أحداث الأربعاء 19 تشرين الأول 2016
روسيا توقف قصف حلب بعد ليلة دامية… والمساعدات تنتظر ضمانات
لندن، جنيف، موسكو، أوسلو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أعلنت روسيا الثلثاء، وقف غاراتها على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، قبل يومين من دخول هدنة إنسانية من ثماني ساعات حيز التنفيذ، اعتبرت الأمم المتحدة أنها غير كافية لإدخال المساعدات، وطالبت بضمانات دولية.
وتزامن ذلك مع قرار موسكو المفاجئ بعد ليلة دامية في مدينة حلب، تخلّلتها غارات كثيفة على الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، تسببت بمقتل خمسة أشخاص على الأقل من عائلة واحدة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «طائرات حربية شنت غارات مكثفة على مدينة حلب بعد منتصف ليل الاثنين – الثلثاء، حيث استهدفت مناطق في أحياء السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة والزبدية وجمعية الزهراء وحلب القديمة، ما أسفر عن استشهاد 5 أشخاص على الأقل من عائلة واحدة، بينهم 3 أطفال ومواطنة، وإصابة آخرين بجروح. في وقت دارت اشتباكات في محور عزيزة بريف حلب الجنوبي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وجبهة فتح الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، وسط قصف صاروخي متبادل، وقضى على إثر الاشتباكات عنصر من جبهة فتح الشام ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوفهما، كما تدور اشتباكات بين الطرفين في محور العويجة شمال حلب، بينما قصفت طائرات حربية بعد منتصف ليل (أول) أمس، أماكن في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، أيضاً سقطت صواريخ عدة يعتقد أنها من نوع أرض – أرض أطلقتها قوات النظام على أماكن في ريف المهندسين وبلدات أورم الصغرى وقبتان الجبل ودارة عزة بريف حلب الغربي».
وقبل ساعات من وقف الغارات، أفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، بغارات روسية كثيفة استهدفت بعد منتصف الليل، أحياء عدة في شرق حلب. وأشار مراسل «فرانس برس» الى انهيار مبنى على رؤوس قاطنيه فجراً في حي بستان القصر نتيجة الغارات، ما تسبّب وفق «المرصد» بمقتل عائلة بأكملها، تضم رجلاً وزوجته وثلاثة أولاد. وبعد إعلان موسكو وقف الغارات، أفاد «المرصد» بتوقف الغارات على الأحياء السكنية في شرق حلب تزامناً مع استمرار الاشتباكات على أطراف المدينة.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الثلثاء خلال اجتماع لهيئة الأركان الروسية: «اليوم (أمس)، ومنذ الساعة العاشرة (7,00 ت غ) صباحاً، توقفت ضربات الطيران الروسي والسوري»، موضحاً أن هذا الوقف المبكر للغارات «ضروري من أجل تطبيق الهدنة الإنسانية».
واستبقت موسكو هذا القرار بإعلانها مساء الاثنين، هدنة إنسانية من ثماني ساعات تطبق الخميس، بدءاً من الثامنة صباحاً (5,00 ت غ)، في خطوة رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنهما اعتبرا أنها غير كافية لإدخال المساعدات.
وتصاعد الضغط الدولي على روسيا، الحليفة الأبرز للرئيس السوري بشار الأسد، إثر هجوم بدأه الجيش السوري في 22 الشهر الماضي، للسيطرة على الأحياء الشرقية. وتزامن الهجوم مع غارات روسية كثيفة وأخرى سورية أوقعت مئات القتلى وألحقت دماراً كبيراً لم تسلم منه المستشفيات. لكن الكرملين نفى الثلثاء، أن يكون القرار مرتبطاً بانتقادات فرنسية وألمانية. وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف، أنه يشكل فقط «بادرة حسن نية من العسكريين الروس».
وجاء التصعيد ميدانياً إثر انهيار هدنة في سوريا في 19 الشهر الماضي، تم التوصل إليها باتفاق أميركي – روسي وصمدت أسبوعاً، ما تسبّب بتوتر بين البلدين إزاء سورية. ولم تنجح الجهود والمحادثات الدولية منذ ذلك الحين، في إحياء وقف إطلاق النار، في وقت اتهم الغربيون روسيا بـ»جرائم حرب» في سوريا.
وأوضح شويغو أن وقف الغارات الثلثاء «يضمن سلامة خروج المدنيين عبر ستة ممرات، ويحضر لإجلاء المرضى والجرحى من شرق حلب». وأضاف: «في الوقت الذي تبدأ هذه الهدنة الإنسانية، ستنسحب القوات السورية الى مسافة كافية تمكن المقاتلين من الخروج من شرق حلب مع أسلحتهم» عبر ممرين خاصين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة.
وحمّلت روسيا واشنطن الشهر الماضي، مسؤولية إفشال الهدنة لعدم ضغطها على الفصائل المعارضة لفك ارتباطها عن «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة).
وتابع شويغو أنه يمكن وقف الغارات الجوية اعتباراً من الثلثاء، أن يساعد في نجاح محادثات تتمحور حول «الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين في حلب»، والتي يفترض أن تبدأ الأربعاء في جنيف. وزاد: «نطلب من حكومات الدول التي لها نفوذ على القسم الشرقي لحلب، أن تقنع قيادييه بوقف المعارك ومغادرة المدينة».
وتقدر الأمم المتحدة وجود 900 مقاتل من «فتح الشام» في شرق حلب، في وقت يقدر «المرصد السوري» وجود 400 مقاتل فقط من أصل نحو 15 ألف مقاتل معارض.
وكان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا اعتبر الشهر الماضي، أن وجود «جبهة فتح الشام» في شرق حلب يشكّل مبرراً لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم، مقترحاً مرافقة عناصرها «شخصياً» في حال قرروا الانسحاب.
وتعليقاً على قرار الهدنة، اعتبر الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الاثنين، «أن أي وقف للمعارك إيجابي للسكان (…) لكن نحتاج الى توقف أطول من أجل إدخال المساعدات»، موضحاً أن الأمم المتحدة طلبت وقف القتال مدة 48 ساعة على الأقل.
وصرح ينس لاركه، الناطق باسم الأمم المتحدة: «نحن مسرورون بالطبع لانخفاض حدة القتال (…) لأن ذلك يحمي المدنيين». إلا أنه أكد أنه «يجب أن تصمت المدافع قبل تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية الى المنطقة، وقبل إجلاء المرضى والجرحى منها». وأضاف: «يجب أن نحصل على تطمينات من جميع أطراف النزاع، وليس فقط إعلان أحادي بأن ذلك سيحدث»، من دون أن يكشف عما إذا تلقت الأمم المتحدة تطمينات أمنية من أي طرف من أطراف النزاع.
ورحب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإعلان هدنة الخميس، إلا أنهما قالا أنها ليست كافية للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية.
وقال لاركه: «نواصل الدعوة الى هدنة مدتها 48 ساعة». وأضاف أن «الأمم المتحدة لديها خطة لإخلاء المرضى والجرحى من شرق حلب، إلا أنها غير مشاركة في أية مفاوضات» حول الإعلان الروسي.
وتابع: «يجب أن تتم حركة المدنيين في شكل آمن وطوعي يحفظ كرامتهم، ويجب أن لا يتم الخلط بينها وبين خطة الأمم المتحدة لإجلاء المرضى والجرحى».
ونشر الجيش النروجي صوراً لحاملة الطائرات الوحيدة للبحرية الروسية تبحر مع مواكبة بحرية مهمة باتجاه سورية حيث ستعزز الوجود العسكري الروسي.
والتقطت صور الإثنين للحاملة الأميرال كوزنيتسوف ومقرها اصلاً في سيفيرومورسك في بحر بارنتس وسبع سفن حربية في المياه الدولية قبالة النروج كما اعلنت الثلثاء القومندان إليزابيث أيكلاند المتحدثة باسم مركز عمليات الجيش النروجي.
وصرحت إلى وكالة فرانس برس «ابلغنا انهم في طريقهم الى المتوسط». وقالت «من غير المعهود ان نرى هذا العدد الكبير من السفن تبحر معاً قبالة النروج». وأضافت «لكن هذا هو نشاط قوات الدفاع النروجية كل يوم على مدار السنة: نتابع النشاطات قبالة سواحلنا خصوصا السفن والطائرت الروسية».
وأضافت انه خلال ابحار مجموعة السفن الروسية قبالة سواحل النروج ستتبعها فرقاطة من البحرية النروجية من مسافة بعيدة تتولى بعدها سفينة من بلد آخر من حلف شمال الأطلسي هذه المهمة.
وأوضحت ان «التواصل جيد» مع السفن الروسية.
وأعلن الأسطول الروسي ان حاملة الطائرات تبحر الى سورية وعلى متنها طائرات ومروحيات قتالية عدة لتعزيز الوجود العسكري الروسي في هذه المنطقة.
موسكو توقف قصف حلب للسماح بمفاوضات
لندن، نيويورك، باريس، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
استبقت موسكو لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل في برلين اليوم، بإعلان وقف الطيران الروسي والسوري قصف حلب قبل يومين من الموعد الذي كانت وزارة الدفاع الروسية حددته، ما اعتُبر بمثابة إعطاء فرصة لمحادثات خبراء عسكريين في جنيف لإخراج «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) من شرق حلب وفصلها عن الفصائل المعتدلة. (للمزيد)
وأفادت الأمم المتحدة في بيان أمس أن بريطانيا طلبت جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان لبحث الوضع في حلب يوم الجمعة وذلك بالنيابة عن مجموعة دول غربية وعربية.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن هولاند وبوتين ومركل سيعقدون «اجتماع عمل» يتناول الأزمة السورية في برلين اليوم إثر قمة حول أوكرانيا وقبل القمة الأوروبية التي تنعقد في بروكسيل غداً.
ويأتي الإعلان عن اجتماع برلين في وقت قالت موسكو إن وقف الغارات على شرق حلب «بادرة حسن نية» هدفها السماح بإجلاء المدنيين من الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، بعد ليلة جديدة دامية تخلّلتها غارات عنيفة أوقعت ما لا يقل عن خمسة قتلى من عائلة واحدة وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأشار مراسل لوكالة «فرانس برس» إلى انهيار مبنى على رؤوس قاطنيه فجراً في حي بستان القصر نتيجة الغارات. وتحدث «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» مساء، عن «اتصالات سورية روسية إيرانية، بالإضافة للخيّرين من أبناء مدينة حلب، لاتخاذ موقف من مبادرة تقوم بها الفاعليات المجتمعية المدنيّة داخل حلب، تقضي بتسهيل إخراج المسلحين من الأحياء الشرقية للمدينة وإدخال المساعدات الإنسانية إليها».
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لهيئة الأركان الروسية صباح الثلثاء، أن «ضربات الطيران الروسي والسوري توقفت في حلب»، موضحاً أن هذا الوقف المبكر للغارات «ضروري من أجل تطبيق الهدنة الإنسانية». وأوضح أن وقف الغارات «يضمن سلامة خروج المدنيين عبر ستة ممرات، ويحضر لإجلاء المرضى والجرحى من شرق حلب». وأضاف: «في الوقت الذي تبدأ هذه الهدنة الإنسانية، ستنسحب القوات السورية إلى مسافة كافية تمكن المقاتلين من الخروج من شرق حلب مع أسلحتهم» عبر ممرين خاصين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة.
وكانت موسكو أعلنت مساء الإثنين هدنة إنسانية من ثماني ساعات تطبّق الخميس، في خطوة رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنهما اعتبراها غير كافية لإدخال المساعدات.
وصدر موقف شويغو غداة تصريحات للسفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إثر اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول سورية الإثنين، قال فيها إن أمام عناصر «النصرة» أحد خيارين: «إما مغادرة الأحياء الشرقية وإما الهزيمة»، مؤكداً أن دولاً إقليمية «أعربت عن عزمها العمل في صورة دؤوبة مع الفصائل المعارضة المعتدلة «كي تنأى بنفسها» عن «فتح الشام». وتقدّر الأمم المتحدة وجود 900 عنصر من «فتح الشام» في شرق حلب، في وقت يقدّر «المرصد السوري» وجود 400 فقط من أصل نحو 15 ألف عنصر معارض في شرق حلب. ومن المقرر أن يعقد خبراء عسكريون من أطراف إقليمية ودولية اجتماعات في جنيف للبحث في سبل تنفيذ اتفاق بهذا المعنى.
وتعليقاً على ما قاله تشوركين، قال السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي لـ «الحياة»: «إننا ندعو جميع المنظمات المقاتلة في سورية إلى أن تبتعد عن جبهة النصرة لأنها جبهة إرهابية بحكم ارتباطها بالقاعدة». وأضاف أن «السعودية تعتبر النصرة جبهة إرهابية وندعو إلى الابتعاد عنها. فهذا ليس جديداً».
على خط مواز، واصلت نيوزلندا محاولة تسويق مشروع قرارها في مجلس الأمن الذي يدعو إلى «الوقف الفوري لكل الهجمات التي تستهدف المدنيين» وإعلان هدنة من ٤٨ ساعة في حلب وإدخال المساعدات بشكل عاجل. وقال السفير النيوزلندي في الأمم المتحدة جيرار فان بويمن إن مجلس الأمن كان مقرراً أن يبحث مشروع القرار مساء أمس، مشدداً على تمسك بلاده بالفقرة الأولى من القرار التي تنص على ضرورة تقيّد كل الأطراف «بالوقف الفوري لكل الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية، لا سيما الغارات الجوية على حلب».
وفيما رحب السفير الروسي فيتالي تشوركين بالمشروع النيوزلندي ووصفه بأنه «جهد يستحق الاهتمام وسننظر فيه بكل تأكيد»، وصف السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر التحرك بأنه «جهد صادق يُبذل بنية حسنة». لكن السفير الفرنسي أضاف أن فرنسا «لا تعارض طرح مشروع القرار، وقد نطرح تعديلات».
روسيا أوقفت غاراتها على حلب عشية قمة بوتين وهولاند وميركل في برلين
المصدر: (و ص ف، رويترز)
وسط ضغوط دولية، أعلنت موسكو أمس وقفاً فورياً للغارات الجوية التي يشنها الطيران الروسي والسوري على الاحياء الشرقية في حلب ص7، فيما يعقد زعماء فرنسا والمانيا وروسيا لقاء حول سوريا في برلين اليوم.
وأفادت الرئاسة الفرنسية ان الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل سيعقدون “اجتماع عمل” يتناول الازمة السورية اليوم في برلين، اثر قمة حول اوكرانيا.
وأوضحت أوساط هولاند ان الهدف خصوصا هو “ايصال الرسالة نفسها الى فلاديمير بوتين عن سوريا: وقف دائم للنار في حلب وايصال المساعدات الانسانية لوقف المأساة في هذه المدينة”.
ويعقد لقاء برلين في اليوم الذي كان يفترض ان يزور بوتين باريس. وارجئت الزيارة على خلفية توتر ديبلوماسي بين الرئيسين الفرنسي والروسي جراء النزاع السوري.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل :”في ضوء الوضع الراهن لا يمكننا استبعاد أي خيارات في سوريا بما في ذلك العقوبات”.
مجلس حقوق الانسان
الى ذلك، جاء في بيان للأمم المتحدة أن جلسة خاصة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ستعقد الجمعة بناء على طلب رسمي من بريطانيا للبحث في الوضع المتدهور في مدينة حلب.
وقدم الطلب نيابة عن 11 دولة غربية وعربية بينها الولايات المتحدة وقوى إقليمية تدعم المعارضة السورية إلى المجلس الذي يضم 47 دولة في جنيف.
اسماء الاسد
على صعيد آخر، انتقدت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة “روسيا 24” التغطية الإعلامية الغربية للحرب الأهلية في بلدها.
وشددت على أن الوضع الإنساني في سوريا “بالغ الصعوبة”، مشيرة إلى أن ذلك لا يقتصر على المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وحدها. وقالت: “المؤسسات الإعلامية الغربية اختارت التركيز فقط على محنة اللاجئين وأولئك المحاصرين في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون، في حين أن الغالبية العظمى من النازحين في أنحاء البلاد لا يعيشون في أوضاع تختلف. وهؤلاء الناس يتعين النظر لهم بمثل العين التي تنظر الى الآخرين”.
ولاحظت أن قصتي الرضيع السوري الغريق إيلان كردي والطفل الآخر عمران دقنيش (5 سنوات) الذي انتُشل من تحت الأنقاض في حلب حظيتا بتغطية إعلامية مكثفة من الإعلام الغربي. لكن هجوم قوات المعارضة على قرية الزارة التي يسكنها سوريون من الطائفة العلوية في أيار والذي قُتل فيه 19 مدنياً على الأقل لم يلق اهتماماً مماثلاً.
وكشفت أن أعداء لزوجها عرضوا عليها فرصة الفرار من سوريا من أجل هز الثقة فيه. وأوضحت إن الأشخاص الذين قدموا لها تلك العروض التي وصفتها بأنها “غبية” لم يكونوا سوريين.
بغداد ودمشق وموسكو تحذّر من تسلل “داعش” من الموصل إلى سوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس من ان الهجوم الذي بدأ لاستعادة الموصل، آخر أكبر معاقل جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في العراق، سيكون “صعباً”، مشيراً الى ان مساعدة السكان المدنيين تشكل “أولوية مطلقة”.
وصرح في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الابيض مع رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي إن “الموصل ستكون معركة صعبة. سيكون هناك كر وفر… أنا واثق من أن تنظيم الدولة الاسلامية سيهزم في الموصل وان هذا سيشكل خطوة جديدة نحو تدميره تماماً”.
ورأى ان “بدء العمليات لتحرير الموصل هو خطوة كبيرة الى الامام”، مع اقراره بالتحدي الانساني الهائل في هذه المعركة.
وأوضح أنه “اضافة الى القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، نركز على الامن والمساعدة الانسانية للمدنيين الذين يفرون من المعارك. سيكون ذلك اولوية مطلقة لحكومتينا”.
وأضاف: “السكان يفرون، سيكون هناك نزوح كبير، كل ذلك أخذ في الاعتبار في عملية التخطيط التي وضعها الائتلاف بالتنسيق مع الامم المتحدة وكبرى المنظمات الانسانية… وضعنا خططاً وبنى تحتية لمواجهة الازمة الانسانية المحتملة بمقدار خطط عسكرية”.
وخلص الى ان الهجوم على الموصل سيتيح “طرد (الجهاديين) من الاحياء المأهولة وسنقضي عليهم ونهزمهم بحيث لا يكونون قادرين بعد اليوم على شن اعتداءات ارهابية على مواطنينا أو أصدقائنا وحلفائنا، أو على أبرياء في العراق وسوريا”.
العبادي
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انه أعطى توجيهاته لتحديد ممرات آمنة للمدنيين الذي قد يفرون خلال المعارك التي بدأت قبل يومين ضد “داعش” في الموصل.
وقال إن من واجب الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منع متشددي “داعش” من الهروب من الموصل إلى سوريا,
ونقل عنه التلفزيون الرسمي أن من مسؤولية الائتلاف قطع الطريق على “داعش” إلى سوريا.
الجيش السوري
واتهم الجيش السوري الائتلاف الدولي بالتخطيط للسماح لمتشددي “داعش” بعبور الحدود السورية من الموصل قائلا إنه سيوف يتصدى لهذه المحاولة بكل السبل المتاحة.
وجاء في بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في دمشق أن “الخطة التي تزعمتها واشنطن والرياض تتضمن تأمين طرق وممرات عبور آمنة إلى داخل سوريا والسماح للمتشددين بتعزيز وجودهم في شرق سوريا”. وأضاف: “أي محاولة لعبور الحدود هي بمثابة اعتداء على سيادة الجمهورية العربية السورية وأن كل من يقدم على هذه المحاولة يعد إرهابيا وسيتم التعامل معه بجميع القوى والوسائط المتاحة”.
ولم يورد بيان الجيش السوري الأدلة التي استند اليها في بيانه.
ولدى “داعش” في سوريا طرق إمدادات إلى الموصل عبر منطقة يسيطر عليها التنظيم في دير الزور الغنية بالنفط.
ولا يزال التنظيم يسيطر على مدينة البوكمال السورية قرب نقطة عبور إلى محافظة الأنبار وخطوط إمدادات واتصالات طويلة للحركة بين البلدين.
واستغل “داعش” العلاقات القبلية بين البدو في كل من العراق وسوريا لمصلحته.
تحذير روسي
الى ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو ستتخذ إجراءات عسكرية اذا حاول عناصر “داعش” في الموصل، التسلل إلى الأراضي السورية، هرباً من هجمات القوات العراقية.
وقال إن القوات المشاركة في العملية لم تطوق المدينة تماماً و”لا أعرف السبب، وربما لم يتمكنوا من تطويقها تماماً. وإنني آمل في أنهم كانوا عاجزين عن ذلك، وفي ألا يكون ذلك أمرا متعمدا”.
ونبّه أن هذا الممر الذي لا يزال مفتوحا، يبقي خطر خروج “داعش” من العراق إلى سوريا، قائما.
اجتماع دولي
ومع دخول معركة الموصل يومها الثاني، يجتمع وزراء الخارجية لدول غربية وشرق أوسطية في باريس غداً للبحث في سبل إعادة السلام والاستقرار الى الموصل بعد طرد “داعش” من معقله في العراق.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك إيرولت: “لا يمكننا الانتظار. ماذا سيحصل بعد تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية؟ إننا في حاجة الى إدارة تحقق الاستقرار على المدى الطويل”.
واضاف إن الوزراء سيناقشون حماية المدنيين وتقديم مساعدات وسيتناولون أيضا كيفية التعامل مع الرقة معقل “داعش” في سوريا حيث يتمركز عشرات المتشددين الفرنسيين.
الخارجية السورية تعلن ان الجيش يسحب قواته للسماح للمعارضة المسلحة بمغادرة شرق حلب
بيروت ـ رويترز ـ قالت وزارة الخارجية السورية إن الجيش السوري سحب قواته للسماح للمعارضة المسلحة بمغادرة شرق حلب عبر ممرين محددين.
وقالت الوزارة في بيان نقله التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية إن الحكومة السورية “تستخدم أقصى ما لديها من إمكانيات من أجل استقرار الوضع في مدينة حلب” وأنه “تم ترتيب نقل السكان المدنيين دون قيود وتوفير نقل الجرحى وخروج المسلحين مع سلاحهم دون عوائق من الأجزاء الشرقية للمدينة.”
وتابع البيان أن روسيا التي يدعم طيرانها الجيش السوري في حلب ستلتزم بوقف مؤقت لإطلاق النار هناك يوم الخميس.
الجيش الروسي يعلن ان “الهدنة الانسانية” الخميس في حلب ستستمر 11 ساعة
موسكو ـ أ ف ب ـ اعلن الجيش الروسي الاربعاء ان “الهدنة الانسانية” الخميس في مدينة حلب ستستمر 11 ساعة “بناء على طلب المنظمات الدولية” بدل ثماني ساعات كانت مقررة اصلا.
وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الاركان الروسية ان وقف اطلاق النار الشامل الذي يبدأ الخميس في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (5,00 ت غ) “سيتم تمديده لثلاث ساعات وسيستمر حتى الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي” (16,00 ت غ)، موضحا ان المقاتلات الروسية والسورية “ستبقى على مسافة 10 كلم من حلب” خلال الهدنة.
واضاف المصدر نفسه انه سيتم صباح الخميس فتح ثمانية ممرات انسانية بينها ستة لاجلاء المدنيين والمرضى والجرحى واثنان لانسحاب مقاتلي المعارضة المسلحة لكن يمكن ايضا ان تستخدم للمدنيين، وستراقبها طائرات بدون طيار.
واوضح رودسكوي ان تسع حافلات وسبع سيارات اسعاف سترسل نحو الممرات الانسانية في شمال حلب وسترسل ثماني حافلات وثماني سيارات اسعاف الى الجنوب.
واضاف ان موظفين من بعثة الامم المتحدة ومتطوعين من الهلال الاحمر السوري سيساعدون في اجلاء المدنيين ويرافقونهم طول الطريق بعد مغادرة حلب.
وتابع الجنرال الروسي ان عملية الاجلاء ستبث على موقع وزارة الدفاع الروسية بشكل مباشر بفضل كاميرات المراقبة التي نصبت قرب ممرات انسانية.
وقال ان “الطرفين الروسي والسوري نفذا كل الالتزامات المرتبطة بتطبيق عملية انسانية في شرق حلب”.
وخلص الى القول “نامل في ان تتمكن الولايات المتحدة والاطراف المعنية الاخرى من التاثير على قادة فصائل مسلحة من اجل ضمان اجلاء مرضى ومصابين وكذلك مدنيين وانسحاب مسلحي المعارضة”.
روسيا تعرض هدنة في حلب لإخراج «فتح الشام»… ومقاتلو المعارضة يرفضون
انضمام السعودية وقطر وتركيا إلى المباحثات الأمريكية ـ الروسية لإرساء التهدئة في المدينة
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إنه بالإمكان وقف إطلاق النار بشكل نهائي في حلب إذا ما تم التخلص من «جبهة فتح الشام»، معلنا عن مشاركة كل من السعودية وقطر وتركيا في محادثات مع الولايات المتحدة وروسيا بهدف الفصل بين فصائل المعارضة، وتسهيل إرساء الهدنة.
وأضاف تشوركين – في تصريحات عقب جلسة مغلقة لمجلس الأمن بشأن سوريا – أن فكرة التخلص من «جبهة فتح الشام» التي طالما طرحتها موسكو تبلورت خلال المحادثات الدبلوماسية بشأن سوريا والتي جرت في لوزان الأسبوع الماضي.
وأوضح أن وقف الأعمال القتالية يفترض أنه نهائي «ولكن كما رأينا سابقا، فقد استفادت (النصرة) بشكل فوري من الهدنة بتجميع صفوفها والحصول على المزيد من السلاح ومواصلة القتال في مكان آخر».
وتابع أن مقاتلي «جبهة فتح الشام» أمامهم أحد خيارين، إما أن يغادروا الأحياء الشرقية لحلب حيث تشن الطائرات الروسية والسورية غارات بلا هوادة و»إما أن يهزموا».
وفي سياق متصل، أوضح السفير الروسي أنه في متابعة لاجتماع لوزان فقد تقرر عقد اجتماع بين عسكريين أمريكيين وروس وسعوديين وقطريين وأتراك. وأضاف أن السعودية وقطر وتركيا «أعربت عن عزمها على العمل بصورة دؤوبة مع هذه الفصائل المعارضة المعتدلة كي تبتعد عن (جبهة) النصرة».
وقال مقاتلون من المعارضة السورية أمس الثلاثاء إنهم يرفضون أي انسحاب للمقاتلين من مدينة حلب بعدما أعلنت روسيا وقف الضربات الجوية حتى يتسنى للمقاتلين المغادرة والتفرقة بينهم وبين المتشددين على حد قولها.
وقال زكريا ملاحفجي المسؤول السياسي لجماعة «فاستقم» وتتخذ من حلب قاعدة لها «الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام».
وقال الفاروق أبو بكر القيادي في «حركة أحرار الشام الإسلامية» في مدينة حلب إن مقاتلي المعارضة سيواصلون القتال.
وقال «نحن عندما حملنا السلاح بداية الثورة لندافع عن شعبنا الأعزل عاهدنا الله ألا نتركه حتى نسقط هذا النظام المجرم» في إشارة إلى الحكومة السورية. وأضاف من حلب «لا يوجد أي إرهابي في حلب».
تكبيل الرهائن بالصورايخ… طرق استفزازية يمارسها خاطفون في السويداء جنوب سوريا لجني الأموال
هبة محمد
أنطاكيا ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر أهلية من محافظة السويداء جنوب سوريا، بأن مجموعات مسلحة تابعة للدفاع الوطني، التي يقودها «نزيه جربوع» أقدمت على اختطاف أحد شبان ريف السويداء، ونشرت صور له وهو مكبل الأيدي، ومعصوب العينين، وقد صفد مع صاروخ من نوع غراد، وعلى جسده آثار التعذيب، وهو كرهينة لديهم، مقابل المال.
وقال الناشط الإعلامي نور رضوان من أبناء مدينة السويداء، والذي يدير صفحة السويداء 24 لـ «القدس العربي»، إن معطيات كثيرة دفعت الأهالي لاتهام ميليشيات الدفاع الوطني، باختطاف الشاب شادي طلال رضوان ونشر صور استفزازية جديدة له، للضغط على أقاربه لدفع مبالغ مالية ضخمة.
وبيّن المتحدث أن مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت صورة للشاب رضوان وهو مقيد وبجواره صاروخ، بعد أن اختطفه مجهولون أثناء توجهه إلى بلدة نجران في ريف السويداء الغربي، وذلك بحكم عمله كسائق حافلة خاصة، حيث استدرجه الخاطفون، إلى داخل البلدة، وبعدها فقد الاتصال به، وتبع ذلك نشر صور له، تظهر عليه آثار تعذيب، طالبين فدية قدرها 30 مليون ليرة سورية، وهددوا بقلته في حال لم يتم دفع المبلغ المطلوب خلال أيام.
وأوضح المصدر، أن «اتهام الأهالي لميليشيات الدفاع الوطني، ذات السوابق والسمعة السيئة، جاءت لأنها هي الجهة الوحيدة، التي تقطع أوصال المحافظة، بمساندة حواجز الأمن العسكري، ومن غير المنطقي ضمن ريف المحافظة الذي يغص بعشرات الحواجز التي تكاد تفتش ذرات الهواء، أن يمر مسلحون بكامل عدتهم، ويختطفون المدنيين، غير أولئك التابعين لميليشيات «جربوع»، حسب وصفه.
من جهة أخرى، أفاد مصدر ميداني مطلع فضل حجب هويته لـ «القدس العربي»، بأن أهالي ريف السويداء الغربي، ضبطوا، مجنداً لدى المخابرات العسكرية، يدعى «رأفت السيد» ويعتبر من أبزر مهربي السلاح لتنظيم الدولة، في بادية السويداء، حيث تم القبض على عنصر الأمن، أثناء قيامه بنقل صواريخ غراد من ريف السويداء الغربي إلى الريف الشمالي الشرقي.
وتعقيباً على الحادثة قال رضوان خلال اتصاله مع «القدس العربي»، إنه «من المؤكد أن تجارة الاسلحة مزدهرة في السويداء، وهي تتمتع بغطاء أمني من قبل المخابرات العسكرية والجوية، حيث ينقل عناصر النظام الاسلحة من المهربين إلى تنظيم «الدولة»، دون قيود أو رقابة، بل على العكس، بات المهرب يتمتع بحصانة، وخاصة بعد التسوية التي أقامها رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، أواخر شهر أيلول /سبتمبر، وشملت 600 شخص، معظمهم من مهربي السلاح والنفط، وأصحاب القضايا الجنائية».
ونشرت صفحة موالية تابعة لمجموعات «الدفاع الوطني» قبل يومين، صوراً لأسلحة ثقيلة، قالت إنها صواريخ غراد تمت مصادرتها أثناء محاولة نقلها من ريف السويداء الغربي إلى تنظيم الدولة في الريف الشرقي، بدون أي معلومات أخرى عن كيفية مصادرتها، أو اسم المهرب الذي ينقلها، أو تفاصيل أخرى.
«درع الفرات» تهدف لتأمين 5000 كيلومتر مربع شمالي سوريا والجيش التركي على بعد 20 كيلومترا من «الباب»… وأردوغان يؤكد: سنطهر منبج أيضاً
إسماعيل جمال
إسطنبول «القدس العربي»: بات الجيش التركي يقف على بعد 20 كيلومتراً من مدينة الباب الإستراتيجية التي تعتبر بمثابة العاصمة الثانية لتنظيم «الدولة» في سوريا، فيما يؤكد كبار المسؤولين الأتراك أن المدينة ستكون الهدف التالي للجيش التركي قبل التوجه نحو منبج، حسب آخر تأكيدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتقول إحصاءات الجيش التركي إن مساحة المناطق المحررة شمالي سوريا ارتفعت منذ بدء عملية «درع الفرات» إلى 1200 كيلو متر مربع، وذلك عقب إحكام «الجيش السوري الحر» المدعوم من الجيش التركي السيطرة على قريتي صوران ودابق في ريف حلب الشمالي.
ويؤكد كبار المسؤولين الأتراك أن الهدف المقبل عقب تحرير «دابق» هو مدينة الباب، التي يتخذها التنظيم عاصمةً ثـانيةً له في سوريا بعد «الرقة»، ويحشد فيها آلاف المقاتلين اـلذين انسحبوا إليها من جرابلس ودابق بعد معارك مع الجـيش التركي، ومنبج عقب المعارك مع وحدات حمـاية الشـعب الكردية و»وسوريا الديمقراطيـة» قبل أشـهر.
وأمس الثلاثاء، أعلن الجيش التركي أن قواته استهدفت قرابة 80 هدفاً لتنظيم «الدولة» في شمالي سوريا، مؤكداً مقتل قرابة 20 من مسلحي التنظيم، ومقتل 2 وإصابة 12 آخرين من عناصر «الجيش السوري الحر» المشاركين في عملية درع الفرات.
وقالت رئاسة الأركان التركية إن المعارضة السورية المدعومة بغطاء مدفعي وجوي، تمكنت من السيطرة إلى حد كبير، على قرى الجابرية، وآق برهان، وغوز، شرقي مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، بينما تستمر الاشتباكات وعمليات تطهير القرى من الألغام والمتفجرات يدوية الصنع.
وباتت وحدات «الجيش الحر» تسيطر على مناطق بعمق 20 إلى 23 كيلومتراً من الحدود التركية، وأمنت السيطرة على دابق الأراضي التركية من خطر صواريخ تنظيم «الدولة» متوسطة المدى التي أطلقها بشكل كبير طوال الفترة الماضية وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات الأتراك واللاجئين السوريين في كليس وبلدات حدودية أخرى.
كما مكنت السيطرة على بلدة صوران وقرية دابق اتصالاً جغرافياً بين مدينتي مارع في الريف الشمالي ومدينة جرابلس في الريف الشرقي، كما صعّب، إلى حد كبير، على الوحدات الكردية مخططاتها بربط مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، الممتدة من حدود العراق شرقاً حتى منبج غرب الفرات، باتجاه مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي.
وتعني السيطرة على مدينة الباب قطعاً كاملاً للممر الكردي الذي خططت وحدات حماية الشعب لإقامته لربط مناطق سيطرتها شرق وغرب نهر الفرات، وفي هذا الإطار تهدف القوات التركية إلى إتمام عملياتها للسيطرة على منبج بعد الباب من أجل ما تسميه وسائل الإعلام التركية «تدمير المخطط الكردي في غرب نهر الفرات».
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، أن الجيش التركي سيطهر مدينة منبج السورية من الجماعات الإرهابية. وقال في خطاب له بالعاصمة أنقرة: «سنطهر منبج من مسلحي «ب ي د» الإرهابي… ليس لدينا أي تسامح في هذا الأمر، وهدفنا إقامة منطقة آمنة على مساحة 5000 كيلومتر مربع شمالي سوريا»، مجدداً التأكيد على أن ليس لدى بلاده أطماع في أراضي سوريا أو العراق.
وحول الوعود التي قدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية لأنقرة حيال عدم السماح للوحدات الكردية بالدخول إلى مدينة منبج بريف حلب، قال أردوغان، الاثنين: «واشنطن أخلفت بوعودها حيال هذه المسألة وأنّ تركيا قامت بما يجب وستقوم بأخذ تدابيرها في هذا الشأن».
وأضاف «صباح (الاثنين) أيضاً قمنا بإبلاغ الإدارة الأمريكية بأنها لم تف بوعدها إلى الآن، وقلنـا لهم بأنّ أنقرة ستضطر إلى وقف التحرك المشترك معكـم في حال استمر وجود عناصر «ي ب ك» في منبج، فتركيا هي حليفة الولايات المتحدة وباقي دول التحالف في الناتو، فهل يعقل أن تتعامل هذه الدول مع تنظيم إرهابي بدل التـعاون مـعنا».
الخارجية الأمريكية تتهم النظام السوري بالتواطؤ مع تنظيم «الدولة» وتعتبر العرض الروسي حول حلب «قصيراً ومتأخراً»
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: حول ترحيب النظام السوري بالعمليات ضد تنظيم «الدولة» في الموصل قال نائب الناطق بإسم الخارجية الأمريكية مارك تونر «ان النظام السوري يهاجم المعارضة السورية المعتدلة في حلب وحولها أكثر من مهاجمتهم لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا».
وأضاف تونر «أن هناك تواطؤاً بين النظام السوري وتنظيم الدولة في سوريا، وأننا والتحالف نقوم بالتصدي لتنظيم الدولة بالتحالف مع المجموعات الاثنية في شمال سوريا».
وعندما سئل هل هناك تعاون طائفي بين النظام السوري والعراقي والإيراني ضد السنة في الموصل؟
أجاب تونر «اننا نثق بالعملية التي تقودها الحكومة العراقية وإذا نشبت أي مشاكل طائفية فإن الحكومة العراقية ستعالجها، وإذا حاول مقاتلو الدولة الإسلامية الهروب إلى سوريا فسيجري التصدي لهم واذا حاولوا الاختلاط مع المدنيين الهاربين من الموصل فسيجري كشفهم».
وحول عرض وزارة الدفاع الروسية بأن القوات السورية والروسية ستوقف الهجمات ضد حلب الشرقية في 20 تشرين الأول/ اكتوبر وعلى المقاتلين مغادرة المدينة عبر ممرات آمنة وعليهم أن يزيلوا الألغام حتى يمكن للمدنيين مغادرة حلب.
علق الناطق بقوله «إن سكان حلب تعرضوا لقصف مستمر تقريباً وغارات جوية لأعوام ماضية ولكنه تصاعد في الأشهر الماضية وقتل العديد من المدنيين ودمرت البنى التحتية وجرى تجويع السكان ولكنهم صمدوا لوقت طويل وفشلت محاولات طرد المعارضة والمدنيين من المدينة، ولنرى اذا كان هناك وقف لـ8 ساعات للعذابات التي يتعرض لها شعب حلب، وهذا أمر جيد، ولكن بصراحة انه وقت قصير وجاء متأخراً كثيراً، وقد أجرينا مباحثات مع الروس في لوزان في نهاية الأسبوع الماضي لتطبيق وقف الأعمال العدائية في حلب ولا نريد تصعيداً في العمليات العسكرية».
تنظيم «الدولة» يرمم منازل في بلدة السخنة السورية لتكون مقراً لعائلات قادته من الموصل
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر عسكرية سورية لـ «القدس العربي» إن استخبارات الجيش السوري لديها معلومات عن أن قيادة تنظيم «الدولة» في بلدة السخنة في ريف حمص تقوم منذ عشرة أيام بترميم عدد من المنازل داخل البلدة كما يقوم عناصر التنظيم باستئجار ما يتوفر لديهم من منازل أخرى دون الافصاح عن دوافعهم في ذلك.
المصادر قالت إن تنظيم «الدولة» قام وبسرعة كبيرة بترميم المنازل التي سبق أن تعرضت لقصف من الطيران الروسي أو السوري بهدف إعادة تأهيلها لتكون ملاذاً لعائلات ولشخصيات من التنظيم ممن سيهربون من مدينة الموصل العراقية إلى الأراضي السورية وإن التنظيم أيضاً قام باستئجار منازل جديدة داخل البلدة لهذا الغرض أيضاً.
وتقع بلدة السخنة بين محافظتي حمص ودير الزور وتبعد عن مدينة تدمر الأثرية حوالي 70 كم ويسيطر عليها تنظيم الدولة منذ فترة طويلة.
وربما يكون تنظيم «الدولة» قد اختار بلدة السخنة ملاذاً لعدد من عوائل قياداته لكونه بلدة لا تحمل أهمية استراتيجية ولا تشكل هدفاً يستحق عملية عسكرية يشنها الجيش السوري وحلفاؤه على الأقل في المرحلة الحالية.
في سياق متصل أيضاً فإن قيادة التنظيم في ولاية الرقة أوعزت لعناصرها قبل أسابيع عدة للنظر في المنازل غير المسكونة بمدينة الرقة ومراجعة أصحابها بهدف استعمالها والاستفادة منها لتكون مستقراً للقادمين من التنظيم من مدينة الموصل العراقية.
وانطلقت في مدينة الموصل في العراق عملية عسكرية واسعة بأكثر من ستين الف مقاتل عراقي من الجيش والشرطة والحشد الشعبي بهدف طرد تنظيم «الدولة» من المدينة بعد أشهر طويلة من سيطرته عليها.
بعد «جند الأقصى» فصيل جهادي يبايع «جبهة فتح الشام» وأنباء عن اندماج «أحرار الشام» و«الزنكي»
سلطان الكنج
حلب ـ «القدس العربي»: قال ناشطون سوريون إن هناك مشاورات بين «حركة أحرار الشام» و»حركة نور الدين الزنكي» إضافة لـ «فيلق الشام» لتشكيل جسم ثوري قد يكون نواة اجتماع الفصائل الثورية.
وتأتي هذه المشاورات بعد مفرزات اقتتال «حركة أحرار الشام» و»جند الأقصى» ومبايعة الأخير لـ»جبهة فتح الشام»، ولم تقتصر هذه المبايعة على «جند الأقصى» فجديدها بيعة «المرابطين» لـ»جبهة فتح الشام» السبت الماضي.
وحول البيعة تحدث القيادي في «جماعة المرابطين» أبو قتادة الحموي قائلاً «المرابطون جماعة سلفية جهادية أفرادها من سوريا ومنهم مهاجرون وهم قرابة 800 عنصر، وهذه الجماعة تقاتل من أجل حاكمية الشريعة، وما دعانا لهذه البيعة حتى لا نؤكل كما أكل الثور الأبيض، كما أن الاصطفاف لا بد منه وهو موجود لكنه الآن يتمايز أكثر وهو ليس وليد المشكلة بين الأحرار والجند».
وأشار المصدر لـ«القدس العربي» إلى أن الدول التي تسمي نفسها «صديقة للشعب السوري هي من تكيد لنا اليوم والمستهدف هم أهل السنة، فلا بد إذاً من تقوية صفوفنا وتنظيمها واجتماعنا في جماعة واحدة، وجبهة فتح الشام هي الجماعة الأم، فعلى كل الجماعات التي تشابهها في المنهج أن تجتمع معها في خندق واحد لكي لا تضيع ونضيع معها، فلذلك سنثبتها بإذن الله ونثبت المشروع السني من خلالها».
وحول تأثير تلك الجماعات المبايعة على رؤية وتعامل «فتح الشام» مع تنظيم «الدولة» خاصة أن تلك الجماعات لم تكن تقاتل تنظيم الدولة، يقول أبو قتادة الحموي: «لا أرى أنه سيكون هناك تقارب بين الجبهة والتنظيم، لكن هناك عدواً أولى بالقتال، وايضاً هناك مشاريع قادمة من الحدود لا بد من التصدي لها، كما نرى التقاء لمصالح الجميع علينا من تركيا إلى الغرب، إضافة للنظام وميليشياته الشيعية، والحروب الجانبية ليست معاركنا ولا تخدم قضيتنا».
ويرى الناشط المقرب من «أحرار الشام» محمد الأمين أن فكرة الاندماج الشامل ألغيت، مؤكداً أن هناك أفكاراً ومشاورات قيد الدراسة بين «الأحرار» و«الفيلق» و«الزنكي» وهي لا تزال في طور المناقشة. ويضيف الأمين «انقسام الساحة وتمحورها إلى محورين ثوري وآخر جهادي هذا واقع الآن، والأحرار وجدت نفسها تتجه للمحور الثوري بعيداً عن جبهة فتح الشام وخاصة بعد قضية جند الأقصى ووقوف الجبهة ضدها، فالساحة ستصبح مقسمة إلى فصيلين كبيرين جبهة فتح الشام ومن هو مع منهجها، والأحرار مع الفصائل الثورية».
وحول الاستقطابات والتكتلات خاصة في صفوف الفصائل الجهادية يقول أبو عبد الله الحلبي: إن ما يجري الآن هو مشروع خارجي تنفذه الفصائل المرتبطة بأجندات خارجية، وجميعنا تابع ما حصل لجند الأقصى الفصيل الذي تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة للساحة.
مؤكداً لـ «القدس العربي» أن الأمور تتجه نحو التصعيد «بين الجهادية والإخوانية وجميع فرص التكتلات الكاملة والشاملة للفصائل أصبحت بمهب الريح بسبب التدخلات التركية والأمريكية، فالخلافات المنهجية انعكست سلباً على اندماج كان محتملاً بين الجبهة والأحرار، الآن انتقل الطرفان للخطة (ب) عبر المبايعات المنهجية وهذا سلاح ذو حدين فالجهادية ستكون في حماة وبعض من إدلب، والإخوانية سيكون معقلها جرابلس والشمال وهذا سيقود لصدامات».
مشيراً إلى أن الفصائل الجهادية التي بايعت الجبهة «ليست راضية عن سياسات الجبهة حول أمور عدة منها موقف الجبهة من قضية الجند سابقاً، وقربها من الفصائل التي تقاتل الآن شمال حلب فهذه الفصائل المبايعة تطالب الجبهة بمشروع أكثر وضوحاً وإذا بدلت جبهة فتح الشام بعضاً من رؤيتها حول هذه القضايا فإن هذا سيزيد من البيعات للجبهة وستكون هناك معارك لهذه الفصائل ضد النظام وقد نشاهدها قريباً».
ويستبعد القيادي انضمام التركستان والقوقاز لـ»جبهة فتح الشام» الآن «لكن التركستان والقوقاز هم عملياً مع الجبهة من كل النواحي وربما المصلحة تقتضي عدم بيعتهم الآن، هم جهاديون لا يخرجون عن منهج الجهادية بأي شكل».
قمة بروكسل غداً… إدانة أوروبية لجرائم روسيا في حلب
بروكسل-العربي الجديد
أظهر مشروع اتفاق، اليوم الأربعاء، أنّ القادة الأوروبيين، الذين يعقدون قمة في بروكسل، غداً الخميس، “سيدينون بشدة” مشاركة روسيا في عمليات قصف الأحياء الشرقية لحلب السورية، وسيطالبون بوقف “فوري” للأعمال القتالية.
وأورد نص المشروع أنّ “المجلس الأوروبي، الذي يمثل الدول الـ28 الأعضاء، يدين بشدة الهجمات التي يشنّها النظام السوري وحلفاؤه، خصوصاً روسيا، على المدنيين في حلب”، داعياً إلى “وقف فوري للأعمال القتالية” للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين “من دون عائق”، وفق وكالة “فرانس برس”.
وندد الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع لوزراء خارجيته الـ28، في لوكسمبورغ، الإثنين الماضي، بالضربات الجوية السورية والروسية على أجزاء تسيطر عليها المعارضة في حلب، وخصّ موسكو بالانتقاد لاستهدافها المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية.
وقال الاتحاد، في بيان وافقت عليه حكومات الاتحاد الثماني والعشرين، إنّ “شدة ونطاق القصف الجوي على شرق حلب، غير متناسب بشكل واضح منذ بداية الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه، ولا سيما روسيا”.
واتفق وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ، على أنّ “الاستهداف المتعمد للمستشفيات والأطقم الطبية والمدارس والبنية الأساسية الحيوية، وكذلك استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية، ربما تصل إلى حد جرائم الحرب”.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الدبلوماسية الأوروبية والأميركية على روسيا لتوقف حملة القصف المستمرة ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في مدينة حلب، تبدأ غداً الخميس، ما سمتها روسيا “هدنة إنسانية في حلب لـ11 ساعة”، فيما يبدو أنّها محاولة منها للتهرب من استحقاق الالتزام بوقف إطلاق نار طويل الأمد.
هولاند يعد بتمديد الهدنة في حلب خلال لقاء برلين
وعد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، اليوم الأربعاء، ببذل كل الجهود بالتعاون مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لتمديد الهدنة في مدينة حلب السورية، وذلك قبل لقاء مرتقب مع ميركل والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء اليوم في برلين.
وقال الرئيس الفرنسي، “سأبذل كل الجهود بالتعاون مع المستشارة ميركل حتى يتم تمديد هذه الهدنة”. وجاء كلام هولاند قبل مغادرته إلى برلين، حيث يلتقي المستشارة الألمانية والرئيس الروسي في قمة مخصصة بشكل أساسي لأوكرانيا، لكن ستتناول أيضاً الملف السوري.
وشدد على أنّ “فرنسا ستمارس كل ما بوسعها من ضغوط، وخصوصاً على الجهات الداعمة للنظام، أي الروس، حتى يتم تمديد الهدنة ونقل المساعدة الإنسانية والوصول إلى حل سياسي للنزاع”. واعتبر أنّ “ما يجري في حلب وبشكل أوسع في سورية، بسبب القصف المتواصل للنظام والجهات الداعمة له، غير مقبول ولا يمكن التغاضي عنه”.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنّ الهدنة في حلب يجب أن تساهم في “إدخال المساعدة الإنسانية التي يجب أن تصل إلى السكان، ومن غير الوارد أن يسلكوا طريق المنفى أو مخيمات اللاجئين”.
(فرانس برس)
وفاة رضيع ثانٍ في أحياء حلب الشرقية المحاصرة
عبد الرحمن خضر
توفي رضيع، اليوم الأربعاء، في أحد أحياء شرق مدينة حلب المحاصرة، بسبب قلة الرعاية الطبية وسوء التغذية، ليكون الثاني منذ إحكام قوات النظام والمليشيات حصارها على المدينة في يوليو/ تموز الماضي.
وقال الناشط الإعلامي، مسعود إيبو، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الرضيع مصطفى خليل إيبو (4 أشهر) توفي اليوم في حي الصاخور المحاصر شرق حلب، بعد معاناة مع المرض، بسبب تعذر إخراجه للعلاج، وسوء التغذية الذي يعاني منه معظم الأطفال في الأحياء المحاصرة”.
وأوضح إيبو أنّ “الرضيع كان يعاني من ثقب في القلب، سببه حالة الخوف التي انتابت والدته أثناء حملها، بحسب الأطباء، عندما تم استهداف مستشفى حي الصاخور ببرميل متفجر من طائرات النظام، بينما كانت الأم داخله”.
وأضاف أنّ “مئات الأطفال في أحياء حلب المحاصرة، بلا حليب، منذ عدّة أشهر، ويعانون من حالات سوء تغذية بدرجات متفاوتة”.
وتحاصر قوات النظام أكثر من 400 ألف نسمة في أحياء حلب الشرقية، منذ سيطرتها على طريق الكاستيلو في يوليو/ تموز الماضي، كما تمنع دخول المساعدات والمواد الطبية.
وطلب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد بن رعد الحسين، مراراً إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكنّ مجلس الأمن منقسم بسبب رفض موسكو.
وأعلنت الأمم المتحدة، أنّ مجلس حقوق الإنسان التابع لها سيعقد، يوم الجمعة المقبل، جلسة خاصة في جنيف، لبحث الوضع “المتدهور” في حلب، بناء على طلب رسمي من بريطانيا التي قدمت الطلب نيابة عن 16 دولة أعضاء في المجلس.
أردوغان: وقف روسيا قصف حلب مقابل خروج “فتح الشام”
إسطنبول ــ باسم دباغ
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أنّه توصل إلى اتفاق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لوقف قصف الأحياء المحاصرة من حلب، شمالي سورية، مقابل خروج عناصر “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقاً) من المدينة.
وقال أردوغان، في كلمة أمام المخاتير في القصر الرئاسي بأنقرة، إنّ “بوتين أكد وقف القصف الجوي، وطلب منا أن نعمل على ترك جبهة النصرة للأحياء المحاصرة، وقمت أنا بدوري بمنح التعلميات اللازمة للعمل على الأمر”، مضيفاً “اتفقنا على العمل من أجل إخراج جبهة النصرة من مدينة حلب وإعادة الاستقرار لأهالي المدينة”.
وحذر أردوغان من أيّ موجة نزوح من حلب قد تؤدي إلى تدفق مليون لاجئ إلى الأراضي التركية، لافتاً إلى أنّ حلب تقع على حدود كيليس وغازي عنتاب، و”إن بدأت موجة نزوح من حلب، سيتدفق إلى تركيا على الأقل مليون لاجئ”، كما قال.
وشدد أردوغان على أنّ القوات المسلحة التركية ستواصل دعمها لقوات المعارضة السورية، للسيطرة على مدينة الباب من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وعلى مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة حزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، في سبيل إقامة المنطقة الآمنة.
وقال أردوغان: “لقد تم تطهير دابق من داعش، وسنتوجه إلى الباب، وأيضاً علينا أن نسيطر على منبج بالتعاون مع قوات التحالف، هناك يتواجد العرب ولكن الاتحاد الديمقراطي يريد احتلالها، لقد قالت لنا الإدارة الأميركية إنهم سيغادرون، ووعدونا بذلك، وعندما طلبت الإدارة منا أن نتوجه إلى الرقة معاً وافقنا على ذلك”.
من جهة أخرى، أكد أردوغان أنّ تركيا بدأت “سياسة جديدة” في مكافحة الإرهاب، معترفاً بأنّ بلاده كانت تعتمد سياسة أمنية “خاطئة”.
وقال أردوغان: “من الآن فصاعداً لن ننتظر المشاكل حتى تدق أبوابنا، ولن نصبر حتى تنغرس السكين في العظم”، مضيفاً “لن ننتظر التنظيمات الإرهابية حتى تقوم بمهاجمتنا، سنذهب وراء هذه التنظيمات في كل مكان”.
وشدد أردوغان على استمرار المعارك ضد عناصر حزب “العمال الكردستاني” سواء داخل تركيا أم خارجها، قائلاً: “سنقتلعهم من جذورهم أولئك الذين يقدمون الدعم للتنظيم الانفصالي الإرهابي، وسنقدم ملفاتهم إلى الدول التي ذهبوا إليها”.
النظام يرسل حافلات الإخلاء لحلب ومقاتلوها يتوعدون بمعركة كبرى
عدنان علي
مع اقتراب موعد هدنة الثماني ساعات، التي اقترحتها روسيا لخروج المدنيين والمسلحين من حلب، أوردت مواقع موالية للنظام أن “حافلات خضراء” في طريقها إلى حلب لنقل المسلحين فيها إلى مدينة إدلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
ويستخدم النظام عادة حافلات خضراء لنقل المسلحين والأهالي من المناطق التي يحاصرها إلى إدلب، كما حصل في الوعر بحمص، ومناطق عدة بريف دمشق، وآخرها، اليوم الأربعاء، في بلدة المعضمية.
ونشرت صفحة “دمشق الآن” على “فيسبوك”، وهي موالية للنظام، صورة لعدد من الحافلات الخضراء، ذكرت أنها في طريقها إلى طريق “الكاستيلو” شمالي حلب لنقل المسلحين إلى إدلب.
من جهتها، قالت “شبكة أخبار حلب الشهباء” الموالية للنظام أن محافظة حلب أنهت الاستعدادات لخروج المسلحين والحالات الإنسانية من مناطق حلب الشرقية عبر معبر بستان القصر ودوار الجندول/الكاستيلو.
غير أن ناشطين في حلب تواصل معهم “العربي الجديد” رجحوا أن يكون ذلك في إطار الحرب النفسية التي يقوم بها النظام وروسيا للتأثير على التطورات في حلب، مؤكدين أنه لا توجد أيّ بوادر تشير إلى استعدادات للخروج من حلب غداً سواء من العسكريين أو المدنيين.
وقال الناشط ماجد الحلبي، إن الأمور طبيعية في حلب، وإن الناس لا ينظرون بجدية إلى عرض الهدنة الروسي الذي يعتبرونه مثل العروض السابقة التي كانت مجرد دعاية إعلامية.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قال الثلاثاء إن “الطيران الروسي والسوري، أوقفا القصف في منطقة حلب، على أن يبدأ، اليوم الأربعاء، عمل الخبراء العسكريين لفصل المعارضة عن الإرهابيين”، وأضاف، إلى أنه “مع بداية الهدنة تنسحب القوات السورية لمسافة تتيح انسحاب المسلحين من حلب عبر ممرين”.
وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها روسيا فتح طريق الكاستيلو لخروج المدنيين، فقد سعت إلى ذلك في يونيو/تموز الماضي، إلا أنها فشلت في إخراجهم عبر ثلاثة ممرات تحدثت عنها آنذاك.
ومن جانبهم، أطلق بعض قادة الفصائل في حلب تصريحات تقلل من أهمية “الهدنة الروسية” وتتوعد بفتح معركة كبيرة قريباً لفك الحصار عن حلب.
وقال عمار سقار، المتحدث باسم تجمع “فاستقم كما أمرت” لـ”العربي الجديد” إن “حصار حلب لن يطول وسوف تتمكن فصائل المعارضة من كسر الحصار قريباً”، في حين قال القائد العسكري في حركة نور الدين الزنكي، عمر سلخو في تصريحات صحافية إن الرد على الهدنة “سيكون ليس بفك الحصار عن مدينة حلب بل بتحريرها كاملة”، متوقعاً “أيام مبشرة للثوار في المرحلة المقبلة”.
كما أكد القيادي العسكري في جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، أبوعبيدة الأنصاري، في تصريحات صحافية أن “كسر الحصار عن حلب بات مسألة وقت، مشيراً أن جيش الفتح وفصائل المعارضة السورية تنتظر الإشارة لبدء معركة مصيرية في حلب”.
وقال الأنصاري إن “المعركة المقبلة ستكون على غير المعتاد، إذ ستكون لأول مرة بجيش وقائد عسكري واحد، وتضم جيش الفتح وفصائل أخرى في المعارضة السورية”.
من جهته، أكد حسام الشافعي المتحدث باسم جبهة فتح الشام في تصريحات وزعها على وسائل الإعلام إن “مقاتلي الجبهة لن ينسحبوا من حلب، مطالباً بالعودة لما سماه خيار الثورة الأول بإسقاط النظام بالقوة”.
وأضاف الشافعي، أن الاقتراح الروسي بإخراج الجبهة من حلب “يمثل مقطعاً صغيراً من الصورة الكاملة، وأن أي استسلام أو ضعف أمام العدو سيجعله يطمع بالمزيد”.
وميدانياً، تسعى فصائل المعارضة السورية لاستعادة السيطرة على كامل مشروع 1070 شقة التابع لمنطقة الحمدانية جنوب حلب، بعد سيطرة قوات النظام على أجزاء منه خلال اليومين الماضيين، وتوقعت مصادر ميدانية أن توسع قوات المعارضة عملياتها على هذا المحور خلال الأيام المقبلة.
ألف شخص يودّعون معضمية الشام… والتهجير القسري مستمر
ريان محمد
خرج حوالى 620 مقاتلاً مع عائلاتهم من مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق، اليوم الأربعاء، بموجب اتفاق بين الفصائل المقاتلة والنظام السوري، وفق ما أفاد مسؤول لجنة المصالحة في المدينة حسن غندور لوكالة “فرانس برس”.
وقال غندور “الحافلات التي تقل المسلحين تحركت باتجاه إدلب (شمال غرب)”، مشيراً إلى أن الـ620 مقاتلاً يتضمنون 420 مقاتلاً من معضمية الشام و200 آخرين نزحوا إليها من مناطق مجاورة هي داريا وكفرسوسة والمزة، بالإضافة إلى عائلاتهم.
وأوضح الناشط الإعلامي لدى “المركز الإعلامي لمدينة معضمية الشام” محمد نور، لـ”العربي الجديد”، أنّ “اليوم في المعضمية، لا مشهد يعلو فوق مشهد الوداع والدموع على فراق الأرض والأهل”.
وأشار إلى أنّه “منذ ساعات الصباح قام الأهالي بإنشاء سد بشري على مدخل المعضمية في محاولة منهم منع الشباب من المغادرة، وبعد أكثر من ساعة تم إطلاق عدة أعيرة نارية في الجو وفض الأهالي ليكمل الشباب طريقهم إلى الحافلات”.
وأضاف أنّ “الحافلات موجودة على مدخل مطار المزة العسكري حيث تقل الشباب وعائلاتهم”، لافتاً إلى أنه “حتى الساعة 12 ظهراً تقريباً، خرج من المعضمية أكثر من 20 باصاً، وفي كل باص 55 راكباً، ما يعني أن العدد الإجمالي حتى اللحظة بلغ 1100 شخص، في حين ما زالت الباصات تتوافد”.
وأوضح أن “العدد الذي كان مقرراً خروجه من المدينة نحو 1900 شخص، إلا أن هناك أشخاصاً تراجعوا عن خيار الخروج اليوم، وقرروا البقاء، إضافة إلى النازحين من داريا وكفرسوسة الذين كانوا في المدينة ويصل عددهم إلى نحو ألف شخص”.
من جهته، اكتفى عضو لجنة المفاوضات في معضمية الشام محمود الخطيب، بالقول لـ”العربي الجديد”، إنّه “يوم حزين يمر على المعضمية، وعملية الخروج ستستغرق وقتاً طويلاً، وليس بالإمكان تحديد العدد النهائي، حيث هناك من تراجع عن الخروج ويريد أن يبقى في مدينته”.
ويعيش في معضمية الشام أكثر من 45 ألف شخص تحت حصار خانق منذ نحو العام، سبقه حصار جزئي وقصف وقنص على مدار الأعوام الأربعة الماضية. واستناداً إلى الاتفاق الأخير، وعقب الانتهاء من عملية التهجير ستعود مؤسسات الدولة المهيمن عليها النظام إلى المدينة.
وسبقت داريا وقدسيا والهامة مدينة المعضمية باتفاقات مشابهة، ويتوقع أن تلحق بها العديد من المناطق المحاصرة في دمشق وريفها، جراء الحصار وانقطاع الدعم، تحت أنظار المجتمع الدولي ومنظماته.
الأمم المتحدة ترسل 19 شاحنة مساعدات إنسانية إلى إدلب
دخلت 19 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إلى الأراضي السورية من معبر جيلوة غوزو التركي، متجهة نحو محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المعتدلة.
وبحسب مراسل الأناضول، فإنّ الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الأساسية، انطلقت من منطقة الريحانية بولاية هطاي جنوب تركيا. وأفادت الجهات المعنية بأنّ القافلة في طريقها إلى إدلب.
جدير بالذكر، أنّ 40 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية كانت عالقة في منطقة الريحانية منذ إعلان النظام السوري، في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، انتهاء الهدنة المعلنة، في 13 من الشهر ذاته، من قِبل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
وتعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، في 19 سبتمبر، لقصف جوي في سورية، وتبادلت روسيا وأميركا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف، وأفادت مصادر في المعارضة للأناضول، أن القصف استهدف أيضاً مركزاً للهلال الأحمر السوري في بلدة “أورم الكبرى”، بريف حلب الغربي، أثناء تفريغ حمولة الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية.
وكانت 20 شاحنة للأمم المتحدة قد دخلت الأراضي السورية عبر البوابة الحدودية نفسها قبل نحو أسبوعين، ومع دخول القافلة الجديدة تكون الأمم المتحدة قد أكملت تفريغ حمولة شاحناتها في إدلب.
(الأناضول)
ثماني أكاذيب سوّقتها زوجة الأسد في مقابلتها التلفزيونية
كريستين أبيض
أقدمت أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري، خلال مقابلتها التلفزيونية الأولى، والتي عرضت، يوم أمس الثلاثاء، على قناة “روسيا 24″، على تسويق عشرات الأكاذيب والادعاءات التي تهدف لتلميع صورة عائلتها التي تستولي على حكم سورية وترتكب أبشع جرائم الحرب بحق أهلها. وحاولت الأسد خلال المقابلة التي بدت مرسومة بعناية، غسل يديها من دماء السوريين، مؤكدةً أن قناعاتها تتطابق مع قناعات زوجها. ولعل أبرز الادعاءات التي جاءت على لسان الأسد:
“الكرامة الإنسانية مهمة جداً بالنسبة لنا”
تناست الأسد كمّ الإهانات والذل الذي تمارس ضد الشعب السوري كل يوم على يد قوات النظام، بدءاً من عمليات التعذيب والإذلال التي تمارس ضد مئات آلاف المعتقلين السوريين القابعين في السجون، وصولاً إلى الإهانات والاعتقالات اليومية التي تطاول السوريين كل يوم في مناطق سيطرة النظام.
“لدينا فرق تخصصية لعلاج ودعم أسر الشهداء”
تشير الأسد هنا إلى الهدايا والتكريمات التي تتلقاها أسر ضحايا جيش النظام، كساعات الحائط وبعض الأغنام.
“أخاطر بحياتي للذهاب إلى عملي”
ادعت الأسد في مقابلتها، أنها تقود سيارتها بنفسها دون حراسة كل يوم للذهاب لعملها في دمشق والسفر الى السويداء، مروراً بمحاذاة مناطق تخضع لسيطرة “تنظيم الدولة” كما تقوم بإيصال أطفالها الى مدرستهم في دمشق مشياً على الأقدام.
“الأسد رجل معطاء”
لا يشك السوريون بسخاء زوج الأسد بإسقاط القذائف والصواريخ والبراميل فوق رؤوسهم، ولا يخفى على أحد أنه في كل عام يتفوق على نفسه بالتسبب بإيقاع المزيد من الضحايا السوريين الأبرياء.
“تأثرنا كأي عائلة أخرى في سورية”
ادعت الأسد أن عائلتها تأثرت بالحرب كأي عائلة سورية أخرى، متناسية أن وجودها وعائلتها على رأس السلطة هو المسبب لمعاناة السوريين، ومستهزئة بما تعانيه العائلات السورية من الفقر والنزوح والفقدان والتهجير.
“قضى أطفالي طفولتهم في زمن الحرب”
اعتبرت أن أطفالها قضوا طفولتهم في زمن الحرب.. ولنا أن نسألها هنا: هل عرف أطفالك تجربة انتظار الموت القادم من السماء؟ هل عجزت عن إطعامهم بسبب الحصار؟ هل بكيت على ولد يقبع في إحدى غرف التعذيب؟ هل قلت لهم أن والدهم تسبب بكل هذا لأطفال آخرين؟
“روسيا تقدم مساعدات إنسانية لا تقدر بثمن للسوريين”
وعلى الرغم من اعتبار الأمم المتحدة روسيا كإحدى الدول الأقل مساهمة في إغاثة السوريين، أصرت أسماء الأسد على أنها تقدم مساعدات إنسانية لهم، ولعلها تقصد بها الصواريخ الفراغية والفوسفورية والعنقودية التي تنهال بها الطائرات الروسية كل يوم على الأراضي السورية.
“أحزن لخسارة كل طفل في سورية”
يبدو أن الأسد قد تقضي حياتها حزناً بعد أن تجاوز عدد الضحايا الأطفال 2600 حتى بداية العام الحالي، قضى معظمهم على يد الجيش الذي يتزعمه زوجها.
المنطقة الآمنة في سوريا.. قريباً
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الإعلان عن منطقة آمنة شمالي حلب سيتم قريباً، وأوضح أن مساحة المنطقة ستكون 5 آلاف كيلومتر مربع، وسيتم الإعلان عنها من قبل عملية “درع الفرات”.
وقال أردوغان خلال كلمة له، ألقاها أمام اجتماع للمخاتير في مجمع الرئاسة في أنقرة، الأربعاء، إن عملية “درع الفرات” حققت نتائج أكبر بكثير مما فعل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وبمدة زمنية قياسية. وأضاف “لم نحصل على دعم من أحد ولم نأخذ موافقة من أحد” عند إطلاق عملية “درع الفرات”.
من جهة ثانية، قال أردوغان إنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مسألة خروج مقاتلي “جبهة فتح الشام” من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات. وأكد أن “الوضع في حلب مقلق فهناك أكثر من مليون سوري، من الممكن أن يزحفوا نحو تركيا إذا حدثت هجرة جمعية”.
وأضاف “لن ننتظر وقوع الأعمال الإرهابية في بلادنا، سنضربهم أينما كانوا، بلادنا منذ أكثر من 30 عاما تكافح تنظيم بي كا كا الإرهابي. وتابع “لن نترك أي تنظيم إرهابي على هذه الجغرافيا، إما أن يسلموا أنفسهم أو يتركوا الجغرافيا التركية”.
وكان من اللافت مطالبة أردوغان، للمجتمع الدولي، بمراجعة اتفاقية لوزان التي تمت على إثرها، في العام 1923، عملية رسم حدود تركيا عقب الحرب العالمية الأولى.
مسلسل “التهجير” في معضمية الشام
عمار حمو
بدأت عملية إخلاء المعارضة من معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية، من رافضي تسليم سلاحهم، بالإضافة إلى من تبقى من أهالي داريا في المعضمية، إلى ريف إدلب شمالي سوريا، الأربعاء، وذلك بعد توقف ملف المفاوضات بخصوص الإخلاء بين النظام والمعارضة لأكثر من أربعين يوماً.
وتوافدت حافلات النقل الخضراء إلى المعضمية منذ ساعات الصباح، ويبلغ عددها 70، لنقل 3000 مقاتل مع عائلاتهم. ويقضي الاتفاق بخروج عائلات داريا، وعدد من مقاتلي المعضمية، وكفرسوسة والمزة، من المعضمية.
ويشرف على عملية الإخلاء منظمة “الهلال الأحمر السوري”، وتغيب عنها “الأمم المتحدة”، بعد تصريحات للأخيرة بعد منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، ترفض المشاركة في أي عملية تهجير قسري.
وشهدت المعضمية مع بدء التحضيرات للإخلاء، تظاهرات لنساء وأطفال، أقامت سداً بشرياً على معبر المعضمية، معلنة رفض خروج مقاتلي المعارضة بالحافلات الخضراء إلى إدلب، إلا أن ذلك لم يمنع العملية من المضي قدماً، حيث خرجت الدفعة الأولى من المقاتلين، وبحسب تقديرات النشطاء، فقد بلغ عددهم نحو 600.
مصدر من معضمية الشام، اسمه مدرج ضمن قائمة المغادرين إلى إدلب، قال لـ”المدن”، إن الشرط الحالي لإتمام عملية الإخلاء هو تسليم بعض الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وعربة ثقيلة، وسيتم “استكمال تسليم السلاح كاملاً مع باقي البنود بعد خروجنا إلى إدلب”.
وتضمن الاتفاق الماضي عودة مؤسسات الدولة إلى المدينة، عدا فروع الأجهزة الأمنية، وتأسيس مخفر مشترك بين النظام وأهالي المعضمية. ولكن الاتفاق الحالي لا يوضح مصير المدينة، وفق ما ذكره عضو “المركز الإعلامي” في المعضمية لـ”المدن”.
من جهته، قال رئيس “محافظة ريف دمشق الحرة” السابق المهندس أسامة نتوف، لـ”المدن”، إنه لا يوجد لأهل معضمية الشام أي ضمانات، سوى وعود من النظام ومنظمة “الهلال الأحمر السوري”، ولكن المدينة ستؤول إلى مصالحة مع النظام و”لجان تسوية” بعد خروج الثوار الرافضين للتسوية وتسليم السلاح.
ورجّح مصدر محلي، أن تكون إعادة فتح ملف إخراج مقاتلي المعضمية بعد توقفه، تمت إثر وقوع حادثة بين عائلة عضو “لجنة المصالحة” في المدينة ومجموعة من الأهالي، الخميس 13 تشرين الأول/أكتوبر، قتل على إثرها 3 أشخاص وأصيب آخرون. واتهم عضو “لجنة المصالحة” التابعة للنظام، عبر قناة “سما” الموالية، رافضي التسوية بالمسؤولية عن الحادثة.
وتحمل الحافلات المغادرة إلى إدلب 400 عائلة من داريا، منعوا من الخروج أثناء إفراغ مدينة داريا، بعد خلاف مع النظام على آلية الخروج ووجهتها. فالنظام كان رافضاً لإخراجهم إلى إدلب، وفق ما ذكره مصدر من أبناء داريا في المعضمية لـ”المدن”.
وأضاف المصدر أن المفاوضات بخصوص أهالي داريا العالقين في المعضمية تمّت من دون لجنة رسمية ممثلة للأهالي، فتولى أشخاص بعينهم متابعة سير المفاوضات بدلاً من اللجنة المسؤولة الموجودة في إدلب.
وتستعد فعاليات مدنية من أهالي معضمية الشام وداريا، المتواجدة في الشمال السوري، لاستقبال الدفعة الجديدة من “المهجّرين”، وسط غياب أي دور لـ”الحكومة السورية المؤقتة” أو “مجلس محافظة ريف دمشق الحرة”، وفق ما قاله المهندس أسامة نتوف.
وأضاف نتوف “ننسق منذ يومين لاستقبال أهلنا من معضمية الشام، والتجهيزات تتضمن إيجاد مساكن إيواء مؤقتة، وأخرى دائمة، إلا أن التجهيزات لا تستوعب العدد كاملاً”.
عمليات “الإخلاء” ومفاوضات “الهدن” في محيط العاصمة دمشق، تحولت من مفاوضات بين طرفين، إلى سياسة فرض الأمر الواقع يفرضها النظام بعد استخدامه وسائل ضغط على المقاتلين والمدنيين.
وكانت “المدن” ذكرت سابقاً عن مصدر من المعضمية، أن الأهالي يرفضون شروط النظام، ولكن الأمر أصبح فرضاً بالإجبار لا اتفاقاً بين طرفين. وأشار المصدر إلى أن “رفض شروط النظام أو المناقشة فيها بات من الماضي نظراً لعدم وجود أي ورقة ضغط بيد مفاوضي المدينة”.
وشهدت محافظة ريف دمشق في الآونة الأخيرة سلسلة من عمليات “التهجير” بدءاً بمدينة داريا التي أخليت تماماً من سكانها في 26 آب/ أغسطس الماضي، فيما أخليت قدسيا والهامة من مقاتليها في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.
ويتخوف المدنيون في الغوطة الشرقية من تكرار سيناريو الغوطة الغربية من عمليات التهجير، لا سيما أن الغوطة الشرقية شهدت خلال الشهرين الماضيين مباحثات سرية بين المعارضة و”لجنة تواصل” تابعة للنظام.