أحداث الخميس 22 كانون الثاني 2015
موسكو تريد تجاوز «أخطاء» جنيف 2
موسكو، لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
خفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سقف التوقعات من «حوار موسكو» الأسبوع المقبل، قائلاً إنه يهدف إلى تجاوز أخطاء «جنيف -٢» بينها اعتبار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ممثلاً وحيداً للمعارضة، في وقت أعلن النظام السوري دعمه «منتدى موسكو» مقابل انتقاده لاستضافة القاهرة لاجتماع للمعارضة اليوم.
وقال لافروف أمس إن بلاده تسعى من خلال تنظيم الحوار إلى «تجاوز أخطاء» وقعت خلال التحضير لمفاوضات جنيف، أبرزها «تغييب وتجاهل أطراف كثيرة من المعارضة السورية وتوجيه الدعوة إلى طرف واحد مقره في إسطنبول»، في إشارة واضحة إلى «الائتلاف» المعارض، لافتاً إلى «خطأ ثان» أربك مسيرة جنيف، وجعلها عاجزة عن الخروج بنتائج عملية، تمثل بـ «تحويل الفعالية الى استعراض سياسي وإعلامي بدلاً من توجيه حوار معمق ومسؤول حول القضايا المطروحة».
من جهة أخرى، قال رئيس معهد الاستشراق فيتالي نعومكين الذي سيدير جلسات الحوار بين ٢٦ و٢٩ الجاري، إنه سيعتبره ناجحاً إذا عمل الجانبان السوريان، من النظام والمعارضة، سوياً واتفقا على الاجتماع ثانية.
ويبدأ في القاهرة اليوم اجتماع للمعارضة السورية دعا إليه «المجلس المصري للعلاقات الخارجية»، بهدف مساعدة هذه القوى لـ «التوافق حول رؤية ومشروع سياسيين وطنيين في شكل مستقل وبعيداً من أي ضغوط» خارجية، وفق نص الدعوة. ونقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله إن أهداف لقاء موسكو «محددة برسالة الدعوة التي وجهتها وزارة الخارجية الروسية إلى الأطراف المشاركة وهي توافق على عقد حوار سوري – سوري». لكنه انتقد لقاء القاهرة قائلاً: «لم نستشر لعقد مثل هذا اللقاء. وأي شيء لا نستشار به لا نقيم له وزناً ولا نأخذه في الاعتبار، وأي جهد يهدف إلى إفشال لقاء موسكو هو جهد لضرب إمكان التسوية السياسية».
وقالت مصادر ديبلوماسية بريطانية لـ «الحياة» أمس، إن اجتماعاً على مستوى كبار الموظفين لـ «النواة الصلبة» لمجموعة «أصدقاء سورية» سيعقد على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي- العربي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في لندن اليوم.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إنه «وثق» شن مقاتلات النظام ومروحياته ٢١١ غارة على مناطق مختلفة في البلاد خلال ٢٤ ساعة أسفرت عن مقتل وجرح ٤٠٠ شخص، كان بينهم «خمسين قتيلاً و13 جريحاً بقصف على بلدة تل رفعت بريف حلب» شمال البلاد، بعد مقتل 43 وجرح ١٥٠ بقصف على مناطق في ريف بلدة تل حميس جنوب شرق مدينة القامشلي في شمال شرقي البلاد أول من أمس.
وفي وسط البلاد، قال محافظ حمص طلال برازي أمس، إن سبعة أشخاص قتلوا و٣٠ أصيبوا بجروح في تفجير سيارة مفخخة في حي عكرمة العلوي الموالي للنظام السوري في حمص.
13 قتيلاً في قصف للنظام السوري في ريف حمص
بيروت – أ ف ب
قتل 13 شخصاً بينهم طفلان في قصف بالبراميل المتفجرة ألقتها طائرات مروحية تابعة للنظام السوري على منطقة الحولة في ريف حمص (وسط سورية)، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» اليوم (الخميس).
وقال المرصد في بريد إلكتروني «استشهد 13 شخصاً بينهم مواطنتان وطفلان، إثر قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أماكن في منطقة الحولة يوم أمس في ريف حمص». وأشار إلى أن الطيران المروحي قصف اليوم أيضاً ببرميلين متفجرين أماكن في منطقة أخرى من ريف حمص قريبة من قرية تل دهب شرقي الرستن. وشمل القصف بالبراميل المتفجرة اليوم قرية الفطيرة في جبل الزاوية في ريف أدلب (شمال غربي سورية).
وأحصى المرصد أكثر من مئتي غارة نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على مناطق عدة في سورية، بين ظهر الثلثاء وظهر الأربعاء الماضيين، تخللها إلقاء أكثر من 120 برميلاً متفجراً على مناطق في محافظات ريف دمشق وحمص وإدلب والحسكة (شمال شرقي)، ودرعا (جنوب) وحلب (شمال) واللاذقية (غرب) وحماة (وسط)، مشيراً إلى أن هذه الغارات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانين مدنياً.
وتسيطر قوات النظام السوري على الجزء الأكبر من محافظة حمص، باستثناء بعض المعاقل التي لا تزال تتواجد فيها فصائل المعارضة المسلحة، ومنها الحولة والرستن وتلبيسة وقرى اخرى صغيرة.
وقتل سبعة أشخاص وأصيب ثلاثون آخرون بجروح الاربعاء الماضي في انفجار سيارة مفخخة داخل حي عكرمة في مدينة حمص (الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام)، بحسب ما أفاد محافظ حمص طلال البرازي. بينما ذكر «المرصد السوري» أن عدد القتلى بلغ عشرة. واتهمت السلطات «إرهابيين» بتنفيذ العملية.
جنود فرنسيون سابقون يقاتلون مع «داعش»
باريس – أ ب
قال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ان عشرة جنود فرنسيين سابقين يقاتلون حالياً مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية والعراق، في اطار المئات من المتطرفين الفرنسيين الذين يعتقد انهم يشاركون في المعارك في المنطقة.
وأكد لودريان بذلك تقريراً لمحطة “أر اف أي” الفرنسية قال ان جنوداً سابقين انضموا الى مقاتلي “داعش”، لكنه اوضح ان “أمر نادر جداً”.
وكان الوزير يتحدث اليوم الأربعاء بعدما اعتمدت الحكومة الفرنسية اجراءات جديدة وخصصت مبالغ مالية لمكافحة الإرهاب، بعد سلسلة الاعتداءات الدامية التي تعرضت لها فرنسا قبل نحو اسبوعين.
وسبق للسلطات الفرنسية ان اعلنت ان نحو 1200 مواطن فرنسي او مقيم في فرنسا متورطون في القتال الى جانب المتطرفين في سورية والعراق.
السيستاني وبارزاني وسليماني وأوباما حرموا «داعش» من «الانتصار الكبير»
بغداد – غسان شربل
استوقفني ما سمعته من الرئيس العراقي فؤاد معصوم. قال إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قال له صراحة: «نحن نستطيع خلق المشاكل لإيران لكننا نريد الاتفاق معها». سمع معصوم كلاماً مشابهاً من وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
كنت أسأل عن المشهد العراقي الحالي حيث الطائرات الأميركية تُحلق في أجواء العراق في حين يلعب الجنرال الإيراني قاسم سليماني دوراً كبيراً على الأرض. وفي كلام بايدن ما يساعد السياسي والصحافي على تفسير الموقف الأميركي في العراق وكذلك في سورية، خصوصاً أن اللقاء عقد بعد شهور من الإطلالة المدوية لتنظيم «داعش».
لنترك «التانغو» الأميركي – الإيراني في العراق. كنت أحاول في مقابلاتي ولقاءاتي في بغداد أن أعرف هوية الرجال الذين حرموا «داعش» من «الانتصار الكبير». وفي ختام الزيارة اكتشفت أنهم أربعة.
الأول هو آية الله علي السيستاني. فقد كان لفتوى «الجهاد الكفائي» التي أصدرها دور حاسم في استنهاض قطاعات شيعية واسعة لحمل السلاح ما دام خطر «داعش» قائماً. ولا مبالغة في القول إن الميليشيات لعبت دوراً بارزاً في إبعاد خطر «داعش» عن بغداد بعد انهيار الجيش العراقي في الموصل ومناطق أخرى.
الشق الآخر من دور السيستاني تمثل في الدور الحاسم الذي لعبه في التغيير الحكومي. فقد كان مقتنعاً أن المعركة لا يمكن أن تُخاض في ظل رئاسة نوري المالكي بسبب اضطراب علاقاته بالمكونين السني والكردي وكذلك بالدول الغربية الأساسية. وتسمع في بغداد «أن إزاحة المالكي كانت مستحيلة لولا موقف السيستاني».
الرجل الثاني هو مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان. «لو تمكن داعش من اجتياح كردستان لوصل إلى الحدود مع إيران وألهب المنطقة برمتها وما كان لأي جيش أن يخرجه من هذه المنطقة الوعرة». تعامل بارزاني مع المسألة بوصفها معركة وجود. تولى شخصياً قيادة المعركة متنقلاً بين الجبهات. احتوى الهجوم الأول وحين تدفق السلاح قاد عمليات تحرير المناطق «الكردستانية» التي دخلها «داعش».
هاتفت بارزاني من بغداد سائلاً عن الأوضاع. قال: «نتابع معركتنا مع هؤلاء الوحوش المتخلفين. ما ارتكبوه يفوق الوصف وهو أكبر بكثير مما سمعه العالم. التضحيات كبيرة ومؤلمة لكننا لن نتردد في تقديم أي تضحية. هناك تراجع واضح في مواقعهم ومعنوياتهم والمعركة مفتوحة».
الرجل الثالث هو قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» وهو زائر دائم لبغداد وزائر قديم لكردستان. اعتبرت إيران إطلالة «داعش» تهديداً لأمنها القومي فتدفق السلاح الإيراني فوراً في اتجاه بغداد وأربيل ومن دون البحث في الثمن على حد ما أكد لـ»الحياة» رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. لم يكتف سليماني بإرسال السلاح. ذهب أبعد من ذلك. ظهر في البؤر الساخنة وتردد أنه كان يوجه العمليات العسكرية فضلاً عن دوره «في معالجة الحساسيات».
لم يكن السلاح الإيراني كافياً. وبدا أن أي تدخل إيراني بري أو جوي سيُشعل المنطقة التي تتلوى أصلاً على دوي النزاع السني – الشيعي. استجار العراقيون بـ»المحتل السابق». وهنا تدخل الرجل الرابع واسمه باراك أوباما فولد «التحالف الدولي». وما كان لهذا التحالف أن يولد لولا اتخاذ دول عربية وإسلامية موقفاً يعطي الأولوية لإنقاذ العراق والمنطقة من براثن «داعش».
أربعة رجال لعبوا دوراً بارزاً في إطلاق المواجهة الواسعة ضد «داعش». لكن المعركة لا تقتصر على الشق العسكري كما قال الرئيس معصوم لـ»الحياة». إنها تحتاج إلى حل سياسي. إلى مصالحة وطنية حقيقية وشراكة حقيقية في المؤسسات وإعادة بناء الجيش وأجهزة الأمن و»النظر إلى العراق بعيون عراقية». وقبل المغادرة يشعر الزائر أن مهمة العبادي «ليست سهلة على الإطلاق».
المعارضة السورية في القاهرة بدءاً من اليوم فرصة أخيرة لموقف موحّد قبل موسكو
موناليزا فريحة
تستضيف القاهرة من اليوم وحتى السبت اجتماعاً لشخصيات من المعارضة السورية من الداخل والخارج، في محاولة للتوصل الى رؤية مشتركة للتسوية السياسية تكون منافساً جدياً لرؤية النظام.
واللقاء الذي ينعقد قبل ايام من الاجتماع التشاوري الذي تنظمه موسكو بين 26 كانون الثاني و29 منه، دعا اليه المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو استنادا الى موقعه على الانترنت، منبر يمثل المجتمع المدني المصري. وقد دعا المجلس نحو 30 شخصية الى اللقاء.
ويشارك “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بوفد برئاسة نائب الرئيس هشام مروة يضم عضو الهيئة السياسية صلاح درويش وعضو الهيئة العامة قاسم الخطيب، مدرجاً اللقاء المرتقب مع “هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي” في إطار الحوار السوري – السوري الذي بدأه مع فصائل المعارضة السورية وتياراتها وشخصياتها. أما محور اللقاء فهو بالنسبة اليه مسودة وثيقة “المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سوريا” التي أقرها الاثنين وضمت 13 بنداً تحدد فيها “خريطة طريق للحل السياسي”.
وتنص الوثيقة على “استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة انطلاقاً مما انتهى إليه مؤتمر جنيف في شباط 2014 وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”، وأن هدف المفاوضات هو تنفيذ بيان جنيف1، بدءاً من تأليف هيئة حكم انتقالية كاملة للسلطات، بما فيها سلطات رئيس الجمهورية، وذلك لتغيير النظام السياسي بشكل جذري وشامل، بما في ذلك رأس النظام ورموزه وأجهزته الأمنية، وقيام نظام مدني تعددي”.
ولم تعلن “هيئة التنسيق” تشكيلة وفدها الى اللقاء، الا أن رئيس الهيئة حسن عبد العظيم يعتبر من أوائل الداعين الى عقد مؤتمر كهذا. وهو كان أعلن في القاهرة في كانون الاول الماضي عزم المعارضة السورية على عقد اجتماع في رعاية مصر وجامعة الدول العربية، وإن يكن اجتماع اليوم يعقد بلا رعاية لا من الجامعة ولا من الحكومة المصرية.
وفيما يبدو اللقاء مفتوحاً على كل الاحتمالات، بعد فشل اجتماع سابق للمعارضة في القاهرة أيضاً، فهو يعكس رغبة مصرية في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية. ففيما لا تبدو الظروف الراهنة مهيأة لحل كهذا، تحاول مصر توفير الظروف الملائمة للبحث في الحلول، بما فيها التوصل الى موقف موحد للمعارضة السورية.
وليس سقف التوقعات المصرية مرتفعاً في اي حال، وربما لهذا السبب لم تلتزم وزارة الخارجية رسمياً رعاية المؤتمر، وكلفت المهمة مؤسسة بحثية. لكن القاهرة التي لا ترى بديلاً من الحل السياسي في سوريا، تراهن على الوضع العسكري الضاغط والزحف القوي للجماعات الجهادية كعامل ضغط على المعارضة السورية للخروج برؤية موحدة الى حد ما يذهب بها المشاركون الى موسكو لمواجهة النظام. وهي تتحرك على خط الازمة السورية انطلاقاً من حرصها على وجوب الحفاظ على الدولة السورية، أو ما تبقى منها، آخذة في الاعتبار علاقاتها الاقليمية والتداعيات الامنية للحرب المستمرة منذ أربع سنوات.
مصادر مصرية تحرص على التأكيد أن اجتماع القاهرة ليس بديلاً من اجتماع موسكو، ولا منافساً له.وهي تصر على أنه يعقد على أراضيها بناء على رغبة المعارضة (في الداخل والخارج)، موضحة أن شخصيات معارضة، مثل حسن عبد العظيم والرئيس السابق للائتلاف هادي البحرة، كانت طالبت وزير الخارجية سامح شكري باستضافة اجتماع سوري-سوري، وهو وافق على ذلك شرط الا يكون برعاية رسمية. وتؤكد أن لا ورقة مصرية للاجتماع، وأن الحوار سوري-سوري وأنها لا تتدخل فيه.
القاهرة: استرداد المعارضة السورية من أنقرة؟
شخصيات من الخارج والداخل تبحث عن مرجعية موحدة للتفاوض مع دمشق
محمد بلوط
ليس هو الاجتماع الأول للمعارضة السورية في القاهرة اليوم وغداً، لكنه قد يشكل منعطفاً لحزمة رهانات للضيوف السوريين ولمضيفهم المصري، سواء في إحداث اختراق يخرج المعارضة السورية «الائتلافية» من الخلوة المستمرة منذ حوالى أربعة أعوام مع وصيّها التركي إلى مظلة عربية – مصرية، أو في فض معادلة التمثيل الحصري لسوريا، شعباً ومعارضة، على ما زعمه «أصدقاء سوريا»، وتشكيل هيئة بديلة عنه، بالتراضي.
ذلك أن الثلاثين مدعواً من أطياف المعارضة إلى يومي مجلس العلاقات الخارجية المصرية، يباشرون محاولة لإعادة ترتيب بيت المعارضة السورية، مع تغليب معادلة المعارضة الداخلية عموماً على معارضة الخارج، ومنح الأصوات خارج «الائتلاف» خصوصاً، المزيد من الحق في المشاركة بإدارة القرار المعارض.
ويأتي المجتمعون إلى القاهرة بصفتهم الشخصية، على غرار اجتماع موسكو نهاية كانون الثاني الحالي، وليس بصفتهم الحزبية، لتتفادى مصر اعترافها بالكيانات المعارضة في هذه المرحلة على الأقل. ويحضر اللقاء وجوه مختلفة من «الائتلاف» مثل أحمد الجربا، وهادي البحرة، وصلاح درويش، وقاسم الخطيب، بالإضافة إلى منى غانم وأنس جودة من «تيار بناء الدولة»، وهيثم مناع، وحسن عبد العظيم، وأحمد العسراوي، وصفوان عكاش عن «هيئة التنسيق الوطنية» وجهاد مقدسي ووليد البني وشخصيات أخرى مستقلة.
وتعرّض اللقاء قبل انعقاده، إلى تعديلات في مقاييس الحضور، التي كانت تمتد إلى 75 في نسخته الأولية، لترسو على 30. كما تغيّر من تشاوري إلى تحضيري، يلحق به اجتماع تصديقي على ما سيُوصي به، قد ينعقد في شهر أو شهرين مقبلين. كما تعرّض لإقصاء جماعة «الإخوان المسلمين» و «إعلان دمشق» من حضوره، بل وقصر الدعوات الموجهة على أسماء مرنة، واستبعاد وجوه يشتبه المصريون في ولائها المطلق للخصم التركي، عملت على تخريب كل محاولات توحيد المعارضة.
ويلخص مسؤول سوري معارض من القاهرة جدول الأعمال بنقطتين أساسيتين: صياغة ورقة عمل ورؤية مشتركة للمعارضة السورية، وتشكيل لجنة سياسية تمثل الأطياف الكاملة المشاركة في الاجتماع.
ولم تشهد المرحلة التي سبقت القاهرة تحضيرات عميقة للتوصل إلى رؤية مشتركة، بل إنها شهدت ازدحاماً في تقديم الأوراق ينمّ عن وجود خلافات جوهرية. إذ لم يتوقف «الائتلاف»، أولاً عن زعم أبوّته للاجتماع، كما كرّر رئيسه خالد خوجة إصراراً على التعلق بحصرية في التمثيل، لم تعُد مقبولة. كما تولّى تقديم ورقتين، الأولى من ست نقاط، ضاعفهما في ورقته الثانية، إنما كلتا الورقتين تدوران حول استعادة ورقته الأساسية المقدمة إلى مؤتمر «جنيف 2» في التاسع من شباط العام الماضي.
ويبدو أن «الائتلاف»، في ورقته، بعيد عن عام من الأحداث السورية «الثورية»، فهو لا يزال بعيداً عن حقيقة أن التهديد الحالي لسوريا وللدولة هو الإرهاب وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش». كما لا يزال بعيداً عن إدراك التحولات الدولية تجاه الدولة السورية، ودور الجيش السوري، والموقف من رئاسة بشار الأسد. ويدعو «الائتلاف» إلى تسلم فوري للسلطة، وعدالة انتقالية في الدقائق التي تلي تسلمه حقائب الحكم الانتقالي، وهيكلة للجيش في ذروة المواجهة مع «داعش» وغيره.
ويختلف «التنسيقيون» و «تيار بناء الدولة» مع «الائتلافيين» جوهرياً. فهؤلاء يدعون إلى مقاربة مرنة لهيئة الحكم الانتقالي، تضع أولاً التهديد الإرهابي للدولة ككيان، ولسوريا. وتدعو «هيئة التنسيق»، في أوراق مختلفة، إلى «خريطة طريق» للحل السياسي، موسعة أو ملخصة، أو في ورقة مبادئ، إلى مقاربة مرنة، تؤجل البحث بالرئاسة وغيرها، وإلى حل المسائل الأقل إشكالية، من الحريات إلى سن دستور جديد، فقوانين للأحزاب أو الإعلام أو الانتخابات.
والحال أن طموح المعارضين من غير «الائتلاف»، هو مواصلة تهميشه. كما أن اقتراح لجنة سياسية وانتخابها في اجتماع القاهرة، أو التوافق على أسمائها، يعدّ محور اللقاء، لأنه سيكرس مرجعية جديدة، تقاسم «الائتلاف» شرعيته الدولية، التي لا تزال ورقته الأخيرة، وتأتي به إلى عمل جماعي، وتخفف من تبعية المعارضة السورية لقطر وتركيا و «أصدقاء سوريا». والأرجح أن تباشر المعارضة السورية استخدامه على نطاق واسع، للدخول في عملية تفاوضية في جنيف، أو موسكو، أو أي طاولة للتفاوض. ويمثل هذا الرهان لبّ عملية القاهرة، ونقطة تقاطع بين المعارضة الداخلية ومصر.
ويلخص عنوان القاهرة معضلة المعارضة السورية برمتها منذ حوالى أربعة أعوام، من افتقادها إلى رؤية مشتركة، إلى تعدد مرجعياتها، داخلياً وخارجياً، فضلاً عن أنه لا توجد أي ضمانات أن يحترم «الائتلافيون»، أي اتفاق يجري التوصل إليه مع المعارضة الداخلية بكل أطيافها، وأن يكون وجودهم في القاهرة مجرد اغتنام فرصة لإخراجهم من عزلتهم، وإنقاذهم من انقساماتهم المتواصلة. وليس بعيداً انقلابهم الأول في «المجلس الوطني» على اتفاق على استراتيجية توصلوا إليها في القاهرة في كانون الأول العام 2011، تضمن تراجعاً جوهرياً آنذاك عن المطالبة بالتدخل الخارجي، وقيد العسكرة بشروط واقعية، لكنه لم يعمر أكثر من يوم واحد. كما أن اتفاق أحمد الجربا مع هيثم مناع وحسن عبد العظيم، في كانون الثاني من العام الماضي، لتقاسم وفد المعارضة في جنيف، نقضه «الائتلافيون»، استجابة لضغوط فرنسية وقطرية، لإبعاد معارضة الداخل عن أي مؤتمر دولي.
أما بالنسبة إلى المصريين، الذين يستضيفون اللقاء بمبادرة من «هيئة التنسيق» التي لم تتوقف عن طلبه منذ ثمانية أشهر، فيجدون فرصتهم المناسبة، لتكريس خروجهم النهائي من استراتيجية «أصدقاء سوريا»، التي لم يذهبوا بعيداً فيها، باستثناء مرحلة الرئيس محمد مرسي، ومباشرة مقاربة الملف السوري على ضوء المصالح المصرية والسورية في مواجهة الخطر التركي على وحدة الأراضي السورية، وانتزاع ورقة المعارضة السورية من أنقرة، في سياق الصراع المفتوح معها.
ومن السابق لأوانه معرفة إلى أين يمكن أن تتطور مبادرة مصرية متواضعة في الوقت الحالي، إلا أن المصريين قد يتحوّلون إلى لاعب مقبول من جميع الأطراف في سوريا إذا ما تقدموا في سياسة الانفتاح على الحكومة السورية، ووسعوا هامشهم السياسي إزاء السعودية التي تدعم اقتصاداً مصرياً بمليارات الدولارات. ويتوقف ذلك على الذهاب ابعد من رفض منح مقعد سوريا إلى «الائتلاف» في الجامعة العربية، وكبح جماح أمينها العام نبيل العربي. كما يتوقف على إعادة تفعيل العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، ورفعها إلى مستوى السفراء. كما سيكون عليهم أن يطوّروا سياسياً ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل يومين، من وصف الجماعات المقاتلة في سوريا بالميليشيات الإرهابية، وان لا حل تفاوضياً من دون الأسد.
ورغم أن اجتماعاً واحداً لا يكفي للقول بتحقيق المصريين مكاسب أم لا، خصوصاً أنه يجري بدعوة من مجلس العلاقات الخارجية وليس وزارة الخارجية، إلا أن الجهد الديبلوماسي المصري استطاع نقل مقر مفاوضات مهمة للمرة الأولى، من الأيدي القطرية والتركية إلى القاهرة. وهي المرة الأولى التي تجري فيها اجتماعات مهمة وأساسية في عاصمة محورية، لا يحضرها ويُشرف عليها البريطاني جون ويلكس، ولا الأميركي دانيال روبنشتاين، ولا الفرنسي فرانك جيليه، ولا مديرة مكتب وزير الخارجية القطري، أو مساعد وزير الخارجية التركي.
ومن دون اضمحلال «الائتلاف» السوري وحاجته إلى جرعة من المصداقية من «التنسيق» وأطياف المعارضة الأخرى، لم يكن لاجتماع القاهرة أن يرى النور، كما لم يكن له أن ينعقد لولا تقاطع سعودي – مصري في مسألة عزل «الإخوان» والأتراك، الذين يهيمنون على مؤسسات المعارضة الخارجية، من «المجلس الوطني» المحتضر إلى «الائتلاف» الممزق. إذ تبدو مشاركة أحمد الجربا وهادي البحرة، رجلا السعودية ورئيسا «الائتلاف» السابقان، ترجمة طبيعية لإفساح الرياض المجال لحليفها المصري في إعادة ترتيب أوراق المعارضة السورية، وتعويضاً عن غياب قيادة «الائتلاف» عن القاهرة بسبب رفضها توجيه دعوات لشخصيات «اخوانية» أو من «إعلان دمشق»، وهي فرصة تستفيد منها المعارضة الداخلية السورية في محاولتها لإعادة التمركز الجارية في قلب المشهد السياسي.
ويتوقف على جاذبية القاهرة عرضها السياسي، وتسهيلاتها الإدارية ودعمها المادي أيضاً، مصير محاولتها التي يمكن تلخيصها باسترداد المعارضة السورية من اسطمبول ونقلها إليها. لكن لا يمكن لـ «الائتلاف» الاستغناء بسرعة عما تقدمه اسطمبول إليه من تسهيلات كبيرة.
واشنطن تدعم دي ميستورا وموسكو تغير موقفها من بقاء الأسد ونظامه
لندن – «القدس العربي»: كعادته في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد ركز الرئيس باراك أوباما على الأوضاع الداخلية وإنجازاته على الصعيد الإقتصادي وأكد على ضرورة دعم الطبقة المتوسطة فيما يرى المراقبون أنها محاولة لرسم الخطوط العامة لإرث أوباما.
ففي خطابه الذي ألقاه ليلة الثلاثاء تحدث أوباما عن أمريكا قوية موحدة في محاولة منه لمناشدة الكونغرس المنقسم والذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وبالتالي فسيقوم هؤلاء بتحديد والموافقة على طبيعة الهموم والطموحات التي تحدث عنها أوباما في خطابه «لا نزال شعبا واحدا» كلام صحيح لكن هل سيرضى الجمهوريون بكل ما طرحه من قضايا تتعلق بالضريبة وخلق فرص عمل للطبقة المتوسطة.
وأكد أوباما نهاية الركود الاقتصادي وأن الولايات المتحدة خلقت فرص عمل لمواطنيها منذ عام 2012 أكثر مما حققته كل من أوروبا واليابان. ورغم مطالبته الكونغرس وراءه ودعم سياساته إلا أن ما ورد في الخطاب يعكس أولويات الديمقراطيين من مثل زيادة نسبة الضريبة المفروضة على الأغنياء وزيادة دخل أبناء الطبقة المتوسطة واتخاذ قرارات ومواقف فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والتعليم الجامعي المجاني.
وفي الوقت الذي جلس النواب فيه الجمهوريون يستمعون للخطاب بوجوه متصلبة بدا أوباما وكأنه يلقي خطبة وداعية يدافع فيها عن سجله بدلا من اقتراح تشريعات للكونغرس لدراستها ولكن لا فرصة أمام البيت الأبيض لتمريرها نظرا للغالبية الجمهورية. وبعد تقديمه قائمة من الإنجازات تحول للرد على منتقديه والدفاع عن إرثه مؤكدا على أن وحدة الكونغرس «لا زلت مؤمنا بقدرتنا على فعل الأمور العظيمة».
ولكن الرئيس كلما دعا للوحدة لم يحصل إلا على القليل منها. ونظرا لحديثه عن دوره في إنعاش الاقتصاد دعا لطي صفحة الخلافات و «الإمساك بالهدف المشترك الذي دائما ما دفع الأمريكيين للأمام».
سياسة خارجية أقل
ولأن الرئيس ركزعلى الإنجازات والقضايا المحلية فلم تحظ السياسة الخارجية من خطابه إلا بفقرات قليلة تحدث فيها عن رؤيته للتدخل في النزاعات الخارجية. فقد طلب أوباما من الكونغرس إصدار قرار يشرع استخدام القوة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال إن التحالف الدولي ضده قد أوقف زخم تقدمه في العراق ووعد بتدريب المعارضة المعتدلة.
وأشار أوباما لأهمية الوقوف صفا واحدا مع الشعوب حول العالم التي كانت هدفا للإرهاب «من المدرسة في باكستان إلى شوارع باريس».
وأكد على عزم الولايات المتحدة «مواصلة ملاحقة وتصيد وتفكيك شبكات الإرهابيين، ونحتفظ بحق الرد بطريقة فردية وقتل الإرهابيين الذين يمثلون تهديدا لنا ولحلفائنا، كما فعلنا وبشكل مستمر منذ أن تسلمت المنصب».
وحدد أوباما طبيعة الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب التي استلهمت من أخطاء ودروس الماضي «فبدلا من حراسة الأمريكيين وديان أفغانستان قمنا بتدريب القوات الأمنية هناك التي تعرف كيف تأخذ القيادة. وبدلا من إرسال قوات عسكرية إلى الخارج قمنا بالشراكة مع دول جنوب آسيا وشمال أفريقيا لحرمان الإرهابيين من الملجأ الآمن فيها. وفي سوريا والعراق، نجحت القيادة الأمريكية بما فيها القوة العسكرية بوقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية. وبدلا من الوقوع في مستنقع حرب جديدة في الشرق الاوسط فإننا نقود تحالفا واسعا يضم دولا عربية لإضعاف وهزيمة جماعة الإرهاب. وندعم أيضا المعارضة المعتدلة في سوريا والتي ستدعم في هذه الجهود. وندعم الناس في مناطق أخرى ممن يقفون في وجه هذه الأيديولوجية المفلسة القائمة على العنف والتطرف».
نكسات
وتخفي عبارات أوباما»نكسات» متعددة في السياسة الخارجية التي تراكمت نتيجة لما قال عنها «القيادة الأمريكية الذكية» فمنذ خطابه عام 2014 عادت القوات الأمريكية إلى العراق وستظل في أفغانستان أو جزء منها حتى عام 2024، وواصل حملاته لملاحقة القاعدة في اليمن. وقبل ساعات من خطابه كان الحوثيون في داخل القصر الرئاسي يكملون انقلابهم على السلطة الذي بدأوه في إيلول/سبتمبر 2014.
رغم أن الرئيس اعتبر اليمن في العام الماضي نموذجا في مكافحة الإرهاب. وبالنسبة لوعوده للمعارضة السورية فلم يبدأ برنامج التدريب بشكل عملي. وفي ليبيا تحول انتصار عام 2011 إلى فوضى.
لكل هذا لم يحتو خطاب أوباما على مبادرات عملية جديدة في السياسة الخارجية. وهناك تناقض بين كلام أوباما والواقع.
فحديثه عن وقف زخم تقدم تنظيم الدولة الإسلامية يتناقض مع تصريحات مسؤولين في البنتاغون عن توسع التنظيم في سوريا وتعزيز سيطرته على الفلوجة والموصل.
وهناك ملمح آخر لا يتوافق مع الواقع يتعلق برفض واشنطن الإنجرار لحرب جديدة في الشرق الأوسط رغم أن الرئيس صادق على إرسال 3.000 جندي إضافة للطائرات الأمريكية. ولم تؤثر سياسة أوباما في العراق والدفع باتجاه المصالحة السياسية، فلا تزال عمليات التطهير العرقي للسنة حول بغداد قائمة.
ولا نهاية في الأفق للحرب العراقية الجديدة. ويضاف إلى نكسات أوباما في السياسة الخارجية معارضة متزايدة لإغلاق معتقل غوانتانامو وحرص الكونغرس على تدمير أي اتفاق مع إيران حول ملفها النووي.
في ملف أوباما عام 2014 سلسلة من النكسات الخارجية باستثناء التحرك نحو كوبا والذي يلقى معارضة من الجمهوريين.
وفي غياب قتلى مثل أسامة بن لادن أو معمر القذاقي لم يجد أوباما ما يقوله في مجال السياسة الخارجية كما علق سبنسر إكرمان في «الغارديان».
غياب الإرهاب
اعترف أوباما بأن الجهود لمحاربة الإرهاب «ستستغرق وقتا، ونحتاج للتركيز ولكننا سننجح، وفي هذه الليلة أدعو الكونغرس للوقوف صفا واحدا وراء هذه المهمة وإصدار قرار يشرع استخدام القوة ضد تنظيم الدولة الإسلامية».
ويظل خطاب أوباما في طموحاته وقائمة الإنجازات محاولة من رئيس يعرف أنه في العامين المقبلين لن يستطيع تمرير أي من المقترحات التي ذكرها في خطابه.
هذا يفسر تحرك البيت الأبيض في الفترة الماضية والاعتماد على السلطة التنفيذية التي يتمتع بها الرئيس الذي أصدر قرارات عدة منها ضرب الدولة الإسلامية وكسر خمسين عاما من عزلة كوبا وتطبيع العلاقات معها.
وترى صحيفة «الغارديان»إن أراد الرئيس تجنب تحوله إلى «بطة عرجاء» فعليه استخدام السلطات الممنوحة له بموجب الدستور وكونه القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية. خاصة أن الكونغرس في مزاجه الحالي لن يكون متحمسا لما يقترحه أوباما من إجراءات ضريبية.
وهذا لا يعني أن خطاب أوباما أو الاتحاد لم يكن مهما فقد كان منبرا تحدث من خلاله الرئيس عن إنجازاته وحدد على ما يبدو الأجندة للانتخابات القادمة. ولأنه كذلك فقد كان الرئيس مقتصدا في الحديث عن القضايا الخارجية باستثناء تحذير كل من الصين وروسيا والتأكيد على نجاعة الحرب التي يشنها ضد الإرهاب.
وفي هذه النقطة لاحظ دانا ميلبانك في «واشنطن بوست» أن خطاب أوباما خلا من التركيز على خطورة التهديدات الإرهابية التي تواجهها أمريكا. وذكر بكتاب السياسي البريطاني وينستون تشرتشل عام 1938 «عندما نامت بريطانيا» حول فشل بريطانيا للتحضير للخطر النازي «لنأمل أن لا يكون خطاب الاتحاد عام 2015 عنوانه «عندما نامت أمريكا».
وأشار الكاتب إلى الطبيعة المحلية لخطاب أوباما في وقت تزداد فيه التهديدات الإرهابية القادمة من الشرق الأوسط وأوروبا. فقد انضم الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى المتطرفين المسلمين في سوريا والعراق وقدموا الدعم لقضيتهم المتطرفة. وقال إن العنف انتقل إلى شوارع باريس وبلجيكا وحتى وصل إلى كندا وأستراليا.
وقال الكاتب إن أوباما لم يتذكر التهديدات التي تواجه أمريكا خارج شواطئها إلا بعد 32 دقيقة. ويظل حديث أوباما عن الإرهاب مرتبطا بالطريقة التي يريد فيها الرد على المخاطر الخارجية.
تحول في الموقف
ومما يثير القلق أن الإدارة في تركيزها على تنظيم الدولة الإسلامية أجلت أو تخلت عن مطالبها برحيل الأسد وتغيير نظامه وأبدت كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» دعما لمبادرات الحل في سوريا وهو ما يؤشر حسب الصحيفة إلى تحول في موقف واشنطن من طريقة وقف الحرب الأهلية هناك، أي تراجع الغرب عن مطالبه لتخلي الرئيس السوري عن السلطة حالا.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه إدارة أوباما على أن الحل الدائم يستدعي خروج الأسد من السلطة إلا ان حالة الجمود التي تعتري الجبهات وقوة الجماعات الجهادية الممثلة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والكارثة الإنسانية التي تمر بها سوريا تدفع الولايات المتحدة باتجاه دعم المبادرات الدبلوماسية التي تأمل أن تقود لتغير تدريجي في سوريا.
ويأتي التحول متوافقا مع أفعال أمريكية أخرى يستشف منها مخاوف الولايات المتحدة من حالة الفراغ في سوريا. فلو تمت الإطاحة بنظام الأسد فلن يكون هناك طرف يقوم بوقف العنف والتطرف.
وتقوم الطائرات الأمريكية اليوم بضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حيث تتشارك في الأجواء مع الطائرات السورية. وأكد المسؤولون الأمريكيون عبر وسطاء عراقيين أن الجيش السوري ليس هدفا للغارات ورغم ذلك فستقوم الولايات المتحدة بتسليح وتدريب قوات المعارضة السورية، كما أكد الرئيس الأمريكي في خطاب الاتحاد، ولكن ليس للإطاحة بنظام الأسد بل لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى ترحيب الولايات المتحدة والدول الغربية بمبادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وكذلك رحب الأمريكيون بمبادرة ثانية اقترحتها روسيا. وهاتان المبادرتان تقومان في جوهرهما على تأجيل إحياء محادثات جنيف الفاشلة في نسختها الأولى والثانية والتي تقوم على نقل السلطة بدون دور للرئيس الحالي الأسد في العملية الانتقالية.
وكان مؤتمر جنيف-2 قد فشل بسبب هذه النقطة.
وفي المقابل تقوم خطة المبعوث الدولي دي ميستوراعلى تحقيق أهداف متواضعة وهي الاتفاق على «تجميد» المواجهات ووقف لإطلاق نار محلي يسمح بالتصدي للمأساة الإنسانية التي تعاني منها التجمعات السكانية في سوريا. واقترح المبعوث الدولي في مبادرته التي تقدم بها نهاية العام الماضي البدء من مدينة حلب. أما المبادرة الثانية التي تقدمت بها روسيا الحليف القوي لنظام الأسد والتي ستعقد في نهاية الشهر الحالي وتهدف لجمع الأطراف السورية وفتح المجال أمامهم للحديث، فإنها تقوم على التشارك في السلطة بين النظام السوري ورموز من المعارضة السورية ربما أفضت لاحقا إلى انتخابات برلمانية. وتواجه الدبلوماسية تحديات وتعتمد على زعيم دويلة صغيرة تلقى دعما من القوى الأجنبية ومطوقة دولة متطرفة وفاعلة تعمل على إقامة «خلافة». فيما ترفض جماعات المعارضة السورية التي تلقى دعما من الولايات المتحدة الخطة الروسية.
ويواجه الجيش السوري الحر أو ما تبقى منه مشاكل في الشمال حيث يختلف قادته حول الإستراتيجية العسكرية والسياسية للتعامل مع الوضع، خاصة أن المعارضة المعتدلة تعيش حالة حصار من جبهة النصرة الموالية للقاعدة ومن تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية. ولا تتعدى سيطرة المعارضة إلا على جزء بسيط في الشمال وبعض الجيوب في الجنوب وحول العاصمة دمشق فيما يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على نصف سوريا ووسع من مناطق سيطرته في الصحراء السورية وحتى الحدود مع العراق رغم الغارات الجوية التي يتعرض لها من الولايات المتحدة وحلفائها منذ إيلول/سبتمبر 2014.
ولوحظ أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي رحب بالمبادرتين الأسبوع الماضي لم يشر من قريب أو بعيد لرحيل الرئيس السوري الأسد، وعوضا عن هذا تحدث عن الأسد كقائد بحاجة لأن يقوم بتغيير سلوكه.
وفي تصريحاته قال كيري «لقد حان الوقت كي يقوم ونظامه بوضع مصلحة شعبه في المقدمة والتفكير بعواقب أفعالهم والتي تجذب إرهابيين كثر إلى سوريا بسبب الجهود للإطاحة بالأسد».
وكان دي ميستورا قد أشار يوم الثلاثاء في الأمم المتحدة إلى «عوامل جديدة» مثل صعود الدولة الإسلامية والتي يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار في التعامل مع الأزمة السورية. ولا يرى دي ميستورا حاجة إلى عقد جولة ثالثة من المفاوضات في جنيف قبل أن يتم حشد الدعم «للعملية السياسية» من كل من الحكومة والمعارضة.
ومن هنا يرى دي ميستورا أهمية التعامل مع إطار جنيف وطموحاته بصيغة معدلة لا تفرض شروطا مسبقة نظرا للتطورات التي فرضها صعود الدولة الإسلامية.
وترى «نيويورك تايمز» أن التحول يعكس موقفا عبر عنه الكثير من المسؤولين الأمريكيين وهو أن على الإدارة الأمريكية التعامل مع واقع فشلت فيه المعارضة السورية بهزيمة نظام بشار الأسد.
وتقول إن الدبلوماسيين الغربيين الذين طالبوا سابقا برحيل فوري للأسد يقولون الآن إن عليه أن لا يسيطر على المؤسسات المهمة في الدولة ولأمد لا نهاية له، لكن يجب النظر في إمكانية حدوث انتقال تدريجي للسلطة في سوريا.
ويقول دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة إنه عندما تحل «مرحلة ما بعد الأسد» فسيتم التعامل معها طالما لم تؤد لتعزيز سلطة الأسد. ويبدو الموقف الغربي الحالي مدفوعا بمنع تكرار السيناريو العراقي والليبي حيث تم إلغاء المؤسسات السابقة وهو ما قاد لفراغ في السلطة ملأته جماعات ذات مصالح سياسية متضاربة.
ويشمل الحل السياسي المقترح أو المفترض لسوريا على عناصر من النظام الحالي. وكما قال وزير الخارجية الفرنسي إن هناك أهمية لوجود هذه العناصر «حتى لا تنهار أعمدة الدولة وسننتهي لوضع شبيه بالعراق».
خيبة أمل
وقد أدت تصريحات كهذه لنوع من الخيبة بين الجماعات المقاتلة المدعومة من أمريكا حيث ترى فيها تسامحها من الإدارة الأمريكية مع بقاء الأسد. وكانت الجماعات السورية هذه قد اعترضت على استهداف الغارات الأمريكية لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية فقط. ويرى مقاتل من حركة حزم التي تلقت أسلحة أمريكية أن الولايات المتحدة تحاول البحث عن مخارج حتى تتوصل لتسوية سياسية مع الأسد.
المعارضة السورية تبدأ لقاءها التشاوري الموسّع في القاهرة
القاهرة – الأناضول – بدأ صباح الخميس، اللقاء التشاوي الموسع لأطياف المعارضة السورية الذي تستضيفه القاهرة، ومن المقرر أن يستمر 3 أيام؛ بهدف التوصل لرؤية سياسية موحدة ووضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا التي تشهد صراعاً دامياً منذ نحو 4 سنوات.
وخلال الجلسة الافتتاحية للقاء، قال السفير محمد شاكر، رئيس مجلس العلاقات الخارجية (مركز دراسات مصري غير حكومي)، الجهة المنظمة وصاحبة الدعوة، إن “الاجتماع يأتي بغرض التوافق على رؤية وطنية بشكل مستقل وبعيداً عن أي ضغوط لتمكين المعارضة من العمل السياسي الوطني لمستقبل سوريا”.
وأضاف: “أهيب بجميع المشاركين أن يخلصوا النوايا من أجل التوصل إلى رؤية موحدة لسوريا، وأهمية اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة في سبيل نصرة الشعب السوري، وإرساء السلام من أجل التوصل إلى حل سياسي”.
من جانبه، قال جمال سليمان، فنان ومعارض سوري يعرّف نفسه على أنه “مستقل”، إن “ملايين السوريين يتطلعون إلى قوى المعارضة السورية وكل القوى الوطنية السورية، لكي تتحد لإيجاد حلول سياسية تضمن الانتقال الديمقراطي في سوريا، وتأتي الدولة الجديدة قائمة على الدستور وتضمن حريات المواطنين”.
وأضاف خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية على أنه “لا يجوز الإخفاق في هذه المرحلة، وأن قوى المعارضة السورية ليس لديها رفاهية الاختلاف على التفاصيل”، لافتاً إلى أنه “يجب ان تتحد تلك القوى كي تغري الدور المصري والعربي والإقليمي والدولي في دعم هذه المطالب المحقة للشعب السوري”.
وأعرب سليمان عن تطلع المعارضة السورية إلى “دور مصري قيادي قوي وفعال في تحقيق هذه الاهداف، لاسيما أن الجميع يواجه مخاطر عدة على راسها مخاطر تنامي التنظيمات الارهابية المسلحة بشكل خاص في سوريا والعراق”، حسب قوله.
ورأى أنه “لا يمكن لكل مبادرة وجهد سياسي أن تنهي الحرب الأهلية في سوريا أو الخصام السوري إلا إذا قام على مبدأ إنشاء الدولة الديمقراطية التي تؤمن بمبدأ فصل السلطات وتداول السلطة”.
وقال في ختام كلمته إن المعارضة السورية “مسؤولة عن إنجاز ورقة التفاهم والمبادرة للحل السياسي”.
وفي تصريحات على هامش الجلسة الافتتاحية قال السفير شاكر إن “مصر لا تمانع أن تمتد جلسات الحوار بالقاهرة إلى أي مدة زمنية حتى لو استغرق الأمر شهراً كاملاً؛ لأن الأهم هو التوصل إلى رؤية موحّدة لتلك الأطياف السياسية المختلفة”.
وكان مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، طلب عدم ذكر اسمه، قال الخميس، إن “مصر لن تتدخل في مناقشات المعارضة السورية، التي تهدف لمناقشة مطالب المعارضة الست التي وردت في بيان (جنيف1) من أجل أخذ ملاحظات عليها أو تعديلها، للوصول إلى رؤية موحدة يتم تصديرها للعالم الدولي”.
وأضاف المصدر أن “جلسات اليوم تهدف إلى تعارف الشخصيات السورية المعارضة على بعضها البعض، في حال لم يكن بعضهم يعرف الآخر، قبل البدء الفعلي خلال الجلسات والأيام المقبلة في مناقشة مطالبهم ومطالب الشعب السوري”.
وينص بيان مؤتمر “جنيف 1″ الذي عقد بإشراف دولي في يونيو/ حزيران 2012 على وقف العنف وإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقّل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
إلا أن الخلاف على مصير بشار الأسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ أي من تلك المقررات، وأفشل جولتين من مفاوضات “جنيف 2″ التي عقدت ما بين يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، 2014، في التوصل لحل سياسي للأزمة.
كما قام مجلس العلاقات الخارجية بتوجيه دعوات إلى نحو 75 شخصية معارضة ومنهم “أحمد الجربا(عضو الائتلاف السوري المعارض ورئيسه الأسبق) وحسن عبد العظيم(رئيس هيئة التنسيق الجهة المعارضة الأكبر داخل سوريا)، وهيثم المناع القيادي في هيئة التنسيق، وجهاد المقدسي(دبلوماسي منشق عن النظام) ورياض نعسان الآغا(سفير منشق)، وأعضاء الائتلاف فايز سارة وقاسم الخطيب وبدر جاموس وصلاح درويش، إضافة إلى معارضين سوريين ممثلين لأطياف معارضة أصغر مثل سمير العيطة وسمير سعيفان وغيرهم.
لكن عدداً من المدعوين اعتذروا عن الحضور لأسباب تتعلق بطريقة توجيه الدعوة إلى أشخاص دون كيانات أو لرؤية بعضهم عدم جدوى الاجتماع أو لأسباب أخرى شخصية، بحسب بيانات متفرقة أصدروها.
مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصا في انفجار بمدينة حمص في حي للعلويين
خمسة قتلى و60 مصابًا في قصف لطائرات النظام على ريف دمشق
■ عواصم ـ وكالات: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل سبعة مواطنين وإصابة ما لا يقل عن 25 آخرين بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة في منطقة عكرمة التي يقطنها غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية في محافظة حمص .
وقال المرصد أمس الأربعاء إن سبعة مواطنين بينهم أربعة طلاب جامعيين قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 25 آخرون بجراح، جراء انفجار سيارة مفخخة عند تقاطع شارع الحضارة مع شارع العشاق بمنطقة عكرمة، التي يقطنها غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية .
وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود ثمانية جرحى على الأقل بحالة خطرة.
ولقي خمسة أشخاص مصرعهم، وأصيب 60 آخرون بجروح، جراء قصف طائرات نظام الأسد، على منطقة «دوما»، التي تسيطر عليها المعارضة بريف دمشق.
وأفاد المسؤول الإعلامي في الهيئة العامة للثورة السورية، «يوسف بستاني»، أن طائرات حربية تابعة للنظام تواصل قصفها منذ الصباح على المناطق السكنية بـ «دوما»، في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، وجرح 60 آخرين بينهم نساء وأطفال، حيث تم نقل الجرحى إلى المشافي الميدانية، مشيرا أن عشرات المنازل تهدمت جراء القصف.
ولفت «بستاني» إلى أن المناطق والبلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة في العاصمة مثل «الزبداني، وداريا، وحمورية وزملكا»، تتعرض منذ ساعات الصباح الأولى، إلى قصف قوات النظام، موضحا أن اشتباكات عنيفة وقعت بين المعارضة، وقوات الأسد في حي جوبر بالعاصمة دمشق.
وقتل 43 شخصا وأصيب أكثر من 150 بجروح في غارات شنتها طائرات النظام السوري على مناطق تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا، بحسب حصيلة جديدة أفاد بها أمس الاربعاء المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد «ارتفع إلى 43 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا أمس جراء قصف جوي على مناطق في ريف بلدة تل حميس جنوب شرقي مدينة القامشلي».
واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى ان أكثر من 150 شخصا أصيبوا ايضا في هذا القصف.
وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 27 شخصا في هذا القصف الجوي الذي استهدف سوقا للاغنام في المنطقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي المتطرف.
وذكر المرصد ان القتلى هم من المدنيين، لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تحدثت عن قتلى في صفوف تنظــــيم الدولة الإسلامية وقالت ان «وحدة من الجيش والقوات المسلحة» قضت على «العشرات من إرهابيي تنظيم (داعش) في قرية الخنساء جنوب تل حميس في ريف الحسكة».
وقتل اكثر من 200 ألف شخص في سوريا منذ بداية النزاع الدامي فيها منتصف اذار/مارس 2011 سقط عدد كبير منهم في الغارات اليومية التي يشنها النظام على مناطق تقع خارج سيطرته.
وقال المرصد ان طائرات النظام نفذت خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من خمسة آلاف غارة على مناطق مختلفة في سوريا.
وغالبا ما يستهدف النظام السوري مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تتعرض مواقعه أيضا إلى قصف من قبل طائرات تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.
سوريون يعتصمون في مركز للجوء في الدنمارك بسبب التأخير في منحهم الإقامة
محمد البلوط
كوبنهاغن ـ «القدس العربي» «نريد أن نعمل.. والأيام والشهور تمضي دون أن نعرف مصيرنا» هكذا يصف «جعفر طعان» حاله هو وعدد من الشبان السوريين والفلسطينيين السوريين في مقر للهجرة في جزيرة يولاند في الدنمارك، فبعد مرور سبعة شهور على وجودهم، أجرى مركز الهجرة الدنماركي مع جعفر ورفاقه مقابلات لكنهم لم يتلقوا أي قرار بالحق لهم بالإقامة في الدنمارك كغيرهم من السوريين الذين مُنحوا الإقامة وحق العيش في البلاد.
جعفر طعان سوري من مواليد محافظة إدلب، كان يعمل سائقاً على سيارة أجرة لنقل الخضروات من دمشق إلى إدلب، يقول: «كغيري من السوريين الذين ضاقت بهم السبل بعد اندلاع الثورة، وبحسب طبيعة عملي لم أتمكن من البقاء داخل سوريا، وبعد صعوبة الحصول على لقمة العيش، قررت سلك طريق الهجرة مرورا بلبنان والجزائر وتونس وليبيا عبر طريق الصحراء، وعبر قوارب الموت حطت رحالي في الدنمارك».
لم يكن أمام جعفر ومن معه إلا أن يعتصموا أمام المقر، الذي يعتبر مسكناً لهم، رافعين عبارات تطالب بتسريع إجراءاتهم ومعاملاتهم في الحصول على الإقامة ليتمكنوا من الاندماج في المجتمع، والبدء في تعلم اللغة وممارسة أعمالهم و جلب أسرهم التي لا يزال البعض منها داخل سوريا، والآخر في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة.
«أبو محمد» يشتاق لابنه الصغير الذي لا يتجاوز الأربع سنين، حيث لا يزال في لبنان ينتظر المجيء إلى والده، ودائما يطلب من أمه أن تأخذه إلى أبيه، ويبقى أبو محمد خائفا على أسرته بسبب سوء الوضع في لبنان.
وفيما إذا كان هناك سبب يحول دون حصـــــولهم على الإقامة، أجاب جعفر ورفاقه: «أرسلنا رسائل عن طريــــق الصليب الأحمر لدائرة الهجــــرة، لكن دائما ما تأتينا الإجابة بأن الأسباب غير معروفة، وأن الملفات قيد الدراسة».
تعرف الدنمارك بأنها واحدة من الدول التي تستقبل المهاجرين في أوروبا وتتميز بسرعتها في إجراء المعاملات، إلا أن هؤلاء الشباب يعتبرون أن مكان إقامتهم يعرف عند جميع اللاجئين «بالمنفى» أي كل من يأتي إليه لا يحصل على إقامته بالوقت المحدد.
بالرغم من قساوة البرد والمناخ، يستمر جعفر وممن معه من المهاجرين بالبقاء خارج المسكن حتى تتحقق مطالبهم، فهم معتصمون منذ أكثر من أسبوع، بحيث لم يذهبوا لحضور الحصص المخصصة لهم في تعلم اللغة وما يترتب عليهم من واجبات.
وبحسب وصفهم للمكان، فهو أشبه بغابة بحيث يبعد عن أقرب مدينة قرابة عشرة كيلو مترات، فالمبالغ المالية المخصصة لهم لا تكفي حاجياتهم الأساسية، وجميع من يسكن فيه هم من المهاجرين، وهذا ما يجعلهم معزولين عن المجتمع المحيط بهم، فالمسكن مكون من غرف لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار مربعة وبداخلها شخصان أو ثلاثة والحمامات والمطبخ مشتركة بين جميع المهاجرين.
لم يستطع جعفر الذهاب هو وأصدقاؤه لمخاطبة دائرة الهجرة الرئيسية في العاصمة كوبنهاغن، فجميعهم جدد في هذا البلد ولا يعرفون أي طريق أو معلومات عنه، وهذا ما يصعب عليهم التواصل مع المعنيين بشكل مباشر، فالمسؤولة المشرفة على المركز لم تستجب لمطالبهم وتكتفي بإلقاء اللوم على دائرة اللجوء حسب قولهم.
يقول جعفر: «تفاجأنا بحظر موقع الفيس بوك يومي السبت والأحد الفائت عن طريق شبكة الإنترنت الموجودة في المركز، وذلك بعد نشرنا لصور اعتصامنا وبعض الفيديوهات التي تحكي واقعنا»، لكن لا بد من الإشارة إلى أن الأعداد المتزايدة للسورين تبقى هي السبب الرئيسي في تأخر الإجراءات غالبا لدى الكثير من طالبي اللجوء في معظم الدول الأوروبية.
الاستخبارات المصرية تجسّ النبض حيال بقاء الأسد
القاهرة ــ العربي الجديد
كشف مصدر سياسي سوري، فضل عدم نشر اسمه، لـ”العربي الجديد”، عن قيام قيادات في جهاز المخابرات المصري بإجراء اتصالات مع قيادات سياسية وأمنية داخل نظام بشار الأسد، في محاولة للتوصل لحلّ سياسي للأزمة السورية.
وقال المصدر نفسه إنّ “قيادات جهاز المخابرات المصري يحاولون التوصل إلى صيغة تسمح بإنجاح جلسة الحوار المقرّرة لفصائل المعارضة السورية في القاهرة اليوم الخميس، في ظلّ وجود تباين في الرؤى بين الفصائل، بشأن إمكانية القبول بحلّ، ولو مؤقتاً، يقضي ببقاء بشار الأسد في الحكم”.
وكشف أنّ “قيادات جهاز المخابرات المصري أجرت (أيضاً) اتصالات، وعقدت لقاءات أخرى، مع عدد من ممثلي فصائل المعارضة السورية من أجل الغرض نفسه، وذلك قبل أيام قليلة من اجتماع شخصيات سياسية وممثلين لفصائل المعارضة السورية في القاهرة الخميس للتوافق حول رؤية توقف نزيف الدم السوري”.
من جهته، قال عضو “الائتلاف السوري” المعارض هيثم المالح في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، من مقرّ إقامته في العاصمة البلجيكية بروكسل، إن “الائتلاف يرفض بشكل قاطع التحاور مع نظام بشار الأسد”. وتساءل “كيف نتحاور مع مجرم بعد هذا العدد الهائل من القتلى، والمشردين الذين وصل عددهم إلى 12 مليون لاجئ سوري”.
وأكّد المالح أنّ “اجتماع القاهرة الذي يجري التنسيق له منذ شهرين، يهدف إلى وضع ورقة سياسية ترسم مستقبل المعارضة فقط. ولا يتعلق بأي حوار مع نظام بشار، وليس الهدف منه التحاور مع نظام بشار”.
وأوضح المالح أن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي عرض استضافة الجامعة لحوار الفصائل السورية، غير أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، طلب أن يكون تحت مظلة إحدى منظمات المجتمع المدني، على حد تعبيره، إذ سيُجرى الحوار في مقرّ مجلس الشؤون الخارجية المصري.
من جهة ثانية، قال المالح إن “وزارة الخارجية المصرية لم توجه دعوة للتحالف ككيان”، مؤكداً أنه تم “توجيه الدعوة لشخصيات في “الائتلاف” بالأسماء، وبالتالي لن يمثلوا “الائتلاف” ولن يكونوا مسؤولين عما سيخرج به الاجتماع”.
وشدّد على أن “الأشخاص الذين قامت الخارجية المصرية بدعوتهم من الفصائل الأخرى، لا يمثلون ثقلاً في الداخل السوري وليسوا أصحاب قرار”.
وفي سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية مصرية، فضلت عدم نشر اسمها لـ”العربي الجديد”، إنّ النظام المصري يسعى بدعم خليجي لإيجاد حلّ عاجل للأزمة السورية، خصوصاً في ظلّ التطورات التي تشهدها المنطقة والتمدّد الإيراني، من اليمن إلى لبنان، إضافة إلى التواجد العسكري الإيراني في كل من سورية والعراق، وإعادة تطوير علاقة طهران مع حركة “حماس” في قطاع غزّة.
دعوة للتوصّل إلى رؤية سورية موحّدة في لقاء القاهرة
عقدت صباح اليوم الخميس، الجلسة الافتتاحية للقاء مجموعة من الشخصيات الوطنية السورية، في المجلس المصري للشؤون الخارجية، في القاهرة، لبحث الأزمة في سورية، وكيفية الخروج منها.
وخلال الجلسة قال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد إبراهيم شاكر، إنّه “في ضوء اشتداد معاناة الشعب السوري بصورةٍ غير مسبوقة في السنوات الأربع الماضية، وتعدّد توجّهات القوى السياسية، رأى المجلس أنّ من الضروري تنظيم هذا المؤتمر، أملاً بالتوصّل لرؤية سورية وطنية موحدة، بشكلٍ مستقل من دون أي ضغوط”.
وتوجّه إلى المشاركين السوريين قائلاً “أنا على ثقة تامة، أنّ ما يجمعكم أقوى بكثير مما يفرقكم، وأنّكم مجموعة من الشخصيات المدنية السورية البارزة، التي تسعى للمضي قدماً نحو نبذ الخلافات، التي تؤسس لسورية مدنية، والتي كانت دوماً نبض العروبة”.
وأهاب بهم أن يخْلصوا النوايا، ويعملوا بجدية من أجل الخروج برؤية موحدة لسورية، لتعود منبراً للإشعاع الثقافي.
بدوره، قال الفنان السوري جمال سليمان، في كلمةٍ له، إن “الشعب السوري يتطلع لتوحد قوى المعارضة، لتأسيس دولة ديمقراطية”، معتبراً أنّ “لا مجال لفشل الحوارات الجارية بينها”.
وأشار سليمان إلى “أنّ السوريين يتطلعون لدور مصري فعال، في ظل تعاظم دور التنظيمات المتطرفة”، مناشداً شخصيات المعارضة إعلاء مصالح الوطن السوري على المصالح الشخصية.
يأتي هذا، في الوقت الذي أبدى فيه أحد أعضاء الائتلاف السوري المشاركين، عدم تفاؤله في اللقاء، نظراً لأنه “لا يعدو كونه لقاءً اجتماعياً ودردشات في نادٍ ثقافي”.
وأضاف “للأسف اللقاء لا يأخذ صبغة رسمية، وإنّه عبارة عن لقاء لشخصيات سورية، في ضوء امتناع عددٍ كبير من شخصيات المعارضة والفصائل البارزة، عن الحضور لعدم جدية الأمر”.
كما لفت إلى أنّ معظم الشخصيات الحاضرة في اللقاء، مستقلون ولا يمثلون إلا أنفسهم، موضحاً أن المجلس المصري للشؤون الخارجية، لم يوجّه الدعوة للفصائل حتى لا تحمل صبغةً رسميةً، وإنّما قام بتوجيهها إلى بعض الأشخاص بعينهم في بعض فصائل المعارضة”، مؤكداً “وجود ممثلين محسوبين على نظام بشار الأسد، ومنهم أشخاص أعضاء في تيار بناء الدولة”.
الصحافي الياباني المختطف لدى “داعش” حاول إنقاذ صديقه
العربي الجديد، رويترز
لا تزال الأنظار موجّهة إلى اليابان، بعد الأخبار عن وجود يابانيّين متخطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، ومطالبة التنظيم بفدية ماليّة قيمتها 200 مليون دولار لإطلاق سراحهما، وذلك قبيل 24 ساعة من انتهاء المهلة المعطاة للحكومة من قبل التنظيم، قبل ذبح الرهينتين.
والرهينتان هما المراسل الحربي كينجي جوتو وسائح الحرب، هارونا يوكاوا. وذكرت وكالة “رويترز” أنّ صداقةً متينةً تربط الاثنين ببعضهما.
وأسر يوكاوا في أغسطس/آب خارج مدينة حلب السورية. منذ ذلك الحين فقد جوتو الذي عاد إلى سورية أواخر أكتوبر/تشرين الأول لمحاولة مساعدة صديقه.
وبالنسبة ليوكاوا الذي حلم بأن يصير متعاقدًا عسكريًا فيقول أصدقاؤه إن “سفره إلى سورية كان جزءًا من مسعاه لقلب حياته رأسًا على عقب، بعد إفلاسه ووفاة زوجته بالسرطان ومحاولته الانتحار”.
وعملت وحدة في وزارة الخارجية اليابانية على التوصل إلى معلومات بشأنه منذ أغسطس/آب بحسب ما قاله أفراد عملوا في هذا المسعى. ولم تتردد أنباء عن اختفاء جوتو إلى أن ظهر تسجيل مصور له مع يوكاوا يوم الثلاثاء؛ وهما جاثيان على ركبهما مرتديين قميصين برتقاليي اللون، ويتوسطهما مقاتل مقنع من الدولة الإسلامية يحمل سكينا.
والتقى يوكاوا بجوتو لأول مرة في سورية في إبريل/نيسان، وطلب منه أن يأخذه إلى العراق. كان يريد أن يعرف كيف يعمل في منطقة حرب فذهبا سوياً في يونيو/حزيران. وعاد يوكاوا بمفرده إلى سورية في يوليو/تموز.
وقال جوتو (47 عاما) لوكالة “رويترز” في طوكيو في أغسطس/آب “كان سيئ الحظ ولم يكن يعرف ما يفعل. كان يحتاج إلى شخص ذي خبرة ليساعده”. وانشغل بال جوتو بخطف يوكاوا في ذلك الشهر. وشعر أنه يتعين عليه أن يفعل شيئًا ليساعد صديقه الذي يصغره بعدة أعوام.
وقال جوتو: “أنا بحاجة للذهاب إلى هناك مرة واحدة على الأقل لأرى بعض المعارف وأسألهم عن الموقف الحالي. أريد أن أتحدث إليهم وجها لوجه. أعتقد أن ذلك أمر ضروري”، في إشارة للسكان الذين يقدمون خدمات صحافية حرة للمراسلين الأجانب، ويرتبون لعقد لقاءات ويساعدون في الترجمة.
وبدأ جوتو العمل مراسلاً حربياً متفرغاً عام 1996 وكوَّن سمعة بوصفه صحافيًا حذرًا وموثوقا منه لدى عدة محطات تلفزيونية يابانية، ومنها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كي).
وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول بعث رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أحد معارفه؛ وهو مدرس في مدرسة ثانوية قائلا إنه يعتزم العودة إلى اليابان في نهاية الشهر.
وقال جوتو لشريك له في مشروع تجاري لإنشاء تطبيق إخباري على الإنترنت إنه يتوقع أن يتمكن من التنقل في المناطق التي تسيطر عليها “الدولة الإسلامية” بسبب جنسيته.
وقال توشي مايدا مستعيدا حواره مع جوتو قبل أن يغادر إلى سورية: “قال لي إنه كصحافي ياباني يتوقع أن يلقى معاملة مختلفة عن الصحافيين الأميركيين أو البريطانيين”. وتابع: “اليابان لم تشارك في القصف ولم تفعل شيئًا سوى تقديم المساعدات الإنسانية. لهذا السبب كان يعتقد أنه سيضمن تعاونا من جانب الدولة الإسلامية”.
ويقول أصدقاء جوتو إنه سافر من طوكيو إلى إسطنبول ومن هناك إلى سورية، وإنه أرسل رسالة في 25 أكتوبر/تشرين الأول تفيد بأنه عبر الحدود وأنه في أمان.
وقال جوتو في فيديو سجل قبيل توجهه إلى الرقة عاصمة الدولة الإسلامية، متحدثًا عن صديقه المفقود “أيًا كان الذي سيحدث.. أنا مسؤول عنه”. وتلك كانت آخر مرة شوهد فيها قبل الفيديو الذي أصدرته الدولة الإسلامية هذا الأسبوع.
دروز سوريا يواجهون الفرقة الرابعة بجرمانا..ويزيلون حاجزاً للجيش بالسويداء
تعيش المناطق الدرزية في سوريا، لاسيما في السويداء جنوب البلاد، وجرمانا بريف دمشق، حالة من السخط على قوات النظام، بعد تجاوزات عديدة حصلت بحق أهالي المدينتين خلال اليومين الماضيين.
وفي السويداء، قام عدد من الأهالي من بلدة المزرعة، الخميس، بطرد قوات الجيش من مركز كانت قد أنشأته بالقرب من فرع المخابرات الجوية في مدينة السويداء. والمركز بمثابة حاجز كبير كان يخضع كل من يمر عليه إلى تفتيش دقيق، كما أنه يقطع بين مناطق الريف الغربي ومدينة السويداء. وأشار بعض الناشطين إلى أن إزالة الحاجز كانت عملية قادها الشيخ وحيد البلعوس، إحدى الزعامات الطارئة في السويداء، وهو رجل دين يمتلك قوة مسلحة “لحماية السويداء” بحسب ما يعرف عن مجموعته.
وذكرت مصادر لـ”المدن” أن الحاجز كان قد اعتدى على حافلة تقل عدداً من سكان بلدة المزرعة والموظفين، الذين كانوا متوجهين إلى أعمالهم في السويداء، الأربعاء. وحصل الاعتداء على إثر قيام أحد ركاب الحافلة بضرب ضابط على الحاجز قام بشتمه لأنه طلب الاستعجال في التدقيق بالأوراق الثبوتية كي لا يتأخر الموظفون عن عملهم ما أدى إلى نشوب عراك بين بعض ركاب الحافلة وعناصر الحاجز نجم عنه تكسير زجاج الحافلة، في حين قالت “تنسيقية طلاب السويداء” إن الحاجز رضخ لغضب الركاب وترك الحافلة تتابع سيرها، لكن ما إن ابتعدت قليلاً حتى فتح النار باتجاهها وأطلق رصاصاً تحذيراً.
وفي ريف دمشق، شهدت مدينة جرمانا تطورات أكبر، حيث تعرّضت قوات النظام المتواجدة في المدينة إلى تهجير من قبل الأهالي، الذين استولوا على الحواجز التي كانت تشغلها في جرمانا.
وبدأت قصة جرمانا على خلفية قيام عناصر من الفرقة الرابعة التي يقودها، ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، الثلاثاء الماضي، باقتحام مطعم شعبي في شارع الخضر وقتل عمّ صاحبه، ويدعى نبيل غاوي، وجرح شابين آخرين. وذكر مصدر من مدينة جرمانا لـ”المدن” أن غاوي قتل ليل الثلاثاء على خلفية شجار مع أربعة عناصر من الفرقة الرابعة، نشب قبل يوم واحد، عندما أقدموا على شراء وجبات من الطعام ورفضوا أن يدفعوا ثمنها، ما أدى الى حدوث شجار بين العناصر وصاحب المطعم وبعض الأهالي وشباب المدينة، الذين تصدوا للدورية وأجبروها على الخروج من المدينة. لكن الجنود عادوا في اليوم التالي بأعداد مضاعفة وكانوا يستقلون سيارتين. ففتحوا النار على المطعم ما أدى إلى مصرع غاوي وجرح شابين، قبل أن يعاودوا الفرار وهم يرشقون طلقات من الرصاص في شوارع المدينة التي عمتها حالة من الذعر.
وشيّعت جرمانا قتيلها يوم الأربعاء. ورفض أهله حضور جهات رسمية وأمنية لتقديم العزاء. وكان من اللافت حضور وفود عديدة من أبناء الطائفة الدرزية القادمين من محافظة السويداء ومن جبل لبنان، إضافة إلى حضور كثيف من بلدات صحنايا وأشرفية صحنايا في دمشق، وهي المرة الأولى التي يتقاطر فيها المعزون بهذا الحجم منذ أكثر من ثلاثة سنوات بعد أن أصبح الانتقال بين المدن السورية شاقاً نتيجة انتشار الحواجز الأمنية، التي قللت كثيراً من هذا العرف الاجتماعي.
ويبدو ان الحضور الكثيف من خارج جرمانا ووفدٍ من لبنان للتشييع لم يكن ناتجاً عن حالة من العرف الاجتماعي فحسب، بل كان تعبيراً عن حالة من التضامن الكامل مع رفض الوجود المسلح داخل المدينة التي تعيش فوضى السلاح، وشهدت مرات عديدة الكثير من التجاوزات والاعتداءات بحق أهلها من قبل قوات النظام.
وطغى أثناء موقف التشييع مطلب إخلاء المدينة من المشهد المسلح لجنود النظام بشكل كامل معتبرينه شرطاً لا يمكن التخلي عنه تحت تهديد الاستمرار بالتصدي للوجود العسكري من قبلهم، إذ قاموا بطرد عناصر الجيش من المدينة واستولوا على حواجزها.
وحمّل المشيعون قيادات النظام المسؤولية الكاملة عن إطلاق يد العسكر الذين غصت بهم المدينة، بشكل خاص بعد اقتحام المليحة والدخانية المتاخمتين لجرمانا. وتحدث العديد من المشيعين عن أن جرمانا باتت تعيش حالة من عدم الأمان والخوف حتى أن الكثير من النساء والأطفال باتوا يخافون التجول في الأحياء وشوارع المدينة.
النظام من جهته حاول استدراك الموقف، إلا أن جميع الوساطات التي طلبت من أهل القتيل السماح بحضور جهات رسمية وقيادات من حزب البعث باءت بالفشل، كما رفض المشيعون محاولات لف النعش بالعلم الأحمر والأسود الذي يعتمده النظام، وأزيلت كل مظاهر التأييد التي غالباً ما يتم إقحامها في مناسبات كهذه، حيث رفع المشيعون “راية التوحيد” الخاصة بالطائفة الدرزية.
وكانت الساعات الأولى التي تلت الحادثة قد شهدت محاولات من النظام لامتصاص غضب الأهالي، إذ نقل شيوخ المدينة عن مسؤول كبير في المنطقة قوله إن النظام سيحاسب الجنود الذين اتركبوا الجريمة ويعدمهم، لكن الشبان الذين كانوا برفقة الشيوخ في اجتماع في صالة “الوقف”، رفضوا التهدئة، واصفين وعد محاسبة الجنود بالمراوغة المكشوفة.
مصادر “المدن” في المدينة، أكّدت أن العقيد غياث دلّة، من الفرقة الرابعة، وهو المسؤول عن الحواجز النظامية في كل من جرمانا والمليحة، حاول إيهام رجال الدين والفعاليات الإجتماعية في جرمانا بأن الحادث وقع نتيجة حالة دفاع عن النفس قام بها الجنود، فأحضر سيارة مليئة بآثار طلقات الرصاص قائلاً إنها دليلٌ على أن الجنود كانوا يواجهون رشقات رصاص من أشخاص في المطعم، لكن تلك المحاولة أشعلت موجة الغضب الشعبي من جديد وأعادت مشهد انتشار الأهالي و”اللجان الشعبية” في الشوارع، بحثاً عن جنود للنظام، وسجلت أكثر من حالة ضرب تعرض لها جنود كانوا في الحافلات أو في الشوارع.
وكان من اللافت خلال هذه الحادثة وقوف عناصر قوات “الدفاع الوطني”، أو ما يعرف باسم “اللجان الشعبية”، مع أهالي جرمانا، إذ أقدم العديد منهم على القيام بعمليات البحث عن جنود النظام لطردهم من المدينة، كما أقدموا على إقفال الحواجز وتفتيش الحافلات، وإجبار كل من كان يرتدي زياً عسكرياً على الخروج من جرمانا، حتى باتت المدينة ابتداءاً من ليل الأربعاء فارغة من أي تواجد رسمي لجيش النظام.
جيش “المهاجرين والأنصار”.. لا يوالي “النصرة” ولا يبايع “داعش“
عقيل حسين
جيش “المهاجرين والأنصار”.. لا يوالي “النصرة” ولا يبايع “داعش” لم يتعرض عناصر أو قادة جيش المهاجرين والأنصار، لهجوم مماثل، الأمر الذي يفتح الباب على العديد من الأسئلة والتكهنات
قُتل عدد من عناصر جيش المهاجرين والأنصار، جراء انفجار عبوة ناسفة في سيارة قائد التنظيم صلاح الدين الشيشاني، مساء الإثنين، شمالي حلب. ولم تتبنَ أي جهة المسؤولية عن الحادثة، التي تضاربت الأنباء حول عدد ضحاياها. وبينما تحدثت “شبكة شام الإخبارية” عن مقتل خمسة عناصر كانوا في السيارة لحظة الانفجار، نفت الصفحة الرسمية لجيش المهاجرين والأنصار، في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مقتل قائد الجيش صلاح الدين الشيشاني، وأعترفت بمقتل عنصر واحد فقط.
ويُعد هذا الهجوم سابقة، إذ لم يتعرض عناصر أو قادة جيش المهاجرين والأنصار، لهجوم مماثل، الأمر الذي يفتح الباب على العديد من الأسئلة والتكهنات.
تشكل جيش المهاجرين والأنصار مطلع العام 2012، وكانت نواته “كتيبة المهاجرين”، إثر اتحاد الكتيبة مع “جيش محمد” بقيادة أبو عبيد المصري، وكتيبة “أسود السنة” التي شكلها أبو الأثير العبسي، والي حمص الحالي في تنظيم الدولة الإسلامية.
وبعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، والخلافات التي عصفت بقوى المعارضة العسكرية خلال العام الماضي، سعت قيادة التنظيم للحفاظ على الجيش بعيداً عن الاصطفاف، ولم تدخل في أي معركة مع أي من فصائل المعارضة.
وبعد إعلان القائد العسكري السابق لجيش المهاجرين والأنصار عمر الشيشاني، مبايعة تنظيم الدولة، مع 800 عنصر، يشكلون نصف عدد مقاتلي الجيش، في ذلك الوقت، أعلنت قيادة المهاجرين والأنصار في بيان مصور مطلع العام 2014، التزامها الحياد، واعتزال الفتنة.
العام 2014 كان صعباً على الجيش، الذي يُعرف مقاتلوه بالشراسة والتدريب الجيد، حيث عانى وبقوة من آثار الحرب بين فصائل المعارضة من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى. الأمر الذي حدّ من تحركاته وقلص من المعارك الهجومية التي خاضها ضد جيش النظام. وذلك قبل أن ينضم إلى تجمع “جبهة أنصار الدين”.
ويضم التجمع الذي أُعلن عنه في 6 أيلول/سبتمبر 2014، بالإضافة إلى جيش المهاجرين والأنصار، كلاً من “حركة الفجر الإسلامية” و”حركة شام الإسلام” و”الكتيبة الخضراء”، وهي فصائل إسلامية اعتزلت القتال مع تنظيم الدولة، لكنها لم تبايع أمير التنظيم أبو بكر البغدادي.
وبرز جيش المهاجرين والأنصار الذي يتشكل في عماده الأساس من المقاتلين المنحدرين من القوقاز، وخاصة من الجنسية الشيشانية، بعد معارك خان طومان في ريف حلب الجنوبي في آذار/مارس 2013، قبل أن يلعب دوراً حاسماً في سيطرة المعارضة على مطار منغ شمال حلب في آب/أغسطس من العام نفسه.
ورغم الاعتقاد السائد بأن الجيش، الذي يضم أعداداً من جنسيات أوربية وأسيوية، هو أقرب إلى جبهة النصرة، إلا أنه وبحسب مراقبين، يختلف في بعض توجهاته الفكرية عن النصرة، كما أنه لا يحمل مشروعاً سياسياً أو يهدف للوصول إلى السلطة، وهو الأمر الذي سرّع من ابتعاده، مع اشتداد المعارك بين الجبهة وتنظيم الدولة، عن الجبهة.
وأكد مراقبون مطلعون، أن هذه الخطوة تمثل ترجمة من قيادة الجيش لعقيدته السياسية، التي تقوم بالأصل على عدم التدخل في اختيار حاكم البلاد التي يقاتل فيها القوقازيون الذين يغادرون أرضهم، وهم يدينون بالبيعة لأمير منطقة القوقاز علي أبو محمد الداغستاني.
وفي البيان الذي تلاه قائد جيش المهاجرين والأنصار الجديد صلاح الدين الشيشاني، في 2 كانون ثاني/يناير 2014، أكد أن الجيش سيعلن البيعة لأي أمام يجمع عليه أهل الشام. ومنح هذا الوضع الخاص للجيش، قدرة على لعب دور الوسيط بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة.
“المهاجرون والأنصار” استقبل مقاتلين محليين في صفوفه، وبدأ بالمساهمة في الأنشطة الدعوية والمحاكم القضائية ضمن نشاطات “جبهة أنصار الدين” على هذا الصعيد، بعد أشهر طويلة من الانكفاء وعدم الاحتكاك بالسكان المحليين.
وكان صلاح الدين الشيشاني، قد توجه إلى الرقة، مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2014، حاملاً مبادرة هدنة عرضتها قيادتا “الجبهة الشامية” و”جبهة النصرة” على “تنظيم الدولة”، لكن الشيشاني قال في تسجيل صوتي بث على الإنترنت: “إن قادة الدولة رفضوا العرض”.
ومع انطلاق الهجمات التي بدأها التحالف الدولي على تنظيم الدولة وفصائل أخرى متشددة في سوريا، نُشرت أخبار عن تعرض مقرات جيش المهاجرين والأنصار للقصف، بينما كان التحالف يعلن أنه يستهدف إلى جانب تنظيم الدولة، مقرات لجماعة خراسان. كما صنفت الولايات المتحدة حركة شام الإسلام، إحدى فصائل جبهة أنصار الدين، التي ينضوي فيها الجيش، في قائمة المنظمات الإرهابية.
أوباما يغفل الاسد.. ويريد معارضة معتدلة لمحاربة الإرهاب
أوباما يغفل الاسد.. ويريد معارضة معتدلة لمحاربة الإرهاب أوباما: الولايات المتحدة هي التي تقف قوية ومتحدة مع حلفائها، فيما روسيا معزولة واقتصادها متهالك (أ ف ب)
طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما، في خطابه السنوي حول حال الاتحاد، الثلاثاء، من المشرعين الأميركيين في الكونغرس، منحه صلاحيات إضافية تمكنه من استخدام القوة العسكرية لمطاردة تنظيم الدولة الإسلامية، في العراق وسوريا، مؤكداً أن ذلك سيوفر لإدارته الخيارات التي تحتاجها. وأضاف: “هذا الجهد سيستغرق وقتاً، وسيتطلب التركيز، لكننا سننجح”. وأكد أن واشنطن تتعاون مع دول في جنوب آسيا وشمال أفريقيا لمنع الإرهابيين من التقدم، والاختباء في مواقع آمنة.
أوباما عاود التأكيد على دعم بلاده لمعارضة معتدلة في سوريا، تساعد الولايات المتحدة الأميركية في أهدافها لمواجهة الإرهاب، لكنه أغفل الإشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وضرورة تنحيه. ودافع أوباما عن خيارات سحب قواته من مناطق النزاع، قائلاً: “عوض إرسال قواتنا لتجوب أودية أفغانستان، دربنا القوات الأمنية الأفغانية. وفي سوريا والعراق، أوقفت أميركا تقدم تنظيم داعش. وبدل الانجرار إلى حرب برية جديدة في الشرق الأوسط قمنا بقيادة تحالف دولي واسع، يضم دولاً عربية، من أجل مواجهة داعش وإلحاق الهزيمة بها في نهاية المطاف”.
وقال أوباما: “أدعو الكونغرس إلى أن يظهر للعالم أننا متحدون في هذه المهمة، عبر المصادقة على قرار إجازة استخدام القوة”، ضد تنظيم الدولة. لكنه شدد على أن المسؤولين الأميركيين “يحتفظون بحق التحرك من طرف واحد في سبيل القضاء على الإرهابيين الذين يشكلون خطراً مباشراً علينا وعلى حلفائنا”. وأوضح أوباما “نقف صفاً واحداً مع كل الذين استهدفهم إرهابيون في جميع أنحاء العالم، من مدرسة في باكستان إلى شوارع باريس”، مؤكداً “سنواصل مطاردة الإرهابيين وتدمير شبكاتهم ونحتفظ بحق التحرك من طرف واحد”.
وندد أوباما أيضاً “بمعاداة السامية المدانة” التي عادت إلى الظهور في بعض أنحاء العالم. وقال: “نواصل رفض الأفكار النمطية المهينة حول المسلمين، الذين تشاطرنا الأكثرية الساحقة منهم الالتزام بالسلام”.
ووعد أوباما بالدفاع عن الكرامة الإنسانية واحترامها، مؤكداً أن بلاده “ستدافع عن حرية التعبير وتقف إلى جانب المعتقلين السياسيين وتدين اضطهاد النساء والأقليات الدينية أو الأفراد المثليين جنسياً ومزدوجي الجنس أو متحوليه”. وقال: “نفعل ذلك، ليس فقط لأنه الصواب، بل لأنه يعزز أمننا كذلك”.
وحذر الرئيس الأميركي الكونغرس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، من أن فرض عقوبات جديدة على إيران “سيعني فشل الديبلوماسية”، فيما تحاول طهران ودول “مجموعة 5+1” التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني. وهدد أوباما في خطابه باستعمال حق النقض في حال رفع إليه أعضاء مجلسي النواب والشيوخ قانوناً حول عقوبات جديدة على إيران. وأضاف: “حتى الربيع، أمامنا فرص للتفاوض على اتفاق كامل يمنع ايران من امتلاك سلاح نووي ويؤمن أمن أميركا وحلفائها، بمن فيهم اسرائيل، مع تحاشي نزاع جديد في الشرق الاوسط”. ومع ذلك، حذر أوباما من أنه “لن تكون هناك أية ضمانة إلا في حال تكللت المفاوضات بالنجاح، وأنا أحتفظ بكل الخيارات على الطاولة من أجل منع وجود إيران نووية”.
وفي الشأن الأوكراني، قال الرئيس الأميركي، إننا “ندافع عن المبدأ الذي يقول إنه لا يمكن للقوى الكبرى التعرض للدول الصغيرة، إذ نعارض العدوان الروسي وندعم الديموقراطية في أوكرانيا ونطمئن حلفاءنا في الحلف الأطلسي”. وتابع: “العام الماضي فيما كنا ننجز العمل الصعب القاضي بفرض عقوبات مع حلفائنا، اقترح البعض أن عدوان بوتين يشكل دليلاً ملفتاً على الاستراتيجية والقوة. واليوم، الولايات المتحدة هي التي تقف قوية ومتحدة مع حلفائها، فيما روسيا معزولة واقتصادها متهالك”.
من جهتها، اتهمت روسيا، الأربعاء، الولايات المتحدة بأنها تريد “السيطرة على العالم” بفرض موقفها حيال الأزمة الأوكرانية على الأوروبيين، تعليقاً على خطاب أوباما. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي إن “خطاب أوباما أمس يثبت أنه في قلب الفلسفة الأميركية التي تقول نحن الأفضل، ولا بد للعالم من الإقرار بذلك”. وذكر لافروف بأن “واشنطن تباهت مراراً بأنها فرضت على شركائها الأوروبيين العقوبات الاقتصادية على روسيا”. لكن لافروف أكد أن هذا “لا ينطبق على الواقع الحالي”، محذراً من أن الأوضاع “ستتغير وهذا التغيير سيستغرق بعض الوقت”. وأضاف أن الأميركيين “سيدركون أنه لا يمكن البقاء باستمرار على هذا الموقف”، داعياً الولايات المتحدة وجميع البلدان الأخرى إلى اتباع “فلسفة التعاون والابتعاد عن الديكتاتورية”.
قوى سورية معارضة تلتقي في القاهرة للتباحث بشأن لقاء موسكو
بدأ ممثلون عن المعارضة السورية، في القاهرة اليوم، اجتماعاً للتباحث بشأن التوصل إلى رؤية موحدة للمعارضة من بينها تحديد موقف من حضور «اللقاء التشاوري» الذي دعت إليه روسيا في نهاية الشهر الجاري.
ودعت موسكو شخصيات من الحكومة السورية و28 شخصية من المعارضة بينها الرئيس السابق لـ«الائتلاف السوري المعارض» هادي البحرة، واحمد معاذ الخطيب وعبد الباسط سيدا اللذان ترأسا «الائتلاف» في وقت سابق أيضاً، إلى لقاء في موسكو بين 26-29 في كانون الثاني/يناير بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد المستمرة منذ نحو أربع سنوات وخلفت أكثر من 200 ألف قتيل.
وحضر ممثلون عن «هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي» وهي أبرز قوى المعارضة السورية في الداخل وخمس شخصيات من «الائتلاف السوري» بينهم رئيس الائتلاف السابق احمد الجربا لكنه لا يمثل «الائتلاف» رسمياً كذلك شخصيات سورية مستقلة الجلسة الافتتاحية للاجتماع الذي يستضيفه المجلس المصري للشؤون الخارجية وهو مركز أبحاث مصري مستقل معني بالسياسة الخارجية.
وأوضح رئيس فرع الوطن العربي في «هيئة التنسيق الوطني» محمد حجازي أن المعارضة تأمل تحقيق أهداف متعددة من هذا الاجتماع. وقال حجازي، قبيل بدء الجلسة، إن «الغرض من المؤتمر مناقشة موضوع الذهاب للقاء موسكو وتوحيد الرؤية السياسية للمعارضة السورية وتشكيل لجنة سياسية للتحضير لصياغة هذه الرؤية وإنشاء صندوق وطني لتعزيز تنفيذ هذه الرؤية السياسية».
وقال رئيس هذا المجلس السفير محمد ابراهيم شاكر في الجلسة الافتتاحية، صباح اليوم، إن «الاجتماع يضم كوكبة من الشخصيات الوطنية السورية أملاً في فتح المجال أمامهم للتوافق حول رؤية وطنية بشكل مستقل وبعيداً من أي ضغوط تمكنهم من طرح مشروع سياسي وطني لمستقبل سوريا».
واستغرقت الجلسة الافتتاحية نحو عشر دقائق وستتبعها جلسات مغلقة على مدى اليومين المقبلين في مقر المجلس المصري.
بدوره قال الفنان السوري جمال سليمان، في الجلسة الافتتاحية، إن «المعارضة السورية ليس لديها الآن رفاهية الاختلاف على التفاصيل. يجب أن تتحد». وأضاف أن «كل مبادرة لا يمكن أن تنهي الحرب الأهلية في سوريا إلا إذا قامت على مبدأ فصل السلطات والتداول السلمي للسلطة».
وافصح مصدر في «الائتلاف السوري» أن الممثلين الخمسة الذين يحضرون الاجتماع لا يمثلون وفداً رسمياً لـ«الائتلاف». وقال المصدر، الذي تحدث شرط عدم كشف هويته، إن «الائتلاف كهيئة لم توجه له الدعوة. الدعوة وجهت لعشرين شخصاً في الائتلاف». وأضاف أن «الائتلاف قرر ألا يحضر أحد كممثل رسمي لأنه لم توجه له الدعوة كهيئة».
وكانت دمشق قد أعلنت استعدادها للمشاركة في اللقاء مع المعارضة السورية معلنةً أن نجاح لقاء موسكو يتوقف على ما ستقدمه المعارضة. وأعلن «الائتلاف السوري المعارض» على لسان رئيسه الجديد خالد خوجة رفضه المشاركة، بينما أعلنت بعض الشخصيات في الداخل مشاركتها وتريثت أخرى.
(أ ف ب)
اللاجئون السوريون لقمة سائغة للمهربين في قبرص
قبرص – فرانس برس، العربية.نت
ألقى الصراع الدائر في سوريا بثقله على سكان البلاد الذين بات جزء كبير منهم يسعى جاهدا إلى إيجاد بر الأمان، سواء في مخيمات لجوء قاسية، أو حتى بالمخاطرة عبر قوارب الموت ووعود المهربين التي عادت ما تخيب.
فقد يتعين على اللاجئ السوري أن يدفع ما بين 1500 و 5 آلاف يورو للحصول على جواز سفر مزور، وما بين 800 وألف يورو للوصول إلى تركيا على متن زورق، غير أن أولئك الذين ترمي بهم قوارب المهربين في قبرص مستعدون لأي شيء لمغادرة هذه الجزيرة صوب دول أوروبية توفر ظروفا عيش أحسن.
وللوصول إلى إيطاليا يدفع السوري مبالغ تصل إلى 6500 يورو، ليتكدس هو وعشرات آخرين على متن قارب، على أن يغادروا بعد ذلك الأراضي الإيطالية كما كانوا يأملون إلى هولندا وألمانيا أو السويد.
قبرص ملاذ غير آمن
لكن قاربا صغيرا انطلق من تركيا في آواخر سبتمبر الماضي، تركه المهربون وسط البحر قبالة سواحل قبرص وانصرفوا، وقتها وجد 345 لاجئا أنفسهم داخل مخيم في “كوكينوتريميثيا” القريب من نيقوسيا بعد أن أنقذتهم سفينة سياحية من الموت غرقا.
وفي هذا المخيم، قامت السلطات القبرصية طوال أكثر من ثلاثة أشهر بتنظيم الأمن وتوزيع المواد الغذائية والعناية الطبية، غير أنها الآن تسعى لإغلاقه نهائيا أواخر يناير الجاري لأسباب لم تعرف بعد، وعلى كل حال ففكرة الرحيل عن الجزيرة تسيطر على 200 لاجئ ظلوا في ذلك المخيم.
تقول سلوى اللاجئة السورية في قبرص: “لا توجد هنا نفس الخدمات المتوفرة للاجئين في البلدان الأوروبية الأخرى كالتعليم والسكن”.
تضيف سلوى المتزوجة والأم لثلاثة أطفال والتي تركت اثنين منهم في سوريا: “لا أستطيع استقدام ابني، لذلك يتعذر علي الإقامة هنا”، فالقانون القبرصي لا يضمن لم الشمل العائلي إلا للأشخاص الحاصلين على وضع لاجئ.
وتستفيد الغالبية الساحقة من اللاجئين من وضع يسمى “الحماية الثانوية”، التي تقلص كثيرا الحقوق في استقدام العائلة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة الخاصة بشؤون اللاجئين.
استغلال المهربين
هذا الوضع شجع المهربين الذين يستفيدون من غياب شرطة مشرفة على المخيم، على القدوم يوميا والاختلاط باللاجئين.
تقول سلوى: “دفعنا في البداية ملايين (الليرات السورية) للذهاب إلى تركيا ومنها إلى بلد أوروبي. والآن يستغل أشخاص ضعفنا للحصول على مزيد من المال من خلال إغداق الوعود بنقلنا إلى بلد آخر. نحن يائسون”.
وقد قام كثيرون في المخيم حتى الآن بأكثر من محاولة للمغادرة، فقد اشترى بسام، وهو أستاذ في 25 من عمره، بخمسة آلاف يورو جواز سفر مزورا من مهرب في “جمهورية شمال قبرص التركية”، الشطر الذي تحتله تركيا من الجزيرة منذ 1974، لكنه اعتقل قبل أن يتمكن من الفرار.
ووصلت سلمى التي تبلغ 18 من العمر إلى قبرص مع والدتها وشقيقها الطالب في الهندسة وشقيقتها الطبيبة، حيث تعاني والدتهم من مرض السرطان. وبعد أسابيع تحت الخيمة، قرروا القيام بمحاولة للمغادرة بجوازات سفر أوروبية مزورة دفعوا 1500 يورو ثمناً للواحد منها.
وبعد أن تمكنوا من مغادرة الجزيرة والهبوط في اسطنبول، اعتقلتهم الشرطة التركية بينما كانوا يستقلون الطائرة متوجهين إلى الدنمارك، ليعودوا مرة أخرى إلى قبرص ومخيمها.
وقد حاول عبداللطيف حظه أيضا، ويقول: “لدى وصولي إلى مرسين في تركيا، قررت على الفور ركوب سفينة والسفر إلى أوروبا”. تجول في شوارع نيقوسيا بحثا عن مهرب، وسرعان ما عثر على واحد وتفاوض معه على الشروط، واجتاز خلال الليل الخط الذي يفصل قبرص اليونانية عن قبرص التركية، لكنه اعتقل أيضا وأعيد إلى المخيم.
وتمكن 15 لاجئا، الاثنين، من المغادرة، كما يقول ساكنو الخيم، فقد دفع كل واحد منهم ألف يورو للوصول إلى تركيا.
التحالف الدولي يواصل حربه على داعش
العربية.نت
وصل وزراء خارجية 21 دولة إلى إلى قصر لانكاستر هاوس في لندن الخميس لبحث الجهود الدولية للتصدي لتنظيم “داعش”.
وقال إدوِين سموأل، المتحدث الجديد باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمقيم في المنطقة، إن مشاركة دول عربية وإسلامية في التحالف الدولي، وحضورها هذا المؤتمر، يؤكد أننا نقف معا ضد بربرية داعش ولن نسمح لبعض المتطرفين العنيفين بأن يفرقوا بيننا.”
وأضاف “المؤتمر يناقش التقدم المحرز حتى الآن، والمساعدة في مزيد من تنسيق الجهود الدولية ضد داعش، كما سيناقش وزراء الخارجية: مواجهة تمويل داعش، الحد من تدفق المقاتلين الأجانب، تقويض خطاب داعش، الجهود الإنسانية، والدعم العسكري للمقاتلين ضد داعش”.
وتابع “مشاركة 21 وزير خارجية دولة من التحالف الدولي في مؤتمر لندن يؤكد تضافر الجهود الدولية وعزم دول التحالف على المزيد من التعاون لمواجهة داعش، خاصة بعد الأعمال الإرهابية الأخيرة في فرنسا”.
وأكد إدوِين سموأل مجددا أن “حضور دول عربية في المؤتمر مهم للغاية، فهي دول تلعب دورا هاما في التحالف الدولي، كما أن المسلمين هم من أبرز المستهدفين من قبل داعش الذي يقوم بتشويه الدين الإسلامي القائم على التسامح والسلام”.
ويبحث وزراء خارجية الدول الـ21، ومعهم ممثلان عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، خلال اجتماع الخميس، تنسيق جهود التصدي لـ”داعش” والإجراء الذي يمكن اتخاذه مستقبلاً بموازاة مسارات مختلفة من الجهود.
من جهته يشارك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الاجتماع. والتقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبيل الاجتماع الذي قال إنه “يدعم الحكومة العراقية الجديدة. ومن الواضح أننا في يوم مهم يجتمع فيه الأعضاء الرئيسيون في التحالف لمساعدة العراق وهزيمة داعش هنا في لندن”.
بدوره قال العبادي إن قوات الجيش العراقي حالت دون تقدم التنظيم في مناطق عدة لكن العراق يواجه “أزمة حقيقية”.
وسيتوجه العبادي بعد انتهاء اجتماع التحالف إلى سويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي.
ضربات التحالف على معاقل “داعش” في أرقام
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ما زالت قوات التحالف الدولي تواصل هجماتها على معاقل “تنظيم الدولة” في العراق وسوريا، منذ الثامن من أغسطس 2014، حتى وصل عدد هذه الغارات أكثر من ألفين، استهدفت ما يزيد عن 3 آلاف معقل، تلقت 5 آلاف قنبلة.
يأتي ذلك في وقت دعت بريطانيا الدول الأعضاء في التحالف الدولي الذي تقود الولايات المتحدة ضد داعش، إلى اجتماع في لندن، الخميس، ويحضر الاجتماع ممثلون عن 21 دولة، من بينها الولايات المتحدة والعراق والإمارات.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، في 8 يناير الجاري، أن قوات التحالف الدولي ألقت نحو 5 آلاف قنبلة منذ بدء الضربات الجوية على “تنظيم الدولة” بالعراق وسوريا.
ومنذ إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما تشكيل تحالف دولي ضد التنظيم، سرعان ما انضمت عدة دول للتحالف، مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، ليصل عددها إلى 40 دولة، من بينها دول عربية هي: البحرين والأردن والسعودية والإمارات وقطر.
وفي سبتمبر 2014 بدأت ضربات التحالف الدولي على مواقع “تنظيم الدولة” في سوريا، التي شهدت قرابة 750 غارة حتى الآن.
وبحسب تقارير القيادة الوسطى الأميركية، تم استهداف أكثر من 3 آلاف ومئتي موقع تابع لـ”تنظيم الدولة” في الأشهر الأربعة الماضية. ومنذ بدء تحرك التحالف، ضربت طائراته 12 مصفاة للنفط يسيطر عليها “داعش”.
وانخفضت وتيرة الغارات الجوية على مواقع “داعش” خلال الشهرين الماضيين، لتعود إلى ذروتها في يناير الجاري، حيث وصل عدد الغارات الجوية إلى 29 غارة، في أقل من 24 ساعة السبت الماضي.
النظام السوري يلوح لتركيا بورقة مذابح السريان الآشوريين
روما (22 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
في خطوة لافتة من طرف النظام السوري لفك جانب من جوانب أزمته، قام بإجراء مختلف عن سياسته السائدة تجاه مذابح الآشوريين السريان التي ارتكبها جيش السلطنة العثمانية عام1915، تمثلت بقيام الفضائية السورية الحكومية الرسمية للمرة الأولى بنقل فعاليات إحياء الذكرى المئوية للمذبحة المعروفة عند السريان بـ(سيفو) أي السيف، التي افتتحها رأس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في سورية والعالم، البطريرك أفرام الثاني كريم، بحضور ممثلين عن مختلف الكنائس والطوائف المسيحية في سوريا وممثل عن الحكومة السورية من قلب أقدم العواصم الآرامية السريانية (دمشق) أو (دامسروق) كما يسميها السريان
هذا الانفتاح الحكومي الرسمي من قبل الحكومة السورية على مذابح الآشوريين (سريان وكلدان)، بعد عقود طويلة من التجاهل والنكران، لا يمكن فصله عن الأزمة السورية ودعم واحتضان حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامية في تركيا للمعارضات السورية التي تُقاتل النظام لإسقاط حكم الأسد
بدأت الفعاليات بإقامة قدّاس ترأسه البطريرك في كاتدرائية مار جرجس حيث ألقى كلمة عن المناسبة ربط فيها بين مذابح العثمانيين بحق المسيحيين والمذابح التي تُرتكب اليوم بحق مسيحي المنطقة، قال فيها “ما أشبه اليوم بالأمس، فبعد مرور مائة عام على السيفو (المذبحة)، نرى أنفسنا أمام إبادة جماعية جديدة، الجلاد الجديد نزل ثانية إلى الساحة، ليسلط سيفه على رقاب كل من يقول لا للظلم والعدوان، ولكل من رفض تغيير معتقده ودينه، وكأني به يريد أن يُكمل ما لم يستطع إنجازه قبل مائة عام”، وأضاف “إن أجناد الشر من بني عثمان ومن جاراهم من الشعوب الأخرى، قامت بإعلان حرب إبادة ضروس على الشعب الأرمني في البداية ما لبثت أن انقلبت إلى حرب إبادة ضد كل شعوب المنطقة غير المسلمة، وكانت نتيجتها أن سقط من السريان بكل طوائفهم ما يزيد على الخمسمائة ألف شهيد”، حسب قوله
ويرى مسيحيو سورية أن النظام يسعى لكسب تأييد المسيحيين بشكل عام وليس فقط السريان وضمان وقوفهم إلى جانبه في صراعه على السلطة، كما يسعى أيضاً لكسب ود الجاليات الآشورية السريانية في دول الاغتراب حيث لهم ثقلهم السياسي (نواب في البرلمانات ورؤساء بلديات ووزراء في أكثر من دولة أوربية) على أمل أن تضغط هذه الجاليات على حكومات بلدانها لتتراجع عن دعم المعارضة السورية
وحول تغيّر موقف النظام السوري من هذا الملف، قال سليمان يوسف، الباحث المهتم بقضايا الأقليات، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا ننفي بأن هذه الخطوة اللافتة من قبل النظام السوري أثارت ارتياحاً في مختلف الأوساط الآشورية السريانية، لكن الأوساط ذاتها تشكك في نواياه وأهدافه خاصة وأنه معروف بألاعيبه ومناوراته عندما يتعرض لأزمة كالتي تعصف به منذ أربع سنوات”، وفق قوله
وأوضح أن “هذا الموقف الجديد من قِبل النظام سيبقى دون معنى أو قيمة سياسية ما لم تعترف الدولة السورية بشكل رسمي بوقوع المذبحة، ومطالبة الحكومة التركية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ضحاياها”، فـ”من دون اعتراف سوري رسمي بالمذبحة سيبقى هذا الانفتاح مجرد تكتيك سياسي الهدف منه تلويح النظام بورقة المذابح بوجه الدولة التركية على أمل أن تتراجع عن موقفها الداعم للمعارضات السورية أو على الأقل أن تتخلى عن مطلب إسقاط الأسد”، حسب تأكيده
وتابع “كان يُفترض أن تكون سورية من أوائل من يعترف بمذابح السريان، فمئات الآلاف من الضحايا هم سوريون ذبحوا على أرض سورية تحتلها تركيا، كما أن سورية التي استقبلت مئات آلاف الهاربين من المذبحة تعتبر شاهدا دوليا عليها، فضلاً عن المشكلات السياسية والمجتمعية التاريخية بين تركيا وسورية، وبشكل خاص مشكلة لواء اسكندرون الذي تحتله تركيا”، لكن “كل هذه الملفات لم تهم النظام السوري، ويبدو أن كل ما يفعله يهدف فقط لبقائه في السلطة”، على حد تعبيره