أحداث الأربعاء 13 تشرين الثاني 2014
“المرصد”: تقدم الوحدات الكردية في كوباني فاجأ “داعش“
بيروت – “الحياة”
أفادت مصادر ذات ثقة لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بأنّ “إشتباكات عنيفة دارت منذ أمس الاثنين واستمرت حتى صباح اليوم الثلثاء، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في الجبهة الجنوبية لمدينة عين العرب (كوباني)، إذ تمكنت وحدات الحماية من التقدم والسيطرة على نقاط عدّة جديدة في المدينة”.
ودارت اشتباكات بين الطرفين في محاور مسجد “الحاج رشاد” والبلدية، فيما قصفت وحدات “الحماية” وقوات “البيشمركة” الكردية تمركزات لتنظيم “داعش” في الجبهة الجنوبية، الّذي جدّد بدوره القصف على مناطق في كوباني.
كما أكّدت المصادر نفسها أنّ “طائرات “التحالف الدولي” نفذت أمس الاثنين 3 ضربات استهدفت تجمعات وتمركزات لـ “داعش” في جنوب شرقي المدينة، مؤكّدةً “وجود خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم”.
وفي سياق متصّل، علم “المرصد” من مصادر ذات ثقة في مدينة الرقة، أنّ “قيادة “داعش” ستعمل على حشد مقاتليها في ريفيّ حمص وحماة، من أجل تحقيق انتصارات في هاتين المنطقتين، على حساب النظام السوري، لرفع معنويات مؤيديهم، التي بدأت تنهار بعد فشلهم في السيطرة على كوباني”.
الى ذلك، أكّدت المصادر نفسها أنّ “قيادياً عسكرياً كبيراً في التنظيم ، قال إنّ مقاتليه فوجئوا بالمقاومة الشرسة التي أبدتها “وحدات حماية الشعب الكردي” في كوباني، إذ كانوا يعتقدون أنّ الأمر سوف ينتهي خلال أيام أو أسبوع من اقتحامهم المدينة كما حصل في مناطق أخرى، إلاّ أنّ معركة كوباني استنزفت المئات من مقاتليهم”.
المعارضة تشترط وقف «البراميل» للتهدئة في حلب
ندن، موسكو، دمشق – «الحياة»، أ ف ب –
قال المبعوث الدولي ستيفان دي ميــــستورا إن التهديدـــ الذي يمثّله تنــــظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على جميع الأطــــراف في سورية ربما يساعد على حمل النظام والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقــــف النار، في وقت حدد رئيس «المجلس العسكري في حلب» العميد زاهر الساكت أربعة شــــروط للتهدئة في ثاني أكبر مدينة سورية، بينها وقف النظام إلقاء «البراميل المــــتفجرة». (للمزيد)
وقال الساكت على صفحته في «فايسبوك» أمس إنه «لا هدنة مع النظام السوري قبل تحقيق أربعة شروط بينها تسليم مجرمي الحرب الذين استخدموا السلاح الكيماوي ضد السكان المدنيين (في غوطة دمشق نهاية العام الماضي) وخروج الميليشيات الإرهابية الطائفية من سورية وإيقاف براميل الموت وقصف الطائرات والإفراج عن المعتقلين من سجون الإرهابي (الرئيس) بشار الأسد وبخاصة النساء».
وكان دي ميستورا زار مساء الإثنين مدينة حمص (وسط) لمناقشة خطته المتعلقة بعقد اتفاقات محلية لوقف النار. وأفيد بأنه ناقش خطته هذه مع فاعليات في حي الوعر الوحيد الذي لا يزال في أيدي المعارضة في «عاصمة الثورة السورية». وسمح النظام أمس بإدخال قافلة مساعدات إنسانية إلى هذا الحي.
وقال الموفد الدولي في دمشق أمس إن الرد الأولي للنظام على التهدئة في حلب «كان يعبّر عن الاهتمام والاهتمام البناء».
وتابع: «هم (النظام) ينتظرون اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى والمنظمات الأخرى والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من أجل المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام».
في موسكو، أعلنت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافـــــروف سيجري مفاوضات مع نظيره السوري وليد المعلّم في موسكو في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وكان مصدر ديبلوماسي روسي ابلغ «الحياة» ان موسكو تعمل على استئــــناف جهود نشطة لإعادة إحياء مسار المــــفاوضات المباشرة بين طرفي الأزمة الســــورية، وأشار الى ان زيارة المعارض السوري معاذ الخطيب قــــبل ايام الى موسكو جاءت في اطار هذه الجهود وأن الخطوة التي تـــــرى موسكو انها ستساعد على اعادة إحياء المفاوضات تتطلب عقد اجتماع موسع تحــــضيري تحضره اطياف المعارضة الداخلية وفي الخارج مع ممثلي النظام.
في لندن، قال مصدر إن موسكو «شعرت بعد بدء التحالف بقصف مواقع «داعش» في سورية، بأنها بدأت تخرج من اللعبة السورية التي كانت دائماً منطقة نفوذ لها، لذلك فإن موسكو بدأت تؤكد ضرورة تفعيل مسار مفاوضات جنيف وتبحث عن مفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة».
وعقد في لندن أول من أمس اجتماع «النواة الصلبة» التي تضم 11 من دول «مجموعة اصدقاء سورية» بمشاركة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هامــــوند انه ابلغ البحرة ان الأسد «لا يمكن أن يكون له دور في سورية. فالنظام غير راغب ولا قادر على اتخاذ إجراء فعال ضد تنظيم «داعش» وغيره من المتطرفين».
الى ذلك، قال مصدر كردي إن مهاجرة كندية المولد إلى إسرائيل أصبحت أول أجنبية تنضم إلى الأكراد الذين يقاتلون «داعش». وقال أحد محاميها السابقين إن جيل روزنبرغ (31 سنة) طيارة مدنية كانت ضمن وحدة للبحث والإنقاذ في الجيش الإسرائيلي قبل إلقاء القبض عليها عام 2009 وترحيلها إلى الولايات المتحدة وسجنها في ما يتصل بقضية احتيال دولية. وهي قالت للإذاعة الإسرائيلية إنها سافرت إلى العراق وتتدرب مع المقاتلين الأكراد وستذهب للقتال في سورية.
الاكراد يقطعون طريقاً رئيسياً لامدادات “داعش” في كوباني
بيروت – أ ف ب
قطع المقاتلون الاكراد في مدينة عين العرب السورية الاربعاء، طريقاً رئيسياً يستخدمه تنظيم “الدولة الاسلامية” لاستقدام تعزيزات وامدادات بعدما هاجموا مواقع له جنوب شرق المدينة الحدودية مع تركيا، بحسب ما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” “نفذت وحدات حماية الشعب (الكردية) عملية نوعية اليوم على طريق حلنج-عين العرب جنوب شرق المدينة استهدفت خلالها مواقع داعش خلف تلة مشتى النور الاستراتيجية”.
واضاف أن “العملية التي وقعت عند الساعة الثالثة فجراً وجرى خلالها تدمير ثلاث آليات ودراجة نارية، ادت الى قطع طريق رئيسي يستخدمه التنظيم لاستقدام تعزيزات وامدادات من محافظة الرقة”، مشيراً الى ان المقاتلين الاكراد يسيطرون حالياً على هذا الطريق.
وتتعرض كوباني بالكردية، منذ 16 ايلول (سبتمبر) الى هجوم من التنظيم الجهادي المتطرف. ويقوم المقاتلون الاكراد في المدينة بمقاومة شرسة كبدت التنظيم المتطرف خسائر كبيرة.
ويستقدم تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق بشكل متواصل تعزيزات وامدادات من محافظة الرقة القريبة الخاضعة لسيطرته، ومن مواقعه في محافظة حلب، الى كوباني التي تتراوح مساحتها بين ستة وسبعة كلم مربع.
وبحسب المرصد، قتل 865 شخصاً على الاقل في هذه الضربات في سورية منذ بدئها قبل 50 يوماً، هم 746 مقاتلاً من تنظيم “الدولة الاسلامية” معظمهم من غير السوريين، و68 مقاتلاً من جبهة النصرة، و50 مدنياً، ومقاتلاً اسلامياً.
16 قتيلاً في مكمن لقوات النظام في ريف حماة
بيروت – “الحياة”
أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن 16 رجلاً قتلوا على الأقل بينهم مقاتلون، في مكمن لقوات النظام السوري في ريف مدينة سلمية في ريف حماة الشرقي.
وأشار إلى أن المعلومات الأولية تؤكد وجود عشرات المفقودين والجرحى، وذلك أثناء انتقالهم من ريف حمص الشمالي.
وقصفت قوات النظام مناطق في مدينة تلبيسة في ريف حمص، ودارت اشتباكات بين قوات النظام والكتائب الإسلامية على جبهة حوش حجو.
وأكد المرصد أن الطيران السوري شن غارات على أماكن في قرية غرناطة، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية على أطراف القرية.
وأشار المرصد إلى وجود “اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية، ومنها “جبهة النصرة” أيضاً في بلدة الشيخ مسكين”، وورودِ أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
دو ميستورا: “اهتمام” لدمشق بالتجميد المعارضة تريد ربط حلب بحل شامل
المصدر: (و ص ف، رويترز، أش أ)
بعد ساعات من اعلان المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في مؤتمرصحافي بدمشق ان الحكومة السورية تبدي “اهتماما بناء” باقتراحه المتعلق بـ”تجميد” القتال في مدينة حلب، مشيرا الى ان السلطات السورية تنتظر محادثاته مع اطراف النزاع الآخرين، قال الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب انه عقد “اجتماعين ناجحين” في موسكو مع المبعوث الرئاسي الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف. واضاف انه لا يمانع في لقاء اي مسؤول من النظام السوري، ذلك ان “التفاوض هو خير الطرق ولست اشترط أي شرط سياسي”. وطالب دمشق بـ”خطوة حسن نية تكون بوابة تفاعلنا في التفاوض السياسي”.
في غضون ذلك، حقق المقاتلون الأكراد السوريون يدعمهم مقاتلو البشمركة من شمال العراق مكاسب ميدانية في اتجاه كسر حصار مدينة عين العرب (كوباني الكردية) السورية الحدودية مع تركيا، لكنهم لا يزالون يتعرضون لقصف عنيف من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” ولم يتمكنوا من استعادة السيطرة على المدينة بعد.
الائتلاف السوري
وحذر رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة من تداعيات تجاهل الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية “داعش” لـ”جرائم” حكومة دمشق في حق السوريين في حلب وغيرها. وقال إن “الائتلاف يقاتل داعش من دون مهاجمة أصل المشكلة، وهو نظام بشار الأسد”، مشيرا إلى أن الغارات الجوية للائتلاف على مواقع التنظيم المتشدد تؤثر سلبا على قوات المعارضة المعتدلة وتضعف الدعم الشعبي لها داخل سوريا”. وأضاف أن “لدى المعارضة السورية انطباعا أن الائتلاف وقوات الأسد تعمل في اتجاه واحد بما أن الأسد يتحرك بحرية”.
وأسف أيضا “لأن الائتلاف يتجاهل تماماً مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يمكن أن تكون معرفتهم بالأرض مفيدة له”، وأن “ذلك يضعف الائتلاف الدولي لأنه لا يحقق نتائج على الأرض والغارات الجوية وحدها لن تسمح بكسب المعركة ضد التطرف”.
ورأى أن “اتفاقا محتملا لوقف النار في مدينة حلب لن يعود بالمنفعة سوى على دمشق، إلا إذا ترافق مع حل سياسي شامل”.
دو ميستورا تحدّث عن اهتمام سوري باقتراحه تجميد النزاع الخطيب عن المساعي الروسية: هل تُشرق الشمس من موسكو؟
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
تحدث مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دو ميستورا عن اشارات ايجابية من المسؤولين السوريين في شأن اقتراحه وقف النار في مدينة حلب بشمال سوريا، فيما شرح الرئيس سابقا لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في مقال طويل حيثيات لقاءاته في موسكو.
صرح دو ميستورا في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون في دمشق بعد اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم بأن الرد الاولي على الاقتراح “كان يعبر عن الاهتمام والاهتمام البناء… وهم ينتظرون اتصالنا بالاطراف المعنيين الاخرين والمنظمات الاخرى والناس والاشخاص الذين سنتحدث معهم من أجل ضمان امكان المضي بهذا الاقتراح قدما”.
وأضاف: “أعتقد أن اقتراح الأمم المتحدة المتعلق بتجميد (القتال) من أجل حلب هو اقتراح متماسك وواقعي”. وأبلغ هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” أن التهديد المشترك الذي يمثله مقاتلو “الدولة الإسلامية” على كل فصائل سوريا المتنازعة قد يساعد على حمل الحكومة والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقف النار، معتبراً أن “الدولة الإسلامية تزعزع استقرار الجميع”. فعندما سئل ما الذي يدفع كلا من الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة الى القبول باتفاقات محلية لوقف النار، أجاب: “هناك عامل واحد أساسي. ما هو؟ انه داعش. الدولة الإسلامية في العراق والشام. الإرهاب… ثانيا ما من منتصر (في الحرب الأهلية السورية). أتعتقدون أن طرفا قد يفوز؟ الحقيقة هي أن لا أحد (سيفعل). ولهذا السبب نطرح فكرة بدء نموذج واحد أساسي على الأقل هي حلب”.
لكنه أقر بأنه حتى إذا مضت خطة الأمم المتحدة قدما، فانها ستكون بمثابة خطوة أولية فقط في النزاع، موضحا أن “القول أننا نملك خطة للسلام هو (كلام) طموح ومضلل. ولكن لدي ولدينا خطة للعمل. وتبدأ خطة العمل من الميدان: أوقفوا القتال وقلصوا العنف”.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد أبدى خلال لقائه المبعوث الدولي الاثنين استعداد دمشق لدرس هذا الاقتراح، قائلا ان المبادرة “جديرة بالدراسة وبمحاولة العمل عليها من اجل بلوغ اهدافها التي تصب في عودة الامن الى مدينة حلب”.
وقدم دوميستورا في نهاية تشرين الاول الماضي “خطة تحرك” في شأن الوضع في سوريا الى مجلس الامن، تقضي “بتجميد” القتال في بعض المناطق وخصوصاً مدينة حلب الشمالية للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. ولفت الى انه ليست لديه خطة سلام وانما “خطة تحرك” لتخفيف معاناة السكان بعد اكثر من ثلاث سنوات من الحرب في سوريا قتل فيها نحو 195 الف شخص استنادا الى أرقام “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له.
ورأى ان “السوريين في حاجة الى مثال ملموس… ولهذا السبب وصلنا الى خلاصة هي تقديم اقتراح محدد”، وأفاد أن حلب اختيرت نظرا الى اهميتها الاقتصادية ورمزيتها التاريخية،خصوصاً ان “حلب ليست بعيدة من احتمال الانهيار وعلينا ان نقوم بشيء قبل ان يحصل ذلك”.
ومنذ تموز 2012، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على احياء حلب وتشن طائرات النظام غارات جوية منظمة على الاحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة، مما اوقع مئات القتلى وأثار تنديدا دوليا. وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الاشهر الاخيرة مواقع عدة في حلب ومحيطها.
وأكد دوميستورا ان اقتراحه “ليس بديلا من الحل السياسي، لكنه يدفع الامور في هذا الاتجاه”.
معاذ الخطيب
في غضون ذلك، وبالتزامن مع الحديث عن مساع روسية لعقد مؤتمر للمصالحة يجمع ممثلين للمعارضة والنظام، كتب معاذ الخطيب في مقال له في صفحته بموقع “فايسبوك” عنوانه “هل تشرق الشمس من موسكو”، أنه ذهب مع “وفد نوعي ضم أكبر ضابطين في صفوف الثورة، وهما لواءان، أحدهما رئيس هيئة الإمداد والتموين، والآخر رئيس الأكاديمية العسكرية الوطنية، ومعنا سفير للمعارضة، وديبلوماسي سابق مختص بالقانون الدولي… اجتمعنا يومين ورأس أحدَ الاجتماعات مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف… وفي اليوم التالي اجتمعنا بوزير الخارجية سيرغي لافروف”. وأضاف أن الاجتماعين “كانا ناجحين إلى درجة كبيرة، ولم يكن معنا أحد من غير السوريين أو من النظام”. وبعدما أشار الى أن الروس أبلغوه أنهم يفكرون في عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من المعارضة السورية، ويهمهم أن يكون هناك توافق على خطوط أساسية، قال: “طلبْنا منهم أن يسعَوا بالتفاهم مع الأميركان ويتوافقوا على صيغة – وليسموها جنيف 3 إن شاؤوا – لفتح نوافذ حل سياسي تفاوضي”. وأكد “أننا لن نكون مطيةً لأية دولة، وفي الوقت نفسه سنتواصل مع الجميع، ونعتقد أن التفاوض السياسي هو الأنجع والأقل خسائر”. وأعلن “أننا لا نبحث عن مواقع سياسية، ونرفض الأدوار التجميلية، وليس الحل بمشاركة صورية في حكومة انتقالية وهْمية كما تُشيع بعض الجهات الإعلامية كل فترة، بل بحل توافقي حقيقي”. وكرر أنه “لستُ أمانع من لقاء أي مسؤولٍ من النظام… التفاوض هو خير الطرق، ولست أشترط أي شرط سياسي”. وذكر بـ”أننا بادرنا مرات على رغم كل الحرب علينا وكمبادرة حسن نية إلى طرح التفاوض مَخرجاً للإنقاذ، ونريد خطوةَ حُسنِ نية من النظام ستكون بوابة تفاعلنا في التفاوض السياسي، وهي خطوة إنسانية محضة، تتمثل في تمديد جوازات السفر للمواطنين السوريين بدل تركهم لعصابات البحر وأمواج الظلام ومافيات التهريب والتزوير، والأهم من كل ذلك إطلاق النساء والأطفال من سجون النظام، وعلى رأسهم الدكتورة رانية عباسي وأطفالها الستة، وكل الحالات المشابهة”.
وفي الدوحة، رأى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن الغارات التي يشنها الائتلاف الدولي على “الدولة الاسلامية” ليست كافية لالحاق الهزيمة بـ”الارهاب والتطرف” في سوريا، مناشدا العالم اتخاذ اجراءات ضد العوامل التي تثير التطرف.
كوباني
على صعيد آخر نجح المقاتلون الاكراد الذين يدافعون عن مدينة كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب في استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب المدينة الحدودية مع تركيا، اثر اشتباكات مع عناصر “الدولة الاسلامية”.
كذلك، قال المرصد السوري إن طائرات الائتلاف الدولي شنت ثلاث غارات استهدفت تجمعات ونقاط تمركز للتنظيم المتطرف في جنوب شرق المدينة.
وسجل تقدم المقاتلين الاكراد بعد ساعات قليلة من اعلان قائدة القوات الكردية في المدينة نارين عفرين ان قواتها “حققت تقدما في كوباني”. وقالت نارين عفرين واسمها الحقيقي ميسا عبدو (40 سنة) وإن قواتها ستحرر المدينة “منزلا منزلا ونحن عازمون على سحق الارهاب والتطرف”.
مرسوم العفو
على صعيد آخر، صرح وزير الدولة لشؤون المصالحة في سوريا علي حيدر بأن السلطات في دمشق اطلقت نحو 11 الف شخص منذ مرسوم العفو الذي اصدره الاسد في حزيران .
وتشير المنظمات الحقوقية الى ان العدد الحقيقي للمفرج عنهم ادنى من العدد الذي أعلنه وزير المصالحة، اذ ان المرصد السوري تحدث عن اطلاق نحو سبعة الاف شخص شملهم العفو.
وأوضح الحقوقي ومدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية انور البني ان “عددا كبيرا من الذين اطلقوا محكومون بجرائم جنائية” وليس من المفترض ان يشملهم العفو.
وأمس، اطلقت السلطات السورية ماريا بهجت شعبو، وهي ابنة ناشطين سياسيين ولدت في احد سجون النظام قبل 26 سنة، وذلك بعد نحو عشرة ايام من اعتقالها لدى عودتها من رحلة الى لبنان.
الدينار “الداعشي“
بعد قيامه بإنشاء نظام مدارس خاص به وقوات للشرطة ومتنزهات للأطفال، يعتزم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” اتخاذ خطوة جديدة نحو ترسيخ خلافته “المؤقتة” بصكّ “عملة إسلامية”.
ونقل موقع “فوكاتيف” الإخباري الأميركي عن أنصار “داعش” على وسائل التواصل الاجتماعي، قولهم إن شخصيات دينية في الموصل ومحافظة نينوى في العراق أفتوا بأن تبدأ الجماعة الجهادية باستخدام العملات الإسلامية القديمة.
وأوضح الموقع أن هذه العملة تُسمى الدينار، وسيلجأ التنظيم إلى النموذج الأصلي القديم للدينار المكوّن من الذهب والفضة.
ووفقاً لأنصار “داعش” على الإنترنت، ستُستخدم هذه العملة المستقلّة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، في إطار جهوده في مواجهة الغرب.
وانتاب بعض مؤيدي “داعش” الحماس إزاء الأخبار التي تتردّد حول العملة الجديدة، بينما بدا أن مراقبين آخرين على الإنترنت لا يعتقدون أنها فكرة اقتصادية سليمة.
هذا ولم يصدر عن الفرع الإعلامي الرسمي لـ”داعش” أي إعلان رسمي حتى الآن، عن العودة المزعومة.
(“مرصد السفير”)
دي ميستورا وخطة حلب: التركيز على محاربة الإرهاب
كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، عن ملامح خطة «تجميد» القتال في حلب، والتي تهدف إلى التركيز على «التهديد الحقيقي للإرهاب، كما حدده قرار مجلس الأمن الدولي، وخفض العنف للتخفيف من معاناة الناس، كمقدمة في اتجاه بناء حل سياسي» للأزمة السورية.
وفي الوقت الذي كان دي ميستورا يعلن أن دمشق تبدي «اهتماماً بنّاءً» باقتراحه «تجميد» القتال في حلب، حتى رفض قائد «المجلس العسكري للجيش السوري الحر» في المدينة العميد زاهر الساكت هذا الاقتراح، عبر وضع أربعة شروط تعجيزية.
ميدانيا، نجح المقاتلون الأكراد، الذين يدافعون عن مدينة عين العرب (كوباني) السورية في استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب المدينة الحدودية مع تركيا اثر اشتباكات مع عناصر «داعش».
وانتقلت عدوى الاغتيالات إلى مدينة درعا، التي شهدت أمس اغتيال أحد أبرز قدامى «الأفغان السوريين» الشيخ أحمد كساب المسالمة، الذي يعرف بلقب أبو محمد السوري، وذلك على يد مجهولين في منطقة الشياح. وجاء مقتله في اليوم الذي تم فيه التوقيع على ميثاق «دار العدل» بين غالبية الفصائل المسلحة في درعا، بما فيها «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» و«جبهة ثوار سوريا».
وكان المسالمة من قيادات تنظيم «الطليعة المقاتلة» في الثمانينيات قبل أن يغادر إلى أفغانستان ويقاتل تحت راية تنظيم «القاعدة» هناك، حيث ربطته علاقات قوية مع كبار قادتها مثل عبدالله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري. ومع اندلاع الأحداث في سوريا عاد المسالمة إلى سوريا، حيث شكّل مجموعة مسلحة لا تحمل اسماً، وتعرف بنسبتها إليه فقط.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن دي ميستورا ووزير الخارجية السوري وليد المعلم بحثا النقاط المتعلقة بمبادرة المبعوث الأممي. وأضافت «اتفق الجانبان على مواصلة التشاور بينهما للوقوف على نتائج اتصالاته، بهدف العمل على بلوغ مبادرته لأهدافها المتضمنة عودة الاستقرار إلى حلب وتأمين الخدمات اللازمة لعودة الحياة الطبيعية في المدينة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها».
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في دمشق قبيل سفره إلى القاهرة، «لقاءاتي هنا مع الحكومة والرئيس (بشار) الأسد منحتني شعورا بأنهم يدرسون بجدية كبيرة اقتراح الأمم المتحدة»، مضيفا أن «الرد الأولي للحكومة السورية يعبر عن اهتمام، اهتمام بنّاء».
وتابع «هم (السلطات السورية) ينتظرون اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى، والمنظمات الأخرى والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من اجل ضمان إمكانية المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام». وقال «اعتقد أن اقتراح الأمم المتحدة المتعلق بتجميد (القتال) من أجل حلب هو اقتراح متماسك وواقعي».
وأوضح دي ميستورا بعض ملامح مقترحه، وهي «الحاجة للتركيز على التهديد الحقيقي للإرهاب كما حدده قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. ثانيا لخفض العنف. ثالثا، من خلال خفض العنف نحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يعانون من هذا الصراع المستمر في داخل سوريا وفي خارجها، آملين أن نخفف معاناتهم ونجعلها لبنة في اتجاه بناء لحل سياسي».
وحول إمكانية التوصل إلى حل سياسي سلمي مع استمرار الدول الغربية والعربية بدعم المسلحين في سوريا، قال دي ميستورا إن «الجميع يشعر أنه آن الأوان للتركيز على المعركة ضد إرهاب داعش والنصرة، ومنح الأولوية للحل السياسي وليس العسكري».
وأشار إلى انه جرى اختيار حلب بسبب أهميتها الاقتصادية ورمزيتها التاريخية. وقال إن «حلب ليست بعيدة عن احتمال الانهيار، وعلينا أن نقوم بشيء قبل أن يحدث ذلك». وأكد أن اقتراحه «ليس بديلا عن الحل السياسي، لكنه يدفع الأمور في هذا الاتجاه».
وكان دي ميستورا قال، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت أمس، إن «التهديد المشترك الذي يمثله مقاتلو الدولة الإسلامية (داعش) على كل فصائل سوريا المتنازعة ربما يساعد على حمل الحكومة والمعارضة المسلحة على عقد اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار»، مضيفا أن «الدولة الإسلامية يزعزع استقرار الجميع».
وعن السبب الذي سيدفع كلا من الحكومة والمجموعات المسلحة الى القبول باتفاقات محلية لوقف إطلاق النار، قال دي ميستورا «هناك عامل واحد أساسي. ما هو؟ إنه داعش. الدولة الإسلامية في العراق والشام. الإرهاب». وأضاف «ثانيا، ما من منتصر (في الحرب). أتعتقدون أن طرفا قد يفوز (بهذه الحرب)؟ الحقيقة هي أن لا أحد (سيفعل). ولهذا السبب نطرح فكرة البدء بنموذج واحد أساسي على الأقل هي حلب».
من جهته، قال «قائد المجلس العسكري للجيش الحر» في حلب العميد زاهر الساكت «لقد رفضنا التفاوض مع النظام، ورفضنا الاستماع إلى مبعوث الأمم المتحدة لتجميد القتال في حلب، قبل تحقيق الشروط الأربعة التالية: تسليم مجرمي الحرب الذين استخدموا الكيميائي على السكان المدنيين، وخروج المليشيات الإرهابية الطائفية من سوريا، وإيقاف براميل الموت والطائرات، والإفراج عن المعتقلين من سجون الإرهابي بشار الأسد وخاصة النساء».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
“داعش” و”المرحلة الجديدة”: “الخلافة” من المحيط إلى الخليج!
عبدالله سليمان علي
أعلنت الولايات المتحدة عن انتهاء المرحلة الأولى من الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” والبدء بمرحلة جديدة “هجومية”، بالتزامن مع الإعلان عن مقتل بعض قادة التنظيم وإصابة زعيمه أبي بكر البغدادي.
وإذ لم يصدر عن “داعش” أي رد فعل على الأنباء الواردة عن استهداف قادته، فقد جاءت المفاجأة من مصر، حيث أعلن فيها عن مبايعة جماعة “أنصار بيت المقدس” للبغدادي، وانضمامها إلى “الدولة الإسلامية”، ليتوالى بعدها إعلان البيعات من كل من اليمن والجزائر والجزيرة العربية توالياً لافتاً أثار التساؤلات حول أسلوبه الاستعراضي.
وبدا واضحاً أن الإدارة الأميركية أرادت أن يشكل الإعلان عن استهداف بعض كبار قادة “داعش” مرتكزاً قوياً لها للشروع في ما أسمته “مرحلة جديدة”، تتمثل في الهجوم على التنظيم المتشدد، بدلاً من محاولة وقف تقدمه فقط، في خطوة تهدف، كما يبدو، إلى إعطاء هذا الإعلان زخماً إعلامياً كبيراً من شأنه التغطية على حقيقة غياب التطورات النوعية على الأرض، القادرة على رسم حدود بين مرحلتين.
ومع ذلك بقيت المعلومات حول استهداف قادة “داعش” متضاربة، وتفتقر إلى أدلة تسند مصداقيتها، الأمر الذي قد يشير إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اضطر إلى الاستعجال لبدء مرحلة جديدة تحت تأثير ضغوط، قد لا يكون للساحة العراقية أو السورية علاقة بها. ومن غير المستبعَد أن يكون لذلك صلة باستحواذ الجمهوريين على غالبية مقاعد الكونغرس، ورغبة أوباما في وضعهم أمام الأمر الواقع، لا سيما أن ذلك ترافق مع إرسال دفعة جديدة من الجنود الأميركيين إلى العراق، ليتضاعف عددهم هناك ويصل إلى حوالي 2900 جندي.
وخلافاً لمسارعته في حزيران الماضي إلى الإقرار بمقتل القائد العسكري لـ”غزوة الموصل” أبو عبد الرحمن البيلاوي، لاذ “داعش” بصمت مطبق، وتكتم شديد، تجاه التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مقتل عدد من كبار قادته وإصابة زعيمه، فلم يصدر عنه أي نفي أو تأكيد لهذه التقارير.
وبالرغم من أن هذا الصمت سمح للرواية الوحيدة المتوافرة بأن تحتلّ وسائل الإعلام، ومن ثم التعاطي مع الخبر على أنه صحيح، إلا أن ذلك لا ينفي أن أصحاب هذه الرواية لم يستطيعوا حتى الآن تقديم ما يثبت صحة روايتهم، مع أنهم يتداولون أسماء محددة، ولها وزنها في التنظيم، مثل أبو مهند السويداوي وأبو زهراء المحمدي وأبو علاء العفري، علاوة على تأكيد بعضهم إصابة زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي.
وسواء صحت هذه الأنباء أم لم تصحّ، فإن تأثيرها سيبقى في إطار الساحة الإعلامية والحرب النفسية، ولن يتعدى ذلك، إذ من غير المتوقع أن يترك خبر مقتل البغدادي، فضلاً عن إصابته، آثاراً سلبية كبيرة على بنية التنظيم أو هيكليته القيادية، وذلك لسببين رئيسيين: الأول أن التنظيم خلال السنوات العشر الماضية تعرض إلى مقتل الكثير من قادته، أهمهم أبو مصعب الزرقاوي، الأب الروحي له ومؤسسه الحقيقي، وكذلك كلٍّ من أبو عمر البغدادي، أول “أمير” لـ”دولة العراق الإسلامية” ووزير حربيته أبو حمزة المهاجر (أبو أيوب المصري)، ولم يؤد ذلك إلى انهيار التنظيم أو تزعزع أركانه.
والثاني أن مجلس شورى “الدولة الإسلامية”، مستفيداً من تجربة شغور منصبين مهمين فيه بعد مقتل أبو عمر وأبو حمزة، أدخل تعديلاً مهماً على هيكلة التنظيم القيادية، من خلال استحداث منصب “نائب الأمير”، والذي يشغله حالياً شخص لا يجري تداول اسمه كثيراً، هو أبو عبدالله البغدادي، وبالتالي فإن مقتل أبي بكر البغدادي لن يؤدي إلى إحداث شغور في القيادة، حيث سيتولاها مباشرة نائبه أبو عبدالله إلى أن يتسنى لمجلس الشورى الاجتماع بحسب الظروف واختيار “أمير” جديد.
ومن غير المستبعَد في حال عدم صحة مقتل أو إصابة قادة “داعش”، أو أن يكون من جرى استهدافهم من درجة أخفض في درجات القيادة، أن يستغل التنظيم التكفيري هذا الأمر لنصب كمين إعلامي، عبر ترك وسائل الإعلام تسترسل في الحديث عن مقتل قادته وتأثير ذلك عليه، ثم يقوم بنفي ذلك عبر مقاطع مصورة تقلب السحر على الساحر، خاصة أن بعض الأسماء المذكورة تكرر خبر مقتلها أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، مثل أبو مهند السويداوي.
وإذا كان إعلان أوباما عن المرحلة الجديدة تزامن مع خبر مقتل قادة “داعش”، فقد كان لافتاً أنه بعد ساعات فقط من هذا الإعلان، جاءت مفاجأة غير متوقعة من مصر، حيث أعلنت جماعة “أنصار بيت المقدس”، عبر تسجيل صوتي، مبايعتها للبغدادي وانضمامها إلى صفوف “الدولة الإسلامية”. والغريب في هذه البيعة أنها جاءت بعد أيام فقط من نفي “أنصار بيت المقدس” بيعتها للبغدادي، عقب نشر بيان مكتوب على مواقع التواصل الاجتماعي يعلن ذلك.
وبالرغم أن الحساب الرسمي (الاحتياطي) للجماعة على “تويتر” نشر التسجيل الصوتي، الأمر الذي يؤكد صحته مبدئياً، إلا أن ثمة ملاحظات من شأنها إثارة بعض الشكوك حوله، أهمها أن التسجيل الصوتي صدر من دون إيضاح هوية المتحدث فيه وصفته ضمن الجماعة. وكان واضحاً أن الصوت لا يعود إلى أبي أسامة المصري، مسؤول الإعلام الخارجي في الجماعة، والذي صدر له أكثر من تسجيل من قبل، بالرغم من أن الأصول تقتضي أن تكون “بيعة” أي جماعة صادرة عن “أميرها العام” لتشمل كل أفراد الجماعة.
وعطفاً على الإرباك الذي حصل الأسبوع الماضي، حيث صدر بيان مكتوب يعلن “بيعة أنصار بيت المقدس” للبغدادي، وصدور نفي رسمي من الجماعة بعدم صحة هذا البيان، ثم صدور التسجيل الصوتي المجهول الهوية – لكن عبر الحساب الرسمي – فإن كل ذلك قد يشير إلى وجود خلافات، وربما انقسامات، داخل “أنصار بيت المقدس” من موضوع “البيعة”.
كذلك صدر، أمس، عن “مؤسسة البنيان”، الذراع الإعلامية لـ”مجاهدي اليمن المؤيدين للدولة الإسلامية”، تسجيل صوتي، يعتقد أنه للشيخ مأمون حاتم، يجدد فيه “البيعة” لأبي بكر البغدادي. كما صدر تسجيل صوتي في ليبيا يعلن المتحدث فيه “بيعة” كتائب وألوية عدة – من دون تسميتها – في برقة وفزان وطرابلس، للبغدادي. وأعلن “أمير جند الخلافة في الجزائر” خالد أبو سليمان تجديد “بيعته” للبغدادي عبر تسجيل صوتي نشرته مساء أمس “مؤسسة الفتح الإعلامية”، ليصدر بعدها بقليل بيان عن “مجاهدي الجزيرة العربية” يعلن كذلك “البيعة” للبغدادي. وشدّد جميع المبايعين على مطالبة المسلمين بتأييد “دولتهم” والالتفاف حول “خليفتهم”.
ونظراً للكثافة غير المعهودة في صدور “البيعات” خلال يوم واحد، استبعد مصدر مقرّب من “الدولة الإسلامية” أن تكون هذه “البيعات” صدرت من دون تنسيق مع قيادة “داعش”، معرباً عن اعتقاده أنها تمهيد لخطوة يجري التخطيط لها لمواجهة ما أسماه “المكر الأميركي”. ولم يستبعد المصدر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة نشر تسجيل صوتي لأحد قيادات “الدولة” أو حدوث أمر ما يكون ترجمة لـ”بيعات” أمس.
وفي الواقع فإن توالي “البيعات”، الذي أخذ شكلاً استعراضياً على مواقع التواصل الاجتماعي، يطرح تساؤلاً مهماً: هل توارد الإعلان عن “البيعات” في هذا التوقيت، بغض النظر عن صحتها من عدمه، يهدف إلى تغطية “داعش” على الأنباء التي تتحدث عن استهداف قادته، أم أنه يأتي في سياق الردّ على إعلان واشنطن عن “المرحلة الجديدة”، وبالتالي التهديد بتوسيع المواجهة لتشمل أراضي أخرى غير العراق وسوريا؟
«أدلة» على مساعدة أردنية تلقاها بشار الأسد في معركة «نصيب»
«فيتو» من عمّان على إمكان التجاور مع «جبهة النصرة»
عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين. زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الجديدة للمنطقة العسكرية الشمالية في بلاده، أمس الأول، تأكيد جديد على «ثابت قديم» في المعادلة الأردنية عندما يتعلق الأمر بسوريا، قوامه بقاء الحدود «نظيفة» قدر الإمكان من المجموعات الجهادية المسلحة بمحاذاة الشريط الحدودي الأردني.
مؤخرا يعتقد وعلى نطاق واسع في محيط أنصار جبهة النصرة السورية المقاتلة أن مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لم يعد يستثني جبهة النصرة نفسها، لا سياسيا ولا عملياتيا.
يسوق المتعاطفون مع جبهة النصرة «أدلة» على هذا الطرح، فعدد السلفيين الأردنيين الموقوف او المعتقل او المحاكم وصل لـ150 ناشطا، الجزء الأكبر منهم محسوب على جبهة النصرة والسلطات عمدت لاعتقال ثم محاكمة أقرب شخصية أردنية لجبهة النصرة وهو الشيخ أبو محمد المقدسي المنظر السلفي الشهير.
في المحاكم العسكرية يقول المحامي المتخصص بالجهاديين موسى العبداللات إن العقوبات ضد كل الشباب المسلم من الأردنيين المتعاطفين مع ثورة الشعب السوري قد «تغلظت»، في الوقت الذي بدأت فيه السلطات «لا تستثني» أنصار جبهة النصرة عندما يتعلق الأمر باتهامات التواصل مع «الإرهاب».
تحريك طائرات سلاح الجو الأردنية عدة مرات وبقوة لمواجهة سيارات كانت تحاول الاقتراب حدوديا من المناطق التي تسيطر عليها النصرة في درعا، كان أيضا رسالة محددة الملامح كما يؤكد مسؤول بارز لـ»القدس العربي».
أكثر من رسالة وجهت عبر موفدين أو وسطاء من عمان لنظام دمشق تعبر عن رغبة الأردن في عودة الجيش النظامي السوري لواجهة الحدود في منطقة شاسعة في درعا، آخر الرسائل قالت بوضوح: لا نريد أن تبقى قوات إرهابية على الجانب السوري من حدودنا.
تجاهلت دمشق هذه الرسائل وبالغت في اعتبار ما يجري في درعا «مشكلة أردنية» وفي آخر ردودها عبر مندوبها في الأمم المتحدة بشار الجعفري أعادت تكرار اسطوانة اتهام الأردن برعاية وتدريب وإدخال «إرهابيين» إلى سوريا.
وزير الاتصال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد مومني أبلغ «القدس العربي» عدة مرات بأن عمان تريد أن ترى دولة صلبة متماسكة على الجانب الآخر من الحدود، ورئيس الوزراء شخصيا الدكتورعبد الله النسور اعتبر أمام «القدس العربي» ان «الإرهاب» في درعا مشكلة أردنية فعلا بكل الأحوال.
عمان اتبعت سياسة «عدم اليأس» من توجيه رسائل إيجابية لدمشق لها علاقة بتأكيد عدم وجود حماس أردني لوجود قوات جهادية نافذة شمال الأردن يمكن ان تدعمها حاضنة اجتماعية قوية في الأردن جنوبا.
آخر رسالة في هذا السياق كانت «عملياتية « بامتياز، فالتسريبات تحدثت عن «معلومات أردنية» أمنية الطابع قدمت للجانب السوري مؤخرا وساهمت في معركة مفصلية في عمق درعا تخللها قصف عنيف لقوات النصرة في مدينة «نصيب» تحديدا. حسب مصادر سلفية في عمان لا تريد التساهل أمام إمكانية سيطرة جبهة النصرة على معبر نصيب الذي لا يعمل بين البلدين بعدما غادرته قوات النظام السوري منذ ثلاثة أعوام، وامتنع بشار الأسد عن محاولة استعادته نكاية بالأردن وموقفه السياسي.
جبهة النصرة فيما يبدو تمترست وحاولت إعادة السيطرة على معبر نصيب، الأمر الذي شكل خطا أحمر بالنسبة للأردنيين ودعاهم حسب السيناريو المقترح الذي لم يتوثق بعد لتقديم معلومات ذات قيمة للجانب السوري انتهت بعملية القصف المكثفة في نصيب الأسبوع الماضي، وبالتالي إجهاض مشروع النصرة للتمترس مجددا في نصيب.
القرار العملياتي الأردني هنا تحديدا يعكس قرارا سياسيا بامتياز فكرته الأردنية «لا نريد أن نشاهد قوات جبهة النصرة على مواقعنا الحدودية بالطرف المقابل»، بالنسبة لغرفة القرار الأردنية فإن المجازفة بوجود قوات جهادية تابعة للنصرة أو لغيرها من القوى الجهادية غير ممكن.
والحل النموذجي أردنيا هو عودة الجيش النظامي، أما الأفضل واقعيا فهو وجود قوات الجيش الحر ما دام الرئيس بشار الأسد لا يريد العودة عسكريا للمنطقة الجنوبية لأغراض سياسية تتعلق بإحراج الأردنيين، الأمر الذي يفسر عمليا الاهتمام الشديد بما يجري في المنطقة الشمالية من الأردن والحرص على إظهار حسن النية تجاه دمشق ، حتى ان تطلب الأمر تعزيزها استخباريا بين الحين والآخر بمعلومات مفيدة، خصوصا بعدما أصبح «العدو» هو نفسه للنظام السوري ودول «التحالف».
تأخر الولايات المتحدة في الرد على سقوط الموصل منح إيران الفرصة لتعزيز نفوذها في العراق مع الشيعة والأكراد… وأرسلت سليماني ليحيي المليشيات الشيعية
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: في الأيام الأولى للتقدم الحاسم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في اتجاه مدن شمال العراق، اتخذت إيران قرارا استراتيجيا رغم الفشل الأمني الواضح برصد تحركات التنظيم الجهادي بالتحرك ووقف تقدمه نحو العاصمة بغداد.
ويرى محللون نقلت عنهم صحيفة «فايننشال تايمز» أن قرار الولايات المتحدة تأخير الضربة العسكرية ضد الجهاديين بعد تأكيد سيطرته على مدن الأنبار ومدينة الموصل في 10 حزيران/ يونيو منح الإيرانيين فرصة للدخول وتعزيز نفوذهم. ففي الوقت الذي كان فيه فلاح الفياض، مستشار الأمن القومي العراقي في واشنطن يحاول إقناع الإدارة الأمريكية بنشر طائرات مقاتلة لمساندة العراق والقتال ضد تنظيم داعش بدأت التقارير الإخبارية المرعبة تتدفق وتتحدث عن دخوله الموصل وتقدمه نحو بغداد.
وعندها قرر الفياض العودة للعراق حيث بدأ الكثير من سكان العاصمة يفكرون بالهرب جنوبا أو للخارج وخافت المصارف من نفاد ما لديها من أرصدة.
وإزاء هذا الوضع ناشدت الحكومة العراقية واشنطن وطلبت منها المساعدة وكان الرد حسب الفياض هو «نقوم بدراسة الموضوع» وألمحوا إلى انهم غير راضين عن الحكومة العراقية. وستأخذ واشنطن مدة شهرين لدراسة الموضوع وقبل أن تهب لنجدة الحكومة العراقية التي تغيرت.
وخلال فترة المداولات في أروقة الإدارة الأمريكية استغلت إيران الوضع وبدأت بإرسال أسلحة وذخائر ومعلومات استخباراتية وخبراء عسكريين، من اللحظة التي سقطت فيها الموصل.
وتنقل الصحيفة عن الجنرال قاسم عطا، مدير المخابرات العامة قوله «منذ اليوم الأول أرسلنا طلبات للأمريكيين لتزويدنا بالإسلحة والتدريب»، وكان مبرر الولايات المتحدة عدم إرسال المساعدات هو الانتظار حتى يتم تشكيل حكومة جديدة «ولم يكن أمامنا أي خيار بل الطلب من إيران.. كان علينا الدفاع عن أنفسنا» كما يقول عطا.
لماذا تأخر الأمريكيون؟
ورغم تسيد إيران الساحة العراقية منذ إطاحة الأمريكيين بصدام حسين عام 2003 إلا أن انتظار إدارة أوباما تنحي نوري المالكي المسؤول عن الأزمة وتشكيل حكومة جديدة أدى لتقوية ساعد إيران في العراق حسب مقابلات أجرتها الصحيفة مع مسؤولين عراقيين وإيرانيين.
ويرى هؤلاء ان التأخر الأمريكي أدى لتدخل إيران أكثر في شؤون العراق وإلى تعميق العلاقات الأمنية بين البلدين وأوقفت الجهود لإبعاد العراق عن الدوران في الفلك الإيراني. ويأتي الحديث عن الدور الإيراني في العراق في وقت تمر فيه العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية بمنعطف حيوي حيث يجري البلدان محادثات للتوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني، وفي وقت ضاعفت فيه إدارة الرئيس باراك أوباما من عدد القوات الأمريكية وأرسلت يوم الجمعة 1.500 جندي إضافي.
وترى الصحيفة أن تردد أوباما في الرد على خطر داعش وفتحه المجال لإيران كي تشكل الرد الأمني على تنظيم الدولة الإسلامية يسهم إلى حد ما بإضعاف يد الأمريكيين في الازمة العراقية.
وتشير الصحيفة إلى ما قامت فيه طهران من إعادة تشكيل قوات الأمن العراقي بطريقة ستؤثرعلى مستقبل العراق وطبيعة الحرب ضد داعش التي تشمل كلا من سوريا ولبنان.
ويقول نقاد الإدارة إن ما قامت به إيران سيعزز دور الشيعة والمليشيات الموالية لطهران في مؤسسات العراق الأمنية.
وينقل التقرير عن نبيل يونس، المحاضر في العلوم السياسية ومستشار لأحد الساسة السنة «لم تتحرك الولايات المتحدة بالسرعة الكافية لمساعدة العراق في الوقت الذي غزا فيه داعش الموصل تاركة المجال أمام دول أخرى لتعزيز تأثيرها»، مشيرا إلى أن إيران تحركت بسرعة للحفاظ على تأثيرها داخل العراق.
ويرفض المسؤولون الامريكيون فكرة ملأ إيران للفراغ الذي تركه الأمريكيون، ويقولون إن الرئيس الأمريكي أوباما سارع بعد أربعة أيام من سقوط الموصل، لإرسال قوات خاصة وأربع طائرات بدون طيار للتجسس وقام الجنود بإنشاء مركزين للعمليات الخاصة في كل من بغداد وإربيل.
وفي اتجاه آخر دعا المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أليستر باسكي لعدم المبالغة بدور وتأثير إيران على القادة العراقيين. وعليه فمن الباكر لأوانه الحديث عن أثر التدخل الإيراني في تقرير المعركة ضد داعش.
وترى الصحيفة ان اعتماد القوات الأمنية العراقية على المساعدات والمستشارين الإيرانيين بمن فيهم الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجمهوري والذي يشرف على عمل المليشيات الشيعية العراقية قد يحدد من نفوذ السياسة الأمريكية في العراق.
وربما أثر التدخل الإيراني على مستقبل المفاوضات حول الملف النووي والحرب في سوريا حيث تجنبت واشنطن نظام بشار الأسد الذي يلقى دعما من طهران.
وقد ينبع تأثير إيران أكثر في العراق من خلال تفعيلها عمل الميليشيات الشيعية التي تعرف باسم «قوات الحشد الشعبي».
وبات سليماني يلعب دورا مهما في الأزمة، وتنشر صوره في الإعلام الإيراني وتصوره بصورة البطل. ووصف مسؤول عراقي لباحثة في معهد الشرق الأوسط دور الجنرال سليماني بأنه «قائد القوات المسلحة العراقية».
صدمة
وتقول الصحيفة إن سليماني سافر إلى العراق حالا لمساعدة الحكومة في الوقت الذي كانت تقلب واشنطن الموضوع وتبحث عن طرق للرد. فمثل بقية الدول شعرت إيران بالصدمة من هزيمة الجيش العراقي وسقوط الموصل، ولكن المسؤولين الإيرانيين اتخذوا قرارا لوقف تقدم داعش والتعامل مع الآثار لاحقا حسبما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي بارز في بغداد. وفي الوقت نفسه جرى في طهران تبادل اتهامات حول الفشل الأمني رغم الشبكة الاستخباراتية الواسعة لإيران في العراق.
ومن أجل التغطية على الفشل الاستخباراتي الذريع والذي يعتبر قاسم سليماني مسؤولا عنه في النهاية تمت إعادة انتاج صورة الجنرال في محاولة كما قالت «فايننشال تايمز» في تقرير لها يوم السبت للتأكيد على حضورها في العراق وأنها تمسك بزمام الأمور هناك.
وتنقل الصحيفة عن إصلاحي إيراني قوله إن «سياسات إيران في المنطقة ليست مرتبطة بسليماني ولكن إيران كانت بحاجة للتغطية على فشلها، مشيرا أيضا إلى أن سليماني ينفذ السياسات التي يرسمها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي.
بدأت المكالمات
ومع سقوط الموصل بدأت المكالمات تصل تباعا إلى بغداد وإربيل، عاصمة إقليم كردستان من طهران يعرض فيها القادة الإيرانيون خدماتهم على الشيعة والإكراد.
وبحسب قاسم عطا «قالوا لنا نحن مستعدون إن أردتم»، ويضيف أن الإيرانيين عرضوا في الأيام الأولى إرسال قوات برية.
فبالإضافة للدبابات وقنابل الهاون قدم الإيرانيون معلومات أمنية. ويقول موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي السابق، إن أول من حضر للمساعدة كان الحرس الثوري الإيراني «ووصلوا بعد يومين وهم من أنقذوا الوضع»، مقارنة مع الموقف «الأناني» للأمريكيين حسب سعدي أحمد باير، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني.
ولكن الموقف الأمريكي عقدته حقيقة بقاء المالكي في السلطة، فسياساته الطائفية ضد السنة كانت مسؤولة إلى حد كبير في صعود الجهاديين، وقد اعترف نائب مسؤولة الأمن القومي، أنتوني بلينكن بأن أدارة أوباما سعت لتشكيل حكومة جديدة حتى لا تظهر بمظهر من يقوم بمساعدة المالكي.
خاصة ان رحيل الأخير كان ضروريا لبناء دعم واسع للحملة العسكرية ضد داعش، «فلم نكن نتوقع مشاركة الأكراد والسنة ودول الجوار المختلفة الانضمام لقوة مواجهة داعش بوجود حكومة عراقية تتبنى أجندة طائفية صارخة».
عودة المليشيات
رغم موقف إيران المتشكك من نوري المالكي وقدرته على الحكم إلا أن الجنرال سليماني وصل إلى بغداد بعد يومين من سقوط الموصل. واجتمع مع قادة الحكومة ومع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، الرجل الذي طالما شك بنوايا إيران في العراق.
ورغم ذلك تقول الصحيفة إنه تلقى سليماني بحرارة، وبعد سنوات من القطيعة مع طهران قربته الأزمة منها.
وتنقل عن مثنى أمين، عضو برلمان إقليم كردستان عن حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني قوله إن البارزاني كان على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والغرب ولكن عندما تخلى الغرب عنه اقترب من إيران.
وأهم ما قام به سليماني هو إعادة تجميع صفوف القوى الأمنية وإحياء المليشيات الشيعية التي دربها الإيرانيون.
ويقول الربيعي إن الايرانيين أرسلوا مدربين ومرشدين ومخططين للحشد الشعبي، وأسهموا في تحشيد الميليشيات الشيعية. وكان الإيرانيون حذرين في مشاركتهم في المعارك وتجنب أي مواجهة بالخطأ مع الأمريكيين، وهو ما يراه حسين شيخ الإسلام، المستشار البارز للبرلمان الإيراني نتاج تفاهم يتعلق بساحة المعركة.
ويشير تقرير الصحيفة لخطة مثيرة للجدل تقوم على التخلي عن المناطق السنية في غرب محافظة الأنبار مما يعزز الانقسام في البلاد، تماما كما يحدث في سوريا.
