أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 10 تشرين الأول 2012

اردوغان مستعد «لكل الاحتمالات» و«الناتو» يتضامن معه

دمشق، بيروت، انقرة، بروكسيل – ا ف ب، رويترز

فيما يستمر التوتر في المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا، أكد رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم امس ان انقرة جاهزة لكل الاحتمالات مع سورية، وانها ستستخدم «جميع الوسائل بما فيها الديبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة»، مشيراً إلى أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية فقط. وقال أردوغان ان الحكومة التركية جاهزة «لكل الاحتمالات»، مجدداً التأكيد ان بلاده سترد على اي هجوم سوري.

في هذا الوقت تفقد رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزال قوات بلاده المتمركزة على الحدود مع سورية. وزار، برفقة ضباط كبار في الجيش، محافظة هاتاي الحدودية التي شهدت تبادل اطلاق نيران المدفعية بين سورية وتركيا. واكدت الحكومة التركية ان اوزال سيزور مواقع اخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي تم تعزيزها مؤخراً.

من جهة اخرى قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) اندرس فو راسموسن امس ان لدى الحلف خطط جاهزة للدفاع عن تركيا ضد اي هجوم من سورية اذا لزم الامر، لكنه عبر عن أمله في أن يتوصل البلدان إلى طريقة لمنع تصاعد التوتر. واوضح راسموسن أن لتركيا حق الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي، وانه يمكنها الاعتماد على تضامن حلف الأطلسي معها.

وفي التطورات الميدانية، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة سيطروا امس على مدينة معرة النعمان الواقعة على الطريق العام الذي يصل دمشق بحلب. وانسحبت قوات النظام من كل الحواجز الواقعة في المدينة، باستثناء حاجز واحد عند احد المداخل. واشار المرصد الى الاهمية الاستراتيجية لهذه المدينة التي تمر فيها كل تعزيزات قوات النظام في طريقها الى حلب.

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت في معرة النعمان استمرت ثماني واربعين ساعة. وبثت المعارضة شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر فيه نحو عشرين مسلحا بعضهم وقف على دبابة وآخرون من حولهم راحوا يطلقون النار في الهواء ابتهاجا. وقال صوت مسجل على الفيديو ان «كتائب والوية شهداء سورية استولت على حاجز الدلة» في معرة النعمان. وبهذا تكون مجمل مناطق ريف ادلب قد اصبحت خارج سيطرة قوات النظام.

وكان مقاتلو المعارضة استولوا على معرة النعمان مرة اولى في 10 حزيران (يونيو) الماضي، لكنهم انسحبوا منها في آب (اغسطس) تحت ضغط هجمات القوات النظامية.

وفي حمص تمكنت قوات النظام من اقتحام حي الخالدية، الذي كان احد ابرز معاقل المعارضة. واشار المرصد السوري وناشطون الى تقدم قوات النظام داخل الحي من دون ان تتمكن من السيطرة عليه. فيما ذكر التلفزيون الرسمي ان «قواتنا المسلحة الباسلة تبسط الامن في اجزاء كبيرة من حي الخالدية وتلاحق فلول الارهابيين في ما تبقى منه».

وقال ناشط في حمص لوكالة «فرانس برس» عبر «سكايب» ان «هناك 800 عائلة محاصرة في حمص وسوف تحدث مجزرة لم تشهدها الثورة ان تم الاقتحام الكامل». واشار الى ان «الجيش السوري الحر يتصدى ببضع ذخائر وصبر وثبات». ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري حكومي ان القوات النظامية بدأت حملة للسيطرة على معاقل المعارضة في حمص وريفها، وتأمل في انهائها قبل نهاية الاسبوع الجاري.

وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة حرستا صباحا لقصف من قوات النظام بعد هجوم انتحاري مزدوج ليل اول من امس استهدف الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية ومركزاً لصيانه الآليات العسكرية في ريف العاصمة، تبنته «جبهة النصرة». واستخدم احد الانتحاريين سيارة اسعاف مفخخة. وقالت مصادر المعارضة ان فرع المخابرات الجوية الذي استهدفه التفجير «هو الاكبر والاكثر شهرة للمخابرات الجوية في دمشق وريفها». وفيما لم تعلن ارقام لضحايا الهجوم توقع المرصد السوري ان يكون العدد «كبيرا جدا».

واعلنت قيادة «الجيش السوري الحر» في الداخل ان اشتباكات عنيفة وقعت امس عند مطار دير الزور العسكري، وادت الى اشتعال النار داخل المطار في عملية مشتركة لـ «لواء جعفر الطيار» و»لواء بشائر النصر» و»كتيبة الحمزة». وقالت ان «الجيش الحر» استخدم الدبابات التي غنمها من معارك سابقة في هذه العملية.

سيدا يدخل سورية ويلتقي قادة «الجيش الحر» للبحث في سبل تمويلهم ودعمهم

دمشق، لندن – «الحياة»، أ ف ب

قالت مصادر في المعارضة السورية إن رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض عبد الباسط سيدا، زار سورية أمس والتقى العديد من قادة «الجيش السوري الحر».

وقال سيدا إن السبب من زيارته هو أن يبحث المعارضون داخل سورية مع المعارضة في الخارج، ما يمكن تقديمه من أجل خدمة الشعب السوري.

وجاء في بيان صادر عن «المجلس الوطني السوري» حول الزيارة، أن سيدا والوفد المرافق له ناقشوا مع قيادات «الجيش الحر» الأوضاع الميدانية، وبالأخص في مدينة حمص، وسبل التحرك العاجل لفك الحصار عنها، عبر إشغال قوات النظام عنها، وقطع إمداداته إليها، وفتح ثغرات في الحصار لمرور المدنيين والإغاثة، وتزويد مقاتليها بما يحتاجون من الذخيرة والسلاح والمؤونة.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤولين في «الجيش الحر» من دون الكشف عن هويتهم، أن سيدا زار بلدة باب الهوى المحاذية لتركيا في محافظة ادلب، والتقى «رئيسي المجلسين العسكريين في كل من محافظتي ادلب وحلب في الجيش السوري الحر». وتم التطرق خلال الاجتماع إلى سبل تمويل الجيش السوري الحر ودعمه في هذه المناطق، وفق الوكالة.

وقال مسؤولون في المعارضة السورية إن سيدا تجول في منطقة قريبة من الحدود مع تركيا. ورافق عدد من أعضاء المجلس الوطني عبد الباسط سيدا خلال زيارته إلى داخل الأراضي السورية، كما كان معه العميد مصطفى الشيخ وهو الأعلى رتبة بين ضباط الجيش السوري الحر.

وتعد الزيارة خطوة في سبيل توحيد صفوف المعارضة السورية، قبيل الاجتماع المزمع أن يعقده المجلس الوطني السوري بين 15 و17 من الشهر الجاري في العاصمة القطرية الدوحة. وأكد عضو المجلس الوطني السوري لؤي الصافي، أن أهم نقطة في الاجتماع ستكون «إعادة الهيكلة والتوسعة، والقصد منها خطوة أخرى باتجاه توحيد المعارضة السورية في إطار أوسع».

وكان عبد الباسط سيدا قد تحدث الجمعة الماضية عن «إعادة هيكلة» للمجلس تشمل بشكل خاص توسيع مشاركة القوى الميدانية الموجودة في الداخل، وزيادة عدد أعضائه من 300 إلى 600 عضو.

وهي الزيارة الأولى للمُعارض السوري إلى داخل الأراضي السورية منذ تسلمه رئاسة المجلس الوطني في يونيو (حزيران) الماضي من سلفه برهان غليون.

كما تأتي الزيارة في ظل التطورات الحاصلة ميدانياً، وخاصة تصاعد التوتر بين تركيا وسورية على خلفية سقوط قذائف سورية في قرية تركية حدودية ومقتل خمسة مدنيين أتراك.

وقد علق سيدا على هذه التطورات أثناء مؤتمر صحفي في إسطنبول أول من امس بالقول إن نظام الرئيس بشار الأسد يسعى جاهداً لتصدير الأزمة إلى دول الجوار السوري مثل لبنان وتركيا. وأضاف أن هدف ذلك تحويل الثورة السورية من ثورة شعبية للمطالبة بحقوق مشروعة إلى صراع إقليمي.

النظام يتقدّم في حمص والمعارضة شمالاً

الأطلسي أعدّ خططاً للدفاع عن تركيا

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

دخلت القوات النظامية السورية أمس حي الخالدية في مدينة حمص التي تشهد معارك ضارية منذ الاثنين مع عدد من القرى المحيطة بها، وقت تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن سيطرة مجموعات معارضة على مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد، وأشار الى مقتل عشرات الاشخاص في تفجيرين استهدفا في وقت متقدم الاثنين مركزاً للمخابرات الجوية السورية في حرستا بريف دمشق وتبنتهما “جبهة النصرة” المتطرفة. وأعلن حلف شمال الأطلسي أنه أعد خططا للدفاع عن تركيا العضو في الحلف إذا لزم الأمر في مواجهة أي أعمال عنف أخرى عبر الحدود من سوريا. وتفقد رئيس الاركان التركي الجنرال نجدت اوزيل القوات المتمركزة على الحدود السورية التي شهدت اضطرابا أخيراً. (راجع العرب والعالم)

وفي مواجهة التصعيد المستمر في انحاء مختلفة من سوريا، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الذي أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف النار من جانب واحد. وقال: “بلغ الوضع مستوى غير مقبول، من غير المحتمل ان تستمر معاناة الشعب على هذا النحو. لهذا السبب شرحت للحكومة السورية ان عليها ان تعلن فورا وقفا أحاديا لاطلاق النار”، داعيا المعارضة الى القبول به. وأضاف: “أدعو مجدداً الدول التي تزود الجانبين الاسلحة الى وقف ارسال المعدات العسكرية. عسكرة النزاع ستجعل الشعب السوري في وضع أصعب والحل الوحيد هو سياسي عبر حوار سياسي”.

وأعلن أن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الإبرهيمي سيتوجه إلى المنطقة مجدداً وسيزور دولا عدة وبعدها سيزور سوريا”. وذكر بأن الإبرهيمي يسعى إلى وقف إراقة الدماء والتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق يسمح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا. وشدد على أنه “أولا وقبل كل شيء يجب أن يتوقف العنف في أسرع وقت ممكن”. وأشار إلى أنه يناقش سبل توفير ضمانات لكل من المقاتلين والحكومة في محادثات مع مجلس الأمن ودول في المنطقة. قائلا: “أتلقى دعما إيجابيا من الدول المهمة”.

أما هولاند فقال: “علينا فرض عقوبات جديدة لدفع النظام الى الرضوخ”. وأضاف: “الصعوبة التي نواجهها لا علاقة لها بالانتخابات الأميركية ولكن لها علاقة بالانقسام في مجلس الأمن حيال اتخاذ قرارات فورية ستكون مفيدة للشعب السوري”.

وأوضح ديبلوماسيون أن الإبرهيمي سيزور أولا السعودية وتركيا ومصر وكلها دول ذات ثقل ديبلوماسي في المنطقة لاجراء مشاورات قبل أن يتوجه إلى دمشق.

وصرح الناطق باسم الابرهيمي احمد فوزي لاحقاً ان جولة الابرهيمي في الدول المجاورة تعني انه لن يزور سوريا هذا الاسبوع. ورفض الادلاء بتفاصيل عن مسار رحلة الابرهيمي لاسباب أمنية.

     واشنطن

ونقلت صحيفة “الموند” الفرنسية عن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون اوروبا فيليب غوردن انه “من السابق لاوانه” الاعتراف بحكومة موقتة تؤلفها المعارضة السورية قبل ان “تنظم صفوفها”. وقال ان الرئيس الفرنسي “فرنسوا هولاند طرح الاعتراف بحكومة موقتة. لدينا تحفظات عن هذا الاقتراح… لا نعتقد ان المعارضة مستعدة لتأليف حكومة موقتة. يوماً ما سيتحتم الاعتراف بحكومة او كيان موقت، لكن الامر الآن سابق لاوانه”. واضاف آسفا: ” لا أزال أرى ان المعارضة ينقصها التنسيق والتنظيم”، لافتا الى انها “لا يمكن ان تكون معارضة سنية او كردية او مسيحية … ينبغي تمثيل جميع القوى في سوريا”.

ويجتمع “المجلس الوطني السوري” الاسبوع المقبل في الدوحة لمحاولة توسيع صفوفه مجدداً ليشمل جماعات اخرى معارضة لنظام الاسد. ويتعرض المجلس دوريا لانتقادات من الداخل السوري ومن الخارج لعجزه عن توحيد المعارضة السورية بعد اكثر من 19 شهرا من انطلاق الانتفاضة على النظام السوري.

 هولاند يتخوّف من انتقال الأزمة إلى لبنان

بـان يدعـو دمشــق أولاً لـوقـف إطـلاق الـنـار

هيمنت الأزمة السورية على مباحثات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، حيث طالب بان كي مون النظام السوري بوقف من جهة واحدة لإطلاق النار على أن يلتزم المسلحون به، مكرراً دعوته إلى حلّ سياسي للأزمة، فيما دعا هولاند إلى فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، مكرراً تحذيراته من انتقال الأزمة الى لبنان.

ودعا بان كي مون، في مؤتمر صحافي مشترك مع هولاند في باريس، النظام السوري إلى تطبيق وقف من جهة واحدة لإطلاق النار، مطالباً المعارضة المسلحة القبول به. وقال «بلغ الوضع مستوى غير مقبول، من غير المحتمل أن تستمرّ معاناة الشعب على هذا النحو. لهذا السبب شرحت للحكومة السورية أن عليها أن تعلن فوراً وقفاً منفرداً لإطلاق النار»، مضيفاً إن «رد فعل» دمشق كان «معرفة ماذا سيحصل لاحقاً». وتابع «أدعو قوّات المعارضة إلى قبول وقف إطلاق النار الأحادي إذاً متى تعلنه الحكومة السورية»، موضحاً أنه يبحث هذه المسألة مع «الدول الأساسية في مجلس الأمن ودول المنطقة».

وحثّ الدول التي تقدّم الأسلحة لطرفي النزاع، وقف هذا الأمر «لأن الاستمرار في تقديم هذا العتاد العسكري، وكذلك في عسكرة الصراع، سيضعان الشعب السوري في مواقف أكثر بؤساً. وهذا ليس خياراً، وإنما الخيار الوحيد المتاح هو الحل السياسي عن طريق الحوار».

وأعلن بان كي مون أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيزور دمشق قريباً في محاولة لإقناع الحكومة السورية بالوقف الفوري لإطلاق النار. وقال إن «الإبراهيمي سيزور عدداً من الدول في المنطقة وفي النهاية سيزور سوريا»، موضحاً أنّ هدف الزيارة هو التخفيف من إراقة الدماء والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

من جهته، اعتبر هولاند أنه «كانت هناك وقائع خطيرة جداً على الحدود السورية مع تركيا». وقال «إذا كان ذلك قد جرى تجنّبه فلأنّ الجانب التركي أظهر رشداً وتعقلاً، لكن إلى متى؟»، مضيفاً إن هناك أيضاً «خطر زعزعة الاستقرار في لبنان والأردن». وأيّد تعزيز العقوبات «حتى يستسلم النظام ويترك (الرئيس السوري بشار) الأسد موقعه بما يمكّن البلاد من انتقال سياسي».

وعلى صعيد منفصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الإفراج فوراً عن الرهائن الفرنسيين المحتجزين في الساحل الأفريقي، بينما جدد هولاند تأكيده على دعم تدخل عسكري في مالي.

وقال الرئيس الفرنسي إن بان كي مون اختار رئيس الحكومة الإيطالية السابق رومانو برودي ليكون موفداً للأمم المتحدة في منطقة الساحل الأفريقي، وان فرنسا تدعم هذا الخيار، مؤكدا أن «الاسم المقترح يبدو جيدا».(أ ف ب، رويترز، أ ش أ، أ ب)

المسلحون يسيطرون على معرة النعمان

انسحاب «تكتيكي» في حمص واستمرار اشتباكات القصير

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن المسلحين سيطروا على مدينة معرة النعمان، مشيرا إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكما «كل تعزيزات النظام في طريقها إلى حلب»، فيما تبنت «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة تفجيرين انتحاريين استهدفا فرع الاستخبارات الجوية في مدينة حرستا أمس الأول.

وأعلن «نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد» عارف لحمود، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «انسحاب قوات الجيش من مناطق كانوا يسيطرون عليها في حمص»، موضحا أن «مسلحي الجيش الحر نفذوا انسحابا تكتيكيا من مناطق كانوا يسيطرون عليها منذ أشهر في حمص».

وأكد التلفزيون السوري اقتحام القوات النظامية حي الخالدية وسط حمص. وأشار المرصد، في بيانات، إلى «مقتل 72 شخصا، هم 20 مدنيا و24 مقاتلا معارضا و28 جنديا نظاميا».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القوات النظامية «انسحبت من كل الحواجز الواقعة في مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند أحد المداخل»، مشيرا إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكما «كل تعزيزات النظام في طريقها إلى حلب»، موضحا أن عملية الانسحاب جاءت بعد معارك استمرت 48 ساعة.

وقال التلفزيون السوري إن «القوات السورية المسلحة الباسلة بسطت الأمن في أجزاء كبيرة من حي الخالدية في حمص وتلاحق فلول الإرهابيين في ما تبقى منه». ويعد هذا الحي أحد أبرز معاقل المسلحين.

وقال الناشط أبو بلال الحمصي، الموجود في حمص القديمة، عبر «سكايب» لوكالة «فرانس برس» إن الجيش «اقتحم جزءا من حي الخالدية ولم يقتحم الحي كاملا». وأضاف «هناك 800 عائلة محاصرة في حمص وستحدث مجزرة لم تشهدها الثورة إن تم الاقتحام الكامل».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدة من قواتنا المسلحة صادرت أسلحة متنوعة، بينها إسرائيلية الصنع، وقضت على عدد من الإرهابيين من جنسيات أفغانية وشيشانية في بلدة الزراعة بريف القصير. كما قضت وحدة من قواتنا المسلحة على عدد من الإرهابيين حاولوا التسلل من الأراضي اللبنانية إلى سوريا في موقع خربة النعيمات بريف القصير».

وأشار المرصد إلى «تعرض حيي طريق الباب والشعار في شرق حلب للقصف من القوات النظامية. كما تدور اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط حي الصاخور والحمدانية».

ونقل مراسل «فرانس برس» عن «أبو محمد»، أحد سكان حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية، قوله إن قذيفتين سقطتا على شركة خاصة لجمع القمامة «وأدتا إلى قتل عاملين وجرح أربعة»، مشيرا إلى انه «منذ محاولة الجيش الحر دخول الحي وصدهم من قبل اللجان الشعبية الكردية، يشهد الحي سقوط قذائف بشكل شبه يومي».

وأفاد المرصد عن مقتل «عشرات الأشخاص في الهجوم الذي استهدف فرع الاستخبارات الجوية في مدينة حرستا» أمس الأول، مشيرا إلى أن «مصير مئات السجناء المعتقلين في أقبية الفرع ما زال مجهولا».

وتبنت «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة، في بيان، الهجوم الذي نفذه انتحاريان بسيارتين، إحداهما سيارة إسعاف، وتلاه قصف الفرع بقذائف الهاون. وأشارت إلى أن «المرحلة الأولى شملت نسف المبنى بسيارة محملة بتسعة أطنان من المتفجرات يقودها الاستشهادي البطل أبو ذر الشامي». وأضافت «بعد 25 دقيقة من النسف الأول، اقتحم الأخ الاستشهادي أبو يحيى الشامي لينسف تجمع من بقي من عناصر الجوية ومن جاء لمددهم وإسعافهم».

لكن مصدراً في أجهزة الأمن السورية نفى هذه الرواية، موضحا أن الحراس أطلقوا النار على السيارة الأولى التي انفجرت قبل أن تدخل المحيط المحصن للفرع، أما الثانية فاعترضت وأوقف سائقها. واعتبر أن ما جرى «كان إشارة إلى هجوم كبير الحجم من قبل الإرهابيين الذين كانوا يريدون السيطرة على الفرع، لكن بعد خمس ساعات من الاشتباكات تم صدهم».

(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

أردوغان يهاجم معارضيه ويعتبر السوريين «أمانة أجدادنا» كيليتشدار أوغلو: تركيا على شفير حرب وداود أوغلو أحمق

شن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، أمس، هجوما على المعارضة الداخلية الرافضة للتصعيد مع سوريا، معتبرا ان بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا بعد القصف المتبادل في الأيام الأخيرة بين الجانبين، وأن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا».

في هذا الوقت، تفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل القوات المتمركزة على الحدود السورية، فيما كانت تركيا ترسل طائرات حربية الى ديار بكر.

وسارع زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو للرد على أردوغان، معتبرا، أمام نواب حزبه، أن «سياسة حكومة العدالة خاطئة بالشأن السوري»، مشددا على انه «ينبغي ألا تتطرق حكومة العدالة للديموقراطية لأنها لا تفهم معناها».

وقال «لا يمكن لحزب الشعب الجمهوري أن يوقع على صلاحية تفويض الحكومة لدفع البلاد للحرب»، مؤكدا أن تركيا على حافة هاوية الحرب مع سوريا. وتساءل «لماذا لم يدافع أردوغان عن المواطنين العراقيين، من نساء وأطفال أبرياء أثناء الاحتلال الأميركي للعراق، ولماذا يسمح للجيش السوري الحر باستخدام الأراضي التركية من دون الحصول على تفويض من البرلمان».

ووصف كيليتشدار أوغلو وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بـ«الأحمق». وقال «من يقف إلى جانب تركيا؟.. حماس والبرزاني وقطر والسعودية، أما سوريا فلديها البرازيل وإيران وروسيا والصين إلى جانبها». وأضاف «هل هذا عمق استراتيجي أم عمى استراتيجي؟ العملية التي أسفرت عن ضم تركيا إلى توازن لا معنى له كهذا تأتي من وزير خارجية معروف بعدم كفاءته في كل أنحاء العالم»، مضيفا «لا تحتاج إلى معرفة عميقة لمعرفة ذلك، بل عليك أن تكون أحمقَ فعلاً لتفعل ذلك».

وقال أردوغان، في خطاب أمام نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي في أنقرة، إن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا، ونحن لا ننظر في سياستنا الخارجية من منظار مذهبي، فجميع الحكام العرب الذين سقطوا في الربيع العربي هم من أهل السنة».

واعتبر انه «لا ينتظر ممن ينظرون إلى تركيا والعالم من منظور ضيق أن يتفهموا سياسات حكومته، لأن الشعب التركي يفهمنا ويدعمنا». وأوضح أن «هناك مشاهد، أثناء مناقشات مذكرة تفويض الحكومة عسكرياً في مجلس الأمة التركي، تستحق أن تكون عبرة تاريخية»، مضيفا «أعتقد أن المناقشات التي جرت في البرلمان شكلت أحد المنعطفات السياسية».

وانتقد اردوغان موقف «حزب الشعب الجمهوري» المعارض من مذكرة التفويض، قائلا «لقد وقفتم أمام الولايات المتحدة الأميركية بخشوع». وأشار إلى أن «تركيا فقدت خمسة من أبنائها، جراء القصف السوري لأراضيها، الأمر الذي لم نقف إزاءه مكتوفي الأيدي»، موجهاً انتقاداً لزعيم «حزب الشعب» كمال كيليتشدار أوغلو الذي عارض تفويض البرلمان للحكومة بالتدخل العسكري خارج حدود البلاد. وقال «نحن لم ولن نذرف الدموع على إرهابي قتل أبناءنا. هذا واجب يفرضه علينا ضميرنا الإنساني. وفي المقابل لا نريد لأحد أن يبكي ويذرف الدموع كما ذرفته أمهاتنا».

وأوضح أردوغان أن «سياسة الحكومة الخارجية لا تتحرك وفق المذهبية، فالحكام العرب الذي سقطوا هم من السنة»، معتبرا أن الرئيس السوري «بشار الأسد يسعى لكسر الرقم القياسي المسجل باسم والده الراحل حافظ الأسد في قتل السوريين، والذي يبلغ 30 ألف قتيل».

وشدد اردوغان على أن «تركيا لا تميز بين مكونات الشعب السوري، الذي تربطه به روابط تاريخية»، مضيفا أن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا»، متعهدا «بمواصلة دعم هذا الشعب، ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين». واعتبر أن «النظام السوري انتهى، وأن الأسد الآن عاجز يسير على عكازين، وانه إذا سقط العكازان فسيسقط نظام الأسد». وقال «نحن مع الشعب السوري يدا بيد وليس مع نظام الأسد».

وسأل المعارضة «هل تصمت الحكومة إزاء مقتل أبناء تركيا؟»، داعيا كيليتشدار اوغلو إلى «تغيير موقفه من التهديدات التي تشكلها سوريا». وقال إن «تركيا ستستخدم جميع الوسائل، بما فيها الديبلوماسية، للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل الخيارات السياسية». وأضاف أن «جنود نظام الأسد قصفوا أراضينا بالمدافع، ونحن نرد عليهم بالمثل وسنضرب كما يضربون، وجاهزون لكل الاحتمالات».

أوزيل

وتفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل القوات المتمركزة على الحدود السورية. وزار اوزيل برفقة ضباط في الجيش محافظة هاتاي التي شهدت تبادل إطلاق قذائف بين سوريا وتركيا.

وذكرت وكالة «الاناضول» ان أوزيل تفقد قيادة اللواء 39 مشاة وآليات، التي نقلت أمس الاول من مدينة إسكندرون إلى منطقة الريحانية، ليكمل بعدها جولته في المنطقة، وتفقد باقي الوحدات العسكرية.

وذكرت صحيفة «حرييت» التركية امس ان 25 طائرة حربية من طراز «أف 16» وصلت إلى القاعدة الرئيسية الثانية في مدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا بهدف تعزيز قوة السلاح الجوي في القاعدة، تحسبا لتطورات الأزمة السورية، وللقيام بعمليات عسكرية جوية ضد معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وذكرت صحيفة «اقشام» التركية أن جهاز الاستخبارات التركي في اسطنبول اعتقل 30 «عميلا» للاستخبارات السورية دخلوا البلاد في أوقات مختلفة وبجوازات سفر وهويات مزورة لجمع معلومات استخباراتية لمصلحة النظام السوري.

(«السفير»، ا ف ب،

رويترز، ا ب، ا ش ا)

الإبراهيمي يزور الرياض وأنقرة قريباً ومعارضون يؤكّدون تشكيل «لجنة حكماء»

روسيا تحذر «الأطلسي» وتركيا من التدخل في سوريا

                      حذرت موسكو، امس، حلف شمال الاطلسي وتركيا، التي واصل رئيس حكومتها رجب طيب اردوغان هجومه على النظام السوري، من استغلال الحوادث الحدودية بين البلدين كذريعة للتدخل في سوريا، وذلك بعد اعلان «الأطلسي» أنه أعدّ خططاً للدفاع عن تركيا إذا لزم الأمر، لكنه دعا أنقرة ودمشق إلى تفادي التصعيد بينهما.

في هذا الوقت، أعلن ديبلوماسيون أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيزور قريباً الرياض وأنقرة، بالاضافة الى القاهرة، لإجراء مشاورات قبل أن يتوجه إلى دمشق. وأوضح المتحدث باسم المبعوث الدولي احمد فوزي إن جولة الإبراهيمي في الدول المجاورة تعني أنه لن يزور سوريا هذا الأسبوع.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في باريس، الحكومة السورية بوقف فوري لإطلاق النار، مطالباً المسلحين الالتزام بهذا الأمر أيضاً، فيما أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قلقه من تأثير الأزمة السورية على لبنان. (تفاصيل صفحة 13)

وقال نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين امير عبد اللهيان، رداً علي سؤال لوكالة «ارنا» عما إذا كانت السعودية انسحبت من اللجنة «الرباعية»، إن «عدم مشاركة السعودية في الاجتماعين الأخيرين (للجنة في القاهرة ونيويورك) أمر يجب التوقف عنده»، لكنه أضاف إن «وزير الخارجية المصري يضع السعودية في أجواء المباحثات التي جرت».

وتابع إن «إيران تؤيد مبادرة الرئيس المصري (محمد مرسي) باعتبارها تمثل آلية سياسية»، مضيفاً «إننا وعلي النقيض من بعض الأطراف الإقليمية والخارجية نري أن النقطة الرئيسية في مبادرة الرئيس المصري، وكما هو الحال بالنسبة لإيران والأمم المتحدة، هي أن حلّ الأزمة السورية يمر عبر الطرق السياسية فحسب، ولا حل عسكرياً وأمنياً لها».

إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن المسلحين سيطروا على مدينة معرّة

النعمان، مشيراً إلى الأهمية الإستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكماً «كل تعزيزات النظام في طريقها إلى حلب»، فيما تبنّت «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة تفجيرين انتحاريين استهدفا فرع الاستخبارات الجوية في مدينة حرستا أمس الأول. وأكد التلفزيون السوري اقتحام القوات النظامية حي الخالدية وسط حمص. وأشار المرصد، في بيانات، إلى «مقتل 80 شخصاً، هم 24 مدنياً و31 عنصراً من قوات النظام و25 مقاتلاً معارضاً».

«لجنة الحكماء»

ونقلت وكالة «الأناضول» عن معارضين سوريين في القاهرة قولهم «إنهم اتفقوا على تشكيل لجنة حكماء تملأ الفراغ بعد سقوط نظام بشار الأسد، لكنها لن تكون بديلاً عن الحكومة الانتقالية».

وأضافت «أعلنت قيادات سورية عن تشكيل مبدئي للجنة الحكماء، تضم 12 شخصية اشتهرت بمعارضتها للنظام، منها الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، ورئيس مجلس الأمناء الثوري هيثم المالح، ونائب المراقب العام لإخوان سوريا علي البيانوني، ومن المرتقب الإعلان عن التشكيل النهائي لتلك اللجنة قريباً».

وحول مهام «لجنة الحكماء»، قال المالح للوكالة «قد يكون من مهام اللجنة التمهيد للحكومة الانتقالية بعد سقوط نظام بشار واختيار أعضائها، ولكنها لن تكون بديلاً عن الحكومة الانتقالية». ورفض «ما يتردد عن أن اللجنة تم تشكيلها لانتزاع إحدى مهام المجلس الوطني وهي تشكيل الحكومة الانتقالية»، معتبراً أنه «ليس من مهام المجلس الوطني أصلاً تشكيل الحكومة الانتقالية».

ومن ناحيته، أشار القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا فاتح الراوي إلى أن «اللجنة ستكون مرحلة وسط بين سقوط النظام وقيام حكومة انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد».

وكانت «السفير»، نقلت عن مصادر ديبلوماسية عربية قبل يومين أن هيئة تمثيلية جديدة للمعارضة السورية، ستظهر قريباً في إطار محاولات القاهرة، صاحبة مبادرة «اللجنة الرباعية»، لجمع المعارضات السورية المختلفة، يطلق عليها اسم «لجنة الحكماء» وتضم معارضين سوريين في الخارج والداخل، ممن يمكن أن يكونوا مقبولين للنظام والمعارضين.

واكدت واشنطن انه «من السابق لأوانه» الاعتراف بحكومة مؤقتة تشكلها المعارضة السورية قبل أن «تنظم صفوفها». وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا فيليب غوردن، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» نشرت امس، إن «هولاند طرح الاعتراف بحكومة مؤقتة. لدينا تحفظات على هذا الاقتراح». وأضاف «لا نعتقد ان المعارضة مستعدة لتشكيل حكومة مؤقتة. يوما ما سيتحتم الاعتراف بحكومة أو كيان مؤقت، لكن الآن الامر سابق لأوانه».

«الاطلسي»

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، في افتتاح اجتماع وزراء دفاع الدول الـ28 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وبينها تركيا، في بروكسل، أنقرة ودمشق إلى «تفادي التصعيد» وإظهار «اعتدال» بعد ردّ الجيش التركي على سقوط قذائف سورية على الأراضي التركية.

وقال راسموسن «نأمل في أن يبدي البلدان اعتدالاً لتفادي تصعيد الأزمة». ورحب «باعتدال أنقرة، التي يحق لها الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي». وأضاف «يمكن لتركيا الاعتماد على تضامن الحلف، ولدينا كل الخطط اللازمة للدفاع عن البلاد إذا دعت الحاجة»، لكنه أضاف «نأمل ألا يكون من الضروري تطبيق تلك الخطط».

وأضاف «نأمل أن تظهر جميع الأطراف ضبط النفس وتجنب أي تصعيد في الأزمة». وشدد على أن لا شيء استثنائياً في هذا الاستعداد. وقال «اعتقد أنكم ستفاجأون إذا لم يكن لدى حلف عسكري كالحلف الأطلسي الخطط الضرورية لحماية جميع حلفائنا».

وكرر أن الحل الصحيح للأزمة السورية هو حل سياسي، مضيفاً «نحتاج رسالة موحدة وقوية للنظام السوري من المجتمع الدولي، رسالة واضحة بأن عليه أن يستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري».

وأعلن مسؤول دفاعي أميركي في بروكسل ان «الأطلسي» قد يتحرك إذا تقدمت تركيا بطلب رسمي لمساعدتها. وقال «يجب أن يستمع الحلفاء لما تريده تركيا ومن بعدها تقرير نوع المساعدة. نتواصل مع تركيا، حتى إذا حانت اللحظة التي تحتاج فيها المساعدة نكون على استعداد لتقديمها».

وقال القائم بأعمال المندوب الروسي لدى الحلف نيكولاي كورتشونوف، لوكالة «رويترز»، «نتوقع ألا يستخدم الناتو هذا الحادث المأساوي (سقوط خمسة قتلى أتراك بقذيفة سورية) كذريعة للتدخل في سوريا». وأضاف «أملنا الوحيد هو عدم استخدام تركيا هذا الحادث المأساوي من أجل القيام بعمل أحادي».

وأوضح مصدر ديبلوماسي في مقر الحلف لوكالة «ايتارتاس» الروسية أن الحديث يدور عن التخطيط العسكري حصراً. وقال إن «الأطلسي لا يرى أي دور له في تسوية الوضع في سوريا»، مضيفا إن «الحلفاء مستعدون لتقديم المساعدة لتركيا، ولكن فقط في حال وجود تهديد مباشر لأمنها».

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أعلن إن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا، معتبراً أن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا». وقال إن «النظام السوري انتهى، وإن (الرئيس السوري بشار) الأسد الآن عاجز يسير على عكازين، وانه إذا سقط العكازان سيسقط نظام الأسد». وتفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل القوات المتمركزة على الحدود السورية، فيما كانت تركيا ترسل طائرات حربية إلى ديار بكر.

وأعلن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، في اتصال هاتفي مع نظيره التركي جمال تشيتشيك، «استعداد إيران للعمل من اجل إعادة الهدوء وإزالة التوتر من العلاقات التركية ـ السورية». وقال إن «تصعيد وتيرة الاضطرابات في المنطقة يضرّ بمصالح ومبدأ الوحدة بين الدول الإسلامية في المنطقة بأجمعها».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

الامم المتحدة قلقة من استخدام سيارات الإسعاف في الهجمات في سوريا

اعربت الامم المتحدة عن قلقها البالغ من استغلال المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف في ارتكاب اعمال عنف في سوريا.

وقال مارتن نسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان “ينبغي عدم استهداف المنشآت والمعدات الطبية والافراد العاملين في الخدمات الطبية أو استغلالهم في اي اغراض عسكرية. وعلى كل الاطراف الضالعة في الصراع ان تحترم القانون الانساني الدولي وتضمن عدم استهداف المدنيين”.

ولم يحدد نسيركي من المقصود بكلامه، ولكن تصريحه يأتي بعد تبني “جبهة النصرة” الاسلامية الهجوم على فرع الاستخبارات الجوية في مدينة حرستا، مشيرة الى ان الانتحاريين نفذاه بسيارتين مفخختين احداهما سيارة اسعاف.

(ا ف ب، رويترز)

مناورات اسرائيلية بالنقب للتدريب على الحرب مع دمشق

‘الناتو’ يعلن عن خطط للدفاع عن تركيا ضد سورية

النظام يعلن تقدمه في حمص والمعارضون في ادلب

لندن ـ بيروت ـ دمشق ـ حاجي باشا (تركيا) ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قال حلف شمال الأطلسي إنه أعد خططا للدفاع عن تركيا عضو الحلف إذا لزم الأمر في مواجهة أي أعمال عنف أخرى عبر الحدود من سورية حيث قتل 160 سوريا في أنحاء البلاد امس الثلاثاء، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم العشرات في هجوم انتحاري مزدوج استهدف مساء الاثنين مركزا للمخابرات في ريف دمشق وتبنته جماعة اسلامية متطرفة، في حين ناشد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء نظام الرئيس بشار الاسد بوقف اطلاق النار من جانب واحد.

وأمكن سماع صوت المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة السورية من بلدة حاجي باشا الحدودية التركية بعد اشتباكات على مدى عدة أيام في الاسبوع المنصرم.

وقال قروي سوري إن من المتوقع أن تشن المعارضة المسلحة هجوما على بلدة عزمارين قريبا.

وفي دمشق هاجم مفجرون انتحاريون مجمعا للمخابرات الجوية يستخدم كمركز استجواب في أحدث هجوم يقرب الصراع من قاعدة سلطة الرئيس بشار الأسد.

وقال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه ان ‘الأسد واقف استنادا إلى عكازين فقط. سيقضى عليه عندما يسقط العكازان’.

وردا على سقوط قذائف أطلقت من سورية على تركيا على مدى ستة ايام متتالية حذر اردوغان من أن أنقرة لن تخشى الحرب إذا أجبرت على التحرك. لكن حكومته أوضحت أيضا أنها لا ترغب في تنفيذ عملية كبيرة في سورية ولن تفعل ذلك إلا بدعم دولي.

ولم يتضح ما إذا كانت القذائف التي تسقط على الجانب التركي تستهدف تركيا أو أنها مجرد قذائف تتجاوز أهدافها مع مهاجمة القوات السورية لمواقع المعارضين.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن في بروكسل إن الحلف الذي يضم 28 دولة يأمل في إمكانية التوصل إلى سبيل لمنع تصاعد التوتر على الحدود.

وقال ‘لدينا كل الخطط اللازمة لحماية تركيا والدفاع عنها اذا لزم الأمر’. ودخلت القوات النظامية السورية الثلاثاء حي الخالدية في مدينة حمص التي تشهد معارك ضارية منذ الاثنين مع عدد من القرى المحيطة، في وقت افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سيطرة مجموعات معارضة على مدينة معرة النعمان التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب في محافظة ادلب الشمالية بعد معركة استمرت 48 ساعة مع القوات الحكومية.

وقال التلفزيون السوري ان القوات السورية المسلحة ‘بسطت الامن في اجزاء كبيرة من حي الخالدية في حمص وتلاحق فلول الارهابيين في ما تبقى منه’. ويعد هذا الحي احد ابرز معاقل المقاتلين المعارضين.

وذكر المرصد من جهته ان القوات النظامية احرزت تقدما في الحي الذي تدور حوله معارك منذ اشهر طويلة، ‘لكنها لم تتمكن من الوصول الى وسطه’.

وأظهر تسجيل فيديو ارسل لرويترز وقال نشطاء إنه صور في معرة النعمان الاثنين عشرات المقاتلين على طريق رئيسي. وأظهرت لقطات أخرى من قيل انهم مقاتلون يسيطرون على سجن ومبان عسكرية في البلدة.

وذكرت تقديرات لنشطين أن أكثر من 100 شخص سقطوا قتلى أو جرحى في الهجوم على مجمع المخابرات الجوية في دمشق. وقالت جماعة (جبهة النصرة) الاسلامية المتشددة إنها شنت الهجوم الانتحاري على مبنى المخابرات الجوية في دمشق لأنه كان يستخدم كمركز للتعذيب والقمع في الحملة ضد الانتفاضة.

وقال احد سكان ضاحية حرستا حيث يقع المجمع ‘هزات كبيرة حطمت النوافذ ودمرت واجهات المتاجر وكأن قنبلة انفجرت داخل كل منزل في المنطقة.’

وسيزور مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص الأخضر الابراهيمي سورية قريبا لمحاولة اقناع حكومة الرئيس بشار الأسد بالدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار.

وعند المنطقة الحدودية لا توجد اي علامة على تقدم كبير لأي من الجانبين في القتال رغم أن نشطين قالوا إن المسلحين قتلوا 40 جنديا على الأقل يوم السبت في معركة استمرت 12 ساعة للسيطرة على قرية خربة الجوز.

الى ذلك قالت قناة الجزيرة ان الجيش الاسرائيلي اجرى مناورات في النقب تحاكي حربا مع سورية. وقالت مصادر ان استعدادات اسرائيل تأتي اثر مخاوف من استلام الاسلاميين الحكم في سورية ما بعد الاسد، كما تخشى ان يحاول النظام نقل المعارك من الداخل الى فتح جبهة مع اسرائيل كآخر محاولة لوقف الثورة في الداخل.

قوة من الجيش الأمريكي توجهت سراً إلى الأردن في ظل استمرار الأزمة السورية

نيويورك- (يو بي اي): قال مسؤولون أمريكيون رفيعون ان الجيش الأمريكي أرسل سراً قوة إلى الأردن لمساعدة القوات المسلحة هناك على التعاطي مع العدد الكبير من اللاجئين السوريين والاستعداد لاحتمال أن تفقد سوريا سيطرتها على أسلحتها الكيميائية ولاحتمال توسع النزاع السوري.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين أمريكيين مطلعين توضيحهم ان القوة مؤلفة من أكثر من 150 عنصراً يترأسهم مسؤول عسكري رفيع، وهي تتخذ من مركز تدريب عسكري أردني في شمال عمان مقراً لها، وتركز عملها الآن على مساعدة الأردنيين على التعاطي مع اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بـ180 ألفاً.

وقالوا ان مهمة القوة تشمل أيضاً وضع خطط لحفط الأردن، وهي حليف مهم لأميركا في المنطقة، من الثورة بسوريا وتفادي أية اشتباكات شبيهة بالحاصلة الآن عند الحدود التركية ـ السورية.

وأضاف المسؤولون انه تمت مناقشة إقامة منطقة عازلة بين سوريا والأردن، لكنها لن تطبق إلا في حالة الطوارئ.

ولفتوا إلى ان من مهام القوة أيضاً الاستعداد لاحتمال فقدان سوريا السيطرة على مخزونها من الأسلحة الكيميائية، والتواجد في مكان قريب في حال تمددت الفوضى في سوريا وتحولت إلى نزاع أوسع.

ورفض مسؤولون من البنتاغون والقيادة الوسطى في الجيش الأميركي، التي تعنى بالعمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، التعليق على الموضوع، كما رفض متحدث من السفارة الأردنية في واشنطن التعليق.

أردوغان: تركيا جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا

أنقرة- (يو بي اي): أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء إن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا بعد القصف المتبادل في الأيام الأخيرة بين الجانبين.

وقال أردوغان أمام مجلس الأمة التركي إن “تركيا ستستخدم جميع الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة”، مشيراً إلى أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية.

وأضاف أن “جنود نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد قصفوا أراضينا بالمدافع ونحن نرد عليهم بالمثل وسنضرب كما يضربون وجاهزون لكل الاحتمالات”.

وأشار أردوغان إلى أن “تركيا فقدت خمسة من أبنائها جراء القصف السوري لأراضيها، الأمر الذي لن يبقيها مكتوفة الأيدي تجاه ذلك”.

وأضاف أن “الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا”، متعهداً بمواصلة دعم هذا الشعب “ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين”.

وقال رئيس الحكومة التركي إن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد “قتل 30 ألفاً وابنه يسعى لكسر رقمه القياسي”.

وأضاف أردوغان أنه لا ينتظر ممن ينظرون إلى تركيا والعالم من منظور ضيق أن يتفهموا سياسات حكومته، “لأن الشعب التركي يفهمنا ويدعمنا”.

وهاجم حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كمال كلجدار أوغلو الذي عارض تفويض البرلمان للحكومة بالتدخل العسكري خارج حدود البلاد، قائلاً “لقد وقفتم أمام الولايات المتحدة الأميركية بخشوع”.

وأضاف “نتعرض لإطلاق قذائف بشكل يومي من دولة جارة لنا فيسقط جراء ذلك قتلى وزعيم المعارضة لدينا يدافع عن ذلك” موجهاً سؤاله إلى المعارضة التركية بالقول “هل تريدون أن نسكت على قتل أبنائنا”.

وأضاف أن حزب الشعب الجمهوري بمعارضته التفويض “وكأنه يدعم النظام السوري”، ودعا كلجدار أوغلو إلى تغيير موقفه من التهديدات التي تشكلها سوريا.

وقال “نحن لا ننظر في سياستنا الخارجية من منظار مذهبي، فجميع الحكام العرب الذين سقطوا في الربيع العربي هم من أهل السنة”.

وكان البرلمان التركي صدق الخميس الماضي على مذكرة تمنح الحكومة تفويضاً بشن عمليات خارج البلاد، بعد مقتل 5 أشخاص في بلدة حدودية تركية بقذيفة أطلقت من الجانب السوري من الحدود، وردّت القوات التركية باستهداف مواقع داخل الأراضي السورية.

صحيفة سورية: تركيا تبدأ الانتحار السياسي بمساعي إقامة مناطق عازلة

دمشق- (د ب أ): ذكرت صحيفة سورية شبه رسمية أن الوسط الإعلامي الفرنسي يتداول معلومات نقلا عن مصادر أمنية أوروبية مفادها أن “تركيا قررت إقامة مناطق عازلة على الشريط الحدودي شمال سورية وتحديدا شمال محافظة إدلب”.

وقالت صحيفة (الوطن) الموالية للنظام السوري إن المعلومات المتوفرة تشير إلى “أن تركيا، وبالتنسيق مع الإرهابيين الذين تمولهم وتدعمهم بالسلاح داخل الأراضي السورية، ابتكرت قضية القذائف التي سقطت داخل أراضيها لتطلق عملية عسكرية هدفها تدمير المواقع المتقدمة على الحدود الشمالية التابعة للجيش العربي السوري وإرسال المرتزقة لاحتلال تلك المواقع والإيحاء بأن عملا بطوليا تم إنجازه من قبل الثوار”.

وحسب المعلومات فإنه “يوميا يتم إطلاق قذيفة هاون أو اثنتين حسب الحاجة على مناطق نائية تبعد بضعة أمتار عن الحدود يقابلها رد مدفعي وصاروخي تركي على مواقع للجيش يليها بعد ذلك دخول لعشرات الإرهابيين إلى تلك المواقع والإعلان عن سيطرتهم عليها علما أن الجيش أخلى عدة مواقع قرب الحدود بعد القصف التركي وذلك منعا لسقوط أي شهداء في صفوفه”.

وتابعت الصحيفة التي كان رئيس تحريرها قد زار باريس مؤخرا بالقول إن المعلومات تفيد بأن تركيا فعلا “غيرت قواعد اللعبة” كما أكد رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، وباتت “متورطة بشكل علني في الملف السوري بعد أن كانت طوال الأشهر الماضية تعمل من /خلف الكواليس/ على إدخال مئات الإرهابيين وأطنان من الأسلحة داخل الأراضي السورية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات تفيد بأن “تركيا تسعى لإقامة مناطق عازلة داخل الأراضي السورية تكون بحماية /الجيش الحر/ إعلاميا على حين أنها بحماية الجيش التركي رسميا وتعمل على إقامة مخيمات للاجئين على أراضيها داخل تلك المناطق للتخلص منهم أولا ولإحراج الدولة السورية سياسيا والإيهام بوجود مناطق /محررة/ داخل الأراضي السورية يتم التفاوض عليها لاحقا في حال أقيم أي حوار بين المعارضة والدولة “.

وأضافت صحيفة (الوطن) – التي يتداول بين السوريين أن حصة كبيرة منها ملك لرامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد – أن الوسط الإعلامي الفرنسي يعلق على تلك المعلومات بأن حكام تركيا “بدأوا مرحلة /الانتحار السياسي/، وهم واهمون أو متورطون دوليا في حال اقتنعوا أن سورية ستسمح بإقامة مثل هذه المناطق علما أن هناك دعما دوليا لتركيا لتنفيذ مخططها وإقامة مثل هذه المناطق التي يراها الغرب أنها ستكون مفيدة للغاية في المرحلة المقبلة من حيث إمكانية تجميع الفصائل المقاتلة كافة ضمن مناطق محددة وإنهاء الخلافات فيما بينها وتسليحها كما يجب وبضمانات تركيا وخاصة أن أردوغان يطالب يوميا بتسليح جماعات محددة حصرا وهي جماعات الإخوان المسلمين دون سواها”.

وذكرت أنه بحسب الأوساط نفسها، فإنه “في مقابل إخفاق كل المحاولات التي كلفت عشرات المليارات من الدولارات لإسقاط الدولة السورية دون جدوى ، فإن الغرب يرى من إقامة المناطق العازلة عملية مفيدة لممارسة الضغط السياسي والإعلامي على دمشق والتفاوض مع الدولة السورية من موقع القوى أي المسيطر على مناطق محررة “.

ويذكر أن ملايين السوريين يطالبون منذ شهور بإنشاء مناطق عازلة تلافيا لقتل آلاف السوريين على أيدي أشخاص يقولون انهم من الشبيحة والأمن السوري.

السوريات.. من زواج ‘السترة’ الى زواج ‘الثورة’ فتاة تتزوج قائدها لاسكات الناس والحصول على بندقيتها

رومني يسير على طريق بوش.. العراق يصّدر النفط لسورية.. والمشردون يخشون من شتاء قاس تحت الخيم

لندن ـ ‘القدس العربي’ كل من راقب المرشح الجمهوري ميت رومني في كلمته امام المعهد العسكري في فيرجينيا يرى ان الملف السوري سيكون اول نقطة في اجندة الرئيس القادم، فرومني مثل غيره من الجمهوريين ممن لا تغادر كلمة سورية شفاههم اتهم ادارة الرئيس باراك اوباما بالفشل في التعامل مع الازمة، فبدلا من تسليح المعارضة بشكل مباشر اكتفى اوباما بالسماح لدول الخليج والمهاجرين السوريين بدعم المعارضة عسكريا.

لكن رومني تعهد بتسليح المعارضة التي لا تطالب الآن بأسلحة خفيفة ولكن صواريخ ارض – جو قادرة على مواجهة الطيران العسكري التابع للنظام. وترفض ادارة اوباما المطالب خوفا من وقوع الاسلحة بأيدي جماعات ارهابية.

ويرى المراقبون ان تقديم الاسلحة هذه ستكون حاسمة للمعركة ضد الاسد لكنها ستترك اثارا على السياسة الامريكية مقصودة او غير ذلك. ويقولون ان رومني كان يعني في دعوته ايران التي قال انها تقدم السلاح للاسد، لان سقوطه سيكون هزيمة لها، وعليه دعا رومني للعمل بشكل جاد مع حلفاء امريكا الدوليين ومساعدة من يقاتلون الاسد لتحقيق هذه الهزيمة بدلا من الجلوس والاكتفاء بالتفرج.

ويحذر محللون من ان لهجة رومني الصدامية ستكون لها اثار على المنطقة وعلى موقف ايران التي قد ترد بعمليات انتقامية ضد القوات الامريكية في افغانستان، كما يقول مكايل اوهنلون، من معهد بروكينغز، كما ان اللهجة لا تأخذ بعين الاعتبار روسيا التي وصفها رومني بعدو امريكا رقم واحد، ويلاحظ تقرير ‘الغارديان’ ان فريق رومني يمثل استمرارية لسياسات جورج بوش، حيث يضم ليز تشيني ابنة نائب الرئيس السابق، وكوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية السابقة، وروبرت زوليك، رئيس البنك الدولي السابق. ومن هنا فسياسات رومني من ملفات الربيع العربي هي دعم دوله خاصة ليبيا اضافة لتسليح المعارضة السورية وسيتخذ من الملف الفلسطيني موقف الحذر نظرا لصداقته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وستكون ايران وملفها النووي امتحانه الاكبر، حيث من الممكن ان يتخذ موقف الحذر اكثر من وضوحه مع سورية.

العراق يصدرالنفط

وايران ليست هي من تدعم سورية وحدها، فصحيفة ‘فايننشال تايمز’ نشرت على صفحتها الاولى تقريرا قالت فيه ان العراق يقوم بهدوء بشحن الوقود لسورية في اتفاق تجاري لمدة عام قابل للتجديد ويثير قلقا في واشنطن. فقد وافقت حكومة نوري المالكي في حزيران (يونيو) على تزويد سورية بـ 720 الف طن من النفط شهريا.

وتقول الصحيفة ان العراق شحن في كل من حزيران وتموز (يوليو) اطنانا من النفط بقيمة 14 مليون دولار امريكي، حيث دفعت الحكومة السورية ثمنها نقدا، حسب الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة.

ويقول مسؤولون امريكيون واروبيون ان الاتفاق لا يعتبر خرقا للعقوبات المفروضة على سورية ولكنهم عبروا عن استغرابهم. ونقلت عن مسؤول امريكي قوله انهم يشجعون الدول لان تكون واضحة من الناحية القانونية حول تصدير المواد غير الخاضعة لنظام العقوبات، مضيفا ان على العراق ان يكون صريحا حول علاقته مع سورية ان استمر الاتفاق. وقال المسؤول ان الاتفاق يظهر حاجة النظام السوري الماسة للوقود وانه يقوم بانفاق ما تبقى له من العملة الصعبة.

واشارت الصحيفة الى ان نقص الوقود يهدد بشتاء صعب في وقت تشجع فيه الحكومة السوريين على توفير الوقود. وقال طبيب ان الوضع سيكون كارثيا خاصة ان شتاء سورية قارس وعدد انواع الامراض الشائعة في الشتاء، الالتهاب الشعبي والالتهاب الرئوي وغيرها.

وتقول ان استهداف المقاتلين لشاحنات البترول ادت الى زيادة النقص في الوقود الاساسي من مثل المازوت. ولايعاني السكان في المدن من نقص الوقود ومخاوف من الشتاء القارس فالمشردون في وطنهم يحضرون انفسهم لشتاء شديد، حيث يشكو مشردون عند باب السلام فروا من مدينة حلب من نقص كل شي، وقالوا ان الامطار دخلت خيامهم واتلفت كل شيء. واضافوا ان هذا لا يقارن بوضع تنخفض فيه درجات الحرارة الى ما تحت الصفر، فهم لا يملكون الملابس ولا الطعام او الادوية، ويعيش في المخيم 7250 لاجئا منهم 4 الاف طفل و1750 من كبار العمر، ولم يتلقوا دعما الا من جمعية ـ اي ها ها- التركية.

بعيدا عن الوضع الانساني، تستمر المعارك ومعها يستمر تدفق المقاتلين من الخارج لسورية، ودخول فتيات للمعركة وهو امر غير عادي في مجتمع سوري محافظ. وركز حتى الآن على الجهاديين الاجانب ودورهم في الانتفاضة ولم يلتفت الكثيرون الى دور ابناء السوريين في المهجر ممن يلعبون دورا في المعركة. وقصة هنادي تمنح صورة عن دور المرأة في الانتفاضة فهي لم تقبل فيها الا بعد ان تزوجت مقاتلا.

مقاتلة بانتظار بندقية

ففي مصطلحات الثورة السورية، انتشرت تعبيرات من مثل ‘زواج السترة’ للستر على الحرائر السوريات اللاجئات او من تعرضن للانتهاك من عصابات بشار الاسد، وهذا التعبير وان اثار الجدل الا ان زواج المصلحة صيغة اخرى غير متعلقة باللاجئين ولكن بالفتيات السوريات الراغبات بالانضمام للفصائل المقاتلة، حيث تحكي صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ قصة هنادي البالغة من العمر 19 عاما، والطالبة في كلية الحقوق التي تقول انها كانت راغبة بمشاهدة المعارك والقتال على الجبهات الاولى فلم تجد تذكرة الا تذكرة ‘زواج المصلحة’. وتقول ان الفتاة لم تنضم للتظاهرات عندما اندلعت في درعا حيث اعتقدت ان الاسد غير ملام، ولكن الامور تغيرت في حزيران (يونيو) عام 2011 عندما وصف الرئيس نفسه المتظاهرين بـ ‘الجراثيم’، حيث قالت انه من تلك اللحظة قررت الانضمام للمعارضة، مشيرة ان من تظاهروا خرجوا مطالبين بالحرية ‘وخرجت انا مطالبة بالحرية’.

ممرضة ثم مصورة

كانت هنادي في السنة الاخيرة من الثانوية وعندما دخلت كلية الحقوق في العام الذي تلاه كانت تترك الحصص الدراسية في الجامعة لكي تشارك في الانتخابات. وبعد ان وصلت المعارضة المسلحة لدمشق تطوعت كممرضة في مستشفى ميداني اقامه المقاتلون ثم تركت العمل وتطوعت لتصوير المواجهات بين المقاتلين وقوات الحكومة عند نقاط التفتيش والمراكز العسكرية.

والآن وبعد مرور 19 شهرا على الانتفاضة استبدلت الكاميرا بالكلاشينكوف الذي تنتظر الحصول عليه كمهر لزواجها. وقصة زواجها انها انضمت لكتيبة ذو النورين حيث قررت الزواج من قائد الفصيل ابو ماجد الذي كان يعمل موزع بضائع قبل ان يحمل السلاح، ولان الفصيل كان متمركزا في حي التضامن فقد قررت اسكات الناس لان وجود فتاة بين رجال امر لا يقبله الناس ولا يصدقونه، ووعدت كمهر ان تشارك في العمليات القتالية، حيث تقوم بدور الزوجة والمقاتلة التي تحضر اجتماعات المقاتلين. وتقول ان والدها رفض طلب ابو ماجد الذي يكبرها بخمسة عشر عاما ومتزوج من اخرى. ولكن شيخا قام بالعقد واعلن عنه في الحي وبين المقاتلين. وتضيف ان الزواج هو من اجل الثورة، وسينتهي بعد انتصارها.

وفي السياق نفسه تقول انها تكره الانسحابات التكتيكية، مشيرة الى معارك بين القوات الحكومية التي ضربت مواقع المقاتلين من الجو وبالمدافع حيث كان الفصيل الذي تقاتل فيه متمركزا في حي العسالي، واضطرت بقية الفصائل الاخرى للانسحاب وكان فصيلها اخر من خرج على تردد. واقسمت انها في العملية القادمة بان تكون اخر من يترك ميدان المعركة وتصمد حتى اخر طلقة في جعبتها.

الهروب

وجاء اهل هنادي من مدينة القنيطرة لكنها ولدت ونشأت في حي العسالي الفقير، وبعد وصول المعارك لدمشق عاد والدها الى مدينته الاصلية ولكنها اتخذت من العناية بعمتها ذريعة للبقاء بدمشق حيث قررت الهروب من بيتها.

وتقول انها لم تعد تهتم باوامر والديها. وتمثل هنادي مثالا واحدا عن مشاركة المرأة في المعارك، مع ان دورها لا يزال غير ظاهر، ولكنها تقول ان هناك كتائب مكونة من فتيات فقط في منطقة ادلب. ويقول عضو لجنة تنسيقية في حي التضامن ان بعض المقاتلات اشجع من الرجال، حيث يحملن البنادق او الكاميرا.

ولا تزال هنادي تنتظر مهرها، الكلاشينكوف حيث قال بعض المقاتلين انها في النهاية ستحصل عليه فيما اقترح آخرون تكليفها بمهمة زرع المتفجرات وتوقيتها ولكنها ترفض الاقتراح لان هذا العمل ليس فيه مخاطرة.

من الغرب يتدفقون

الفتيات في سورية يحملن السلاح، وهناك فتيات وشباب سوريون ولدوا وتربوا في الخارج يتركون اعمالهم في مجال الطب والمحاماة والاعمال للمشاركة في الثورة وهناك الطلاب ممن يتركون الجامعات او يأخذون عاما دراسيا اجازة. وفي حالة الشباب فالثورة جعلتهم يتمردون او يتخذون زمام القرار بعيدا عن رغبة ابائهم. ومثل هنادي فعبيدة ترك لامه باقة ورود مع رسالة قال فيها انها ربته بالطريقة التي تريدها ولكنه الآن يريد ان يفعل ما يريد وغادر بيته في تكساس، حيث اجل بداية دراسته في القانون وقرر مشاركة المقاتلين في جهادهم.

ويقول تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان المعارضة المسلحة في بداية الانتفاضة عززت صفوفها من المنشقين عن الجيش السوري او المدنيين لكن مع قلة عدد المنشقين والمدنيين فقد بدأ الجيش الحر وغيره من الفصائل ملأ صفوفهم بمقاتلين جاءوا من الخارج وهم على نوعين جهاديون اجانب، بعضهم متعاطف مع القاعدة او الجماعات الاسلامية اما النوع الثاني فهم ابناء الجاليات السورية في الغرب، وعدد هؤلاء مقارنة مع الاجانب قليل حيث يقدر الخبراء العدد بالمئات وبعضهم حملة جوازات سفر امريكية، كندية، فرنسية، بريطانية وغيرها من الدول الغربية.

نسبتهم قليلة

وتقول الصحيفة ان عددهم ليس كافيا لحرف الموجة باتجاه المعارضة لكن وجودهم يضيف الى اللوحة المعقدة للمعارضة. وتنقل عن ارون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى قوله انه حتى لو لم يكن عبيدة يقاتل على الخطوط الامامية ‘فانا اعتبره مقاتلا اجنبيا’ ويراقب زيلين المقاتلين الاجانب ويرصد اعدادهم والتي يقدرها بالالاف. واحيانا يستخدم المقاتلون خبرات ابناء المهاجرين خاصة في المجال الاعلامي، حيث قضى عبيدة الخمسة اشهر الاولى وهو يصور اثار القصف على المدنيين ويضعها على الانترنت. ويقول ان الناس رأوا ما رآه لفعلوا ما فعل.

وقد اشارت صحف بريطانية الى هذه الظاهرة حيث قالت ان بعضهم يذهب لفترة قصيرة ثم يعود. وفي تقرير صحافي بريطاني قال صديقان ان المقاتلين طلبوا منهم العودة لبريطانيا لان وجودهم فيها يخدم القضية اكثر من الداخل.

وتشير ‘نيويورك تايمز’ الى عبدالله الدهان وهو طالب طب من ديترويت حيث قضى ثلاثة اسابيع في سورية التي يزورها لاول مرة، وعمل في ادلب ينقل المواد الطبية، حيث قال انه سافر مع المقاتلين الذين لم يكونوا يجدون الا القليل من الطعام، وطوال الايام التي قضاها اكلوا الخيار والبندورة. يدخل هؤلاء مثل غيرهم عبر الحدود مع تركيا حيث يهربون من قبل الناشطين والمقاتلين. بعض من ذهب وجد التجربة صعبة، فرانيا تقول انها ذهبت لجبل الزاوية من دالاس واشتكت من صوت القنابل والقصف، فلم تكن تنام الا ساعة ونصف في الليل لانها لم تتعود على سماع اصوات الرصاص باستثناء بنادق الصيد ولهذا لا تنصح الاخرين بالذهاب.

لكن عبيدة مصمم على المضي في مساعدة الثورة، حيث اصابته شظايا نقل على اثرها لاسطنبول وهو الآن يتعافى لكنه سيدخل سورية مرة اخرى. في الوقت نفسه يقول والده غسان الذي هاجر لامريكا عام 1983 انه موزع الفكر حول قرار ابنه، وانهما تجادلا لشهور حول انضمامه للانتفاضة لكن الابن انتهز فرصة سفر والده في رحلة عمل كي ينفذ قراره.

واشنطن ترى انه ‘من السابق لاوانه’ الاعتراف بحكومة انتقالية سورية

باريس ـ ا ف ب: اكدت واشنطن انه ‘من السابق لاوانه’ الاعتراف بحكومة مؤقتة تشكلها المعارضة السورية قبل ان ‘تنظم صفوفها’، كما اعلن مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون اوروبا فيليب غوردن الثلاثاء في مقابلة مع صحيفة ‘لوموند’ الفرنسية.

وقال المسؤول الامريكي ان الرئيس الفرنسي ‘فرنسوا هولاند طرح الاعتراف بحكومة مؤقتة. لدينا تحفظات على هذا الاقتراح’.

وفي اواخر آب (اغسطس) اعلن الرئيس الفرنسي انه سيعترف بحكومة سورية مؤقتة ما ان تتشكل.

وتابع غوردن ‘لا نعتقد ان المعارضة مستعدة لتشكيل حكومة مؤقتة. يوما ما سيتحتم الاعتراف بحكومة او كيان مؤقت، لكن الان الامر سابق لاوانه’.

واضاف آسفا ‘ما زالت المعارضة ينقصها التنسيق والتنظيم’، مشيرا الى انها ‘لا يمكن ان تكون معارضة سنية او كردية او مسيحية (…) ينبغي تمثيل جميع القوى في سورية’.

ويجتمع المجلس الوطني السوري في الاسبوع المقبل في الدوحة لمحاولة توسيع صفوفه مجددا ليشمل جماعات اخرى معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ويتعرض المجلس الوطني دوريا لانتقادات من الداخل السوري ومن الخارج لعجزه عن توحيد المعارضة السورية بعد اكثر من 19 شهرا على انطلاق الانتفاضة ضد النظام السوري.

4 ساعات في مطار عمّان

لم يعد الدخول إلى عمّان سهلاً. التدقيق الأمني والانتظار في المطار سيكونان حالة شبه عامة، وخصوصاً للسوريّين الهاربين من الأوضاع في بلادهم. التجربة في المطار توحي بخشية المملكة الهاشميّة من التغيير، وهي تصدّ له كل المنافذ

بسام القنطار

كانت الساعة قد قاربت السابعة مساءً عندما حطت طائرة الملكية الأردنية في مطار الملكة علياء في عمان، آتية من بيروت. إنها الزيارة السابعة لي للأردن. لم أُسأل يوماً عن مهنتي أو عن عائلتي أو عن أسباب زيارتي. لكن أمراً استجد في أيلول العام الماضي، وكان بمثابة إنذار، فبعدما أدخل رجل الأمن اسمي على الجهاز، لمعت عيناه. نظر إليّ وقال «تعمل صحافياً»، قلت: نعم. سأل: وما أسماء أشقائك؟ فأجبت: «سمير وعبد الله». أجاب: «عليك الانتظار قليلاً».

بعد خمس دقائق، عاد رجل أمن آخر يحمل جوازي وسألني: «ما سبب زيارتك لعمان؟». أوضحت سبب الزيارة والجهة الداعية. فسأل: «هل تحمل بطاقة صحافة؟» قلت: «نعم». لم يطلبها، اكتفى بتسليمي الجواز، وقال: «تفضل».

الثلاثاء الماضي، قادتني ورشة عمل إقليمية عن «المياه وتغير المناخ» الى الأردن مجدداً. وعند خط تختيم الجوازات، وقفت مجدداً بمواجهة رجل الأمن وكاميرته الحديثة المتخصصة بالتقاط بصمات العيون. بريق عينه هذه المرة كان أوضح، وعبوس وجهه يشي بأنه أضيف عدد من الأسطر الى جانب اسمي ورسمي على الشاشة. تكرر السؤال نفسه: «تعمل صحافياً؟»، قلت: «نعم». مجدداً. ما أسماء أشقائك؟ فأجبت: «سمير وعبد الله، ولكن أعتقد أن سؤالك يرتبط باسم شقيقي الأكبر سمير». لم يجب، صمت لثوانٍ، وقال: «في المرة الماضية، انتظرت قليلاً». أجبت: «صحيح». قال: «تفضل، انتظر على المقعد قليلاً».

وبين موعد وصول طائرة وهجوم ركابها على شبابيك التأشيرات، كانت أعداد الذين صودرت جوازات سفرهم وباتوا في خانة «انتظر قليلاً» قد تجاوز الـ ١٥٠ شخصاً. مرت ساعة كاملة من دون أن يلتفت إليّ أحد. عبثاً حاولت مراجعة رجال الأمن عن جواز سفري. رحلة الانتظار دخلت ساعتها الثانية، الفضول استدعاني الى الاحتكاك «برفاق الدرب» في رحلة الانتظار القسرية في مطار عمان.

المنتظرون سوريون قادمون الى عمان عبر مطار بيروت. جميع هؤلاء، ومن ضمنهم من هو مقيم في الأردن منذ سنوات، يحال الى مقعد الانتظار المشؤوم بانتظار أوامر جهاز المخابرات العامة. أذكر جيداً من بين المنتظرين ملامح امرأة في العقد الرابع تحمل طفلها الرضيع وتتكئ على المقعد، حزن عينيها يخبئ الكثير، لكني لم أجرؤ على السؤال. مرت الساعة الثانية ببطء، وكان رجل الأمن يعود كل عشر دقائق حاملاً دستة جوازات سفر وينادي على الأسماء الأولى. ويسلم الجواز مع عبارة «مع السلامة». لكن عمر، الحليق الرأس، ملّ الانتظار مثلي. كانت يده ترتجف، يريد أن يخبر قصته لرجل الأمن، لكن الأخير كأنه رجل آلي يكتفي بحمل الجوازات وتسليمها الى أصحابها وينصرف. سألت عمر عن بلده فأجاب: «أنا من دير الزور، لست منشقّاً، ولديّ أقرباء في عمان، الأمن السوري يرفض السماح للشباب بالمغادرة عن طريق البر، ما لم يكونوا قد دخلوا الأردن في عام ٢٠١١. هل سيعيدونني الى بيروت؟»، يسأل الشاب، ويجيب نفسه: «والله بيعملوها. ما معي مصاري تكفيني أكل ببيروت».

مرت الساعة الثالثة ببطء شديد، المقاعد باتت خالية إلا من عشر فتيات سوريات. ملامح وجوههن ليست متشابهة إلا بالتعاسة. تقول واحدة «قدري ونصيبي بشار الأسد، والله راجعة شو أسوي؟». ملّت الفتيات من الاتصال بأرقام خلوية في عمان طلباً للمساعدة. لكن القرار كان قد اتخذ. اقترب رجل الأمن منهنّ وقال: «ما في دخول على الأردن، انتظرن بقاعة الترانزيت وبكرا الصبح تعدن إلى بيروت». كان وقع الخبر كالمصيبة على الفتيات، بكين وانتحبن وندبن حظهن العاثر، وفرصة العمل الضائعة في الأردن. تضرب واحدة منهن الكف بأخرى. وتقول «طيب أنا إيش اسوّي بحالي، دَين التذكرة منين بدفعو؟».

عبثاً حاولت استطلاع الرأي عن مصيري. والجواب دائماً: «انتظر حتى ينادوا على اسمك». حينها حسمت خياري، سأعود الى بيروت. لكن كيف؟ فالرحلة الأولى للملكية الأردنية الى مطار بيروت عند الثامنة صباحاً. كان مجرد التفكير بأني سأقضي ثماني ساعات إضافية مسمّراً في قاعة تحمل الصورة الثلاثية للسلالة الملكية (الملك ووالده وابنه)، كابوساً لا أريد تصديقه.

كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة إلا ربعاً ليلاً عندما جاء رجل الأمن حاملاً الجواز. «بسام …»، يصرخ الرجل من آخر القاعة، فيسبقني شاب أردني يعمل مهندساً في دبي. كان ينتظر منذ ساعة ونصف. يأمره رجل الأمن بحزم قبل أن يسلّمه جواز السفر: «تراجع المخابرات العامة عند الثامنة من صباح الخميس … انصرف». ولكن ماذا عنّي؟ «اش اسمك؟»، يسأل بلهجة أهل البادية، يغادر واعداً بأن يراجع الضابط المناوب عن سبب تأخيري أربع ساعات. لكن الرجل غادر عمله مع زملائه ليحل محلهم فريق آخر، وتعود رحلة البحث عن جواز السفر المنسي الى بداياتها.

تسلمت جوازي عند الحادية عشرة والنصف. لم ينطق الرجل بكلمة واحدة. دخلت عمان وتجولت في شوارعها، ورأيت «السحّيجة» المنتشرين بسياراتهم المفيّمة والتي تعلوها صورة الملك وشعار «الأردن أولاً»، وتعلو من مكبراتها أغاني التأييد. هؤلاء هم أنفسهم «البلطجية» في مصر و«الشبيحة» في سوريا، لكن عدسة «الجزيرة» لم تحظ بهم بعد، رغم انتشارهم الواسع على «دوارات» عمان السبع.

في شارع الراينبو، سهرت مع رفاق شيوعيين أخبروني الكثير عن البلد الذي يغلي، وعن الشباب التوّاق الى التغيير. عن عمان التي لا تنام. أخبروني عن شعاراتهم المطلبية واستعادوا هتافاتهم في التظاهرات «الأسعار نار نار … والنشمي يلعب قمار» و«يا عبد الله يا ابن حسين … اسمع منا كلمتين … شوف مبارك صار وين». وقبل أن أغادرها، سمعت شباب الإخوان المسلمين يهتفون في عمان «حرية من الله غصب عنك عبد الله». حرية لن تحجزها ساعات أربع في مطار عمان.

قوة خاصة من الجيش الأميركي تساعد الأردن على مواجهة تدفق اللاجئين

أ. ف. ب.

أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء أن الجيش الأميركي أرسل قوة خاصة إلى الأردن لمساعدة المملكة على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين، والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية.

اشتباكات بين قوات الأمن الأردنية ولاجئين سوريين في مخيم الزعتري

واشنطن: قالت صحيفة نيويورك تايمز ان القوة البالغ عديدها 150 عنصرًا، وتضم مخططين واختصاصيين، يقودها ضابط اميركي كبير، وتدرس سبل منع توسع رقعة النزاع السوري الدموي الى الحدود الاردنية.

تعمل القوة في مركز شمال عمّان على بعد 55 كلم من الحدود، ما يجعلها اقرب نقطة تواجد عسكري اميركي لمنطقة النزاع.

وتقول الولايات المتحدة انها تقدم مساعدة بتجهيزات غير قتالية إلى المعارضة السورية، لكنها امتنعت حتى الآن عن تزويدها بالأسلحة، خشية من أن تنتهي بين ايدي مجموعات إسلامية متشددة تشارك في النزاع. لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما حذر من تدخل اوسع نطاقا اذا استخدمت سوريا اسلحتها الكيميائية.

وقالت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين والاردنيين بحثوا اقامة منطقة انسانية عازلة على الجانب السوري من الحدود، تتولى القوات الاردنية مراقبتها بدعم اميركي، لكنهم عدلوا عن هذه الفكرة حاليًا.

وأوضحت الصحيفة أن القوة الاميركية تمضي اكثر وقتها في مساعدة الاردن على تنسيق المساعدات الغذائية والمياه وخدمات اخرى اساسية للاجئين الواصلين الى اراضيه.

وفي وقت سابق هذا الشهر قامت شرطة مكافحة الشغب في الاردن باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين سوريين في مخيم شمال البلاد، بعد إحراق خيم وتدمير أملاك احتجاجا على ظروفهم المعيشية.

وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان اكثر من 200 الف لاجئ سوري عبروا الى الاردن منذ بدء الانتفاضة في سوريا قبل 18 شهرا.

واحصت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في الاردن 85 الف و197 لاجئاً، بينهم 35 الف و961 ينتظرون التسجيل.

ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن مؤقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا او لدى اقارب او اصدقاء لهم في المملكة، إضافة الى نحو 34 الف لاجئ في مخيم الزعتري، الذي تم افتتاحه في نهاية تموز/يوليو الماضي.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/767052.html

نائب وزيرخارجية روسيا: إقامة منطقة حظر جوي «أمر قابل للنقاش»

مون يطالب الأسد بوقف «أحادي» لإطلاق النار.. والإبراهيمي في دمشق قريبا > وهولاند يدعو لعقوبات جديدة

لندن: «الشرق الأوسط»

اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا أمر «قابل للنقاش»، شريطة الاتفاق على تفاصيل واضحة والالتزام بها. بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، النظام السوري إلى تطبيق وقف أحادي لإطلاق النار، مشيرا إلى زيارة المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي لدمشق قريبا لإقناع النظام بتنفيذ ذلك، وطالبا من قوات المعارضة القبول به، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إلى فرض عقوبات مشددة على سوريا، للإطاحة بالرئيس بشار الأسد من السلطة.

وقال بوغدانوف، ردا على سؤال في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»، حول إمكانية موافقة موسكو على إقامة منطقة حظر جوي الذي سبق أن عارضته: «كل شيء صالح للنقاش والاتفاق في نهاية المطاف.. ونحن نعرف التجربة السابقة في العراق (في التسعينات). وقد اتفقنا على الحظر الجوي هناك. ولكن كانت القرارات واضحة ومتفقا عليها بتفاصيلها».

وأشار إلى أن بلاده رفضت إقامة حظر جوي في سوريا، لأنها تخشى تكرار السيناريو الليبي؛ مما يعني حدوث تدخل عسكري خارجي. وحول ما إذا كانت هناك ضمانات روسية من أجل الوصول لاتفاق الحظر الجوي، قال: «نتمنى من شركائنا في الغرب أن نطبق كل ما نتفق عليه حرفيا في إطار الأمم المتحدة».

ومن جهة أخرى، أشار بوغدانوف إلى أن بقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، ليس شرطا لحل الأزمة السورية، مؤكدا عدم تمسك بلاده به. وقال: «لسنا متمسكين ببشار، فهو ليس رئيسا لروسيا». وأوضح أن بلاده مع الشرعية الدولية ولا تتدخل في الشأن السوري، معتبرا أن دعم الكثير من السوريين، بمن فيهم قطاع من الطائفة السنية، هو سبب بقاء نظام الأسد؛ وليس دعم موسكو وبكين له.

ونفى بوغدانوف أن تكون بلاده قد شكلت هيئة تنسيق عسكرية مع إيران لدعم الجيش السوري في عملياته ضد المعارضة، قائلا: «نحن خارج الأزمة، وليس لنا تنسيق عسكري مع أحد». وحول ما إذا كانت روسيا ستتعامل مع الإخوان المسلمين إذا وصلوا للسلطة، قال: «نعم، بطبيعة الحال.. ما دام الشعب السوري يوافق على هذا».

كما كشف المسؤول الروسي عن أن موسكو والغرب حصلوا على تأكيدات وضمانات من النظام السوري بشأن عدم استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة، مشددا: «حصلنا على تأكيدات بأنه لن يفكر حتى في استخدامها». لكنه أعرب عن قلق بلاده من إمكانية وقوع تلك الأسلحة في يد قوى متطرفة كتنظيم القاعدة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الحكومة السورية تتخذ الإجراءات المطلوبة لضمان سلامة السلاح الكيماوي.

وفي ما يتعلق بالتوتر التركي – السوري على الحدود، قال إن «السلطات السورية لم تسع لتصدير الأزمة إلى الخارج، بحسب رؤيتي الشخصية، فليس من مصلحتها ذلك». وأوضح أن بلاده لا تمانع في إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية «إذا اعتقد الجانبان (سوريا وتركيا) أن هذا الإجراء سيساعد في تخفيف التوتر وتجنب الأحداث المريرة، مثل سقوط قذيفة على قرية تركية، مما أسفرت عن مقتل أبرياء».

وتأتي تلك التصريحات في وقت انتقدت فيه روسيا، أول من أمس، العقوبات أحادية الجانب التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على إيران وسوريا، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن ذلك لا يتفق ومبدأ «الشراكة».

وقال لافروف في خطابه أمام جمعية الأعمال الأوروبية في روسيا الاتحادية، نقلته وكالة «إيتار – تاس» الروسية، إن الاتحاد الأوروبي أصبح «يتبع موضة فرض العقوبات أحادية الجانب، بينما كانت الولايات المتحدة هي من تشتهر بذلك في السابق، إلا أن رد فعل الاتحاد الأوروبي بات أشد منها».

لكن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، دعا، أمس، إلى فرض عقوبات مشددة على سوريا للإطاحة بالأسد من السلطة، وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس: «التدهور يمكن رؤيته يوميا في الداخل والخارج أيضا. فكانت هناك وقائع خطيرة جدا على الحدود السورية مع تركيا وكان يمكن أن تصعد. وإذا كان ذلك قد جرى تجنبه، فلأن تركيا نفسها أظهرت رشدا وتعقلا. لكن، إلى متى يستمر ذلك؟ وهناك أيضا خطر زعزعة الاستقرار في لبنان والأردن. لذلك، فإن موقف فرنسا الذي أعيد التأكيد عليه للأمين العام هو تعزيز العقوبات حتى يستسلم النظام، ويترك بشار الأسد موقعه بما يمكن البلاد من انتقال سياسي».

من جانبه، دعا بان كي مون النظام السوري إلى تطبيق وقف أحادي لإطلاق النار، وقال: «بلغ الوضع مستوى غير مقبول، من غير المحتمل أن تستمر معاناة الشعب على هذا النحو. لهذا السبب، شرحت للحكومة السورية أن عليها أن تعلن فورا وقفا أحاديا لإطلاق النار»، وأضاف أن «رد فعل» دمشق كان «معرفة ماذا سيحصل لاحقا».

وتابع: «أدعو قوات المعارضة إلى قبول وقف إطلاق النار الأحادي، إذا، ومتى، تعلنه الحكومة السورية»، موضحا أنه يبحث هذه المسألة مع «الدول الأساسية في مجلس الأمن ودول المنطقة». كما أشار إلى أن الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي الخاص لسوريا، سيزور دمشق قريبا، في محاولة لإقناع النظام بذلك.

وقال: «أدعو مجددا الدول التي تزود الجانبين بالأسلحة لوقف إرسال المعدات العسكرية. عسكرة النزاع ستضع الشعب السوري في وضع أصعب، والحل الوحيد هو سياسي عبر حوار سياسي».

إلى ذلك، وعن دعوة بان كي مون إلى التهدئة، أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، في حديث لإذاعة «راديو فان»، إلى أن الهدف من التهدئة يكون الدخول في حوار سياسي، متسائلا عن الهدف من هذه التهدئة «إذا كان الفريق الآخر يرفض الحوار السياسي مع النظام في سوريا»، مضيفا: «مشكور الأمين العام على حسن نواياه، لكن النوايا الحسنى توصل إلى جهنم أحيانا».

وشدد مقدسي على أن الحل في سوريا يكون من خلال الجلوس على طاولة حوار من دون أي محرمات، مؤكدا أن «مرجعيتنا هي الشارع السوري.. وإذا كان الشارع لا يريد هذا النظام السياسي يرحل النظام». ولفت مقدسي إلى أن «المقصود من الحسم لا يعني انتصار السوري على السوري، بل نريد أن نقنع هذا السوري الذي يحمل السلاح بأنه لا يستطيع من خلال حمل السلاح تحقيق مطالبه».

هدوء حذر على الحدود التركية ـ السورية.. مع مزيد من التعزيزات

أردوغان: الأسد يسعى لكسر رقم والده القياسي في قتل شعبه.. راسموسن: الناتو مستعد للدفاع عن تركيا

لندن: «الشرق الأوسط»

عقب 6 أيام من التصعيد الذي شهدته الحدود والعلاقات التركية السورية، شهد أمس هدوءا حذرا وإن استمر التوتر قائما. وبينما قام رئيس أركان الجيش بتفقد المناطق الحدودية التركية، التي شهدت مزيدا من التعزيزات وبخاصة أنظمة الدفاع الجوي، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أحزابا معارضة قائلا إنها تدعم نظام الرئيس السوري، مشيرا إلى أن بشار الأسد «يسعى لكسر رقم والده القياسي في قتل أبناء شعبه». في الوقت الذي قال فيه أندرياس فوغ راسموسن أمين حلف شمال الأطلسي إن الناتو لديه الخطط الضرورية للدفاع عن تركيا إذا لزم الأمر، داعيا طرفي الأزمة إلى «تفادي مزيد من التصعيد».. وأشارت وكالة أنباء الأناضول التركية إلى أن الجنرال نجدت أوزيل رئيس أركان الجيش التركي تفقد أمس على متن طائرة هليكوبتر القوات المتمركزة على الحدود السورية، التي شهدت حوادث مسلحة مؤخرا بين البلدين. موضحة أن أوزيل زار برفقة ضباط رفيعين في الجيش محافظة هاتاي (جنوب)، كما أكدت أن أوزيل سيزور مواقع أخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي تم تعزيزها بسبب الحرب الدائرة في سوريا.

من جهة أخرى، قالت وكالة أسوشييتد برس إن أنقرة أرسلت طائرات مقاتلة إضافية لتعزيز قاعدة جوية جنوب شرقي البلاد. ونقلت وكالة «دوجان» التركية عن مصادر عسكرية – لم تسمها – أنه تم نشر ما لا يقل عن 25 مقاتلة «إف 16» في قاعدة ديار بكر الجوية منذ مساء الاثنين. وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا بعد القصف المتبادل في الأيام الأخيرة بين الجانبين. وقال أردوغان أمام البرلمان التركي: «صبرنا كثيرا على الانتهاكات السورية على الحدود، ولكن عندما قتل مواطنون رأينا وجوب التدخل»، وشدد «جاهزون لكل الاحتمالات.. وسنضرب من يضربنا»، وأضاف: «سنستخدم كل الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أرضنا وشعبنا إلى أن نستنفد كل الخيارات السياسية». وأكد أردوغان أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية، وأضاف أن «جنود نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد قصفوا أراضينا بالمدافع ونحن نرد عليهم بالمثل». وقال أردوغان إن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد «قتل 30 ألفا وابنه يسعى لكسر رقمه القياسي». كما أشار إلى أن «تركيا فقدت خمسة من أبنائها جراء القصف السوري لأراضيها، الأمر الذي لن يبقيها مكتوفة الأيدي تجاه ذلك»، متابعا أن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا»، متعهدا بمواصلة دعم هذا الشعب «ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين». كما شن أردوغان هجوما قويا على «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة بسبب موقفه من المذكرة البرلمانية التي أجازت للحكومة التدخل عسكريا في سوريا إذا اقتضت الضرورة. وقال أردوغان: «إذا كانت كرامتكم تقبل هذا فعزة نفسنا لا تقبل»، وأضاف: «من لا يقف موقفا وطنيا في أزمتنا هذه ويقوم بدعم النظام السوري عليه أن يرحل عنا».

من جهته، قال أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، للصحافيين قبل اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف في بروكسل: «لدينا كل الخطط اللازمة لحماية تركيا والدفاع عنها إذا لزم الأمر». كما دعا راسموسن تركيا وسوريا إلى «تفادي التصعيد» وإظهار «اعتدال»، مرحبا بـ«اعتدال أنقرة» التي «يحق لها الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي». وذكر أيضا بموقف «الناتو» المؤيد لبعث الأسرة الدولية «رسالة حازمة وموحدة» إلى نظام بشار الأسد لإيجاد «حل سياسي» للأزمة.

معلومات متضاربة حول انشقاق 7 من كبار الضباط العلويين وفرارهم إلى الأردن

بيروت: يوسف دياب

تضاربت المعلومات حول انشقاق سبعة ضباط كبار من الطائفة العلوية عن الجيش السوري النظامي وفرارهم إلى الأردن.. وفي وقت أكد فيه المنسق العام للمجلس العسكري في مدينة حمص وريفها خالد بكار، أن «الضباط السبعة انشقوا عن النظام وغادروا مع عائلاتهم إلى الأردن»، أعلن نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف، أن «قيادة الجيش الحر لم تتبلغ رسميا بهذا الانشقاق، ولم يصل أي من هؤلاء الضباط إلى معسكراتنا في الأردن». وأوضح الحمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أقاويل سمعنا بها الأمس (أول من أمس) عن انشقاق لواء وعدد من العمداء العلويين، لكن لم نتأكد منها بشكل رسمي، وبالتالي لا نستطيع أن نتبناها». وقال: «هذه الأخبار وردت بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات المسلحة داخل بلدة القرداحة (مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد)، وقد تكون هذه الأحداث دفعت بعض الضباط العلويين إلى التأكد من أن مصير النظام السوري إلى زوال، وبالتالي رأوا أنه من الأفضل أن ينشقوا وينجوا بأنفسهم وعائلاتهم.. لكن ذلك لم يثبت لدينا بشكل قاطع». وأشار إلى أن «القيادة (الجيش الحر) اتصلت بالضباط الموجودين في معسكر الأردن وسألتهم عن الأمر، لكنهم نفوا وصول ضباط من الطائفة العلوية من سوريا إلى الأردن». بدوره لفت الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للجيش السوري الحر لؤي مقداد إلى أنه «لا معلومات كاملة عن فرار الضباط العلويين». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الضباط الذين ينشقون إما يلتحقون بالكتائب المقاتلة في الداخل، وإما ينضمون إلى معسكر الجيش الحر في تركيا أو الأردن». وقال: «الأمور في مدينة حمص حساسة جدا، والمعارك طاحنة، وخطوط التواصل مع المقاتلين في حمص غير مؤمنة بشكل كاف، وبالتالي لا نستطيع حسم هذه المسألة نفيا أو تأكيدا، ومن الواجب عدم التحدث في هذا الموضوع إلا بعد توفر المعلومات الكافية والدقيقة عن هذا الموضوع». وكانت محطة «سكاي نيوز» نقلت أمس عن المنسق العام للمجلس العسكري في مدينة حمص وريفها، خالد بكار، أن «الضباط السبعة انشقوا عن النظام وهم في طريقهم إلى الأردن». وقال بكار: «نتحفظ على رتب الضباط وأسمائهم ريثما يتم تأمينهم وتأمين عائلاتهم خلال الـ48 ساعة المقبلة، حيث إن صعوبات مضاعفة تواجه المنشقين من الطائفة العلوية أكثر من أي منشق آخر»، مشيرا إلى أن «عملية تغطية الانشقاق للضباط وتأمين أسرهم تتم بالتنسيق مع قائد المجلس العسكري في مدينة حمص وريفها قاسم سعد الدين». وأكد بكار أن «العلويين مشاركون بالحراك الثوري في سوريا منذ البداية إلى جانب عدد من الضباط من الطائفة الدرزية، وأنه من بين صفوف المجلس العسكري عدد من الضباط العلويين المنشقين». وقال: «يوجد عسكريون علويون متعاونون مع الجيش الحر، بالإضافة إلى رجال دين من الطائفة نفسها ينتظرون الوقت المناسب للإعلان عن موقفهم المناهض للنظام، لكن يتم التعتيم على المشاركين بالثورة السورية من الطائفة العلوية بناء على طلب منهم لأنهم أدرى بظروفهم». وكشف المنسق العام للمجلس العسكري في مدينة حمص وريفها عن أن «الكثير من الطائفة التي ينتمي لها الأسد تريد الانشقاق، والكثير منهم يحاول الخروج عن الصمت لأنهم يدركون أن النظام راحل والبقاء للشعب فقط، وهم جزء من هذا الشعب، وأن التعايش هو مستقبل سوريا وقدرها».

يذكر أن عملية الانشقاق تأتي بعد انطلاق أولى الاحتجاجات المناهضة للأسد في مسقط رأسه القرداحة، التي أعقبها خطف شبيحة الأسد لفتيات من العائلات المحتجة في المدينة. وشهدت عدة قرى في الساحل السوري توزيع منشورات ضد النظام، إلى جانب بيان لناشطين علويين يدعون فيه أبناء طائفتهم للمشاركة في الثورة.

«جبهة النصرة» تتبنى استهداف المخابرات الجوية في حرستا.. و«الجيش الحر» يهاجم حواجز بدمشق

أسر 40 جنديا نظاميا في إدلب.. وناشطون ينفون لـ «الشرق الأوسط» اقتحام حي الخالدية في حمص

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

تبنّت «جبهة النصرة» الإسلامية عملية التفجير الذي استهدف ليل الاثنين – الثلاثاء الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية في مدينة حرستا بريف دمشق، فيما لم تذكر وسائل الإعلام السورية أي شيء عن هجوم حرستا حتى مساء أمس. وفي حين خلّف الانفجار، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عشرات القتلى، بينما مصير المعتقلين في المركز لا يزال مجهولا، واصلت قوات الأمن السورية استهدافها عددا من المدن والبلدات السورية، ما أوقع أكثر من مائة قتيل في حصيلة أولية، على وقع اشتباكات عنيفة تحديدا في دمشق، بعدما هاجم مقاتلون من «الجيش السوري الحر» حواجز تابعة للجيش النظامي في الأحياء الجنوبية للعاصمة.

ولم تشر وسائل الإعلام السوري الرسمي إلى الحدث، إلا أن ناشطين بثوا مقطع فيديو صور عن بعد يظهر آليات ورافعات تقوم أمس بنقل السيارات المحترقة من موقع الانفجار في حرستا. كما سبق وبث فيديو يصور لحظة حصول الانفجار وإضاءته لسماء المنطقة مساء الاثنين.

وسمع سكان العاصمة صوت انفجار هائل اهتزت له كل أحياء العاصمة، وفي الأحياء القريبة تحطم زجاج معظم المباني القديمة، كما تحطم زجاج السيارات في المناطق القريبة بنحو 5 كلم عن موقع التفجير، وتبع الانفجار دوي عدة انفجارات وإطلاق كثيف للنار في حين هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.

وقالت «جبهة النصرة»، التي سبق وتبنّت عمليات تفجير عدة استهدفت مراكز أمنية نظامية بارزة، إن «المسؤولين العاملين بالمجمع كان لهم دور رئيسي في الحملة التي تشنها الحكومة على الثوار»، مؤكدة أنه «تم اتخاذ القرار بضرب فرع المخابرات الجوية وهو فرع سيئ السمعة إلى درجة مزرية وقلعة من الطغيان والمظالم التي لا يعلمها غير الله تعالى». ويقود المخابرات الجوية اللواء جميل حسن وتتشكل أساسا من أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح البيان أن الانفجار الأول الضخم نجم عن سيارة محملة بـ9 أطنان من المتفجرات هزت مدينة دمشق وريفها، والانفجار الثاني تم عبر سيارة إسعاف دخلت إلى الفرع وهي محملة بطن من المتفجرات، وانفجرت بالداخل تبعها هجوم بقذائف الهاون على المجمع لإيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف قوات الأمن الموجودة في الفرع.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد عن مقتل «عشرات الأشخاص في الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف فرع المخابرات الجوية»، وأشار إلى أن «مصير مئات السجناء المعتقلين في أقبية الفرع لا يزال مجهولا». وبحسب المرصد، فإن انفجارين «استهدفا ليل الاثنين (الرحبة 411)، وهي مركز صيانة للآليات العسكرية وفرع الاستخبارات الجوية الواقع على أطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا»، تلتهما «اشتباكات استمرت حتى الساعة الأولى بعد منتصف الليل». ويقول ناشطون سوريون إن فرع حرستا يعد من أكبر مراكز اعتقال الناشطين في ريف دمشق، واعتقل فيه مئات المعارضين السوريين فيه من دون توجيه اتهامات لهم وتعرضوا فيه للتعذيب.

وقال ناشط من حي القابون لـ«الشرق الأوسط»: «هناك أكثر من مائة معتقل من أبناء حي القابون، بالإضافة إلى مئات آخرين من دمشق وريفها موجودين في فرع المخابرات الجوية»، وأضاف أن أهالي القابون غير راضين عن أسلوب التفجيرات الذي تنتهجه «جبهة النصرة» ويحملونها «المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، على الرغم من الإجرام الذي يمثله فرع المخابرات الجوية».

وقامت السلطات بتطويق المنطقة وقطع كل الطرق المؤدية إليها، كما أغلقت كل الطرق المحيطة بحي العباسيين حيث يقع مقر آخر للمخابرات الجوية بجوار استاد العباسيين والذي يعد مركزا لتجمع قوات الأمن والشبيحة منذ بداية الثورة، وسبق وتعرض لأكثر من هجوم من قبل الجيش الحر.

وفي حين استهدف قصف عنيف أمس أحياء مدينة حرستا بشكل عشوائي، هاجم عناصر من «الجيش الحر» حواجز نظامية في أحياء دمشق الجنوبية، ودمروا خمس دبابات نظامية في الحاجز الموجود على أتوستراد درعا، فيما كشفت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» عن «العثور على 25 جثة محروقة لمواطنين مجهولي الهوية بين داريا والقدم» في ريف دمشق. كما استهدف قصف عنيف بلدة جديدة عرطوز وجرح أكثر من 10 أشخاص نتيجة قصف بطيران الميغ استهدف مدينة حزرما.

وفي معضمية الشام، دارت اشتباكات بين مناصرين لنظام الأسد ومعارضيه من أهالي القرداحة القاطنين في المدينة، بحسب لجان التنسيق، التي أفادت عن «حملة دهم واعتقالات في دير العصافير طالت حتى الأطفال الذين استخدمهم جيش النظام كدروع بشرية».

أما في حمص، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي وعناصر من «السوري الحر» في شارع القاهرة، فيما قتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم أربعة من عائلة واحدة، إثر قصف عنيف بالدبابات والمدفعية والطيران الحربي على مدينة الرستن والقرى المحيطة بها.

في موازاة ذلك، أفاد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات السورية «اقتحمت» أمس حي الخالدية، أحد أبرز معاقل «الجيش الحر».. مشيرا إلى أن هذه القوات دمرت «أوكارا للإرهابيين تحوي على عبوات وذخائر وقضت على من كان فيها». لكن المرصد السوري تحدث عن «تقدم للقوات النظامية في حي الخالدية من دون أن تتمكن من الوصول إلى وسط الحي».

وفي سياق متصل، نفى المتحدّث باسم لجان التنسيق المحلية في حمص أبو خالد الحمصي لـ«الشرق الأوسط» أن تكون القوات النظامية «قد اقتحمت حي الخالدية»، مؤكدا أن «عناصر الجيش الحر يتصدون ببسالة ويحولون دون تقدمه أكثر من عدة أمتار على أحد مداخل الحي».

وأوضح أبو خالد أن «القوات النظامية شنت منذ صباح أول من أمس عملية شرسة جدا استهدفت خلالها مداخل حي الخالدية براجمات الصواريخ، ما سمح لعناصرها بالتقدّم نحو شوارع عدة، ثم ما لبثت أن انسحبت بفضل تصدي مقاتلي الجيش الحر»، مشددا على «أنها حاليا لا تسيطر إلا على أربعة أبنية من جهة شارع القاهرة، الفاصل بين حيي الخالدية والبياضة».

وفي إدلب، تمكن «الجيش السوري الحر» من بسط سيطرته على مدينة معرة النعمان وبلدة بداما الواقعة على الحدود السورية التركية بعد معارك دامت قرابة عام ونصف. وقالت «لجان التنسيق» إن «الجيش الحر» تمكن من «تحرير حاجز عرابي الواقع على الطريق الدولي وهو الحاجز الأخير في المدينة، على وقع قصف طائرات حربية سورية للمدينة ومعارك عنيفة على الأرض». كما سيطر على ثلاثة حواجز عسكرية قرب معسكر وادي الضيف بمعرة النعمان، إضافة إلى السيطرة على المركز الثقافي حيث أعدم الجيش النظامي ثلاثين شخصا قبل انسحابه منه أول من أمس. وأكدت لجان التنسيق أن «الجيش الحر» تمكن من «أسر أكثر من 40 عنصرا نظاميا، إضافة إلى عدد من الضباط وتلامذة صفوف الضباط، كما غنم عددا من الأسلحة». وفي جسر الشغور، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي و«الجيش الحر»، خلال محاولة الأخير تحرير قري اليعقوبية.

أما في حلب، فقد قصف الطيران المروحي حي السكري، فيما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «قوات الأمن نفذت عمليات نوعية تمكنت خلالها من القضاء على عشرات الإرهابيين وتدمير سياراتهم وإلقاء القبض على آخرين». وأفادت أن «وحدات من الجيش السوري دمرت في حلب مشفى ميدانيا و6 سيارات كان يستخدمها الإرهابيون لنقل الأسلحة والذخيرة ومقرا للإرهابيين في داخله عدد من متزعمي المجموعات الإرهابية بالقرب من مشفيي دار الشفاء والشعار عند دوار الشعار». ونقل مراسل «سانا» عن مصدر بالمحافظة قوله: «إن الأسلحة المصادرة شملت بنادق آلية إسرائيلية الصنع وعددا من العبوات الناسفة».

وفي حماه، نفذت قوات الأمن السورية انتشارا بأعداد كبيره في حيي الحميدية والمناخ وسط عمليات دهم واقتحام للمحال التجارية. وذكر المرصد السوري أن «حملة دهم واعتقالات عشوائية قامت بها القوات النظامية في المنطقة الصناعية في حماه، ترافقت مع إطلاق نار عشوائي من قبل القوات النظامية على المنطقة».

أما في درعا، فقد وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلين من «الجيش الحر» عند الحاجز الموجود على أتوستراد درعا، وتمكن الجيش الحر من تدمير 5 دبابات. وفي دير الزور، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن عناصر من «الجيش الحر» منعوا جيش النظام من اقتحام المدينة من الجهة الشرقية وكبدوه خسائر، فيما طال قصف عنيف بقذائف المدفعية حي الشيخ ياسين. بينما تعرضت مدينة الموحسن لقصف بالمدفعية الثقيلة مع الساعات الأولى من فجر أمس، فيما قصف الجيش النظامي بالطيران الحربي مبنى المحكمة المحرر قرب ساحة الحرية في مدينة البوكمال.

تقارير: العراق يزود نظام الأسد بشحنات من الوقود بأسعار تفضيلية

عضو بلجنة النفط البرلمانية: لو حصل ذلك لكنا علمنا به

بغداد: حمزة مصطفى

استبعدت لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي إمكانية قيام الحكومة العراقية بإبرام صفقات لبيع شحنات من الوقود إلى أي بلد دون أن تعرف ذلك كجزء من دورها الرقابي، وذلك ردا على تقارير إعلامية أفادت بأن الحكومة العراقية تساعد نظام بشار الأسد في سوريا بمده بالوقود.

وقال مقرر لجنة النفط والطاقة في البرلمان العراقي قاسم محمد قاسم (التحالف الكردستاني) في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «في الوقت الذي تستطع فيه الحكومة ممثلة بوزارة النفط إبرام العقود أو عقد الصفقات النفطية أو الوقود لأي بلد دون المرور بالبرلمان باعتبار أن ذلك يدخل في إطار الصلاحيات التنفيذية، إلا أنه في النهاية لا بد أن يخضع ذلك للبرلمان على صعيد الدور الرقابي». وأضاف قاسم أن «لجنة النفط والطاقة البرلمانية المؤلفة من كتل الكتل السياسية لم تسمع بمثل هذه المعلومات، إلا أنها في الوقت نفسه تستبعدها لأنها يمكن أن تثير إشكالية سياسية في حال معرفتها دون أن يكون البرلمان عارفا بذلك على صعيد الدور الرقابي له». وأشار إلى أن «العراق مثلا يبيع نفطا للأردن بأسعار تفضيلية بواقع 10 آلاف برميل يوميا، وهو معروف بالنسبة لنا ويخضع لرقابتنا».

وكانت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية كشفت أمس أن حكومة نوري المالكي وافقت في يونيو (حزيران) على إرسال 720 ألف طن من الوقود إلى سوريا في شحنات شهرية بموجب عقد مدته سنة قابلة للتجديد. وأضاف المصدر أن وزارة النفط العراقية أرسلت في شهري يونيو ويوليو (تموز) شحنتين من زيت الوقود الذي يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية بقيمة إجمالية قدرها 14 مليون دولار، إلى نظام الأسد. ويأتي كشف هذه الشحنات بعد شهر على شكوى مسؤولين أميركيين علنا من سماح بغداد للطائرات الإيرانية بنقل السلاح عبر الأجواء العراقية إلى سوريا. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن شحنات الوقود لا تشكل انتهاكا للعقوبات الأميركية والأوروبية، ولكنه أشار إلى استغرابه من دور العراق في دعم النظام السوري. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة تشجع البلدان التي تتعامل تجاريا مع سوريا على أن تكون منفتحة بشأن مبادلاتها القانونية غير المشمولة بالعقوبات، داعيا العراق إلى الالتزام بهذه القاعدة.

وحسب الصحيفة، تبين الوثائق أن شركة تسويق النفط السورية «سيترول» التي تتولى استيراد الوقود وافقت على الدفع نقدا إلى حساب في البنك التجاري العراقي قبل كل شحنة أو تقديم رسالة اعتماد غير قابلة للنقض. ومنح العراق خصما لسوريا بنسبة 50 في المائة دون سعر السوق وخصما بنسبة 5 في المائة عن كل طن متري، بحسب العقد المبرم. ودفعت سوريا 505.909 دولار عن كل طن من الوقود بالمقارنة مع سعر السوق البالغ 800 دولار للطن. وبحسب الوثائق فإن علاء خضر كاظم، أحد الموقعين على العقد عن شركة تسويق النفط العراقي «سومو»، عضو في مجلس إدارة البنك التجاري العراقي أيضا. ولم يرد كاظم ولا أي مسؤول آخر في وزارة النفط العراقية على أسئلة «فايننشيال تايمز». كما نفى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري علمه بمثل هذه الصفقة وامتنع المسؤولون السوريون أيضا عن التعليق.

أردوغان يؤكد الجاهزية لكل الاحتمالات مع سوريا وقائد الجيش التركي يتفقد الحدود

                                            أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا مع تكرار قصف قوات نظام بشار الأسد لمناطق حدودية، وتزامناً كان رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت أوزيل يتفقد القوات المتمركزة في المناطق التي تعرضت للقصف.

وفيما دعا الامين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس تركيا وسوريا الى “تفادي التصعيد” واظهار “اعتدال”، أكد في الوقت نفسه ان الحلف لديه خطط جاهزة للدفاع عن تركيا ضد اي هجوم.

في الداخل السوري، احتدمت المعارك أمس في حي الخالدية في حمص، الذي تعرض على مدى ايام عدة لقصف متواصل، وعمدت قوات الأسد الى اقتحامه امس وسط مقاومة شديدة من قبل “الجيش السوري الحر”. وفي حرستا بريف دمشق سجل تفجيران ليل الاثنين ـ الثلاثاء، تبنتهما جماعة تطلق على نفسها اسم “جبهة النصرة “، التي يشك معارضون كثر في أنها واجهة أمنية للنظام، خصوصا أن التفجيرين استهدفا مركزا أمنيا فيه عشرات المعتقلين السياسيين السوريين.

سياسياً دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس النظام السوري الى تطبيق وقف احادي لاطلاق النار وطلب من قوات المعارضة القبول به خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

ولا يبدو ان ثمة ضغوطاً جدية على النظام السوري، بل تتوجه تلك الضغوط على المعارضة، فواشنطن رأت انه “من السابق لاوانه” الاعتراف بحكومة موقتة تشكلها المعارضة السورية قبل ان “تنظم صفوفها”، كما اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون اوروبا فيليب غوردن امس في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية.

تركيا

في أنقرة، أعلن أردوغان أمام البرلمان التركي أن “تركيا ستستخدم جميع الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة”، مشيراً إلى أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية.

وأضاف أن “جنود نظام الأسد قصفوا أراضينا بالمدافع ونحن نرد عليهم بالمثل وسنضرب كما يضربون وجاهزون لكل الاحتمالات”. وأشار أردوغان إلى أن “تركيا فقدت خمسة من أبنائها جراء القصف السوري لأراضيها، الأمر الذي لن يبقيها مكتوفة الأيدي تجاه ذلك”. وأضاف أن “الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا”، متعهداً بمواصلة دعم هذا الشعب “ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين”. وقال رئيس الحكومة التركي إن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد “قتل 30 ألفاً وابنه يسعى لكسر رقمه القياسي”.

وتابع أردوغان أنه لا ينتظر ممن ينظرون إلى تركيا والعالم من منظور ضيق أن يتفهموا سياسات حكومته، “لأن الشعب التركي يفهمنا ويدعمنا”.

وهاجم حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كمال كلجدار أوغلو الذي عارض تفويض البرلمان للحكومة بالتدخل العسكري خارج حدود البلاد، قائلاً: “لقد وقفتم أمام الولايات المتحدة الأميركية بخشوع”. وأضاف: “نتعرض لإطلاق قذائف بشكل يومي من دولة جارة لنا فيسقط جراء ذلك قتلى وزعيم المعارضة لدينا يدافع عن ذلك”. موجهاً سؤاله إلى المعارضة التركية بالقول: “هل تريدون أن نسكت على قتل أبنائنا”. وأضاف أن “حزب الشعب الجمهوري” بمعارضته التفويض “وكأنه يدعم النظام السوري”، ودعا كلجدار أوغلو إلى تغيير موقفه من التهديدات التي تشكلها سوريا. وقال: “نحن لا ننظر في سياستنا الخارجية من منظار مذهبي، فجميع الحكام العرب الذين سقطوا في الربيع العربي هم من أهل السنة”.

وكان البرلمان التركي صدق الخميس الماضي على مذكرة تمنح الحكومة تفويضاً بشن عمليات خارج البلاد، بعد مقتل 5 أشخاص في بلدة حدودية تركية بقذيفة أطلقت من الجانب السوري من الحدود، وردّت القوات التركية باستهداف مواقع داخل الأراضي السورية.

وأمس أيضاً تفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل برفقة ضباط رفيعين في الجيش محافظة هاتاي (جنوب) التي شهدت تبادل اطلاق نيران مدفعية بين سوريا وتركيا بحسب وكالة انباء “الاناضول”.

واكدت الوكالة ان الجنرال التركي سيزور مواقع اخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي تم تعزيزها بسبب الحرب الدائرة في سوريا.

ومنذ استهداف بلدة اكجاكالي التركية الاربعاء الفائت من الاراضي السورية الذي ادى الى مقتل خمسة مدنيين اتراك تعمد انقرة الى الرد على كل طلقة سورية للجيش النظامي تصل الى اراضيها.

وادت حادثة اكجاكالي التي تعتبر الاسوأ بين البلدين منذ اسقاط الدفاع الجوي السوري طائرة مقاتلة تركية في حزيران الى زيادة المخاوف من تصعيد عسكري او حتى حرب بين الجارتين.

“الأطلسي”

وفي سياق متصل بالأزمة التركية ـ السورية، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، أمس، ان الحلف لديه خطط جاهزة للدفاع عن تركيا ضد اي هجوم من سوريا اذا لزم الامر لكنه عبر عن أمله في أن يتوصل البلدان إلى طريقة للحيلولة دون تصاعد التوترات.

وأبدى سفراء حلف شمال الأطلسي دعمهم لتركيا في اجتماع طارئ عقد الأسبوع الماضي بعد أن سقطت قذائف سورية على بلدة حدودية في تركيا مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين.

وقال راسموسن للصحافيين قبل اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف الذي يضم 28 دولة في بروكسل “لدينا كل الخطط اللازمة لحماية تركيا والدفاع عنها إذا لزم الأمر”. لكن راسموسن قال للصحافيين لدى افتتاح اجتماع في بروكسل: “نأمل في ان يبدي البلدان اعتدالاً لتفادي تصعيد الازمة”. ورحب المسؤول “الأطلسي” بـ”اعتدال انقرة” التي “يحق لها الدفاع عن نفسها في اطار القانون الدولي”.

وذكّر ايضاً بموقف الحلف الاطلسي المؤيد لبعث الاسرة الدولية “رسالة حازمة وموحدة” الى نظام بشار الاسد لايجاد “حل سياسي” للازمة.

تحرير معرة النعمان

ميدانياً، سيطر “الجيش السوري الحر” على مجمل مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة على الطريق العام الذي يصل دمشق بحلب في محافظة ادلب شمال غربي سوريا، بحسب ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” أمس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية “انسحبت من كل الحواجز الواقعة في مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند احد المداخل”، مشيرا الى الاهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكماً “كل تعزيزات النظام في طريقها الى حلب”.

وفي شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب، بدا نحو عشرين مسلحاً بعضهم وقف على دبابة وآخرون من حولهم راحوا يطلقون النار في الهواء ابتهاجاً.

وقال صوت مسجل على الفيديو ان “كتائب وألوية شهداء سوريا استولت على حاجز الدلة” في معرة النعمان.

ثم اضاف: “هذه دبابتك يا بشار الاسد”.

وكان المقاتلون المعارضون استولوا على معرة النعمان مرة اولى في العاشر من حزيران، لكنهم انسحبوا منها في آب تحت ضغط هجمات القوات النظامية.

وقتل امس في قصف على معرة النعمان طفل، بعد مقتل 12 مقاتلاً معارضاً وعشرة مدنيين الاثنين في القصف والمعارك، بحسب المرصد.

وباتت مجمل مناطق ريف إدلب خارج سيطرة قوات نظام بشار الأسد.

واوضح عبد الرحمن ان “المناطق الواقعة شرق وغرب مدينة معرة النعمان هي بين أيدي الثوار”.

اشتباكات في حمص

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاسد امس حي الخالدية في حمص، احد ابرز معاقل المعارضة المسلحة في المدينة الواقعة في وسط سوريا، كما افاد التلفزيون السوري الرسمي.

واشار “المرصد السوري لحقوق الانسان” وناشطون الى تقدم للقوات النظامية داخل الحي ولكن من دون ان تتمكن من السيطرة عليه.

وقال المرصد إن هناك تقدماً للقوات النظامية في حي الخالدية الذي تدور حوله معارك منذ أشهر طويلة، “لكن هذه القوات لم تتمكن من الوصول الى وسط الحي”.

وقال الناشط أبو بلال الحمصي الموجود في حمص القديمة لوكالة “فرانس برس” في اتصال عبر سكايب، ان الجيش “اقتحم جزءاً من حي الخالدية ولم يقتحموا الحي بشكل كامل”. واضاف “هناك 800 عائلة محاصرة في حمص وسوف تحدث مجزرة لم تشهدها الثورة ان تم الاقتحام الكامل”. واشار الى ان “الجيش السوري الحر يتصدى ببضع ذخائر وصبر وثبات”.

تفجيران في دمشق

وفي ريف دمشق، قتل عشرات الأشخاص في هجوم مزدوج استهدف الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية في ريف العاصمة السورية ليل الاثنين ـ الثلاثاء، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس الثلاثاء.

وافاد مصدر امني في قوات الأسد ان هذه القوات احبطت الهجوم على الفرع رغم ان احدى السيارتين المفخختين انفجرت بالقرب منه، علما أن الجهات الرسمية السورية لم تصدر حتى الساعة موقفاً علنياً من الهجوم.

وقال عبد الرحمن في اتصال هاتفي “قتل عشرات الاشخاص في الهجوم الذي استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا”، مشيرا الى ان “مصير مئات السجناء المعتقلين في اقبية الفرع ما زال مجهولاً”.

وكان المرصد أفاد أن انفجارين استهدفا “الرحبة 411 (وهي مركز صيانة للآليات العسكرية) وفرع المخابرات الجوية الواقع على اطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا”، تلتهما “اشتباكات استمرت حتى الساعة الاولى بعد منتصف الليل”.

وابدى عبد الرحمن خشيته على مصير المعتقلين في الفرع الذي يعد “اكبر مركز اعتقال في ريف دمشق”، لا سيما “مع تكتم النظام على ما حدث”، محملاً اياه مسؤولية كشف مصير هؤلاء.

وقال إن النظام قام بتحويل السير على اوتوستراد حمص ـ دمشق حيث يقع المركز “لئلا يرى الناس ما جرى”. ولم يشر الاعلام الرسمي السوري الى الحادث.

وكانت “جبهة النصرة” تبنت الهجوم وقالت انه نفذه انتحاريان بسيارتين مفخختين احداهما سيارة اسعاف، وتلاه قصف الفرع بقذائف الهاون، بحسب الجبهة التي اوضحت ان الهجوم “ثأر لمن ظلم او قتل من المسلمين”.

لكن مصدراً في اجهزة الامن السورية نفى هذه الرواية عن الهجوم، موضحاً أن الحراس اطلقوا النار على السيارة المفخخة الاولى قبل ان تدخل المحيط المحصن للفرع. لكن اطلاق النار لم يحل دون انفجار السيارة وتسببها بأضرار مادية جسيمة.

اما السيارة الثانية فاعترضت وأوقف سائقها، بحسب المصدر الأمني نفسه الذي اكد ان ما جرى “كان اشارة الى هجوم كبير الحجم من قبل الارهابيين الذين كانوا يريدون السيطرة على الفرع، لكن بعد خمس ساعات من الاشتباكات تم صدهم”.

وسبق لجبهة النصرة الاسلامية المتطرفة ان تبنت عدداً من الهجمات التي استهدفت في مجملها مراكز امنية وتجمعات للقوات النظامية، كان آخرها التفجيرات في ساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب (شمال)، والتي اودت بحياة 48 شخصًا غالبيتهم من القوات النظامية، بحسب المرصد.

وذكر سكان أن أحدث تفجير تزامن مع سلسلة من الهجمات شنها مقاتلو المعارضة على حواجز طرق تحرسها قوات الأسد على طريق سريع يبدأ من حرستا متجهاً شمالاً وفي الأحياء السنية من دمشق.

وقال نشطاء المعارضة ان الطائرات السورية قصفت مناطق قرب بلدة أم العصافير على أطراف دمشق كما قصفت المدفعية ضاحية عرطوز مما أسفر عن مقتل امرأة على الأقل.

وذكرت مصادر في المعارضة ان جبهة النصرة تتألف أساساً من سلفيين سوريين كانت تربطهم علاقات بأجهزة مخابرات قبل الانتفاضة وسمح لهم باستخدام سوريا كنقطة انطلاق ضد حكومة بغداد التي يقودها الشيعة وكانت مدعومة من الولايات المتحدة.

بان كي مون

سياسياً، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس النظام السوري الى تطبيق وقف احادي لاطلاق النار وطلب من قوات المعارضة القبول به خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس فرنسوا هولاند.

وقال بان: “بلغ الوضع مستوى غير مقبول، من غير المحتمل ان تستمر معاناة الشعب على هذا النحو. لهذا السبب شرحت للحكومة السورية أن عليها أن تعلن فوراً وقفاً احادياً لاطلاق النار”, داعياً المعارضة الى القبول به. واضاف ان “رد فعل” دمشق كان “معرفة ماذا سيحصل لاحقاً”.

وتابع بان: “ادعو قوات المعارضة الى قبول وقف اطلاق النار الاحادي اذا ومتى تعلنه الحكومة السورية” موضحاً انه يبحث هذه المسألة مع “الدول الأساسية في مجلس الأمن ودول المنطقة”.

وقال بان: “ادعو مجدداً الدول التي تزود الجانبين بالاسلحة إلى وقف ارسال المعدات العسكرية. عسكرة النزاع ستضع الشعب السوري في وضع اصعب والحل الوحيد هو سياسي عبر حوار سياسي”.

بان قال إن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي ـ العربي المشترك الى سوريا “سيتوجه الإبراهيمي إلى المنطقة مجدداً وسيزور عدة دول وبعدها سيزور سوريا”.

وذكر بان أن الإبراهيمي يهدف إلى وقف إراقة الدماء والتفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق يسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا التي تحولت حركة احتجاج سلمي فيها إلى تمرد مسلح ونزح أكثر من مليون شخص تاركين منازلهم.

وأوضح المتحدث باسم المبعوث المشترك أحمد فوزي، في وقت لاحق أن جولة الابراهيمي في الدول المجاورة تعني انه لن يزور سوريا هذا الاسبوع. ورفض اعطاء تفاصيل عن مسار رحلة الابراهيمي لأسباب أمنية.

وكان الإبراهيمي قد التقى في أيلول, الذي تولى فيه المنصب, بالأسد في دمشق وزار مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن.

وقال المبعوث الدولي بعدها إن لديه بضع أفكار وليس خطة كاملة بشأن نزع فتيل الصراع الذي قال إنه “سيئ للغاية ويزداد سوءاً”.

وأشار الرئيس فرنسوا هولاند الى زيادة حدة التوتر بين سوريا وتركيا حيث قتل مدنيون بقذائف أطلقت من سوريا ما حمل أنقرة على الرد. وقال: “إذا تم تجنب (التصعيد) فذلك لأن تركيا أبدت ضبطاًً للنفس لكن الى متى؟”.

وقال هولاند: “علينا فرض عقوبات جديدة لإرضاخ النظام” السوري.

واشنطن

في واشنطن أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا فيليب غوردن أمس في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية أن الرئيس الفرنسي “فرنسوا هولاند طرح الاعتراف بحكومة موقتة. لدينا تحفظات على هذا الاقتراح”.

وتابع غوردن: “لا نعتقد أن المعارضة مستعدة لتشكيل حكومة موقتة. يوماً ما سيتحتم الاعتراف بحكومة او كيان موقت، لكن الان الامر سابق لاوانه”. واضاف آسفاً: “ما زالت المعارضة ينقصها التنسيق والتنظيم”، مشيراً الى انها “لا يمكن ان تكون معارضة سنية او كردية او مسيحية (…) ينبغي تمثيل جميع القوى في سوريا”.

الإمارات

سياسياً ايضاً، اعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان ان الوضع السوري الراهن هو نتيجة عدم الاستماع لكافة البيانات الصادرة من الجامعة العربية، داعياً مجلس الأمن الدولي لأن يعي ان عليه مسؤولية جسيمة وقانونية لحفظ الأمن في سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن آل نهيان قوله رداً على سؤال بعد لقائه نظيره الأوكراني كوستيانتين هريتشينكو في أبو ظبي ان “الوضع السوري الذي وصل اليه اليوم هو نتيجة عدم الاستماع الحقيقي وبتمعن لكافة البيانات الصادرة من الجامعة العربية التي حاولت ان توفر أفضل السبل للحل السياسي والذهاب الى المجتمع الدولي ومجلس الأمن ولكننا لم نستطع كعرب أن ندفع بحل سياسي أو أن نأتي بالمجتمع الدولي لتحقيق ذلك”.

وقال: “من المهم أن يدرك المجتمع الدولي ان عليه مسؤولية جسيمة وقانونية لحفظ الامن وايقاف العمليات القتالية في مناطق مدنية من قبل النظام السوري”، مشيراً إلى ان الأضرار لا تقتصر على المدنيين وإنما امتدت لتشمل بعض الدول المجاورة.. وكلما استمرت هذه الظروف التي ندينها ونستهجنها سيكون لها انعكاسات جسيمة على المنطقة وستكون معالجتها في المستقبل أكثر صعوبة داخل سوريا أو في المنطقة”.

وتابع أن “ما يدور في سوريا خلّف المزيد من الانشقاق الطائفي في المنطقة، فالأزمة السورية كان لها تأثير كبير على الشعب السوري الذي هو ضحية لاستمرار الوضع وان الإمارات واوكرانيا متفقتان على ضرورة انهاء القتل الفوري الذي يقع على مسؤولية النظام الحاكم في سوريا”. من جهته أشاد وزير الخارجية الأوكراني بتصريحات نظيره وبمواقف الإمارات تجاه الوضع في سوريا، وقال: “ان الامارات تولي اهتماماً كبيراً لهذه القضية وهي منكبة لوضع حد لها ونحن نبحث عن سبل لحل الأزمة مع مراعاة وضع الشعب السوري”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

] مجزرة في دير العصافير ] معرة النعمان بيد الجيش الحر ] الفاتيكان يتعاطف مع مأساة السوريين

اردوغان: الأسد عاجز يسير على عكازين

                                            تتزايد وتيرة الاقتراب من حرب بين تركيا ونظام بشار الأسد الذي رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أنه عاجز “يسير على عكازين، وسيقضى عليه متى سقط العكازان”. ولفتت أمس زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية للوحدات العسكرية المنتشرة قرب الحدود مع سوريا.

وفي ظل استمرار المجازر التي يقوم بها نظام دمشق حيث سقط أمس خمسة عشر شهيداً ذبحاً بالسكاكين في دير العصافير من ريف العاصمة الذي يتعرض لقصف صاروخي من مقاتلات الميغ، أعلن الجيش السوري الحر أن مدينة معرة النعمان سقطت بيد الثوار، وأن طائرات جيش النظام تقصفها ببراميل المتفجرات.

ومن الفاتيكان أعرب البابا بنديكتوس السادس عشر و262 أسقفاً من العالم عن تعاطفهم “مع السوريين في مأساتهم”.

ففي اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه، قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان ان “الأسد واقف استنادا إلى عكازين فقط، وسيقضى عليه عندما يسقط العكازان”.

وأعلن اردوغان أمس إن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا بعد القصف المتبادل في الأيام الأخيرة بين الجانبين. وأضاف أمام مجلس الأمة التركي إن “تركيا ستستخدم جميع الوسائل بما فيها الديبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة”، مشيراً إلى أن القصف التركي ركز على أهداف عسكرية.

وأضاف أن “جنود نظام الأسد قصفوا أراضينا بالمدافع ونحن نرد عليهم بالمثل، سنضرب كما يضربون وجاهزون لكل الاحتمالات”. وأشار أردوغان إلى أن “تركيا فقدت خمسة من أبنائها جراء القصف السوري لأراضيها ولن تبقى مكتوفة الأيدي”. وأضاف أن “الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا”، متعهداً بمواصلة دعم هذا الشعب “ولا عذر لنا في إدارة الظهر للسوريين”.

وقال رئيس الحكومة التركي إن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد “قتل 30 ألفاً وابنه يسعى لكسر رقمه القياسي”. وأضاف أنه لا ينتظر ممن ينظرون إلى تركيا والعالم من منظور ضيق أن يتفهموا سياسات حكومته، “لأن الشعب التركي يفهمنا ويدعمنا”.

وهاجم اردوغان حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كمال كلجدار أوغلو الذي عارض تفويض البرلمان للحكومة بالتدخل العسكري خارج حدود البلاد، قائلاً “لقد وقفتم أمام الولايات المتحدة الأميركية بخشوع”. وأضاف “نتعرض لإطلاق قذائف بشكل يومي من دولة جارة لنا فيسقط جراء ذلك قتلى، وزعيم المعارضة لدينا يدافع عن ذلك”، موجهاً سؤاله إلى المعارضة التركية بالقول “هل تريدون أن نسكت على قتل أبنائنا؟”.

وقال “نحن لا ننظر في سياستنا الخارجية من منظار مذهبي، فجميع الحكام العرب الذين سقطوا في الربيع العربي هم من أهل السنة”.

وزار رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزال بطائرة هليكوبتر أمس، عدة قواعد في إقليم هاتاي الذي يشكل جزءا من حدود تركيا مع سوريا البالغ طولها 900 كيلومتر. ورافق أوزال كبار الضباط في الجيش من بينهم قائد القوات البرية الخاصة وقائد الجيش التركي الثاني وضباط كبار من قيادة المشاة والآليات في الجيش التركي.

وفي الفاتيكان، أعرب البابا بنديكتوس السادس عشر و262 اسقفا من العالم اجمع التقوا أمس في اطار مجمع حول “التبشير الجديد بالانجيل” عن تعاطفهم بالصلاة مع الشعب السوري، ودعوا الى “حل سلمي وعادل” للنزاع في سوريا.

وألقى الاسقف الكرواتي نيكولا ايتيروفيتش الامين العام للمجمع كلمة لدى افتتاح اعمال هذا المجمع صباح الثلاثاء بحضور البابا، دعا فيها الى اقرار السلام في سوريا. وقال في كلمته “ان الحبر الاعظم وآباء المجمع يتعاطفون عبر الصلاة مع السوريين في مأساتهم”.

واضاف الاسقف الكرواتي “انهم يؤكدون لسكان هذه الارض الشهيدة التي يجتاحها هذا الكم من العنف انهم يقفون الى جانبهم ويصلون عن انفس ضحايا هذا الكم من الوحشية خصوصا بين الفقراء والاطفال”.

ونقلت صحيفة “اوسرفاتوري رومانو” الناطقة باسم الفاتيكان عن الاسقف قوله ايضا “نتضرع الى الرب ان تتوقف هذه الحرب سريعا وان يتم ايجاد حل عادل لها”.

وفي باريس، ناشد الامين العام للأمم المتحدة النظام السوري بوقف النار من جانب واحد.

وقال اثر لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “بلغ الوضع مستوى غير مقبول، من غير المحتمل ان تستمر معاناة الشعب على هذا النحو. لهذا السبب شرحت للحكومة السورية ان عليها ان تعلن فورا وقفا احاديا لاطلاق النار”، داعيا المعارضة الى القبول به.

وقال بان “ادعو مجددا الدول التي تزود الجانبين بالاسلحة الى وقف ارسال المعدات العسكرية. عسكرة النزاع ستضع الشعب السوري في وضع اصعب والحل الوحيد هو سياسي عبر حوار سياسي”.

وقال هولاند من جهته “علينا فرض عقوبات جديدة لدفع النظام الى الرضوخ”.

ميدانياً، ارتفع عدد الشهداء أمس إلى 158 بينهم عشرة اطفال وثمانية نساء، واحد وستون شهيداً في دمشق وريفها بينهم خمسة وعشرون شهيداً مجهولو الهوية عثر عليهم بين داريا والقدم، وخمسة عشر شهيداً ذبحوا بالسكاكين في دير العصافير، اربعة وعشرون شهيدا في حلب، اربعة عشر شهيدا في دير الزور، ثلاثة عشر شهيدا في حمص، احد عشر شهيدا في ادلب، عشرة شهداء في حماه، خمسة شهداء في درعا، وشهيدان في اللاذقية.

ودخلت قوات النظام أمس حي الخالدية في مدينة حمص التي تشهد معارك ضارية منذ الاثنين مع عدد من القرى المحيطة، في وقت افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سيطرة مجموعات معارضة على مدينة معرة النعمان في شمال غربي البلاد.

وفي الوقت نفسه، اشار المرصد الى مقتل عشرات الاشخاص في تفجيرين استهدفا الاثنين مركزا للمخابرات الجوية السورية في ريف دمشق.

وقال معارضون وناشطون إن معارضين مسلحين سيطروا على بلدة معرة النعمان السورية التي تقع على الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب في محافظة ادلب الشمالية بعد معركة استمرت 48 ساعة مع قوات الحكومة.

وأظهر تسجيل فيديو قال نشطاء إنه صور في معرة النعمان الاثنين عشرات المقاتلين على طريق رئيسي. وأظهرت لقطات أخرى من قيل انهم مقاتلون يسيطرون على سجن ومبان عسكرية في البلدة.

وذكرت تقديرات لناشطين أن أكثر من 100 شخص سقطوا قتلى أو جرحى في الهجوم على مجمع المخابرات الجوية في دمشق.

وقالت جماعة “جبهة النصرة” المتشددة إنها شنت الهجوم الانتحاري على مبنى المخابرات الجوية في دمشق لأنه كان يستخدم كمركز للتعذيب والقمع في الحملة ضد الانتفاضة.

وقال احد سكان ضاحية حرستا حيث يقع المجمع “هزات كبيرة حطمت النوافذ ودمرت واجهات المتاجر وكأن قنبلة انفجرت داخل كل منزل في المنطقة.”

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، “المستقبل”)

الحر أعلن سيطرته على معرة النعمان

180 قتيلا وقصف بحمص واشتباكات بإدلب

                                            أفادت لجان التنسيق المحلية بأن أكثر من 180 شخصا قتلوا أمس الثلاثاء في سوريا معظمهم في دمشق وريفها وحلب، فيما أعلن الجيش السوري الحر أن كتائبه تمكنت من السيطرة على معرة النعمان بريف إدلب وأسر أكثر من أربعين عنصرا والاستيلاء على عدد من الدبابات.

وحسب نشطاء، فإن من بين القتلى 61 من المدنيين سقطوا في ريف دمشق وإدلب وحمص وحلب ودرعا واللاذقية ودير الزور.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 28 من القوات النظامية قتلوا في هجمات على حواجز ومقار، بالإضافة إلى تفجيرات بعبوات ناسفة استهدفت آليات ثقيلة وشاحنات، وأيضا في اشتباكات بريف دمشق وحمص وإدلب وحلب ودرعا ودمشق.

وتحدث ناشطون عن تصعيد في عمليات القصف على مناطق في حمص وريفها. من جهته أكد التلفزيون السوري الرسمي استعادة القوات النظامية سيطرتها على حي الخالدية في مدينة حمص.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن انفجارا هز حي ركن الدين من جهة ساحة الميسات في العاصمة.

وكان ناشطون قالوا إن انفجارين هزا مجمعا أمنيا على أطراف العاصمة السورية دمشق ليلة الاثنين الثلاثاء في أحدث هجوم على وحدات موالية للرئيس السوري بشار الأسد.

اشتباكات عنيفة

من جهتها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي دارت لليوم الثاني على التوالي ضمن ما سموه معركة تحرير المعرة، تمكن فيها الجيش الحر من السيطرة على المدينة بعد تدمير أكثر من سبعة حواجز وأسر عدد كبير من عناصر الأمن، وذكر ناشطون أن ضابطا كبيرا تابعا لقوات النظام أسره الجيش الحر.

وكانت طائرات حربية سورية قصفت معرة النعمان في ريف إدلب، وقد أعلن الثوار أنهم سيطروا على ثلاثة حواجز عسكرية قرب معسكر وادي الضيف بمعرة النعمان، كما تمكنوا من السيطرة على المركز الثقافي، حيث أعدم الجيش النظامي ثلاثين شخصا قبل انسحابه منه الاثنين.

وقد التقت الجزيرة جميل الخطاب أحد الناجين من مجزرة المركز الثقافي في معرة النعمان بريف إدلب، حيث قال إن أفرادا من الجيش السوري جمعوا أكثر من أربعين مدنيا معتقلا كانوا محتجزين في المركز وبينهم أطفال وشيوخ ثم أطلقوا النار عليهم.

وفي حلب أفاد مراسل الجزيرة بأن معارك عنيفة يشهدها حي الصاخور بين مقاتلي الجيش الحر والجيش النظامي.

وأضاف المراسل أن قوات النظام حشدت عددا من الدبابات والمدفعية الثقيلة لفتح خطوط الإمداد التي توصل لمطار المدينة، مشيرا إلى أن مقاتلي الجيش الحر باتوا يسيطرون على حي صلاح الدين بعد أن أجبروا عناصر من الجيش النظامي على الانسحاب خارج الحي.

من جانبه قال التلفزيون السوري إن الجيش النظامي قام بسلسلة عمليات في أحياء مدينة حلب وتمكن من قتل من وصفهم بالإرهابيين والمرتزقة.

وأضاف التلفزيون أن القوات النظامية استهدفت أربع حافلات في حي الشعار كانت تقل مسلحين، وذكر أنه تم تدمير سيارات تحمل رشاشات دوشكا ومضادات للطيران تابعة للمسلحين.

في تطور آخر أعلنت جماعة جبهة النصرة الإسلامية في بيان على فيسبوك مسؤوليتها عن الهجوم على مجمع للمخابرات الجوية في ضاحية حرستا، وقالت إن المسؤولين العاملين بالمجمع كان لهم دور رئيسي في الحملة التي تشنها الحكومة على الثوار. وقال سكان ونشطاء لرويترز إن الهجوم أحدث انفجارا ضخما وأعقبه تبادل لإطلاق النار.

وقالت جبهة النصرة الإسلامية في البيان “اتخذ القرار بضرب فرع المخابرات الجوية في حرستا الواقع على أوتوستراد حمص، وهو فرع سيئ السمعة إلى درجة مزرية وقلعة من الطغيان والمظالم التي لا يعلمها غير الله تعالى”.

زيارة تركية

على صعيد متصل تفقد رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت أوزيل الثلاثاء القوات المتمركزة على الحدود السورية التي شهدت حوادث مسلحة مؤخرا بين البلدين.

وزار أوزيل برفقة ضباط رفيعين في الجيش محافظة هاتاي (جنوب) التي شهدت تبادل إطلاق نيران مدفعية بين سوريا وتركيا، حسب وكالة أنباء الأناضول.

وأكدت الوكالة أن الجنرال التركي سيزور مواقع أخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي عززت بسبب الحرب الدائرة في سوريا.

وردت المدفعية التركية الاثنين لليوم السادس على التوالي على استهداف أراضيها فأطلقت النار على مواقع للجيش السوري. وسقطت القذيفة السورية الأخيرة في إحدى مناطق هاتاي.

ومنذ استهداف بلدة أكجاكالي التركية الأربعاء الفائت من الأراضي السورية الذي أدى إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك تعمد أنقرة إلى الرد على كل طلقة سورية للجيش النظامي تصل إلى أراضيها.

الإبراهيمي إلى المنطقة قريبا

بان يطالب الأسد بوقف أحادي لإطلاق النار

                                            قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيزور سوريا قريبا لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتزام وقف أحادي الجانب لإطلاق النار، وحث الدول التي توفر السلاح لطرفي الأزمة على التوقف عن ذلك.

وقال بان -في مؤتمر صحفي مشترك في باريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند- إن الإبراهيمي سيقوم بزيارة عدة دول بالمنطقة مجددا بينها سوريا بهدف وقف إراقة الدماء والتفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق يسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا. ودعا لوقف العنف بأسرع وقت ممكن.

وأشار بان في سياق رد على سؤال إلى أنه أوصل “رسالة قوية” إلى الأسد للالتزام بهدنة من جانب واحد، وقال إن “رد فعل دمشق كان بالطبع هو ماذا سيحدث إذا فعلوها هم واستمرت قوات المعارضة في القتال؟”.

وأشار بان إلى أنه يناقش كيفية تقديم ضمانات إلى كل من المقاتلين والحكومة في محادثات مع مجلس الأمن الدولي ودول في المنطقة وقال “أتلقى دعما إيجابيا من الدول المهمة”. وكرر بان دعوة الدول التي تقدم الأسلحة للجانبين إلى أن تتوقف عن ذلك.

في غضون ذلك نقل عن دبلوماسيين أن الإبراهيمي سيزور أولا السعودية وتركيا ومصر لإجراء مشاورات قبل توجهه إلى دمشق بينما قال أحمد فوزي -المتحدث باسم الإبراهيمي- في وقت لاحق إن المبعوث الدولي والعربي لن يزور سوريا هذا الأسبوع، رافضا إعطاء تفاصيل مسار رحلته لأسباب أمنية.

المناطق المحررة

من جانبه قال الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي مع بان إنه سيعمل على فرض المزيد من العقوبات على الأسد أملا في إجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. واستخدم عبارة “المناطق المحررة” التي يمكن فيها حماية السكان.

ورحب هولاند بأفكار تفضل حل الأزمة السورية سلميا ومنها مقترح تركي بجعل نائب الرئيس السوري منطلقا لإنهاء المعضلة.

وأضاف أن “الصعوبة التي نواجهها لا علاقة لها بالانتخابات الأميركية ولكن لها علاقة بالانقسام في مجلس الأمن الدولي بشأن اتخاذ قرارات فورية ستكون مفيدة للشعب السوري”.

في هذه الأثناء أبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن تضامنه مع تركيا جراء القذائف التي تتساقط عليها من الجانب السوري للحدود، مؤكدا أن لدى الحلف كل الخطط الضرورية للدفاع عن تركيا إذا استدعت الضرورة.

وقال راسموسن قبيل اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل اليوم إن لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها في إطار القوانين الدولية.

ورغم أن القضية السورية ليست على جدول أعمال الوزراء قال دبلوماسيون إنهم يتوقعون أن تهيمن الأزمة السورية على اللقاءات الثنائية على هامش  الاجتماع، وربما أيضا خلال مأدبة العشاء غير الرسمية اليوم.

أردوغان والمعارضة

على صعيد آخر انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بشدة موقف المعارضة في بلاده من الأزمة مع سوريا.

وقال إن حزب الشعب الجمهوري يدافع عن قتلة أبناء الشعب التركي, وإن على الشعب التخلص من هذا الحزب, وشدد أردوغان على أن بلاده تدافع عن نفسها في مواجهة ما وصفه بالموقف العدائي للنظام السوري.

في المقابل، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا كمال كليجدار إن حزبه لا يمكن أن يقبل بزج تركيا في حرب مع سوريا. وجاءت هذه التصريحات ردا على انتقادات وجهها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لرفض حزب الشعب التصديق على مذكرة عرضت على أنظار البرلمان تسمح باللجوء إلى الخيار العسكري ضد سوريا.

الثوار يستعدون لجسر الشغور بعد خربة الجوز

محمد النجار–خربة الجوز

حقق ثوار خربة الجوز الواقعة على الحدود التركية السورية بريف جسر الشغور التابع إداريا لمحافظة إدلب ما يصفونه بـ”الإنجاز الكبير” بعد أن “حرروا” الخربة ذات الموقع الإستراتيجي من قوات النظام السوري.

في الطريق إلى الخربة يضطر المرء لقطع مسافة تصل إلى ثمانية كيلومترات سيرا على الأقدام ذهابا ومثلها إيابا في الجبال الوعرة التي لا يشاهد فيها إلا الدمار الكبير الذي لحق بالغابات السورية والتركية جراء الحرائق التي شهدتها في الأشهر الماضية نتيجة القصف المتواصل فيها من قبل قوات النظام السوري التي أرادت من وراء ذلك منع الثوار من الاختباء بهذه الغابات.

موقع إستراتيجي

ويعد موقع الخربة إستراتيجيا للغاية كونه من أهم النقاط المطلة على الأراضي التركية، خاصة أن الأراضي السورية في المنطقة أعلى من مثيلتها التركية مما يعزز من أهميتها الإستراتيجية.

ورغم أنها حملت تاريخيا اسم “الخربة”، لم تعرف الخراب كما يقول سكانها إلا منذ تمركز قوات خاصة من الجيش السوري فيها منذ نحو عام ونصف وتهجير سكانها البالغ عددهم نحو 5000 نسمة ليفر معظمهم للأراضي التركية لاجئا في المخيمات هناك.

ويلاحظ ذلك بالعين المجردة، فالخربة تشتهر ببساتين الفاكهة المنتشرة فيها، خاصة التفاح الذي احترق على الشجر بعد مغادرة أهالي “الضيعة” وفق الاسم السوري للقرية.

في المعركة التي بدأت السبت الماضي نجحت كتائب “أحرار سوريا” المكونة من أهالي الخربة بالتعاون مع كتائب عاونتها من داخل وخارج القرية في السيطرة على مخزن للسلاح تابع للجيش النظامي كان يتركز بمزرعة للدواجن ليحصلوا على ذخائر كثيرة مكنتهم من مواصلة القتال حتى السيطرة على أعلى برج في المنطقة يقول الثوار إنه أنهكهم على مدار أكثر من عام لاستهدافه المتواصل لهم وللأهالي وقتل العشرات منهم.

صانع النصر

وقتل في العملية 12 من الثوار كما قالوا، ثمانية منهم أثناء محاولة اقتحام البرج، ويتردد على ألسنة الثوار اسم “الشهيد فادي دلول” باعتباره صانع النصر على ذلك البرج ومحرره.

استمرت طريق الثوار لتكمل السيطرة قرى الزعينية وبكساريا وعين البيضاء والحبوشة وناحية بداما المجاورة وصولا لأول جسر الشغور أحد المواقع المهمة التي تسيطر عليها قوات النظام في ريف إدلب والقريب من محافظة اللاذقية الذي يقولون إنه وجهتهم القادمة.

وتحدث نائب قائد كتيبة أحرار سوريا “محمد عبده صادق” للجزيرة نت من مزرعته التي قال إن الجيش النظامي كان يسيطر عليها ويتخذها مقرا له.

وعن المعركة تحدث “أبو عبده” عن أنها دارت بقيادة قائد الكتيبة عبد السلام دلول، وتمكن الثوار من السيطرة عليها وأسر 500 جندي موجودين في الخربة وهرب قائد القوات النظامية العقيد محمد جمعة الذي قال إن أحد جنوده قتله بقرية الزعينية المجاورة.

أبو عبده الذي اعتقل بسجن تدمر 12 عاما قال إن مشكلة أهالي الخربة مع النظام منذ أحداث العام 1980 عندما اعتقل أكثر من 50 من أبنائها في الأحداث التي دارت لتلك السنوات، حيث يقول أبو عبده إن هناك من لا يزال مفقودا منذ اعتقاله في ذلك الوقت، فيما عاد البعض بعد سنوات طويلة من الاعتقال بسجن تدمر.

ولا يتواجد في القرية الآن سوى القليل من الأهالي بسبب انقطاع الكهرباء والماء وعدم توفر الوقود.

في القرية يلاحظ كما في بقية المناطق التحاق الشبان الصغار بالثورة وحملهم للسلاح، ويقولون إن ممارسات النظام هي التي دفتعهم لذلك.

التحمس للقتال

قابلنا الشاب المقاتل عارف محمد صيدون، وهو شاب يبلغ من العمر 22 عاما، وقال للجزيرة نت إنه كان يعمل مزارعا وفي تهريب المواد الغذائية من تركيا قبل الثورة، لكن ما حدث في بلدته من حرق للبيوت والمزارع وطرد سكانها منها دفعه لحمل السلاح.

أصيب عارف في بداية الثورة بطلق ناري برأسه تعافى منه، ليصاب فيما بعد بشظية في بطنه، وبدت علامات الإصابتين واضحة للعيان، ويؤكد أنه سيعود للعمل في الزراعة “بعد تحرير سوريا من النظام الأسدي”.

أما الشاب عبد العزيز صادق وعمره 21 سنة فبدا أكثر تحمسا للاستمرار بالقتال، حيث تحدث عن أنه سيستمر في القتال حتى ينال “النصر أو الشهادة”.

ولا تعد القرية استثناء عن قرى كثيرة من سوريا بات عنوانها الرئيس الدمار ومغادرة الأهالي لها، لكن وضعها كقرية إستراتيجية يضيف مزيدا من الخسائر للنظام السوري في المناطق والمعابر الحدودية، خاصة أن عنوان النظام، وفق نشطاء، هو عدم العودة للمناطق التي خسرها وباتت “محررة” وتحت سيطرة الجيش الحر الذي يوسع من حجم مكاسبه على الأرض يوما بعد يوم.

قصف مركز على حمص واشتباكات بحماة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اقتحمت قوات من الجيش السوري، الأربعاء، مدينة مورك بريف حماة بأعداد كبيرة من الجنود والآليات الثقيلة، في وقت تستمر الحملة الأمنية في مناطق عدة من سوريا ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، حسب ما أفاد ناشطون في المعارضة.

وأفادت “الهيئة العامة للثورة” عن تجدد القصف المدفعي على أحياء حمص القديمة وجورة الشياح والخالدية، مشيرة إلى أن القذائف استهدفت منازل المدنيين.

ويأتي هذا غداة مقتل 197 شخصا خلال اشتباكات مسلحة اندلعت في مدن عدة بسوريا التي تشهد أحداث دامية منذ 18 شهرا.

في غضون ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أنباء ترددت عن استغلال منشآت وسيارات للخدمات الطبية في ارتكاب أعمال عنف في سوريا.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، مارتن نسيركي، إنه ينبغي عدم استهداف المنشآت والمعدات الطبية والأفراد العاملين في الخدمات الطبية أو استغلالهم في أي أغراض عسكرية.

وأضاف البيان أن على كل الأطراف احترام القانون الانساني الدولي وضمان عدم استهداف المدنيين.

من جهة أخرى، استقبلت تركيا مجموعة من مقاتلي الجيش السوري الحر المصابين لتلقى العلاج داخل مستشفياتها.

ونقل المصابون بسيارات إسعاف وسيارات مدنية عبر الحدود التركية السورية، التي تشهد هدوءا نسبيا في الوقت الحالي، بعد توتر شهد تبادلا للقصف بين الجانبين.

وكانت تركيا وجودها العسكري على طول حدودها مع سوريا التي تمتد لمسافة 900 كيلومترا.

قوة أمريكية بالأردن تحسباً لانفلات كيميائي بسوريا

تساعد حالياً المملكة في مواجهة تدفق اللاجئين وتوزيع المساعدات عليهم

واشنطن – فرانس برس

أرسل الجيش الأمريكي قوة خاصة إلى الأردن للتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية في سوريا، ولمساعدة المملكة في مواجهة تدفق اللاجئين السوريين أيضا، حسب ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الأربعاء.

ويقود القوة البالغ عددها 150 عنصراً وتضم مخططين واختصاصيين، ضابط أمريكي كبير، وتدرس القوة سبل منع توسع رقعة النزاع السوري الدموي إلى الحدود الأردنية.

وتعمل القوة في مركز شمال عمان على بعد 55 كلم من الحدود ما يجعلها أقرب نقطة تواجد عسكري أمريكي لمنطقة النزاع.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين والأردنيين بحثوا إقامة منطقة إنسانية عازلة على الجانب السوري من الحدود تتولى القوات الأردنية مراقبتها بدعم أمريكي لكنهم عدلوا عن هذه الفكرة حالياً.

تنسيق المساعدات للاجئين

وتمضي القوة الأمريكية أكثر وقتها في مساعدة الأردن في تنسيق المساعدات الغذائية والمياه وخدمات أخرى أساسية للاجئين الواصلين إلى أراضيه.

يذكر أن شرطة مكافحة الشغب في الأردن قامت في وقت سابق هذا الشهر قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين سوريين في مخيم شمال البلاد بعد إحراق خيم وتدمير أملاك احتجاجاً على ظروفهم المعيشية.

وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري عبروا إلى الأردن منذ بدء الانتفاضة في سوريا قبل 18 شهراً.

ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن مؤقتة في مدينة الرمثا (شمالا) قرب الحدود مع سوريا أو لدى أقارب أو أصدقاء لهم في المملكة، بالإضافة إلى نحو 34 ألف لاجئ في مخيم الزعتري، الذي تم افتتاحه في نهاية يوليو/تموز الماضي.

أوامر سورية بمراقبة النظام الأردني وقتل المنشقين

الوثائق: إيران تأمر بتحريك وحدات عسكرية من الجيش للحدود الأردنية السورية

العربية الحدث

متابعة لعرض خطط النظام السوري لزعزعة أمن واستقرار جاره الأردن بالوثائق والدلائل، وكيف قام بزرع خلايا مسلحة داخل الأردن وتحريضه على البلبلة لخلق حالة من الفوضى في الشارع الأردني، تكشف “العربية الحدث”، اليوم الثلاثاء، عن تحرك عملاء النظام السوري داخل الأردن وماذا فعلوا.

وبحسب الوثيقة الثالثة التي تحمل اسم “تحريك الخلايا المسلحة في الأردن” وبتاريخ الخامس من مارس من العام الجاري وموجهة من رئيس جهاز المخابرات الخارجية السورية حسن عبدالرحمن للعميل السوري فؤاد الفاضل المتواجد في الأردن، والسفير السوري بهجت سلميان في الأردن، يعطي أمراً باتخاذ الإجراءات اللازمة للتحرك ضد الأردن للتخفيف من الضغوط التي يواجهها النظام السوري.

وبحسب الوثيقة، يأمر حسن عبدالرحمن بتحريك الخلايا المسلحة التي أنشئت في الأردن في المناطق البعيدة عن مراكز السيطرة الأمنية الأردنية.

وبموازاة تحريك الخلايا المسلحة يأمر حسن عبدالرحمن بتوجيه بعض الناشطين والإسلاميين الذين لهم علاقة مباشرة مع النظام السوري وتمت السيطرة عليهم، كما يتم التوجيه للتحرك في تظاهرات شعبية في الشارع الأردني.

وتظهر نفس الوثيقة أمراً للوحدات العسكرية وحرس الحدود السوري بالقيام بأعمال استفزازية لتشتيت انتباه الأجهزة الأمنية الأردنية لفسح المجال أمام الخلايا المسلحة للعمل بحرية داخل الأردن.

وأما الوثيقة الأخرى والمؤرخة في التاسع والعشرين من أبريل من العام الجاري، فإن حسن عبدالرحمن رئيس فرع العمليات في جهاز المخابرات الخارجية السورية، يرسل إلى بهجت سلميان سفير سوريا في الأردن وفؤاد فاضل رداً على تقاريرهما يأمر بخطوات جديدة لتنفيذها في الأردن لزعزعة أمنه بهدف تخفيف الضغط عن النظام السوري قبل أن يقر بإدخال السلاح والتواصل مع الناشطين والمعارضين في الأردن.

ويأمر عبدالرحمن في النقطة الأولى من الوثيقة بتنفيذ أوامر القيادة المشتركة ومقرها إيران بالعمل على التحريض لخروج تظاهرات في الأردن مناوئة للملك عبدالله الثاني والأسرة الملكية في الأردن، ودعم النشطاء الأردنيين لإحراج النظام الأردني أمام الرأي العام بأن هناك احتجاجات داخل الأردن.

ويعطي أمراً ثانياً بأن يكون تأجيج الوضع في الشارع الأردني بالتنسيق مع القيادات لتخفيف الضغط عن النظام السوري عن طريق الضغط على النظام في الأردن.

كما يطلب من بهجت سلميان والعميل فؤاد فاضل مراقبة النظام الأردني وأجهزته الأمنية، وخصوصاً جهاز المخابرات الأردنية في التعاطي مع الناشطين.

في هذه الوثيقة، يكلف رئيس جهاز المخابرات الخارجية ذو الهمة شاليش فؤاد فاضل العميل رقم واحد للنظام السوري في الأردن والسفير بهجت سليمان بتنفيذ عدة أوامر.

والأمر الأول لشاليش يؤكد تنفيذ المهمة رقم 23|8 والتي بحسب الوثائق تعني تنفيذ عمليات اغتيال، ويقول شاليش هنا إنه يجب فعل كل ما يلزم بالسرعة القصوى لتنفيذ هذا الأمر في حق أول الطيارين السوريين الذين فروا إلى الأردن حسن مرعي حمادة لارتكابه جرم الخيانة العظمى، كما جاء في الوثيقة.

دور إيران

وثيقة مرسلة من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني إلى رئيس فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية، يقول فيها قاسم سليماني لقائد القيادة المشتركة لإدارة الأزمة السورية حسن عبد الرحمن “إنه نظراً للوضع الراهن في الأردن يجب عليكم الامتثال للأوامر”.

ويظهر في الجزء الأخير من الوثيقة أنه تم تحريك وحدات عسكرية من الجيش للحدود الأردنية السورية للتحرش بالجيش الأردني بغية توتير الأوضاع في الأردن لتخفيف الضغط عن النظام السوري.

الدور الروسي

وتظهر الوثيقة المرسلة من القيادة المشتركة لإدارة الأزمة السورية في العاصمة الروسية موسكو بتكليف المخابرات الخارجية بمناوشات مع الأردنيين “يأمر بالتحرك الفوري داخل الأردن وخلق بلبلة وافتعال مواجهة محدودة مع ضباط الاستخبارات والناشطين السياسيين في الأردن وشن عمليات اغتيال تطال الضباط السوريين المنشقين والمقيمين في الأردن”.

مساعدات قطرية شملت 50 ألف لاجئ سوري بلبنان

تتضمن توزيع وسائل التدفئة بكل مستلزماتها مع المواد الغذائية والطبية

لبنان – عدنان غملوش

يترقب اللاجئون السوريون في لبنان مساعدات تأتيهم مع اقتراب فصل الشتاء، فبعد المساعدات التي قدمتها السعودية الأسبوع الماضي، وزعت دولة قطر مساعدات على اللاجئين السوريين في معظم المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا.

ويقول المنسق العام للمساعدات القطرية في لبنان راوي عليوه “المشروع يتضمن توزيع وسائل التدفئة بكل مستلزماتها، مع المواد الغذائية والطبية والثياب الشتوية اللازمة وذلك ضمن كافة الأراضي اللبنانية حيث يوجد لاجئون سوريون”.

المساعدات القطرية شملت توزيع نحو عشرة آلاف مدفئة، إضافة إلى أحذية وثياب شتوية وغيرها من الاحتياجات الطبية، شملت أكثر من خمسين ألف لاجئ سوري في لبنان.

وبحسب محمد المصري، رئيس بلدية تل معيان “هؤلاء اللاجئون خرجوا من منازلهم من دون ملبس ولا مأوى، والمطلوب المزيد من الاهتمام أكثر بهم”.

اللاجئون السوريون المتخوفون من فصل الشتاء، وما يحتاجه من مستلزمات ضرورية، عبروا عن شكرهم وارتياحهم لكل من استقبلهم ومد يد المساعدة لهم.

العديد من اللاجئين السوريين عبروا عن أوضاعهم المعيشية الصعبة وشكروا كل من ساعدهم لا سيما دولة قطر.

وغبى الرغم من أهمية هذه المساعدات إلا أن الظروف الإنسانية التي يعيشها اللاجئون السوريون تبقى بحاجة لمزيد من الدعم في ظل الظروف الصعبة داخل لبنان.

متحدث أوروبي: الحل السياسي بسورية يعني استعداد كل الأطراف المعنية للحوار

بروكسل (9 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن قناعة التكتل الموحد بأن الحل السياسي للأزمة في سورية يعني أن تكون الأطراف المنخرطة في الصراع على إستعداد للتفاوض من أجل البدء بالتحضير لتشكيل هيئة حكم إنتقالي

وجدد المتحدث في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية التأكيد على “ثبات الموقف الأوروبي” بشأن دعم الحل السياسي للأزمة. وقال “نحن نكرر دائماً ألا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في سورية المستقبل، ومن هنا نرى أن الحكومة السورية يجب أن تكون ممثلة في المفاوضات المقبلة مع المعارضة وباقي أطياف الشعب السوري بشخص آخر”، حسب تعبيره

وكان مايكل مان يعلق على أنباء بشأن دعوات عن إمكانية تولي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قيادة المرحلة الانتقالية في بلاده

ومضى المتحدث يقول “إن مسألة الشروع بالتفاوض بحثاً عن حل سياسي تبقى مسألة سورية بحتة، ولذلك على مختلف الأطياف والأحزاب إختيار ممثلين عنها يتمتعون بالقبول من بقية الأطراف المعنية بالعملية السياسية” في البلاد

وأعاد المتحدث التذكير بأن الإتحاد الأوروبي لا زال يدعم المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي في مساعيه لإيجاد مخرج للأزمة في سورية

إلى ذلك، يشير مراقبون إلى أن الفكرة التي تحدث عنها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حول إمكانية تولي الشرع قيادة المرحلة الانتقالية في سورية، قد بدأت تجد لها طريقاً في أوروبا، حيث أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن مثل هذه الفكرة، لو تم قبولها، ستكون بمثابة حل للأزمة، على حد تقديره

هيئة التنسيق لـ آكي: المهم محتوى المرحلة الانتقالية في سورية وليس من يقودها

روما (9 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد مدير المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق السورية المعارضة أن المهم بالنسبة للمعارضة السورية ليس من يقود المرحلة الانتقالية وإنما محتوى هذه المرحلة وتحقيقها لمطالب السوريين، وشدد على ضرورة أن تُنقل صلاحيات الرئيس لمن يقود هذه المرحلة، وأعرب عن قناعته بأن النظام السوري لن يقبل بغير الأسد إلا في حال تغيرت الموازين على الأرض، كما شدد على وجود شروط للمعارضة لبدء أية مرحلة انتقالية في سورية

وحول احتمال موافقة المعارضة السورية على مثل هذا الحل الانتقالي، قال رئيس مكتب الإعلام في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة منذر خدام، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن فكرة تسليم نائب الرئيس صلاحيات كافية لقيادة المرحلة الانتقالية ليست جديدة، فقد طرحتها المعارضة في بداية الحراك من اسطنبول، وبالنسبة لنا في هيئة التنسيق لا نتوقف كثيراً عند من يقود المرحلة الانتقالية، المهم هو محتوى هذه المرحلة، وهل تؤمّن تحقيق مطالب الشعب التي ثار من أجلها، نحن نفضّل في حال بقاء الرئيس في منصبه أن يقود الحكومة شخص معروف من المعارضة على أن تنقل له صلاحيات كافية لقيادة المرحلة الانتقالية” حسب تأكيده

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قد اقترح أن يحل فاروق الشرع نائب الرئيس السوري محل الرئيس على رأس حكومة انتقالية في سورية لوقف الحرب الأهلية في البلاد ووصفه بـ”الرجل العاقل”، وقال إن المعارضة السورية تميل إلى قبول الشرع لقيادة الإدارة السورية في المستقبل

وفيما إن كان الطرح التركي بالتنسيق مع قوى دولية أخرى، قال خدام “إن إعادة طرح فكرة تولي الشرع قيادة المرحلة الانتقالية في هذا الظرف قد تكون نتيجة مداولات روسية ـ تركية، أو بين أكثر من طرف، وعموماً بالنسبة لنا في الهيئة المهم هو العملية الانتقالية ذاتها ومدى جديتها” وفق قولها.

وكان الرد السوري الوحيد قد صدر عن وزير الإعلام (عمران الزعبي) خلال ندوة اعتبر فيه أن ما قاله الوزير التركي “يعكس تخبطاً وارتباكاً سياسياً ودبلوماسياً”، ورأى أن تركيا “ليست السلطنة العثمانية، والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق ومكة والقاهرة والقدس”، ونصح الحكومة التركية “بالتخلي عن مهامها لصالح شخصيات يقبلها الشعب التركي”، ودعاها إلى “الكف عن تدمير مستقبل شعب تركيا” حسب قوله

وعن مدى قبول النظام السوري مناقشة مثل هذه الفكرة، قال “أعتقد أن النظام لن يقبل بغير الأسد إلا في حال تغيرت الموازين على الأرض، أو في حال اتخذ الروس مواقفاً أكثر جدّية تجاه النظام” حسب تقديره.

وحول الشروط التي يجب أن يتضمنها هذا الاقتراح حتى يُكتب له النجاح، قال خدام “الشروط لبدء أية مرحلة انتقالية بالنسبة للهيئة صارت معروفة وقد تضمنتها مبادرتها للحل في سورية، لابد أولاً من وقف العنف ومن ثم لا بد من إطلاق سراح الموقوفين وعودة المهجّرين، والاتفاق المسبق على مراحل وإجراءات المرحلة الانتقالية”، وتابع “لقد طرحنا فكرة المؤتمر الدولي كصيغة لتحديد متطلبات المرحلة الانتقالية، وقد لاقت استحساناً كبيراً لدى أطراف دولية مؤثرة في الشأن السوري، وكذلك لدى المفوضية الأوربية، وتلقت الهيئة دعوات لزيارة روسيا وإسبانيا لهذا الغرض، كما حبذها ممثل الأخضر الإبراهيمي في دمشق” وفق قوله

راسموسن: نمتلك الخطط والوسائل للدفاع عن تركيا لو إقتضت الضرورة

بروكسل (9 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، أن الحلف يمتلك “الخطط والوسائل” التي تمكنه من الدفاع عن تركيا في حال إقتضت الضرورة

جاء ذلك في معرض تصريحات أدلى بها راسموسن اليوم الثلاثاء على هامش إجتماعات وزراء دفاع دول الحلف، المنعقدة في العاصمة البلجيكية والمستمرة حتى يوم غد

وشدد راسموسن على أن تركيا، الدولة العضو في الحلف، تستطيع الإعتماد على دعم ناتو القوي لها، فـ”نحن ندعم تركيا في مواجهة الإعتداءات السورية المتواصلة وغير المقبولة على حدودها”، حسب تعبيره

وأشار الأمين العام لناتو إلى حق تركيا في الدفاع عن نفسها وضبط حدودها، مؤكداً أن الحلف “لن يقف مكتوف الأيدي” في حال دعت الحاجة للتصرف.

ومضى راسموسن يقول “نحن ندعو الجميع لضبط النفس والتحلي بالمسؤولية وتجنب مزيد من التصعيد على الحدود التركية السورية” واعتبر أن على المجتمع الدولي توجيه “رسالة قوية وموحدة” إلى السلطات السورية مفادها ضرورة الإستجابة إلى مطالب الشعب، فـ”لا بد أن يكون الحل في سورية سياسياً”، حسب وصفه

ويذكر أن حلف شمال الأطلسي كان عبر، أكثر من مرة، عن عدم استعداده للتدخل عسكرياً في سورية، نظراً لعدم توفر قرار أممي بهذا الشأن، مشدداً في الوقت نفسه على تضامنه مع تركيا في مواجهة ما وصف بالإنتهاكات السورية لمناطقها الحدودية

وبالرغم من أن التوتر على الحدود السورية – التركية يلقي بظلاله على إجتماع وزراء دفاع ناتو، إلا أن هذا اللقاء مخصص في الأساس لدراسة خطط الحلف للمرحلة الانتقالية في أفغانستان والوضع في كوسوفو ومناقشة قدرات الحلف الدفاعية وسبل تنسيقها وتنظيمها في ظل تناقص الموارد المالية

الأمم المتحدة: الابراهيمي يزور دمشق قريباً لإقناع الأسد بوقف إطلاق النار من جانب واحد

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء إن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي بخصوص سوريا سيزور دمشق قريبا في محاولة لإقناع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بوقف فوري إحادي الجانب لإطلاق النار في الصراع المندلع مع المعارضين منذ 18 شهرا.

من جهة ثانية دان بان كي مون “الاعتداءات الارهابية المنسقة” في دمشق واعرب عن قلقه من أن يخلق النزاع في سوريا “ارضية مناسبة للارهاب”، حسبما ذكر الناطق باسمه.

في غضون ذلك أفادت مصادر من المعارضة السورية بوقوع إنفجارين كبيرين بعد منتصف ليل أمس في حي القابون فى دمشق، وسط إطلاق نار كثيف.

كما أفادت تلك المصادر بأن حصيلة قتلى أمس فى سوريا بلغت مائة وستة وأربعين قتيلا، معظمهم بريف دمشق.

ولم يتم التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

الإبراهيمي

وكانت جهود بذلها كوفي عنان سلف الإبراهيمي بهدف التوصل لوقف لإطلاق النار قد انهارت في غضون أيام حيث لم تُبد دمشق ولا قوى المعارضة رغبة في الالتزام بأي شروط من أجل وقف فعال للقتال.

وسيلتقي الإبراهيمي بالأسد بينما يستعر القتال في حلب أكبر مدينة سورية وتواصل القوات الحكومية هجماتها لطرد المقاتلين من معاقل اقليمية في أماكن أخرى مما زاد من امتداد الصراع إلى دول مجاورة خاصة تركيا ودفع بان إلى التحذير من خطر التصعيد.

وقال بان في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد أن عقد الإثنان اجتماعا في باريس “سيتوجه الإبراهيمي إلى المنطقة مجددا وسيزور عدة دول وبعدها سيزور سوريا.”

وذكر بان أن الإبراهيمي يهدف إلى وقف إراقة الدماء والتفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق يسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا التي تحولت حركة احتجاج سلمي فيها إلى تمرد مسلح ونزح أكثر من مليون شخص تاركين منازلهم.

وقال بان “أولا وقبل كل شيء يجب أن يتوقف العنف في أسرع وقت ممكن.” وذكر دبلوماسيون أن الإبراهيمي سيزور اولا السعودية وتركيا ومصر وكلها دول لها ثقل دبلوماسي في المنطقة لاجراء مشاورات قبل أن يتوجه إلى دمشق.

واوضح احمد فوزي المتحدث باسم الابراهيمي في وقت لاحق ان جولة الابراهيمي في الدول المجاورة تعني انه لن يزور سوريا هذا الاسبوع. ورفض اعطاء تفاصيل عن مسار رحلة الابراهيمي لاسباب امنية.

وكان الإبراهيمي قد التقى في سبتمبر / أيلول الماضي بالأسد في دمشق وزار مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن.

وقال المبعوث الدولي بعدها إن لديه بضع أفكار وليس خطة كاملة بشأن نزع فتيل الصراع الذي قال إنه “سيء للغاية ويزداد سوءا”.

BBC © 2012

هجوم يستهدف مبنى المخابرات الجوية السورية في حرستا

قال نشطاء إن انفجارين هزا مجمعاً أمنياً على أطراف العاصمة السورية دمشق الليلة الماضية في أحدث هجوم يشنه مقاتلو المعارضة ضد وحدات موالية للرئيس السوري بشار الأسد.

وأعلنت جماعة جبهة النصرة الإسلامية مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري على مجمع للمخابرات الجوية في ضاحية حرستا قائلة “إن العاملين بالمجمع كان لهم دور رئيسي في الحملة التي تشنها الحكومة على الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهراً”.

وقال سكان ونشطاء إن الهجوم أحدث انفجارا ضخما وأعقبه تبادل لإطلاق النار. وأظهرت صور بثها ناشطون على الانترنت ، لم يتسن التأكد من صحتها ، وقوع انفجار كبير في حرستا.

وقالت جبهة النصرة الإسلامية في بيان “تم مهاجمة فرع المخابرات الجوية في حرستا لأنه فرع سيء السمعة إلى درجة مزرية وقلعة من الطغيان التي لا يعلمها غير الله وحده.”

ويقود المخابرات الجوية اللواء جميل حسن وتتشكل أساسا من أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد.

ويقول نشطاء المعارضة إن مئات من معارضي الاسد سُجنوا دون توجيه اتهامات لهم وتعرضوا للتعذيب في مجمع حرستا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات الاشخاص قُتلوا في الهجوم الذي استهدف الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية في ريف العاصمة السورية.

“عمليات نوعية”

من جانبها، لم تذكر وسائل الإعلام السورية أي شيء عن هجوم حرستا. بينما قالت وكالة الأنباء الرسمية سانا إن قوات الأمن نفذت ما وصفتها “بعمليات نوعية” تمكنت خلالها “من القضاء على عشرات الإرهابيين وتدمير سياراتهم وإلقاء القبض على آخرين”.

وذكرت سانا أن “وحدات من الجيش السوري دمرت في حلب مشفى ميدانيا و6 سيارات كان يستخدمها الإرهابيون لنقل الأسلحة والذخيرة ومقرا للإرهابيين في داخله عدد من متزعمي المجموعات الإرهابية بالقرب من مشفيي دار الشفاء والشعار عند دوار الشعار”.

ونقل مراسل سانا عن مصدر بالمحافظة قوله: “إن الأسلحة المصادرة شملت بنادق آليه إسرائيلية الصنع وعدداً من العبوات الناسفة”.

BBC © 2012

تركيا تقول إنها سترد “بقوة أشد” اذا استمر القصف عبر الحدود السورية

اسطنبول (رويترز) – قال رئيس الاركان التركي يوم الأربعاء إن بلاده سترد بقوة أشد اذا استمر القصف عبر الحدود مع سوريا.

ونقل التلفزيون التركي عن الجنرال نجدت أوزل قوله “رددنا لكن إذا استمر هذا الوضع فسنرد بقوة أشد.”

وكانت القوات المسلحة التركية ترد بالمثل على إطلاق النار والقصف عبر الحدود مع سوريا خلال الأسبوع المنصرم.

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

حسن عبدالعظيم لـ”زمان الوصل”: أتحدى من يثبت تسلح حزب الاتحاد الديمقراطي “الكردي

                      خرج المنسق العام لـ “هيئة التنسيق الوطنية” في سوريا حسن عبد العظيم عن صمته حيال الاتهامات الموجهة للاتحاد الديمقراطي بحمله السلاح، وأنه الجناح العسكري لهيئة التنسيق، وقال في تصريح لــ “زمان الوصل”: أتحدى من يثبت تهمة التسلح لعناصر الحزب.. وإذا ثبت ذلك لن نسمح لهم بالاستمرار مع الهيئة.

وأضاف أننا نسمع الكثير من هذه الاتهامات، إلا أ (بي يوي دي) ورئيسه صالح مسلم بريئون من هذه التهمة. متسائلاً: كيف لي وللهيئة أن تسمح لأحد المنضوين تحتها حمل السلاح في الوقت الذي نؤكد على الحراك السلمي ونرفض التسلح.. متابعاً القول: لن أكون كالزوج المخدوع.. آخر من يعلم.

ورداً على سؤال “زمان الوصل” حول تأكيد كافة الأحزاب الكردية الأخرى لتسلح عناصر الحزب، دافع عبد العظيم بالقول إن من يحمل السلاح هم عناصر حزب العمال الكردستاني، الذين دخلوا الأراضي السورية وليس عناصر الاتحاد الديمقراطي.

وفي سياق آخر، وصف المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المجلس الوطني السوري بأنه لا يملك قراره بنفسه، مشيراً إلى أن دولاً مثل قطر وفرنسا وتركيا هي من يدير المجلس.

وقال إن سعي المجلس الوطني لتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة لن يحظى بقبول الهيئة، لافتاً إلى أنها فكرة سابقة لأوانها، مؤكداً أن الأولوية الآن لوقف العنف وحماية الشعب السوري، على حد قوله.

من منبج… مع التحية!!!

ترجمه A.ALH

 —————–

لقد قمت بترجمة المقال التالي عن الدير شبيغل و ذلك لسببٍ بسيط فقد لاحظت أن ما  ينقصنا في المواقع السورية المناصرة للثورة هو الحديث الميداني, المبني على أحداث تدور على أرض الواقع ، فالقارئ يستطيع أن يجد في أيٍّ من هذه المواقع العشرات من المقالات المليئة بالتنظير و بالتحليل و المتخمة بالنصائح عمّا يجب و لا يجب فعله و الملاحظ أن أغلب هذه المقالات هي من مغتربين قضوا أغلب الفترات المتأخرة من حياتهم خارج البلاد.و لاحظت أن الصحفيين الأجانب حتى أصحاب مقالات الرأي مثل ديفيد أغناتيوس قد توجهوا الى الداخل السوري لاستكشاف القوى الجديدة .

المقال التالي من الدير شبيغل يقوم على معايشة  لأحداث حقيقية على أرض الواقع أبطاله من لحم ودم وهم البشر الذين يصنعون اللحظة و التاريخ و هم الذين يواجهون الصعوبات الحقيقية التي ستواجه الشعب من الماء الى الكهرباء الى الشرطة و الرواتب و غيرها الكثير. و لربما سيتبين للكثير أن إسقاط النظام هو الجزء الأسهل  و أن بناء النظام الجديد هو الجزء الصعب حقاً من المستقبل ..

——————-

تجربة منبج               10/02/2012

الثوار يحرزون تقدماً في إدارة المدينة المحررة

بواسطة كريستوف رويتر وعبد القادر الدهن

لقد تحمل الثوار المسؤولية عن إدارة إحدى المدن الكبر ى و التي تحررت في سوريا.حيث استجابت  قوات بشار الأسد للاستفزاز بالضربات الجوية التي تستهدف المدارس والمستشفيات. النظام يقوم بسحق أجزاء كبيرة من البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك إمكانية الوصول الى مياه الشرب العذبة.

_________________________________________________

اقتحم كبار السن الغاضبون الغرفة غير مبالين بأصول اللياقة يصرخون بشدة على المسئولين المندهشين فالثورة جيدة للغاية ولكن ” أين رواتبنا التقاعدية”

بصعوبة، تمكن أحد رجال اللجنة القضائية من اقناعهم بتعيين متحدث باسمهم ، بحيث لا يتكلم الجميع بوقت واحد  . و لكنهم ظلوا على إصرارهم . “أنتم الحكومة الجديدة! إنها مسؤوليتكم لدفع رواتبنا التقاعدية!”

أحد الزعماء  القبليين  يراقب المشهد من على كرسيه. رجل دين ومحامي يجلسان على أريكة، ويناقشان  قوانين السجناء. وقائد الشرطة الجديد يريد أن يعرف كيف لرجاله العودة مرة أخرى الى الشوارع. على الرغم من امتلاكه لأربع و عشرين بدلة من الزي الجديد ، فهناك ضعف هذا العدد من رجال الشرطة كما تفتقر قوات الشرطة أيضا للذخيرة اللازمة لأسلحتهم .

يجتمع المجلس الثوري في مبنى مركزي يسمى السراي، حيث تواجدت سابقاً مكاتب رؤساء البلدية والشرطة والمحكمة والسجل العقاري ، انه حيث كانت تجتمع حلقات السلطة معاً . الآن وقد استعاد البناء وظيفته السابقة، يبدو أن الأدوار قد انعكست.

متروكة لتسير شؤونها لوحدها

ما يحصل في منبج تلك المدينة الغافية في الشمال السوري و التي  تواجه أول تجربة مع المستقبل  و ذلك في خضم الرعب. و بينما يحارب الثوار  قوات النظام في أماكن آخرى من البلاد، حيث  تقصف بلدات بأكملها متحولة إلى أنقاض، تعتبر منبج أكبر المدن السورية المحررة. فمنذ انسحبت قوات النظام في منتصف تموز الماضي، حكمت المجالس المحلية مئة و خمسين ألفاً من سكان منبج والمنطقة المحيطة بها، والتي هي موطن لأكثر من نصف مليون شخص.

في الربيع انسحب الجيش من قطاعات واسعة من شمال سوريا ، ولكن ببساطة فان حقيقة التخلي عن مدينة بأكملها بشكل رئيسي كان نتيجة لحصافة  الجانبين. فبعد عدة أشهر من المفاوضات مع رؤساء الأجهزة الأمنية مطلقي الصلاحية حيث مّثل المعارضة أحد سماسرة العقارات الدهاة ، توصلوا بشكل هادئ للعديد من الصفقات . وافقت المعارضة على الحد من الاحتجاجات إلى خمسة عشر دقيقة، وفي المقابل تعهدت قوات الأمن بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. المدينة تدين أيضا بحظها الجيد لعزلتها النسبية، حيث أصبحت في نهاية المطاف محاطة بمناطق خاضعة لسيطرة الثوار.

المفاوض إبراهيم السلال، يقول “عنما أراد النظام أن يبدأ حربه كان الوقت قد فات بالفعل فجميع الطرق قد أصبحت مغلقة”,  و انسحب رؤساء الأجهزة الأمنية  وميليشيات الشبيحة صباح التاسع عشر من  تموز و انشق واحد و خمسين شرطياً لينضموا الى الثورة.

لقد تركت منبج لتدير شؤونها بنفسها . فبعد أربعة عقود من الديكتاتورية، يواجه سكانها فجأة بمهمة إدارة  دولة- مدينة مستقلة حيث لا يتمكن الشخص من ضمان الرواتب التقاعدية و لا حتى البقاء .

غارات جوية يومية

منذ منتصف أب، يحاول النظام في دمشق  تدمير الأجزاء من البلاد التي لم يتمكن من الاحتفاظ بها. القوات الجوية السورية تشن ضربات جوية يومية ضد منبج وغيرها من المدن في الشمال. والهدف من ذلك  ليس  مهاجمة الثوار و الذين يغيرون مواقعهم باستمرار، بل لتدمير البنى التحتية. وتستهدف الضربات، على وجه الخصوص، أنابيب مياه الشرب وصوامع الحبوب والمستشفيات والمباني الحكومية والمدارس.قد لا يتمكن نظام الرئيس بشار الأسد من كسب الحرب، ولكنه يمنع الجانب الآخر من الفوز.

لا يوجد الكثير ليفعله الثوار ضد الغارات الجوية ،و التي يستعمل النظام طائرات تدريبية لتنفيذها ,و الصور الملتقطة من السماء تشبه القاذفات من الحرب العالمية الثانية، حيث تجري الهجمات بنفس الاسلوب فتنقض الطائرات على أهدافها ثم ترمي قذائفها و ترتفع مرة ثانية.

لا يوجد أي ذكر للغارات الجوية على شاشة التلفزيون السوري، الذي يصف جهود قوات النظام “بأنه” نضال بطولي ضد الإرهابيين “، و يزعم التلفزيون أن جماعات الإرهابيين قد محت مناطق كاملة من المدينة.و يبث لقطات لأنقاض المباني متعددة الطوابق التي تم تدميرها في الواقع من قبل سلاح الجو.

و كلما غدا الوضع أكثر ترويعاً أصبح باقي العالم أكثر هدوءاً. مئة شخص يموت كل يوم في جميع أنحاء البلاد على الأقل ، ولكن البرامج الإخبارية تركز بشكل حصري تقريبا على القتال في أكبر مدينتين سوريتين، دمشق وحلب. و لا يوجد أي ذكر تقريباً للقصف الجوي على المدن و البلدات الأخرى.

فشل محاولات التوسط

في الأسبوع الماضي، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للحماية الدولية لل”المناطق المحررة” في الشمال، وهدد دمشق، قائلا: ” لن تستمر في الصمت” ولكن هذا هو بالضبط ما يحدث.

رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما, لن يقوم بأي اجراءات عسكرية قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني ,و خصوصاً بعد موجة العنف التي اجتاحت العالم الإسلامي ,نتيجة ظهور مقاطع من فيلم مسئ للرسول محمد على اليوتيوب, فقامت الغوغاء في ليبيا بقتل السفير الأمريكي, و قتل حوالي عشرين في مظاهرات في باكستان .

لم يرى أي شخص من منبج الفيديو ، لأنه لا أحد يستطيع . فلا يوجد إنترنت في المدينة. وقد قطعت كافة الاتصالات الإلكترونية على العالم الخارجي، فقط شبكة الهاتف الثابت المحلية لا زالت في الخدمة. ولكن حتى من دون مشاهدة الفيديو، لا أحد في منبج يفهم هذه الهستيريا.

“نحن لا ننتقد الغضب من إخوتنا المسلمين”، يقول أحد رجال الدين  ”، ولكن أين المظاهرات ضد قصف المساجد في سوريا؟”

وفي الوقت نفسه، يدعي الرئيس الأسد أن الوضع بالفعل أفضل بكثير مما كان عليه قبل عام، لكنه يضيف أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل انتصار القوات الحكومية على الإرهابيين.

“نحن نحاول بناء نظام جديد”

“انه جنون”، يقول أنس شيخ أويس، أحد الشخصيات الرئيسية في المجلس الثوري في منبج وهو في الحياة المدنية، صاحب مصنع صغير للسيراميك. “نحن نحاول بناء نظام جديد، في حين أن القديم لا يزال يحاول تفجيرنا.”

توفي ستة أشخاص في العشرين من أيلول، عندما انفجرت قنبلة في الساحة الرئيسية، على حين تضررت المدرسة و مقر الشرطة قبل بضعة أيام. يتم الآن نقل ملفات المحكمة، وشهادات الزواج ووثائق تسجيل الأراضي إلى بر الأمان في الريف، وذلك قبل إصابة السراي بانفجار ما. وقد فعلت الشيء نفسه مدينة صغيرة إلى الجنوب قبل أيام قليلة. أحد المحامين في اللجنة القضائية يسمي هذا “إنقاذ البلاد من تدمير الحكومة.”

لابد من تهريب الوقود الى داخل المدينة،و لم يستلم  الموظفين رواتبهم، والسبب الوحيد لاستمرار وصول الكهرباء أنها على مقربة من سد الفرات، الذي يمد أجزاء كبيرة من سورية بالطاقة. من غير المرجح أن يقطع النظام الكهرباء عن منبج ، فعندها سيوقف الثوار تشغيل محطة توليد الطاقة الكهرومائية ويقطع إمدادات الطاقة عن نصف الدولة.

هموم البقاء الأساسية

الأسئلة الكبيرة التي تطرح في الغرب، مثل تسلل تنظيم القاعدة الى الثورة وعن نشوب الحرب الأهلية، تتمتع بأهمية قليلة في منبج . بدلا من ذلك، يجب أن تواجه  المدينة القضايا الأكثر إلحاحا، مثل القدرة على إعادة فتح المدارس قريباً، و ما يجب القيام به مع اللاجئين من المناطق الأخرى الى منبج. وإذا فتحت المدارس، فمن سيأتي  بالكتب، فالحكومة المركزية لم تعد تفعل؟ و أي علم يجب رفعه بحيث تتوقف الطائرات عن مهاجمة المدارس عند افتتاحها ؟  العلم الجديد،ذو الثلاثة نجوم ؟ خطير جدا. العلم القديم؟ غير وارد.

أهل منبج أكثر قلقا إزاء الحصول على الدقيق للشهر المقبل، أو حول توزيع الخبز من المخابز المركزية، بعد تعرض طوابير الانتظار أمام المخابز للهجمات في منبج وغيرها. أنهم قلقون بسبب مياه الشرب والبنزين والانتخابات والبحث اليائس عن المال. “سنفلس خلال شهر”، كما يقول محمد علي الشيخ ، أمين الصندوق المؤقت للمدينة.

من المسؤول ؟

من المسؤول في منبج. المجلس ؟ الثوار مع الجيش السوري الحر ؟ و من يسمح باعتقال من؟

في صباح أحد الأيام، وجدت وحدة من الجيش السوري الحر في مزرعة خارج المدينة ثلاثة أشخاص تعرضوا لانتهاكات شديدة وخاطفيهم الخمسة.

وقال الخاطفون: ونحن أيضا مع الجيش السوري الحر ، وقمنا باعتقال ثلاثة من الشبيحة (ميليشيا النظام سيئة السمعة). في حين قال أحد الرجال الثلاثة المعتدى عليهم أنهم كانوا مجرد مزارعين وليس لديه فكرة لماذا يقوم الآخرون بخطفهم وتعذيبهم.

احتجز الجميع في سجن مؤقت، في الطابق السفلي من الفندق الوحيد في منبج، حتى يتبين من اختطف من . ولكن في غضون ساعات، اقتحمت مجموعة من الرجال المسلحين من قبيلة الخاطفين المدينة، وأطلقوا النار في الهواء و قام الرجال من كتيبة الجيش السوري الحر المحلية، ” ثوار منبج ” بفعل الشيء نفسه. في غضون ثوان، أغلقت المتاجر ابوابها و ركض الناس للاختباء. ثم تفاوضت المجموعتان وهدأت الأمور مرة أخرى – في الوقت الحالي.

وحدات الثوار المتنافسة

لقد تطورت قوات الثوار في جميع أنحاء سوريا من الأسفل إلى الأعلى. إنهم يقاتلون من أجل نفس الأهداف لكنهم يتنافسون فيما بينهم من أجل السلطة والجهات الممولة. دون الجيش السوري الحر ، لن يكون هناك حكومة جديدة في سوريا، و حتى مع وجوده من الصعب تشكيل حكومة جديدة .

يطالب أحد المحامين في اجتماع ليلي للمجلس الثوري بنقل جميع السجناء من الوحدات المختلفة الى السجن المركزي.

رؤساء لجان الشرطة والقضاء والشؤون الاجتماعية والطاقة والرعاية الطبية يجتمعون تقريبا كل مساء. لقد تولى أبرز المواطنين في المدينة السلطة، على الرغم من ادعائهم أنهم سوف يتخلون عن ذلك في أسرع وقت ممكن،أي حالما يستقر الوضع. إنها مجموعة متنوعة من رجال الدين والمهندسين والصيادلة و المسؤول الاستخباري السابق الذي كان يشرب مع الإرهابي “كارلوس ابن آوى” منذ عقود. مدير مصنع السيراميك، وكذلك المحامي الشاعر الذي أمضى في السجن خمسة عشر عاما

عنما يتناقشون عمن يجب سجنه من مسئولي النظام فالمحامي حسن نايف هو الذي يدعو الى الغفران على الرغم أنه أكثر من عانى “لقد قمنا بثورتنا من أجل المبادئ و ليس للانتقام ,نحن معارضون لبشار و لكننا  لا  نريد أن نصبح مثله”

يقاطعه أحد أعضاء اللجنة “ذلك جميل و لكنني إذا تكلمت بشكل جيد مع أحد الشبيحة فهل  سيعترف بالجرائم التي ارتكبها”

و يختلفون حول التسويات و يدخنون بشدة و أخيراً بعد منتصف الليل فإنهم يتوصلون لقرار مشترك حيث يمنع أحد رجال الدين و الذي كان أحد أبواق النظام من الخطبة يوم الجمعة.

يبدو أن التجربة تعمل

على الرغم من العوائق الكثيرة , فمنبج تسير شؤونها بشكلٍ حسن. إنها المدينة الوحيدة في الشمال حيث متاجر الذهب لا تزال تفتح أبوابها ,عمال النظافة  عادوا الى الشوارع, صحيفتان جديدتان تنشران أحداهما تدعى “شارع الحرية”و التي تعرف نفسها “كاسبوعية سياسية مستقلة”. خلال اسبوع نرى شخصين يرتديان ت شيرت مرسوم عليه تشي غفارا في  حين نرى علم واحد للقاعدة، و حتى القلة من المتشددين الإسلاميين يتكلمون عن الانتخابات.

 منبج حققت أكبر تقدم بين المدن السورية و لكنها ليست استثناءً. ففي حلب المدينة الكبرى يقوم قادة الوحدات الكبيرة و التي يتجاوز عدد أفرادها الأربعة آلاف بتشكيل مجلسً عسكريً. ويحاول محامون من المدينة تطبيق معايير موحدة للاستجواب و التحقيق في سجون الجيش الحر .وحيثما وجدت مناطق خاضعة لسيطرة الثوار في الشمال تتشكل مجالس قروية ولجان محلية لتملأ الفراغ, على الرغم من استمرار القوات الجوية السورية بالتدمير اليومي للبنى التحتية.

تزامن غريب للمتناقضات ، فبعض المّتزنين من الثوار يرجو الاستمرار هكذا لفترة أطول قليلاً  . أحدهم هو رجل مسن نحيف ، أمضى اثنين و ثلاثين سنة يعمل كفني في محطة السكر المحليةو كان أحد المبعوثين الثلاثة الذين توجهوا إلى محطة التحويل  في سد الفرات لإقناع المسئولين هناك بالحفاظ على إمدادات الطاقة. أناس “الأسد” يعتقدون بانتصارهم.هذا لن يحدث، ولكن أرجو أن يتمسكوا بهذا الاعتقاد لفترة أطول “، كما يقول مفكراً، “وإلا فإنهم سيدمرون كل شيء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى