أحداث الاثنين 26 كانون الأول 2011
تحذيرات من «مجازر» في حمص… والمراقبون في الأماكن الساخنة «فورا»
القاهرة – محمد الشاذلي
دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب ، أ ب – قال سكان وناشطون إن أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والقصور والوعر وكرم الزيتون في مدينة حمص، إضافة إلى مدينتي تلبيسة والرستن في محافظة حمص تعرضوا لقصف عنيف وملاحقات امنية عبر الشوارع منذ فجر أمس في ظل مساع محمومة من السلطات للقضاء على اية مظاهر للمقاومة من عناصر منشقة عن الجيش تتخذ من هذه الاحياء في حمص مأوى لها. وتحدث الناشطون عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، فيما حذر «المجلس الوطني السوري» في بيان أمس من «خطر إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية» في حمص. وجاء التصعيد الأمني، فيما يبدأ اليوم وفد المراقبين العرب مهمته في سورية.
وقبل توجه الوفد العربي المكون من 100 شخصية إلى دمشق هذا الصباح، من المقرر ان يلتقي الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي الذي يطلع الأعضاء على تفاصيل مهمتهم وأهدافها والعقبات المتوقعة وكيفية التعامل معها وآليات التواصل مع فرق المراقبة العربية الموجودة على الأرض، ومع غرفة العمليات الخاصة بالأمانة العامة للجامعة في القاهرة.
وكان وفد المقدمة للبعثة برئاسة الأمين العام المساعد في الجامعة السفير سمير سيف اليزل سافر إلى دمشق الخميس الماضي لوضع الإعدادات اللازمة للمراقبين والتنسيق مع الحكومة السورية. وصرح أمين عام المنظمة العربية لحقوق الانسان علاء شلبي والذي رافق وفد المقدمة لـ»الحياة» بأن الوفد ناقش التحضيرات اللوجسيتية مع دمشق، وجرت لقاءات عدة مع فريق فني من الخارجية السورية، واصفاً الأجواء بأنها «ايجابية».
وأكد شلبي أن الجانب السوري وافق على أفكار وفد المقدمة بشأن آليات العمل وتنسيق التحرك وحماية المراقبين وتسهيلات إدارية أخرى.
وقال شلبي إن المراقبين الذين يصلون دمشق اليوم، سينشرون فوراً اعتباراً من مساء اليوم في دمشق، وحمص، وأدلب، وحماة، ودرعا، ثم في مرحلة لاحقة ستصل فرق أخرى بعد أربعة أو خمسة أيام لدعم الفرق الأولى والانتشار في مناطق جديدة هي: دير الزرو، القامشلي، والقطاع الساحلي في طرطوس.
وأوضح شلبي أن وفد المقدمة لم يقسم سورية كمحافظات ولكن مراكز انتشار الفرق وضعت لتغطية «الكتل الأكثر سخونة» في المرحلة الأولى والثانية.
من ناحيته، دعا «المجلس الوطني السوري» الجامعة العربية امس للتوجه إلى حمص حيث «يحاصر» آلاف الجنود حي بابا عمرو حيث يوجد عشرات المنشقين. وقال المجلس في بيان إن «حي بابا عمرو شهد منذ الصباح حصاراً شديداً وتهديداً خطيراً باقتحام احياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف شخص». كما اشار الى «قصف شديد طاول حمص طوال الأيام التي مضت». وحذر من «تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الانسانية في حمص التي يستغيث اهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم ان لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها الى هناك فوراً».
ودعا المجلس الوطني المراقبين العرب الى «التوجه بشكل عاجل وفوري الى حمص والدخول الى الاحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من اجله».
ووجه رئيس المجلس، برهان غليون، رسالة بمناسبة عيد الميلاد قال فيها إن السوريين: «كسروا حاجز الخوف، ها هي دمشق اليوم تثور وحلب تنتفض وننتظر منهما المزيد».
وقال غليون، في رسالة جاءت عبر تسجيل فيديو عرضته الصفحة الرسمية للمجلس الوطني: «إن المجزرة الدموية بحق الشعب الأعزل يجب أن تتوقف بأي طريقة». وبعدما أكد أن المعارضة رحبت بالمبادرة العربية، اتهم النظام بأنه «يعمل لتضليل الجامعة ومراقبيها» وناشد الجامعة «عدم التأخر في دعوة مجلس الأمن لتبني مبادرتها وألا تعطي النظام فرصاً إضافية».
جاء ذلك فيما عاش سكان حمص يوماً عصيباً أمس مع شن قوات تابعة للجيش هجمات عنيفة بالمدفعية الثقيلة والرشاشات. وتحدث شهود وناشطون عن سماع اصوات المدفعية منذ الساعات الاولى فجرا.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية عبر صفحتها على موقع «فايسبوك» سقوط ثمانية قتلى، بينهم ثلاثة أطفال، مشيرة الى ان القتلى سقطوا في حمص، إضافة إلى ثلاثة في دير الزور، وقتيل في بلدة نوى بدرعا.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مناطق عديدة من حمص وريفها تعرضت لإطلاق نار كثيف برشاشات وأسلحة ثقيلة من قوات الجيش والأمن، وأشارت إلى أن الهجوم استهدف أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والقصور والوعر وتلبيسة والرستن. وأوضحت أن حيي كرم الزيتون والنازحين تعرضا لقصف عنيف أسفر عن مقتل وإصابة نحو 36، موضحة ان بعض الاصابات في حالة خطيرة، وأكدت أن سيارات الإسعاف تعذر عليها الدخول إلى المنطقة التي تم احراق عشرة منازل فيها.
الحكومة السورية ترفع سعر البنزين
دمشق – نور الدين الأعثر
رفعت الحكومة السورية سعر ليتر البنزين من 44 ليرة (الدولار يساوي 55 ليرة تقريباً) إلى 50 ليرة، ليصبح سعر صفيحة البنزين سعة 20 ليتراً في السوق المحلية ألف ليرة، في حين ارتفع سعر ليتر البنزين من النوع الممتاز من 50 ليرة إلى 55 ليرة. وكان مرسوم صدر في أيلول (سبتمبر) 2010 نصّ على استبدال كل الرسوم والضرائب المفروضة عند تجديد الترخيص السنوي للمركبات العاملة على البنزين والدراجات الآلية برسم مقداره أربع ليرات، تضاف إلى قيمة كل ليتر بنزين ليصبح سعر الليتر 44 ليرة.
وزاد سائقو الأجرة التعرفة بنحو 25 في المئة نتيجة رفع سعر البنزين. وخفضت الحكومة أخيراً استهلاك أجهزتها من مادة البنزين إلى الربع تقريباً، بينما تشير الأرقام إلى أن استهلاك هذه الأجهزة يصل إلى نحو 53 في المئة من مجمل استهلاك البلاد، في حين يبلغ استهلاكها من مادة المازوت نحو 50 في المئة من إجمالي استهلاك البلاد.
ونفت شركة «تات نفط» الروسية ما أشيع عن توقف أعمالها في سورية، ونقلت مصادر رسمية عن مصدر في الشركة قوله إن «الشركة مستمرة في عملها وتمارس كل نشاطاتها كالمعتاد». وترتبط الشركة الروسية منذ العام الماضي بعقد مع «المؤسسة العامة للنفط» السورية، التي أدرجها الاتحاد الأوروبي على قائمته السوداء، وتنتج النفط في حقل جنوب «الكشمة» القريب من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، والذي يبلغ إنتاجه نحو 80 طناً من النفط الخفيف يومياً.
تأثر بالعقوبات
وكانت شركات غربية، منها «توتال» الفرنسية و «شل» الهولندية و «سنكور» الكندية المختصة بإنتاج الغاز، أعلنت أخيراً إيقاف أعمالها في سورية بسبب تأثرها بالعقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على قطاع النفط السوري. وكانت شركة «توتال» أنتجت العام الماضي 39 ألف برميل يومياً في سورية، وهي تُعتبر مع شركة شل من أكبر الشركات الأجنبية المستثمرة في صناعة تكرير النفط في سورية.
ومن بين الشركات الأخرى «شركة النفط الوطنية الصينية» و «مؤسسة النفط الهندية» للنفط والغاز، لكنهما لم تتأثرا بالعقوبات، في حين شملت العقوبات الأوروبية شركة «سيترول» السورية التي تستورد المنتجات النفطية من الأسواق العالمية. وأجبِرت سورية على خفض إنتاجها النفطي ما بين 30 و35 في المئة، ما أدى إلى تراجع الإنتاج من نحو 380 ألف برميل يومياً إلى نحو 260 ألفاً.
تنسيقية سورية جديدة.. في الجولان المحتل
مؤسسها قال إن النظام لم يحاول كسر عزلة الجولانيين تحت الاحتلال
جريدة الشرق الاوسط
أعلن الأسير السوري المحرر وئام عماشة، عن تأسيس تنسيقية خاصة بالجولان السوري تتبع للجان التنسيق المحلية في سوريا، تقوم بتنظيم المظاهرات والاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في منطقة الجولان المحتل، وتحشد «كل شرائح المجتمع الجولاني تحت مطلب إسقاط نظامه السياسي».
وقال عماشة في كلمة مسجلة تم بثها على صفحات «فيس بوك» إنه «مع دخول ثورة شعبنا السوري البطل، شهرها العاشر، حرم الجولانيون من شرف المشاركة الفاعلة في هذا الحدث التاريخي، الذي سيعيد للشعب حريته وكرامته التي سلبت منذ عقود». وتابع عماشة: «هذا الحرمان الذي فرضته ظروف الاحتلال القسري المستمر منذ عام 1967، فرض على الجولانيين عزلة وانقطاعا عن امتدادهم المجتمعي والوطني، لم يحاول النظام كسرها على مدى أربعين عاما، حيث اقتصر عمله على المزايدات اللفظية والشعارات الفارغة».
وأضاف الأسير المحرر الذي تم إطلاقه أواسط شهر أكتوبر (تشرين الأول) ضمن صفقة تبادل أسرى أبرمتها حركة حماسة مع إسرائيل: «نرى اليوم أنه مع كل هذا الدم المسفوك، ومع كل التواطؤ العربي والدولي مع نظام الإجرام في الوطن، بات من الضروري إعلاء الصوت الجولاني الداعم للثورة، والعمل المنظم من أجل توسيع قاعدة الحراك الشعبي، ليأخذ الجولان دوره اللائق إلى جانب أبناء شعبه على امتداد ساحة الوطن، ضمن الحدود التي تفرضها ظروف الاحتلال»، كاشفا عن أن الجولان المحتل قد شهد حتى اليوم تحركات كثيرة مساندة لثورة الشعب السوري، حيث جرت الكثير من المظاهرات والاعتصامات، إلا أنها وفقا لعماشة «لم ترقَ لمستوى وقفة شعبية شاملة، في الوقت الذي ينشط فيه بفعالية الموالون للنظام في الجولان، ويحاولون الأسبوع تلو الآخر حشد جماهير أكبر في فعالياتهم المساندة للنظام». ويتابع: «لذا نرى أنه صار لازما على كل الوطنيين الداعمين لطموح شعبنا في بناء دولته الديمقراطية العمل الفوري من أجل تجاوز جميع الخلافات والعمل على تفعيل الحراك الشعبي في الجولان، الذي نعتقد أنه يعبر عن طموح غالبية الجولانيين إلى التحرر والعيش في ظل دولة مدنية ديمقراطية».
وأعلن عماشة في ختام كلمته انطلاق تنسيقية الجولان المحتل التابعة للجان التنسيق المحلية في سوريا «من أجل مساندة الثورة السورية بكل الوسائل المعنوية والرمزية والمادية المتاحة». كما لفت إلى أن التنسيقية الجديدة تتبنى رؤية لجان التنسيق المحلية حول مستقبل سوريا، وحول التأكيد على الطابع السلمي للثورة وحق حماية المدنيين، داعيا جميع الناشطين والمعنيين بالحراك الثوري في الجولان إلى «التنسيق والعمل من أجل الارتقاء بالموقف العام بالجولان وجعله أكثر فاعلية»، مشيرا إلى أن المجموعة التي يعمل معها منفتحة على الجميع، وترحب بكل من يرغب في الانتماء إليها أو التنسيق معها من أجل الهدف المنشود.
ويقول معارض سوري إن هذه الخطوة ستشكل إحراجا كبيرا للنظام السوري، «حيث إن هذا النظام يدعي المقاومة والممانعة في الوقت الذي يتحضر فيه أبناء الجولان الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967، للثورة ضده».
يذكر أن الأسير السوري المحرر وئام عماشة، من مواليد عام 1981، ابن الجولان المحتل، وقد أمضى أكثر من 10 سنوات في السجون الإسرائيلية بتهم تشكيل خلية لمناهضة الاحتلال والارتباط بمنظمات محظورة، والتخطيط لعملية اختطاف جندي إسرائيلي، وهو ما كانت نتيجته إصدار حكم بسجنه لمدة 21 عاما ونصف العام عام 2005، إلى أن عاد عماشة إلى قرية بقعاتا الجولانية بعد صفقة التبادل، على وقع هتافات مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيدة لشعارات الثورة السورية.
المعارضة السورية تطالب الجامعة العربية بالتحرك فوراً
لحماية حمص المهدّدة بمجازر وجرائم بحق الإنسانية
دعا المجلس الوطني السوري، اكبر حركات المعارضة، الجامعة العربية التي يفترض ان تصل بعثة من مراقبيها الى دمشق الاثنين، الى التوجه الى حمص (وسط) حيث يحاصر آلاف الجنود حي بابا عمرو المتمرد.
وتشكل حمص ثالث مدن البلاد وتبعد نحو 160 كيلومترا شمال دمشق، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد التي بدأت منتصف آذار (مارس). وقد شهدت تظاهرات كبيرة ضد السلطات الى جانب مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، حسب المعارضة.
وقال المجلس في بيان تسلمت وكالة “فرانس برس” في نيقوسيا نسخة منه ان “حي بابا عمرو شهد منذ الصباح حصارا شديدا وتهديدا خطيرا باقتحام احياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر باربعة آلاف شخص”. كما اشار الى “قصف شديد طال حمص طوال الأيام التي مضت”.
وحذر المجلس من “تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الانسانية في حمص التي يستغيث اهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم ان لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها الى هناك فورا”.
ودعا المجلس الوطني المراقبين العرب الى “التوجه بشكل عاجل وفوري الى حمص والدخول الى الاحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من اجله”.
