صفحات العالم

مات علي المملوك!/ عمـاد مـوسـى

 

 

فقط في سوريا وفي دول الممانعة يعرِف القارئ والمشاهد والمستمع بالخبر قبل حصوله.

بعد أقل من ستة أشهر على بداية الثورة في سوريا (آذار 2011) أطّل وزير خارجية النظام وليد المعلم في مؤتمر صِحافي معلناً القضاء  على الفتنة.

وبعد سنة ونصف على شرارة الثورة أكد الرجل السمين أن بلاده أقوى من أي وقت.

ومن باب عمرو في حمص أعلن سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد في كانون الأول 2012 بالصوت والصورة إنتصار سوريا. وغداة انتخابه لولاية جديدة من سبع سنوات (2014) توجّه إلى مناصريه بالقول “هنيئاً لكم ثورتكم وانتصاركم”.

لكن وإنصافاً للحقيقة فإنّ أوّل من تحدث عن انتصار سوريا كان فخامة الرئيس السابق العماد إميل لحود. (راجع حلقات حكواتي الجمهورية في الـ”أو تي في” وقناة “الميادين” و”المنار” والـ”أن بي أن” سي أن أن لبنان!) كيف عرف الديّوس؟

بات القارئ والمستمع والمشاهد على إدراك بأن “الإنتصار” ليس سوى عدم السقوط النهائي للمنتصِر. وبين الإنتصار السوري الأول والإنتصار الأخير طارت ثلاث أرباع سوريا.

في اليمن أُبلِغنا مسبقاً بالفشل الحتمي لـ”عاصفة الحزم” وانتصار الحوثيين في الأسبوع الأول. أبلغ مرشد الجمهورية جمهوره الحبيب بالخبر اليقين. إذاً قُضي الأمر وفشل الإنقلاب الإيراني.

و توازياً عرفنا بانهيار المملكة العربية السعودية الوشيك، وقد تُرجم الإنهيار إسناد أدوار حساسة لجيل الشباب على مستوى وزارة الخارجية وولاية العهد.

وعرفنا أن إيران هزمت “أمريكا” شر هزيمة، وأن  الولايات المتحدة باتت ترجو الجمهورية الإسلامية أن ترفع العقوبات عنها. إعكس الخبر تصل إلى  الحقيقة.

أما أخبار الوفاة، خصوصاً في سوريا، فأنت حتماً أول العارفين بها. يتوفى المسؤول الأمني  لحظة إقالته، ويبقى أمر تحديد الدفن.

في 24 شباط، وقبل شهر بالتمام من إعلان وفاة رستم غزالة، كتبتُ في هذه الزاوية “… شوهد سيادة اللواء آخر مرة في الطابق الرابع من مستشفى الشامي مبتسماً يرفل بالصحة والسعادة. ثم نُقل فجأة إلى غرفة الطوارئ بعد ارتفاع حرارته. بعد الطوارئ إلى الإنعاش فـ… أعمار القادة في سورية بيد الله وبيد سيادة الرئيس. هذا السيناريو ممكن الحصول”.

بناء عليه ليس من الصعب لا عليّ ولا على أي خبير في شؤون الشرق الأوسط ولا على ليلى عبد اللطيف التنبؤ  بنهاية اللواء علي المملوك، ويبقى أن يختار القارئ بين هذه السيناريوهات: فتكَ سرطان بالدم بعلي المملوك. نهش جسمه مرض جلدي نادر. أصيب بإنفلونزا الطيور. فاجأته سكتة دماغية. ويبقى سيناريو الإنتحار وارداً.

تُرى هل مات فعلاً علي المملوك؟ خصوصاً بعد رواج أخبار تُفيد أن سيادة اللواء نُقل إلى المستشفى الشامي من دون أن تحدد حاله الصحية. كما نُشرت مقتطفات من سيرة الرجل الذي تولى قيادة الأمن القومي خلفاً لهشام بختيار الذي قضى في تفجير دمشق عام 2012 كما ورد اسمه العطِر في قضية وزير البلاط السوري ميشال سماحة.

وغداً قد يستقبل علي المملوك (69 عاماً) زواراً لبنانيين منهم نائب حزب البعث عاصم قانصو أو رئيس تيار التوحيد العربي الجارف وئام وهاب أو قنديل سورية الأسد. وقد يُنقل عن الزوّار ما يُطمئِن. إذاً إعتبروا أن المملوك مات.

لبنان ناو

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى