أحداث الاثنين 25 حزيران 2012
750 قتيلاً في أكثر الأسابيع دموية منذ بدء الانتفاضة
بيروت، دمشق، عمان، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – ارتفع إلى 63 عدد القتلى الذين سقطوا في سورية الأحد، بينهم 29 مدنياً، جراء الاشتباكات والقصف الذي تقوم به القوات النظامية في حمص وإدلب ودير الزور ودرعا وحلب، كما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقدر سقوط أكثر من 750 قتيلاً خلال الأيام السبعة الأخيرة ما أعتبر الأكبر منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار (مارس) 2011 وأدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص.
وأعلن المرصد في بيان مقتل ما لا يقل عن 27 من القوات النظامية السورية، بينهم 26 أثناء الاشتباكات في محافظات إدلب وحلب ودير الزور وريف دمشق، بينما قتل جندي نظامي بعبوة ناسفة على طريق أريحا – قسطون في إدلب.
وهاجمت «كتيبة النور من الكتائب الثائرة المقاتلة» مخزناً للسلاح في منطقة النبك في ريف دمشق الموالية للنظام حيث أسرت 11 من الجنود النظاميين، وأعلنت «قتل وأسر كل من كانوا في الموقع، بالإضافة إلى الاستيلاء على السلاح والانسحاب من دون إصابات».
وأظهرت الحصلية التي أعلنها المرصد مقتل 29 مدنياً وسبعة من المقاتلين المعارضين للنظام.
وفي محافظة حمص قتل أربعة أشخاص، بينهم مواطن ومقاتلان معارضان، في حي بابا عمرو الذي يتعرض مع حيي الخالدية وجورة الشياح إلى قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن والجيش النظامي التي تحاول استعادة السيطرة عليها، وذلك بالإضافة إلى سقوط مقاتل معارض في شارع الستين.
وفي محافظة دير الزور، قتل 15 شخصاً بينهم طفلة في قرية بقرص و13 آخرين في مدينة دير الزور بينهم مقاتلان معارضان، بالإضافة إلى مقتل رقيب أول منشق في مدينة دير الزور.
وفي محافظة حلب، قتل خمسة مواطنين بينهم رجل وامرأته جراء القصف الذي تتعرض له بلدة عندان بريف حلب، واثنان برصاص حاجز الزهراء في مدينة حلب، ومقتل سائق حافلة صغيرة اثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين في حي الخالدية في مدينة حلب.
وفي محافظة إدلب، قتل عشرة مواطنين، بينهم سبعة مزارعين، إثر قصف استهدفهم أثناء عملهم في إحدى المزارع المحيطة ببلدة أريحا. في حين تدور اشتباكات في محيط قرية حاس تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف.
وفي محافظة اللاذقية سقط مقاتل خلال اشتباكات في جبل الأكراد بريف اللاذقية.
وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل مواطن في بلدة الجيزة، كما وردت أنباء عن إسقاط طائرة مروحية في منطقة تل شهاب على الحدود السورية – الأردنية التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية المعارضين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «هذه حرب»، تعليقاً على عدد القتلى الذين يسقطون كل يوم ويتجاوز المئة، مشيراً إلى أن الأسبوع الجاري هو «من أكثر الأسابيع دموية» منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس الأسد. وأضاف أن «معنويات عناصر الجيش النظامي في المناطق التي تشهد اشتباكات منهارة تماماً».
وكان قتل السبت 116 شخصاً في أعمال عنف في سورية، بينهم 77 مدنياً وعشرة جنود حاولوا الانشقاق و28 جندياً نظامياً، في مواجهات في حلب ودير الزور وإدلب وحماة وحمص واللاذقية وريف دمشق.
وفي عمان قال نشطاء معارضون إن دبابات سورية ونيران مدفعية قصفت مدينة دير الزور مسقط رأس رئيس الحكومة السورية الجديدة أمس ما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل في اليوم الثاني من القصف الشرس للمدينة المنتجة للنفط.
وقال مصدر في مستشفى دير الزور لوكالة «رويترز»، «أزالت قوات النظام متاريسها من داخل دير الزور بعدما تكبدت خسائر فادحة من المعارضين. انسحبت من مناطق سكنية وتقصف الآن المدينة من مشارفها. معظم الضحايا من المدنيين».
الحلف الأطلسي يطلع غداً من تركيا على تفاصيل إسقاط الطائرة فوق سورية
أنقرة، دمشق، لندن، طهران، باريس، بروكسيل – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب
صعدت تركيا الاحد لهجتها حيال دمشق محذرة من تحدي الجيش التركي بعدما اتهمت سورية بإسقاط مقاتلة تركية الجمعة في المجال الجوي الدولي وطلبت اجتماعاً عاجلاً لحلف شمال الاطلسي سيعقد الثلثاء. وقالت المتحدثة باسم الحلف وانا لونغسكو ان «مجلس حلف شمال الاطلسي سيجتمع الثلثاء بناء على طلب تركيا».
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لشبكة التلفزيون الحكومية «تي ار تي» انه «وفق استنتاجاتنا طائرتنا أسقطت في المجال الجوي الدولي على بعد 13 ميلاً بحرياً من سورية».
وأكد ان طائرة الـ «اف-4 فانتوم» التركية كانت تحلق بمفردها و «لم تكن تقوم بأي مهمة ولا حتى لجمع المعلومات، فوق سورية». الا انه اعترف بأن الطائرة دخلت لفترة وجيزة المجال الجوي السوري.
وقال ان «الطائرة لم تُصدر اي اشارة عدوانية تجاه سورية وسقطت بعد نحو 15 دقيقة من انتهاكها موقتاً المجال السوري (…) وبعد اصابتها سقطت الطائرة في المياه الاقليمية السورية».
وأضاف داود اوغلو «ان اي تحذير لم يصدر عن سورية». وان «الطائرة كانت تقوم بمهمة تدريب وتجربة لنظام رادار في المتوسط» على رغم ان نائب رئيس الوزراء قال اول من أمس انها كانت تراقب عمليات التنقيب عن النفط مقابل الساحل القبرصي.
وفي ضوء الحادث، طلبت تركيا الاحد عقد اجتماع عاجل الثلثاء لحلف شمال الاطلسي متذرعة بالمادة الرابعة في الميثاق المؤسس التي تجيز للدول الاعضاء رفع مسألة الى مجلس الحلف ومناقشتها مع حلفائها، وفق ما افاد مصدر ديبلوماسي.
وشدد داود اوغلو على ان تركيا ستتحلى بـ «ضبط النفس»، مؤكداً ان الخيار العسكري غير مطروح للرد على سورية.
وأضاف ان «تركيا ستتحلى بضبط النفس لكنها ستكون حازمة في آن واحد». وتابع محذراً سورية «لا ينبغي لأحد ان يسمح لنفسه بأن يتحدى القدرات العسكرية لتركيا».
ومضى يقول: «سنرفع هذه القضية امام الرأي العام والقانون الدولي باسم شرف تركيا».
وأشار الوزير التركي الى ان الحكومة وضعت «خطة عمل» تكمن اساساً في اتخاذ تدابير ديبلوماسية لدى حلفائها في الحلف الاطلسي والامم المتحدة.
وأجرى داود اوغلو أمس اتصالات هاتفية مع نظرائه في نحو 10 دول منها الولايات المتحدة والدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي (فرنسا والصين وبريطانيا وروسيا) ونظيريه الايراني والالماني وفق مصدر تركي.
ومساء الجمعة اكدت سورية انها اسقطت مقاتلة تركية مشيرة الى انها دخلت مجالها الجوي. وحذر الرئيس التركي عبدالله غل السبت من ان بلاده ستتخذ «التدابير اللازمة» لكنه اقر بأن الطائرة قد تكون انتهكت عن غير قصد المجال الجوي السوري بسبب سرعتها الفائقة.
في المقابل واصلت فرق خفر السواحل في تركيا وسورية الاحد العمليات المشتركة لإنقاذ الطيارين لكن فرص العثور عليهما احياء ضئيلة جداً وفق خبراء.
وذكرت قناة «سي ان ان ترك» ان فرق الانقاذ حددت الاحد مكان حطام المقاتلة التركية وقالت «انها قد تكون على عمق 1300 متر» من دون اعطاء تفاصيل اضافية في حين لم تتمكن وزارة الخارجية التركية من تأكيد هذه المعلومات.
والتقى اردوغان أمس زعماء احزاب المعارضة لاطلاعهم على المستجدات.
وتحدثت وسائل اعلام بريطانية عدة عن ان تركيا تمد المعارضة السورية بالأسلحة بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ودول عربية عدة وهو ما تنفيه انقرة. واتهمت دمشق انقرة بدعم المعارضة السورية وحتى السماح للمعارضة بالتحرك انطلاقاً من اراضيها.
وبعد اطلاق نار للقوات السورية في نيسان (ابريل) على مخيم للاجئين السوريين في الاراضي التركية، حذرت انقرة من انها لن تسمح بأي عمل يعتبر خرقاً لأمنها وانها لن تتردد في ان تطلب تدخلاً من الحلف الاطلسي هذه المرة باسم المادة الخامسة من المعاهدة نفسها التي تنص على ان اي هجوم ضد احد الحلفاء هجوم على الجميع.
وفي بروكسيل اكد الحلف الاطلسي «ان مجلس الحلف سيعقد اجتماعاً عاجلاً الثلثاء في بروكسيل بناء على طلب تركيا وقالت المتحدثة باسم الحلف وانا لونغسكو ان «المجلس سيجتمع غداً بناء على طلب تركيا».
وأضافت: «نتوقع ان تقدم تركيا عرضاً حول هذا الحادث الاخير امام سفراء 27 بلداً عضواً في الحلف الاطلسي».
وكان مصدر ديبلوماسي تركي ذكر الاحد في انقرة ان تركيا طلبت هذا الاجتماع الطارئ لسفراء الحلف الثمانية والعشرين الذي سيعقد في مقر الحلف في بروكسيل.
وأوضحت لونغسكو «ان تركيا استندت من اجل الدعوة لعقد الاجتماع الى المادة الرابعة من المعاهدة التي تأسس بموجبها الحلف الاطلسي». وبموجب هذه المادة، يستطيع كل بلد عضو في الحلف الاطلسي ان يرفع الى مجلس الحلف مسألة لمناقشتها مع الحلفاء عندما يعتبر ان ثمة تهديداً لوحدة اراضيه واستقلاله السياسي وامنه.
واعترف وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاحد بأن الطائرة التركية دخلت المجال الجوي السوري لفترة وجيزة لكنه اكد انها اسقطت بعد ذلك من دون تحذير مسبق من السوريين لدى وجودها من جديد في المجال الجوي الدولي على بعد 13 ميلاً بحرياً عن السواحل السورية. وسقطت الطائرة في المياه الاقليمية السورية.
وقالت تركيا اليوم الأحد إن سورية أسقطت طائرتها العسكرية في الاجواء الدولية من دون توجيه اي تحذير وأعلنت أنها ستجري مشاورات رسمية مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي بخصوص الرد.
وقال داود أوغلو، بعد مرور نحو 48 ساعة على اسقاط الطائرة قرب الحدود البحرية للبلدين لهيئة الاذاعة والتلفزيون التركية إن الطائرة كانت تحمل علامة واضحة تؤكد أنها تركية مشدداً على أنه يرفض البيان السوري الذي يفيد بأن دمشق لم تكن تعلم بأن الطائرة تركية.
وقال «وفقاً لصور الرادار فقدت طائرتنا الاتصال بمقرات القيادة بعد اصابتها وبسبب فقدان الطيار السيطرة وتحطمت في المياه السورية بعد قيامها بحركات غير عادية.
«وخلال كل هذه الفترة لم يصدر أي تحذير لطائرتنا». وأضاف ان لاسقاط الطائرة بعداً دولياً خطيراً جديداً للانتفاضة المستمرة منذ اكثر من عام ضد الرئيس بشار الاسد.
وتؤوي تركيا عناصر «الجيش السوري الحر» المنشق وتستضيف لاجئين قرب حدودها الجنوبية مع سورية على بعد نحو 50 كيلومتراً من الموقع الذي اسقطت فيه الطائرة. لكنها تنفي تسليح قوات المعارضة.
يُشار الى ان المادة الرابعة من ميثاق الحلف لا تتضمن اشارة صريحة لاحتمال القيام برد مسلح كما هو الحال في المادة الخامسة.
وأفاد التلفزيون التركي امس إن تركيا بعثت بمذكرة ديبلوماسية لسورية بشأن اسقاط الطائرة.
وندد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ باسقاط الطائرة ووصف ذلك بانه عمل «شائن». وقال إن بريطانيا مستعدة لدعم اتخاذ إجراء قوي ضد سورية في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف إنه تحدث مع وزير الخارجية التركي في شأن ما جرى.
وفي مدريد قال مصدر في الحكومة الاسبانية «إن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيبحثون في الأزمة السورية حين يجتمع المجلس في لوكسمبورغ اليوم الاثنين».
وقال المصدر «موضوع سورية كان على جدول اعمال اجتماع الاثنين بالفعل وبالتالي ستكون لديهم فرصة للحديث عنه قبل اجتماع حلف شمال الاطلسي يوم غد الثلثاء».
وفي طهران ذكرت وسائل الاعلام الايرانية الاحد ان ايران دعت انقرة ودمشق الى التحلي بـ «ضبط النفس». وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في اتصال هاتفي مساء السبت مع نظيره التركي ان طهران «تدعو الجانبين الى ضبط النفس والهدوء وتأمل في ان تسوى المسألة بالحوار حرصاً على الاستقرار والسلام في المنطقة».
استراليا تعتزم فرض عقوبات جديدة على سورية
ملبورن- يو بي أي- أعلنت استراليا عن عزمها فرض عقوبات جديدة على سورية تشمل قطاعات النفط والغاز والخدمات المالية والاتصالات وغيرها لزيادة الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وسائل إعلام استرالية عن وزير الخارجية روبرت كار قوله إن العقوبات ضرورية لزيادة الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد، وأضاف “يستمر نظام الأسد في إظهار عدم رغبته للتفاوض على وقف لإطلاق النار ووضع حد لسفك الدماء في سورية”، وتابع “هذه العقوبات تعكس إدانة استراليا لنظام الأسد وجهودنا المستمرة لإحضار سورية إلى طاولة المفاوضات”.
وتشمل العقوبات الأسترالية قطاعات النفط والغاز والخدمات المالية والاتصالات والمواد الثمينة،غير أنها عمليا لن يكون لها الأثر الكبير بما أن إجمالي تجارة المواد بين استراليا وسورية عام 2011 بلغ 18 مليون دولار فقط.
وقالت مصادر حكومية إن القطاعات المستهدفة هي نفسها التي استهدفتها العقوبات الأوروبية على سورية.
وقال كار إن أستراليا ستدرس تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري.
مجموعة مسلحة تختطف مفتي دير الزور وسقوط عشرات القتلى والجرحى
يو بي أي
اختطفت مجموعة مسلحة مفتي محافظة دير الزور شرق سورية ، فيما قتل العشرات من المسلحين في حي الجبيلة في المدينة.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان ” مجموعة مسلحة اختطفت الشيخ عبد القادر الراوي مفتي مدينة دير الزور “.
الى ذلك “اشتبكت قوات حفظ النظام السورية اليوم الاحد مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين في حي الجبيلة في دير الزور “.
وذكر مصدر في المحافظة لسانا إن “الاشتباك اسفر عن مقتل العشرات من الإرهابيين”. وأفاد بأن “أفراد المجموعات الإرهابية التي يقودها الإرهابيون محمود النايف ونظام ربيع وعلي الدغيم ومحمد الأبرص جميعهم قتلوا في الاشتباك ، كما صادرت الجهات المختصة اسلحتهم التي تضمنت قواذف (ار بي جي) وبنادق آلية وقناصات”.
الى ذلك قالت مصدر محلي في مدينة دير الزور ليونايتد برس انترناشونال ان “مواجهات جرت مع مسلحين وقوات حفظ النظام في احياء الجبيلة والحميدية والشيخ ياسين والعرفي اسفرت عن مقل 18 وجرح العشرات اغلبهم من المدنيين “.
واضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان سيارة نقل عسكرية كبيرة ومدرعتين تم تدميرهما في دوار المدلجي وسط المدينة .
أنقرة تحذّر دمشق من تحدي جيشها
والأطلسي يناقش غداً اسقاط المقاتلة
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان – الى اليمين – ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو في أنقرة أمس.
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان – الى اليمين – ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو في أنقرة أمس.
يعقد حلف شمال الاطلسي اجتماعاً طارئاً غداً الثلثاء بناء على طلب تركياً للبحث في حادث اسقاط القوات السورية مقاتلة تركية الجمعة، ولكن من غير المتوقع ان يتخذ الحلف قراراً بعمل عسكري ضد سوريا رداً على الحادث الذي زاد وتيرة التوتر الاقليمي. (راجع العرب والعالم)
وانتقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بشدة اسقاط المقاتلة التركية. وقالت إن الولايات المتحدة “تندد بأشد العبارات بهذا العمل الوقح وغير المقبول… انه تعبير جديد عن استهانة السلطات السورية الفظة بالاعراف الدولية وحياة البشر والسلام والامن”. واضافت ان واشنطن ستواصل اتصالاتها الوثيقة مع المسؤولين الاتراك خلال تحضيرهم الرد على الحادث بما في ذلك عبر مجلس الامن و”سنعمل مع تركيا وشركاء آخرين لمحاسبة نظام (الرئيس بشار) الاسد”.
وأقر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بأن المقاتلة “ف 4” دخلت المجال الجوي السوري فترة قصيرة لكنها اسقطت في المجال الجوي الدولي. وحذر دمشق من تحدي الجيش التركي. واستمر الاتراك والسوريون في البحث عن قائدي المقاتلة. لكن فرص العثور عليهما حيين ضئيلة.(راجع العرب والعالم)
وبحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو في حادث اسقاط المقاتلة.
ميدانياً، قال ناشطون إن 72 شخصاً بينهم 40 مدنيا قتلوا في عمليات قصف واشتباكات في حمص وادلب ودير الزور ودرعا وحلب.
وقالت مصادر رسمية ان قوات حفظ النظام وجهت “ضربات موجعة” الى المسلحين في دير الزور حيث سقط منهم 121 حتى مساء أمس.
واوردت الوكالة العربية السورية للأنبا “سانا” ان “مجموعة مسلحة اختطفت مفتي محافظة دير الزور الشيخ عبد القادر الراوي”.
أنقرة تعلن إسقاط مقاتلتها في المياه الدولية واجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي غداً
72 قتيلاً في العنف وخطف مفتي دير الزور وسفينة روسية تحمل مروحيات إلى سوريا قريباً
قتل 72 شخصاً في سوريا أمس بينهم اكثر من 40 مدنياً، مع دعوة تركيا حلف شمال الاطلسي الى عقد اجتماع عاجل الثلثاء للبحث في اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية قالت انقرة انها اصيبت لدى تحليقها في الاجواء الدولية. ومن المتوقع ان تبحر قريباً الى سوريا سفينة روسية على متنها مروحيات أصلحت في وقت سابق.
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان القتلى سقطوا نتيجة الاشتباكات وقصف القوات النظامية لحمص وادلب ودير الزور ودرعا وحلب.
وقال ان 26 من أفراد القوات النظامية السورية، بينهم 26 قتلوا في اشتباكات بمحافظات ادلب وحلب ودير الزور وريف دمشق، بينما قتل جندي نظامي بعبوة ناسفة على طريق اريحا قسطون في ادلب.
واضاف ان “كتيبة النور من الكتائب الثائرة المقاتلة” هاجمت مخزناً للسلاح في منطقة النبك بريف دمشق الموالية للنظام حيث اسرت 11 من الجنود النظاميين، واعلنت “قتل واسر كل من كانوا في الموقع، الى الاستيلاء على السلاح والانسحاب من دون اصابات”.
الى ذلك، اوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “مجموعة ارهابية مسلحة اختطفت في دير الزور الشيخ عبد القادر الراوي مفتي دير الزور، فيما تتعقب الجهات المختصة الفاعلين وعلى رأسهم الارهابي قيصر هنداوي”.
وفي محافظة حمص، قال المرصد ان تسعة مواطنين قتلوا بينهم مقاتلان معارضان، ثلاثة منهم في حي بابا عمرو الذي يتعرض مع حيي الخالدية وجورة الشياح لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قوى الأمن والجيش النظامي التي تحاول استعادة السيطرة عليها، الى سقوط مقاتل معارض في شارع الستين.
وفي محافظة دير الزور، قتل 18 شخصا بينهم طفلة في قرية بقرص و17 آخرين في مدينة دير الزور بينهم مقاتلان معارضان، الى مقتل رقيب اول منشق في مدينة دير الزور.
وفي محافظة حلب، قتل ثمانية مواطنين بينهم رجل وامرأته نتيجة القصف الذي تتعرض له بلدة عندان بريف حلب، وقضى ثلاثة جامعيين تحت التعذيب بعد اعتقالهم على احد الحواجز واثنان برصاص حاجز الزهراء في مدينة حلب، وقتل سائق حافلة صغيرة اثر اطلاق مسلحين مجهولين الرصاص عليه في حي الخالدية بمدينة حلب.
وفي محافظة ادلب، قتل عشرة مواطنين، بينهم سبعة مزارعين، إثر قصف استهدفهم خلال عملهم في احدى المزارع المحيطة ببلدة اريحا. في حين تدور اشتباكات في محيط قرية حاس تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف.
وفي محافظة اللاذقية، سقط مقاتلان في اشتباكات بجبل الاكراد في ريف اللاذقية.
وفي محافظة درعا، قتل مواطن في بلدة الجيزة، كما وردت أنباء عن اسقاط طائرة مروحية في منطقة تل شهاب على الحدود السورية – الاردنية التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “معنويات عناصر الجيش النظامي في المناطق التي تشهد اشتباكات منهارة تماماً”.
تركيا
وبعد يومين من اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية، قرر حلف شمال الاطلسي عقد اجتماع عاجل الثلثاء في بروكسيل بناء على طلب تركيا.
وحذر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو من تحدي الجيش التركي. وقال عبر محطة “تي آر تي” التركية للتلفزيون: “ليس مسموحاً لأحد أن يتجرأ على تحدي القدرات (العسكرية) لتركيا… لا يمكن احداً أن يهدد امن تركيا”، مشيراً الى ان الطائرة التركية اسقطت “في الاجواء الدولية… على مسافة 13 ميلاً بحرياً عن سوريا”.
وعلى رغم ان داود اوغلو اعترف بان الطائرة دخلت فترة قصيرة المجال الجوي السوري، فانه اوضح انها “لم تصدر اي اشارة عدوانية حيال سوريا”، وان “السوريين كانوا يعرفون انها طائرة حربية تركية وطبيعة مهمتها”.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال بان تركيا تعرف الاحداثيات الجغرافية لمكان حطام طائرتها الحربية لكنها لم تعثر عليها بعد. وقال: “نعرف في أي منطقة من المياه السورية سقطت طائرتنا، لكننا لم نتمكن من العثور عليها بعد”. واشار الى ان الحطام موجود فعلا في منطقة على هذا العمق، ولم يعرف ما اذا كان طيارا “الاف -4” اللذان لم يعثر عليهما حتى الآن، تمكنا من القفز منها. ويرى الخبراء ان فرص العثور عليهما حيين ضئيلة.
ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في حديث الى صحيفة “الوطن” السورية ما حصل بأنه ” كان حادثاً وليس اعتداء كما يحلو للبعض تسميته”، معتبراً ان الطائرة التركية “اسقطت ضمن الاجواء الاقليمية السورية”. وشدد على ان “سوريا مارست حقها وواجبها السيادي والدفاع لا اكثر”، لافتاً الى ان “لا عداء بين سوريا وتركيا ولكن هناك توتر سياسي بين البلدين”.
وفي ردود الفعل، أبدى الامين العام للامم المتحدة بان كي -مون في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي “قلقه العميق” بعد اسقاط الجيش السوري للطائرة.
واوردت وسائل الاعلام الايرانية ان وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي دعا في اتصال هاتفي مع داود اوغلو انقرة ودمشق الى التحلي بـ”ضبط النفس” وحل المسألة بالحوار.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن بيان لوزارة الخارجية الروسية أن داود اوغلو بحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مسألة اسقاط المقاتلة التركية. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن “الإتصال جرى يوم 23 حزيران بمبادرة من الجانب التركي وتناول الحديث الوضع في سوريا، بما فيه حادث إسقاط الطائرة المقاتلة التركية”.
أما وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، فندد في بيان باسقاط سوريا الطائرة التركية. وقال إن “هذا التصرف المثير للغضب يؤكد المدى غير المقبول” لتصرفات النظام السوري و”انا ادينه بشدة”.
كذلك نددت روما بالتصرف “الخطير وغير المقبول” للنظام السوري الذي اسقط الجمعة طائرة عسكرية تركية واكدت مشاركتها في اجتماع حلف شمال الاطلسي الذي سيناقش هذه المسألة الثلثاء في بروكسيل.
سفينة مروحيات
من جهة أخرى، رست سفينة الشحن “ام في الايد” التي تحمل مروحيات روسية الى سوريا في مرفأ مورمانسك بشمال غرب روسيا بعدما ارغمت على ان تعود ادراجها الثلثاء اذ كانت قبالة اسكوتلندا.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة عن ناطق باسم اسطول الشمال الروسي ان السفينة “وصلت الى مرفأ سيفيرومورسك (في مورمانسك) حيث سترسو”.
واوضحت سلطة مرفأ مورمانسك ان السفينة لن تفرغ حمولتها خلال تبديل علمها.
وكانت السفينة تبحر تحت علم جزيرة كوراساو (الانتيل الهولندية). لكن مصدراً ديبلوماسياً روسياً قال إنها ستتوجه مجدداً الى سوريا مع حمولتها، ولكن تحت العلم الروسي وبمواكبة سفينة مدنية. وتغيير العلم هدفه على ما يبدو تجنب عمليات التفتيش عندما تبحر السفينة تحت علم دولة ثالثة.
وأمس اكد لافروف أن السفينة “إم في ألايد” تحمل على متنها مروحيات مفككة تم إصلاحها لسوريا وليست طائرات جديدة كما ادعت وسائل الإعلام الغربية.
وحذر نائب وزير الخارجية الروسي ايغور مارغيلوف من أن محاولات فرض تغيير النظام في سوريا والدعم الأحادي للمعارضة السورية من شأنهما أن يتسببا بحرب أهلية في البلاد
جامعة أميركية تجري محاكاة لتدخل عسكري في سوريا: سيناريو المأزق والخروج منه.. بالنووي أو عبر موسكو!
علي شهاب
يُعدّ أسلوب المحاكاة (Simulation) أكثر الأساليب العملية لتحفيز الإبداع الذهني واستشراف النتائج لأي حدث يُراد دراسته، من خلال إعادة ابتكار واقع وظروف مشابهة لتلك الطبيعية المحيطة بموضوع البحث.
وإن كانت المحاكاة تأخذ مداها في علوم الرياضيات والفيزياء، فإن اللافت ازدياد استخدامها كأسلوب في العلوم السياسية أيضا وفي معالجة المعلومات.
من الطبيعي أن تلجأ المؤسسات العسكرية والجيوش إلى أسلوب المحاكاة، غير أن الإدارة الأميركية طورت في السنوات الأخيرة آليات خلّاقة، بعدما استثمرت مئات ملايين الدولارات في أبحاث وبرامج حاسوبية (ساهم إسرائيليون مرات عديدة تقنيا فيها)، أثناء دراستها وتحليلها للقضايا الدولية على اختلاف طبيعتها؛ فمولّت وكالة الأمن القومي على سبيل المثال محاكاة على الكومبيوتر أجرتها جامعة «ماريلاند» بهدف استشراف أنماط سلوك «حزب الله» في ظروف مختلفة، وذلك قبل اغتيال القائد العسكري للحزب الحاج عماد مغنية بأشهر قليلة (كان من ضمن الأسئلة التي عالجها برنامج الحاسوب الذي تم استخدامه في المحاكاة «متى ينفذ حزب الله عمليات عابرة للحدود؟» وعشرات الأسئلة الأخرى المرتبطة بهذا الموضوع).
إسرائيل بدورها، باتت تفرد مساحة اكبر لأسلوب المحاكاة في أجهزتها الاستخبارية. الثورة المصرية الأخيرة كانت المحطة الفصل في هذا الإطار، بعدما فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في توقعها، ما فتح الباب على وسعه أمام إجراء تغييرات في أساليب جمع المعلومات ومعالجتها والتحول بشكل كبير إلى رصد الشبكات الاجتماعية على حساب المصادر العلنية، في قرار اتخذ عقب نجاح طالب إسرائيلي ناشط على «تويتر» و«فايسبوك» في «التنبؤ» بسقوط نظام حسني مبارك قبل ثلاثة أسابيع من وقوعه من خلال تحليل المضمون Content Analysis لعينة من التغريدات والتدوينات القصيرة والدردشات وبالاعتماد على رسوم بيانية وإحصاءات وأدوات برمجية بسيطة، مع الإشارة إلى أن الأدوات التي باتت تُستخدم في الولايات المتحدة جد متطورة وتعتمد في بُنيتها على جهود علماء يتعاملون مع «أنماط السلوك» للحالات موضوع البحث؛ كلٌ بحسب اختصاصه.
احتمال شن ضربة وقائية ضد النظام السوري أحد المواضيع التي تمت معالجتها من خلال أسلوب المحاكاة في صف «أخلاقيات وقانون الحرب» في جامعة ستانفورد الأميركية.
هذه المحــاكاة ثمرة عامين من المحاضرات شــارك فيها مــؤرخون وسياسيون وفلاسفة وصحافيون وعلماء اجتماع. وقد استرعت سلسلة المحاضرات اهتمام الدوائر الدبلوماسية والأمنية والعسكرية في واشنطن.
سكوت ساغان، الخبير في السياسة النووية والمستشار السابق في البنتاغون، افتتح الجلسة بالإعلان إن «سلسلة المحاضرات أغنت تجربة طلابه عبر إجبارهم على الانتباه والتشكيك في الأسس الأخلاقية والقانونية لحربي العراق وأفغانستان».
أما زميله الأستاذ في جامعة ستانفورد أيضا آلان واينر، المستشار القانوني السابق في الخارجية الأميركية، فقد اعتبر أن «المحاكاة تُشجّع الطلاب على تطبيق ما تعلموه على مشاكل حقيقية عوضاً من أن يتعلموا ببساطة نظريات حرب مجرّدة أو قانون الحرب الدولي، ما يؤمّن وعيًا أعمق بكثير للمسألة وملاحظة أدق للتفاصيل الصغيرة والأمور المعقدّة».
تفاصيل المحاكاة
في غرفة اجتماعات داخل مركز التعاون والأمن الدولي (CISAC) في جامعة ستانفورد الأميركية، أجرى 20 طالبا محاكاة لضربة عسكرية ضد سوريا، بإشراف خبراء في العلوم السياسية والحقوقية والعسكرية.
تسلّح الطلاب بأجهزة الكومبيوتر ومذكرات «مفترضة» لوكالات الاستخبارات المركزية ومجلس الأمن القومي ومعطيات حقيقية مُستقاة من مراجعة مواقف وأحداث سابقة كموقف الرئيس الأميركي باراك اوباما من استخدام السلاح النووي.
على مدار ثلاث ساعات، لعب الخبير في السياسة النووية وأستاذ العلوم السياسية والباحث الرفيع في مركز التعاون والأمن الدولي سكوت ساغان دور الرئيس الأميركي محاطا بأعضاء كبار في إدارته.
يبدو الرئيس الأميركي متشائما خلال المحاكاة. استهل كلامه بالقول إن «هذه حتماً أكبر أزمة أواجهها بصفتي رئيساً «.
لقد أمر أوباما (ساغان) بنشر ستة آلاف جندي أميركي على الأراضي السورية بهدف إنشاء مناطق عازلة و«حماية المدنيين»، وهو قد وجد نفسه مطالبا باتخاذ قرار حاسم ردا على معلومات وصلته من وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي إيه» مفادها أن النظام السوري «مستعد لاستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية مخزنّة في تحصينات تحت الأرض شرقي دمشق».
تلا مذكرة الـ«سي أي إيه» جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الذي يلعب دوره آلان واينر، مدير مركز النزاعات الدولية في جامعة «ستانفورد». أبلغ بايدن (واينر) المجتمعين أن حياة الجنود الأميركيين «عرضة للخطر»ـ خاصة أنه «تم رصد شاحنات تنقل أسلحة الدمار الشامل السورية من مواقعها»، قبل أن يغمز من قناة الرئيس عبر التذكير بأنه « كوننا نتجه نحو دورة انتخابية، فإن صعوبات القرارات التي نتخذها اليوم سيتم وضعها تحت تدقيق كبير للغاية».
يتدخل قائد القيادة المركزية الوسطى جنرال جيمس ماتيس، الذي يلعب دوره قائــد سابق للواء أميركي في أفغانستان هو العقيد فييت لو وونغ، محذرا الرئيس وأعضاء فريــقه في مذكرة سرية: «تذكروا، فإن التاريخ سيحاكمنا، وجزء من هذه المحاكمة يتوقف على مدى تعمقنا بمناقشة جميع الخيارات المتاحة اليوم».
حدد القيمون على المحاكاة 3 خيارات أمام الرئيس الأميركي:
[ إعطاء الأوامر إلى الجيش الأميركي بسحب القوات من سوريا وتجنب المواجهة العسكرية، مع المخاطرة بالتسبب بموت المزيد من المدنيين والتعرض للإدانة من قبل الحلفاء في «الربيع العربي».
[ إعطاء الأوامر الى الجيش الأميركي بشن ضربات جوية تقليدية ضد القوات السورية، ما قد يؤدي الى «سقوط آلاف الخسائر غير المتعمدة».
[ اللجوء الى خيار «غير تقليدي»، أي استخدام السلاح النووي لتدمير تحصينات تخزين أسلحة الدمار الشامل السورية تحت الأرض. هذا الحل سيُلغي على الأرجح فرص القوات السورية لاستخدام الاسلحة الكيميائية، لكنه «سيفتح أبواب الجحيم بوجه الرئيس الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي تعهد بالعمل للوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية».
يكاد أعضاء الإدارة الأميركية (الطلاب) يُجمعون على أن الشعب الأميركي «تعب من الحرب»، خاصة بعد تجربتي العراق وأفغانستان.
المجموعة الحقوقية في البيت الأبيض تناقش في «كون الضربة الاستباقية غير قانونية في ظل بعض المعاهدات». في هذا السياق، يقول المستشار القانوني في مجلس الأمن القومي افريل هاينز، الذي يلعب دوره الطالب أليكس ويبير، إنه «اذا ما استخدمت الأسلحة النووية، وبغض النظر عن قيام السوريين باستخدام الاسلحة الكيميائية ضد جنودنا من عدمه، فإنك كما قال كولن باول في حرب الخليج في العام 1991، تفتح أبواب الجحيم، خاصة وأن سوريا لا تمتلك أسلحة نووية».
ويُضيف ويبير «أنت الرئيس الذي حمل شعار منع انتشار الاسلحة النووية. هنالك زر نفسي تقوم بالضغط عليه لتعطي إشارة إلى وسائل الإعلام لأخذ النقاش الأخلاقي إلى مستويات جديدة».
تزداد المعارضة بين اركان الفريق الأميركي لاستخدام السلاح النووي.
يقدّم الجنرال ماتيس (لو وونغ) تقريرا عسكريا يُظهر فيه المخاطر واحتمالات الخسائر في ظل كل السيناريوهات، من دون أن يخفي عدم حماسته للقرار العسكري. «أنا رجل عسكري، أميل نحو النجاح و آخذ بالحسبان الخسائر البشرية. لكنني أيضاً قلق للغاية حيال تعريض جنودي للخطر»، يقول الجنرال الأميركي.
هيلاري كلينتون، التي تؤدي دورها طالبة السياسات الدولية ميكايلا هيلمان ـ تينشر، توافق رأي المؤسسة العسكرية قلقها من شن أي هجوم. «تخيلوا الاتجاهات الدولية عند دخولنا في الصراع». كذلك، تعارض المستشارة في مجلس الأمن القومي سامانتا باور، التي تلعب دورها طالبة اخرى، أي خطوة عسكرية، طالبة «مهلة 24 ساعة للتمكن من العمل على هذه الحلول الدبلوماسية والدبلوماسية المتعددة الأطراف».
اللافت ان الحلول الدبلوماسية التي تلقى شبه إجماع في المحاكاة تعني البحث عن مبعوث أممي او الإتصال بموسكو للتوسط في حل الأزمة!
في ختام المحاكاة، يتوجه رئيس الأركان في الجيش الأميركي الى الرئيس اوباما: «لا يمكنك أن تتهرب من المسؤولية سيدي الرئيس».
يقف الجميع. يشكر أوباما أعضاء الفريق، ويغادر غرفة الحرب.
الأسد يشكل حكومة الأزمة الثانية بوزارة «مصالحة وطنية»
بعثياً والغالبية من دمشق وحلب… وإشارات إلى توجه اقتصادي «يساري»
لم ينتظر أعضاء حكومة الأزمة الثانية مراسم التسليم والتسلم الاعتيادية. وبالكاد صافح وزراء الحكومة الجديدة زملاءهم في مناصبهم قبل أن يستلموا مكاتبهم، محمَّلة بأعباء المرحلة الكبيرة. وربما هي المرة الأولى في التاريخ المنظور، التي تباشر فيها حكومة جديدة أعمالها قبل أداء القسم الرئاسي. ويرغب البعض في وضع ذلك في سياق «عملانية» رئيس الوزراء الجديد رياض حجاب، ورغبته في مباشرة العمل سريعا، إلا أن ثمة اسبابا موجبة أكثر من هذا التوصيف تتمثل في حجم الأعباء الملقاة على المسؤولين الجدد، والقدامى، في ظل الأزمة السورية المتشعبة الآن سياسيا وأمنيا، اقتصاديا واجتماعيا.
وقد وافقت القيادة السورية على استخلاص ضرورة عودة منصبي نائبي رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والاقتصاد، واستحدثت منصبين آخرين، يوازنان التركيبة السياسية لكل من وزيري الدفاع والخارجية. وخرجت الحكومة بتشكيلتها بنسب بعثيين أقل من التي سبقتها (17 بعثيا مقابل 18 من غير البعث) كما حجبت التشكيلة للمرة الأولى الحقائب عن أحزاب التحالف الكلاسيكي في ما يعرف بالجبهة الوطنية التقدمية، وحظي حلفاء البعث التقليديين بوزارات من دون حقائب وبالتالي من دون مسؤوليات فعلية. واستحدثت وزارة جديدة انبعثت من قلب الصراع الحالي، هي وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، وسلمت لمن كان يرغب بها وهو النائب علي حيدر عن حزب «الإرادة الشعبية»، وصاحب الخلفية القومية السورية، إضافة لتصنيفه على المعارضة الداخلية.
ووفقا لمعلومات «السفير» فإن حيدر ومساعديه سيعملون لاحقا على إعداد برنامج يتلاءم مع ما تهدف إليه خطة المبعوث الدولي كوفي أنان في سياق الوصول إلى الحوار الوطني في أجواء من المصالحة الوطنية.
كما ضمت الوزارة العدد الأكبر من الوزراء من محافظتي دمشق وحلب، بغالبية لدمشق، فيما توزع الوزراء الآخرون على مناطق البلاد المختلفة من دون مراعاة التوزيع المناطقي فعلياً. واستحدثت وزارة جديدة للأشغال العامة، كانت موجودة قبل سنوات وألغيت، وتغيرت اسماء وزارات بسبب «إعادة هيكلتها» وفقا لما قالته مصادر واسعة الإطلاع لـ«السفير». واحتفظ البعث بأغلبية الحقائب السيادية. فيما جرى استبدال بعض الوزراء في وزارات هامة ومحورية كالاقتصاد والصناعة والنفط، وذلك بعد استشارات طويلة أجراها كل من الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة حجاب، للوقوف على أبرز مطالب تلك القطاعات، لا سيما في ظل الظروف المأساوية الحالية.
ولم تتضح بعد الهوية الاقتصادية للحكومة الحالية، كما لم يعرف توجهها الأساسي في أي اتجاه سيكون، علما أن مواقع الأخبار المحلية توقعت أن يجتمع الأسد مع أعضاء الحكومة بعد أداء القسم لنقل توجيهاته وتحديد الأولويات. لكن ثمة ما يوحي في تصريحات النائب الاقتصادي ووزير التموين قدري جميل، الذي سبق وقال لـ«السفير» قبل أيام من تسلمه منصبه الحالي أنه «سيعاكس مسار سلفه في هذا الموقع «في إشارة لسابقه عبد الله الدردري صاحب التوجه الليبرالي، حيث اوضح جميل حينها أنه سيتبع «نهجا اقتصاديا يساريا» وهو نهج سعت دمشق في السنوات الأخيرة للتحرر منه لا العكس.
كلينتون تتضامن مع تركيا .. وطهران تدعوها لضبط النفس
أنقـرة تصعّـد أزمتهـا مـع سـوريــا: رد حــازم عبــر النـاتــو ومجلــس الأمــن
دفعت تداعيات إسقاط سوريا الطائرة الحربية التركية، الصراع المشتعل أصلا بين البلدين إلى مستوى جديد، يدور في أروقة المنظمات الدولية وعلى رأسها الحلف الأطلسي والاتحاد الاوروبي ومجلس الأمن الدولي، بعدما صعدت أنقرة، من لهجتها مؤكدة أن الطائرة كانت تحلق في الأجواء الدولية حين تم إسقاطها، كما تحدثت عن خطة عمل ستتبناها للرد «بحزم».
وفي هذه الأثناء، باشرت الحكومة السورية الجديدة أعمالها، برئاسة رياض حجاب، بعدما أعلن عن تشكيلتها التي تضم 17 عنصراً من حزب البعث الحاكم، و14 من الحكومة السابقة. واستحدثت في الحكومة 4 مناصب لنيابة رئيس الحكومة، ذهب أحدها لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قدري جميل الذي تحدث عن «توجهات اقتصادية يسارية». كما استحدثت وزارة للمصالحة الوطنية، تسلمها علي حيدر. (تفاصيل ص14)
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، قوله إن الطائرة التركية التي أسقطتها المضادات السورية ظهر الجمعة الماضية، كانت «تجري تدريبات اختباراً لنظام رادار محلي»، وأكد أنها كانت «غير مسلحة ولم تكن في أي مهمة متعلقة بسوريا». وأضاف داود اوغلو «إن الطائرة أسقطت خلال تواجدها في الأجواء الدولية على بعد 13 ميلاً خارج الأجواء السورية، وسقطت في المياه السورية».
واعتبر داود اوغلو أنه «من التصرف الهاوي أو السيئ النية أن يصفوا الطائرة التركية على انها تهديد». كما أكد أنها كانت تحمل العلم التركـي بوضـوح، وأن سـوريا لـم توجـه أي تحذير لتركيا، معتبرا أن «الوضع الحالي واضح، وستتم مشاركته مع اللاعبين الدوليين والاقليميين»، كما ستتم مناقشة القضية خلال اجتماع مجلس الوزراء التركي اليوم. ورأى وزير الخارجية التركي أن «الإدارات التي لا تنعم بالسلام مع شعبها، لا تستطيع أن تكون في سلام مع الدول الجارة».
وأضاف داود اوغلو ان «تركيا ستتحلى بضبط النفس لكنها ستكون حازمة في الوقت ذاته». وتابع محذراً سوريا «لا ينبغي لأحد أن يسمح لنفسه بأن يتحدى القدرات (العسكرية) لتركيا». ومضى يقول «سنرفع هذه القضية أمام الرأي العام والقانون الدولي باسم شرف تركيا». وقال الوزير التركي إن الحكومة التركية وضعت «خطة عمل» تكمن اساساً في اتخاذ تدابير دبلوماسية لدى حلفائها في الحلف الأطلسي والأمم المتحدة.
كما أعلن أنه ينوي عرض وجهة النظر التركية امام مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن القوات التركية تقوم بعمليات بحث عن الطيارين المفقودين، لكنه أكد أن هذه العمليات ليست «مشتركة» مع عمليات البحث السورية، فيما أعلنت السلطات التركية عن تحديد مكان حطام الطائرة على عمق 1300 متر.
وأجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان محادثات مع زعماء المعارضة لمناقشة «الخطوات التي ستتخذ» بعدما اسقطت سوريا طائرة تركية.
من جهته، قال وزير الشؤون الأوروبية التركي ايغيمان باغيس إن «إسقاط الطائرة التركية قد يؤدي بالنظام السوري إلى الرحيل»، وأضاف «إن هذا الحادث ليس بين سوريا وتركيا فحسب، بل هو موقف من سوريا ضد المجتمع الدولي».
واستدعت تركيا حلف «الناتو» لاجتماع سيعقد غداً، ضمن البند الرابع من معاهدة الحلف الذي ينص على التشاور بين الأعضاء في حال اعتبار أي منهم أنه تعرض لاعتداء على سيادة اراضيه ووحدتها.
وقال مصدر في الحكومة الاسبانية إن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيبحثون الأزمة بين تركيا وسوريا على خلفية إسقاط الأخيرة الطائرة الحربية التركية، وذلك خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ اليوم الاثنين.
وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أجرى مساء السبت الماضي اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي احمد داود اوغلو، دعا خلاله الجانبين التركي والسوري الى التحلي بالهدوء وضبط النفس. وأعرب صالحي في هذا الاتصال الهاتفي عن امله بأن «يقوم الجانبان بتقييم الموضوع من خلال التحلي بالوعي وسعة الصدر وعبر الحوار، وأن تتم صيانة استقرار وهدوء المنطقة من خلال تسوية الموضوع سلمياً».
ونددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بإسقاط سوريا الطائرة التركية ووصفت ذلك بأنه «عمل وقح وغير مقبول»، متعهدة بالتعاون الوثيق مع تركيا للنهوض بعملية التحول في سوريا. وقالت كلينتون، التي اجرت أمس الأول محادثة هاتفية مع داود اوغلو في بيان، «تندد الولايات المتحدة بهذا العمل الوقح وغير المقبول بأشد التعبيرات الممكنة». وأضافت إن إسقاط الطائرة التركية «تعبير جديد عن استهانة السلطات السورية الفظة بالاعراف الدولية وحياة البشر والسلام والامن».
إلى ذلك، قتل 72 شخصاً على الأقل في سوريا أمس، بينهم اكثر من 40 مدنياً. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان القتلى سقطوا جراء الاشتباكات والقصف الذي تقوم به القوات النظامية في حمص وإدلب ودير الزور ودرعا وحلب.
وأعلن المرصد في بيان مقتل ما لا يقل عن 27 من القوات النظامية السورية، بينهم 26 نتيجة الاشتباكات في محافظات ادلب وحلب ودير الزور وريف دمشق، بينما قتل جندي نظامي بعبوة ناسفة على طريق اريحا قسطون في ادلب.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)
تزايد عدد الطيارين السوريين طالبي اللجوء في الاردن .. ومقتل 72 شخصا بينهم 40 مدنيا
انقرة تحذر دمشق وتتهمها باسقاط طائرتها في الاجواء الدولية
الناتو يجتمع الثلاثاء لبحث الرد .. ودمشق تقتل مسلحين عبروا الحدود من تركيا
انقرة ـ دمشق ـ عمان ـ وكالات: صعدت تركيا الاحد لهجتها حيال دمشق محذرة من تحدي الجيش التركي بعد ان اتهمت سورية بإسقاط مقاتلة تركية الجمعة في المجال الجوي الدولي وطلبت اجتماعا عاجلا لحلف شمال الاطلسي سيعقد الثلاثاء.
جاء ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه الاحدات الميدانية حيث ارتفع الى 72 عدد القتلى الذين سقطوا في سورية الاحد، بينهم 40 مدنيا، جراء الاشتباكات والقصف الذي تقوم به القوات النظامية في حمص وادلب ودير الزور ودرعا وحلب.
واكد حلف شمال الاطلسي الاحد ان مجلس الحلف سيعقد اجتماعا عاجلا الثلاثاء في بروكسل بناء على طلب تركيا لبحث الرد على اسقاط الطائرة التركية. وقالت المتحدثة باسم الحلف الاطلسي وانا لونغسكو ان ‘مجلس حلف شمال الاطلسي سيجتمع الثلاثاء بناء على طلب تركيا’.
وقال وزير خارجية تركية احمد داود اوغلو لشبكة التلفزيون الحكومية تي ار تي ‘حسب استنتاجاتنا طائرتنا اسقطت في المجال الجوي الدولي على بعد 13 ميلا بحريا عن سورية’.
واكد ان طائرة ‘الاف-4 فانتوم’ التركية كانت تحلق بمفردها و’لم تكن تقوم بأي مهمة ولا حتى لجمع المعلومات، فوق سورية’.
الا ان داود اوغلو اعترف بان الطائرة دخلت لفترة وجيزة المجال الجوي السوري.
وقال ان ‘الطائرة لم تصدر اي اشارة عدوانية تجاه سورية وسقطت بعد حوالى 15 دقيقة من انتهاكها موقتا المجال السوري (…) وبعد اصابتها سقطت الطائرة في المياه الاقليمية السورية’.
واضاف داود اوغلو ان اي تحذير لم يصدر عن سورية.
وقال ان الطائرة كانت تقوم بمهمة تدريب وتجربة لنظام رادار في المتوسط.
وفي ضوء هذا الحادث، طلبت تركيا الاحد عقد الثلاثاء اجتماع عاجل لحلف شمال الاطلسي متذرعة بالمادة الرابعة في الميثاق المؤسس والتي تجيز للدول الاعضاء رفع مسألة الى مجلس الحلف ومناقشتها مع حلفائها، حسب ما افاد مصدر دبلوماسي تركي لفرانس برس.
وشدد داود اوغلو على ان تركيا ستتحلى بضبط النفس، مؤكدا ان الخيار العسكري غير مطروح للرد على سورية.
واضاف ان ‘تركيا ستتحلى بضبط النفس لكنها ستكون حازمة في آن’. وتابع محذرا سورية ‘لا ينبغي لاحد ان يسمح لنفسه بأن يتحدى القدرات (العسكرية) لتركيا’.
ومضى يقول ‘سنرفع هذه القضية امام الرأي العام والقانون الدولي باسم شرف تركيا’.
وقال الوزير التركي ان الحكومة التركية وضعت ‘خطة عمل’ تكمن اساسا في اتخاذ تدابير دبلوماسية لدى حلفائها في الحلف الاطلسي والامم المتحدة.
والسبت اجرى داود اوغلو اتصالات هاتفية مع نظرائه في حوالى 10 دول منها الولايات المتحدة والدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي (فرنسا والصين وبريطانيا وروسيا) ونظيريه الايراني والالماني بحسب المصدر التركي.
ومساء الجمعة اكدت سورية انها اسقطت مقاتلة تركية مشيرة الى انها دخلت مجالها الجوي.
وحذر الرئيس التركي عبدالله غول السبت من ان بلاده ستتخذ ‘التدابير اللازمة’ لكنه اقر بان الطائرة قد تكون انتهكت عن غير قصد المجال الجوي السوري بسبب سرعتها الفائقة.
في المقابل واصلت فرق خفر السواحل في تركيا وسورية الاحد العمليات المشتركة لانقاذ الطيارين لكن فرص العثور عليهما احياء ضئيلة جدا بحسب خبراء.
وذكرت قناة ‘سي ان ان ترك’ ان فرق الانقاذ حددت الاحد مكان حطام المقاتلة التركية التي اسقطتها سورية الجمعة.
وقد تكون الطائرة على عمق 1300 متر بحسب التلفزيون التركي الذي لم يعط تفاصيل اضافية في حين لم تتمكن وزارة الخارجية التركية من تأكيد هذه المعلومات لفرانس برس.
والتقى اردوغان الاحد زعماء الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان لدرس تطورات الوضع.
وفي ردود الفعل، وصفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اسقاط سورية لطائرة حربية تركية بانه ‘وقح وغير مقبول’، متعهدة بالعمل مع انقرة للخروج برد مناسب. وقالت كلينتون في بيان مكتوب ان ذلك ‘مثال اخر على استهتار السلطات السورية السافر بالاعراف الدولية والحياة البشرية والسلام والامن’.
ومن جهته عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي السبت عن ‘قلقه العميق’ بعد اسقاط الجيش السوري للطائرة.
بينما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية الاحد ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي دعا في اتصال هاتفي مع اوغلو السبت انقرة ودمشق الى التحلي بـ’ضبط النفس’ وحل المسالة بالحوار.
من جهته دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان الاحد قيام سورية باسقاط الطائرة التركية. وقال هيغ ان ‘هذا التصرف المثير للغضب يؤكد المدى غير المقبول’ لتصرفات النظام السوري و’انا ادينه بشدة’.
ونددت روما الاحد بالتصرف ‘الخطير وغير المقبول’ للنظام السوري الذي اسقط الجمعة طائرة عسكرية تركية واكدت مشاركتها في اجتماع الثلاثاء في بروكسل. وجدد علي’سالم’الدقباسي’رئيس’البرلمان’العربي’الاحد دعوته’الى’ان”يفرض مجلس’الامن’الدولي منطقة’حظر’جوي’فوق’سوريا’ويشدد عقوباته’على’النظام’السوري’وكبار’مسؤوليه، بحسب ما افاد مصدر رسمي.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان ذلك جاء في بيان صدر في ختام اجتماع’مكتب’البرلمان’العربي’في’مقر’جامعة’الدول’العربية’استمر يومين.
من جهة اخرى قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن قوات الحدود السورية تصدت امس الأحد ‘لمجموعة إرهابية’ تسللت من تركيا وقتلت عددا منهم.
وأضافت الوكالة أن الواقعة حدثت قرب موقع حدودي سوري في محافظة اللاذقية. ولم تذكر المزيد من التفاصيل. ويبلغ طول الحدود بين تركيا وسورية نحو 600 كيلومتر.
وتستضيف تركيا مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض إضافة الى لاجئين على حدودها الجنوبية الشرقية مع سورية على بعد نحو 50 كيلومترا من المكان الذي أسقطت فيه الطائرة التركية. لكنها تنفي امداد مقاتلي المعارضة بالأسلحة.
الى ذلك قال مصدر امني الاحد ان الاردن منح اللجوء للعديد من الطياريين السوريين خلال الشهرين الماضيين.
وجاء تصريح المصدر الامني بعد مرور ايام قليلة على هروب طيار سوري بطائرته الى الاردن وطلب اللجوء السياسي.
واضاف المصدر ان الاردن استقبل العديد من المنشقين من سلاح الجو السوري الذين دخلوا البلاد برا بينهم ثلاثة في اليومين الماضيين.
ولم يستطع المتحدث باسم الحكومة الاردنية سميح المعايطة ان يؤكد عدد الطياريين السوريين في الاردن، مضيفا ان العشرات ربما دخلوا البلاد لاسباب انسانية.
وقال المعايطة ان عمان لم تمنح حتى الآن اللجوء السياسي’سوى للعقيد حسن مرعي الحمادة الذي فر بطائرته الخميس الماضي.
ووفقال للمصدر الامني، تقدم العديد من الطيارين الذين دخلوا الاردن في الشهر الماضي لاسباب انسانية بطلبات للحصول على اللجوء السياسي السبت عقب فرار العقيد الحمادة.
ولم يستطع المعايطة ان يؤكد ما اذا كانت السلطات قد تلقت طلبات اخرى بشأن اللجوء السياسي.
وقال المصدر ان الاردن قد نقل الطيارين الى مجمع عسكري يخضع للحراسة’ خارج مدينة المفرق حيث يتم الاحتفاظ بالمنشقين من الجيش السوري.
عمران الزعبي أول وزير إعلام سوري غير متمرن على ‘التعليمات الحرفية’ ويفكر أحياناً ‘خارج المربع‘
كامل صقر
دمشق ـ ‘القدس العربي’ كان تعيين عمران الزعبي، المحلل السياسي والقادم من خلفية قانونية، وزيراً للإعلام مفاجئاً لكثير من السوريين لاسيما للأوساط الإعلامية والنخبة الثقافية السورية، فعمران الزعبي ورغم العلاقات الوطيدة التي تربطه بصانع القرار السوري سواء في القصر الرئاسي أو في غيره من دوائر القرار الأخرى لكنه ليس معتاداً على تلقّي التعليمات والتوجيهات الحرفية ولم يعتد أيضاً العمل في قوالب جاهزة ومعدة مسبقاً عملت ضمنها أجيال من مشتغلي قطاع الإعلام السوري الرسمي ومدرائه.
ويقول عارفون بـ ‘عمران الزعبي’ أن يستطيع التفكير ‘خارج المربع’ في مسألة التعاطي الإعلامي مع الأزمة السورية كما أنه مقرب جداً من مراسلي وممثلي وسائل الإعلام العاملين في الداخل السوري وكان على احتكاك شبه يومي معهم من كونه كان أحد أبرز وجوه التحليل السياسي في سورية وسبق له أن سمع الكثير من الملاحظات والتعقيبات من هؤلاء المراسلين تشتكي آلية تعاطي الدولة مع الجانب الإعلامي وعن مشكلات يعانيها المراسلون عند رغبتهم الشروع بتغطية ومتابعة حدث ما في سياق زحمة الأحداث التي تعيشها البلاد على مدار الساعة ليلاً ونهاراً.
ويرى مراقبون أن عمران الزعبي بعثي وليس معارضاً ومن أشد المدافعين عن الدولة والسلطة السورية لكنه يستطيع الاجتهاد في لحظة ويتصرف من تلقاء رؤيته بشكل مغاير لما اعتاد عليه مَن سبقه من وزراء الإعلام السوري، وبالتالي فإن تعيينه ـ حسب هؤلاء المراقبين ـ يعدّ خرقاً ولو بسيطاً في النمط الذي اعتاد عليه النظام السوري في تعيين وزراء إعلامه وحيث كان عدنان محمود مثالاً واضحاً على هذا النمط الذي كان سائداً ويجعل من وزير الإعلام مجرد منسق بين صاحب القرار ومشغلي الإعلام السوري.
وعمران الزعبي، من مواليد دمشق 1959 يحمل اجازة في الحقوق من جامعة دمشق، محام وله عدد من المؤلفات والدراسات والابحاث السياسية والقانونية والإعلامية وكان عضو في العديد من اللجان من أهمها لجنة صياغة الدستور السوري الجديد عام 2011 ولجنة اعداد قانون الأحزاب ولجنة الأبحاث السياسية في القيادة القومية وهو متزوج ولديه أربع بنات.
تساهل تركي مع مرور الاسلحة لسورية وثوار الجيش الحر ينتظرون الدفعة الثانية
انطاكية نقطة دعم المقاتلين في الداخل والطرق الوعرة شريان حياة الانتفاضة
لندن – ‘القدس العربي’: لا يعرف الى اين تتجه العلاقات التركية ـ السورية بعد دعوة حكومة انقرة الى اجتماع لحلف الناتو لمناقشة اسقاط سورية لواحدة من طائراتها الجمعة الماضية.
فقد دعت الحكومة التركية حلف الناتو لبحث اسقاط الطائرة التركية قرب او فوق الاجواء السورية. ولكن الجميع يعرف ان الحادث جاء في وقت تزايدت عمليات شحن الاسلحة وتهريبها من الحدود التركية الى مقاتلي الجيش الحر، حيث يتم نقل الاسلحة المشتراة بمال قطري وسعودي وبمساعدة امريكية لداخل سورية، فقد تم ادخال شحنة كبيرة قبل شهر حيث تم تسليمها لفصائل معينة في ادلب وحمص وحماة وتلك العاملة في احياء حول العاصمة دمشق وشملت الاسلحة المهربة على كلاشينكوفات ورشاشات وذخيرة.
وبحسب تقرير مطول في مجلة ‘تايم’ نقلت عن قائد مسؤول عن المنطقة الشمالية انه لا يتم سؤالهم عن الاسلحة التي يحتاجونها ولكن يأخذون اي سلاح يصل اليهم. وتقول المجلة ان معظم الاسلحة التي تنقل الى داخل سورية تتم من خلال وسطاء.
وتحدثت مع شخص قالت انه موزع مهم للسلاح مع انه قال انه ليس من الجيش الحر ولكنه قال انه يقود قوة من 1500 على الساحل السوري واكد انه ليس من الجيش الحر. ونقلت نفيه ان تكون الاسلحة جاءت بدعم خارجي ولكنه اكد انه قام بتوزيع السلاح على معظم المناطق وان ما دخل سورية لم يتجاوز كما يقول 5 الاف بندقية وذخائر كثيرة حوالي 700 الف رصاصة، ونفى ان يكون لدى المقاتلين ار بي جي او صواريخ مضادة للدبابات. ونقلت عن موزع اخر يعمل الآن من اسطنبول بعد ان خرج من سورية اعترافه ان الاسلحة تأتي من السعودية وقطر ولكنها ليس بالحجم الذي يتحدث عنه البعض فهي كميات صغيرة من ار بي جي ورصاص وبنادق.
من احمر الى اخضر
واشار الى ان المقاتلين تلقوا وعودا بأسلحة ثقيلة لكنها لم تصل. على الرغم من ان تقارير امريكية ـ مثل ‘نيويورك تايمز’ و’واشنطن بوست’ و’وول ستريت جورنال’ تحدثت عن كميات من الاسلحة المتقدمة تم تفريغها على الحدود مع سورية بعد نقلها بعربات تركية، مع ان الحكومة التركية اكدت ولا تزال تؤكد انها لا ترسل ولا تسمح بارسال اسلحة للجيش الحر من خلال اراضيها، وانها اعتقلت المهربين الذين كانوا يحاولون تهريب اسلحة للجيش الحر، لكن مجرد وجود فرقة صغيرة من ضباط ‘سي اي ايه’ في جنوب تركيا للعمل مع المقاتلين السوريين والتأكد من عدم وقوع الاسلحة بيد مقاتلي القاعدة يعني تغيرا في الموقف التركي، حيث وصلت العلاقة مع سورية الى حالة من التوتر تحولت لعداء شخصي بين رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان وبشار الاسد.
وبحسب مهربي اسلحة فالضوء الاحمر على الحدود التركية تحول الآن لاخضر حيث يغض الجنود الاتراك الطرف عن حركات المقاتلين. ويستخدم المقاتلون طرقا وعرة عبر الجبال حيث تنقل الاسلحة على ظهور الحمير. وتسود اتهامات بين المقاتلين من ان بعض الجماعات لا تقدم لهم السلاح الا بشروط وهي قسم الولاء للجماعة وان جماعة الاخوان المسلمين قامت بانشاء خط اتصال منفصل مع الداخل. ونقلت المجلة عن مقاتل قوله ان الاسلحة تمنح بشرط ان ينفذ المقاتلون العمليات التي يطلبها منهم الداعمون وهم الاخوان المسلمون.
وتشير المجلة ان قائد الجيش الحر رياض الاسعد لا دور له في صفقات الاسلحة الجديدة حسب موزعين ومصادر موثوقة مشيرة الى ان نجمه في افول بسبب النقد المستمر له من المقاتلين في داخل سورية ومع انه قام بتوزيع المال من اجل شراء السلاح لكن المال على ما يبدو لا يشتري سوى الولاء. وقد يكون الاسعد خارج عمليات نقل الاسلحة الجديدة لكن هذا لا يعني عدم مشاركة قادة كبار منشقين عن الجيش الحر في هذه العمليات. فالاسعد دائما عرضة للنقد من الوحدات القتالية وتم تهميش دوره من قبل المجلس العسكري في حمص، ويرفض القادة في الداخل اي بيان او تصريح يصدر عن الجيش الحر في الخارج، فقد قال العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم قيادة الداخل في شريط على يوتيوب ان كل القرارات سيتم اتخاذها في داخل سورية. ومع ان عددا من قادة الخارج عادوا الى سورية ولو لفترة قصيرة الا انهم قالوا ان المقاتلين لا يحتاجون اسلحة خفيفة بقدر حاجتهم للثقيلة وينفي نائب القائد العام للجيش الحر ان تكون الاسلحة التي تدخل سورية تصل اليهم بدعم اجنبي. وتصف المجلة عملية انتظار المقاتلين لوصول الشحنة الثانية التي يقال لهم انها ستصل في ايام او قريبا او ان شاء الله، لكن كل هذا لا يعني ان المقاتلين تصلهم اسلحة ولم يعودوا يعتمدون على قدراتهم الذاتية من خلال شرائها من المهربين من العراق ولبنان او من الاسلحة التي يحملها معهم الجنود المنشقون عن الجيش. وينظر الى النشاطات العسكرية والتحركات الامريكية في المنطقة على انها محاولة من واشنطن لزيادة الضغط على نظام الاسد للتنازل وقبول الحلول المقدمة له وتطبيق خطة عنان التي يقال انها ستعدل وستناقش في مؤتمر دولي يترؤسه عنان في نهاية الشهر الحالي.
انطاكية مركز الدعم
وبنفس السياق اظهر تقرير لصحيفة ‘غارديان’ يوم السبت عمليات تهريب الاسلحة عبر القرى التركية لداخل سورية حيث يقوم رجال الجيش الحر بتحميل اسلحة صينية قديمة وكلاشينكوفات مجمعة في العراق وذخائر ومواد طبية حيث تنقل عبر المناطق الوعرة. فمن داخل مقاهي مدينة انطاكية التي يحتشد فيها السياح والصحافيون مع المال السوري هناك شبكة من الطرق والرجال والمواد والاسلحة التي ظهرت من اجل دعم وتزويد الجيش الحر وفصائل المقاتلين الاخرين في داخل سورية، وينقل التقرير عن مواطن قرية قرب الحدود قال انه بدون هذه الطرق التي يسلكها المهربون فان الجيش الحر كان قد انتهى منذ زمن طويل.
وهذه النشاطات ليست خفية على جيش الاسد الذي قام بحشد مئات الدبابات قرب المناطق ما بين ادلب وحلب ويقوم يوميا بقصف القرى الواقعة بينهما كما وتشاهد المروحيات تحلق فوق المنطقة وتطلق صواريخ روسية الصنع. وفي الوقت الحالي ينتظر المقاتلون الدفعة الثانية من السلاح.
أغلب المصارف الخاصة في سورية تتعرض لخسائر كبيرة جراء الازمة
دمشق ـ يو بي آي: تعرضت اغلب المصارف الخاصة في سورية الى خسائر كبيرة نتيجة الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ 15 شهراً .
وقد حققت بعض المصارف ارباحاً رغم الظروف التي تمر بها سورية والبعض الاخر نجا من الخسائر بالاعتماد على ارتفاع سعر صرف الدولار في الاسواق السورية الذي ارتفع من 47 اليرة مع بداية الازمة منتصف شهر اذار العام الماضي الى حوالي 70 ليرة سورية حالياً .
وكشفت بيانات نشرت على موقع هيئة الأوراق المالية السورية ترتيب المصارف السورية الخاصة بالاعتماد على المؤشر الأكثر أهمية لأي مستثمر أو مهتم بالاستثمار في القطاع المصرفي أو في أي من الشركات وهو مؤشر الربحية، أي صافي الربح الفعلي المتحقق خلال هذه الفترة دون احتساب أرباح إعادة تقييم مركز القطع البنيوي والذي يبقى ربحاً غير محقق.
وأوضحت البيانات ان أعمال المصارف الخاصة (14 مصرفاً) ثلاثة منها مصارف إسلامية، أن 11 مصرفاً حققت خسائر متفاوتة بينما استطاعت ثلاثة مصارف من تحقيق أرباح تصدرها بفارق كبير جداً بنك سورية الدولي الإسلامي الذي حقق أرباحاً فعلية بلغت نحو 297 مليون ليرة سورية في الربع الأول من العام الجاري تلاه بنك عودة 2.5 مليون ليرة فقط ثم جاء بعده البنك العربي بربح بلغ أقل من 1 مليون ليرة لكنه يبقيه في المنطقة الخضراء’.
وتصدر المصارف الخاسرة بنك بيبلوس الذي حقق خسائر كبيرة وصلت إلى نحو 971 مليون ليرة تلاه المصرف الدولي للتجارة والتمويل 450 مليون ليرة ثم بنك سورية والمهجر 431 مليون ليرة ثم فرنسبنك 319 مليون ليرة ثم بنك الأردن 194 مليون ليرة فبنك قطر الوطني- سورية 188 مليون ليرة.
وجاء بعد ذلك بنك البركة 101 مليون ليرة تلاه بنك الشام 91 مليون ليرة ثم بنك سورية والخليج 46 مليون ليرة ثم بنك الشرق 43 مليون ليرة ثم بنك بيمو 9 ملايين ليرة.
شركة يملكها رجل أعمال بريطاني وفّرت غطاءً تأمينياً لنقل نفط خام من سورية
لندن ـ يو بي آي: كشفت صحيفة ‘صندي تليغراف’ الأحد أن شركة يملكها رجل أعمال بريطاني وفّرت غطاءً تأمينياً لناقلات تنتهك العقوبات الدولية المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن ديفيد سكينر، البالغ من العمر 47 عاماً والذي يُدير شركة للتأمين في امارة ليخنشتاين، وفّر على ما يبدو غطاءً تأمينياً لناقلتي نفط تملكهما ايران لنقل النفط الخام من سورية، وفقاً لشهادات تأمين اطلعت عليها.
ونوّهت بأن الإتحاد الأوروبي فرض عقوبات على صادرات النفط السوري في أيلول (سبتمبر) الماضي منع بموجبها شركات النقل البحري والتأمين في دوله من نقل النفط الخام السوري وتوفير غطاء للسفن الناقلة له.
واضافت الصحيفة أن شركة سكينر (دي جي إس البحرية المحدودة) كانت قادرة على اصدار شهادت التأمين من خلال البرنامج البريطاني الأوروبي وفيما وراء البحار للحماية والتعويض، على اعتبار أن ليخنشتاين ليست ضمن اختصاص الاتحاد الأوروبي.
وقالت إن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، وهو هيئة مستقلة ممولة جزئياً من الحكومة السويدية لمراقبة الشركات والأفراد التي يُشتبه بخرقها العقوبات والاتجار غير المشروع، حصل على شهادات التأمين التي تحمل اسم شركة سكينر وتوقيعه.
واضافت الصحيفة أن سكينر، المحامي السابق بمجال الشحن البحري، نفى هذه المزاعم وأصرّ على أن شهادات التأمين التي حصل عليها معهد ستوكهولم مزورة.
ونسبت إلى رجل الأعمال البريطاني، قوله إن وزارة الخزانة (المالية) البريطانية اتصلت بمكتب شركته في لندن الشهر الماضي بشأن انتهاك الشركة لعقوبات الاتحاد الأوروبي في ما يخص التجارة السورية، واكد مسؤولوها في وقت لاحق أنها لم ترتكب أي انتهاك.
واشارت صندي تليغراف إلى أن المزاعم ضد سكينر تتعلق بناقلتي النفط (أمين) و(إم تي تور) التي تُسمى الآن (ليال) المملوكتين من قبل شركات تابعة لمؤسسة خطوط الشحن الايرانية، الخاضعة لعقوبات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بسبب صلاتها ببرنامج طهران النووي.
وقالت إن الناقلة (إم تي تور) وصلت في أواخر آذار (مارس) الماضي إلى ميناء طرطوس السوري والتقطت نحو 100 ألف طن من النفط الخام السوري الخفيف وكانت ترفع في ذلك الوقت علم مالطا العضو في الاتحاد الأوروبي، لكنها رفعت لاحقاً علم بوليفيا بعد أن علّقت السلطات المالطية تسجيلها، ثم أبحرت عبر قناة السويس وخليج عدن قبل أن ترسو بالقرب من ميناء بندر عباس الايراني.
واضافت الصحيفة أن ناقلة النفط الايرانية الأخرى (أمين) اكملت رحلة مماثلة وهي تحمل 80 ألف طن من النفط الخام السوري وغيّرت كذلك علمها من المالطي إلى البوليفي.
ورجحت احتمال ‘أن تكون حمولة الناقلتين الايرانيتين من النفط الخام السوري مخصصة للبيع في الصين أو في السوق السوداء الدولية للنفط، لتمكين نظام الرئيس الأسد من كسب عدة ملايين من الدولارات’.
الحكومة السورية الجديدة
محمد صالح
دمشق | لم يسبق أن أثارت حكومة سورية الجدل الذي أثارته الحكومة الجديدة. فقد بدأ الحديث عنها، منذ خطاب الرئيس بشار الأسد، يوم تحدث للمرة الأولى عن حكومة موسعة، ليتمّ بعد ذلك إقرارها بموجب الدستور الجديد بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة. هذه الانتخابات أعادت حزب البعث ليتصدر المقاعد البرلمانية. وحظي رئيس الحكومة رياض حجاب، للمرة الأولى، بأربعة نواب له هم: وزير الدفاع داوود راجحة، ووزير الإدارة المحلية عمر غلاونجي، ووزير التجارة الداخلية قدري جميل، ووزير الخارجية وليد المعلم، فيما لم تتبدل أسماء وزراء الحقائب السيادية كالدفاع والمالية والداخلية والخارجية. ومنصب «الخارجية» ألغى شائعات تحدثت عن مغادرة رئيس الدبلوماسية السورية وليد المعلم (أكبر الوزراء سناً) منصبه، لصالح نائبه فيصل المقداد، على أن يتولى المعلم منصب نائب رئيس الجمهورية.
ودخل الحكومة وزيران من صفوف المعارضة، هما قدري جميل، رئيس حزب الإرادة الشعبية، وعلي حيدر، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي. كذلك تحولت وزارة الإسكان والتعمير إلى وزارتين، الأولى باسم الإسكان والتنمية العمرانية ويشغلها صفوان العساف، ووزارة الأشغال العامة لياسر السباعي.
وبحسب التوزيع المناطقي، ينتمي وزراء الدفاع والخارجية والتجارة والاتصالات والمالية والتربية والنفط والثروة المعدنية والثقافة والإعلام ووزير الدولة جوزيف سويد إلى محافظة دمشق، فيما تتمثل طرطوس بوزيري الإدارة المحلية والأوقاف، وتتمثل السويداء بوزير واحد، هو وزير شؤون رئاسة الجمهورية. وجاء من حلب وزير العدل، ووزير الموارد المائية والبيئة والاقتصاد والصناعة، ومن اللاذقية وزير الداخلية ووزير التعليم العالي ووزير النقل. أما الرقة فتمثلت بوزيرة السياحة، ودرعا بوزارة الصحة، وحماه بوزير الدولة للمصالحة الوطنية والإسكان ووزير الدولة حسين فرزات، فيما اكتفت دير الزور برئيس الحكومة رياض حجاب، وريف دمشق بوزير الكهرباء عماد خميس، وإدلب بوزير الزراعة، وحمص بوزير الأشغال العامة ياسر السباعي، والحسكة بحقيبة الشؤون الاجتماعية جاسم زكريا (أصغر الوزراء سناً: أربعة وأربعون عاماً)، ليغطي الوزراء بذلك مختلف المحافظات السورية ماعدا القنيطرة.
أما سياسياً، فينتمي سبعة عشر وزيراً إلى حزب البعث، أكبر كتلة برلمانية، يليهم عشرة مستقلين، بالإضافة إلى وزراء من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، ووزيرين من المعارضة. وتعكس التركيبة الجديدة للحكومة اهتماماً بالغاً بالشؤون الخدماتية التي اشتكى منها المواطنون بشكل كبير، مع اشتداد العقوبات الاقتصادية على البلاد، وتردّي الخدمات والتعاطي الاقتصادي السيئ من الفريق الحكومي، الذي أصدر عدة قرارات تلتها قرارات معاكسة، أعطت انطباعاً بتخبط واضح، أوصل الليرة السورية لفقدان أربعين بالمائة من قيمتها، فيما فشلت خطة «الأسواق البديلة» بتأمين تعويض ملحوظ في التراجع الذي أصاب السوق السورية.
وكان لافتاً وصول وزير جديد للإعلام، ما يعكس ايضاً الاستياء من التعاطي الإعلامي الحكومي مع الأزمة السورية، وهو ما عبّر عنه الموالون للنظام أكثر من أي فريق آخر. وتجدر الإشارة إلى أن حقيبة الإعلام تتبدل مع كل تشكيلة حكومية من دون أن يحدث تغيير واضح في المشهد الإعلامي السوري.
وتعكس تسمية قدري جميل رغبة في العودة إلى المسار الاشتراكي وتنمية الاقتصاد بهدوء أكثر، بعدما أودت سياسات النائب السابق عبد الله الدردري إلى مشاكل عديدة في الاقتصاد السوري. ومن المنتظر أن يقدم رئيس الحكومة الجديدة بيانه الوزاري المتضمن خطته للعمل الحكومي، والتي تشير التوقعات إلى أنها سترتكز على مسألة الإصلاح الاقتصادي، والعمل على دعم المصالحة الوطنية. ويعد رياض حجاب رابع رئيس للوزراء في عهد الرئيس بشار الأسد بعد محمد مصطفى ميرو (2001-2003)، ومحمد ناجي العطري (2003-2011)، وعادل سفر (2011-2012). وقد شغل قبل ذلك منصب وزير الزراعة، ومحافظ اللاذقية.
السوريّون بين التفاؤل والتشاؤم بالتشكيلة الوزارية
وسام كنعان
دمشق | يقف الحظ العاثر في وجه السوريين، ويتسلل اليأس إلى قلوبهم يوماً بعد يوم، ويبدو أن نسبة كبيرة منهم صارت تقف على حافة اليأس، بعدما عجزت جميع الأطراف عن إيجاد حلّ لا تفوح منه رائحة الطائفية، أو يطغى عليه صوت الرصاص، ومشاهد الجثث المغرقة بالدم. أصبح المواطن السوري في رحلة يومية شاقة لمحاولة تحصيل الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية، دون أن يغيب عن مخيلته شبح الموت، الذي يخيّم على معظم المناطق السورية، حتى في قلب العاصمة دمشق.
وسط كل ذلك، يسمع المواطن المغلوب على أمره وعوداً بـ«ساعة الصفر»، يطلقها «الجيش السوري الحر»، وردّ من النظام بحسم قاطع، دون توقف مسيرة الإصلاح الموعودة. وهذه الأخيرة أنجبت، أول من أمس، حكومة جديدة يرأسها شخص يُشهد له بالنشاط الميداني الواسع، لكن حوارات سريعة مع بعض المواطنين السوريين تكشف عن تفاؤل جزئي يعتري قلة منهم. فإحدى الطبيبات، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، تقول لـ«الأخبار»: «شعرت بأن بعض هؤلاء الوزراء ربما يقدمون شيئاً للبلد، وخاصة أنني أعرف فكر رئيس الحكومة الدكتور رياض حجاب، ومدى ثقافته وتماسه المباشر مع الناس، لكن التفاؤل لن يدوم سوى لحظات ليطيحه تشاؤم حاد لدى معظم أفراد أسرتي لانعدام ثقة الناس بأي مسؤول سوري، وخاصة أن الأزمة تسير نحو التصعيد والتسليح». أما على صعيد القطاع الصحي، فتكشف الطبيبة بأن «مجال عملها مسرح موغل في الأخطاء، لن تتمكن عدة حكومات متلاحقة من إصلاحه جذرياً لأن الفساد مستشر بقوة، والمشكلة قديمة تحتاج إلى وقت طويل حتى يمكن حلها».
ويبدو أن الشعور بفقدان الأمل هو السمة الملازمة لتشكيل الحكومة الجديدة عند أشخاص كثر، «لأن الطريق بات مسدوداً»، حسبما يقول المستثمر السوري جهاد قاسم، في حديثه مع «الأخبار». ويضيف: «أعتقد أن فكر النظام السوري لم ولن يتغير بالتعاطي مع إدارة المجتمع. فمنذ أكثر من أربعين سنة، لم يفكر النظام وحكوماته بإدارة تنموية ترتقي بالمواطن والمجتمع. بل ركّزوا على الاستثمارات الوهمية الخارجية، أو خصخصة بعض القطاعات». ويضيف: «كل هذه الاستثمارات لا يستفيد من مدخراتها المواطن العادي، بل تعود بالربح على الفاسدين من التجار والمسؤولين». بدوره، يروي صديق قاسم، وهو محام، أن المواطن السوري، رغم كل ما يحيط به من صراع دولي مقيت، هو الحلقة الأضعف، وهو الورقة التي تحرقها الحكومات، وتعلّق عليها كل أخطائها، فالمشكلة ليست بتغيير الوجوه والأسماء، بل في تغيير التعاطي مع المواطن بالنظر إليه وحلّ كل مشاكله كأولوية. ويخلص المستثمر السوري وصديقه المحامي إلى نتيجة واحدة، أنه «لا أحد ينظر إلى الحكومة الجديدة على أنها حكومة مصباح علاء الدين أو العصا السحرية، لكن الجميع يتفق على الحاجة الماسة إلى صحوة ضمير، ولو مؤقتة، عند بعض مسؤولي الدولة، الذين أصبحوا من أثرياء الشرق لأنهم امتهنوا سياسة ترديد الشعارات والمتاجرة بالقضايا».
بينما يغضب عماد، وهو سائق أجرة، عند سؤاله عما ينتظره من الحكومة الجديدة، ويقول: «الشعب السوري ليس هو من وقّع الاتفاقيات والمعاهدات، ولم يهدِ القصور لأمراء الخليج، ولم يبع المواقف ولم يفتح الحدود للمرتزقة والإرهابيين. الشعب السوري فقط كان ولا يزال يحلم بأن يعيش بكرامة على أرضه». ويضيف «إن كان هؤلاء الوزراء هم فعلاً أبناء الشعب السوري، عليهم أن يصلوا الليل بالنهار حتى يعيدوا الأمن إلى بلدهم وينهوا الأزمة».
على المقلب الآخر، لا يختلف رأي «من امتهنوا السياسة» عن رأي عامة الناس، فالمعارض السوري فاتح جاموس يشير في تصريحه لـ«الأخبار» إلى أن «تشكيل الحكومة قد يعود بالنفع على فئات معينة من الشعب السوري تكون مستفيدة من بعض الوزراء». لكن المؤكد، بحسب جاموس، «أن الحكومة الجديدة لن تقدم شيئاً إيجابياً على صعيد الأزمة السورية، بل ستساهم في زيادة حدة الأزمة، وخاصة أن هناك أطرافاً معارضة كالجبهة الشعبية، نأت بنفسها عن التعاطي مع التيارات الشعبية التي صنعتها، ثم تحالفت فعلياً مع النظام، وتجاهلت المفهوم الحقيقي للمعارضة. من جهة ثانية، يلفت جاموس إلى أن الحكومات في سوريا يديرها القصر الجمهوري، «لذلك، فإن الحكومة لن تقدم أي فائدة حقيقية لحلّ الأزمة السياسة الاستثنائية والخطيرة بسبب غياب الدعوة الحقيقة إلى الحوار».
احتمالات تدخّل عسكري تركي في سوريا لازالت مستبعدة
إسلام أوزكان
يرفض غالبية الأتراك تدخّلا عسكريا لبلدهم في الأزمة السورية، رغم اقرار كثيرين بضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية وتجنيب المنطقة حربا. ويستبعد كتاب ومحللون أتراك الاحتمال القائل بتدخل عسكري تركي وشيك في سوريا.
إسطنبول: العلاقات التركية السورية المتوترة بُعيد اسقاط دمشق للطائرة الحربية التركية، والتصريحات شديدة اللهجة الصادرة عن كلا الجانبين تثير في الأذهان سؤالا حول الخطوة التي تعتزم تركيا القيام بها في المرحلة المقبلة، وهي التي تستضيف على أراضيها نحو 50 ألف لاجئ سوري فروا من العنف المتصاعد في بلادهم.
وفي وقت يتقد فيه النقاش في تركيا على أشده بشأن السيناريوهات المحتملة، يتساءل البعض حول احتمال انتقال أنقرة ـ التي أدلت حتى الآن بأشد تصريحات بوسعها الإدلاء بها بشأن سوريا والتي كانت قبل نحو عام واحد فقط تتمتع بعلاقات طيبة للغاية مع النظام السوري وعائلة الأسد ـ في المرحلة المقبلة من الحيز النظري إلى حيز التطبيق العملي.
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي تبنى القضية السورية كما لو كانت قضيته الخاصة أكد مرارا وبمنتهى الوضوح أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي حيال المظالم المرتكبة في سوريا.
تركيا في صميم الأزمة السورية… لكنّ احتمالات التدخّل العسكري غير واردة
من جهته قال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تغض الطرف عن ارتكاب النظام السوري مجزرة مشابهة لمجزرة حماة مشيرا إلى أن الموقف التركي مما يجري في سوريا لن يقتصر على مجرد التصريحات فقط وهو ما أثار في الأذهان الكثير من علامات الاستفهام ذات الدلالة.
في الآونة الأخيرة ازدادت حدة الموقف التركي من نظام الأسد فهل يعتبر ذلك مؤشرا على عزم تركيا التدخل في سوريا أو على أنها في مرحلة الإعداد لذلك؟
استطلاع رأي
في خضم النقاشات الجارية بهذا الصدد، نشرت الصحف نتائج استطلاع رأي أجراه مركز البحوث الاقتصادية والسياسات الخارجية (EDAM). وأشارت النتائج إلى أن 11.3% ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون تدخلا تركيا عسكريا مباشرا ضد نظام الأسد في حين أعرب 40.3% عن عدم تأييدهم لأي تدخل في سوريا بما في ذلك التدخل بالطرق الدبلوماسية أو العسكرية.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل خمسة آلاف شخص في 18 محافظة من كبرى المحافظات التركية بينها اسطنبول وأنقرة أن نسبة 15.9% تؤيد مواصلة تركيا مبادراتها السياسية والدبلوماسية وبذلك تكون الأغلبية من معارضي التدخل التركي المباشر بسوريا بنسبة تبلغ 52.2%.
بلغت نسبة مؤيدي تشكيل منطقة آمنة داخل سوريا تتولى قوات تركية حمايتها 15.4% وكانت النسبة الأقل هي نسبة مؤيدي تقديم دعم مسلح للمعارضة السورية حيث بلغت 7.9%.
ومن المفارقات أن 40% من الناخبين الذين منحوا أصواتهم لحزب العدالة والتنمية والذي يُعتقد أنه مؤيد للتدخل في سوريا قد أعربوا عن رفضهم للتدخل المباشر.
كما وجه استطلاع الرأي بعض الأسئلة لخبراء في العلاقات الخارجية شددوا بدورهم على ضرورة مواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية بشأن سوريا.
وفي حين أعرب 67.5% ممن شملهم الاستطلاع عن تأييدهم لهذا الخيار بلغت نسبة مؤيدي عدم التدخل بسوريا بأي شكل من الأشكال 21% وبالنتيجة تكون نسبة معارضي التدخل المباشر قد بلغت 88.5%.
مواقف أحزاب المعارضة
في وقت بلغت فيه النقاشات بشأن التدخل في سوريا حد الذروة، صدرت عن نائب كتلة الحزب القومي أوكتاي فورال تصريحات لافتة. إذ قال في مؤتمر صحافي عقده في البرلمان إن “ما يجري من ألاعيب يهدف إلى حماية أمن إسرائيل ويصب في المصالح القومية لها وللولايات المتحدة الأميركية. إن إسرائيل تدعم سياسة تشكيل رقعة جغرافية كردية في سوريا”.
التدخل يعني “الحرب”
علي بولاتش أحد أبرز الكتاب الأتراك قال في تصريح خص به (إيلاف) إن تركيا باتت تغرد منفردة بشأن سوريا وبأن احتمال تغيير النظام السوري ضئيلة دون اتفاق القوى الكبرى مشيرا إلى أنه من الأصوب أن تلجأ تركيا إلى الوسائل اللينة كالحلول الدبلوماسية والحوار بدلا من الوسائل القاسية.
كما يوجه بولاتش في معرض حديثه بعض الانتقادات لحزب العدالة والتنمية شارحا تبعات تدخل عسكري محتمل كما يلي: “إن أمرا من هذا القبيل سيجعلنا بوضع ’طفل الحي الهزيل الذي يجعل أشقائه الغربيين الكبار يضربون شعوب المنطقة‘ ويذكر نوعا ما بـ ’الثقة الكاذبة بالنفس التي تتمتع بها إسرائيل‘ وبالتالي فإن شعوب المنطقة لن تسامحنا قط”.
وأشار الكاتب بولاتش إلى الانعكاسات الداخلية الكبيرة التي سيحدثها تدخل من هذا القبيل داخل تركيا نفسها مواصلا: “الديمقراطية في تركيا ديمقراطية هشة تعطلت أربع مرات خلال النصف قرن المنصرم والحرب تزيد من هشاشة النظام الديمقراطي وتجعل “الهواجس الأمنية” تحل محل الحقوق الأساسية والحريات. يخطئ من يعتقد أن ’خطر الوصاية العسكرية‘ قد ولى تماما”.
بولاتش المعروف بكتاباته اللافتة في الشأن السوري يشير إلى أن تدخلا محتملا في سوريا من شأنه جعل الاقتصاد التركي الهش أصلا أكثر هشاشة، ويضيف: “إن الحرب تخلف دمارا مروعا على الاقتصاد الحقيقي وعلى الفقراء والطبقة المتوسطة، يجب ألا ننسى أننا ندين بهذا ’الانتعاش الاقتصادي النسبي‘ إلى عدم خوضنا حروبا كبرى”.
ويقول الكاتب التركي إنه في حال حصول تدخل عسكري فإن تركيا ستجد أمامها الجيش السوري البالغ قوامه 330 ألف جندي. وفي إشارة إلى الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات وأودت بحياة مليون شخص، يؤكد بولاتش أن دول المنطقة لن ترحب بتدخل تركي في سوريا كما يلفت إلى أن حربا محتملة ستعرض السلام الاجتماعي في تركيا إلى “الخطر”.
ويضيف قائلا: “يصعب التكهن بالمسار الذي ستدخله المشكلة الكردية (في حال حصول تدخل عسكري في سوريا) كما يجب أن يوضع في الحسبان التأثير الذي سيخلفه تدخل من هذا النوع على العلويين في تركيا والبالغ تعدادهم نحو عشرين مليون نسمة”.
جان: تركيا لا تفكر بالتدخل في سوريا
من جهته يرى رئيس تحرير صحيفة “رايكال” ذات التوجه اليساري أيوب جان أن أحدا لا يرغم تركيا على التدخل، ويشير إلى أنه ورغم التقدير الذي تكنه الولايات المتحدة الأمريكية للجهود التركية (بشأن سوريا) إلا أنها تتابع بقلق ـ من حيث سياستها الخارجية ـ التصريحات شديدة اللجهة الصادرة عن أنقرة مشيرا إلى أن “الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يريد بأي شكل من الأشكال تدخلا عسكريا بسوريا قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل”.
كما يصف جان الموقف التركي من المعارضة (السورية) بالمبالغ والملتزم زيادة عن الحد قائلا: “رغم ذلك فإنه ليس ثمة عاقل في أنقرة يعتقد أن تركيا ستقوم منفردة بالتدخل عسكريا في سوريا”.
ويرى أيوب جان أن أكثر ما بوسع تركيا القيام به الآن هو تشكيل منطقة عازلة في المنطقة الحدودية مع سوريا مشيرا إلى أن الأسد ينتقد تركيا من جهة ويواصل حملاته الأمنية من جهته أخرى لعلمه بمدى أقصى حد يمكن لتركيا الذهاب إليه.
استمرار القصف على مدينة حمص والجيش الحر يحذر من “مجزرة“
أ. ف. ب.
بيروت: استؤنف صباح الاثنين القصف على احياء في مدينة حمص في وسط سوريا، بحسب ما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، في وقت حذر فيه الجيش السوري الحر من هجوم لقوات النظام على المدينة وحصول “مجزرة” كبيرة فيها.
في الوقت نفسه، نقل المجلس الوطني السوري المعارض “نداء استغاثة” جديدا وجهه اهالي حمص الى العالم لانقاذهم “قبل فوات الاوان”.
وافادت الهيئة العامة للثورة في بيانات عدة صباح الاثنين تلقت وكالة فرانس برس نسخا منها عن “قصف عنيف على حي الحميدية بالصواريخ والمدفعية”، مشيرة الى ان “الانفجارات تهز الحي وتتصاعد أعمدة الدخان جراء القصف”.
كما اشارت الى تجدد القصف على حي جورة الشياح في المدينة، وعلى مدينة تلبيسة في محافظة حمص.
واظهرت اشرطة فيديو التقطها ناشطون ونشرت على موقع “يوتيوب” الالكتروني، دوي القصف على تلبيسة، مع سحب كثيفة من الدخان.
وتوجه المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر في بيان صدر قرابة الاولى فجرا (10,00 ت غ الاحد) الى “الدول العربية والاسلامية والصديقة والمنظمات الدولية المعنية”، قال فيه انه “في هذة اللحظات تتعرض مدينة حمص الباسلة لأقوى واعنف قصف تمهيدي بالصواريخ والمدفعية والدبابات”.
واشار البيان الى ان “النظام المجرم يحضر حشودا تقدر بمئة دبابة في اتجاه القصير- حمص وفي اتجاه طريق طرطوس-حمص وفي اتجاه شنشار-حمص، ما يدل بوضوح على نية النظام ارتكاب اعظم مجزرة يشهدها التاريخ”.
وحمل المجلس “المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته مسؤولية ما حصل وسيحصل” في حمص.
وقال “بقدر ما تتباطأون (…)، فانكم ستدفعون ومعكم المنطقة والاقليم ثمنا باهظا لمواقفكم التي احتارت وراهنت على نظام حكم عليه الشعب والتاريخ بالموت”.
في المقابل، وصف نداء الاستغاثة الذي وزعه المجلس الوطني ما يجري في حمص بانه “حملة ابادة جماعية” مستمرة “منذ عشرين يوما”.
وقال النداء “اننا نتعرض للقصف المتواصل العشوائي بلا رحمة ولا هوادة من راجمات الصواريخ ومن المروحيات الحربية ومن مدافع الهاون والدبابات والأسلحة الثقيلة”.
واضاف “انها جريمة ابادة وتطهير طائفي بابشع الادوات والطرق الهمجية”، محملا العالم مسؤولية تعرض المدينة “للدمار التام وتغيير تركيبتها السكانية”.
وطالب “بالتحرك فورا لاغاثة حمص قبل فوات الأوان، وهو سيفوت قريبا جدا”.
وذكر النداء بان هناك نقصا في الطعام والشراب والدواء والمشافي في حمص، مشيرا الى ان “الصليب الأحمر والهلال الأحمر ممنوعان من الدخول الى احيائنا، وجرحانا يموتون باصابات وامراض يمكن علاجها بسهولة لو توفر الدواء”.
ولم يتمكن الصليب الاحمر والهلال الاحمر من دخول حمص الاسبوع الماضي لاجلاء المدنيين ونقل المساعدات بسبب حدة القصف والاشتباكات العنيفة.
تركيا تدعو الناتو إلى اجتماع طارئ لبحث «أزمة الطائرة».. وأردوغان يتشاور مع المعارضة
الناطق باسم الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط»: ليفهم السوريون ذهابنا إلى الأطلسي كما شاءوا
بيروت: ثائر عباس
صعدت تركيا الموقف في وجه النظام السوري إلى حد غير مسبوق بعد إسقاط الطائرة التركية يوم الجمعة الماضي، فاعتبر رئيس وزرائها أن هذا الاعتداء يشكل «خطرا على الأمن القومي التركي»، فيما دعت تركيا الحلف الأطلسي للاجتماع غدا في أنقرة على مستوى المندوبين لإطلاعهم على الوضع «الخطير». وأكدت السلطات التركية أن فرق البحث والإنقاذ تمكنت من تحديد مكان حطام الطائرة. وأذاع التلفزيون التركي أن الحطام يقبع على عمق يصل إلى ألف متر شرق البحر المتوسط، إلا أن التقرير لم يقدم أي أنباء عن مصير الطيارين المفقودين، اللذين كانا على متن الطائرة.
وقال الناطق بلسان الخارجية التركية، سلجوق أونال، إن تركيا تعرف الإحداثيات الجغرافية لمكان حطام طائرتها الحربية، لكنها لم تعثر عليها بعد. وقال أونال: «نعرف في أي منطقة من المياه السورية سقطت طائرتنا، لكننا لم نتمكن من العثور عليها بعد». وأعلن أونال لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «دعت الحلف الأطلسي للاجتماع بناء على الفقرة الرابعة من ميثاق الحلف الذي نحن عضو فيه». وتنص الفقرة الرابعة من ميثاق الحلف على حق الدول الأعضاء دعوة الحلف للتشاور، حيث سيجتمع ممثلون عن 28 دولة في بروكسل غدا للاطلاع من تركيا على تفاصيل الحادثة. وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الدعوة تهديدا لسوريا، قال أونال: «فليفهمها السوريون كما شاءوا». وبموجب هذه المادة «يستطيع أي حليف أن يطلب التشاور في أي وقت إذا ما تعرضت من وجهة نظر أي من الدول وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد»، وهي تختلف عن المادة الخامسة التي تسمح للدول الأعضاء بطلب المساعدة العسكرية، وأشار مصدر دبلوماسي تركي إلى أن تركيا دولة قوية تستطيع الدفاع عن نفسها، لكنها عضو في حلف يجب أن يكون أعضاؤه على اطلاع على كل التطورات التي تمس أمن أي دولة فيه.
وكشف أونال عن أن أنقرة أبلغت سوريا رسميا بأنها تعتبر إسقاط طائرتها بواسطة الدفاعات الجوية السورية «عملا عدائيا» في خطوة تصعيدية جديدة بين البلدين، تتزامن مع الإعلان عن تحديد موقع حطام المقاتلة. وأشار سلجوق إلى أن السلطات التركية قدمت بلاغها بشكل رسمي من خلال رسالة دبلوماسية تم تسليمها للقنصلية السورية في مدينة إسطنبول.
وأجرى رئيس الوزراء التركي اجتماعا مع قادة المعارضة في بلاده لوضعها في أجواء «الاعتداء على السيادة التركية»، كما قال مصدر قريب من أردوغان لـ«الشرق الأوسط». وأشار المصدر إلى أن معايير المعارضة والموالاة تسقط «عندما يتهدد الأمن القومي». وقال مسؤول في مكتب أردوغان لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير سوف يتحدث عن تطورات الأزمة المستجدة أمام البرلمان التركي يوم غد، وسيلقي كلمة وصفها بالـ«هامة جدا».
واجتمع أردوغان مع كمال كليتشدار أوغلو، رئيس أكبر الأحزاب المعارضة، حزب الشعب الجمهوري، في حضور وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس أركان الجيوش التركية الجنرال خلوصي أكار. وفيما لم يتحدث أردوغان بعد اللقاء، انتقد كليتشدار أوغلو سياسات الأخير حيال سوريا، معتبرا أن هذه السياسات هي التي أدت إلى هذا الرد السوري. وقال: «من الواضح أن الطائرة استهدفت عمدا للرد على السياسات التي تتبعها حكومة رجب طيب أردوغان في سوريا». لكن الزعيم المعارض، اعتبر أن مثل هذه الحادثة يجب أن لا تمر مرور الكرام، داعيا إلى الرد عليها وفق الحقوق التي تمنحنا إياها الأنظمة والقوانين الدولية، مشددا على أنه «لا يجوز لأحد أن يمتحن قوة تركيا».
وأكد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن الطائرة التركية التي أعلنت سوريا أن دفاعاتها الجوية أسقطتها الجمعة الماضي، بعد دخولها الأجواء السورية، تم إسقاطها في المياه الدولية، متهما نظام دمشق بنشر «معلومات مضللة»، فيما يتعلق بإسقاط الطائرة القتالية التركية. وقال: «إنهم (السوريين) أعطوا انطباعا بأن سوريا تعاملت مع الأمر وكأنهم كانوا يتصدون لاعتداء جوي.. وتقييمنا للأمر أنه لم يكن كذلك»، مشيرا إلى أنه تم جمع المعلومات والصور الخاصة بالحادثة، وسيتم إطلاع الرأي العام المحلي والعالمي على التفاصيل. وشدد أوغلو على أن الطائرة، وهي من طراز «إف – 4»، كانت تحلق بمفردها وبدون أسلحة أو ذخائر، ولم تصدر عنها أي إشارات عدائية، مشيرا إلى أنها كانت في مهمة لاختبار نظام الرادار القومي الخاص بتركيا، و«لم تكن هناك أي مهمة خاصة أو سرية تتعلق بسوريا على الإطلاق». وأضاف: «لقد أسقطت طائرتنا في المجال الجوي الدولي، أسقطت على بعد 13 ميلا من المجال الجوي السوري.. وهو ما يثبته ما لدينا من صور وبيانات سجلها الرادار، تؤكد أن إسقاط الطائرة حدث بينما كانت تحلق في المجال الجوي الدولي.. إلا أن الطائرة فقدت التحكم بعد قصفها، مما أدى إلى سقوطها في المياه السورية». كما أكد أوغلو وجود مكالمات لا سلكية، وصور تثبت حقيقة ذلك.. وتؤكد أيضا أن الطائرة «لم تتلق أي إنذار أو تحذير»، من قبل السلطات السورية قبل إسقاطها. وفيما لمح إلى احتمال أن تكون الطائرة التركية قد اخترقت المجال الجوي السوري لدقائق، فقد أكد أنه لم يتم قصفها في تلك الفترة، وتابع بقوله: «من المعروف أن السرعة أحيانا، والظروف الجوية أحيانا أخرى، تؤدي إلى خرق لا إرادي للمجال الجوي، وهو أمر يحدث كثيرا، يحدث في تركيا، وفي غيرها من بلاد العالم». وخلص أوغلو إلى القول إن «سوريا لم تنذر الطائرة بأي شكل من الأشكال». كما أضاف أن «خرقها اللاإرادي وقع قبل قصفها في المجال الجوي الدولي بـ15 دقيقة، بحسب قوله.
وأكد وزير الخارجية التركي أنه تم إقرار خطة ستتبع فيما يتعلق بالحادثة، في اجتماع الأمس، وقدمت إلى رئيس الوزراء، مشيرا إلى أنه بدأ بالفعل التحرك وفقا لما هو محدد في الخطة، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل بشأنها.
من جانبه، أكد جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، أن الطائرة التي أسقطتها وسائط الدفاع الجوي السورية «هي طائرة استطلاع، وبالتالي فالهدف من وجودها عسكري». وفي حديث أجرته معه محطة «أو تي في» اللبنانية، قال مقدسي: «ما حصل هو أن هنالك هدفا مجهولا بالنسبة لنا دخل أجواءنا، فقامت الدفاعات الجوية السورية بإسقاطه، حيث كانت بحالة سيادية ودفاعية، وبعد إسقاط الهدف تبين لاحقا أنه عسكري تركي».
ولفت مقدسي إلى أنه «لا يوجد نوايا عدوانية لسوريا»، وأن الحالة بين سوريا وتركيا هي «حالة خلاف حاد، وليست عداوة، فعدو سوريا معروف». وأضاف: «لقد تجسد الموقف السوري ببيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع شرح حيثيات الحادثة التي حصلت، ولم يصدر عن سوريا سوى هذا البيان»، مشيرا إلى أن سوريا «كانت بموقع رد الفعل وليس الفعل، وما حصل أمر سيادي دفاعي وليس أكثر».
كلينتون: إسقاط الطائرة تصرف وقح
لندن: «الشرق الأوسط»
أثار إسقاط الطائرة التركية من قبل سوريا إدانات دولية رفضت الحادث ووصفته بـ«المشين»، ونددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالحادث واعتبرته «وقحا وغير مقبول»، بينما قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن لندن مستعدة لدعم إجراء قوي ضد سوريا من جانب مجلس الأمن.
وقالت كلينتون في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إنها تحدثت إلى نظيرها التركي أحمد داود أوغلو وإنها عبرت عن قلقها العميق إزاء إسقاط الطائرة التركية من قبل القوات السورية. وأضافت أن «الولايات المتحدة تدين هذا التصرف الوقح وغير المقبول بأقوى العبارات الممكنة».
ومن جانبه قال هيغ في تصريح أوردته وكالة «رويترز»: «هذا العمل المشين يوضح إلى أي مدى تجاوز النظام السوري التصرفات المقبولة، وأنا أدين ذلك تماما»، وتابع أن سوريا «ستحاسب على تصرفها. بريطانيا مستعدة لتبني تحرك قوي في مجلس الأمن».
وبدوره وصف وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي الحادث بـ«غير المقبول»، وأكد أن إيطاليا ستقوم بدور نشط في مشاورات حلف الأطلسي المقرر أن تجرى بناء على طلب تركيا غدا الثلاثاء.
وقالت تركيا في وقت سابق إن سوريا أسقطت الطائرة في المياه الدولية يوم الجمعة دون تحذير، وأعلنت أنها ستتشاور رسميا مع الدول الأعضاء في حلف الأطلسي لبحث كيفية الرد على الرئيس السوري بشار الأسد. وقال تيرزي: «هذا عمل خطير للغاية وغير مقبول من جانب نظام الأسد»، وأضاف أن الطائرة التركية أسقطت خلال «طلعة غير قتالية» فوق البحر المتوسط.
وندد أيضا بالأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءا، والتي قال إن دمشق تعرض لها شعبها ومنع سوريا للمراقبين الدوليين من تنفيذ مهامهم.
إلى ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أمس أن إيران دعت أنقرة ودمشق إلى التحلي بـ«ضبط النفس»، وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في اتصال هاتفي مساء أول من أمس مع نظيره التركي إن طهران «تدعو الجانبين إلى ضبط النفس والهدوء، وتأمل في أن تسوى المسألة بالحوار، حرصا على الاستقرار والسلام في المنطقة».
سقوط عشرات القتلى في اشتباكات وقصف.. ودير الزور تنال «حصة الأسد»
مقتل 27 من القوات النظامية أغلبهم بكمين في حلب.. وهجوم على مخزن ذخيرة وأسر 11 جنديا
بيروت: ليال أبو رحال
واصل النظام السوري عملياته العسكرية في عدد من المناطق السورية بعد حصيلة يوم سبت دام ذهب ضحيته أكثر من مائة قتيل وفق لجان التنسيق المحلية في سوريا. وبلغ مجموع القتلى أمس 63 شخصا على الأقل جراء الاشتباكات والقصف الذي تقوم به القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، سقط أغلبهم في دير الزور. ولقي ما لا يقل عن 27 من القوات النظامية السورية حتفهم، بينهم 26 نتيجة الاشتباكات في محافظات إدلب وحلب ودير الزور وريف دمشق، بينما قتل جندي نظامي بعبوة ناسفة على طريق أريحا – قسطون في إدلب.
وقتل 15 شخصا بينهم طفلة في قرية بقرص و13 آخرين في مدينة دير الزور بينهم مقاتلان معارضان، بالإضافة إلى مقتل رقيب أول منشق في المدينة التي نالت حصة الأسد أمس من قوات الأمن السورية التي اقتحمتها فور انتهاء الامتحان الصباحي لطلاب الشهادة الإعدادية. ونقلت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا عن «ثوار دير الزور مطالبتهم بإعلان مدينتهم (مدينة منكوبة بحاجة لجسر إنساني بالسرعة القصوى)»، مطالبين «المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لإنقاذ حياة الجرحى والمدنيين». وأعلن المجلس الوطني السوري في تقريره اليومي أمس أن «قوات الجيش مدعمة بالأمن والشبيحة اقتحمت مدينة دير الزور من المدخل الجنوبي والغربي بنحو 25 دبابة وآلية مصحوبة بسيارات الأمن، حيث تم الاقتحام على ثلاثة محاور، وتبعه قصف عشوائي طال أحياء المدينة (الموظفين، القصور، الحميدية، العرضي، الشيخ ياسين، والمناطق المجاورة لدوار غسان عبود)».
وذكر أنه «تم تطويق الأحياء المذكورة وتمشيط الحارات في ظل حملة مداهمات وتكسير ونهب للمحلات التجارية، تبعها قصف من المدفعية المتمركزة على الجهة الجنوبية ومعسكر الطلائع غرب المدينة». وأدى قصف منازل المواطنين إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل، فضلا عن عدد كبير من الجرحى.
وقال المجلس الوطني إن «قوات النظام أنذرت المشافي الخاصة بالإغلاق أو التدمير خلال ساعة»، لافتا إلى «استهداف المآذن والمساجد، ولا سيما مسجدا العرفي والشرعية». وبينما استغرب «المجلس الوطني» استخدام «الطيران والقصف المدفعي العشوائي وانتشار القناصة من أجل القضاء على بعض عناصر الجيش الحر على قلتهم، والموجودين بالمدينة لحماية المظاهرات السلمية والمدنيين»، نقلت لجان التنسيق المحلية عن مصادر طبية في دير الزور قولها إن «عدد المصابين داخل المدينة جراء القصف العنيف المتواصل الذي تتعرض له تجاوز 1500 مصاب وسط عجز طبي ودوائي شديد يعرض حياة المصابين للخطر».
وفي اللاذقية، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط»، إن «اشتباكات وقعت بين عناصر من الجيش الحر والجيش النظامي في منطقة جبل الأكراد»، بينما نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات طالت عددا من الناشطين في منطقة الطليبة، التي شهدت خروج مظاهرة مطالبة بإسقاط النظام فرقتها قوات الأمن بإطلاق الرصاص والقنابل الصوتية.
وأشار الحسن إلى «تحليق للطيران فوق محيط منطقة سلمى بهدف تصوير أماكن وجود الجيش الحر واستهداف أفراده»، مشيرا إلى قصف مدفعي تعرضت له بلدة مرج الزاوية. بدورها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن قوات الحدود السورية تصدت أمس لـ«مجموعة إرهابية»، تسللت من تركيا وقتلت عددا منهم. وأضافت الوكالة أن الواقعة حدثت قرب موقع حدودي سوري في محافظة اللاذقية، ولم تذكر المزيد من التفاصيل.
وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«مقتل ما لا يقل عن 16 جنديا نظاميا خلال اشتباكات دارت فجر الأحد (أمس) مع مسلحين من المعارضة»، موضحا أن «الاشتباكات وقعت عند كتيبة الصواريخ في بلدة دارة عزة، ومع حاجز للقوات النظامية في محيط بلدة الأتارب وحاجز للقوات في قرية كفر حلب»، بينما أشارت مصادر أخرى إلى سقوط 26 في الكمين.
وكان الإعلام الرسمي قد انشغل أول من أمس بخبر عن مجزرة تم ارتكابها في منطقة دارة عزة في ريف حلب، حيث اتهمت السلطات السورية «مجموعات إرهابية» مسلحة بالقيام باختطاف مواطنين وقتلهم والتنكيل بجثثهم. غير أن مصادر المعارضة أعلنت أن القتلى وعددهم 26 هم من الشبيحة وتم استهدافهم عبر كمين نصبه «الجيش السوري الحر».
وبينما نشر الناشطون شريط فيديو يظهر جثث القتلى بالقرب من سيارة الأمن التي كانت تقلهم، بث المرصد السوري لحقوق الإنسان تسجيل فيديو يظهر رجالا تغطيهم الدماء على جانب أحد الطرق. وكان عدد منهم يرتدي زيا عسكريا بينما كان آخرون يرتدون ملابس مدنية. ووفق هذا الفيديو، فالرجال هم من «شبيحة النظام». وذكر المرصد أن «موالين للرئيس السوري بشار الأسد قتلوا في كمين نصبه مجهولون لسيارات كانت تقلهم في ريف حلب الغربي». ويتخوف أهالي دارة عزة من اقتحام شامل ينفذه الجيش النظامي ضد مدينتهم، حيث نقل ناشطون عن الأهالي خشيتهم في حال استطاعت قوات النظام الدخول إلى المدينة من تنفيذ مجازر ضدهم.
وأوضح ناشطون سوريون أن مدرعات الجيش ودباباته تحاصر منذ ثلاثة أيام منطقة دارة عزة غرب ريف حلب، مستهدفة أحياءها السكنية بالقصف المدفعي والصاروخي مدعومة بطلعات جوية تنفذها حوامات عسكرية.
وقال عدنان، أحد الناشطين في المنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «وتيرة القصف اشتدت على المدينة بسبب تمركز الجيش السوري الحر في داخلها لحماية المظاهرات السلمية التي تخرج مطالبة النظام بالرحيل»، لافتا إلى أن «نحو 35000 نسمة من سكان المنطقة نزحوا عنها بفعل القصف العشوائي الذي يستهدفهم». وذكر أن «معظمهم قصد الأراضي التركية هربا من جحيم الدمار الذي أحدثه نظام الأسد في بيوتهم». وأشارت تنسيقية الثورة السورية في دارة عزة عبر صفحتها على «فيس بوك» إلى أن «المنطقة صارت منكوبة بسبب القصف الوحشي»، معتبرة أن «النظام السوري يتبع سياسة الأرض المحروقة في مناطق ريف حلب».
وفي سياق متصل، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن مقتل «ثلاثة طلاب من جامعة حلب تحت التعذيب، وهم مصعب برد وباسل أصلان من كلية الطب البشري، وحازم بطيخ (تعليم مفتوح) بعد اعتقالهم على حاجز للجوية بتهمة إسعاف مصابي المظاهرات»، مشيرة إلى مقتل شابين آخرين هما محمد العيسى وإبراهيم حماش في مدينة الباب في حلب. في موازاة ذلك، تابعت قوات الأمن السورية قصفها لمناطق عدة في حمص، فاستهدف قصف عنيف بالرشاشات وراجمات الصواريخ مدينة الرستن في ريف حمص، مع استمرار انقطاع سبل الحياة كافة من ماء وكهرباء وغاز وخبز ووسط تحليق للطيران السوري بسماء المدينة. وأفادت لجان التنسيق المحلية بانفجار عنيف هز جورة الشياح، في ظل استمرار القصف العنيف منذ خمسة أيام على دير بعلبة بالمدفعية والهاون والرشاشات الثقيلة.
وفي ريف دمشق، أعلن مجلس قيادة الثورة عن استمرار حصار مدينة دوما أمس لليوم التاسع على التوالي مع استمرار القصف وعمليات نزوح الأهالي من المدينة، بعد الخراب والدمار الذي أحدثته مدفعية الجيش النظامي خلال قصفها للمدينة.وقامت «كتيبة النور»، من الكتائب الثائرة المقاتلة، بمهاجمة مخزن للسلاح في منطقة النبك في ريف دمشق الموالية للنظام، حيث أسرت 11 من الجنود النظاميين، وأعلنت «قتل وأسر كل من كانوا في الموقع، بالإضافة إلى الاستيلاء على السلاح والانسحاب من دون إصابات»، بحسب المرصد.
وفي عربين، اقتحمت قوات الأمن والشبيحة المدينة من جهة زملكا بأعداد كبيرة، بالتزامن مع وصول تعزيزات أمنية جديدة حاصرت معظم أحياء المدينة في ظل حملة اعتقالات ومداهمات وعمليات تخريب للممتلكات العامة والخاصة وإغلاق مداخل المدينة ومخارجها كافة. أما في إدلب، فقد قصفت قوات الأمن السورية بلدة حاس مستهدفة المنازل، مما أدى إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل، كما تعرضت مدينة أريحا لقصف عنيف من قبل قوات النظام. وأفادت «لجان التنسيق» بمقتل كل من صبحي بن محمد قرقور، ومحمد بن إبراهيم قرقور، ونوار بن طالب قرقور، وأحمد بن غازي قرقور، ومحمد بن نصير قرقور، ومحمد بن نصر قرقور، ونضال زاكي قرقور برصاص قوات النظام أثناء قطفهم محاصيل زراعية في أريحا. وفي معرة النعمان، حلق الطيران الحربي بكثافة في سماء المدينة التي تعرضت لقصف من حاجز المواصلات، أدى إلى انهيار عدد من الأبنية. وفي درعا، أشارت «لجان التنسيق» إلى العثور على جثتي أحمد البردان ومحمد أحمد الزعبي مرميتين على طريق يصل درعا بطفس. وفي اللجاة، قتل المجند المنشق معاذ علي الصالح برصاص جيش النظام. وفي حماه، اقتحمت قوات النظام حي الحميدية، حيث شنت حملة مداهمات وتفتيش للمنازل.
إلى ذلك، رأى مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، أن «هذه حرب»، تعليقا على عدد القتلى الذين يسقطون كل يوم ويتجاوز المائة، مشيرا إلى أن الأسبوع الجاري هو «من أكثر الأسابيع دموية» منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس (آذار) 2011، وأدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص.
اجتماعات تمهيدية للمعارضة السورية في بروكسل بغياب المجلس الوطني والإخوان
العربي يبحث الملف في لوكسمبورغ.. وتوقع توسيع العقوبات الأوروبية ضد دمشق
بروكسل: عبد الله مصطفى
عقدت أمس اجتماعات بحضور 50 شخصية سورية معارضة في العاصمة البلجيكية بروكسل من أجل توحيد جهود المعارضة السورية والتمهيد لاجتماع القاهرة المقرر عقده في مطلع الشهر المقبل. غير أن الاجتماع عقد بغياب المجلس الوطني السوري، أحد أبرز أطراف المعارضة السورية، والإخوان المسلمين.
وكان قادة المعارضة السورية قد بحثوا خلال اجتماع موسع في إسطنبول مؤخرا توحيد رؤية أقطاب المعارضة حول المرحلة المقبلة في سوريا وكيفية تشكيل جبهة موحدة في مواجهة تصاعد النزاع المسلح. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تقوم بالتحضير لمؤتمر القاهرة الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل، تحت رعاية جامعة الدول العربية.
وتنقسم المعارضة السورية حول طلب التدخل العسكري الخارجي من عدمه وحول إجراء حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد أم لا.
وعقد العشرات من ممثلي فصائل المعارضة السورية اجتماعات خلف الأبواب المغلقة في أحد أكبر فنادق العاصمة البلجيكية بروكسل أمس. وقال الناشط السوري المعارض ربيع شعار إنه «اجتماع مغلق يهدف إلى المصارحة والمصالحة وتقريب وجهات النظر بين الفصائل كافة، وليتعرف الجميع على نقاط الالتقاء وإيجاد حلول لنقاط الخلاف».
وقالت مصادر مقربة من الاجتماعات إنها تضم فصائل المعارضة في الداخل والخارج وإن الاجتماعات ربما تستغرق يومين على هامش ملتقى حوران للمواطنة، وتحت إشراف الاتحاد الأوروبي، وبحضور ممثلين عن الجامعة العربية ومندوب عن ناصر القدوة مساعد كوفي أنان المبعوث العربي والدولي للملف السوري.
ويهدف الاجتماع إلى تحقيق اتفاق على آليات المرحلة الانتقالية في إطار الإجابة عن سؤال يتعلق بمرحلة ما بعد بشار الأسد، وحسب المصادر نفسها تسعى الأطراف المشاركة في اجتماع بروكسل، إلى التحضير الجيد لاجتماعات القاهرة تحت مظلة الجامعة العربية، التي ستكون مخصصة لإعداد برنامج موحد للمعارضة السورية توقع عليه فصائل المعارضة السورية للرد على ما يوجهه المجتمع الدولي من انتقادات للمعارضة بدعوى تشرذمها، حسب ما ذكر المعارض السوري هيثم المالح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام قليلة من انعقاد الاجتماعات.
ويرى البعض أنها ستكون فرصة للمعارضة لتعرض صورة مبدئية للتوحد ستطرح على مؤتمر «أصدقاء سوريا» في باريس في السادس من يوليو (تموز) المقبل، وتقديم إطار سوري معارض أوسع.
وقال سمير عيطة، عضو هيئة التنسيق الوطني والمشارك في اجتماعات المعارضة السورية ببروكسل أمس والتي تستمر اليوم أيضا، إنه حضر الاجتماع بصفته عضوا في اللجنة التحضيرية لمؤتمر توحيد الجهود المقرر أن ينعقد في القاهرة مطلع الشهر المقبل، وحتى تصب الجهود في نفس الاتجاه. وأضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط» أن «مناقشات اليوم الأول (أمس) شهدت الاتفاق على بعض الأمور ومنها الإجابة عن أسئلة تتعلق بماذا يجب أن يحتوي عليه العقد الاجتماعي والسياسي لرؤية سوريا المستقبل وما يجب الاتفاق عليه بين القوى السياسية للمعارضة السورية في المرحلة الانتقالية قبل رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد ومرحلة ما بعد الأسد».
وعن حضور الفصائل المختلفة للمعارضة، قال عيطة إن البعض جاء مقر الفندق مثل ممثلي المجلس الوطني والإخوان المسلمين ولكنهم لم يحضروا الاجتماع، مشيرا إلى ما سماه بـ«المواقف المتناقضة، حيث أكد البعض في إسطنبول على حضوره إلى بروكسل وبعد وصولهم إلى الاجتماع قالوا إنهم لن يحضروا»، لكنه أضاف «أتوقع أن تكون الأجواء في القاهرة أكثر إيجابية من الأجواء في بروكسل».
بدورها، قالت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، إنها لم تشارك في مؤتمر بروكسل لأن المجلس لم يتلق دعوة رسمية، بحيث وجهت الدعوات إلى أعضاء محددين من دون علم الأعضاء الآخرين ولم تشمل الدعوة رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا. وذكرت أن الأعضاء الذين تسلموا الدعوة، وهم أحمد رمضان وجورج صبرا ومطيع البطين، «قد اعتذروا عن عدم المشاركة»، لافتة إلى أنه «سبق لوفد من المجلس الوطني أن التقى يوم الثلاثاء» الماضي ممثلين عن الاتحاد الأوروبي أكدوا دعم المجلس في جهوده كافة.
إلى ذلك، يحتل ملف الأوضاع في سوريا حيزا في مناقشات وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم، وحسب مصادر دبلوماسية في بروكسل، يجري الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي محادثات مع الأوروبيين على هامش الاجتماعات في لوكسمبورغ وتتناول الملف السوري وعملية السلام في الشرق الأوسط.
ويتوقع أن يوافق الوزراء على توسيع العقوبات على النظام السوري والمتعاونين معه، وذلك حسب ما أعلنه هوغو ميغاريللي رئيس قسم الشرق الأوسط في إدارة الشؤون الخارجية بالمفوضية الأوروبية. ومن المنتظر أن تشمل العقوبات كيانات وشخصيات لها علاقة بالنظام، ويقول مايكل مان المتحدث باسم كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية، إن الاتحاد الأوروبي متمسك بالاستمرار في فرض العقوبات على النظام السوري طالما استمرت أعمال العنف والقتل للمدنيين السوريين.
الاتحاد الاوروبي يفرض عقوبات جديدة على سوريا
نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته، أن سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد اتفقوا على مجموعة جديدة من العقوبات على سوريا تستهدف شركات، وتوسع نطاق الحظر المفروض على تصدير أسلحة الى هذا البلد، مشيراً إلى أن الاتفاق سيصادق عليه وزراء خارجية دول الاتحاد خلال اجتماعهم اليوم في لوكسمبورغ.
وأوضح المصدر أن هذه الدفعة الجديدة من العقوبات، والتي سبقتها 15 دفعة مماثلة في غضون عام واحد، ستضيف إلى المؤسسات المدرجة على القائمة الاوروبية لتجميد الاصول ومنع الحصول على تأشيرات دخول إلى دول الاتحاد، ست مؤسسات وإدارات، إضافة إلى شخص واحد، كما ستتضمن الدفعة شمول التأمينات على شحنات الأسلحة إلى سوريا في الحظر المفروض على بيع الأسلحة إلى سوريا.
(أ.ف. ب.)
“النهار” عن ناشط سوري أرثوذكسي: مجموعة “شبيحة المسيح” التابعة للنظام تعتدي على المسيحيين المعارضين
نقلت صحيفة “النهار” عن أحد الناشطين السوريين الأرثوذكس إشارته إلى أن “المواقف المؤيدة للنظام السوري انما تصدر عن الاسقف ل. خ. تحديداً، في حين ان الكنيسة ككل جامع لا تريد للأساقفة ان يرتبطوا بأي حالة سياسية معينة، ادراكاً منها لدقة الوضع السوري وحراجته، ومن منطلق حرصها على افضل العلاقات مع المسلمين، وهي لا تريد لمواقف بعضهم المتطرفة ان تؤثر في أي شكل في المجموعة وتسيء الى تاريخ من الاخوة والعيش المشترك مع المسلمين في ارجاء العالم العربي، فالارثوذكس كانوا ولا يزالون من رواد القومية العربية والنضال من اجل القضية الفلسطينية ومواجهة اسرائيل”.
وأضاف الناشط ان “الكلام عن دعم مسيحي للنظام السوري غير دقيق”، مشيرًا الى “المجموعة الميليشياوية التي اسسها النظام واطلق عليها اسم “شبيحة المسيح” مؤكداً أنها “عبارة عن مجموعتين من مناصري البعث والاجهزة في دمشق ومنطقة وادي النصارى في شمال سوريا”، ويروي أن هذه الميليشيا البعثية “تنحصر مهمتها في الاعتداء على المسيحيين المعارضين والتصدي لاي تحرك مسيحي سوري، وان رجال الدين الارثوذكس والموارنة في وادي النصارى مدركون جداً لما يجري وبادروا الى التصدي لهذه المجموعة، في حين ان الامور مختلفة في العاصمة السورية حيث يجاهر الاسقف ل. خ. بدعمه للنظام السوري ويسانده الشبيحة في ذلك”.
وأكد الناشط ان “غالبية المسيحيين في سوريا ممن يطلبون العيش بأمان وهدوء وسلام مع كل مكونات الشعب السوري من دون اي تمييز، ومن يجاهرون بتأييدهم للنظام في شكل ظاهر هم قلة، في حين ان قسماً لا يستهان به يقف في صف المعارضة، وخصوصاً على مستوى الشباب والمثقفين والفنانين، وفي صفوف اليسار التقليدي والمستقلين”.
وعما يحكى عن تهجير في حمص، فششدد الناشط على ان “المسيحيين نزحوا عن المدينة اسوة بقسم كبير من اهلها نتيجة للقصف المدفعي العنيف والنقص في التموين”. اما الكلام على بيوت احتلت فيؤكد انه “مضخم، والأمر يتعلق بنحو 15 منزلاً، ولا يعود امتلاكها الى كون أصحابها مسيحيين بل لانها اتخذت مواقع عسكرية، وعلى ذمة الناشط ان عدداً من الكهنة الارثوذكس لا يزالون صامدين في حمص مع عدد من الرجال المتقدمين في السن وان البطريركية الارثوذكسية ترسل اليهم مؤناً توزع على جميع المواطنين في نطاق الرعايا، علماً ان البطريركية تملك خبرة كبيرة في عمليات الامداد ولديها طاقم بشري واداري مؤهل ولديها تفويض من هيئات اغاثة مسيحية عدة، وذلك استناداً الى الخبرة التي اكتسبتها من تعاملها مع اللاجئين العراقيين”.
وختم الناشط بالاشارة الى ان “ما قيل عن عمليات تهجير، يتناقض مع واقع العلاقات الممتازة القائمة بين المسلمين والمسيحيين في دمشق وريفها وحمص وريفها واللاذقية”، لافتًا إلى “بلدات محردة والسقيلبية وكفربعم التي يسكنها على قوله ألوف من السوريين المسيحيين يقيمون افضل العلاقات مع جيرانهم المسلمين”.
تسعون قتيلا بسوريا والقصف متواصل
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن تسعين شخصا على الأقل قتلوا على أيدي قوات النظام، معظمهم في حلب ودير الزور وإدلب. وقال ناشطون إن القصف متواصل على مدن وبلدات بمختلف مناطق سوريا، ونبه آخرون إلى أن دير الزور أصبحت مدينة منكوبة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى 59 مدنيا، جراء الاشتباكات والقصف الذي تقوم به القوات النظامية في محافظات مختلفة.
وأوضح المرصد في بيان أن 11 مدنيا قتلوا في محافظة حمص كما قتل 21 مدنيا في دير الزور وأربعة في ريف دمشق وسبعة في حلب وعشرة في إدلب وخمسة في درعا، إضافة إلى مدني واحد في اللاذقية.
كذلك قتل أربعة منشقين في دير الزور وريف درعا، فيما قتل 28 جنديا في القوات النظامية على الأقل في اشتباكات في إدلب وحلب ودير الزور وريف دمشق.
وتتعرض دير الزور حتى فجر اليوم الاثنين لقصف كثيف وإطلاق نار متواصل بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة في أغلب أحياء المدينة، حسب ناشطين أفادوا أنها منذ يومين تعيش تحت وابل من القذائف لا يستثني أحدا.
مدينة منكوبة
ووصفت لجان التنسيق مدينة دير الزور بأنها منكوبة وبحاجة للإعانة الطبية ودخول مسعفين إليها بعد معارك عنيفة بين قوات النظام والجيش السوري الحر، وقال ناشطون إن القوات الحكومية استخدمت الدبابات والمدفعية والمروحيات في الهجوم على المدينة.
وأفاد ناشطون بتعرض بلدات بريف حلب لقصف من قبل الجيش النظامي كما واصلت قوات النظام قصفها حمص القديمة وريف حمص وبلدات بدرعا، وريف إدلب. ويتحدث ناشطون عن نزوح الأهالي من بلدة دوما وعن اعتقالات في زملكا وعربين بريف دمشق.
وقد تعرضت بلدات ومدن سورية لهجمات بالدبابات والمدفعية وأوقع القصف العشوائي عددا كبيرا من القتلى والجرحى بين المدنيين، كما هددت قوات النظام الأهالي بهدم بيوتهم على رؤوسهم إن لم يستسلم مقاتلو الجيش الحر وفقا لشبكة شام الإخبارية.
ففي درعا قصفت قوات النظام منطقتي العباسية والمنشية، كما هز انفجار قوي مدينة الحراك، وتعرضت بلدة معربة لقصف بقذائف الهاون، واقتحمت قوات الأمن والجيش بلدة موثبين وشنت حملة دهم واعتقالات عشوائية وإهانة المواطنين.
وأضافت الشبكة أن اشتباكات وقعت بين الجيش الحر والقوات النظامية في ريف إدلب، واستهدف قصف مدفعي عنيف مدينة كفرنبل، كما قتلت قوات النظام سبعة فلاحين من أسرة واحدة كانوا يحصدون محصولهم.
وفي محافظة حمص تعرضت مدينتا تلبيسة والرستن لقصف عنيف مستمر منذ أسبوعين على الأقل، كما قصفت قرية الزعفران بالصواريخ، وتعرض حي الربيع العربي وأحياء حمص القديمة لقصف بالمروحيات.
ولا تزال بلدات عدة في دير الزور منها الصبحة والدحلة تتعرض لقصف عنيف، شأنها شأن مدينة سلمى في ريف اللاذقية. وفي حلب تعرضت بلدات الأتارب وعندان وحيان ودارة عزة وقرية قبتان الجبل لقصف من قبل الجيش النظامي.
رواية النظام
من جهة أخرى قالت مصادر في النظام السوري إن “قوات حفظ النظام في سورية قامت بتوجيه ضربات موجعة للمسلحين في دير الزور شرق سوريا، حيث سقط منهم حتى مساء اليوم الأحد 121 قتيلاً”.
وقال مصدر رسمي رفيع لوكالة يو بي آي إن “قوات حفظ النظام علمت بنية مجموعة إرهابية في دير الزور مهاجمة محطة المحروقات العسكرية فكمنت لها قرب مقبرة الشهداء واشتبكت معها مما أدى إلى مقتل أربعين إرهابياً” ومصادرة أسلحتهم.
وتابع المصدر أن “قوات حفظ النظام بدير الزور اشتبكت مع مجموعة إرهابية أخرى يترأسها خضر العاصف مما أدى إلى مقتله مع 14 إرهابيا ومصادرة الأسلحة التي كانت بحوزتهم”. ومنها قاذفات آر بي جي وقناصات وأسلحة فردية.
وأضاف المصدر الذي لم تسمه الوكالة أن قوات النظام قتلت في حي الجبيلة بدير الزور نحو ستين مسلحا من المجموعات المسلحة، وأقر بأن سيارة نقل عسكرية كبيرة ومدرعتين دمرت في دوار المدلجي وسط المدينة.
إدانة دولية لإسقاط الطائرة التركية
لقي إسقاط سوريا للطائرة التركية الجمعة الماضية إدانة أميركية وأوروبية، وقد أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن عقد لقاء تشاوري بعد غد الثلاثاء لبحث هذه القضية بناء على طلب تركي.
فقد وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إسقاط الطائرة بأنه “وقح وغير مقبول”، وتعهدت بالعمل مع أنقرة للخروج برد مناسب.
وقالت في بيان مكتوب إن “ذلك مثال آخر على استهتار السلطات السورية السافر بالأعراف الدولية والحياة البشرية والسلام والأمن”.
وأكدت كلينتون دعم بلادها للحكومة التركية وتضامنها مع الشعب التركي، مشيرة إلى أنها ستبقى على اتصال مستمر مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو، وأنها ستعمل مع تركيا والشركاء الآخرين “لمحاسبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد”.
ونددت روما الأحد بالتصرف “الخطير وغير المقبول” للنظام السوري، وأكدت مشاركتها في اجتماع الناتو الذي سيناقش الثلاثاء في بروكسل هذه القضية بناء على طلب أنقرة.
وأعرب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي عن “استنكاره الشديد وإدانته”، وقال إن إيطاليا ستشارك في اجتماع الناتو التشاوري.
من جانبها دانت بريطانيا بشدة ما سماه وزير خارجيتها وليام هيغ العمل السوري “الشائن”، وقال إن بلاده مستعدة لاتخاذ موقف قوي في مجلس الأمن ضد سوريا.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فقد أشاد بمستوى ضبط النفس الذي قال إن تركيا تحلّت به. وأعرب عن قلقله البالغ من التداعيات الخطيرة المحتملة للحادث على المنطقة.
اجتماع تشاوري
وكانت المتحدثة باسم الناتو وانا لونجيسكو قالت إن تركيا “طلبت التشاور بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن لإنشاء حلف شمال الأطلسي، وبموجب هذه المادة تستطيع أيّ من دول الحلف أن تطلب التشاور في أي وقت إذا تعرضت وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد”. كما ينص ميثاق الحلف -الذي تعتبر تركيا من أهم أعضائه- على الدفاع عن أي بلد يتعرض لهجوم.
وحذرت تركيا مؤخرا من أنها قد تلجأ إلى المادة الخامسة من معاهدة الحلف التي تنص على مثل هذا التحرك بعد أن أطلقت القوات السورية النار باتجاه الأراضي التركية.
وكان أوغلو قد اجتمع في وقت سابق بالمسؤولين العسكريين والاستخباريين الأتراك، وهاتف قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لإبلاغهم بالتقييم التركي لما حدث.
وكان الرئيس التركي عبد الله غل قال السبت إن الطائرة ربما خرقت فعلا الأجواء السورية لكن عن غير قصد. وحذر من أنه “يجب أن لا يخامر أيا كان الشك في إجراءات الرد التي ستتخذ إن لزم الأمر”. ولم يحدد ماهية الرد، لكن وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي فاروق شيليك قال إنها قد تتخذ شكلا دبلوماسيا أو أشكالا أخرى.
وقد أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الموقف النهائي لتركيا سيعلن بعد انتهاء التحقيق في الحادث. واجتمع أردوغان بالمسؤولين الأمنيين الأتراك مرتين في أقل من 24 ساعة، كما يلتقي اليوم قادة أحزاب المعارضة.
وفي وقت سابق أعلنت أنقرة أنها تمكنت من تحديد إحداثيات الطائرة التي أسقطتها سوريا على عمق 1300 متر تحت سطح البحر في المياه السورية، لكنها لم تعثر على الطائرة نفسها.
أهم الانشقاقات العسكرية إبان ثورة سوريا
منذ الأسابيع الأولى للثورة السورية -التي اندلعت في منتصف مارس/آذار 2011- توالت الانشقاقات عن الجيش السوري، حيث بدأت بأحد المجندين إلى أن وصلت إلى رتب عسكرية رفيعة. التقرير التالي يستعرض أهم هذه الانشقاقات.
– 23 أبريل/نيسان 2011: المجند في الحرس الجمهوري في قيادة قاسيون وليد القشعمي يعلن انشقاقه في تسجيل مصور بثه ناشطون سوريون على الإنترنت، وقال في التسجيل إنه رفض هو وبعض زملائه إطلاق النار على متظاهرين في بلدة حرستا بريف دمشق، وألقوا أسلحتهم وهربوا وحماهم المتظاهرون.
– 7 يونيو/حزيران 2011: الضابط في الجيش السوري برتبة ملازم أول عبد الرزاق طلاس يعلن انشقاقه بسبب ما سماها “الممارسات غير الإنسانية واللاأخلاقية”. ودعا الضابط في تسجيل مصور زملاءه العسكريين إلى “الانحياز لمطالب المواطنين”.
– 9 يونيو/حزيران 2011: المقدم حسين هرموش يعلن انشقاقه عن الجيش السوري بعد حملة على مدينة جسر الشغور. وقال في تسجيل مصور إنه انشق بسبب “قتل المدنيين العزل من قبل أجهزة النظام”. وهرب هرموش إلى محافظة إدلب حيث بدأ في تنظيم قوات المنشقين عن الجيش السوري، وأعلن بعد ذلك تأسيس “حركة لواء الضباط الأحرار”، ووجَّه نداءً إلى ضباط الجيش والجنود للانشقاق والالتحاق بحركته.
فر هرموش في وقت لاحق إلى تركيا واستقرَّ بها، وبدأ يدير منها عمليات لواء الضباط الأحرار، وفي نهاية أغسطس/آب 2011 اختفى في ظروف غامضة، وفي وقت لاحق تم الإعلان أن قوات الأمن السورية تمكنت من القبض عليه وتهريبه إلى الأراضي السورية مع 13 منشقين آخرين.
– 17 يوليو/تموز 2011:
* تسجيل على شبكة الإنترنت يظهر النقيب رياض أحمد وهو يعلن انشقاقه عن الجيش السوري، وهو من الفوج 45 من القوات الخاصة وقائد السرية الأولى من الكتيبة 974.
* ناشطون سوريون يبثون صورا على مواقع الإنترنت تظهر ثلاث دبابات قالوا إن طواقمها انشقوا عن الجيش السوري في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور.
– 31 يوليو/تموز 2011: العقيد رياض موسى الأسعد يعلن انشقاقه رفقة مجموعة من ضباط الجيش السوري، وقد أسسوا “الجيش السوري الحر”، وحددوا له هدفا هو إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وحماية الثورة.
ودعا الأسعد “كل الضباط والجنود الشرفاء” في الجيش السوري للانضمام إلى المنشقين، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن المنشقين معه يعدون بالمئات.
– 29 أغسطس/آب 2011: المقدم عبد الستار يوسف يعلن في تسجيل مصور بثه ناشطون على الإنترنت انشقاقه عن الجيش مع مجموعة من ضباط الصف والعناصر والتحاقهم بالثورة.
– 23 سبتمبر/أيلول 2011: الهيئة العامة للثورة السورية تعلن انشقاق عشرات الجنود مع عتادهم في جسر الشغور، كما تحدث الناشطون عن انضمام 32 جنديا سورياً إلى كتيبة عسكرية منشقة في دير الزور.
– 24 سبتمبر/أيلول 2011:
* الرائد المظلي في الحرس الجمهوري ماهر إسماعيل الرحمون النعيمي يعلن انشقاقه احتجاجا على “قمع الجيش القاتل والنظام الفاقد للشرعية الذي عاث فسادا وسفك الدماء وقتل الأبرياء”، حسب ما قاله في شريط بث على الإنترنت. كما انشق 15 عنصرا من الجيش في مدينة القصير ودمروا أربع آليات عسكرية، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية.
* إعلان حركة الضباط الأحرار انضمامها إلى الجيش السوري الحر، وتشكيل المجلس العسكري.
– 1 أكتوبر/تشرين الأول 2011: أعلن في حمص تشكيل المجلس العسكري للكتائب المنشقة عن الجيش السوري, ويتألف من سرايا تحمل اسم خالد بن الوليد، وتضم سرايا فرعية تحمل اسم النشامى وحمص وأحرار تلبيسة وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري.
– 3 أكتوبر/تشرين الأول 2011: ناشطون يقولون إن 19 عسكريا انشقوا ومعهم عتادهم في جبل الزاوية بإدلب.
– 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011: الهيئة العامة للثورة السورية تتحدث عن انشقاق ثلاثين عسكريا عند المدخل الشمالي لبلدة القصير قرب حمص، مشيرة إلى تبادل لإطلاق النار بين الجنود المنشقين وقوات الأمن.
كما قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن نحو عشرين جنديا هربوا عبر البساتين في المنطقة، مؤكدا أن 17 شخصا أصيبوا أيضا في اشتباكات مسلحة بين عسكريين منشقين والقوات النظامية في بلدة حاس بمحافظة إدلب عند الحدود بين سوريا وتركيا.
– 28 أكتوبر/تشرين الأول 2011: انشقاق نحو مائة عسكري في مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب، حسب ما قاله ناشطون.
– 1 ديسمبر/كانون الأول 2011: انشقاق نحو 20 عسكريا عن الجيش في مدينة تلكلخ بمحافظة حمص، وفق إفادات ناشطين سوريين.
– 4 ديسمبر/كانون الأول 2011: ناشطون يؤكدون لوكالة رويترز أن أكثر من 12 عنصرا من المخابرات الجوية السورية انشقوا وتمكنوا من الفرار من مركزهم في مدينة إدلب والهرب إلى تركيا. وأضاف الناشطون أن نحو عشرة أشخاص قتلوا أو أصيبوا في اشتباك بين عناصر من المخابرات الفارين وبين ملاحقيهم من المخابرات والجيش.
– 11 ديسمبر/كانون الأول 2011: صحيفة صنداي تلغراف تنقل عن الرائد المنشق هيثم محاميد -الذي فر قبل أسبوع من هذا التاريخ إلى لبنان- قوله إن ستة من الجنود ينتقلون يوميا إلى الحدود اللبنانية للانضمام إلى الجيش السوري الحر، وأنه على قناعة بأن 80% من الفرقة المؤلفة من ثلاثة آلاف عنصر والتي كان يعمل فيها يودون الانشقاق، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بعد.
– 16 ديسمبر/كانون الأول 2011: أعلن عدد من الجنود والضباط في جبل الزاوية بمحافظة إدلب انشقاقهم عن الجيش وتشكيل كتيبة شهداء جبل الزاوية، لتنضم إلى الجيش السوري الحر.
– 17 ديسمبر/كانون الأول 2011: انشقاق أكثر من ثلاثين عنصرا عن الجيش في حقل الرمي التابع للفرقة الخامسة، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين. وفي جسر الشغور انشق عدد من الجنود في حي الساقي، وحصل تبادل إطلاق نار بينهم وبين الجيش السوري عند الصومعة، بحسب ما نقلته الهيئة العامة للثورة السورية.
– 6 يناير/كانون الثاني 2012: لجان التنسيق المحلية تعلن انشقاق ثمانية عناصر من فرع الأمن العسكري في تدمر بحمص.
– 9 يناير/كانون الثاني 2012:
* أعلن ما لا يقل عن تسعة عسكريين في درعا انشقاقهم، بالتزامن مع مقتل تسعة من جنود الجيش السوري في مواجهات مع المنشقين. وفي حماة وسط البلاد أعلن العقيد عفيف محمود سليمان -من فرقة الإمداد والتموين بالقوات الجوية التابعة للجيش السوري- انشقاقه مع خمسين عسكريا.
* العميد مصطفى أحمد الشيخ يعلن انشقاقه عن الجيش وانضمامه إلى الحركة الاحتجاجية، في تسجيل مصور بث على موقع يوتيوب بعد فراره إلى تركيا. واتهم العميد المنشق الجيش السوري بارتكاب جرائم ومجازر في حق الشعب السوري.
– 17 يناير/كانون الثاني 2012: المرصد السوري لحقوق الإنسان يقول إن خمسة جنود قتلوا حين حاولوا الانشقاق على الجيش السوري خلال اشتباك مع مسلحين في محافظة إدلب، وأضاف أن 15 جنديا تمكنوا من الانشقاق.
– 29 يناير/كانون الثاني 2012: لجان التنسيق المحلية تعلن انشقاق ضابط في ريف دمشق برتبة عميد مع ثلاثمائة من عناصر الجيش وانضمامهم إلى الجيش الحر.
– 15 فبراير/شباط 2012: العقيد الركن بسام الشيخ علي يعلن في الرستن انشقاقه عن القوات الخاصة، الفوج 41، وانضمامه للجيش السوري الحر، نظرا “للانتهاكات اللاإنسانية التي يرتكبها جيش الأسد بحق المدنيين العزل”، حسب ما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على الإنترنت.
– 20 فبراير/شباط 2012: مدير المدرسة العسكرية الجوية في حلب العميد الركن فايز عمرو يعلن انشقاقه عن الجيش السوري وانضمامه إلى الجيش السوري الحر، بسبب “خروج المؤسسة العسكرية عن أداء واجبها الوطني وتحولها إلى الدفاع عن النظام”.
كما أعلن عشرات الضباط والجنود في محافظة إدلب انشقاقهم عن الجيش السوري وانضمامهم للجيش السوري الحر، ورددوا شعارات تؤيد الثورة حتى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
– 22 فبراير/شباط 2012: أعلن نحو خمسمائة ضابط وعسكري انشقاقهم عن الجيش السوري وتأسيس كتيبة تحمل اسم “درع الشمال” في الجيش السوري الحر “للدفاع عن المدنيين” في مدينة معرة النعمان وريفها بمحافظة إدلب.
– 4 مارس/آذار 2012: الهيئة العامة للثورة السورية تقول إن 47 جنديا سقطوا برصاص قوات الأمن لدى محاولتهم الانشقاق عن الجيش النظامي في مطار أبو الظهور العسكري بإدلب.
– 4 مارس/آذار 2012: ناشطون سوريون يبثون على الإنترنت صورا تبين انشقاق قائد سريّة الهاون في الفرقة 14 الرائد المظلي أنس عبد الرحمن علو، مع مجموعة أخرى من صف الضباط. وقال الرائد علو إنه انشق عن الجيش النظامي بسبب ما وصفه بزج القوات الخاصة في مواجهة الشعب السوري الأعزل، معلنا انضمامه إلى الجيش السوري الحر.
– 7 مارس/آذار 2012: العقيد الركن عدنان قاسم فرزات من مرتبات قيادة المنطقة الوسطى يعلن انشقاقه عن الجيش السوري وانضمامه للجيش الحر، وقال إنه انضم لقوات المعارضة اعتراضا على قصف بلدته الرستن بالمدفعية، مؤكدا -في تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب- أن “هذا ليس من أخلاق الجيش السوري”.
– 9 مارس/آذار 2012: مراسل الجزيرة على الحدود التركية السورية يفيد بانشقاق أربعة ضباط برتبة عميد وأربعة آخرين برتبة عقيد. كما بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت تظهر تشكيل كتيبة جديدة تابعة لقيادة الجيش الحر بمدينة حرستا بريف دمشق.
وقال الملازم خالد الحمود -وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر- إن الضباط العمداء هربوا إلى معسكر للمنشقين على الجيش السوري في جنوب تركيا، وقال -لرويترز بالهاتف من تركيا- إنه بانشقاق هؤلاء الضباط يرتفع إلى سبعة عدد الضباط الذين يحملون رتبة عميد والذين انشقوا على الجيش.
– 10 مارس/آذار 2012: صحيفة وول ستريت جورنال تنقل عن قادة في المعارضة قولهم إن ما لا يقل عن خمسين ضابطا انشقوا عن الجيش خلال أسبوع. وشملت هذه الموجة من الانشقاقات -وفق قادة كبار من الثوار- ستة برتبة عميد، وأربعة برتبة عقيد، وامرأة برتبة ملازم أول.
– 12 مارس/آذار 2012: وكالة أنباء الأناضول التركية تقول إن عشرة ضباط سوريين بينهم عمداء وعقداء انشقوا عن الجيش السوري ولجؤوا إلى تركيا.
– 27 مارس/آذار 2012: ناشطون سوريون يقولون إن جنودا انشقوا بدباباتهم في مضايا بريف دمشق، مما دفع الجيش إلى قصف المدينة، حسب قولهم.
– 29 مارس/آذار 2012: حصلت الجزيرة على تسجيل مصور يعلن فيه العميد الركن زياد فهد عضو الهيئة التدريسية في كلية الحرب العليا السورية انشقاقه عن الجيش النظامي، وبرر انشقاقه بـ”انحراف الجيش عن مساره، وتحوله إلى جيش يدافع عن النظام السوري”. وأظهرت صور أخرى بثت على الإنترنت انشقاق العميد الركن عدنان محمد الأحمد، رئيس فرع الاستطلاع في قيادة المنطقة الشمالية، وانضمامه للجيش السوري الحر.
– 28 أبريل/نيسان 2012: المركز الإعلامي السوري يقول إن اشتباكات دارت قرب القصر الرئاسي في مدينة اللاذقية شمال سوريا بين جنود الجيش النظامي ونحو ثلاثين ضابطا وجنديا منشقين. وجاءت تلك الاشتباكات بعد أن أعلن انشقاق الجنود في قرية برج السلام قرب القصر الجمهوري.
– 4 مايو/أيار 2012: ناشطون يقولون إن عددا من الجنود انشقوا في مدينة الضمير بريف دمشق، واشتبكوا مع الجيش النظامي الذي قصف المدينة بشكل مكثف بالمدافع.
– 11 يونيو/حزيران 2012: الهيئة العامة للثورة السورية تقول إن قائد كتيبة الصواريخ 743 لواء 72 ملاك الفرقة 26 في حمص اجتمع بجنوده وضباطه، ومنحهم تسريحا كيفيا وأعطاهم حرية الانصراف إلى بيوتهم أو الانضمام للجيش الحر. وقد اختار 22 جنديا وثلاثة ضباط الانصراف إلى بيوتهم، بينما التحق بالجيش الحر ثمانية جنود وضابطان.
وتكمن أهمية الكتيبة في كونها كتيبة دفاع جوي إستراتيجي للدفاع عن مصفاة حمص، وتحتوي على صواريخ سام 6 وسام 7 وكوبرا، بالإضافة لمضادات طيران وآليات وذخائر متنوعة، وتشكل مركز إمداد لقوات النظام المتمركزة في تلبيسة والرستن.
– 20 يونيو/حزيران 2012: العقيد طيار حسن مرعي الحمادة ينشق عن الجيش السوري ويهرب بطائرة ميغ 21 إلى الأردن ويطلب اللجوء السياسي، والأردن يقبل طلبه.
– 22 يونيو/حزيران 2012: أربعة ضباط هم عميدان وعقيدان يعلنون انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم إلى الجيش الحر.
– 23 يونيو/حزيران 2012: ناشطون أردنيون وسوريون يؤكدون انشقاق ثلاثة طيارين سوريين ووصولهم للأردن.
حادثة الطائرة التركية قد تتطور إلى حرب مع الناتو
القدرات العسكرية التركية تتفوق بكثير على نظيرتها السورية
العربية
لم توضح تركيا الإجراءات التي ستتخذها بحق النظام السوري بعد إسقاط طائرتها في المياه الدولية، لكن في حال لجوء أنقرة للحل العسكري فإنها تملك من القدرات ما يفوق قدرات سوريا بأشواط. فتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي منذ عام اثنين وخمسين، الذي يمتلك قدرات عسكرية ودفاعية ضاربة ومتطورة جداً.
وتأتي تركيا في المرتبة الثانية في الناتو بعد الولايات المتحدة من حيث قواتها العسكرية التي تصل إلى ستمئة واثني عشر ألف عسكري فعلي، وأربعمئة وتسعة وعشرين ألف عسكري احتياطي، بحسب خبراء عسكريين. ما يضعها في المرتبة السادسة عالمياً على لائحة أقوى جيش عددا وعتاداً.
وتملك قواتها البرية أربعة آلاف ومئتين وست وأربعين دبابة، إلى جانب ستة آلاف وستمئة مدرعة، فيما تتوافر لديها ألف وثمان مئة مدفع ذاتي الحركة.
وتركيا صاحبة أكبر قوة بحرية في البحر المتوسط إلى جانب فرنسا، إذ تملك مئتين وخمس وستين سفينة تنطلق من ثماني قواعد بحرية. وتتوزع تلك السفن كالآتي، خمس وخمسون سفينة إنزال بحري، وعشرون سفينة كاسحة للألغام. كما تتوفر لديها ست عشرة غواصة، وتسع عشرة فرقاطة.
ولا تقل القدرات الجوية التركية تطوراً عن غيرها من القوات العسكرية، إذ تملك أنقرة نحو ألف وتسعمئة وأربعين طائرة غالبيتها طائرات حديثة من طراز اف 14 واف 15واف 16، ومن ضمن العدد الإجمالي هناك نحو ثمان مئة وأربع وسبعين طائرة مروحية. فيما تتمتع بمنظومة رادارات فعالة جداً قادرة على رصد أي أهداف في الأجواء.
وتتمثل دفاعاتها الأرضية ببطاريات لصواريخ الباتريوت الأمريكية المتطورة، يصل عددها إلى خمسة آلاف وخمسمئة وسبعة وأربعين بطارية صواريخ مضادة للطائرات. ولدى سلاح الجو التركي نحو تسعة وتسعين مدرجا تستطيع مقاتلاته الانطلاق منها نحو أهدافها.
منطقة محرمة أمر وارد
ويرى الدكتور مصطفى العاني، رئيس برنامج الأمن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث، في حوار مع “العربية” أن تركيا تدرس الآن كافة طرق الرد على حادثة إسقاط طائرتها، غير مستبعد تطور الأمور إلى مواجهة عسكرية، بعد رفع القضة إلى حلف شمال الأطلسي الذي سيجتمع الثلاثاء للتباحث في الموضوع.
وبالنسبة للدكتور العاني، فإن “تفعيل المادة الرابعة من دستور حلف الناتو التي تنص على التشاور حول وقوع عدوان ما على دولة عضو، يمكن أن يتطور إلى تفعيل المادة الخامسة، التي تدعو إلى طلب المساعدة في رد العدوان”.
وبالنظر إلى البيان التركي في الموضوع، والذي أكد أن الطائرة تمت إصابتها وليس إسقاطها في الميل الـ13 ضمن المجال الدولي، فهذا قد يؤدي بتركيا إلى اعتبار الحادثة عملا عدائيا.
وبرأي العاني، فإن تركيا قد تلجأ لإعلان منطقة محرمة على الحد، وهذا يختلف عن منطقة عازلة، ومعناه أنه لن تكون هناك أية تحركات عسكرية لا لسلاح الجو ولا للقوات البرية السورية في هذه المنطقة.
وأشار المتحدث إلى أن الطائرة التي تم إسقاطها استعملت نفس الخط الذي تستعمله الطائرات التركية في طريقها إلى قبرص، فهو خط يسير على المياه الدولية ومقارب للحدود السورية.
الحر والوطني يحذران من مجزرة بحمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
حذر “الجيش السوري الحر”،الاثنين، من هجوم للجيش السوري النظامي على مدينة حمص وحصول “مجزرة كبيرة” فيها، في وقت تواصل القصف على أحياء في المدينة التي تتعرض لـ”حملة إبادة جماعية” على حد وصف المجلس الوطني السوري المعارض، فيما أسفرت أعمال العنف عن مقتل 25 شخصا في مدن سورية عدة.
وقالت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان إن 25 شخصا قتلوا،الاثنين،”في محافظات مختلفة، بينهم 15 قتيلا دفنوا في مقبرة جماعية في سريحين بحماة بالإضافة لطفلين ومجندين منشقين”.
وفيما نقل المجلس “نداء استغاثة” وجهه أهالي حمص إلى العالم لإنقاذهم “قبل فوات الأوان”، أفادت الهيئة العامة للثورة عن “قصف عنيف على حي الحميدية بالصواريخ والمدفعية”.
وفي بيانات عدة أصدرتها، صباح الاثنين، وتلقت وكالة فرانس برس نسخا منها، أشارت الهيئة إلى أن “الانفجارات تهز الحي، وتتصاعد أعمدة الدخان جراء القصف”.
كما لفتت إلى تجدد القصف على حي جورة الشياح في المدينة، وعلى مدينة تلبيسة في محافظة حمص.
وتأتي هذه التحذيرات غداة وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي في سوريا بـ”واحد من أكثر الأسابيع دموية منذ اندلاع الاحتجاجات” على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت أعمال العنف أسفرت الأحد عن مقتل 84 مدنيا برصاص الأمن السوري في مناطق سورية عدة، فيما قتل 27 جنديا نظاميا و6 “جنود منشقين” باشتباكات عنيفة بين الطرفين، حسبما أفاد ناشطون معارضون.
وأظهرت أشرطة فيديو نشرها ناشطون على موقع “يوتيوب” الإلكتروني، دوي القصف على تلبيسة، مع سحب كثيفة من الدخان.
وتوجه المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر في بيان صدر فجر الاثنين إلى “الدول العربية والإسلامية والصديقة والمنظمات الدولية المعنية”، قال فيه إنه “في هذه اللحظات تتعرض مدينة حمص الباسلة لأقوى وأعنف قصف تمهيدي بالصواريخ والمدفعية والدبابات”.
وأشار البيان إلى أن “النظام المجرم يحضر حشودا تقدر بـ100 دبابة في اتجاه القصير- حمص، وفي اتجاه طريق طرطوس-حمص، وفي اتجاه شنشار-حمص، ما يدل بوضوح على نية النظام ارتكاب أعظم مجزرة يشهدها التاريخ”.
وحمّل المجلس “المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته مسؤولية ما حصل وسيحصل” في حمص.
من جانبه، وصف نداء الاستغاثة الذي وزعه المجلس الوطني ما يجري في حمص بأنه “حملة إبادة جماعية” مستمرة “منذ عشرين يوما”.
وقال النداء “إننا نتعرض للقصف المتواصل العشوائي بلا رحمة ولا هوادة من راجمات الصواريخ ومن المروحيات الحربية ومن مدافع الهاون والدبابات والأسلحة الثقيلة”.
وأضاف “إنها جريمة إبادة وتطهير طائفي بأبشع الأدوات والطرق الهمجية”، محملا بدوره العالم مسؤولية تعرض المدينة “للدمار التام وتغيير تركيبتها السكانية”.
وطالب “بالتحرك فورا لإغاثة حمص قبل فوات الأوان، وهو سيفوت قريبا جدا”.
وذكّر النداء بأن هناك نقصا في الطعام والشراب والدواء والمشافي في حمص، مشيرا إلى أن “الصليب الأحمر والهلال الأحمر ممنوعان من الدخول إلى أحيائنا، وجرحانا يموتون بإصابات وأمراض يمكن علاجها بسهولة لو توفر الدواء”.
يشار إلى أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر لم يتمكنا من دخول حمص الأسبوع الماضي لإجلاء المدنيين ونقل المساعدات بسبب حدة القصف والاشتباكات العنيفة.
المعارضة:117 قتيلا بسوريا منهم 27جنديا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أسفرت الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي ومسلحين من المعارضة في مناطق عدة،الأحد، عن مقتل 27 جنديا نظاميا و6 “جنود منشقين”، في حين سقط 84 مدنيا برصاص الأمن السوري في مناطق أخرى، حسبما أفاد ناشطون معارضون.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 26 جنديا قتلوا “فجر” الأحد في اشتباكات مع “الكتائب الثائرة المقاتلة” في محافظات إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) وريف دمشق، بينما قتل جندي نظامي بعبوة ناسفة على طريق أريحا قسطون في إدلب.
من جانبها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل “90 شخصا في محافظات مختلفة، بينهم 7 أطفال و6 سيدات، و5 أشخاص قضوا تحت التعذيب، و6 مجندين منشقين”.
في المقابل ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا الأحد أن القوات الحدودية السورية قتلت عددا من “الإرهابيين” الذين تسللوا عبر الحدود مع تركيا. ولم تعط وكالة الأنباء السورية المزيد من التفاصيل.
وفي ريف دمشق، لفت المرصد في بيان آخر إلى قيام “كتيبة النور من الكتائب الثائرة المقاتلة” بمهاجمة مخزن للسلاح في منطقة النبك في ريف دمشق الموالية للنظام.
وأعلنت هذه المجموعة كما يظهر شريط فيديو وزعه المرصد “قتل وأسر كل من كانوا في الموقع العسكري 710، بالإضافة إلى الاستيلاء على السلاح والانسحاب من دون إصابات”.
وعرض المقاتلون المعارضون الأسرى الـ11، وهم من المجندين.
وكانت لجان التنسيق ذكرت أن منطقة جبل الزاوية في إدلب تعرضت لـ”قصف عشوائي من المروحيات.. لتغطية انسحاب جيش النظام”، في وقت أكدت أن اشتباكات مسلحة اندلعت “عند حاجز جامع الحسن في درعا بعد انشقاق بعض الجنود”.
ويأتي هذا غداة إعلان “الجيش السوري الحر” أسقاط مروحية عسكرية كانت تقصف منطقة تل شهاب بدرعا، بعد اشتباكات مع الجيش النظامي قرب الحدود الأردنية.
وكانت الاشتباكات العنيفة وأعمال القصف تكثفت في أنحاء مختلفة في سوريا، السبت، وخصوصا في دير الزور وحمص وريف دمشق، ما أسفر عن مقتل 131 شخصا، في وقت أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن حكومة جديدة تضم للمرة الأولى حقيبة مصالحة وطنية.
ورأى مدير المرصد السوري في حديث لفرانس برس أن “هذه حرب”، تعليقا على عدد القتلى الذين يسقطون كل يوم ويتجاوز المئة، مشيرا إلى أن الأسبوع الجاري هو “من أكثر الأسابيع دموية” منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس 2011، وأدت إلى مقتل أكثر من 15 الف شخص.
الحكومة التركية تجتمع لبحث حادث الطائرة
يجتمع مجلس الوزراء التركي اليوم الاثنين لبحث حادث إسقاط سوريا طائرة عسكرية تركية، ويعقب الاجتماع اجتماعا يعقده حلف شمال الأطلسي” ناتو” الثلاثاء للاتفاق على رد “على إسقاط الطائرة.”
وقد اتهمت تركيا دمشق بإسقاط الطائرة العسكرية “في المجال الجوي الدولي دون تحذير”.
وقالت أنقرة إن طائرتها المقاتلة كانت في مهمة تدريب من دون سلاح في المجال الجوي الدولي وليس كما اكدت دمشق أن الطائرة كانت تحلق في المجال السوري.
وحذر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو من تحدي الجيش التركي.
ولكن الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قال متحدثا لمحطة تلفزيونية تركية السبت ان سوريا مارست “حقها السيادي” ضد طائرة “مجهولة” اخترقت المجال الجوي السوري مضيفا ان سوريا لم تدرك ان الطائرة كانت تركية وليس لديها “اي نية عدوانية ضد تركيا”.
ووصفت بريطانيا الهجوم فوق شرق البحر المتوسط بانه مشين، وقالت على لسان وزير خارجيتها إنها مستعدة لدعم القيام بعمل قوي في الامم المتحدة، بينما وصفته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأنه “وقح وغير مقبول”، واكدت ان واشنطن ستتعاون بشكل وثيق مع انقره لاحداث تغيير في سوريا.
الا ان الصين دعت الاثنين الاطراف كافة الى توخي الهدوء وضبط النفس.
وقال هونغ لي الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية إن “الصين لاحظت التقارير الاخيرة وهي تتابع التطوارت عن كثب. ان الوضع في الوقت الراهن معقد وحساس جدا، ونحن نأمل ان تتوخى الاطراف كافة اقصى درجات الهدوء وضبط النفس وان تلتزم بالقنوات الدبلوماسية للوصول الى حل مناسب ولتجنب التصعيد.”
“مجموعات إرهابية”
ميدانيا، قال مراسلنا في دمشق إن الاشتباكات تواصلت في الخالدية، وجورة الشياح، ودير بعلبة، وتلبيسة، والسلطانية، وجوبر، والقصير والرستن في حمص، سقط فيها أكثر من 15 قتيلاً.
اما في دير الزور، فقد استمرت الاشتباكات في مناطق الجبيلة والحميدية والعرضي والعمّال والشيخ ياسين، ووصل عدد القتلى إلى 25 وأكثر من 50 جريح من المدنيين. وحتى هذا الوقت، لم يتم العثور على مفتي دير الزور الشيخ عبد القادر الراوي الذي خُطف يوم أمس من قبل مجموعة مسلحة.
وفي حماة، استمرت الاشتباكات في حي الحاضر وطريق حلب، سقط خلالها 5 قتلى، كما استمرت في إدلب في مناطق مختلفة من المحافظة، وسقط 11 قتيلاً من المدنيين.
وقالت مصادر حكومية إنّ عدد قتلى الجيش والأمن يوم أمس الأحد تجاوز الـ 25 قتيلاً.
وفي القاهرة، جدد علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي الاحد دعوته الى ان يفرض مجلس الامن الدولي منطقة حظر جوي فوق سوريا ويشدد عقوباته على النظام السوري وكبار مسؤوليه.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان ذلك جاء في بيان صدر في ختام اجتماع مكتب البرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية استمر يومين.
من ناحية أخرى، أعلنت استراليا الاثنين فرض مزيد من العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وحظرت خصوصا التبادل التجاري في القطاع النفطي والخدمات المالية.
وقال وزير الخارجية الاسترالي بوب كار في بيان ان القيود الجديدة تهدف الى الضغط على النظام السوري ليضع حدا للقمع وتشمل ايضا الاتصالات والمعادن الثمينة.
BBC © 2012