أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 14 تشرين الأول 2016

أوباما يبحث «خيارات الرد» وموسكو تقترح «ممراً» في حلب

الرياض – عبدالله الضعيان

لندن، نيويورك، جنيف، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – يتوقع أن يبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما في مجلس الأمن القومي اليوم خيارات للرد على التصعيد الروسي، بينها قصف مواقع للقوات النظامية. وقال الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن الوقت حان لتجاوز الانقسامات حول إنهاء الحرب في سورية، في وقت واصلت الطائرات الحربية السورية والروسية الخميس غاراتها على شرق حلب وأعلنت موسكو استعدادها لضمان «انسحاب آمن» لمقاتلي المعارضة من تلك المنطقة قبل اجتماعين وزاريين في لوزان ولندن السبت والأحد.

ودعا وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والتركي مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي على هامش الاجتماع الوزاري الخليجي في الرياض أمس، إيران إلى عدم زيادة الاضطرابات في المنطقة، وأن تساعد على «حل المشكلات من دون نزعة مذهبية شيعية».

وقال الجبير: «إيران لا بد أن تعلم أنها غير كفيلة جميع من ينتمي إلى المذهب الشيعي، سواء في العراق أو الكويت أو جميع دول العالم، وأن عليها فقط احترام سيادة الدول وألا تفجر السفارات ولا تشجع على النزاعات الطائفية، وأن توقف دعم الإرهاب»، فيما دعا تشاووش أوغلو إيران إلى الابتعاد من النزاعات الطائفية في العراق وسورية وعدم التدخل في شؤونهما، مؤكداً أن إيران تقوم بدور سلبي في المنطقة، وأن بإمكانها أن تكون محوراً إيجابياً فيها، وأن تركيا لا تمانع أن تتحاور مع إيران لحل المشكلات.

وقال أوغلو: «على إيران أن تلعب دوراً كبيراً في المنطقة لحل الأزمات بعيداً من المذهبية، وليس افتعالها وتشجيعها، وخصوصاً دورها في سورية، ولا مانع من أن نتحاور معها لحل الأزمة، إضافة إلى دور روسيا». وأبدى استعداد بلاده للوساطة بين السعودية وإيران حال طُلب منها ذلك. كما دعا روسيا إلى أن تلعب دوراً إيجابياً في سورية، وطالبها بوقف الغارات وتسهيل إدخال المساعدات إلى سورية.

ونقلت «رويترز» عن مسؤولين أميركيين أنه من المتوقع أن يجتمع أوباما اليوم مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية للبحث في خيارات عدة، بينها عسكرية، مع مواصلة الطائرات السورية والروسية قصف حلب وأهداف أخرى، مشيرين إلى أن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سورية، وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد «داعش». وأوضح أحدهم: «بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات. وأحد أخطار هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة في ما بينها وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها».

وقال مسؤولون أميركيون إنهم يعتبرون أنه من غير المرجح أن يأمر أوباما بضربات جوية أميركية على أهداف للحكومة السورية، وأكدوا أنه قد لا يتخذ قراراً في الاجتماع المزمع لمجلس الأمن القومي. وذكر المسؤولون أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص، بمزيد من الأسلحة المتطورة من دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية.

ويأتي ذلك قبل يومين من استئناف الجهود الديبلوماسية حول سورية، إذ سيعقد اجتماع دولي السبت في لوزان في سويسرا بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري، قبل توجه الأخير إلى لندن للمشاركة في اجتماع لعشرة وزراء من مجموعة «أصدقاء سورية». وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك إرولت لنظيره الروسي في اتصال هاتفي أمس، «الضرورة الملحة للخروج من المأزق الحالي» و «التوصل لوقف عمليات القصف على حلب». وقالت ناطقة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن بريطانيا ليست لديها خطط لتوسيع عملياتها العسكرية في سورية، وذلك بعد إعلان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن بريطانيا تدرس مرة أخرى المشاركة العسكرية «في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة من المستبعد أن يحدث قريباً».

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «20 غارة جوية روسية وسورية استهدفت فجراً الأحياء الشرقية لحلب، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح». وترافق القصف الجوي مع تقدم للقوات النظامية شمال المدينة حيث سيطرت على تلال مطلة على أحياء عدة في الجهة الشرقية. وقال ديبلوماسيون في جنيف، إن الحكومة السورية وافقت جزئياً على خطة الأمم المتحدة للمساعدات لشهر تشرين الأول (أكتوبر) من دون أن يشمل ذلك الموافقة على طلب لإرسال المساعدات إلى شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة.

وشهدت الأمم المتحدة أمس، زخماً دولياً نادراً تمثل في إجماع أعضائها المئة وثلاثة وتسعين على تزكية غوتيريس لمنصب الأمين العام المقبل للأمم المتحدة اعتباراً من مطلع العام ٢٠١٧. وقال غوتيريس في كلمته الأولى بعد تعيينه في الجمعية العامة، إنه سيعمل «لأجل كرامة الأمم المتحدة». وأضاف أنه «أياً تكن الانقسامات الموجودة اليوم، فإن الأهم هو أن نتحد. حان الوقت للقتال من أجل السلام».

وأشار ديبلوماسيون في نيويورك إلى أن التحديات أمام غوتيريس بالنسبة إلى المنطقة العربية «ستتمثل في العمل بين التناقضات والانقسام العميق بين القوى الكبرى في مجلس الأمن، وإعادة بحث هذه الملفات داخل نطاق الأمم المتحدة، بعدما انتقل معظم المداولات الفعلية في شأنها إلى خارج الأمم المتحدة»، لا سيما بالنسبة إلى الأزمات التي تشهدها الدول العربية.

ورحبت السفيرة الأميركية سامنثا باور باسم الدولة المضيفة بتعيين غوتيريس. وقالت إن اختياره «جاء تلبية لمطلب عالمي بأمم متحدة أقوى». وأضافت أن الولايات المتحدة «تتطلع إلى أن يعمل غوتيريس كصانع سلام في سورية واليمن والسودان» وأزمات أخرى، وأن يخفض مستوى البيروقراطية في الأمم المتحدة و «توحيد الجهود للدفاع عن حقوق الناس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والجنسية».

وشكل الملف السوري محور غداء عمل بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن أمس، في وقت استمرت المشاورات حول استعداد عشرات الدول لنقل المواجهة الديبلوماسية في شأن سورية من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة، ما لم يؤد الاجتماع المقرر في لوزان غداً السبت إلى انفراجة ديبلوماسية، خصوصاً بين الولايات المتحدة وروسيا.

 

20 قتيلاً في انفجار قرب الحدود السورية – التركية

عمان، بيروت، موسكو – رويترز

قال شاهدان إن 20 شخصاً على الأقل قتلوا، غالبيتهم من مقاتلي المعارضة السورية، في تفجير سيارة مفخخة أمس (الخميس)، قرب نقطة تفتيش قريبة من معبر «باب السلام» على الحدود السورية مع تركيا في شمال سورية.

وقال الشاهدان إن الانفجار وقع قرب نقطة التفتيش التي تحرسها جماعة «الجبهة الشامية» التابعة لـ «الجيش السوري الحر»، بالقرب من موقف للسيارات على بعد كيلومترين من المعبر الحدودي، وهو ممر أساسي بين شمال سورية الخاضع لسيطرة المعارضة، وتركيا. وأشار شاهد الى أن عمال الإنقاذ سارعوا الى نقل عشرات المصابين إلى مستشفى أعزاز القريب، وأضاف أن المساجد تناشد الناس التبرع بالدم.

ومن بين 25 مصاباً على الأقل، هناك ثمانية حالهم خطرة ونقلوا إلى مستشفيات تركية على الجانب الآخر من الحدود. وقال عبدالله الشيخ، وهو فني إصلاح سيارات: «كان الوضع مثل الجحيم، وكانت هناك جثث كثيرة ممزقة ومشوهة بسبب الأجزاء المعدنية من السيارات المتهشمة والمحترقة».

ويقع معبر «باب السلام» بالقرب من مدينة أعزاز، وهي معقل أساسي للمعارضة السورية المسلحة المعتدلة التي تدعمها تركيا والمشاركة في عملية كبرى إلى الشمال الشرقي من تلك المنطقة، للتصدي لما تبقى من وجود لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على الحدود. وطوقت فصائل عدة تابعة لـ «الجيش السوري الحر» المنطقة، بعد انتشار أخبار عن احتمال وقوع تفجير آخر.

ويأتي الهجوم بعد أسبوع من تفجير متشدد من تنظيم «داعش» نفسه، في معبر «أطمة» الحدودي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب بين شمال غربي سورية وتركيا.

إلى ذلك، قال سكان ومقاتلون في صفوف المعارضة، إن المئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم غادروا بلدتين كانتا تخضعان لسيطرة المعارضة على الأطراف الشمالية لدمشق، وفقاً لاتفاق مع الحكومة التي تدفع معارضيها إلى مناطق يسيطرون عليها بعيداً من العاصمة.

وجاء الإخلاء بعد أن حدد الجيش لقادة البلدتين، وهما الهامة وقدسيا، مهلة لإخراج مئات عدة من المقاتلين من البلدتين أو التعرض لهجوم شامل. وكانت البلدتان تتمتعان بهدوء نسبي وفقاً لاتفاقات هدنة محلية. وتقول الحكومة إن اتفاقات العفو المشابهة نموذج قابل للتنفيذ لإحلال الأمن والسلام بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب، لكن معارضيها يقولون إنها تجبر المقاتلين وأسرهم على ترك منازلهم في بلداتهم، ما قد يخلق واقعاً ديموغرافياً جديداً ويصعد التوترات الطائفية.

وقال أحد السكان إن 14 حافلة غادرت البلدتين وعلى متنها حوالى 400 مقاتل وأسرهم، بما يجعل إجمالي عدد من تم إجلاؤهم يزيد عن ألفي شخص على مدى يومين، لنقلهم الى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية.

ولفت يوسف الحسناوي، وهو ساكن وعضو في مجلس المعارضة المحلي، الى أن النظام لم يمنحهم خيارات، فقد قال لهم غادروا أو نفتح عليكم أبواب الجحيم. وصعدت قوات النظام في الأيام الأخيرة، من قصفها على الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ بدء الانتفاضة في العام 2011.

وانتقدت الأمم المتحدة اتفاقات إخلاء البلدات والمدن، التي تقول إنها أرست سابقة مقلقة لإعادة توطين المدنيين قسراً من المناطق المحاصرة التي استخدم فيها التجويع كسلاح لإجبار المقاتلين على الاستسلام.

وتقع بلدتا الهامة وقدسيا على طريق استراتيجي متجه نحو الحدود اللبنانية، الذي تقول المعارضة إن ميليشيا «حزب الله» المتحالفة مع الجيش السوري تريد تعزيز وجودها فيه لتأمين إمدادات من الأسلحة والقوات إلى دمشق.

وفي شأن متصل، قال الرئيس السوري بشار الأسد لصحيفة روسية اليوم، إن استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب التي تجدد قصفها في محاولة للسيطرة على القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة منها، ستكون «نقطة انطلاق مهمة جداً» لدحر «الإرهابيين» إلى تركيا.

وقال عمال إغاثة إن قوات النظام بدعم من طائرات حربية روسية، قتلت أكثر من 150 شخصاً في شرق حلب هذا الأسبوع، في إطار الحملة على المدينة. وأضاف الأسد في المقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية: «ينبغي الاستمرار في تطهير هذه المنطقة ودحر الإرهابيين إلى تركيا ليعودوا من حيث أتوا أو لقتلهم. ليس هناك خيار آخر»، وتابع: «حلب ستكون نقطة انطلاق مهمة جداً للقيام بهذه الخطوة».

واعتبر الأسد للصحيفة أن الحرب في بلاده باتت صراعاً بين روسيا والغرب. وزاد: «ما رأيناه في الأسابيع وربما الأشهر القليلة الماضية، هو ما يشبه الحرب الباردة وربما أكثر… لا أدري ماذا أسميه، لكنه ليس شيئاً ظهر أخيراً لأنني لا أعتقد أن الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة، أوقف حربه الباردة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي». وأردف أن تحركات تركيا في سورية تمثل «غزواً وتتنافى مع القانون الدولي والأخلاق وضد سيادة سورية».

 

تقدم القوات النظامية في حماة وتراجع «داعش» قرب حدود تركيا

لندن – «الحياة»

شهدت مدينة حلب في شمال سورية يوماً دموياً جديداً في ظل غارات عنيفة تشنها الطائرات الحكومية السورية أو تلك التابعة لحليفتها روسيا على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة التي ردت بدورها بقصف الأحياء الغربية التي تنتشر فيها القوات النظامية. وفيما واصلت هذه القوات هجومها الواسع في ريف حماة الشمالي واستعادت بلدة معان المهمة من أيدي فصائل المعارضة، أعادت تركيا أمس فتح ملف انتشار «وحدات حماية الشعب» الكردية في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، مؤكدة أن مئات من عناصر الوحدات ما زالوا على الضفة الغربية لنهر الفرات، في وقت حققت الفصائل المدعومة من أنقرة والمشاركة في عملية «درع الفرات» تقدماً مهماً ضد تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي وباتت على قاب قوسين أو أدنى من طرده من بلدة دابق ذات الرمزية الدينية للتنظيم.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن أكثر من 20 غارة جوية استهدفت فجر الخميس الأحياء الشرقية لحلب ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح. أما إبراهيم أبو الليث المسؤول في الدفاع المدني فقال لـ «رويترز» من حلب إن 13 شخصاً قُتلوا الخميس عندما ضربت الطائرات أحياء خاضعة للمعارضة منها الكلاسة وبستان القصر والصخور، موضحاً ان القصف بدأ في الثانية صباحاً وكان ما زال مستمراً خلال نهار أمس.