ويقول ديبلوماسي بارز «يرى البعض في إيران وأصدقائها في العراق أن هذا يشبه الوضع في سوريا». وكانت الخطة تقوم على الانسحاب من الأنبار والحفاظ على ما بيد الحكومة ومن ثم تجميع القوات من جديد وشن هجوم لاستردادها فيما بعد. وتعكس الخطة اهتمام إيران بحماية شيعة العراق. ويعلق شيخ الإسلام بقوله إن «داعش لن يختفي في عام أو عامين لأن الثقافة السنية معجبة بهذه الجماعات» وهو تعليق يعبر رؤية شوفينية للقادة الإيرانيين يحملونه تجاه العرب السنة.
ويرى بعض المحللين الإيرانيين أن طهران تصرفت بعقلانية مقارنة مع سوريا حيث أصرت على بقاء الأسد مما عقد علاقاتها مع جيرانها، والسبب يعود لخوفها على حدودها وتأثرها من خطر داعش. لكن محللا إصلاحيا يرى أن إيران خسرت في العراق وسوريا «فهي مثل الملياردير الذي أصبح مليونيرا في العراق وسوريا»، فلا يمكن لها التراجع عن دعم الأسد في الوقت الذي توسعت فيه الحرب ضد الجهاديين للعراق أي قريبا من حدودها. وترى الصحيفة أن تقدم قوات داعش والتدخل الإيراني المبكر سيعيد تشكيل الإطار الأمني في العراق للسنوات المقبلة.
فالحلف الذي أقامه الأكراد مع تركيا يبدو اليوم والذين حاولوا إبعاد أنفسهم عن الجمهورية الإسلامية واقاموا تحالفا مع الأتراك يعيش حالة من من الفوضى. فيما عادت المليشيات الشيعية التي اعتبرها البعض عام 2010 ميتة للظهور من جديد ولعب دور مهم في السياسة العراقية، وأعاد مقتدى الصدر تسمية جيشه المهدي باسم كتائب السلام.
وستلعب المليشيات الشيعية التي يتحمس قادة العراق لدمجها في القوى الأمنية العراقية دورا في تعزيز مصالح إيران.
ويرى نبيل يونس أن دور إيران في العراق سيكون على المدى البعيد سلبيا. وبالنسبة لإيران ومرشدها الأعلى فتأكيد مصالح الجمهورية في العرق يعود لأن «أمن العراق هو أمن إيران».
أمير قطر: عنف النظام السوري والميليشيات العراقية من أسباب الإرهاب
سليمان حاج إبراهيم
الدوحة ـ»القدس العربي»: أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث والأربعين لمجلس الشورى على انعقاد القمة العادية لدول مجلس التعاون الخليجي المرتقبة شهر كانون الأول/ديسمبر في الدوحة مرحبا بقادة وزعماء الدول الست لدعم الاستقرار في المنطقة على حد وصفه. وقال «إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو البيت الإقليمي الأول يأتي دعمه وتعزيز علاقاتنا بدولِهِ الشقيقة كافة، وتعميق أواصر الأخوّة بيننا، في مقدمة أولويات سياستنا الخارجية».
وأضاف «في هذا الإطار فإننا نرحب بأشقائنا قادة دول المجلس في قمتهم التي تستضيفها دولة قطر خلال الشهر المقبل، آملين أن نخرج من هذه القمة بالقرارات التي تلبي وتحقق تطلعات وطموحات شعوبنا الخليجية، وتساهم في تحقيق ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة». المناسبة التي حضرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (الأمير الوالد) وعدد من الشيوخ والمسؤولين والدبلوماسيين كانت فرصة لإبراز موقف قطر حول عدد من التطورات والأحداث المحلية والدولية والتي ترأسها المشهد في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تغيرات محورية ومفصلية يقف على رأسها الملفان السوري والفلسطيني ومحاربة الإرهاب الذي أدانته قطر.
وقال الشيخ تميم «إن منطقتنا تمر بمرحلة خطيرة تتلاقى فيها أزمات في العديد من دول المنطقة، وفي مقدمتها إخفاق مفاوضات السلام لحل القضية الفلسطينية، واستمرار سياسة الاحتلال والاستيطان في القدس والضفة الغربية، والحصـار علـى غـزة». وأضاف أن «الأزمات الكبرى الأخرى فناجمة عن جر الحركات السلمية للشعوب في العراق وسوريا واليمن وليبيا إلى مواجهات دامية تتحمل مسؤوليتها القوى التي رفضت طريق الإصلاح والانتقال السلمي التدريجي وواجهت الشعوبَ بالسلاح. فضلاً عن تنامي مخاطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد بعواقب وخيمة.
وشدد أمير قطر على أن موقف بلاده يرى أن «علاج الإرهاب والتطرف لا يمكن أن يكون بالقصف من الجو، يصح هذا من الناحية العسكرية، وكذلك من الناحيتين السياسية والاجتماعية، فلا بد من التخلص من الأسباب التي ساهمت في تشكيل بيئات اجتماعية حاضنة للتطرّف، ومن أهمها العنف غير المسبوق الذي مارسه النظام السوري، وتمارسه بعض الميليشيات في العراق، وأي سياسة لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق لا تأخذ ذلك بعين الاعتبار هي سياسة إدارة أزمات دون استراتيجيـة. وفي رده على بعض الاتهامات التي ساقتها وسائل اعلام غربية ودوائر سياسية حول دعم قطر للإرهاب، أكد الشيخ تميم «يهمني أن أضيف هنا، أن موقفنا من الإرهاب والتطرف الذي يسيء للدين والمجتمع هو موقف الرفض القاطع والواضح بغض النظر عن تحليل أسباب نشوئه والتعامل معها، وإن منطلقنا في مكافحة الإرهاب وقتل النفس بغير حق، ورفض التطرّف هو أولا وقبل كل شيء خطرًه الاجتماعي والحضاري على مجتمعنا وديننا وأمتنا. فلا نريد لأنفسنا ولأبنائنا أن يعيشوا في ظل مثل هذه الأفكار والممارسات.»
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بوصفها القضية المركزية للأمة العربية، قال أمير قطر: «وإذ نحيّي صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لنؤكد على دعم دولة قطر له في نضاله للحصول على حقوقه المشروعة كافة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود عام 1967، كما نؤكد وقوفنا مع الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، وإننا نتطلع إلى تجاوز ليبيا الشقيقة محنتها، وندعو مختلف أطياف الشعب الليبي إلى التوافق ونبذ الخلافات ووقف إراقة الدماء وتكريس الشرعية بما يحقق للشعب الليبي تطلعاته في الأمن والاستقرار». وعرج الشيخ تميم في خطابه أمام أعضاء مجلس الشورى الذي يعتبر هيئة استشارية تتابع قضايا الدولة وتناقش القوانين وتقدم بشأنها قراءات للحكومة، لإبراز بعض القضايا التي تهم مواطنيه. وأشار إلى أن «قطر شهدت في السنوات الأخيرة نهضة تشريعية كبيرة لاستكمال المنظومة التشريعية اللازمة لأداء مؤسسات الدولة لمهامها بكفاءة واقتدار، ولتنظيم مختلف أوجه النشاط في الدولة».
وكشف أن اقتصاد بلاده حقق معدلات نمو جيدة في الناتج المحلي الإجمالي 6,3 ٪ هذا العام. وأشار إلى أن هذه النتيجة «تعتبرُ إنجازاً كبيراً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مساهمة القطاع الهايدروكربوني في الناتج المحلي الإجمالي لم تحقق أي زيادة تذكر في العام نفسه، وبالتالي فإن النمو كله جاء من التوسع في القطاع غير النفطي ولا سيما الخدمات خصوصا القطاع المالي وقطاع البناء المدفوعين بالاستثمارات الضخمة الخارجية والداخلية حيث وصل معدل النمو فيه إلى نحو 11٪، يضاف إلى ذلك التطور في الميزان التجاري هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ليبلغ الفائض في الميزان التجاري 52٪ كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي». وأعلن الشيخ تميم أن قطر تعمل على تشجيع الاستثمارات الأجنبية برفع نسبة تملك غير القطريين لأسهم الشركات المدرجة في بورصة قطر ومعاملة مواطني دول مجلس التعاون معاملة القطريين في هذا المجال، مع اتخاذ الحكومة خطوات أخرى جادة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص، حيث شجعت المؤسسات الحكومية على تعهيد الخدمات والعمليات المساندة للشركات الخاصة، وجرى التعميم الذي يطالب المؤسسات الممولة من الدولة بعدم تأسيس شركات أو الدخول في أنشطة اقتصادية دون إذن من مكتب رئيس الوزراء، إذ لا يجوز أن تنافس الدولة القطاع الخاص.
وأكد «لعل خير شاهد على نجاح سياساتنا الاقتصادية وقوة الاقتصاد القطري ومكانته، هي المؤشرات الدولية التي تُعَدُّ وفقا لأسس موضوعية وأرقام واقعية، فقد حافظت قطر على تصنيف إئتماني متقدم، هو من بين الأعلى على مستوى العالم، كما حققت الدولة مراكز مرتفعة على مؤشرات التنافسية الدولية». وحول تداعيات أزمة تراجع أسعار النفط الدولية شدد أمير قطر على أن بلاده «تواجه حاليا انخفاضا في أسعار النفط والمحروقات على مستوى السوق العالمي، وليس المكان هنا للبحث في أسباب ذلك، ولكني فقط أود هنا أن أؤكد أن اقتصادنا قوي ومتين، ولن يتأثر بمثل هذه التطورات، وأن ميزانيتَنا مبنية على أساس تقديرات محافظة جدا لأسعار المحروقات». وتوجه الشيخ تميم بالحديث إلى المسؤولين والمواطنين بالتأكيد على «أن التبذير والإسراف وسوء التعامل مع أموال الدولة، وعدم احترام الميزانية، والاعتماد على توفر المال للتغطية على الأخطاء هي سلوكيات لا بد من التخلص منها سواء أكانت أسعار النفط مرتفعة أم منخفضة، فالعقلانية في الصرف مسألة اقتصادية من الدرجة الأولى، ولكنها ليست مسألة اقتصادية فحسب، بل مسألة حضارية متعلقة بنوع المجتمع الذي نريده ونوع الفرد الذي ننشِئُ في دولة قطر.
من جانبه قال محمد بن مبارك الخليفي، رئيس مجلس الشورى، «لقد استمعنا باهتمام بالغ إلى خطابكم الذي حددتم فيه المعالم العامة لسياسة بلدنا الداخلية والخارجية في ضوء الأوضاع والمتغيرات التي تجري على الساحتين الإقليمية والدولية، والانجازات الكبرى التي قامت بها حكومتكم الموقرة» واعتبر أن قطر تشهد نهضة تنموية شاملة عمت كافة القطاعات الصناعية والتعليمية والصحية والبنية التحتية التي أولاها الأمير المفدى جل اهتمامه، بهدف دعم قدرة الاقتصاد الوطني الذي قال أنه حقق خطوات إنمائية غير مسبوقة. وقال الدكتور ربيعة بن صباح الكواري في تصريح صحافي بالمناسبة أن خطاب الشيخ تميم كان محددا لسياسة قطر المحلية والدولية خصوصا فيما يتعلق بموضوع العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي. وأشار إلى أن الأمير بعث رسائل طمأنة لأشقائه وشدد على انعقاد القمة الخليجية في الدوحة وهذا في إطار جهود الدولة في رأب صدع العلاقات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
مقاتلون أكراد يقيمون السواتر الترابية ويحفرون الخنادق في أراضٍ عربية في عفرين في ريف حلب
ياسين رائد الحلبي
حلب ـ «القدس العربي» أفاد ناشطون بأن الذراع العسكرية لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» في عفرين تتقدم داخل أراض عربية في ريف مدينة دارة عزة بحلب من خلال خنادق حفرها في هذه الأراضي، وذلك في الجهة الغربية الشمالية لمدينة حلب.
وقال عضو المكتب الإعلامي في دارة عزة في تصريح خاص لـ «القدس العربي» إن «وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي تقدمت نحو أراض تعود ملكيتها لأهالي دارة عزة وهم من العرب، وقامت بقلع أشجار الزيتون والأشجار المثمرة، بهدف حفر خنادق ووضع سواتر ترابية في تلك المنطقة».
وأضاف أن «أهالي قرية بازيهر التابعة لدارة عزة توجهوا الى الحزب الكردي، وطالبوه بإعادة الأراضي لهم، كما طلبوا منه حفر الخنادق ضمن الأراضي الكردية التابعة لمدينة عفرين، لكن الحزب رفض وأبعد الأهالي عن مناطق الحفر التي يقيمها الحزب في تلك المنطقة». بدوره، أشار الناشط الإعلامي محمد الشافعي، لـ «القدس العربي» إلى ان حفر الأنفاق يكشف عن عمل يريد الاكراد القيام به ضد الثوار، وهذا ما يخططون له تحسباً لأي عمل عسكري من قبل الثوار يستهدف مدينة عفرين، مبينا أن هذا العمل لن يقوم الا في حال قام الحزب الكردي بعمل ما موال للنظام أو أضر بمناطق الثوار وكان «خيانة عظمى». وتابع الشافعي «ليس لدينا أي مشكلة مع الاكراد في حال حفروا خنادقهم في الأراضي الزراعية التابعة للاكراد مع تحفظنا على سبب حفر هذه الخنادق كما ذكرنا سابقاً».
من جهته، قال أحد الناشطين فضل عدم ذكر اسمه لـ «القدس العربي»، إن أحد القادة العسكريين في وحدات حماية الشعب قال له إن «استطاع النظام ان يصل الى نبل والزهراء المجاورة لعفرين الكردية، سأقوم بوضع العلم السوري الأحمر اي علم النظام على جميع الحواجز في مدينة عفرين ومحيطها، ونحن غير جاهزين مطلقاً لأي مواجهة مع النظام في حال تمكن من الوصول الى نبل والزهراء».
وتابع الناشط أن حفر الخنادق حول مدينة عفرين، وانشاء السواتر الترابية قد يكون سببها توقع الاكراد وصول النظام الى نبل والزهراء الشيعيتين، والذي يسعى للوصول اليهما عن طريق حندرات ـ باشكوي ـ رتيان ـ ماير ـ نبل، وهذا ما يدفعنا للشك في نيتهم تسليم عفرين كاملة للنظام أو عقد اتفاقية معه تسهل دخوله إلى الأراضي العربية التابعة للثوار عن طريق أراضيهم في حال تمكن النظام من الوصول إلى نبل والزهراء.
وتناقل بعض الإعلاميين الاكراد والناشطين أنباء عن نية جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سورية اقتحام مدينة عفرين الكردية، وعن حشدها لكتائب عسكرية للبدء بعملية عسكرية مضادة لحزب وحدات حماية الشعب الكردي، وهذا ما نفاه الكثير من العسكريين في «جبهة النصرة»، ووصفوا هذه الاخبار بأنها كاذبة.
يشار إلى ان توتر الأوضاع العسكرية بين «جبهة النصرة» والأكراد سببه مقتل اثنين من عناصر الجبهة برصاص عناصر من الجبهة الكردية، وذلك في منطقة منغ بالقرب من مطحنة الفيصل، وقد استغل الحزب هذا التوتر للقيام بإنشاء سواتر ترابية وحفر خنادق ومصادرة أراضي تابعة ملكيتها لاشخاص عرب وبلدات عربية.
وتعتبر مدينة عفرين الكردية في مدينة حلب معزولة بمكونات عربية تبدأ من مدينة اعزاز إلى دير جمال إلى نبل والزهراء المواليتين للنظام الى قرى وضيع عدة في الريف الغربي، وهي منطقة حدودية مع تركيا ويحدها من الشمال كلس التركية، وليس لها أي طريق اتصال مع مناطق كردية أخرى في الشمال السوري، كما يبلغ عدد سكانها اكثر من 100 الف نسمة، وتتبع لها حوالي 300 قرية صغيرة في ريفها.
كيف تورّط عنصر مع جيش النظام من قرية في طرطوس مع «داعش»؟
أليمار لاذقاني
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» كان «أ. م» الذي يقاتل مع جيش النظام ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في إحدى إجازاته في قريته في محافظة طرطوس ليرى أمه التي تكلّفت عناء إعالة الأسرة منذ أن سجن زوجها بقضيّة جنائيّة، والتي سارعت لتطويعه في المخابرات العسكريّة علّه يساعدها في إطعام إخوته.
تقول «ر. أ» والدة «أ. م» إن «إجازات ابني الأولى روتينية، فقد كان يتغيب لشهر أو لشهر ونصف، وما إن انتهت دورته حتّى أصبح غامضاً جدّاً ما أثار حفيظتي حتى بدأت اتسأل عن مكان خدمته وكم من المخاطر يعاني، ولم الغياب الطويل، والسؤال الأكثر إلحاحاً علي كان لماذا يترك لحيته طليقةً هكذا، ومنذ متى يسمحون لعناصر الجيش بلحىً طويلة كهذه؟».
وبينت «هنا عمدت على انتظاره لطرح هذه الأسئلة عليه علنّي أجد شيئاً لكنني وجدت الكثير، لذا باغتّه بالسؤال عن مكان خدمته بالضبط بعد حديث مقتضب عن ميسلون مقر دورات المخابرات العسكرية، فردّ بلهجةٍ باردة: إنّه أمر سرّي للغاية».
تتابع «أنا أعرف ابني جيّداً فهو إنسان بسيط لكنّ الأسئلة باتت تنهال على رأسي»، متسائلة هل تم تجنيده من قبل المخابرات لاختراق الجيش الحر لكنه أمر بالغ الصعوبة، فإنّ تدريب مثل هذا الشاب على اللهجة وطريقة التصرف قد تأخذ شهوراً، ولم أصل لشيء، وبات الأمر أكثر إلحاحاً عندما قال في إحدى جمله: إنكم أنتم هنا لا تعرفون شيئاً، ما نعرفه نحن يجعلك تشعرين بجنون الحدث».
تقول «ر. أ «: «بدأت باستفزاز ابني فهي الطريقة المثلى لاستنطاق رجل أمن، ورحت أستعرض الكثير مما لا يعرفه عن الجيش الحر وعن باقي الأطراف المتنازعة حتّى وصلت لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فقد قلت إنّها كذبة كبيرة، وكان هذا الكلام منذ سبع شهور تقريباً».
صمت قليلاً وقال «لا إنّه حقيقة، وهي التي ستنهي الأزمة»، التقطت «ر. أ» تعاطفاً في عينيه، مبينة «رحت أشتم هذا التنظيم ولمن أتى به حتّى احمرّت عيناه، وانتفض قائلاً: لو سمحت لا تشتمي هؤلاء في بيتي، أنت لا تعرفين شيئاً. تقول «غاب ابني بعدها ولم يعد، وما زلت أنتظره والأسئلة تدور في بالي، وهنا اتصلت بأحد أصدقائه الذي طمأنني وحدثني عن رفاقه الجدد وإلى أي قرى ينتمون وان معظمهم من قرية (المحروسة) وهي قرية قريبة من مدينة مصياف، وعندما استفسرت عن شبان هذه القرية لم نصل لشيء في بادئ الأمر، فقلّة قليلة منهم في مليشيا الدفاع الوطني، وما من متطوعين جدد وإن وجدوا فهم أيضاً قليلون، وعندما تسأل عن أحدهم يأتيك الجواب: إنّه في الجهاد».
تضيف «عرفنا لاحقاً من أحد المعارضين من نفس المنطقة، انّ أكثر من خمسين شاباً من تلك المنطقة يحاربون مع داعش، وأنّهم جميعاً التحقوا كمتطوعين في الجيش ولكنّ ضابط استخبارات من هناك أخذهم معه للتنظيم».
تبين والدة «أ. م» «هؤلاء الضحايا الذين التحقوا ليدافعوا عمّا يعتقدون أنّه الوطن ماذا سيحلّ بهم بعد عودتهم من قتال كهذا»، مشيرة إلى انه: «في مكالماته القليلة جدّاً على الهاتف كان يطلب مني أن أنساه، وأن أنسى أن لدي ولداً على قيد الحياة».
تتابع والدموع تنهمر من عينيها وقد عرفت معرفة اليقين أنّه متورط في شيء قذرٍ للغاية، على حد قولها، لكنّها تعرب عن أملها بعودته سالماً، قائلة: «في الصباح يمضي ساعاته الأولى ويديه ترتعشان طوال الوقت»، متسائلة «هل ذبح أحدهم برأيك؟ هل قتل ولدي أحداً؟ لم أكن أريد أن يفعل شيئاً كهذا، كل ما أردته هو أن يرتكن لعملٍ ثابت، وأصيب أخوه برصاصةٍ في الرئة ولم يأت ليراه حيّاً، تزوجت أخته ولم يهنئها، لقد مات ولدي.. لقد مات».
دمشق: هدنة في الغوطة الشرقية وتظاهرات ضد فساد المعارضة
صبر درويش
دمشق: هدنة في الغوطة الشرقية وتظاهرات ضد فساد المعارضة ناشطون تظاهروا في مدينة دوما انتقدوا ممارسات فصائل المعارضة المسلحة (أ ف ب)
تتهيأ مدن وبلدات الغوطة الشرقية لعقد هدنة مع نظام الأسد، سبقتها إليها العديد من المناطق الأخرى المحيطة بالعاصمة دمشق، كالقدم ويلدا وببيلا جنوب العاصمة، وحيي برزة والقابون المتاخمين للغوطة الشرقية شمالاً.
وككل مرة، تفتح قضية الهدنة سلسلة من السجالات بين الناشطين، حول مشروعية هذا الخيار، او عدم مشروعيته، وحول إن كان يصب في مصلحة قوى الثورة، ام في مصلحة نظام الأسد.
تعيش الغوطة الشرقية تحت وطأة الحصار المحكم منذ أكثر من عام ونصف العام، وترزح تحت القصف المتواصل من قبل قوات الأسد، على ما يقرب من العامين. وعلى الرغم من كل المحاولات، إلا ان التشكيلات العسكرية المتواجدة في الغوطة، كانت قد فشلت في كسر هذا الحصار، وعجزت عن إدخال المواد الغذائية والطبية إلى المحاصرين.
وكانت قوى المعارضة في الغوطة الشرقية قد خسرت في الأشهر القليلة الماضية، سيطرتها على العديد من الجبهات كمدينة المليحة ومدينة عدرا، وآخرها جبهة الدخانية، وهو ما يشير إلى تراجع خطير على مستوى قدرة قوى المعارضة على الحفاظ على سيطرتها في مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
أثارت الظروف القاسية التي يمر بها سكان الغوطة، العديد من ردود الأفعال حيال هذا الوضع المأساوي. وبحسب مصادر “المدن”، خرجت في الأشهر القليلة الماضية العديد من التظاهرات، عبرت عن احتقان شعبي بدأ بالتنامي، ينتقد الفساد المنتشر داخل صفوف التشكيلات العسكرية والمؤسسات المدنية التابعة لها. وهددت تلك التظاهرات بتصعيد التحرك ليطال من مشروعية القادة العسكريين وغيرهم، الذين عجزوا عن أيجاد حلول لما يواجه سكان المنطقة.
وفي مدينة دوما، اكبر مدن الغوطة الشرقية، خرجت، الاثنين الماضي، تظاهرة صامتة نفذها عشرات الأشخاص في المدينة، حملوا لافتات تطالب بإلغاء السجون السرية للفصائل ووقف التعذيب، ومحاسبة “تجار الدم”، وطالبت بكشف مصير أحد خطباء مساجد المدينة، الذي اختطف من قبل جهة مجهولة قبل مدة.
أحد الناشطين في دوما، قال لـ”المدن”، طالباً عدم الكشف عن اسمه إن هذا التحرك البسيط والمطالب بخفض أسعار السلع وانتقاد ممارسات بعض الفصائل العسكرية المعارضة، لن يلبث أن يتوسع ويتفجر عن مطالب اعمق واكثر حساسية، كموضوع القبول بعقد هدنة مع نظام الأسد، أو على الأقل اتفاق لوقف اطلاق النار، وفتح معبر مخيم الوافدين، وهو الممر الوحيد إلى داخل الغوطة.
وأضاف الناشط “هذا التحرك الشعبي في الغوطة يضع القادة العسكريين امام أمرين، اما ان يتابع التصعيد بتحركات سلمية تطالب بوقف اطلاق نار على الاقل، (أو) ان لم يتحقق ذلك، فإن الحراك سيتطور بشكل كبير جدا وبشكل أعنف”.
هذا ما تلمسته القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، بقيادة زهران علوش، والتي نأت بنفسها عن إصدار أي موقف او بيان حيال الهدنة التي يتم الحديث عنها في اوساط ناشطي الغوطة الشرقية، وهو ما فهمه البعض بأنه موافقة ضمنية من قبل القيادة الموحدة لعقد هذه الهدنة ووقف إطلاق النار، الأمر الذي أثار العديد من الانتقادات لها من قبل بعض الأطراف المتشددة، والتي ترى في الهدنة شكلاً من أشكال الاستسلام لنظام الأسد.
اصدقاء سوريا..لا اصدقاء الائتلاف
عمر العبد الله
خلافات لا تنتهي، هي حال “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، ورغم ضعف الائتلاف وتشتته ما زال المجتمع الدولي ينظر إليه باعتباره ممثلاً للشعب السوري. وما زالت مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” تجتمع بالائتلاف لتقدم له وعودها المتكررة، ولا يبدو أن الاجتماع المنعقد في لندن سيختلف عما سبقه من اجتماعات إلا في مستوى التمثيل، فلن يجتمع رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة مع وزراء الخارجية لمجموعة اصدقاء سوريا، إنما سيلتقي مع ممثلي المجموعة فقط، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، في رسالة واضحة للائتلاف عن بداية تغير في الموقف الدولي منه مع تراجع التمثيل الدبلوماسي الذي يلتقيه.
الملفات التي سيطرحها الائتلاف كثيرة، لكن الحرب على إرهاب “داعش” هو الملف الأبرز، إذ أن رئيس الائتلاف هادي البحرة، سيطرح فكرة عدم جدوى ضربات التحالف الدولي ضد “داعش” دون التعامل مع الأسد، بالإضافة إلى أن هذه الضربات غير كافية، إذا لم يتم التعامل مع المليشيات الشيعية “الإرهابية” بحسب وصف عضو الائتلاف موفق نيربية. نيربية أشار إلى أن الائتلاف سيعيد التأكيد على ضرورة دعم المعارضة المسلحة “المعتدلة” عسكرياً ومادياً، وخاصة بعد الانتكاسة التي أصيبت بها في إدلب بعد الاشتباكات التي حصلت بين جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وبين جبهة ثوار سوريا وحركة حزم المدعومتين من غرفة العمليات المشتركة الممولة أميركياً والمعروفة باسم “موك”. الاشتباكات انتهت بسيطرة جبهة النصرة على منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب.
وكان الأمين العام للائتلاف نصر الحريري انتقد أثناء الاجتماع “عدم تقديم الدعم اللازم لمؤسسات الثورة، والتي من شأنها أن تساعد على تنظيم الصفوف القادرة على قيادة المرحلة، والتي تعتبر أيضاً شرطاً أساسياً للنجاح في إسقاط الأسد ونظامه”. كما انتقد تخفيض المعونات والمساعدات ومخصصات النازحين واللاجئين السوريين لـ40% من قبل الأمم المتحدة، واعتبره أمراً لابد من مراجعته، خاصة أنه يضع دول أصدقاء الشعب السوري أمام مسؤولية أكبر لا بد من تحملها. وأنهى الحريري كلامه قائلاً “باختصار شديد، نحن نريد أصدقاء يقدمون لنا كما يقدم أصدقاء نظام الأسد له”.
واستبعد نيربية في تعليقه على الاجتماع، أن يكون هناك أي تغيير في الموقف الدولي تجاه الأزمة السورية. واعتبر أن التباينات في المواقف بين مجموعة أصدقاء سوريا “خاصة الأميركيين والأتراك والسعوديين، تجعل من موقف هذه الدول تجاه نظام الأسد موقفاً ضعيفاً ومشتتاً في مواجهة التصلب الروسي والصيني”. واعتبر نيربية أن الائتلاف يتحمل جزءاً من المسؤولية في ذلك، نتيجة المشاكل الداخلية التي تعصف به، والتي “تزيد التفرقة والتشتت بين المعارضين، بدل أن توحدهم في مواجهة نظام الأسد وإرهاب داعش”.
وعلى الرغم من المبادرة التي طرحها المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي مستورا، والتي تدعو إلى تجميد القتال في بعض المناطق، ابتداءاً من مدينة حلب، والتي اعتبرها الرئيس السوري أنها مبادرة قابلة للدراسة، استبعد نيربية أن تكون هناك جولة مفاوضات جديدة على المدى المنظور بين الائتلاف والنظام، ضمن سلسلة مفاوضات جنيف، وقال نيربية أن الائتلاف لن يناقش في اجتماعه الحالي مع اصدقاء سوريا أية جولة جديدة من المفاوضات، وخاصة أن الوضع العسكري للمعارضة يزداد سوءاً. واعتبر نيربية أن مبادرة دي مستورا واحدة من مناورات عدة تأتي في “ضمن سلسلة المناورات حول المنطقة الآمنة وفرض حل سياسي ينهي الأزمة السورية”.
موسكو-1 أم جنيف-3؟
تزامنت زيارة روسيا، التي قام بها الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض، الشيخ معاذ الخطيب، مع جولة سريعة للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا بين موسكو ودمشق. طرحُ الخطيب عن إمكانية التفاوض مع النظام، إلى جانب موافقة الرئيس الأسد على دراسة خطة دي مستورا ابتداءاً بحلب، جاءتا على وقع تسريبات روسية حول مفاوضات يجري الإعداد لها تحت مسمى موسكو-1.
ما يثير الإنتباه، أن هذه الحركة الدبلوماسية النشطة، تأتي على هامش مفاوضات الملف النووي الإيراني في مسقط، قبيل نهاية المهلة الدولية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، لعقد اتفاق نهائي. وقد يحتمل التوصل لهذا الاتفاق، ترتيباً للوضع في سوريا، بدأت تتضح خطواته الأولى. الأمر قد يكون مجرد تجربة للحل، من خلال خطوات متفق عليها، متزامنة بين الأطراف الدولية والإقليمية، ووكلائهم المحليين في سوريا. يتضمن ذلك فعلياً، اختباراً للنوايا، يبدأ بـ”تجميد محلي” للوضع في حلب، بحسب “خطة تحرك” قدمها دي ميستورا، وتهدف للوصول إلى صيغة هدنة محلية، تتيح إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في المدينة.
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن جهود دي مستورا قد تسفر عن عقد مؤتمر جنيف 3 للتوصل إلى حل للأزمة السورية. وأضاف العربي، أن جامعة الدول العربية تتابع باهتمام بالغ جهود المبعوث الأممي في دمشق، ولا يمكن الجزم حالياً بتحديد عقد مؤتمر جنيف 3. وأعرب العربي عن أمله أن تسفر جهود دي مستورا عن تحرك نحو تحقيق آمال وطموحات الشعب السوري، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وسائل الإعلام الحليفة للنظام، أكدت بدورها، إعداد موسكو والقاهرة لـ”مؤتمر حوار” بين النظام السوري و”بعض” معارضيه، بهدف جمعهم تحت سقف حكومة انتقالية تحارب “الإرهاب”. كما روجت أن “الحوار” سيتناول تشكيل حكومة إنتقالية، بصلاحيات واسعة، ترأسها شخصية “غير مستفزة”، مع الإبقاء على سلطة الأسد على الجيش والمؤسسات الأمنية. ويتوقع أن يضم مؤتمر “الحوار” الذي أبدت دمشق موافقتها عليه، وفداً عن حكومة النظام السوري و”وجوهاً معارضة” كالخطيب ورئيس حزب الإرادة الشعبية قدري جميل، وعدداً من “الخارجين من الائتلاف”، إضافة إلى هيئة التنسيق وحزب الإتحاد الديموقراطي الكردي برئاسة صالح مسلم.
الأسد الذي أكد الإثنين، أنّ “الإنجازات” التي يحققها الجيش السوري في مواجهة “الإرهاب” تؤدي الى “تهيئة المناخات الملائمة للحل السياسي في سوريا”، يبدو مرتاحاً إلى خطوات المبعوث الدولي. وعلى العكس منه، يبدو الإئتلاف السوري مرتبكاً، في ظل حضوره اجتماع أصدقاء سوريا، المجتمع بصيغة “ممثلي المجموعة”، فيما يُعتقد أنه رسالة للائتلاف عن بداية تغير في الموقف الدولي منه، مع تراجع التمثيل الدبلوماسي الذي يلتقيه.
من جهته، أعلن قائد المجلس العسكري التابع للجيش الحر بحلب العميد زاهر الساكت، رفضه الاستماع لخطة المبعوث الأممي إلا بعد تحقيق أربعة شروط: تسليم “مجرمي” الحرب الذين استخدموا الكيماوي ضد السكان المدنيين، وخروج “المليشيات الإرهابية الطائفية” التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، وإيقاف إلقاء براميل الموت والقصف الجوي، والإفراج عن المعتقلين من سجون النظام وخاصة النساء.
دي مستورا كان قد زار الإثنين، مدينة حمص، تحت عنوان تحقيق تسوية سياسية في حي الوعر، والتقى وجهاء من الحي، الواقع تحت سيطرة المعارضة. وأكد أن وقف إطلاق النار في البلاد، يأتي في هذا التوقيت لتوحيد الجهود ضد تهديد الجماعات “التكفيرية”. لكن على الأرض، تتجه إيران حالياً إلى دمج كافة المليشيات “الشيعية” المقاتلة في سوريا، بجيش شبيهٍ بميليشيا “حزب الله” اللبناني، ما يساعدها في رفض ما لا يتوافق مع رؤيتها لمستقبل النظام السوري. في حين تعزز المعارضة المسلحة سيطرتها في حوران جنوب البلاد. يعكس هذا توجهاً لفرض صيغ الأمر الواقع، في حال نضج تسوية دولية. يتقاطع هذا التوجه، مع معارك جبهة النصرة الأخيرة في ريف إدلب، وطردها لفصائل مقاتلة تحت راية الجيش الحر.
سيارات إغاثة تدخل أحياء دمشق بفضل اتفاق هدنة
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، إن سيارات تحمل مواد غذائية وإغاثية، دخلت أحد أحياء جنوب دمشق بفضل اتفاق لوقف إطلاق النار بين المسؤولين المحليين الموالين للحكومة وقوات المعارضة.
كان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، وصف أمس عمليات تجميد القتال، بأنها أفضل السبل لإنهاء الصراع على أساس منطقة منطقة، وأفاد بأنه تلقى إشارات إيجابية من المسؤولين السوريين بشأن مقترح للأمم المتحدة لإبرام هدنة في مدينة حلب في شمال البلاد.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن وقف إطلاق النار في حي القدم بجنوب دمشق، جرى التوصل إليه في أغسطس (آب)، بعد أشهر من المفاوضات، مما مهد الطريق لدخول المساعدات اليوم.
وأبرم الاتفاق بين قوات المعارضة في المنطقة ومحافظ دمشق وقائد قوات الدفاع الوطني وأعيان في حي القدم.
كما أضاف المرصد أن عشرات السكان تمكنوا من دخول الحي في نهاية الشهر الماضي. ويقول المرصد إنه يجمع المعلومات من جانبي الصراع.
ويدعو وقف إطلاق النار إلى الانسحاب الكامل للجيش من كل أراضي حي القدم وإعادة انتشار حواجز الجيش على مداخله فقط.
وينص أيضا على إطلاق سراح المعتقلين على أن يتولى الجيش الحر مسؤولية تسيير أمور المنطقة بشكل كامل من دون تسليم السلاح.
قوات الأسد تقتل ثلاثين شخصًا في حماة
داعش يصلب جثثاً في دير الزور ويعرضها أمام أطفال
إيلاف- متابعة
إيلاف – متابعة: أعدم تنظيم داعش ثلاثة أشخاص وقطع رؤوسهم وصلب أجسادهم في مدينة دير الزور السورية. وبحسب صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أن التنظيم قام بتعليق أجساد الثلاثة في وسط شارع دير الزور دون أن تعرف تفاصيل الجريمة.
ويبدو في خلفية الصورة ثلاثة أطفال يحملون حجارة، ويبتسمون غير مدركين لهول الجريمة الماثلة أمام أعينهم. يأتي ذلك في وقت تتحدث العديد من المنظمات المدنية والأمم المتحدة عن آثار الحرب التي تشهدها سوريا على الأطفال.
ميدانيًا، قتل 30 شخصًا، بينهم مسلحون من المعارضة السورية، وأصيب العشرات، في كمين للقوات الحكومية في محافظة حماة. وكشفت “شبكة سوريا مباشر” المعارضة أن القوات الحكومية استهدفت في ريف مدينة سلمية أشخاصًا كانوا ينقلون جرحى من ريف حمص، مما أوقع 30 قتيلاً و25 جريحًا.
وأكدت الشبكة أن المجموعة، التي تعرضت للكمين، كانت في طريقها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا، وذلك بهدف معالجة الجرحى والمصابين.
بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع الكمين، وقال إنه أدى إلى مقتل 16 شخصًا على الأقل، بينهم مقاتلون، في حين لايزال العشرات في عداد المفقودين.
وكانت “سوريا مباشر” قد أشارت إلى أن مواقع موالية للحكومة نشرت صوراً لما قالت إنها جثث “إرهابيين”، غير أن الناشطين أكدوا أن “معظم الضحايا كانوا من الجرحى والمصابين”.
البحرة للجزيرة نت: تنظيم الدولة مرضٌ والنظام سببه
محمد الأمين-لندن
قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة إنه لا يمكن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية -الذي يُعدّ مرضا- دون مواجهة المسبب الرئيسي لهذا المرض أي النظام السوري.
وتابع في حوار خاص مع الجزيرة نت على هامش مشاركته في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في لندن، أن النظام خلق حالة من الفوضى أتاحت الفرصة لنمو تنظيم الدولة، وأضاف أن الجيش الحر اتخذ قرارا بمحاربة تنظيم الدولة “دون استشارة المجتمع الدولي لأن هذا التنظيم يشكل خطرا على الشعب السوري”.
معركة مصيرية
أما عن الضربات التي يشنها التحالف الدولي في سوريا، فيرى البحرة أن الغارات الجوية دون العمليات البرية لا تحقق النصر، وطالب بالتنسيق مع الجيش الحر على الأرض في هذا المجال، وأكد ضرورة دعم الجيش الحر “لخوض معركته المصيرية مع نظام الأسد المسبب الرئيسي للإرهاب، ومحاربة التنظيمات الإرهابية الأخرى بنفس الوقت”. ورحب البحرة ببرنامج التدريب والتجهيز الأميركي، وأضاف أنه يجب استغلاله في إطار “محاربة الإرهاب”.
وفي أسباب عدم استهداف التحالف الدولي لنظام الرئيس بشار الأسد والعمل على إسقاطه، يُوضح البحرة أن التصريحات الرسمية لوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ واضحة أن بلاده ترى في نظام الأسد “عنصرا أساسيا في نمو التنظيمات الإرهابية ومسببا أساسيا في وجودها، والتصريحات ذاتها صدرت عن الإدارة الأميركية، ونحن نتطلع أن يواجه التحالف الدولي هذا الواقع ويعلم أن لا حل دون التعاطي مع المسبب الرئيسي”، في إشارة إلى نظام الأسد.
ورغم الحديث عن المعارك والعسكر والتسليح، لم يغب الحل السلمي عن حديث البحرة الذي شدد على السعي لحل سياسي، وطالب المجتمع الدولي بالضغط بشكل جاد على النظام لدفعه لطاولة المفاوضات التي تعطي الشعب حقوقه المشروعة.
مبادرات ومطالبات
وعن رأيه في مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا بشأن الوقف المؤقت للقتال ببعض المناطق، اعتبر رئيس الائتلاف المعارض أنهم يسعون لوقف القصف واستخدام البراميل المتفجرة والعنف ضد الشعب، لكن أي حل يجب أن يكون جزءا من حل شامل ولا يمكن “أن نخطو خطوات مجتزأة دون النظر للهدف النهائي”.
أما مبادرة الرئيس الأسبق للائتلاف معاذ الخطيب فأشار إلى أن الخطيب يسعى وفق رؤيته الخاصة، وقام بمبادرته منفردا بعد اتصالات مسبقة مع المسؤولين الروس، وجدد التمسك بالمبادرة التي قدمها الائتلاف في مؤتمر جنيف، ووصفها بأنها “خريطة طريق للسلام بسوريا وهي مبادئ من 24 بندا توضح جدولا زمنيا واضحا ينتهي بتحقيق الانتقال السياسي نحو مجتمع ديمقراطي تعددي”.
وعن مؤتمر “أصدقاء سوريا”، قال البحرة إن المؤتمر راجع الوضع في سوريا على كل الصعد الإنسانية والعسكرية السياسية والاقتصادية والمساعدات التي قُدمت للشعب السوري، ووضع رؤية لتوجه مستقبلي. كما جددت معظم الدول نيتها باستمرار برامج الدعم السابقة، ونوه إلى أنهم ركزوا على ضرورة إيصال الدعم للمناطق التي لا تخضع لسيطرة نظام الأسد وزيادة شحنات المساعدات عبر الحدود ضمن برنامج الأمم المتحدة.
ورفض رفضا قاطعا الحوار مع إيران لأنها “حليف للنظام وشريك أساسي بارتكاب الجرائم، وعلى إيران أولا سحب مليشياتها ومقاتليها ومستشاريها العسكريين وإيقاف الدعم للنظام واتخاذ موقف حيادي مثبت”.
وختم أنهم في الائتلاف يسعون لضمان حرية الآراء وآليات اتخاذ القرار ديمقراطيا، واعتبر أن الخلافات طبيعية وموجودة ضمن الأطر الديمقراطية، “لكن المستقبل القريب يحمل أخبارا طيبة حول تشكيل الحكومة المؤقتة، وهي حكومة وطنية شاملة لا يسيطر عليها أي طرف وتمثل كل القوى الوطنية وأطياف المجتمع السوري”.
البحرة يدعو السوريين للقتال من أجل الحرية
دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة السوريين إلى “دفع الظلم والظلام عن أنفسهم، وأن يكونوا معا في خندق واحد يقاتلون من أجل الحرية ومستقبل أطفالهم”.
وقال البحرة في رسالة تهنئة إلى الشعب السوري بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك “إن التطورات التي يشهدها وطننا بالغة الدقة والخطورة، فقد قام النظام بتدمير بنية الدولة السورية وإلغاء مفهوم سيادتها على أرضها، حتى بات وطننا أرضا مفتوحة دون حدود”.
وأضاف أن “الفوضى والعنف المجنون والإرهاب الذي زرعه هذا النظام بأرضنا، كان آخر فصوله استشهاد كوكبة من أطفال بلدنا في حيّ عكرمة لحقوا بأقرانهم الشهداء الأطفال في درعا وحلب والغوطة وبانياس والبيضا والحولة”.
وقال “إن الإرهاب الذي يحاصر الآن مدينة عين العرب (كوباني) ويهدد أهلها لا يختلف في شيء عن ذاك الإرهاب الذي يحاصر الغوطة وحلب وحي الوعر، فكلا الإرهابين من منبت واحد وإن تغير لونه”.
وأشار إلى أن السوريين “قاتلوا ببسالة لم يشهد مثلها التاريخ عصابات النظام وعصابات تنظيم الدولة الإسلامية، لأن الخيارين غريبان عن ثقافة شعبنا”.
وختم بالقول إن “السوريين قادرون بوحدتهم وبحبهم وطنهم أن يحموا بلدهم وحريته واستقلاله، وقادرون أن يبنوا دولتهم الحرة الديمقراطية العادلة، دولة كلّ المواطنين دون تمييز أو تميز أو إقصاء. هلموا بنا جميعاً لنضع أيدينا بأيدي بعض ولنكمل مسيرتنا ببناء حرية وطننا واستقلال أرضه لننثر بذور الخير والمحبة”.
هادي البحرة
هو الرئيس الجديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والشخصية المعروفة بأنها الواجهة الدبلوماسية للائتلاف بعد ترؤسه وفد التفاوض مع ممثلي نظام الرئيس بشار الأسد في مفاوضات جنيف2.
التحصيل والأعمال
ولد البحرة في دمشق عام 1959، وتخرج من كلية الهندسة الصناعية بجامعة ويتشتا الأميركية عام 1983 وله خبرات واسعة في تقنيات الاتصالات والإعلام وتنظيم المؤتمرات.
بين أوائل الثمانينيات وعام 2003 عمل في إدارة عدد من المستشفيات والمؤسسات التجارية والمعارض في السعودية، ثم أسس شركة كبرى لإنتاج ألعاب وبرامج الكمبيوتر والرسوم المتحركة بمجالات التعليم والثقافة. وقد نظمت شركته عام 2004 معرضا للتعليم عبر الترفيه بعاصمة بلاده دمشق زاره 105 آلاف شخص خلال خمسة أشهر.
الانضمام للمعارضة
بعد اندلاع الثورة السورية المطالبة بإسقاط بشار الأسد عام 2011 ركز البحرة على توظيف علاقاته العالمية وخبراته التقنية في دعم هذه الثورة، من خلال المساعدة بدعم العمل الإغاثي والإعلامي.
وكانت له كتابات ومساهمات إعلامية عن الثورة السورية بشبكات التواصل الاجتماعي وفي الصحف العالمية، وساعد بتشكيل مجموعات للتواصل بين الداخل السوري والإعلام، وتأسيس تقنية لمساعدة الإعلاميين السوريين هناك على البث المباشر.
في يناير/كانون الثاني 2014 عينه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كبيرا لمفاوضيه بمؤتمر جنيف2 الذي رعته الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا بشأن السلام في سوريا.
حصيلة جنيف
وأوجز البحرة حصيلة المؤتمر في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت قال فيها “لقد أتينا جنيف استنادا إلى الشرعية الدولية والقرار الأممي 2118، وبناء على رعاية الولايات المتحدة وروسيا لهذا المؤتمر، كما أن النظام قبل بحضور المؤتمر ووافق على المادتين 16 و17 من القرار الأممي 2118، غير أنه لم يظهر أي جدية في التعامل، ولهذا وصل المؤتمر إلى طريق مسدود، مما يلقي على الأمم المتحدة وروسيا وأميركا الدولتين الراعيتين لمؤتمر جنيف وجامعة الدول العربية مسؤولية إيجاد مخرج من هذا الوضع”.
في 8 يوليو/تموز 2014 انتخب رئيسا لائتلاف المعارضة بغالبية 62 صوتا خلفا لأحمد الجربا خلال اجتماع للائتلاف في إسطنبول.
أغلبية عربية تعارض تنظيم الدولة وسياسة واشنطن
أظهر استطلاع للرأي للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات نشرت نتائجه اليوم الأربعاء بالدوحة وواشنطن أن أغلبية عريضة في العالم العربي تعارض تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقاتل بسوريا والعراق. وفي الوقت نفسه تعارض الأغلبية سياسة الولايات المتحدة بالمنطقة العربية.
وكشف المركز اليوم الأربعاء في مؤتمر صحفي عقده بصورة متزامنة في الدوحة وفي مقره المركزي بواشنطن، نتائج الاستطلاع الذي استهدف عينة معبرة من الرأي العام العربي للوقوف على اتجاهاته في ما يخص التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
وتم الاستطلاع في الفترة من التاسع إلى الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي, وشمل عينة من 5100 من تونس ومصر وفلسطين والأردن والسعودية ولبنان والعراق، ومن السوريين اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا.
وبينت نتائج الاستطلاع أن 85% من مواطني المنطقة العربية لهم موقف سلبي بنسب متفاوتة من تنظيم الدولة, في حين عبر 11% عن موقف إيجابي بنسب متفاوتة أيضا.
وأرجع 55% من المستجوبين الموقف الإيجابي من التنظيم لبعض الفئات في العالم العربي إلى عوامل بينها معاداته للنظامين في سوريا والعراق, واستعداده لمواجهة الغرب وإيران, وإنجازاته العسكرية، وادعاؤه الدفاع عن السُنة. في المقابل يرى 13% فقط أنّ شعبية التنظيم بين مؤيديه وأنصاره تعود لالتزامه بالمبادئ الإسلامية.
وحسب تلك النتائج, فإن أغلبية الرأي العام في المنطقة العربية تؤيد أهداف التحالف الدولي وضرباته الجوية ضد التنظيم، كما تؤيد مشاركة البلدان العربية في هذا التحالف. بيد أن أغلبية الرأي العام تبدي في المقابل عدم ثقتها في التحالف, وتشكّ كثيرا في أن يحقق أهدافه.
وفي الجانب الآخر يبدي 22% فقط من المستجوبين ثقتهم التامة في أن هذا التحالف سيحقّق أهدافه. يشار إلى أن الأردن ودولا عربية خليجية تشارك في التحالف الدولي الذي شرع قبل نحو شهرين في استهداف تنظيم الدولة داخل سوريا والعراق.
وترى أغلبية المستجوبين في هذا الاستطلاع أن المستفيد الأكبر من هذا التحالف هم بالترتيب: الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران والنظام السوري، في حين قال 3% منهم فقط إنّ بلدانهم هي التي ستستفيد.
ووفقا للنتائج نفسها, أبدى 73% معارضتهم سياسة الولايات المتحدة -التي تتزعم التحالف الدولي- في المنطقة العربية، ووصفوها بالسلبية. وشدد هؤلاء على أن تكف واشنطن عن دعمها إسرائيل ماليا وعسكريا، وأن تجد حلا للأزمة السورية يتناسب وتطلعات الشعب السوري.
طهران: نملك مصانع صواريخ بسوريا
قال القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده إن طهران أنشأت عددا من المصانع لإنتاج الصواريخ في سوريا، واعتبر أن حزب الله والمقاومة الفلسطينية أصبحا مقتدرين في المجال الصاروخي.
ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن زاده قوله إن مصانع الصواريخ المنشأة في سوريا يتم فيها إنتاج صواريخ من تصميم إيراني، وأضاف “في الحقيقة تلقينا التدريب منهم لكننا علمناهم الإنتاج فيما بعد، فالصناعة الصاروخية تم تزويد سوريا بها من قبل إيران، ولقد أصبح الأمر بحيث إنه حتى جبهة المقاومة تعلمت صنع صواريخها من إيران”.
واعتبر العميد أن حزب الله والمقاومة الفلسطينية أصبحا “مقتدرين جدا” في المجال الصاروخي.
من جانب آخر قال زاده إن إيران تملك عددا كبيرا من الصواريخ بمدى ألفي كيلومتر، وإن الحرس الثوري كثف جهوده لزيادة دقة إصابة هذه الصواريخ لأهدافها، وذلك بناء على توجيهات من القائد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
وأوضح أن هامش الخطأ كان يتراوح ما بين 200 و400م وتم تقليله في مرحلة أولى إلى 35م ثم إلى أقل من 10م، “ومن هنا اتجه العمل لجعل الصواريخ مضادة للقطع البحرية السطحية، أي أن تكون صواريخ بالستية مضادة للقطع البحرية السطحية”.
كما أوضح زاده أنه عادة ما يتم في هذا المجال استخدام صواريخ كروز لا صواريخ بالستية، إلا أن كروز له قيوده الخاصة به ويمكن تعرضه للإصابة لأن سرعته محدودة، لذا فإن استخدام الصواريخ البالستية فكرة إيرانية.
من جانب آخر أكدت وكالة فارس أن إيران طورت نظاما للمراقبة يسمح بترصد الطائرات بلا طيار الصغيرة الحجم والصواريخ البالستية.
سوريا.. غارات التحالف تحصد أكثر من 800 “داعشي“
بيروت – رويترز
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا قتلت 746 مقاتلاً من تنظيم “داعش”. وقال إن العدد الفعلي قد يكون أكبر كثيرا، وذلك منذ بدء الحملة ضد التنظيم المتطرف أواخر سبتمبر.
وذكر المرصد أن 68 من أعضاء جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، قتلوا أيضا في الغارات التي بدأت يوم 23 سبتمبر.
“النصرة” تستعرض على طريق دمشق – حلب
العربية.نت
استعرضت جبهة النصرة عسكرياً على الطريق الدولي الذي يصل بين العاصمة السورية دمشق وثاني أكبر مدنها حلب، حيث مر رتل عسكري للجبهة يحتوي أصنافاً متنوعة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بينها عدد غير قليل من الدبابات والمدرعات.
إلى ذلك، ضم الرتل الذي نشرت “النصرة” صوره تحت اسم “إدلب العز”، سيارات رباعية الدفع تحمل مضادات طيران، إلى جانبيها مقاتلون يرفعون راية الجبهة.
ويعد طريق دمشق حلب أهم طريق على الإطلاق في سوريا، لكونه يربط بين العاصمتين السياسية والاقتصادية للبلاد، ويمثل كذلك معبراً دولياً للعابرين من أوروبا إلى الأردن ودول الخليج، وبالعكس.