أحداث الثلاثاء 26 آب 2014
النظام يعرض على أميركا التنسيق لضرب «داعش»
واشنطن – جويس كرم < لندن، بيروت، برلين – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –
بعد ساعات من ابداء النظام السوري استعداده للتعاون مع «اي جهة» بما في ذلك اميركا لمحاربة الارهاب وتحذيره من توجيه ضربات جوية لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) من دون تنسيق مع دمشق، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» ان «نظام (الرئيس بشار) الأسد سمح لداعش بأن تكبر، ونحن نركز على دعم شركاء قادرين خصوصا في العراق وفي المعارضة السورية المعتدلة».
وقال المسؤول ان واشنطن ترحب بأي مساعدة من اي طرف يريد المساهمة في تقويض قدرات «داعش». وأضاف: «اما عندما يتعلق الامر بسورية مثلا فنظام الأسد هو الذي سمح من خلال أفعاله لهذه المجموعة (داعش) بأن تكبر». وأكد ان واشنطن تركز على دعم شركاء قادرين وتحديدا «داخل المعارضة المعتدلة في سورية وهذا ما نركز عليه». (للمزيد)
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال امس: «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الاقليمية والمجتمع الدولي من اجل مكافحة الارهاب». وما اذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال «اهلاً وسهلاً بالجميع». واضاف ان بلاده مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي او اقليمي او من خلال تعاون ثنائي». وما اذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات اميركية تقوم بقصف مواقع «داعش»، قال المعلم «لدينا اجهزة دفاع جوي. اذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل الى هذه المرحلة. (…) نحن نعرض التعاون والتنسيق في شكل مسبق لمنع العدوان».
في المقابل، قال الامين العام لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض نصر الحريري ان كلام المعلم «متاجرة لإعادة تأهيل النظام سياسيّا»، مضيفاً ان «نظام الأسد أساس مشكلة الإرهاب ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل».
في موسكو، حض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحكومات الغربية والعربية على تجاوز ضغائنها إزاء الأسد والعمل معه للتصدي لمقاتلي «داعش». وأضاف: «أعتقد أن ساسة الغرب يدركون بالفعل خطر الإرهاب المتنامي سريع الانتشار. وسيتعين عليهم قريباً أن يختاروا أيهما أهم: تغيير النظام لإرضاء ضغائن شخصية مجازفين بتدهور الوضع وخروجه عن أي سيطرة أو إيجاد سبل عملية لتوحيد الجهود في مواجهة الخطر المشترك».
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر في مؤتمر صحافي: «ارتكب نظام الأسد ظلماً لا يصدق بكل الأشكال الممكنة وقتل نحو 200 ألف شخص. من الصعب جداً تخيل أنه يمكن تجاهل كل هذا تحت مسمى الواقعية السياسية ليقول أحد الآن أن تنظيم الدولة الإسلامية أسوأ من الأسد ومن ثم علينا الآن التعامل مع جهة ليست بمثل هذا السوء».
ميدانيا، قال احد قادة «جبهة النصرة» عبد الله المحيسني على صفحته في «توتير» امس ان «أبو محمد الجولاني» ساهم بنفسه «في معركة محردة» في وسط البلاد.
هل قام “داعش” بتصوير تمثيلي لمقتل الصحافي جيمس فولي؟
بيروت – “الحياة”
ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية ان المحللين يشككون بصدق مقتل الصحافي جايمس فولي خلال الفيديو الذي نشره تنظيم “داعش”، لكنهم رغم ذلك لا ينفون مقتله.
وقالت الصحيفة أن الفيديو قد يكون مركباً من قبل “داعش” بعد أن قتل فولي في ظروف لم توثق في شريط مصور.
وأفاد بيان صادر عن محللين في الطب الشرعي أن الرجل الذي ظهر في الفيديو وهو يقتل فولي قد يكون مجرد شخص ممثل من التنظيم وليس القاتل الفعلي.
وحللت شركة عالمية مختصة بالطب الشرعي أرادت أن تبقى مجهولة الهوية 40 دقيقة من الفيديو مع قوى الشرطة البريطانية وتوصلت إلى أن “داعش” قد يكون استخدم خدعاً بصرية وتقنيات ما بعد الإنتاج في الفيديو.
واعتبر الأطباء أن الأصوات التي أصدرها فولي لم تكن مترابطة، ويبدو في مقطعٍ من الفيديو فولي مضطراً إلى إعادة مقطع من كلمته مما يبرهن بالنسبة للأطباء أن المشهد كان تمثيلياً.
وأضافت الشركة أن تشكيكها في الفيديو يبقى غير مؤكداً، فيما قالت انها لا تجادل في حقيقة مقتل فولي على يد التنظيم الإرهابي.
“داعش” علّق رؤوس جنود سوريين في ساحة عامة في الرقة
بيروت – “الحياة”
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم “داعش” ذبح جنوداً نظاميين في مطار الطبقة العسكري وعلّق رؤوسهم في ساحة بالرقة.
وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن عناصر التنظيم الذين سيطروا على المطار أقدموا على ذبح جنود من النظام السوري كانوا متواجدين فيه وفصلوا رؤوسهم عن أجسادهم وعلّقوها في دوار النعيم في مدينة الرقة.
يذكر أن التنظيم سيطر على المطار بعد معارك عنيفة مع الجيش السوري النظامي، ومطار الطبقة هو آخر معاقل النظام في الرقة التي أًصبحت أول محافظة سورية تحت سيطرة “داعش” بشكل كامل.
مخاوف من «حرب مساجد»… والعبادي يواجه الفيديرالية
بغداد، طهران، الرياض – «الحياة»
خلّف هجوم استهدف أمس مسجداً شيعياً، شرق بغداد، عشرات القتلى والجرحى، بعد أيام على سقوط عشرات القتلى داخل مسجد سني في ديالى، ما عزز المخاوف من اندلاع حرب مساجد تمهد لمجازر جديدة. وتقدم خيار الإقليم السني في الأروقة السياسية، ولدى المسلحين المعارضين لتنظيم «داعش»، فيما طور الحزب «الديموقراطي الكردستاني» مطلبه من الفيديرالية إلى الكونفيديرالية المكونة من ثلاثة أقاليم (سني وشيعي وكردي) وتلقى دعماً لمطلبه من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن المعروف عنه أنه صاحب مشروع تقسيم العراق. (للمزيد)
على صعيد آخر، وصل إلى الرياض أمس نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حيث يلتقي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل للبحث في الملفين السوري والعراقي، بعد دعم إيران انتخاب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وتأمل طهران في أن تكون بداية «لإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية» بينهما، على ما قالت بعض المصادر لـ «الحياة». وجاءت الزيارة بطلب من الجانب الإيراني.
وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن حصيلة التفجير الانتحاري بحزام ناسف داخل حسينية في حي بغداد الجديدة ارتفعت إلى 80 قتيلاً وجريحاً. وجاء الهجوم بعد أيام على حادث مسجد مصعب بن عمير في ديالى.
وأكد رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي أمس، أن وزارة الداخلية أصدرت أوامر باعتقال 4 متهمين بحادثة مسجد ديالى ينتمون الى عشيرة في المنطقة، مؤكداً أن المدانين «سينالون جزاءهم بصرف النظر عن خلفياتهم المذهبية». ولمح إلى مصاعب تعيق تشكيل حكومته تتمثل برفع سقف المطالب السياسية.
وتعتمد الحلول المستقبلية في البلاد التي يسيطر «داعش» على مساحات واسعة منها، على التوافقات السياسية التي تبرمها الأحزاب الشيعية مع السنة والأكراد. وترى مصادر مطلعة أن قضية تحويل مدن سنية الى أقاليم فيديرالية تشكل جوهر نقاش يتجاوز الحكومة العراقية الى قناعات إقليمية ودولية.
وقال مصدر سياسي لـ «الحياة» إن «مسؤولين أميركيين «أبلغوا ممثلي أحزاب شيعية صراحة أن الوضع قد ينهار إذا فشل تشكيل الحكومة، وهناك ضرورة لتغيير طريقة الحكم ووقف تهميش السنة».
وأوضح أن «القوى الشيعية وافقت، من حيث المبدأ، على إصدار عفو عام عن كل المسلحين العراقيين، باستثناء تنظيم «داعش»، كما وافقت على تشكيل قوات نظامية خاصة في المحافظات السنية لا تتدخل الحكومة في اختيار عناصرها».
وأكد أن خيار الأقاليم «نوقش للمرة الأولى بين مسؤولين في الأحزاب السنية والشيعية التي اقترحت تطبيق قانون المحافظات الذي يمنح المدن صلاحيات واسعة، ولكن القوى السنية أبدت عدم ثقتها في تطبيق هذا القانون، مفضلة تحويل محافظتي صلاح الدين والموصل إلى إقليمين مستقلين».
واتهم القيادي في «اتحاد القوى العراقية» (السنية) حيدر الملا العبادي بـ «تبني نهج الحكومة السابقة».
وقال في بيان، إن «إصرار رئيس الوزراء المكلف على تشكيل الوزارة من دون استعادة الحقوق وتحقيق المطالب يؤكد تبنيه نهج الحكومة السابق، وإذا استمر في هذا النهج فليشكل حكومته بعيداً منا وسنكتفي بدورنا الرقابي في مجلس النواب».
إلى ذلك، وسع الأكراد دائرة مطالبهم من الفيديرالية إلى الكونفيديرالية، ونقل بيان عن كمال كركوتي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في «الحزب الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني، قوله إن «تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم مستقلة، كردية وسنية وشيعية، هو الحل الأمثل، شرط أن تتم إدارة البلاد وفق النظام الكونفيديرالي».
جاء هذا التطور في أعقاب اتصال أجراه بايدن ببارزاني الذي أكد له أنه يدعم العبادي، والزعماء العراقييين الآخرين في جهودهم لتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن.
وتبدو الطروحات السياسية حول شكل العراق المقبل «نظرية» في ضوء سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مساحات واسعة من البلاد، وفرضه الشريعة في تلك المناطق. وقال شهود من داخل الموصل إن التنظيم طلب من السكان إتلاف وثائقهم الثبوتية التي تشير إلى الجمهورية العراقية، والحصول على وثائق جديدة باسم «الدولة الإسلامية».
وقال القيادي في «جيش المجاهدين» أبو أكرم الجميلي لـ «الحياة» أمس، إن «أفعال التنظيم أساءت إلى مصالح أهل السنة، فهو يسعى إلى خلق فتنة بين المحافظات المنتفضة». وزاد أن لدى جماعته آلاف العناصر من العشائر: «تحكم سيطرتها على حزام بغداد، في اليوسفية وزوبع وحميد الشعبان والعناز والتاجي».
الاتحاد الأوروبي وأميركا يعانيان تداعيات العقوبات على روسيا
سانتياغو دي كومبوستيلا (إسبانيا)، موسكو – رويترز –
انعكست العقوبات الغربية المفروضة على روسيا سلباً على اقتصادات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول حليفة لها على خلفية الأزمة في أوكرانيا، بخسارتها سوقاً ضخمة لصادراتها، إذ ردت روسيا على هذه العقوبات بتحوّلها إلى دول أخرى لاستيراد حاجاتها الغذائية.
واستدعى هذا التأثير تأكيد المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، أن أزمة أوكرانيا «تلقي ظلالها على ألمانيا» أكبر اقتصاد في أوروبا، التي تعرضت لانكماش مفاجئ بنسبة 0.2 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي. وأوضحت أن موسم الشتاء الذي «جاء معتدلاً على نحو غير معتاد ساهم في البيانات الضعيفة للربع الثاني» (بين نيسان/ أبريل وحزيران/ يونيو)، لكن أكدت أن أزمة أوكرانيا «تؤثر أيضاً على النمو الألماني».
ورأت خلال مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، أن الوضع الأوكراني- الروسي عموماً «يكشف أن لنا مصلحة كبيرة في عودة العلاقات العالمية إلى وضع بناء مرة أخرى». وعلى رغم ذلك توقعت أن «يكون معدل النمو السنوي جيداً عموماً ما لم يحدث أمر خطير».
وترجح الحكومة الألمانية نمو الاقتصاد بنسبة 1.8 في المئة هذه السنة.
ورداً على العقوبات، قررت روسيا السماح باستيراد منتجات الألبان من ثلاث شركات تركية، وفق ما أعلنت هيئة الصحة البيطرية والنباتية الروسية، بعدما حظرت موسكو شراء معظم المنتجات الغذائية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ورفع النبأ أسهم «بينار» إحدى الشركات التركية الثلاث، 7.9 في المئة إلى 1.6 ليرة في إسطنبول، في مؤشر ملموس هو الأول على استفادة تركيا من حظر الواردات.
يُذكر أن روسيا كانت حظرت واردات غذائية قيمتها نحو 9 بلايين دولار من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والنروج مطلع آب (أغسطس) الحالي، رداً على عقوبات تجارية لدورها في أزمة أوكرانيا. ويبدو أن تركيا ودول في أميركا اللاتينية مثل البرازيل، هي الأوفر حظاً للاستفادة من الحظر الذي فرضه الكرملين لمدة سنة على واردات الألبان واللحوم والأسماك والفواكه والخضر.
وتوقع المسؤولون الأتراك ارتفاع صادراتهم إلى روسيا من الفواكه والخضر الى مثليها تقريباً. وتُعدّ تركيا خامس أكبر مصدر للمواد الغذائية إلى روسيا بمبيعات بلغت 1.68 بليون دولار العام الماضي.
وأعلنت هيئة الصحة البيطرية الروسية في بيان على موقعها الإلكتروني، «السماح بالاستيراد من «بينار» و «يونيلفر» للصناعة والتجارة التركية (الجيدا) و «إيناس» للصناعات الغذائية والتجارة.
ولفت وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف في مقالة نشرت في صحيفة «فيدوموستي» أمس، إلى أن قاعدة مالية «تمنع روسيا من زيادة الإنفاق الحكومي بل تنسجم مع حقائق قديمة»، مؤكداً ضرورة «تخفيفها».
وتربط روسيا الإنفاق الحكومي بأسعار النفط في المدى الطويل، وتفرض سقفاً على الاقتراض عند واحد في المئة من الناتج المحلي. لكن هذا النظام يواجه انتقادات في وقت ربما ينزلق الاقتصاد إلى الركود، تحت وطأة العقوبات الغربية بسبب أوكرانيا.
وشدد أوليوكاييف على أن تلك الآلية «لم تعد تناسبنا في شكل كامل»، وقال: «حرمنا أنفسنا من فرص لتنشيط الاقتصاد من طريق السياسة المالية في وقت كنا على حافة الركود، إذ كان من الضروري حينها اتخاذ إجراءات تهدف إلى تخفيف التداعيات السلبية لتصاعد التوترات الجيوسياسية».
ويُعدّ مقال أوليوكاييف الأحدث في السجال الدائر بين أنصار السياسة المالية المحافظة بقيادة وزير المال أنطون سيلوانوف ومسؤولين مثل أوليوكاييف يدعون إلى سياسة مالية أكثر مرونة كأداة لتعزيز النمو الاقتصادي.
وكانت بيانات رسمية صدرت الجمعة الماضي، أظهرت انكماش الاقتصاد على أساس سنوي في تموز (يوليو) وحزيران (يونيو) الماضيين. في وقت يتزامن التباطؤ مع ازدياد نزوح رؤوس الأموال وتراجع الاستثمار، ما عزاه المحللون إلى الأزمة الأوكرانية والعقوبات الغربية.
غارات مكثفة على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” في سورية
بيروت – أ ف ب
نفذ الطيران الحربي السوري غارات عديدة منذ صباح اليوم الثلثاء على مواقع وحواجز تابعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” في محافظة دير الزور في شرق سورية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
واكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “الطيران السوري استهدف تجمعات ومراكز لتنظيم داعش”. واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان الغارات “هي الاولى بهذا التركيز وهذه الكثافة في استهداف مواقع الدولة الاسلامية منذ تفرد التنظيم الجهادي المتطرف بالسيطرة على اجزاء واسعة من المحافظة في تموز (يوليو)”. وقال عبد الرحمن “نفذ الطيران الحربي السوري منذ الصباح 12 غارة استهدفت حواجز ومقاراً لتنظيم الدولة الاسلامية في مناطق مختلفة من محافظة دير الزور”. واوضح ان الغارات توحي “بوجود بنك اهداف محدد مسبقا”، مشيراً الى ان بين الاهداف “مواقع داخل مدينة دير الزور ومعسكر تدريب للتنظيم في قرية الشميطية في ريف دير الزور الغربي”. وتسببت الغارات بمقتل سبعة مدنيين، بالاضافة الى عدد لم يحدد من مقاتلي “الدولة الاسلامية”. وذكرت سانا ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت مقرات واوكاراً ومستودعات للاسلحة والذخيرة تابعة لما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الارهابي شمال مدينة دير الزور ودمرتها بالكامل”. واضافت ان الجيش استهدف ايضا “تجمعات لارهابيي” التنظيم في مناطق اخرى شرق المدينة و”قضت على أعداد كبيرة منهم”.
موقع بريطاني يحدد مكان إعدام فولي
بيروت – “الحياة”
ذكر موقع إلكتروني متخصص بالإستقصاء، معتمداً على مصادر مفتوحة وصحافة المواطن، أنه حدد المكان الذي أعدم فيه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الصحافي الأميركي جيمس فولي منذ أيام.
وانطلق موقع “بلينغكات” (Bellingcat) من الفيديو الذي نشره التنظيم عن عملية الإعدام، ويظهر أن أرض مساحة كبيرة خلف فولي شبه جرداء، فيما تبدو منطقة خضراء على مسافة بعيدة وراءه، حددها الموقع على أنها الرقة التي تمتد على شط الفرات كمساحة خضراء، وتحيط بها أرض جرداء، وفق الصور الجوية.
وحدد الموقع البريطاني وقت الإعدام بأنه صباحاً، وذلك عبر تحليل درجة انعكاس ظل فولي وقاتله على الأرض، لافتاً إلى توجه عدسة الكاميرا نحو الشرق. وعلى أثر ذلك بدأ الموقع البحث أكثر في صور التلال في جنوب الرقة من أجل تحديد مكان محتمل للإعدام.
وكبّر الموقع الإلكتروني الصور من أجل الحصول على تفاصيل أكثر، وقارن بينها وبين صور جوية من موقع خرائط “غوغل”، واستطاع عبر ربط علامات جغرافية عدة، كالأشجار والتلال التي أظهرتها الخرائط والصور، أن يحدد موقع الإعدام في مكان بعيد منعزل وبعيد من شبكة الطرق على احدى التلال في جنوب الرقة.
ويشار إلى أن “بلينغكات”، نشر سابقاً صوراً للالية العسكرية التي قصفت الطائرة الماليزية فوق اوكرانيا على حد زعمه، كما استطاع أن يحدد مقر داعش الرئيس في الرقة، من خلال اعتماد أسلوب البحث ذاته. ويعتمد الموقع الإلكتروني على حملات التبرعات الفردية، وكان حصل على أكثر من 50 الف جنيه استرليني في إحداها.
واشنطن تُعدّ خيارات لسوريا ودمشق تعرض التعاون مع ائتلاف
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
قدمت دمشق نفسها أمس شريكاً أساسياً في أي ائتلاف دولي محتمل لمواجهة “الدولة الاسلامية” التي سيطرت على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، بعد تلويح واشنطن بانها تدرس توسيع نطاق عملياتها ضد التنظيم الى داخل الأراضي السورية. وسارعت حليفتها موسكو الى تلقف العرض السوري، داعية الحكومات الغربية والعربية الى تجاوز ضغائنها حيال الرئيس السوري بشار الأسد والعمل معه للتصدي للمقاتلين المتشددين.
وانطوى المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية السوري وليد المعلم على التعليقات العلنية الاولى للنظام السوري على التهديد الذي يمثله التنظيم المتشددد، وقد حاول اغتنام المزاج الدولي الرافض لـ”الدولة الاسلامية” للخروج من العزلة. ويبدو أنه وقّت لاستباق أي عمل عسكري غربي محتمل في سوريا. وفي واشنطن، صرّح الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست بان الرئيس الاميركي باراك أوباما “لم يتخذ بعد قرارا” في شأن توجيه ضربات جوية محتملة الى مواقع “الدولة الاسلامية” في سوريا.
وأعلن الجيش الأميركي أن الولايات المتحدة تجهز الخيارات العسكرية من أجل الضغط على “الدولة الإسلامية” في الأراضي السورية.
وقال الكولونيل إد توماس الناطق باسم رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن الخيارات ضد “الدولة الإسلامية” لا تزال قيد الدرس، وشدد على الحاجة إلى انشاء “تحالف من الشركاء الإقليميين والأوروبيين القادرين”. وأضاف أن ديمبسي “يجهز مع القيادة المركزية خيارات التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا عبر مجموعة من الأدوات العسكرية بما في ذلك الغارات الجوية… الخلاصة هي أن قواتنا في وضع جيد لإقامة شركة مع حلفائنا الإقليميين ضد الدولة الإسلامية”.
وأكد مسؤولان أميركيان آخران تجهيز خيارات توجيه الضربات الى “الدولة الإسلامية” في الأراضي السورية. وقال أحدهما إن التخطيط للأمر جار منذ أسابيع. لكن أياً من المسؤولين لم يقل إن العمل العسكري وشيك.
ونقل توماس ديمبسي أنه لا بد من ممارسة ضغط على تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا وأن هزيمة الجماعة تقتضي جهداً متواصلاً على مدى زمني طويل “وأكثر بكثير من (مجرد) عمل عسكري”.
واشنطن تزود دمشق بمعلومات استخبارية عن “داعش”
بدأت الولايات المتحدة تزويد دمشق بمعلومات حول مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على الأراضي السورية، عبر بغداد وموسكو، في حين نفذ الطيران الحربي السوري، اليوم، سلسلة غارات “مركزة ومكثفة” استهدفت مراكز للتنظيم في دير الزور شرق سوريا.
وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن، في تصريح لوكالة “فرانس برس”، عن حصوله على معلومات حول تحليق طائرات استطلاع “غير سورية”، أمس، فوق منطقة دير الزور، وحصولها على معلومات عن مواقع “داعش”. وأشار إلى أنه تم نقل هذه المعلومات إلى دمشق.
وقال مصدر سوري رفض الكشف عن هويته، في تصريح لوكالة “فرانس برس”، “بدأ التنسيق بين واشنطن ودمشق، وقد زودت الولايات المتحدة سوريا بمعلومات عن داعش عن طريق بغداد وموسكو”.
وأكد مصدر إقليمي أن “دولة غربية تزود الحكومة السورية بلوائح أهداف عن مراكز داعش على الأراضي السورية”، لافتاً الانتباه إلى أن ذلك بدأ في منتصف آب الحالي، قبل الغارات الجوية المكثفة على محافظة الرقة شمال سوريا، الواقعة بكاملها تحت سيطرة “داعش”.
وذكرت وكالة “سانا” السورية الرسمية، اليوم، أن “وحدات من الجيش السوري المسلحة استهدفت مقرات ومستودعات للأسلحة والذخيرة تابعة لتنظيم داعش شمال مدينة دير الزور ودمرتها بالكامل، بالإضافة إلى تجمعات للتنظيم في مناطق أخرى شرق المدينة، وقضت على أعداد كبيرة منهم”.
وأشار “المرصد السوري” إلى أن الغارات “هي الأولى في هذا التركيز الكثافة في استهداف مواقع داعش” منذ تفرد التنظيم بالسيطرة على أجزاء واسعة من المحافظة في تموز الماضي.
(أ ف ب)
دمشق: أهلاً وسهلاً بالجميع… للتعاون
البنتاغون يريد تحالفاً إقليمياً ضد «داعش»
أعلن وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال السورية وليد المعلم، أمس، أن بلاده مستعدة للتعاون مع جميع الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، من أجل مكافحة الإرهاب، لكنه شدد، مثل نظيره الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة الحصول على موافقة السلطات السورية والتنسيق معها قبل شن أي ضربة عسكرية، وإلا فإن دمشق ستعتبر هذا الأمر عدوانا عليها.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «لم يتخذ بعد قرارا» بشأن توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في سوريا.
وذكر الجيش الأميركي أنه يعد خططا عسكرية للضغط على «داعش» في سوريا. وقال المتحدث باسم رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي النقيب اد طوماس أن الخيارات ضد «داعش» ما زالت قيد الدراسة، مشددا على الحاجة إلى تشكيل «تحالف من الشركاء الإقليميين والأوروبيين القادرين».
وأضاف أن ديمبسي «يجهز مع القيادة المركزية خيارات التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا عبر مجموعة من الأدوات العسكرية، بما في ذلك الضربات الجوية. الخلاصة هي أن قواتنا في موضع جيد لإقامة شراكة مع حلفائنا الإقليميين ضد الدولة الإسلامية». وأعلن أن ديمبسي يعتقد أنه لا بد من ممارسة ضغط على «داعش» في العراق وسوريا، وأن هزيمة التنظيم تستلزم جهدا متواصلا على مدى زمني طويل «وأكثر بكثير من (مجرد) عمل عسكري».
وأكد مسؤولان أميركيان تجهيز خيارات توجيه الضربات ضد «داعش» في الأراضي السورية. وقال أحدهما إن التخطيط للأمر جار منذ أسابيع. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع «لم نتخذ هذا القرار بعد» في إشارة إلى بدء الغارات.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق، «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب في إطار قرار مجلس الأمن» الرقم 2170.
وعما إذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال: «أهلاً وسهلاً بالجميع»، مضيفاً أن دمشق مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي، أو من خلال تعاون ثنائي»، معتبرا أن سوريا يجب أن تكون مركز «الائتلاف الدولي بسبب موقعها الجغرافي والعملاني، وإلا هل يحاربون داعش بالمناظير؟ لا بد أن يأتوا إلى سوريا للتنسيق معها من أجل مكافحة داعش والنصرة، إذا كانوا جادين».
وبشأن ضربات جوية أميركية محتملة في سوريا، قال المعلم «إننا جاهزون للتنسيق والتعاون، لأننا نحن أبناء الأرض، ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو غير مجدية»، لكنه شدد على ضرورة التواصل مع دمشق وإلا فإن الضربات ستعتبر عدواناً.
واعتبر المعلم أن الغارات الجوية لن تقضي لوحدها على «داعش» و«جبهة النصرة»، مكررا الدعوة إلى «تجفيف منابع الإرهاب، ووقف التحريض الفكري على الإرهاب، والتزام دول الجوار بضبط الحدود وتبادل المعلومات الأمنية معنا»، مضيفاً: «لا بد من وقف التمويل والتسليح».
وفي موسكو، دعم لافروف قرار واشنطن استهداف «داعش» في العراق وسوريا، لكنه شدد على أن على الحكومات الغربية والعربية العمل مع السلطات السورية للتصدي لمسلحي التنظيم. وقال إن «الأميركيين والأوروبيين بدأوا الآن يعترفون بالحقيقة التي كانوا يقرون بها في أحاديثهم الخاصة، وهي أن الخطر الأساسي على المنطقة، وعلى مصالح الغرب، لا يتمثل في نظام (الرئيس) بشار الأسد، وإنما في احتمال استيلاء الإرهابيين في سوريا ودول أخرى في المنطقة على السلطة».
ميدانيا، تصاعد التوتر في الزبداني، بعد فترة من تسرب أنباء عن مساع يقودها وسطاء لإجراء تسوية في المدينة، وذلك مع شن مسلحين ينتمون إلى «كتائب خالد» هجوما من داخل المدينة، بالتوازي مع هجمات شنها عناصر من «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» من الخارج، مستهدفين نقاطا للجيش السوري في محيط المدينة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 9 جنود، وفق ما ذكر مصدر ميداني.
وقالت مصادر أهلية من داخل المدينة إنه وبالتزامن مع هجمات المسلحين، شنت طائرة حربية غارتَين ما أدى إلى مقتل نحو 15 مسلحاً، كما كثف الجيش قصفه المدفعي لمواقع داخلها.
ويأتي هذا التصعيد بعد اختراق «جبهة النصرة» للمدينة، وتمركز مقاتلين تابعين لها بداخلها، الأمر الذي «عسّر التسوية»، حسب ما ذكر مصدر أهلي، مشيراً إلى أن المدينة تشهد حركة نزوح كبيرة، وانتشاراً كبيراً للمسلحين في شوارعها، في حين استقدم الجيش السوري تعزيزات له، ما قد يمهد لعملية عسكرية واسعة، خصوصا بعد وصول «النصرة» و«أحرار الشام» إلى نقاط قريبة من «حاجز الشلاح»، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية-»سانا» أن «وحدة من الجيش أحبطت محاولة مجموعة التسلل إلى إحدى النقاط العسكرية عند حاجز الشلاح.
وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة المعارك في المدينة، إلا أن مصدراً أهلياً أشار، خلال حديثه إلى «السفير»، إلى أن المساعي تتواصل لإعادة التهدئة إلى المدينة، معتبرا أن الحكومة تريد التوصل إلى ضمان سلامة سكان المدينة التي كانت تعتبر من أهم المدن السياحية في ريف دمشق.
وفي ريف حلب الشمالي، تتواصل المعارك العنيفة بين الفصائل المسلحة وعناصر «داعش». وقالت مصادر معارضة إن الفصائل المسلحة تمكنت من استعادة السيطرة على مجموعة قرى على محور أخترين هي: العادلية، الظاهرية، السيد علي، الحصية، التقلي، في حين تستمر المعارك العنيفة على محور بلدة صوران.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان مجموعة فصائل «إسلامية» متشددة تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتصدي إلى «داعش»، تحت عنوان: «نهروان الشام». ومن أبرز الفصائل، التي وقّعت على البيان وانضمت إلى «غرفة العمليات»: «الجبهة الإسلامية»، التي تضم أيضا «لواء التوحيد»، «جيش المجاهدين»، «حركة حزم»، «حركة نور الدين الزنكي»، بالإضافة إلى مجموعة من الفصائل الأخرى الصغيرة، في حين غابت «النصرة» عن «غرفة العمليات»، وقامت بسحب عناصرها من مناطق التماس والتمركز في أعزاز قرب الحدود التركية.
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، رويترز)
سبعة قتلى و20 جريحاً في غارات على مواقع لـ”الدولة الإسلامية” بدير الزور
سوريا- الأناضول- قتل سبعة سوريين وجرح 20 آخرون على الأقل، اليوم الثلاثاء، في 13 غارة جوية شنّها طيران النظام على مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” بمحافظة دير الزور شرقي البلاد، بحسب تنسيقيات إعلامية معارضة.
وذكرت التنسيقيات مثل “شبكة الناطق الرسمي باسم ثورة الفرات” و”إذاعة دير الزور الحرة” على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن طيران النظام شنّ منذ صباح الثلاثاء وحتى الساعة (11.45) تغ، 13 غارة جوية على عدد من مواقع “الدولة الإسلامية” في محافظة دير الزور، شملت أحياء بمدينة دير الزور وعدداً من البلدات في ريفها.
وأشارت التنسيقيات إلى أن قتلى وجرحى بين مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” وعدد من المدنيين لم يتسن التأكد من أعدادهم بدقة، بسبب اتساع رقعة المناطق التي شملتها الغارات، مؤكدة أن 7 قتلى و20 جريحاً معظمهم من المدنيين سقطوا بواحدة من الغارات التي استهدفت بلدة الحوايج بريف دير الزور.
ولفتت التنسيقيات إلى أن النظام لم يكتف بشن الغارات الجوية، وإنما قامت قواته بقصف صاروخي ومدفعي لعدد من القرى والبلدات القريبة من مطار دير الزور العسكري أكبر معاقله المتبقية في دير الزور، التي يسيطر مقاتلو “الدولة الإسلامية” على أكثر من 90 بالمئة من مساحتها.
في سياق متصل، قال الإعلامي نورس العرفي في مدينة دير الزور، إن غارات النظام الجوية وقصفه المدفعي والصاروخي على المحافظة اليوم يأتي انتقاماً لخسارته مطار الطبقة العسكري بريف محافظة الرقة المجاورة لدير الزور قبل يومين، ويعد “ضربة استباقية” للتنظيم الذي يستعد لشن هجمات على المواقع القليلة التي لا يزال النظام السوري يسيطر عليها في دير الزور.
وأوضح العرفي أن تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد سيطرته على كامل محافظة الرقة، فإنه سيوجه ضرباته حكماً إلى جيوب قوات النظام القليلة التي ما يزال يسيطر عليها بمحافظة دير الزور وذلك لطرد آخر مقاتل فيها، كما حصل في الجارة الغربية (الرقة).
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره الناشط والتنسيقيات الإعلامية من مصدر مستقل، كما لا يتسنّى عادة الحصول على تعليق من “الدولة الإسلامية” على الاتهامات الموجهة له بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.
وأقر النظام السوري، الأحد الماضي، بسقوط مطار “الطبقة” العسكري بيد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ووصف الأمر بـ”الإخلاء”، ليكون آخر معاقله التي تسقط بيد التنظيم في محافظة الرقة.
وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية”، مطلع يوليو/ تموز الماضي، على معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور والممتد على مسافة 130 كم حتى الحدود العراقية، بعد مبايعة سكانه وبعض فصائل المعارضة التابعة للجيش الحر والنصرة والجبهة الإسلامية فيه للتنظيم وإعلان توبتهم عن قتاله، ليسيطر التنظيم بذلك على معظم مساحة المحافظة بعد سيطرته مؤخراً على مدينة دير الزور مركز المحافظة والريف الغربي فيها.
ولمحافظة دير الزور الغنية بالنفط مكانة استراتيجية لدى “الدولة الإسلامية”، وذلك كونها صلة الوصل بين المناطق التي سيطر عليها مع قوى سنية أخرى في شمالي وغربي العراق يونيو/ حزيران الماضي، وبين معقل التنظيم الأساسي في سوريا وهي محافظة الرقة (شمال)، وذلك في سبيل تجسيد “دولة الخلافة” التي أعلنها التنظيم قبل نحو شهرين.
مستشارة الأسد: الصحفي الأمريكي قُتل العام الماضي
لندن- الأناضول: قالت مستشارة رئيس النظام السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان إن اللقطات التي تظهر إعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، تعود لعام مضى.
ونقلت صحيفة الديلي تليغراف، تصريحات لبثينة شعبان إلى راديو (بي بي سي)، قالت فيها: إن عملية إعدام فولي، تمت العام الماضي، إلا أن اللقطات الخاصة بها تم نشرها مؤخرا، مضيفة أن الأمم المتحدة على علم بأن عملية الإعدام تمت العام الماضي.
وكذّب “فيليب بالبوني”، مدير مؤسسة (غلوبال بوست)، التي كان فولي، يعمل لصالحها، ادعاءات النظام السوري بشكل قاطع، قائلا: “هذه ادعاءات باطلة تماما، وتتعارض مع الكثير من الأدلة الهامة التي بين أيدينا”، مذكرا بالإفادات التي أدلها بها شهود عيان كانوا محتجزين مع “فولي”، حتى الشهر الماضي.
بدورها قالت صحيفة التايمز إن جزءا من مقطع الفيديو الذي يظهر إعدام الصحفي، والذي يبلغ طوله أربع دقائاق، و40 ثانية، يمكن أن يكون ممنتجا، مضيفة أن خبراء بريطانيين فحصوا المقطع، وقالوا بإمكانية أن يكون عنصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي ظهر بجانب “فولي”، قد قام بقتل “فولي”، في وقت لاحق، وليس أمام الكاميرا، إلا أن الصحيفة أكدت أنه لا يوجد ما يشكك في مقتل “فولي”.
وكان السفير البريطاني في الولايات المتحدة بيتر ويستماكوت، قد صرح الأحد الماضي لـ(سي إن إن)، أن بلاده اقتربت من تحديد هوية الشخص، الذي ظهر ملثماً في فيديو ذبح الصحفي الأميركي “جيمس فولي”، وتحدث بلكنة بريطانية.
وأظهر فيديو بثه تنظيم “الدولة الإسلامية”، الأسبوع الماضي، عنصرا من التنظيم يذبح الصحفي الأمريكي، “جيمس فولي”، الذي انقطعت أخباره في نوفمبر/ تشرين الثاني (2012) بعيد ذهابه إلى سوريا في تغطية إخبارية للحرب الأهلية فيها لصالح مؤسسة “غلوبال بوست”.
وهدد تنظيم “الدولة الإسلامية” بقتل صحفي أمريكي آخر، يدعى “ستيفن سوتلوف”، إذا لم توقف الولايات المتحدة الأميركية غارات جوية تشنها على مواقع للتنظيم شمالي العراق، منذ الثامن من الشهر الجاري.
مصادر: توافق خليجي عليها… ومشاورات جارية مع روسيا وإيران
أنباء عن مبادرة عربية جديدة لإنهاء الحرب في سوريا بوساطة مصرية
جدة ـ «القدس العربي» كتب سليمان نمر: كشفت مصادر عربية ذات صلة باجتماع جدة الذي عقده وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والامارات والاردن اول امس ، انه جرى تفاهم خلال الاجتماع على طرح مبادرة عربية لحل سياسي جديد للأزمة السورية.
وستقود مصر هذه المبادرة وترعاها بمشاركة دول عربية اخرى مرشحة ان تكون الجزائر احداها وربما سلطنة عمان.
وتسعى المبادرة ـ وفقا للمصادر ـ التي ستحظى بتأييد جامعة الدول العربية الى انهاء الحرب الدائرة في سوريا بين المعارضة والنظام، واجراء حوار سوري ـ سوري للاتفاق على مستقبل وشكل النظام السياسي الذي سيحكم سوريا.
ويبدو ان تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اول امس التي اكد فيها ان بلاده «لا تدعم المعارضة السورية ولا النظام» اتت لتمهيد الأجواء مع دمشق لقبول الدور المصري في ايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.
ولا يستبعد ان يكون السيسي قد طرح أمر توسط مصر بشأن المبادرة لايجاد حل سياسي للأزمة السورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لموسكو قبل نحو اسبوعين، وبعد يومين من لقائه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة.
واوضحت المصادر لـ«القدس العربي « ان الافكار بشأن هذه المبادرة طرحت بمبادرة سعودية مصرية و شارك فيها الوفد القطري، وستتم بلورة هذه الافكار والاضافة عليها او تعديلها خلال الاتصالات التي ستجريها السعودية ومصر وقطر مع اطراف عربية واقليمية ودولية خلال الايام القليلة المقبلة، ليتم طرح الخطة على الاجتماع المقبل لجامعة الدول العربية المقرر في الاسبوع الاول من شهر ايلول /سبتمبر المقبل.
ولاشك ان من اهم هذه الاتصالات تلك التي ستتم مع ايران، ومن هنا اتت زيارة نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان للسعودية امس بتوقيت متعمد، ليتم التباحث معه بأفكار ايجابية للحل السياسي للأزمة السورية الذي من الممكن ان تساهم طهران بتسهيله.
وذكرت مصادر سياسية سعودية ان زيارة نائب وزير الخارجية الايراني، وهي الاولى لمسؤول ايراني منذ اندلاع الأزمة السورية، كانت فرصة للتعرف على وجهة نظر طهران بشأن امكانيات التعاون لايجاد حل سياسي مقبول ويرضي كل اطراف الأزمة السورية بعد ان اصبحت ايران معنية، ومهددة بمخاطر تهدد المنطقة وابتدأ بسوريا والعراق .
وفي هذا الصدد تقدر الاوساط العربية مشاركة قطر في الاجتماع الوزاري العربي الخماسي ومبادرة السعودية لإشراك قطر في الحراك السياسي العربي الذي سيعمل على مواجهة المخاطر التي تهدد الدول العربية.
ويلاحظ ان الحراك العربي نشط بمبادرة سعودية بعد اسابيع من سياسة النأي بالنفس الغريبة التي اتبعتها السعودية خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/ يوليو الماضيين.
وعلمت «القدس العربي» ان التحرك السعودي يشمل وبصمت دعم المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في غزة وتحويلها الى مبادرة لوقف العدوان الاسرائيلي على فلسطينيي غزة، من خلال حل يضمن تحقيق هدنة طويلة وتحقيق المطالب الفلسطينية وتقديم الضمانات العربية والدولية بفتح المعابر ورفع الحصار عن القطاع اولا والتفاوض بشأن المطالب الاخرى.
وكيله الإعلامي حاول منعه من الحديث عن أحداث أمريكا فرفض
مورغان فريمان: التغيير الوحيد الذي حصل بعد انتخاب أوباما هو أن العنصرية صارت واضحة
لوس انجلس ـ «القدس العربي» من حسام عاصي: سافرت قبل ايام من لوس انجلس الى فلوريدا لاجراء لقاء مع النجم الهوليوودي الاسود، مورغان فريمان للحديث عن الجزء الثاني من سلسلة افلام «ذنب الدولفين 2»، الذي يستمر بسرد قصة دولفين تدعى وينتر، التي تم استبدال ذيلها الذي فقدته في فخ السلطعون قبالة شواطئ فلوريدا بذيل اصطناعية، بعد إنقاذها في الجزء الاول ونقلها الى مركز الانقاذ. أما في هذا الجزء، فتقع وينتر في فخ الاكتئاب عندما تتوفى امها البديلة، وتبقى على حالها حتى يتم جلب رفيقة لها وهي دولفين ابنة ثلاثة اشهر تدعى هوب، تم انقاذها بعد موت امها في البحر.
ولكن حديثي مع فريمان لم يتمحور حول الفيلم وانما حول تدهور الاوضاع في مدينة فيرغسون في ولاية ميزوري، حيث انفجرت مظاهرات الاستنكار واعمال العنف والنهب عقب مقتل شاب اسود عمره 18 عاما غير مسلح بنيران شرطي ابيض الاسبوع الماضي. تفاقم الاحداث هناك ادى الى جلب قوات الامن الوطنية الى المدينة لكبح الشغب واعادة الهدوء.
وقبل ان يتفوه فريمان بتعليقه، قفز وكيله الاعلامي – الأبيض – وأشار له بأن لا يرد على سؤالي. فضحك فريمان قائلا: “هذا هو البوليس يحاول ان يمنعني من التعبير عن نفسي» . واستمر في حديثه معي، متجاهلا وكيله الاعلامي ومضيفا: “طبعا انه من حق الناس ان يعبروا عن غضبهم عندما يقتل البوليس شابا مسالما. ألا توافق معي؟».
هذه ليست المرة الاولى التي يلقى فيها شاب اسود حتفه بنيران الشرطة في امريكا. هناك المئات منهم من واجه المصير نفسه عبر السنوات الاخيرة. ومنذ بداية هذا الشهر قتل خمسة افارقة امريكيين برصاص الشرطة في ولايات اخرى. من الجليّ اذن ان وجود رئيس اسود في البيت الابيض لم يؤد الى تغيير في تعامل قوات الامن مع ابناء جلدته. وحسب فريمان، التغيير الوحيد الذي حصل بعد انتخاب أوباما لرئاسة الولايات المتحدة كان في نوعية وشكل العنصرية، “انها كانت نائمة ومختبئة، اما الآن فهي علنية وواضحة».
رغم تأييده القوي للرئيس أوباما، الا ان فريمان لم يشترك بشكل فعال في حملاته الانتخابية ودوما تفادى التدخل في امور السياسة، مصرا على انه ممثل وليس سياسيا. ولكن عندما يتحدث عن عداوة الجمهوريين لاوباما، يبدو واضحا ان هناك نيران غضب مشتعلة في داخله، رغم محاولته اخفاء ذلك بالابتسامة الدائمة التي تشع من وجهه:
“أنا ساخط على ما يتعرض له من عداء. عندما بدأ أوباما مسيرته كرئيس، قالوا انهم سوف يقومون بكل ما بوسعهم لإفشاله. ما هذا الكلام؟ لا حاجة للاسهاب في الحديث عن ذلك. انت تعرف السبب وراء ذلك. هذا هو الواقع. سوف نتعامل مع هذا الوضع كما يتعامل معه أوباما وذلك استخلاص ما يمكن استخلاصه. هو الرئيس شاءوا ام ابوا».
فريمان، الذي ولد عام 1937 في مدينة ميمفيس في ولاية تيناسي، عانى من التفرقة العنصرية التي حالت دون تقدمه في مسيرته المهنية حتى الخمسين من عمره، عندما قام بأداء دور سائق في الفيلم الهوليوودي «سياقة السيدة ديزي»، محققا اول ترشيح له لجائزة الاوسكار.
«لا أدري إن كنت تذكر، انه كان هناك الكثير من افلام الكوارث، احد الاشياء التي كانت تدهشني وتزعجني في تلك الافلام هي ان لا احد سوى الناس البيض كانوا ينجون في نهاية الفيلم، مما كان يثير اشمئزازي» يقول فريمان ساخرا.
ولكن على عكس الشارع الامريكي حيث ما زال السود يتعرضون للتفرقة العنصرية، هوليوود تغيرت كليا، حسب قول فريمان.»هوليوود لا يهمها سوى الارباح. فطالما حققت ارباحا فهي ترحب بك بغض النظر عن لونك،» يقول ضاحكا.
فعلا فإن نجاح افلامه في شباك التذاكر وحصوله على جوائز قيمة عدة، ومنها 6 ترشيحات للاوسكار وفوزه بواحدة منها عن فيلم Million Dollar Baby، جعل هوليوود تراه كنجم ساطع وليس كممثل اسود. فكثيرا ما نشاهده يجسد شخصيات كانت عادة محفوظة لممثلين بيض، كدور الرئيس الامريكي في فيلم DEEP IMPACT ودور العالم المخترع في سلسلة The Dark Knight “أنا احصل على ادوار لم تكتب لعرق معين ولم تكتب لي كممثل اسود. مهنيا أنا ممثل ولست رجلا اسود».
وفي فيلم Dolphin Tale 2 يقوم فريمان بإعادة اداء دور دكتور كاميرون مكارثي، الذي ابتكر ذيلا اصطناعيا مكّن وينتر من السباحة وانقذ حياتها. والآن يقوم مكارثي بتطوير الذيل الاصطناعي بحيث يصبح طبيعيا أكثر، مما سهل على هوب ان تتقبل وينتر كدولفين مثلها.
تنظيم «داعش» لن تهزمه جيوش أوباما ولا الأسد بل تحالف قوى سورية معارضة
إبراهيم درويش
لندن – «القدس العربي»: لا يزال الجدل حول كيفية هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية – داعش محتدما في الغرب. وآخر ما علمناه عن المعركة ضد هذ التنظيم الذي أقام خلافة في سوريا والعراق انه لم يعد حاضنة بل الحاضنة تبدأ من الدول الأوروبية، على الأقل بريطانيا التي تلاحق قاتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي وتحاول تحديد هويته. ففي مقالة لعمدة لندن بوريس جونسون في صحيفة «دايلي تلغراف» دعا فيها لاعتبار كل من يذهب لسوريا دون إعلام السلطات إرهابيا، كما دعا لنزع الجنسية عمن قرر البقاء في سوريا وتطبيق نظام الرقابة الأمنية والإقامة الجبرية على من عاد. وتأتي المقالة هذه ضمن بحث بريطانيا عن سياسة واضحة في العراق وفي ضوء ما تفكر فيه الولايات المتحدة من توسيع لهجماتها كي تشمل سوريا وضرب داعش هناك.
مفارقة
ويرى البعض في توسيع العمل العسكري الأمريكي مفارقة مأساوية لانها تأتي بعد عام من خطة لضرب النظام السوري الذي قام باستخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه، مع ان البعض لا يشعر بالدهشة من هذا التطور لان الكثيرين حسب إيشان ثارور الذي كتب في صحيفة «واشنطن بوست» كرروا تحذيراتهم من دعوات الرئيس الأمريكي المستمرة لرحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة لخوفهم من ان خطوة كهذه قد تؤدي لفراغ في السلطة يملأوه الجهاديون أو الجماعات المتطرفة.
ويعيد الكاتب هنا التذكير بما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حذر من التدخل الأمريكي في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في إيلول/ سبتمبر العام الماضي وجاء فيه «أي ضربة عسكرية لن تؤدي إلا إلى زيادة العنف وستفتح الباب أمام موجة جديدة من الإرهاب، وستؤثر على الجهود الدولية المشتركة لحل الملف النووي الإيراني وحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني وتقوض الاستقرارفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وستهز كل النظام الدولي لتطبيق القانون والنظام. ويرى ثارور ان بعض ما قاله بوتين كان قد ساء ولكن تحليله للوضع قام على قراءته للحرب الأهلية السورية.
وجاء فيه ان سوريا «لا تشهد معركة من أجل الديمقراطية ولكن حربا مسلحة بين الحكومة والمعارضة في بلد متعدد الأديان» مقترحا ان النظام العلماني للأسد وان كان بالمظهر يظل أفضل رغم ما ارتكبه من الذي سيحل محله. وهاجم بوتين الكوادر الإسلامية المتزايدة أعدادهم في داخل الثورة السورية واصفا إياهم بـ «المرتزقة الذي جاءوا من الدول العربية للقتال هناك، إضافة لمئات المتطرفين الذين جاءوا من الدول الغربية وروسيا وهو موضوع يقلقنا، حيث يمكن ان يعودوا لبلادنا وقد اكتسبوا الخبرة في سوريا».
ليس محقا
ويعلق ثارور ان مظهر القلق هذا تتشارك فيه الولايات المتحدة والدول الغربية التي تشعر بالقلق من حجم المقاتلين الغربيين وحضورهم في الجماعات الجهادية، مشيرا للجهادي الذي ظهر في شريط ذبح الصحافي الأمريكي جيمس فولي متحدثا بانكليزية جيدة قريبة من لهجة أهل لندن. ولكن الكاتب يعلق قائلا من ان تحول الغرب عن الحديث عن الجرائم التي ارتكبها – ويرتكبها- نظام الأسد للجرائم التي يرتكبها المتشددون الذين يقاتلونه هي إشارة إلى تعقيد الحرب التي تقوم بمحو حدود بين البلدان وتهز الواقع السياسي في المنطقة كلها. كل هذا لا يدفعنا للقول ان ما تحدث عنه بوتين وحذر منه ثبتت صحته فهو لم يكن رجلا يحترم القانون الدولي خاصة بعد ضمه جزءا من أراضي ( القرم) من دولة معترف بها وعضو في الأمم المتحدة، أي أوكرانيا في آذار / مارس الماضي، وظل بوتين يلعب دور المعرقل لأية جهود دبلوماسية في مجلس الأمن والمؤسسات الدولية للتحرك ضد النظام السوري ووقف حملاته الوحشية ضد المدنيين.
فما بدأ في آذار / مارس 2011 كاحتجاجات سلمية تطالب بالحرية والكرامة تحول إلى انتفاضة مسلحة بسبب القمع الحكومي وأدى لمقتل أكثر من 191.000 شخص. وبالمقابل فهناك من ينتقد الإدارة في واشنطن ويقولون لو تحركت سريعا ودعمت «المعتدلين» بالسلاح منذ البداية لما استطاع المتشددون تحقيق ما وصلوا إليه من نفوذ.
ويعذر الكاتب الولايات المتحدة بالقول انه من الصعب تخيل سيناريو لم يكن للجماعات الإسلامية في سوريا لتستفيد من تدخل أمريكي مباشر هناك. وفي النهاية يذكر بما كتبه بوتين في ذلك المقال وأكد فيه على دعم موسكو الحوار وان لديها «خطة للمستقبل» تقوم على التحاور بين الحكومة والمعارضة التي رفضتها حسب الكاتب.
وفي السياق رفضت كل الدعوات التي طالبت بالتعاون مع الأسد في سوريا من واشنطن للندن وغيرها من العواصم الغربية مع ان محللين رأوا ان لا إمكانية للقضاء على داعش بدون التعاون مع النظام المتهم بصعوده ودعمه أو التحالف معه.
مشروط
ويبدو ان صحيفة «اندبندنت» البريطانية قد فهمت هذا الواقع ورأت رغم ذلك ان الغرب يفكر بلملمة الأوراق مع الأسد محذرة من هذا «المسار الخطر» وجاء في الافتتاحية « من النادر إعادة تأهيل دكتاتور بطريقة سريعة كما تم تأهيل بشار الأسد، بعد جريمته التي ارتكبها باستخدام غاز السارين، حيث كان الغرب يحضر لضربه عسكريا، وجاء هذا بالطبع بعد عقود من القمع في ظل والده» مشيرة إلى ان النظام الذي يقوده الإبن يمارس نفس السياسات ويقود نفس الدولة المخابراتية، ومع ذلك ينظر إليه كبديل لداعش.
«وبعد الجريمة المروعة التي ارتكبت بحق جيمس فولي تبحث الولايات المتحدة وبريطانيا عن أي شخص يخلصهما من تهديد داعش، وعليه يتم الحديث عن الأسد اليوم بلهجة مخففة ليست كسابقتها قبل ظهور داعش، حيث يوصف «أهون الشرين»، «عدو عدوي هو صديقي» وبعض من يدعون للتقارب معه هم انفسهم ممن كانوا يطالبون بإرسال طائرات «درون» لاغتياله قبل أشهر».
وتقول الصحيفة ان الغرب الذي فشل بدعم العناصر المعادية لداعش يتحدث اليوم عن التعاون مع دكتاتور قد يسقط في المدى البعيد، وهو ما سيمنح داعش نصرا سهلا على الغرب. وتقول «لا يمكننا تقديم دعم غير مشروط للأسد، فستكون له آثار تراجيدية، وقد نقوم باستخدام الوضع من أجل إجبار الأسد على إصلاح نظامه من مثل منح المعارضين المعتدلين للنظام أماكن في حكومة إئتلاف، ولا يمكننا والحالة هذه دعم صديقنا الجديد فهذا غريب وفاحش».
العودة للسياسة التقليدية
وتعتقد الصحيفة ان الغرب بعد مرحلة قصيرة من الإعجاب بالربيع العربي يكتشف الغرب الواقعية السياسية حيث اكتشفوا مرة أخرى مذاقهم لدعم الانظمة الدكتاتورية أو إمكانية تحقيق ما يريدون عبر حكومات وكيلة. وتذكر كيف رضي الغرب بالإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر الذين كانوا يحكمون ضمن ما يشبه الديمقراطية مفضلين عليهم نظاما عسكريا صديقا القاهرة، فيما تركت ليبيا لحالها وكذا تونس ويمكن للحكومة في البحرين عمل ما تشاء. ولعل من أكثر الأشياء الصادمة بالعودة للدبلوماسية القديمة- التقليدية هي حالة الدفء في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
فقد كان مدهشا الكيفية التي وضعت فيها الدولتان خلافاتهما حول الملف النووي جانبا وتعاونتا ضد العدو المشترك لهما ولمصالحهما في العراق، داعش. وترى في النهاية ان لا شيء جيد سيأتي من التقارب مع الأسد بدون شروط، فسيعطي هذا لداعش مبررا كي يدعي انه دمية في يد الإمبريالية والكفار. وبعيدا عن دعم الأكراد بالسلاح فلا يمكن هزيمة داعش بالأسلحة التقليدية، أيا كانت من الأسد أو أوباما، فداعش منظمة إرهابية لا يمكن هزيمتها حتى لو شن الأسد عليها هجوما بالغازات السامة. وترى ان الأزمة الثقافية والسياسية والدينية والعسكرية التي سببها داعش هي في النهاية نتاج للمعارضة ضد نظام الأسد، وسهل دخولها العراق بسبب فشل حكومة المالكي.
ولن يهزم داعش في سوريا إلا تحالف من القوى التي تعارضه، ولن تهزمه لا قوات أجنبية على الأرض ولا الغارات الجوية.
غارات ليست كافية
وهو ما تعترف به صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها حيث تقول ان الولايات المتحدة لا يمكنها وحدها هزيمة داعش في العراق وسوريا خاصة ان التنظيم هذا وحشي وأفعاله أرعبت العالم المتحضر حسب قولها. وتقول ان الغارات الجوية والدعم العسكري الآخر أدت للتخفيف بعض الشيء عن الأقليات الدينية والجماعات الأخرى التي هددها داعش. لكن هزيمة هذا التنظيم وإضعاف قدراته بشكل كبير يحتاج إلى رد منظم وطويل الأمد ويشمل على تحالف واسع من الدول يضم الدول المسلمة ولا يعالج فقط التهديد العسكري ولكن السياسي والقضايا الدينية خاصة ان اضطهاد الأيزيديين والمسيحيين وإعدام الصحافي جيمس فولي كشف وبشكل واضح عن وحشية داعش.
وتحدثت الصحيفة عن تصريحات الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الذي تحدث يوم الخميس عن داعش ووصفه بالتنظيم الذي يمثل «تهديدا مباشرا» على الغرب إضافة للعراق، آلافا من المقاتلين الأوروبيين ومن دول أخرى انضموا له ويحملون جوازات يستطيعون استخدامها والتحرك بسهولة ومواصلة القتال حال عودتهم لبلادهم الأصلية بما فيها الولايات المتحدة.
وصدرت تصريحات مماثلة وان كانت أكثر تشددا عن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل وركز في تصريحاته على قدرات التنظيم المالية ومهاراته القتالية المتقدمة وأساليبه في فرض الخلافة الإسلامية بقوة السلاح. فيما ذهب محللون أبعد من هذا ليصفوا داعش بأنه انجح تنظيم إرهابي في تاريخ الجماعات المتشددة ويسيطر على مناطق واسعة في بلدين- سوريا والعراق – وبسرعة تشبه سرعة الضوء.
… والمسلمون ضحاياه
وتقول الصحيفة ان داعش يمثل تهديدا على الغرب والولايات المتحدة لكن من يدفعون الثمن الأكبر جراء ممارساته هم المسلمون. ولهذا دعا باراك أوباما «الحكومات والشعوب في المنطقة لبذل الجهود والتخلص من هذا السرطان قبل ان ينتشر».
وحتى يتحقق هذا يحتاج قيادة من الولايات المتحدة حسب الصحيفة. ولهذا السبب تقول انه لا أوباما أو الدول الحلفاء تقدموا برؤية متماسكة لها حظ من النجاح. فالرد على الأزمة كان ولحد الآن يتسم بالتريث. فقد شددت الولايات المتحدة على أهمية تناسي الحكومة العراقية وجيشها تناسي الخلافات مع قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان ومواجهة داعش وبدعم جوي أمريكي، فيما وعدت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا تقديم أسلحة للأكراد. لكن الصحيفة ترى ان السياسة العراقية تظل غير مستقرة، فقد ضغطت الولايات المتحدة وبنجاح باتجاه تنحية نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي لاعتقادها ان حكومة تشارك وطني هي وحدها القادرة على توحيد البلاد ضد التهديد الذي يمثله داعش. وتشير لتداخل المصالح «النادر» بين إيران وأمريكا، كيف قامت طهران بالتخلي عن المالكي مما أدى لتكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة.
وحتى يوافق البرلمان العراقي على الحكومة هذه يظل الوضع السياسي غير واضح وهو ما يؤثر على القتال ضد داعش. وتعتقد ان منظور هزيمة داعش يمكن ان يتطور لو شاركت دول إسلامية اخرى فيه. ولكنها مثل العراق تعيش دوامة تنافس وانقسامات طائفية سنية – شيعية وبعضها لديه علاقات مع جماعات متطرفة مثل داعش وقام المتبرعون من دول الخليج بضخ أموال لها، فيما ساعدت السعودية المقاتلين السوريين بالسلاح ولم تكن تهتم لو وقع بعضه في يد داعش.
وسمحت تركيا لمقاتلي داعش والاسلحة بالمرور عبر حدودها الطويلة مع سوريا. وترى ان انشاء قوة عسكرية إقليمية قد يحتاج لدعم من مجلس التعاون الخليجي وتركيا، وتحتاج بالتأكيد للمال والتشارك في المعلومات الإستخباراتية والتعاون الدبلوماسي وخطة واضحة لوقف وصول الأموال لداعش وتدفق المقاتلين بين الدول. وثمنت الصحيفة في هذا السياق دعوة فرنسا لعقد مؤتمر دولي لمناقشة تهديد داعش، فهو اقتراح يستحق النظر.
وترى مثل «اندبندنت» ان هزيمة داعش لن تتحقق بدون دعم الدول المسلمة فمهما أمر أوباما من غارات على العراق، ويفكر بتوسيع الحملة لتشمل سوريا فلن تتم هزيمة داعش طالما لم يتحرك المسلمون وجعلوا مواجهة داعش أولوية. وتقول ان بعض الدول بدأت تتحدث ضد التنظيم، فمفتي المملكة العربية السعودية اعتبر داعش والقاعدة العدو الأول للإسلام. ولكن يجب ان يذهب المسلمون أبعد من الشجب ويبدأوا نقاشا حول مخاطر التشدد الإسلامي وكيف يمكن التصدي لواحدة من أكثر الحركات الشاذة في العالم.
خبراء: حب المغامرة والبطولة من أسباب التحاق الشباب البريطاني بـ”داعش”
3لندن-الأناضول:
أثار الشخص الذي ظهر في مشهد إعدام الصحفي الأميركي “جيمس فولي”، والذي قام بقطع رأسه بعد حديثه بالانكليزية بلهجة بريطانية، تساؤلات في الأوساط المختلفة في المجتمع البريطاني حول ظروف انضمام الشبان البريطانيين إلى صفوف التنظيم المتشدد، والتدابير الحكومية الواجب اتخاذها للحيلولة دون ذلك.
وقال “مانغوس رانستورب”، رئيس مجموعة العمل حول المقاتلين الأجانب في شبكة التوعية الأوروبية حول التطرف، متحدثا لمراسل “الأناضول”، عن العوامل المحفزة للشباب البريطاني للمشاركة في أعمال العنف في الشرق الأسط: “المسلمون يرون أنفسهم ملزمين بمساعدة إخوانهم في سوريا، تحت وطأة الأزمة الإنسانية هناك، وهذه وجهة نظر عاطفية تضع الشبان تحت ضغط أخلاقي، إلى جانب العوامل الأيدلوجية”.
وأضاف “رانستورب”: “يعتقد أن أكثر من (600) بريطاني ذهبوا للقتال في سوريا والعراق، إلى جانب أكثر من (300) بلجيكي، وأكثر من (100) دنماركي”، مشيرا أن “الإجراءات الصارمة وحدها لا تكفي لردع هؤلاء، وينبغي بلورة استراتيجية شاملة في هذا الإطار، يجري التركيز فيها بشكل أكبر على دمج المتطرفين في المجتمع، وتقديم الدعم النفسي لهم”.
وشدد “رانستورب”، على ضرورة أن تكون الحكومات الغربية حذرة عند اتخاذ قرارات تتعلق باحتمال التدخل العسكري الغربي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ودراسة المخاطر التي قد تنجم عن ذلك، مشيرا إلى احتمال تركيز التنظيم على نقل نشاطاته إلى الغرب في حال التدخل الغربي”.
ويرى الخبير في مكافحة الإرهاب، والعنف السياسي من جامعة باث البريطانية، “رضوان صابر”، “أن الأسباب التي قد تدفع الشباب البريطاني إلى الانضمام لصفوف التنظيم، تتنوع من حب المغامرة إلى البطولة، ومن حب المديح إلى تحقيق أسباب شخصية مختلفة”، مضيفا: “البعض يرى أن التقدم الذي يحرزه التنظيم يجعله لاعبا مهما في العلاقات الدولية، وهناك من يرغب أن يكون جزءا من حركة قد تكتب التاريخ المعاصر”.
ووفق المعلومات الواردة من الشرطة البريطانية، فقد جرى توقيف (29) مواطنا في الفترة بين نيسان/أبريل – حزيران/يونيو الماضي بتهم تتراوح بين تمويل الإرهاب، والتخطيط لعمليات إرهابية، والانضمام لمعسكرات تدريب إرهابية.
وذكر تقرير صدر في نيسان/أبريل الماضي عن مركز مكافحة التطرف الدولي التابع لجامعة كينغز في لندن، أن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا يبلغ وسطيا حوالي (11) ألف مقاتل منهم (2800) مقاتلا قدموا من دول غربية.
وكان مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني قد رفض في نيسان/أبريل الماضي مقترحا بإسقاط الجنسية عن المتورطين بعمليات إرهابية في الشرق الأوسط، معتبرا ذلك “مقاربة ينتهجها الحكام المستبدين، والطغاة”.
قطر تنفي تمويل “داعش”… وبغداد تبرئها من التدخل
الدوحة، بغداد ــ عثمان المختار
كرّر وزير الخارجية القطري، خالد العطية، موقف بلاده الرافض لأفكار الجماعات المتطرّفة، وذلك في مقال له، نشره موقع “هافينغتون بوست.أف أر” الفرنسي. وأضاف أن “بلاده لم تدعم الجماعات المتطرفة، بأي شكل من الأشكال، ولا تموّل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أو أي مجموعة متطرفة أخرى”.
وأكد العطية أن “رؤية الجماعات المتطرفة للمنطقة، لا تتفق مع رؤية دولة قطر، التي لن تدعمها بأي حال من الأحوال”.
وطالب الوزير القطري، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا” التي نشرت مقتطفات من المقال، الحكومة العراقية بـ”العمل على توفير السلامة والأمن للمدنيين”. وتعهّد بـ”مواصلة دولة قطر تقديم المساعدات الإنسانية للشعب العراقي”. وحذّر من “أن قتل المدنيين الأبرياء والترحيل القسري لمئات الآلاف منهم، سيهدّد وجود العراق والسلام والأمن في المنطقة بأسرها”.
وفيما يتعلق بالوضع في سورية، أوضح “أن قطر تدعم المعارضة السورية، على غرار الكثير من الدول الأخرى في الشرق الأوسط والمجتمع الدولي، لكنها لا تموّل تنظيم “داعش”، أو أي مجموعات متطرفة أخرى”.
وشدّد على “حرص دولة قطر على بذل كل ما بوسعها لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة”. ودعا إلى “تحرّك جماعي لإنهاء العنف في العراق وسورية”.
واعتبر العطية، أن “التوصل إلى اتفاق عادل ودائم وسلمي من أجل مستقبل فلسطين، يشكل مسألة محورية من أجل السلام والاستقرار في المنطقة”. ولفت إلى “تصميم دولة قطر، على لعب دورها من خلال العمل على ضمان مستقبل، يسود فيه الاستقرار والأمن والازدهار في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم”.
وكرّر العطية، موقف بلاده الرسمي، إزّاء اتهامات وزير التنمية الألماني، جيرد مولر، الذي لمّح إلى “وجود تمويل قطري لداعش”، علماً أن ألمانيا، اعتذرت من قطر، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن شيفر، الذي أكد أنه “إذا كان هناك أي سوء تفاهم فنحن نأسف بشأنه”. ووصف قطر بأنها “شريك “ولاعب إقليمي مهم”.
تقرير استخباري عراقي
في السياق، كشف ضابط رفيع في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الثلاثاء، عن انتهاء فريق استخباري مكلّف من قبل خلية الأزمة الأمنية التي يشرف عليها رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، من إعداد تقرير خاص يؤكد “عدم وجود أدلة تدعم تصريحات المالكي حول تدخل قطر في الشؤون العراقية”.
وكان المالكي قد اتهم خلال مؤتمر صحافي في التاسع من مارس/آذار الماضي، عدداً من الدول الخليجية بالتدخل في شؤون بلاده، من بينها قطر والسعودية، مؤكداً أن”البلدين يشنان حرباً على العراق وسورية، بخلفيات طائفية”.
وأضاف الضابط الذي يشغل رتبة عميد في وزارة الداخلية، رفض الكشف عن اسمه، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “المالكي طالب قبل شهرين بإعداد تقرير مفصل، وجمع أدلة حول ما وصفه بالتدخل القطري في الشؤون العراقية”. وأوضح أن “اللجنة لم تسجل أي دليل مادي حول تلك الاتهامات، كما كان ينتظر المالكي، لتقديمها إلى منظمات وقوى غربية وإقليمية”.
وأشار التقرير بحسب الضابط، إلى أنه “لا وجود لأي مقاتلين من الجنسية القطرية في العراق، كما أن جميع المصادر التي تم اللقاء بها والمعتقلين بتهم الإرهاب، لم يقدموا روابط بين عمليات العنف، أو التظاهرات السابقة التي انطلقت في المدن السنية، وبين الدوحة”. ورجّح “عدم الإعلان عن التقرير بسبب سلبية نتائجه بالنسبة للمالكي”.
وفي السياق، قال القيادي في الحراك السني العراقي، أحمد الجبوري، لـ”العربي الجديد”، إن “المالكي سعى خلال الأشهر الماضية من خلال ضباط التحقيق، إلى انتزاع اعترافات من معتقلين عراقيين، يؤكدون فيها تلقيهم مساعدات من قطر والسعودية أيضاً”.
وأضاف الجبوري “لم يعد خافياً النفس الطائفي للمالكي تجاه دول الخليج، وسكوته عن التدخل الإيراني ودعمه للنظام السوري، ومنحه إقامة دائمة لمرموز المعارضة البحرينية”.
وأشار، إلى أن “على عكس الدوافع الطائفية التي ينطلق من خلالها المالكي في اتهاماته الشارع العراقي السني، تخلّي دول الخليج بشكل عام عنه في ظل اصطفاف طائفي واضح في المنطقة”. وأضاف أن “دول الخليج تتبنّى سياسة واحدة في دعم الأمن والاستقرار في البلاد دون تمييز بين الطوائف”.
الرقة أول محافظة تحت سيطرة داعش
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة بشكل شبه كامل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في عدة نقاط داخل المطار” مستمرة، بينما انسحبت “غالبية عناصر النظام باتجاه مزارع قريبة من المطار وإلى منطقة أثريا الواقعة على طريق السلمية – خناصر”.
ولفت المرصد إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية أفسح المجال أمام عناصر قوات النظام لإخلاء المطار تفادياً لاشتباكات. وقال “الدولة الإسلامية سحبت ليل أمس (السبت) حاجزها على الطريق الواصل بين مطار الطبقة العسكري آخر معاقل قوات النظام في محافظة الرقة، ومنطقة أثريا، في محاولة لإعطاء قوات النظام ممراً للانسحاب من المطار، وتجنب الاشتباكات العنيفة معه داخل مطار الطبقة”. وأضاف “هذه الخطة كانت تتبعها قوات النظام خلال الاشتباكات مع مقاتلي الكتائب في كثير من المناطق، بإعطائهم ممراً للانسحاب أثناء اقتحام منطقة ما، لتجنب الاشتباكات العنيفة مع المقاتلين”.
وبهذا التقدم الجديد لتنظيم الدولة، تصبح محافظة الرقة أول محافظة خارجة عن سيطرة النظام بالكامل، بعدما كانت أول مركز مدينة يخرج عن سيطرة النظام، قبل أن يدخلها تنظيم الدولة الإسلامية. وإلى جانب كونها المحافظة الوحيدة الخارجة عن سيطرة النظام، ستكون المحافظة الوحيدة الخالية من قوات المعارضة وكتائب الجيش الحر أيضاً، باستثناء “بعض القرى الواقعة في شمال غرب محافظة الرقة، والتي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي” بحسب ما يذكر المرصد السوري.
سوريا: “جيش الأمة”.. يضم 35 فصيلا
صبر درويش
يستعد مقاتلو المعارضة السورية في عموم البلاد، خلال الساعات القليلة المقبلة، للإعلان عن إطلاق تشكيل عسكري جديد تحت اسم “جيش الامة” في الغوطة الشرقية وعموم سوريا، يضم اغلب التشكيلات العسكرية الكبرى كجيش الاسلام، والاتحاد الاسلامي لأجناد الشام، وفيلق الرحمن، والعشرات من التشكيلات العسكرية الأخرى.
وبحسب أحد الناشطين في الغوطة الشرقية “فإنه اجتمع اليوم (الثلاثاء) وبعد صلاة الصبح العديد من قادة التشكيلات العسكرية المعارضة واتفقوا على تعييين زهران علوش قائدا للقيادة المشتركة لجيش الأمة، وأبو محمد الفاتح قائد الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام نائباً له، والقيادة العسكرية للنقيب عبد الناصر شمير قائد فيلق الرحمن”.
ويأتي هذا الاجتماع لقادة كبرى الفصائل العسكرية المعارضة تلبية للدعوة التي كانت قد اطلقت بداية الشهر الحالي تحت اسم “واعتصموا” لتوحيد صفوف المقاتلين، والتي أطلقها عدد من “العلماء وطلاب العلم في سوريا” وذلك بهدف “توحيد الفصائل” العاملة على الاراضي السورية، والتي هدفت إلى “تشكيل مجلس لقيادة الثورة في سورية تحت مسمى مجلس قيادة الثورة السورية ليكون الجسم الموحد للثورة السورية”، بحسب ما يذكر بيان المبادرة.
وبحسب الناطق باسم مبادرة “واعتصموا”، عبد المنعم زين الدين، فإن “المجلس هو عبارة عن إعادة هيكلية لقيادة الثورة عسكرياً وسياسياً وإدارياً، واسترداد مؤسسات الثورة، وعدم حرف بوصلتها”.
الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن، ابو حمزة الشامي، أكد لـ”المدن” أن التشكيل الجديد يضم أقوى التشكيلات العسكرية المعارضة في عموم البلاد، حيث انضم حتى الان اكثر من 35 تشكيلا عسكريا، و”خلال الساعات المقبلة سيتم الإعلان عن قيادة مشتركة موحدة في الغوطة الشرقية بقيادة زهران علوش والنائب أبو محمد الفاتح، وبمشاركة وعضوية كل من أحرار الشام وفيلق الرحمن وألوية الحبيب المصطفى”.
وحول الأسباب التي تقف خلف تشكيل هذه الجبهة والتوقيت الذي يلي خسارة جبهة المليحة قبل بضعة أيام، يقول أبو حمزة: “أتت هذه المبادرة لتحقق حلم كل مواطن سوري بالتوحد والخلاص من التشتت وإنهاء الصراع والتخلص من الاحتلال الأسدي وأعوانه”.
وخلال العام والنصف الماضيين كانت فصائل المعارضة المختلفة قد أعلنت عن العشرات من التجمعات والجبهات الجديدة، كتجمع جيش الاسلام، وتجمع الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام، وتجمع فيلق الرحمن، وتجمع الجبهة الاسلامية.. وغيرها العشرات، بينما على الأرض لم يلمس السوريون أي تغير إيجابي على الصعيد العسكري، بل على العكس، كانت قوى المعارضة خلال العام الفائت قد خسرت العديد من الجبهات التي كانت تسيطر عليها والتي كان آخرها جبهة المليحة شرقي العاصمة دمشق، هذا عدا عن خسارة قوات المعارضة لسيطرتها على مجمل مدن وبلدات القلمون الغربي شمال دمشق.
حول ذلك يقول أبو عدنان لـ”المدن”، وهو أحد الناشطين في الغوطة الشرقية: “الشعور بالامتعاض حيال الجيش الحر سببه نقص الغذاء والجوع الذي نتج عن الحصار من جهة، وغياب التوحد والتنسيق في ما بينها من جهة أخرى، ولكن هذا التوحد الذي ستشهده المنطقة كافٍ لفك الحصار او تامين مستلزمات المحاصرين على أقل تقدير”.
وبحسب شهود عيان، فإن الغوطة الشرقية تشهد حالة فرح عارمة بين المدنيين، بسبب توحد مقاتلي “الجيش الحر” وهو ما يعبر عن استمرار التفاف الحاضنة الشعبية حول مقاتلي المعارضة بحسب ما يقول الناشطون، على الرغم من الانتقادات الحادة التي وجهت إليهم بسبب عدم توحدهم سابقا وخسارتهم للعديد من الجبهات. ويبقى السؤال في هذا السياق، هل سيقدم “جيش الأمة” جديداً عما قدمه سابقاً “جيش الاسلام”؟ ام سيكون المدنيون امام حلقة جديدة من الخطب النارية، التي لا تغني ولا تسمن من جوع؟
انفجارات في بغداد.. وإيران تزود الأكراد بالأسلحة
قتل عشرة أشخاص الثلاثاء، في انفجار سيارة مفخخة عند تقاطع طرق شرق بغداد، في ساعة الذروة. وأدى الهجوم إلى وقوع 33 جريحاً في منطقة بغداد الجديدة، ذات الأغلبية الشيعية. وكانت المنطقة قد تعرضت الإثنين لاعتداء على مسجد شيعي، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا، وذكرت الشرطة أن انتحارياً فجر سترته الناسفة داخل المسجد وقت الصلاة. كما قتل الإثنين 11 شخصاً على الأقل، وأصيب 25 في انفجار سيارتين في منطقة العطيفية. وقالت الشرطة إن سيارتين ملغومتين فجرتا أيضا في مدينة كربلاء الشيعية الإثنين، مما أدى الى مقتل اربعة اشخاص واصابة 17. وذكرت الشرطة أن سيارتين ملغومتين استهدفتا أيضاً مدينة الحلة جنوبي بغداد، لكن لم تحدث خسائر بشرية. وتأتي هذه التفجيرات بعد تنفيذ هجوم على مسجد سني في محافظة ديالى شمالي بغداد يوم الجمعة قتل 68 شخصاً وأصاب العشرات.
وفي السياق، أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الثلاثاء، أن إيران زودت القوات الكردية بالأسلحة والذخيرة. وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في أربيل، عاصمة إقليم كردستان. وأوضح البارزاني أن الأكراد طلبوا أسلحة وأن إيران كانت أول دولة زودتهم بها. وكان ظريف قد زار الإثنين، مدينة النجف الشيعية، للاجتماع مع آية الله علي السيستاني، ورجال دين شيعة كبار آخرين. واجتمع ظريف مع مجموعة من الزعماء السياسيين السنة في بغداد لبحث تشكيل الحكومة الجديدة.
وكانت الولايات المتحدة قد أدانت الإثنين، الموجة الأخيرة من الاعتداءات في العراق، والتي نفذها بحسب وصفها “إرهابيون منحرفون”، وحضت واشنطن مجدداً البلد على التوحد ضد الجهاديين المتطرفين. واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن هذه الاعتداءات “تهدف إلى زرع الرعب والفوضى” بين السنة والشيعة العراقيين، وتكشف عن “انحراف تام لدى هؤلاء الإرهابيين”. وكررت الدعوة التي وجهت قبل أسابيع إلى القادة العراقيين من كل الطوائف كي “يرصوا الصفوف ضد الدولة الإسلامية”. وقالت “سنواصل دعمنا للجهود التي يبذلها العراق من أجل عزل ودحر الدولة الإسلامية”.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي الإثنين، إنه متفائل بشأن تشكيل حكومة جديدة مع “اتضاح الرؤية”. وقال العبادي إن محادثات تشكيل الحكومة كانت إيجابية وبناءة. وأعرب عن أمله في اتضاح الرؤية بشأن برنامج موحد للحكومة خلال اليومين المقبلين. وشدد العبادي الحرص على إعادة تأكيد سلطة بغداد، على دولته المتداعية، وأنه لن يتسامح مع الجماعات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الحكومة. وقال إن الحكومة لن تسمح بتشكيل جماعات مسلحة خارج سيطرة الدولة.
وكانت الأمم المتحدة قد أدانت الإثنين، الجرائم “المروعة واسعة الانتشار”، التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. ونددت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي، بالجرائم المروعة والخطيرة لحقوق الانسان التي ترتكبها الدولة الإسلامية. ونقلت بيلاي في بيان عن ناجين وشهود عيان، قولهم لمحققين تابعين للأمم المتحدة، إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل في العاشر من حزيران/يونيو ما يصل إلى 670 سجيناً من سجن بادوش في مدينة الموصل، بعد نقلهم بشاحنات إلى منطقة خالية، والبحث بينهم عمن ليسوا من السنة. وتابعت “جرائم القتل هذه المتعمدة والممنهجة للمدنيين بعد انتقائهم على أساس انتماءاتهم الدينية، قد ترقى إلى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية”.
الائتلاف يؤجل اجتماعاته مجدداً
عمر العبد الله
الائتلاف يؤجل اجتماعاته مجدداً الصباغ دفع بمرشحين أحدهما محسوب على الإخوان المسلمين ليدفع الجربا الى القبول بغسان هيتو رئيسا للحكومة
الإطاحة بالحكومة المؤقتة وتكليفها بتسيير الأعمال، وإقالة أعضاء كتلة هيئة الأركان في الائتلاف الوطني، واجتماع أوسلو بين معارضين ومؤيدين للأسد، وتمدد داعش، هي آخر مستجدات الوضع السوري. وتشهد الساحة السورية جموداً على صعيدها السياسي، وتقدماً عسكرياً على عدة محاور، لصالح فرقاء الصراع الدموي، الذي تعيشه البلاد منذ ثلاث سنوات ونصف.
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أجّل اجتماع هيئته العامة، المقرر عقده في 27 آب/أغسطس، حتى منتصف شهر أيلول/سبتمبر المقبل. وعلى جدول أعمال الإئتلاف ملفان أساسيان: اختيار رئيس جديد للحكومة السورية المؤقتة، وتعويض الفراغ الحاصل في كتلة الأركان لدى الائتلاف، بعدما قرر الأخير إقالة أعضاء الكتلة الخمسة عشر دفعة واحدة.
وقالت مصادر مطلعة لـ”المدن” إن تأجيل الاجتماع جاء على خلفية خلاف حاد نشب بين رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا من جهة، والأمين العام الأسبق مصطفى الصباغ، حول الشخصية التي ستكلف برئاسة الحكومة السورية المؤقتة. وأكدت المصادر أن الجربا دفع بنائب رئيس الحكومة المؤقتة إياد قدسي، في مواجهة كل من غسان هيتو الذي كلفه الائتلاف سابقاً بتشكيل أول حكومة مؤقتة لم تر النور من جهة، والرئيس الحالي لمجلس محافظة حلب المحسوب على جماعة الأخوان المسلمين عبد الرحمن ددم من جهة أخرى. ومعلوم ان هيتو وددم مدعومان من كتلة الصباغ. وقالت المصادر إن “الصباغ دفع بمرشحين أحدهما محسوب على الإخوان المسلمين، عبد الرحمن ددم، ليدفع الجربا إلى القبول بغسان هيتو رئيساً للحكومة من جديد”. وألمحت هذه المصادر إلى احتمال انفراط عقد التحالف الذي أوصل هادي البحرة إلى رئاسة الائتلاف، وأطاح بحكومة طعمة.
من جانبه نفى عضو الائتلاف الوطني ورئيس الكتلة الديموقراطية فايز سارة، صحة الأنباء التي تتحدث عن خلافات داخل الائتلاف حول تسمية رئيس الحكومة المقبل. وقال سارة في حديث لـ”المدن”، إن تأجيل الاجتماع جاء بناء على طلب مجموعة من أعضاء الائتلاف، لتتمكن الهيئة السياسية من تقديم “مجموعة من الوثائق التي ستسهل اجتماع الهيئة العامة وعملها”. وقال سارة إن الهيئة العامة للائتلاف سيدة نفسها في اختيار رئيس جديد للحكومة المؤقتة. مضيفاً أن أحد أسباب التأجيل هو اختيار أعضاء جدد من قبل المجلس العسكري، لتمثيل هيئة الأركان العامة في الائتلاف الوطني.
وحول تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الإثنين، التي قال فيها أن سوريا جاهزة للتعاون مع المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب، وأن أي ضربات جوية يجب أن تكون بالتنسيق مع الحكومة السورية، تساء
ل سارة عن أية حكومة يتحدث المعلم؟ وقال إن العالم لم يعد يعترف بحكومة الأسد، ولا يقبل بها كشريك في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. وأكد سارة أن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، قالوا بشكل واضح وعلني أنهم لن يقبلوا بنظام الأسد كشريك في الحرب. ورأى سارة أن تصريحات المعلم لا يمكن اعتبارها إلا محاولة يائسة من النظام للعودة إلى المجتمع الدولي، من بوابة الحرب على الإرهاب “بعد كل الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين”.
على صعيد منفصل، وبدعوة من الحكومة النرويجية ومعهد بروكينغ للسلام، اجتمع عدد من الشخصيات السورية المعارضة والمؤيدة في العاصمة النرويجية أوسلو، للتباحث والتشاور حول إطلاق مبادرة تهدف إلى “الحفاظ على الدولة السورية وانهاء عذابات السوريين”. وذلك وفقاً لتصريح عضو مجلس الشعب السوري السابق محمد حبش، المشارك في أعمال المؤتمر مع عدد من المعارضين أبرزهم عارف دليلة وحسان الهاشمي.
أوباما أمر والسؤال هو: كيف يتم التحالف مع بشّار ؟
مهمات التجسس الأميركية بدأت فوق سوريا
نصر المجالي
خول الرئيس الاميركي باراك اوباما الطيران الحربي القيام بمهمات رقابة في الاجواء السورية لجمع معلومات استخبارية عن نشاطات تنظيم “الدولة الاسلامية”. وقال مسؤولون إن المهمات بدأت بالفعل، ولا يزال السؤال مطروحاً ما إذا سيتم التعاون مع نظام بشار الأسد أم لا؟
واعتبر مراقبون ان قرارالرئيس الأميركي قد يشكل مقدمة لشن الولايات المتحدة ضربات جوية داخل سوريا التي يسيطر تنظيم (داعش) على مساحات كبيرة من الاراضي، وذلك على غرار ما يقوم به الأميركيون في العراق.
وكانت الحكومة السورية اعلنت أمس الاثنين انها على استعداد للتعاون مع المجتمع الدولي لمحاربة “الدولة الاسلامية”، وما زالت الحكومات الغربية متمسكة بموقفها في الامتناع عن التعاون مع حكومة الرئيس بشار الأسد لمواجهة التهديد الاقليمي الذي يمثله تمدد تنظيم “الدولة الاسلامية.”
ولا تزال دول غربية تطالب الرئيس الأسد بالتخلي عن السلطة منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظامه قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، والتي يقدر ان اكثر من 191 الف شخص قد قتلوا فيها.
وقال مسؤولون اميركيون مساء الاثنين، إن الرئيس اوباما خول الطيران الاميركي بتسيير مهمات مراقبة باستخدام الطائرات المسيرة والعادية بما فيها طائرات التجسس (U2) .
نقلت وكالة اسوشييتيد برس في وقت لاحق عن مسؤول اميركي قوله إن هذه المهمات قد بدأت بالفعل.
يذكر ان الولايات المتحدة سبق لها ان سيرت مهمات من هذا النوع في الاجواء العراقية لتتبع تحركات تنظيم “الدولة الاسلامية” منذ عدة شهور، وبدأت بشن ضربات جوية على قوات التنظيم قبل اسبوعين.
واشنطن بدأت تزويد دمشق بمعلومات حول تنظيم “الدولة الاسلامية”
وبدأت الولايات المتحدة تزويد دمشق بمعلومات حول مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” على الاراضي السورية، عبر بغداد وموسكو، بحسب ما ذكر مصدر سوري مطلع على الملف.
وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن حصوله عن تحليق طائرات استطلاع “غير سورية” الاثنين فوق منطقة دير الزور في شرق سوريا وحصولها على معلومات عن مواقع التنظيم الجهادي المتطرف نقلتها الى دمشق، في وقت نفذ الطيران الحربي السوري الثلاثاء سلسلة غارات “مركزة ومكثفة” استهدفت مراكز لتنظيم “الدولة الاسلامية” في دير الزور.
وقال المصدر السوري رافضا الكشف عن هويته “بدأ التنسيق بين الولايات المتحدة ودمشق، وقد زودت الاولى الثانية بمعلومات عن الدولة الاسلامية عن طريق بغداد وموسكو”.
وقال عبد الرحمن لفرانس برس من جهته ان “طائرات استطلاع غير سورية حلقت الاثنين فوق دير الزور وسجلت معلومات حول مواقع الدولة الاسلامية نقلت الى الحكومة السورية عبر الحكومتين الروسية والعراقية”.
تردد أوباما
وكان الرئيس اوباما مترددا في التدخل عسكريا في سوريا، ولكن يبدو ان مسؤولين في وزارة الدفاع نجحوا في اقناعه بأن السبيل الوحيد الكفيل بالقضاء على التهديد الذي يمثله تنظيم “الدولة الاسلامية” يتمثل في مطاردته في الاراضي السورية.
وقال ناطق باسم الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الاميركية، إن وزارة الدفاع “تعكف على اعداد الخيارات المتوفرة لمواجهة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا باستخدام مختلف الادوات العسكرية بما فيها الضربات الجوية.”
وتشير التقارير إلى ان هذه الخيارات تشمل استهداف قادة التنظيم في مدينة الرقة السورية ومحيطها وكذلك قرب الحدود السورية العراقية.
وكان تنظيم “الدولة الاسلامية” قد نشر الاسبوع الماضي شريطا لإعدام الصحافي الأميركي المختطف جيمس فولي من جانب عناصر التنظيم. وهددت “الدولة الاسلامية” في الشريط باعدام مواطنين اميركيين آخرين تحتفظ بهم ردا على الضربات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي الاميركي في العراق.
وتبين لاحق ان القوات الخاصة الاميركية حاولت انقاذ الرهائن الاميركيين في وقت سابق من شهر يوليو (تموز) الماضي، ولكن العملية باءت بالفشل لعدم تمكن القوة المهاجمة من العثور عليهم.
لا تعاون
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤول في ادارة الرئيس اوباما قوله إن الولايات المتحدة لا تنوي التعاون مع حكومة الرئيس الأسد او احاطتها علما بمخططها مسبقا.
وقال المسؤول، وهو بن رودس نائب مستشارة الامن القومي، “في هذه الحالة، عدو عدوي ليس صديقي، إذ سيكون من شأن التحالف مع الأسد خلق عداء دائم مع سنة العراق وسوريا الذين نحتاج إلى عونهم لدحر تنظيم الدولة الاسلامية.”
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد قال الاثنين إن حكومته “مستعدة للتعاون والتنسيق على المستويين الاقليمي والدولي لمحاربة الارهاب.”
ولكن المعلم حذر من ان اي عمل عسكري قد يتخذه الاميركيون من جانب واحد ستعتبره دمشق انتهاكا للسيادة السورية وعملا عدوانيا.
الا ان الجيش السوري الحر المعارض الذي يحارب “الدولة الاسلامية” في مواقع عديدة في سوريا قال إن قادته الميدانيين على استعداد للتنسيق مع الاميركيين.
التحالف القبيح
وعلى صعيد التحالف مع نظام بشار الأسد في محاربة (داعش) علقت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية في مقال لديفيد بلير بعنوان “التحالف القبيح الذي سمح له بتقسيم سوريا”.
ويقول بلير إنه اذا قرر ديكتاتور عربي متقاعد ان يكتب دليلا بعنوان “كيف تصبح ديكتاتورا عربيا”، فإن أولى قواعده ستكون: عندما تكون في مأزق، اضرم نيران التطرف الاسلامي، حتى يبدو أعداؤك أسوأ منك.
ويضيف أن هذه القاعدة اثبتت نجاحا مع بشار الأسد الذي اضرم النيران في سوريا، والذي يوجه له الثناء حاليا بوصفه القادر على اخماد النار في سوريا.
ويقول بلير إن ظهور تنظيم الدولة الاسلامية اقنع شخصيات مثل لورد دانات القائد السابق للجيش البريطاني والسير كريستوفر مير، الذي كان سفير بريطانيا في واشنطن، أن بريطانيا يجب ان تتعاون مع الأسد لاخماد عدو مشترك.
ويرى بلير أن هذا الرأي يستند إلى اساءة فهم للحرب الاهلية في سوريا. ويقول إن قوة كل من تنظيم الدولة الاسلامية وبشار الأسد في واقع الامر زادت بصورة متوازية.
وفي الأخير، يرى الكاتب أنه عندما اعلن ابو بكر البغدادي دولته الاسلامية، لم يكن يقاتل ضد نظام الأسد، وكان تقدمه نتيجة لقتال الأسد ضد جماعات المعارضة المسلحة الاخرى.
وليد البني يدعو لأوسع جبهة سورية تحارب الدولة الإسلامية
بهية مارديني
أكد المعارض السوري وليد البني أهمية تشكيل أوسع جبهة سورية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، داعيًا لحل سياسي في سوريا، يخلص البلاد من الدكتاتورية والظلامية في آن واحد.
اسطنبول: قال المعارض السوري وليد البني لـ”إيلاف” إنه من المهم الآن سحب البساط من تحت التنظيم، عبر إعطاء أمل للشعب السوري بإمكانية الخلاص من الديكتاتورية، من دون الوقوع في براثن الجهل والإرهاب، عبر إعادة النظر بأساليب دعمهم للشعب السوري وثورته، واستخدام كل ما لديهم من نفوذ دولي لجلب النظام إلى حل سياسي ينهي خمسين عامًا من ديكتاتورية قاتلة وفاسدة، من خلال مرحلة انتقالية تحت رعاية وإشراف دوليين، يشارك فيها جميع السوريين بمختلف انتماءاتهم، تنتهي بإنتخابات حرة يشارك بها الجميع.
وأكد البني أن هذا ما سيساعد على توحيد السوريين ضد الوحش الآخر الذي يفتك بهم والمتمثل بداعش والتنظيمات المختلفة التابعة لتنظيم القاعدة. وقال: “الدول العربية والمجتمع الدولي تأخروا كثيرًا في تفكيرهم بملف محاربة هذا التنظيم”.
لأوسع جبهة سورية
ورأى البني أن أي تهاون في دعم وحدة سوريا و ديمقراطيتها يشكل تربة خصبة لنمو هذه التنظيمات الظلامية وامتدادها، “والمطلوب دعم توق السوريين للخلاص من الديكتاتورية والتنظيمات الظلامية معًا، عبر فكرة الحوار بين جميع الذين يريدون وحدة سوريا وسلامتها، بغض النظر عن انتماءاتهم ومواقفهم السياسية، سواء كانوا معارضة وطنية ديمقراطية أو حتى اشخاص وطنيين بعيدين عن المعارضة، أو استمروا في مؤسسات النظام ولم تتلوث أيديهم بدماء السوريين، وتشكيل أوسع جبهة سورية ممكنة للوقوف في وجه داعش والاستبداد معًا”.
وختم: “في حال وضعت خطة عربية مدعومة دوليًا لهذا الهدف، فإن آمال السوريين بمستقبل خال من الظلامية والاستبداد تصبح أكبر، والتخلص من الارهاب يصبح أسهل”.
اجتماع جدة
وكانت مدينة جدة شهدت اجتماعًا وزاريًا للدول العربية الخمس الأعضاء في مجموعة الاتصال الدولية، المعنية لبحث مجمل الأوضاع في المنطقة، علاوة على بحث تطورات الأوضاع في سوريا. وبحث الوزراء الأوضاع على الساحتين العربية والأوسطية، ونمو الفكر الإرهابي المتطرف والاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية، وانعكاساتها على دول المنطقة وتهديدها للأمن والسلم الدوليين.
واتسم الاجتماع بالتطابق في وجهات النظر حيال القضايا المطروحة، وضرورة العمل الجاد على التعامل مع هذه الأزمات والتحديات، على نحو يحفظ للدول العربية أمنها واستقرارها، في إطار المبادئ التي أنشئت من أجلها الجامعة العربية.
حل سياسي
واتفق الوزراء العرب على بلورة الرؤى وعرضها بعد استيفاء الدراسة منها على جامعة الدول العربية، لبحثها بشكل موسع مع الدول العربية الأعضاء.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل تدهور الوضع في منطقة المشرق العربي عمومًا، وتنامي التيارات المتطرفة، وتنظيم الدولة الاسلامية في كل من العراق وسوريا، ما يفرض، وفق رؤية عربية، أكثر من أي وقت مضى ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية يعيد الاستقرار إلى البلاد، ويسمح في الوقت نفسه بتحقيق طموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة، ويوفر الظروف المناسبة لمكافحة الإرهاب الذى بات ظاهرة تهدد الأمن الإقليمي.
«جمر تحت الرماد» في عرسال … و«العيون» على الجرود والقلمون
الرأي الكويتية
لم يكد أهالي عرسال يتنفّسون الصعداء بعد انتهاء المعارك بين الجيش اللبناني ومسلحي «داعش» و«جبهة النصرة» ودخول الإمدادات الإنسانية للعراسلة والنازحين، حتى عادت هذه البلدة البقاعية إلى دائرة الضوء مع المخاوف المتصاعدة من تداعيات ملف العسكريين ورجال الامن المخطوفين الذي دخل مرحلة من التعقيدات باتت تفرض دخول دول على خط التوسط فيه، وايضاً مع التقارير المتزايدة عن ظهور عناصر «الجبهة» و«داعش» في أحياء عرسال وشوارعها قادمين من الجرد الذي بقي أحد ممراته بوابة مفتوحة يستغلونها للدخول بسياراتهم ودراجاتهم النارية، من دون اغفال المخاطر المترتبة على الارتفاع المطرد في أعداد المسلحين السوريين المتمركزين في جرود البلدة ومنطقة القلمون المحاذية لها في إطار المعارك الدائرة بينهم وبين الجيش النظامي السوري ومقاتلي «حزب الله» في ريف دمشق وغيره.
وفيما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن الامن في لبنان «مضبوط وتحت السيطرة»، وأن «أولويته الان عرسال حيث الأزمة فيها لم تنته بعد»، واصفاً ما سجل من تحركات لبعض المسلحين بأنه «حادث محدود ولم يكن شيئاً كبيراً وهو جزء من أزمة لم تنته»، تناقلت وسائل الإعلام أخباراً عن دهم مسلحين لمنازل مواطنين عراسلة بـ «تهمة» التعاون مع الجيش اللبناني، مشيرة إلى أن المسلحين لديهم لائحة من أبناء البلدة «المطلوبين لديهم» بسبب تعاونهم مع الجيش في ابان المعارك التي انفجرت في 2 اغسطس الجاري.
من جانبه، شدد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في اتصال مع «الراي» على أن كل ما يحكى عن إنتشار مسلح في عرسال «كذب»، واضعا الأخبار عن إنتشار مسلحين ومداهمات لبيوت مواطنين في إطار «الشائعات التي يبثها بعض الموالين لـ «حزب الله» في البلدة، فهم لا يريدون وقف إطلاق النار»، ومشددا على أن «الأمور في عرسال بألف خير، والجيش كان عاد إلى كل مراكزه داخل البلدة».
في موازاة ذلك، علمت «الراي» من مصادر في عرسال أن عناصر من «الجبهة» و»داعش» دخلوا البلدة في اليومين الماضييْن من ممر «تلة الحصن» الذي لم يحكم الجيش قبضته عليه ولم يظهروا بعتادهم، مشيرة إلى أن «هؤلاء ربما يكونوا مسلحين، لكن دون أن يشهروا ذلك».
وإزاء هذه التطورات، عاد الرعب ليدب في نفوس أهالي عرسال، حيث نبّهت المصادر إلى أن «العراسلة ليسوا متخوفين فحسب، بل متيقنين أن الأسوأ بإنتظارهم»، كاشفة أن «الميسورين من أهالي عرسال إتخذوا إحتيطات سريعة بالإبتعاد عن البلدة تحاشياً للمخاطر دون أن يعني ذلك نزوحهم عنها».
ووسط هذه الأجواء «الملبدة» بالقلق، يواظب الجيش اللبناني على إقامة الدوريات وتحصين مراكزه. النازحون السوريون عاد عدد كبير منهم أدراجه إلى دياره أو إلى بديل عنه داخل الأراضي السورية. وفي هذا المجال، لفتت المصادر إلى أن «مَن بقي منهم في عرسال يخفف من حركته إلى حدودها الدنيا، ويقتصر خروجه من مسكنه على مقتضيات الضرورة».
وبحسب هذه المصادر، يتنازع العراسلة شعور بين الحنق على النازحين السوريين جراء الإشتباكات التي وقعت، و«قناعتهم» بأن «هؤلاء مغلوب على أمرهم».
وفيما يستشعر العراسلة دنو الخطر، نقلت المصادر مناشدة أهالي البلدة للدولة اللبنانية حمايتهم من مكروه محتمل، وذلك عبر نشر قوة الطوارئ الدولية (اليونيفيل المنتشرة في الجنوب) على الحدود أو أقله نشر الجيش وتعزيزه لمنع دخول أي مسلح، مؤكدين ان رهانهم يبقى على الدولة والجيش ولا أحد سواهما، ومتوقعين تجدد المعارك بين لحظة وأخرى بـ «فتيل» قضية العسكريين المخطوفين لدى «النصرة» و»داعش».
وتحدّثت المصادر نفسها عن معلومات غير مؤكدة حتى الساعة تفيد بأن اليوم ستنتهي المهلة التي أعطتها «النصرة» للدولة اللبنانية للإستجابة لمطالبها (كانت نقلتها اليها «هيئة العلماء المسلمين» قبل تعليق وساطتها) منذرة بأنه اذا لم يأت الجواب إيجابياً من الحكومة اللبنانية فهي ستسلّم العسكريين الذين تحتجزهم إلى «داعش».
ويُذكر ان وزير الداخلية، الذي التقى امس وفداً من اهالي المخطوفين الذين هدّدوا بخطوات تصعيدية «ما لم نلمس جدية في التحرك لإطلاق أبنائنا»، كان اكد «أن الجهد سيتواصل على كل المستويات لإطلاق سراح المخطوفين»، موضحاً أن التحرك مستمر «وهناك أكثر من خط مفتوح على هذا الصعيد، لكن لا يمكنني التوسع أكثر في التفاصيل، لأن الكتمان ضروري في هذه الظروف».
وفي موازاة ذلك، اعلن النائب محمد كبارة (من كتلة الرئيس سعد الحريري) أن «ما قاله قائد الجيش العماد جان قهوجي، كشف المؤامرة التي انتصر الجيش عليها في عرسال والتي كنا أول من حذّر منها»، مثنياً على «الحكمة التي تحلت بها المؤسسة العسكرية، إذ رفضت قصف بلدة عرسال وقتل المدنيين فيها»، معتبراً ان «حزب الله» يحلم بأن يقصف الجيش عرسال ويقتل أهلها مع ما قد يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية خطيرة على الجيش والوطن برمته». وطالب «بلجنة تحقيق لتحقق في المؤامرات التي كانت تهدف إلى إسقاط الوطن بكامله».
قيادي في «النصرة»: يمكن أن نلجأ للخيار العسكري لتحرير أسرانا في السجون اللبنانية
نقلت وكالة «الاناضول» عن قائد في «جبهة النصرة» ان «حزب الله يحضر لهجوم كبير على القلمون ولذلك يعرقل مفاوضات الافراج عن العسكريين اللبنانيين ويريد أخذهم بالقوة لكن ذلك سيعني موتهم». وحذّر القيادي في «النصرة» (التي تحتجز 15 عنصر امن و3 جنود لبنانيين اضافة الى 11 عسكرياً مخطوفين مع «داعش») من «اننا ندعو لتفاوض صادق حول العسكريين وإلا يمكن أن نلجأ الى الخيار العسكري لتحرير أسرانا في السجون اللبنانية».
ومعلوم ان «النصرة» كانت تقدمت بلائحة مطالب للإفراج عن المخطوفين حملتها الى الحكومة اللبنانية «هيئة العلماء المسلمين» (قبل تعليق وساطتها) وتتضمن مجموعة بنود يتعلق قسم منها بأمن النازحين في عرسال والمخيمات والجرحى في المستشفيات اضافة الى بند حول «المبادلة بآخرين» هم موقوفون في سجن رومية قيل انه لم يتم تحديد أسمائهم بانتظار موافقة بيروت على «المبدأ» فيما ذكرت معلومات ان بينهم مطلوبين خطرين متهمين بعمليات ارهابية وقعت في لبنان في العامين الاخيرين.
واشنطن تعيد رسم سياستها للقضاء على «داعش»
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
تظهر المؤشرات حول نية الولايات المتحدة شن غارات ضد مسلحي تنظيم “داعش” في سوريا، تحولا واضحا في سياسة واشنطن في ما يتعلق بالحروب الخارجية.
ويذكر أن قبل عام واحد كان الرئيس الاميركي باراك اوباما جاهزا لقصف سوريا، ولكنه تراجع في اللحظة الاخيرة أمام الراي العام والكونغرس المتردد. واليوم يعود الرئيس الاميركي ليخطو خطوة مماثلة ولكنه سيوجه الضربات هذه المرة الى تنظيم “داعش”.
واستدعى قتل الصحافي الاميركي جيمس فولي على يد مسلحي التنظيم والخشية من ان تتحول “الخلافة الاسلامية” التي اعلنها على مناطق سيطرته في العراق وسوريا الى ملاذ للارهاب، اعادة النظر في السياسة الاميركية التي قامت على فكرة ان الحروب في تراجع.
واثار التنظيم المتطرف ايضا جدلا واسعا حول الامن القومي الاميركي؛ وذلك قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.
ولم يخف أوباما نيته في عدم التورط في نزاعات جديدة في الشرق الأوسط بالرغم من العمليات العسكرية المحدودة ضد تنظيم القاعدة في ليبيا وباكستان. ولكن قطع رأس جيمس فولي شكل تحديا مباشرا لادارة اوباما، ومن غير الوارد ألا يبادر الى الرد، أقله لأسباب سياسية.
ولكن من جهة ثانية، فان محاولة الولايات المتحدة القضاء على تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، قد تفتح الطريق امام التزام اميركي مفتوح في الشرق الاوسط؛ وهو الأمر الذي طالما حاول اوباما ان يتجنبه.
وفعليا تعمل وزارة الدفاع الاميركية حاليا على وضع خيارات لتحرك اميركي ضد التنظيم المتطرف في معقله بسوريا.
من جانبه، اعلن مسؤول اميركي كبير ان الولايات المتحدة على وشك إرسال طائرات تجسس وطائرات بدون طيار فوق سوريا لرصد مقاتلي تنظيم “داعش” والتمهيد لشن ضربات جوية محتملة ضدهم.
وأوضح المسؤول، طالبا عدم كشف اسمه، ان الطائرات ستستخدم لتكوين صورة شاملة أوضح للتنظيم الذي سيطر مؤخرا على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية اول من كشف أمس (الاثنين) عن هذه المعلومات، موضحة ان هذه الطلعات الجوية المقررة سوف تبدأ “قريبا”.
وتشن الولايات المتحدة منذ الثامن من اغسطس (آب) حملة ضربات جوية محددة الاهداف على مواقع لـ”داعش” في العراق، مركزة القصف على محيط سد الموصل في شمال البلاد، بهدف وقف تقدم المقاتلين المتطرفين.
وترك مساعدو الرئيس باراك اوباما المجال مفتوحا أمام امكانية شن ضربات جوية في سوريا، لكنه ما زال يتوجب اتخاذ قرار بالتدخل جويا في سوريا، التي تشهد نزاعا مستمرا منذ حوالى ثلاث سنوات ونصف السنة بين النظام والمعارضة.
ودعا برلمانيون من الحزب الجمهوري يوم الاحد الماضي، الى عمل أميركي أكبر لهزيمة متشددي “داعش”، متهمين أوباما بانتهاج سياسات أخفقت في احباط تهديدات جديدة محتملة على الاراضي الاميركية.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست، ان أوباما يعتزم استشارة الكونغرس بشأن ما سيقرره لسوريا، لكنه لن يسعى بالضرورة الى موافقة الكونغرس.
تنظيم “الدولة الإسلامية” يعيد رسم سياسة واشنطن
واشنطن ـ تظهر المؤشرات حول نية الولايات المتحدة شن غارات ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، تحولاً واضحاً في سياسة واشنطن في ما يتعلق بالحروب الخارجية.
وقبل عام واحد، كان الرئيس الأميركي باراك أوباما جاهزاً لقصف سوريا، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة أمام الرأي العام والكونغرس المتردد. واليوم يعود الرئيس الأميركي ليخطو خطوة مماثلة، لكنه سيوجه الضربات هذه المرة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، “عدو” النظام السوري.
واستدعى قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد مقاتلي التنظيم، والخشية من أن تتحول “الخلافة الإسلامية” التي أعلنها على مناطق سيطرته في العراق وسوريا، إلى ملاذ للإرهاب، إعادة النظر في السياسة الأميركية التي قامت على فكرة أن الحروب في تراجع.
وأثار التنظيم المتطرف أيضاً جدلاً واسعاً حول الأمن القومي الأميركي، وذلك قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.
ولم يخف أوباما نيته في عدم التورط في نزاعات جديدة في الشرق الأوسط، على الرغم من العمليات العسكرية المحدودة ضد تنظيم “القاعدة” في ليبيا وباكستان. ولكن قطع رأس جيمس فولي، شكل تحدياً مباشراً لإدارة أوباما، ومن غير الوارد ألا يبادر إلى الرد، أقله لأسباب سياسية.
إلى ذلك، فإن احتمال نقل المقاتلين الأجانب الناشطين في صفوف “الدولة الإسلامية”، العمليات إلى الأراضي الأميركية بمجرد السفر إلى الولايات المتحدة، يضع الرئيس الأميركي أمام حرب جديدة لم يردها، ولكن عليه خوضها.
ولكن من جهة ثانية، فإن محاولة الولايات المتحدة القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، قد تفتح الطريق أمام التزام أميركي مفتوح في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي طالما حاول أوباما أن يتجنبه.
وفعلياً، تعمل وزارة الدفاع الأميركية حالياً على وضع خيارات لتحرك أميركي ضد التنظيم المتطرف في معقله في سوريا. وحاول أوباما جاهداً ألا يدخل في دوامة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، حتى أنه أمر العام الماضي، وفي اللحظة الأخيرة، بعدم شن غارات جوية باتت وشيكة، لضرب الترسانة الكيماوية السورية.
كما أنه عمد في العراق إلى تحديد هدفه من الغارات التي تشنها قواته ضد التنظيم المتطرف، وهو حماية الدبلوماسيين الأميركيين، ومنع حصول مجزرة تستهدف الأقليات، وخصوصاً الأيزيديين.
ولكن الوضع اليوم يختلف عما كان منذ عام، فمن السهل الترويج لتدخل أميركي في سوريا، إذ ألقى قتل فولي الضوء على التهديد المباشر الذي يطرحه المقاتلون المتطرفون على الأميركيين.
وعزز تصعيد لهجة مسؤولي الإدارة الأميركية التوقعات حول نية أوباما فتح جبهة سورية جديدة ضد التنظيم المتطرف الذي وصفه في وقت سابق بـ”السرطان”.
ووصف مساعد مستشار الامن القومي بن رودس إعدام فولي بـ”الهجوم الإرهابي”، محذراً من أنه “إذا لاحقتم الأميركيين، فإننا سنلاحقكم”.
أما وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، فاعتبر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يشكل تهديداً “يتخطى” كل المجموعات الإرهابية المعروفة حتى الآن. وبالنسبة لرئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، فإن القضاء على مقاتلي التنظيم يتطلب “مهاجمتهم في سوريا” وليس في العراق فقط.
من جهته، اعتبر مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أن التغير في الخطاب الأميركي يظهر “تحولاً” في استراتيجية الرد على المقاتلين المتطرفين. وقال “اعتقد أنهم تخطوا مراحل في طريقة التعامل مع الدولة الإسلامية”.
بدوره، قال رئيس لجنة الأمن الوطني في مجلس النواب مايكل مكول لمحطة “أي. بي. سي. نيوز” إن “الإدارة اعتمدت سياسة الإحتواء حتى هذه اللحظة”، مضيفاً: “علينا أن نوسع تلك الغارات الجوية كي يكون بمقدورنا هزمهم وإزالتهم تماماً”.
أما المتحدث باسم البيت الابيض جوش أرنست، فأكد أن أوباما “لم يتخذ بعد قراراً” بشأن توجيه ضربات جوية محتملة لمواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
ولكن حسين ابيش، العضو في فريق العمل الاميركي من أجل فلسطين، والباحث في السياسة الأميركية في الشرق الاوسط، فاعتبر أنه ليس لدى واشنطن خيارات كثيرة. وقال: “في الحقيقة، من الممكن القول إن الولايات المتحدة في حرب ضد الدولة الإسلامية. وستتصاعد، وليس هناك أي مخرج”.
إلى ذلك، عادة ما تركز الحملات الانتخابية على القضايا الداخلية، ولكن وبسبب الفوضى الخارجية، فمن المؤكد أن دور أميركا في العالم سيشكل إحدى القضايا المركزية في الحملة الانتخابية لاختيار خلف أوباما.
وقالت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون إن أوباما لم يأخذ بنصيحتها تسليح مقاتلي المعارضة المعتدلة في سوريا، وهي خطوة يقول المدافعون عنها إنها لكانت ساهمت في صد تقدم “الدولة الإسلامية”.
وفي مقابلة مع مجلة “اتلانتيك”، بدت كلينتون وكأنها تدعو إلى “إطار جامع” لسياسة الولايات المتحدة الخارجية، يقوم في قسم منه على محاربة التطرف في الشرق الأوسط في ما يشبه مكافحة الأميركيين للشيوعية.
وفي المقابل، قاوم أوباما خلال ولايته، المفاهيم والعقائد في السياسة الخارجية، وابتعد عن مفهوم “الحرب على الإرهاب” الذي أطلقه الرئيس السابق جورج بوش.
وكان السيناتور الجمهوري راند بول حذر في حزيران/يونيو الماضي، من أن تدخل الولايات المتحدة ساهم في إنشاء “أرض خصبة للجهاديين”.
ويلقي جمهوريون آخرون اللوم على “ضعف” أوباما إزاء الفوضى المنتشرة في الشرق الأوسط. ولكن لم يذهب أحد أبعد من محافظ تكساس ريك بيري الذي قال إن على واشنطن أن تكون جاهزة لإعادة إرسال قواتها إلى العراق لمقاتلة “الدولة الإسلامية”.
اشتداد المعارك بريف حماة والنظام يقصف مقرات تنظيم الدولة
اشتدت المعارك بين المعارضة السورية المسلحة والجيش النظامي في ريف حماة، وخسر النظام عدداً من جنوده في ريفي حمص ودرعا، وذكرت وكالة الأنباء السورية اليوم أن سلاح الجو قصف مقرات ومخازن أسلحة لـتنظيم الدولة الإسلامية في شرقي محافظة دير الزور، وسقط عدد من المدنيين قتلى وجرحى جراء القصف وإلقاء براميل متفجرة على مناطق متفرقة في ريف كل من درعا وحلب ودمشق ودير الزور.
وذكرت شبكة سوريا مباشر أن كتائب المعارضة دمرت راجمة صواريخ على تل صفوح جنوب شرق مدينة محردة في ريف حماة الشمالي، كما قتل وجرح عدد من قوات النظام جراء قصف المعارضة بصواريخ غراد معاقل للجيش في بلدة سلحب بريف حماة، ونشبت اشتباكات بين الطرفين في محيط قرية بطيش جنوب بلدة حلفايا في ريف حماة الشمالي.
وفي ريف حمص، قتلت كتائب المعارضة عددا من قوات النظام في اشتباكات في محيط قرية أم شرشوح، ودارت صباح اليوم اشتباكات بين كتائب الثوار والجيش النظامي في الحي الشرقي من بلدة نوى بريف درعا، وذلك في وقت تسعى فيه المعارضة للسيطرة على مواقع جديدة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل جنديين اثنين.
صدُّ تقدم بعتمان
وذكر ناشطون أن الثوار صدوا تقدماً للقوات النظمية في قرية عتمان بريف درعا، مما أدى إلى وقوع قتلى من الجانبين، كما قنص مقاتلو المعارضة عددا من عناصر الجيش في حي المنشية وسط اشتباكات متقطعة بين الجانبين.
وأوردت سوريا مباشر أن كتائب المعارضة أسرت في بلدة نبل بريف حلب أحد قادة مليشيا الدفاع الوطني التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي، واستهدف الثوار مقرات للجيش وتجمعات لقواته في محيط قلعة حلب، فيما قصف النظام بالطيران مدينة إعزاز وبلدة الحاضر ومارع بريف حلب وحي مساكن هنانو شرقي مدينة حلب.
وفي ريف دمشق، قالت وكالة مسار برس إن اشتباكات وقعت في جرود فليطة بالقلمون بين كتائب المعارضة وعناصر من حزب الله اللبناني، وشن سلاح الجو غارات على حي جوبر بدمشق، وعلى مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن وسائل إعلام سورية حكومية أن طائرات حربية قصفت مقرات ومخازن أسلحة وذخيرة تابعة لتنظيم الدولة شرقي محافظة دير الزور، وقد أدى القصف لتدمير كل هذه المنشآت بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا). وجاء القصف بعد يوم من إبداء السلطات السورية استعدادها للتنسيق مع المجتمع الدولي لمواجهة ما أسمته خطر تنظيم الدولة.
سقوط مدنيين
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 15 مدنيا قتل اليوم، بينهم طفلتان وامرأة وأربعة تحت التعذيب، وأدت الغارات الجوية إلى سقوط قتلى وجرحى في قرى الخربة والحاجب والحرية في ريف حلب، كما قتل سبعة مدنيين، بينهم أطفال ونساء جراء سقوط صاروخ على قرية النجمة بريف حمص. وفي ريف درعا قتلت أم وطفلتاها نتيجة إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً على بساتين بلدة طفس.
كما ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على بلدات إنخل وعتمان وطيسيا والغارية في ريف درعا، مما أوقع عددا من الجرحى في صفوف المدنيين. وتعاني بلدة الغارية من أوضاع إنسانية سيئة، حيث لا يزال التيار الكهربائي والاتصالات والمياه والمحروقات منقطعة عنها، إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع، مع عدم توفر الكثير منها جراء القصف المتواصل والحصار الذي تفرضه القوات النظامية عليها منذ فترة طويلة.
أوباما يسمح لطائرات مراقبة بالتحليق فوق سوريا
واشنطن – ناديا البلبيسي
أفادت مراسلة قناة “العربية” في واشنطن بأن الرئيس باراك أوباما قد خول للبنتاغون السماح لطائرات مراقبة بالتحليق فوق سوريا.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أعلن في وقت سابق أن أوباما لم يتخذ بعد قراراً بشأن توجيه ضربات جوية محتملة لمواقع “داعش” في سوريا.
ويواجه أوباما ضغوطاً جمهورية لمواجهة “داعش” في سوريا، بينما تفضل القيادات الديمقراطية والرأي العام الحذر من جر الولايات المتحدة إلى جبهة جديدة كتلك التي فتحت في العراق من قبل. فإعدام الصحافي الأميركي جيمس فولي علي يد “داعش” وسيطرتها على مناطق واسعه في العراق وسوريا انعكس مطالبة من النواب الجمهوريين لدفع الرئيس أوباما لتوجيه ضربات عسكريه للتنظيم في سوريا.
ودعا جون ماكين الرئيس إلى تغيير استراتيجيته، بينما قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز إن هناك 2000 مقاتل في “داعش” يحملون جوازات سفر أجنبية ويشكلون تهديداً مباشراً لأمن الولايات المتحدة.
ويشارك الرئيس أوباما تردده معظم النواب في حزبه الديمقراطي، فتوسيع العمليات العسكرية لا يبدو أولوية لديهم أو لدى الرأي العام الأميركي.
رغم ذلك فقد أكد بن رودز أن الإدارة ستلاحق “داعش” طالما شكلت تهديداً، لكن البيت الأبيض لم يحدد استراتيجيته لتحقيق هذا. فهو ما زال يرى أن الوضع في سوريا مختلف عن العراق، و يخشى أن أي ضربة عسكرية ضد “داعش” قد تكون لها انعكاسات على الأرض لا تخدم المصالح الأميركية.
وعزز رئيس الأركان الجنرال مارتن دمبسي من هذا التوجه، حيث أكد أن “داعش” تشكل تهديداً إقليمياً حتى الآن وهي ليست في طور التخطيط لهجمات إرهابيه في أميركا.
ودعا الجنرال دميسي دول الجوار مثل السعودية والأردن وتركيا إلى تشكيل حلف لمواجهة “داعش”، فالإدارة ترى أن مفاتيح الحل تكمن في يد قادة المنطقة.
حتى الآن تبدو استراتيجية الرئيس أوباما هي احتواء تنظيم “داعش” في العراق ومنع تقدمه وخصوصاً في الأراضي الكردية، لكنها لم تقرر بعد توسيع العمليات العسكرية إلي سوريا وتصر على أنها لن تتعاون مع الرئيس الأسد بأي حال من الأحوال، فهي تراه السبب الأساسي وراء ظهور “داعش” وما آلت إليه الأمور في سوريا.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد عرض على واشطن استعداد النظام في دمشق المشاركة في الحرب الدولية والإقليمية على تنظيم “داعش”.
المعلم قال إن شنّ أيِ ضربات جوية على التنظيمات الإرهابية داخل سوريا سيعتبر عملاً عدوانياً إذا لم يتم التنسيق مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن توجيه ضربات لـ”داعش” وحده لن يحل مشكلة التنظيم.
هل تنسق واشنطن مع الأسد لمحاربة “داعش”؟
واشنطن – فرانس برس
تعهد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الثلاثاء، بملاحقة مقاتلي تنظيم “داعش” قتلة الصحافي الأميركي، جيمس فولي، مقراً أن القضاء على الجماعة المتشددة في العراق وسوريا لن يكون سهلا.
وقال أوباما، في مؤتمر للرابطة الأميركية لقدامى المحاربين: “أميركا لا تنسى. باعنا طويل. ونحن نتحلى بالصبر. والعدالة ستطبق”.
وشدد أوباما على أنه سيفعل كل ما هو ضروري لملاحقة من يؤذون الأميركيين، مضيفاً:” استئصال سرطان مثل الدولة الإسلامية لن يكون سهلا، ولن يكون سريعا”.
وفي سياق متصل، استبعد، اليوم الثلاثاء، البيت الأبيض الذي يدرس إمكانية توجيه ضربات جوية إلى تنظيم “داعش” في سوريا، أي تنسيق مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مكافحة هذا التنظيم المتطرف.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست: “ليس هناك أي مشروع لإقامة تنسيق مع نظام الأسد، في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد الإرهابي”.
وكان نظام دمشق أبدى استعداده للتعاون مع واشنطن، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة التنسيق معه قبل توجيه أي ضربة على أراضيه، وإلا فإنه سيعتبرها “عدوانا”.
وفي سياق متصل، ذكر مصدر سوري مطلع على الملف لوكالة “فرانس برس” أن الولايات المتحدة بدأت تزويد دمشق بمعلومات حول مواقع تنظيم “داعش” على الأراضي السورية، عبر بغداد وموسكو.
وقال المصدر السوري رافضا الكشف عن هويته “بدأ التنسيق بين الولايات المتحدة ودمشق، وقد زودت الأولى الثانية بمعلومات عن “داعش” عن طريق بغداد وموسكو”.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، قد أعلن عن تحليق طائرات استطلاع “غير سورية، أمس الاثنين، فوق منطقة دير الزور في شرق سوريا، وحصولها على معلومات عن مواقع “داعش” نقلتها إلى دمشق، في وقت نفذ الطيران الحربي السوري، الثلاثاء، سلسلة غارات “مركزة ومكثفة” استهدفت مراكز التنظيم في دير الزور.
وبدوره، قال عبدالرحمن، إن “طائرات استطلاع غير سورية حلقت الاثنين فوق دير الزور، وسجلت معلومات حول مواقع الدولة الإسلامية نقلت إلى الحكومة السورية عبر الحكومتين الروسية والعراقية”.
وفي سياق متصل، أكد مصدر إقليمي، أن “دولة غربية تزود الحكومة السورية بلوائح أهداف بمراكز داعش على الأراضي السورية”، مشيرا إلى أن ذلك بدأ في منتصف أغسطس قبل الغارات الجوية المكثفة على محافظة الرقة الواقعة بكاملها تحت سيطرة “داعش”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، اليوم الثلاثاء، أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت مقرات وأوكارا ومستودعات للأسلحة والذخيرة تابعة” لداعش شمال مدينة دير الزور، و”دمرتها بالكامل”، إضافة إلى “تجمعات لإرهابيي” التنظيم في مناطق أخرى شرق المدينة، و”قضت على أعداد كبيرة منهم”.
وأشار المرصد إلى أن الغارات “هي الأولى بهذا التركيز وهذه الكثافة في استهداف مواقع “داعش” منذ تفرد التنظيم بالسيطرة على أجزاء واسعة من المحافظة في يوليو”.
وقبل يونيو، كان كل من النظام و”داعش” يتجنب الآخر، إلا أن النظام السوري بدأ يستهدف التنظيم جوا بعد التطورات العراقية رغبة منه، بحسب ما يرى خبراء، في طرح نفسه كبديل وحيد في مواجهة الإرهاب، بينما يسعى تنظيم “داعش” إلى توسيع حدود “دولته” وتعزيز قوته فيها.
الأسد يستعين بـ”صقور الصحراء” للتصدي لثوار ريف حماة
حماة (سوريا) – يزن التيّم، زيد العمر
يتواصل تقدم الثوار وكتائب الجيش الحر على جبهات ريف حماة، كما تتوالى الضربات القاسية التي ألحقت بقوات النظام وعناصره الذي بات يشهد موجة كبيرة من التخبط بسبب استنفاد معظم قوته المتواجدة في حماة دون جدوى، خاصة بسبب موجات الغضب العارمة من مؤيديه في حماة.
فلجأ النظام للاستعانة بقوى أخرى قد تجدي في إيقاف تقدم الثوار الكبير نحو قراه الموالية ونحو أهم نقاطه المتمثلة في مطار حماة العسكري، فاستعان بخط الدفاع الثاني ألا وهو القوات الخاصة والفرق العسكرية المدربة تدريباً استثنائياً في المعسكرات الإيرانية التي تتدخل في الأوقات الحرجة كفرق مختصة برية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسد الفجوات ونقاط الضعف على جميع الجبهات في حماة بعد الخسائر التي ألمت به عقب معركة “بدر الشام” الكبرى التي أعلنها الجيش الحر مؤخراً.
وأفاد مركز حماة الإعلامي لـ”العربية.نت” بقدوم فرقة “صقور الصحراء” إلى مطار حماة العسكري عبر طائرات مدنية كانت تنقل العناصر ليلاً، وتتكون هذه الفرقة من 500 عنصر تم تدريبهم بشكل مكثف داخل المعسكرات الإيرانية، يقودهم شبيح كبير من آل جابر.
وتعتبر هذه القوات من نخبة العناصر المقاتلة في سوريا المؤيدة للقيادة السورية، ويقاتل في صفوفها عناصر ذات خبرات عسكرية وضباط وعناصر متقاعدة في الجيش ذوو باع طويل في التخطيط العسكري، ومتطوعون من شباب الدفاع الوطني، وفئات عمرية متوسطة ما بين 25 و40 عاماً، كما لديها إمكانات وأسلحة متوسطة ورشاشات دوشكة، ويؤازرها الجيش بالمدفعية عند اللزوم، لكنها مختصة في نصب الكمائن وتنفيذ المهمات الخاصة الصعبة، حيث إن تمويلها وعتادها وأسلحتها مستقلة عن الجيش وتنقل جرحاهم إلى قسم خاص بهم بالمشفى الوطني، ويعالجهم أطباء يرافقونهم بتنقلاتهم مختصين معهم، ولا يسمح لباقي الأطباء بالدخول عليهم داخل المشافي.
كما شاركت هذه الفرقة قبل قدومها بشكل فعال في كسب بريف اللاذقية وكانت تعتبر رأس حربة الهجوم وخط الدفاع، حيث ساهمت بشكل كبير في السيطرة على جبل المرصد 45 في تلك المنطقة، ونفذت أيضاً عددا من المهمات القتالية على الحدود العراقية الأردنية، وكان لها دور فعال في المعارك التي خاضتها هناك.
وأفاد ناشطو مركز حماة الإعلامي لـ”العربية.نت” بأن هذه الفرقة قد شاركت في المعارك الأخيرة التي جرت كنوع من الدعم المادي والمعنوي للجيش الذي بات محطماً بالخسائر المتلاحقة، وتعد مشاركة صقور الصحراء بمثابة دفع معنوي لقوات النظام والميليشيات التابعة له هناك، لما لها من سمعة لامعة لدى أفراد جيش النظام.
وأشار ناشطون لـ”العربية.نت” إلى أن أحد أفراد هذه المجموعة قد ذكر أن عدد المشاركين قارب الـ500 عنصر، وعقب مشاركتهم في المعارك الأخيرة تكبدوا خسائر كبيرة لزجهم في الصفوف الأمامية، ليصبح عددهم 300 عنصر عقب مقتل 200 منهم.
الفاتيكان تجاهل دعوات لقاء معارضة سوريا مع البابا
العربية.نت
كشف المعارض برهان غليون عن محاولات كثيرة للقاء مسؤولي الفاتيكان منذ كان رئيساً للمجلس الوطني، لكنهم “ما كانوا يريدون أن يعطونا أي اعتراف يعزز خطاب الثورة السورية الديمقراطي والإنساني”.
واتهم مسؤولي الفاتيكان على صفحته الشخصية في “فيسبوك” بأنهم “أغلقوا هم أيضاً الآفاق أمامها (الثورة السورية)، تماماً كما فعلت الدول الأخرى عندما منعت عنها الدعم السياسي الحقيقي والعسكري، وساعدوا النظام على محاصرتها، وكانت النتيجة دماراً للدولة والمجتمع كان المستفيد الوحيد منه الجماعات المتطرفة العدوة للأكثرية والأقلية معاً”.
وقال غليون: “لم نترك واسطة ممكنة منذ الأيام الأولى للمجلس الوطني، من وزير الخارجية الإيطالي الأسبق إلى وزراء عدة دول أخرى، إلى جمعية سانتي جديو القريبة من الفاتيكان، إلى رجال الدين العرب، لم نجربها لانتزاع صورة مع قداسة البابا وليس بالضرورة لقاء، لكن ذهب جهدنا عبثاً”.
وكتب الأستاذ المدرس في جامعة “سوريون” ذلك تعليقاً على خبر اعتبر فيه مبعوث البابا إلى سوريا ماريو زيناري أن انسداد الآفاق السياسية والمصالح المادية هي التي تدفع، أكثر من “المعتقدات الإيديولوجية”، الشبان السوريين إلى الانضمام لتنظيم “داعش”.
حيث قال زيناري في حديث لإذاعة الفاتيكان “إن هؤلاء الشباب المقاتلين الذين يغذون صفوف المتطرفين لا يفعلون ذلك عادة بدافع قناعة ايديولوجية لكن لأنهم يشعرون بالإحباط لعدم تقدم أفكار الديموقراطية والحرية ولجمود الوضع”.
وتساءل أول رئيس للمجلس الوطني السوري المعارض: “كم كان كلام مبعوث البابا لإذاعة الفاتيكان سيخدم السوريين، مسلمين ومسيحيين، لو أن الفاتيكان تحدث بهذه اللغة منذ سنتين أو ثلاثة، عندما كنا نستميت من أجل أن نظهر للعالم حقيقة مطالب السوريين، الديمقراطية، وكم كان سيساهم في قطع الطريق على النظام الذي اتخذ الأقليات الدينية متراساً يحارب من خلفه شعباً كاملاً، من دون أن يسأل عن حياة أحد أو مصيره، بصرف النظر عن أي مذهب أو دين. وكم كان مثل هذا الكلام الحق سيحد من نفوذ القوى المتطرفة التي تتخذ اليوم من تذرع النظام بحماية الأقليات ذريعة للانقضاض عليها أو التشكيك في ولائها الوطني ووفائها”.
وكشف غليون: “عبثا حاولنا أن نقنع مسؤول العلاقات الدولية الذي استقبلنا في الفاتيكان بالطبيعة السياسية الديمقراطية للثورة وانعدام أي احتمالات عدائية للأقليات. ولم تلق دعواتنا للقاء مع قداسة بابا الفاتيكان أي رد”.
وأضاف بأن رجال الدين هناك يعتقدون هم أيضاً أن موقفهم هذا هو أفضل خدمة للطوائف المسيحية في مواجهة خطر صعود نفوذ الأكثرية الاجتماعية التي هي بالضرورة أكثرية إسلامية. وكل ذلك هو النتيجة المؤلمة للخوف من الإسلام الذي تغذى من خلط الأوراق، ومن المطابقة بين حركات الاحتجاج والتمرد والصراع الاجتماعية والسياسية والعقيدة الدينية.
سوريا.. قصف مواقع لـ”الدولة الإسلامية”
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
نفذ الطيران الحربي السوري غارات عديدة منذ صباح الثلاثاء على مواقع وحواجز تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة دير الزور في شرق سوريا، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الطيران السوري استهدف تجمعات ومراكز لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن الغارات “هي الأولى بهذا التركيز وهذه الكثافة في استهداف مواقع الدولة الإسلامية” منذ تفرد التنظيم المتطرف بالسيطرة على أجزاء واسعة من المحافظة في يوليو.
وقال عبد الرحمن “نفذ الطيران الحربي السوري منذ الصباح 12 غارة استهدفت حواجز ومقارا لتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق مختلفة من محافظة دير الزور”.
وأوضح أن الغارات توحي “بوجود بنك أهداف محدد مسبقا”، مشيرا إلى أن بين الأهداف “مواقع داخل مدينة دير الزور ومعسكر تدريب للتنظيم في قرية الشميطية في ريف دير الزور الغربي”.
وتسببت الغارات بمقتل سبعة مدنيين، بالإضافة إلى عدد لم يحدد من مقاتلي “الدولة الإسلامية”.
وذكرت سانا أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت مقرات وأوكارا ومستودعات للأسلحة والذخيرة تابعة لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي شمال مدينة دير الزور، ودمرتها بالكامل”.
وأضافت أن الجيش استهدف أيضا “تجمعات لإرهابيي” التنظيم في مناطق أخرى شرق المدينة و”قضت على أعداد كبيرة منهم”.
ويتقاسم التنظيم السيطرة على مدينة دير الزور مع القوات النظامية السورية. وضمن المحافظة، لا تزال قوات النظام موجودة في مطار دير الزور العسكري وبعض القرى المحيطة به. وتمكن مقاتلو التنظيم من طرد عناصر الكتائب المقاتلة من دير الزور في منتصف يوليو بعد هجومه في العراق وتوسعه في مناطق أخرى من شمال سوريا.
وأعلنت دمشق، الاثنين، استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي بما فيه واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أنها اعتبرت أن أي ضربة عسكرية لتنظيمات متطرفة على أرضها ستعتبر “عدوانا” إذا حصلت من دون تنسيق مسبق مع الحكومة السورية.
اشتباكات عنيفة في الحولة
من جهة أخرى، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة على أطراف بلدة الحولة في حمص، الثلاثاء.
وقال ناشطون إن اشتباكات اندلعت على جبهتي السمعليل و تلدو في محيط بلدة الحولة، فيما دارت معارك مع ميليشات موالية للحكومة تقطن في قرية الغور وسط قصف جوي.
وأشار معارضون سوريون إلى أنه قتل أكثر من خمسة عشر عسكريا من الجيش السوري، خلال معارك مع الجيش الحر في منطقة مزارع الطباخ، الواقعة بين بلدتي دير العصافير والمليحة في الغوطة الشرقية.
وفي السياق نفسه، تصدت فصائل المعارضة لهجوم شنه الجيش السوري على بلدتي زبدين ودير العصافير. وكانت المعارضة قد سيطرت على حواجز جديدة في منطقة الزبداني بغوطة دمشق، كان آخرها حاجز الشلاح في المدينة.
كما نفذ الطيران الحربي غارات على مدينة إعزاز وبلدة الحاضر، وعلى الطريق الواصل بين بلدة مارع وقرية حوار النهر في حلب.
أميركا: لن ننسق مع الأسد ضد تنظيم الدولة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
رفضت واشنطن أي تنسيق مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينشط في أجزاء كبيرة من سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست الثلاثاء: “ليس هناك أي مشروع تنسيق مع نظام الأسد في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد الإرهابي”.
وأوضح إيرنست أن الرئيس الأميركي باراك أوباما “لم يتخذ أي قرار بشأن احتمال القيام بضربات في سوريا”، علما بأن مصادر أميركية قالت في وقت سابق إن واشنطن تدرس إمكانية توجيه ضربات جوية إلى التنظيم في سوريا مثلما فعلت في العراق.
أوباما يتعهد بملاحقة قتلة فولي
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تعهد الرئيس الأمبركي باراك أوباما، الثلاثاء، بملاحقة قتلة الصحفي الأمبركي جيمس فولي وقال إن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لن يكون سهلا.
ونقلت رويترز عن أوباما قوله بمؤتمر للرابطة الأميركية لقدامي المحاربين في تشارلوت في نورث كارولاينا “أميركا لا تنسى .. باعنا طويل.. ونحن نتحلى بالصبر .. والعدالة ستطبق.”
وقال الرئيس الأميركي إنه سيفعل كل ما هو ضروري لملاحقة من يؤذون الأميركيين.
وأضاف “استئصال سرطان مثل الدولة الإسلامية… لن يكون سهلا ولن يكون سريعا.”
هل يساعد الأسد أوباما؟ واحد من خمسة أسئلة عن الحرب مع “داعش”
أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)– داعش، أو ما تعرف “بالدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، أصبحت وجهاً جديداً للإرهاب الدولي في نظر الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
والآن يتم التركيز في أمريكا والخارج على ما يمكن أن يقوم به الرئيس باراك أوباما وباقي القادة بخصوصها، وهذه أسئلة رئيسية في القضية.
1- من قتل جيمس فولي؟
السفير البريطاني في الولايات المتحدة بيتر ويستماكوت، قال لـ CNN، بأنهم أصبحوا قريبين جدا من تحديد عنصر داعش الذي قطع رأس فولي، الصحفي الأمريكي الذي قبضوا عليه في سوريا عام 2012.
هو لم يستطع أن يفصل أكثر بشأن هوية القاتل، الذي ظهر في تسجيل فيديو وهو يقطع رأس فولي الأسبوع الماضي، ونشر التسجيل على موقع “يوتيوب”. وقال “نحن نعول كثيراً على البحث.” مشيراً إلى التقنيات المتطورة المستخدمة في تحليل صوت الرجل.
في الفيديو يظهر فولي، البالغ من العمر 40 عاماً، يجثو على ركبتيه بجانب رجل يرتدي ملابس سوداء، ويتحدث بلهجة قال عنها الخبراء بأنها لهجة انجليزية واضحة.
خبراء اللغويات يقولون بأن ذلك يستند إلى صوته، فالصوت يبدو لرجل دون الثلاثين من العمر، ويبدو من الشباب المتعلمين في بريطانيا، وربما من جنوب إنجلترا أو لندن.
2 – هل ستوسع الولايات المتحدة غاراتها على “داعش” وتستهدفهم في سوريا؟
يتزايد الضغط على الرئيس باراك أوباما لملاحقة “داعش” في كل من العراق وسوريا، وتجاهل وجود حدود بين الدولتين.
وزير الدفاع تشاك هاغل، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، كلاهما قالا الأسبوع الماضي بأن الحملة على “داعش” في سوريا هي الطريق الوحيدة لهزيمة هذا التنظيم السني الجهادي.
ويوم الأحد، أطلق الجمهوريون نداءات عدة لتقوم الولايات المتحدة بذلك تحديداً.
وبالنسبة لأوباما، الخطوة تعمل عكس قراره السابق برفض التدخل العسكري في سوريا بالرغم من الضغوطات من مستشاريه، بمن فيهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. ويقول محلل CNN لشؤون الأمن القومي، بيتر بيرغن، بأنه سيكون من الصعب هزيمة “داعش” بدون قوات برية، وهو الشيء الذي يعارضه أوباما بوضوح.
ويقول بيرغن بأن “أكثر المقاتلين فاعلية في سوريا الآن هي القاعدة، أو جماعات منشقة عنها، أو جماعات مثل حزب الله المدعوم من إيران.” وعليه بحسب بيرغن “إذا تدخلنا، ربما تساعد إيران وحزب الله في سوريا، وبالتالي نظام الرئيس السوري بشار الأسد.”
أوباما أرسل بالفعل مستشارين عسكريين إلى العراق، وأطلق غارات جوية لحمايتهم، وحماية الأقليات من بطش مقاتلي داعش التي تتمدد في شمال البلاد، ويقول المسؤولون في البنتاغون بأنهم يأخذون بعين الاعتبار خيارات توسيع الغارات الجوية لتشمل سوريا، ولكن القرار لم يتخذ بعد.
البيت الأبيض قال على لسان المتحدث باسمه الأسبوع الماضي، بأن أوباما سيتشاور مع الكونغرس قبل أن يتخذ خطوة مماثلة، وسيبحث كذلك عن تشكيل تحالف يتضمن حلفاء من المنطقة، وكذلك دعم الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي بحسب ما أوضح المسؤولون.
3 – هل سيساعد النظام السوري الذي يعارضه أوباما في محاربة “داعش”؟
أوباما يريد أن يكون الأسد خارج السلطة، ولكن الرئيس السوري الآن منخرط في حرب مدنية في مواجهة قوات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، للقضاء على داعش.
وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال الإثنين بأن حكومته ستقبل دعم الولايات المتحدة والآخرين تحت مظلة الأمم المتحدة لمحاربة “الإرهابيين” وهي كلمة التي يطلقها لنظام على الجماعة التي تسمي نفسها الدولة الإسلامية، وتسعى لإقامة الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها السنة في الشرق الأوسط. وفي كل الأحوال حذر المعلم من أي عمل أحادي الجانب، أو غارات داخل الأراضي السورية بدون إذن مسبق قائلا “أي جهد لمكافحة الإرهاب يجب أن يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية.”
عرض الحكومة السورية المساعدة في الحرب على “داعش” يأتي بعد أن مكنت حكومة الأسد التنظيم من التمدد في سوريا، ومهاجمة قوات المعارضة التي تقاتل القوات الحكومية، ولكنها الآن أصبحت تحاصر أراض تحت سيطرة الحكومة.
قوات الأسد شنت مؤخراً غاراتها الخاصة على مواقع “داعش”، وهو ما يشبه الحرب بين عصابتين على المال، وهو في هذه الحالة حقول النفط التي تحتلها داعش، بحسب وصف فيدريك هوف الخبير بالشؤون السورية.
4 – هل سيهاجم “داعش” الغرب؟
بالنسبة للبعض في الولايات المتحدة، وخاصة منتقدي أوباما، فإن مهاجمة “داعش” للمصالح الأمريكية، وحتى الأراضي الأمريكية هي مسألة وقت، وليس إمكانية.
“داعش منظمة محلية قوية جداً، وربما هي أقوى منظمة إرهابية إقليمية،” بحسب ما وصفها رئيس المخابرات المركزية السابق ميشيل هايدن لـ CNN، الأحد، “ولكن لديها مطامع عالمية.. ولديها الأدوات.”
وليس واضحاً داخل مجتمع الاستخبارات ما إذا كان “داعش” بإمكانه الآن شن هجمات في الغرب ولكنه “عبر عن عزمه” على ذلك بحسب هايدن “ليس هناك طريقة أقوى في التعبير عن مسارهم المعتمد بين مجتمع الجهاديين، من النجاح في شن هجمات ضد الغرب.”
السيناتور ليندسي غراهام، أحد صقور الجمهوريين عن كارولاينا الجنوبية، قال لـ CNN الأحد، “حان الوقت الآن لافتراض الأسوأ بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، أكثر من محاولة فهمهم.”
5- هل يمكن وقف المال عن داعش؟
السطو على البنوك، الخطف، التهريب، بيع النفط في السوق السوداء، يشكل ذلك كله مصدر تمويل لداعش، وتمدد التنظيم بجميع الطرق.
يقول مسؤولون بأن الجماعة يمكنها الحصول على 3 ملايين دولار يوميا، عن طريق بيع النفط بسعر رخيص من حقول النفط التي تسيطر عليها في العراق، وكذلك سرقة الملايين من البنوك بما فيها البنك المركزي العراقي في الموصل.
الحلفاء الغربيون يمكنه تقليص دخل الجماعة عن طريق رفض دفع الفدية لمواطنيهم المختطفين، والضغط على دول المنطقة لمنع إرسال المواطنين الأثرياء بالأموال إلى داعش.
الولايات المتحدة تعمل مع دول المنطقة، بما فيها الكويت، وقطر، والسعودية، مثل هذا التمويل من القطاع الخاص، بحسب ما ذكرت المتحدة باسم الخارجية ماري هارف الأسبوع الماضي.
قطر أصبحت لاعبا دوليا له وزنه وتساؤلات حول تأثيرها على الجماعات المتشددة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— بعد أن تمكنت دولة قطر من الدخول كوسيط للإفراج عن الصحفي الأمريكي، بيتر كورتيس، الذي تم احتجازه لعامين في سوريا، برز دور وتأثير كبير للدوحة على الساحة الدولية وقدراتها على التفاوض والتوصل إلى تسويات مع الجماعات المتشددة.
هذا الدور الكبير لقطر، تلك الدولة الخليجية الصغيرة صاحبة الموارد الاقتصادية الضخمة، أثار تساؤلات عدد من المحللين والنقاد الذين ألقوا الضوء على سر هذا التأثير على الجماعات الإسلامية المتشددة في العالم، وليس هذا وحسب بل وصلت التساؤلات إلى دور الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الجانب.
وحول هذه التساؤلات والدافع وراء قيام قطر بمثل هذا الدور، قال وزير خارجيتها، خالد العطية إنها “بدافع الإنسانية.”
ويشار إلى أن قطر قامت بدور كبير في صفقة تبادل الرقيب بالجيش الأمريكي، بوي بيرغدال الذي احتجزته طالبان على مدى خمس سنوات مقابل الإفراج عن خمسة معتقلين للحركة في سجن خليج غوانتانامو.
تقارير: حرب بالوكالة في ليبيا.. مصر والسعودية والإمارات بكفة وقطر وتركيا بالأخرى
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—في الوقت الذي يبدو أن ليبيا على وشك الوقوع مرة أخرى في صراع دام على السلطة والنفوذ بعد ثلاثة سنوات على الإطاحة بالديكتاتور، معمر القذافي، إلا أن هناك تقارير تظهر أن ليبيا أصبحت ساحة للمنافسات الإقليمية، حيث أن مصر والسعودية والإمارات العربية المتحد بكفة، في حين أن قطر وتركيا في كفة أخرى.
صحيفة نيويورك تايمز نشرت الثلاثاء، تقريرا على لسان مسؤول أمريكي، بأن مصر والإمارات العربية المتحدة قامت سرا بشن غارات جوية على كتيبة مصراته الموالية للإسلاميين مرتين خلال الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي يصب بمصلحة كتيبة الزنتان المعادية للإسلاميين.
وبحسب هذه تقرير الصحيفة فإن هذه الغارات وقعت دون علم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي فاجئ واشنطن، وهو الأمر الذي نفته السلطات في مصر والإمارات.
الخارجية الأمريكية تعلم أن مصر والامارات نفذتا غارات جوية في ليبيا
واشنطن (رويترز) – أقرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء وللمرة الأولى بأنها على علم بضربات جوية نفذتها مصر والامارات في ليبيا في الأيام الأخيرة.
وقبل الآن كانت واشنطن تحجم عن الحديث عن ضلوع مصر والامارات في الضربات الجوية التي استهدفت فصائل إسلامية مسلحة في العاصمة طرابلس.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي للصحفيين “ندرك أن الإمارات ومصر نفذتا في الأيام الأخيرة ضربات جوية” في ليبيا.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)
أوباما يقول إن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية لن يكون سهلا
تشارلوت (نورث كارولاينا) (رويترز) – تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء بملاحقة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلة الصحفي الأمريكي جيمس فولي وقال إن القضاء على الجماعة المتشددة في العراق وسوريا لن يكون سهلا.
وقال في مؤتمر للرابطة الأمريكية لقدامي المحاربين في تشارلوت في نورث كارولاينا “أمريكا لا تنسى .. باعنا طويل.. ونحن نتحلى بالصبر .. والعدالة ستطبق.”
وقال أوباما الذي أمر بتوجيه ضربات جوية ضد الجماعة المتشددة في العراق وقد يوسعها لتشمل سوريا إنه سيفعل كل ما هو ضروري لملاحقة من يؤذون الأمريكيين.
وقال “استئصال سرطان مثل الدولة الإسلامية… لن يكون سهلا ولن يكون سريعا.”
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
مسؤول أمني بريطاني كبير: ارتفاع في الاعتقالات المتصلة بالوضع في سوريا
من مايكل هولدن
لندن (رويترز) – قال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك رولي يوم الثلاثاء إن عمليات الاعتقال المرتبطة بالقتال في سوريا ارتفعت بشكل كبير هذا العام مشيرا إلى احراز تقدم ملحوظ في تعقب البريطاني المشتبه به في قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي.
وقال رولي إن حكومته تكثف جهودها للتعامل مع القضايا الارهابية المرتبطة بسوريا مناشدا المسلمين البريطانيين لتقديم المساعدة في التعرف على “الاشخاص ذوي الميول الإرهابية”.
وقال رولي في بيان “بات الكثير من الأمور على المحك. لقد ازدادت بشكل كبير العمليات ذات الأولوية الكبرى وخصوصا تلك التي تستهدف المتورطين في التخطيط لهجمات أو من هم على وشك أن يصبحوا كذلك.”
وأظهر مقطع فيديو وزعته الدولة الإسلامية في الأسبوع الماضي قطع رأس فولي على يد رجل ملثم يتكلم الانجليزية بلكنة سكان لندن ما أثار موجة من الاقتراحات لسن قوانين جديدة صارمة تحكم مسألة التعامل مع المقاتلين الاسلاميين البريطانيين الذين يسافرون إلى العراق وسوريا للانضمام إلى الجهاديين هناك.
وأضاف رولي في بيان “لقد تأثر كل عاقل في هذه البلاد بقتل جيمس فولي بلا شفقة على يد إرهابيي الدولة الاسلامية وسلطت مسألة حمل القاتل على ما يبدو للجنسية البريطانية الاهتمام على التطرف في بريطانيا ناهيك عن الشرق الاوسط.”
وأضاف “يحرز المحققون تقدما ملحوظا ولكننا لن نعلق على هذا الموضوع باستمرار.”
وقال السفير البريطاني إلى الولايات المتحدة يوم الأحد إن أجهزة الأمن البريطانية تقترب من التعرف على قاتل فولي.
واقترحت وسائل الإعلام البريطانية عددا من الهويات المحتملة للمشتبه به على الرغم من أن مصادر من ضفتي الاطلسي قالت لرويترز إن احتمال تعرف الحكومة البريطانية على المشتبه به قريبا ضئيل.
كما أثار مقتل فولي جولة أخرى من محاسبة النفس في بريطانيا التي تخوض جدالات داخلية حول كيفية التعامل مع المقاتلين الاسلاميين على أراضيها منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين نفذ أربعة شبان بريطانيين هجمات انتحارية في لندن قتلت 52 شخصا في يوليو تموز عام 2005 كما زادت المخاوف قضية مقتل جندي بريطاني خارج الخدمة في العام الماضي في احد شوارع لندن على يد بريطانيين اعتنقا الإسلام.
وتقدر الحكومة البريطانية أن حوالي 500 بريطاني على الأقل سافروا إلى العراق وسوريا حيث استولت الدولة الاسلامية على أجزاء واسعة.
وحذرت بريطانيا مرارا من أن الذين سافروا يجسدون خطرا كبيرا لدى عودتهم.
وقال راولي إن الشرطة اعتقلت 69 شخصا هذا العالم بتهم إرهاب متعلقة بسوريا تتراوح بين جمع التبرعات والسفر إلى الخارج لتلقي تدريب يجعل منهم إرهابيين وهو ارتفاع يبلغ خمسة أمثال العدد الذي اعتقل بتهم مماثلة في العام الماضي.
وأضاف “إن تنامي خطر الافراد يمثل تحديا لعمل رجال الشرطة خصوصا أن نحو نصف المسافرين الى سوريا الذين يثيرون قلقنا لم يكونوا معروفين بأنهم يشكلون خطرا إرهابيا من قبل” مضيفا أن الزيادة الأكبر في تحقيقات الشرطة تتركز في لندن ووسط بريطانيا.
ومضى في القول “نناشد العامة وأفراد العائلة والاصدقاء في أن يساعدوا في التعرف على الاشخاص ذوي الميول الارهابية. قد يكونون على وشك السفر إلى الخارج أو عادوا لتوهم أو ربما يظهرون مؤشرات على تطرفهم.”
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي يوم السبت إن الحكومة تدرس سن قوانين جديدة لمحاولة منع البريطانيين من التوجه إلى الخارج للقتال في حين دعا عمدة لندن بوريس جونسون إلى اعتبار كل من سافر إلى سوريا والعراق من دون ابلاغ السلطات إرهابيين.
غير أن مؤسسة كيلم للأبحاث المناهضة للتطرف انتقدت ردود الفعل غير المحسوبة التي تدمج بين سن القوانين في الداخل والحرب في الخارج لمكافحة المواضيع الاسلامية في الوطن.
وقالت المؤسسة إن “لكل من القانون والحرب مجاله وزمنه. سبق لنا أن شهدنا تطبيق تسليم السجناء التعسفي إلى دول أخرى والاعتقال من دون محاكمة والتنميط ونزع الحق بالصمت عند معابر الدخول والخروج واحتلال بلدان محددة.”
وأضافت “لا يوجد نقص في بريطانيا في مثل هذه الإجراءات في أوقات الحرب لكن يبدو رغم ذلك أن مشكلة الارهاب على مستوى العالم تتفاقم.”
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
غارات جوية مكثفة على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” في شرق سوريا وواشنطن ترفض اي تنسيق مع دمشق
اف ب / جويل ساجيه
نفذ الطيران الحربي السوري غارات مكثفة الثلاثاء على مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” في شرق سوريا، في وقت اعلنت واشنطن رفضها لاي تنسيق عسكري مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد في اطار مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست الثلاثاء “ليس هناك اي مشروع لاقامة تنسيق مع نظام الاسد في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد الارهابي” في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية، واكد في الوقت نفسه ان اي قرار لم يتخذ في شأن شن غارات على سوريا، ولو ان مسؤولا اميركيا تحدث عن قرار بارسال طائرات استطلاع فوق الاراضي السورية.
وكان البيت الابيض يعلق على الموقف السوري الذي عبر عنه عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين داعيا الى انشاء “ائتلاف دولي” لمكافحة الارهاب “تكون دمشق مركزه”.
ميدانيا، نفذت طائرات النظام السوري غارات “هي الاولى بهذا التركيز وهذه الكثافة في استهداف مواقع الدولة الاسلامية” منذ تفرد التنظيم الجهادي المتطرف بالسيطرة على اجزاء واسعة من المحافظة في تموز/يوليو، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت مقرات واوكارا ومستودعات للاسلحة والذخيرة تابعة” لتنظيم “الدولة الاسلامية” و”دمرتها بالكامل”، بالاضافة الى “تجمعات لارهابيي” التنظيم و”قضت على أعداد كبيرة منهم”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان بين الاهداف “معسكر تدريب للتنظيم في قرية الشميطية في ريف دير الزور الغربي”.
وتسببت الغارات بمقتل سبعة مدنيين، بالاضافة الى عدد لم يحدد من مقاتلي “الدولة الاسلامية”.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “طائرات استطلاع غير سورية حلقت (امس) الاثنين فوق دير الزور وسجلت معلومات حول مواقع الدولة الاسلامية نقلت الى الحكومة السورية عبر الحكومتين الروسية والعراقية”.
وفي الاطار نفسه قال مصدر سوري مطلع على الملف رافضا الكشف عن هويته ان “تنسيقا بدأ بين الولايات المتحدة ودمشق، وقد زودت الاولى الثانية بمعلومات عن الدولة الاسلامية عن طريق بغداد وموسكو”، حليفي النظام.
وكان مسؤول اميركي كبير افاد وكالة فرانس برس الاثنين ان بلاده على وشك ارسال طائرات تجسس وطائرات من دون طيار فوق سوريا لرصد الجهاديين المتطرفين واعداد الارض لاحتمال شن ضربات جوية.
واعلنت دمشق الاثنين على لسان وزير خارجيتها استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي بما فيه واشنطن في مجال مكافحة الارهاب، الا انها اعتبرت ان اي ضربة عسكرية لتنظيمات متطرفة على ارضها ستعتبر “عدوانا” اذا حصلت من دون تنسيق مسبق مع الحكومة السورية.
وينتهج النظام السوري خطابا اكثر ثقة منذ استنفار المجتمع الدولي ازاء الخطر الذي يشكله تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يزرع الرعب في مناطق سيطرته في العراق وسوريا بسبب عمليات القتل والذبح والصلب والتنكيل العشوائية التي يقوم بها. ويذكر باستمرار بانه كان اول من حذر من خطر المجموعات الارهابية الموجودة في سوريا.
في سيدني، اعلن الثلاثاء انشاء وحدة للتحقيق والتدخل متخصصة بالتصدي للمرشحين للقتال الى جانب المنظمات الاسلامية المتطرفة في سوريا والعراق. وهذه الوحدة مخولة مراقبة واعتقال وملاحقة المرشحين للذهاب الى ساحات حرب في الشرق الاوسط، وخصص لها مبلغ 64 مليون دولار استرالي (45 مليون يورو).
ويقاتل مئات الاجانب الغربيين من اوروبا خصوصا في صفوف تنظيم “الدولة الاسلامية”، ويشتبه بان احدهم هو الذي نفذ عملية قطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي اخيرا، بحسب ما ظهر في شريط الفيديو الذي تم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي عن العملية.
وزادت هذه الجريمة من عزم المجتمع الدولي على مواجهة التنظيم المعروف باسم “داعش”.
في بريطانيا، دعت الشرطة المواطنين الثلاثاء الى الابلاغ عن اي “ارهابيين محتملين” بين افراد عائلاتهم او اصدقائهم او جيرانهم، بعدما اثار تحدث قاتل فولي بلكنة انكليزية واضحة (في شريط الفيديو المذكور) غضبا واسعا في البلاد.
كما تاتي هذه الدعوة وسط تزايد مخاوف الحكومة من عودة حاملي جوازات السفر البريطانية الذين يقاتلون في سوريا والعراق الى بريطانيا وشن هجمات على اراضيها.
في تقرير ميداني آخر، تتواصل المعارك في منطقة الزبداني في ريف دمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من كتائب معارضة بينها جبهة النصرة.
وبدأ مقاتلو المعارضة منذ ايام هجمات على مواقع للقوات النظامية في محيط مدينة الزبداني وتمكنوا من السيطرة على خمسة حواجز لقوات النظام.
وقتل الثلاثاء برصاص قنص داخل المدينة اربعة اشخاص.
بينما قتل في معارك الايام الماضية 13 مقاتلا معارضا وعشرون عنصرا من قوات النظام