وتنفذ قوات النظام منذ 22 أيلول (سبتمبر) هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة. إلا أن الجيش السوري أعلن في الخامس من تشرين الأول (اكتوبر) «تقليص» عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل.

وتركز القصف الجوي لأيام على مناطق الاشتباك، قبل أن تتجدد الغارات ليسجل الثلثاء القصف الأعنف على الأحياء السكنية في الجهة الشرقية بعد اسبوع من الهدوء النسبي.

ووثّق «المرصد» مقتل 56 مدنياً، بينهم سبعة اطفال، في الاحياء الشرقية الثلثاء، و15 آخرين الاربعاء. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «ارتفعت الحصيلة في شكل كبير بسبب وفاة اشخاص متأثرين بجروحهم، فضلاً عن العثور على قتلى تحت الانقاض».

وترافق القصف الجوي على الأحياء الشرقية الخميس مع تقدم للقوات النظامية في شمال المدينة. ووسط اشتباكات عنيفة، تمكنت قوات النظام من السيطرة على تلال البريج المطلة على أحياء عدة في الجهة الشرقية، وفق «المرصد».

وترد الفصائل المعارضة على الهجوم والقصف الجوي بإطلاق قذائف على الأحياء الغربية من حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي أن أربعة أطفال قُتلوا صباح الخميس بقذائف اطلقتها الفصائل وطاولت مدرسة في الأحياء الغربية. وقُتل ثمانية مدنيين على الأقل الثلثاء والاربعاء جراء القذائف التي أطلقتها الفصائل المعارضة.

وتشكّل حلب محور الجهود الديبلوماسية حول النزاع السوري الذي أسفر منذ اندلاعه في العام 2011 عن مقتل أكثر من 300 الف شخص وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها ودمار هائل في البنية التحتية.

وأعادت أنقرة أمس طرح وجود مقاتلين أكراد في ريف حلب الشمالي، على رغم أن الولايات المتحدة وعدت تركيا بأنها ستنسحب إلى شرق الفرات. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا لديها معلومات عن وجود مئات عدة من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في المنطقة المحيطة بمدينة منبج السورية على رغم مطالباتها بانسحابهم. وقال كالين للصحافيين في أنقرة إن تركيا ما زالت مصرة على ضرورة تقهقر هؤلاء المقاتلين إلى شرق الفرات. وتوغلت تركيا في شمال سورية منذ ما يقرب من شهرين لدعم المعارضة السورية في معركة «درع الفرات» ضد تنظيم «داعش» ووقف مكاسب الأكراد على الأرض.

وفي هذا الإطار، ذكرت شبكة «الدرر الشامية» أن فصائل «الجيش السوري الحر» المُشارِكة في عملية «درع الفرات» أحكمت سيطرتها على عدد من المواقع الجديدة في ريف حلب الشمالي، مما جعلها تضيّق الخناق على دابق، المهمة معنوياً لـ «داعش».

وأكدت سيطرة «الجيش الحر» على مزارع الكفرة، وبلدة الكفرة، وبلدة دويبق، بعدما سيطر قبل يومين على 9 قرى دفعة واحدة أبرزها البل، والشيخ ريح، والطوقلي، وجارز ويحمول، لترتفع الرقعة الجغرافية التي سيطرت عليها القوات المشاركة في «درع الفرات» إلى أكثر من ألف كيلومتر مربع منذ انطلاق العملية قبل شهر ونصف الشهر. وبذلك باتت فصائل «الحر» على بُعد كيلومترات قليلة من بلدة دابق ذات الرمزية الدينية لـ «داعش».

وفي محافظة حماة بوسط البلاد، أشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة متواصلة تدور على محاور عدة بريف حماة الشمالي الشرقي، بين «جبهة فتح الشام» والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، ترافقت «مع استمرار القصف الجوي والصاروخي المكثف على مناطق الاشتباك، حيث تحاول قوات النظام تحقيق مزيد من التقدم واستعادة المناطق التي خسرتها» منذ 29 آب (أغسطس) الماضي عندما شنت مجموعة من الفصائل هجوماً واسعاً سيطرت خلاله على عشرات البلدات والقرى. وأوضح «المرصد» أن القوات النظامية استعادت صباح أمس بلدة معان وتقدمت في محور تل بزام والمنطقة الواقعة بين كوكب وصوران.

وفي محافظة حمص (وسط)، أفاد «المرصد» أن منطقة الحولة بريف حمص الشمالي تعرضت لقصف صاروخي عنيف من قوات النظام، فيما دارت اشتباكات بين الفصائل و «جبهة فتح الشام» من جانب وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر في محور حمص – السلمية شرق مدينة حمص.

وفي محافظة ريف دمشق، قال «المرصد» إن القوات النظامية والطائرات الحربية والمروحية واصلت قصفها المكثف على بلدة الديرخبية بريف دمشق الغربي، وسط تواصل المعارك في المنطقة بين القوات الحكومية من جانب، و «جبهة فتح الشام» وفصائل أخرى، من جانب آخر.

وفي محافظة درعا (جنوب)، نفذت طائرات حربية 4 غارات صباح أمس على مناطق في ريف درعا الأوسط، حيث استهدفت بـ 3 غارات بلدة داعل، بينما استهدفت في الأخيرة بلدة إبطع، وفق ما أورد «المرصد».

وفي محافظة دير الزور بشرق البلاد، أشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة تدور في محيط مطار دير الزور العسكري ومحيط البانوراما بين تنظيم «داعش» من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، «وسط تنفيذ طائرات حربية غارات عدة على مناطق الاشتباك بالإضافة إلى قصف صاروخي متبادل بين الطرفين».

 

خيارات العسكرية الأميركية والبريطانية في سوريا تُسابق لقاء لوزان

المصدر: العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي

لم يأت لقاء لوزان الخماسي غداً، وربما السداسي إذا قررت ايران الحضور، الى المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا مفاجئاً للاوساط الأممية في جنيف، هذا اللقاء الذي يعول عليه الامميون كثيراً لاعادة اطلاق العملية السياسية، هو نتيجة تحضيرات واتصالات لم تنقطع بين الروس والأميركيين على المستوى الوزاري، على رغم تعليق الحوار بين الجانبين على مستوى غرفتي العمليات في كل من جنيف وعمان.

وتؤكد الأوساط المتابعة لتحركات دو ميستورا أن المبادرة التي اطلقها الأسبوع الماضي والقاضية بإخراج 900 عنصر من “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) من شرق مدينة حلب ستكون بنداً مهماً في النقاش في لوزان، وهي تأمل في الخروج بتفاهم على هذه المبادرة على رغم رفض “النصرة” وبعض الفصائل السورية المسلحة إياها.

وتنبع أهمية لقاء لوزان من اقتصاره على الدول المنخرطة مباشرة في الأزمة السورية، مما يعني، بالنسبة الى الأمم المتحدة، “تطوراً مهماً” مقارنة باللقاءات الأخرى التي كانت تقتصر على الجانبين الروسي والأميركي، أو اللقاءات الموسعة ضمن مجموعة العمل الدولية، على أساس “أنه في حال التوصل الى تفاهمات او اتفاقات فإن مرجعيات الأزمة ستلتزم تطبيق ما يتفق عليه”، عكس الاتفاقات الثنائية الروسية – الأميركية السابقة.

وقال نائب المبعوث الاممي الى سوريا رمزي عز الدين رمزي بعد اجتماع المجموعة الدولية رداً على سؤال لـ”النهار” عن فرصة تبني المبادرة الاممية حول اخراج “النصرة” من شرق حلب، إن دو ميستورا وجه نداء “الى كل من يستطيع المساعدة في تطبيق المبادرة وهذا النداء لاقى صدى إيجابيا من بعض الجهات وهذه الجهات تساهم في العمل من أجل تطبيق المبادرة”.

وفي انتظار انعقاد لقاء لوزان وما سيسفر عنه، لا يزال التوتر سيد الموقف بين المندوبين الروس والأميركيين في مجموعة العمل الدولية.

وواصل الجانبان في اجتماع امس تبادل التهم حول فشل الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الوزيرين جون كيري وسيرغي لافروف في 9 أيلول الماضي في جنيف. واتهم الجانب الأميركي الروس بإحباط الاتفاق “بسبب استمرار الغارات والقصف من الطرفين الروسي والسوري على شرق حلب”، فيما ربط الجانب الروسي فشل الاتفاق و”امتناع واشنطن عن الضغط لفصل المجموعات المعتدلة عن جبهة النصرة”.

 

أوباما يدرس الخيارات

وأفاد مسؤولون أميركيون أن من المقرر أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية اليوم للبحث في الخيار العسكري وخيارات أخرى في سوريا.

وأضافوا إن بعض المسؤولين يرى أنه يتعين على الولايات المتحدة العمل بقوة أكبر في سوريا وإلا واجهت خطر خسارة ما تبقى من نفوذ لها لدى المعارضة المعتدلة وحلفائها من العرب والأكراد والأتراك في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وأوضح مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أن بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً مثل شن غارات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات.

ولفت الى أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة في ما بينها مما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم يستبعدون أن يأمر أوباما بغارات جوية أميركية على أهداف للحكومة السورية، وإنه قد لا يتخذ قراراً في الاجتماع المزمع لمجلس الأمن القومي.

وأعلن المسؤولون أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص مزيداً من الأسلحة المتطورة من غير ان تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق عن الكتف تخشى واشنطن أن تستخدم ضد طائرات غربية.

الى ذلك، كشف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن بلاده تبحث في خياراتها العسكرية في سوريا، لكن أي إجراء يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة، متوقعاً ألا يحصل ذلك قريباً.

وجاء في مسودة بيان قبل اجتماع لوزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي الاثنين أنهم سيقولون إن الهجوم على الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب يشكل تصعيداً كارثياً للحرب وأن أعمال الجيش هناك “ربما ترقى إلى جرائم حرب”.

 

موسكو

وفي المقابل، دعت موسكو شركاءها في المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية صواريخ محمولة مضادة للطائرات.

وحذرت من أن أي أعمال عدائية ضد روسيا في سوريا لن تمر من دون رد مناسب من موسكو.

وصرح قائد العمليات في وزارة الدفاع الروسية الليفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي: “نحن مستعدون لضمان الانسحاب الآمن للمقاتلين مع أسلحتهم والعبور الحر للمدنيين من حلب الشرقية وإليها وكذلك ايصال المساعدات الانسانية اليها”.

 

الاسد

وعلى رغم الاختلاف على سوريا، تشهد العلاقات بين روسيا وتركيا تقارباً رحب به الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال الاسد في مقابلة مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية نقلتها الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”: “أنظر الى هذه العلاقة بايجابية”. وأضاف: “من خلال التقارب بين روسيا وتركيا إن أمنيتنا الوحيدة نحن فى سوريا أن تتمكن روسيا من احداث بعض التغييرات فى السياسة التركية”.

 

فصائل الشمال السوري: إغراء.. اندماج.. وفتنة!

عبد الله سليمان علي

لم يُحرج التورطُ الأميركي والتركي في شمال حلب الفصائلَ المُسّلحة فحسب، بل بات بعد تصاعده يُهددُّ بقلب المعادلة التي كانت تحكمُ العلاقة بين هذه الفصائل، معيداً إياها إلى مُربّع الاقتتال.

مساعي الاندماج انهارت على خلفية الفتاوى المتباينة حدّ التناقض بخصوص الموقف من القتال مع التركي أو الأميركي. واندلاع الفتنة بين «جند الأقصى» و«أحرار الشام» ليس بعيداً عن التأثر بهذه «النازلة» كما أسماها بعض المفتين، ناهيك عن حديث بعض النشطاء أن هذه الفتنة جاءت نتيجة إيحاءاتٍ خارجية صريحة. أما التسريباتُ الأخيرة حول قرب الاندماج بين ثلاثة فصائل كبرى أيّدت كلٌّ منها عمليةَ «درع الفرات»، وحثّت على المشاركة فيها، فتُشّكل دليلاً قاطعاً على أن الغزو التركي بمشاركة أميركية، هو محور كل هذا التخبط الذي تعيش الفصائل في ظلّه، وبات يهددها بجولة جديدة من الاقتتال بين بعضها بعضاً.

وقد اضطر أبو يحيى الحموي، القائد العام لحركة «أحرار الشام»، أن يخرج مرتدياً بذلته العسكرية، لإعادة تصويب الصفقة التي تمت مع «جبهة النصرة» بخصوص «جند الأقصى»، والتي شعرت قيادة الحركة أنها تسببت لها بمشكلة داخلية، نتيجة رفض العديد من قادتها العسكريين لها، فضلاً عن مشكلة مع باقي الفصائل التي سارعت للوقوف بجانبها ضد «جند الأقصى»، التي شعرت بالخيبة نتيجة صفقة الحل التي صبّت بمجملها في صالح «النصرة» التي ازدادت قوةً وعديداً بعد مبايعتها من قبل «الجند». غير أن خروج قائد الحركة بنفسه بعد توقيع الاتفاق، وهو الذي اكتفى قبل توقيعه بنشر تغريدات على «تويتر» بينما كان القتال محتدماً في أرياف إدلب، أثار العديد من الشكوك حول سبب هذه الحماسة، وعما إذا كان الخطاب المُصّور الذي وُصِف بأنه «ناري» موجهاً إلى الحركة والفصائل و «جبهة النصرة»، أم إلى الدول الداعمة؟

وقال أبو يحيى الحموي في كلمته إنه تمّ القضاء على فصيل جند الأقصى «إنهاءً كاملاً»، وأن «العمل جارٍ على ملاحقة قادته ورؤوس الغلو فيه»، واصفاً إياه بـ»الشرذمة النجسة». وحذّر من محاولة عناصر «الجند» إعادة تجميع أنفسهم مرة ثانية قائلاً: «إنّا إن لمسنا من بعض عناصر العصابة المحلولة غدراً أو تهرباً أو مماطلة أو محاولة لإعادة تجميع أنفسهم، فلن نتوانى بعون الله عما ابتدأناه من استئصالهم».

هذا التصعيد الكلامي استدعى رداً مماثلاً من حسام الشافعي، المتحدث الرسمي باسم «جبهة النصرة»، الذي فهم الرسالة الموجهة إلى جماعته، فقال «عذرًا أيها الشيخ الكريم، فإننا لم نقبل بيعة «شرذمة نجسة» بل مجاهدون أطهار سمع الجميع بصولاتهم في معركة تحرير إدلب». وحذر الشافعي بدوره من «العودة إلى المربع الأول لحرب طويلة» في حال الافساح «للمحرشين مدخلاً للدخول منه».

ولا تزال الأسباب التي دفعت إلى اندلاع الاقتتال بين «أحرار الشام» و «جند الأقصى» غير واضحة، في ظل عدم قناعة العديد من المراقبين بأن يكون السبب هو عمليات الخطف المتبادل. وكان من اللافت أن التصعيد ضد «الجند» والمطالبة بالعودة إلى خيار الاستئصال، جاء من قبل قادة عسكريين في «أحرار الشام» محسوبين على الجناح السياسي الأكثر قرباً من تركيا، وهو ما أثار تساؤلات عما إذا كان للأخيرة دور في اندلاع الفتنة، وما هي مصلحتها.

وقد تكون بعض الإجابات كامنة في ما تمّ تسريبه من قبل بعض النشطاء ووسائل الإعلام المعارضة بخصوص مفاوضات بين ثلاثة فصائل كبرى بهدف الاندماج في ما بينها. ويأتي هذا التسريب بعد فشل مساعي الاندماج العام الذي راهنت عليه «جبهة النصرة» بعد فكّ ارتباطها مع «القاعدة»، كما يأتي في ظل التوتر الحاصل بينها وبين «أحرار الشام» على خلفية الموقف من «جند الأقصى»، ولكن الأهم أنه يأتي من حيث التوقيت في ظرفٍ دولي شديد التعقيد قد يتطلب الخروج منه، تقديمَ كبشِ فداء.

والفصائل الثلاثة التي يجري الحديث حول قرب اندماجها هي «أحرار الشام» و «نورالدين الزنكي» و «فيلق الشام». ورغم أن التسريبات تشير إلى إمكان انضمام فصائل أخرى إلى هذا الاندماج لاحقاً، إلا أنه من الواضح أن «جبهة النصرة» لن تكون إحداها. ويعود ذلك لسبب بسيط هو أن الأخيرة حرّمت القتال تحت الراية التركية في إطار عملية «درع الفرات»، فيما الفصائل الثلاثة التي من المتوقع أن تندمج تشارك عملياً في هذه العملية.

ويعني ذلك كله شيئاً واحداً، وهو أن الاندماج الجديد في حال نجاحه سيكون بديلاً عن «جيش الفتح» الذي تشكل «جبهة النصرة» عموده الفقري. بمعنى آخر، سيؤدي الاندماج إلى تقسيم الفصائل وفق موقفها من التدخل التركي والأميركي. فالفصائل الرافضة له مثل «جند الأقصى» و «التركستان» و «القوقاز» و «جنود الشام» و «إمارة القوقاز» و «الأوزبك» تنضم إلى «جبهة النصرة»، فيما تنضم الفصائل الأخرى إلى الاندماج المزمع تشكيله بحسب التسريبات. وهو ما يترك الباب مشرعاً أمام تداعيات هذا الفرز وانعكاسه على «جبهة النصرة» التي ستصبح مكشوفة أمام الاستهدافات الدولية.

وهنا يبرز تساؤل مهم حول موقف «أحرار الشام» من التدخل الأميركي في الشمال السوري، فهي، وإن أصدرت فتوى واضحة بجواز الاستعانة بالجيش التركي، إلا أنها اعتبرت مسألة التدخل الأميركي «غامضة» وبحاجة لمزيد من البحث، فهل يعني قبولها الانخراط في الاندماج مع فصيلين يؤيدان هذا التدخل أنها حسمت موقفها من التدخل الأميركي واصبحت تجيز أيضاً القتال تحت رايته؟

وأكد أسامة أبو زيد، المستشار القانوني لـ «الجيش الحر»، موضوع الاندماج من دون أن يذكر اسماء الفصائل المشاركة فيه، فقال إن «قوى ثورية وازنة ستعلن توحيد جهودها العسكرية والأمنية»، مشدداً على أن التوحد سيأتي «قبيل انطلاق واحدة من أكثر المعارك مفصلية في مواجهة الاسد والاحتلال الإيراني ـ الروسي». وكانت مصادر عدة تحدثت خلال الأيام الماضية عن تحضير الفصائل لهجوم معاكس في حلب الشرقية.

 

داعش” يتبنّى تفجير ريف حلب الشّمالي

تبنّى تنظيم “داعش” الهجوم بسيّارة مفخّخة والّذي خلّف، مساء أمس، أكثر من 25  قتيلاً من مسلّحي “الجبهة الشّاميّة” في المنطقة الواقعة بين قرية سجو واعزاز في ريف حلب الشّمالي.

ووقع التّفجير قرب نقطة تفتيش تحرسها “الجبهة الشّامية”، التابعة لـ”الجيش السوري الحر”، بالقرب من معبر السّلام.

ونقلت وكالة “رويترز” عن شاهد عيان تأكيده نقل عشرات المصابين إلى “مستشفى اعزاز” وإلى مستشفياتٍ تركيّة. ومن بين عشرات الجرحى هناك ثمانية على الأقلّ في حال الخطر.

إلى ذلك، ذكرت قناة “الميادين” أنّ رتلاً مسلّحاً تابعاً لـ”حركة نور الدين الزنكي” اتّجه إلى اعزاز لمحاربة جماعة “أبو محمد العزيزي” المدعومة من قبل واشنطن.

(رويترز، “الميادين”)

 

الأمم المتحدة غير قادرة على إيصال المساعدات للمحاصرين بحلب

جنيف – الأناضول – أكد المتحدث باسم مكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، جان لارك، أن منظمته غير قادرة على إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في الجزء الشرقي من مدينة حلب.

 

وفي تصريحات الجمعة، أشار لارك إلى انتظار عشرين شاحنة مساعدات أممية، في المنطقة الفاصلة بين الحدود التركية والسورية، منذ 13 سبتمبر/أيلول الماضي، لعدم تمكنها من دخول المناطق المحاصرة.

 

كذلك لفت إلى وجود 100 ألف طفل في المناطق المحاصرة شرقي حلب.

 

وأضاف “نحن غير قادرين على إيصال المساعدات لحلب سواء عن طريق البر أو الجو”.

 

وفيما أعرب المتحدث الأممي عن خيبة أمله من اكتفاء العالم بمشاهدة ما يحدث في حلب وعدم قدرتهم على فعل شيء، دعا إلى وقف إطلاق النار بسوريا في أسرع وقت ممكن.

 

ومنذ إعلان انتهاء الهدنة التي لم تدم سوى أسبوعاً، في سبتمبر الماضي، تشنّ قوات النظام السوري ومقاتلات روسية، غارات جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين بينهم نساء وأطفال.

 

اقتحامات ومصادرة ممتلكات… بعض ما تعرضت له منازل مقاتلين في «جند الأقصى» في ريف إدلب

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: «حركة أحرار الشام الإسلامية» المتهم الأول بالنسبة للناشطين في مواقع التواصل، ولا أحد غير عناصرها – حسب أولئك- يجرؤ على القيام بهكذا خطوات كاقتحام منازل المقاتلين التابعين لتنظيم «جند الأقصى» الذي تم تفكيكه بين ليلة وضحاها، البعض ينفي ضلوع «أحرار الشام» بهذه الأفعال، وآخرون ينفون حدوثها تماماً، لكن شهادات متعددة أكدت أن منازل عناصر «الجند» قد اقتحمت وصودرت محتوياتها، بل حدث أكثر من ذلك.

محمد سليمان المهندس الزراعي الذي تحول إلى «سمان» خلال سنوات الثورة، شرح لــ «القدس العربي» ما حدث في سراقب، يقول: «اقتحمت مجموعات مسلحة بيوت مقاتلي جند الأقصى، وقاموا بتفريغ محتويات معظم البيوت ومصادرتها ونقلها، لكن لا أحد يعرف إن كانوا من أحرار الشام أو من فصيل آخر، بل لم يتجرأ أحد على التدخل في الموضوع إطلاقاً، وشهد كثيرون هذه العمليات التي تشبه المداهمات، على الرغم من أن البيوت معظمها كانت خالية من أهلها».

ويضيف «بغض النظر عن الجهة التي قامت بما يشبه تعفيش النظام لبيوت معارضيه، أو حتى مواليه أحياناً، فإن هذا التصرف لا يليق بنا كمسلمين، فكيف يليق بمن يقولون بأنهم يحملون راية الجهاد في سبيل الله، وهل قام الرسول العربي الكريم بسلوكيات مشابهة حتى مع أعدائه؟ ما حدث لا يمكن وصفه إلا بالسرقة المسلحة، فأنا لست مع جند الأقصى أو موالياً لهم، لكنني ضد انتهاك حرمات البيوت».

يعتقد كثيرون أن حالات الاقتحام والاستيلاء على أثاث المنازل ومحتوياتها، لم تكن عمليات مرتبة وبأوامر من قادة فصائل، سواء «أحرار الشام» أو غيرها، إلا أنها استغلال الظروف غير المستقرة من قبل فئة من اللصوص، الذين يصنفون أنفسهم في عداد «الجيش السوري الحر»، الذين ومنذ سنوات يستغلون كل فرصة مناسبة للسرقة والنهب.

ويقول عمار أبو قتيبة وهو احد المقاتلين في صفوف «حركة أحرار الشام» لــ «القدس العربي»: «إنني على معرفة تامة بما حدث في سراقب وفي بعض قرى جبل الزاوية، بالفعل فقد اقتحم عناصر لا يحملون أية رايات أو إشارات، تمكن الأهالي من معرفة انتمائهم، اقتحموا بيوت مقاتلي جند الأقصى، بل إن بعضهم اقتحم منازل تحتوي على نساء وأطفال، ورغم ذلك قام بمصادرة محتويات المنزل بل شتم النساء وأرعب الأطفال أيضاً».

لكن عمار يستدرك قائلاً: «أؤكد لكم أن حركة أحرار الشام ليست بهذا المستوى الذي شهدناه في بعض مناطق ريف ادلب وليس كلها، لو أرادت الحركة مصادرة بيوت مقاتلي جند الأقصى لأصدرت قراراً علنياً بذلك، بل لاعتمدت على فتوى شرعية إن وجدت لتنفيذ الأمر ولم تكن لتقره دون فتوى، أسلوب الحركة مختلف تماماً ولا تعتمد أسلوب الجبناء واللصوص مهما كان الظرف العسكري سيئاً، بل وعي قياداتها لا يمكن أن يسقط إلى هذا الدرك».

يرى عمار ان مجموعات محلية صغيرة هي التي نفذت الاقتحامات وقامت بالإساءة إلى أسر مقاتلي الجند، ويعتقد ان «تلك المجموعات الصغيرة حتى ولو حملت انتماءً شكلياً لأحد الفصائل، فإنها عملت بأسلوب اللصوص والعصـابـات دون معـرفة القيادات مطلقاً، واستغلت الفرصـة إذ حدثت فوضـى عارمة لاسيما أثناء الاشتباكات، ونفذت جرائمها تلك».

بينما الناشط أحمد الخلف من ريف ادلب قد أكد حدوث انتهاكات لحرمات منازل عناصر من «جند الأقصى» في مختلف مناطق ريف إدلب، وكتب في موقع التواصل «فيسبوك»: «تنويه صغير لأهل ادلب الكرام: بعض بيوت عناصر جند الأقصى سابقاً فتح الشام حالياً، تم تعفيشها ومصادرتها، نرجو من أهل النخوة والشرف إعادتها، ونحث كل القادة على العمل على ذلك، لأن هذه أفعال تليق بالشبيحة وليس بجهادنا وثورتنا»، ثم عاد وكتب متهماً حركة أحرار الشام: «اقتحام بيوت على النساء وسب وشتم، كل هذا من حركة إسلامية!».

