صفحات العالم

الأمل أو اليأس في سوريا

ان استخدام السلاح النووي على يد قوات بشار الأسد كان يُفترض ان يشكل خطاً أحمر، يبرر تدخلا عسكريا أميركيا في سوريا. ولكن رغم تراكم الاتهامات التي تزداد وضوحاً ضد بشار الأسد، يبدو العزم الغربي وكأنه يفتر تدريجياً.

باراك أوباما، مثله مثل الديبلوماسيتَين الهزيلتين، الفرنسية والأوروبية، يبحث عن أعذار لكي لا يقوم بشيء. ومن الذي يتذكر وعود الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، في شهر تشرين الثاني الماضي، القاضية بتسليح المعارضة السورية، بعدما اعترف بها كممثلة شرعية للشعب السوري؟

مرة أخرى، يودَع السوريون بين أيادي جلاديهم المسلحين والمدعومين من إيران وروسيا والصين. ولا شيء يثني هؤلاء عن ثورتهم لا المئة ألف قتيل، ولا عشرات الآلاف من السجناء والخاضعين للتعذيب، ولا ملايين النازحين والمهجرين.

ان سوريا، بعد الأمل الجميل الذي أحياه الربيع العربي، تُذبح منذ عامين تحت نظر الأسرة الدولية التي لا تتحرك ولا تستجيب ولا تتفاعل. حتى الإغاثة لا تصل الى مستحقيها من الضحايا، كما تدل كافة التقارير الصحافية، خصوصاً تلك التي تغطّي مدينة حلب، حيث يصرخ المواطنون الشجعان غضبهم ضد الغرب وخصوصاً ضد فرنسا.

المرْسلون الطيبون الذين لم يقبلوا يوما ولا فهموا معنى تحرر الشعوب العربية، ها هم اليوم يتذرعون بوجود المقاتلين الإسلاميين على أرض المعركة ضد قوات النظام، حتى يبرروا رخاوة إرادتهم.

ولكن، هذا العجز الغربي بالذات هو الذي يحوّل الساحة السورية الى حضن للمتطرفين. ونحن علينا ان لا نستغرب اعتقاد السوريين بأن إرادة القوى الكبرى هي ترك سوريا تقتل بعضها البعض وترك دولتها تختفي عن وجه البسيطة.

سوف يدفع الغرب الثمن غاليا وطويلا بسبب عدم حمايته لبلد يتم اغتياله.

[افتتاحية صحيفة “ليبراسيون”

الفرنسية (3 ايار 2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى