أحداث الثلاثاء 24 أذار 2015
«داعش» يهاجم مطار تدمر ويسعى إلى التقدم في وسط سورية
لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز
شن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً على مطار تدمر العسكري في ريف محافظة حمص، في مؤشر إلى نيته التقدم من معاقله في شرق سورية نحو وسطها وفي اتجاه العاصمة دمشق، في وقت قُتل وأصيب مواطنون مدنيون في قصف فصائل المعارضة أحياء واقعة تحت سيطرة النظام في مدينة حلب (شمال).
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» شنوا هجوماً على مطار تدمر العسكري في محافظة حمص أمس الإثنين في إطار هجوم عسكري للاستيلاء على معاقل حكومية باتجاه الغرب. وتمثّل الهجمات التي يشنها التنظيم -وهي في أقوى حالاتها في شرق البلاد وشمال شرقيها- على محافظات حمص وحماة وحتى دمشق، تحدياً جديداً للقوات الحكومية السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ونجح الجيش السوري في انتزاع السيطرة على أراض تمتد من دمشق إلى مدينتي حمص وحماة وصولاً الى الساحل الغربي، بعد هزيمته مجموعات مسلحة أقل قوة من تنظيم «الدولة الإسلامية» ينضوي عدد منها تحت لواء «الجيش السوري الحر».
وقال المرصد في بيان: «دارت بعد منتصف ليلة الأحد- الإثنين اشتباكات وصفت بالعنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر قرب مطار تدمر العسكري إثر هجوم الأخير على المطار، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». ولم يتسن لـ «رويترز» الوصول إلى أي من المسؤولين السوريين للحصول على تعليقهم، كما لم تذكر وسائل الإعلام الرسمية السورية هذه الاشتباكات.
ويأتي هذا الهجوم بعد معركة اندلعت يوم الجمعة واستمرت ثلاثة أيام في محافظة حماة حول بلدة الشيخ هلال، وفق ما أورد بيان «المرصد»، الذي أضاف أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يهدف إلى قطع الطريق الذي يصل بين حماة وحلب (عبر خناصر والسلمية).
وقال رامي عبدالرحمن مدير «المرصد» لـ «رويترز»، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» قتل 74 جندياً في الهجوم الذي شنه على حماة. ورأى أن الهجومين يهدفان إلى رفع معنويات المقاتلين المتشددين بعد هزائمهم المتكررة في مواجهة المقاتلين الأكراد في شمال شرقي البلاد. وهزمت القوات الكردية مدعومة بالضربات الجوية التي يقودها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، تنظيم «الدولة الإسلامية» في بلدة عين العرب (كوباني) بشمال سورية ومناطق أخرى في الشمال الشرقي هذا العام.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش السوري قتل 19 من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» الإثنين في محافظة دير الزور بشرق البلاد، وهي واحدة من معاقل التنظيم المتطرف. ويوم السبت نشر مؤيدون للحكومة على موقع يوتيوب تسجيلاً مصوراً يظهر شاحنات عليها العلم السوري تنقل نعوش من قالوا إنهم قتلوا في اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في حماة. وأشار التسجيل إلى أن اللقطات صورت في بلدة السلمية الى الشرق من حماة بعد هجوم تعرضت له من الجماعات المتشددة.
وقال مقاتل في تنظيم «الدولة الإسلامية» لـ «رويترز» طلب عدم ذكر اسمه، إن الحملة على حماة تهدف إلى السيطرة على السلمية. وأضاف: «الهدف النهائي هو تحرير السلمية وحماة لكن هذا لن يحدث قبل أن تكون الدولة الإسلامية جاهزة 100 في المئة».
في غضون ذلك، أفاد «المرصد» من مدينة حلب بأن 13 شخصاً قُتلوا «جراء سقوط قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في محيط ساحة سعد الله الجابري وشارع بارون والجميلية ومناطق أخرى قريبة منها بمدينة حلب، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود 10 جرحى على الأقل بحالات خطرة». وأشار إلى أن «4 مواطنين بينهم رجل وابنه قُتلوا (أول من) أمس جراء سقوط قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام قرب الفيض وسوق الإنتاج بمدينة حلب، في حين قُتل سبعة مواطنين بينهم سيدة ومسنة واثنان من أبنائها وطفل وفتى وفتاة جراء سقوط قذائف أطلقتها «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية على مناطق في مدينة إدلب».
ولفت «المرصد» إلى أنه دارت ليلة أول من أمس «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في حي السبع بحرات بحلب القديمة، وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على محيط قرية حندرات بريف حلب الشمالي، ترافق مع اشتباكات عنيفة في منطقة حندرات بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر».
وفي محافظة إدلب المجاورة، ذكر «المرصد» أنه «ارتفع الى 9 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في جبل الزاوية حيث استهدف بأربع غارات منها مناطق في محيط بلدة حنتوتين وبخمس غارات أخرى مناطق في بلدة دير سنبل ومحيطها». وأشار إلى أن هذه الغارات تأتي بعد ساعات على سقوط طائرة مروحية قرب قرية فركيا بجبل الزاوية في الريف الغربي لمعرة النعمان، إثر عطل فني أصابها، وتمكن مقاتلو «النصرة» وفصائل إسلامية أخرى من أسر 4 من طاقمها بينهم قائدها ومساعده، فيما أعدم عنصر آخر منهم في مكان سقوط الطائرة، وفق «المرصد».
ولفت «المرصد» إلى أن الطيران المروحي «ألقى برميلين متفجرين على مناطق في محيط معسكر الخزانات بريف إدلب الجنوبي الذي تسيطر عليه جبهة النصرة والفصائل الإسلامية… كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية مدايا بريف إدلب الجنوبي… كذلك نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في مطار تفتناز العسكري الذي تسيطر عليه جبهة النصرة والكتائب الإسلامية».
وفي محافظة دمشق، ذكر «المرصد» أن «اشتباكات تدور بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى على أطراف حي جوبر، وسط فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق الاشتباك». أما في ريف دمشق، فقد أشار «المرصد» إلى أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية، في حين «دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في منطقة حتيتة الجرش في الغوطة الشرقية، وسط سقوط صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض- أرض على منطقة الاشتباك».
وفي درعا في جنوب البلاد، أشار «المرصد» إلى مقتل خمسة أطفال أشقاء جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة طفس. وأضاف أنه «ارتفع الى 13 على الأقل، بينهم قائد لواء إسلامي ونائب قائد فرقة مقاتلة، عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة الذين استشهدوا في الاشتباكات المستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في بلدة بصرى الشام منذ فجر أول من أمس، وسط تنفيذ الطيران الحربي 9 غارات على مناطق خارجة عن سيطرة قوات النظام في البلدة، وإلقاء الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على المنطقة». وأشار إلى قصف بالطائرات والمروحيات على مناطق مختلفة من ريف درعا.
هجوم المعارضة على إدلب لفصل حلب عن اللاذقية
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
صعّد مقاتلو المعارضة السورية هجومهم على مدينة إدلب لعرقلة خطوط إمداد القوات الحكومية بين حلب في الشمال واللاذقية معقل النظام في الغرب، وترددت أنباء عن مطالب قدمتها «جبهة النصرة» لمقايضة أحد طياري المروحية التي سقطت في ريف إدلب قبل يومين بـ «أبو مصعب السوري» أحد المنظّرين البارزين في الحركات المتشددة، في وقت جدد مسؤول أميركي رفض واشنطن بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم في أي تسوية مقبلة، داعياً إلى تشكيل «جبهة موحدة» للتفاوض مع النظام. (للمزيد)
وقالت مصادر في المعارضة إن تنسيقاً حصل بين «جبهة النصرة» من جهة و «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي تشكلت أول من أمس بعد اندماج «أحرار الشام» بقيادة هاشم الشيخ (أبو جابر) و «صقور الشام» بقيادة أحمد عيسى الشيخ، وذلك بهدف اقتحام مدينة إدلب بين حلب واللاذقية. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «كتائب الثوار دمّرت دبابة لقوات الأسد في حاجز الكونسروة الواقع غرب مدينة إدلب، بعد استهدافها بصاروخ مضادّ للدروع»، لافتة إلى استمرار استهداف مواقع النظام في المدينة.
وخرج معظم ريف إدلب من سيطرة النظام الذي حافظ على مواقعه في مدينة إدلب، إضافة الى استعادته مدينة أريحا التابعة لمحافظة إدلب، في مقابل سيطرة «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» على معسكري وادي الحامدية ووادي الضيف بين إدلب وحماة وحمص وسط البلاد. وفي حال سيطرت المعارضة على مدينة إدلب، يفقد النظام خطوط الإمداد بين معقله في الساحل غرباً وحلب التي تدور فيها معارك ويتقاسم الطرفان السيطرة عليها.
وقال عبدالله المحيسني أحد القادة المقربين من «النصرة»، في فيديو ظهر فيه مع أحد الطيارين الأسرى الذين سقطت مروحيتهم في جبل الزاوية يوم الأحد، إن سقوط المروحية «بشارة خير لبدء معركة تحرير مدينة إدلب بالكامل من سيطرة قوات النظام»، لافتاً إلى أن «الله استجاب دعاء الأمهات الثكالى في ريف إدلب بعد قصف بلدة سرمين المجاورة بغاز الكلور».
إلى ذلك، أفيد أمس بأن قياديين في «النصرة» طالبوا بمقايضة طاقم المروحية بـ «أبي مصعب السوري» الذي يعتقد أن أميركا سلمته إلى النظام ضمن التعاون الأمني بين الطرفين بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وأشارت مصادر إلى أن النظام السوري أفرج عنه لفترة قصيرة وأعيد اعتقاله من دون تأكد المعلومات عن مصيره حالياً.
“داعش” يُهاجم مطار تدمر ويحاول قطع طريق حماه – حلب
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) شنوا هجوماً على مطار تدمر العسكري في محافظة حمص في سوريا أمس، في إطار سعيهم الى الاستيلاء على معاقل حكومية في اتجاه الغرب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم “داعش” قتل 74 جندياً في الهجوم الذي شنه على حماه الاسبوع الماضي لقطع طريق بين حماه وحلب. وأكد مسؤول سوري ان “الدولة الاسلامية” قتل نحو 70 شخصاً في منطقة الشيخ هلال (في حماه) في ما وصفه بـ”مذبحة في حق المدنيين”، مضيفاً إن بعض الجثث شوهت. وأوضح ان بعض الذين قتلوا ربما كانوا من مجموعات دفاع شكلت محليا أو جنود ليسوا في نوبة الخدمة ولكن لا خسائر في صفوف العسكريين.
ونقلت “رويترز” عن مقاتل في “داعش” أن الحملة على حماه تهدف إلى السيطرة على بلدة السلمية في محافظة حماه. وقال: “الهدف النهائي هو تحرير السلمية وحماه لكن هذا لن يحصل قبل أن تكون الدولة الإسلامية جاهزة 100 في المئة”.
وعلى جبهة اخرى، بث التلفزيون السوري الرسمي أن الجيش السوري قتل 19 من مقاتلي “داعش” في محافظة دير الزور بشرق البلاد وهي واحد من معاقل التنظيم المتطرف.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “قذائف صاروخية عدة أطلقتها تنظيمات ارهابية تكفيرية على حي الجميلية وشارع بارون (في مدينة حلب) أدت الى ارتقاء 12 شهيداً معظمهم من الاطفال وجرح 30 شخصا”.
وأشار المرصد السوري الى ان عدد القتلى بلغ 13 وانه “مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرة جرحى على الأقل في حال الخطر”.
“هيومان رايتس ووتش”
وأمس، قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” التي تتخذ نيويورك مقراً لها في تقرير إن جماعات المعارضة المسلحة في سوريا، وبينها جهاديون أو مقاتلون مدعومون من الغرب، تشن هجمات عشوائية لا تميز بين مدنيين وغيرهم، مما يعتبر انتهاكاً لقوانين الحرب.
ووثقت في التقرير عشرات الهجمات التي شنها مقاتلو المعارضة على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة نديم حوري: “شهدنا سباقاً نحو القاع في سوريا، مع شروع الجماعات المتمردة في محاكاة وحشية للقوات الحكومية”.
الاردن
وفي عمان، قال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني إن بلاده مع عدد من دول الائتلاف الدولي والمنطقة ستتولى تدريب أبناء العشائر السورية للتصدي للجماعات الارهابية و”داعش”. وأضاف: “واجبنا ان نقف مع الشعب السوري الاعزل لمواجهة أفراد العصابات وداعش”. مشيراً الى ان “الحديث عن اماكن التدريب ومراكز التدريب سيعلن في الوقت المناسب”.
الجعفري يلتقي المعلم: سوريا تدافع عن جميع دول الجوار
اعتبر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن “سوريا تدافع عن جميع دول الجوار من خلال استحقاق كبير على الجميع الالتزام به”، مستغرباً كيف “تطمئن أي دولة مجاورة لإرهاب يقتل الأطفال ولا يميز بين شخص وآخر”.
وفي أول زيارة الثلاثاء لمسؤول عراقي رفيع المستوى إلى دمشق منذ بدء الأزمة السورية في آذار العام 2011، التقى الجعفري نظيره السوري وليد المعلم، حيث أجرى الطرفان جلسة مباحثات مطولة، كان سبقها مؤتمر صحافي مشترك في مطار دمشق الدولي.
وخلال المؤتمر، أكد وزير الخارجية العراقي أن “هناك مستوى معين من التنسيق بين سوريا والعراق، ونتطلع إلى مستوى أعلى، ونأمل أن تكون الزيارة فاتحة للارتقاء به لدرء المخاطر التي تهدد البلدين الشقيقين”.
من جهته، أشار المعلم إلى أن “العراق وسوريا يقفان في خندق واحد ضد الإرهاب، وكلما كان العراق بخير، فإن سوريا بخير، لذلك ثقتنا كبيرة بأن القادة العراقيين لم يألوا جهداً للوقوف إلى جانب سوريا وكسر الحصار المفروض عليها”.
وفي معرض رده على سؤال حول إعلان الأردن نيته تدريب عشائر سورية على أراضيه لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، قال المعلم إن عمان لم تقدم جديداً سوى أنها أثبتت ما كنا نقوله عن وجود معسكرات تدريب للإرهابيين في الأردن”.
وحول الموقف المصري مما يجري في المنطقة، أعرب المعلم عن تمنياته “أن تلعب مصر دورها التاريخي، وأن تقوم بما يملي عليها الواجب”، مشيراً إلى أنه “وحتى الآن، لم نلمس هذا الدور ربما لأسباب خاصة، أو بسبب معركتها ضد الإرهاب والإخوان المسلمين”.
وأضاف المعلم: “نحن نتعاطف مع الشعب المصري الشقيق، والتاريخ أثبت أن مصر وسوريا، واليوم العراق، يستطيعون تغيير مجرى أحداث المنطقة”.
يذكر أنه في أيلول من العام الماضي، أوفد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مبعوثاً إلى سوريا، هو مستشار الأمن الوطني فالح فياض، الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاءت زيارة فياض بعد تشكيل “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة التنظيمات الإسلامية المتطرفة في سوريا والعراق، وبدء “التحالف” غارات جوية في البلدين على مواقع لهذه التنظيمات.
(أ ف ب،”سانا”)
سوريا: مخاوف من فتنة سنية ـ درزية
«الدولة الإسلامية» يهاجم مطار تدمر وإسقاط مروحية في اللاذقية
عواصم ـ وكالات ـ درعا «القدس العربي» ـ من مهند الحوراني: ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن قوات المعارضة أسقطت مروحية لجيش النظام السوري، في ريف محافظة اللاذقية.
وأضافت الهيئة في بيان، أمس، أن مقاتلي المعارضة أسقطوا المروحية بمضادات طيران، فوق جبل الأكراد، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وكانت مروحية تابعة لجيش النظام السوري هبطت اضطراريا في ريف ادلب أمس، وقامت قوات المعارضة بأسر قائدها وأفراد الطاقم الذي كان على متنها.
وحذرت عشرات الشخصيات السورية من مختلف الأطياف السياسية والدينية من وقوع فتنة طائفية بين «المسلمين الموحدين الدروز» والمسلمين السنّة في محافظتي السويداء ذات الغالبية الدرزية ودرعا ذات الغالبية السنية.
وقال بيان لعشرات الشخصيات العامة من مختلف الطوائف والأديان والمشارب الفكرية والسياسية، أمس الاثنين، «لقد دأب النظام (نظام الرئيس بشار الاسد) في محاولات حثيثة لبث الفتن بين المكون السني السوري وباقي الأقليات للقضاء على الثورة التي انتهجت مبدأ اساسيا منذ انطلاقتها وهو ثورة لكل السوريين».
وأضاف البيان، الذي وقع عليه بضع مئات من الشخصيات العامة المتنوعة الداعية الى نبذ الفتنة والتنبه لمحاولات النظام «زج أبناء السويداء في مواجهة أبناء درعا، وذلك بعد اشتعال المعارك بين الجيش السوري الحر وقوات النظام مدعومة بميليشيات طائفية في مدينة بصرى الشام المجاورة لمحافظة السويداء».
وأعرب البيان عن «حرص الأهالي في محافظة درعا ايصال رسالة لجيرانهم من أبناء جبل العرب (الدروز) تنبههم من خطورة استخدام نظام (الرئيس بشار) الأسد لشبان السويداء ليكونوا وقودا لمشروع إيران».
وكادت الفتنة أن تقع في الأيام الماضية بين الطرفين حين سرت شائعات ان شبانا من السويداء يتطوعون في ميليشيات تابعة للنظام مدعومة إيرانيا بالسلاح والمال كي تقاتل في محافظة درعا ضد قوات عسكرية إسلامية معارضة.
إلى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شنوا هجوما على مطار تدمر العسكري في محافظة حمص في سوريا، أمس الاثنين، في إطار هجوم عسكري للاستيلاء على معاقل حكومية باتجاه الغرب.
وتمثل الهجمات التي يشنها التنظيم – وهي في أقوى حالاتها في شرق وشمال شرقي البلاد – على محافظات حمص وحماة وحتى دمشق تحديا جديدا للقوات الحكومية السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المرصد في بيان «دارت بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين اشتباكات وصفت بالعنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من طرف آخر قرب مطار تدمر العسكري إثر هجوم الأخير على المطار، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.»
ويأتي هذا الهجوم بعد معركة اندلعت يوم الجمعة واستمرت ثلاثة أيام في محافظة حماة حول بلدة الشيخ هلال، وفق ما أورد بيان المرصد، الذي أضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية يهدف إلى قطع الطريق الذي يصل بين حماة وحلب التي كانت المدينة السورية ذات الكثافة السكانية الأعلى.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل 74 جنديا في الهجوم الذي شنه على حماة.
ويرى عبد الرحمن أن الهجومين يهدفان إلى رفع معنويات المقاتلين المتشددين بعد هزائمهم المتكررة في مواجهة المقاتلين الأكراد في شمال شرقي البلاد. وقتل نحو 200 ألف شخص منذ بدء الصراع في سوريا عام 2011.
مستشارة الأمن القومي: أمريكا ملتزمة بالانتقال السياسي في سوريا
واشنطن – (رويترز) – نقل البيت الأبيض عن سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكية قولها في اجتماع مع معاذ الخطيب الرئيس السابق لتحالف المعارضة السوري إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بانتقال سياسي في سوريا يجري التوصل إليه عبر التفاوض.
وقال البيت الأبيض في بيان الثلاثاء عن الاجتماع الذي عقد الاثنين “أكدت رايس أن بشار الأسد فقد كل الشرعية للحكم ويجب أن يرحل” في إشارة إلى الرئيس السوري.
كتائب سورية تتوحد لتحرير إدلب من قبضة القوات السورية
دمشق – (د ب أ) – أعلنت كتائب إسلامية عسكرية سورية مقاتلة الثلاثاء توحدها تحت اسم “جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب” شمالي سورية من قبضة قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الكتائب في بيان لها إن “الحاجة لتحرير إدلب وحلب وباقي المدن السورية بما في ذلك العاصمة دمشق تتطلب تضافر الجهود للقضاء على القوات الإيرانية وقوات نظام (الرئيس بشار) الأسد ومليشيات حزب الله الشيعي”.
وذكر البيان أسماء الكتائب الإسلامية المعارضة وهي: أحرار الشام ، جبهة النصرة ، جند الأقصى ، جيش السنة فيلق الشام ، لواء الحق ، أجناد الشام.
وكانت كتيبتا صقور الشام وأحرار الشام أعلنتا توحدهما أمس للغرض نفسه.
مهندس توحيد فصيلي الأحرار والصقور لـ «القدس العربي»: استفدنا من الأخطاء السابقة للوصول إلى دمج أقدم فصيلين إسلاميين في سوريا
أحمد عاصي
حلب ـ «القدس العربي» ـ في حديث لـ «القدس العربي» قال نائب القائد العام لألوية صقور الشام «علي العمر أبو عمار» الذي يعتبره المطلعون أحد مهندسي اندماج فصيلي أحرار الشام وألوية صقور الشام: ان اندماج كل من ألوية صقور الشام وأحرار الشام يعد خطوة غير مسبوقة على الساحة السورية، لأنه أكبر اندماج حصل حتى الآن بشكل مباشر وغير متدرج بين اثنين من أكبر الفصائل في سوريا.
وأوضح «لم يعلن عن هذا الاندماج حتى دمجت كافة المكاتب، والمؤسسات والكتائب التابعة للفصيلين بشكل كامل، درست فيه معظم القضايا وأزيلت معظم العوائق، وهذه الخطوة لم تحصل في أي مشروع اندماج حصل في السابق مثل جبهة تحرير سوريا والجبهة الإسلامية وغيرها، وقد استفدنا من كل الأخطاء السابقة حتى نستطيع الوصول إلى الهدف الأساسي وهو توحيد الصفوف بالكامل تحت راية واحدة».
وأكد العمر «ان الهدف الأسمى لهذا الاندماج هو تلبية لفريضة الاعتصام التي أمرنا الشرع فيها في غير موطن، واستجابة لمطالب شعبنا السوري الثائر بوحدة صفوفنا نظراً لحدة حالنا ومصيرنا، والحاجة الماسة التي تفرض علينا ان نتوحد بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا».
وأضاف «حركة أحرار الشام وألوية صقور الشام من أكبر فصائل سوريا ومن أقدمها على الساحة، فقد أعلن عن تأسيسهما في الشهور الأولى من الثورة المباركة، وكلاهما امتد على معظم أرجاء بلدنا الحبيب، وفي حال تكلل هذا المشروع بالنجاح ربما يكون نواة حقيقة لوحدة الصفوف على كامل الساحة السورية، فعدوهم الأساسي لا يزال النظام، والمعارك معه لن تتوقف بإذن الله حتى يتم إسقاطه بكافة رموزه وأشكاله وأركانه، وحتى تتحقق حرية هذا الشعب المكلوم وسيرى النظام في الأيام القادمة ما يوجعه ويسوءه بإذن الله».
وانهى العمر حديثه بالقول: نأمل ان يكون هذا الاندماج نموذجاً حقيقاً للتوحد والعمل الجماعي المنظم، نستطيع من خلاله إعادة ترتيب الصفوف ورصها وتنظيمها وضبطها تحت قيادة واحدة تكون على قدر تطلعات الشعب السوري وتتحمل ضغوط وعوائق المرحلة التي تمر بها سوريا.
المعارضة السورية تتقدّم في درعا بمعركة “قادسية بصرى“
درعا – أنس الكردي
سيطرت قوات المعارضة السورية المسلحة، ليل أمس الإثنين، على حاجز برد وعدد من الأبنية ومزرعة بريف درعا كانت تتحصن فيها قوات النظام المدعومة بقوات من “جيش الدفاع الوطني”، وعناصر من “حزب الله” اللبناني والحرس الثوري الإيراني، خلال المواجهات التي تدور بين الجانبين منذ ثلاثة أيام.
وكان “الجيش السوري الحر” و”كتائب إسلامية” قد أطلقا السبت الماضي معركة تحت مسمّى “قادسية بصرى” في مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، بهدف السيطرة على المدينة بشكل كامل.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم “الفيلق الأول”، التابع لـ “الجيش الحر”، إبراهيم نور الدين، لـ “العربي الجديد”، بأن “معارك الجبهة الجنوبية أثبتت قدرة فصائل وتشكيلات المعارضة على فتح المعارك مهما كانت الحملة التي تشنها قوات الأسد المدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني ومرتزقة الحرس الثوري الإيراني”.
وأوضح نور الدين أن “الجبهة الجنوبية تعمل على تخليص المدنيين في الحي الغربي من بصرى الشام من الحصار الذي تفرضه مليشيات الدفاع الوطني ومليشيات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وتحاول قطع كافة طرق الإمداد للمليشيات الطائفية الموجودة داخل مدينة بصرى الشام”.
ولفت إلى “أن المعارك على أشدها، لكن هناك تكتماً إعلامياً من أجل نجاح العمل”، مشيراً إلى “سيطرة الثوار على حاجز بردو وعدد من الأبنية ومزرعة كانت تتحصن بها اللجان الشعبية ومليشيات حزب الله”، موضحاً أن “المعارضة لم تستهدف المدنيين مطلقاً، بل ضربت المربعات الأمنية للنظام وأماكن وجود الدفاع الوطني وحزب الله والحرس الثوري”.
وكانت “غرفة الإعلام العسكري” في الجبهة الجنوبية قد أصدرت بياناً أوضحت فيه أنها “لم ولن تسعى قوات الثورة إلى دخول مناطق السويداء، ولكن كان المطلوب قطع الإمداد من قريتي بكا وذيبين، وما الاشتباكات التي حصلت إلا رد فعل على بعض الذين حاولوا الاصطياد في الماء العكر”.
وجاء هذا التوضيح على خلفية هجوك شنته كتائب المعارضة على مثلث ذيبين بكا برد غرب السويداء، ذات الغالبية الدرزية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف مليشيا الدفاع الوطني الموالية للنظام السوري.
ويبدو أن تسمية المعركة بـ “قادسية بصرى”، جاءت تيمناً بمعركة شهيرة بين المسلمين والفرس في العراق وقعت في عام 636 ميلادي، وانتهت بانتصار حاسم للمسلمين ومقتل قائد الفرس رستم فرخزاد، وأحدثت تغييرات أدت إلى إلحاق العراق وفارس بـ “الخلافة الإسلامية”.
بان: الشعب السوري يشعر بأنّ العالم يتخلّى عنه
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنّ “الشعب السوري يشعر على نحو متزايد بأن العالم يتخلّى عنه، مع انتقال تركيز الاهتمام العالمي على مقاتلي “الدولة الإسلامية”، بينما العنف والبيروقراطية يعرقلان تقديم المساعدات لنحو 12 مليون شخص”.
ورأى في تقريره الشهري الثالث عشر عن سورية، الذي قدّمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الإثنين، أنّ “غياب المحاسبة أثناء الحرب الأهلية التي استمرت أربعة أعوام، أدى كذلك إلى زيادة الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان”.
وأشار بان في التقرير الذي اطلعت عليه “رويترز”، إلى أنّه “بينما ينصبّ الاهتمام العالمي على التهديد للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، الذي توجّهه جماعات إرهابية، مثل “الدولة الإسلامية”(داعش) و”جبهة النصرة”، فإنّ اهتماماً يجب أن يظل موجّهاً لكيفية مساعدة ودعم الشعب السوري على أفضل وجهٍ”.
إلى ذلك، لفت الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أنّ أكثر من 220 ألف سوري قتلوا، منذ أن قمعت قوات الأمن احتجاجات تطالب بالديمقراطية في العام 2011، مما أشعل انتفاضةً مسلحةً، وأدى إلى فرار أربعة ملايين سوري للخارج، بالإضافة أنّ هناك 7.6 ملايين نازح في سورية.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تعتزم نشر أسماء مرتكبي جرائم حرب بسورية
من جهةٍ أخرى، أوضح بان أنّ “توصيل المساعدات بات يشكل تحدياً متزايداً بسبب “العنف وانعدام الأمن، وتغيّر خطوط الصراع والتدخل المتعمد من قبل أطراف الصراع، واتخاذ إجراءات إدارية تفرض قيوداً على التوصيل الفعلي للمساعدات”.
وفي التقرير الذي قدّمه، ذكر أنّ “وضع حوالي 4.8 ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول إليها، وخصوصاً نحو 212 ألف شخص في المناطق المحاصرة، يثير “قلقاً بالغاً”، وتتعرض المستشفيات والمدارس لهجمات، وفشل التمويل الدولي للمساعدات في الوفاء بالاحتياجات”.
وفي هذا السياق، اعتبر بان أنّ مؤتمراً للمانحين يعقد في الكويت في 31 مارس/ آذار الحالي، سيكون حاسماً.
كذلك، لفت الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أنّ “الحكومة السورية لم ترد على كثير من طلبات إرسال المساعدات، وأن قوات الأمن تقوم بمصادرة الإمدادات الجراحية من قوافل المساعدات”.
معهد بروكينغز: 141 مناصراً الكترونياً لـ”داعش” في لبنان
نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية نتائج دراسة أنجزها معهد “بروكينغز” الأميركي، تحت عنوان “من أين يغرّد مناصرو داعش؟”، أجري على عينة مؤلفة من 20 ألف فرد من مختلف بلدان العالم.
واستعرضت الصحيفة النتائج، ضمن رسم بياني يظهر أبرز البلدان التي غرّد منها مناصرو “داعش” في العام 2015. واحتلت السعودية المرتبة الأولى، حيث تبين وجود 866 شخصاً يدعم “داعش” في “تويتر” من هناك. وجاءت سوريا في المرتبة الثانية، لوجود 507 مناصراً الكترونياً لـ”داعش” فيها، مقابل 453 مناصراً في العراق، الذي جاء في المرتبة الثالثة.
وكشفت الدراسة وجود 404 مناصرين لـ”داعش” في الولايات المتحدة و139 في بريطانيا و203 في تركيا، وذلك إلى جانب عدد من البلدان العربية، منها مصر والكويت وفلسطين ولبنان الذي أظهرت النتائج أنه يضم 141 مغرداً مناصراً وداعماً للتنظيم.
وفيما تشير دراسات عدة إلى الاستغلال المدهش الذي تقوم به “داعش” لمنصات التواصل الاجتماعي لتحويلها إلى أداة ترويجية تخدم الدعاية الخاصة بالتنظيم، كانت دراسة أميركية حديثة، أجريت بالتعاون مع مركز “بروكينغز” الأميركي ونشرت أوائل الشهر الجاري، قد كشفت عن أن ما لا يقل عن 46 ألف حساب في “تويتر” يناصر أصحابها تنظيم “داعش”، وأن أنصار التنظيم النموذجيين يتواجدون في الأقاليم التي يسيطر عليها “داعش” في سوريا والعراق.
الدراسة التي حملت عنوان “استطلاع الدولة الإسلامية في تويتر”، أشارت إلى أن العدد الحقيقي الذي رُصد، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، أكبر من ذلك بكثير، إذ ينشر معظم المستخدمين تعليقاتهم وتغريداتهم باللغة العربية، بينما يستخدم خُمسهم اللغة الإنكليزية، ولديهم ألف متابع.
وفيما دُشّنت غالبية هذه الحسابات في العام 2014، تشير الدراسة إلى أن عددها يتزايد بسرعة فائقة، رغم أن “تويتر” أغلق آلافاً منها خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي. ويقدّر القيمون على الدراسة، عدد الحسابات المناصرة لتنظيم “داعش”، بنحو 90 ألف حساب، كحد أقصى، لكنهم يقولون إن التقدير “الأنسب” هو 46 ألف حساب.
النظام وداعش يحاصران دير الزور
أسعد حنا
النظام وداعش يحاصران دير الزور بعد استلام التنظيم لجبهة المطار أصبح هناك إمداد يومي لقوات النظام، بالطيران من وإلى “مطار الدير العسكري”
لم يكُ تحرير دير الزور صعباً على أبنائها باعتبارها مدينة محاطة بالصحراء يصعب على النظام التمركز بها. كما أن ضيق أحيائها وعدم انتظام بنيانها، جعل كفة الميزان بحرب الشوارع تميل لصالح قوات المعارضة، حيث تم طرد قوات النظام من ريف المدينة بشكل كامل في العام 2012، ليتبعه تحرير ثلثي المدينة مع بداية العام 2013. لتصبح بذلك مدينة دير الزور تحت سيطرة الجيش الحر الذي انتقل للهجوم على مراكز جيش النظام بعد أن تحول إلى حالة الدفاع عن النفس. وبات جيش النظام متمركزاً في عدد من النقاط؛ هرابش والمطار العسكري وبعض الفروع الأمنية، مع بقاء سيطرته على حيي الجورة والقصور، والتي تركها الجيش الحر كملاذ آمن لسكان الأحياء المدمرة.
ورغم الطوق الأمني المجزوء على المدينة من الجهة الجنوبية، وقطع الطرق المؤدية إليها، ومنع قوات النظام للمواد الغذائية من الدخول، إلا أن المدينة تمكنت من تأمين الغذاء والمواد الطبية؛ وكان ذلك يتم إما عن طريق الممرات التي يفتحها الجيش الحر من الريف باتجاه تركيا شمالاً، أو عبر التهريب من نهر الفرات إلى المدينة. كما لم تنقطع اللحوم والخضار عن السكان بفضل فتح طرق إمداد باتجاه المدينة من قرى الريف المجاور، والتي لعبت الدور الأكبر في مساندة الأهالي.
اتجهت انظار تنظيم الدولة الإسلامية، نحو دير الزور وأطلقوا عليها اسم “ولاية الخير” وذلك لوجود النفط في ريفها، والذي استخدم في تمويل التنظيم وشراء السلاح. كما أراد التنظيم فتح الطريق باتجاه العراق ليسهل عليه التنقل بين شطري “دولة الخلافة”، فهاجم بعض العشائر والكتائب من الجيش الحر، طالباً منها الخروج من المدينة أو تسليم سلاحهم أو مبايعته والقتال معه. رفض عدد من الكتائب شروط التنظيم، ودارت حرب طويلة راح ضحيتها مئات الأشخاص، بين مدنيين ومقاتلين، وكان لعشيرة الشعيطات النصيب الأكبر منها. وتمكن التنظيم من فرض هيمنته على المدينة، مع بقاء بعض الكتائب المقاتلة داخلها، بعد اجبارها على عقد اتفاق قسري مع التنظيم، من دون مبايعتها له، بشرط ألا ترفع أي علم ولا تصدر بيانات إعلامية، وتسلّم كافة معداتها من أجهزة كومبيوتر وكاميرات وأجهزة إنترنت فضائي..
سيطر التنظيم على القسم الأكبر من الريف، وفرض هيمنته على الطرق المؤدية إلى المدينة، كما أصدر فتوى بتكفير كل من ينتقل من الريف إلى المدينة بحجة أنها تحت سيطرة النظام ومن يدخلها فهو عميل. كما استلم التنظيم الجبهات التي كان يرابط عليها الجيش الحر محاصراً بها قوات النظام، وعلى رأسها جبهة “مطار الدير العسكري”.
تضاءلت المواجهات مع النظام بعد انحسار الجيش الحر، فارتاح النظام وانتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وأخذ يُشكل جهازاً رديفاً له من عشائر المدينة تحت اسم “جيش العشائر”، ويعدّه لمواجهة التنظيم والجيش الحر، تمهيداً لاستعادة السيطرة على المدينة. وكان النظام ينقل عناصره من وإلى المدينة، عبر الجو، ويتم ذلك عن طريق طائرة تنطلق مرة كل أسبوع لتزويد قوات النظام في المطار بالذخيرة والغذاء والعناصر. وذلك لاستحالة تحريك أي مركبة على طريق دمشق-دير الزور.
بعد تسلم التنظيم لجبهة المطار أصبح هناك إمداد يومي لقوات النظام، بالطيران من وإلى “مطار الدير العسكري”، تقوم بتزويدها بالبريد والسلاح والرجال والمؤونة. حتى أن ضباط المطار بدأوا بتجارة التبغ مستوردين كميات منه ومحتكرين بيعه بأسعار مرتفعة عشرات المرات. كما قام “جيش العشائر” بتسلم جبهة المطار، بدلاً عن الحرس الجمهوري بقيادة العميد عصام زهر الدين، الذي تفرغ لحصار المدنيين في المدينة، فوق حصار تنظيم الدولة لهم.
ازداد تحكم النظام بالأحياء المدنية كالقصور والجورة، وبدأت المضايقات والاستفزازات أثناء ادخال كميات قليلة من الطحين والخبز، عند تجمع الأهالي لتسلم حصصهم أمام مؤسسات الدولة. في شباط/فبراير، تمّ اعتقال اكثر من 200 شاب بسبب المناوشات الكلامية مع عناصر الأمن، الذين وصفوهم بـ”الدواعش” وشتموهم.
بدأ تنظيم الدولة منذ ثلاثة أشهر، بفرض طوق كامل حول المدينة، دون مهاجمة قوات النظام، فأصبح المتأثر الأكبر من الحصار هو الجيش الحر، الذين انحصرت حركته ضمن الأحياء المحررة من المدينة، دون امكانية تزويده بالسلاح من الريف، كما كان يجري سابقاً. وكذلك ساء وضع المدنيين الذين لم يعد يصلهم ما يعينهم على تحمل الحصار. في حين أن قوات النظام التي مازال تزويدها بالإمداد قائماً عبر المطار استغلت حاجة الناس، عبر بيع الأطعمة والدخان والأدوية، لبعض المؤيدين، بأسعار خيالية.
وبات الوضع في مدينة دير الزور عبارة عن طوق كبير يفرضه التنظيم على المدنيين، في حين أن لدى قوات النظام خطوط امداد، وتفرض طوقاً آخر على المناطق المحررة. أما المدنيون الذين يقطنون المناطق التي يتحكم بها النظام فيتم استغلالهم مادياً وانسانياً كوسيلة لإهانتهم والضغط عليهم وعلى عوائلهم.
الجيش الحر يطلق معركة قادسية بصرى الشام
النظام يرمي الفتنة بين السنة والدروز
إيلاف- متابعة
تشهد درعا معركة إرتدادية من الثوار، باتجاه الهجوم الثلاثي، الذي يشنّه النظام السوري والحرس الثوري وحزب الله في جنوب سوريا، إذ أطلق الجيش الحر معركة قادسية بصرى الشام لإبعاد النظام عن درعا.
إيلاف – متابعة: نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر في المعارضة السورية في درعا قولها إن المعارضة أعلنت مدينة بصرى الشام منطقة عسكرية، بعد تحقيقها تقدمًا محدودًا في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، فتلك الأحياء باتت تحت مرمى مدافع وصواريخ المعارضة، التي تسعى إلى الوصول إلى المنطقة الأثرية، وإبعاد النظام بالكامل من المدينة، وهي أبرز معاقله في الريف الجنوبي.
قادسية بصرى الشام
فالمعارضة أطلقت المعركة للسيطرة على بصرى الشام فجر السبت الماضي، محاولة لطرد النظام وحلفائه من المنطقة الفاصلة بين ريف السويداء وريف درعا الجنوبي المتاخم للحدود مع الأردن، فالسيطرة على المدينة التي تسكنها غالبية شيعية تفصل ريف درعا عن ريف السويداء، وتسهل حركة قوات المعارضة.
وأعلنت المعارضة في المنطقة، التي تتألف قواتها من مقاتلي الجيش الحر والكتائب الإسلامية الحليفة له، انطلاق معركة “قادسية بصرى الشام” لطرد النظام وحزب الله والإيرانيين من المنطقة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن للصحيفة نفسها إن أهمية السيطرة على المدينة معنوية في المقام الأول، لأنها شيعية، تستقطب عناصر حزب الله ومقاتلين شيعة من دول أخرى، وسقوطها ضربة معنوية للنظام، تضاف إلى أهميتها الاستراتيجية، لأن موقعها الجغرافي يتيح للقوات الحكومية الوصول إلى السويداء بسرعة والتنقل في ريف درعا الجنوبي الشرقي، القريب من الحدود الأردنية.
قوة نارية
أضاف عبد الرحمن أن قوات المعارضة استخدمت في الهجوم الأخير قوة نارية هائلة، مكنتهم من التقدم في بعض الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، لكن التقدم محدود، بسبب القصف الجوي لمناطق سيطرة المعارضة.
وقال مصدر في المعارضة في درعا لـ”الشرق الأوسط” إن النظام كثّف وتيرة القصف الجوي لأحياء في بصرى ومناطق محيطة فيها، واستهدف مشفى معربا الميداني بنحو 20 غارة جوية خلال 3 أيام، لإعاقة تقدم قوات المعارضة، “لكن قدرة المعارضة على القصف لا تزال قائمة، وهو بمثابة قصف تمهيدي للتقدم إلى أحياء بصرى”، متحفظًا عن الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.
في هذه الأثناء، تدور أعنف الاشتباكات في الأجزاء الشمالية والجنوبية داخل البلدة، بعد السيطرة على حاجزين لقوات النظام. وتواصل القصف الجوي الذي حصد الاثنين 5 أطفال أشقاء في طفس، إضافة إلى قصف الكحيل وكفرناسج وصيدا وجمرين بالبراميل المتفجرة، وتعرّضت عتمان والكرك والحراك لقصف مدفعي عنيف.
نظام الفتنة
في المنطقة الجنوبية أيضًا، يسعى النظام إلى إحداث فتنة طائفية كبيرة بين درعا السنية والسويداء الدرزية، لتخفيف الضغوط العسكرية عنه. وقال مصدر في الجيش الحر لـ”الشرق الأوسط” إن ثمة تخوفاً من اشتعال المعارك بين أبناء درعا والسويداء، اللتين لا تبعد إحداهما عن الأخرى أكثر من 100 كيلومتر، بعد انضمام مجموعة من الشباب الدروز إلى ما يعرف بـ”اللجان الشعبية” التابعة للنظام، في المناطق الحدودية بين المنطقتين، حيث يقومون بعمليات التفتيش والمراقبة لأهالي درعا، ما أدى إلى تذمر العائلات التي تنتمي في معظمها إلى العشائر.
واستبعد المصدر أن يتفاقم الوضع بين أهالي المنطقتين، مشيرًا إلى أن معظم أهالي ريف درعا الهاربين من الحرب في مناطقهم لجأوا إلى السويداء. وقد حذر أبناء درعا والسويداء من هذه الفتنة بين المنطقتين، وحمّلوا النظام السوري مسؤولية زجّ الميليشيات الطائفية في مشروع الاحتلال الإيراني لسوريا، بعد ورود معلومات شبه مؤكدة عن تأسيس إيران فصيلاً عسكرياً في السويداء، يحمل اسم “لبيك يا سلمان”، نسبة إلى الصحابي سلمان الفارسي، الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الموحدين الدروز، وعن وجود عناصر من حزب الله وإيران في السويداء لتدريب هذه الميليشيا الدرزية، تحت شعار مكافحة التكفيريين.
استهداف المساجد
إلى ذلك، بيّنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن القصف المتواصل على المساجد أدى إلى تدمير حوالى 73 بالمئة من المساجد السورية، مشيرة إلى أن نظام الأسد يستهدف المساجد لتحقيق مجموعة من الأهداف، “في مقدمتها منع قادة المعارضة، وخاصةً الناشطين في الفصائل المقاتلة، من الاجتماع، وإيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى، ومحاولة خلق فتنة داخلية بين السنة والعلويين والشيعة، وهو الوضع الذي يستفيد منه النظام لصرف الثوار عن مواجهته وإشغالهم بمعارك جانبية”.
وقالت مصادر إعلامية وحقوقية إن الأسد يستهدف المساجد في مناطق المعارضة وفي أيام الجمعة، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وإرغام المدنيين على مغادرة تلك المناطق، بحسب صحيفة “الوطن” السعودية.
ونقلت الصحيفة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تأكيدها أن النظام قصف بلدات في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، “واستهدف القصف بشكل خاص أحد مساجد البلدة، ما أسفر عن مقتل تسعة من المصلين، وإصابة 25 آخرين، بعضهم في حال حرجة”.
وكانت مروحيات عسكرية أسقطت منذ أسبوعين فوق مدينة إدلب برميلين متفجرين على مصلين عقب خروجهم من أحد المساجد، ما أدى إلى مقتل 13 منهم. وكذلك حصل في مدينة الرستن في ريف حمص، في كانون الثاني (يناير) الماضي، حين ألقت الطائرات برميلًا متفجرًا على محيط مسجد أبو عمو خلال خروج المصلين من صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 23 وإصابة العشرات.
هل يقترب تنظيم الدولة من دمشق؟
سلافة جبور-دمشق
لم يعد خطر تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا منحصرا في وجوده شمالي وشرقي البلاد حيث بات يسيطر على مناطق في محافظات الرقة ودير الزور وحلب والحسكة، ويحاول التمدد بمحافظات حمص وحماة وصولاً للعاصمة دمشق.
ورغم مئات الغارات التي نفذها طيران التحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا منذ سبتمبر/أيلول الماضي، فإن النظيم لا يزال يطمح لتوسيع رقعة “دولة الخلافة” التي أسسها وكسْب المزيد من الأراضي، حيث تشكل مناطق ريف حمص الشرقي والقلمون والغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة لبلدة الحجر الأسود جنوبي العاصمة، نقاطا أساسية تتمركز فيها خلايا عدة تابعة للتنظيم.
وتحاول خلايا التنظيم التوسع باتجاه دمشق لكنها لم تحقق تقدما في تلك الغاية، فهي لا تملك أعداداً كبيرة من المقاتلين، كما أن صعوبة التواصل مع مناطق حكم التنظيم الرئيسية تحول دون بلوغ أهدافه.
ويؤكد قائد العمليات العسكرية لـ”جيش الإسلام” في القلمون الشرقي سفيان الحموي أن وجود تنظيم الدولة في تلك المنطقة “لا يتعدى بضع خلايا نائمة يحاربها جيش الإسلام بشكل متكرر، إضافة لوجود عدد من الخلايا الضعيفة والمطاردة من قبل جيش الإسلام في غوطة دمشق الشرقية”.
محاولات
ويضيف الحموي للجزيرة نت أن التنظيم “يحاول استعادة السيطرة في القلمون الشرقي عن طريق تجنيد أهل المناطق بشكل إجباري، حيث يوجد عشرات العناصر التابعين له بمنطقة بئر القصب التي تقع على مسافة خمسين كيلومترا شرقي الغوطة الشرقية”.
وحسب القيادي بجيش الإسلام، “يعد الريف الشرقي لمدينة حمص أقرب مناطق وجود التنظيم لبئر القصب، أما في القلمون الغربي فإن التنظيم يسيطر بشكل أكبر نسبياً بمئات العناصر التابعين له والموجودين بعدد من البلدات، إلا أن المعارك الدائرة هناك دفعت بهم منذ فترة وجيزة للانسحاب نحو ريف حمص الشرقي ولم يتم التأكد من صحة ذلك بعد”.
ويقول الحموي إن معلومات وردتهم أكدت محاولة النظام إدخال عناصر التنظيم للغوطة الشرقية عن طريق فتح طريق لهم “وذلك لالتقاء مصالح الطرفين في القضاء على جيش الإسلام هناك، لكن الطريق الوحيد الممكن لوصول التنظيم للعاصمة هو حشد عناصره في القلمون الغربي التي تعتبر أقرب مناطق سيطرته للعاصمة”.
من جهته يقول عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية محمد النصر إن تنظيم الدولة يسيطر على كامل حي الحجر الأسود جنوبي العاصمة دمشق، باستثناء منطقة صغيرة من جهة مخيم اليرموك تتمركز فيها فصائل تابعة للجيش الحر، وتبلغ أعداد مقاتليه في الحجر الأسود حوالي ألف مقاتل معظمهم من أبناء جنوب دمشق واللاجئين الفلسطينيين إضافة إلى 20 مهاجرا من خارج البلاد.
وأضاف “يشكل التنظيم عامل رعب لمعظم الفصائل جنوبي العاصمة كجيش الإسلام وجيش الأبابيل ولواء شام الرسول وكتائب أكناف بيت المقدس، حيث يُتهم بعمليات خطف واغتيال بحق تلك الفصائل، بينما يتعاون مع فصائل أخرى في حال الضرورة”.
استبعاد
ويستبعد النصر أن يشكل التنظيم بوضعه الحالي “أي خطر على دمشق حيث تنحصر نقاط تمركزه في مناطق التماس المباشر مع قوات النظام والمليشيات الموالية له، ورغم أنه الفصيل الأكثر امتلاكاً للسلاح والذخيرة وعدد المقاتلين في المنطقة، فإن الكثيرين يشككون في نيته الدخول في حرب مفتوحة مع النظام، مرجعين ذلك لاهتمامه بالنواحي الأمنية وتأمين أفضل الظروف لعناصره وعائلاتهم”.
ويتعجب من “اهتمام التنظيم بتزيين الشوارع ونشر الشعارات المؤيدة لدولة الخلافة وإنفاقه أموالا على ذلك، في حين ينتشر الجوع والفقر في جنوب دمشق ويذهب بأرواح عشرات المدنيين في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام”. لكنه يقر رغم ذلك بأن التنظيم “يقدم خدمات ورواتب شهرية مغرية لمن ينضم إليه، الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من عناصر الجيش الحر والفصائل الإسلامية المقاتلة للالتحاق بالتنظيم والاستفادة من تلك الميزات”.
85 مجموعة مدنية تطالب بوقف البراميل المتفجرة في سوريا
أطلقت 85 مجموعة سورية تضم ناشطين سلميين حملة “كوكب سوريا” لمطالبة العالم بالمساعدة على وقف البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري فوق مناطق مختلفة، وتشجيع محادثات سلام كوسيلة وحيدة لوقف تداعيات الأزمة السورية.
ووقعت 85 مجموعة ناشطة في المجتمع المدني بيانا نُشر اليوم الثلاثاء، من بينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومركز توثيق الانتهاكات في سوريا، ومنظمات نسائية وكردية وآشورية وإعلامية وحقوقية، بالإضافة إلى ست مجموعات رفضت الكشف عن أسمائها لأسباب أمنية.
وأوضح البيان أن المجموعات الموقّعة تنتشر في مناطق خاضعة لأطراف متعددة، و”تعمل مع المجتمعات المحلية على ملفات كالتعليم وسبل العيش والحماية”، و”توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والانخراط في صناعة السلام”، وتمثل 17 ألف سوري.
واعتبر البيان الموجه إلى الإعلاميين أن هناك “خطوتين على المجتمع الدولي تنفيذهما لإحلال السلام: الأولى وقف البراميل المتفجرة حتى لو استدعى ذلك فرض منطقة حظر جوي، والثانية دعم محادثات سلام سورية تجمع كل الأطراف دون استثناء أو إقصاء”.
وربط البيان بين الرمي المستمر للبراميل المتفجرة في سوريا وظهور تنظيم الدولة الإسلامية وانتشاره.
وقال حايد حايد -أحد منظمي الحملة- إن “كل برميل متفجر يزيد في قوة تنظيم الدولة، واعتبر أن “كلّ دعم يتلقاه المتطرفون في سوريا مرتبط مباشرة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من نظام” الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقل البيان عن سلمى كحالة المشاركة في تنظيم الحملة، قولها “نشعر بإحباط شديد في داخلنا لافتقارنا الحد الأدنى من دعم الأصدقاء حول العالم، الفكرة ليست معقدة بتاتا، فالأغلبية المطلقة من السوريين لا يريدون دكتاتورية أو عنفا، نحن نريد بالضبط ما يحتاجه أي إنسان في أي مكان على الأرض: الحرية والكرامة”.
وأوضحت علا رمضان -من المنظمين- أن اسم حملة “كوكب سويا”، سببه “أننا نشعر أحيانا كأننا من كوكب مختلف”، و”لأن ثورتنا السلمية تحولت إلى حرب دولية تورطت في تأجيج العنف فيها ثمانون دولة على الأقل”.
ويستخدم النظام البراميل المتفجرة في قصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وهي عبارة عن براميل نفط قديمة محشوة بمواد متفجرة ومعدنية وخردة، يتم إلقاؤها بواسطة المروحيات من علو منخفض، ولا يمكن التحكم بأهدافها، وقد تسببت في مقتل مئات الأشخاص.
وبدأ النزاع السوري في منتصف مارس/آذار 2011 بمظاهرات سلمية طالبت بإسقاط نظام الأسد، وقُمعت بالقوة، قبل أن يتطور النزاع إلى حرب دامية أوقعت أكثر من 215 ألف قتيل.
المعارضة السورية تتقدم في محافظة درعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت مصادر في المعارضة السورية، الثلاثاء، مدينة بصرى الشام منطقة عسكرية في درعا جنوبي سوريا بعد تحقيق تقدم عسكري فيها.
وسيطرت فصائل من المعارضة، على حواجز عسكرية وأبنية كانت تتمركز فيها القوات الحكومية، وسط وشرق مدينة بصرى الشام.
وأكد مصدر عسكري معارض أنه قتل نحو 20 جنديا على الأقل خلال المواجهات بين الطرفين في محاور عدة من مدينة بصرى الشام.
وفي ريف درعا، سقط عدد من الجرحى من المدنيين إثر قصف مدفعي على بلدة الجيزة، بينما قتل 5 أشخاص وأصيب العشرات إثر إلقاء براميل وسط مدينة طفس.
إلى ذلك، قتل 6 أشخاص من جراء سقوط قذائف هاون على مناطق الجميلية في مدينة حلب، فيما قتل شخص وسقط عدد من الجرحى إثر قصف على حي الكلاسة بالمدينة.
وفي ريف حلب، استهدفت “جبهة النصرة” بسيارة مفخخة نقطة تمركز للقوات الحكومية في مزارع قرية دوير الزيتون على أطراف قرية باشكوي شمالي مدينة حلب، إذ سقط العشرات منهم بين قتيل وجريح.
وأضافت مصادر المعارضة أن الهدف من التفجير هو قطع طريق الإمداد للقوات الحكومية باتجاه قرية باشكوي وكتيبة حندرات.
داعش يهاجم مطار تدمر ويفتح جبهة جديدة ضد الأسد.. ويعرض تحول الرهينة “سركون” الآشوري إلى “أبوعمر” المسلم
دمشق، سوريا (CNN) — أكدت تقارير إعلامية سورية قيام تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا بـ”داعش” بفتح جبهة جديدة ضد قوات النظام السوري في وسط البلاد، من خلال مهاجمة مطار مدينة تدمر العسكري، في حين بث التنظيم تسجيلا مصورا لأحد الرهائن الأشوريين، يزعم فيه قيام الأخير باعتناق الإسلام وتحويل اسمه إلى “أبوعمر.”
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن اشتباكات عنيفة دارت منتصف ليل الأحد- الاثنين بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي تنظيم داعش من طرف آخر قرب مطار تدمر العسكري إثر هجوم الأخير على المطار.
وأشار المصرف إلى وجود أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وكان 20 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، قتلوا قبل نحو 4 أيام في هجمات لتنظيم “الدولة الإسلامية” بالريف الشرقي لحمص، كذلك فتحت قوات النظام بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص.
وذكر المرصد أيضا أنه تلقى نسخة من شريط مصور، يظهر الشاب الآشوري سركون ديفيد، الذي أسره تنظيم “الدولة الإسلامية” بريف الحسكة، في أواخر كانون الثاني/يناير من العام الجاري، قبل الإفراج عنه لاحقا، ويظهر متحدث من التنظيم موجهاً رسالته إلى المسيحيين بالقول “اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا، وخير مثال هذا الرجل الذي كان منكم، نصرانياً يحمل السلاح، وقبضنا عليه قبل الغزوة، وأسلم عندنا.”
ويضيف المتحدث أن التنظيم خرج “لنشر الإسلام” مضيفا: “أيها النصارى، ارجعوا إلى الله عز وجل، وأسلموا فتسلموا، وعاهدوا تعاهدوا” مؤكدا تحول الأسير إلى الإسلام وإطلاق اسم “أبوعمر” عليه، ثم تحدث الشاب الآشوري مطمئنا عائلته على صحته، قبل أن يعود ويظهر وهو يؤدي الصلاة مع آخرين. ويؤكد المرصد أن سركون أفرج عنه مطلع مارس/آذار الجاري بعد بينما ما زال داعش يحتفظ بأكثر من 200 آشوري رهينة لديه.
مصادر: تنظيم الدولة وقوات النظام تتشاركان في حصار أربعمائة ألف بمدينة سورية
روما (24 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر أهلية في مدينة دير الزور شمال شرق سورية إن تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام “يتعاونان بشكل غير مباشر في محاصرة نحو 400 ألف مواطن في مدينة دير الزور، ويمنعان عنها أي المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية”
وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن التنظيم المتشدد “يحاصر المدينة منذ أكثر من شهرين وفيها أكثر من 400 ألف مواطن، ويحرمهم من إدخال أي مواد إغاثية أو طبية أو أغذية، بحيث باتت المدينة تقع بين فكي كماشة، قوات النظام من جهة وقوات تنظيم الدولة الإسلامية” من جهة أخرى.
وأضافت “لا يسمح تنظيم الدولة ولا قوات النظام للمواطنين بالخروج من المدينة، كما يمنعان أهلها المقيمين خارجها من العودة إليها، فيما يستمر تدفق السلع بأنواعها لتنظيم الدولة عبر أكثر من طريق يسيطر عليه، وتستمر المواد الغذائية بالوصول لقوات النظام وجنوده عبر الطائرات، ولا يتواجد في المدينة أي نشاط لأي منظمة إغاثية أو إنسانية أو نشاط لجميعات خيرية”، وفق قولها.
وقالت المصادر الأهلية إن التنظيم “يمنع دخول أي مساعدات للمدينة وضواحيها، فيما تحتجز قوات النظام أي شاحنات تنقل مواد أساسية تريد إيصال أي مواد للمدينة ويضع يده على محتوياتها”، وأشارت إلى وجود “نقص كبير في المدينة بالمواد الأساسية كالخبر والسكر والطحين، وبالأدوية والمواد الطبية، فضلاً عن قطع الاتصالات وندرة في وصول الماء والكهرباء، بينما يقوم تنظيم الدولة ببيع مخازن الحبوب التي سيطر عليها إلى خارج سورية عبر وسطاء عراقيين”، حسب قولها
المعارضة السورية لن تشارك في مؤتمر القمة العربية
اسطنبول (24 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر دبلوماسية عربية إن أياً من المعارضة السورية لن تحضر اجتماع القمة الذي تستضيفه مصر في شرم الشيخ بسبب اعتراض دول عربية على مشاركة بعض القوى السياسية ووضع دول أخرى (فيتو) على قوى أخرى.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “حتى الآن هناك شبه تأكيد على أن لن توجّه دعوة للمعارضة السورية للمشاركة في القمة العربية الـ 26 التي ستُعقد في شرم الشيخ بمصر في 28 و29 الشهر الجاري، فهناك رغبة لدول عربية أن يشارك الائتلاف وحده كممثل للسوريين وعلى رأسها قطر، فيما تصر دول أخرى على ضرورة أن يكون هناك قوى أخرى معارضة أخرى غير الائتلاف على أن تجتمع بالمسؤولين العرب على هامش القمة وليس كمشارك فيها، بينما تضع دول عربية فيتو على مشاركة المعارضة السورية على رأسها العراق ولبنان والجزائر”، حسب تعبيرها
وأضافت إن المحصلة والتسويات تقتضي من أجل نجاح القمة تجاهل الموضوع وعدم توجيه الدعوة للمعارضة السورية، وهو في الغالب ما سيتم” وفق جزمها.
ويمنّي ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية نفسه أن يشارك في شغل مقعد سورية في القمة العربية، لكنّه لم يتلق حتى اليوم أي دعوة لحضور القمة العربية، وتواصل مع الخارجية المصرية غير مرة من أجل هذه الدعوة دون الوصول إلى نتيجة إيجابية بشأن المشاركة.
ومن المرتقب أن تكون الأزمة السورية على رأس مناقشات الزعماء العرب في القمة، التي سيبقى مقعد سورية فيها شاغراً بعد أن قررت الجامعة العربية تعليق مشاركة النظام في القمم العربية نتيجة الحل العسكري ضد الشعب السوري
تأجيل اجتماع بالقاهرة للمعارضة السورية لنهاية الشهر يليه لقاء بالخارجية المصرية
روما (24 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أفادت مصادر في المعارضة السورية بأن مجموعة من الشخصيات المعارضة البارزة أجّلت اجتماعاً مقرراً في القاهرة إلى نهاية الشهر الجاري بناء على رغبة مصرية بسبب انشغال الدبلوماسية المصرية بمؤتمر القمة العربية المنعقد بشرم الشيخ، ورجحت أن يلتقي المعارضون بعد انتهاء اجتماعاتهم بوزير الخارجية المصري.
وقالت المصادر لوكالة (آظي) الإيطالية للأنباء “لقد تم تأجيل اجتماع المعارضين السوريين المخصص لمناقشة مشروع الميثاق الوطني وخارطة الطريق للمعارضة السورية إلى يوم 30 الشهر الجاري، وسيستمر الاجتماع ليوم واحد، سيعقبة في اليوم التالي لقاء في الخارجية المصرية، من المرجّح أن يحضره وزير الخارجية المصري”.
ونفت المصادر أن يكون لاجتماع المعارضين السوريين في القاهرة أي علاقة بالقمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ، وأشارت إلى أنه اجتماع تمهيدي لاجتماع القاهرة 2 المقرر عقده الشهر المقبل.
وكان عضو لجنة متابعة اجتماع القاهرة للمعارضة السورية هيثم مناع قد قال لـآكي في وقت سابق إن لجنة مؤتمر القاهرة دعت شخصيات وطنية وسياسية سورية لاجتماعها القادم في مصر لمناقشة مشروع الميثاق الوطني وخارطة الطريق اللذان سبق وكلف بهما أعضاء في اللجنة ومن أجل أوسع مشاركة لحكماء وخبراء في الصياغة التي ستقدم لمؤتمر القاهرة.
وتُكثّف القاهرة خلال الأسبوع المقبل لقاءاتها بشخصيات سياسية سورية معارضة بهدف سبر الرأي والتشاور بشأن إيجاد أفضل الطرق لتوحيد مساعي وجهود قوى المعارضة السورية بما يساعد المعارضة على استعادة دورها المفقود وإعادة ثقة المجتمع الدولي بها لتُسهم بفعالية في إيجاد حل للأزمة السورية والمشاركة في رسمه