 

حواجز النظام السوري تبتز المعارضين للأسد مالياً… وفي المناطق المؤيدة له تسلب السيارات بقوة السلاح

دمشق ـ «القدس العربي»: يشتكي معارضون للنظام السوري وآخرون موالون له من حالات ابتزاز عديدة تعرضوا لها من قبل حواجز الأسد العسكرية والأمنية المنتشرة في المناطق الخاضعة لسيطرته، عمليات «التشليح» المالي وسلب السيارات الخاصة تعد من أكثر حالات الابتزاز انتشاراً، فيما تعد حواجز المخابرات الجوية والأمن العسكري الأشد خطراً.

الصحافي المعارض محمد عبد الرحمن تحدث عن سيدة من الغوطة الشرقية، تعرضت يوم الجمعة الفائت لعملية ابتزاز مالي من قبل حاجز للنظام السوري وسط دمشق، حيث طلب عنصر من الحاجز وهو من الطائفة «العلوية» منها النزول من الباص، بعد أن اطلع على بطاقتها الشخصية وعرف أنها من الغوطة.

عبد الرحمن قال لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي خاص معه: لم يسألها العنصر أي أسئلة، بل طلب منها بشكل فوري أن تعطيه كل ما بحوزتها من مال، لكن السيدة حاولت بادئ الأمر المناورة للتنصل من عملية التشليح المالي، ولكن العنصر أوقفها ثلاث ساعات متواصلة، من دون أي سبب.

وأضاف الصحافي المعارض، بعد تلك الساعات، قررت السيدة إعطاءه المبلغ المالي الذي بحوزتها وهو 1500 ليرة سورية، أي ما يعادل ثلاثة دولارات أمريكية، ليقوم بعدها بإطلاق سراحها، لتتجه وتدخل الغوطة الشرقية بعد ذلك.

ضباط النظام السوري وكذلك العناصر المسؤولون على الحواجز العسكرية والأمنية يجدون عمليات التشليح والسلب فرصة لهم لجني الأموال في ظل الظروف التي تعيشها سورية، خاصة مع تواجد العديد من الميليشيات المنتشرة

في دمشق، حسب ما رواه المصدر.

أما في غوطة دمشق الغربية، فواقع الحال ليس بأفضل من العاصمة، فقد أكد مراسل الهيئة السورية للإعلام في دمشق وريفها مصطفى الديراني تعرض أحد المزارعين العاملين في المنطقة للاعتقال وسلب سيارته من قبل حاجز للمخابرات الجوية أثناء عودته من بيع محصوله في سوق الهال بدمشق.

وقال لـ «القدس العربي»: المزارع تعرض للاعتقال ليس لانه مطلوب أو اسمه موجود على الحواجز العسكرية أو الأمنية، بل عملية اعتقاله التي حصلت بالقرب من مدينة الكسوة، جاءت بسبب طمع العنصر المتطوع في المخابرات الجوية المتمركز على الحاجز بالمال الذي كان بحوزته، حيث كان المزارع يحمل مبلغ مليون ليرة سورية «قيمة محصوله الذي باعه في سوق الهال»، بالإضافة إلى سلب السيارة الزراعية التي كان يقودها.

وفي حادثة أخرى أشد بطشاً من قبل حواجز النظام السوري في الغوطة الغربية، أكد «الديراني» تعرض إحدى الفتيات إلى الاعتقال القسري من قبل حاجز «شركة بيجو» التابع للأسد على طريق «صحنايا»، بعد أن قام عناصر الحاجز بابتزاز الفتاة بادئ الأمر أمام الركاب بأبشع الكلمات، ولكن الفتاة لم تتحمل الشتائم فبكت وشتمتهم. لم ينته أمر الفتاة بالاعتقال، أو الزج في السجون الرسمية للأسد، بل اعتقالها كان داخل الحاجز العسكري، ليصار إلى إطلاق سراحها بعد يومين فقط، وقد تعرضت للاغتصاب مرات عدة خلال يومي الاعتقال من قبل عناصر الحاجز، حسب ما رواه المصدر.

كما نوه الديراني إلى أن أسوأ أنواع الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة في الغوطة الغربية لدمشق تلك التي تتبع للمخابرات الجوية، وفرع الأمن العسكري، فهي تعد الأكثر فتكاً بالمدنيين، وغالبية حوادث الاعتقال والسلب تكون على هذه الحواجز.

المؤيدون للأسد ضمن البلدات الموالية له ليس خارج بطش الحواجز العسكرية التي تقيمها الميليشيات المحلية المجندة من قبل النظام السوري، فقد طالبت «شبكة أخبار المنطقة الوسطى حمص» اللجنة الأمنية التابعة للأسد بحمص بوضع حد لعمليات تشليح السيارات الخاصة التي تطال المدنيين الموالين للأسد من قبل حواجز اللجان الشعبية، ووصفتهم الشبكة بـ «الزعران».

ونوهت الشبكة الموالية، إلى أن عملية تشليح السيارات الخاصة بقوة السلاح تأتي تحت ذريعة أخذها إلى مهام حربية وأحياناً تكون الحواجز هي للسطو المسلح من قبل «زعران اللجان»، وتكون من خلال انتقاء بعض السيارات الجيدة والتي تعجب عناصر الحواجز، الذين يكونون غالباً مرتدين للأقنعة الوجهية، والتي تخفي مظاهر الوجه كاملاً ما عدا العينين.

صادق أبو جعفر، وهو أحد الموالين للأسد بحمص قال عبر الشبكة الموالية، عناصر الحواجز التي تنتشر فجأة، يكون هدفها «أخذ بعض السيارات للتعبئة في المراكز الهامة، ولكن بعد الانتهاء من العدد المطلوب تستمر عملية سلب السيارات ومصادرة أوراقها الخاصة وكذلك البطاقات الشخصية، ليصار بعدها إلى فتح ملف التفاوض، وأن أقل مبلغ هو خمسون ألف ليرة سورية مقابل إعادة الأوراق الهامة لصاحبها».

أما شيرين العلي، وهي موالية للأسد، فتحدثت «كل من لديه سيارة في حمص يعلم جيداً أنها تحولت إلى مشكلة كبيرة لمالكها، متسائلةً، بعض الحواجز التي نعلم لأي جهة تتبع، تقوم بمصادرة أوراق السيارات الخاصة بدون أسباب، وهنا تبقى السيارة بدون فائدة بسبب غياب أوراقها، ولا ندري أين نسأل عن هذه الأوراق، هل عند اللجان الشعبية، أم الدفاع الوطني، أم غيرهم».

سلامي محمد

 

جدل في ألمانيا بعد العثور على لاجئ سوري متهم بالإرهاب مشنوقا في زنزانته

برلين ـ «القدس العربي» من علاء جمعة: أعلنت حكومة مقاطعة سَكْسونيا (شرق ألمانيا) في بيان أن اللاجئ السوري المشتبه في تحضيره لهجوم «إرهابي خطير» جابر البكر «انتحر في مستوصف سجن لايبزيغ»، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وأورد موقع صحيفة «بيلد» أن المشتبه به عثر عليه مشنوقا داخل زنزانته في المستوصف. وكان أودع الحبس الاثنين بعد القبض عليه من قبل لاجئين سوريين.

وأقرّ نائب رئيس وزراء ولاية سكسونيا مارتن دوليغ بأن السلطات القضائية في ولايته تتحمل «جانبا» من المسؤولية لوفاة السوري جابر البكر، الذي انتحر في زنزانته بعد يومين على توقيفه للاشتباه بأنه يعد لاعتداء في ألمانيا. وأضاف المسؤول بأن ذلك نجم عن «سلسلة من التقديرات الخاطئة»، مشيرا إلى «سوء تقدير لأهمية السجين ولحالته الصحية».

ويأتي هذا عقب إعلان هيئة السجون التابعة للولاية أمس، عبر مديرها رولف ياكوب، بأن الأجهزة القضائية قامت بكل ما هو «ممكن» حتى لا يقدم المشتبه به على الانتحار.

وعلّق وزير العدل في سكسونيا سيباستيان غيمكو «لم يكن يفترض أن يحصل مثل هذا الأمر لكنه وقع للأسف». وعثر على البكر مشنوقا بقميصه في زنزانته في مستوصف السجن بعد يومين على توقيفه مما أثار جدلا حول ظروف اعتقاله.

وفي وقت سابق شدد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير على ضرورة توضيح سريع وشامل لوفاة جابر البكر وقال في تصريحات خاصة لبرنامج «مجلة الصباح» الإخباري على القناة الثانية الألمانية «ZDF» أمس إنه يطالب بمعرفة ما حدث ليلا في مدينة لايبزيغ الألمانية. واعتبر مسؤولون ألمان أن انتحار البكر أدى لخسارة كم كبير من المعلومات المهمة المتعلقة بالأمن القومي الألماني.

وكان اللاجئ السوري المشتبه به قد سُلِّم إلى الشرطة بعد فراره طيلة 48 ساعة، من قبل ثلاثة سوريين استضافوه في لايبزيغ قبل أن يدركوا أنه مطلوب من السلطات.

 

حجاب يطالب بريطانيا بحراك خارج مجلس الأمن بشأن سورية

لندن ــ العربي الجديد

أجرى المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، أمس الخميس، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، تحدث خلاله عن الوضع المأساوي في سورية، وخاصة ما يجري في حلب وريف دمشق، وفق ما أفاد مصدر في المعارضة السورية.

 

وبحسب المصدر ذاته، فقد طلب حجاب من الحكومة البريطانية دعم الجهود الرامية لوقف جرائم النظام وحلفائه خارج مجلس الأمن الدولي، الذي ألحق به الفيتو الروسي المتكرر شللاً كاملاً إزاء الانتهاكات المروعة بحق الشعب السوري.

 

وأكد حجاب على أهمية دور بريطانيا في وقف هذه الجرائم، والعمل على محاسبة الجناة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

 

وأضاف المصدر أنّ حجاب شكر الوزير البريطاني على “مواقف حكومته المؤيدة للشعب السوري، وعلى الجهود التي تبذلها لتخفيف معاناته، ورفع الحصار عن سائر المناطق، وإدخال المساعدات لجميع من هم في حاجة إليها”.

 

وكان حجاب قد أجرى اتصالاً مماثلاً مع وزير الخارجية الفرنسي، جان ماريك أيرولت، في العاشر من هذا الشهر، بهدف تنسيق المواقف الدولية لمعالجة الأزمة السورية.

 

وكان جونسون قد قال خلال كلمة له في البرلمان، أمس: “علينا أن نفكر في خيارات عسكرية أكثر دينامية في سورية”، من دون أن يوضح ماهية هذه الخيارات، مشككا، في الوقت نفسه، بإمكانية اللجوء إليها أو بموافقة البرلمان عليها.

 

واستدعى هذا التصريح تدخلاً من رئاسة الوزراء، التي قالت على لسان المتحدثة باسمها: “ليس هناك أي تغيير في موقف الحكومة، وفي الوقت الراهن، نحن نركز جهودنا على توحيد شركائنا الدوليين”.

 

النظام السوري يدمي الغوطتين… تمهيداً لتكرار سيناريو التهجير

عدنان علي

منذ تمكنها من داريا وترحيل مقاتليها وسكانها قبل حوالي شهر ونصف الشهر، توجهت قوات النظام السوري مباشرة إلى منطقة المعضمية المجاورة لتدفعها نحو المصير نفسه، فيما ظلت عينها على مخيم خان الشيح ومجمل مناطق الغوطة الغربية المتبقية بيد المعارضة وهي دروشا، والدرخبية، والمقيلبية، وزاكية، والطيبة، والتي يغير عليها يومياً الطيران الروسي وطيران النظام. كما تمطر المدفعية والراجمات هذه المناطق بالقذائف والصواريخ.

ويتوقع معارضون سوريون، بينهم المتحدث باسم ألوية سيف الإسلام، أبو عياش الشامي، أن تسعى قوات النظام خلال الفترة المقبلة إلى زيادة الضغط على مناطق الغوطة الغربية لإخراج المقاتلين من المنطقة باتجاه الشمال السوري مقابل وقف القصف وإدخال مساعدات غذائية، وفق سيناريو البلدتين المجاورتين داريا والمعضمية. وهو ما تحاول أن تفعله في الغوطة الشرقية أيضاً، إذ تكثف ضغطها العسكري على مناطقها بهدف دفعها لتوقيع اتفاقات وهدن يخرج بموجبها المقاتلون إلى خارج المنطقة. وتعد دوما، وحموريا، وعربين، وكفربطنا، وزملكا، وسقبا من أبرز مناطق الغوطة الشرقية التي يستهدفها النظام بشكل شبه يومي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، الصاروخية والمدفعية وإن كان عمادها الغارات الجوية والبراميل المتفجرة.

 

 

وفي ما يتعلق بمناطق الغوطة الغربية تحديداً، حاولت قوات النظام فجر أول من أمس الأربعاء اقتحام بلدة الدرخبية تحت وابل من القصف المدفعي والجوي، إذ شنّت طائرات النظام غارتين جويتين على المنطقة، فيما ألقت المروحيات ما لا يقل عن 12 برميلاً متفجراً على البلدة الصغيرة، وسط قصف مكثف بعشرات القذائف والصواريخ، وبالترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة. وكانت فصائل المعارضة سيطرت على الدرخبية وبعض المراكز العسكرية المحيطة بها مطلع مايو/أيار الماضي. ويقول المتحدث باسم ألوية سيف الإسلام، الموجود في المنطقة، إن قوات النظام تسعى للسيطرة الكاملة على الدرخبية وليس فرض اتفاق أو هدنة لإخراج المقاتلين على غرار اتفاقات مماثلة في محيط دمشق، وذلك بالنظر لأهمية المنطقة للنظام من الناحية العسكرية، بسبب قربها من مواقع عسكرية حساسة له مثل قيادة اللواء 75. ووفقاً للشامي، الذي تحدث إلى “العربي الجديد”، فإن هذه المناطق الفقيرة والمهمشة أصلاً، ليس لديها الكثير لتقاوم به هجمات النظام، لا سيما أنها محاصرة منذ فترة طويلة، وتعاني من الناحية الانسانية، فضلاً عن عدم وجود خطوط إمداد أو إخلاء لها باتجاه درعا أو القنيطرة، ما يحد من قدرة مقاتلي المعارضة فيها على القيام بهجمات مضادة ضد قوات النظام.

ومنذ مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي تحاول قوات النظام التقدم لاقتحام مناطق الغوطة الغربية. وفرضت حصاراً محكماً على مخيم خان الشيح، بعد أن كان شبه محاصر أصلاً منذ نحو ثلاث سنوات، إذ لم يكن متاحاً له التواصل إلا مع منطقة زاكية المحاصرة هي الأخرى، عبر طريق فرعي يتعرض للقصف والقنص.

ومع تقدم قوات النظام في المنطقة، سيطرت نارياً على طريق مرانة الدرخبية، وطريق زاكية المقيليبة، عبر استهدافها من خلال مواقعها على أوتوستراد السلام، بالترافق مع إغلاق جميع الطرق المؤدية للعاصمة دمشق بوجه المدنيين في كل من زاكية ومخيم خان الشيح. وأدى هذا الأمر إلى شح شديد في جميع المواد الغذائية من طحين وخضار ومواد أساسية أخرى. وهو ما يضع نحو 12 ألف مدني فلسطيني، هم من تبقى من سكان مخيم خان الشيح، بينهم ثلاثة آلاف طفل، في وضع صعب للغاية، لا سيما بالنسبة للمرضى منهم.

يقول عمر المسلم، وهو ناشط ويعمل من داخل المخيم مع مجموعة فلسطينية توثق محنة المخيمات الفلسطينية في سورية، إن الطيران شنّ خلال الأيام الماضية غارات على المخيم مستخدماّ قنابل الفوسفور، ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين، إضافة إلى احتراق منازل.

” وتحاول قوات النظام منذ نحو أسبوع اقتحام بلدة الوادي الواقعة بين بلدتي الدرخبية والمقيليبة؛ وهما تحت سيطرة المعارضة. ودارت معارك خلال الأيام الماضية في تلك المنطقة التي تبعد عن المخيم نحو كيلومترين اثنين قتل خلالها عشرة من مقاتلي المعارضة. في المقابل أسرت المعارضة 12 عنصراً من قوات النظام. مع العلم أن المخيم نفسه، خالٍ تماماً من مقاتلي المعارضة الذين ينتشرون على أطرافه، وليس في داخله.

ويلفت المسلم إلى أن المخيم ليس طرفاً في الصراع بين النظام والمعارضة، وليس فيه مقاتلون من المعارضة، وعلى الرغم من ذلك يقصف يومياً من جانب الطيران أو المدفعية. وقد بدأ الأهالي اعتباراً من يوم الثلاثاء الماضي اعتصاماً أمام المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بهدف حثها على فتح أبوابها، واستئناف عملية التعليم المتوقفة منذ تصعيد القصف في الآونة الأخيرة.

وعن الوضع الإنساني في المخيم، يوضح المسلم في حديث إلى “العربي الجديد” أنه مع اندلاع المعارك الأخيرة مطلع هذا الشهر، أغلقت قوات النظام جميع الطرق المؤدية إلى دمشق، ومنعت دخول مادة الطحين والخضار، فضلاً عن منع دخول المدنيين وخروجهم. مع العلم أنه لا يوجد في المخيم منذ أربع سنوات أفران ولا أطباء ولا عيادات أو نقاط طبية. وتقول منظمات إنسانية تتابع الوضع في المخيم إن جميع المراكز الصحية داخله قد تدمرت أو تضررت وأصبحت خارج الخدمة، باستثناء مستوصف لـ”أونروا” يقتصر دوره على تقديم الخدمات الاستشارية.

وقالت منظمة إنقاذ الأطفال للمعونات الإنسانية إن ثلاثة آلاف طفل من بين 12 ألف مواطن فلسطيني وسوري يواجهون أزمة إنسانية متصاعدة في منطقة خان الشيح، التي تحاصرها قوات النظام السوري من جميع الجهات، مع إغلاق آخر الطرق المؤدية إلى المنطقة بقذائف المدفعية ورصاص القناصين. وتلفت رئيسة برنامج المنظمة في سورية، سونيا خوش، إلى أن معظم مخزونات الأدوية والوقود والدقيق أوشكت على النضوب، بينما تضاعفت أسعار المواد الغذائية خلال الأيام الأخيرة.

بدورها أحصت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية”، التي يتعاون معها الناشط عمر المسلم، 121 انتهاكاً ضد المخيم خلال التصعيد الأخير على شكل غارات جوية من الطيران الحربي السوري والروسي أو قصف بالصواريخ والمدفعية. ويمثل هذا العدد من الانتهاكات القصف الذي تعرض له المخيم بشكل مباشر من دون احتساب القصف المتكرر على أطرافه ومحيطه. وقضى نتيجة ذلك 26 مدنياً فلسطينياً، فيما أصيب 120 آخرون وهم يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية العاجلة. وبذلك يرتفع عدد الذين قتلوا من أبناء المخيم منذ انطلاقة الثورة السورية إلى أكثر من 200 شخص.

ويقع مخيم خان الشيح على بعد 27 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة دمشق. وقد وفدت الدفعات الأولى من اللاجئين الفلسطينيين إلى تلك المنطقة بعد نكبة 1948. وكان يقيم في المخيم قبل انطلاق الثورة السورية نحو 25 ألف شخص، جلهم من الفلسطينيين. وبعد الثورة، شهدت المناطق القريبة منه مثل المعضمية، وداريا، وزاكية، تظاهرات مناوئة للنظام، لكن المخيم نفسه ظل بمنأى عن ذلك. ومع التحول إلى العسكرة في الثورة، استقبل المخيم نازحين من المناطق المجاورة، ومن التجمعات الفلسطينية التي شهدت قصفاً وعمليات قتال مثل اليرموك، والسبينة، والحجر الأسود. وعلى الرغم من هذا الدور الإنساني للمخيم، فقد دخلته قوات النظام عبر نصب حاجز وتمركز دبابات وجنود وسط شارعه الرئيسي، فيما كانت بعض المناطق المجاورة تشهد بدايات لنشاط عسكري لقوى المعارضة.

” ومع مطلع عام 2013، وبعد تصاعد عمليات المعارضة المسلحة، انسحب جيش النظام من المخيم، وأغلق طريق خان الشيح-دمشق، واستعاض عنه السكان بطريق السلام الموازي، قبل أن يغلقه النظام هو الآخر منذ نحو عامين ونصف العام. كذلك استبدل الأهالي طريق السلام بطريق فرعي طويل وخطر وهو طريق زاكية، الذي يتعرض كل من يسلكه إلى خطر القصف والقنص، ما تسبب بضائقة إنسانية في المخيم، ونقص كبير في كل الاحتياجات الأساسية، بالتزامن مع قطع الخدمات الرئيسية عن المخيم والمزارع المحيطة به من كهرباء وأدوية واتصالات ووقود. كما دمرت دبابة خزانات المياه ونبع الماء المحلي الذي يعتمد عليه الأهالي في الحصول على المياه العذبة.

كما يشمل القصف شبه اليومي بالطيران والمدفعية منطقتي الدرخبية وزاكية، عقب تقدم فصائل المعارضة وسيطرتها مطلع مايو/أيار الماضي على بلدة الدرخبية والمراكز العسكرية المحيطة بها.

وتقول مواقع إخبارية موالية للنظام، إن قوات الأخير أحرزت تقدماً باتجاه خان الشيح من الجهة الشمالية، وسيطرت على حي مسجد العظم مع عدد من كتل الأبنية، ومبانٍ أخرى من جهة دروشا وبنايات الطحطوح. كما تقدمت باتجاه الدرخبية والمقيلبية. وفي السياق، يوضح ناشطون أن هذه المناطق الفقيرة والمهمشة أصلاً، ليس لديها الكثير لتقاوم به هجمات النظام. ولم يستبعدوا أن يبدأ الأخير بتقديم عروض خلال الفترة المقبلة لإخراج المقاتلين من المنطقة باتجاه الشمال السوري مقابل وقف القصف، وإدخال مساعدات غذائية، وفق سيناريو البلدتين المجاورتين داريا والمعضمية.

 

الطيران الروسي يُمطر حلب بقنابل عنقودية و”ارتجاجية

أنس الكردي

شنّ الطيران الروسي، منذ منتصف ليل أمس حتى صباح اليوم الجمعة، عشرين غارة على حلب السورية، مستخدماً قنابل ارتجاجية وعنقودية، في حين وصلت حصيلة ضحايا القصف خلال ثمانٍ وأربعين ساعة إلى نحو 65 قتيلاً.

وأفاد “مركز حلب الإعلامي”، بأن “الطائرات الروسية شنت بعد منتصف الليل أكثر من عشرين غارة، وتركزت الغارات على أحياء مساكن هنانو والحيدرية والجندول شرقي مدينة حلب”.

ولفت إلى أن “الطيران الروسي قصف بقنابل ارتجاجية حيَّي أقيول وباب الحديد في حلب القديمة، والحال ذاته بالنسبة لحيَّي المشهد والميسر، اللذين تعرضا إلى قصف بقنابل ارتجاجية، فيما تعرض حي السكري إلى قصف بقنابل عنقودية”.

في السياق ذاته، أشار ناشطون إلى تعرض حي السكري لقصف روسي بقنابل فوسفورية. ويعرف عن “الفوسفور”، أنه “خليط كيمياوي يشتعل تلقائياً فور ملامسته للهواء وعند سقوطه على الجسم البشري يقوم بامتصاص الأكسجين وحفر النسيج البشري بطريقة الحرق والدخول إلى داخل الجسم”.

وقال مسؤول الإعلام في مديرية الدفاع المدني بحلب، إبراهيم الحاج، لـ”العربي الجديد”، أمس، إن “القصف لم يهدأ على حلب، والمدينة في حالة رعب، من الساعة الثانية منتصف ليل الأربعاء إلى ظهر الخميس أكثر من 40 صاروخاً ارتجاجياً استهدف المدينة”، لافتاً إلى أن “الصاروخ الارتجاجي يحدث هزة أرضية”.

وتُسمَّى القنابل “الارتجاجية” بـ”مدمرة الملاجئ”، وهي نوع خاص من القنابل الخارقة، ويصل وزنها حتى 2.291 كيلو غراماً. وطُوّرت بداية حرب الخليج الثانية عام 1991، بواسطة شركة أميركية بالتعاون مع سلاح الجو الأميركي، ثم جرى إنتاج قنابل مشابهة روسية.

ووثقت فرق الدفاع المدني خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، مقتل ثلاثة وستين مدنياً، وإصابة العشرات، جرّاء القصف الجوي الذي شنّته طائرات روسية على أحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة، شمالي سورية.

 

حلب:منظمات دولية تحذّر من تدهور خطير لأوضاع الاطفال

حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من تدهور الوضع الإنساني في أحياء حلب الشرقية، جراء إصابة 321 طفلاً على الأقل، بالغارات التي تشنها المقاتلات الروسية وطيران النظام السوري. كما أشارت إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من الأمراض المنقولة عبر الماء، إذ يلجأ السكان المحاصرون إلى مصادر مياه غير نظيفة، نتيجة انقطاع الخدمات عن الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

وقال رئيس بعثة المنظمة إلى سوريا كارلوس فرانسيسكو، في بيان تلقت “المدن” نسخة منه: “لقد أصبح لدى المجتمع الدولي مناعة تجاه صور الأطفال القتلى الذين يتم انتشالهم من تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف. لقد أصبح هذا مشهداً يتكرر كل يوم. جميع أنواع الأبنية والأماكن المدنية يتم قصفها؛ كما يتم تدمير المدارس. يموت الأطفال كل يوم في مكان بات أشبه بمسرح للقتل”.

 

وتنقل المنظمة عن المستشفيات العاملة في حلب، أن حالات بعض المرضى تتضاعف، نتيجة صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية، علماً أن تلك الإصابات قد تكون طفيفة، إلا أن عدم علاجها يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصاً لدى الأطفال.

 

ويقول مدير عمليات “أطباء بلا حدود” في الشرق الأوسط بابلو ماركو، إنه “نتيجة للغارات الجوية وحصار حلب الشرقية، فقد عدد كبير من الأطفال آبائهم وأمهاتهم. بعضهم تعرض لإصابات بليغة ستترك لديهم إعاقات مدى الحياة. وآخرين يعانون من الصدمة النفسية. وما نشاهده الآن سيكون له عواقب لسنوات عديدة قادمة”.

 

أما عن شح موارد المياه النظيفة، فتقول المنظمة إنها تسببت بالإسهال والجفاف لدى الأطفال، ويلجأ السكان إليها نتيجة قصف مضخات المياه، أو عدم توفر الوقود الكافي لتشغيل المضخات السلحية. في هذا السياق، قال مديرية صحة حلب الدكتور حسن نيرباني إنه “في السابق كان هنالك حملات تطعيم ضد شلل الأطفال تدور على جميع البيوت وبرامج تحصين موسعة في حلب الشرقية، لم تعد ممكنة الآن لعدم إمكانية وصول الإمدادات الطبية واللوجستية إلى المنطقة”. وأضاف “إن عدد الفرق الطبية العاملة في حلب الشرقية غير كاف أيضاً. فأعداد جرحى الحرب الهائلة تفوق طاقاتهم وأمامهم أولوية إنقاذ حياة الناس. الكثير من برامج صحة الأطفال متوقفة حالياً”.

 

من جهة ثانية، ما تزال الأمم المتحدة تعمل على مسألة إيجاد حل سريع للأوضاع المتدهورة في الجزء الشرقي من مدينة حلب. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف ينس لايرك لـ”المدن”، إنه “من الناحية الانسانية كان الاسبوع الماضي مخيبا للامال، القتال تواصل وهناك حاجة ماسة للمساعدات الانسانية لـ 13.5 مليون شخصاً في كل سوريا، لكن التركيز يتم الان على حلب الشرقية بشكل اساسي، لم نتمكن من ادخال المساعدات الى المدينة منذ يوليو الماضي بسبب تصعيد العنف ونحتاج لهدنة عاجلة لنتمكن من ادخال المساعدات واجلاء المصابين”.

 

انتهاء الحرب على “جند الأقصى” لصالح “فتح الشام

عقيل حسين

رغم الانتقاد الذي وجهته “جبهة فتح الشام” لكلمته، يمكن القول إن ظهور قائد حركة “أحرار الشام الإسلامية” في خطاب مسجل تم بثه مساء الأربعاء، كان بمثابة إعلان انتهاء المعركة رسمياً مع “لواء جند الأقصى” عقب انضمامه إلى “فتح الشام”.

 

وبعد أسبوع من المواجهات بين “أحرار الشام” وفصائل أخرى من جهة، و”جند الأقصى” من جهة ثانية، ظهر المهندس مهند المصري “أبو يحيى الحموي”، القائد العام لـ”أحرار الشام” في تسجيل مصور أعلن فيه انتهاء المواجهات، بعد مشاورات بين الحركة والفصائل التي قدمت الدعم لها ضد “الجند”. وذلك عقب استكمال عملية انضمام “جند الأقصى” إلى “جبهة فتح الشام” وإطلاقها سراح أكثر من مئة وثلاثين من عناصر “الأحرار” ممن كانوا محتجزين لديها.

 

وعلى عكس العنوان الضمني للكلمة؛ “انتهاء الحرب”، فقد جاءت تفاصيلها شديدة اللهجة، حيث هدد المصري لواء “جند الأقصى” برد قاس في حال لم يلتزم ببنود البيعة التي قدمها لجبهة “فتح الشام”، وهي بيعة قبلتها الجبهة بشروط، يأتي على رأسها الالتزام بقرارات المحكمة التي شكلت للنظر في القضايا المرفوعة ضد اللواء، وتسليم المتورطين من عناصره بعد تفكيكه بشكل كامل، لضمان تذويبه في الجبهة وعدم السماح بتكتله داخلها. وهدد المصري بأن الحركة لن تتوانى عن مواجهة أي عودة جديدة للواء وبكل قوة.

 

قائد “أحرار الشام” ذكّر بالأسباب التي دعت إلى إعلان الحرب على “جند الأقصى” الذي وصفه بالـ”جرثومة الخبيثة”، وأنه ضم “شرذمة من الأنجاس” الذين حوّلوا مقراتهم إلى بؤرة يقصدها “عناصر الخوارج” بينهم أمنيون تابعون لتنظيم “داعش”، بغية اختراق الفصائل وتنفيذ عمليات انتحارية واغتيالات.

 

لكن المتحدث باسم جبهة “فتح الشام” حسام الشافعي، انتقد خطاب المصري، مؤكداً أنه تم القبول ببيعة “جند الأقصى” للجبهة بعد الاتفاق على شروط، أهمها “قبولهم بالمحكمة الشرعية، وتسليم المتورطين، وتقديم من تثبت عليه تهمة الخوارج للمحكمة، وتبني السياسة العامة للجبهة”.

 

واستغرب الشافعي الأوصاف التي نعت بها قائد “أحرار الشام” لواءَ “جند الأقصى”، وقال في سلسلة تغريدات له على موقع تويتر بعد بث كلمة المصري: “إننا لم نقبل بيعة شرذمة نجسة، بل مجاهدين أطهار سمع الجميع بصولاتهم في معركة تحرير إدلب، ومعركة الفوعة الشهيرة، ومعركة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، وما فتح الله عليهم في حماة مؤخراً ليس بخاف على أحد”.

 

ويتسق هذا الرد مع موقف جمهور التيار السلفي الجهادي، الذي ينتمى إليه لواء “جند الأقصى”، والذي انتقد بشدة الهجوم على اللواء، على الرغم من أن توتراً شبه دائم طبع العلاقة بين “الجند” من جهة، وجبهة “فتح الشام” والمنظرين البارزين للتيار من جهة أخرى. وشهد العام 2016 محطات بارزة على هذا الصعيد.

 

نهاية العام 2015، بعد إعلان “جند الأقصى” انسحابه من “جيش الفتح”، سعت المرجعيات الجهادية المعروفة بدعمها لتنظيم “القاعدة”، إلى ضم اللواء لـ”جبهة النصرة” قبل فك الارتباط وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام”. لكن هذه المساعي فشلت بسبب موقف “الجند” الرافض قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وفي شباط/فبراير 2016، أعلن العشرات من كوادر “جند الأقصى” انشقاقهم والانضمام إلى “النصرة”، الأمر الذي تسبب بسجالات واسعة بين الجانبين، حيث اتهمت قيادة اللواء كل من “جبهة النصرة” ومرجعيات التيار السلفي لجهادي المعادية لتنظيم “الدولة”، بالعمل على بث الخلافات داخل اللواء وشق صفه، من أجل اجباره على الانضمام للجبهة.

 

تلك الاتهامات ردت عليها بعض الشخصيات التي قادت هذه المساعي، حيث وصف عبد الكريم الغربي، وهو من كوادر “القاعدة”، تم تعيينه مندوباً عن المرجعيات الجهادية التي تدخلت في القضية وقتها، وصف قيادة “لواء جند الأقصى” ممثلة بالقائد العسكري أبو ذر الجزراوي، والمسؤول المالي أبو أحمد القطري، بـ”الانحراف والفساد”، ما أدى إلى اختراق “جند الأقصى” من قبل “الغلاة” والمخابرات أيضاً، حسب قوله.

 

وبينما التزمت قيادة الجبهة الصمت حينها، اتهم الناشط الجهادي محمود كلّم، المقرب من الشيخين أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي، لواء “جند الأقصى” بالتقصير في المشاركة في العمليات القتالية، وسعي قيادته لعرقلة عمل “اللجنة الشرعية” في اللواء، وصولاً إلى إيقاف أعمالها بشكل رسمي، وذلك بسبب ما قال إنه “نشاط اللجنة في مواجهة فكر الغلو المنتشر داخل اللواء، بالإضافة إلى رغبة قيادته بالاستئثار بالسلطة والدعم، استجابة لإملاءات الممول”.

 

الطرفان في النهاية تمكنا من تجاوز هذا الخلاف، قبل أن يتجدد التوتر بين لواء “جند الأقصى” و”فتح الشام” مرتين خلال الصيف الماضي، الذي كان ساخناً جداً بينهما، حيث شهدت مناطق ريف حماة حادثتين كادتا أن تتسببا بمواجهات، إلا أنه تم احتواؤهما لصالح الجبهة.

 

في حزيران/يونيو 2016، قام “قاطع البادية” التابع للجبهة، والذي يتمتع فيه عضو مجلس قيادتها، العراقي أبو ماريا القحطاني بنفوذ واسع، بفرض إغلاق مقرات عسكرية لـ”جند الأقصى” في منطقتي الشيحة وقصر ابن وردان في ريف حماة الشرقي، بسبب المخاوف من أن يسمح ذلك بوضع اللواء على تماس شبه مباشر مع مناطق سيطرة تنظيم “الدولة”. وهو أمر طالما اتهم “جند الأقصى” بالسعي له، من أجل التمهيد لإدخال التنظيم إلى مناطق سيطرة المعارضة، أو على الأقل فتح طريق أكثر سهولة بين المنطقتين، بما يسمح بعبور مقاتلي التنظيم إلى هذه المناطق، وتنفيذ عمليات أمنية ضد الفصائل فيها.

 

ويتألف “قاطع البادية” من تكتل عشائري يقوده مقاتلو عشيرة الشعيطات الذين غادروا محافظة ديرالزور بعد سيطرة تنظيم “داعش” عليها، وتنفيذه مذبحة بحق المئات من أبناء العشيرة عام 2014.

 

وفي تموز/يوليو أوقف “قطاع البادية” معركة كان يعد لها لواء “جند الأقصى” ضد قوات النظام في ريف حماة الشرقي، واحتجز أسلحة ومقاتلين تابعين له، بسبب تخوفهم من أهداف هذه المعركة، التي قالوا إنها جاءت بتنسيق مع تنظيم “الدولة” في المنطقة.

 

وبسبب كل هذا وغيره، كان انتقاد الكثيرين للحياد الذي أعلنته “جبهة فتح الشام” من الحرب التي شنتها حركة “أحرار الشام” على لواء “جند الأقصى” أخيراً، وهو موقف اعتبره أنصار الجبهة بأنه كان الخيار الأفضل، وأنه لولاه لكانت دماء مقاتلي الطرفين ظلت تسيل بلا طائل، في وقت عصيب على جميع الفصائل ولا يخدم سوى النظام وحلفائه.

 

تفسير عبّر عنه بوضوح صريح المتحدث باسم “فتح الشام” حسام الشافعي، الذي قال إن موقف الجبهة جاء “ليأخذ القضاء مجراه بعيداً عن التشويش والتخويف أو التصعيد الذي يوغر الصدور، فنعود من خلاله للمربع الأول لحرب طويلة ‏لا يمكن أن يحسمها أحد الأطراف، ويخرج الأمر من دائرة العقلاء، ليستلم مصير الساحة مجموعة من أصوات المغامرين تحلق خلفهم أمنيات الحالمين”.

 

لكن هذه التعليقات قوبلت بمن رأى أن الأحلام الحقيقية، هي التي صاغت موقف “فتح الشام” من هذه المسألة، وهي أحلام تحقق بعضها بالفعل، بينما لن يكون بعضها الآخر مضموناً.

 

وحسب هؤلاء، فقد كانت الجبهة المستفيد الأول من هذه الحرب، التي حققت لها الهدف الذي سعت نحوه دائماً، وهو ضم لواء “جند الأقصى” إليها، ما يشكل مكسباً مادياً كبيراً بالفعل، حيث يمتلك اللواء أسلحة لا يستهان بها، إلى جانب ما لا يقل عن 800 مقاتل معروفين بتمرسهم وشدة بأسهم، الأمر الذي سيشكل إضافة كبيرة للجبهة.

 

لكن هذا المكسب يحيط به تهديد خطير لن يكون من السهل احتواؤه، ويتمثل بالسؤال المطروح حول إمكان السيطرة على الجناح الأكثر تطرفاً في “جند الأقصى”، والذي تتفق الجبهة مع الجميع على وجوده وبقوة داخل اللواء، مع ما يشكله ذلك من مخاطر تقع عليها بالدرجة الأولى. على الرغم من أن قيادة “فتح الشام” والمناصرين لها، يرون أن الجبهة قادرة على احتواء هذه الحالة ومعالجتها، وهو حلم يقول الآخرون إنه لن يتحقق بسهولة كما تحقق الأول.

 

ما بين الاتهامات الموجهة لجبهة “فتح الشام” بالتعامل مع هذه القضية ببراغماتية، قدمت فيها مصلحتها الخاصة ومصلحة تيارها على المصلحة المشتركة لحلفائها من الفصائل الأخرى، وبين رد الجبهة الذي يقول إن تدخلها كان الخيار الأفضل لكل الأطراف، رغم ما يلقيه عليها ذلك من مسؤولية وتبعات، يرى المراقبون أن أهم ما تحقق بالفعل حتى الآن، هو انتهاء وجود لواء “جند الأقصى” الذي طالما شكل صداعاً مزعجاً لجميع الفصائل، بما في ذلك جبهة “فتح الشام” نفسها. أما ما تبقى فلن يعدو أن يكون مجرد تفاصيل، ستضيع مثل غيرها، في زحمة الأحداث.

 

الأسد:تلقينا عروضاً سعودية وفرنسية..للابتعاد عن إيران

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن استعادة مدينة حلب ستكون “نقطة انطلاق مهمة جداً” لدحر “الإرهابيين” إلى تركيا. وأكد في مقابلة مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، الجمعة، مواصلته الهجوم على المدينة، معتبراً أنه “ينبغي الاستمرار في تطهير هذه المنطقة ودحر الإرهابيين إلى تركيا ليعودوا من حيث أتوا أو لقتلهم. ليس هناك خيار آخر”.

 

ووصف الأسد الحرب السورية بأنها امتداد للحرب الباردة. وقال “ما رأيناه في الأسابيع وربما الأشهر القليلة الماضية هو ما يشبه الحرب الباردة وربما أكثر”، وأضاف “لا أدري ماذا أسميه لكنه ليس شيئاً ظهر مؤخراً لأنني لا أعتقد أن الغرب وخاصة الولايات المتحدة أوقفوا حربهم الباردة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي”.

 

وندد الأسد بعملية “درع الفرات”، التي أطلقتها تركيا بالاشتراك مع فصائل من المعارضة السورية على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، وقال إنها “تمثل غزواً وتتنافى مع القانون الدولي والأخلاق وضد سيادة سوريا”، لكنه أشار إلى أنه ينظر للعلاقة بين روسيا وتركيا بـ”إيجابية”، وقال إنه يأمل أن تتمكن روسيا من “إقناعهم بأن عليهم التوقف عن دعم الإرهابيين ومنع تدفقهم عبر حدودهم ووصول الأموال إليهم”. واعتبر أنه من الممكن أن ينجح الروس في تقليص “الضرر لأنه كشخص (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) ينتمي إلى الأيديولوجيا العنيفة والمتطرفة للإخوان المسلمين لا يمكن أن يكون شخصاً مستقيماً إذا توخينا الصراحة والواقعية”.

 

وكشف الأسد أنه تلقى عروضاً من عدد من الدول من أجل حل الأزمة السورية، من بينها السعودية، وقال إن تلك الدول أرادت “استخدام الأزمة، بمعنى إذا فعلت هذا فسنساعدك”. وأوضح “لم يقدموا عرضاً بل أرادوا إقناعنا بفعل شيء ما، حين ذاك كانت القضية الرئيسية في كل العالم هي الملف النووي الإيراني، وكان المطلوب من سوريا إقناع إيران بالعمل ضد مصالحها حينها، فرنسا حاولت والسعودية أرادت منا أن نبتعد عن إيران دون مبرر فقط لأنهم يكرهونها”.

 

 

في هذا الوقت، وبينما يحضّر مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مسودة بيان تتهم سوريا وروسيا بارتكاب عنف “ربما يصل إلى جرائم حرب” في سوريا، تواصل الطائرات الروسية والسورية قصف الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وبلغ عدد قتلى الغارات هذا الأسبوع نحو 150 مدنياً، فيما أسفرت غارات الخميس، لوحدها، عن مقتل 13 شخصاً في أحياء الكلاسة وبستان القصر والصاخور.

 

في غضون ذلك، قُتل 20 شخصاً عى الأقل، أغلبهم من مقاتلي المعارضة، في تفجير سيارة مفخخة قرب حاجز لجماعة “الجبهة الشامية” في اعزاز، على بعد كيلومترين من معبر باب السلام على الحدود السورية مع تركيا. ونُقل عشرات المصابين إلى مستشفى اعزاز القريب، بينهم 8 حالتهم خطرة، تم نقلهم إلى مستشفيات تركية على الجانب الآخر من الحدود.

 

اجتماع لوزان..فرصة أخيرة لمبادرة دي ميستورا في حلب؟

دينا أبي صعب

جاء الإعلان عن مباحثات لوزان، المقررة السبت، بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والسعودية وقطر، وربما إيران، لينعش الركود القلق في مقر الامم المتحدة في جنيف، حيث الرهان على منح مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الخاصة بحلب اندفاعة استثنائية، لتطبيق معادلتها القائمة على اخراج مقاتلي “جبهة فتح الشام” من حلب الشرقية، مقابل وقف الغارات والقصف عليها.

 

دي ميستورا تلقى دعوة لحضور المباحثات، واكتفى نائبه رمزي عزالدين رمزي بالإشارة الى أنه “سيكون من بين الحاضرين في اجتماع لوزان”، من دون الغوص بالتوقعات لما سينتهي إليه هذا اللقاء، لكن الاوساط المتابعة في جنيف تحدثت عن مراهنة عالية لفريق المبعوث الدولي على هذا اللقاء، كمنصة مهمة لتبني اقتراح دي ميستورا، وتحويله نافذة لإعادة العمل بوقف إطلاق النار وادخال المساعدات، واستئناف محادثات السلام السورية في جنيف.

 

ويقوم اقتراح دي ميستورا على سحب 900 عنصر، هم كل مقاتلي “فتح الشام” في حلب الشرقية. هذا الاقتراح رفض من قبل “فتح الشام”، بحسب ما أعلن رمزي، الذي ناب عن دي ميستورا في مؤتمر صحافي الخميس. لكن رفض التنظيم وبعض اقطاب المعارضة الاخرى لم يتوقف عنده نائب المبعوث الدولي كثيراً، معولاً على الجهات الاقليمية التي ستحضر إلى لوزان. وقال إن “دي ميستورا وجه نداءا مباشراً للنصرة، ولكن أيضا لكل من يستطيع المساهمة في تطبيق الاقتراح. النصرة رفضت هذا الاقتراح وهذا لم يكن مفاجئاً، لكنه لاقى صدى إيجابياً من قبل بعض الجهات، وهم يساهمون في العمل على تحقيقه”.

 

وتفيد المعلومات أن الجانب الروسي، الذي كان قد رحب بمبادرة دي ميستورا، طلب من الامم المتحدة تجهيز لائحة بأسماء عناصر “فتح الشام” الذين سيغادرون حلب طبقاً لمبادرة الامم المتحدة، ويأتي هذا الطلب تلبية لرغبة النظام السوري الذي يتهم مبادرة دي ميستورا بالعمل على إخراج مسلحين وخبراء اجانب يقاتلون داخل جبهات حلب الشرقية. واشار مصدر من الأمم المتحدة في جنيف لـ”المدن”، أن المناقشات حول مبادرة دي ميستورا لم تتوقف “ليس فقط بين الجانبين الاميركي والروسي، إنما أيضاً بين مجموعة أخرى من الدول”.

 

وبينما يرى البعض أن اجتماع لوزان سيكون بداية عودة مسار المحادثات الروسية-الأميركية إلى ما كانت عليه سابقاً، لم يكن هذا الأمر ملموساً داخل اجتماعات مجموعات العمل الدولية في جنيف، التي شهدت توتراً شديداً للاسبوع الثاني على التوالي بين الأميركيين والروس؛ فالجانب الروسي يتهم الند الأميركي بعدم الضغط على حلفائه لفك ارتباطهم عن “فتح الشام”، الأمر الذي تسبب بانهيار اتفاق 9 سبتمبر/أيلول، فيما يتهم الاميركيون الروس بعدم تطبيق البنود الاولى من هذا الاتفاق المعنية بوقف الاعمال العدائية، والاستمرار بتنفيذ الغارات الجوية من قبلهم، وبمشاركة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على شرق حلب وعلى المعابر التي كان يفترض ان تسلكها قوافل المساعدات.

 

ورغم الحديث عن مشاركة ايران في لقاء لوزان، رجحت اوساط ايرانية في جنيف غيابها عن هذه المحادثات  “بسبب عدم نضوج التحضيرات اللازمة للقاء على هذا المستوى”. هذه الاوساط أكدت لـ”المدن” أن طهران “لديها ملء الثقة بالجانب الروسي في ادارة المباحثات في اجتماعات مماثلة، خصوصاً انها كانت راضية جداً عن الدور الروسي في الاجتماعات السابقة الثنائية مع الجانب الاميركي، أو الموسعة على مستوى مجموعة الدعم الدولية”.

 

وينطلق الموقف الايراني من مسلمات لم تتغير، رغم الاعلان عن لقاء لوزان، وبعد تعليق التعاون الروسي-الاميركي في الملف السوري، واستناداً على ذلك، فإن لقاء السبت “لن يغير مسار التطورات في الازمة السورية المتجه اصلاً نحو التصعيد العسكري في الميدان” على حد تعبير المصادر.

 

60 دولة ليس من بينها مصر تؤيد مبادرة سعودية قطرية لحماية المدنيين في سوريا

ناشدت دولة قطر والمملكة العربية السعودية وستون دولة عضو في الأمم المتحدة، ليس من بينها مصر، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤوليته واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين في سوريا من المجازر الجماعية.

 

وبمبادرة من دولة قطر والسعودية، وجهت رسالة اعتمدتها 60 دولة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة السفير «فيتالي تشوركين»، أعربت فيها عن غضبها وصدمتها إزاء التصعيد الخطير للعنف في مدينة حلب، والحصار المفروض عليها.

 

وبحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، أدانت الدول الموقعة على الرسالة التصعيد العسكري الخطير في مدينة حلب، وأعربت عن تأييدها لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للمجتمع الدولي ولمجلس الأمن في أن يتحمل كامل مسؤوليته في اتخاذ الإجراءات المناسبة التي من شأنها أن تساعد في حماية الشعب السوري من المجازر الجماعية، وحماية المدنيين من الحرب الكارثية وأن يضع نهاية للعنف الذي لا معنى له في سوريا.

 

وأشارت الرسالة إلى الهجوم الذي أعلن عنه النظام السوري يوم 22 سبتمبر/أيلول من أجل استعادة شرق مدينة حلب، التي شهدت تصعيدا خطيرا، ولم تميز هجمات القوات السورية بين الأهداف، حيث استهدفت المدنيين والمواقع المدنية مستخدمة كل أنواع الأسلحة الفتاكة بما فيها البراميل المتفجرة، كما أسفرت الهجمات عن مقتل عمال الإغاثة والانقاذ ومقتل أكثر من 100 امرأة وطفل ، كما استهدفت المرافق الصحية والمستشفيات والعاملين في المجال الطبي.

 

وذكرت الرسالة أن قوات النظام منعت المدنيين من السكان الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية، مؤكدة على أنه انتهاك للقانون الإنساني الدولي.

 

وجددت الرسالة دعوتها إلى كل أطراف النزاع إلى الوفاء بالتزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي، خاصة وقف كل أعمال العنف ضد المدنيين وأن تتحمل مسؤوليتها وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

 

كما دعت الدول الموقعة على الرسالة مجلس الأمن أن يتخذ الإجراءات المناسبة لضمان وصول المساعدات الإنسانية الفوري وغير المشروط والأمن داخل سوريا، ولضمان حرية الحركة داخل وخارج حلب وفي عموم سوريا خصوصا في المناطق المحاصرة.

 

وطالبت الرسالة  مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من تدابير لاستعادة وقف الأعمال القتالية، ولضمان مراقبة عدم انتهاك الهدنة عن كثب.. وشددت على ضرورة أن تكون هناك عواقب وخيمة لأي انتهاك لاتفاق وقف الأعمال القتالية.

 

وجددت الدول الموقعة على الرسالة التأكيد على أنه ليس هناك أي حل عسكري للنزاع في سوريا.. كما جددت دعوتها لكل الأطراف في سوريا إلى الانخراط بشكل بناء في العملية السياسية التي ستقود إلى الانتقال السياسي على أساس إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

 

وأيدت الرسالة التي وجهت بمبادرة من دولة قطر والمملكة العربية السعودية، 60 دولة، وحملت توقيع كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية والكويت والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهولندا.

 

وكان تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي في «مجلس الأمن الدولي» بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا، أثار موجة انتقادات من المملكة العربية السعودية وقطر.

 

ويدعو مشروع القرار الروسي إلى الاسترشاد بالاتفاق الأمريكي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورا، والتأكيد على التحقق من فصل قوات المعارضة السورية المعتدلة عن «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) كأولوية رئيسية.

 

وقال مندوب مصر الدائم لدى «الأمم المتحدة»، «عمرو عبداللطيف»، أمس السبت، إن مصر صوتت لصالح المشروعين الروسي والفرنسي، وانتقد ما بات يمثله «مجلس الأمن»، الذي أصبحت المشاورات في إطاره تكرارا وتسجيلا لمواقف تقليدية وحوارا للطرشان، على حد تعبيره.

 

وأوضح «عبداللطيف» أن مصر كانت تدرك مسبقا الفشل الحتمي للمشروعين (الفرنسي والروسي)، قائلا: «فإن تصويتنا لصالحهما لم يكن يستهدف سوى التعبير عن موقف مصر التي ضاقت ذرعا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة في الصراعات بالمنطقة».

 

وأثار موقف مصر هذا في «مجلس الأمن» انتقادات سعودية وقطرية، حيث وصف المندوب السعودي لدى «الأمم المتحدة»، «عبدالله المعلمي» تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بالمؤلم.

المصدر | الخليج الجديد

 

أوباما يبحث خيارات جديدة بسوريا  

يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعا مع مساعديه للسياسة الخارجية اليوم الجمعة لبحث الخيارات العسكرية المطروحة للتعامل مع الملف السوري.

 

وقال مسؤولون أميركيون إن من بين الخيارات تنفيذ عمل عسكري يستهدف قواعد عسكرية ومخازن سلاح ومنصات رادار سورية، إضافة إلى السماح لحلفاء واشنطن بتزويد بعض فصائل المعارضة بأسلحة متطورة، ولكن ليس من بينها الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف.

 

ووفقا للبيت الأبيض فإن الاجتماع سيبحث أيضا جهود خفض العنف وزيادة المساعدات الإنسانية والدفع نحو انتقال سياسي في سوريا، كما سيناقش الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية والوضع في سوريا.

 

لكن وكالة رويترز للأنباء نقلت عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هويتهم أن حديثا عن مخاطر يمكن أن تقع بسبب هذا التحرك، ومنها أن القوات الروسية والسورية غالبا ما تكون متداخلة فيما بينها، مما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.

 

واستبعد المسؤولون أن يأمر أوباما بضربات جوية، وأكدوا أنه قد لا يتخذ قرارا في الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومي، إلا أنهم ذكروا أن من البدائل السماح لحلفاء واشنطن بتزويد معارضين مختارين بمزيد من الأسلحة المتطورة دون أن تشمل الصواريخ المضادة للطائرات.

 

ويرى بعض كبار المسؤولين أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أكثر في سوريا لكي لا تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة وحلفائها من العرب والأكراد والأتراك، في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقالت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي إن جميع المراقبين يستبعدون أن يأمر أوباما بشن غارات في سوريا خشية الوقوع في مواجهة مع روسيا، بينما يرجحون الخيار الثاني بشرط عدم تزويد المعارضة بأسلحة محمولة على الكتف مضادة للطائرات كي لا تُستخدم ضد طائرات غربية.

من جانبه أشار مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني إلى وجود تساؤلات كثيرة حول “هذا الصمت الأميركي المريب أمام التحركات العسكرية المكثفة لروسيا في سوريا، دون أن تحرك الولايات المتحدة ساكنا”.

 

موسكو تدعو

وفي موسكو، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا دعت شركاءها في المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالصواريخ المحمولة والمضادة للطائرات، معلنة أن أي تصرف عدائي ضد القوات الروسية في سوريا لن يبقى دون رد، وأنه يجب ألا تكون هناك أوهام للإدارة الأميركية بإمكانية الضغط على موسكو، بحسب تعبيرها.

 

وأضافت زاخاروفا أن موسكو تأسف لاستمرار واشنطن في “تدمير” العلاقات الروسية الأميركية، واصفة سياسة أوباما تجاه روسيا بالخطيرة.

 

جرائم حرب

وفي سياق آخر، قالت رويترز إنها اطلعت على مسودة بيان مشترك من المنتظر أن يصدر عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل، تصف الهجوم على الشطر الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة المعارضة بأنه تصعيد كارثي للحرب.

 

وأضافت مسودة البيان أن الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنية التحتية الضرورية، إضافة إلى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيمياوية؛ يمثل تصعيدا كارثيا في الصراع ويتسبب في سقوط ضحايا مدنيين على نطاق واسع منهم نساء وأطفال، وأن “الكثير من ذلك قد يرقى لجرائم حرب”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

الأسد لصحيفة روسية: استعادة السيطرة على حلب ستدحر الإرهابيين إلى تركيا

من جاك ستابز وإيلين فرنسيس

 

موسكو/بيروت (رويترز) – قال الرئيس السوري بشار الأسد لصحيفة روسية يوم الجمعة إن استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب التي تجدد قصفها في محاولة للسيطرة على القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة منها ستكون “نقطة انطلاق مهمة جدا” لدحر “الإرهابيين” إلى تركيا.

 

وقال عمال إغاثة إن الجيش السوري بدعم من طائرات حربية روسية قتل أكثر من 150 شخصا في شرق حلب هذا الأسبوع في إطار الحملة على المدينة.

 

وأثار ارتفاع عدد الضحايا في حلب حيث تحولت المباني إلى أنقاض أو هدمت أسقفها وجدرانها موجة غضب عالمية وجدد الجهود الدبلوماسية فتقرر إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا يوم السبت.

 

وقال الأسد في المقابلة مع صحيفة كومسومولسكايا برافدا الروسية “ينبغي الاستمرار في تطهير هذه المنطقة ودحر الإرهابيين إلى تركيا ليعودوا من حيث أتوا أو لقتلهم. ليس هناك خيار آخر.”

 

وأضاف “حلب ستكون نقطة انطلاق مهمة جدا للقيام بهذه الخطوة.”

 

ومع تكثيف الضربات الجوية والقصف على شرق المدينة منذ يوم الثلاثاء بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي وافقت الحكومة السورية على خطة للأمم المتحدة للسماح بدخول قوافل المساعدات إلى أغلب المناطق المحاصرة في سوريا باستثناء حلب.

 

وأسفرت الحرب الأهلية -التي دخلت عامها السادس- عن مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد ملايين في حين استقطبت قوى إقليمية ودولية وألهمت هجمات متشددين إسلاميين في الخارج.

 

ويحظى الرئيس بشار الأسد بدعم من القوات الجوية الروسية والحرس الثوري الإيراني ومقاتلين شيعة من دول عربية مجاورة في حين تلقى قوى سنية تسعى للإطاحة به الدعم من تركيا الولايات المتحدة ودول عربية خليجية.

 

وقال الأسد للصحيفة إن الحرب في بلاده باتت صراعا بين روسيا والغرب.

 

وأضاف “ما رأيناه في الأسابيع وربما الأشهر القليلة الماضية هو ما يشبه الحرب الباردة وربما أكثر… لا أدري ماذا أسميه لكنه ليس شيئا ظهر مؤخرا لأنني لا أعتقد أن الغرب وخاصة الولايات المتحدة أوقفوا حربهم الباردة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.”

 

وقال الأسد إن تحركات تركيا في سوريا تمثل “غزوا وتتنافى مع القانون الدولي والأخلاق وضد سيادة سوريا.”

 

“ربما يصل إلى جرائم حرب”

 

وقال مسؤول من الدفاع المدني إن ضربات جوية قتلت يوم الخميس 13 شخصا في أحياء الكلاسة وبستان القصر والصاخور في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب في حين وضع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مسودة بيان يتهم سوريا وحلفاءها بعنف “ربما يصل إلى جرائم حرب.”

 

وقالت مسودة البيان التي أطلعت رويترز عليها “منذ بداية الهجوم الذي شنه النظام (السوري) وحلفاؤه وكثافة القصف الجوي ومداه على شرق حلب مفرطة بشكل واضح.”

 

وتقول الحكومتان السورية والروسية إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين.

 

وإلى الجنوب قال سكان ومقاتلون إن مئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم غادروا بلدتين خضعتا لسيطرتهم على المشارف الشمالية لدمشق بموجب اتفاق مع الحكومة التي تدفع معارضيها إلى مناطق بعيدة عن العاصمة.

 

وجاء الإجلاء بعد أن حدد الجيش لقادة البلدتين- وهما الهامة وقدسيا- مهلة لإخراج عدة مئات من المقاتلين من البلدتين أو التعرض لهجوم شامل. وكانت البلدتان تتمتعان بهدوء نسبي وفقا لاتفاقات هدنة محلية.

 

وقال يوسف الحسناوي وهو أحد السكان وعضو في مجلس المعارضة المحلي إن النظام لم يمنحهم خيارات فقد قال لهم “غادروا أو نفتح عليكم أبواب الجحيم.

 

* أوباما يدرس الخيارات

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن من المقرر أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية اليوم الجمعة لبحث الخيار العسكري وخيارات أخرى في سوريا.

 

ويرى بعض المسؤولين أنه يتعين على الولايات المتحدة العمل بقوة أكبر في سوريا وإلا واجهت خطر خسارة ما تبقى من نفوذ لها على المعارضة المعتدلة وحلفائها من العرب والأكراد والأتراك في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يستبعدون أن يأمر أوباما بشن غارات جوية أمريكية على أهداف للحكومة السورية وأكدوا على أنه ربما لا يتخذ أي قرارات في الاجتماع المقرر لمجلس الأمن القومي.

 

ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في سويسرا يوم السبت لاستئناف جهودهما التي فشلت حتى الآن في إيجاد حل دبلوماسي مع نظرائهما من بعض دول الشرق الأوسط.

 

ودعت موسكو يوم الخميس دول المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بصواريخ محمولة مضادة للطائرات وحذرت من أن أي إجراء عدائي ضد القوات الروسية لن يمر دون رد مناسب.

 

*القصف مستمر الآن

 

وتراجعت الضربات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب في مطلع الأسبوع بعد أن أعلن الجيش السوري أنه سيقلل الغارات من أجل ما وصفها بأسباب إنسانية لكن الضربات الجوية تكثفت منذ يوم الثلاثاء.

 

وقال إبراهيم أبو الليث وهو مسؤول في الدفاع المدني في حلب لرويترز من داخل المدينة إن القصف بدأ في الثانية صباحا ولا يزال مستمرا. وقال عمال الإغاثة إن 154 شخصا قتلوا في الأيام الأخيرة. ولم تتمكن رويترز من التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل.

 

وحلب مقسمة منذ سنوات بين مناطق تابعة للحكومة وأخرى خاضعة للمعارضة. ويعتقد أن أكثر من 250 ألف شخص محاصرون في شرق حلب -أهم معقل حضري للمعارضة- ويواجهون نقصا في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية.

 

وفي جنيف قالت الأمم المتحدة إن الحكومة السورية وافقت جزئيا على خطتها الخاصة بالمساعدات لشهر أكتوبر تشرين الأول وأعطت دمشق الضوء الأخضر لإرسال قوافل إلى 25 منطقة من أصل 29 منطقة محاصرة ويصعب الوصول إليها بمختلف أرجاء سوريا المحرومة أيضا من بعض الإمدادات الضرورية.

 

لكن رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا قال إن الحكومة السورية لم توافق على إرسال مساعدات إلى شرق حلب وثلاث مناطق في ريف دمشق ووصف الموقف بأنه “ملح”.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إحدى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب شهدت مقتل أربعة أطفال على الأقل وإصابة عشرة يوم الخميس عندما سقطت قذائف قرب مدرسة.

 

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن المدرسة الواقعة في منطقة السليمانية استهدفت فيما وصفته بأنه هجوم إرهابي.

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أشرف صديق)

 

مصادر: عدد مقاتلي جبهة فتح الشام في حلب أقل بكثير من تقديرات الأمم المتحدة

من توم مايلز

 

جنيف (رويترز) – قالت مصادر دبلوماسية لرويترز إن عدد المقاتلين الإسلاميين الذين لا يشملهم أي اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق حلب أي يجوز استهدافهم أقل بكثير من تقديرات للأمم المتحدة.

 

وجبهة فتح الشام هي أحد أقوى جماعات المعارضة المسلحة وغيرت اسمها من جبهة النصرة التي صنفت كجماعة إرهابية بسبب صلاتها بتنظيم القاعدة.

 

وتقول روسيا وسوريا وإيران إن وجود جبهة فتح الشام في شرق حلب المحاصر يبرر هجماتها التي بدأت رغم وقف لإطلاق النار توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا لكن الأمم المتحدة حثت الدول الثلاث على الكف عن اتخاذ وجود الجبهة “ذريعة سهلة” لقصف المدينة.

 

ولم تعلن أي من الدول الثلاث تقديرات لأعداد مقاتلي جبهة فتح الشام في حلب.

 

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا الأسبوع الماضي إن هناك 900 من مقاتلي جبهة فتح الشام كحد أقصى من بين ثمانية آلاف مقاتل للمعارضة في المجمل داخل الجزء المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة.

 

وذكرت مصادر عديدة لرويترز على نحو مستقل أن عدد مقاتلي جبهة فتح الشام الذي تحدث عنه دي ميستورا كبير للغاية وأن العدد الحقيقي لا يتجاوز 200 وربما أقل من 100. وقال دبلوماسي غربي إن وجود الجبهة ربما لا يتعدى كونه “رمزيا”.

 

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي كبير “أشار الروس إلى أنهم يريدون الحديث عن خطة دي ميستورا وهي إخراج مقاتلي المعارضة من حلب. لدينا بعض الشكوك. تحدث دي ميستورا عن 900 مقاتل من فتح الشام ونقدر (أن العدد) أقل بكثير.”

 

وستناقش القضية يوم السبت عندما يجتمع وزراء خارجية دول من بينها الولايات المتحدة وروسيا اللتان تدعمان أطرافا متناحرة في الحرب بمدينة لوزان السويسرية لإجراء محادثات بهدف وقف العنف المتصاعد.

 

وعرض دي ميستورا مرافقة المقاتلين بنفسه إلى خارج المدينة مقابل وقف إطلاق نار تلتزم به كل الأطراف.

 

وخفض مبعوث الأمم المتحدة تقديره.

 

وقال دي ميستورا في 25 سبتمبر أيلول إن لديه معلومات بأن أكثر من نصف المقاتلين في شرق حلب من جبهة فتح الشام لكنه لم يعلن عددا إجماليا. وأشار الأسبوع الماضي إلى “تحليل أحدث” وقال إن تقدير وجود 900 مقاتل “موثوق به في رأيي”.

 

وأحجم مكتبه عن التعليق عن المصدر الذي حصل منه دي ميستورا على عدد 900 لكنه نقل تصريحات أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي وقال فيها “إذا كانت النصرة 900 شخص فإنه سيتعين على 900 المغادرة.

 

“وإذا كانت أقل فسيتعين على عدد أقل المغادرة. سنشارك في هذا بالفعل. والهدف هو أن يغادر كل مقاتل في النصرة المدينة وأن يظل الباقون إذا أرادوا.”

 

ولم يصدر تعليق بعد من متحدث باسم جبهة فتح الشام على العدد.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى