أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 8 تشرين الثاني 2012

«الائتلاف السوري» نحو تشكيل حكومة تكنوقراط

باريس – رندة تقي الدين

بيروت، القاهرة – أ ف ب، رويترز – سارعت فرنسا إلى تأكيد دعمها «الائتلاف الوطني السوري» المعارض باستقبال الرئيس فرنسوا هولاند رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب في قصر الاليزيه في باريس أمس، معلناً أن بلاده ستستقبل «سفيراً» لـ»الائتلاف»، فيششششما عبر الخطيب عن رغبته في تشكيل «حكومة تكنوقراط» تضم كل مكونات المجتمع السوري. واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان النظام «غير الشرعي» للرئيس السوري بشار الأسد «محكوم عليه بالهزيمة».

وبعد لقاء استمر ساعة ونصف الساعة، أعلن الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع الخطيب أمس «سيكون هناك سفير لسورية في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف»، هو المعارض منذر ماخوس الذي كان احد أعضاء الوفد السوري الذي التقى هولاند. ونقل هولاند عن الخطيب رغبته في تشكيل «حكومة تكنوقراط» تضم كل مكونات المجتمع السوري خصوصاً المسيحيين والعلويين.

ولفت هولاند إلى وجود «حاجة لتعزيز تسليح» المعارضة السورية «لكن المجتمع الدولي يطالب برقابة ضرورية على هذه الأسلحة»، مؤكداً أن «فرنسا ستستمر في دعمها الإنساني للمناطق المحررة بالاتصال الوثيق مع الائتلاف».

ويأتي الموقف الفرنسي الجديد بعد أربعة أيام من إعلان هولاند اعترافه بـ»الاتئلاف» الذي تشكل اثر اجتماعات للمعارضة السورية في الدوحة، كممثل شرعي للشعب السوري، وهو ما تريثت دول غربية عدة داعمة للمعارضة في الإقدام عليه.

في غضون ذلك، قال اردوغان في خطاب ألقاه في جامعة القاهرة أمس إن «نظام بشار الأسد غير الشرعي محكوم عليه بالهزيمة». وتساءل «كيف يمكن للمجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن، أن يبقى صامتاً عن المجازر التي ترتكب يومياً في كل أنحاء سورية؟».

وعبر اردوغان عن الأسف لعرقلة هذا الملف في مجلس الأمن جراء الفيتو الروسي والصــــيني. وقال «إذا كان علينا أن ننتــــظر لمعرفة ماذا سيقول عضو أو عضوان دائمان (في مجــــلس الأمن) فإن مصير سورية هو فعلاً في خطر. حان الوقت لتغيير بنية المؤسسات الدولية بدءاً بمجلس الأمن الدولي».

ميدانياً تواصلت الاشتباكات بين القوات السورية والمقاتلين المعارضين في أنحاء مختلفة في سورية، وتعرضت أحياء في جنوب دمشق للقصف ودارت اشتباكات في أحياء من العاصمة وشرق البلاد قرب الحدود العراقية بعد سيطرة المقاتلين على مطار الحمدان في مدينة البوكمال الذي تستخدمه القوات النظامية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال نشطاء إن السيطرة على هذا المطار ستسمح لهم بالحفاظ على ســـيطرتهم عــــلى البوكمال الحدودية التي سيطروا علـــــيها في الآونة الأخيرة. وقال الناشط زياد الأمير لوكــــالة «رويترز» إن قوات النظام ردت بقصف المطار بواسطة مقاتلات.

وكان مطار الحمدان يستخدم في السابق لنقل المنتجات الزراعية لكنه تحول إلى قاعدة لطائرات الهليكوبتر والدبابات أثناء الصراع. وتعني السيطرة على مطار الحمدان أن قوات الأسد لم تعد تسيطر الآن سوى على قاعدة جوية واحدة في المحافظة هي المطار العسكري الرئيسي في مدينة دير الزور.

وذكر المرصد أن «حي التضامن ومخيم اليرموك وأحياء عدة في جنوب العاصمة تتعرض للقصف، بينما «تدور اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي الحجر الأسود».

وكان المرصد أفاد عن مقتل 4 أشخاص جراء سقوط قذيفة هاون مجهولة المصدر على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وفي حرستا، في ريف دمشق، قتل 9 أشخاص بينهم اربع نساء وأربعة أطفال جراء سقوط قذائف. وبث ناشطون على شبكة الإنترنت شريطاً مصوراً يظهر عدداً من الجثث المغطاة والممددة على الأرض في محيط مسجد عمار بن ياسر، بينها جثث ثلاثة أطفال احدهم رضيع.

وفي حلب أفاد المرصد عن توثيق أسماء ثلاثة أشخاص قتلوا اثر سقوط قذيفة على حافلة ركاب تقلهم في حي الحيدرية في شمال شرقي المدينة.

وأظهر شريط بثه ناشطون على شبكة الإنترنت أشخاصاً يجمعون في أكياس سوداء من البلاستيك ما قالوا إنها أشلاء بشرية، بالقرب من حافلة بيضاء صغيرة مدمرة في شكل شبه كامل. كذلك، أفاد المرصد عن تعرض معبر باب الهوى الخاضع لسيطرة المقاتلين المعارضين في ريف حلب لقصف بالطيران الحربي «استهدف سيارة رباعية الدفع»، بحسب المرصد.

وأفاد التلفزيون الرسمي عن «استشهاد ستة مواطنين وإصابة آخرين في قذيفة هاون أطلقتها مجموعة إرهابية مسلحة على مدخل جرمانا» جنوب شرقي دمشق ذات الغالبية المسيحية والدرزية.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد عن مقتل عشرة مقاتلين معارضين في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة المقاتلين على مطار الحمدان الذي كان يستخدمه النظام مهبطاً للطائرات المروحية العسكرية ونشر فيه آليات ومدافع هاون.

وفي دمشق أفرج أمس عن المصور الصحافي التركي جنيد أونال، الذي كان محتجزاً لدى القوات النظامية منذ آب (أغسطس) الماضي.

دمشق: “انشقاق شخصية كبيرة” أم “خوف من عملية عسكرية” وراء سد منافذ العاصمة

بيروت – جاد يتيم

تفرض قوات الأمن السورية النظامية إغلاقاً كاملاً على كل مداخل العاصمة، وسط ترجيحات بأن يكون السبب وراء هذا التحرك المفاجئ اما الخوف من عملية ما للجيش السوري الحر وإما انشقاق شخصية بارزة يعمل النظام على عدم فرارها خارج دمشق، بحسب ما أفاد ناشطون إعلاميون “الحياة” من العاصمة السورية.

ووصف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال عبر سكايب مع “الحياة” الإغلاق بـ “الكامل”، مشيراً إلى أن طريق دمشق – السويدا “مفتوحة فقط لعبور الآليات العسكرية”.

وشدد مدير المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له على أن “ليس هناك من تطور بارز يفسر ما يقوم به النظام في دمشق”، لكنه رجح “خوف النظام من عمليات أو سيارات مفخخة تطاول مراكز حساسة في العاصمة”.

وأضاف أن السبب الثاني المرجح لما يحصل “قد يكون معلومات استخبارية لدى النظام عن انشقاق شخصية كبيرة وبالتالي فهو يقوم بإغلاق دمشق لمنع فرار هذه الشخصية إلى خارج العاصمة”.

ولفت الناشط الإعلامي أبو قيس الشامي من مركز “سانا الثورة” في اتصال عبر سكايب إلى أن “الإغلاق تام ومعظم الطرقات المؤدية إلى العاصمة دمشق بالحواجز الأمنية ومنع الذهاب أو الخروج من العاصمة”، موضحاً أن “التدقيق كبير جداً ويتم منع كل السيارات حتى سيارات الأجرة والدراجات الهوائية والنارية كما المشاة”.

وأكد أن “قوات النظام تغلق كافة الطرق المؤدية إلى دمشق من الغوطة الشرقية”، بالإضافة إلى أوتستراد دمشق- درعا، كما يتم إغلاق مداخل داريا كافة، والطريق بين قدسيا والضاحية وبين قدسيا وصحارى.

ولفت إلى “تدقيق شديد على حاجزي الربوة وقاسيون حيث يتم إرجاع بعض السيارات ومنعها من المغادرة “، وأضاف أن “الحاجز على أكواع معربا يعيد القادمين إلى دمشق ويمنعهم من الدخول إليها”، لافتاً إلى “إغلاق شارع بغداد ذهاباً حتى موقف المعرض”.

وأوضح أن “مركز سانا الثورة” أحصى عدداً من الطرقات التي تم إغلاقها، مثل منع السيارات من الخروج من طريق سيرونيكس واجبارها على المرور من حاجز مكتبة السمان

في حي القابون، وكذلك قطع الشارع العام بالأشرفية باتجاه الكازية ومفرق داريا، وانتشار كثيف بالشارع وقرب جامع الوهاب.

وأفاد أبو قيس أنه تم “إغلاق حي نهرعيشة بشكل كامل حيث يمنع الخروج منه أو دخول إليه”، مضيفاً أنه تم كذلك إغلاق “طريق برزة- التل، وطريق ضاحية الأسد، وطريق طلعة المحلق الجنوبي عند وزارة النقل”.

ووصف أبو قيس ما يحصل بأنه “إجراء غير مسبوق أبداً من قبل النظام”، مشيراً كذلك إلى “إغلاق كافة الطرق الفرعية مع استنفار كبير لقوات الأسد وانعدام حركة المرور في دمشق ومنع الحافلات وسيارات الأجرة من دخول العاصمة”.

وكشف أبو قيس أنه “للمرة الأولى يقوم النظام بحملة اعتقالات في مدينة بلودان بريف دمشق”، معتبراً أن سبب كل هذه الإجراءات “مجهول”. أما الناشط الإعلامي أبو كنان فأفاد “الحياة” في اتصال عبر سكايب من داريا إلى أن “السر وراء ما يقوم به النظام في دمشق قد يكون التصريحات التي أدلى بها بعض القادة

العسكريين بالجيش الحر عن مفاجآت”، مشيراً في هذا الإطار إلى “السيطرة على أسلحة نوعية في الغوطة الشرقية كالصواريخ المضادة للدروع ما يثير خوف النظام من دخول الجيش الحر الى  دمشق”.

صاندي اكسبرس”: قوات بريطانية “متأهبة” للتوجه إلى سورية

بريطاينا – يو بي اي

كشفت صحيفة “صاندي اكسبرس” اليوم الأحد، أن أكثر من 1000 جندي من مشاة البحرية الملكية البريطانية وضعوا على أهبة الإستعداد ويمكن أن يُرسلوا إلى سورية، مع وصول حصيلة الصراع هناك إلى مستوى الأزمة.

وقالت الصحيفة إن “هذا التطور جاء بعد يومين على حث وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، لمزيد من المشاركة من جانب المجتمع الدولي، وبعد أسابيع من تأكيد رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز، أن وزارة الدفاع البريطانية تضع خطط طوارئ محدودة جداً لعمل عسكري في سورية”.

واضافت أن “شخصيات عسكرية بريطانية بارزة شددت على أن أية قوات بريطانية تُرسل إلى سورية، يجب أن تُنشر بأعداد كافية وتكون قادرة على استخدام القوة المميتة إذا ما ارادت الإحتفاظ باستراتيجية للخروج السريع من هناك”.

واشارت الصحيفة إلى أن “كلاً من بريطانيا وفرنسا لديهما حالياً أكثر من 2000 جندي في منطقة البحر الأبيض المتوسط يشاركون في مناورات برمائية أُطلق عليها اسم (كوغار 12)، وستبلغ ذروتها في انزال بحري على شواطئ تركيا بوقت لاحق من هذا الشهر”.

وقالت “في حين لم يتم بعد اتخاذ أي قرار بالتدخل العسكري من قبل بريطانيا، إلا أن خبراء أكدوا أن القوات البريطانية المشاركة في مناورات (كوغار 12) تمثل مصدر الاحتمال الأكبر للتدخل في سوريا بعد اعطاء الضوء الأخضر”.

واوضحت الصحيفة أن “القوات البريطانية تُعرف رسمياً بوحدة الرد السريع وتشمل 550 جندياً من مغاوير مشاة البحرية من الفوج 45، و480 جندياً من فوج المغاوير 30، إلى جانب وحدات هجومية برمائية اضافية ويقودها العميد مارتن سميث، وتضم أيضاً السفينة الهجومية (بولارك) وحاملة المروحية (إلاسترياس)، وعدداً من السفن الحربية وغواصة نووية، وتحمل امدادات انسانية”.

ونسبت “صاندي اكسبرس” إلى متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، قوله “إن بيت القصيد من وحدة الرد السريع هو أنها مستعدة لمهمات الانتشار كما هو مطلوب من الحكومة، وفي حال بروز مثل هذه المهمة، فإنها ستنُشر من أي مكان سواء من المملكة المتحدة أو منطقة البحر الأبيض المتوسط”.

صالحي: لحل سوري – سوري للأزمة

ايران – يو بي اي

أكد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، اليوم الاحد، إن المعارضة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في طهران جاءت من صميم سورية، منتقداً المعارضة في الخارج، وداعياً إلى “حلّ سوري – سوري للأزمة في البلاد”.

ونقلت وكالة (مهر) عن صالحي، قوله على هامش مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي بدأ اعماله صباح اليوم في طهران “ان الاقليات المذهبية والسياسية والمفكرين والنخبة ومختلف التيارات السياسية السورية تشارك في مؤتمر الحوار الوطني”.

واضاف أن “اغلبية المشاركين في مؤتمر طهران هم من المعارضين للنظام السوري”، مؤكدا على ان “اقامة مؤتمر للمعارضة والنظام السوري هي مبادرة جديدة تتبعها ايران، في حين ان مؤتمرات عديدة اقيمت بشأن سوريا الا انها لم تصل الى النتيجة المطلوبة”.

وقال ان “المعارضة السورية المقيمة في الخارج لم تتمكن من تحقيق اهداف الشعب السوري، لأنها تتبع اهدافاً انانية”.

وتابع أن لدى إيران “اقتراحات ديمقراطية في ما يتعلق بسوريا، وان الشعب السوري بإمكانه ان يحدد مصيره من خلال اجراء الانتخابات، كما ان على النظام السوري ان يلبي المطالب الشعبية”.

واعتبر صالحي ان حق انتخاب رئيس الجمهورية وحرية الصحافة والاحزاب هي من اهم مطالب السوريين، وقال “ان النظام السوري اعلن استعداده لتلبية مطالب الشعب، ومن شأن اقامة مؤتمرات كمؤتمر الحوار الوطني في طهران ان تسهل الحوار بين النظام السوري والمعارضين”.

وشدد وزير الخارجية الايراني على ان “الخروج من الأزمة السورية “يتطلب حلا سورياً – سورياً، وعبر الطرق السلمية، لا التوجيهات من الخارج”، وقال إن “اغلب المعارضة المقيمة في الخارج غابت عن سوريا لعشرات السنين، وليس لديها إدراكاً صحيحاً عن معاناة الشعب، في حين ان الذين يشاركون في مؤتمر الحوار الوطني بطهران جاؤوا من صميم سورية”.

وأوضح صالحي ان “بعض الأطراف الخارجية تسعى الى ابعاد الحلول السلمية في سورية ودعم العنف”، مؤكداً ان “الخطوات غير العقلانية بتسليح المجموعات العمياء لا تؤدي إلا لتصعيد الأزمة هناك”.

فرنسا تستقبل منذر ماخوس “سفيراً” للائتلاف السوري

أردوغان يرى أن نظام الاسد “محكوم عليه بالهزيمة”

اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده ستستقبل “سفيرا” لـ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، بعد استقباله في قصر الاليزيه رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب الذي عبر عن رغبة في تأليف حكومة تكنوقراط” تضم كل مكونات المجتمع السوري. (راجع العرب والعالم)

في غضون ذلك، استمرت اعمال العنف في مناطق سورية عدة، اذ تعرضت احياء في جنوب دمشق للقصف تزامنا مع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، في حين شهدت حلب ودير الزور اشتباكات وقصفاً.

وبعد لقاء استمر ساعة ونصف ساعة، قال الرئيس الفرنسي للصحافيين: “سيكون هناك سفير لسوريا في فرنسا معين من رئيس الائتلاف”، هو المعارض منذر ماخوس الذي كان احد اعضاء الوفد السوري الذي التقى هولاند.

واشار الخطيب الى ان الحكومة الفرنسية رحبت بتعيين ماخوس المنتمي الى الطائفة العلوية “وهو من اكفأ الشخصيات السورية وسيمثل الائتلاف هنا”، مؤكدا انه من اوائل من نادوا بالحرية في بلاده.

من جهة اخرى، نقل هولاند عن الخطيب تأكيده ان الحكومة المقبلة التي سيؤلفها الائتلاف ستضم “كل مكونات سوريا” خصوصا “المسيحيين والعلويين”.

واكد الخطيب انه لا يرى اي عقبة امام تأليف حكومة انتقالية. وقال: “ليست هناك مشكلة. الائتلاف موجود وسندعو الى تقديم ترشيحات من اجل تشكيل حكومة تكنوقراط ستعمل حتى سقوط النظام”. اضاف: “الشعب السوري اكتشف بعضه وكلنا يد واحدة، وكل الاشكالات الثقافية والعرقية سوف نحلها في ما بيننا”.

اردوغان

وفي القاهرة، اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان النظام “غير الشرعي” للرئيس السوري بشار الاسد “محكوم عليه بالهزيمة” في مواجهة الحركة الاحتجاجية المناهضة له والتي تحولت نزاعا عنيفا.

وقال في خطاب ألقاه في جامعة القاهرة ان “نظام بشار الاسد غير الشرعي محكوم عليه بالهزيمة”. وتساءل: “كيف يمكن المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الامن، ان يبقى صامتا عن المجازر التي ترتكب يوميا في كل انحاء سوريا؟”. واعتبر ان ما يحصل في سوريا “عار على الانسانية”.

وأسف لعرقلة الملف السوري في مجلس الامن من جراء “الفيتو” الروسي والصيني. وقال: “اذا كان علينا ان ننتظر لمعرفة ماذا سيقول عضو او عضوان دائمان (في مجلس الامن) فان مصير سوريا هو فعلا في خطر. حان الوقت لتغيير بنية المؤسسات الدولية بدءا بمجلس الامن”.

المعارضة السورية تستولي على مطار زراعي في البوكمال

الفيصل التقى صبرا والمانيا لإرسال “باتريوت” إلى تركيا

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ)

  تعرضت امس احياء في جنوب دمشق للقصف، في حين دارت اشتباكات في احياء من العاصمة وشرق البلاد قرب الحدود العراقية بعد سيطرة المقاتلين المعارضين على مطار زراعي تستخدمه القوات النظامية.

افاد المرصد السوري لحقوق الانسان “أن حي التضامن ومخيم اليرموك واحياء عدة في جنوب العاصمة دمشق “تتعرض للقصف، ما ادى الى تصاعد اعمدة الدخان في سماء المدينة”، بينما “تدور اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي الحجر الاسود”.

 وكان المرصد تحدث في وقت سابق عن مقتل اربعة اشخاص من جراء سقوط قذيفة هاون مجهولة المصدر على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وهو الاكبر في سوريا وشهد في الفترة الأخيرة اشتباكات على اطرافه بمشاركة فلسطينيين منقسمين بين موال للنظام ومعارض له.

 وبث التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري بيانا باسم “اللجنة الشعبية في مخيم اليرموك”، اكدت فيه انها “لن تسمح للمجموعات الارهابية المسلحة باغتيال المخيم لتحقيق اهداف العدو الصهيوني الذي يمارس عدوانه على غزة وفي مخيم اليرموك عبر ادواته الارهابية العميلة”.

 وفي ريف العاصمة الذي يشهد تصاعدا في العمليات العسكرية، قتل تسعة اشخاص بينهم اربع نساء واربعة اولاد من جراء سقوط قذائف على مدينة حرستا.

  من جهته، اورد التلفزيون الرسمي في شريط عاجل نبأ “استشهاد ستة مواطنين واصابة آخرين في قذيفة هاون اطلقتها مجموعة ارهابية مسلحة على مدخل جرمانا” جنوب شرق دمشق ذات الغالبية المسيحية والدرزية.

 وفي محافظة دير الزور، افاد المرصد عن مقتل عشرة مقاتلين معارضين في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية.

 وتاتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة المقاتلين على مطار الحمدان الزراعي الذي كان يستخدمه النظام مهبطا للطائرات المروحية العسكرية ونشر فيه آليات ومدافع هاون.

 واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان المقاتلين “باتوا يسيطرون على منطقة جغرافية واسعة في شمال شرق مدينة دير الزور والى الجنوب من محافظة الحسكة”.

 وفي حلب التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر،  تحدث المرصد عن “توثيق اسماء ثلاثة اشخاص قتلوا اثر سقوط قذيفة على اوتوبيس ركاب كان يقلهم في حي الحيدرية” شمال شرق المدينة.

  كذلك، افاد المرصد عن تعرض معبر باب الهوى الخاضع لسيطرة المقاتلين المعارضين في ريف حلب لقصف بالطيران الحربي “استهدف سيارة رباعية الدفع”.

 المعارضة

وعرض وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في الرياض “اخر تطورات” الاوضاع على الساحة السورية مع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا.

  ويزور وفد من “هيئة التنسيق الوطني” المعارضة السورية موسكو في 26 من الشهر الجاري. ونقل موقع “داماس بوست” الإلكتروني عن مصادر إعلامية “إن الوفد، الذي يضم هيثم مناع رئيس هيئة تنسيق قوى التغيير في المهجر، سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف وسط معلومات تشير إلى أن موسكو تسعى لإحياء مقترح عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية في سوريا برعاية روسية”.

 يذكر أن “هيئة التنسيق” برئاسة حسن عبدالعظيم لم تشارك في مؤتمر الدوحة الذي انبثق منه “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الساعي للحصول على اعتراف دولي بصفته “الممثل الشرعي الوحيد” للشعب السوري.

صواريخ باتريوت

واكدت صحيفة “سودوتشي تسايتونغ” ان المانيا مستعدة لارسال صواريخ “باتريوت” الى تركيا في اطار مساعدة لحلف شمال الاطلسي للحدود التركية – السورية، حين تتقدم انقرة بطلب رسمي في هذا الصدد.

 واوضحت ان الجيش الالماني مستعد لارسال نحو 170 جنديا وصواريخ “باتريوت” في اطار مهمة للاطلسي.

 وفي برلين، اكدت وزارة الدفاع الالمانية ان تفويضا من حلف شمال الاطلسي ضروري قبل ان تنظر برلين في التزام كهذا. وصرح ناطق باسم وزارة الدفاع انه لا يوجد اي طلب رسمي من تركيا حتى الساعة.

 وتوقعت الصحيفة ان تتقدم انقرة بطلب رسمي الاثنين.

 الافراج عن صحافي

واطلقت السلطات السورية الصحافي التركي جونيت أونال الذي اعتقلته القوات الحكومية في سوريا قبل ثلاثة اشهر وسلمته إلى نواب من البرلمان التركي.

 وكان اونال الذي يعمل لقناة “الحرة” التلفزيونية الاميركية اختفى مع زميله الأردني بشار فهمي بعد عبورهما الحدود إلى سوريا من تركيا في 20 آب.

  وقال اونال للصحافيين ان زميله الاردني الذي اعتقل معه تعرض لاصابة شديدة في خصره اثناء اشتباكات في حلب. وأوضح ان الجيش السوري اعتقله عندما كان يحاول مساعدة فهمي، وأنه  لا يعرف مصير الأخير منذ اعتقاله.

هولاند استقبل معاذ الخطيب في الاليزيه

ومنذر ماخوس “سفيراً” للائتلاف في باريس

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند – الثاني الى اليمين – متحدثا مع السفير المعين لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” منذر ماخوس، بينما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس – الى اليسار – يحيي رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، في باحة قصر الاليزيه امس.

استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب في خطوة متقدمة اعقبت اعتراف باريس بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. وكان هولاند في استقباله في باحة قصر الاليزيه مع وزير الخارجية لوران فابيوس.

وتشكل خطوة هولاند الاعتراف بالائتلاف تحركا غير مسبوق خصوصا بعد إعلانه استقبال بلاده” سفيرا” للائتلاف المعارض السوري. وبذلك صار  اول رئيس دولة يستقبل رئيس الائتلاف المعارض بعد أيام قليلة من اعلان انشاء هذه الهيئة، بينما اتخذ حلفاء فرنسا الاوروبيون والدوليون مواقف حذرة إذ تريثت دول عدة قبل اعلان موقفها من الائتلاف السوري.

 ويمكن النظر الى اللقاء على انه كان مناسبة لتأكيد إرادة الائتلاف ان يكون ممثلاً لكل الشعب السوري بكل أطيافه والتركيز على المساعدات الإنسانية وإيجاد قيادة عسكرية متكاملة وتقديم الضمانات من اجل نظام ديموقراطي.

 ويشار الى ان باريس قطعت شوطا جديدا امس بإعلانها استقبال سفير للائتلاف السوري المعارض في فرنسا. وأوضح ان مبنى السفارة السورية في باريس ليس ملكا لفرنسا، ولكن باريس ستحرص على تأمين مكان لائق للسفير ليقوم بعمله”.

 وبعد محادثات استمرت ساعة ونصف ساعة شارك الرئيس الفرنسي معاذ الخطيب في مؤتمر صحافي عقد في باحة قصر الاليزيه وتحدثا خلاله عن كيفة تنظيم الائتلاف لكي يثبت ليس فقط شرعيته بل صدقيته ليصار الى تقديم الدعم الإنساني الذي ينتظره الشعب السوري.

 وأشار هولاند الى انه ناقش مع الخطيب “القيادة العسكرية المتكاملة التي تعمل بشكل متماسك ومنسق لتحرير مجمل الأراضي السورية”. وأكد حرصه على “إيجاد حل سريع والانتقال الى الصعيد السياسي”.  وطلب من فابيوس الذي سيشارك غدا في اجتماع وزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي، ان “يستمر في إقناع نظرائه لكي تعترف الدول الأوروبية بالائتلاف”. واعتبر ان “القرار الذي اتخذته فرنسا يمكن ان يكون مثلا تقتدي به دول أخرى وبداية عملية ومسيرة”.

 اما في شأن الحظر على الأسلحة فلم يخف هولاند “أهميتها” ودعا الى وجود “رقابة ضرورية تشكل مطلبا من المجتمع الدولي”. واشار الى انه سيدور نقاش بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غداً لتبني افضل المقررات.

وعن موقفه من حماية المناطق المحررة، قال “عندما تحدثت عن هذا الموضوع خلال المؤتمر الصحافي قلت انه يجب ان يتم في إطار قرار من المجتمع الدولي. فعندما تشكل الحكومة الموقتة  ستحدد ما هي المناطق الواجب حمايتها”. واضاف ان الخطيب اكد له “مشاركة المسيحيين والعلويين في سوريا ديموقراطية في المستقبل”.

 اما الخطيب فشكر الحكومة الفرنسية على “قرارها الشجاع”، معتبرا “ان اللقاء كان مثمرا” واكد حرصه على كل مكونات الشعب السوري”، مشيرا الى “ان الإشكالات الثقافية والعرقية أمور محسومة”. ورحب بتعيين سفير الائتلاف بشخص الدكتور منذر ماخوس وهو معارض سوري قديم ينتمي الى الطائفة العلوية.

وشدد على عدم وجود اي اتفاقات غير معلنة مع احد، موضحا “ان دور الائتلاف سينتهي عقب سقوط النظام حيث سيقرر الشعب ضمن حرية كاملة الطريق المناسب”. واضاف انه لا توجد مشاكل تعوق تأليف الحكومة الموقتة” لكن الائتلاف لا يزال طري العود وسيتم الاعلان عن ترشيحات للمناصب وسيجري اختيار حكومة تكنوقراط تقوم بالإعباء حتى سقوط النظام”.

قصف جديد لاحياء جنوب دمشق ومعارك عنيفة في حلب

أ. ف. ب.

فيما يتواصل القصف العنيف لاحياء غرب جنوب دمشق وتدور معارك في عدة مناطق أخرى، حذر وزير الخارجية الإيراني، في افتتاح اجتماع في طهران من أجل “حوار وطني في سوريا”، من تكثيف تزويد قوات المعارضة السورية بالأسلحة.

بيروت: حذر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد من تكثيف تزويد قوات المعارضة السورية بالاسلحة مؤكداً أنها ستزيد في “انعدام الامن وخطر الارهاب والعنف المنظم” في المنطقة. وفي افتتاح اجتماع في طهران بمبادرة من ايران حليفة نظام دمشق من اجل “حوار وطني في سوريا”، قال صالحي ان “بعض (الدول) تنوي ارسال اسلحة ثقيلة ونصف ثقيلة الى المعارضة” السورية.

واضاف “انها في الواقع تبحث عن اضفاء الشرعية رسميا عن ما قد سبق وفعلته في الخفاء”، منددا “بتدخل واضح في شؤون بلد مستقل”. وحذر صالحي من ان “مثل هذه القرارات ستشكل سابقة في العلاقات الدولية وستساهم في انتشار انعدام الامن وخطر الارهاب والعنف المنظم في المنطقة”.

ويتهم النظام السوري وحليفتاه الاساسيتان ايران وروسيا بعض الدول العربية والغربية بتزويد قوات المعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد، بالاسلحة سرا منذ اشهر. واعلنت فرنسا الخميس انها ستطرح على شركائها الاوروبيين مسالة رفع الحظر عن”الاسلحة الدفاعية” لمساعدة المعارضة.

وجاءت هذه المباردة في سياق تشكيل “الائتلاف الوطني” السوري التحالف الكبير الذي يشمل حركات المعارضة السورية في 11 تشرين الثاني/نوفمبر في الدوحة، واعترفت به فرنسا وعدة دول بالمنطقة بما فيها تركيا ودول الخليج على انه الممثل الشرعي للشعب السوري.

وطلب الائتلاف اعترافا دوليا واسلحة من اجل الاطاحة بنظام دمشق والاسراع في انهاء النزاع الذي اوقع منذ اذار/مارس 2011 نحو 39 الف قتيل حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وحذرت روسيا الدول التي تساند ائتلاف المعارضة السورية من انها ترتكب “انتهاكا فاضحا” للقانون الدولي اذا زودت قوات المعارضة بالاسلحة. ولا يشارك اي من اعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض في اجتماع طهران الذي دعيت اليه “حركات تؤيد الحوار” مع نظام دمشق، حسب الحكومة السورية.

ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية تقصف اليوم الاحد عددا من احياء جنوب دمشق بينما تدور اشتباكات بين الجنود النظاميين والمقاتلين المعارضين في شمال البلاد. وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 146 شخصا جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد.

وقال المرصد في رسالة الكترونية “تتعرض الاحياء الجنوبية في مدينة دمشق للقصف من القوات النظامية”، متحدثا عن مقتل رجل جراء قصف على حي الحجر الاسود بعد منتصف ليل السبت الاحد. وتحدث عن “قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوب دمشق من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الاحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها بريف دمشق”.

كذلك تحدث المرصد عن تفجير عبوة ناسفة بالقرب من حافلة جامعية على الطريق السريع بين دمشق ودرعا (جنوب)، ما ادى الى اصابة شخص بجروح. من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان “ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون على الاحياء السكنية في منطقة المزة” في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية.

-وكان المرصد افاد صباح اليوم عن سماع دوي انفجار شديد لم يعرف مصدره في منطقة المزة 86. كما تحدث عن انفجار عبوة ناسفة منتصف ليل السبت الاحد في المزة استهدفت كشكا تجاريا صغيرا “يقع مقابل حديقة الطلائع في الحي”.

واستهدف هذا الحي مرارا في الفترة الاخيرة بقذائف الهاون والعبوات الناسفة التي ادى تفجير احداها في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري الى مقتل 11 شخصا، بحسب حصيلة اوردها الاعلام الرسمي.

وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، تدور اشتباكات في عدد من الاحياء الشرقية والجنوبية لا سيما منها العامرية والصاخور وكرم الجبل والاذاعة وسيف الدولة.

وفي ريف حلب، اشار المرصد الى اشتباكات عنيفة تدور في محيط الفوج 46 في ريف حلب الغربي، ادت الى مقتلين اثنين من المقاتلين المعارضين. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اكثر من شهر السيطرة على هذه القاعدة الاستراتيجية المشرفة على مدينة الاتارب والبعيدة عنها نحو خمسة كيلومترات، وتقوم القوات النظامية من الموقع العسكري بقصف مناطق في ريف حلب.

واوضح المرصد ان المدفعية قصفت ايضا مناطق في محافظتي درعا (جنوب) ودير الزور (شرق) حيث استولى المقاتلون المعارضون السبت بعد اسابيع من القتال على مطار زراعي تستخدمه مروحيات سلاح الجو.

واشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في كافة مناطق سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، ان 56 مدنيا و42 مقاتلا معارضا و48 جنديا نظاميا قتلوا السبت. واحصى المرصد سقوط اكثر من 39 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/774704.html

شركة اتصالات تابعة لميقاتي متهمة باقتفاء معارضي الأسد

ساره الشمالي

تتوالى الاتهامات الموجهة لشركة “أم تي أن” الجنوب أفريقية للاتصالات بخرق العقوبات الأميركية المفروضة على كل من إيران وسوريا، والتورط مع حكومتي هذين البلدين في عمليات قمع إلكترونية من خلال حجب خدمات خلوية، وإتاحة “داتا الاتصالات” فيهما لاقتفاء أثر المعارضين.

لندن: لطالما كان شغل نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية، الشاغل أن ينأى بنفسه عن كل ما قد يثير المجتمع الدولي ضده، وبالتالي ضد لبنان. ولطالما انتهج سياسة المشي بين قطرات المطر آملًا أن لا يبتل بالماء، فيمضي إلى مستقبله السياسي واثق الخطوة يمشي رئيسًا للحكومة نحو الانتخابات القادمة.

لكن يأتيك بالأخبار من لم تزوّد… خصوصًا أن ميقاتي يملك حصة الأسد في شركة “أم تي أن” الجنوب أفريقية للهاتف الخلوي.

اتهامات بالرشوة

أوردت تقارير صحافية أن هذه الشركة خائفة من العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة الأميركية أخيرًا ضد أفراد وشركات في إيران، تتهمهم الادارة الأميركية بالتورط في انتهاكات الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان، ودعم الإرهاب والحرس الثوري.

مثار الخوف هذا دعوى مرفوعة في الولايات المتحدة بحق “أم تي أن” نفسها، إذ تتهمها شركة تركسيل التركية برشوة مسؤولين في الحكومة الإيرانية للحصول على ترخيص لتشغيل شبكة اتصالات خلوية، بينما تفاوض “أم تي أن” الخزانة الأميركية للسماح لها بنقل أرباحها النقدية من إيران قبل انهيار الريال الإيراني.

فكبار مديري الشركة يخشون أن يأتي الحكم الأميركي في غير صالحهم، لأنّ المزاج الشعبي العام اليوم لا يصب في صالح شركات تتعامل مع النظام الإيراني، متحدية العقوبات الأميركية.

وسيط وشريك

تخشى “أم تي أن” أن ينكشف للرأي العام العالمي دورها في تسهيل حصول كونسورتيوم إيراني للاتصالات تسيطر عليه الحكومة الإيرانية على أجهزة من صن مايكروسيستمز وهيوليت باكارد وسيسكو سيستمز، على الرغم من الحظر الأميركي على بيع تقنيات أميركية لإيران، وذلك لصالح مشروع مشترك بين هذا الكونسورتيوم وبين شركة “أم تي أن إيرانسيل”.

وتملك هذه الشركة 49 في المئة من أسهم المشروع هذا، وقد قدمت التمويل الأولي المطلوب للانطلاق فيه.

وكانت وكالة “رويترز” كشفت في آذار (مارس) الماضي أن شركة زد تي إي كورب الصينية المصنعة لأجهزة الاتصالات ورّدت أجهزة وبرامج أميركية إلى إيران منذ العام 2010، تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات، اشترتها شركة الاتصالات الإيرانية، أكبر شركة اتصالات في الجمهورية الاسلامية. وبادرت وزارة التجارة الأميركية في حينها إلى فتح تحقيق في تلك المسألة.

من بيت أبيها ضُربَت!

في تصريح صحافي، اعترف كريس كيلووان، رئيس “أم تي أن” في إيران بين العامين 2004 و2007، بأن مجموعة “أم تي أن” الأم شاركت بشكل مباشر في شراء مكونات أميركية لحساب شركة “أم تي أن إيرانسيل”، وسمحت لشركائها الإيرانيين و”أم تي أن إيرانسل” بإنشاء شركة إيرانية محلية، هدفها الأساسي هو الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

ويحضر اسم كيلووان نفسه في الدعوى القضائية التي رفعتها  شركة تركسيل التركية للاتصالات ضد “أم تي أن” في واشنطن، متهمة إياها برشوة مسؤول إيراني لسرقة الترخيص الأصلي الذي تملكه، لإطلاق “أم تي أن إيرانسل”. فكيلووان ساعد تركسيل بمدها بآلاف الوثائق لتنال مرادها، إلا أن “أم تي أن” نفت ما سيق ضدها من اتهامات، ووصفت كيلووان بأنه موظف سابق مستاء ومن دون مصداقية.

الوثائق شاهدة

وعلى الرغم من نفي “أم تي أن”، غير أن “رويترز” قدمت للرأي العام وثيقة مؤرخة في العام 2008، تثبت اهتمام الشركة بالحصول على منتجات تقنية تشملها العقوبات الأميركية، إلى جانب وثائق أخرى.

من جهته، أصدر بول نورمان، رئيس شؤون المؤسسة في مجموعة “أم تي أن” بيانًا قال فيه: “وفق المعلومات المتوافرة لنا في الشركة، لم يحصل أي عامل في “أم تي أن” مباشرةً أو مواربةً على أي أجهزة لاستخدامها في عمليات إيرانسيل، كما لم يسعوا للحصول عليها، بطريقة تتفادى العقوبات الأميركية أو تلتف عليها”.

وأكد البيان أن “أم تي أن” ملتزمة بالعقوبات الأميركية، “بل هي تعمل مع الحكومة الأميركية ومستشارها القانوني الدولي للاستمرار في هذا الالتزام”.

مساهمة في القمع

لا يقف تورط “أم تي أن” في خرق العقوبات الأميركية عند الحدود الإيرانية، بل يتعداها إلى الحدود السورية أيضًا، خارقة العقوبات الأميركية المفروضة على النظام السوري، بسبب القمع الذي ينتهجه ضد شعبه.

فثمة تقارير عديدة تتهم “أم تي أن” بتزويد النظام السوري بأجهزة متطورة، مهمتها حجب رسائل نصية محددة، ووقف شبكة الانترنت وتغطية الهواتف الخلوية.

في تقرير صادر عن حركة أكسس العالمية من أجل الحرية الرقمية، ورد أن “أم تي أن” في سوريا تخضع لأمر الحكومة في قطع خدمة الإنترنت ووقف تغطية شبكة الهواتف الخلوية عندما يهاجم الجيش مدينة ما أو بلدة ما، ما حدّ من قدرة المحتجين على استخدام التقنيات، التي ساعدت في تنظيم التظاهرات في دول الربيع العربي، وإسقاط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا.

واضاف التقرير: “هذا ما يثير التساؤلات والمخاوف حول ما اذا كانت أم تي أن تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في انتهاكات النظام السوري لحقوق الانسان”.

“داتا الاتصالات” المباحة

وكشفت بلومبرغ أن النظام في سوريا أمر خلال الأحداث الجارية هناك بحجب خدمة الرسائل النصية القصيرة، وإيقاف إرسال أي رسالة تتضمن تعابير سياسية حساسة، ككلمتي ثورة أو تظاهرة.

وأضافت بلومبرغ أن شركة سيرياتيل، وهي أكبر مشغّل للهاتف الخلوي في سوريا، استجابت لأمر النظام وحجبت الرسائل عبر تقنية خاصة وفرتها لها “أم تي أن”.

كما أوردت صحيفة ميل أند غارديان الجنوب أفريقية أن “أم تي أن” نفذت كذلك أوامر النظام الإيراني، وأوقفت خدمتي الرسائل النصية وسكايب أثناء الاحتجاجات السياسية التي انتشرت في إيران عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين عسكريين إيرانيين يشغلون إحدى طبقات مقر “أم تي أن” في طهران، حيث يعملون على دراسة “داتا الاتصالات” لاقتفاء أثر المعارضين واعتقالهم.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/774688.html

إزدياد التوتر بين الجيشين السوري والإسرائيلي في هضبة الجولان

أ. ف. ب.

 القدس:  اطلقت المدفعية الاسرائيلية النار في اتجاه الاراضي السورية في الساعات الاولى من يوم الاحد ردًا على اطلاق نار استهدف آلية عسكرية اسرائيلية في الجولان ولم يسفر عن أي اصابات، على ما افادت متحدثة باسم الجيش.

وقالت المتحدثة الاسرائيلية لفرانس برس: “حصل اطلاق نار على جنودنا في المنطقة الوسطى من الجولان”، موضحة أن اطلاق النار هذا استهدف “آلية”. وقالت “الجنود ردوا بالمدفعية في اتجاه مصدر النيران. الهدف تمت اصابته”، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

وهذا الحادث هو آخر تبادل لاطلاق النار بين الاسرائيليين والسوريين في اسبوع شهد سلسلة حوادث في هذه المنطقة.

وفتحت القوات الاسرائيلية يومي الاحد والاثنين نيرانها الى ما وراء خط فض الاشتباك للعام 1974 ردًا على نيران سورية اطلقت عن طريق الخطأ على ما يبدو باتجاه الشطر المحتل من الجولان في سابقة من نوعها منذ نهاية حرب 1973.

وتسيطر اسرائيل منذ العام 1967 على نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان، وهي اراضٍ ضمتها في العام 1981 في خطوة لم تنل اعترافًا دوليًا. وما زال هناك 510 كيلومترات مربعة من الهضبة تحت السيطرة السورية.

وكانت الامم المتحدة نفت في وقت سابق اعطاءها موافقة إلى دمشق لشن عملية عسكرية ضد مقاتلي المعارضة في الجولان، وذلك في رسالة وجهتها الخميس الى السفير السوري في الامم المتحدة.

واكد نائب المتحدث باسم الامم المتحدة المكلف عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو في رسالة حصلت فرانس برس على نسخة منها “اننا نعتبر أنه من الخطير جدًا أن تدعي السلطات السورية أن مسؤولاً في الامم المتحدة اعطى موافقته على انشطة تمثل انتهاكاً لقرارات مجلس الامن”.

وطالب لادسو الجيش السوري بوقف “توغلاته” في المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان.

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اكد الاربعاء أن سوريا نفذت هجومًا على مسلحي المعارضة في الجولان بعد حصولها على موافقة قوات الامم المتحدة المكلفة مراقبة تنفيذ اتفاق فض الاشتباك بين سوريا واسرائيل.

ومساء الاربعاء الماضي، نفى المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي هذا الامر، موضحًا أن مثل هذه الموافقة تشكل “مساً” بالاتفاق الموقع عام 1974 الذي اقام خط فض الاشتباك.

واضاف ايرفيه لادسو في هذه الرسالة أن مثل هذه الاعمال السورية تنسف مهمة قوات الامم المتحدة في الجولان كما “تعرض افراد (بعثة) الامم المتحدة الى مخاطر حقيقية” وتهدد وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا.

واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت سابق من هذا الاسبوع أن بلاده تواجه “تحدياً” جديداً في سوريا لوجود “قوى تابعة للجهاد العالمي” معادية لاسرائيل في هذا البلد، وذلك بعد التوتر غير المسبوق الذي شهده خط فك الاشتباك في هضبة الجولان المحتلة على هامش التطورات في سوريا.

وجاء كلام نتانياهو في بيان وزعه مكتبه بعد زيارة تفقدية قام بها لهضبة الجولان برفقة وزير الدفاع ايهود براك ونائب رئيس الاركان اللواء يائير نافيه وقائد المنطقة الشمالية اللواء يائير جولان.

واكد نتانياهو أن اسرائيل تواجه تحديًا جديدًا في سوريا. وقال إن “النظام السوري يتفكك الى قوى جديدة وعناصر اكثر تطرفًا ضد اسرائيل تابعة للجهاد العالمي باتت تترسخ على الارض، ونحن نستعد للتعامل مع ذلك”.

واضاف “نحن امام تحديين، الاول هو اطلاق النار على قواتنا وعلى اراضينا ونحن مصممون على الدفاع عنهما، فامننا هو اساس كل ما نعمله وقد اوضحنا ذلك للطرف الثاني (…) والتحدي الثاني هو محاولات التسلل الى اراضينا، ويتعامل الجيش بشكل جيد جدا مع هذين التحديين”.

وحذر الجيش الاسرائيلي من أنه سيرد “بشدة” في حال اطلاق المزيد من النيران على المنطقة التي تحتلها اسرائيل من الهضبة.

من جهته، اكد باراك خلال الزيارة أن “نظام الرئيس السوري بشار الاسد اخذ يتفكك كما أن قدرات الجيش السوري باتت تتراجع في محاربة الثوار”.

وكان باراك هدد الاثنين “برد فعل اقسى” ضد سوريا في حال تكرر اطلاق النار من الجانب السوري.

 http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/774657.html

باريس ستستضيف أول سفير للثورة السورية في العالم

هولاند لـ «الشرق الأوسط»: متفائلون بأن تحذو كثير من الدول حذو فرنسا في الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري

باريس: ميشال أبو نجم

في تطور لافت يعكس مدى انخراط السياسة الفرنسية في عملية دعم المعارضة السورية على كل الصعد واستكمالا لقرار باريس الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، أعلن الرئيس فرنسوا هولاند أن بلاده قررت استضافة سفير جديد لسوريا يعينه رئيس التحالف أحمد معاذ الخطيب الذي استقبله هولاند، صباح أمس، في قصر الإليزيه في لقاء دام ساعة وربع الساعة.

وسارع الخطيب الذي كان لقاؤه مع هولاند الأول من نوعه مع رئيس دولة، عربيا كان أو أجنبيا، إلى الإعلان عن اسم السفير الجديد، وهو الدكتور منذر مخوس الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية. وبما أن السفارة السورية في باريس، وفق ما قاله هولاند في حديث مشترك إلى الصحافة في الإليزيه، «ليست ملكا للحكومة الفرنسية»، فقد وعد الرئيس الفرنسي بإيجاد «مكان مناسب» يستقر فيه السفير الجديد، ويمكنه من «تمثيل الشعب السوري بشكل لائق».

وعقب ذلك، صافح هولاند السفير ماخوس، كما عانقه وزير الخارجية لوران فابيوس.

وكانت فرنسا سحبت سفيرها منذ أشهر من دمشق وطلبت من سفيرة سوريا لديها المغادرة. غير أن السفيرة لمياء شكور هي كذلك مندوبة سوريا لدى اليونيسكو، ولذا يحق لها البقاء على الأراضي الفرنسية باعتبار أن اليونيسكو منظمة دولية وما زالت علاقاتها مع سوريا عادية.

وكان ماخوس أحد أعضاء وفد الائتلاف السوري الذي شارك في اجتماع الإليزيه إلى جانب الخطيب ونائبي الرئيس رياض سيف وسهير الأتاسي. ومن الجانب الفرنسي، حضر اللقاء الوزير فابيوس ومستشار هولاند الدبلوماسي بول جان أورتيز والسفير الفرنسي السابق في دمشق أريك شوفاليه ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، وهو سفير أسبق في دمشق. وحرص هولاند على استقبال الخطيب والوفد المرافق عند أسفل درج الإليزيه، كما توجها معا إلى الصحافة عقب انتهاء الاجتماع.

وحرص الرئيس الفرنسي على التأكيد على أنه حصل على «ضمانات» من الخطيب بخصوص طبيعة النظام الديمقراطي، الذي سيأتي محل نظام الرئيس الأسد، عقب سقوطه، وعلى المحافظة على حقوق الأقليات، معددا منها المسيحيين والعلويين.

وقال هولاند: لقد اطمأننت حول تمثيل كل مكونات «الشعب» السوري والرئيس «الخطيب» أعطاني كل الضمانات تحديدا حول وجود المسيحيين والعلويين في الحكومة الجديدة لسورية الديمقراطية.

وأفاد هولاند بأن رئيس الائتلاف أبلغه بسعي بنية المعارضة السورية الجديدة، من أجل تشكيل قيادة عسكرية موحدة وهيئة مركزية يكون مقرها القاهرة بغرض توفير كل الدعم الإنساني للسوريين.

ولم يأتِ هولاند على ذكر هذه العناصر الثلاثة «طبيعة النظام القادم وديمقراطيته وتعدديته وقيام قيادة عسكرية موحدة» صدفة، بل جاءت في سياق الترويج لائتلاف ودفع البلدان المترددة على الاحتذاء بفرنسا والاعتراف به ممثلا شرعيا ووحيدا.

وقال هولاند، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، حول احتمالات أن تسلك دول أوروبية وعربية وأميركية الدرب الذي سلكته فرنسا، التي كانت أول دولة غربية اعترفت بالمجلس ممثلا شرعيا وحيدا بأن ما قامت به باريس «يمكن أن يكون مثالا يحتذى به، لا بل يمكن أن يشكل مسارا» لدعم الثورة السورية.

وأردف هولاند: «منذ اللحظة التي تتوافر فيها القرينة على رغبة الائتلاف بأن يكون ممثلا لكل مكونات الشعب السوري وتعدديته، وأن يجعل المساعدات تمر عبر هيئة مركزية، وأن ينشئ قيادة عسكرية موحدة، ويوفر الضمانات حول الطبيعة الديمقراطية للنظام المقبل بعد رحيل بشار الأسد، فاعتقادي أن الكثير من الدول ستلحق بفرنسا، ويشرفني أن تكون فرنسا الرائدة».

وأكد الرئيس الفرنسي أنه طلب من وزير خارجيته أن يستفيد من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا في بروكسل للاستمرار في «عملية الإقناع» التي بدأتها باريس لاستقطاب الدول الأوروبية واللحاق بالموقف الفرنسي.

وحتى الآن، أظهرت الدول الأوروبية بعض التحفظ إزاء اجتياز خطوة كهذه، وطالبت ألمانيا وإيطاليا بضمانات حول المسائل المذكورة سابقا. كما أن هولاند أشار مجددا إلى رغبة فرنسا في إثارة مسألة رفع الحظر الأوروبي المفروض على السلاح باتجاه سوريا، وهو القرار الذي اتخذ ربيع العام الماضي.

وتريد باريس موقفا أوروبيا موحدا باعتبار أن قرار رفع الحظر يجب أن يتخذ بالإجماع. غير أن المصادر الفرنسية لا تتوقع قرار سريعا بهذا المعنى.

وفي أي حال، تقول المصادر الفرنسية إن إنشاء قيادة عسكرية موحدة، والاطمئنان إلى أن الأسلحة المتطورة التي يمكن أن تسلم للمعارضة «ستكون في أيد أمينة»، يمكن أن يسهلا القرار الأوروبي، بل الدولي. وأبعد من ذلك، تعتبر باريس أن قيام حكومة سوريا انتقالية تحظى بالشرعية الدولية سيغير من المعطى القانوني الراهن إذ تستطيع هذه الحكومة أن تطالب بنفسها بالحماية الدولية أو الدعم الثنائي، وهو ما لمح إليه هولاند في رده على أسئلة الصحافة.

لكن هولاند عاد إلى التأكيد على أن أي مساع لتوفير الحماية للمناطق المحررة أو إقامة مناطق آمنة يجب أن تأتي «في إطار الأسرة الدولية»، مستبعدا أن تقوم باريس بمبادرة منفردة في هذا المجال. ومن جانبه، حرص الخطيب على تأكيد انفتاح الائتلاف على كل الأطراف واستعداده للتعاون مع «كل من يرغب بإقرار الحرية والعدالة»، نافيا وجود «اتفاقيات غير معلنة مع أحد». لكنه لم يفسر ما يعنيه بذلك. وجدد الخطيب التأكيد على أن دور الائتلاف سينتهي مع سقوط النظام.

وفي موضوع تشكيل الحكومة المؤقتة، رفض الخطيب تحديد مهل أو آجال مكتفيا بالإشارة إلى الطريقة التي سيتم وفقها استيلاد الحكومة العتيدة. وقال الخطيب: «بعد فترة قصيرة، سيكون هناك إعلان علني عن ترشيحات للمناصب حتى يتقدم الأكفاء من أبناء الشعب السوري وسيتم اختيار حكومة تكنوقراط تقوم بأعباء المرحلة المقبلة حتى سقوط النظام، وهذا الأمر موضع تشاور».

وكانت بعض البلدان رهنت موقفها من الائتلاف بتشكيل الحكومة، والتأكد من صلابة الائتلاف وقدرته على اجتذاب الدعم الشعبي.

ووصف الخطيب السفير الجددي منذر ماخوس بأنه «قدامى الذين يتحدثون عن الحرية في سوريا، وهو في جذوره ينتمي إلى الطائفة العلوية لكنه إنسان حر يعمل من أجل الشعب السوري كله.. وهو من أكفأ السوريين الذين يستطيعون القيام بأعباء هذا المنصب، ونحن سنتعاون معه ومع كل أبناء سوريا، الذين يملكون الكفاءات من أجل حرية الشعب السوري».

وأمس، غادر الوفد باريس متجها إلى القاهرة للتحضير لاجتماعات الائتلاف التي ستعقد في 23 الشهر الحالي، في العاصمة المصرية التي اختارها مقرا له.

النظام يواصل قصف العاصمة و«الجيش الحر» يسيطر على مطار «الحمدان العسكري»

رئيس أركان «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: المطار كان يستخدم محطة للقصف وإطلاق الصواريخ من قبل قوات النظام

بيروت: كارولين عاكوم

في وقت تجدد فيه القصف العنيف على الأحياء الجنوبية في دمشق ومدن الريف وبلداته، تمت محاصرة العاصمة عبر إغلاق مداخلها وانتشار أمني واسع ومنع السيارات من الدخول إليها، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية. في موازاة ذلك، تمكن الجيش السوري الحر، أمس، من السيطرة بشكل كامل على مطار الحمدان العسكري في البوكمال بريف دير الزور على الحدود مع العراق، بينما استمرت الاشتباكات في مناطق سورية عدة، ولا سيما في حلب. ووصل عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية، بحسب لجان التنسيق المحلية، إلى 104، بينهم 35 في دمشق وريفها، و16 في دير الزور، و16 في حلب.

وقد أفادت «شبكة شام» بأنه قد تم إغلاق مداخل حي نهر عيشة في دمشق، بالكامل من قبل قوات جيش النظام، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات منعت خروج الأهالي من الحي. وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة عن سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى جراء القصف العنيف على مخيم اليرموك بدمشق. بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين «الجيش الحر» وقوات النظام في حي برزة.

وقال رئيس أركان «الجيش الحر»، العقيد أحمد حجازي، لـ«الشرق الأوسط»: «إن مطار الحمداني كان يمثل المعقل الأخير لقوات النظام في دير الزور الجنوبي، وبذلك تكون المنطقة قد أصبحت بأكملها تحت سيطرة (الجيش الحر)». وفي حين لفت إلى أن هذا المطار كان يستعمل للحوامات فقط، بعدما أعاد النظام ترميمه، أشار إلى أنه «كان يستعمل خلال الثورة كنقطة أساسية ومركز للعصابات والشبيحة، واستخدامه محطة للقصف وإطلاق الصواريخ باتجاه المدنيين والأحياء المجاورة».

كذلك، أكد حجازي أن قوات النظام عمدت أمس إلى تكثيف قصفها نحو أحياء العاصمة ووسطها، ولا سيما من مقر قيادة الفرقة الرابعة الموجودة على طريق المزة.

في موازة، ذلك شن الطيران الحربي للنظام غارات على مدن الغوطة الشرقية بريف دمشق، وأشارت «شبكة شام» إلى أن القصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي شمل مدن زملكا وعربين وحرستا ومعظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، كما شن جيش النظام حملات دهم واعتقال في بلودان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن قصف قوات النظام على بلدتي البلالية ودير سلمان بريف دمشق أثار حالة هلع وذعر بين الأهالي، كما أعدمت قوات النظام ميدانيا، بحسب الهيئة، شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة مصابا بمرض التوحد، ذبحا بالسكين، بعدما قامت في وقت سابق باعتقاله وضربه ضربا مبرحا.

وفي حلب، لم تهدأ الاشتباكات بحسب ما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، منذ صباح أمس، لافتة إلى اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة الليرمون بين مقاتلي «الجيش الحر» وقوات النظام.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن المواجهات اندلعت بعد انفجار سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا لقوات النظام.

كذلك أشار المرصد إلى سماع دوي أصوات انفجارات متلاحقة في حي الحمدانية جنوب غربي حلب التي تشهد معارك يومية منذ أربعة أشهر للسيطرة عليها. وأشارت «شبكة شام» على تعرض بلدة أورم الكبرى بريف حلب لقصف عنيف من الطيران الحربي للنظام.

كما قصف الطيران الحربي بلدة كفرناها في ريف حلب بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام في المنطقة. وأفاد المرصد بتعرض قرى وبلدت حريتان وعندان وبردى ودارة عزة بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية. كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن عددا من أفراد «الجيش الحر» من بلدة التوامة قتلوا إثر اشتباكات مع جيش النظام داخل الفوج 46، لافتة إلى قصف دارة عزة بحلب بالبراميل المتفجرة.

وفي حمص، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء المدينة القديمة وفق «شبكة شام»، في حين تحدثت الهيئة العامة للثورة عن إصابة عشرات المدنيين جراء القصف العنيف لقوات النظام على مدينة الرستن ومنطقة الحولة بريف المحافظة وتهدم الكثير من المنازل. كما ذكر المرصد السوري أنه تمت محاصرة حمص القديمة وسمعت أصوات انفجارات هزت إرجاء مدينة حمص.

وفي دير الزور شرقا، أفادت «شبكة شام» بتجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على معظم أحياء المدينة، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وجيش النظام في محيط كتيبة المدفعية بمدينة الميادين في ريف المحافظة.

بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل مقاتل من الثوار صباحا في اشتباكات مع قوات النظام في حي الجبيلة بدير الزور، كما هز المدينة انفجار صباحا.

وأعلنت لجان التنسيق أن قوات النظام أطلقت صاروخ أرض – أرض على حي الشيخ ياسين في دير الزور.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن وحدة من القوات المسلحة اشتبكت مع من وصفتهم بالإرهابيين في حي الجبيلة بدير الزور، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.

وفي درعا جنوبا، اقتحم جيش النظام حي القصور بالدبابات وشن حملة دهم للمنازل واعتقالات، وسط انتشار أمني كثيف في بقية الأحياء وفق «شبكة شام». في حين ذكرت الهيئة العامة أن حملة مداهمات قامت بها قوات النظام مدعومة بالدبابات لحيي السبيل والقصور بدرعا المحطة مع محاصرة الحيين.

وتعرضت داعل، بحسب لجان التنسيق، لقصف عنيف بالهاون والمدفعية من قوات النظام، بنيما شهدت منطقة علما حالة نزوح كثيف لمعظم السكان من البلدة باتجاه الأردن والبلدات المجاورة بسبب تصعيد القصف والاعتداءات على البلدة.

أما في مدينة اللاذقية الساحلية، فأفادت الهيئة العامة بأن قوات الأمن وما يعرف بالشبيحة الموالين للنظام اقتحموا حي الطابيات بالمدينة وشنوا حملات دهم واعتقالات وتخريب للمنازل.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن جبل الأكراد تعرض لقصف عنيف من دبابات النظام على قريتي كنسبا وأرض الوطى بمعدل قذيفة كل دقيقة.

وفي الحسكة، حيث بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى بلدة رأس العين التي كانت أول منطقة يسيطر عليها الجيش السوري الحر في المحافظة، لوحظ عودة أبناء المنطقة التي هدم جزء كبير منها، من عرب وأكراد وتركمان وشركس وشيشان، إلى ديارهم، بعدما توقف الطيران العسكري التابع لقوات النظام عن قصف البلدة.

ولم تستثن إدلب من القصف المستمر بحسب لجان التنسيق، فقد تعرضت معرة النعمان للقصف بالطيران الحربي ونفذت حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في حي الشيخ تلت، كما شنت مقاتلات النظام 3 غارات جوية على معرة النعمان وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المدينة.

وتعرضت، بحسب المرصد، بلدتا تفتناز وأحسم بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية التي نفذت في الوقت عينه حملة مداهمات واسعة.

صحيفة ألمانية: تركيا ستطلب من حلف «الأطلسي» رسميا نشر صواريخ على حدودها

القوات النظامية السورية تفرج عن المصور الصحافي التركي جنيد أونال

لندن: «الشرق الأوسط»

قالت صحيفة ألمانية أمس إن تركيا ستطلب من حلف شمال الأطلسي رسميا غدا نشر صواريخ على حدودها مع سوريا نظرا لمخاوف من امتداد الحرب الأهلية هناك إلى الأراضي التركية.

وقالت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» التي لم تكشف عن مصادرها، إن نحو 170 جنديا ألمانيا يمكن أن ينشروا أيضا في إطار هذه المهمة.

وقال مسؤول في الحكومة التركية طلب منه التعليق على تقرير الصحيفة الألمانية، إنه «كما قلنا من قبل هناك محادثات بين تركيا وحلف شمال الأطلسي وحلفاء لحلف شمال الأطلسي بشأن قضايا عدة متعلقة بالمخاطر الأمنية والتحديات والردود المحتملة التي تخص الأراضي التركية وأراضي الحلف»، حسب «رويترز».

من جانبه، قال حلف الأطلسي إنه سيفعل ما يلزم لحماية تركيا والدفاع عنها. وأعلنت تركيا أنها تدرس مع الحلف إمكان نشر صواريخ «باتريوت» سطح – جو.

وقالت متحدثة باسم الحلف إنها لا تستطيع أن تؤكد صحة التقرير. وأضافت أنه «لم تتقدم تركيا بطلب. إذا كان هناك طلب من تركيا فسيدرسه الحلفاء بالطبع».

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أيضا إن حلف الأطلسي سيبحث أي طلب من تركيا، وأكد أن الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا هي الدول التي لديها صواريخ «باتريوت» مناسبة متاحة. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية إن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله تحدث إلى نظيره التركي، لكنها امتنعت عن الإفصاح عما تم بحثه.

ومسألة نشر ألمانيا قوات في الخارج ما زالت مسألة حساسة رغم مرور أكثر من 65 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية. وليس من الواضح ما إذا كان القيام بهذه المهمة يتطلب موافقة مجلس النواب في البرلمان الألماني. وأفرج أمس في دمشق عن المصور الصحافي التركي جنيد أونال الذي احتجزته القوات النظامية منذ أغسطس (آب) في سوريا.

وقال أونال في مؤتمر صحافي في العاصمة السورية بعد تسليمه لوفد من النواب الأتراك كان توجه إلى سوريا «أنا سعيد جدا وبخير. أتطلع إلى ملاقاة عائلتي في تركيا». وأوضح الصحافي أنه كان محتجزا بمفرده في أحد سجون حلب، مؤكدا عدم تعرضه لأي سوء معاملة.

والصحافي المحتجز منذ الصيف لدى قوات النظام السوري، فقد أثره في حلب (شمال) مع زميله بشار فهمي القدومي، بينما كانا يغطيان النزاع في سوريا. والصحافيان يعملان لقناة «الحرة» الأميركية الناطقة بالعربية.

ولا يزال مصير القدومي مجهولا، علما أنه أردني من أصل فلسطيني.

وأورد أونال أن زميله أصيب بجروح بالغة برصاصة في 20 أغسطس خلال مواجهات بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين. وأضاف قائلا «لم أره مذذاك. لا أعلم ما إذا كان لا يزال حيا».

الناس في دمشق يعيشون معاناة بين صعوبة التموين والتنقل

النظام يطبق على منافذ العاصمة.. والقصف يصعد حالة الرعب فيها

لندن: «الشرق الأوسط»

لم يتمكن ماجد. ن من الوصول إلى دمشق يوم أمس آتيا من ضاحية قدسيا – غرب – فلدى وصوله إلى الحاجز قال له الجنود إن الطريق إلى العاصمة مغلق، صباح أمس السبت، والذي هو يوم عطلة يستغله لإنهاء بعض الأمور الضرورية في المدينة.

ماجد. ن مهندس 35 عاما كان على موعد مع خطيبته المقيمة في مدينة أشرفية صحنايا – جنوب -، هي أيضا لم تتمكن من الوصول إلى دمشق لأن مداخل العاصمة الجنوبية كانت مغلقة أيضا ولم يسمح حتى للمارة سيرا على الأقدام من عبور حاجز الأشرفية، مع انتشار كثيف لقوات الأمن والشبيحة وما يعرف باللجان الشعبية، حسبما أخبرت خطيبها.

ويقول ماجد: «كنا ننوي إتمام عقد إيجار المنزل الذي سنسكنه وسط العاصمة بعد الزواج، وتهيئته للسكن لكن يبدو أن موعد الزواج هو أيضا سيؤجل، فمنذ ثلاثة شهور ونحن لا نجد وقتا لا للقاء ولا لترتيب بعض الأمور الأساسية والتي من المؤكد لا تشمل حفل عرس صغيرا؛ حتى هذا تم الاستغناء عنه». عندما تغلق المداخل الجنوبية للعاصمة وبالأخص أوتوستراد درعا الذي يصل أيضا بين دمشق وأشرفية صحنايا وصحنايا وداريا والكسوة ومن ثم محافظة درعا، فإن كل تلك المناطق والتي تؤوي آلاف النازحين من داريا والأحياء الجنوبية الساخنة تحرم من وصول الخبز والخضار والفواكه الذي يأتي من أسواق وأفران العاصمة، وبالعكس فإن أسواق العاصمة تحرم من اللبن والحليب وبعض أنواع الغذائيات التي ترد من تلك المناطق.

ويقول ماجد إن أهل خطيبته وبسبب تعرضهم لعدة مرات لانقطاع الخبز، خزنوا طحينا وبطاطا ومثلهم يفعل غالبية سكان صحنايا التي تعد من المناطق الهادئة، إلا أن أزمة طحين بدأت بوادرها تظهر في البلاد مع تنامي حالة قطع الطرقات وصعوبة نقل المواد الأساسية إلى كل المناطق وارتفاع الأسعار على نحو كبير الأسبوع الماضي مع ارتفاع سعر الدولار واضطراب السوق. حيث تعيش مدينة دمشق وريفها منذ أكثر من أسبوع في مهب ما يتردد عن اقتراب موعد بدء معركة دمشق، وساهم في ترويجها تصاعد حدة الاشتباكات في الأحياء الجنوبية؛ التضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك وسائر مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وسط قصف مدفعي وجوي متواصل من قبل قوات النظام على تلك المناطق، كما راجت عبر صفحات «فيس بوك» و«تويتر» تحذيرات لسكان العاصمة بالابتعاد عن المقار الأمنية وتخزين المؤن وذلك لعزم الجيش الحر الدخول إلى دمشق لشن هجمات على مواقع تمركز قوات النظام والأمن والشبيحة، دون أن تتبنى تلك التحذيرات جهة واضحة، وكان آخر الشائعات تحديد اليوم الأحد موعدا لبدء الهجمات بعد تسلل آلاف المقاتلين من ريف دمشق إلى قلب العاصمة.

وكان لافتا صباح يوم أمس بحسب ما قاله الناشط أحمد الدمشقي أن معظم الحواجز على مداخل دمشق الشمالية والغربية أن كل عناصر الجيش والأمن من الطائفة العلوية بحسب ما تشير لهجتهم التي يميزها السوريون جيدا، مشيرا إلى أن تلك الطرق تمر في محيط قصر الشعب والقطع العسكرية في الهامة وقدسيا والصبورة ولفت إلى أنه «عادة يكون العناصر من طوائف مختلفة بينما رئيس الحاجز علوي» لكن يوم أمس السبت بدا أن «الجميع على الحاجز من العلويين والشبيحة الأفظاظ».

كما أغلقت المداخل الشرقية للعاصمة وطريق برزة عش الورور طوال يوم أمس. بالإضافة إلى إغلاق كل مداخل حي برزة. وطريق التل حرستا، وحي الميدان وحي نهر عيشة من جهة أوتوستراد درعا.

ووسط المدينة لا سيما في محيط قصر المهاجرين كان التفتيش دقيقا، كما تم إغلاق كل الطرق «المؤدية إلى حي مزة 86 حيث يتركز أبناء الطائفة العلوية من العمال والموظفين والفقراء»، وكذلك حي ركن الدين في الصالحية الذي ترافق إغلاقه مع حملة اعتقالات في حارة الشيخ خالد والحارة الجديدة وفي المناطق المتداخلة مع الصالحية. وجرى أيضا إغلاق شارع بغداد ذهابا حتى موقف المعرض، وهو أحد أهم الشوارع الرئيسية، كما منعت السيارات من الخروج من طريق سيرونيكس القريب من حرستا وأجبرت على المرور من حاجز السمان في حي القابون. بالإضافة إلى ذلك تم منع حركة الدخول والخروج حتى باصات طلاب الجامعات عادت من حيث أتت. وبعض الحواجز كانوا يحذرون المضطرين للدخول إلى العاصمة لا سيما من جهة مشروع دمر وقدسيا أن العودة غير مضمونة.

إلا أنه بعد الظهر تم فتح بعض الطرق للخروج من دمشق دون السماح بالدخول إليها.

وترافق ذلك الاضطراب والتأهب الأمني الكبير مع تحليق كثيف للطيران الحربي في أجواء العاصمة طوال يوم أمس، مع سماع دوي قصف مدفعي عنيف على الأحياء الجنوبية والغوطة الشرقية.

بدت دمشق يوم أمس مدينة شبه مغلقة تماما، وكأنها رهن الاعتقال التعسفي، ويقول عامر الذي يسكن حي التجارة ويملك محلا تجاريا في منطقة يلدا إن السير في شوارع دمشق بات «مخاطرة» أما عن محله في يلدا حيث يسيطر الجيش الحر فيقول «هناك المصيبة الكبرى» فالشوارع الرئيسية يسيطر عليها جيش النظام أما الشوارع الفرعية فهي للجيش الحر وعلى الذاهب إلى هناك أن يحفظ خريطة الحواجز، ويقول: «إحدى المرات أضعت الطريق بسبب إغلاق بعض الأزقة والحارات فوجدت نفسي من حيث لا أدري في بلدة البويضة حيث تجري اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر، فارتأيت العبور إلى الطريق العام الذي كان فارغا تماما وساكنا وما إن اجتزت بالسيارة مسافة خمسين مترا بعد المفرق حتى سقطت قذيفة قريبا مني، وكأنها قذيفة أطلقها قناص»، ويصف عامر دقائق الرعب تلك بالقول «الموت شخصيا وجها لوجه» فما كان منه إلا أن انطلق بسرعة جنونية نحو أقرب مفرق، وهناك استوقفه حاجز للجيش الحر وعندما تعرفوا عليه وعلى هويته وتبين لهم أنه ليس علويا ولا شيعيا ولا مواليا للنظام أرشدوه إلى مخرج آمن، لافتا إلى أن «الجيش الحر هناك يتعقب الشبيحة والموالين للنظام» وبعد أن وصل إلى طريق عام يسيطر عليه الجيش النظامي توقف لمدة ساعة في الازدحام ريثما ينهي جنود النظام تفتيش السيارات. ويؤكد عامر أنه بعد تلك الحادثة لم يعد يذهب إلى هناك بسيارته وصار يستقل وسائل النقل العام ويضحك عندما يتذكر كيف أنزله سائق السرفيس على بعد 500 متر من المكان الذي يقصده لوقوعه على مفرق ولدى سؤاله عن سبب ذلك أخبره السائق «إن المفارق مسيطر عليها من قبل الجيش الحر وهي هدف دائم لقذائف مدفعيات وطائرات النظام»، ويضيف عامر بسخرية «السوريون تأقلموا مع الأوضاع وباتوا خبراء عسكريين ميدانيين بدءا من طريقة التعامل مع الحواجز وانتهاء بتحديد مناطق الخطر» لذلك يقول إنه لم يهتم كثيرا بالشائعات وإنه لن يسمح لذلك بالحد من حركته لكنه سيستخدم وسائله في وضع خريطة يومية للتحرك في دمشق وريفها، وبالنهاية «الأعمار بيد الله» فهو يجري اتصالات يومية مع أصدقائه في المناطق لمعرفة أحوال الطرق كما يعتمد بشكل أساسي على سائقي وساط النقل العام وحركتهم تشير إلى وضع الطرق أما «فيس بوك» وغيره فهو «كلام علاك». حسب تعبيره.

طهران تستضيف مؤتمر الحوار الوطني لحل أزمة سوريا

صالحي: من حق السوريين التمتع بحرية الإعلام وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة

دبي – نجاح محمد علي

بدأ مؤتمر الحوار الوطني لحل الأزمة السورية تحت شعار “لا للعنف، نعم للديمقراطية” صباح الأحد بالعاصمة طهران، وذلك بمشاركة تيارات من المعارضة وشخصيات تمثل الحكومة السورية، حسبما أفاد التلفزيون الإيراني.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن خيار العنف لن يحل الأزمة في سوريا التي يتم تصديرها من الخارج، وإنما سيعود بالضرر على دول المنطقة، مشددا على أنه يجب أن تكون المصالح العليا السورية هي الأساس من أجل وقف العنف.

وصرح صالحي في كلمة افتتاح مؤتمر الحوار الوطني السوري، بأن إيران عرضت مبادرة للحوار الوطني السوري لكونه الطريق الوحيد للخروج من الأزمة”، مؤكدا أن إيجاد تفاهم بين المكونات السورية المختلفة من أبرز أهداف المؤتمر لوقف العنف.

وأضاف: “إن بعض الأطراف الخارجية تسعى إلى إبعاد الحلول السلمية في سوريا ودعم العنف”، مؤكدا أن “الخطوات غير العقلانية بتسليح المجموعات العمياء لا تؤدي إلا لتصعيد الأزمة هناك”.

وشدد صالحي على أنه من حق الشعب السوري أن يتمتع بحرية‌ الإعلام وحرية‌ الأحزاب وانتخابات رئاسية نزيهة، مشددا على أن دمشق مستعدة لضمان هذه الاستحقاقات.

وأعرب عن ثقته في أن مؤتمر الحوار الوطني السوري بإمكانه أن يشكل خطوة مهمة للمستقبل السوري، وخطوة لعبور الأزمة.

واعتبر أنه بإرادة المشاركين بالمؤتمر سيكون الطريق رحبا للوصول لنتائج إيجابية لمصلحة الشعب السوري، مشيرا إلى أن الإصلاحات يجب أن تنتهي بانتخابات شفافة يرسم من خلالها مستقبل البلاد.

كل مكونات المجتمع السوري حاضرة

هذا ويضم مؤتمر الحوار الوطني السوري ممثلين عن الفصائل السياسية والقوميات والأقليات والمعارضة السورية والحكومة بهدف التوصل إلى حل للأزمة من خلال الحوار والطرق السلمية.

وقد وصل طهران أكثر من 130 شخصا، معظمهم من الداخل، بينهم رؤساء أحزاب سياسية وأعضاء مستقلون من مجلس الشعب السوري ومسؤولون في الحكومة السورية للمشاركة في المؤتمر، كما وصلت مجموعة من شخصيات المعارضة بحسب التلفزيون.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن اجتماع الحوار الوطني السوري “خطوة مهمة باتجاه إعادة الأمن والاستقرار في سوريا”.

وقال جليلي لدى استقباله نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل ووزير الحوار الوطني علي حيدر بطهران إن “الدول التي لا تدعم الحل السياسي في سوريا تدافع عن العنف في هذا البلد”.

وقال المسؤول الإيراني إن هذا المؤتمر يأتي في إطار سعي إيران لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية.

وأضاف جليلي في تصريح نقلته وسائل إعلام إيرانية رسمية إن “سوريا تدفع اليوم ثمن دعمها للمقاومة في فلسطين”.

وسبق وأن صرح علاء الدين بروجرودي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إن اجتماعا للحوار السوري سيعقد بين المعارضة وممثلين للنظام في العاصمة الإيرانية طهران.

وأكّد بروجرودي أن طهران ستستضيف الاجتماع، الأحد، وقال: “سيكون موضوع الإفراج عن المخطوفين الإيرانيين في سوريا على رأس القضايا التي يناقشها الاجتماع”.

مختطفو إيران بسوريا

وعلق بروجردي على قضية المخطوفين الإيرانيين الذين تحتجزهم جماعة مسلحة سورية، وقال إنهم سالمون ويعاملون معاملة حسنة، كما نقلت عنه ،السبت، وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري.

وطمأن بروجردي أسر ثلاثة من المخطوفين زارهم في منازلهم بمدينة سيرجان جنوب شرق إيران، بأن السفير الإيراني في دمشق يجري كل أسبوع اتصالين أو ثلاثة اتصالات هاتفية بهم ويطمئن عليهم.

وقال بروجردي إن الصور التي تصل طهران ويرسلها الخاطفون، تظهر أن المخطوفين بخير، وأكد وجود محادثات مع الائتلاف الوطني السوري المعارض لتأمين الإفراج عنهم، وقال: “نأمل أن تزول العراقيل التي تمنع الإفراج عنهم قريبا”.

وكان 48 زائراً إيرانياً خطفوا في أغسطس آب الماضي من قبل جماعة سورية مسلحة أثناء طريقهم إلى مطار دمشق الدولي للعودة إلى إيران، وتم اقتياد كافة ركاب الحافلة إلى جهة مجهولة.

وجاءت تلك العملية بعد سلسلة من عمليات الخطف قام بها مسلحون ينتمون إلى الجيش السوري الحر خلال الأشهر الماضية، واستهدفت إيرانيين في سوريا احتجاجاً على قيام طهران بتقديم الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وطالبوا بعدها طهران بالكف عن تقديم الدعم للحكومة السورية.

وتجري السلطات الإيرانية حالياً مفاوضات مع أنقرة والدوحة للتدخل لدى المسلحين التابعين للمعارضة السورية لإطلاق سراح المخطوفين.

“الحر” يسيطر على الفوج 46 بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت لجان التنسيق المعارضة أن “الجيش السوري الحر” تمكن، الأحد، من السيطرة على الفوج 46 التابع للقوات الحكومية بعد معارك عنيفة وحصار دام 55 يوما، في حين أفاد ناشطون باستمرار أعمال العنف والاشتباكات في مدن سورية عدة ما أسفر عن مقتل 23 شخصا.

ووفقا لمصادر المعارضة فإن “الفوج 46 قوات خاصة” يعد من أضخم القطع العسكرية الموجودة في محافظة حلب، وهو النقطة العسكرية الأقوى للجيش السوري في شمالي البلاد.

وكان هذا الفوج من القوات العاملة في لبنان قبل خروج القوات السورية منه عام 2005. وانسحبت قواته وتمركزت في ريف حلب بقرية أورم الصغرى شرقي الأتارب. ويتألف الفوج من الكتائب التالية: الكتيبة 812، الكتيبة 625،الكتيبة 53 ،الكتيبة 326 (مدرعات)، والكتيبة 613 (مدفعية)، بالإضافة إلى كتيبة دفاع جوي ومستودعات ذخيرة ضخمة.

من جانب آخر، ذكر الجيش الإسرائيلي أن جنودا سوريين “ربما قتلوا” بقصف من المدفعية الإسرائيلية استهدف، الأحد، هضبة الجولان السورية المحتلة.

ففي الجولان، قصفت المدفعية الإسرائيلية الأراضي السورية ردا على ما قال الجيش الإسرائيلي إنه إطلاق نار استهدف قواتها، في ثالث حادثة خلال نوفمبر الجاري.

وأفاد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، البريغادير جنرال يوعاف مردخاي، “لا نقبل تحت أي ظرف إطلاق النار على أراضي دولة إسرائيل، لكننا لا ننوي زيادة الوضع بالمنطقة سخونة”.

من جهة أخرى، قال ناشطون في المعارضة إن 23 شخصا سقطوا في مختلف المحافظات السورية، أغلبهم في في إدلب ودرعا وحمص.

ووفقا للناشطين، فإن الجيش السوري قصف عددا من أحياء جنوب دمشق، بينما دارت معارك متواصلة بين الجيشين السوري والحر في منطقة جديدة عرطوز بريف العاصمة.

كما استهدف انفجار حاجزا أمنيا في حي المزة بدمشق، بينما شنت قوات حكومية حملة اعتقالات واسعة في حرم المدينة الجامعية بالمدينة، حسب ما أفاد المركز الإعلامي السوري المعارض.

وتواصل قصف القوات السورية الصاروخي على بلدة كفر حمرة في ريف حلب، حسب شبكة سوريا مباشر، في حين قامت القوات الحكومية باقتحام حي الكاشف بدرعا وشنت حملة دهم للمنازل والاعتقالات.

وقصفت المدفعية أيضا مناطق في محافظتي درعا ودير الزور، حيث استولى مقاتلو المعارضة بعد أسابيع من القتال على مطار مدني تستخدمه مروحيات سلاح الجو.

يشار إلى ان 142 شخصا قتلوا في أعمال عنف في سوريا، السبت، نصفهم من المدنيين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن مقتل أكثر من 39 ألف شخص منذ بداية النزاع قبل عشرين شهرا.

هيئة التنسيق المعارضة السورية: قرار حاسم بعدم المشاركة بمؤتمر طهران

روما (17 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية أن تشارك الهيئة في مؤتمر طهران الذي يُعقد في العاصمة الإيرانية غداً الأحد، وأوضح أن إيران حاولت كثيراً لتغيير رأي الهيئة دون جدوى

وأكّد رجاء الناصر، أمين سر الهيئة، على وجود قرار حاسم بعدم المشاركة في مؤتمر طهران، وأشار إلى أن الإيرانيين حالوا الإيحاء بأن ما يخططون له عبارة عن ندوة نقاشية لا أكثر، وتبيّن لاحقاً أن الذي يتم التحضير له هو مؤتمر كبير

وتستضيف إيران الأحد مؤتمراً للحوار السوري يستمر يوماً واحداً عنوان “لا للعنف نعم للديمقراطية”، ويشارك فيه ممثلون عن أحزاب سياسية تعمل بظل النظام الحالي وأعضاء مجلس نواب وممثلين عن الحكومة وحزب البعث، دون أن يكون هناك أي مشاركة للمعارضة السورية

وأشارت مصادر قيادية أخرى في الهيئة إلى أن “إيران طرفاً في الأزمة السورية منذ بدايتها”، ولن يكون هناك أي تجاوب من قبل الهيئة مع أي مؤتمر أو مبادرة تقوم بها “لعدم توفر المصداقية” وفق وصفها

مصدر دبلوماسي: مبعوث سياسي للمعارضة السورية بفرنسا دون طابع قنصلي

بيروت (17 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أُعلنت فرنسا السبت عن موافقتها أن يتم تعيين مبعوث للمعارضة السورية متمثلة بـ (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)، فيما اقترح الائتلاف تعيين المعارض السوري منذر ماخوس سفيراً له

وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن مبعوث الائتلاف إلى فرنسا لا يحمل بالضرورة طابعا قنصليا، وإنما سياسي بالدرجة الأولى، وسيتم اعتماده خلال الفترة الحالية كممثل للائتلاف المعارض في العاصمة الفرنسية وليس سفيراً لدولة

وماخوس (66 سنة) هو منسّق العلاقات الخارجية في أوروبا الغربية للمجلس الوطني السوري المعارض، وعضو في الائتلاف الذي يرأسه أحمد معاذ الخطيب، وهو أيضاً عضو في الكتلة الوطنية، أحد الائتلافات المؤسّسة للمجلس، وعضو في لجنة 15 آذار/مارس للتغيير الديمقراطي، وترى فيه المعارضة ممثّلاً للعلويين في الخارج، وهو يُدرّس في جامعات باريس منذ تسعينيات القرن الماضي

وكانت قيادة الائتلاف المعارض قد أعربت عن اعتقادها وقناعتها بإمكانية تسليم السفارات السورية في الدول العربية والغربية للمعارضة السورية في وقت قريب بعد الاعتراف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، كما أعلنت عن وجود وعود بهذا الصدد من عدة دول، فضلاً عن وعود بإمكانية استلام كرسي سورية في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة

رأس العين هادئة منذ يومين والتوتر مستمر …؟؟

في ظل غياب طائرات النظام من سماء مدينة رأس العين الحدودية 80كم شمال الحسكة ، فقد تحركت عدة مناطق  في ذات الصعيد ففي مدينة تربة سبية المعربة إلى ( القحطانية ) شرقي القامشلي 30كم  لازال التوتر قائم بين العشائر العربية  وحزب pyd بشأن استلام المراكز الأمنية والدوائر الحكومية  من النظام قامت العشائر العربية  بمحاولة  السيطرة على بعض الدوائر ولكن بطريقة فجة فقد نزل عدد من المسلحين  إلى شوارع المدينة رافعين الأعلام السورية ومنادين بحياة الدكتاتور بشار الأسد ،مما ادى إلى إصابة شخصين من العرب والكورد وسط نداءات الأهالي بضبط النفس وعدم الانجرار إلى اي فتنة  يريدها أو يديرها النظام ، وبخاصة من المجلس الوطني الكردي ، وهو ما أدى إلى عقد اجتماع بين مجلس غربي كوردستان والعشائر العربية  لعقد صلح بين الطرفين استثنيَّ منه  المجلس الوطني بحجة  بأن الخلاف محصور بين الطرفين المسلحين وليس للمجلس الوطني الكوردي أي علاقة بذلك  .

– ومن جانب أخر طردت السلطات التركية عدد من أعضاء المجلس المحلي في مدينة سري كانيه (رأس العين ) المقيمين  في مدينة  جيلان بينار  المحاذية لمدينة رأس العين  والتي كانت ربما بتوصية من الجيش الحر أو من نواف راغب البشير ( بحسب النشطاء  المتواجدين في جيلان بينار ) و التي هرب إليها غالبية أعضاء المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكوردي ، ليتفق المجلس الوطني الكوردي مع الجيش الحر على اللقاء  عند البوابة إلا ان الجيش الحر بكتائبه المتعددة  لم يأتوا في الموعد المحدد بل قاموا بانزل  أعلام حزب الاتحاد الديمقراطي  من فوق العمدة لتحل محلها أعلام الاستقلال  ….ليتفاجأ الجميع بأن الجيش الحر يصدر البيان  التالي  باسم ثوار رأس العين  بحسب ما صدر  بأنه  بيان(هام جداً لقراءته حتى نهايته)

===========

بسم الله الرحمن الرحيم

إن ثورتنا العظيمة قامت لتكون ضد الظلم والطغيان ولتحقق كرامة الإنسان وحقه في العيش الحر الكريم وكي تؤسس معاني التآخي الوطني على سائر التراب السوري وتكرسها ،

وهي بذلك لم تكن ثورة طائفة او عرق معين بل ثورة الشعب بمختلف اطيافه ومكوناته ، فظهر وتكون الجيش الحر كانعكاس طبيعي من صلب الجيش والشعب لإزاحة النظام وقواته عن تراب الوطن وأننا هنا في الحسكة ننوه للنقاط النالية

1- نؤكد على أن هذا الجيش الحر ، يسير برؤية وطنية تمثل الجميع لاطيفا أو مكونا معينا وإن تخلف أخوتنا الكرد عنه فهو لايمثل تشكيلا عربيا بل تشكيلا وطنيا تأخر البقية عن الانضمام له

ويشدد على الأخوة العربية الكردية التي بنت عبر تاريخها عقدا اجتماعيا يقبله الجميع فالوطن يتسع للجميع دون إلغاء ولا إقصاء

2- إن البيانات التي صدرت مؤخرا عن أن الجزيرة منطقة آمنة ولايجب أن يكون فيها عمل مسلح ضد النظام يبدو فيها تملص من استحقاق ثوري يتمثل في واجب كل من يستطيع في مشروع الجيش الحر في تطهير كل بقعة من الأرض من قوات النظام وشبيحته وأن هذا الأمر تابع لاستراتيجية عمل الجيش الحر التي تلتزم عدم التسبب في أذى الناس في دمهم ومالهم مع احتفاظه بضرورة العمل على استكمال عملية التحرير هذه ، وإذا اعتمدنا فكرة أمان المناطق التي لاتثور ولا تحرر لما ثارت كل سوريا ولما تحررت بجزئها الأكبر

3- إن تسليم النظام لبعض المدن لعناصر حزب العمال ماهو إلا محاولة لحماية نفسه بإشغالنا عن مهمتنا ومحاولة لاختلاق فتنة نتمنى من أخوتنا عامة الكرد وقواعدهم التي طالما كانت مع الثورة تجنب مايفعله النظام بجر الأحزاب الكردية إلى الانضمام لها ليكون الاصطفاف عرقيا بينما عملنا هو ضد النظام ومن يسانده من مختلف المكونات والأطياف

4- عند دخولنا إلى مدينة رأس العين حيث كانت عناصر حزب العمال مسلحة بأسلحة النظام ونأت بنفسها جانبا عن قتالنا مأخوذة بالمفاجأة فلم نحاسب أحدا منهم بل وأشركناهم معنا في تأمين المنطقة وحراستها احتراما وتطمينا لأخوتنا الكرد علما أنهم ليسوا أكثرية فيها ولا يمثل حزب العمال الكرد وانتظرنا أن يأتي أحد من المجلس الوطني الكردي ليشاركنا إدارة أمن البلدة ولم يفعل .

5- إن ماحصل اليوم في منطقة اصفر نجار المحاصرة من قوى الثوار براس العين أنه عندما انهار جيش الأسد تحت ضربات ثوارنا وحصارهم قامت بعض ميلشيات حزب العمال التي قبلنا بها تكريما لأخوتنا الكرد ، قامت بتأمين خروج بعض الضباط وتهريبهم وعندما لاحقنا أولئك الضباط أطلقت هذه الميلشيا النار على ثوارنا مما أوقع لدينا خسائر بدماء كنا حريصين عليها ).

 ليضع عليه النشطاء الكورد الذين التقينا بهم  ألف استفهام واستفهام  ومنها :1- أن الكورد في مدينة رأس العين ( سري كانيه ) تظاهروا منذ 4  نيسان 2011  ولم يكن يشارك فيها أي شخص عربي 2- أن البعض من عناصر الجيش الحر الموجودين الآن   كانوا من شبيحة ومرتزقة النظام  من أبناء رأس العين وهم معروفون للقاصي الداني 3- إذا كان مقياس تحرير المناطق يتعلق بالقتل  فان الكورد  كانوا قد حسموا أمرهم بأنهم  سيقامون النظام بالطرق السلمية التي  قامت على أساسها الثورة السورية 4- المجلس الوطني الكوردي كان موجود لإدارة المنطقة إلا قصف الطيران الحربي للمدينة حالت دون أن يتم  ذلك وحاولوا بقدر الامكان المحافظة على الأموال الخاصة والعامة والتي خربها عن قصد بعض العناصر من الجيش الحر  ولن نقول الكل 5- ربما كان هناك تسليم واستلام بين النظام وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي إلا أن هذا لايبرر للجيش الحر أن يجعل من كل منطقة الجزيرة ساحة للحرب بحجة اسقاط النظام  6- أن الجيش الحر وبكتائبه المختلفة  لهم اجندات خاصة بهم  ومنها  اجندة  تخدم ( تركية – سعودية – وقطرية وامريكية ) وغير منطلقة من أرضية وطنية سورية على أساس سورية  دولة متنوعة الأعراق الأطياف 6- وجود تعصب قومي عروبي  بين بعض عناصر الجيش الحر وبعض كتائبه مزعوجين حتى من سماع كلمة كوردي وبخاصة بعد أن كُشفت  عورة نواف راغب البشير الذي نسق مع أصهاره والجيش الحر بانشقاق الشبيح محمد الحلو  والذ ي كان عضواً لمجلس الشعب لأربع دورات فور دخول الجيش الحر للمدنية .

8- ان الأحزاب الكوردية هي أحزاب معارضة منذ التأسيس تقريباً وان بعض المعارضين أو عناصر الجيش الحر  هم من جعلتهم الصدفة  أن يكونوا معارضين بينما كان البعض يضطهد الشعب السوري بعربه وكورده واشوريه حتى اللحظات الأخيرة من سقوط النظام

.9- لا يهم الكتائب المسلحة من الجيش الحر أن يشرد ابناء المدينة أو يبقوا فيها طالما بأن الغالبية المطلقة هم من الغرباء عنها .

وفي ظل الملاحظات المذكورة لم يصدر عن المجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان أي توضيح أو الرد على البيان المذكر وسط استياء عام من الشعب الكوردي في المدينة .

وفي جانب اخر قامت تظاهرات عدة في مدن  الدرباسية والحسكة والقامشلي وعامودا باسم جمعة الوفاء لسري كانيه ( رأس العين ) للتضامن مع أهلها التي اعتبرها المجلس الوطني الكوردي بانها مدينة منكوبة .

رأس العين –انزال أعلام حزب الاتحاد الديمقراطي

كلنا شركاء

قامت قوات من كتائب الجيش الحر بانزال اعلام حزب الاتحاد الديمقراطي  ذي الثلاث ألوان من على كل الأعمدة والمباني المرفوعة عليها ، ووضع أعلام الاستقلال بدلاً منها ،وذلك بعد أن قام عناصر من الجيش الحر بزيارة مقر مجلس الشعب في غربي كوردستان التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي ،وأكدوا بأنهم ماضون في تحرير المناطق الكوردية درباسية وعامودا وقامشلو وديريك ، بالرغم من تأكيد قوات حماية الشعب ypgبان هذه المناطق محررة ،وان لاوجود لعناصر جيش النظام فيها ، إلا أن كتائب الجيش الحر بأنها مناطق سُلمت من النظام للـ pydمع قطع من الأسلحة تقدر بـ750 قطعة سلاح  بين متوسط وخفيف ،هذا لم يُخلى كلام الجيش الحر من نبرة تهديد للحزب ،  بينما كان هناك موعد بين اعضاء من المجلس المحلي في سري كانيه التابع للمجلس الوطني الكوردي إلا أن الجيش الحر لم يأتي  للقاء المذكوروسط أنباء عن تسفير نائبة رئيس المجلس الوطني الكوردي  المحامية  دلشا أيو وشخصين من المجلس المحلي  لسوريا، بعد محاولتهم  استئجار منزل في مدينة جيلان بينار للقيام بخدمة اللاجئين  الذين فروا إلى تركيا ،واعتبر بعض النشطاء الكورد بأن للجيش الحر وبعض الشبيحة الذين أنشقوا في الآونة الأخيرة يد في موضوع تسفيرهم .

تحقيق : ماذا يحدث في مديريات الأحوال المدنية في حلب هذه الأيام ؟

كلنا شركاء

سنحاول استعراض آلية العمل في مديريات الأحوال المدنية في محافظة حلب هذه الأيام, اعتبارا من بداية شهر آب (أغسطس ) الماضي, وحتى تاريخه .

ونضعها أمامكم بكل شفافية بعد أن تأكدنا من صحتها , ونتحفظ على ذكر المصدر حالياً , على أن نقوم بنشر أي معلومات إضافية حال توفرها:

    لم يتبقى من الموظفين في دوائر الأحوال المدنية إلا عشرة بالمئة من إجمالي العدد الكلي للموظفين قبل دخول الجيش الحر لمدينة حلب .

    ينقسم هؤلاء إلى قسمين : القسم الأول يمثل الموظفين الفاسدين الذين يستغلون الأوضاع الراهنة لبناء ثروات طائلة, والقسم الأخر وهو مجموعة من الموظفين الشرفاء المغلوب على أمرهم , الذين لا يرغبون بمغادرة المدينة , وليس لهم دخل مادي إلا راتب الوظيفة.

     تم ملاحظة أنه ومع بداية دخول الجيش الحر لمدينة حلب في بداية الصيف الماضي؛ صدر أمر من وزير الداخلية السوري شخصياً بنقل جميع الموظفين (من أبناء المنطقة الساحلية ومن في حكمهم ) إلى مدنهم وقراهم, ونذكر على سبيل المثال: (رامز سلطان, سامر فرحة  وكلاهما من محافظة اللاذقية )

    يسيطر على الأختام , وتسجيل الوثائق المطلوبة مجموعة من الموظفين الفاسدين , وعلى رأسهم ( محمد حاج أحمد, و فيصل الحميدي) بصلاحيات كاملة , وهذان الموظفان من أهالي ريف منطقة الزربة بمحافظة حلب .

     بعد تردي الأحوال الأمنية في مدينة حلب , يداوم جميع الموظفين في مركز أتمتة الأحوال المدنية في محافظة حلب , الكائن في عبارة الكهرباء , جانب سينما الحمراء, الطابق الرابع, حيث يقوم جميع المواطنين بمراجعة هذا المبنى من أجل الحصول على الوثائق المطلوبة من دوائر الأحوال المدنية.

    يبدأ العمل الساعة الثامنة صباحاً بشرب فنجان القهوة ولا يبدأ استقبال طلبات المواطنين ,إلا بعد حدوث ازدحام, فالزحمة بتجيب الرزق على حد قولهم.

    مع وجود الزحمة يأتي دور معقبي المعاملات والسماسرة (ذكور وإناث), وقد لوحظ دخول بعض الفتيات سيئات السمعة مجال تعقيب المعاملات بسبب ضخامة المردود اليومي والذي يفوق أي مقابل تتلقاه إمرأة داعرة بأضعاف كثيرة.

    يتم اعطاء البيانات بالنسبة للمواطنين السوريين, من أبناء محافظة حلب  باستخدام البيانات المتوفرة على الحاسب الآلي, بدون المطابقة مع السجلات الرسمية (وهذا مخالف للقانون بشكل صريح), وكان يعتبر قبل الثورة أحد أشكال التزوير ,نظراً لعدم انتهاء مشروع اتمتة السجل المدني بالكامل.

     أما المواطنين أبناء المحافظات الأخرى فيتم اعطائهم البيانات المطلوبة عبر اجراء اتصال بالهاتف الأرضي مع المحافظات الأخرى بدون تسجيل المكالمات ,وهذا مقصود حتى لا يتحمل الموظف أي مسؤولية مستقبلاً, وهذا كان يعرض الموظف للسجن الفوري قبل الثورة.

    يتم تحديد التسعيرة لكل حالة على حدا , ففي حال كانت الشبكة الحاسوبية متعطلة داخل مدينة حلب ( وهذا دائم الحصول), يُطلب من المواطن أي وثيقة رسمية بحوزته(هوية شخصية , هوية انتخابية, اخراج قيد قديم,…) ليتم استخلاص البيانات منها.

     وفي حال عدم وجود أية وثائق لدى المواطن المراجع , يعتمد الموظف على فراسته لتحديد ما إذا كان هذا المواطن صادقاً أم لا (طبعاً تزداد ثقة الموظف بالأخ المواطن  مع زيادة المبلغ المدفوع من قبل ذلك الأخ المواطن , وفق معادلة رياضية بسيطة , بحيث تناسب  طردي)

     بالنسبة للموطنين غير الحلبيين ,, وفي حال تعذر الاتصال بالمحافظات الأخرى, يتم تطبيق نفس المعادلة الرياضية السابقة كل حالة على حدا , مع ملاحظة أنه يجب على المواطن غير الحلبي , أن يدفع مبلغاً إضافياً , وهو يمثل بدل الانتقال لمحافظة أخرى , فحتى الثقة تتطلب رسم بدل انتقال .

    متوسط الدخل اليومي المعترف به من قبل الموظفين الفاسدين بحدود مئة ألف ليرة سورية , لكل منهم بدون الإضافي , مع ملاحظة وجود خلاف دائم بين (فيصل الحميدي, ومحمد حاج أحمد) حول العمل الاضافي أو اوفر تايم, وهذا يتطلب أخذ الموظف ختم الشعبة الأولى معه للمنزل , ليقوم بكتابة القيود الدسمة التي  تخص الاثرياء, واحضارها معه في اليوم التالي .

    يقوم عناصر فروع المخابرات بمراجعة , الدائرة المذكورة يوميا للتأكد من بيانات بعض الأشخاص المطلوبين , وهم يتنكرون بزي عمال النظافة حيناً, وبزي فلاح يرتدي شروال حينا آخر, أو إمرأة تضع نقاباً حيناً ثالثاً,أو …الخ.

    سُمع ذات مرة شجار علني بين بعض موظفي الأحوال المدنية وعناصر الأمن, بسبب تلقي موظفي الأحوال المدنية تهديدات مباشرة من قبل عناصر المعارضة المسلحة ( حيث كان موظف الأحوال المدنية يقول لعنصر الأمن , روح قلله لمعلمك , طالما ما بتقدرو تحمونا وتحمو أهلنا لا تطلبو منا نساعدكم بالحصول على أي معلومات من مخدم الأحوال المدنية).

    حسب المعلومات التي كان يطلبها عناصر الأمن من ددائرة الأحوال المدنية , وحسب المناقشات التي كانت تتم بين مختلف عناصر الأمن ,, استنتج موظفو الأحوال المدنية طريقة العمل الحالية لعناصر الأمن , فهم يطلبون معلومات وعناوين لكل ما يخص المشتبهين(بما يخص عائلاتهم من جميع الجهات ,, حتى اولاد العم والعمة, والخال والخالة , والزوجات , والجيران ,…الخ)  , ثم يتم البحث عن أي شخص يمكن الوصول اليه من هؤلاء, فيتم اعتقاله واجباره على اجراء مكالمة هاتفية مع المشتبه , وطلب المعونة منه لسبب ما لاستدراج الشخص المطلوب.

نيويورك تايمز :حلب … الرجال يختفون هنا

بقلم: نيكولاس كرستوف/نيويورك تايمز

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد كان الطقس باردا و أمطار خفيفة تنزل عندما وصلت أسرة أخرى مشردة بسبب الحرب إلى هذه القرية شمال سوريا لكي تبدأ حياة جديدة في خيمة.

لقد حاولت خديجة العلي أن لا تبكي بينما كانت تشرح كيف تحولت خلال أسبوع من ربة بيت من الطبقة المتوسطة إلى امرأة عازبة مشردة.

لقد كانت السيدة خديجة تعيش حياة مريحة في مدينة حلب الشمالية مع زوجها الخياط و أطفالهما الثلاثة الذين تصل أعمارهم إلى 6 و 3 و 1 سنة. من ثم و قبل أسبوع, قامت طائرة حربية تابعة للحكومة السورية برمي قذيفة دمرت منزل الأسرة, و لكن لم يكن هناك أحد في المنزل و شكر أفراد الأسرة الله لأنهم لم يصابوا.

و بعد يومين على ذلك, اختفى زوج السيدة خديجة في حلب. لربما تعرض للاعتقال في نقطة تفتيش أو لربما أصيب بقنبلة أو لربما استهدفه قناص وهو أمر شائع الآن في المدينة. لقد أخبرني أحد سكان حلب حول صديق له أطلقت عليه النار من قبل قناص و أصيب في قدمه و كتفه. و قد كان من الخطير جدا محاولة سحبه و إنقاذه و قد قتل في الشارع بعد يومين على ذلك.

لقد أخبرتني السيدة علي, بينما كانت ابنة عمها (التي أكدت القصة) تقول بأن الزوج على الأرجح قد مات “إنني لا أعرف ما حدث حقا”.

لقد وصل أحد عاملي الإغاثة من الهلال العربي السوري مع أرغفة الخبز للعائلة, و التي أكلها الأطفال بسبب الجوع. و عندما نزل بعض فتات الخبز على الطين قاموا بالتقاطه و مسحه. و بالكاد وصلت البطانيات بعد الطعام.

لقد قالت خديجة بقلق :”إنني أخشى أن يموت أطفالي هنا في هذا الطقس البارد”.

ضاعف حالة السيدة خديجة إلى ما يزيد عن المليون حالة و سوف تحصل على مقياس العذاب في سوريا. إن ما يقرب من 40000 شخص قتلوا في الحرب الأهلية لحد الآن, و أكثر من 2.5 مليون شخص قد شردوا من بيوتهم.

الرئيس أوباما و باقي زعماء العالم تجنبوا التدخل في سوريا بسبب الخوف من زعزعة استقرار المنطقة و تمكين الأصوليين الإسلاميين. كما أن الغرب يشعر بالغضب من متمردي الجيش السوري الحر, حيث يضم هذا الجيش عناصر متطرفة و قد قام بارتكاب بعض الفظائع هو بنفسه.

إن مخاوف الغرب مشروعة, كما أن لدى العديد من السوريين مشاعر مختلطة حول الجيش السوري الحر. بعض المقاتلين انخرطوا في أعمال السرقة والخطف و العديد منهم لم يتلقوا تدريبا كافيا و هم ليسوا محترفين. (إن تأسيس مظلة جديدة للمعارضة السورية و التي اعترف بها بشكل مباشر من قبل فرنسا قد يساعد قليلا).

إن ملاحظتي هي أن أهل الريف من السوريين يدعمون الجيش الحر بشكل عام, بينما يشعر سكان المدينة بالاستياء نوعا ما و يعتبرونهم من المسلحين الغوغاء الذين يتحركون بطريقة غير مسئولة في الأحياء و هم يعرفون أن النتيجة هي القذائف الحكومية التي سوف تدمر شوارعهم.

كما أنه صحيح أيضا أن المسلحين الإسلاميين و المقاتلين الأجانب يلعبون دورا متزايدا و لكنه لا زال صغيرا في المعارك. البعض من هذه الأمور صحيح و بعضها غير ذلك: إن مجموعات من المقاتلين أدركوا أن أفضل طريقة للحصول على السلاح هي إطلاق اللحى و الاقتباس من القرآن و من ثم الحصول على الدعم من قبل السعودية و قطر.

رجل أعمال علماني مؤيد للغرب فقد ابنه ذو ال 18 عاما بسبب انفجار قنبلة لم يكن يوافق على ما يقوم به المسلحون و لكنه لا زال يرحب بهم. و يضيف :”إن لديهم الإنسانية لكي يساعدوا” , وهو يقارن مساعدتهم مع الغرب غير المبالي.

أحد الأئمة و قد كان مشغول الذهن نوعا ما بسبب تحضيره لتهريب علم الثوار إلى حلب و هو ما يقد يعرضه للإعدام, و قد قال لي :”إن الأمريكان مع الحكومة السورية, و لكنهم يريدون الكلام فقط”.

إن هناك مخاطر من تدخل أكبر, و سوريا تعتبر ساحة أكثر صعوبة للتدخل من ليبيا, و لكن دعونا نعترف بأن أسلوب رفع اليد قد فشل. إن سلبية الغرب قد جاءت بنتائج عكسية و سرعت من حضور مخاوف واشنطن و التي تتمثل في الفوضى و عدم الاستقرار الإقليمي والطائفية و زيادة نفوذ المسلحين الإسلاميين.

بالتأكيد فإنه يتوجب على الولايات المتحدة أن لا ترسل جنودا على الأرض. و لكن هناك العديد من الخطوات يمكن أن نتخذها لكي ننقذ الأرواح و أن نسرع نهاية الحرب و أن نقلل من المخاطر على المنطقة و أن نحمي مصالح الولايات المتحدة أيضا. إن القائمة تتضمن فرض الناتو لمنطقة حظر جوي فوق مناطق في شمال سوريا و نقل السلاح و الذخيرة (و ليس أسلحة مضادة للطيران) إلى الجيش السوري الحر و تقديم التدريب و الدعم الاستخباراتي و التعاون مع المتمردين لتأمين السلاح الكيماوي.

تقول عائشة محمد التي لا تعرف كم يبلغ عمرها و لكنها تبدو في السبعينات :”إن الحكومة تقتل في كل يوم, و لا أحد يهتم بنا”. و قد قالت بأن أحد قناصي الحكومة أصاب أحد أبنائها الاثنين و كلفه ذلك ذراعه, و أن ابنها الآخر قد اعتقل قبل 5 أشهر و لم يسمع منه أي شئ منذ ذلك الوقت.

و عند سؤالها عما إذا كان لا زال على قيد الحياة, بكت و قالت :”لا أعرف” إن قريتها برمتها قد دمرت, و هي تعيش الآن في عمرها المتقدم لوحدها في خيمة باردة مبللة. بالنسبة لها و لغيرها من المشردين السوريين, فإن هناك شئ واحد مؤكد فقط وهو أن الشتاء سوف يجعل الأشهر القادمة أكثر بؤسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى