء المدينة وسط أنباء عن انتشار قناصة في محيط مقر الأمن العسكري وصولا إلى شارع قنوات، وهو ما بات يعرف بالمربع الأمني الذي يضم قصرالمحافظ وأمن الدولة وقطعاً عسكرية.

 

وبرز الدور الفعال لشباب السويداء المدنيين ورجال الدين الذين تولوا مهمة ادارة المرافق الحيوية في المدينة وأشرفوا على استمرار عمل الأفران في انتاج الخبز. كما تولى الشباب المدنيون تنظيم حركة المرور ومراقبة المرافق العامة والخاصة، تجنباً لحدوث أي حالات سطو وسرقة قد تنفذها مجموعات لصوصية.

 

من جهة ثانية، تناقل ناشطون بياناً عن “رجال الكرامة” أعلن “أن جبل العرب منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم”، وأنه تم “إبطال دور اللجان الأمنية وتسليم الشؤون الأمنية في كافة مناطق المحافظة لرجال الكرامة”. كما أعلن البيان “استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية باشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة المؤقتة لحماية الجبل”.

 

وكلف البيان غرفة عمليات رجال الكرامة “التنسيق مع المسلحين في الجبل من كل الفصائل لتطهير مواقع السلطة والاشراف على حفظ الامن وتأمين استمرار الحياة الطبيعية في المحافظة”،  إضافة إلى “تكليف لجنة التفاوض السياسي بالتواصل مع الحكومات وهيئات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق، ووضع الجبل تحت بند منطقة حظر جوي والمطالبة بفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته”. ودعا البيان “أبناء الجبل من عسكريين ومدنيين في كل المواقع للعودة إلى الجبل والمشاركة في حمايته”.

 

في المقابل، أصدرت صفحة “رجال الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس” تكذيباً للبيان، وقالت إنها تحضّر بياناً لتوضيح مجريات ما حصل، لكن مصادر “المدن” في السويداء، أكدت أن مظاهر الدولة داخل المدينة غائبة تماماً، مع بقائها في القرى والأرياف.

 

من جهته أصدر الشيخ سارية الرفاعي بياناً قدم فيه عزاءه لأهالي سوريا والسويداء وجرمانا بـ”استشهاد الشيخ البلعوس ورفاقه الأحرار”، واصفاً محاولات كتم أي صوت ينادي بالكرامة والحرية أو رفع الظلم بـ”المنهجية التي يتبعها النظام”. ووصف البيان عملية اغتيال الشيخ البلعوس بأنها “من ضمن الجرائم التي لا تعد ولا تحصى في سجل النظام”. وختم البيان أن “صوت الكرامة لا يموت وصرخة حقٍّ ستهزم مخزنَ رصاص، ولن يستطيعَ أحدٌ أن يكتم صوتَ الحق، ما دمنا يداً واحدةً، وهدفنا هو رفع الظلم عن الشعب السوري”.

 

يشار إلى أن المناطق الدرزية في ريف دمشق شهدت حالة من التوتر عقب الأحداث الأمنية في السويداء. وفي محاولة من النظام لمنع تفاقم الأمور أكثر، قام بقطع طريق دمشق-السويداء، ومنع دخول أي شخص إلى المحافظة، حيث توجّه عدد كبير من الموظفين والطلاب من أبناء السويداء الذين يقيمون في دمشق إلى محافظتهم، لكن الحواجز منعتهم من الدخول.

 

المجر “تفرج” عن 4000 مهاجر..وانقسام بين شرق اوروبا وغربها

تراجعت السلطات المجرية عن قرارها بمنع المهاجرين من عبور حدودها مع النمسا، وسيّرت، السبت، حافلات نقلت آلافاً من منهم، معظهمهم سوريون، باتجاه النمسا.

 

وتسير خدمة قطارات كل نصف ساعة، لنقل اللاجئين من الحدود إلى العاصمة فيينا، كما تقطع 20 حافلة الطريق ذهاباً وإياباً بين فيينا والحدود مع المجر.

 

من جهتها، أعلنت الشرطة النمساوية، السبت، إن حوالي أربعة آلاف مهاجر وصلوا إلى البلاد قادمين من المجر، منذ الساعات الأولى من الصباح، وتوقع المتحدث باسم الشرطة أن “تتضاعف الأعداد كثيراً” خلال الساعات المقبلة.

 

وكان قد سبق قرار الحكومة المجرية، أيام من الفوضى والمواجهات بين الشرطة والمهاجرين العالقين في محطات القطارات، بانتظار رحلاتهم باتجاه النمسا، ومنها إلى ألمانيا. إلا أن الحكومة المجرية اليمينية، قررت فتح الحدود أمام الراغبين بالعبور، “حفاظاً على سلامة المرور”، تاركة الأمر بيد النمسا لتقرر إن كان بوسع المهاجرين مواصلة السفر غرباً من حدودها.

 

القرار المجري تزامن مع اتفاق ألماني-نمساوي على السماح للمهاجرين في المجر بعبور حدودهما. وقال المستشار النمساوي، فيرنر فايمان: “بسبب الوضع الطارىء اليوم على الحدود المجرية توافق النمسا وألمانيا في هذه الحالة على مواصلة اللاجئين رحلتهم إلى البلدين”.

 

وكان حوالى 1000 مهاجر محاصرين في محطة للقطارات في العاصمة بودابست، قرروا، الجمعة، الانطلاق سيراً على الأقدام نحو الحدود النمساوية، إثر رفض السلطات المجرية السماح لهم بركوب القطارات. وتوجّه هؤلاء إلى الطريق السريع الرابط بين بودابست والحدود النمساوية، وهي مسافة تتجاوز الـ 180 كيلومتر، حاملين صوراً للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

 

من جهته، قال وزير الخارجية المجرية بيتر سيارتو، السبت، إن نقل طالبي اللجوء غير المسجلين من المجر إلى الحدود النمساوية “يبرز فشل سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي”. ورأى سيارتو لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة أزمة الهجرة وتشريعات مجرية حولها “إن ما حدث هو نتيجة سياسة الهجرة الفاشلة في الاتحاد الأوروبي والتصريحات غير المسؤولة”. بينما أعلن رئيس الحكومة فيكتور أوربان، الذي دعا في أكثر من مناسبة إلى الفصل بين قوانين الهجرة الوطنية وتلك المتعلقة بالاتحاد الأوروبي، أن تشريعات جديدة متعلقة بأزمة الهجرة ستدخل حيز التنفيذ منتصف الشهر الحالي، وأعلن أنها ستكون “حقبة جديدة” في ملف الهجرة عبر الحدود.

 

وتنص المقترحات التي أقرها المشرعون تحت عنوان “حالة أزمة”، على قانون يعزز احتمال انتشار الجيش على الحدود ومعاقبة المهاجرين غير الشرعيين بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات، فيما كررت الدول الأربع في مجموعة “فيسغراد”، التشيك والمجر وسلوفاكيا وبولندا، رفضها اقتراح المفوضية الأوروبية بإقرار الحصص التلقائية للاجئين، بما يوحي بانقسام بين شرق أوروبا وغربها حول سياسة اللجوء والهجرة.

 

في المقابل، جدّدت ميركل دعوتها إلى “إعادة تصميم” منظومة قوانين الهجرة في الاتحاد الأوروبي، وضرورة توزيع اللاجئين بشكل أكثر تساوياً على دول الاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار استراتيجية موحدة لمواجهة أسوأ أزمة مهاجرين تشهدها أوروبا منذ النزاع في يوغوسلافيا تسعينات القرن الماضي.

 

وتتعامل ألمانيا مع أزمة اللجوء بقوانين ليبرالية مقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى، وتقدم تسهيلات وإعانات اجتماعية للاجئين، وقد استقبلت خلال شهر آب/أغسطس الماضي وحده أكثر من 100 ألف طالب لجوء، بينما تشير التوقعات إلى استقبالها 800 ألف بحلول نهاية العام.

 

وتعتزم الحكومة الألمانية تطبيق “ميزانية تكميلية” لتخصيص أموال للبلدات التي تستقبل اللاجئين، لتوفير إقامة ورعاية طبية. في هذا الإطار، قالت ميركل، السبت، إن بلادها تستطيع مواجهة التدفق القياسي للاجئين هذا العام من دون زيادة الضرائب. وأضافت إن موقف برلين المريح بشأن الميزانية ييسر عليها التغلب على مثل هذه “المهام غير المتوقعة”، مؤكدة إن أزمة اللاجئين تمثل أولوية الحكومة الآن.

 

في السياق، أعلن نادي “ريال مدريد” الإسباني، في بيان رسمي السبت، تبرّعه بمبلغ مليون يورو للاجئين الذين ستستضيفهم إسبانيا. وجاء في البيان “وفاءاً بالتزامه بمبادئه الأخلاقية وقيم التضامن الإنساني، فقد اتخذ النادي ذلك القرار لدعم الأطفال والنساء والرجال الذي هربوا من بطش الحرب والموت والدمار في ديارهم”.

 

المعارضة تتصدى لأعنف هجمات “داعش” بريف حلب الشمالي

شنّ تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوماً، هو الأعنف على الإطلاق، على مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، منتصف ليل الجمعة-السبت، حينما تقدمت وحداته العسكرية على أكثر من محور لتدخل قلب مدينة مارع، خلال وقت قياسي. وسيطر التنظيم على نصف المدينة تقريباً، واعتلى قناصوه المباني المرتفعة ومآذن المساجد، وتحولت المعركة إلى حرب شوارع، استبسل خلالها مقاتلو المعارضة للدفاع عن مدينتهم، وقتل منهم 20 على الأقل، وجرح 10 آخرون.

 

من ثلاث جهات، تقدمت مليشيا تنظيم “الدولة الإسلامية” باتجاه مارع: من بلدة تلالين شمالاً، ومن حوار النهر شرقاً ومن تل مالد التي تطل على المدينة جنوباً. واستطاع التنظيم عبر قناصته التي توزعت في كل مكان، من رصد الطريق الوحيد للمعارضة باتجاه الغرب والذي يصلها بتل رفعت، ما عزز من صمود المعارضة التي لم يعد أمامها خيار سوى القتال، أو أن يفتك بها التنظيم الذي طوقها من كل جانب.

 

لجأ التنظيم إلى إشعال كل جبهاته مع المعارضة على طول الخط الفاصل بين مناطق سيطرته ومناطق المعارضة بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع معركته الرئيسية في مارع، بهدف شل حركة المعارضة وتشتيت أي جهد لها في دعم جبهاتها الرخوة. وشنّ التنظيم هجوماً واسعاً على جبهات كفرة وسندف وحربل وفافين، وتمكن خلالها من السيطرة على مزارع كفرة القريبة من أعزاز شمالاً، وتقدم ليسيطر على سندف شمال غربي مارع.

 

نجاح التنظيم في التقدم والسيطرة استمر طيلة ساعات ليل الجمعة، وما أن طلع النهار حتى بدأت المعركة تأخذ مجرى مختلفاً عما كانت عليه، حيث أعادت المعارضة تجميع صفوف قواتها المنهكة، وبالتعاون مع مؤازرات وصلتها استطاعت فكّ الطوق النيراني المفروض على مقاتليها داخل المدينة. المعارضة شنّت هجوماً معاكساً تمكنت خلاله من تحرير كل المواقع التي خسرتها ليلاً في مارع، وفي بقية المناطق التي شهدت تقدماً للتنظيم.

 

أكثر من 40 عنصراً من التنظيم قُتلوا في مارع ومحيطها، وأسر اثنان، بينما فرّ الباقون باتجاه مواقع تمركزهم القديمة في تلالين والصوامع وحور. كما قتل على الجبهات الأخرى 15 عنصراً، بعدما تم تطهيرها بالكامل على يد المعارضة المسلحة. كما تمكنت المعارضة من إعطاب سيارة مفخخة قبل وصولها إلى مارع، وقتلت اثنين من عناصرها، وحالت دون انفجارها.

 

للمرة الثانية على التوالي، خلال فترة زمنية قصيرة، تتمكن المعارضة من قتل العشرات من عناصر التنظيم؛ الأمر الذي رفع من الروح المعنوية لمقاتليها الذين ضاقوا ذرعاً بواقعهم العسكري المُحبط، على مدى عام تقريباً، على جبهات النظام والتنظيم، والتي كان عنوانه السائد الفشل المستمر.

 

مدير المكتب الإعلامي لـ”حركة نور الدين زنكي” أحمد حماحر، أكد لـ”المدن”، أن تنظيم “الدولة” مُني بخسارة فادحة بالأرواح والعتاد على مدى شهر تقريباً، وفشل للمرة الثالثة في اقتحام مارع وريفها الغربي، على الرغم من استخدامه مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الكيماوية “غاز الخردل”.

 

وأضاف حماحر، أن المعارضة تبذل جهودها للحفاظ على خطوط القتال الحالية، ومنع التنظيم من التقدم والتهام المزيد من المناطق، لما في ذلك من تهديد مباشر للطريق الوحيد المتبقي بين ريف حلب الشمالي والمناطق المحررة في حلب المدينة. وأشار حماحر إلى أن هناك عملاً عسكرياً مرتقباً للمعارضة ضد التنظيم، لم يحدد تاريخه بعد.

 

المتحدث باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، قال لـ”المدن”، إن القيمة المعنوية الكبيرة للإنجازات العسكرية التي حققتها المعارضة ضد تنظيم “الدولة”، قلبت المفاهيم السائدة بأن التنظيم هو الكيان الذي لا يقهر، وأن باستطاعته تحقيق أي هدف طالما أصر على ذلك. وأعتبر العقيد الأحمد، أن معارك الجمعة وما سبقها من أحداث في محيط مارع، هي ملحمة يجب على المعارضة إذكائها بمزيد من التنسيق والدعم العملياتي، باعتبارها الفرصة الأخيرة لصون ما تبقى من مكتسبات الثورة بحلب.

 

وأشار العقيد الأحمد إلى أن نجاح المعارضة في معاركها الأخيرة ضد التنظيم، يكمن في قدرتها على امتصاص الصدمة الأولى، التي عادة ما ينجح بها التنظيم خلال عملياته العسكرية ويحقق مكاسب كبيرة، مستخدماً المفخخات والانتحاريين أو أسلحة فتاكة بكثافة عالية. كما أن لدفاع أهل المدن والبلدات عن أراضيهم، الدور الكبير في الثبات والصبر الذي بدا بشكل جلي في المعارك الأخيرة.

 

حجم الخسائر التي مني بها التنظيم مؤخراً بريف حلب الشمالي ربما ستؤثر على معنويات مقاتليه، لكنه حتماً سيعاود الكرة، مُصعداً أكثر من ذي قبل، حتى ولو كلفه ذلك المئات من عناصره. وهنا يأتي دور المعارضة المسلحة التي يفترض أنها متأهبة لكل الاحتمالات، واضعة في حسبانها كل الوسائل والإجراءات التي من شأنها صدّ التنظيم، والتغلب عليه في عقر داره، وإلا فإنها ستكون بانتظار الضربة التالية.. القاضية.

 

في تأكيد لما رجحه المغرد السعودي «مجتهد» ..

مصدر: التباين الكبير حول مستقبل «الأسد» وراء تأجيل زيارة الملك «سلمان» لمصر

نفى وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، الأنباء التي تحدثت عن زيارة مزمعة للملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى مصر، في طريق عودته من واشنطن.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده «الجبير» في العاصمة الأمريكية، للتعليق على لقاء الملك «سلمان» بالرئيس «باراك أوباما»، بحسب وكالات الأنباء.

 

وقال «الجبير» إن هناك دعوة للعاهل السعودي لزيارة مصر وتم قبولها، لكن جدولة الزيارة سيتم تحديد الوقت المناسب لها، ملمحا إلى أنها لن تكون في الوقت الراهن.

 

وكانت صحف مصرية نقلت، نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، عن وكالة «أسوشيتد برس» أنباء عن عزم الملك «سلمان» التوجه من واشنطن إلى القاهرة، في أول زيارة رسمية له لمصر بعد توليه العرش.

 

وفي وقت سابق، رجح المغرد السعودي الشهير «مجتهد» إلغاء زيارة العاهل السعودي المقررة إلى القاهرة، وذلك بعد تسرب معلومات استخبارية عن مخطط مصري إماراتي لابتزاز السعودية.

 

وقال «مجتهد» في سلسلة تغريدات على «تويتر» إن «المشكلة الجديدة ليست هجوم الإعلام المصري بل معلومات استخباراتية عن مؤامرة (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي و(ولي عهد أبو ظبي محمد) بن زايد لابتزاز السعودية وإجبارها على التبعية الكاملة لهما».

 

كما أرجع مصدر خليجي مطلع إلغاء زيارة العاهل السعودي في الوقت الحالي إلى  معارضة السعودية لسعي الإمارات ومصر لشق الإجماع العربي تجاه نظام «بشار الأسد»، وتجاه التقارب مع موسكو».

 

وبحسب المصدر، الذي تحدث إلى «الخليج الجديد»، فإن تصريح «الجبير» قبل نحو أسبوع حول «الأسد» الذي جدد فيه التأكيد على أنه «لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا وأنه سيطاح به سياسيا أو عسكريا»، وجاء بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري وولي عهد أبوظبي لموسكو، فمن الواضح أن حديث مصر والإمارات من موسكو عن حل سياسي (يقبل ضمنا ببقاء الأسد) ليس مقبولا من الرياض، وأن التباين كبير في المواقف بين السعودية من جهة ومصر والإمارات من جهة أخرى.

 

واعتبر المصدر أن تصريح «الجبير» بمثابة «صفعة للخيار المصري الإماراتي، وردا على اجتماع موسكو»، مضيفا أنه يؤكد أن محاولات الإمارات ومصر تسويق «بشار الأسد»، والاتفاق مع روسيا وإيران لا تلقى ترحيبا عربيا سيما من السعودية.

 

السوريون يفرون من الأسد إلى أحضان «ماما ميركل»

لندن ـ مراد مراد

بعضهم يحمل صورها، والبعض الآخر يحمل لافتات تحمل اسمها، لكنهم جميعا يهتفون «ماما ميركل». هذه هي مشاهد اللاجئين السوريين الذين يقطعون في أحيان كثيرة عشرات الاميال سيراً على الاقدام في سبيل الوصول الى ألمانيا التي فتحت ذراعيها لاستقبالهم مهما كان عددهم، فقد اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل صباح امس ان «السلطات الالمانية ستقوم بدراسة حالة كل لاجئ للتثبت من انه فعلا لاجئ حرب»، اي من دول كسوريا والعراق وافغانستان واليمن وفلسطين وليبيا. وأكدت ان «لا سقف او حد معين لعدد اللاجئين الذين ستمنحهم المانيا اللجوء اليها. سنمنح اللجوء الى كل لاجئ سوري، فنحن اقتصادنا قوي ومتين وقادرون على مواجهة هكذا ازمة.

 

وبعد سماعها هذه الكلمات الالمانية المرحبة باللاجئين عموماً وبالسوريين منهم خصوصا، اضطرت الحكومة الهنغارية صباح امس الى تغيير موقفها من عدم نقل اللاجئين من بودابست الى الحدود النمسوية وخصصت باصات وقطارات لنقلهم، لكنها قررت بعد الظهر وقف ارسال المزيد من الباصات وعدم تخصيص المزيد من القطارات لهذا الغرض، بعدما بدأت آلاف جديدة من المهاجرين تظهر عند الحدود الصربية – الهنغارية راغبة بدورها في الوصول الى المانيا.

 

وتساءل رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربن «ما مدى نفع تقاسمنا عشرات الآلاف من هؤلاء اللاجئين بين بلداننا الاوروبية ما دمنا على يقين ان ملايين آخرين سيلحقون بهم. ان هذه الموجة لا ارى نهاية لها». وتؤكد مصادر في بودابست ان اوربن سيرسل الجيش المجري لتشديد قبضته على الحدود مع صربيا ويغلقها تماما في وجه اللاجئين بعد 10 ايام وهي المدة الزمنية المتوقعة لتنتهي هنغاريا من بناء سياج شائك عال على طول حدودها مع دول البلقان. وتبنى البرلمان الهنغاري قانونا جديدا يحكم بسجن اي لاجئ يدخل بصورة غير شرعية الاراضي المجرية بالسجن لمدة اقصاها 3 اعوام.

 

وبدأ نحو الف لاجئ من السوريين الذين توفرت لهم صباح امس الباصات المجرية الى النمسا، يصلون تباعا الى ميونيخ في المانيا على متن قطارات قادمة من النمسا التي حلت هي الاخرى ارتباطها باتفاقية دبلن الخاصة بقوانين اللجوء في الاتحاد الاوروبي، ويتوقع ان يصل عدد الوافدين الى الاراضي الالمانية الى نحو 10 آلاف لاجئ قبل فجر يوم غد الاثنين. فمنذ توقف القطارات والباصات المجرية بعد ظهر امس عن نقل اللاجئين، لا يزال آلاف من هؤلاء يقطعون مسافات مئات الاميال سيراً على الأقدام للوصول الى النمسا. وتزعم بعض وسائل الاعلام نقلاً عن مصادر في فيينا ان الحكومة النمسوية قد ترسل في الساعات المقبلة باصات او قطارات الى داخل هنغاريا لنقل المهاجرين الى اراضيها تمهيدا لترحيلهم على متن قطارات الى المانيا.

 

واكدت وزيرة الداخلية النمسوية يوهانا ميكل – ليتنر امس بعد حل التزام بلادها استثنائيا باتفاقية دبلن ان «النمسا لن تستخدم القوة لمنع دخول آلاف من اللاجئين الذين تدفقوا اليها قادمين من هنغاريا، ولن تجبرهم على التسجيل كلاجئين هنا في النمسا» على عكس ما كانت السلطات الهنغارية تفعل التزاما منها بتطبيق معاهدة دبلن. واضافت في بيان إن «أكثر من 6 آلاف لاجئ وصلوا إلى النمسا منذ ليلة الجمعة – السبت. وكل لاجئ بإمكانه تقديم طلب لجوء في النمسا، فنحن نعلم جميع الوافدين بهذه الإمكانية ونترك لهم حرية الاختيار: اللجوء الى النمسا او اكمال المشوار الى المانيا». وأوضحت ان «نحو 10 لاجئين فقط تقدموا بطلبات لجوء في النمسا حتى الآن. الآخرون يرغبون في إكمال الرحلة وأغلب هؤلاء يقصدون المانيا». وختمت «اؤكد أمرة أخرى أن أفراد الشرطة النمسوية لن يستخدموا القوة لمنع هؤلاء الأشخاص والأسر والأطفال من دخول النمسا او مغادرتها ولن يجبروهم على التسجيل كلاجئين هنا«.

 

وينقسم شعب كل دولة اوروبية بما فيها الشعب الالماني بين متعاطف مع اللاجئين ورافض لهم. ويحذر مراقبون من انه في حال استمرت الحرب السورية مدة اطول واستمر زحف اللاجئين الى القارة البيضاء، فقد يؤدي هذا الى احداث شغب داخل المجتمعات الاوروبية قد يدفع ثمنها بعض اللاجئين حياتهم على ايدي الجماعات القومية المتطرفة والنازيين الجدد الذين لم يترددوا في وصف اللجوء بهذه الاعداد الكبيرة بـ«الاجتياح الاسلامي للقارة المسيحية». وتحفل شتى مواقع الاعلام الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات ايجابية وسلبية حيال هذه الازمة التي تهدد كيان الاتحاد الاوروبي والمعاهدات التي اسس عليها.

 

المرصد: 47 قتيلاً في اشتباكات بين «داعش» والمعارضة السورية

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن 47 مقاتلا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين تنظيم «داعش» ومقاتلين من المعارضة السورية في منطقة تعتزم الولايات المتحدة وتركيا فتح جبهة جديدة فيها ضد التنظيم المتشدد.

 

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن القتال تجدد أول من أمس الجمعة حول مدينة مارع التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، على بعد 20 كيلومترا من الحدود التركية.

 

وتقع مارع في «منطقة آمنة» قالت تركيا الشهر الماضي إنها ستقيمها في شمال سوريا للمساعدة في ابقاء مقاتلي تنظيم «داعش» بعيدا.

 

وذكر تنظيم «داعش» ليل الجمعة ـ السبت أنه شن هجوما جديدا على مارع، وقتل «العشرات» من مقاتلي المعارضة السورية التي يحاربها.

 

ويشار إلى أن سقوط مارع في أيدي التنظيم، سيجعل قيام تركيا والولايات المتحدة بفتح جبهة جديدة ضد «داعش» أكثر صعوبة.

 

وقال مسلح إن مقاتلي المعارضة أرسلوا تعزيزات إلى أنحاء أخرى في محافظة حلب سعياً لدحر متشددي التنظيم.

 

(رويترز)

 

الاحتجاجات تعم السويداء والنظام السوري يغلقها  

أفادت مصادر محلية للجزيرة بارتفاع عدد القتلى في مدينة السويداء جنوبي سوريا إلى 46 بينهم طفل جراء تفجيرين ومواجهات مسلحة في المدينة، فيما تواصلت المظاهرات المنددة بالنظام السوري بعد اغتيال زعيم درزي معارض الجمعة.

 

وقال مراسل الجزيرة في درعا محمد نور إن هناك تسعة قتلى لم يتم التعرف عليهم نظرا لتفحم جثثهم إضافة إلى عشرات الجرحى، مضيفا أن بعض ذوي القتلى توجهوا إلى الأفرع الأمنية واشتبكوا مع عناصر النظام السوري، مما أدى إلى مقتل عناصر من الطرفين.

 

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحين دروزا قتلوا ستة من قوات النظام السوري أثناء الاحتجاجات الغاضبة.

 

وإزاء ذلك منعت قوات النظام الدخول والخروج من المحافظة وعمدت إلى قطع خدمة الإنترنت بشكل كلي عنها على إثر الاحتجاجات التي عمت المدينة، بحسب المصادر.

 

وقد أصدر زعماء محليون في السويداء بيانا قالوا فيه إن المحافظة أضحت خارجة عن سيطرة قوات النظام، وطالبوا باستمرار عمل المؤسسات العامة تحت إشراف إدارة ذاتية.

 

وقال مراسل الجزيرة في درعا محمد نور إن مفاوضات تُجرى حاليا بين النظام السوري و”شيوخ العقل” لمناقشة طلب المشايخ تسليم المدينة للنظام دون قتال.

 

وكانت الاحتجاجات اندلعت عقب مقتل المعارض وحيد البلعوس أحد مشايخ الطائفة الدرزية في انفجار استهدف وفد ما يعرف بـ”تجمع رجال الكرامة” داخل مدينة السويداء.

 

انتشار أمني

وقالت مصادر للجزيرة في وقت سابق إن قوات النظام أعادت تجميع قواتها بين المتحف الوطني والمربع الأمني بالمدينة. وأوضحت أن الأمن العسكري سلم مقره للثوار الذين سيطروا على مقر الشرطة العسكرية وأطلقوا سراح معتقلين، في حين ما زال الأمن الجنائي تحت سيطرة النظام، كما أن طريق دمشق السويداء مغلق.

 

من جهته، أكد المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري أن “تجمع رجال الكرامة” بمحافظة السويداء سيطر على جبل العرب وأبطل دور اللجان الأمنية التابعة للنظام، كما سلم الشؤون الأمنية للثوار في كل مدينة وبلدة من المحافظة، وذلك بعد اندلاع الاحتجاجات الجمعة.‏

 

وتحدث ناشطون بالمدينة عن سيطرة ثوار السويداء بشكل كامل على كل من فرع المخابرات الجوية والأمن العسكري والأمن الجنائي والشرطة العسكرية وفرع حزب البعث.

 

وكان البلعوس يتزعم مجموعة “مشايخ الكرامة” التي تضم رجال دين آخرين وأعيانا، وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ أكثر من أربع سنوات.

 

وللبلعوس دور في حل خلافات وقعت بين الدروز وفصائل في المعارضة، خاصة الناشطين في مدينة درعا المجاورة للسويداء.

 

جهود لتعليم الأطفال السوريين بمخيم الزعتري  

ناريمان عثمان-مخيم الزعتري

 

هدى وعبد الله، جاء كل منهما بصحبة والدته إلى المدرسة، ليدخلا الصف الأول في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، وهما اثنان من أصل 3175 طفلا في السادسة من أعمارهم يعيشون بالمخيم، ويفترض أن يدخلوا المدرسة لأول مرة هذا العام.

 

وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن التعليم سيكون متاحا لكل طفل في مخيم الزعتري خلال العام الدراسي الجديد الذي بدأ مطلع الشهر الحالي. ففي هذا المخيم الذي يعد الأكبر في الأردن ويستضيف حوالي 81 ألف لاجئ، نصفهم من الأطفال، تتوقع المنظمة أن توفر مقاعد دراسية لكل الأطفال في سن الدراسة والذين تقدر عددهم بقرابة 25 ألف طفل.

 

مدارس جديدة

وضمن إطار التعاون بين وزارة التعليم الأردنية واليونيسف، افتتحت عدة مدارس جديدة في مخيم الزعتري، الأمر الذي يُتوقع أن يؤثر إيجابا على جودة التعليم.

 

وقالت منال (والدة عبد الله) للجزيرة نت “رافقت ابني في يومه الدراسي الأول لأساعده على التواؤم مع المكان الجديد، هو أصغر أبنائي وأكثرهم تعلقا بي، آمل أن يتمكن هو وبقية إخوته من متابعة تعليمهم”.

 

أما حنان (والدة هدى) فقالت إنها جاءت مع ابنتها لأن المدرسة تبعد عن مكان السكن ربع ساعة سيرا على الأقدام، ولا تستطيع إرسال طفلتها وحدها خشية الضياع في مخيم تتشابه ملامحه.

 

وبدوره، قال المدرس سامي الخطيب للجزيرة نت إنه يأمل مع بداية العام الجديد أن يتكامل جهد المعلمين والمدرسة مع متابعة الأهالي من حيث الاهتمام بمذاكرة أطفالهم، والعناية بمستلزماتهم المدرسية من الكتب والدفاتر التي يستلمونها، ما يجعل العملية التعليمية أكثر نجاحا.

تحسين التعليم

من ناحيتها، قالت مسؤولة التعليم من قبل اليونيسيف بالمخيم شروق الفاخوري للجزيرة نت إنه من المفرح أن ترى الأطفال يعودون إلى المدارس متفائلين بمستقبل أفضل، حيث كان لديهم العام الماضي أربع مدارس في مخيم الزعتري، وكانت تستوعب أعدادا كبيرة من الطلاب، بينما تمت زيادة عدد المدارس هذه السنة، ما دفعهم للاستعداد للسنة الجديدة بشكل أفضل.

 

وأضافت أنه مع نهاية أكتوبر/تشرين الأول سيصل عدد المدارس الجديدة إلى خمس، وأنها ستكون قادرة على استيعاب أعداد قد تصل إلى 25 ألف طالب، حيث يوفر كل موقع جغرافي فترتين صباحية ومسائية.

 

وعبرت مسؤولة التعليم باليونيسيف عن شكرها لدعم وزارة التعليم الأردنية وللمتبرعين المتمثلين بالحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي والحكومتين الكويتية والبحرينية.

 

وأردفت أن اليونيسيف تتعاون مع شركائها للتخفيف من ظاهرة عمالة الأطفال داخل المخيم، والتي تمنع الأطفال من الالتحاق بالمدارس، قائلة “نحاول أن نزيد وعي الآباء والأمهات عن أهمية تعليم أبنائهم، والحرص على بقائهم في المدارس. وبالنسبة للمنقطعين عن الدراسة لفترات طويلة، أسسنا مراكز توفر لهم تعليما غير نظامي”.

 

من جهته، قال ممثل اليونيسيف في الأردن روب جانكيز إن تعليم الأطفال مسألة أساسية بالنسبة لمستقبل سوريا، كي يتمكنوا من العودة إليها ويساهموا في إعادة بنائها.

 

وأضاف جانكيز أن على المجتمع الإنساني والمانحين الاستمرار في دعم وزارة التعليم بالأردن، لإيجاد الحيز الكافي والمصادر اللازمة لتعليم اللاجئين السوريين.

 

وخلال السنة الدراسية الماضية، بلغ عدد الأطفال السوريين في سن الدراسة بالأردن 220 ألفا مسجلين بمفوضية اللاجئين، حيث التحق 130 ألفا منهم بالتعليم الرسمي بالمخيمات وخارجها، كما انتسب ثلاثون ألفا إلى أشكال مختلفة من التعليم التعويضي، في حين تبقى ستون ألفا بدون أي نوع من التعليم، وفقا لليونيسيف.

 

صور الطفل الغريق تجسد محنة اللاجئين  

قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن فاجعة الطفل الغريق تجسد حجم المعاناة الهائلة التي يكابدها هؤلاء اللاجئون البؤساء على مختلف أعمارهم هربا من ويلات الحروب والاضطرابات في بلادهم.

 

وكتبت الصحيفة تقول إن الصور المفجعة للطفل الغريق لخصت المأساة البشرية لأزمة اللاجئين في أوروبا.

 

فبينما يصارع السياسيون هناك للتوصل إلى توافق حول أفضل السبل للتعامل مع أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، أشعلت صورة الطفل عيلان الكردي، ابن الثالثة الذي غرق مع أخيه غالب الذي يكبره بعامين وأمهما، مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت عندما كتب عليها “البشرية تجرفها الأمواج إلى الشاطئ”.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن خمسة أطفال وامرأة، من مجموع 23 مهاجرا، قضوا في هذا الحادث المأساوي بينما كانوا يحاولون الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية التي وصل إليها نحو 23 ألف مهاجر الأسبوع الماضي فقط، وبذلك يكون مجموع الذين وصلوا إلى اليونان في الأشهر التسعة الأولى لهذا العام 160 ألفا.

 

وفي زاوية أخرى، ذكرت نفس الصحيفة أن محنة أطفال اللاجئين الذين يموتون ويعانون كثفت النقاش في أنحاء أوروبا بشأن كيفية الاستجابة لأسوأ أزمة هجرة لا تزال تتفاقم.

 

ففي تركيا، أثارت جثتا الأخوين الصغيرين عيلان وغالب تدفقا هائلا من التعاطف في جميع أنحاء القارة الأوروبية. وفي الوقت نفسه جسد مشهد آخر من مقدونيا، حيث يقف شرطي حاملا رضيعا يصرخ عند الأسلاك الحدودية الشائكة مع اليونان، محنة أعداد لا تحصى من الأطفال الذين يخوضون رحلات يائسة عبر البلقان.

 

وقالت الصحيفة إن مثل هذه الصور أصبحت نقطة التقاء لأولئك الذين يقولون إن على أوروبا أن تفتح أذرعها للاجئين، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن حيث تم مساء أمس إعادة تشكيل الحدود مما يكبح حرية الحركة داخل ما يعرف بمنطقة “شنغن”.

 

وقد تم تنفيذ تفتيشات حدودية بين إيطاليا والنمسا بناء على طلب ألمانيا، وسط دلائل على أن المسؤولين يعتقدون الآن أن مبدأ حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي غير مستدام. وفي المقابل، وصفت المفوضية الأوروبية الضوابط بأنها “مراجعات شرطية” ونفت أن تكون هناك مخالفة لاتفاق شنغن.

صور مفجعة

ومن جانبها، علقت صحيفة غارديان على صور الطفل الغريق بأنها صادمة ومأساوية وتذكر بالمخاطر التي يخوضها الأطفال وأسرهم بحثا عن حياة أفضل، وقالت إن فاجعة هذا الطفل ينبغي أن تجمع العقول وتجبر دول الاتحاد الأوروبي على العمل معا والاتفاق على خطة لمعالجة أزمة اللاجئين.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن فاجعة الأمس كانت جزءا من حصيلة قاتمة لنحو 2500 شخص لقوا حتفهم هذا الصيف وهم يحاولون عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، وفق وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. كما أن الظروف على الجزر التي يكتظون فيها أصبحت فوضوية بشكل كبير مما جعل المسؤولين يبدون تخوفهم من تفشي الأمراض وسط ارتفاع مستويات القذارة.

 

وتعليقا على هذه المأساة أيضا، تساءلت صحيفة إندبندنت مستهجنة “إذا لم تغير هذه الصور المفجعة للطفل السوري الغريق الذي جرفته الأمواج إلى الشاطئ موقف أوروبا من اللاجئين فما الذي سيغيره؟”.

 

واعتبرت الصحيفة مثل هذه الصور بمثابة تذكير قوي بأن المزيد من اللاجئين سيموتون في رحلة يأسهم هربا من الاضطهاد ووصولا إلى بر الأمان، بينما يحاول القادة الأوروبيون بشكل متزايد منعهم من الاستقرار في القارة.

 

وقالت الصحيفة إن هذه الصور والمأساة التي تنقلها يصعب تجاهلها، وهو ما جعل كبار السياسيين في بريطانيا يطالبون حكومة ديفد كاميرون ببذل المزيد لمعالجة أزمة اللاجئين.

 

اللاجئون ينهارون على أعتاب أوروبا دون إغاثة  

يواصل اللاجئون الفارون من نيران الحرب في الشرق الأوسط التدفق عبر مختلف الحدود تجاه دول الاتحاد الأوروبي، وذلك رغم المصاعب والأهوال التي يواجهونها في طريقهم إلى المجهول، لكن العديد من هؤلاء ينهارون على أعتاب أوروبا دون إغاثة.

 

وأشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف إلى الاستفتاء الذي يعتزم رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إجراءه العام القادم بشأن عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، وأوضحت أنه لو كان الاستفتاء يتعلق بحدود بريطانيا لواجه كاميرون مصاعب حقيقية.

 

وأوضحت الصحيفة أن الناخبين يريدون أن تفرض المملكة المتحدة سيطرتها على حدودها أمام تدفق اللاجئين الذي لا ينتهي، وأضافت أن اللاجئين عبر أوروبا يتعرضون لمآس كارثية، وأن الأمم المتحدة وصفت السلطات في هنغاريا بأنها غير قادرة على التعامل مع آلاف اللاجئين القادمين إليها عبر صربيا.

 

وأضافت أن لاجئين بائسين من الرجال والنساء والأطفال فارين من ويلات الحرب في مناطق في  الشرق الأوسط مثل سوريا يحاولون التوجه عبر أراضي القارة الأوروبية في طريقهم إلى ألمانيا أو  السويد أو بريطانيا، وأنهم يعانون أشد المعاناة جراء هذه الرحلة الشاقة.

 

مخيمات

وأشارت الصحيفة إلى أن الآلاف من هؤلاء اللاجئين محتجزون في مخيمات تعاني نقصا في الماء والغذاء، وبعضهم بلا ملجأ يؤويه، وأنهم ينهارون عند أعتاب أوروبا دون أن يجدوا أي شكل من أشكال الإغاثة.

 

كما أشارت إلى العثور على عشرات الجثث للاجئين يعتقد أنهم سوريون من بينهم نساء وأطفال وقد قضوا اختناقا في شاحنة مغلقة تستخدم لنقل الخضار، وذلك بعد أن دفع اللاجئون مبالغ طائلة للمهربين من أجل نقلهم، لكن انتهى بهم المطاف جثثا هامدة.

 

وأضافت أن أكثر من 300 ألف من اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين شقوا طريقهم المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا العام الجاري، وأن المستشارة الألمانية أعربت عن استعداد بلادها لاستقبال 800 ألف لاجئ وحثت الدول الأوروبية الأخرى على أن تحذو حذوها.

 

وفاة رضيع لاجئ واشتباكات مع الشرطة اليونانية  

أعلنت السلطات اليونانية أمس السبت وفاة رضيع لاجئ بُعيد وصوله قادما من تركيا إلى جزيرة أغاثونيتيسي اليونانية، من جهة أخرى جرت مواجهات بين الشرطة اليونانية ولاجئين في مرفأ ليسبوس شرق بحر إيجة.

 

وقال رئيس بلدية أغاثونيتيسي، لشبكة التلفزيون اليونانية العامة، إن الرضيع البالغ من العمر شهرين توفي بعد ساعات على وصوله إلى الجزيرة قادما من السواحل التركية القريبة.

 

وأشار إيفانغيلوس كوتوروس إلى أن الرضيع أسعف إلى عيادة محلية لا تملك وسائل كبيرة، في حين لم تكشف السلطات أية تفاصيل أخرى عن هويته وأسباب وفاته.

 

وتواجه اليونان صعوبات في التعامل مع تدفق مئات اللاجئين الذين يعبرون يوميا من تركيا إلى الجزر الشرقية لليونان، ومن بينها كوس وليسبوس وساموس وأغاثونيتيسي.

 

وينتظر آلاف منهم لتحديد هويتهم، ونقلهم إلى العاصمة أثينا لمواصلة رحلتهم إلى بلدان أوروبية أخرى.

 

وتشير أرقام خفر السواحل اليوناني إلى أن 2500 لاجئ نزلوا من عبارة يونانية بميناء بيريوس، أمس السبت، ليصل إجمالي عدد الأشخاص الذين نقلوا إلى اليونان منذ الاثنين الماضي إلى 13373 شخصا.

 

اشتباكات وتحذير

وفي دلالة على مدى صعوبة الوضع، تفجرت اشتباكات لليوم الثاني في ليسبوس بين الشرطة ونحو ثلاثة آلاف مهاجر يحتجون على طول إجراءات تحديد الهوية.

 

وفي هذه الجزيرة الواقعة شرق بحر إيجة أيضا، تصدّت قوات مكافحة الشغب بخراطيم المياه لآلاف اللاجئين الذين كانوا يحاولون تجاوز الحواجز مساء ليستقلوا سفينة تم استئجارها لنقل الواصلين إلى الجزيرة إلى أثينا، كما قال مصدر في الشرطة.

 

وأضاف المصدر ذاته -لوكالة الصحافة الفرنسية- أن لاجئا واحدا أصيب بجروح ونقل إلى المستشفى.

 

ويوم الجمعة الماضي، خرج نحو ألف مهاجر من مخيم إيواء مؤقت، وسدّوا طريقا رئيسية في الجزيرة وفق ما أبلغ مسؤول بالشرطة وكالة رويترز شريطة عدم نشر اسمه.

 

وفي تطور متصل، حذّر رئيس البلدية الرئيسة بليسبوس من أن الجزيرة ستقاطع انتخابات عامة مقررة يوم 20 سبتمبر/ أيلول الحالي إذا لم تعالج الحكومة الوضع فورا. ونقلت وكالة أنباء أثينا عن سبيروس غاليوس قوله إن “جزيرة بها 85 ألف شخص تتحمل عبء أزمة إنسانية ضخمة”.

 

وأضاف غاليوس “نحن ندعو أبناء ليسبوس ألا يشاركوا بالانتخابات المقبلة، ومن الواضح أننا نعلن نيتنا عدم إقامة صناديق اقتراع إذا لم يُتخذ إجراء فوري”.

 

السويداء تنتفض.. مطالبات درزية بخروج “عصابة الأسد

دبي- العربية.نت

بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس أحد مشايخ الموحدين الدروز في السويداء بتفجير استهدف موكبه، سادت حالة من التوتر والغضب في السويداء، بلغت ذروتها بمطالبة “رجال الكرامة” بمنطقة حكم ذاتي وخروج من أسموهم “عصابة الأسد من المحافظة” وزمرة وفيق ناصر، رئيس الفرع العسكري في المدينة.

وكان البلعوس، الذي قُتِل مساء الجمعة الماضي (4 سبتمبر) مع 40 شخصاً بتفجير في انفجار سيارة مفخخة استهدفته أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء، يتزعّم مجموعة “مشايخ الكرامة” أو “رجال الكرامة”، التي تضم رجال دين دروز آخرين وأعياناً ومقاتلين، وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وهو يتمتع بشعبية واسعة لدى أبناء الطائفة الدرزية، وعرف بمواقفه الرافضة لأداء الدروز الخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن عشرات من أنصار البلعوس خرجوا إلى الشارع بعد انتشار خبر مقتله، وحمّلوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين، ما أسفر عن مقتل “ستة عناصر من القوى الأمنية ليل الجمعة، خلال هجوم مسلحين على فرع الأمن العسكري” في المدينة

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الجديد لـ “رجال الكرامة” رأفت البلعوس في بيان منطقة “جبل العرب (التي تضم الدروز) منطقة محررة” مؤكداً استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة من الهيئة المؤقتة لحماية الجبل”.

اعتبار “جبل العرب” محرراً من عصابات الأمن

ونص البيان على عدد من المطالب أبرزها:

-اعتبار جبل العرب منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم.

– إبطال دور اللجان الأمنية الأسدية، وتسليم الشؤون الأمنية لرجال الكرامة في كل مدينة وبلدة من المحافظة.

– استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية باشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة المؤقتة لحماية الجبل.

– تكليف غرفة عمليات رجال الكرامة وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء بالجبل من كل الفصائل بتطهير مواقع السلطة والإشراف على حفظ الأمن و استمرار الحياة الطبيعية بالمحافظة.

– تكليف لجنة التفاوض السياسي بالتواصل مع الحكومات وهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق واعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي، وفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته.

– دعوة كل أبناء الجبل من عسكريين ومدنيين في كل المواقع القدوم للجبل والمشاركة بحمايته.

“زمرة وفيق ناصر”

كما اتهمت مجموعة “رجال الكرامة” من أسمتهم “زمرة وفيق ناصر وعصابة الأسد في السويداء واللجنة الأمنية مسؤولية كل ما جرى ويجري من اغتيالات وزج الجبل في أتون هذه المواجهة الدموية”.

واعتبر البيان أن “تسلط وعسف السلطة الأسدية ذكى الحرب بين الإخوة” وتابع مهدداً: “أما وقد فتح النظام النار واعتدى، فله منّا الرد الحاسم”.

“خنقتونا”

وكانت مدينة السويداء شهدت الثلاثاء مظاهرة حاشدة ضد الفساد وسوء الأحوال المعيشية والأمنيّة تحت شعار “خنقتونا” والتي طالبت بتوقيف عصابات السرقة التي اتّهم فيها بعض المتظاهرين رئيس الفرع العسكري في السويداء وفيق ناصر بالمسؤولية عن هذه العصابات لأنّها في المقابل تضمن الوفاء له وللأجهزة التابعة له.

وسبق للشيخ البلعوس أن انتقد ناصر مطالباً بإقالته إثر إشكالات عدة حصلت بين أهل السويداء وعناصر من الأجهزة الأمنيّة التي يتولّى مسؤوليّتها.

 

مفارقة القرن..حلب استضافت 12ألف لاجئ يوناني قبل 72عاما

تنتشر هذه الأيام صور لطوابير اللاجئين السوريين الهاربين إلى أوروبا عبر اليونان

العربية.نت – إيليا جزائري

تداولت مواقع التواصل الإجتماعي صورة قديمة لمهاجرين يونانيين هربوا من ويلات الحرب الكونية الثانية في بلادهم في القرن الماضي حيث حلوا كلاجئين على مدينة حلب السورية. هذا ما جعل البعض يذهب لوصف الصورة بأنها “مفارقة القرن” في ظل لجوء آلاف السوريين إلي أوروبا عبر اليونان في أيامنا هذه.

ويعود تاريخ الصورة إلى عام 1943 وقد عرض موقع “أمازون” الأميركي مجموعة من الصور المماثلة للبيع بملغ 11 ألف دولار والتي تعود لتلك الحقبة.

ويعيد التاريخ نفسه ولكن بشكل معاكس، حيث تنتشر هذه الأيام صور لطوابير اللاجئين السوريين الذين دمرت الحرب الأهلية بلادهم وحياتهم فضاقت بهم الأرض فلم يجدوا بداً إلا الفرار من جحيمها إلى أوروبا عبر اليونان.

وشبح الموت غرقاً أو على حافة الطرق الوعرة يقف لهم بالمرصاد، ونموذج الطفل آلان الكردي بين أيدينا حيث هزت صورة جثته الهامدة على الساحل التركي العالم في الأسبوع الماضي.

وفي فترة الحرب العالمية الثانية، التي استمرت من عام 1939 إلي 1945، فر آلاف اللاجئين الأوروبيين من القارة العجوز إلي دول الشرق العربي ومنها سوريا بحثاً عن ملاذ آمن.

واليوم وبعد حوالي 72 عاماً، يفر ملايين السوريين إلي أوروبا تاركين ورائهم جحيم الحرب في بلادهم. وينتقل السوريون من تركيا إلي اليونان عبر البحر ويعتبروها بوابة وصولهم للدول الأوروبية المضيفة للآجئين كألمانيا والنمسا والسويد وفرنسا وسائر الدول التي تستقبل اللاجئين .

 

وفي خضم الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) فر المهاجرون من ويلات الحرب في أوروبا إلى دول الشرق العربي مثل سوريا ولبنان والعراق ومصر أملاً في حياة آمنة.

وما يحدث اليوم في سوريا يذكرنا بما عاناه اليونانييون في الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث تعرضوا لغزو الإيطاليين والألمان وأجبر الآلاف منهم على الهجرة بحثاً عن ملاذ آمن في الدول العربية.

وكانت حلب السورية إحدى المدن العربية التي استضافت آلاف من اليونانيين بسخاء. ويظهر في الصورة المنشورة جموع اللاجئين بملابسهم الرثة ومعهم أولاد صغار يصطفون في انتظار المعونات والأكل. وكتب على الصورة أنه تم إطعام حوالي 12ألف من المهاجرين اليونانيين في حلب.

 

الغرب.. هل بات مع خيار “الحسم” بسوريا؟

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تظهر الكثير من المؤشرات أن الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية الكبرى باتت تفضل خيار الحسم العسكري في سوريا، وذلك وفقا لكثير من المراقبين.

 

ويبدو ذلك واضحا بعد الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخيرا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأعرب كيري خلاله عن قلقه بلاده من أن زيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا، قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة مع التحالف المناهض لتنظيم داعش، ومضاعفة أعداد اللاجئين السوريين.

 

وكانت تقارير إعلامية أميركية، أشارت إلى أن روسيا تعتزم زيادة وجودها العسكري لدعم الجيش السوري.

 

وذكر مصدر أمني أميركي لوكالة “رويترز” أن هناك علامات على تدخل روسي أوسع في سوريا، يتجاوز الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو حاليا، ويشمل التسليح والتدريب.

 

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أكد أنه مازال من المبكر الحديث عن مشاركة عسكرية روسية في سوريا، مكتفيا بالقول” ندرس عدة خيارات لكن أمر إرسال القوات الروسية ليس مطروحا لغاية الآن”.

 

من ناحيته، قال وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن، في مقابلة صحافية، السبت، إنه “يتعين على بريطانيا وأوروبا إيجاد وسيلة لمعالجة الصراع في سوريا، بالإضافة إلى منح اللجوء للفارين بشكل حقيقي من الاضطهاد”.

 

وأضاف أوزبورن: “لا بد من مواجهة المشكلة في المنبع، وهي نظام الأسد الشرير، وإرهابيو داعش، ولا يمكن ترك تلك الأزمة تستفحل. علينا أن ننخرط في مواجهة ذلك”.

 

وفي نفس السياق جدد البرلمان التركي جدد، أخيرا، التفويض الممنوح للجيش لشن عمليات عسكرية في سوريا والعراق، كما يتيح التفويض السماح للقوات الأجنبية بالتمركز في الأراضي التركية.

 

وفي سياق ذي صلة، كشفت صحيفة “لوموند”  الفرنسية أن باريس تدرس شن غارات جوية تستهدف تنظيم داعش في سوريا، وذكرت أن عددا من العوامل دفعت الفرنسيين لتغيير سياستهم حيال سوريا، وتشمل هذه العوامل التدفق الكبير للاجئين السوريين في أوروبا، وفشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في دفع داعش إلى التراجع، فضلا عن الحديث عن نشر قوات روسية قرب مدينة اللاذقية.

 

 

وكان شهر أغسطس شهد مشاورات دبلوماسية مكثفة لإيجاد حل سياسي في سوريا، وتركزت هذه المشاورات في موسكو التي استقبلت وزيري خارجية السعودية وإيران، عادل الجبير وجواد ظريف، كما استقبلت العاصمة الروسية ممثلين عن المعارضة السورية في الداخل والخارج، وشهدت العاصمة القطرية الدوحة اجتماعا غير مسبوق وجمع لافروف وكيري والجبير .

 

قصف على حلب والجيش يتقدم في الزبداني

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قصفت القوات الحكومية السورية عدة مناطق في البلاد، منها أطراف حلب وحي جوبر في دمشق وجبل الزاوية في إدلب، في حين حقق الجيش تقدما في مدينة الزبداني.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، إن قوات الحكومة قصفت منطقة الليرمون عند أطراف حلب، فيما تجددت الاشتباكات بين مقاتلي عدة كتائب معارضة من جهة، والقوات السورية مدعومة بمسلحين موالين لها من جهة أخرى، في منطقة المناشر.

 

كما تعرض حي جوبر بالعاصمة السورية، بعد منتصف ليل السبت، إلى قصف من جانب القوات الحكومية، حسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له.

 

وفي إدلب استهدف الطيران الحربي السوري عدة مناطق في جبل الزاوية، كما دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي جبهة النصرة وفصائل أخرى من جهة، والقوات الحكومية من طرف آخر.

 

أما في اللاذاقية فوقعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، تزامنا مع قصف حكومي على أماكن قريبة من منطقة سلمى.

 

وحسب المرصد، حققت القوات السورية مدعومة بمسلحين موالين لها، تقدما في مدينة الزبداني، بعد اشتباكات عنيفة مع عدة فصائل معارضة مسلحة.

 

تقارير عن “دور عسكري متنام” لروسيا في سوريا تثير أزمة بين واشنطن وموسكو

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- عبرت الولايات المتحدة الأمريكية السبت، عن قلقها إزاء تقارير عن “دور عسكري متنام” لروسيا في سوريا، وحذرت من أن ذلك من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة السورية.

 

وجاء في بيان لوزارة الخارجية، تلقته CNN، أن الوزير جون كيري أجرى اتصالاً مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، وأبلغه بقلق الولايات المتحدة بشأن تقارير تحدثت عن قيام روسيا بتعزيز تواجدها العسكري في سوريا.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي: “إذا صحت مثل هذه التقارير، فإن مثل هذه الأعمال قد تؤدي إلى مزيد من التفاقم للصراع، بما يؤدي إلى سقوط عدد أكبر من الضحايا الأبرياء، وتزايد مشكلات تدفق اللاجئين، كما تعارض عمليات التحالف المناهض لتنظيم “داعش” في سوريا.

 

كما اتفق الوزيران على استكمال نقاشاتهم حول الأزمة السورية، أثناء مشاركتهما باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في وقت لاحق من الشهر الجاري.

 

وفي موسكو، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين لافروف وكيري بحثا “الوضع في سوريا، ومكافحة تنظيم داعش”، بحسب بيان أوردته وسائل الإعلام الرسمية.

 

أمريكا تبلغ روسيا قلقها بشأن أحدث تحركات عسكرية في سوريا

واشنطن (رويترز) – أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي سيرجي لافروف يوم السبت أن واشنطن تشعر بقلق عميق بسبب تقارير تقول إن موسكو تتجه نحو تعزيز عسكري كبير في سوريا يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه يهدف إلى تعزيز الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال مسؤول أمريكي رفيع لرويترز إن السلطات الأمريكية اكتشفت”خطوات تمهيدية مقلقة” تشمل نقل وحدات إسكان سابقة التجهيز لمئات الأشخاص لمطار سوري فيما قد يشير إلى أن روسيا تجهز لنشر معدات عسكرية ثقيلة هناك.

 

وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى روايات إعلامية تلمح إلى”تعزيز عسكري روسي مدعم وشيك.”

 

وقالت الخارجية الأمريكية إن”وزير الخارجية أوضح أنه إذا كانت مثل هذه التقارير صحيحة فقد تؤدي هذه الأعمال إلى تصعيد الصراع بشكل أكبر وتؤدي إلى إزهاق المزيد من أرواح الأبرياء وزيادة تدفق اللاجئين وتخاطر بحدوث مواجهة مع التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يعمل في سوريا.”

 

وقد تشير الأعمال الروسية إلى جهد مكثف لدعم الأسد حليف روسيا منذ فترة طويلة والذي انكمشت المنطقة التي يسيطر عليها إلى خمس الأراضي السورية أو أقل بعد حرب أهلية طاحنة تدور منذ أكثر من أربع سنوات.

 

وقال المسؤول الأمريكي إن من بين أحدث الخطوات التي قامت بها روسيا تسليم وحدات إسكان مؤقت ومركز متنقل للمراقبة الجوية لمطار قرب مدينة اللاذقية الساحلية وهي أحد معاقل الأسد.

 

وأضاف المسؤول إن الروس قدموا أيضا طلبات لدول مجاورة للسماح بتحليق رحلات جوية عسكرية.

 

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز إنه بالإضافة إلى ذلك أرسلت روسيا فريقا عسكريا إلى سوريا.

 

ونقلت عن مسؤولين أمريكين لم تنشر أسماءهم قولهم إنه على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى اعتزام روسيا إرسال قوات برية ضخمة فإن وحدات الاسكان يمكن أن تأوي نحو ألف مستشار عسكري وافراد آخرين وتتيح أن يصبح المطار مركز إمدادات أو نقطة إنطلاق لغارات جوية روسية.

 

ولكن المسؤول قال لرويترز ” لايُعرف على وجه الدقة ماهي نية الروس.لم نر انتشارا فعليا لمعدات عسكرية أو طائرات أو قوات.”

 

وقال المسؤول إن النتائج استُخلصت من “مصادر شتى .”

 

وذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز أن المخابرات الأمريكية جمعت الادلة من صور التقطتها أقمار تجسس .

 

وقال مصدر أمني أمريكي لرويترز إن هناك علامات على تحرك روسي للتدخل في سوريا على نحو أبعد من دور الدعم العسكري القوي الذي تقوم به موسكو بالفعل والذي يتضمن تقديم أسلحة وتدريب.

 

وأضاف المصدر إن الولايات المتحدة ستراقب الوضع لترى ما إذا كان أي تزايد للوجود العسكري الروسي في سوريا سيستخدم لصد تنظيم الدولة الإسلامية أم لدعم الأسد.

 

وامتنع المسؤول الأمريكي عن توضيح رد لافروف على مخاوف كيري. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الاثنين اتفقا على مواصلة المناقشات بشأن الصراع السوري هذا الشهر في نيويورك حيث تلتقي الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

 

المرصد: مسلحون دروز يقتلون ستة من قوات الأمن في جنوب سوريا

مجموعة من الدروز يتابعون القتال في قرية درزية سورية من الجانب الاسرائيلي للحدود بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة يوم 16 يونيو حزيران 2015. تصوير. باز راتنر – رويترز

1 / 1تكبير للحجم الكامل

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن مسلحين دروزا قتلوا ستة من قوات الأمن التابعة للحكومة السورية اثناء احتجاجات غاضبة في جنوب البلاد بعد مقتل قيادي درزي وعشرات آخرين في تفجيرين بسيارتين ملغومتين يوم الجمعة.

 

واشار نشطاء إلى إن أعمال العنف التي قال المرصد أنها أودت بحياة 37 شخصا جاءت بعد مظاهرات مناهضة للحكومة استمرت بضعة أيام في المنطقة احتجاجا على نقص امدادات الوقود والخدمات العامة.

 

وقع التفجيران في مدينة السويداء وهي معقل للأقلية الدرزية الموالية بشكل تقليدي للرئيس بشار الأسد. وتتاخم محافظة السويداء ريف دمشق ومحافظة درعا وكلاهما ذات أهمية استراتيجية للأسد.

 

وشن مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية وجماعات مسلحة أخرى من بينها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة ومسلحين معتدلين هجمات بشكل منفصل على القوات الحكومية في محافظة السويداء في محاولة للتقدم في المنطقة. ويهاجم تنظيم الدولة الاسلامية السويداء من الشرق في حين تشن الجماعات الأخرى هجوما من الغرب.

 

وقال المرصد إن القيادي الدرزي الشيخ وحيد البلعوس -وهو معارض للحكومة السورية والمسلحين الذين يقاتلونها- قتل في أحد التفجيرين على مشارف السويداء. ووقع الانفجار الآخر في السويداء بعد الأول بقليل.

 

وقال المرصد إن العشرات نظموا بعد وقوع الهجمات احتجاجات خارج مبان حكومية في منطقة السويداء وأضرموا النار في سيارات ودمروا تمثالا بالمدينة للرئيس السابق حافظ الأسد والد الرئيس بشار الأسد.

 

وأضاف المرصد ان الدروز قتلوا أفراد الأمن الستة أثناء الاحتجاجات. وتابع ان هؤلاء ضمن إجمالي عدد القتلى الذي بلغ 37 على الأقل.

 

وأكدت وسائل إعلام سورية رسمية وقوع الانفجارين وقالت إن عشرات قتلوا لكنها لم تذكر القيادي الدرزي البلعوس.

 

واشار المرصد إلى أن البلعوس يعارض الحكومة السورية والمسلحين الاسلاميين الذين يقاتلونها.

 

ولم يصدر اي اعلان بالمسؤولية عن التفجيرين.

 

وفي تغريدة على تويتر أنحى الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط -الذي يؤيد الانتفاضة ضد الأسد- باللوم على الحكومة السورية فيما وصفه “بإغتيال” البلعوس.

 

ونشر موقع الكتروني تابع للجبهة الجنوبية -وهي تحالف لجماعات مسلحة أكثر اعتدالا- بيانا من جماعة في درعا تتعهد بدعم مسلح للاحتجاجات المناهضة للحكومة.

 

وقال البيان ان هذه الجماعة مستعدة “لتأمين كل خطوط الامداد” التي تؤدي إلى السويداء ودخول المدينة للقتال إلى جانب المحتجين.

 

وبث نشطاء محليون تسجيلات مصورة في الأيام القليلة الماضية لاحتجاجات شعبية في السويداء ضد الحكومة اثارها الغضب من نقص الوقود والكهرباء والخدمات العامة.

 

وتمكن الجيش السوري ومقاتلون متحالفون معه في وقت سابق من الصيف الحالي من اخراج مسلحين من أجزاء من قاعدة جوية كانوا استولوا عليها في محافظة السويداء.

 

وبينما يعتبر الدروز تقليديا موالين للأسد إلا أن هناك جيوبا من المعارضة. وعارض البلعوس إلحاق الدروز بالخدمة في الجيش السوري.

 

(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

 

بريطانيا تشير إلى تحرك في اتجاه شن غارات جوية في سوريا

أنقرة/لندن (رويترز) – اقتربت بريطانيا بشكل أكبر من القيام بعمل عسكري في سوريا في الوقت الذي قال فيه وزير كبير يوم السبت إنه لابد من معالجة أزمة المهاجرين في أوروبا في منبعها وقالت صحيفة إنه قد يتم إجراء تصويت في البرلمان في الشهر المقبل بشأن قصف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وقال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن إنه يتعين على بريطانيا وأوروبا إيجاد وسيلة لمعالجة الصراع في سوريا بالإضافة إلى منح اللجوء للفارين بشكل حقيقي من الاضطهاد.

 

وأردف قائلا في مقابلة مع رويترز على هامش اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في تركيا “لابد من مواجهة المشكلة في المنبع وهي نظام الأسد الشرير وإرهابيو داعش ولابد من خطة شاملة لسوريا أكثر استقرارا وأكثر سلاما.

 

“إنه تحد ضخم بالطبع.. لكن لا يمكن ترك تلك الأزمة تستفحل. علينا أن ننخرط في مواجهة ذلك.”

 

وقالت صحيفة صنداي تايمز إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يريد إجراء تصويت في البرلمان في أول أكتوبر تشرين الأول لتمهيد الطريق أمام توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين كبار إنه يسعى أيضا لشن هجوم عسكري ومخابراتي ضد مهربي البشر.

 

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية في وقت سابق يوم السبت إن فرنسا تفكر في شن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لتنضم بذلك إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.

 

وقال كاميرون يوم الجمعة إن بريطانيا ستستقبل”آلافا آخرين” من اللاجئين السوريين . ويواجه كاميرون ضغوطا للقيام بمزيد من الخطوات ردا على أزمة المهاجرين في أوروبا.

 

وقالت صنداي تايمز إن كاميرون مستعد لقبول 15 ألف لاجيء من مخيمات واقعة قرب سوريا.

 

وتتعرض حكومته لضغوط كي تفعل المزيد لمعالجة هذه الأزمة في أعقاب نشر صور لجثة طفل سوري يرقد ميتا على شاطىء تركي وهو ما أدى إلى تحريك مشاعر الناس .

 

وقال أوزبورون إن الحكومة البريطانية ستعلن مزيدا من التفاصيل عن خطتها هذا الأسبوع.

 

وأضاف “نعم لا بد أن نمنح اللجوء لأولئك الفارين فعلا من الاضطهاد. دول مثل بريطانيا فعلت ذلك دائما. نحن من بين مؤسسي نظام اللجوء. سنقبل آلافا اخرين (من المهاجرين) كما قال رئيس الوزراء.”

 

ومضى قائلا “لكن عليك في نفس الوقت التأكد من أنك تقدم المساعدات لمخيمات اللاجئين على الحدود… وأننا نفعل ما يلحق الهزيمة بتلك العصابات الإجرامية التي تتاجر بالبؤس الإنساني وتعرض ارواح الناس للخطر وتقتل الناس.”

 

وقال أوزبورن ان حل أزمة المهاجرين يعني أيضا مواجهة حكومة الرئيس بشار الأسد “الشريرة” في سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأشار كاميرون إلى أنه يود أن يطلب من البرلمان البريطاني التصويت على الانضمام إلى الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بعد رفض النواب الضربات العسكرية في سوريا في 2013.

 

ولكن كاميرون قال يوم الجمعة إنه لن يمضي قدما في إجراء تصويت جديد في البرلمان إلا إذا كان هناك “إجماع حقيقي” في بريطانيا على قصف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.وفسرت بعض وسائل الإعلام البريطانية هذا التصريح على أنه علامة على قلق كاميرون من أن حزب العمال المعارض لن يؤيد مثل هذه الخطوة إذا فاز في سباق زعامة الحزب جيريمي كوربين اليساري والمرشح الأوفر حظا للفوز وأحد المنتقدين بشدة لدور بريطانيا في الحرب في العراق.

 

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

 

سوريا: مقتل 6 عناصر أمن خلال احتجاجات بعد اغتيال رجل دين درزي

قتل ستة عناصر من قوى الأمن ليل الجمعة السبت 4 ـ 5 أيلول ـ سبتمبر، خلال حركة احتجاجات في منطقة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، إثر مقتل رجل دين درزي بارز في انفجار سيارة مفخخة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال المرصد إن العشرات من أنصار الشيخ وحيد البلعوس خرجوا إلى الشارع وحملوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين اللذين وقعا في السويداء الجمعة وتسببا بمقتل 28 شخصا بينهم البلعوس المعروف بمواقفه المنتقدة للنظام والتطرف الإسلامي، بالإضافة إلى إصابة نحو خمسين شخصا بجروح.

 

وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “قتل ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية ليل الجمعة خلال هجوم لمسلحين على فرع الأمن العسكري”.

 

وكان البلعوس يتزعم مجموعة “مشايخ الكرامة” التي تضم رجال دين آخرين وأعيانا ومقاتلين هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ أكثر من أربع سنوات. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء الطائفة الدرزية. وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم.

 

وكانت السويداء شهدت خلال الأيام التي سبقت التفجيرين تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان أنها كانت تحظى بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين أمور حياتية أخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء. وأثار انتشار خبر مقتل البلعوس توترا شديدا.

 

وأفاد المرصد السوري عن خروج “عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددا من السيارات أمامها. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تعرف أسبابها”.

 

وأشار المرصد إلى أن المتظاهرين “حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء”.

 

وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاما، طالب) لفرانس برس في اتصال هاتفي إن منزله قريب من سوق الخضار ومبنى البلدية. وأضاف “سمعت صوت تحطم زجاج، وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا المبنى بالحجارة”.

 

وأشار المرصد إلى “هدوء حذر” السبت في السويداء. وذكر سكان أن رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء. وأشاروا إلى انقطاعات في شبكة الانترنت وفي الاتصالات الهاتفية.

 

ونقلت نور (موظفة، 25 عاما) القاطنة في دمشق عن ذويها المقيمين في السويداء أن “عمال البلدية قاموا بتنظيف أماكن التفجيرات”، وأن هناك “حالة من التوتر والخوف”.

 

وقتل البلعوس في انفجار سيارة مفخخة استهدفته أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء. ثم انفجرت السيارة الثانية قرب المستشفى الذي نقل إليه الجرحى والقتلى.

 

وأكد الإعلام الرسمي السوري وقوع الإنفجارين وحصيلة القتلى. إلا أنه لم يأت على ذكر البلعوس. ودان مجلس الوزراء “التفجيرين الارهابيين”.

 

ووصف مصدر أمني رسمي في دمشق التفجيرين بأنهما “عمل إرهابي موصوف”، مضيفا “هذه الاستهدافات من طبيعة المجموعات الإرهابية المسلحة”.

 

إلا أن الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط اتهم “نظام بشار الأسد” باغتيال

البلعوس ورفاقه. وقال في تغريدة على تويتر إن البلعوس “قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام”.

 

ويشكل الدروز أقل من ثلاثة في المئة من سكان سوريا. وتفيد تقارير عن تخلف شريحة واسعة منهم عن الالتحاق بالجيش للقيام بالخدمة الإلزامية.

وسعى الدروز إجمالا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الأسد في آذار/مارس 2011 التي تحولت إلى نزاع مسلح بعد تدخل أطراف دولية وإقليمية فيه إلى تحييد مناطقهم.

 

كيف ستنتهي الحرب في سوريا؟

مايكل أوهانيون- واشنطن بوست: ترجمة صحيفة التقرير

تبدو الحرب الأهلية في سوريا حربًا لا يمكن وقفها. وفي قرابة أربع سنوات، قتلت هذه الحرب 250 ألف شخص، وشردت نصف السكان الذين كان يبلغ عددهم 23 مليون نسمة ما قبلها، وأدت إلى ولادة “الدولة الإسلامية”، التي تعد للاستيلاء على المنطقة، وتلهم قيام الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم الغربي.

 

وقد تمكنت إدارة أوباما من إبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن التورط في صراع رئيس ثالث في الشرق الأوسط، ولكن سياستها تجاه سوريا أخفقت في كل شيء خلاف ذلك. لم يتنح الرئيس بشار الأسد، كما كان متوقعًا، عن السلطة؛ بينما نفذت أمواله وانهار جيشه، وفشلت الجهود المختلفة لخلق معارضة عسكرية معتدلة عمومًا، ولم تصل عملية “جنيف للسلام”، التي تهدف لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، إلى أي مكان، وقد لا تحقق الخطة (الأمريكية-التركية) الجديدة لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا الكثير أيضًا، بالنظر لعدم وجود القوات المتاحة لإنشائها وحمايتها، وحتى في حال وجود تسوية، من الذين سيحافظون على السلام في هذا البلد إذا كانت يد الجيش السوري قد تلطخت بالكثير من الدماء، والدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة تنظيمات متطرفة جدًا في عقيدتها، والمعارضة المعتدلة ضعيفة ومنقسمة؟

 

ولنتصور كيف قد تنتهي الحرب الأهلية السورية في نهاية المطاف، سيكون من المفيد أن نفكر في كيفية انتهاء الحروب الأهلية بشكل عام، ومن ثم التساؤل عن أي نهج من الممكن تطبيقه في هذه الحالة.

 

وتتمثل الطريقة الأكثر وضوحًا لإنهاء الحرب في تحقيق انتصار عسكري صريح، أي عندما يهزم أحد الجانبين الآخر، كما كان الحال عندما نهضت الجبهة الوطنية الرواندية واستجابت للإبادة الجماعية التي قادها الهوتو في عام 1994. ويقول علماء، مثل هاريسون فاغنر، إن هذا النوع من النهايات هو الأكثر استقرارًا. وبطبيعة الحال، غالبًا ما تكون الانتصارات الدائمة بعيدة المنال؛ حيث تحاول المجموعات المهزومة تضميد جراحها، وتجميع صفوفها، والتآمر للقتال في يوم آخر. وفي سوريا، تعد المجموعات الأقوى، وهي الأسد وجيشه، والدولة الإسلامية وجهاديوها، على حد سواء فائزين غير مقبولين من قبل الغرب.

 

وأما الطريقة الثانية لانتهاء هذه الحروب فتتمثل في التدخل من قبل بعض القوى الخارجية. وبعيدًا عن الحروب التي قادتها الولايات المتحدة على مدى السنوات الـ 15 الماضية، كانت الأمثلة على استخدام هذا النهج الإطاحة بعيدي أمين في أوغندا من قبل تنزانيا، وهزيمة الجيش الفيتنامي للخمير الحمر في كمبوديا. ولكن، فقط تركيا (أو إسرائيل) لديها الوسائل للقيام بمثل هذا العمل في المنطقة، وفقط الولايات المتحدة لديها القدرة على شن مثل هذه العملية من بعيد. وفي الواقع، ليست أنقرة، ولا واشنطن، ولا حتى إسرائيل، مهتمة بالقيام بهذا الدور حاليًا.

 

وثمة خيار آخر لانتهاء الحرب هو التوصل إلى حل وسط عن طريق التفاوض الذي يجلب السلام. ولكن هذا النهج يميل للعمل فقط عندما يتم استنفاد أطراف النزاع، وعادة ما يأتي بنتائجه بعد عقد من الزمان أو أكثر من بدء القتال، كما كان الحال مع أنجولا وموزامبيق بعد الحرب الباردة أو أجزاء من أمريكا الوسطى، أو عندما يتأكد أحد جانبي المعركة من أنه لا يستطيع كسب الحرب، ولكنه لم يهزم تمامًا بعد، كما هو الحال مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا الآن. وعلاوة على ذلك، يتطلب هذا الحل وجود قوة حفظ سلام موثوقة، أو جيش موثوق نسبيًا، لتنفيذ اتفاق السلام. وفي سوريا، لا وجود لمثل هذه القوة العسكرية المحايدة اليوم.

 

ويتمثل الخيار الأخير في التقسيم أو الكونفيدرالية. وبالتأكيد، يعد هذا الحل هو الأسهل على الولايات المتحدة فيما يبدو، سواء كان الهدف هو خلق دول جديدة أو مناطق حكم ذاتي تعقد معًا من خلال حكومة مركزية ضعيفة. وإذا ما كان الطرفان يدركان أنهما بحاجة إلى العمل معًا، وبأن هناك بعض الطرق الطبيعية لتقسيم الأراضي بشكل عادل وقابل للتنفيذ عسكريًا على حد سواء؛ فإن التقسيم قد يمثل خيارًا ناجحًا. وعلى سبيل المثال، انتهت الصراعات بين البوسنة وكوسوفو، وبين إريتريا وإثيوبيا، وبين السودان وجنوب السودان، جميعها بهذه الطريقة، على الرغم من أنها وصلت لهذا الحل في كثير من الأحيان بعد إراقة الكثير من الدم، وغالبًا بمساعدة من قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة على طول خطوط الانفصال المختلفة.

 

ومن بين هذه الحلول الأربعة، يبدو الحل الأخير فقط واقعيًا لسوريا. وبالرغم من أن هذه الخطة ستكون صعبة التنفيذ، بالنظر إلى مدى تتداخل العديد من مدن وسط البلاد عرقيًا؛ إلا أن لديها فرصة للنجاح على عكس الاستراتيجيات الأخرى التي لا توفر إلا القليل من الأمل.

 

والسبب الأساسي في هذا هو أنه سيكون أمرًا إجباريًا أن يتم فرض أي صفقة سورية. وفي الوقت الحاضر، ليس هناك أي طرف محتمل راغب في فرض أي من الخيارات الثلاثة الأولى المذكورة أعلاه. وبدورها، تعد أطراف الصراع أيضًا فاقدة للثقة ببعضها البعض، وبعيدة عن تحقيق أي انتصار عسكري واضح. وليس لدى أي قوة أجنبية الإرادة والوسائل لفرض حل على جميع أنحاء البلاد.

 

وفي المقابل، سوف يوفر النظام الفيدرالي الأمل في أن أي قوة حفظ سلام في سوريا مستقبلًا ستكون مضطرة للانتشار على طول خطوط الانفصال فقط بدلًا من الانتشار في جميع المناطق المأهولة الرئيسة. وسيكون من شأن ذلك تقليل حجم الحاجة ومستويات الإصابات المحتملة. وسيكون هناك بالتأكيد عمليات عنف، واختبارات لهذه القوة. ولذلك؛ يجب أن يكون الأمريكيون جزءًا منها؛ لإعطائها العمود الفقري والمصداقية، ولكن المشاركة الأمريكية قد تصل إلى 10 أو 20 ألف جندي، بدلًا من رقم 100 ألف جندي أو أكثر من الذين شاركوا في عملياتنا في كل من العراق وأفغانستان. وعلاوة على ذلك، سوف يتطلب هذا النوع من الصفقات هزيمة، أو ما يقرب من هزيمة، كل من الدولة الإسلامية والأسد؛ نظرًا لمدى عدم شرعية كل منهما. ولذلك؛ لن يكون هذا الحل ممكنًا إلا بعد القيام بتعزيز قوات المعارضة المعتدلة، وتحقيق هذه القوات لتقدم عسكري أكبر بكثير مما حققته حتى الآن.

 

ويشير هذا إلى أنه يجب على الولايات المتحدة وشركائها توسيع مساعدتهما للفصائل المعتدلة، عن طريق التخفيف من معايير التدقيق التي منعتنا من العمل مع أي شخص يريد استهداف الأسد بدلًا من مجرد استهداف الدولة الإسلامية. وبمجرد أن تصبح هذه القوى المعتدلة أكبر، ويمكن الاعتماد عليها داخل سوريا، يجب علينا إرسال فرق تدريب للعمل معها على تسريع وتيرة تجنيد وتدريب القوات المحلية. وسوف يسمح هذا النهج أيضًا بتوفير إغاثة إنسانية أفضل بكثير، وهذه أولوية ملحة معترف بها من قبل الجميع.

 

وستكون لهذا النهج الكونفيدرالي فائدة لا تمتلكها مسارات الحل الأخرى، وهي أنه سوف يحقق بعض الأهداف الهامة بشكل مؤقت، حتى لو فشل في تحقيق أهدافه المفضلة. ومن خلال خلق وتوسيع وجود الجماعات المعتدلة في سوريا تدريجيًا، سوف نكون ساعدنا في حصول ملايين من المحرومين حاليًا على الغذاء والدواء والتعليم، في نفس الوقت الذي سوف نخلق فيه أيضًا منافذ جديدة يمكن من خلالها رصد، وأحيانًا مهاجمة، تنظيم داعش.

 

إن الإبادة الجماعية البطيئة تحدث في سوريا الآن، وهي تعرض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وكذلك أرواح الأمريكيين في جميع أنحاء العالم، للخطر. وفي حين أننا لا نمتلك حتى الآن استراتيجية قابلة للتطبيق لمعالجة ذلك؛ سوف يقدم العمل على تحقيق الكونفيدرالية في سوريا أفضل أمل لإيجاد الوسيلة الناجعة مستقبلًا.

 

أسد في الشتاء.. الكسوف المخطط له لقاسم سليماني

الإيكونوميست: ترجمة صحيفة التقرير

 

بما أنه الشخصية الأمنية الأبرز في إيران، حظى اللواء قاسم سليماني لفترة طويلة على احترام كبير داخل وطنه؛ ولكنه حظى على هذا الاحترام كمخلوق يعيش في الظل فقط. وقد تغيّر هذا؛ عندما ظهرت صور سليماني على وسائل الإعلام الاجتماعي مظهرةً إياه في ساحات القتال في العراق، موجهًا المعركة ضد الدولة الإسلامية، ودافعًا الجهاديين بعيدًا عن بغداد.

 

وسرعان ما أصبح قائد “قوة القدس” البالغ من العمر 58 عامًا من المشاهير، وفاز حتى بلقب استطلاع “رجل العام”. ومع حرص إيران على إبراز نفوذها المتنامي في منطقة الشرق الأوسط، تم التسامح وتشجيع نشر صور الجنرال سليماني في الصحف التي تديرها الدولة. حتى إن بعض المعجبين  به أنشأوا له حسابات على تويتر، وأطلقوا عليه اسم “Supermani”. ولكن عاد كل هذا ليتغير من جديد؛ ففي الأشهر الأخيرة، اختفى سليماني عن الأنظار، ولم يظهر إلا هذا الأسبوع فقط؛ لإعطاء تقريره السنوي المقرّر حول الشؤون الإقليمية لجمعية الخبراء الإيرانية.

 

ولم يتم اعتبار صور السيلفي التي يلتقطها سليماني مع الميليشيات الشيعية غير مفيدة فقط الآن، بل وتم أيضًا وضع الكثير من استراتيجيته موضع التساؤل والتشكيك. وكما يقول محلل سياسي في طهران: “لقد خلق الكثير من الضغط على السنة في العراق. كان هناك الكثير من الشكاوى حوله”.

 

ويقال إن قائد هؤلاء النقاد، هو آية الله العظمى علي السيستاني، رجل الدين الشيعي الأعلى في العراق. وقد تبع التوبيخ العلني الصادر من قِبل آية الله في 13 مارس، سلسلة من التصريحات المتبجحة من قِبل الجنرال حول النفوذ الإيراني القوي في العراق، وسوريا، ولبنان، والبحرين.

 

وقد وصلت رسالة خاصة تعبر عن قلق السيد السيستاني إلى الزعيم الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، وفقًا لمصدر مطلع في طهران. ولكن التعليقات التي نُسبت إلى الجنرال سليماني بعد ذلك بوقت قصير، وتناولت وصول ما يسمى بالهلال الشيعي إلى دولة عربية خامسة، هي الأردن، كانت بمثابة القشة التي قصمت الظهر. وقال المصدر الإيراني: “إنه تحت السيطرة الآن، ولم يعد قادرًا على التصرف كوزير خارجية بحكم الأمر الواقع”.

 

ويبدو أن تدخل المملكة العربية السعودية في اليمن هذا الصيف كان أيضًا جزءًا من السبب في تراجع دور الجنرال سليماني. وقد جاء العمل السعودي، على رأس تحالف عربي، ردًا على تورط إيران في دعم، وتزويد المتمردين الحوثيين؛ وهي المجموعة التي تتبع شكلاً من الإسلام الشيعي، وكانت قد دفعت الحكومة المعترف بها دوليًا للفرار من البلاد في مارس/ أذار. وكما يقول المصدر من طهران: “كان تقدير قوة القدس سيئًا للغاية في اليمن.. لقد أكدت للمرشد الأعلى أن المملكة العربية السعودية لن تُهاجم؛ وهذا هو السبب في عودة السيد رضائي لارتداء البذلة العسكرية”، في إشارة إلى محسن رضائي، وهو قائد سابق للحرس الثوري الإيراني.

 

وكان رضائي قد حاول العمل في السياسة، ولكنه فشل ثلاث مرات في أن يصبح رئيسًا للبلاد بعد تقاعده من القوات المسلحة في عام 1997. ويعتبر الجنرال رضائي في طهران شخصًا يمكن الاعتماد عليه، ولكنه يفتقر إلى الكاريزما. ويبدو أنه قد أُعيد إلى الحرس الثوري الإيراني لمراقبة تصرفات الجنرال سليماني. ويقول المصدر: “ليس لدى قوة القدس قسم علاقات عامة، وهي هادئة بطبيعتها. لقد كانت هناك مبالغة في نشر الصور، وهذا هو السبب في إيقافها من قِبل النظام”.

 

وبينما تراجع سليماني إلى الظل مجددًا، برزت شخصية مختلفة جدًا، هي وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وتفضل إيران الآن -تحديدًا بعد حصولها على صفقة نووية مع أمريكا، وخمس قوى عالمية أخرى مؤخرًا- الدبلوماسية كبديل للعمل العسكري في العراق وسوريا. وبناءً على ذلك، بات ظريف هو من يهيمن الآن على السياسة الخارجية لإيران، على عكس السنوات الأخيرة، عندما كان ينظر غالبًا إلى سليماني كوسيط لإيران في الخارج.

 

وفي الأسابيع الأخيرة، سافر ظريف إلى كل من روسيا، العراق، عمان، قطر، الكويت، لبنان، وتونس هذا الأسبوع. وتتمثل أحدث مهمة لوزير الخارجية -كما يقول المطلعون- في العثور على نهاية للعبة في سوريا تحد، ولا تزيد، من تورط إيران المسلح في الحرب الأهلية هناك.

 

وتعترف طهران فقط بتوفير المستشارين العسكريين لنظام بشار الأسد. ولكن قتل حتى الآن العديد من جنرالاتها في سوريا، جنبًا إلى جنب مع العديد من جنودها أيضًا. وتعد تكلفة هذا التدخل، من حيث الأموال وكذلك الدماء، مرتفعة جدًا، وتزداد ارتفاعًا.

 

لماذا يغامر بوتين ويرسل قواته إلى سوريا؟

إليوت ابرامز- نيوزويك: ترجمة صحيفة التقرير

 

يعد معظم الأمريكيين على بينة من الإجراءات العدوانية الروسية في السنوات الأخيرة في أوروبا الشرقية وأوكرانيا، مثل الاستيلاء على شبه جزيرة القرم والمشاركة في الجهود الرامية إلى زعزعة الاستقرار في بقية البلاد. ولكن ما هو غير معروف جيدًا هو أفعال بوتين في سوريا.

 

وفي هذا السياق، تخبرنا قصة مايكل فايس في الديلي بيست عما يحدث في الواقع، وعنوانها: “روسيا تضع قواتها على الأرض في سوريا”. ولا تقوم موسكو بتسليح نظام الأسد فقط، بل وهناك الآن أدلة على أن الروس يتواجدون على الأرض مع قوات الأسد، ويشغلون في الواقع هذه المعدات العسكرية.

 

ويشير فايس إلى وجود “أدلة دامغة على أن الروس جزء لا يتجزأ من القتال إلى جانب الجيش السوري“. وقد قال الأسد مؤخرًا لمحطة تلفزيون حزب الله إن “لدينا ثقة قوية في الروس، لأنهم أثبتوا خلال هذه الأزمة، المستمرة لمدة أربع سنوات، أنهم صادقون وشفافون في علاقتهم معنا”. وبالفعل، يبدو أن الرئيس السوري على حق.

 

وتنمو مشاركة روسيا هذه بسرعة كبيرة. وقد ذكر أليكس فيشمان، وهو أحد أفضل المراسلين العسكريين الإسرائيليين، ما يلي في 31 آب/أغسطس:

 

“من المتوقع أن تبدأ مقاتلات سلاح الجو الروسي وصولها إلى سوريا في الأيام المقبلة، وسوف تطير روسيا طائراتها الهليكوبتر الهجومية والطائرات المقاتلة ضد داعش وأهداف الثوار داخل الدولة الفاشلة. ووفقًا لدبلوماسيين غربيين، وصلت قوة تدخل سريع روسية بالفعل إلى سوريا، وأقامت معسكر في قاعدة جوية يسيطر عليها الأسد. ويقال إن هذه القاعدة تتواجد في المنطقة المحيطة بدمشق، وستعمل كقاعدة تشغيل روسية متقدمة. وفي الأسابيع المقبلة، من المقرر هبوط الآلاف من العسكريين الروس في سوريا، بما في ذلك المستشارين والمدربين والعاملين في الخدمات اللوجستية، والكوادر الفنية، وأعضاء قسم الحماية الجوية، والطيارين الذين سوف يشغلون الطائرات”.

 

وأضاف المراسل: “ذكرت تقارير سابقة أن الروس كانوا في محادثات لبيع السوريين مجموعة من الطائرات المقاتلة من طراز ميج 29، وطائرات تدريب من طراز ياك 130، التي يمكنها أيضًا أن تعمل بمثابة طائرات هجوم. ولا تزال البنية الحالية لقوة التدخل السريع غير معروفة، ولكن ليس هناك شك في أن تنفيذ الطيارين الروس لمهام قتالية في سماء سوريا سيغير بالتأكيد من الديناميات الحالية في الشرق الأوسط”.

 

ويتناقض هذا مع الكلام المعسول الذي سمعناه طويلاً من إدارة أوباما، والذي يشير إلى أن روسيا من الممكن أن تكون شريكًا في سوريا، وجزءًا من الحل هناك. وبدلاً من ذلك، يبدو أن بوتين يضاعف باستمرار دعمه للأسد.

 

وفي الوقت نفسه، تصر الولايات المتحدة على أن الجماعات الثائرة التي تعمل معها يجب ألا تهاجم أسلحة النظام، وذلك رغم جرائم حربه التي لا نهاية لها، وهجماته على المدنيين؛ وتقول واشنطن إن على هذه الجماعات مهاجمة داعش فقط بدلاً من ذلك. وما زالت الإدارة الأمريكية ترفض الاعتراف بأن نظام الأسد هو جهاز تصنيع الجهادية في سوريا، وأن وحشيته هي ما يفسر إلى حد كبير نمو داعش.

 

وطالما بقي الأسد في مكانه، سوف تنمو داعش. وتعني هجمات الأسد على السكان السنة في سوريا أنه يعمل بمثابة المجند الرئيس لداعش. ولأن هدفنا الأساس هو هزيمة هذا التنظيم، فيتوجب علينا أن نعمل على إزالة نظام الأسد، الذي لا زال وجوده يبدو هدفًا مركزيًا للروس والإيرانيين.

 

وبالتالي، لا يمكن أن تكون الأهداف الأمريكية والروسية في سوريا على خلاف أكثر مما هي عليه الآن. وتشير إجراءات بوتين الرامية لتوسيع نطاق الدعم العسكري الروسي للأسد بأنه يفهم هذا الأمر تمامًا. والسؤال الأهم هنا هو: متى سوف تدرك الولايات المتحدة هذه الحقيقة، أيضًا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى