أحداث الأربعاء 14 كانون الثاني 2015
«شبل الخلافة» يعدم «جاسوسين روسيين»
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» على أحد المواقع القريبة منه على شبكة الإنترنت، شريط فيديو يظهر فتى أطلق عليه التنظيم لقب «شبل الخلافة»، يطلق النار من مسدس على رجلين ذكر التنظيم أن التهمة الموجهة إليهما هي «التجسس على الدولة الإسلامية» لمصلحة الاستخبارات الروسية. ويأتي هذا الاتهام في إطار القتال المتصاعد بين عناصر «داعش» وقوات النظام السوري في شرق سورية، خصوصاً في مدينة دير الزور ومحيطها. وذكر ناشطون أمس أن «داعش» أرسل رتلين من التعزيزات العسكرية إلى دير الزور، لدعم مقاتليه الذين يشاركون في الاشتباكات العنيفة التي تدور هناك. وترددت معلومات عن نية «داعش» تنفيذ هجوم ضد مواقع قوات النظام، لا سيما في مطار دير الزور العسكري، وهو آخر موقع توجد فيه هذه القوات في شرق سورية بمحاذاة الحدود مع العراق.
ونشرت حسابات لـ «جهاديين» على مواقع التواصل الاجتماعي، الشريط المصور الذي يظهر فيه الرجلان (الجاسوسان) وهما يجيبان على أسئلة تطرح عليهما باللغة الروسية، فيقولان إنه تم تكليفهما من الاستخبارات الروسية بجمع معلومات عن قياديين وعناصر في «داعش»، قبل أن يقدم الطفل على إطلاق النار من مسدسه على الرجلين مصوباً على عنقيهما، ليهوي الرجلان اللذان يبدوان راكعين على الأرض بعد إطلاق النار عليهما من الخلف أكثر من مرة. وكان الصبي يرتدي قميصاً أسود وسروالاً عسكرياً، ويصل شعره الأملس إلى كتفه.
وفي نهاية الشريط، يظهر الطفل الذي أطلق النار في لقطة سبق أن نشرها التنظيم في شريط دعائي على الإنترنت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وهو يرد على شخص يسأله باللغة الروسية عما يريد أن يفعل في المستقبل؟ فيجيب: «أريد أن أكون ذابحكم يا كفّار، أريد أن أكون مجاهداً إن شاء الله». وعرّف عن نفسه في الشريط الدعائي باسم عبدالله وأنه من كازاخستان.
وحمل الشريط الذي نشر أمس الثلثاء، والذي عمدت إدارة موقع «يوتيوب» إلى سحبه من التداول بعد وقت قصير على نشره، عنوان «كشف عدو الداخل»، ويتم تناقله على حسابات عديدة لجهاديين، وهو يتضمن ترجمة مطبوعة باللغتين العربية والإنكليزية.
ويقول أحد الرجلين في الشريط باللغة الروسية، إنه عمل في روسيا لمدة تسعة أشهر «مع الأمن الروسي ضد المسلمين»، وإنه تم تكليفه التوجه إلى سورية عبر تركيا، حيث كان عليه أن يقتل أحد قادة «الدولة الإسلامية» (تم اقتطاع اسمه في مونتاج الشريط)، كما كان مطلوباً منه مقابل مبالغ مالية، كما قال، إرسال كل معلومة عن هذا القيادي وأين يسكن وعن «المقاتلين في الشام». ولم تحدد جنسية الرجل.
ويقول الرجل الآخر إنه من كازاخستان، وإنه كان قبل مجيئه إلى سورية «عميلاً في الأمن الروسي»، مضيفاً أن مهمته قضت بالاقتراب من شخص ما (تم اقتطاع اسمه، ولم يعرف ما إذا كان الشخص نفسه الذي ذكره الرجل الأول)، وأن يجمع عنه كل المعلومات وعن المقاتلين الروس وإرسالها إلى روسيا، كما تحدث عن إدخاله قرص التخزين (فلاش ديسك) في حاسوب أحد الأشخاص «يستخدمه في تركيا» لسحب معلومات منه.
وقبل إطلاق النار على الرجلين، يتحدث رجل ملتح بلباس عسكري يقف إلى جانب الطفل بالروسية، ليقول إن «الجاسوسين» «وقعا في قبضة أشبال الخلافة»، وإنهما اعترفا بالعمل لصالح الاستخبارات الروسية، وتم تجنيدهما في روسيا.
في غضون ذلك، رفض «الائتلاف الوطني» المعارض أن يكون «لبشار الأسد ودائرته الأمنيّة من قاتلي الشعب السوري، أيُّ مكان أو دور في أي عملية انتقالية، إضافة إلى ضمان عملية انتقالية تستند إلى بيان جنيف» الذي يدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بالتوافق بين النظام والمعارضة. وقال الناطق باسم «الائتلاف» سالم المسلط في تصريحات أمس، إن «الائتلاف» لم يشكّل بعد الوفد الذي سيمثله في لقاءات القاهرة المزمع عقدها قريباً مع فصائل أخرى مع المعارضة من خارج «الائتلاف».h
النازحون من كوباني: عين على مدينتهم والأخرى على الشتاء
تركيا (سروج) – فاروق حجي مصطفى
ما إن تطأ قدماك أرض سروج، وهي منطقة حدودية تركية غالبية سكانها من الكرد، وهم ذوو صلات قربى مع أقرانهم في كوباني (التي كادت شهرتها تفوق شهرة سورية بعد هجوم «داعش» عليها) حتى تصادف الكثير من أهالي كوباني وهم يترقبون حالها بعيون متحسرة على بعد بضعة كيلومترات، ويشاهدون بأعينهم كل كارثة تحل بها، من الغبار المتصاعد فور قصف الطيران الحربي العائد للتحالف الدولي (الغرب والعرب)، ويسمعون أصوات التفجيرات وقذائف الهاون التي تعيش كوباني تحت رحمتها، فضلاً عن مشاهدتهم سيارات الإسعاف وهي تنقل جرحى المقاتلين والمدنيين الـــكرد في المعاـــرك المحتدمة حول بقاء أو مدينــة الكرد فنائها.
سرعان ما تجد الكوبانيين، وهم مصطفون في ساحة سروج المثقلة بقصة الإخوة اللاجئين من قرينتها على الطرف الآخر من الحدود. «ساحة سروج أيضاً جزء من تاريخنا نحن الكوبانيين» تقول فتاة مارة بجانبنا وهي تنقل صحن الطعام الذي توزعه بلدية سروج على اللاجئين الكوبانيين.
مرت 3 أشهر وأهل كوباني ما زالوا يتجمعون يومياً في ساحة «سروج»، يسردون قصص مدينتهم معاً، أحدهم يحكي قصة تقدم الكرد في الأحياء الشرقية والجنوبية، وآخر يسرد تفاصيل تحرير «تل شعير» – قرية على مرمى حجر من كوباني – وكيف أضحى عناصر «داعش» تحت مرمى سلاح القوات الكردية والجيش الحر، وآخر يتحدث بفخر عن سيرة المقاتلات الكرديات وهن يحملن السلاح ويحلمن بتحرير كوباني بأيديهن، وكيف تأخذ قصة انخراطهن في المقاومة حيزاً واسعاً في وسائل الإعلام.
يقول مسؤول في أحد الأحزاب الكردية: «حديث مقاتلاتنا طغى على كل مأساة» نسأله، أية مأساة؟ «مأساة طوفان لجوئنا بهذا الكم الفظيع إلى سروج، ومأساة قوانا السياسية التي لم تتفق بعد على صيغة خطابية أو عملياتية واحدة. من حظ قادتنا السياسيين أن الإعلام يهتم بمأساتنا الإنسانية وليس بعوراتنا السياسية. الناس ينقذوننا مرة أخرى ويصبحون حاجزاً بين كاميرا الصحافي وحالة البؤس السياسي التي نعيشها نحن الأحزاب»، يردف المسؤول الذي لم يبق لديه ما يعمله غير مساعدة الناس إغاثياً!
بموازاة كل هذه القصص، تجد مجلساً، يتحدثون فيه عن عذاباتهم في ملاجئهم الإجبارية، بدءاً من إلزامهم إخراج البطاقات الصحية (كمْلك بالتركية)، وليس انتهاء بصعوبة البقاء في المخيمات، وهم يعيشون في الشتاء التركي القارس عدا عن أنهم – الكوبانيون – لا يتقبلون بسهولة السكن في المخيمات، وهذا ما دفع غالبيتهم إلى استئجار بيوت في مدن كعينتاب وأورفا وميرسين وأضنة وإنطاكيا بكلف إيجار عالية يضطرون لاستقراضها في كثير من الأحيان، آملين أن لا تطول المعركة وأن يعودوا إلى مدينتهم.
تجدر الإشارة إلى أن المخيمات التي تؤوي الكوبانيين وعددها (8) مخيمات تقع على مقربة من حدود كوباني في «سروج» و «علي كور»، أقامتها البلدية وكرد تركيا والبارزانيون أيضاً، وأهمها: مخيم «كوباني» الذي يؤوى 3000 لاجئ، و «روج آفا» 2800 لاجئ، ومخيم «جمعية البارزاني الخيرية» و «آرين ميرخان» الذي أخذ اسم المقاتلة الكردية التي نفذت عملية استشهادية في وجه قافلة لـ «داعش» في طريقها إلى «مشتنور» الهضبة التي تحتضن كوباني، ويقيم فيه حوالى 4000 لاجئ، ومخيم «قدر» الذي أخذ اسم فتاة تركت الجامعة واختارت أن تقاتل في كوباني، وقتلت على الحدود قبل أن تصل إلى أرض المعركة ويقيم فيه حوالى 5000 لاجئ، ومخيم «صبحي آغرناس» 2000 لاجئ، إضافة إلى مخيمين تابعين للحكومة التركية ومخيم قيد التجهيز بسعة 5000 لاجئ باسم «نجدت»، لتقيم البقية من أهل كوباني التي يُقدّر عددها بنحو 400 ألف إلى 500 ألف بالإيجار تحت وطأة ظروف مالية صعبة في المدن التركية، في حين اختار قسم آخر أن يلجأ إلى كردستان العراق.
لم يحدث مثيله عبر التاريخ…
لا تستغرب وأنت تتجول بين أناس يجوبون شوارع المدن الكردية في تركيا، أنك قادر على تمييز الكوبانيين من كرد تركيا، فعلامات الحزن وبؤس الحياة لا تفارق وجوههم، فضلاً عن مفردة «كوباني» التي سرعان ما يتلفظونها في أي حديث لهم، يقول وليد إيبو – محام عاش تجربة اللجوء مرتين – كانت المرة الأولى قبل عام ونصف حين انتقل من حلب إلى كوباني، وما إن استقر وأسس لنفسه منزلاً في كوباني حتى داهمه «داعش»: «لا أستطع نسيان ما جرى معنا في كوباني، أحاول أن أتلهى مراراً بأحاديث قد تبعدني عن الصدمة، ولكن سرعان ما أعود وألفظ كوباني». يتابع: «أعتقد حتى لو عدنا إلى كوباني، فإن الحديث عن كارثتها سيكون في الصدارة… ما جرى في كوباني كارثة»، ويضيف: «قرأت التاريخ… وقرأت عن الثورات، ما حصل معنا يفوق كل التصورات… مدينة بالكامل تفرغ من سكانها… مدينة كاملة ترفض داعش، هذا ما لم أقرأه وما لم أسمعه عن أي مدينة في سورية!».
يشاطر آزاد محمود – وهو طالب جامعي يدرس في حمص لجأ مع أهله إلى سروج بينما كان في إجازة – المحامي إيبو القول: «كنت في حمص ورأيت حجم الدمار الذي لحق بالكثير من أحيائها، ما حصل في كوباني فاق ما لحق بأحياء حمص»، ويتابع بينما يحاول أن يتذكر حياً حمصياً يشبه إلى حد ما كوباني «لا… حتى المجازر التي حصلت في حمص كانت تختلف شكلاً ومضموناً عن الحالة التي نحن فيها، صحيح أننا لم نقتل ولم تحدث مجازر كبيرة بحقنا كما حصل في حمص ومدن سورية أخرى لكننا اقتلعنا من جذورنا… تركنا كل شيء خلفنا، ونعرف أنه لن يتبقى شيء بعد فرار داعش. لقد انتهى كل ما بناه أجدادنا في مئة عام (وهو عمر مدينة كوباني) بقرار من الخليفة، لهذا وقع في نفوسنا أكثر وطأة من أي مجزرة».
وتصف امرأة مسنة حال اللاجئين بالقول: «في كل خيمة من الخيم تجد الكارثة، أب يتشاجر مع ابنه، والأم تبكي على منزلها، والطفل يبكي كما لو أنه يرفض حال اللاجئ… إنها حالة لا تحتمل!».
قصة كوباني لا تنتهي بمجرد مغادرتك سروج وإدارة ظهــرك لمأساة الكوبانيين، ما إن تودعهم هناك حتى تلتقي بأحدهم في سيارة السرفيس التي تقلك إلى مدينة أخرى، وقد تسمع منه كلاماً جديداً (عن اللحظة القيامية التي أصابت كوباني) لم تسمعه خلال جولاتك في سروج أو «علي كور» أو أورفا، في هذه المدن ترى عيوناً ترسم مستقبلاً لكوباني بمعية الأشقاء والأصدقاء، وهم كثر طبعاً.
«داعش» يستقدم تعزيزات عسكرية إلى دير الزور ويغلق مداخل المدينة
لندن، نيويورك – «الحياة»
قال ناشطون أمس أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أرسل رتلين من التعزيزات العسكرية إلى مدينة دير الزور، في ظل اشتباكات عنيفة تدور مع قوات النظام على أكثر من جبهة. ولم يكن واضحاً ما إذا كان يعني استقدام التعزيزات أن التنظيم المتشدد يستعد لتنفيذ هجوم ما ضد مواقع القوات النظامية، لا سيما في مطار دير الزور العسكري، آخر وجود لحكم الرئيس بشار الأسد في هذه المحافظة الحدودية الشرقية المجاورة للعراق.
وقالت قوة المهام المشتركة في بيان صدر أمس في واشنطن (رويترز) أن الجيش الأميركي وحلفاءه نفذوا أربع ضربات جوية استهدفت متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية وسبع ضربات في العراق. وأضافت القوة أن الضربات التي نفذت منذ الإثنين دمرت عدداً من المواقع القتالية وكذلك أربع وحدات لعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».
وذكر البيان أنه في سورية استهدفت ثلاث ضربات بلدة عين العرب (كوباني) القريبة من الحدود التركية واستهدفت الضربة الرابعة منطقة قرب دير الزور. أما الضربات في العراق فاستهدفت مناطق قرب تلعفر وسنجار والموصل وبغداد. وتابع البيان أن الضربات دمرت أيضاً معدات لتنظيم «الدولة الإسلامية» منها مركبة مدرعة وأسلحة آلية وحفار ودبابة. ودمرت أيضاً مبنى ومخبأين يستخدمها متشددون.
وفي محافظة دير الزور بشرق سورية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الطيران الحربي نفّذ غارتين على أماكن في منطقة الساحة العامة بمدينة دير الزور، ما أدى إلى مقتل عنصر على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، كما قصف الطيران الحربي مناطق في حي الحويقة بالمدينة، في حين نفذ الطيران الحربي غارات عدة استهدفت منطقتي عياش بريف دير الزور الغربي وموحسن بريف دير الزور الشرقي، من دون ورود أنباء عن الخسائر البشرية».
أما وكالة «مسار برس» المعارضة فقد أشارت إلى أن «تنظيم الدولة قتل عنصرين من قوات الأسد خلال اشتباكات في محيط اللواء 137 بالريف الغربي» لدير الزور. وأضافت أن «تنظيم الدولة أغلق كل الطرق المؤدية إلى مدينة دير الزور بعد إرساله رتلين عسكريين إليها»، من دون أن يتضح الهدف من إرسال هذه التعزيزات، علماً أن هذا التنظيم يحاول منذ أسابيع اقتحام مطار دير الزور العسكري، آخر معقل لقوات النظام في دير الزور.
وفي دير الزور أيضاً، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن «مصدر عسكري» أن «وحدات من الجيش دمرت أوكاراً لإرهابيي تنظيم داعش في المريعية إلى الشرق من مدينة دير الزور بنحو 10 كلم والجفرة والبوعمر وعياش والخريطة والشولا ومغيرة النصارى والتبنة والعشارة والحسينية والحويقة والرشدية والحميدية وشارع الستة إلا ربع والعرفة وجسر السياسية في مدينة دير الزور وريفها». وأردف المصدر أن «هذه العمليات تأتي بعد يوم واحد من إحباط وحدات من الجيش هجمات حاول خلالها… تنظيم داعش الاعتداء على مستودعات للمحروقات وبعض النقاط العسكرية في محيط قرية عياش الواقعة على بعد 10 كلم من مركز مدينة دير الزور».
وفي محافظة حلب بشمال البلاد، أعلن «المرصد» أن اشتباكات دارت ليلة الإثنين – الثلثاء «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر، في حيي الإذاعة وبستان القصر، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كذلك تدور اشتباكات منذ ما بعد منتصف ليلة الإثنين – الثلثاء بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف آخر، على أطراف مخيم حندرات شمال حلب، في حين استشهد ثلاثة مقاتلين من الكتائب المقاتلة والإسلامية وأصيب آخرون في الاشتباكات يوم (أول من) أمس مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها على أطراف حي كرم الطراب شرق حلب، بينما قتل 5 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات ذاتها». وتابع أن «قذائف عدة سقطت على أماكن في منطقة الخالدية بمدينة حلب، أطلقها لواء مقاتل، من دون ورود أنباء عن خسائر بشرية حتى الآن».
ولفت «المرصد» أيضاً إلى حصول «اشتباكات متقطعة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف آخر، في محيط قرية البريج وفي منطقة الميسات بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب».
أما وكالة «مسار برس» فقد أوردت في تقرير من حلب أن اشتباكات دارت «بين كتائب الثوار وقوات الأسد في حي بستان الباشا بمدينة حلب، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر الأخيرة، وتزامن ذلك مع اشتباكات بين الطرفين في حي كرم الطراب. كما جرت اشتباكات بين الجانبين في منطقة البريج بالقرب من المدينة الصناعية». وزادت أن «كتائب الثوار تصدت الأحد لمحاولة قوات الأسد التقدم في حي كرم الطراب». وأضافت أن الثوار تمكنوا أيضاً «من تدمير طائرة حربية داخل مطار النيرب العسكري بعد استهدافها بصاروخ من نوع تاو».
وفي عين العرب بريف حلب الشمالي على الحدود مع تركيا، أورد «المرصد» أن «تنظيم «الدولة الإسلامية» نفّذ هجوماً على تمركزات وحدات حماية الشعب الكردي عند الأطراف الشرقية للمربع الحكومي الأمني وفي منطقة سوق الهال بمدينة عين العرب، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 8 عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما دارت اشتباكات بين الطرفين في القسم الشمالي من حي مشته نور، ترافق مع تقدم لمقاتلي وحدات الحماية في المنطقة». وأردف أن المواجهات تزامنت مع «تنفيذ طائرات التحالف العربي – الدولي 3 ضربات على الأقل استهدفت مواقع وتمركزات لتنظيم الدولة الإسلامية في المدينة».
وفي محافظة دمشق، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، في حي جوبر، ترافق مع قصف قوات النظام مناطقَ الاشتباكات، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما استشهد رجل من حي القابون، تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام». أما في محافظة ريف دمشق، فقد تحدث «المرصد» عن «اشتباكات بين قوات النظام من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر، في شمال مدينة داريا، ترافق مع سقوط صواريخ عدة يعتقد بأنها من نوع أرض – أرض على مناطق في أطراف المدينة». كذلك أشار «المرصد» إلى «انفجار عبوة ناسفة بالقرب من مركز الزراعة ببلدة خيارة دنون بريف دمشق الغربي، ووردت أنباء عن إصابة رجل بجروح، كما قصفت قوات النظام مناطق في أطراف بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، من دون ورود أنباء عن إصابات… كذلك قصفت قوات النظام مناطق في مدينة الزبداني، بالتزامن مع فتح نيران رشاشاتها على مناطق في المدينة» الواقعة قرب الحدود اللبنانية.
أما وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» فقد أشارت إلى أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمّرت أوكاراً للتنظيمات الإرهابية التكفيرية ونفقاً ومستودعاً للذخيرة في حرستا» قرب دمشق، مؤكدة قتل عدد ممن وصفتهم بـ «المرتزقة» في سلسلة هجمات في زملكا ومزارع دوما بالغوطة الشرقية.
وفي درعا بجنوب البلاد، أكدت وكالة «مسار برس» أن «كتائب الثوار تصدت الثلثاء لمحاولة قوات الأسد المدعومة بميليشيات الشبيحة التقدم داخل بلدة بصرى الشام بريف درعا، حيث اندلعت اشتباكات بين الجانبين بالأسلحة المتوسطة والرشاشات الثقيلة، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر قوات الأسد». وتابعت: «أما في مدينة درعا البلد، فقد استهدف الثوار تحصينات لقوات الأسد بالرشاشات والصواريخ خلال اشتباكات دارت بين الطرفين على أطراف حي المنشية، محققين إصابات مباشرة، وتزامن ذلك مع حملة اعتقالات قامت بها قوات الأسد في مدينة درعا المحطة». أما «المرصد» فقد أشار إلى «اشتباكات بين قوات النظام من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى، على أطراف حي المنشية بمدينة درعا، في حين فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في السهول الغربية لبلدة عتمان، من دون ورود أنباء عن إصابات».
مجلس الأمن
وفي نيويورك، دعا السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري مجلس الأمن إلى التحرك «لإدانة ووضع حد لسياسات النظام التركي الداعمة للإرهاب» في ضوء إعلان أنقرة أن المواطنة الفرنسية حياة بومدين المشتبه بتورطها في اعتداء باريس دخلت سورية عبر تركيا.
وقال الجعفري في رسالة سلمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن أن وزير «خارجية النظام التركي» مولود جاويش أوغلو صرح بأن بومدين «دخلت الأراضي التركية في 2 الشهر الحالي ودخلت منها الى سورية في شكل غير شرعي في الثامن من الشهر نفسه».
واعتبر أن هذا التصريح «اعتراف رسمي يؤكد أن تركيا لا تزال المعبر الرئيسي لتهريب الإرهابيين والمرتزقة الأجانب الذين تستقدمهم الدول الداعمة للإرهاب من أنحاء العالم إلى سورية، والمعبر لهم للعودة إلى دولهم أو دول أخرى في انتهاك لقراري مجلس الأمن 2170 و2178».
واتهم الجعفري تركيا «بالتواطؤ مع المجموعات الإرهابية»، وأنها «شريكة في سفك الدم السوري». وطالب مجلس الأمن «بمساءلة النظام التركي عن هذه السياسات».
دو ميستورا إلى دمشق الأسبوع المقبل وفرص نجاح مؤتمر موسكو إلى تراجع
جنيف – موسى عاصي
تتراجع فرص نجاح مؤتمر موسكو للحوار السوري – السوري في ضوء مواقف معارضة متفرقة أعلنت أو هي في طور الاعلان عن رفضها المشاركة فيه، والأسباب تختلف من فريق الى آخر.
وشهدت مدينة جنيف السويسرية لقاء لثلاثة أيام جمع مسؤولين في “هيئة التنسيق الوطنية” ولا سيما منهم رئيس الهيئة حسن عبد العظيم ونائبه هيثم المناع، الى رئيس الحزب الديموقراطي الكردي صالح محمد مسلم، والديبلوماسي المنشق عن النظام السوري جهاد مقدسي، والعضو السابق في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” وليد بني. وشارك في لقاءات جانبية رئيس المنبر الديموقراطي سمير العيطة.
وتركز البحث خلال اللقاء على نقطتين اساسيتين، الأولى تتعلق بالموقف من المشاركة في المؤتمر الروسي، والثانية محاولة الاتفاق على ورقة عمل موحدة تعبر عن رؤية المجتمعين لحل الأزمة السورية يعرضها المجتمعون عل كل من لقاء القاهرة الذي يسعى الائتلاف السوري الى عقده في 22 كانون الثاني الجاري من أجل جمع العدد الأكبر من ممثلي المعارضة السورية، وعلى مؤتمر موسكو في حال الاتفاق على المشاركة فيه.
وعلمت “النهار” أن لقاء جنيف لم يتمكن من الخروج بموقف موحد من مسألة المشاركة في مؤتمر موسكو، وأن الخلاف في وجهات النظر تركز بشكل أساسي بين من لا يمانع في المشاركة من دون شروط مسبقة كما جاء في الدعوة الروسية ومن هؤلاء صالح مسلم، ومن ينتقد الشكل الذي وجهت فيه الدعوة الروسية على اساس شخصي وليس كممثلين لمكونات سياسية للمعارضة السورية. وتتبنى “هيئة التنسيق” هذا الموقف.
وقبل ثلاثة أيام من الموعد النهائي للاجابة عن الدعوة الروسية في 16 كانون الثاني، يواصل الائتلاف السوري، الذي أعلن رفضا غير نهائي لمؤتمر موسكو، سعيه الى فرض أجندة خاصة على المؤتمر من خلال تكثيف الجهود لعقد مؤتمر عام للمعارضة السورية في القاهرة في 22 كانون الثاني الجاري وجمع العدد الأكبر من المكونات السياسية والشخصيات المستقلة فيه يكرس نفسه من خلاله، في حال النجاح، ممثلاً وحيداً للمعارضة السورية. لكن أوساطا سورية معارضة، بينها العيطة، شككت في احتمال نجاح محطة القاهرة، وقال لـ”النهار” ان هذا المؤتمر، على أهميته كمقدمة لحوار موسكو، “لن يعقد بحسب ما يخطط له والسبب وجود كم هائل من الخلافات داخل المكونات السياسية، وفي ما بينها”.
وعلمت “النهار” أن هيثم المناع بصفته رئيسا لمركز الابحاث الاسكندينافي أقام في مقر المركز حفلة “كوكتيل” السبت الماضي، قبل بدء النقاش بين المتحاورين، حضره ممثلون للبعثتين الديبلوماسيتين الروسية والاميركية في جنيف، وأن الجانب الاميركي أبلغ الحاضرين أن واشنطن “لا تقف في وجه مؤتمر موسكو بل على العكس فهي تشجع أي حوار بين السوريين”. وقد كرر هذا الموقف مصدر ديبلوماسي أميركي لـ”النهار” في جنيف، مؤكداً “أننا معنيون بأي حوار يجريه السوريون بهدف التوصل الى حل لأزمتهم”.
دو ميستورا في دمشق
في غضون ذلك، يعود المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا على رأس فريق عمله الى دمشق الاسبوع المقبل من أجل مواصلة البحث في سبل تطبيق خطة وقف القتال في حلب، بعد توقف جهود مساعده رمزي عز الدين رمزي في نهاية العام الماضي. ونفت الناطقة باسم المبعوث الاممي جولييت توما أن تكون دمشق قد طلبت من دو ميستورا عدم التوجه اليها أو استبداله بمبعوث آخر و”كل ما في الأمر أن السوريين طلبوا تأجيل الزيارة التي كانت مقررة هذا الاسبوع الى وقت لاحق”.
وفي موسكو، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اجراء محادثات بين ممثلين لنظام دمشق والمعارضة السورية في موسكو بين 26 كانون الثاني و29 منه. ونقلت عنه وكالة “ريا – نوفوستي” انه “في السادس والعشرين تصل الوفود. في السابع والعشرين تجري اتصالات بين ممثلي المعارضة، وفي الثامن والعشرين بين ممثلي المعارضة والنظام السوري. في التاسع والعشرين تختتم المحادثات ويغادر الجميع موسكو”. ولم يدل بوغدانوف بتفاصيل عن المشاركين.
واشنطن تمنح الروس 6 أشهر لإطلاق العملية السياسية
اجتماع موسكو السوري بمن حضر
محمد بلوط
لقاء موسكو التشاوري ينعقد بمن حضر والخارجية الروسية قررت إعلان عقده من دون انتظار اكتمال مشاورات لدى بعض أجنحة المعارضة السورية، حضوراً أو غياباً. ويبدو أن «هيئة التنسيق» السورية المعارضة ليست على خط القبول أو الرفض، كما قال لـ«السفير» منسقها العام المحامي حسن عبد العظيم، بانتظار رد روسي على «معايير» طرحتها مجدداً في جنيف على ديبلوماسيين روس، وتحوُّل اجتماع القاهرة التشاوري المنتظر إلى لقاء تحضيري أضيق من الاجتماع المقترح سابقاً.
غير أنّ مصدراً معارضاً قال إن «انطباعه عن أيام الاجتماعات، هو غلبة الاتجاه لمقاطعة موسكو، ولكن مع ترك الباب مفتوحاً لمن شاء الحضور من المدعوين، من دون أن تتخذ «الهيئة» موقفاً من حضوره».
والأرجح أنه من دون الأكراد، والمعارض المستقل جهاد مقدسي، لكان من الممكن الخروج بقرار مبدئي في جنيف يميل إلى المقاطعة، مع تباينات داخل قيادة «الهيئة».
وخلال يومين، ينبغي أن يقفل النقاش داخل «هيئة التنسيق» مستقبل المشروع الروسي لإطلاق المسار السياسي في سوريا، قبل الانتقال إلى دمشق لحسم الموقف رسمياً في اجتماع المكتب التنفيذي لـ«الهيئة» السبت المقبل.
وصارت جنيف، التي تستقبل اجتماعاً يضم قياديين من «هيئة التنسيق» ومعارضين مستقلين، محطّ اتصالات ديبلوماسية مصرية ـــ أميركية ــ روسية متقاطعة، قبل إغلاق باب تعديل الدعوات، وترتيب اللائحة الأخيرة للمجتمعين، ناهيك عن التحضير لاجتماع القاهرة التشاوري المعارض، والذي يثير تساؤلات روسية وسورية عن توقيته وأهدافه، وعن طبيعة الدور المصري في التحضير له.
وتتجه الهيئة، التي تقف وراء اقتراح اجتماع القاهرة منذ ثمانية أشهر، إلى تحويل ما يلتئم منه في 21 و22 كانون الثاني الحالي، إلى مجرد اجتماع تحضيري يأتي إليه 22 معارضاً سلمت قائمة بأسمائهم إلى ممثل للخارجية المصرية في جنيف، بدلاً من 75، سيدعون إلى الاجتماع في وقت لاحق.
وقال المنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبد العظيم إن «ضيق الوقت، الذي لن يُسمح بتوجيه الدعوات من قبل مجلس العلاقات الخارجية المصري، هو الذي فرض تأجيل الاجتماع الموسّع إلى موعد لاحق».
وحضر اجتماعات جنيف، التي بدأت الأحد الماضي، عبد العظيم، ونائبه هيثم مناع، ورئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم محمد، وممثله في فرنسا خالد عيسى، والمعارضون المستقلون جهاد مقدسي، ووليد البني، وخالد المحاميد، وعبد القادر السنكري.
واستقطب المجتمعون في جنيف، في لقاءات منفصلة أمس الأول، الديبلوماسي الأميركي منير جنيد، مساعد دانيال روبنشتاين المكلف الملف السوري في الخارجية الأميركية، وديبلوماسيي البعثة الروسية في الأمم المتحدة، ورئيس مكتب وزير الخارجية المصري للشؤون العربية ونزيه النجاري.
ويقول مصدر سوري معارض إن الديبلوماسي الأميركي، الذي لم يلتقِ وفداً مجتمعاً من «هيئة التنسيق»، منذ أن زار مقرّها السفير الأميركي السابق روبرت فورد في دمشق في العام 2011، استمع إلى المعارضين السوريين، وقدّم موقفاً يعكس تحوّلاً نسبياً في الموقف الأميركي من اجتماع موسكو، ويأخذ علماً بالدور المستجدّ لـ «هيئة التنسيق».
ويقول معارض سوري إن الديبلوماسي الأميركي لم يبد اعتراضاً، ولا تأييداً صريحاً، لقرار المشاركة في موسكو، لكنه قال للمجتمعين إنهم نصحوا «الائتلاف» بعدم المقاطعة، وحضور الاجتماع وقول ما عندهم.
وقال مسؤول في المعارضة السورية، مواكب للعملية السياسية، إن الأميركيين عادوا إلى إبداء المزيد من الإيجابية إزاء لقاء موسكو، وإن وزارة الخارجية الأميركية تلقت تعليمات وتقييماً أمنياً، بضرورة منح الروس فرصة ستة أشهر إضافية، لإطلاق العملية السياسية وعدم اعتراض جهودهم.
وجلي أن الرهان الأميركي على التقارب مع دمشق، والانفتاح على ضمّها أكثر فأكثر إلى عملية أوسع لمواجهة الإرهاب، وفتح قنوات تواصل معها، يظل مشروطاً بانخراطها في عملية تفاوضية مع المعارضة، كشرط مسبق وضروري. وهذا ما تعنيه بالضبط تصريحات الخارجية الأميركية بضرورة «جلوس (الرئيس بشار) الأسد إلى أي طاولة للمفاوضات، رغم فقدانه للشرعية» من دون الذهاب بعيداً في توقع انقلابات كبيرة.
ويعكس الإقبال الديبلوماسي المتعدّد، الوعي بأهمية دور «التنسيق» واتجاهها إلى التمركز في محور معارضة الداخل السوري، وتحوّلها تدريجياً إلى مركز الثقل في أي مفاوضات مقبلة مع الحكومة السورية، مستفيدة من مرحلة اضمحلال «الائتلاف» السوري وإخفاقه بشكل عام، والحاجة خصوصاً إلى حضورها لقاء موسكو التشاوري، لتسهيل الفرز داخل المعارضة.
ويمثل قرار «الهيئة» بمقاطعة أو حضور موسكو، أهمية متزايدة، بعدما ردّت أسماء على لائحة الدعوة بطاقاتها إلى المرسل، ومن بينها كما كان منتظراً، «الائتلافيون» الخمسة، وهو ما كان يتوقعه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عندما التقاهم في اسطمبول قبل شهر، وما أظهره خطاب رئيس «الائتلاف» الجديد، وصقره التركي، خالد خوجة.
وأعلنت منى غانم من «تيار بناء الدولة» عزوفها عن الحضور، في ظل ملاحظات «التيار» على صيغة الدعوة الشخصية لا الحزبية، وعدم تماشي حضور ممثل لـ «التيار» في موسكو، مع استمرار اعتقال رئيس التيار لؤي حسين في سجن عدرا منذ ما يقارب الشهرين، بالإضافة إلى مقاطعة رجل الأعمال أيمن الأصفري.
وللتخفيف من أضرار المقاطعة على اللقاء الروسي، لن يكون كافياً القول إنه مجرد لقاء تشاوري، متواضع الأهداف، وإنه سينعقد بمن حضر في النهاية، لأنه سيؤدي إلى إبطاء المسار. لكن بوغدانوف أعلن ان «الوفود ستصل في السادس والعشرين. في السابع والعشرين تجري اتصالات بين ممثلي المعارضة، وفي الثامن والعشرين بين ممثلي المعارضة والنظام السوري. في التاسع والعشرين تختتم المحادثات ويغادر الجميع موسكو».
ويبدو أن سوء تفاهم قد تعزز بين الروس وبعض المعارضة، بسبب تجاهل الروس رسالتين من «التنسيق» طلبت تغيير معايير الدعوات، وجعلها حزبية بدلاً من شخصية، وهو الأمر الذي يعبر عن عدم اعترافها الكافي بكياناتها، بالإضافة إلى عدم الإجابة على الرسائل.
لكن هل تذهب «الهيئة» إلى موسكو إذا لم تُلبَ مطالبها؟ «نحن لا نفرض شروطاً مسبقة»، قال عبد العظيم، «إنما نطلب من الروس توفير معايير للنجاح».
والحال أن «الهيئة» لا تعقد آمالاً كبيرة على لقاء موسكو. وبخلاف المرحلة التي سبقت مؤتمر جنيف، تراجعت الثقة التي كان يوليها «التنسيقيون» للروس، إذ شعرت بعض قياداتهم بـ «خيانة» الروس لوعود قطعت لهم، بفرض شراكة في التمثيل المعارض في مفاوضات جنيف، والذي اقتصر في النهاية على «الائتلاف» وحده، وبقرار أميركي، لم يعترض عليه الروس آنذاك. ولكن الروس قالوا لهيثم مناع آنذاك «لندع الأميركيين يفشلون، لأنهم سيعودون إلينا طالبين المساعدة بالحل».
وتسعى «الهيئة» لتدعيم خياراتها وهامش مناورتها، عبر إحياء دور مصري والحصول على تأييد عربي، يحدث توازناً إزاء الأدوار الأميركية والروسية، ويعيد تأهيل «شريك عربي كبير»، وهو رهان، يرى فيه السوريون والروس احتمال أن تكون السعودية، اللاعب الحقيقي خلف الديبلوماسية المصرية، كما يعتقدون، لتقويض جهود روسية وسورية تضع الحل على السكة، بعيداً عنهم.
كيف يقارب «التنسيقيون» موسكو؟
أولاً، تضع «الهيئة» على لائحة المآخذ استقبال موسكو معارضاً يلعب دوراً كبيراً في تسيير شؤون اللقاء التشاوري، وتسمية المشاركين فيه وفرض خيار الأشخاص بدلاً من الأحزاب، فضلاً عن توجيه دعوات إلى أشخاص لا يقفون فعلاً في صف المعارضة.
وانتقد عبد العظيم، في حديث لـ «السفير»، إيلاء موسكو «ثقة كبيرة لشخص يقيم فيها، يريد أن يسير المعارضة على هواه، ولكن على موسكو أن تحترم كل المعارضة، وتوفر تمثيلاً متكافئاً لكل أطياف المعارضة الديموقراطية المستقلة».
ثانياً، لا تشاطر الروس الرغبة بإخراج مسار الحل السوري من مسار جنيف، وتشتبه في محاولة موسكو الذهاب به نحو مسار جديد، وتعتبر أن جنيف لا يزال المرجعية، وان خفضت سقف المطالب، وقدمت قراءة مرنة لإعلان جنيف، إلا أن جنيف لا موسكو يشكل الإطار والمرجعية الدولية للحل. ويقول حسن عبد العظيم «يهمنا دور موسكو، ولا نريده أن يكون مجرد لقاء شكلي، لكن لا ينبغي أن يكون بديلاً عن جنيف 3، ونريد أن يصدر عن هذا اللقاء استعداد وتأكيد لدعم خطة (المبعوث الأممي ستيفان) دي ميستورا لتجميد القتال في حلب».
ولكي تذهب «الهيئة» إلى موسكو، استمع ديبلوماسيون روس إلى المجتمعين في جنيف، وهي خطوة تعكس قلقاً حقيقياً من اتخاذ قرار بالمقاطعة، وهي الأجواء التي غلبت في اليومين الأولين من النقاشات.
وبحسب مصادر سورية معارضة، كرر «التنسيقيون» دعواتهم، وطلبوا أن تتسع أيضاً لائحة من شخصيات قريبة منهم، من بينهم رجلا الأعمال خالد المحاميد وعبد القادر السنكري. كما طلبوا أن يصنف بعض من دعاهم الروس «بأطراف أخرى» لخطأ تصنيفهم بالمعارضين، وان تسبق اللقاء إجراءات بناء الثقة وإطلاق سراح المعتقلين، وهو ما أجاب عليه الروس أنها مسألة ستكون على جدول أعمال اللقاء التشاوري، تفضيلاً لتقديم ما يمكن أن يُعد «مكسباً» قابلاً للمقايضة خلال المشاورات، وليس تنازلاً مسبقاً من الحكومة السورية في «مساومة» لم تبدأ بعد.
ووعد الروس بتقديم ردود سريعة على بقية النقاط في الساعات المقبلة، لكنهم قالوا إن مسألة تغيير وجهة الدعوات من شخصية إلى حزبية، أمر سيؤخذ بعين الاعتبار في اللقاءات اللاحقة في روسيا. وأبلغ الروس المجتمعين استعدادهم توزيع دعوات جديدة، وأسماء جديدة، باستثناء بعضهم كميشال كيلو، وضمان الموافقة عليها قبل توجيهها، وبأن موسكو، ستتكرر ثانية وثالثة، لكن ينبغي أولاً إطلاق المسار.
وأظهرت ثلاثة أيام من النقاشات في جنيف أن «الهيئة» لا تملك يداً طليقة في تقرير موقفها من موسكو، وهي لن تطال الإجماع المطلوب. ففضلاً عن انعدام مصلحتها في مقاطعة دعوة حليفها الروسي الموضوعي في التمهيد للحل السياسي في سوريا، وتفويت فرصة إعادة السياسة إلى سوريا ووقف القتل والتدمير، لن تحظى دعوة المقاطعة، إذا ما اتخذت بتأييد جناح أساسي في الهيئة، هو «حزب الاتحاد الديموقراطي». ويرى الأكراد، الذين يمثلون ثقلاً أساسياً، أن مَن يقف وراء عملية إفشال موسكو هم الأتراك، وهي قراءة تختصر بمبدئيتها، كل المواقف التي انطلق منها صالح مسلم محمد.
وعكست النقاشات مع الأكراد انطباعاً بسعي إلى الضغط عليهم لكي لا يلبوا دعوة موسكو. وبخلاف الأجنحة الأخرى في «الهيئة» يعتقد الأكراد أن موسكو ستكون فرصتهم المشروعة، لطرح قضيتهم، وقضية الشعب السوري، وأنه لا ينبغي تفويتها لأي سبب. وقال مسؤول كردي بارز، لـ «السفير»، إن «الحوار هو من مصلحة البلد. ورغم ملاحظاتنا الكثيرة، على الدعوات واختلاط المعارض فيها بالموالي، لم يقنعنا أحد أنه لا ينبغي أن نذهب إلى موسكو».
ويتوقع الأكراد ألا تستجيب موسكو للمطالب المطروحة، وقد تتصلب على العكس من المنتظَر. ومن الصعب على «الهيئة» أن تتخذ قراراً بعدم الذهاب من دون «حزب الاتحاد الديموقراطي»، خصوصاً أن رئيسه صالح مسلم محمد، هو نائب المنسق العام لـ «الهيئة»، وسيكون نافراً سياسياً ومصداقياً، أن تقرر الهيئة البقاء في دمشق، في ما يذهب نائب رئيسها إلى موسكو.
وقال مسؤول كردي بارز لـ «السفير» إنه «لا ينبغي تفويت فرصة لقاء تشاوري، يمثل نقلة نوعية، لأنها ستكون المرة الأولى، التي نلتقي فيها كسوريين، من دون أجندة مسبقة، أو بيان ختامي معدّ سلفاً».
ولاية «خراسان» تتوّج البيعات الباكستانية لـ«داعش»
«أمير القوقاز» يتحدى البغدادي
عبد الله سليمان علي
تكشفت مدى أهمية المبايعات الأخيرة التي حصل عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» من بعض قادة حركة «طالبان» الباكستانية، في الوقت الذي دقّ فيه «أمير القوقاز» أبو محمد الداغستاني إنذار الخطر، بسبب سعي «داعش» إلى تفريق صفوف «المجاهدين»، متحدياً زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي أن يثبت أنه «خليفة» كل المسلمين.
فلم يعد مستغرباً أن يتداول أنصار «الدولة الإسلامية» اسم «ولاية خراسان»، وإطلاقه على المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، بعد «البيعات» الأخيرة التي استحصل عليها البغدادي من عدد من كبار قادة «طالبان الباكستانية» التي تتخذ من المنطقة الحدودية معقلاً لها.
وبدأت البيعات المتفرقة منذ بداية الخلاف بين «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» في نيسان العام 2013، لكنها لم تتخذ طابعاً جماعياً إلا أواخر العام الماضي، وتحديداً في تشرين الأول الماضي، عندما فاجأ المتحدث باسم حركة «طالبان باكستان» شاهد الله شاهد (وهو لقب يطلق على أي متحدث رسمي باسم الحركة والمقصود هنا هو أبو عمر مقبول الخراساني الذي عزل من منصبه بعد البيعة) الجميع، وأعلن عن مبايعته للبغدادي مع خمسة من «أمراء» الحركة. وأكد شاهد الله حينها أن بيعات «الأمراء» هي بيعات فردية لا تشمل كل جماعاتهم.
ويبدو أن الخشية من ردة فعل الجماعات الأخرى، وعلى رأسها تنظيم «القاعدة»، دفعت بالمبايعين إلى الاستمهال قليلاً، ريثما يستكملون تنظيم صفوفهم واستقطاب المزيد من «الأمراء»، ويكون بمقدورهم مواجهة من يعتقدون أن البيعة ستسبب له ضرراً. وهذا ما حصل بالفعل، حيث ظهر المبايعون في مقطع فيديو أمس الأول، وهم يجددون بيعتهم للبغدادي ويعلنون الاتفاق على تعيين أحدهم، ويدعى حافظ سعيد خان أميراً عليهم، وهو ما يعني أن «الدولة الإسلامية» صار لها إمارة أو ولاية هناك.
والمبايعون هم أبو عمر مقبول الخراساني، و «أمير حركة طالبان» باكستان في منطقة أوركزاي حافظ سعيد خان، وأمير الحركة في منطقة كرم حافظ دولت، و«أمير» منطقة خيبر الفاتح كل زمان، و«أمير» منطقة بيشاور مفتي حسن، و«أمير» منطقة هنجو خالد منصور. وهؤلاء هم من بايع في تشرين الأول الماضي. وانضم إليهم خلال الأشهر الماضية خمسة «أمراء» جدد، أبرزهم القاضي المعروف ملا طوفان الذي ظهر في مقطع الفيديو الأخير وهو يشرف على قطع رأس جندي باكستاني كان مختطفاً لديه، وذلك في إشارة منه إلى تعميد بيعته بالدم.
وقد اتفق المبايعون، الذين ظهروا بين العشرات من المسلحين التابعين لهم، على تعيين حافظ خان «أميراً» عليهم. ويعتبر خان من أبرز قادة «طالبان باكستان»، وما زال يقود اشتباكات عنيفة ضد الجيش الباكستاني في منطقة أوركزاي شمال غرب البلاد.
من جهة أخرى، اتهم «أمير القوقاز» أبو محمد الداغستاني زعيم «داعش» البغدادي بالسعي إلى تفريق صفوف «المجاهدين» في القوقاز، وذلك بعد تمكنه من الاستحصال على مبايعات من كبار قادة «الإمارة»، على رأسهم «والي داغستان» و «والي شامل قلعة».
وقال الداغستاني في تسجيل صوتي، بُثّ الأحد الماضي وهو الثاني له خلال أسبوعين، إن أهم مآخذه على «الدولة الإسلامية» هي «التكفير والتساهل في سفك الدماء، والامتناع عن التحاكم إلى الشرع وإعلان الخلافة من دون مشورة». وغمز من قناة خلفه الراحل عثمان دوكوف الذي أمر المقاتلين الملتحقين بـ«جبهة الشام» بتأسيس «إمارة القوقاز» هناك، مشيراً الى أنه كان يعارض ذلك، وأن رأيه كان انضمام المقاتلين إلى أقدم الجماعات التي تسير على نهج «أهل السنة والجماعة»، وهي «جبهة النصرة».
ورسم الداغستاني صورة بائسة لتنظيمه بسبب قلة العدد، والافتقار إلى علماء الدين وبساطة السلاح بالمقارنة مع السلاح الروسي الحديث، مقراً بفقدان الحاضنة الشعبية نتيجة «قصر نظر بعض المجاهدين» و «البطش الشديد من قبل الروس»، لكنه أكد، مع ذلك، امتناعه عن مبايعة البغدادي ولو بقي وحده.
وكان لافتاً أن يخرج الداغستاني عن هدوئه المعتاد، ويوجه تحدياً صريحاً إلى البغدادي، بقوله «أتحداك يا بغدادي أن ترسل لنا جندياً واحداً لمساعدتنا، فإذا كنت لا تستطيع ذلك فبأي شيء تطلب منا المبايعة». وأضاف «أنت تزعم أنك خليفة لكل مسلم، وتطلب لنفسك البيعة من المسلمين جميعاً، لكنك لا تريد أن تعطي شيئاً بالمقابل». ورفض الداغستاني اتهام المبايعين للبغدادي بأنهم فعلوا ذلك بسبب المال وحب الرياسة، معتبراً أنهم خدعوا بمشروع «الدولة» واعتقدوا أنهم يفعلون الصواب.
خفايا تحرشات الجنرال السوري بهجت سليمان بالأردن
«درعا» و»جبهة النصرة» ما زالتا مشكلة المملكة والعيون تراقب «الرمثا»
عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: عودة السفير السوري السابق النشط الجنرال بهجت سليمان للعزف على وتر اتهام عمان برعاية الإرهاب الذي يستهدف بلاده، لا يمكن حمله على الأجندة الشخصية فقط بسبب طرده قبل أشهر من عمان، بل يمكن الاستدلال من خلال هذه العودة على حجم «التعقيد والارتباك» الذي ما زالت تعايشه خطوط الاتصال بين دمشق وعمان.
في قراءة الغرفة السياسية الأردنية لتحرشات السفير سليمان المتكررة والموسمية تبرز نظرية تتصور بأن دمشق خصصت خبيرها الأبرز في الوضع الأردني الداخلي والإقليمي، وهو السفير سليمان، للمشاغبة والمناكفة بين الحين والآخر، والأهم لقول وترديد ما لا تستطيع قوله بصفة رسمية.
من هنا يحضر السفير الجنرال بين الحين والآخر لمشاغلة الأردنيين واتهامهم، كما حصل قبل عدة أيام حينما أعاد التذكير بأن الحكومة الأردنية تدفع اليوم ثمن «تآمرها» على سوريا الأسد عبر استقطاب اللاجئين وغيرهم لأغراض سياسية وعبر المساهمة في تدريب «الإرهابيين».
عندما استفسرت الخارجية الأردنية بصورة دبلوماسية عن تعليقات السفير سليمان قيل لها إنه لا يحمل صفة رسمية وأن ما قاله يمثل رأيه الشخصي.
لكن هذا الجواب الدبلوماسي بامتياز لا يعجل في قناعة الأردنيين بأن النظام السوري يتقصد بين الحين والآخر إعاقة أي محاولة أردنية للمصافحة والتواصل ما دامت خيارات المصالحة بكل الأحوال بعيدة المدى.
خطوط الاتصال بين عمان ودمشق تعمل ببطء شديد وسط درجة عالية التشويش وضغوط واعتبارات معقدة، لأن دمشق لا تزال تعمل مع الأردن وفقا لاستراتيجية «درعا واللاجئين، مشكلة أردنية بامتياز».
مؤخرا فقط وفي ظل الإصرار العنيد الذي تعتمده دمشق رسميا بعدم التجاوب مع أي محاولة لإيجاد حلول أو معابر آمنة لعودة اللاجئين السوريين او حتى لتجديد وثائقهم السورية، بدأت مستويات القرار الأردنية «تقلق» وتطرح تساؤلات حرجة عن الاضطرار ماليا واجتماعيا وأمنيا وسياسيا للتعامل مع نحو مليون ونصف مليون سوري يبدو أنهم «علقوا فعلا» في الحلق الأردني.
في قياسات سياسي أردني مخضرم من وزن الدكتور ممدوح العبادي، السياسة الحكومية في موضوعة اللاجئين السوريين كانت خاطئة جدا وتفتقد للحكمة، وكان ينبغي إغلاق الحدود كما فعلت تركيا.
وفي قياسات مستويات التفكير الاستراتيجي الأردني زادت حادثة الطيار الأردني الأسير معاذ كساسبة الذي سقطت طائرته في محافظة الرقة السورية من مستويات التعقيد في موقف تشابكي ومعقد أصلا لأن واحدا من سيناريوهات العمل في قضية الطيار الأسير تتعلق بالاشتباك عملياتيا أكثر مستقبلا في حيز جغرافي وبدون قبول النظام السوري للتعاون المعلوماتي أو التنسيق حتى العملياتي.
امتناع دمشق عن تقديم معلومات مفيدة للأردنيين أو عن تقبل فتح نطاق الرسائل السياسية المتبادلة معهم يقرأ على أساس أنه محاولة متجددة لبقاء كل مشكلات الحدود المشتركة أمنيا وعسكريا «أردنية فقط»، هذه الاستراتيجية تنجح حسب مسؤول بارز تحدث لـ»القدس العربي» في إرهاق مجسات الاستشعار الأردنية.
مشكلات الحدود في الواقع تتعدى العبء الكبير الذي تفرضه مسألة اللاجئين السوريين الذين يحتاجون عبئا إضافيا لمراقبة كل نطاقاتهم الأمنية، سواء أكانت اجتماعية الطابع أو على شكل خلايا نائمة يمكن ان يستثمرها «جهاديون» سوريون يقاومون نظام الأسد او نظام ومؤسسات الأسد نفسه، وهنا يكمن الشيطان في التفاصيل حسب مسؤول أمني أردني.
وقد عبر رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور في وقت مبكر أمام «القدس العربي» عن مخاوف بلاده من جنوح التطرف السوري وانحيازه الجغرافي المحتمل عندما تحدث عن خيارين سيئين على أساس اشتباك نظام الأسد مع المنظمات الجهادية في سوريا، فلو انتصر عليهم لبحثوا عن «ملاذ آمن» جنوب درعا، ولو ضايقهم سيبحثون جغرافيا عن الملاذ نفسه وقد يضطر الأردن للاشتباك معهم.
مؤخرا وبعدما شارك الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا توسعت رقعة الاشتباك لتشمل في غارات التحالف أيضا «جبهة النصرة» التي تعتقد عمان اليوم بأن في إضعافها مصلحة لها، الأمر الذي يزيد في الواقع الموقف الأردني تعقيدا.
لذلك يتم التركيز حاليا على الاحتمالات والسيناريوهات التي تضع مدينة الرمثا الأردنية المحاذية لدرعا في نطاق الرقابة الأمنية التفصيلية للحرص على عدم دخولها في وضع خطر من ناحية اتجاه «جبهة النصرة» نحوها أو إيجاد موطىء قدم فيها للجهاديين السوريين، خصوصا مع حصول تعقيد ديمغرافي فيها جراء الوجود السوري الكبير فيها.
ما تقوله ضمنيا تحرشات السفير سليمان أن مدينة الرمثا شمالي المملكة أصبحت تحت كل الأضواء بفعل سياسات التحصين الذاتي الأردنية.
قتيلان في قصف النظام السوري لريف حماه
حماه – الأناضول – لقي شخصان مصرعهم، وسقط 10 جرحى، الأربعاء؛ في قصف بالبراميل المتفجرة، نفذته طائرات تابعة للنظام السوري، على بلدة كفر زيتا، في ريف حماه الشمالي وسط سوريا.
وشهدت أجواء البلدة تحليق كثيف للطائرات قبل وبعد تنفيذ الغارات، وأشار إلى أن القصف؛ تسبب بدمار عدد من المنازل والمحلات التجارية.
وقامت طواقم الدفاع المدني بعد القصف؛ بانتشال الجثث من تحت الأنقاض، وإسعاف الجرحى للمشافي الميدانية القريبة في ريف إدلب الجنوبي.
وتسبب القصف المتواصل لطائرات النظام على قرى وبلدات ريف حماه الشمالي منذ نحو عامين؛ بنزوح معظم سكانها إلى مناطق أخرى – تعتبر أكثر أمناً نسبياً – والسكن في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث أغلبها عشوائية وبنيت على عجل في الأراضي الخالية وحقول الزيتون، وسط حر الصيف وبرد الشتاء.
أما من تبقى من السكان فقد لجؤوا للعيش في الكهوف وحفر الملاجئ؛ لتفادي براميل النظام المتفجرة، إلا أن الأخيرة ما تزال تطالهم وتقتل فيهم؛ بسبب شدة انفجارها والدمار الكبير الذي تسببه.
تنظيمات جهادية واسلامية متطرفة تعدم 14 شخصا في سوريا خلال سنة بتهمة الزنى والمثلية
بيروت – (أ ف ب) – وثق المرصد السوري لحقوق الانسان خلال سنة اقدام تنظيمات جهادية واسلامية متطرفة في سوريا على اعدام 14 شخصا هم سبعة رجال وسبع نساء بتهمة الزنى للنساء والزنى والمثلية للرجال.
واشار المرصد في بريد الكتروني الى ان آخر عمليات الاعدام تمت على يد مجموعة من جبهة النصرة في حق امرأة في ريف ادلب في شمال غرب البلاد.
وبحسب شريط فيديو نشره المرصد، تقوم مجموعة من مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، بتوثيق سيدة في ساحة عامة في بلدة معرة مصرين، ثم يطلقون النار عليها، بعد ان يذكر احد عناصر المجموعة ان المرأة “من المفسدات في الأرض وتمتهن الزنى”.
وتجمع في المكان عدد من المقاتلين والمواطنين.
واقدمت جبهة النصرة مع فصائل اسلامية اخرى خلال السنة الماضية على اعدام رجل بالتهمة ذاتها مطبقة عقوبة الرجم بالحجارة في بلدة سراقب في ادلب.
ونفذ تنظيم الدولة الاسلامية عقوبة الاعدام في حق ثلاث نساء وثلاثة رجال بتهمة الزنى، ورجلين آخرين بتهمة “ممارسة الفعل المنافي للحشمة مع ذكور”.
وبتهمة المثلية، أعدمت “كتائب ابو عمارة” رجلا في حلب (شمال) عبر القائه من اعلى مبنى، ثم رجمه.
كما أعدمت مجموعة “جند الاقصى” امرأتين بتهمة الزنى، وأعدم “لواء العقاب الاسلامي” امرأة في ريف حماه (وسط). ومعظم هذه الاعدامات تمت رجما بالحجارة.
وتقوم الفصائل الاسلامية والجهادية عادة بتصوير عمليات الاعدام التي تنفذها لبث الذعر بين سكان المناطق التي تسيطر عليها، بحسب ما يقول خبراء.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن انه تمكن من توثيق هذه الاعدامات بتهمة الزنى والمثلية، وقد يكون هناك اكثر.
وكان المرصد وثق في كانون الاول/ديسمبر الفي عملية اعدام نفذها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بتهم اخرى او خلال المعارك. وينتمي نصف هؤلاء الذين اعدموا الى عشيرة الشعيطات السنية التي تمردت على التنظيم بعد اعلانه تاسيس “دولة الخلافة” في نهاية حزيران/يونيو.
التحالف الدولي:أحداث باريس تظهر الحاجة الى استجابة عالمية ضد تنظيم الدولة الاسلامية
بغداد – (أ ف ب) – اعتبر المنسق الاميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية جون آلن الاربعاء ان الهجمات التي شنها متطرفون في باريس وغيرها من المدن الغربية، تظهر الحاجة الى “استجابة عالمية” ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات من سوريا والعراق.
وقال آلن للصحافيين خلال زيارة الى بغداد “كما رأينا بشكل مأسوي في باريس الاسبوع الماضي، العراق هو على خطوط التماس لنزاع عالمي”، في اشارة الى الهجمات التي نفذها اسلاميون متطرفون الاسبوع الماضي في باريس، لا سيما الهجوم على مقر صحيفة شارلي ايبدو الساخرة واحتجاز رهائن في متجر يهودي، والتي ادت الى مقتل 17 شخصا.
واضاف ان “الايديولوجية الظلامية والعنيفة (لتنظيم الدولة الاسلامية) قادرة على الوصول” الى اماكن بعيدة، وكانت من الدوافع التي حدت بمتطرفين الى تنفيذ هجمات مؤخرا في سيدني واوتاوا وبروكسل، بحسب آلن.
واضاف الجنرال الاميركي السابق “لا يمكن احد منا ان يقول ان تحجيم داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) وهزيمته مسؤولية عراقية حصرا. داعش هو تهديد عالمي، ويتطلب استجابة عالمية”.
وسيطر التنظيم في هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو، على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. وبدأ تحالف دولي بقيادة واشنطن في آب/اغسطس، شن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق، توسعت في ايلول/سبتمبر لتشمل مناطق سيطرته في سوريا المجاورة.
واشار آلن الى ان ثماني دول تشارك حاليا في الضربات الجوية في العراق، في حين تعهدت 12 دولة بتدريب القوات العراقية والكردية على القتال لاستعادة المناطق التي فقدتها لصالح التنظيم.
وادى هجوم التنظيم في حزيران/يونيو الى انهيار العديد من قطعات الجيش العراقي التي تركت مواقعها واسلحتها الثقيلة صيدا سهلا للجهاديين. وخلال الاسابيع الماضية، تمكنت القوات العراقية مدعومة بفصائل شيعية موالية لها وبعض العشائر السنية، من استعادة بعض الزخم في وجه التنظيم.
الا ان التنظيم لا يزال يسيطر على مساحات واسعة، بينها ثلاث مدن رئيسية هي الموصل (كبرى مدن الشمال) والفلوجة (غرب) وتكريت (مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد).
«القاعدة» أم «الدولة» لا يهم… وعلى الفرنسيين البحث عن جذور العنف داخل بلادهم والغرب يبحث عن طرق لمنع تدفق أبنائه إلى سوريا والعراق واليمن.. والنجاحات قليلة
«أولاد فرنسا» بدأوا رحلتهم الجهادية من الركض في «بيوت شومون» حيث التهميش والجريمة والحرمان
إعداد إبراهيم درويش:
لندن – «القدس العربي» يطرح هجوم الأسبوع الماضي في باريس على الصحيفة الفرنسية الساخرة «تشارلي إيبدو» ومتجر يهودي أسئلة حول طبيعة الحركات الجهادية في أوروبا، واستغلال اليمين المتطرف لها لبناء قواعد له بين الناخبين والدخول في التيار السياسي العام كما هو الحال في ألمانيا وفرنسا، كما يطرح الهجوم أسئلة حول فشل الأجهزة الأمنية الفرنسية في التعرف على طبيعة الخطر الجهادي ومنع هجمات إرهابية.
وفي الوقت الذي بدا فيه الهجومان منسقين بين تنظيم القاعدة في اليمن وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلا أن ما جرى في فرنسا يقدم صورة عن تطور في العمليات الانتحارية، وبحسب كريستوفر ديكي من «ديلي بيست» فالمخابرات الغربية لديها هوس في نسبة أي عملية إرهابية إما لتنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية ولكن المسألة أبعد من هذا التبسيط ويجب البحث عن متطرفين أفراد.
ويرى أن ما جرى في النهاية هو «فشل واضح» بحسب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فال. وتساءل ديكي عن سبب فشل السلطات الأمنية الفرنسية في مراقبة المنفذين أمدي كولبالي وسعيد وشريف كواشي رغم تاريخ العنف وعلاقتهم بالمنظمات الجهادية العنيفة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وكانت لهم علاقات مع متهمين خططوا لهجمات ضد السفارة الأمريكية في باريس. ويعتقد الكاتب أن هذه هي النقاط التي يجب وصلها معا في التحقيق بالظروف التي أدت للحادث.
التنظيم ليس مهماً
ويرى الكاتب أن سبب التسرع في ربط الهجمات بمنظمة أو منظمات يعود إلى رغبة سياسية في الغرب للتعامل مع أي فعل إرهابي باعتباره من تنفيذ جماعة معينة، وهذا يساعد في النهاية على التوصل لنتائج لا أهمية لها.
ولكن عمليتي باريس تظهر صعوبة في الربط لأن الأخوين كواشي أكدا ارتباط العملية ضد المجلة بتنظيم القاعدة أما كولبالي فقد أكد أنه يتصرف بناء على طلب من تنظيم الدولة. ويلاحظ المحللون أن التنظيمين المذكورين في حرب دائمة على الساحة السورية فكيف يتم التنسيق إذا في باريس؟ وهذا صحيح لكن بالنسبة لكل من كواشي وكولبالي فالربط ليس مهما ويظل أمرا ثانويا.
ونقل الكاتب عن أحد المحللين السابقين في الاستخبارات الأمريكية قوله «جماعة تقول شيئا وأخرى تتحدث عن شيء آخر»، و «لكن في ذهن هؤلاء فالتفريق بينهما ليس مهما، إذ يخوض قادتهم صراعا أيديولوجيا أما أتباعهم فلا»، ويبدو هذا صحيحا عندما يتم شن هجمات على الغرب لا يكون الهدف منها تعزيز السيطرة على مواقع في سوريا أو العراق.
ويقول المحلل السابق «الجنود المشاة لا تهمهم خلافات القادة»، بالقدرنفسه الذي لا يهم السلطات الأمنية من هي الجهة التي يقتلون لصالحها.
فالتحدي كما يقول الكاتب ديكي هو منع هؤلاء الأشخاص من قتل المدنيين في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا، ولكي يتم التصدي لهم فهناك حاجة للمراقبة الشديدة والتي لم تتم ممارستها على هؤلاء الأشخاص.
ويرى المحلل السابق في سي آي إيه ان التركيز على منظمة بعينها واتباع سلسلة من الإجراءات لتحديدها لن يؤدي إلا إلى «حرف الانتباه» عن التهديد الحقيقي.
التنفيس عن العنف
ويعتقد الكاتب أن واحدة من المشاكل التي تواجه السياسة الخارجية الأمريكية هي أنها تحاول وضع سياق لهذه الجماعات مع أن المشكلة هي أيديولوجية دولية.
وينقل عن بروس هوفمان من مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون إن الخلافات بين الظواهري، زعيم القاعدة وأبو بكر البغدادي، زعيم داعش مهمة من الناحية الشخصية والبعد الذاتي، لكن عندما يتعلق الأمر بإلهام الإرهاب فالأيديولوجية واحدة «فرؤوس قاسية مثل الأخوين كواشي وصديقهما لا تهمهم التفاصيل الأيديولوجية وعادة ما ينجذبون لما وصفه المفكر المشهور فرانز فانون بالتنفيس عن العنف».
ويكتب كلينت واتس، من معهد أبحاث السياسة الخارجية أن الإرهاب الجهادي في طريقه لأن يصبح حركة اجتماعية بناء على ثلاث قوى «الانتشار المتزايد لوسائل التواصل الإجتماعي، وفشل الغرب في التكيف مع مشكلة المنظمات غير الدول، وورطة الحرب الأهلية في سوريا».
ويلاحظ الكاتب أن الأفكار وراء الهجومين بسيطة وتبدو من كلام كولبالي الذي قرأ كلاما عاما عن سبب هجومه على المتجر اليهودي لأن اليهود يحتلون فلسطين، فيما هاجم الأخوان المجلة لشتمها نبي الإسلام.
ويرى الكاتب ديكي أن فهما بسيطا كهذا يولد كل أنواع الكراهية في وقت تضيع المؤسسات الأمنية وقتها في البحث عن الهرمية والتراتبية للمنظمات التي من المفترض انتماؤهم لها.
وبحسب الخبير في مجال الجريمة والإرهاب فما يحدث هو تطور الأفكار لتصبح فيروسا يصعب على مؤسسات حفظ النظام وقف انتشاره.
ويرى أن تصرفات مثل ما قام به المهاجمون الثلاثة هي نزعات فردية «الذئب الوحيد» مع أن هجومي باريس قد تم التخطيط لهما وكانت لدى المهاجمين القدرة المالية المناسبة.
وخلافا للحرفية والتخطيط فلا توجد أدلة على أن هذين الهجومين لقيا توجيها من القاعدة أو تنظيم الدولة.
ويرى سكوت أتران الذي يقدم النصح للمسؤولين الأمريكيين في شؤون الأمن أن التدريب الذي حصل عليه سعيد وشريف كواشي في اليمن ليس مهما في سياق العملية، فهي في النهاية مؤامرة محلية، ولم تكن محبوكة بطريقة محكمة كما يعتقد البعض.
وقد دفع البعد المحلي بالسلطات الفرنسية للبحث عن صلة الربط بين المهاجمين وجمال بيغال وهو ناشط فرنسي – جزائري اتهم بالتخطيط لتفجير السفارة الأمريكية وكانت له علاقة مع ناشطي مسجد فينزبري في لندن.
ويرى ديكي أن مسؤولي الأمن الفرنسيين ركزوا كثيرا على التهديد الآتي من الخارج ونسوا الخطر الذي كان يتشكل في حديقتهم الخلفية.
في الحديقة
ومن هنا ترى صحيفة «الغارديان» أن التخطيط للعملية بدأ في الحقيقة في حديقة «بيوت شومون» في باريس ففي هذه الحديقة كان شريف كواشي، موزع البيتزا يجتمع مع عدد من الزملاء ويمارسون رياضة الركض للمشاركة في الجهاد خارج البلاد. كانت مجموعة شريف مكونة من شبان في العشرينات من عمرهم والتقى معظمهم في مدارس المنطقة وكل واحد منهم له تاريخ عائلي مضطرب.
وما يجمعهم أنهم أبناء الأحياء الفقيرة والمحرومة في جنوب باريس. كان أعضاء المجموعة الصغيرة من جهاديي المستقبل كما تقول أنجليك كريستوف في تقريرها منخرطون في جرائم صغيرة، سرقات وتجارة مخدرات، ولكنهم التقوا شابا في عمرهم، جذابا ويقدم نفسه كإمام وهو فريد بن يطو والذي كان يعمل منظفا ويعقد في شقته جلسات نقاش حول الجهاد. كان هذا عام 2004 حيث قرر الشباب السفر إلى العراق لقتال الأمريكيين.
وكانت المجموعة الصغيرة غير المجربة هي «أول مدرسة للجهاد في فرنسا» حسب صحيفة «لوموند».
نجح البعض من أعضاء المجموعة بالسفر لمناطق الجهاد في العراق، قتل بعضهم، وعاد آخرون وقد فقدوا أطرافهم أما البقية فمنعوا قبل سفرهم. لم ينجح كواشي الذي كان يعمل في محل «إلبريمو» في باريس فقد اعتقل في كانون الثاني/يناير 2005 قبل سفره إلى دمشق في أول مرحلة من السفر إلى العراق. وبعد اعتقاله أخبر كواشي المحكمة بالراحة لاعتقاله لأنه لم يكن راغبا بالسفر.
وحكم عليه بالسجن مدة 3 أعوام حيث لم تكن هناك أدلة ضده سوى تذكرة السفر إلى دمشق. وبدا كواشي للمحامين شابا ضعيفا ولم تكن لديه اهتمامات سياسية، وبعد الإفراج عنه عام 2008 بدأ العمل في محل للسمك.
وبعد سنوات قاد هو وشقيقه عملية هجوم هي الأسوأ التي تتعرض لها فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية. لكنهما مع كولبالي يظلون فرنسيين ولدوا وعاشوا وتعرضوا للأفكار الراديكالية في فرنسا.
ووصفتهم صحيفة «ليبراسيون» بـ «الأولاد الفرنسيين» ـ فيما وصفهم محام آخر «أبناء الجمهورية الضائعين».
وهم جزء من 1.400 من أبناء فرنسا الذين انضموا للقتال في سوريا. وكلهم من أبناء الطبقة المتوسطة وتلقوا تعليما جيدا، مقارنة مع الذين ذهبوا إلى العراق قبل عقد من الزمان حيث كانوا ممن يعانون من مشاكل نفسية وبدون فرصة للعمل أو التعليم.
وقصة شريف كواشي دليل واضح فهو المولود عام 1980 فقد والديه في صغره وتبنته عائلة لتربيته.
ورغم تلقيه تدريبا في مجال اللياقة البدنية إلا أنه لم يتلق تعليما جيدا.
ويقول أصدقاء شريف إنه عاش في باريس حياة مهمشة ـ ويشيرون لأثر بن يطوعليه. واهتم في هذه الفترة بالراب وظهر في فيلم وثائقي حول ظاهرة التشدد بين الشبان المسلمين الفرنسيين.
وتأثر شريف ومجموعة «بيوت – شومون» بالحرب الثانية في العراق وكانوا يجلسون ويستمعون للأخبار ويشاهدون صور التعذيب في أبو غريب وهو ما أثر فيه. واعتبر باحث فرنسي أفراد المجموعة بأنهم «رواد الجهاد في فرنسا».
ويقول «هذه مجموعة من الأولاد بتعليم قليل وبدون مشروع سياسي، وبخبرة قليلة ومهمشة، محرومة وعاطلة عن العمل. ووجدوا في مرشدهم الذي كان من نفس الجيل شخصا يقودهم، وكانوا يبحثون عن الهوية».
ولا تختلف الظروف التي عاشها كواشي عن أمدي كولبالي المعروف «دولي» والذي يعود لعائلة من مالي وهو الإبن الوحيد بين سبع أخوات، ونشأ في لاغراند – بورن في غرينجي جنوب باريس، حيث يعيش المهاجرون في «أصعب الاحياء في فرنسا».
وبنيت في الستينات من القرن الماضي، وبدلا من أن يسكن فيها 11.000 شخص أصبحت مركز الفقر والمخدرات وتهريب السلاح والجريمة. ووصفه نائب فرنسي «سلة قمامة اجتماعية»، تصل نسبة البطالة فيه إلى 40% وتعيش فيه عائلات محطمة.
ومن هنا يعتبر هذا المناخ محبذا لنشوء الأفكار الراديكالية. لكن حياة كولبالي بدأت في ميدان الجريمة والسرقات المسلحة.
وتقول إحدى شقيقاته إنه لم يكن لديه سجل جيد في المدرسة ولم تكن لديه طموحات مهنية «مثل البقية كان يؤمن بثقافة المال والمال يجب أن يأتي بسرعة».
جمال بيغال
ولم يكن كولباني وكواشي ليصلا إلى الوضع الذي وصلا إليه بدون إرشاد جمال بيغال المحكوم عليه بالسجن لمدة 10 أعوام لمحاولته تفجير السفارة الأمريكية بباريس. وتنظر إليه المخابرات الفرنسية كواحد من أهم الرموز التي تعمل على تجنيد الشبان للجهاد.
وعلى ما يبدو فقد تركت تجربة السجن أثرها على كواشي وكولبالي رغم أنهما حاولا العودة للحياة والاندماج فيها، فقد عمل كواشي في محل سمك أما كولباني فعمل في مصنع للكوكا كولا، واختير مع 500 لمقابلة الرئيس السابق نيكولاي ساركوزي حسب صحيفة «لاباريسيان»، أما بن يطو فقرر دراسة التمريض.
ولم يكن هذا سوى مظهر عام فقد زارا جمال بيغال في بيته حيث يقضي إقامة جبرية والتقط كولبالي صورا له ولزوجته حياة بومدين والتي تركت عملا في متجر لارتداء النقاب. كان لدى الشرطة الفرنسية الكثير من الأدلة عن عودة الشبان للنشاط، ففي عام 2010 كشف تنصت على مكالمة بينه وبين بيغال سأل فيها كولبالي ماذا سيجدث لو ترك وراءه ديونا؟ وكان كولبالي قلقا لأن أحد اصدقائه أخبره قائلا «يمكن أن تترك وراءك إثما ولكن لا يسمح لك بترك ديون».
ورغم كل التحذيرات إلا أن الثلاثة تركوا بدون رقابة قوية من الشرطة، ومن هنا فالأمن والطبقة السياسية في فرنسا تواجه اسئة صعبة بعد التظاهرة المليونية التي قصد منها إظهار الوحدة بين الفرنسيين، لكن المشكلة تظل قائمة فالحرمان والتهميش للجالية المسلمة والأقليات الأخرى، وإصرار الطبقة السياسية والمثقفين للتعبير عن حقهم في التعبير. ونشر «تشارلي إيبدو» صورا للنبي محمد ستثير المشاعر من جديد.
مراقبة
ويرتبط بمشكلة الجهادية في أوروبا كيفية منع الشبان من السفر إلى محاور الحرب في العالم الإسلامي.
فحياة بومدين استطاعت حسب بعض التقارير الوصول إلى سوريا. ورغم الجهود التي بذلتها الدول الأوروبية وغيرها لمنع أبنائها من السفر إلى سوريا عبر تصميم بناء برنامج على الكمبيوتر لملاحقة من يسافر إلا أن الموجة مستمرة.
فبحسب التقديرات الأمريكية يسافر كل شهر إلى سوريا 1.000 شخص. ولهذا السبب تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا للبحث عن طرق للحد من هذه الظاهرة.
ففي الوقت الذي تم فيه إدخال قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب أو تعديلها في فرنسا وكوسوفو ومقدونيا وألبانيا واستراليا وصربيا يحظر من خلالها السفر إلى سوريا واليمن والعراق، قامت السعودية وماليزيا بإصدار تحذيرات لمواطنيها من الانضمام للدولة الإسلامية وإلا واجهوا المحاكمة.
وزادت في الأونة الأخيرة مظاهر القبض على من يشبته بعلاقته بالمتشددين في النمسا والمغرب، وحاكمت ألمانيا وهولندا من ذهب للقتال في الخارج أما الولايات المتحدة فقد قدمت 150 شخصا لمحاكم فيدرالية.
ولم تركز السلطات الأمريكية على مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي بل قدمت برامج تعليمية للسلطات المحلية حتى يتم تحديد من يفكرون بالسفر.
وزار وزير الأمن القومي جي جونسون العديد من المدن الأمريكية كشيكاغو ولوس أنجليس ومينابوليس للبحث في شراكات مع الحكومات الفيدرالية من أجل تحديد وتعليم من لديه ميول راديكالية.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الخارجية قولهم إنهم صعبوا من حركة المسافرين لمحاور الحرب. وفي الوقت الذي حسنت فيه المخابرات من طرق تحديد ووقف الأمريكيين المسافرين إلى سوريا إلا أنهم اعترفوا بأنهم «لم يضعوا أيديهم على المشكلة».
وكانت الولايات المتحدة قد نجحت باستصدار قرار في إيلول/سبتمبر 2014 في الأمم المتحدة يجبر الدول الأعضاء على «منع وقمع» تدفق مواطنيها للجماعات الجهادية.
ويتم التركيز على تركيا التي تمتد حدودها مع سوريا على طول 500 ميل. وفي عام 2013 منعت أنقرة دخول 4.000 أجنبي من العبور إلى سوريا واحتجزت 92.000 شخص على الحدود.
وامتدح بعض المسؤولين الأمريكيين الجهود التركية فيما يرى آخرون أن أنقرة لن تكون قادرة على وقف تدفق الجهاديين «كل ما يمكنني قوله أن الوضع لم يتحسن» حسب مسؤول أمريكي.
ويعتقد أن عدد الجهاديين الذين عبروا إلى سوريا منذ عام 2011 وصل إلى 18.000 منهم 3.000 من الدول الأوروبية، ويقدر عدد الأمريكيين بحوالي 500.
وتعتبر اليمن من الدول التي تمثل حاضنة للجهاديين حسبما أظهرت دراسة لمعهد بروكينغز، وجاء فيها إن المقاتلين يقيمون شبكة علاقة مع المسلمين في الغرب.
ونظرا لحجم الظاهرة فقد أصبح من الصعب ملاحقة الجهاديين العائدين ومنع هجمات كما في باريس.
هل غدا المسلمون كبش فداء لمشاكل أوروبا؟! «بيغيدا» تريد تحميلهم المسؤولية وكأنهم من يقرر سياسات ألمانيا
برلين ـ «القدس العربي» صدمة الفرنسيين كانت كبيرة بعد الحادث المسلح على مقر الصحيفة الساخرة «شارلي ايبدو» الاربعاء الماضي، والذي أوقع اثني عشر قتيلا وعشرة جرحى، حسب احصاءات الشرطة الفرنسية. الصدمة كانت بسبب التعدي على حرية الكلمة، وحرية الصحافة المقدسين في فرنسا وأصابت في مقتل اربعة من كبار رسامي الكاريكاتير الفرنسيين، الا أن الصدمة الأشد والتي لم يركز عليها الاعلام الغربي بالمثل أصابت مسلمي أوروبا، والذين يكافحون بشتى الطرق الصورة النمطية التي ينظر بها بعض الأوربيون إليهم، ويحاولون صد موجات العداء للإسلام، والتي أصبحت تنمو نمو النار بالهشيم وتعرض حياتهم وثقافتهم للخطر.
ولعل ما رأيناه من هجوم على المساجد في فرنسا عقب الحادث الإرهابي في باريس بالرغم من إستنكار المسلمين للحادث، واعتباره إرهابيا، وما سبقه من اعتداءات قبلها في السويد، وايضا في المانيا وغيرها من الدول الاوربية، ينذرنا بأن الوضع قد يصبح خطرا، وأن خشية المسلمين في أوربا على أنفسهم منطقية ولها دوافعها ومبرراتها.
الباحث في شؤون الإرهاب في المانيا «ميشائيل لوردز «أعرب في حديث تلفزيوني أجرته معه محطة N24الاخبارية الالمانية أن حركات متطرفة مثل حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» والمشهورة بأسم «بغيدا» وغيرها قد تحاول استغلال الحادث الارهبي في فرنسا لتكثيف نشاطاتها الداعية لمحاربة المسلمين. وقال أنه» بالرغم من أن المشاكل الاقتصادية التي نحياها يتأثر بها المسلمون الالمان ايضا، الا أن هذه الحركات تريد تحميل المسلمين المسؤولية وكأنهم هم من يقررون سياسات المانيا الاقتصادية والسياسية» وقال الخبير الالماني «تريد هذه الحركات والعديد ممن لف لفهم، انتقاد البطالة، والمخصصات القليلة، والضرائب، وارتفاع الاسعار، الا أنهم لا يجرأون على ذلك، وبدلا منها يحاولون إقناع انفسهم وإقناع الاخرين بأن المسلمين هم السبب لكل المشاكل الذين يواجهونها، وبأن الحل يكمن في مهاجمتهم».
وبالرغم من التأكيدات الحكومية الالمانية، بأن المسلمين لا يشكلون منافسا للعاطلين عن العمل من الالمان، مثل تصريحات رئيس وكالة التوظيف الاتحادية «فرانك يورغ فايسة» لصحيفة دي فيلت الالمانية في وقت سابق والذي قال أن «المهاجرين لا ينافسون الألمان العاطلين عن العمل في الحصول على وظائف، معتبرا أن معظم المهاجرين هم متعلمون ولديهم خبرات مهنية، وبأن الدولة الالمانية لديها نقص كبير في العديد من المهن التي تحتاج إلى تعلم وكفاءة، وبأن وجود المهاجرين يشكل رافدا مهما لشغر هذه الوظائف».
بالرغم من هذا كله نجد ارتفاعا كبيرا وتزايدا واضحا في نفوذ الحركات المتطرفة المعادية للإسلام حيث أفاد 29٪ من المشاركين في استطلاع أجرته شركة فورسا، بأنهم يرون أن حركة بيغيدا، اليمينية المتطرفة محقة في ما تفعله، فيما أوضح 13٪ من المشاركين أنهم يمكن أن يشاركوا في الاحتجاجات التي تنظمها «بيغيدا» في حال نُظمت النشاطات بمناطق إقامتهم أوفي مناطق قريبة منهم، بالاضافة إلى أن 71٪ من المهتمين بحزب «البديل لأجل ألمانيا» الداعم لاحتجاجات «بيغيدا» يساندون المظاهرات المناهضة للإسلام والأجانب، كما ذكر الاستطلاع أن 10٪ من المشاركين أوضحوا أنهم يمكن أن يصوتوا لحزب يكافح الإسلام في ألمانيا بالانتخابات المقبلة.
المسلمون مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى باتباع سياسات اعلامية واضحة، تدعو إلى إعتبارهم جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الذين يعيشون فيه، ويجب عليهم وضع اليات واضحة لمكافحة موجات العداء ضد الإسلام، ولا يتأتى ذلك الا من خلال تعاون إسلامي مسيحي لتفويت الفرصة على الحركات المتطرفة من اتخاذ ستار الدين غطاء لعنصريتهم، كما يجب على المنظمات الإسلامية أيضا التنسيق مع المفكرين والاعلاميين والباحثين الذين أنصفوا الإسلام في أوروبا، ودعوا إلى فصل واضح بين المشاكل التي تعيشها أوروبا وبين وجود المسلمين فيها.
يجب أن يعاد إلى الأذهان في ظل هذه الأوضاع الحرجة كيف ماتت « توتشي البيرق» الفتاة الألمانية المسلمة من أصل تركي، والتي ماتت بيوم عيد ميلادها الثالث والعشرين، بعد أن أنقذت فتاتين من الضرب و الاغتصاب في أحد مطاعم ماك دونالد بمدينة أوفن باخ الالمانية.
لعل هذا كله يشكل ردا على البعض الذين يريدون جعل المسلمين كبش فداء أو شماعة تعلق عليها مشاكلهم.
النظام يشكل جيشا تابعا له من أبناء أكبر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية
هبة محمد
دوما ـ «القدس العربي» نشرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري خبرا عن تأسيس جيش جديد في الغوطة الشرقية بريف دمشق، قالت إنه جيش شعبي وهو جزء من جيش النظام، أسس حديثاً من قبل أهالي مديـــــنة دوما، والتي تعتبر أكبر معاقل المعارضة السورية، بهدف تحرير المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق من سيطرة كتائب المعارضة، بحسب هذه الوسائل.
وقالت تقارير إعلامية إنه «بناء على تسريبات من مصادر رفيعة في دمشق، قد اتخذت خطوة لتأسيس ما سمي «جيش الوفاء» أو «لواء الوفاء»، المشكّل من قبل أهالي ومقاتلين في الجيش الحر خرجوا من الغوطة الشرقية إلى داخل دمشق عبر معابر آمنة افتتحها جيش النظام وعملاؤه لهم في الفترة الأخيرة.
وتم بحسب المصدر تسليح هؤلاء المدنين الذين شكلوا جيش الوفاء، والذي سيقاتل إلى جانب الجيش النظامي في الغوطة الشرقية، وسيكون له دور هام في معركة دوما المرتقبة. وقال «أبو الوليد» مقاتل من أهالي دوما في حديث خاص لـ «القدس العربي»، إن: ما سمي بـ«جيش الوفاء» ما هو إلا أهالي مدينة دوما المدنيون الذين غرر بهم أزلام النظام وجواسيسه للخروج من الحصار والجوع والبرد والتشرد إلى وعـــود وردية بالأمان داخل العاصمة دمشق.
وبين أن هؤلاء لا يزالوا محتجزين من قرابة الـ65 يوما في مدرسة في ضاحية قدسيا في ريف دمشق، والقابعة تحت سيطرة جيش النظام ، ويخضعون إلى دورات تدريبية على حمل السلاح ودروس تأهيلية بمثابة «غسيل دماغ» بحسب ما قال «أبو الوليد».
وتم الآن تسليح الأهالي بدلا من السماح لهم العيش بأمان بحسب الاتفاق الذي خرجوا به، ليزج بهم النظام على جبهات القتال في مدينة دوما، ويكون الأخ فيهم يقاتل ضد أخيه على جبهات مضادة بدلا من جنود النظام.
لعبة وصفها ناشطون بـ «الخبيثة»، بعد إغراءات قدمها «عمر عيبور» وهو شبيح يعمــــل في إذاعة دمشـــق وصدقه قرابة 600 شخص خرجوا بناء على الاتفاق معه دون الرجوع إلى معاهدة رسمية مــــع الفصائل المعـــارضة، أو اتفاق يضمن سلامتهم بحضـــور الهلال الأحمــر أو أي منظمة إنسانية أخرى لينتهي بهم المطاف الآن في جيش الوفاء.
يشار إلى أن السبب الأول وراء خروج أهالي الغوطة الشرقية إلى دمشق هو فرار الكثير من الأطباء والمسعفين القائمين على المشافي الميدانية والنقاط الطبية الموزعة في بلدات الريف الشرقي المحاصر، بسبب سوء الأوضاع المعيشية ولجوئهم إلى تسوية وضعهم مع جيش النظام، الأمر الذي أدى إلى إنهاك الكوادر الطبية المتبقية، واضطرارهم إلى تعليم أشخاص ليس لهم علاقة بالسلك الطبي لإجراء الإسعافات والإشراف على المرضى وأدويتهم وعلاجهم، الأمر الذي نتج عنه انتشار الكثير من الأمراض، عدا ندرة الأدوية المطلوبة لعلاج الجرحى والمصابين.
أما السبب الآخر بحسب الأهالي، فهو إغلاق جيش النظام للمعبر الإنساني الوحيد المؤدي إلى الغوطة الشرقية مع بداية الشهر الحالي، وما نتج عنه من الارتفاع الهائل لأســــعار المواد الغذائية إن توفرت، بعد أن كان يسمح لتجار النظام من أهــــالي المنطقة بالدخـــول إلى مناطق الحصار وبلـــدات الغــوطة لمدة تقارب ستة شهور، وهم محــملون بالمواد الغــــذائية والتمـــــوينية والخضار، بهدف بيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة والمحاصرة من قبل جيش النظام من أكثر من عام ونصف، مع إغلاق جميع المنافذ.
الورق المقوى و «الكراتين» من وسائل تدفئة اللاجئين في غوطة دمشق الغربية في ظل العاصفة الثلجية
بسمة يوسف
دمشق ـ «القدس العربي» رغم البياض الشاسع الذي بات يطغى على المشهد ودرجات الحرارة المنخفضة جدا، يجتمع بعض الأطفال وأسنانهم تصطك بردا لجمع ما يستطيعون من الورق المقوى و «الكراتين» من الطرقات والمحلات علهم يحظون عند إشعالها بقليل من الدفء الكافي، لإبعاد الصقيع عن أناملهم الغضة.
مشهد بات يتكرر بين اللاجئين في بلدات غوطة دمشق الغربية مع استمرار العاصفة الثلجية وازدياد شدة الرياح وانخفاض درجات الحرارة لما دون درجة الصفر لاسيما أن أغلب اللاجئين لبلدات الغوطة الغربية كبلدة زاكية ومدينة الكسوة يقطنون في منازل غير مهيئة للسكن ما يزال بعضها قيد الاكساء، ما يضيف فصلا جديدا لمعاناتهم التي بدأت بالنزوح عنوانه البرد القارس.
ويوضح أبو مجاهد الدمشقي عضو المكتب الإعلامي الموحد في الغوطة الغربية لـ «القـــدس العربي»، أنه وبسبب الأعداد الكبيرة للاجئين التي تبلغ حوالي 500 ألف لاجئ في مدينة الكسوة وحدها و30 ألفا في بلدة زاكية المجاورة، فإن أغلـــب اللاجئين يسكنون في المدارس أو البيوت غير المؤهلة للسكن بكثافة تصل حـــد أن تتشـــارك ثلاث عائلات لغرفة واحدة في بعض الأحيان، حيث يلجأون لإغلاق فتحات النوافذ بالأقمشة أو ألواح الخشب في بعــــض الحالات لتــدرئ عنهم القليل من البرد.
من جهة أخرى، فإن قلة وسائل التدفئة المتاحة تعد سببا رئيسيا في تردي أوضاع اللاجئين، فمع انعدام الوقود اللازم للمدافئ وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وارتفاع أسعار الحطب يلجأ السكان للبحث عن الدفء بين طيات الأغطية المتوفرة لديهم أو بإشعال الورق المقوى وبعض الاخشاب رغم تسرب مياه الثلوج لداخل الغرف في بعض مراكز الإيواء.
ويضيف المصدر أن العديـــد من الجمعيات الخيرية كجمعية الخيرة ومنظمة الهلال الأحمر تعمل على إيصال المساعدات التي تتضمن سلالا غذائية وبعض الأدوية ومستلزمات الأطفال والفرش الاسفنجية للاجئين في خطوة لتأمين المستلزمات الأساسية لهم، ورغم ذلك تمنع القوات النظامية هذه الجمعيات من إدخال المساعدات لبعض البلدات كزاكية التي زاد ذلك من صعوبة الوضع للاجئين فيها.
وتمنع الحواجز النـــظامية إدخــــال وقود التدفئة ومواد البناء وحتى الأدوية الأمر الذي سبب صعوبة في عمل المركز الطبي في البلدة بسبب النقــص الحاد في الأدوية.
ويؤكد «أبو مجاهد» أن معاناة الأطفال هي الأكبر حيث أن أجسادهم الغضة لا تستطيع احتمال هذا البرد خاصة أولئك المهجرين الذين يسعون لمساعدة عائلاتهم رغم صغر أعمارهم وقلة الملابس الشتوية لديهم، «فلا شيء يبكي القلب كمشهد أطفال يتشاجرون فيما بينهم من يجلس بجانب النار التي أوقدوها داخل علبة صفيح في غرفتهم التي تتشارك فيها عائلتهم مع عائلة أخرى».
وبات الكثير من المزارعين في بلدات الغوطة الغربية التي تشتهر بكونها بلدات زراعية يتخوفون من استمرار موجات البرد والصقيع التي باتت تؤثر على محاصيلهم الزراعية بشكل كبير، ما يرجح استمرار ارتفاع الأسعار مع زيادة الخسائر في المحاصيل والتضييق الأمني الشديد الذي تفرضه القوات النظامية على الطرق بين البلدات وبين العاصمة دمشق.
لحدائق دمشق حصة من ضحايا البرد في الداخل والمنفى…. وإعلام النظام يغرد خارج السرب
أحمد الدمشقي
ريف دمشق ـ «القدس العربي» هرعت «بيان» عندما كانت تمشي في منطقة ركن الدين في دمشق، مسرعة تبحث عن مصدر صوت نواح عال، لتجد امرأة على قارعة الطريق في منتصف الثلاثينيات من عمرها تبكي بشدة وهي تضم ابنها إلى صدرها، وعند سألت بعض المتجمهرين حولها فهمت «بيان» أن من تحمله المرأة هو ابنها الرضيع الذي لم يتجاوز الشهرين من عمره وقد توفي نتيجة البرد الشديد.
تقول «بيان لـ «القدس العربي» إن: هذه الحادثة أبكت جميع المتجمهرين الذين عجزوا عن فعل أي شيء لهذه السيدة التي علمت أنها تبيت في إحدى حدائق المنطقة منذ مدة مع أبنائها الثلاثة بمن فيهم الذي توفي، حيث يبلغ طفلاها الآخران الرابعة والسابعة من العمر. وأشارت بيان إلى أن هذه السيدة تعيش في الحديقة ولا يقيها شر البرد الشديد سوى بطانية تغطيها وأولادها وفوقهم السماء مباشرة، تأكل وتشرب مما يقدمه بعض الأهالي لها يومياً وعلمت بيان أن زوج المرأة مفقود منذ تسعة أشهر ولا تعلم عنه شيئاً.
هذه قصة من مئات القصص التي قد يواجهها أيّ كان في شوارع دمشق وحدائقها، فعشرات الآلاف من أهالي البلدات والقرى قد هجرت وشردت في العاصمة وبعض أريافها، إما جرّاء حصار قوات النظام لبلداتهم أو تدميرها بشكل كامل.
ومن هؤلاء رجل سبعيني من مدينة دوما، عثر عليه متجمداً من البرد في إحدى حدائق دمشق في الميسات، حيث اتخذ من هذه الحديقة منزلاً له بعد نزوحه وعائلته لعدة مناطق آخرها هذه الحديقة.
وجاء المنخفض «هدى» كما سماه البعض أو «زينة» كما سماها آخرون، لتكتب فصلاً جديداً من فصول موت السوريين، فبعد إطلاق الرصاص العشوائي والقنص والقصف والذبح والتفجير والغرق، جاء دور البرد الذي قضى على حياة ما يقارب 29 سوريا في داخل سوريا وخارجها سيما في مخيمات اللجوء، معظمهم من الأطفال.
سمير، محمد، ريم، عبدالرحمن، فاطمة، عادل، هيثم، موسى، هبة، ريماس، هذه بعض أسماء الأطفال الذين قضوا نتيجة العاصفة القوية التي ضربت المنطقة واستمرت حوالي 4 أيام وتركت وراءها طقساً شديد البرودة سجلت فيه درجات حرارة قياسية وصلت في دمشق إلى -10 ليلة أمس. ففي دمشق سجلت ست حالات وفاة وفي الغوطة سجلت ست حالات وفاة لأطفال تراوحت أعمارهم بين الشهر والثلاثة أعوام، كما لقي طفلان ورجل مصرعهم في جنوب دمشق وكذلك عثر على رجل ملقى على الثلج وعلى وشك مفارقة الحياة في مخيم اليرموك ليتم إسعافه وفي حلب توفي طفلان ورجل جراء البرد.
وفي قطنا كذلك الأمر أيضاً حيث لقي رجل مصرعه متجمداً من البرد، وفي حمص توفي رجل في حي الوعر متأثراً بموجة الصقيع، أما في مخيمات النزوح فقد توفي ثلاثة أطفال خنقاً وأصيب اثنان بسبب تسرب الغاز في مخيم الزعتري.
أما في لبنان، فقد توفي عشرة أطفال نتيجة البرد القارس، ففي منطقة حليمة القريبة من عرسال لقي ثلاثة أطفال من عائلة واحدة مصرعهم تجمداً، نتيجة انهيار عشرات الخيم فوق رؤوس قاطنيها، فيما لقي عدد من السوريين مصرعهم أثناء تنقلهم على إحدى الطرق القريبة من مزارع شبعا جنوب شرقي لبنان وآخرون توفوا في البقاع نتيجة تراكم الثلوج وانقطاع الطرقات.
لم تكن كل حالات الوفاة ناتجة عن البرد بشكل مباشر فبعضها كان نتيجة نقص الدواء والغذاء الضروري في هذه الأجواء وأخـــــرى كانت نتيجــــة اشتعال الحرائق في البيوت إثر حرق الورق المقوى وبعض المخلفات الصناعية للتدفئة، كما حصل في منطقة المجتهد في دمشق وأدى ذلك إلى وفاة أربعة أشخاص من عائلة واحدة.
كما يتحدث ناشطون عن حالات الوفاة الناجمة عن نقص وقود التدفئة إذ تجاوز سعر ليتر المازوت في دمشق 200 ليرة سورية فيما كان لا يزيد عن عشرين ليرة سورية قبل الثورة وبلغ سعر جرة الغاز ألفي ليرة سورية في ظل عجز شبه كامل عن شراء أي من المادتين، أما في دول الجوار فقد منعت المواد من الوصول إما بسبب الحصار كعرسال أو نتيجة وقف المساعدات وتخفيضها كما في باقي مناطق لبنان والأردن. وجاء كل ذلك في الوقت الذي نشرت فيه مواقع النظام صوراً لبشار الأسد في وضعيات مختلفة أثناء دخوله وخروجه من مكتبه وأثناء ركوبه ونزوله من سيارته تحت الثلج محتفية بقائد الوطن، ومعلنة عن تبرعه براتبه وتبرع ابنه بمصروفه الشهري للنازحين.
أهالي الرقة يتظاهرون ضد قرار منع السفر
العربي الجديد
تساقط الثلوج لم يمنع أهالي الرقة من الخروج في مظاهرة للمطالبة بإلغاء قرار منع السفر خارج المدينة، وطالب الأهالي مقابلة والي الرقة محاولين إيصال شكواهم.
“ليست هدى وحدها، العالم كله يقف ضدنا، نحن نموت هنا دون أن يشعر بنا أحد” بهذه الكلمات يصف أحد الأهالي ما يحدث في الرقة، التي تعاني من انقطاع في الماء والكهرباء مستمر منذ أربعة أيام، في ظل تردي الأوضاع الإنسانية والخدمية في المدينة التي باتت “تشهد نزيفاً حاداً اقتصادياً وبشرياً، يكاد يصل إلى حد النزوح القسري والتهجير” كما يصفه الناشطون.
فاطمة إحدى النازحات من محافظة دير الزور، تسكن في حي المشلب وتعيل أربعة أطفال بعد وفاة زوجها، مستفيدة من معاشه التقاعدي، وتصف معاناتها بقولها “لم يعد هناك ما أنفقه على أطفالي بعد منعي من السفر لاستلام راتب زوجي”.
وتكمل فاطمة حديثها وهي تجول ببصرها في الغرفة التي تحتاج إلى الكثير من الإصلاح لمنع برد الشتاء، واصفة ما يحدث في الرقة ومعاناة المدنيين بأنها “كارثة بشرية”.
وتشهد الرقة تقنيناً حاداً في الماء والكهرباء منذ عدة أشهر. ويعاني الأهالي من فقدان المحروقات ومشتقاتها، وغلاء الأسعار. كل ذلك أرهق كاهل المدنيين وجعلهم يفكرون بالرحيل. ويشار إلى أن جرة الغاز الواحدة تباع بسبعة آلاف ليرة سورية. بينما وصل سعر لتر المازوت المكرر إلى 70 ل.س أما البنزين النظامي فقد وصل إلى 265 ل.س.
ودفعت الأسعار المواطنين لإيجاد بدائل أقل تكلفة كالحطب. ويضاف إلى ذلك تجاوزات عناصر “الحسبة” بحق الأهالي، الذين يعانون من انهيار البنية التحتية، ومن ضيق الحال وزيادة الفقر المنتشر في أحياء المدينة وريفها.
وقد أصدر تنظيم الدولة الإسلامية شروطاً جديدة بتقييد حركة التنقل والسفر بين ولاياته وخارجها. وشددت تعليمات التنظيم القيود على تنقل النساء، ومنعهن من السفر خارج حدود الولاية بغير محرم، بينما سُمح بالتنقل بين الولايات بغير محرم لمن جاوزت سن الخمسين.
ولا يسمح للنسوة بالسفر مطلقاً خارج حدود “الدولة الإسلامية” والتي يطلق عليها تسمية “بلاد الكفر” إلا لسبب مرضي قاهر، كما جاء في نص البيان، وبعد تقديم تقرير من المشفى العام مختوم من أمير المشفى.
وأكد التنظيم في بيانه أيضاً وجوب حصول من يحتجن إلى التنقل بلا محرم في الولاية، إلى ورقة عبور من الحسبة، وصورة من الهوية مختومة من مكتب الحسبة الموجود في الكراجات.
وقد خفف التنظيم من الرقابة على حجاب من هن كبيرات في السن، من دون أن يحدد لذلك عمراً معيناً أو معايير محددة، إذ نصّ البيان على أن “كبيرات السن لا يُشدد عليهن في مسألة الحجاب”.
وأكد بيان التنظيم ضرورة حصول كل من لا يملك هوية أو بطاقة عائلية على ورقة إثبات شخصية من الشرطة الإسلامية، مؤكداً أن على “كل الحواجز ومكاتب الكراجات عدم تمرير عامة المسلمين إلا بعد إحضار ورقة تثبت هوية الشخص من مراكز الشرطة الإسلامية”.
كما ألزم التنظيم حافلات النقل بعدم إنزال أو إصعاد الركاب خارج محطة الانطلاق (الكراجات) لأي سبب كان.
قرارات التنظيم الجديدة تأتي في ظل محاولاته منع حدوث اختراقات داخل أراضيه، بحسب مقربين من التنظيم أفادوا أن هناك حالة من التخوف فرضها تزايد العمليات ضد التنظيم، وآخرها مقتل 12 عنصراً منه في عملية تبناها لواء ثوار الرقة الذي توعد بمواصلة عملياته وتصعيدها.
دمشق تحت سلطة البرد
مالك عمارة
وللطبيعة أحياناً دور في السياسية، ودور في إرساء السلم، ولو مؤقتاً. هذا ما فعلته “زينة” العاصفة الثلجية التي كان للعاصمة دمشق منها نصيب. في حضرة العاصفة سيرمي الجميع أسلحتهم ويأوون إلى أقرب مكان ينعم بالدفء. المقاتلون، الساسة، المدنيون.. كل أولئك من الطرفين سيرمون أسلحتهم جانباً في هدنة يفرضها الثلج.
سماء دمشق اليوم مغلقة بالغيوم الحبلى بالبياض. ستسقط كل السلطات ثائرة أو مستبدة، في العاصمة أو على أطرافها. السلطة الوحيدة في حضرة العاصفة هي البرد، ولا شيء سواه.
وكأن الطبيعة بهذه العاصفة تردّ على محاولات النظام في إنعاش العاصمة الميّتة قبيل نهاية العام المنصرم، حيث شلّت الثلوج المتراكمة حركة المدينة بالكامل. سدّت الطرق الرئيسية والفرعية. المدينة في صباح العاصفة فارغة تماماً. المحال مغلقة بحلّة إضراب لطالما تمناه الشعب. الطرق غير سالكة. حتى الحواجز هجرها سكانها (لن تضطر إلى إخراج هويتك عدة مرات في طريق لا يتجاوز الكيلومتر). جبهات القتال صامتة بالمطلق. ربما، أخرسها صمت الهطول.
في ظلّ شحّ مواد الطاقة (مازوت، كهرباء.. إلخ) أدرك سكان العاصمة أن مظاهر رأس السنة وليلة الميلاد وهمٌ يخفي وراءه ضنك العيش. أعادهم الصقيع وغياب الدفء إلى واقعهم القاسي. العاصفة – وقبلها الحرب – سلبت أقدم عواصم العالم دفئها، وعرّتها أمام الزمهرير.
لن يشكو سكان دمشق، النازحون منهم بالأخص، من انقطاع الكهرباء المتواصل. فهناك، وراء الخطوط الحادة بين المدينة وريفها، أناس يعانون أكثر.. حتماً أكثر. في البعيد أيضاً، يرقد شعب تحت الخيام، حاله الأسوأ بالتأكيد. العاصفة أفقدت دمشق الحياة. المفارقة، أنها أفقدتها الموت أيضاً. لم يمت أي سوري اليوم. لم تزهق أي روح اليوم. يبدو أن غيوم العاصفة منعت الأرواح من الصعود، وجعلت العاصمة وريفها الجريح في الخواء سيّان.
في هدنة الثلج هذه، يوقفك الصقيع عن حياتك اليومية. يوقف خط الأحداث الدامية. تخرجك الوحدة المفروضة من الحدث، وتأخذك إلى خارج الركام لترى المصيبة كاملة. تتأمل ذاتك أولاً. نحن بخير؟ تسأل ولا تجيب. تفتح عينيك. ترى حجم الكارثة. تفاجأ بحجم الموت. يصدمك زخم الزمن في سنواتك الأربع الماضية. أمرَّ كلُّ ذلك الوقت على ندائنا الأول؟ دمشق مدينة ميتة. تعلن في سرّك. وتهذي في صقيع: “ذات يوم سيعلم الجميع لما كان كلّ هذا”.
النظام السوري يقفل المصنع: العين بالعين!
لوسي بارسخيان
على حدود لبنان الشرقية في المصنع تحديداً، مشهد مكرر. مئات الشاحنات المخصصة لنقل البضائع مكدسة. السبب المعلن، حتى الآن، في اوساط المخلصين الجمركيين والمصادر الحدودية تشير إلى “تراكم الجليد في جديدة يابوس السورية”، مقابل همس بأسباب أخرى “غير الطبيعة”، لا سيما تلويح دمشق على لسان سفيرها في لبنان علي عبد الكريم علي قبل ايام بإغلاق الحدود أمام الشاحنات اللبنانية رداً على الإجراءات التي بوشر بتطبيقها، والتي أملت حصول السوري الراغب في الدخول إلى لبنان على تأشيرة دخول.
ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام السوري هذه الورقة “الموجعة” ضد لبنان. اعتاد على سحبها كلما أراد الضغط سياسياً، تحديداً منذ انسحابه في العام 2005، لتذكير السلطات اللبنانية بانه يتحكم برقبة اقتصاده، وأنه قادر على خنقه متى أراد، وتالياً فرض معادلة “الاخوة والتنسيق” في كل القرارات التي لا تخدم مصالحه.
في سياق شرح أسباب عدم دخول الشاحنات اللبنانية إلى سوريا، يقول رئيس نقابة مالكي الشاحنات المبردة عمر العلي لـ”المدن” أن “هناك اكثر من مئتي شاحنة تعطل سيرها منذ اكثر من عشرة ايام، وهي محتجزة في باحات المصنع او جديدة يابوس. وحتى بعد ان عملت النقابة على فتح الطريق في المصنع، إلا أن السائقين يبدون حذرين في اجتياز الحدود اللبنانية، لعلمهم ان احتجازهم داخل الاراضي يبقى افضل بكثير من ان يعلقوا على ابواب جديدة يابوس”، التي يؤكد العلي ان “السلطات السورية المعنية لم تقم بفتح طرقاتها المخصصة للشاحنات، بل شقت طريقا ضيقا للسيارات صغيرة الحجم فقط، مبقية خط الشاحنات مقفلاً بسبب الجليد المتراكم، فيما امتنع عدد كبير من موظفي جهاز الجمارك السوري عن التوجه إلى عملهم منذ ايام عدة”.
رغم هذه المعطيات إلا أن المعنيين، على الحدود اللبنانية – السورية، يحرصون على عدم القفز الى استنتاجات تربط الازمة الحالية بالتصريحات السورية المهددة مؤخراً، لكنهم يذكرون بمعاناتهم الطويلة مع تحكم السلطات السورية بمنفذ البضائع اللبنانية شبه الوحيد، وهذا ما يجعلهم على يقين بأن السلطات السورية لو لم تكن تقتص من لبنان، لكانت فتحت الطريق منذ اليوم الاول، لأنها ليست المرة الأولى التي تمطر أو تتراكم الثلوج في هذه المنطقة، كما أنه عرف عن النظام السوري في السابق وتحديداً خلال فترة الوصاية، قيامه بفتح الطرقات خلال الشتاء على مساحة تمتد الى ما بعد عنبر الجمارك اللبنانية، لابقاء الحدود مفتوحة امام مصالحه.
في هذا الإطار أيضاً، تأتي زيارة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابرهيم الى المصنع قبل ايام، التي تفقد خلالها تطبيق الاجراءات الجديدة، رافضاً الرد علناً على تهديد علي بوصفه “شأناً سورياً”، رغم أنه وجه رسالة مبطنة الى السلطات السورية عبر اعلانه ان “الاجراءات المتخذة هي في مصلحة الشعب السوري والنازحين الى لبنان”، وان “الجانب السوري سيكتشف ذلك مع مرور الوقت”.
وفيما يتردد في بيروت عن تواصل لبناني – سوري لتوضيح الموقف والإجراءات اللبنانية، وعدم التصعيد، لم يسجل بعد أي تحرك رسمي لبناني بعد للتواصل مع الجانب السوري، الذي يرفض تقديم أي توضيحات، لجهة طبيعة التباطؤ السوري في فتح الطريق من جهة جديدة يابوس.
في ظل الغياب اللبناني – السوري على حد سواء، تكثر المبادرات الفردية من قبل التجار والمخلصين الجمركيين ونقابة سائقي الشاحنات، لتبيان حال الحدود، والأسباب الحقيقية وراء اغلاقها، والمواعيد المحتملة لفتحها امام الترانزيت، ومعها تكثر الاستنتاجات، والتشاؤم، والمخاوف من مرحلة جديدة، يكرر فيها النظام السوري لعب أوراقه المعروفة.
موسكو: المحادثات السورية ـ السورية تنطلق 26 يناير
تقرير كان تحدث عن عراقيل وشروط مسبقة
نصر المجالي
أعلن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية، أن المحادثات بين ممثلي الحكومة السورية وقوى المعارضة ستنطلق في موسكو في 26 كانون الثاني (يناير).
قال بوغدانوف، الذي كان زار دمشق والتقى القيادة السورية، كما التقى بعض أطراف معارضة الداخل ومعارضين آخرين في تركيا، الثلاثاء، إن تلك المباحثات ستستمر لمدة 3 أيام، على أن تنتهي في الـ 29 من الشهر ذاته، “حسب موقع صورت روسيا”، دون أن يعطي مزيدًا من التفاصيل حول الشخصيات المشاركة أو عددها في هذه المفاوضات.
يشار إلى أن روسيا كانت أعلنت، مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عن احتضان حوار يجمع بين أطراف النزاع في سوريا، وأبدت الحكومة السورية موافقتها على المشاركة في هذا الحوار.
وكانت علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، على المبادرة الروسية بشأن عقد لقاء في موسكو يجمع الأطراف السورية، قائلة إن السلطات الأميركية “تعتبر أي خطوة نحو إيجاد حل للنزاع في سوريا أمراً إيجابياً”.
ولاحظت هارف أن الولايات المتحدة “ليست مشاركة في تنظيم هذا الاجتماع، ولكن واشنطن ترى أن أي جهود من شأنها أن تسهم في إيجاد حل سياسي لهذه المشكلة، مفيدة”.
شروط مسبقة
وإلى ذلك، فإنه رغم إعلان بوغدانوف عن تحديد موعد الحوار، فإن تقريرًا كان نشر في موسكو اشار الى أن المراحل التمهيدية الأخيرة لعقد مؤتمر الحوار السوري في موسكو تواجه معوقات تتمثل بوضع البعض شروطًا مسبقة، الأمر الذي يهدد بنسف النتائج التي قد تترتب عن اللقاءات في حال عقدها.
وقال التقرير انه بينما تضع موسكو اللمسات الأخيرة قبيل إطلاق مؤتمرها للحوار السوري السوري، لكن بوادر عرقلة بدأت تبرز مع رهن بعض أطراف المعارضة مشاركتها بشروط يقدر مراقبون أنها ستخيم على أجواء الجهود الديبلوماسية التي يبذلها راعي المؤتمر. فقد تحدثت هيئة التنسيق المعارضة العاملة في الداخل، عن شروط تفصيلية قالت إنها تتطابق مع إيمانها بالحل وفق مبادئ إعلان جنيف.
واضاف التقرير: “لعل تعدد وتنوع شروط المشاركة في المؤتمر، الموضوعة من قبل أطياف المعارضة، تنبئ بصعوبة نجاح المساعي الرامية لتشكيل وفد يضم هذه القوى ليتوجه إلى موسكو محملاً بمطالب ورؤية موحدة لمفاوضة وفد الحكومة السورية التي اكدت مشاركتها غير المشروطة”.
وخلص التقرير الى القول: وفيما يسود يقين لدى الكثيرين بخطورة ما ستحمله في طياتها الايام القادمة من الأزمة السورية، يؤمل أن يؤدي حوار موسكو الى اتخاذ خطوات فاعلة لحرف البلاد عن سكة الحرب، الامر الذي يتطلب ابتعاد الجهات المعطلة عن التفصيلات التي تؤخر إنتاج الحل.
أوباما يفاوض الكونغرس على حرب «داعش».. واجتماع استخباراتي لمكافحة الإرهاب بلندن
نسخة للطباعة Send by email
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم أمس بالعمل مع المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين من أجل تفويض رسمي لاستخدام القوة العسكرية ضد متشددي تنظيم داعش.
جاء ذلك خلال اجتماع مع قادة الكونغرس من الحزبين في البيت الأبيض فيما يسعى أوباما لتحسين علاقة العمل مع الكونغرس.
وتقول إدارة أوباما، إن حملة الضربات الجوية المستمرة منذ 5 أشهر في العراق وسوريا ضد متشددي «داعش» قانونية استنادا إلى تفويض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش لحرب العراق ومحاربة تنظيم القاعدة.
لكن عددا من أعضاء الكونغرس قالوا إنه سيكون من الأفضل مناقشة الموافقة على تفويض جديد لقتال متشددي «داعش» الذين قتلوا آلاف الناس عندما استولوا على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.
وقال البيت الأبيض: «الرئيس ملتزم بالعمل مع أعضاء الحزبين على نص تفويض باستخدام القوة العسكرية يمكن أن يوافق عليه الكونغرس ليظهر للعالم أن أميركا تقف موحدة في مواجهة (داعش)».
ورحب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل بالخطوة وقال للصحافيين في وقت لاحق، إن هذه انطلاقة جيدة لأوباما «ليقول لنا ما يريد ويقدم الوثيقة الأولية».
وعلى صعيد متصل، قالت كندا يوم أمس، إن الدول الـ5 التي تشكل شبكة رائدة لتبادل معلومات المخابرات في العالم ستجتمع في لندن الشهر المقبل للتشاور بشأن استراتيجيات مكافحة الإرهاب في أعقاب هجمات باريس.
وقال وزير الأمن العام ستيفن بلاني، إن تحالف العيون الـ5 الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وبريطانيا ونيوزيلندا قرر عقد اجتماع يوم 22 يناير (كانون الثاني).
لكن مسؤولا بالحكومة الكندية قال، إن الدول الـ5 ستجتمع بالفعل في لندن خلال شهر فبراير (شباط).
وتعليقات بلاني غير معتادة؛ إذ إن أعضاء شبكة «العيون الـ5» نادرا ما يتحدثون عن نشاطهم.
وقال بلاني لتلفزيون «سي تي في»: «سنعقد اجتماعا مع حلفاء العيون الـ5 في لندن.. سيكون الإرهاب على جدول الأعمال».
ولم يكشف بلاني عن أي تفاصيل تتعلق بالاجتماع، لكنه قال إن وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون سيحضر الاجتماع.
وعلى نحو منفصل، قال مسؤول بالحكومة الكندية، إن الاجتماع كان مقررا قبل هجمات باريس.
وأضاف المسؤول: «تجتمع (العيون الـ5) بانتظام لمناقشة المخاوف والأساليب المشتركة».
كيري يؤيد مساعي روسيا إجراء محادثات سلام بشأن سوريا
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم (الاربعاء)، عن تأييده للمساعي التي تقودها روسيا لإجراء محادثات جديدة لإنهاء النزاع المدمر في سوريا.
والتقى كيري في جنيف مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا لإجراء محادثات حول الأزمة السورية، وأشاد بجهوده في هذا المجال.
وقال كيري إن “الولايات المتحدة قلقة بشكل خاص بشأن الكارثة المستمرة في سوريا التي شردت نحو ثلاثة أرباع سكانها”.
وقال إن دي ميستورا “يشارك في جهود معقدة للغاية، ولكن مهمة لمحاولة دفع عملية (السلام) في سوريا” ابتداء من حلب التي كانت المركز الاقتصادي للبلاد والتي دمرها النزاع المستمر منذ منتصف 2012.
وتسعى روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الاسد، إلى إعادة إطلاق محادثات السلام بمشاركة دي ميستورا لتشمل عقد لقاءات بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة المنقسمة على نفسها.
ودعت روسيا 28 من شخصيات المعارضة من بينها اعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعترف به دوليا، اضافة إلى المعارضة داخل سوريا. إلا أن العديد من الشخصيات المعارضة البارزة التي تشكك في مصداقية روسيا كوسيط، أعلنت رفضها المشاركة في المحادثات.
وقال كيري “حان الوقت لكي يضع النظام السوري الشعب أولا، وأن يفكر في عواقب أعماله التي تستقطب المزيد والمزيد من الارهابيين إلى سوريا”. وأضاف “لذلك فاننا نأمل أن تكون الجهود الروسية مفيدة، ونأمل في أن يكون لجهود الأمم المتحدة التي يقودها المبعوث الخاص دي ميستور تأثير”.
وأكد كيري أن دي ميستورا “سيتوجه إلى دمشق الأسبوع المقبل”.
الجزيرة نت تكشف مخابئ أسلحة كيميائية للأسد
الجزيرة نت-خاص
تمكنت الجزيرة نت من الحصول على معلومات خاصة من قيادي كبير بالحرس الجمهوري السوري تكشف احتفاظ نظام بشار الأسد بالقدر الأكبر من ترسانة أسلحته الكيميائية والأماكن السرية التي يخفي فيها هذه الترسانة، وذلك على الرغم من إعلان جهات التفتيش الدولية إتمام مهمتها بتفكيك منظومة هذه الأسلحة ونقلها خارج سوريا.
وتفيد هذه المعلومات، التي كشفها للجزيرة نت قيادي كبير في الحرس الجمهوري ينتمي للطائفة العلوية، أن الأسد يخفي هذه الأسلحة في مخابئ سرية تحت الأرض في عدة مواقع منتشرة في العاصمة دمشق ومحيطها.
وأكد القيادي -الذي اشترط عدم الكشف عن هويته أو الإشارة لها- أن نظام الأسد عمد إلى إخفاء كميات كبيرة من السلاح الكيميائي أكبر بكثير من تلك التي سلمها للمجتمع الدولي عقب الاتفاق الأميركي الروسي لتدمير هذه الأسلحة بعد مجزرة الغوطة التي أودت بحياة المئات غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقال القيادي السوري للجزيرة نت “بدأ النظام السوري بإخفاء تلك الكميات عقب استخدامه السلاح الكيميائي لأول مرة في الغوطة الشرقية، قبل عام كامل من قصفه حرستا ودوما والمعضمية بالكيميائي، الأمر الذي دفع العالم للنزع المزعوم لسلاح النظام الكيميائي.
وأكد الضابط معرفته الأكيدة بأربعة مواقع (ومعرفة جزئية لموقع خامس) خبأ فيها النظام هذا النوع من السلاح، وحدد مواقعها بدقة تامة، نوردها هنا كما شرحها تماما:
الأول: يقع تحت قيادة القوة الجوية وسط دمشق إلى الشرق من دوار الأمويين، ويمتد تحت قيادة الأركان ونادي الضباط وفندق مريديان سابقا.
وهذا الموقع هو عبارة عن 11 طابقا تحت الأرض، وتم تخزين كميات كبيرة من السلاح الكيميائي في طوابقه الخمسة العليا، أما الطوابق الثلاثة التالية نزولا فتضم مقرا للقيادة والاتصالات، ورجح الضابط أن تحتوي الطوابق الثلاثة المتبقية على نشاط نووي بشكل ما.
ووفق القيادي العسكري فإن عالم الذرة الباكستاني الشهير عبد القدير خان زار الطوابق المذكورة عام 1998، بعد أن حضر إلى دمشق للمشاركة ظاهريا بأسبوع العلم الذي تقيمه وزارة التعليم العالي.
وأشار إلى أن للمخبأ المذكور أبوابا كثيرة، أحدها في مبنى قيادة القوة الجوية، وآخر في الزاوية الشرقية لحديقة فندق مريديان، ورجح أن يكون المخبأ متصلا بالقصر الجمهوري بمنطقة أبو رمانة، ولم يستبعد أن يكون متصلا بنفق طويل مع مطار المزة العسكري.
وأضاف للجزيرة نت “دخلت الموقع عدة مرات بمهمات عسكرية باختصاصي العسكري، وتجولت مع ضباط كبار فيه، وفوجئنا ذات مرة بدخول بشار الأسد بسيارته من باب واسع في الطابق السادس تحت الأرض”.
الثاني: يقع في مقر اللواء 105 على السفح الغربي لجبل قاسيون، ووفق القيادي فإن لهذا الموقع بابا واحدا يعرفه يقع في مرآب للدبابات.
ويشير إلى أن هذا الموقع يمتد عميقا تحت جبل قاسيون، وكان لافتا إشارته إلى اختفاء دكتور في اختصاص الجيولوجيا بجامعة دمشق حذر في بحث علمي له من وجود مغاور كبيرة تحت الجبل تهدد بانهياره عند أدنى هزة أرضية، ورجح أن يكون اختفاء الجيولوجي مرتبطا بإفشائه هذه المعلومة.
وأكد القيادي بالحرس الجمهوري أن دخول هذا المخبأ مقتصر على فئة قليلة من المسؤولين وكبار الضباط، ورجح أن يكون أكبر مخزن للسلاح الكيميائي، ولم يستبعد وجود أنشطة أخرى محرمة دوليا فيه.
الثالث: وهو مخبأ يقع عند أول منعطف كبير على أوتوستراد دمشق حلب الدولي في منطقة الثنايا بعد مساكن عدرا على الجهة اليسرى مقابل مخفر لشرطة الطرق العامة.
ويعتقد الضابط أنه يمتد عميقا تحت الجبل، ولفت إلى أن النظام أوقف كل مقالع الحجارة في التل المجاور للموقع عندما حفر هذا المخبأ في تسعينيات القرن الماضي، رغم أن ملكية المقالع تعود لرامي مخلوف صهر بشار الأسد.
الرابع: وهو مخبأ للسلاح الكيميائي يقع على الأوتوستراد ذاته على يمين المنعطف الأول بعد منطقة القطيفة، حيث يوجد بستان صغير مشجر، يقوم في وسطه منزل يتم الدخول منه للموقع.
وقال القيادي بالحرس الجمهوري “قد يكون هذا الموقع هو الأقدم، حيث تم حفره في باطن الجبل في ذات الفترة التي تم فيها شق أوتوستراد دمشق حلب في ثمانينيات القرن الماضي.
الخامس: وهو موقع شديد السرية في مقر الوحدات الخاصة في القابون بدمشق، ورجح القيادي العسكري أن يكون قد تم إخلاء هذا المقر مع اندلاع الثورة على النظام في مارس/آذار 2011 واندلاع الاشتباكات في القابون خشية سيطرة الثوار عليه.
وأشار إلى أن للمخابئ أبوابا عديدة لا يعرفها إلا القيادات العليا والضباط الذين يدخلون إليها.
طفل من داعش يعدم رجلين بالرصاص
دبي – قناة الحدث
نشر تنظيم داعش المتطرف على شبكة الإنترنت شريط فيديو يظهر فيه فتى يعدم رجلين بإطلاق النار من مسدس، بعد إدانتهما بالتجسس على التنظيم لصالح الاستخبارات الروسية.
ويعيد الشريط للأذهان الاتهامات المتعددة للتنظيم المتطرف بتجنيد الأطفال واستخدامهم في ساحات القتال.
وبطلقتين في العنق، أنهى هذا الطفل، المنضم لتنظيم داعش، حياة رجلين قيل إنهما كلفا بالتجسس على التنظيم من قبل الاستخبارات الروسية، ونشر التنظيم المتهم بتجنيد الأطفال في القتال على شبكة الإنترنت شريط الإعدام كوسيلة أخرى للدعاية.
وقبل الإعدام، يظهر رجلان في الشريط وهما يردان على أسئلة تطرح عليهما باللغة الروسية، يعترفان فيها بتكليفهما من قبل الاستخبارات الروسية لجمع معلومات عن قياديين وعناصر في التنظيم المتطرف.
يدعى الطفل منفذ الإعدام عبدالله، وينحدر من كازاخستان، حيث سبق أن استخدمه التنظيم في شرائط سابقة أظهر فيها أطفالا يتدربون في أحد معسكرات التنظيم المتطرف في سوريا.
وتؤكد الصور والفيديوهات التي يعمد التنظيم على نشرها مراراً، تدريب مقاتليه لأطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشرة في ساحة القتال، لدرجة إلحاقهم بفصيل خاص في مدينة الطبقة غرب الرقة.
هذا الأمر دفع منظمات حقوقية إلى دق ناقوس الخطر بعد دلائل على ارتكاب داعش انتهاكات وجرائم حرب على نطاق واسع بأسلوب ممنهج ومنظم، من خلال تجنيد الأطفال لتنفيذ أعمال قتالية.
وعزت منظمات، السبب، إلى إعطاء داعش أولوية للأطفال، لكونه يرى فيهم وسيلة لضمان الولاء على المدى البعيد.
البغدادي أمر بإعدام 56 داعشياً بعد هزيمتهم في أربيل
دبي – قناة الحدث
كشف مسؤول الإعلام في الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني، أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي أمر بإعدام 56 عنصرا من التنظيم، عقب هزيمته في منطقة كوير جنوب أربيل.
وأكد ذات المصدر أن “الإعدامات تمت في منطقة النمرود شرق الموصل”، مشيرا إلى أن “المعارك التي دارت بين داعش والبيشمركة جنوب أربيل أسفرت عن مقتل نحو 300 عنصر من التنظيم وإصابة نحو 150 آخرين”.
كيري يشيد بجهود دي ميستورا بوقف القتال في حلب
العربية.نت
أشاد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بجهود مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، بعد لقائهما في جنيف. وقال كيري إن مهمة المبعوث معقدة جداً ومهمة من أجل دفع المساعي السلمية في سوريا، خصوصاً التركيز على الجهود لوقف إطلاق النار في حلب.
وأضاف كيري أن الولايات المتحدة قلقة تجاه الوضع الكارثي في سوريا والذي أدى إلى تهجير ثلاثة أرباع السوريين، مطالباً الأسد بوضع مصالح شعبه بالمقدمة والأخذ بالاعتبار النتائج المترتبة على استمرار القتال والتي كانت سبباً مباشراً في جذب الإرهابيين إلى سوريا.
وأشار الوزير الأميركي بالجهود الروسية قائلاً إنه يتمنى أن تكون ناجحة، معبراً عن أمله بأن تؤدي مساعي دي ميستورا إلى نتائج، خصوصاً أنه سيتوجه إلى دمشق الأسبوع القادم، وهذا أمر تعتبره الولايات المتحدة أولوية وستعمل معه لدعم هذه الجهود.
من جهته، عبر دي ميستورا عن تفاؤله بالاهتمام الأميركي، لافتاً إلى أن هناك انطباعاً بأن الموضوع السوري ليس في سلم الأولويات، خاصة أن الصراع يدخل عامه الرابع.
وشدد المبعوث على أن الحل هو سياسي ويبدأ في حلب لما لها من دلالات، ولأنها ستبعث رسالة إيجابية لباقي المدن، وهذا يعني توقف البراميل المتفجرة والقصف ودخول المساعدات الإنسانية وإعطاء أمل للسوريين بوقف القتال.
المفوض السامي للاجئين: المساعدات الدولية غير كافية
دبي – قناة الحدث
قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين لدى الأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريس، الأربعاء، إن المساعدات التي تم تقديمها للاجئين السوريين غير كافية، مشيرا إلى أن “نحو نصف المساعدات التي تحتاجها المفوضية لمساعدة اللاجئين السوريين لم تتم تغطيتها لعدم كفاية التمويل”.
وناشد غوتيريس، الذي يزور الأردن حاليا، المجتمع الدولي “لدعم الشعبين السوري والعراقي، خاصة في فصل الشتاء الذي زاد من معاناة المشردين السوريين، جراء الصراع الذي فرض عليهم العيش في فقر مدقع”، قائلا: “لا يبدو هناك نهاية قريبة للأزمة السورية”.
وطالب المفوض السامي أيضا بتقديم دعم ضخم من المجتمع الدولي للدول المستضيفة، عبر مساعدة ميزانيات الحكومات التي تتكبد عناء استضافة اللاجئين، والتي لا يمكنها تحمل العبء بمفردها دون دعم، ضاربا مثالا بالأردن”.
روسيا: مفاوضات بين النظام ومعارضة سوريا بـ26 الجاري
دبي – قناة العربية
أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إجراء محادثات بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة السورية في نهاية الشهر الجاري.
هذا وكانت موسكو قد أعلنت عن استعدادها لاستضافة حوار بين أطراف النزاع في سوريا.
كما أعلن النظام السوري موافقته على المشاركة في هذا الحوار في روسيا، في حين رفض الائتلاف الوطني السوري المعارض أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية.
روسيا تحدد جدول أعمال مؤتمرها لحل النزاع في سوريا
موسكو – فرانس برس
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أمس الثلاثاء، عن إجراء محادثات بين ممثلين لنظام دمشق وبعض ممثلي المعارضة السورية في موسكو بين 26 و29 يناير الحالي، وسط مقاطعة وساعة لهذا المؤتمر من قبل المعارضة السورية.
وقال بوغدانوف، حسب ما نقلت عنه وكالة “ريا نوفوستي” الرسمية: “في 26 تصل الوفود. في 27 تجري اتصالات بين ممثلي المعارضة، وفي 29 بين ممثلي المعارضة والنظام السوري. في 29 تختتم المحادثات ويغادر الجميع موسكو”. ولم يقدم بوغدانوف تفاصيل إضافية حول المشاركين.
وكانت السلطات الروسية أعلنت مطلع ديسمبر الماضي استعدادها لاستضافة حوار بين أطراف النزاع في سوريا.
وفي نهاية الشهر نفسه أعلن النظام السوري موافقته على المشاركة في هذا الحوار في روسيا، في حين رفض رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجا المشاركة فيه.
وشارك الائتلاف الوطني السوري المعارض مرتين في محادثات مع النظام في جنيف من دون التوصل الى أي نتيجة ملموسة.
تحليل: عن فيديوهات داعش لقطع الرؤوس.. ترعبنا متابعتها لكن القاتل يغوينا بسحرها
مقال لفرانسيس لارسون، الباحثة في علم التطور البشري بجامعة درهام، التي نشرت مؤخرا كتابا تحت عنوان “قطع الرقاب: تاريخ سقوط الرؤوس والعثور عليها”، المقال يعكس رأي الكاتبة ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر CNN.
نيوروك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — خلال عام 2014 أثبتت عمليات قطع رأس الغربيين على يد التنظيمات الإسلامية أنها سلاح فعال لبث الذعر، وبدأت الموجة بقطع رأس الصحفي جميس فولي، ومن ثم تبعه ستيفن سوتلوف وديفيد هاينز وآلان هاننغ وعبدالرحمن كيسيغ، وكانت العمليات وحشية إلى أبعد حد، ولكنها عصرية أيضا.
وأخذت عمليات القتل تلك بعين الاعتبار وجود ملايين المشاهدين الذين يتابعون التسجيلات، وبالتالي لعبت الكاميرا دورا جديدا في خلق نوع جديد من الجمهور لم يكن عاديا مقارنة بجمهور عمليات القتل المماثلة في السابق.
ففي 17 يونيو/حزيران 1939 جرى إعدام القاتل المتسلسل الألماني، إيغون وايدمن، خارج سجن “سانت بيار”، عبر قطع رأسه، وقام أحد الأشخاص بتصوير العملية بالفيديو، إلى جانب الصور الفوتوغرافية التي مازالت موجودة حتى اليوم، وقد شغلت تلك الصور صدر الصفحات الأولى لصحف ذلك الزمان.
ولم تضمن الصور تسجيل عملية توثيق الإعدام بقطع الرأس فحسب، بل ضمنت أيضا تخليد المشهد للأجيال الجديدة التي بات بوسعها العودة إلى أرشيف التسجيلات ورؤية الإعدام عبر الانترنت.
فكرة تخليد مشهد قطع الرأس دفعت السلطات آنذاك إلى إلغاء الإعدام العلني، والاستعاضة عنه بتنفيذه داخل السجن، ولم يكن السبب الرغبة في تجنيب الناس فظاعة المشهد، بل رغبة الناس في رؤية صور عمليات قطع الرأس، بصرف النظر عن فظاعتها
لقد كانت عمليات قطع الرأس تاريخيا وسيلة للترهيب في زمن لم يكن هناك وسائل ترفيه للجماهير، وقد أثبت اختراع أفلام الفيديو ذلك دون أي شك، وإذا كان هناك من درس نتعلمه من تاريخ عمليات الإعدام فهو أن هناك على الدوام من يرغب في مشاهدتها، واليوم بات الانترنت الضمانة الأكيدة للمشاهد لحضور تلك العمليات بخصوصية كاملة، فما من أحد سيعرف بأننا جلسنا لمشاهدة فظائع من هذا النوع ونحن ندرك بأننا تتعلق بجريمة “لا صلة لنا بها.”
في القرن الحادي والعشرين، بات هناك انفصام متزايد بين المشاهد والأحداث التي وقعت في الماضي أو في دول أخرى، ونتج عن ذلك إمكانية أن نجلس بمفردنا لمشاهدة لقطات قريبة للمشاهد التي نرغب بها دون معرفة أحد بذلك. لقد تعامل عدد كبير من المشاهدين مع عمليات قطع الرأس التي نفذها تنظيم داعش وكأنها حلقات من مسلسل درامي وحشي، وكان القتلة يدركون أننا سنجلس مشدودين إلى الشاشات لمتابعة الحلقات، كما كانوا يدركون بأن أولئك الذين لن يشاهدوا عمليات الذبح سيكون عليهم مشاهدة الكم الهائل من التعليقات والتحليلات المرتبطة بها.
إنتاج هذه الأفلام لا يتطلب الكثير من المال والتنظيم والتكنولوجيا مقارنة بالعمليات الإرهابية الأخرى، ولكنها وسيلة تضمن تأثيرا واسع النطاق. بل إنها وسيلة يمكن استعادتها بصريا في كل مرة يتم الحديث عنها وهي قادرة في كل مرة على توليد نتائج نفسية واضحة. لقد تحولت الكاميرا إلى مسرح تقام عليه عمليات الذبح وقطع الرؤوس العلنية ورمح ترفع عليه الرؤوس المقطوعة لعرضها أمام العامة.
عندما يقوم المجرمون المتطرفون بقطع رؤوس الضحايا الأبرياء فإنهم يتمكنون عبر الكاميرا من مخاطبة جمهورهم وتقديم حججهم، أما الضحية فتقف أمام الكاميرا دون حول ولا قوة، لتمثل رمزيا عجز مواطني الدولة التي تنتمي إليها عن التدخل. هذه المشاهد تمثل نجاحا للقاتل في تحقيق رغبته بأن يراه الجميع، وقد سبق لقتلة داعش أن أظهروا القدرة على الاعتماد على التلاعب الذكي بوسائل التواصل الاجتماعي من أجل ضمان وصول صورهم إلى شاشاتنا ودفعنا إلى مشاهدتها قبل أن ندرك ذلك.
والأهم أن انطباعاتنا حول التسجيلات ومحتوياتها يمكن نقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فوري إلى الحشود التي تراقب معنا عبر الانترنت مشاهد الذبح، ما يخلق حالة من الوعي الجماعي الذي يتشابه كثيرا مع ردود فعل الحشود الحقيقية.
عندما جرى نشر تسجيلات قطع رأس الصحفي جيمس فولي، طلبت ناشطة سورية تدعى هند عمري من جميع الناشطين على مواقع التواصل عدم إعادة نشر التسجيل، وأسست وسما إلكترونيا تحت شعار “حجب داعش إعلاميا” دعت خلاله إلى إلقاء الماء لإطفاء نيران” التنظيم المتشدد.
وتمكنت تلك الحملة من التحرك بزخم قوي خلال ساعات قليلة، واستجاب موقع تويتر لها فقام بحجب جميع التغريدات التي احتوت على روابط للفيديو، وللمرة الأولى منذ نشر فيديو قتل دانيال بيرل في باكستان عام 2004، بات للأغلبية الصامتة صوت مسموع، وتزايدت أعداد أولئك الذين يرفضون مشاهدة هذه النوعية من التسجيلات.
مشاهد قطع الرؤوس لا تحتوي على بطولات أو إظهار للقوة، فالقاتل الذي يحترف قطع الرقاب لا يستطيع بالضرورة الفوز في معركة حقيقية، خاصة وأن الضحية تقبع دون حول أو قوة منتظرة الموت، ولكن الانتصار الحقيقي للقاتل لا يكون إلا بأداء دوره الكامل خلال فيديو الذبح، ومن ثم دفعنا إلى مشاهدته.
التكنولوجيا الحديثة قد توفر للمشاهدين فرصة مشاهدة تلك التسجيلات بخصوصية كاملة، ولكنها بوابة أيضا لعرض التمدن البشري. لا يمكن للخير أن ينتج عن جرائم القتل، ولكن التقدم في محاربة تلك الأعمال يكون من خلال قدرة الجمهور على حرمان القاتل من التمتع بجائزته، ولا يكون ذلك إلا بالامتناع عن عرض الصور القاسية التي يرغب القاتل بأن نراها.
مقال لفرانسيس لارسون، الباحثة في علم التطور البشري بجامعة درهام، التي نشرت مؤخرا كتابا تحت عنوان “قطع الرقاب: تاريخ سقوط الرؤوس والعثور عليها”، المقال يعكس رأي الكاتبة ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر CNN.
“أطفال الزعتري”.. مأساتهم كبيرة وأحلامهم صغيرة !!
هدا السرحان
,عمان، الأردن
هذا المقال بقلم هدا السرحان وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
الطريق من عمّان الى مخيم الزعتري لللاجئين السوريين طويلة وشاقة في مثل هذه الاجواء المناخية الباردة السائدة مع اطلالة بداية السنة الجديدة . وكذلك اجراءات الدخول الى المخيم لم تكن بالسهولة التي يتوقعها الزائر. فمنذ لحظة عبور البوابة الرئيسية الخاضعة لرقابة مشددة يدرك الداخل الى المخيم حجم المأساة التي يعيشها اللاجئون السوريون جراء الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في كل سوريا والتي اجبرتهم على الرحيل عن ديارهم وارضهم وهجر وطنهم ، والعيش في خيم وكرافانات لا تحميهم من حر الصيف ولا من برد الشتاء الصحراوي القاسي .
وبعد جولة قصيرة تنقلت خلالها بين قطاعات المخيم الاثني عشر في أرض موحلة، وتحت أمطار غزيرة فرضتها أجواء شتائية سيئة، خطر على بالي ان اسأل بعض اطفال المخيم الذين تجمعوا حولنا عن تمنياتهم بمناسبة حلول العام الجديد، وعن أحلامهم في هذا الزمان والمكان. ومن خلال اجاباتهم ادركت حجم مأساتهم الكبيرة، كما عرفت تفاصيل احلامهم وامنياتهم الصغيرة التي هي من حقهم الطبيعي الانساني مثل كافة اطفال العالم. وكان الشيء المشترك الذي اجمعوا عليه واجتمعوا حوله هو العودة الى بلدهم بعدما ينعم بالاستقرار والامن، والى بيوتهم ومدارسهم وملاعبهم وأسرتهم واصدقائهم .
قالت الطفلة سلمى ( تسع سنوات) وهي من ريف مدينة درعا السورية الحدودية أن امنيتها الحصول على خزان مياه خاص بمسكنها لجمع كمية كافية من المياه للاغتسال اليومي والمحافظة على نظافة ( الكرفان) حيث تقيم مع عائلتها. اما الطفل محمود ( 11 سنة ) من بلدة “الحراك” السورية كانت امنيته الوحيدة الحصول على دراجة هوائية تنقله من القطاع 11 في المخيم الى المدرسة في قطاع آخر يبعد نسبيا عن محل سكناه .
وتحدثت الطفلة سهام ( 12 سنة ) من محافظة حمص عن امنياتها فقالت انها تحلم بالحصول على بطانية اضافية تستخدمها وحدها في هذه الاجواء الباردة لأن الاغطية المتوفرة تستخدمها بالاشتراك مع شقيقاتها .
اما الطفل عمار 7 سنوات فحلمه الوحيد ان يرتدي ملابس تلائم قياسه حين توزع الملابس من قبل المتبرعين او المنظمات الانسانية. “بحلم انه الملابس تكون على قدي..ما حدا بهتم اذا كانت عقياسي ام لا.”
في نهاية الجولة حانت لحظة مغادرة المخيم، واقتربت الشمس التي حجبتها الغيوم الداكنة السوداء من المغيب، وارتفعت درجة البرودة مع هبوب رياح شرقية، وهي الاجواء التي يواجهها سكان المخيم بابتكار واختراع وسائل بدائية للتدفئة، على قاعدة الحاجة ام الاختراع، وقد لاحظت خلال المغادرة ان بعض أطفال المخيم من أصحاب الأحلام المتواضعة شارك في زراعة حوض من النعناع، او زراعة شجرة مثمرة امام الخيمة او بجانب “الكرفان” وهو بمثابة عملية اعادة احياء الامل بمستقبل افضل لهم ولوطنهم، لادراكهم ان مأساتهم قد تطول بمدى اطالة الازمة السياسية والامنية في وطنهم سوريا
مصرع ثمانية من “داعش” في كوباني وثمانية من قوات النظام والمعارضة بحلب
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– قتل ثمانية من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الثلاثاء، في مدينة عين العرب “كوباني” عندما قاموا بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردي في المدينة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقل المرصد عن “مصادر موثوقة” أن التنظيم شن هجوما على الوحدات الكردية عند الأطراف الشرقية للمربع الحكومي الأمني، وفي منطقة سوق الهال بمدينة عين العرب، ترافق مع تقدم لمقاتلي وحدات الحماية في المنطقة.
وشنت طائرات التحالف 3 غارات على الأقل استهدفت مواقع للتنظيم في المدينة بحسب ما أفاد المرصد.
وفي محافظة حلب قتل ثمانية أشخاص من طرفي الصراع في الاشتباكات التي جرت بعد منتصف ليل الإثنين، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وبين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة ثانية، بحسب المرصد.
أمسية صلاة في روما غدا لأجل السلام في سورية والعراق
روما (13 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
دعت جهات كاثوليكية الى جميع المؤمنين للمشاركة في أمسية صلاة من أجل السلام في سورية والعراق، عند السابعة من مساء يوم غد في إحدى رعايا روما
وقالت الجهة المنظمة للمبادرة وهما المركز الرعوي الأبرشي للتعاون التبشيري بين الكنائس، والمكتب الأبرشي لراعوية الهجرة، “لن نتوقف أبدا عن طلب هبة السلام لكثير من الناس الذين يعانون”، مشيرة الى أن الأمسية ستكون برئاسة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وبمشاركة الأسقف المساعد لمنطقة مركز روما، المونسنيور ماتّيو تزوبّي، المسؤول عن التعاون التبشيري بين الكنائس في أبرشية روما، وممثلي الجماعات الكاثوليكية في الشرق الأوسط بروما
وأضاف المنظمون أن “سهرة الصلاة التي تركز على موضوع النور والبخور، ستكون عبارة عن اقتسام لكلمة الله من كتاب سفر التكوين، حول النص الذي يتحدث عن لقاء الله مع إبراهيم”، بينما “ستحيي الأمسية بالترانيم الجوقات الكاثوليكية الأرمنية، والمارونية اللبنانية والسورية والملكية الكاثوليكية الأنطاكية الموجودة في روما”، على حد تعبيرهم
ليوروبول تقدر عدد المقاتلين الأوروبيين بسورية ما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف
بروكسل (14 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قدر مكتب الشرطة الأوروبية (يووربول) أن عدد الشبان الأوروبيين الذين سافروا لسورية للقتال بجانب مجموعات جهادية، يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف شخص
ونُقل عن روب وينرايت، قوله أن هؤلاء يمثلون تهديداً حقيقياً لمختلف دول الاتحاد في حال عودتهم من أماكن الصراع.
وكان وينرايت يتحدث أمام لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني أمس، حيث شدد على ضرورة التحسب لليوم الذي سيعودون فيه، فـ”هناك خطر حقيقي من إمكانية أن يتوفر لدى هؤلاء القدرة والإرادة على القيام بهجمات على غرار ما شهدناه في باريس الأسبوع الماضي”، وفق كلامه.
وأوضح المسؤول الأوروبي أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل وسيلة ناجعة في عملية تجنيد الشباب عبر الخطاب الدعائي والتحريضي. وقال “يجب علينا التعاون بشكل أفضل في شركات الانترنيت والأطراف العاملة في الحقل التكنولوجي”، حسب تعبيره
ولفت المدير العام ليوربول النظر إلى أن المجموعات الجهادية استخدمت الأنترنت بشكل أكثر عدوانية مما كان يمكن تصوره.
ويذكر أن هيئات الاتحاد الأوروبي ومصادر الشرطة في العديد من الدول الأعضاء تقر بعدم توفر أرقام دقيقة حول عدد الشبان الأوروبيين الذين ذهبوا إلى سورية والعراق.
وتشير مصادر أوروبية مطلعة إلى أن هذه الظاهرة لا زالت مستمرة بالرغم من الجهود المبذولة للحد منها.
وكانت الشرطة في عدة دول أوروبية ألقت القبض على عدد من الشبان والشابات الذين حاولوا الذهاب إلى سورية عبر تركيا أو بلدان مجاورة أخرى
لافروف: من يرفضون المشاركة في محادثات سوريا الوشيكة يضعفون موقفهم
موسكو (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء إن من يرفض المشاركة من الشخصيات السورية المعارضة في المحادثات الوشيكة في موسكو مع مسؤولي الحكومة السورية هذا الشهر سيخسرون تأثيرهم في جهود السلام.
وأضاف في مؤتمر صحفي “من يقررون عدم المشاركة في هذا الحدث سيخسرون فيما يتعلق بمواقعهم في عملية محادثات السلام ككل.”
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)