ودعا المرصد السوري لحقوق الانسان أول من أمس فريق مراقبي الجامعة العربية الى التوجه “فورا” الى حمص بعد العثور على جثث اربعة مدنيين “تحمل آثار تعذيب”.
وكانت بعثة تابعة للجامعة العربية وصلت الخميس الماضي الى دمشق للاعداد لمهمة مراقبيها. وقال رئيس هذا الوفد سمير سيف اليزل انهم “اكثر من خمسين خبيرا عربيا من مختلف المجالات لاسيما السياسي وحقوق الانسان والعسكري”.
وعقدت البعثة أول من أمس اجتماعا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصفه جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية “بالايجابي”.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وقع الاثنين في القاهرة وثيقة تهدف الى حماية المدنيين وتقضي بنشر هؤلاء المراقبين.
وطلب المجلس الوطني السوري من المراقبين “التوجه الى كل المناطق الساخنة في سوريا او الانسحاب وانهاء المهمة ان لم يكن ذلك ممكنا لهم”. وحمل الجامعة العربية والمجتمع الدولي “مسؤولية الدماء التي تنزف في سوريا والمجازر التي يرتكبها النظام”.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا انه حتى عصر أمس سقط ثمانية شهداء بينهم ثلاثة أطفال برصاص قوات الأمن: أربعة في حمص وثلاثة في دير الزور وشهيد في نوى في درعا.
كما تحدثت لجان التنسيق عن اطلاق نار كثيف ومتواصل من الدبابات وكافة أنواع الاسلحة في منطقة العريضة على الحدود السورية ـ اللبنانية وفي محيط تلكلخ.
من جهة أخرى، أكد محمد كنعان، مدير العلاقات العربية والدولية في وزارة الاقتصاد والتجارة السورية، أن دمشق لم تتلق حتى الآن أي شيء رسمي من الدول العربية عن التزامها بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا غير أن ذلك لا ينفي تعرض الصادرات السورية لعقبات عديدة في بعض الدول لا سيما الخليجية .
وأوضح كنعان في تصريحات أمس أن كافة الاتفاقيات الثنائية بين سوريا والدول العربية سارية المفعول وفي حال اتخاذ الجامعة العربية قرار بوقف التعامل بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى مع سوريا فإن هذه الاتفاقيات الثنائية ستكون البديل.
وأشار إلى أن بلاده ستعمل على تجزئة المشكلة والتعامل مع كل دولة على حدة وعند تطبيق أي عقوبات على سوريا من قبل أي دولة عربية فإنها سترد بالتعامل بالمثل، وهذا ما حدث مع تركيا مثلا فبعد فرضها عقوبات اقتصادية على سوريا تم إيقاف التعامل باتفاقية التجارة الحرة معها.
ولفت كنعان الى أنه رغم تأثر الصادرات السورية وتراجعها خلال الاشهر الاولى من الاحداث عادت وتحسنت في الربع الاخير في العام الحالي خاصة في ظل التسهيلات المقدمة من الجانب العراقي للبضائع السورية.
أضاف كنعان أن الجهود السورية ممثلة في وزارة الاقتصاد والتجارة تتجه في هذا الوقت لتوقيع اتفاقيات ثنائية واتفاقيات تجارة حرة لا سيما مع تجمع روسيا وبيلا روسيا وكازاخستان اضافة لاوكرانيا.
(أ ف ب، أ ش أ، “المستقبل”)
حمص تحت النار و”المراقبون” يبدأون بها اليوم
أكد رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا محمد أحمد مصطفى الدابي أمس، أنه التقى عدداً من مسؤولي الحكومة السورية، ممن أبدوا تعاوناً، وقال إن مهمته تسير بلا عوائق “حتى الآن”، وسط عمليات للجيش السوري في مدن عدة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في حمص وحماة، وحملة اعتقالات في حلب، بالتوازي مع دعوة فرنسية إلى تعجيل عمل المراقبين وتوجههم إلى المناطق الساخنة، وتأكيد روسيا أن لا مبرر لفرض عقوبات جديدة ضد دمشق، في ظل توقيعها بروتوكول المراقبين، وبدء عملهم المزمع اليوم الثلاثاء، وقال مصدر في جامعة الدول العربية إن بعض المراقبين سيذهب إلى حمص اليوم .
وأضاف الدابي “نحن الآن داخل الشام وبدأت مهمتنا منذ وصولنا إلى دمشق” . وتابع إنه سيتوجه إلى بقية المدن “بأسرع ما يمكن” . وأكد “قمنا بكل الإجراءات والتحضيرات، وهناك تعاون وثيق مع الإخوة السوريين وهم يتعاونون بصورة جيدة لأبعد الحدود حتى الآن” . وقال إن السوريين سيتولون توفير وسائل الانتقال لبعثة المراقبين، وإنه التقى “عدداً من المسؤولين، وأفراداً من القوات المسلحة” . وأوضح أن من بين من قابلهم وزير الخارجية السوري ونائبه .
وتابع “نحن ننسق مع كل الأطراف بمن فيها المعارضة وأي أحد يريد أن يتعاون” . وحذر من القفز إلى استنتاجات بشأن نتائج المهمة، طالباً منحها بعض الوقت .
من جهتهم، قال سكان ونشطاء إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا في قصف عنيف لقوات سورية في حمص، وأظهر تسجيل مصور بثه نشطاء على الانترنت ثلاث دبابات في الشوارع قرب مبان سكنية، كانت إحداها تطلق نيران رشاشاتها وأخرى تطلق قذائف مورتر . وأظهرت اللقطات جثثاً مشوهة وسط برك من الدماء بطول شارع ضيق .
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “يتعرض بابا عمرو (حي في حمص) لقصف عنيف من نيران رشاشات ثقيلة وعربات مدرعة وقذائف مورتر” . وقال ساكن في حمص لم يذكر من اسمه سوى محمد “العنف من الجانبين بالطبع . رأيت سيارات إسعاف تنقل جنوداً مصابين تمر أمام نافذتي في الأيام المنصرمة . يطلق عليهم النار بشكل ما”، كما وردت تقارير عن أعمال مماثلة في مدينة حلب .
وأكد أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، أن بعثة المراقبين العرب ستبدأ مهامها في سوريا اليوم الثلاثاء . وقال إن “فرق المراقبين ستبدأ في مباشرة مهام عملها الثلاثاء” . وقال مصدر في الجامعة إن مجموعة أولى تضم 50 مراقباً سيذهب بعضهم إلى حمص الثلاثاء . وقال المراقب محمد سالم الكعبي من الإمارات العربية المتحدة إن عنصر المفاجأة سيكون موجوداً . وأضاف أن المراقبين سيبلغون الجانب السوري بالمناطق التي سيزورونها في اليوم نفسه لكي لا يكون هناك مجال لتوجيههم أو تغيير أي من الجانبين الحقائق على الأرض .
من جهة أخرى، ذكر مصدر بالمجلس الوطني السوري المعارض أن عدداً متنامياً من أعضائه يضغطون للإعلان صراحة عن تأييد العصيان المسلح . لكنهم واجهوا مقاومة من الذين يتعاملون دبلوماسياً مع القوى الغربية ويدعون إلى دعم الأمم المتحدة أو التدخل الأجنبي .
على المستوى الدولي، رحبت روسيا بمهمة بعثة المراقبين، معتبرة أنها قادرة على حماية الشعب السوري والمساعدة على استعادة الاستقرار . واعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية أن لا حاجة حالياً لفرض أية عقوبات في الوقت الحاضر .
وطلبت فرنسا من السلطات السورية السماح اعتباراً من بعد ظهر أمس، لمراقبي الجامعة العربية بالتوجه إلى حمص، وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو “على السلطات السورية أن تسمح بوصول المراقبين إلى حمص التي تشهد أعمال عنف دموية” . (وكالات)
قالت الهيئة العامة للثورة السورية اليوم الاثنين إن 43 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري جلهم في مدينة حمص، وذلك في وقت وصلت فيه بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا للوقوف على حقيقة ما يجري هناك.
وأوضحت الهيئة أن 21 قتيلا سقطوا في مدينة حمص بوسط البلاد، وأن ستة قتلى سقطوا في مدينة حماة، وسقط باقي القتلى في العاصمة دمشق ومدن حلب ودير الزور وإدلب.
وأضافت الهيئة أن القوات الحكومية استهدفت منازل المدنيين في حمص بالقذائف والرشاشات الثقيلة حيث سمعت أصوات انفجارات هائلة في المدينة.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من مقتل 13 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، وجَرح عشرات آخرين برصاص الأمن السوري في حمص ودير الزور ودرعا وحماة.
وصول المراقبين
في غضون ذلك وصلت بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، ومن المتوقع أن تجوب خمس مناطق هي مدن دمشق ودرعا وحماة وحمص وإدلب وأرياف هذه المدن وذلك لإعداد تقارير مفصلة بعد الاستماع لشهادات المدنيين وعناصر من المعارضة.
وقال المجلس الوطني السوري المعارض إن مراقبين من الجامعة العربية وصلوا إلى مدينة حمص التي تستمر فيها المواجهات لكنهم لا يستطيعون القيام بمهمتهم.
وأكد رئيس المجلس برهان غليون في مؤتمر صحفي في باريس أن “بعض المراقبين وصلوا إلى حمص” حيث تشن القوات السورية هجوما على أحياء عدة، مضيفا أن “هؤلاء أعلنوا أنهم لا يستطيعون الوصول إلى أمكنة لا تريد السلطات (السورية) أن يصلوا إليها”.
وكان المجلس قد حذر في وقت سابق من احتمال ارتكاب النظام مجزرة بحمص، وتحدث في بيان له عن حصار شديد مفروض على حي بابا عمرو.
وكان رئيس بعثة المراقبين التابعة لـجامعة الدول العربية قد وصل إلى دمشق لمراقبة مدى التزام سوريا بخطة السلام الرامية إلى وقف الحملة الأمنية المستمرة. ويترأس بعثة المراقبين السوداني الفريق محمد الدابي.
وذكر الدابي -في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية- أن البعثة ستلتقي مختلف الجماعات بسوريا، ومن بينها القوات المسلحة ومعارضون.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في وقت سابق إن الأمر لن يستغرق أكثر من أسبوع لمعرفة مدى احترام السلطات السورية لشروط اتفاق السلام.
مظاهرات متواصلة
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه الاحتجاجات في مناطق عدة بينها حمص ودير الزور ودرعا وحماة وحلب.
وقد بث ناشطون سوريون معارضون صورًا لمظاهرات خرجت مساء في حيَّيْ القدم والميدان بالعاصمة دمشق. وقد هتف المتظاهرون لحي بابا عمرو في حمص، وللمدن السورية المحاصرة، وتلك التي تتعرض لحملات عسكرية.
وجدد المتظاهرون تمسكهم بمطالبتهم برحيل نظام الأسد كما رددوا هتافات تندد بما وصفوه بصمت المجتمع الدولي عن المجازر التي يرتكبها النظام، وطالبوا المراقبين العرب بالتوجه إلى حمص ودرعا وإدلب.
كما بث ناشطون معارضون صورا لمظاهرات مسائية في بلدتي عربين بريف دمشق، ومعربة بمحافظة درعا. وهتف المتظاهرون لمدينة حمص والمدن السورية التي تتعرض لحملات عسكرية. وقد جدد المتظاهرون مطالبتهم برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، كما أكدوا استمرارهم في الثورة حتى سقوط النظام.
عشرات القتلى والجرحى في يوم دام بحمص.. ودعوات إلى توجه اللجنة العربية إليها
اتهام النظام بارتكاب مجزرة في حي بابا عمرو
بيروت – محمد زيد مستو
أفاد مراسل “العربية.نت” أن أحياء عدة في محافظة حمص تشهد قصفاً عنيفاً منذ ساعات الصباح الأولى، راح ضحيته 27 قتيلاً وأكثر من 50 جريحا، أعنفه كان في حي بابا عمرو الذي يتعرض لأكبر حملة عسكرية من قبل الجيش السوري والأمن لليوم الخامس على التوالي، وسط دعوات بتوجه لجنة المراقبين العرب بشكل عاجل إلى المدينة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن معظم أحياء حمص تعيش “تحت النار”، جراء القصف المتواصل من قبل الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة عليها، لافتة إلى مقتل 21 شخصاً في المدينة اليوم، فيما لقي 4 مصرعهم في حماة، وشخص واحد في كل من ريف دمشق وحلب التي تشهد تصاعداً في وتيرة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام الحاكم في سوريا.
وأوضحت الهيئة أن أكثر من 50 جريحاً سقطوا في حي البياضة ووادي عرب وكرم الزيتون والخالدية والإنشاءات، جراء القصف العنيف بالأسلحة الثقيلة.
وذكرت لجان التنسيق المحلية، أن قصفاً مدفعياً بقذائف الـ”آر بي جي” والقنابل المسمارية يطال أحياء باب تدمر وباب الدريب وجب الجندلي ودبر بعلبة، وسط أنباء عن إصابات جديدة جراء القصف.
مجزرة في بابا عمرو
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 14 من القتلى سقطوا خلال القصف المستمر على حي بابا عمرو، و6 قتلوا خلال إطلاق رصاص عشوائي في حي الإنشاءات المجاور له وحي البياضة وباب السباع، واتهمت الهيئة العامة السلطات السورية بارتكاب “مجزرة” في بابا عمرو الذي يتعرض لقصف بالمدرعات ومدافع الهاون من قبل الجيش السوري والأمن لليوم الخامس على التوالي.
وأشارت الهيئة العامة للثورة إلى أن القصف المتواصل على الحي منذ الخميس الماضي، أدى إلى مقتل 45 شخصاً بينهم ست نساء وخمسة أطفال، لافتة إلى مقتل عوائل بأكملها جراء تعرض منازلهم للقصف.
ووفقا للمصدر فقد تجاوز عدد الجرحى أكثر من250 مدنياً بينهم العديد من الأطفال والنساء. في حين تعرض أكثر من 20 منزلاً للهدم بشكل كامل، وأكثر من 30 منزلاً آخر لضرر جزئي بسبب القصف.
وقال هادي العبد، من الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، في تصريحات سابقة لـ”العربية.نت” يوم أمس، إن الحي يشهد نقصاً حاداً في المواد الغذائية ومستلزمات العلاج الطبي، وسط منع دخول سيارات الإسعاف إليه، مؤكداً منع سيارة خبز من الوصول إلى الحي أمس.
دعوات للتوجه إلى حمص
في هذه الأثناء، طالب المجلس الوطني السوري المعارض السفراء المعتمدين في دمشق ولجنة المراقبين العرب، بالذهاب إلى حمص والاطلاع على الوضع الميداني، مبدياً استغرابه من الصمت العربي والدولي على ما وصفها بالـ”المجازر التي ترتكب في سوريا”.
واتهم المجلس على لسان رئيسه برهان غليون السلطات السورية بمنع المراقبين من التوجه إلى حمص قائلاً “اتصلت بالبعثة العربية في دمشق وطلبت منهم الذهاب إلى حمص فأكدوا لي أن النظام لا يوفر لهم وسائل النقل لنقلهم إلى حمص وأنهم محاصرون في فندقهم”
كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر رسمي في فرنسا مطالبته المراقبين العرب بالتوجه إلى حمص بعد ظهر اليوم.
وجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مطالبته المراقبين العرب بالتوجه الفوري إلى حي بابا عمرو، في مسعى “لوقف القتل المستمر”، ولكي يكونوا شهوداً على ما وصفها “جرائم النظام السوري بحق الإنسانية”.
سوريا: وصول بعثة المراقبين العرب
وصلت أول دفعة من المراقبين العرب إلى الأراضي السورية مساء الاثنين للوقوف على حقيقة الأوضاع في سوريا حسب الاتفاق المبرم بين الجامعة العربية ودمشق.
ونقلت وكالة رويترز عن عضو في وفد الجامعة العربية من دمشق قوله “لقد وصلوا (المراقبين) حوالي الساعة الثامنة مساء”.
وأضافت الوكالة أن عضو الوفد أكد لهم هذه الأنباء في اتصال هاتفي بعد أن التقي بالمراقبين في المطار.
في هذه الاثناء أكد المجلس الوطني السوري المعارض أن بعثة الجامعة العربية وصلت إلى حمص، لكنه ذكر أنهم لا يستطيعون القيام بمهمتهم.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المجلس برهان غليون قوله “بعض المراقبين وصلوا الى حمص”، حيث تشن القوات السورية هجوما على عدة أحياء.
وأضاف غليون “هؤلاء (المراقبين) اعلنوا أنهم لا يستطيعون الوصول الى اماكن لا تريد السلطات أن يصلوا إليها”.
13 قتيلا
وكان ناشطون سوريون أفادوا في وقت سابق بمقتل 13 شخصا في “قصف عنيف” تعرضت له مدينة حمص، قبيل وصول المراقبين.
ومن المقرر أن يصل عدد المراقبين الإجمالي إلى نحو مئتين برئاسة الفريق السوداني محمد الدابي، الذي قال إن بعثة المراقبة ستلتقى قوى مختلفة في سوريا بما فيها المعارضة.
ومن المفترض أن يقوم وفد الجامعة العربية بمعاينة تنفيذ الاتفاق المبرم مع الحكومة السورية والذي يهدف إلى وضع حد لاعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر ببعثة المراقبين العرب قوله إن فريق المراقبين سيبدأ مهمته في سوريا بزيارة مدينة حمص المضطربة يوم الثلاثاء.
وكان معارضون سوريون قد دعوا الأحد بعثة المراقبين العرب إلى التوجه فورا لمدينة حمص، التي قالوا إن عددا من أحيائها محاصر من قبل الجيش السوري.
عنف وتفجيرات
وكان المجلس السوري المعارض قد أعلن أن آلاف الجنود السوريين يفرضون حصارا مشددا على حي بابا عمرو بمدينة حمص.
ولكن الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي قال إن رئيس بعثة المراقبة هو المخول بتحديد تحركاتها.
يذكر أن الحملة الأمنية التي تشنها السلطات السورية ضد المعارضين لا تزال مستمرة منذ منتصف مارس/ آذار الماضي.
وشهد يوم الأحد تجدد العنف في مدينة حمص وسط البلاد، كما شهدت الجمعة الماضية سقوط 44 قتيلا في تفجيرين في العاصمة دمشق.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن السلطات السورية اتهمت تنظيم القاعدة.
6ويقول معارضون للاسد انهم يشتبهون في قيام الحكومة نفسها بتدبير التفجيرين كي تثبت للعالم انها تواجه عنفا بلا تمييز من جانب مسلحين اسلاميين ولتخويف المراقبين التابعين للجامعة العربية.
وعلى مدى اشهر شهدت سوريا اراقة دماء بصورة يومية حيث تحاول قوات الامن اخماد انتفاضة شعبية كانت سلمية في بدايتها ثم تحولت تدريجيا الى العنف ضد الرئيس السوري الذي تتولى عائلته حكم البلاد منذ اكثر من اربعة عقود.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
سوريا: المجلس الوطني المعارض يدعو المراقبين العرب للتوجه الى الاحياء المحاصرة في حمص
دعا المجلس الوطني السوري المعارض وفد المراقبين التابع للجامعة العربية والذي يصل سوريا الاثنين للتوجه على الفور الى ما وصفه بالاحياء المحاصرة بمدينة حمص.
وقال المجلس ان الاف الجنود السوريين يفرضون حصارا مشددا على حي بابا عمرو بمدينة حمص.
وكان احمد بن حلي نائب الامين العام لجامعة الدول العربية، اكد في وقت سابق ان الوفد سيتوجه الى مدينة حمص لمعاينة الاوضاع فيها، وذلك استجابة لطلب من المجلس الوطني السوري .
ومن المفترض ان يقوم وفد الجامعة العربية بمعاينة تنفيذ الاتفاق المبرم مع الحكومة السورية والذي يهدف الى وضع حد لاعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل أكثر من تسعة اشهر.
وافادت انباء بوصول الفريق محمد الدابي ـ السوداني الجنسية ـ الى دمشق الاحد لرئاسة بعثة الجامعة العربية التي ستراقب مدى التزام سوريا بخطة السلام الرامية الى وقف الحملة الامنية المستمرة منذ تسعة اشهر لقمع الاحتجاجات والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 5000 شخص.
وتزامن وصول الدابي مع تجدد العنف في مدينة حمص بوسط البلاد وبعد تفجيرين وقعا في دمشق يوم الجمعة واسفرا عن سقوط 44 قتيلا.
وعلى مدى اشهر شهدت سوريا اراقة دماء بصورة يومية حيث تحاول قوات الامن اخماد انتفاضة شعبية كانت سلمية في بدايتها ثم تحولت تدريجيا الى العنف ضد الرئيس السوري بشار الاسد الذي تتولى عائلته حكم البلاد منذ اكثر من اربعة عقود.
عنف
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، ان ثلاثة اشخاص اخرين قتلوا الاحد في حمص حيث يقوم جنود تدعمهم الدبابات والعربات المدرعة بحملة منذ اسابيع.
واوضح المرصد ان مدنيا من هؤلاء قتل بالرصاص في حين توفي الاخران متأثرين بجراحهما.
وقال المرصد ان 124 شخصا اصيبوا في القصف الذي تعرض له حي بابا عمرو في حمص.
واعرب معارضون للرئيس السوري عن تشككهم في جدوى البعثة العربية لمراقبة خطة السلام التي قالوا ان الاسد لن يحترمها في ظل تواصل القمع العنيف ضد المتظاهرين.
وتلقي السلطات السورية باللائمة في اعمال العنف على “ارهابيين” اسلاميين يتلقون دعما من الخارج وتقول انهم قتلوا 2000 من قوات الامن منذ اندلاع الاضطرابات في مارس/اذار.
وقال الدابي انه التقى بنبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة قبل مغادرته الى دمشق ووضع “خارطة طريق” لعمل بعثة المراقبين والتي وعد ان تتمتع بالشفافية.
وقال الدابي في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان البعثة ستلتقي بمختلف الجماعات في سوريا.
ولم تعلن وسائل الاعلام السورية الرسمية وصول الدابي.
وتتوقع الجامعة العربية ارسال نحو 150 مراقبا الى سوريا، وقال العربي ان الامر لن يستغرق اكثر من اسبوع لمعرفة مدى احترام السلطات لشروط اتفاق السلام.
وبعد ستة اسابيع من المماطلة وقعت سوريا بروتوكول البعثة هذا الشهر مما يسمح بدخول مراقبين في اطار خطة السلام التي تدعو الى انهاء العنف وسحب القوات من الشوارع واطلاق سراح المسجونين السياسيين والبدء في حوار مع المعارضة.
وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ان الجامعة التي فرضت عقوبات على سوريا وعلقت عضويتها يجب ان تزيد من ضغوطها على الاسد بدعوة مجلس الامن الى تبني المبادرة العربية.
وقال غليون في خطاب مصور بالفيديو للسوريين بمناسبة عيد الميلاد ان المجلس يريد رحيل النظام السوري حتى يعيش الشعب السوري في سلام. وقال ان العالم يجب ألا يقف موقف المتفرج على جثث الرجال والنساء والاطفال.
واضاف انه لا يعقل ان تراق دماء السوريين في حمص وادلب بينما لا يتحرك المجتمع الدولي لردع النظام السوري.
وتحولت ادلب في الشمال الغربي على الحدود مع تركيا الى ميدان حرب بين قوات الامن والمتمردين.
ووقع التفجيران الانتحاريان بعد يوم واحد من وصول فريق من الجامعة العربية الى دمشق للتمهيد لوصول فرق المراقبين.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن السلطات السورية اتهمت تنظيم القاعدة.
ويقول معارضون للاسد انهم يشتبهون في قيام الحكومة نفسها بتدبير التفجيرين كي تثبت للعالم انها تواجه عنفا بلا تمييز من جانب مسلحين اسلاميين ولتخويف المراقبين التابعين للجامعة العربية.
وادانت واشنطن الهجوم وقالت انه يجب عدم السماح لمثل هذه الهجمات بتعطيل الخطة العربية. كما عبرت الامم المتحدة ايضا عن قلقها.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011