أحداث الثلاثاء، 05 أذار 2013
المعارضة تسيطر على الرقة والنظام يحاول استعادة حمص
واشنطن – جويس كرم
لندن، دمشق، الفلوجة (العراق)، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب – حققت المعارضة السورية امس اهم تقدم لها في شمال البلاد بالسيطرة على مدينة الرقة، وهي اول مركز محافظة يخرج بشكل شبه كامل عن سيطرة النظام. وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان المقاتلين الذين خاضوا هذه المعركة هم من «جبهة النصرة»، اضافة الى مجموعات اخرى مقاتلة. وتمكنوا من السيطرة بشكل شبه كامل على معظم المؤسسات الحكومية والامنية، باستثناء مقر الامن العسكري ومركز حزب البعث. وكانت الاشتباكات دائرة حتى مساء امس.
وبث ناشطون على شبكة الانترنت شريطاً تظهر فيه مجموعة من الاشخاص ينزلون تمثالا للرئيس الراحل حافظ الاسد، وهو مربوط بحبل حول عنقه، بينما يسمع المصور يقول «الآن سقوط الصنم الجاثم على صدورنا منذ 40 عاما». ومع سقوط التمثال عن قاعدته، تعالت صيحات «الله اكبر» واصوات اطلاق النار ابتهاجا. كما بث ناشطون صور فيديو لمعارضين ينزلون صور المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي من جدار حسينية في الرقة.
ورد النظام بقصف عنيف بالطائرات الحربية على محيط قصر محافظة الرقة لمنع المعارضة من اقتحامه، وافادت مصادر مطلعة ان رتلا من قوات النظام توجه الى المدينة وان طائرات «ميغ» قصفت ساحتها الرئيسية حيث أزيل تمثال الرئيس حافظ الاسد. وتحدث المرصد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى نتيجة القصف. وذكر انه تم اسر ضابط كبير في فرع امن الدولة ونقل الى تركيا، كما اسر ضابط كبير آخر في الامن السياسي، وقتل ضابط من شرطة المحافظة. وكانت مدينة الرقة معروفة بانها «موالية» للنظام، ذلك ان الرئيس بشار الاسد صلى في احد جوامعها في عيد الاضحى في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.
وتقع الرقة على نهر الفرات في شمال البلاد على مقربة من الحدود التركية، وكانت تضم قرابة 240 الف نسمة، قبل ان يضاف اليهم نحو 800 الف نازح من مناطق سورية اخرى جراء النزاع المستمر في البلاد منذ نحو عامين.
وفي حمص شن النظام حملة واسعة لاستعادة احياء القرابيص وجورة الشياح والخالدية وحمص القديمة التي ما زالت خارج سيطرته. وترافقت الحملة مع قصف بالطيران. وقال المرصد ان القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها بدأت الهجوم، ووصف الاشتباكات بانها «الاعنف منذ اشهر». وكانت قوات النظام كثفت عملياتها في مدينة حمص في مساع لكسر الجمود الذي كان سائدا في الاشهر الماضية، في اطار مساعيه لايجاد تواصل جغرافي بين دمشق ومدن الساحل.
ورافق ذلك تدهور خطير في الوضع الامني في محافظة الانبار العراقية المحاذية للحدود السورية، عندما قام مسلحون، قالت السلطات العراقية انهم تابعون لتنظيم «القاعدة»، بنصب كمين لمجموعة من الجنود العراقيين والسوريين، فقتلوا 42 جندياً سورياً وسبعة عراقيين. وقال مسؤول في قوات حرس الحدود العراقية ان اشتباكاً وقع مع افراد الكمين قرب بلدة الرطبة العراقية القريبة من الحدود، بينما كانت الفرقة العراقية في طريقها لاعادة الجنود السوريين الى بلدهم، بعدما دخلوا العراق السبت الماضي هرباً من المعارك التي وقعت عند منفذ اليعربية الحدودي.
ويشكل مقتل الجنود العراقيين والسوريين داخل العراق اخطر مؤشر الى امتداد النزاع السوري الى المحافظات العراقية المحاذية للحدود، والتي تضم اكثرية سنّية. وبقيت هذه المناطق بمأمن من النزاع السوري حتى الآن، على عكس الحدود السورية مع كل من تركيا والاردن ولبنان. واوضح ضابط في قيادة عمليات الانبار ان قافلة الجنود الذين تعرضوا للهجوم كانت تضم 65 جندياً وصلوا من محافظة نينوى، واستخدم المسلحون الذين هاجموها القذائف والعبوات الناسفة والاسلحة الرشاشة. واحرقوا ثلاث سيارات عسكرية. وكانت القوة العراقية في طريقها لتسليم الجنود الى السلطات السورية عند معبر الوليد (غرب العراق).
وفي واشنطن، أكد نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، في خطاب أمام لجنة العلاقات الاسرائيلية – الأميركية (أيباك) في مؤتمرها السنوي، أن «الأسد يظهر عدم الاكتراث الذي أظهره والده بحياة الانسان وكرامته وهو منخرط في عملية اجرام وحشي ضد شعبه». وأضاف « ان موقفنا من المأساة لا يمكن أن يكون أوضح: على الأسد الرحيل انما نحن لن نتبنى عصابة اجرامية لاستبدال الأخرى في دمشق». وقال ان «تركيزنا هو على دعم المعارضة الشرعية الملتزمة ليس فقط بأمن سورية بل أيضا بأمن المنطقة… ونحن نمتحن عن كثب هؤلاء الذين نزودهم بالمساعدة”، مشيرا الى ادراج «جبهة النصرة» على لائحة الارهاب. وأكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة» أن رئيس «الائتلاف الوطني» المعارض معاذ الخطيب يدرس القيام بزيارة لواشنطن خلال الأسابيع المقبلة، تلبية للدعوة التي وجهته له الادارة الأميركية مطلع العام الحالي.
وفي نيويورك، أعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن «اجتماعاً سيعقد الأسبوع المقبل في مكان ما في أوروبا» بين نائبي وزيري الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والأميركي بيل بيرنز لاستكمال البحث في الأزمة السورية.
وانتقد تشوركين، في مؤتمر صحافي عقده لمناسبة تسلمه رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، «إعلان الولايات المتحدة عزمها على تقديم الدعم للمجموعات المسلحة» في سورية، معتبراً أن «جهود المجتمع الدولي ومن بينها الجهود الروسية تسعى الى إطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة في سورية بناء على إعلان جنيف». وشدد تشوركين على ضرورة أن تشجع الولايات المتحدة المعارضة على الحوار «لأنه من دون حوار لا يمكن أن يحدث أي شيء إيجابي في سورية». وأكد أن بلاده «لا تعمل على طرح مبادرة جديدة في شأن سورية في مجلس الأمن».
وتسلمت روسيا رئاسة مجلس الأمن مطلع الشهر الحالي ووفق الجدول الشهري لأعمال مجلس الأمن ليس هناك من اجتماع مقرر لبحث الوضع في سورية خلال شهر آذار (مارس) «رغم أنه ملف سيبقى مفتوحاً وقد يعقد اجتماع في شأنه في أي وقت»، وفقاً لديبلوماسي في مجلس الأمن.
وكانت بريطانيا طلبت عقد اجتماع مخصص لبحث التطورات الميدانية والسياسية في سورية خلال هذا الشهر للاستماع الى إحاطة من الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي خلال المناقشات التي مهدت للاتفاق على البرنامج الشهري لاجتماعات المجلس.
الى ذلك، قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة رون بروسور، في رسالة الى مجلس الأمن والإمانة العامة للأمم المتحدة، إن «ثلاث قذائف أطلقت من سورية على راموت ماغشيميم» في مرتفعات الجولان المحتلة السبت الماضي، بعدما كانت «قذيفة دبابة أطلقت من سورية على قرية ألوني هاباشان الإسرائيلية» في ٢٧ الشهر الماضي.
واعتبر بروسور أن إسرائيل «أظهرت أعلى درجات ضبط النفس حتى الآن» وأن «على مجلس الأمن أن يبحث هذه الانتهاكات في أسرع وقت قبل تدهور الوضع بشكل أكبر». وأضاف أن «هذه الاعتداءات تعد انتهاكاً لقرار ١٩٧٤ المتعلق باتفاق فك الاشتباك في الجولان بين ٍسورية وإسرائيل. وهي تشكل احتمالاً لتصعيد الوضع المتوتر أساساً».
النفط السوري: الخسائر كبيرة و«الجيش الحر» يسيطر على جزء منه
عبد الحاج
لم تكن يوماً كمية الذهب الأسود في سورية كبيرة الى درجة يسيل معها لعاب الجميع، ووضع خطط التدخل وتقاسم الحصص، لكن الواقع على الأرض اليوم، يفتح تساؤلات كثيرة حول حقيقة الثروة النفطية وتموضعها في أكثر الجبهات سخونة في العالم، ومع غياب ملامح واضحة لقطاع الطاقة والثروة النفطية في سورية، بسبب التعمية المقصودة التي مارسها النظام على هذه الثروة زماناً طويلاً، إضافة إلى إخفائه حتى يومنا هذا البيانات الصحيحة عن حجم الاحتياطي، والمستثمَر منه، وقيمة عائداته، ومطارح استثمار هذه العائدات، وهذا ناجم عن عدم إدراج النفط في الموازنة العامة للخزينة السورية والاعتماد عليه في مصاريف القصر الجمهوري وما يتبعه من عمليات إنفاق جانبية أو خاصة.
عندما سئل الرئيس الراحل حافظ الأسد عن مصير النفط السوري، في أحدى جلسات البرلمان، قال: «أنه في أيادي أمينة»، وبصرف النظر عن مختلف أشكال المداورة والمغازلة والمناورة الفاشلة، نحاول تبسيط حقيقة ما يجري في قطاع النفط السوري، فالاحتياطي منه: يقدر وفق تقرير «المركز الوطني السوري للتنافسية»، بنحو 2.5 بليون برميل يكفي لنحو 18 عاماً، بمعدل إنتاج يبلغ 377 ألف برميل يومياً.
يشكل إنتاج النفط نحو 24 في المئة من الناتج الإجمالي لسورية و25 في المئة من عائدات الموازنة، و40 في المئة من عائدات التصدير، وتتوزع حقول النفط في سورية على ثلاثة مواقع أساسية: الأولى في شمال شرقي البلاد في السويدية والرميلان، والثانية في حوض الفرات في حقول عمر والتيم، حيث يقع أكبر مخزن للنفط الخفيف، والثالثة في مساحات بادية الشام حيث يعود البحث والتنقيب عن النفط إلى ثلاثينات القرن المنصرم، فيما بدأ ضخ النفط في الستينات. وكانت الدولة قد حصرت العمل بشركاتها الحكومية قبل أن تعود وتسمح لشركات أجنبية بالعمل معها في الثمانينات.
وفي البلاد محطتان للتصفية في كل من حمص وبانياس، أما بالنسبة للغاز، فإضافة لعمليات البحث في البادية ووادي الفرات، تبدو مناطق الساحل السوري غنية به، ففي عام 2005 قامت شركة نروجية مختصة تدعى Inseis بمسح متعدد المقاطع على الساحل السوري بواقع 5000 كيلومتر مربع، وسلمت الشركة المذكورة المسح إلى شركة نروجية أخرى متخصصة بتحليل المسوحات التي أفادت عن وجود ثروة نفطية تتجاوز30 بليون برميل في نحو 13 حقل ساحلي فيما أكدت أن هنالك منطقة بعرض ما بين 2-4 كم لم تشملها الدراسة وهي ثرية بالنفط أيضاً.
وقد تبين أن أربعة حقول فقط (من أصل 13) وهي الحقول الممتدة من الحدود اللبنانية إلى مدينة بانياس على الساحل السوري فيها مخزون يعادل مخزون الكويت وقادرة وحدها على إنتاج 1.6 مليون برميل يومياً (ما يقارب إنتاج الكويت) ما يعني أن باقي الحقول قادرة على إنتاج يقع ما بين إنتاج الكويت وإيران وهي تمثل 35 في المئة من الحقول السورية. وهو ما يفسر جزءاً من دور تركيا في الصراع، وأخيراً أرسل الروس سفينة لتقصي المياه السورية، ولا تزال المسألة مفتوحة للتقصي والصراع.
بلغت احتياطات الغاز الطبيعي المؤكدة 300 بليون متر مكعب، أي ما يعادل 0.1 في المئة من الإجمالي العالمي، وقد بلغ الإنتاج السوري اليومي نحو 800 مليون قدم مكعبة يومياً في عام 2010، ارتفاعاً من 500 مليون قدم مكعبة متوسط الإنتاج السابق.
وبعد عامين على بداية الثورة السورية يلح سؤال هو أين يذهب النفط السوري؟ فبعد العقوبات الأورو-أميركية، التي فرضت على قطاع النفط السوري بهدف إضعاف قدرة السلطة، وبالتالي تسهيل إسقاط النظام، بدأ النظام البحث عن مشترين لنحو ما بين 110 آلاف إلى 150 ألف برميل يومياً من النفط الخام التي كانت تصدر 99 في المئة منها إلى أوروبا، وفي هذه الحالة خضع النفط لضعف شروط التفاوض، فبدل بيع البرميل بـ107 دولارات للبرميل الواحد، وفق الأسعار العالمية، فرض الشاري سعراً أقل من 100 دولار للبرميل، وكان هذا الخيار الأكثر ضرراً للقطاع النفطي السوري، في وقت شكلت الحكومة لجنة مهمتها دراسة تعويم سعر مادة المازوت، وصولاً إلى الأسعار العالمية، حيث قامت برفع سعر ليتر المازوت إلى 23 ليرة، بعدما كانت خفضته مع بدء الأحداث في سورية من 25 إلى 15 ليرة لليتر، قبل أن تعاود رفعه إلى 20 ليرة، ثم إلى 23 ليرة، لتغطية حملتها العسكرية، من جهة أخرى، يتحدث ناشطون عن حرائق ضخمة شهدتها مناطق توزع حقول النفط في المناطق الشرقية من سورية، ويخبرون عن قيام عصابات بمحاصرة مواقع الذهب الأسود وتحديداً خطوط الأنابيب، ومن ثم تفجيرها أو السيطرة على منطقة تسرب النفط، لتقوم بتعبئته بصهاريج ثم تهريبه لبيعه في مناطق أخرى.
وينقل أهالي مدينة الميادين القريبين من حقل «عمر النفطي» و«كنكو للغاز» الذي سيطر عليه الثوار في27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أخباراً عن اشتباكات تجري بين هذه العصابات و «الجيش الحر»، الذي يسيطر على أجزاء واسعة من ريف دير الزور وكذلك الرقة.
وينفي أي صلة له بهذه المجموعات ومع ذلك، ووفق الناشط عمر الحميد (25 سنة)، «ما زال العديد من خطوط النفط تعمل في المنطقة وبعضها يعمل بحماية مقاتلي «الجيش الحر»، فيما توقفت أخرى عن العمل.
فبينما نجح الأهالي في بعض المناطق في استخدام النفط المتسرب للتدفئة، اكتشفوا لاحقاً آثاره الضارة والأبخرة المسرطنة التي فاقمت المشاكل الصحية»، ويقول الدكتور «سلطان «من أبناء ريف دير الزور: «يحمل النفط الخام المسروق مخاطر صحية وبيئية عديدة قد يجهلها من يقوم باستخراج النفط الخام تبدأ بالسرطان ولا تنتهي بالتلوث البيئي الذي يسببه النفط على مسافة ليست بالمحدودة إلا أن كل ذلك قد لا يلقي له مرتكب الفعل إذ لوحظ في الفترة الأخيرة انتشار أمراض جلدية وأمراض في الجهاز التنفسي في القرى القريبة من نقاط سرقة النفط. كما يشتكي ريف دير الزور وبشكل متزايد من انتشار المرض الجلدي المعروف بـ (حبة حلب أو حبة السنة)، ناهيك عن تسربه للأراضي الزراعية».
خسائر بالجملة
وإذا كان الواقع على الأرض يشي بتهريب وسرقة الذهب الأسود ووفاة العشرات بسبب أبخرته السرطانية، فإن لغة الأرقام والحسابات بالنسبة الى أهل النفط والطاقة تكشف عن حقائق بالغة الخطورة، صدرت في تقرير نشر في الإعلام الرسمي، حيث كشف معاون وزير النفط السوري خسائر فادحة تفيد بأن قطاع النفط من أكثر القطاعات التي تضررت بفعل الأحداث الأخيرة من سرقة وتخريب وتفجير واعتداءات.
وقد بدا ذلك واضحاً في أزمة الغاز والمازوت، وهما المادتان اللتان زاد الطلب عليهما، وحاجة المواطن للتدفئة، كما تأثر قطاع الكهرباء نتيجة صعوبة إيصال النفط والغاز إلى محطات التوليد، ما أدى إلى زيادة عدد ساعات التقنين وانقطاعات متكررة للطاقة الكهربائية، وكشف مصدر آخر في وزارة النفط رفض الكشف عن اسمه أن «الشركة السورية للنفط»، وصلت خسائرها إلى 374.2 مليون ليرة، فيما تقدر خسائرها الناجمة عن تأجيل الإنتاج في حقولها إلى 216.5 بليون ليرة.
وتقدر خسائر شركة محروقات لتوزيع المشتقات النفطية بأكثر من 1.4 بليون ليرة، وخسائر الشركة السورية لنقل النفط بأكثر من 1.5 بليون ليرة، و567.6 مليون ليرة خسائر الشركة السورية للغاز، و42.6 مليون ليرة أضرار وخسائر أصابت المؤسسة العامة للجيولوجيا، ويقدر إجمالي كلفة الاعتداءات على خطوط النفط بـ 29 مليون دولار منها 22 مليون دولار كلفة النفط المهدور والغاز المحروق نتيجة تفجير خطوط التصدير «حتى منتصف العام الماضي، ووصلت الأطماع في آبار النفط إلى درجات جنونية طبق فيها لصوص النفط قاعدة (إما لي أو لا لأحد) من خلال إضرام النار في عدد من أنابيب النفط في حال لم يرضى أي طرف منهم عن عملية اقتسام «الغنائم» . في حين برر بعض لصوص النفط فعلتهم بأنهم يقومون باستخراج كميات قليلة وتكريرها من أجل تأمين وقود النقل والتدفئة في فصل الشتاء القارس».
ولم يقتصر تجار الأزمات على سرقة النفط الخام فحسب، بل تعدوا ذلك إلى نهب معدات وأجهزة الاستكشاف والحفر وأنابيب النقل الممتدة لمئات الكيلومترات وأظهرت في الفترة الماضية مقاطع فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي (اليوتيوب) سرقة عدد من الأجهزة والمعدات الثقيلة الخاصة بالحفر والاستكشاف وتقدر قيمتها بملايين الدولارات والتي من الممكن أن تباع كخردة ببضع آلاف من الليرات السورية.
أمام هذا كله لم توضع استراتيجيات كافية لحماية النفط السوري من الضياع حيث كشفت مصادر من داخل الحكومة السورية على موافقة مجلس الوزراء من حيث المبدأ على إجراء عقود حماية لمنشآت وخطوط نقل النفط الخام والمشتقات النفطية وقوافل نقل النفط وتشكيل لجنة وزارية، وتمرير قرار عقود مع الشركات الأمنية الخاصة التابعة لميليشيات الشبيحة والتي رخصت منذ فترة قريبة لحماية خطوط النفط والمشتقات بحيث تشارك هذه الشركات بحصة تقدر 5 في المئة مما يمر من نفط، ومن جانب آخر أخذت بعض الكتائب المقاتلة في المناطق التي تتوزع فيها حقول النفط مهمة حماية هذه الحقول من السرقة والنهب الذي طاول العديد من هذه الحقول حيث أكد مصطفى علي (28 سنة) من أبناء محافظة دير الزور قيام «الجيش الحر» بنصب حواجز على الطرقات في المناطق المحررة لقمع تهريب النفط ومعاقبة مرتكبي ذلك الفعل، وبانتظار أن تلقى تلك الخطوات نتائج عملية في معاقبة الفاعلين وملاحقتهم وقطع يد من تسول له نفسه سرقة ممتلكات وطنه وتحليلها لنفسه مهما كان زيه أو انتماؤه»، ووسط كل ذلك، ترتسم في النهاية صورة عن ضياع ثروة لا تعوم سورية على بحرها، ولكنها كفيلة بكل تأكيد بتأمين مورد مهم لإعادة إعمار البلاد في السنوات المقبلة بعد انتهاء كابوس الدم والنار.
سوريون عالقون في الوحل التركي
أمستردام – محمد موسى
يجتهد بعض برامج الأخبار التلفزيونية الأوروبية لإبقاء الشأن السوري في مكانة متقدمة من اهتماماته، على رغم صعوبة ذلك، بسبب طول الأزمة ومراوحتها منذ شهور في المكان ذاته تقريباً، وصعوبة إقناع إدارات التلفزيونات بالمخاطرة في إبقاء مراسلين في أمكنة تعد الأخطر في العالم، بخاصة مع التكاليف المالية الباهظة للحفاظ على سلامتهم.
برنامج «نيوزأور» الهولندي الذي تعرضه القناة الحكومية الثانية وجد أخيراً فكرة تتضمن الكثير من الابتكار للتذكير بالأزمة السورية، إذ انتقل بمقدمه المعروف توان هاوز، إلى الحدود السورية التركية، ليقدم من هناك حلقة كاملة عن سورية والسوريين، المتأرجحين بين «داخل» يتصاعد فيه العنف بوحشية غير مسبوقة، و»خارج» يحمل قسوته الخاصة، على سوريين هربوا من الموت في بلدهم، ليجدوا أن الحياة في مخيمات اللجوء هي جحيم من نوع آخر.
بين مخيمات اللجوء التركية، وتقارير للمراسل الهولندي يان آيكيلبوم من داخل الأراضي السورية، ستتوزع الساعة الإخبارية التلفزيونية الهولندية، فالعنف الذي شاهدنا بعضاً منه في تقارير مراسلين أوروبيين من العام الماضي، مازال يهمين على حياة معظم السوريين، حتى عند أولئك الذين يعيشون منذ شهور في مناطق يُفترض أنها حُسمت عسكرياً لمصلحة «الجيش السوري الحر».
يكشف التقرير أن لا أمان في سورية، فالغارات والصواريخ الحكومية تقتل في شكل دوري عشرات المدنيين وأعــضاء من «الجــيش الحــر» نفـــسه، والجزع الذي يشّل نفوس السوريين، جعلهم ينسون أحياناً تقاليد الموت والجنازات، فالأكفان ترفع عن الجثث، لخاطر «عيون» الكاميرات التلفزيونية الأوروبية، وهي بدورها تتجمد للحظات – بدت دهراً – أمام الوجوه التي غادرتها الحياة منذ ساعات قليلة فقط.
تقرير الداخل السوري الذي أشرف عليه المراسل الهولندي يان آيكيلبوم، يختلف قليلاً عن ذلك الذي قدم قبل بضعة شهور للمراسل نفسه من مدينة حلب وأطرافها. فهناك، وعلى رغم كل العنف، وصل بعض التنظيم إلى الحياة المدنية السورية في المناطق التي خرجت عن نفوذ الحكومة السورية، والذي يبدو أن الحاجة خلقته. فالتقرير يظهر مدارس موقتة يشرف عليها مدرسون ومدرسات، (لم يظهر أي منهم وجهاً للكاميرا، خوفاً من مستقبل مازال يكتفنه الغموض في سورية). كما يزور الفريق الهولندي، مستشفى ميدانياً سرياًَ هو الآخر، أعدّ لاستقبال جرحى النزاع الدموي. في إحدى غرف المستشفى كان هناك صبي سوري في العاشرة من عمره يتلوى من الألم، بفعل قذيفة أصابته. بكاء الصبي ليس فقط بسبب أوجاعه، بل لفقدان عمه «الحبيب»، كما كان يصرخ باسمه، وعندما تخرج الكاميرا من غرفة المصاب، يكشف الطبيب بأنهم مضطرون لقطع رجل الصبي السوري بسبب الإصابة التي لحقتها والخوف من تلوثها.
من داخل مخيم اللاجئين السوريين في تركيا، سيقابل البرنامج الإخباري الهولندي رئيسة منظمة إغاثة هولندية، وصفت الحياة في المخيم بـ «المأسوية». كما سيقابل، هولندياً وزوجته، دفعتهما تقارير تلفزيونية سابقة عن مخيمات اللاجئين السوريين للمجيء بحقائب محملة بالمساعدات من مالهما الخاص، ووجدا بعد أيام من وصولهما أنهما عاجزان عن المغادرة، ليلتحقا بمستوصف لمساعدة مرضى سوريين.
لم تكن هناك حاجة كبيرة لشرح أوضاع مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا من قبل خبراء، فالصور التي نقلتها كاميرا البرنامج كانت كافية، فالخيم الخفيفة هي كل ما يفصل عجائز وأطفال عن برد قارس، وصفه مقدم البرنامج بأنه أكثر قسوة من برد هولندا، والطين يَشّل الحركة. هو في كل مكان، بين خيم اللاجئين، وفي طريقهم إلى المرافق الصحية العامة أو أمكنة جلب المياه. كل المخيم تحول بحيرة من الطين الذي زاد من تعقيدات الحياة الشديدة الصعوبة أصلاً هناك.
في أحد أكثر مشاهد البرنامج الهولندي تأثيراً، تلتقط الكاميرا طفلة سورية لا تتعدى السابعة، وهي تحمل دلواً للمياه في طريقها الى خيمتها، لكن الطين سيُعقد مُهمتها، فنعلاها الخفيفان سيثقلهما الطين الذي يزداد ثقله مع كل خطوة، لتبدو الطفلة وكأنها ستفقد السيطرة على حركتها، لتسقط في النهاية ويندلق دلو الماء الذي كانت تحمله. لن تتحول الطفلة هذه إلى «وجه» للأزمة السورية عند هولنديين، فبالكاد ظهر وجهها على الشاشة، لكنه سيكون من الصعب كثيراً نسيان ذلك السقوط البطيء للطفلة السورية في الوحل التركي عند كل من تابع المشهد.
“صنداي تايمز”: 80 بريطانياً يقاتلون مع الإسلاميين في سورية
لندن – “الحياة”
أشارت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية إلى “مقتل أحد المسلحين البريطانيين في سورية أثناء مشاركته في عمليات عسكرية ضد الجيش السوري”. وأفادت الصحيفة في تقرير لها يوم الاثنين 4 آذار/مارس، بأنه قتل قبل أسبوعين إبراهيم المزواجي، وهو بريطاني الجنسية، موضحة أنه “كان يصر على قضاء العطلة مقاتلاً جنباً إلى جنب مع الإسلاميين، مما أدى إلى مقتله في نهاية المطاف”.
وأوضحت الصحيفة أن “المزواجي ولد شمال غرب لندن، ودرس في جامعة “هيرتفوردشاير” في هاتفيلد، وهو أول مقاتل بريطاني تكشف هويته ممن قتلوا في سورية”، وفق الصحيفة. وذكرت “صاندي تايمز” أن المزواجي كان معروفا بلقب “أبو الفداء” وهو “واحد من نحو 80 مواطنا بريطانياً يعتقد أنهم توجهوا إلى سورية في العامين الماضيين للمشاركة في القتال ضد الحكومة السورية”.
الرقة المدينة الرئيسية الأولى يخسرها الأسد
والحرب السورية تمتدّ إلى الأنبار العراقية
و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ
القوات النظامية تشن هجوماً هو الاعنف منذ أشهر على حمص
بوتين بحث وهولاند هاتفياً في “تطبيع الوضع في سوريا”
مع اقتراب الحرب السورية من استكمال سنتها الثانية، زاد مقاتلو المعارضة مكاسبهم في شمال البلاد بعد تمكن مقاتلين من “جبهة النصرة” الاسلامية المتشددة من السيطرة على معظم مدينة الرقة التي قد تصير المدينة الرئيسية الاولى تخرج تماماً عن سيطرة النظام. وبينما كان اشخاص يبتهجون في شوارع الرقة بتحطيم تمثال الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد، كانت نيران الحرب السورية تتمدد في اتجاه العراق مع مقتل 48 جنديا سوريا نظاميا كانوا في طريق عودتهم الى الاراضي السورية، بعد فرارهم في نهاية الاسبوع الماضي الى العراق خلال اشتباكات مع مقاتلي المعارضة على معبر اليعربية في محافظة الحسكة. وحذرت بغداد من انها ستتصدى لكل محاولات نقل الحرب الى العراق.
واعلن مسؤول في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ان مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على الرقة.
وقال أحد سكان المدينة كذلك إنها سقطت. واضاف ان مقاتلي المعارضة حاصروا مجمعا للمخابرات العسكرية في وسط المدينة، وان الحشود أسقطت تمثالاً لحافظ الاسد في الميدان الرئيسي قرب المجمع.
وتعليقاً على هذه التطورات الميدانية في الرقة، اصدر “المجلس الوطني السوري” المعارض، احد ابرز فصائل الائتلاف، بياناً قال فيه، ان “الشعب السوري عاش اليوم لحظات تاريخية تمثلت بتحرير محافظة الرقة، وكنس بقايا النظام المجرم من ريفها ومدينتها”. واضاف: “بتحرر محافظة الرقة ذات المساحة الشاسعة والموقع الاستراتيجي، تتواصل عشرات آلاف الكيلومترات المربعة المحررة في شرق سوريا وشمالها، بعشرات آلاف الكيلومترات المحررة في شمال وغرب ووسط سوريا، وهو ما يمثل نصرا حاسما في مسيرة إسقاط النظام الأسدي المجرم، وخلاص سوريا من أبشع حقبة في تاريخها”.
وفي المقابل، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات النظامية تشن حملة واسعة لاستعادة احياء خارج سيطرتها في مدينة حمص. وقال ان اشتباكات “هي الاعنف منذ اشهر” تدور عند اطراف القرابيص وجورة الشياح والخالدية وحمص القديمة، تترافق مع قصف يستخدم فيه الطيران.
سياسياً، اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفيا في سبل “مواصلة التعاون لتطبيع الوضع في سوريا”.
وأوضح الاليزيه ان الاتصال تخلله “تبادل عميق للآراء” بين الرئيسين “في تمديد لمحادثاتهما في موسكو في 28 شباط “. أبدى الرئيس الفرنسي قلق بلاده “من تصاعد اعمال العنف وتفاقم التهديدات المرتبطة بالازمة السورية”.
وفي نيويورك، قدمت إسرائيل شكوى رسمية إلى رئيس مجلس الأمن من إطلاق أربع قذائف على إسرائيل من الأراضي السورية في الأيام الأربعة الأخيرة.
وقال المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رون بروسور إن إطلاق هذه القذائف الأربع من الآراضي السورية يمثل انتهاكا لاتفاق فصل القوات الموقع بين إسرائيل وسوريا عام 1974. وأضاف في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن: “إن إسرائيل لن تقف مكتوفة بينما تتعرض حياة مواطنيها للخطر على أيدي حكومة طائشة في سوريا”.
الرقة تسترجع عباءتها
رند صباغ
هي المعركة الأكثر وضوحاً في نتائجها حتى اللحظة، لتصبح الرقة أول مركز محافظة يعلن فيها الجيش الحر “سيطرته شبه الكاملة”، في نقطةٍ قد تشكل تحولاً بمسار الصراع المسلح في سوريا، وفي الأخص شمال البلاد.
وفيما تستمر المعارك في عددٍ من النقاط في المدينة ومحيطها، يشير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى أنه قد “تمت السيطرة بشكل كامل على مدينة الرقة باستثناء أجزاء ما زالت القوات النظامية متواجدةً فيها، لا سيما مقر الأمن العسكري وحزب البعث”. ويعتقد رامي عبد الرحمن مدير المرصد أن الرقة قد تكون “خلال الساعات المقبلة، أول مركز محافظة خارج سيطرة النظام”، ويشير المرصد إلى “أسر ضابطٍ كبيرٍ في فرع أمن الدولة ونقله إلى تركيا، بالإضافة إلى أسر ضابط كبير آخر في الأمن السياسي، ومقتل ضابط ثالث في شرطة المحافظة”، مؤكداً أن المقاتلين هم من جبهة النصرة الإسلامية، إلى جانب كتائب أخرى من بينها أحرار الشام، رغم ما أعلنته الأولى منذ أيام قليلة عن عدم نيتها دخول المدينة “حرمةً لدماء أهلها”.
ويتحدث السكان عن سيطرة المعارضة المسلحة على كافة الأفرع الأمنية والسجن المركزي للمدينة، ما عدا الأمن العسكري والذي يحتوي على عددٍ كبيرٍ من المعتقلين، وهو يقع في منطقةٍ أقرب إلى أطراف المدينة، فيما بدأ الرد الجوي لقوات النظام في حالةٍ غدت متلازمةً مع انحسار قدراته الميدانية، وتراجع سيطرة قواته على الأرض، حيث أصابت سور الرقة الأثري قذائف طائرات الميغ بحسب الناشطين، كما تم استهداف ساحة المحافظة بقذائف الهاون، وقصف محيط قصر المحافظ حيث تحدثت الأنباء الواردة عن سقوط برميلين متفجرين في المنطقة التي تشهد اشتباكاتٍ عنيفة.
وتتحدث لجان التنسيق المحلية عن انطلاق القذائف المدفعية من المطار العسكري في الطبقة باتجاه مركز المدينة والذي أعلنت مجموعة من كتائب المعارضة بدء عملياتها العسكرية “لتحريره”، كما أشارت الأنباء إلى تحليقٍ كثيفٍ لطائرات النظام على علوٍ منخفض في سماء المحافظة، وبث الناشطون شريطاً على الإنترنت يظهر إسقاط تمثال الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، في مشهدٍ قد يعيدنا قرابة العامين إلى الوراء، ضمن حالةٍ احتفاليةٍ مشابهة من سكان الرقة ، فيما يظهر شريط آخر دخول المعارضة المسلحة لمبنى المخابرات الجوية وتحرير المعتقلين في داخله وسط تجمع الأهالي.
المدينة التي تقع على نهر الفرات شمال البلاد، وتضم قرابة 240 ألف نسمة، نزح إليها نحو 800 ألف شخص قدموا من مناطق سورية مختلفة، حيث لم يكن الصراع عليها مفاجئاً فيذكر الجميع محاولات النظام تثبيت الرقة كمدينةٍ تحمل له كل الولاء بحشد المسيرات المؤيدة وترسيخ الفكرة إعلامياً والتي عمل عليها الأسد شخصياً يوم أدى صلاة عيد الأضحى الأسبق فيها برفقة مفتي الجمهورية وعددٍ من المسؤولين، حيث منح عباءة تقليدية من وجهاء المدينة ، لكن المؤشرات كانت قد بدأت باتخاذ شكلٍ أوضح في الأيام القليلة الماضية، وربما كان اسم الجمعة قبل الماضية التي أطلق عليها ناشطون اسم جمعة “الرقة الأبية على طريق الحرية” تحمل دلالةً على نية التحرك نحوها بشكلٍ أكثر جدية مما سبق.
الرقة التي تأخر دخولها على خط التظاهرات الاحتجاجية في سوريا بشكلها الواسع، سبقت اليوم نظيراتها في الاتجاه نحو حسمٍ عسكريٍ يصب في صالح المعارضة، ليبقى التخوف مشروعاً على مستقبل البنية التحتية للمدينة أسوةً بما أعلن “تحريره” سابقاً من مناطق.
أول اليرموك…بوابة الموت والذلّ
متولي عبد الناصر
سبع ساعات هي الوقت المسموح به لكي تعبر الى مخيم اليرموك، أو تخرج منه. من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة ظهراً. عشر دقائق، والمسافة لا تزيد عن خمسين متراً، ينتظرك في أول المخيم مربع الموت والإذلال من قبل عناصر الأمن أو عناصر القيادة العامة.
تقول مريم (أم عمر): “حصار خانق يتعرض له المخيم وإذلال للنساء وكبار السن، نخرج من الساعة الخامسة صباحاً حتى نشتري الخبز لأولادنا من فرن الزاهرة. هناك سيارة أجرة أو هوندا توصل الناس الى أول المخيم، وقلة تمشي على الأقدام خوفاً من القناص، نخرج جماعة، ربما هذا يقلل من حجم الرعب الذي نعيشه أثناء خروجنا”.
أم عمر لا تخاف الموت كما تقول “ولكن تؤلمني الإهانة التي نتعرض لها من قبل الأمن أو من عناصر القيادة العامة. هؤلاء بالذات أسوأ من الأمن السوري”، وتضيف “بتعرف يا خالتي قديش بهينوا الناس وبذلوهم، وخاصة عند الرجعة للمخيم، بوقفوهم جماعات ويلي ما بيعجبهم ببلشوا يشلحوه ثيابه”….”واذا كان شاب كدع وواجههم شوف شو بيساووا فيه، بينزلوه على كراج موجود في البنايات مقابل المخيم وبينزلوا فيه ضرب لحتى يتورم، والكنزه يلي لابسها بقلبوها على رأس الشاب حتى لا يستطيع الرؤية أو بحطوا على عيونه طفيشات”.
تواصل الرواية أم عمر “يكبلون يديه برباط بلاستيكي أبيض يشبه شدات الوصل التي يستخدمها معلم الأدوات الصحية لشد البواري الحديدية، وبعد ذلك إما يحرقونه بالسجاير على وجهه أو يديه، ويضربونه بالحزام”.
“طبعاً عندما نجلب الخبز، نأتي ب20 رغيف مثلاً، لا يسمحون للعائلة بإدخال أكثر من 7 ويصادرون الباقي…بس بتهون يا خالتي إلهم يوم، لك يا خالتي بخلوك تطّلع قنينة غاز بس إذا رجعت وكانت مليانه بصادروها”.
بلهجة التحدي تنهي أم عمر حديثها، عكس الشاب محمد ق. الذي بدأ بالبكاء ما أن تحدثنا اليه. يقول محمد: “عندما كنا نحضر بعض الأغراض الضرورية من منزلنا، وأثناء خروجنا من المخيم، طبعاً يرافقنا ثلاثة صبايا قالوا لنا أنهم يدرسون في الجامعة و أنهم مطرون للخروج اليوم و العودة سريعاً الى المخيم، المهم ساعدونا بحمل الأغراض، وما أن وصلنا الى حاجز الأمن حتى أوقفنا بعض عناصر القيادة العامة، جاء أحدهم اسمه “دحام” وبدأ بتفتيش الأغراض التي أحملها أما زوجتي والفتيات الأخريات ذهبن الى فتاة كانت تجلس بنفس السيارة التي كان يجلس فيها دحام، اسم الفتاة سميرة هذا ما علمته من زوجتي بعد أن أفرج عنا”.
يتوقف الشاب عن البكاء، ويتابع حديثه والغصة في قلبه على ما حدث معه وزوجته، “أنا اعاني من مرض الربو ولا أستطيع التنفس جيداً و خاصة إذا لم يكن معي الدواء، أصبحت أسعل بشدة ليساعدني ذلك على التنفس بشكل أفضل فانزعج عنصر أمن القيادة العامة من سعالي، وكأنه أراد تعذيبي فقط: اسكت يا…هكذا حدثني العنصر”. و لكن سعال محمد اشتد أكثر وصارح العنصر بأن الموضوع مرتبط بالمرض فاعتبرها عنصر الأمن “نمردة ” يقول محمد: “يا أخي والله مو نمردة بس عن جد أنا مريض وبالأساس ما عامل شي”، فما كان من عنصر الأمن إلا أن كبل يديه ورماه في صندوق سيارة من نوع مازدا زوم لون أزرق”. هنا يقول محمد أنه أصبح بين الحياة و الموت خاصة وأن الهواء انعدم تقريباً، “وما عدت أسمع شيئاً”. الزوجة تتابع الحديث بألم و قهر: “سميرة الفتاة التي كانت داخل سيارة الأمن بدأت بتفتيشنا بدقة”، وعيناي الزوجة تحدقان بعلب الدواء المرمية داخل السيارة، وعندما لم تجد شيئاً “صادرت علبة المكياج التي أهداني إياها زوجي، واتجهت الى العناصر الجالسين داخل السيارة تقول لهم: شو شباب هاي جبنالكم بنات حلوين!” .
في كل يوم هناك قصة على بوابة الموت هذه تحت حجة أن الناس باعت المخيم، ومع قدوم الليل عندما تهدأ الإشتباكات أو ينام القناص يحمل عناصر الأمن جثث من قُتلوا و يرمونها داخل المخيم، توثق الأسماء، ويترك فراغ آخر لشهداء الصباح التالي.
كيري “أمير المؤمنين“
مازن السيّد
يجسد السياسيون والدبلوماسيون العرب الصورة المكثفة عن الفوقية الذكورية والأبوية المتفشية في مجتمعاتنا. لكن ذلك ليس السبب الوحيد وراء تفوق وزير الخارجية الأميركي جون كيري أهميةً في منطقتنا عن سلفه هيلاري كلينتون.
خلال زيارته، يرسم كيري ملامح السياسة الخارجية الأميركية في الإدارة الثانية لباراك اوباما، والتي ستكون مختلفة عما سبقها بقدر ما هي امتداد لها. من اوروبا، قفز سريعاً إلى تركيا، حيث دعا إلى التصالح مع اسرائيل وكرّر موقفه من أحداث سوريا.
المحطة الثانية: مصر. السعودية لاحقاً. وبين المحطتين معادلة، ستكون واشنطن على خطوطها. هنا النجم السياسي الصاعد لجماعة “الإخوان المسلمين”، وهناك وجه آخر لإسلام سياسي ملكي تكدّر وجهه تحولات المنطقة حتى لو تمكن من استثمار بعضها.
في القاهرة، كانت زيارة كيري مصرية. التقى الرئيس محمد مرسي، وأعرب ضمنياً عن دعم سياسي ل”الإخوان” في السلطة، بحجم المساعدة المالية التي أعلن عنها بعد تلقيه وعوداً من مرسي بالاذعان لشروط صندوق النقد الدولي: 250 مليون دولار، كافية لتشكيل رسالة سياسية لا أكثر.
كيري لم يكن رمادياً في موقفه من العملية السياسية الداخلية في مصر حيث تزامنت زيارته مع ارتفاع العنف السلطوي في أنحاء البلاد إلى مستويات غير مسبوقة، وقد أثار حنق المعارضة التي قاطعت زيارته بمعظمها عندما انتقدها على مقاطعتها الانتخابات، مستبقاً وصوله مصر بالتمهيد لابداء موقفه الصريح.
في الرياض، الملك التسعيني لم يستقبل كيري، بل التقاه نظيره سعود الفيصل. هنا الحديث كان من نوع آخر، مركزه سوريا وامتداده الأول إلى المفاعلات النووية الايرانية. وفي هذا الملف الأخير، لم يخرج عن الطرفين موقف جديد، سوى بعض التصعيد في لهجة المصطلحات المستخدمة للقول بأن “نافذة الحل الدبلوماسي” ستغلق يوماً ما.
أما في الملف السوري، فكانت المجاهرة أولاً بالضوء الأخضر الأميركي لتسليح المعارضة بتمويل سعودي-لا بالمعدات “غير القاتلة”. كما بدا حديث كيري عن تمويل “الفئات المعتدلة” من المسلحين في سوريا فضفاضة ومراعية للرياض حين قال إن “المعارضة السورية اصبحت قادرة على ضمان ان تتلقى المعارضة المعتدلة ما يرسل إليها”، مشيراً بذلك إلى المساعدة الأميركية التي أعلنت تحت غطاء “الاعتدال”، ليغضّ النظر عن الأطراف المضيفة التي تسلّح بسقف مختلف.
وأبدى كيري سوء فهم ساذج أو متعمد للواقع الميداني في سوريا، حين اعتبر أن إنجازات المعارضة المسلحة عسكرياً دليل على كفاءة المعارضة السياسية في تسليح “المعتدلين”، في ما يتناقض مع الكفاءة العسكرية المشهودة ل”الجهاديين” ومسؤوليتهم عن كثير من هذه الانجازات. إلا إذا كان كيري يشير بذلك إلى “تحرير” الرّقة، وفي هذه الحال يكون تصريحه إشارةً إلى توجيه الكتائب “المعتدلة” نحو جبهات أخرى مختلفة عن تلك التي يخوض فيها “المتشددون” حربهم.
بين القاهرة والرياض، تكون واشنطن اليوم على صورة الزيارتين: أقرب إلى “الإخوان”، ولكنها لا تستغني عن حلفها الاستراتيجي مع آل سعود. في سوريا، يبدو أنّ واشنطن لا تمانع إرضاء الطرفين، “معتدلين” و”متشددين”، كي تحافظ على عزلتها النسبية وتبقي قبضتها على الإسلام السياسي بأشكاله.
نازحون سوريون «غير معترف بهم»:
هـكــذا «يـعـيشــون» الآن وهـنــا
زينب ياغي
يبحثون عمّا يسد رمق الحياة، في أي حي، أو غرفة يمكن أن تؤويهم. تحول كل تجمع للنازحين السوريين إلى مخيم، نظراً لأعدادهم الضخمة.
كأنما ما يواجهه لبنان حالياً من نزوح سوري يتجاوز بكثير ما واجهه إبّان نكبة فلسطين.
للنازحين تجمعات كبرى في ضواحي بيروت ومخيماتها، كما في القرى، الكثير منها لم تصل إليها المؤسسات الدولية والجمعيات الأهلية، ولم تعترف بوجودها لدى إبلاغها عنها.
يؤكد أحد الناشطين السوريين في مجال مساعدة النازحين، أن منظمات الأمم المتحدة المعنية أخبرت الناشطين أنها لا تعترف سـوى بنازحي الشمال والبقـاع، لأنهم يقيمون في مخيمات تابعة لها. أما الآخرون فليس لهم سوى تدّبر أمورهم… إن اسـتطاعوا إلى ذلك سـبيلا.
وماذا يطلق على مخيم صبرا مثلا، غير إسم مخيم؟ فقد أحصى ناشطون، أنه مع حلول شهر تشرين الأول الماضي، وصل نحو ثلاثة آلاف عائلة سورية غير فلسطينية إلى صبرا وحي الداعوق المجاور.
بعدها، توقفوا عن الإحصاء بسبب تزايد الأعداد. يعتمد نازحو مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة على مساعدات رمزيّة يقدمها بعض الناشطين، فيما تزورهم جمعيات بين الحين والآخر، حاملة وعوداً بالمساعدات، لكنها تغادر من دون عودة.
من يملك المال من السوريين الذين لجأوا إلى لبنان من مدخرات يعيش منها حتى تنفد، ومن لا يملك مدخرات، يواجه الموت البطيء، «لعل من سيبني سوريا الجديدة، بعد دمارها، أكثر جدارة بالحياة من الذين يعيشون فيها اليوم».
شروق في أزقّة المخيم
ربما يكفي وصف ثلاث حالات من «العيش» في صبرا، للتعرف على ما تخبره يومياً آلاف العائلات التي تواجه الأمراض والعوز، وتبحث فعلاً، لا قولاً، عمّا يسد رمق الحياة.
تحوّلت شروق، إبنة الستة عشر ربيعاً، من طالبة في الثانوية العامة، إلى «سيّدة صغيرة»، بعد نزوحها مع عائلتها من معرّة النعمّان، إلى مخيم صبرا.
هي فتاة تشتعل ذكاء، تحفظ أزّقة المخيم كلها، وتعمل في روضة أعدت للأطفال السوريين عند طرفه.
تعود إلى المنزل ظهراً، تساعد أمها في إعداد الطعام، وتحاول مواساتها في حزنها على شقيقتها البكر التي قتلت بقذيفة. وتحتار كيف تُسّلي شقيقها الصغير ابن السنوات الست، العنيف حيناً، والصامت حينا آخر.
أمّا الأخ «الأكبر» بأعوامه التسعة، فيعمل مع قريب له لدى أحد القصابين.
كانت الإبنة البكر التي استشهدت في سوريا، متزوجة، وكانت في الثامنة عشرة من العمر. ذات يوم، كانت تزور أهلها عندما تعرض منزلهم للقصف، فخرجت مسرعة، تحاول الانتقال إلى منزلها المجاور، لكن القذيفة الثانية كانت أسرع منها، فاصطدمت بجدار المنزل، وسقط حجر على رأسها أدى إلى كسر جمجمتها.
خرج أهلها ووجدوها مضرجة بالدماء، رفعوها عن الأرض، وشارك شقيقها الصغير في رفعها، لكنها فارقت الحياة مع جنينها الذي كان في شهره الثامن. منذ وفاتها، لا تكف الأم عن البكاء.
تحمل الأم مع عائلتها خلاصة جمال أهل معرة النعمان، شعر أشقر، وبشرة بيضاء، وعيون ملونة. أخذت تصف منزلها المؤلف من طابقين في المعرة، وتقول: كان لدي غرف نوم، ومطبخ واسع، وأدوات كهربائية.
كان زوجها يعمل في مهنة تبليط المنازل، ويحصل على دخل يتيح له تأمين حاجيات أفراد عائلته وتعليمهم.. إلى أن تعرض المنزل للقصف المباشر.
تقسم الأم أنها لم تنم على الأرض يوماً مع أولادها، لكن الحرب ساقتها إلى منزل من غرفتين، أشبه بكوخ، جدرانه متسخة، وأرضه مائلة، لا يدخله نور ولا هواء. وفوق ذلك، تضطر الأسرة حاليا إلى تقاسمه مع عائلة شقيق زوجها التي هربت من المعرة قبل أيام.
ينام الجميع على فرش من الإسفنج. الرجال في غرفة الجلوس، والنساء في الغرفة المجاورة ذات الأرضية المائلة. للشقيق طفل معوّق في الخامسة من عمره، لا يعرف من أين سيوفر له العلاج؟. يقول: «في سوريا، ندخل المستشفى مجانا، وفي لبنان يطلبون النقود قبل الدخول، نحن عاجزون عن الطبابة والاستشفاء».
تعيش العائلتان من دخل لا يتعدى الستمئة ألف ليرة شهرياً، إذ يتقاضى الأب مئتي ألف ليرة أسبوعياً، بسبب المنافسة الشديدة في العمل، بينما تتقاضى شروق مبلغ مئتين وخمسين ألف ليرة شهرياً، وتدفع العائلة مبلغ ثلاثمئة دولار بدل إيجار المنزل، بعد ارتفاع الأسعار بشكل ناري في صبرا.
ذات يوم، مرضت شروق، أصيبت بدوار شديد، وسقطت أرضاً، فنقلها أهلها إلى طبيب في أحد مستوصفات المنطقة، طلب أن تجري مجموعة فحوصات مخبرية، لم تجرها، لأنها لا تملك كلفتها. تقول شروق: لقد مرضت من القهر والحزن والتعب.
لمنى ورم في صدرها
في حي الداعوق، تقيم منى، وهي في الثامنة والعشرين من عمرها، مع زوجها وولديها، في غرفة لا تتوافر فيها أدنى مقومات الحياة. تدلف المياه من سقفها بشكل متواصل، فتشعر لشدة الرطوبة، بحال أشبه بالاختناق. يؤدي درج ضيّق إلى الغرفة، من دون درابزين حماية، كأنما هي الحماية الإلهية وحدها التي تحول دون وقوع أحد من أعلاه، بالغاً كان أم صغيراً.
ما أن بدأت منى في وصف حياتها، حتى أجهشت بالبكاء. لديها ورم في صدرها، وتخاف من الذهاب إلى الطبيب للكشف عليه. تعاني طفلتها التي تبلغ السنة من العمر من الحساسية، بينما يواجه طفلها البكر وهو في التاسعة من العمر من حالة نشاط مفرط، أدت إلى إصابته بجرح بليغ في فخذه، بعد وقوعه عن الطاولة.
تروي أن ابنها احتجز في مخيم اليرموك مع جده لمدة خمسة عشر يوما، وخرج من الحجز طفلا آخر لا يتوقف عن الحركة.
وجد زوجها عملا في محل لتصنيع التمور في بيروت، بأجر زهيد قدره ستمئة الف ليرة شهريا، يدفع منه مئتي دولار بدل إيجار الغرفة، «ومن لا يعجبه فليبحث عن مأوى آخر». يبقى للعائلة مبلغ ثلاثمئة ألف ليرة للمصاريف اليومية. ماذا ستفعل منى غير البكاء؟.
سبع عائلات في غرفتين
في منزل آخر مكون من غرفتين، يتكدس أفراد سبع عائلات، هم أخوة وأخوات وأولاد عم، يبلغ عددهم أربعة وعشرين شخصاً، بينهم أطفال، وزوجان عريسان، «يا ولدي». يبلغ بدل إيجار الغرفتين خمسمئة وخمسين ألف ليرة شهريا، ومن لا يصدق عليه التأكد، وذلك بذريعة أن المنزل أكثر ترتيباً وحداثة من المنازل الأخرى، فجدرانه نظيفة، ومطبخه مقبول، وطبعاً مع حمام واحد. يعمل من أفراد العائلات السبع رجلان فقط، لدى لحّامين، ويتقاضى كل منهما ثمانمئة ألف ليرة في الشهر.
تحاول الأسر السبع توفير الطعام بصعوبة، لكن أحد الرجال وهو في الخامسة والأربعين من عمره، يعاني من ورم في الدماغ، متزوج ولديه صبيان وأربع فتيات، كما أن والدته مريضة أيضا، وتحتاج إلى عملية قسطرة في القلب، وجراحة في المرارة. وقد تناول الرجل الجرعة الأولى من العلاج في المستشفى الحكومي في بئر حسن، وأقسم اليمين بأنه دفع ثمنها من مدخرات كان يملكها. يوضح أن علاجه يتطلب تناول حبة دواء يومياً، كمرحلة أولى لمدة خمسة وأربعين يوما، بينما يبلغ ثمن كل خمس حبات تسعمئة الف ليرة، ولا يعرف كيف يؤمنها.
لمن يود التبرع من أجل تقديم المساعدة الاتصال على رقم الهاتف 371164-70
موسكو تحذر من فتح جبهة الجولان .. ودماء سورية على أرض العراق
تباين بين الفيصل وكيري حول الحل السوري .. والسلاح
ظهرت، أمس، مؤشرات متزايدة على احتمال تمدد نيران الأزمة السورية إلى العراق، التي تتفاقم فيه الأزمة السياسية، بطابعها المذهبي، حيث قتل 48 جنديا وموظفا سوريا بنيران مسلحين دخلوا إلى الانبار من سوريا، بحسب الرواية العراقية الرسمية، وذلك بعد أيام من إعلان السلطات العراقية سقوط صاروخ «سكود» على أراضيها، فيما حذرت موسكو، التي تترأس مجلس الأمن لشهر آذار الحالي، من إمكانية اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل بسبب وجود المسلحين قرب هضبة الجولان السورية المحتلة.
في هذا الوقت، كشف المؤتمر الصحافي بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، في الرياض أمس، عن تباين في المواقف حول كيفية حل الأزمة السورية، حيث أن واشنطن جددت دعمها للحل السياسي معربة عن قلقها من تسليح المتشددين السوريين، فيما عبرت الرياض عن رغبتها بفتح الباب على مصراعيه لتسليح المعارضين، باعتبار أنها لم تعد ترى في الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا «شرعيا» لبلاده.
ميدانيا، أشعل المسلحون جبهتين جديدتين، حيث شن مسلحون إسلاميون متشددون هجوما على مدينة الرقة السورية التي كانت بمنأى عن المعارك لمدة عامين، واسقطوا تمثالا للرئيس السوري السابق حافظ الاسد (تفاصيل صفحة 15)
وقتل مسلحون 42 جنديا وموظفا سوريا وسبعة جنود عراقيين في كمين في الانبار غرب العراق، أثناء محاولة الجيش العراقي إعادة السوريين إلى بلادهم بعدما فروا إلى العراق خلال هجوم للمسلحين على معبر اليعربية الحدودي مع العراق. كما اصيب 20 سوريا في الهجوم. واتهمت وزارة الدفاع العراقية، في بيان، «مجموعة إرهابية» تسللت من سوريا بمهاجمة السوريين. وأوضحت أن الجنود والموظفين السوريين الذي كانوا ينقلون إلى معبر الوليد تمهيدا لتسليمهم إلى السلطات السورية «تعرضوا إلى عدوان غادر من قبل مجموعة إرهابية متسللة إلى داخل الأراضي العراقية قادمة من سوريا».
وأضاف البيان: «يعد هذا العمل الإجرامي اعتداء سافرا على سيادة العراق وأرضه وكرامته وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، كون المغدورين جرحى وعزلا من السلاح، وعليه نحذر وبشدة كل الأطراف المتصارعة في الجانب السوري من نقل صراعهم المسلح إلى داخل الأراضي العراقية أو انتهاك حرمة حدود العراق، وسيكون الرد حازما وقاسيا وبكل الوسائل المتاحة لمن يحاول المساس بحدود وأمن العراق».
وكان رئيس بلدة تلعفر العراقية عبد العال عباس أعلن، قبل أيام، ان «صاروخ سكود أطلق من الأراضي السورية سقط قرب قرية في محافظة نينوى العراقية، من دون ان يحدث أي أضرار».
في هذا الوقت، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفيا «مواصلة التعاون لتطبيع الوضع في سوريا» بحسب الكرملين. وأكد الاليزيه أن الاتصال تخلله «تبادل عميق للآراء» بين الرئيسين «في تمديد لمحادثاتهما في موسكو في 28 شباط». وأضاف: «أعرب هولاند عن قلق فرنسا حيال تصاعد أعمال العنف وتفاقم التهديدات المرتبطة بالأزمة السورية»، موضحا أن الرئيس الفرنسي «شدد على ضرورة مساهمة المجتمع الدولي بشكل حاسم لتسريع الانتقال السياسي في سوريا. كما أعرب عن استعداد للعمل من اجل ذلك مع روسيا وغيرها من شركاء فرنسا».
وفي نيويورك (سمر نادر)، أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في مؤتمر صحافي لمناسبة تسلم بلاده رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، إن «واقع وجود الجماعات المسلحة في منطقة نشر القوات الأممية في مرتفعات الجولان ظاهرة جديدة وخطيرة. من المفترض ألا يكون المسلحون فيها. وللأسف لا يوجد شيء في صلاحيات القوات الأممية يفوضها بمعالجة هذا الوضع، لأن عناصر هذه القوات غير مسلحة».
ووصف تشوركين نشاط المسلحين الذين ينطلقون من منطقة الجولان «بالخطيرة جدا»، محذرا من أنه «قد يؤدي إلى زعزعة الأمن بين سوريا وإسرائيل». وقال إن «الطرف الذي يؤيد هذا النشاط أو يدعمه بصمته، أيا كان، يلعب لعبة خطيرة جدا». وتابع: «ليس من الممكن تجهيز القوات الأممية في الجولان أو تغيير مهمتها كي تتمكن من تحمل هذه المسؤولية، إنه خارج مسؤولياتها. كما تعرفون، فقد سحبت بعض الدول قواتها (من الجولان) بسبب الأخطار الأمنية المرتفعة. إن هذه اللعبة فعلا خطيرة للغاية».
ونفى تشوركين أن تكون روسيا وأميركا قد وصلتا إلى طريق مسدود في حل الأزمة السورية، معلنا عن اجتماع سيعقد الأسبوع المقبل بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وأحد كبار المسؤولين الأميركيين لاستئناف الحوار لحل الصراع في سوريا. وقال: «من دون إجراء حوار بين النظام والمعارضة لن يحدث أي شيء ايجابي في سوريا». واعلن ان «لبنان يعيش في دائرة الخطر مع استمرار الصراع الدموي في سوريا».
كيري والفيصل
وظهر الخلاف بشكل واضح بين واشنطن والرياض حول كيفية حل الأزمة السورية. وكان بارزا عدم لقاء كيري بالملك السعودي عبد الله، والاستعاضة عنه بالاجتماع مع ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز. ووصل كيري إلى أبو ظبي أمس تمهيدا لزيارة الدوحة اليوم، حيث سيعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب غدا لبحث التطورات في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الفيصل في الرياض، إن «الولايات المتحدة ستواصل عملها مع أصدقائها، كما فعلنا في روما، في تمكين المعارضة السورية، من أن تتمكن، ربما كما نأمل، من إحلال حل سلمي، وان لم يحدث هذا الأمر فإننا سنواصل ضغطنا على الأسد».
وحول ما إذا كانت عملية إرسال دول مثل قطر والسعودية أسلحة إلى المعارضين تقلق واشنطن، قال كيري انه لدى «المعارضة المعتدلة القدرة للتأكد من أن الأسلحة تصل إليها وليس إلى الأيدي الخطأ»، في ما بدا موافقة ضمنية على إرسال أسلحة إلى «المعتدلين». لكنه أوضح انه «ليست هناك ضمانات ألا تصل الأسلحة إلى الأيدي الخطأ»، في إشارة مبطنة إلى مواصلة رفض الإدارة الأميركية تسليح المعارضين السوريين.
وانتهز الفيصل المؤتمر الصحافي لشن هجوم على الأسد. وكرر تمسك الرياض «بضرورة تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع أمام آلة القتل والتدمير».
وعن الأسلحة المرسلة إلى المقاتلين، قال الفيصل إن «ما يحدث في سوريا يعد قتلا لأناس أبرياء ولا يسعنا أن نبقى صامتين أمام هذه المجزرة»، مضيفا: «لدينا واجب أخلاقي أن نحمي هذا الشعب. لم اسمع ولم أرَ في التاريخ أو في الوقت الحاضر وحتى في أصعب الحالات أن يقوم نظام باستخدام أسلحة إستراتيجية وصواريخ لضرب شعبه من الأطفال والنساء وكبار السن ويقوم بضرب مدن مختلفة، ونحن نتحدث أمام هذا كله عن توفير الغذاء، ونتجادل في ذلك».
وتابع: «أعتقد أننا أثناء حديثنا، هناك الشعب يقف أمام القصف، ونحن لا نستطيع أن نواصل حديثنا فقط عن المساعدات الغذائية والطبية. فقدوا الكثير، ونحن لدينا صلاحيات أن نتصرف أكثر، لقد فقد بشار الأسد كل سلطته في ذلك البلد، ولا يمكن لأي شخص أن يتصرف بهذه الطريقة ويبقى لديه الحق في أن يكون قائدا لتلك الدولة».
وشدد مجلس الوزراء السعودي، في اجتماعه برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، على «أهمية تقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي للشعب السوري للدفاع عن نفسه»، داعيا «المجتمع الدولي للتحرك الجاد والسريع لوضع حد لمأساة الشعب السوري ومساعدته».
(«السفير»، «واس»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
إسرائيل تحذر من أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي وحرب سوريا تتخطى حدودها
الأمم المتحدة- (رويترز): حذرت اسرائيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين قائلة إنها لا يمكن أن تظل “مكتوفة الأيدي” في حين ان الحرب الأهلية في سوريا تمتد إلى خارج حدودها واتهمت روسيا جماعات مسلحة بتقويض الأمن بين الدول بقتالهم في منطقة منزوعة السلاح.
وكتب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور إلى مجلس الامن يشكو من سقوط قذائف مدفعية قادمة من سوريا في داخل إسرائيل.
وقال بروسور في رسالته “ينبغي ألا ينتظر من إسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي وأرواح مواطنيها تتعرض للخطر من جراء الأفعال الطائشة للحكومة السورية. لقد تحلت إسرائيل حتى الآن بأقصى درجات ضبط النفس”.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين رئيس مجلس الأمن لشهر مارس ان الوضع الأمني بين سوريا وإسرائيل تعرض أيضا للخطر بسبب “ظاهرة جديدة وخطيرة” تتمثل في ان جماعات مسلحة تنشط فيما يسمى المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان بين البلدين.
وقال تشوركين للصحفيين “إنه أمر قد يقوض الأمن بين سوريا وإسرائيل”. وأضاف ان قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اندوف) عجزت عن التصدي لهذا الوضع.
وقال تشوركين “لسوء الحظ فإنه لا شيء في التفويض الممنوح لقوة أندوف يتيح لهم أو يكفل تجهيزهم ليكونوا قادرين على التعامل مع ذلك الوضع لأنهم مراقبون عزل”.
روسيا تعرب عن قلقها إزاء زيادة الدعم الأمريكي لجماعات مسلحة في سوريا
موسكو- (يو بي اي): عبّر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن قلق بلاده إزاء احتمال تعزيز المساعدات الأمريكية لجماعات مسلحة في سوريا، مؤكداً ان الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق أي شيء إيجابي في ذاك البلد.
وقال تشوركين للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن بلاده تشعر بالقلق إزاء التصريحات الأمريكية الأخيرة عن “تعزيز المساعدة لجماعات مسلحة في سوريا”.
ورأى ان في ذلك ابتعاداً عن الاتجاه المطلوب لإجراء الحوار بين الحكومة والمعارضة.
وأضاف تشوركين، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الحالي، “نؤمن بأن الجهد الرئيسي للمجتمع الدولي، والذي كان الجهد الرئيسي للدبلوماسية الروسية، هو محاولة إقامة حوار بين الحكومة والمعارضة بما يتوافق مع وثيقة جنيف الصادرة في الثلاثين من حزيران/ يونيو 2012”.
وتابع “هناك بعض الاختلافات التي ما زالت قائمة ولكن إذا كان ما يقوله لنا شركاؤنا الأمريكيون صحيحاً عن انهم أيضاً يشجعون المعارضة على الدخول في حوار، فإن ذلك يعني ان تواصلنا معهم بشأن سوريا، بالإضافة إلى جهود (المبعوث الخاص) الأخضر الإبراهيمي وغيرها من الأنشطة الدولية، قد يؤدي إلى إجراء الحوار بين الحكومة والمعارضة”.
وأكد تشوركين عدم إمكانية تحقيق أي شيء إيجابي في سوريا من دون الحوار.
كيري يتعهد بدعم المعارضة دون اسلحة.. والفيصل يدين أطرافا تسلح النظام لـ’تقتيل شعبه‘
قوات المعارضة تسيطر على محافظة الرقة.. تصعيد الحملة على حمص
مقتل 48 جنديا سوريا بكمين غرب العراق خلال اعادتهم لبلادهم
دمشق ـ بيروت ـ الرياض ـ موسكو ـ وكالات: شنت القوات النظامية السورية الاثنين حملة عسكرية واسعة لاستعادة احياء خارج سيطرتها في مدينة حمص وسط سورية، في حين سيطر المقاتلون المعارضون على مدينة الرقة في شمالي البلاد، بينما قتل 48 جنديا سوريا في كمين غرب العراق الاثنين اثناء اعادة نقلهم الى بلادهم التي فروا منها خلال اشتباكات مع معارضين، في حادثة تنذر بانتقال فعلي للصراع السوري الى العراق.
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس ان الجنود السوريين ‘جرحى وكانت تتم اعادتهم عند معبر الوليد (غرب)، وقد اعترضتهم مجموعة ارهابية وقتلت منهم 48 جنديا وتسعة جنود عراقيين’.
واضاف ‘هذا يؤكد مخاوفنا من محاولة البعض نقل الصراع الى العراق، لكننا سنتصدى بكل قوة لهذه المحاولات من كل الاطراف’.
في غضون ذلك، تعهد وزير الخارجية الامريكي جون كيري من الرياض بدعم المعارضة السورية من دون تسليحها، بينما تشهد دول معنية بالنزاع حراكا دبلوماسيا سعيا للتوصل الى حل للازمة التي تتم بعد ايام عامها الثاني.
وقال وزير الخارجية الامريكي في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل، ردا على سؤال حول ارسال دول كقطر والسعودية اسلحة الى المعارضين، ان ‘لدى المعارضة المعتدلة القدرة للتأكد من ان الاسلحة تصل اليها وليس الى الايدي الخطأ’.
واضاف كيري الذي التقى عددا من نظرائه الخليجيين قبل ظهر امس، انه ‘ليست هناك ضمانات بان لا تصل الاسلحة الى الايدي الخطأ’.
وتمتنع الادارة الامريكية عن تزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح خوفا من وصوله الى ايدي مقاتلين اسلاميين، علما ان تقارير صحافية تحدثت مؤخرا عن تدريب الولايات المتحدة بعض مقاتلي المعارضة السورية في دول مجاورة، دون تزويدهم بالسلاح.
من جهته، قال الفيصل ان بلاده الداعمة للمعارضة ‘تشدد على اهمية ان يتمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع’، مشيرا الى انه بحث مع كيري ‘وقف امداد النظام السوري بالاسلحة التي سيستخدمها في قتل شعبه’.
وردا على سؤال حول الاسلحة المرسلة الى المعارضة، اجاب ‘لا نستطيع ان نقف صامتين امام المجرزة في سورية. لدينا واجب اخلاقي (…) لم نر نظاما يستخدم صواريخ استراتيجية ضد شعبه’.
واضاف ‘لا يمكن ان يحق لشخص يقتل شعبه ان يدعي الحق بحكم بلده’.
وفي سياق دبلوماسي متصل، اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند اتصالا هاتفيا الاثنين تطرقا فيه الى ‘مواصلة التعاون لتطبيع الوضع في سورية’ بحسب بيان صادر عن الكرملين.
وكان هولاند زار موسكو الخميس، واكد في ختام محادثاته مع بوتين ان البلدين ‘لديهما الهدف نفسه’ لجهة انهاء النزاع السوري، لكنهما يختلفان حول طريقة ذلك.
ويأتي الاتصال بعد مباحثات هاتفية حول سورية وقضايا اخرى اجراها بوتين مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في الاول من آذار (مارس) الجاري.
كما ستشكل الازمة السورية موضوع بحث خلال زيارة الملك الاردني عبد الله الثاني الى انقرة امس، حيث يلتقي الرئيس عبد الله غول ورئيس وزرائه رجب طيب اردوغان.
وميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة دارت امس عند اطراف احياء القرابيص وجورة الشياح والخالدية واطراف حمص القديمة، تترافق مع قصف عنيف من القوات النظامية على مناطق في القرابيص وجورة الشياح وباب التركمان وباب هود.
واوضح مدير المرصد في اتصال مع وكالة فرانس برس ان الاشتباكات ‘هي من الاعنف منذ اشهر’، وان العملية العسكرية ‘كبيرة وواسعة’ ويستخدم فيها الطيران الحربي.
وفي شمالي سورية، قال مسؤول في الائتلاف الوطني السوري إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على مدينة الرقة في شرق البلاد الاثنين. واذا تأكد النبأ فستكون الرقة وهي عاصمة محافظة الرقة وتقع على نهر الفرات على بعد 160 كيلومترا الى الشرق من حلب أول مدينة رئيسية تسقط في ايدي المعارضة منذ بدء الانتفاضة السورية قبل عامين. وقال أحد سكان المدينة كذلك إنها سقطت. واضاف ان مقاتلي المعارضة حاصروا مجمعا للمخابرات العسكرية في وسط المدينة. وتابع ان الحشود أسقطت تمثالا للرئيس السوري السابق حافظ الاسد في الميدان الرئيسي قرب المجمع
واوضح المرصد ان مقاتلين من كتائب عدة بينها ‘جبهة النصرة’ الاسلامية المدرجة على اللائحة الامريكية للمنظمات الارهابية، سيطروا على ‘حواجز السباهية والمقص وكافة الحواجز المحيطة بمدينة الرقة’، اضافة الى مديرية الصحة، بينما تدور ‘اشتباكات عنيفة بالقرب من فرع الامن السياسي’، يرافقها قصف من الطائرات المروحية.
وقال عبد الرحمن ان الاشتباكات ادت الى ‘مقتل امير جبهة النصرة في الرقة المعروف باسم ‘ابو محمد الغريب’، اضافة الى ثمانية من عناصر القوات النظامية.
واغار الطيران الحربي امس على المنطقة الواقعة شمال سجن محافظة الرقة الذي سيطر عليه المقاتلون المعارضون ليل السبت الاحد. كما شهدت ضواحي المدينة السبت اشتباكات وصفت بانها ‘الاعنف’ منذ بدء النزاع، وادت الى مقتل نحو 30 شخصا من الطرفين.
مخبز سري يساعد في إطعام أهالي حلب بسورية
حلب ـ رويترز: يسيطر مقاتلو المعارضة على مدينة حلب السورية لكن القوات الحكومية مازالت تقاتل في أجزاء من المدينة.
ولا يعاني السكان من القتال فحسب وإنما تزداد حاجتهم للغذاء.
والأوضاع شديدة السوء في حلب على وجه الخصوص حيث يواجه المدنيون اشتباكات لا تتوقف وغارات جوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ويقولون إن الجوع هو أحدث مصادر التهديد لحياتهم هناك.
وهناك نقص في الوقود الذي تحتاجه المخابز لتعمل. ويقول سكان إن هناك مشاجرات تحدث على الدقيق وإن مقاتلي المعارضة يضطرون في بعض الأيام الى إطلاق اعيرة نارية في الهواء لوقف العراك.
ومازل مخبز يعمل وينتج نحو الف كيلوجرام من الخبز يوميا. وموقعه سري لأن المخابز تحولت فيما سبق الى أهداف للقصف الحكومي.
وقال أحد السكان طلب عدم إظهار وجهه إن الجيش السوري الحر يسيطر على المنطقة منذ ثمانية اشهر. وأضاف ‘سيطر الجيش السوري الحر على هذه المنطقة منذ ثمانية اشهر. لكن المخابز… هذا المخبز تم قصفه’.
وقال بانجليزية ركيكة إن الجيش السوري الحر يدفع اموالا الآن حتى تواصل المخابز العمل ولمساعدة السكان على البقاء. وأضاف ‘الجيش الحر. الجيش الحر يساعد على البقاء’.
ولا يحمل كل سكان المدينة الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن معاناتهم. كانت حلب تقليديا مدينة متباينة الولاءات وحتى في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ضاق البعض ذرعا بالنقص اليومي في المؤن وينحون باللائمة على معارضي الرئيس.
وكانت الدولة تدعم الدقيق والوقود تحت قيادة الحكومة السورية لكن السلع المدعمة لا تصل الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة او مناطق الاشتباكات.
وتقول منظمة (المحتاجين) التشيكية التي تعمل في شمال سورية إن الأزمة قد تتفاقم اذا لم تستطع جماعات إغاثة دولية أخرى تقديم المساعدة بصورة متواصلة للمنطقة.
وتقدر المنظمة أنه لم يتبق في حلب سوى ما بين مليون ومليوني نسمة من أصل اربعة ملايين. وأضافت أن مئات الآلاف ربما يكونون بحاجة الى المساعدة في حلب وحدها. وكانت حلب ذات يوم مركزا حيويا للتجارة والصناعة.
‘تجمع وطني حر’ يضم منشقين عن النظام السوري يعقد اجتماعا في الدوحة
الدوحة ـ ا ف ب: اعلن ‘التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية’ الذي يضم منشقين عن النظام وعلى راسهم رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، انه سيعقد الاجتماع الاول لهيئته العامة الجمعة في الدوحة.
وتم اعلام الصحافيين والمراسلين في العاصمة القطرية بموعد اجتماع هيئة التجمع الذي يرأسه حجاب، كما تم توزيع بطاقات دعوة على عدد من الشخصيات المهتمة بالشان السوري بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس في الدوحة.
وقال محمد العطري المتحدث باسم حجاب لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان ‘هذا هو الاجتماع الاول للهيئة العامة للتجمع الوطني الحر وستشارك فيه حوالى سبعين شخصية من سفراء ووزراء ومساعدي وزراء وقضاة وغيرهم’.
وذكر العطري ان الاجتماع يهدف الى ‘الخروج برؤية سياسية معينة تقدم الى الائتلاف الوطني، خصوصا حول امكانية حل سياسي بخطوات معينة وجدول زمني وضمانات … مع رفض اي دور لبشار الاسد في اي حل سياسي’.
ويهدف الاجتماع بحسب عطري ايضا الى ‘تدارس المواضيع المطروحة بالنسبة لبناء مؤسسات الدولة والحفاظ عليها لكي لا يحصل في سوريا ما حصل في العراق’. ويرأس حجاب المكتب التنفيذي للتجمع.
كيري يتعهد تقديم الدعم للمعارضة السورية بدون تسليحها.. والسعودية تؤكد أهمية تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه
الرياض ـ ا ف ب: تعهد وزير الخارجية الامريكي جون كيري في الرياض الاثنين بتقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية بدون تسليحها مؤكدا في الوقت ذاته ان المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي لن تكون الى ‘ما لا نهاية’.
وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل ان الولايات المتحدة ‘ستواصل العمل مع اصدقائها لتعزيز المعارضة السورية’.
وردا على سؤال حول ارسال دول مثل قطر والسعودية اسلحة الى المعارضين، قال كيري انه لدى ‘المعارضة المعتدلة القدرة للتاكد من ان الاسلحة تصل اليها وليس الى الايدي الخطأ’، في ما بدا موافقة ضمنية على ارسال اسلحة الى المتمردين ‘المعتدلين’.
لكنه مع ذلك اوضح انه ‘ليست هناك ضمانات بان لا تصل الاسلحة الى الايدي الخطأ’.
وما تزال الادارة الامريكية ترفض تزويد المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بالاسلحة.
وتدعم دول خليجية وخصوصا السعودية وقطر المتمردين السوريين ضد الاسد، حليف عدوها اللدود ايران. من جهته، قال الفيصل ان السعودية ‘تشدد على اهمية ان يتمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع بمواجهة الة القتل والدمار’.
وتابع ‘بحثنا وقف امداد النظام السوري بالاسلحة التي سيستخدمها في قتل شعبه’.
وردا على سؤال عن الاسلحة المرسلة الى المعارضة، اجاب الفيصل بالانكليزية وفقا للترجمة الفورية ‘لا نستطيع ان نقف صامتين امام المجرزة في سورية. لدينا واجب اخلاقي (…) لم نر نظاما يستخدم صورايخ استراتيجية ضد شعبه’.
واضاف ‘لا يمكن ان يحق لشخص يقتل شعبه ان يدعي الحق بحكم بلده’.
الى ذلك، التقى كيري في الرياض محطتة السابعة ضمن جولة اوروبية وشرق اوسطية ولي عهد السعودية الامير سلمان بن عبد العزيز لكنه لم يلتق الملك عبد الله الذي يمضي بضعة ايام في روضة خريم (60 كلم) شمال شرق الرياض.
واجرى محادثات حول ايران وسورية وقضايا اخرى مع نظرائه الخليجيين الذين اعلنوا تاييدهم تسوية النزاع السوري عبر الحوار مطالبين في الوقت ذاته بحماية دولية للمدنيين.
والتقى كيري بشكل منفصل عددا من نظرائه الخليجيين .
وقد طالبت دول الخليج في ختام اجتماعها مساء الاحد في الرياض ‘الاطراف في سوريا التعاطي’ مع مبادرة رئيس ائتلاف المعارضة احمد معاذ الخطيب، منددة في الوقت ذاته ب’القتل العنيف غير المبرر للشعب السوري’ و’بحماية المدنيين وفقا للفصل السابع’.
وافاد البيان الختامي للاجتماع الدوري ان المجلس الوزاري ‘يطالب الاطراف في سورية والمجتمع الدولي بالتعاطي مع مبادرة’ الخطيب ‘الهادفة الى الاتفاق مع اطراف النظام الذين لم تتلطخ ايديهم بالدماء على خطوات لنقل سريع للسلطة’.
كما طالب مجلس الامن ‘باصدار قرار ملزم يحدد منهجية واضحة واطارا زمنيا للمحادثات’.
واكد ان المجلس يشدد على ‘اهمية السعي لتوحيد الرؤية الدولية في التعامل مع الازمة السورية وصولا الى عملية نقل سلمي للسلطة’.
واعتبر ان ‘ما يقوم به النظام السوري من اعتداء وحشي وصل الى استخدام صواريخ سكود المدمرة ضد المدنيين العزل، يتطلب تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه’.
وفي الملف الايراني، اعلن وزير الخارجية الامريكي ان المفاوضات حول برنامجها النووي المثير للجدل لن تستمر الى ‘ما لا نهاية’، في محاولة على ما يبدو لتبديد قلق حلفائه العرب في الخليج.
وقال ‘نفضل نحن (واشنطن والرياض) خيار الدبلوماسية لكن نافذة الحل الدبلوماسي لن تبقى بكل بساطة مفتوحة الى ما لا نهاية’.
واضاف ان ‘المفاوضات لن تستمر من اجل التفاوض فقط (…) ليس هناك متسع من الوقت لا نهاية له’ مكررا بذلك الموقف الذي تعتمده بلاده منذ اشهر حيال مفاوضات مجموعة الخمسة زائد واحد مع طهران.
من جهته، اكد الفيصل ان المفاوضات مع ايران ‘لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية’، معبرا عن امله في ان ‘تسفر المفاوضات مع ايران عن حل جذري’.
وقال ‘يجب الاصرار على ايران لكي تظهر دوافعها بوضوح وتفهم ان التفاوض سيكون لفترة زمنية معينة (..) لا يمكن ان تستمر الى الابد’.
كما اكد كيري ان بلاده ستقوم بما هو ضروري لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي وذلك من اجل منع انتشار هذا النوع من السلاح في المنطقة.
وتابع امام نظيره الذي تخشى بلاده طموحات ايران ان ‘الطريق الى عالم مع اسلحة نووية اقل لا يمر قطعا عبر طهران نووية’.
واوضح في هذا السياق ‘لن يكون هناك شرق اوسط اكثر امنا او عالم اكثر امنا عندما تكون هناك دولة تصدر الارهاب وتتدخل في شؤون الدول الاخرى وتنتهك توقيعها لمعاهدة منع الانتشار النووي’.
وختم كيري قائلا ان ‘التهديدات ليست ناجمة عن قنبلة نووية فقط بل ايضا عن التهديدات الناجمة عن قنبلة قذرة او مواد يستخدمها الارهابيون’.
من جهة اخرى، التقى كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ‘الغداء’ بعيد ظهر امس.
واعلن كيري ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ‘على علم’ باللقاء.
ولا تشمل جولة كيري في المنطقة التوقف في اسرائيل والاراضي الفلسطينية.
من جهته، اعلن سفير فلسطين لدى الرياض جمال الشوبكي ان عباس سيستعرض مع كيري موقف الادارة الامريكية الجديدة بشان القضية الاسرائيلية الفلسطينية قبل زيارة الرئيس باراك اوباما للمنطقة في العشرين من اذار (مارس) الحالي.
الجيش الحرّ يسيطر على محافظة الرقة مع بقاء بؤر أمنية
إيلاف
تمكنت كتائب المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على محافظة الرقة في نصر جديد على الأرض، هذا في وقت تتحدث التقارير عن محاصرة قيادة فرقة من القوات النظامية في مدخل الرقة الشمالي ويجري مفاوضة عناصرها لتسليم أنفسهم مقابل الحصول على الأمان.
الرقة: قال ناشط إعلامي لـ”إيلاف” مساء اليوم إن عناصر من النظام ما زالت تتمركز في مبنى الأمن العسكري الذي يقع في نهاية شارع القطار [الجهة الغربية الشمالية من المدينة] الذي يشكل [مبنى الأمن العسكري] مع مقر الجيش الشعبي والدفاع المدني، مربعاً أمنيًا ما زال تسيطر عليه عناصر من النظام.
كما أفاد بوجود قناصة فوق قصر المحافظ حتى الآن [وسط المدينة] وآخرين فوق المعهد الصناعي.
وأضاف أن قذيفة مدفعية سقطت في ساحة الصنم [التمثال] بعد إسقاطه جاءت من جهة الأمن العسكري أدت إلى مقتل شخص على الأقل وعدد من الإصابات حالات بعضهم خطيرة. و تم نقل بعض الجرحى الى مشافٍ ميدانية ومشافي المدينة. فيما أفاد ناشطون آخرون أن بعضهم نقل للعلاج في تركيا.
وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت جمعا من الاشخاص وهم ينزلون تمثالا للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد. كما مزق سكان المحافظة صورة الرئيس الحالي بشار الأسد.
وأكد الناشط أن قيادة الفرقة 17 التي يقع مقرها في مدخل الرقة الشمالي ما زالت تحت سيطرة جنود الجيش النظامي إضافة إلى وجود قناص فوق صوامع الحبوب القريبة منها.
لكنه قال إن هذه الفرقة محاصرة تقريبا من كل الاتجاهات ووضع جنود الجيش النظامي سيّئ من الناحية المعنوية ومن ناحية الإمداد. وأضاف أنه يتم التواصل حاليا مع الجنود من أجل تأمين انشقاقهم وحفظ سلامتهم.
كما أفاد شهود عيان وناشطون آخرون، أن الكتائب المسلحة المعارضة سيطرت تقريبا على كامل المدينة بما فيها مركز المخابرات الجوية، ثكنة الهجانة، مقر الأمن السياسي، السجن المركزي، الهجرة والجوازات، فرع المركبات، المصارف الحكومية، جامعة الاتحاد الخاصة، مؤسسة المياه، التي كانت تتركز فيها مدفعية. المشفى الوطني، فرع الشرطة العسكرية، مقر الحزب الذي تم الانسحاب منه دون مقاومة وتسليمه لعناصر الكتائب، مبنى قيادة الشرطة، مبنى اتحاد الفلاحين في المحافظة… وتعمل بعض الكتائب المسلحة الآن على حراسة هذه المنشآت بالاشتراك مع الأهالي. وهو ما أكدته الشبكات الإخبارية الإعلامية التي يديرها ناشطون، وابرزها شبكة اخبار الرقة.
كما أفاد أحد السكان من الرقة أن الأهالي شكلوا في الكثير من الأحياء لجان حماية شعبية لحماية هذه الأحياء والتحسب لأي حوادث فوضى.
من جهة أخرى ذكر الناشط الإعلامي أن الطيران الحربي ما زال يحلق في سماء الرقة [حتى إعداد هذا التقرير] على علو منخفض أحيانا وهناك قصف على اطراف المدينة.
وأكد أن الأمن العسكري استولى على مبنى الهلال الأحمر الملاصق وتم نهب الأدوية وتهريب سيارتين تابعتين له وهناك تخوف من استخدام هذه السيارات لغايات عسكرية أو استخدامها للهرب كما قال [ سيارة بيك آب دبل كمين ورقمها 264936 وسيارة ميكرو 11 راكب ورقمه 534815 ]
وقد ذكر الناشط أن الكتائب التي شاركت هي: جبهة النصرة، لواء ثوار الرقة، كتائب احرار الشام، المنتصر بالله، أمناء الرقة، أحرار الطبقة، حذيفة بن اليمان… الخ. وأغلب عناصر هذه الكتائب هم من سكان المدينة وريفها.
وأضاف ناشط آخر أن الكتائب المسلحة في منطقة الطبقة [ 50 كيلو متر غرب الرقة] تواصل هجومها على مطار الطبقة العسكري بغرض السيطرة عليه.
وكانت كتائب من المعارضة سيطرت في وقت سابق على مدينة تل أبيض بما فيها المعبر الحدودي الذي يربطها بتركيا، وإضافة لغالبية ريف المحافظة.
وتعليقا على هذه التطورات الميدانية في الرقة، اصدر المجلس الوطني السوري المعارض احد ابرز فصائل المعارضة بيانا قال فيه ان “الشعب السوري عاش اليوم لحظات تاريخية تمثلت بتحرير محافظة الرقة، وكنس بقايا النظام المجرم من ريفها ومدينتها”.
واضاف البيان “بتحرر محافظة الرقة ذات المساحة الشاسعة والموقع الاستراتيجي، تتواصل عشرات آلاف الكيلومترات المربعة المحررة في شرق سوريا وشمالها، بعشرات آلاف الكيلومترات المحررة في شمال وغرب ووسط سوريا، وهو ما يمثل نصرا حاسما في مسيرة إسقاط النظام الأسدي المجرم، وخلاص سوريا من أبشع حقبة في تاريخها”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/797266.html
ممثل المعارضة السورية في كرواتيا: صفقة الأسلحة الكرواتية للجيش الحر فقاعة كاذبة
بهية مارديني
يقول جمال الأسعد، ممثل المجلس الوطني السوري في كرواتيا، إن الأنباء التي تتحدث عن تزويد الجيش الحر بأسلحة كرواتية، هي محاولة من المخابرات لإشغال المجتمع الدولي بقضايا ثانوية.
نفى الدكتور جمال الأسعد، ممثل المجلس الوطني السوري في كرواتيا، في تصريح لـ”ايلاف” وجود صفقة أسلحة كرواتية تم تمريرها إلى الجيش الحر الذي يقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وتحدثت عنها وسائل الاعلام بشكل واسع في الفترة الأخيرة.
واتهم المخابرات السورية بأنها تشوش على الإعلام في كرواتيا والهدف الوحيد هو تحويل النظر عن المأساة التي أصبحت مأساة عامة من قتلى ومعتقلين ولاجئين.
وأضاف أن المخابرات عبر أدواتها تحاول اشغال المجتمع الدولي بقضايا ثانوية، وتساءل هل صفقة السلاح في حال ثبت ارسالها هل ستغيّر الاوضاع في سوريا أمام ارادة الشعوب؟، مؤكدًا أن الجيش الحر لا يحتاج أسلحة خفيفة، لأنه يقوم بتصنيعها ولا حاجة لكرواتيا أن ترسلها كما أنها لا تملك أسلحة ثقيلة ومعروف من هي الدول التي تملكها.
وأشار الى سحب كرواتيا جنودها من الجولان خوفًا على حياتهم حتى لا يكونوا هدفًا للمتطرفين.
وحول موقف كرواتيا من الثورة السورية، قال الاسعد وهو رئيس الجالية السورية بكرواتيا إن موقفها جيد جدًا وتساعدنا في اغاثة الشعب السوري وستقدم لنا مكتبًا واعترفت بالائتلاف الوطني.
من جانبه، أوضح محمود القصبجي عضو تيار التغيير الوطني في سوريا في تصريح لـ”ايلاف” أنه بعد زيارة أعضاء في المجلس الوطني لكرواتيا انتشر خبر تسليح الجيش الحر من أسلحة الجيش الكرواتي في حربه مع صربيا، ثم تناقلته عدة وسائل اعلام عربية وغربية حتى نشرته واشنطن بوست.
وأكد “أن وزارة الخارجية الكرواتية نفت ذلك الخبر وأكدت أن قرارها من قرار الناتو، وهي ملتزمة به “. ولفت القصبجي الى نفي وزارة الدفاع الكرواتية وتشديدها على أن لا وجود لأية صفقة قدمتها كرواتيا أو باعتها للجيش الحر في سوريا.
وكانت تقارير اعلامية نقلت عن مصادر في واشنطن، قريبة من المعارضة السورية والجيش السوري الحر، أن كميات من الصواريخ المضادة للدروع وغيرها من الأسلحة الدفاعية وصلت إلى الجيش السوري الحر عن طريق لبنان، وقد سهّل مناصرو الثوار السوريين وصول هذه الأسلحة من طرق عدّة مفتوحة مع الأراضي السورية.
وذكرت أن مصدر الأسلحة هو كرواتيا، ومصدر تمويل الصفقة ليس دولاً غربية، بل دول تدعم تغيير النظام السوري ولديها المال والرغبة في دعم الثوار.
كما قالت الحكومة الكرواتية إنها ستسحب جنودها من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان كخطوة احترازية بعد هذه التقارير التي ذكرت أن أسلحة كرواتية تُرسل الى المعارضين السوريين.
ونفت الحكومة الكرواتية التقارير وأشارت الى أنها لم تبع أو تتبرع على الاطلاق بأسلحة للمعارضين، لكن رئيس الوزراء زوران ميلانوفيتش قال إن الضرر وقع بالفعل. وقال: “يمكننا أن ننفي مرارًا وتكرارًا لكن الجميع قرأوا بالفعل تلك التقارير ولم يعد جنودنا آمنين نريد أن يعودوا إلى وطنهم سالمين”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/797283.html
«الحر» يعلن الرقة «شبه محررة» والنظام يشن هجوما على حمص
معلومات عن انشقاق ضباط علويين من الفرقة الرابعة
بيروت: كارولين عاكوم
بعد يومين من الاشتباكات العنيفة، أعلن الجيش السوري الحر تحرير مدينة الرقة، لتنضم إلى معظم مناطق الريف، الأمر الذي جعل المعارضين يطلقون على محافظة الرقة اسم بنغازي سوريا.
وقد أتى ذلك بعد يوم دام سقط خلاله أكثر من 264 قتيلا بينهم 115 جنديا نظاميا و104 مقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي موازاة استمرار الهجوم العسكري الذي تشنه قوات النظام منذ يومين على حمص، في حين نشرت مواقع تابعة للمعارضة خبر انشقاق 22 ضابطا علويا من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وغيرها من الألوية ووصولهم إلى إسطنبول. وفي حين أكد قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» خبر انشقاق هؤلاء، لفت إلى أن 15 منهم، برتب عالية، وصلوا أمس إلى تركيا، فيما كان 7 آخرين قد سبقوهم منذ أسبوع. مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا يقومون بعملهم العسكري في المنطقة الشمالية وتحديدا في حلب، ما سهل عملية تواصلهم مع الجيش الحر وبالتالي انشقاقهم.
وفي ما يتعلق بمدينة الرقة، حيث أظهرت مقاطع فيديو بثها معارضون، الناشطين وعناصر الجيش الحر وهم يقومون بتحطيم تمثالين للرئيس السابق حافظ الأسد، أحدهما على بوابة المدينة، أعلن المرصد أن مقاتلين من جبهة النصرة سيطروا بشكل شبه كامل على مدينة الرقة في شمال سوريا، وهي أول مركز محافظة يقتربون من فرض سيطرتهم الكاملة عليه، فيما أشار ضابط في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن محافظة الرقة أصبحت شبه محررة، ولم يعد تحت سيطرة النظام إلا مقر قيادة الفرقة (17) المدرعة، وهي تبعد عن المدينة نحو 13 كيلومترا، معتبرا أن السيطرة عليه لم يعد بالأمر الصعب، لا سيما أنها أصبحت محاصرة من كل الجهات، وقطعت عنها خطوط الإمدادات، ويعمد الجيش الحر إلى استهداف المروحيات التي تستخدم لإيصالها إليهم.
وكان المرصد قد تحدث عن اشتباكات بين عناصر من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في شارع الباسل وبالقرب من فرع الأمن السياسي في مدينة الرقة وفي ساحة الإطفائية ومحيط دوار الدلة ومحيط فرع الهجرة والجوازات بعد منتصف ليل الأحد الاثنين. وأشار إلى أن المقاتلين المعارضين دخلوا مبنى الهجرة والجوازات في المدينة ليل الاثنين، قبل أن يعاودوا الانسحاب منه.
وأشار إلى أن طائرات حربية تابعة للقوات النظامية نفذت غارات جوية استهدفت المنطقة الواقعة شمال سجن محافظة الرقة والتي يتمركز فيها مقاتلون من الكتائب المقاتلة، بعد سيطرتهم ليل السبت الأحد على هذا السجن الواقع إلى الشمال من المدينة. وتحدث المرصد عن معلومات عن أسر ضابط كبير في فرع أمن الدولة ونقله إلى تركيا، إضافة إلى أسر ضابط كبير آخر في الأمن السياسي، ومقتل ضابط كبير في شرطة المحافظة.
وفي حمص التي تشهد مناطقها اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة السورية، بحسب ما وصفها رامي عبد الرحمن، مدير المرصد لوكالة الصحافة الفرنسية، وذكر أن القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني المسلحة الموالية لها بدأت هجوما أول من أمس على هذه الأحياء الواقعة وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني. وشنت القوات النظامية السورية حملة واسعة لاستعادة أحياء يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص وسط البلاد. وتركزت الاشتباكات عند أطراف حيي القرابيص وجورة الشياح وحي الخالدية وأطراف أحياء حمص القديمة تترافق مع قصف عنيف من قبل القوات النظامية على مناطق في هذه الأحياء.
هذا الهجوم العنيف على حمص وضعه فهد المصري، مسؤول الإعلام في الجيش الحر، في خانة الحملة التي اعتبر أن حزب الله يعد لها، لاجتياح مناطق في ريف حمص وريف حماه. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب قام أول من أمس بتدريبات في بلدة مشغرة اللبنانية في منطقة البقاع الغربي، تمهيدا لإرسال دفعة جديدة من عناصره إلى سوريا، معتبرا أن النظام السوري والحزب بدآ بتنفيذ المرحلة الثانية من خطتهما وهي التقسيم، لافتا إلى أن النظام السوري قام بسحب عناصره من الحواجز الموجودة في ريف حمص والمنطقة الحدودية لتحل مكانها عناصر من حزب الله.
وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر قد طالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية بعقد جلسة طارئة لمنع انفجار الوضع على الحدود السورية اللبنانية، ودعت في بيان لها لإرسال قوات عربية ودولية لحفظ أمن الحدود بين البلدين. كما حذرت من مخاطر ما أسمتها الحملة العسكرية الواسعة التي يعد لها حزب الله اللبناني في منطقة بعلبك – الهرمل والمناطق الحدودية مع سوريا.
وأوضحت أن هذه الحملة تهدف إلى اجتياح عسكري واسع يصل مداه إلى حوض العاصي بريف حماة وبعض مناطق الساحل السوري.
قائد لواء التوحيد: لم أعرف استخدام البندقية قبل الثورة
الحاج مرعي في حلب: لم يساعدنا أحد سوى جبهة النصرة
حلب: هانا لوسيندا سميث
ليس من السهل تناول كوب من الشاي مع قائد لواء «التوحيد» التابع للجيش السوري الحر الحاج مرعي، الذي اتصل في التاسعة مساء ليقول إنه لديه ساعة واحدة فقط لإجراء حديث صحافي، ولكن قبل أن يجلس في مقر اللواء، تم استدعاؤه مرة أخرى، وعندما عاد بعد مرور ساعة، اعتذر قائلا: «كان لدي اجتماع آخر». ولم نتمكن من إجراء الحوار معه إلا في منتصف الليل تقريبا.
وكان مرعي يعمل تاجرا قبل عامين، ولكنه بات الآن أقوى رجل في المعارضة في مدينة حلب السورية، ويترأس أكثر من ثمانية آلاف رجل. ويقول مرعي إنه لا يعلم ما الذي حدث حتى يجد نفسه في هذا الموقع، مضيفا: «لست أعرف كيف انتهي بي المطاف في هذا الموقع، ولم أكن أعرف كيف أستخدم البندقية قبل اندلاع الثورة، وكانت المرة الوحيدة التي حملت فيها سلاحا أثناء خدمتي العسكرية».
قصة مرعي هي قصة الثورة التي تشهدها مدينة حلب، فعندما اندلعت الاحتجاجات في تلك المدينة، كان مرعي من أوائل المنضمين إليها، وعن ذلك يقول: «اعتقدت أن الرئيس السوري بشار الأسد سيلقى مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك، واعتقدت أنه سيرحل عندما يعلم أن شعبه لا يريده، وظللنا نحتج لمدة سبعة أشهر كاملة من دون حمل السلاح».
ومع ذلك، لم يرحل الأسد، ولذا اضطر مرعي أن يحمل السلاح على مضض، ويقول: «في البداية كنا نحمل السلاح للدفاع عن أنفسنا وعن عائلاتنا، ولم نكن نريد أن نحمله، ولكننا اضطررنا إلى ذلك بعدما قتلت قوات النظام كثيرا منا. وبعد ذلك، نظمنا أنفسنا في مجموعات، ثم تحولت تلك المجموعات إلى كتائب، ثم اتحدنا سويا بمرور الوقت». ويعد لواء التوحيد هو أكبر الوحدات وأكثرها تنظيما في مدينة حلب. وفي الأيام الأولى للقتال، كان الجيش السوري الحر عبارة عن قوة تتسم بالفوضوية، ولكنه الآن، حسب تصريحات مرعي، يقوم ببناء أنظمة داخلية لمراقبة سلوك مقاتليه. وقال مرعي إن الجيش السوري الحر قام بطرد 3 كتائب قبل أسبوعين من الآن «لأنهم كانوا غير منظمين وكانوا يسيئون استخدام مركزهم، ولذا حصلنا على أسلحتنا منهم مرة أخرى. ولدينا أيضا سجن لاحتجاز من يقوم بعمل خاطئ».
ويسيطر لواء التوحيد، الذي يتخذ من إحدى المدارس المهجورة مقرا له، على نحو 60 في المائة من المدينة، ويقاتل الآن من أجل السيطرة على مطار حلب ومحطة الشرطة الرئيسية وسجن المدينة. ويقول مرعي: «نحاصر المطار بشكل كامل الآن، وهو ما يعني أن النظام لن يتمكن من إطلاق طائراته المقاتلة من هناك. لو تمكنا من السيطرة على المطار، فستكون هذه هي نهاية النظام في حلب».
ومع ذلك، لا يقاتل لواء التوحيد بمفرده، ولا يستطيع أن يقوم بذلك، فعلى مسافة قريبة من مقر اللواء، أقامت جبهة النصرة – وهي القوة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا – مقر لها في حلب. ويعترف مرعي بأن جبهة النصرة قد أضافت إلى قوة المعارضة في المدينة، مضيفا: «إنهم مقاتلون شجعان للغاية، ونحن نعمل إلى جانبهم في الخطوط الأمامية للمعركة. ومع ذلك، نحن نتفق معهم من الناحية العسكرية، وليس من الناحية السياسية».
وعندما سئل عن المشكلات التي قد تتسبب فيها جبهة النصرة في المستقبل، سواء في سوريا أو في المنطقة برمتها، تهرب مرعي من الإجابة وقال: «لم يأت الغرب لمساعدتنا. لم يأت أحد سوى جبهة النصرة، ولذا سوف نقاتل إلى جانبهم».
تؤكد نيران القصف المدفعي، مع عمود الدخان المتصاعد من المطار باستمرار، وصف الحاج مرعي للوضع الحالي في حلب. يقصف لواء التوحيد المطار بقذائف الهاون ليلا ونهارا. مع ذلك تقف قوات المعارضة على الخطوط الأمامية مكتوفة الأيدي. ويقول مرعي: «الذخيرة تنفد منا، لذا الجمود هو سيد الموقف في الوقت الحالي. نحن نحاول التكهن بعدد الطائرات المقاتلة التي يمتلكها النظام هناك، لكن حتى إذا استطعنا التقاط صور ومقاطع مصورة، ليس بإمكاننا رؤية الكثير. لذا لا يمكننا توقع المدة التي سنستغرقها حتى نسيطر على المطار». لقد عانى الناس الذين يعيشون في الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة في حلب من قصف المدفعية لأشهر قبل أن يتحول القصف إلى المطار.
ولم تنته معاناتهم إلى الآن، بل قد تكون قد ازدادت حدة. وخلال الأسبوع الماضي بدأت قوات الأسد في مهاجمة المدينة بصواريخ من طراز «سكود»، الذي يودي كل منها بحياة كثيرين في المرة الواحدة. ويقول الحاج مرعي: «إنهم يقومون بهذا لأنه لم يعد بمقدورهم استخدام طائراتهم في قصف حلب. إن هذا هو ملجأهم الأخير. الشيء الوحيد الذي يمكنهم استخدامه بعد صواريخ الـ«سكود» هو الأسلحة الكيميائية». كذلك يعتقد أن النظام يستخدم صواريخ الـ«سكود» سلاحا نفسيا لإضعاف معنوياتهم. ويضيف: «إنهم يريدون أن ينقلب أهل حلب على الثورة. سيقولون إنهم يهاجمون المدنيين لأننا إرهابيون، لكنني أعلم أن أهل حلب يدعموننا».
على الجانب الآخر كانت هناك مؤشرات خلال الأيام القليلة الماضية تدل على استعداد كل من النظام والمعارضة إلى التفاوض من أجل إنهاء الصراع في سوريا، لكن الحاج مرعي يصر على أن أوان المحادثات قد فات. ويوضح قائلا: «لم أعلق على أي من هذا حتى هذه اللحظة، لكنني أقول لك إن التفاوض مع بشار الأسد ونظامه أمر مستحيل. فقد تمادى كثيرا». وبينما ينهي كوب الشاي أخذ يتحدث عما سيحدث في سوريا بمجرد انتهاء الحرب. ويرى أنه من المحال أن تعود الحياة لما كانت عليه في السابق سواء بالنسبة إليه أو بالنسبة إلى بلده. ويقول: «حتى بعد أن ينتهي القتال، الثورة لن تنتهي. سنظل نعمل من أجل بناء نظام جديد وبلد جديد. بالنسبة لي، ربما أعود إلى حياتي الطبيعية، لكن أعتقد الآن أن هذا سيكون مستحيلا. وعندما ينتهي كل هذا سأنام لمدة شهر، ثم سأصطحب زوجتي وابني إلى جزيرة للاسترخاء». ولم يلبث أن أنهى جملته، حتى انفجر ضاحكا، فهو يعلم جيدا أن هذا ضرب من ضروب المستحيل.
مسيحيو سوريا يعيشون «الهاجس العراقي»
حصلوا على دعم الأسد الأب ويخشون ما بعد الثورة رغم أن بعضهم شارك فيها
بيروت: «الشرق الوسط»
لم يحكم الرئيس السابق حافظ الأسد باسم الأقلية العلوية التي ينتمي إليها، بل باسم «حزب البعث» العلماني، وفريقه المقرب منه في السياسة والأمن لم يكن في غالبيته منتميا إلى هذه الطائفة التي تعد أقلية صغيرة في سوريا، إذ يبلغ عدد أبنائها، وفق أكثر الإحصاءات تفاؤلا، نحو 20 في المائة، مقابل 65 في المائة من السنّة، الذين يشكلون غالبية كبيرة من السكان. لكن منذ بدء الحراك الثوري قبل عامين وتطوره إلى نزاع عسكري بين كتائب المعارضة والجيش النظامي، ومشاعر القلق على الوجود أخذت تلازم مسيحيي سوريا. وبينما تتعزز هذه المخاوف نتيجة الأنباء عن تهجير قرى مسيحية واختطاف رجال دين، فإن خطاب المعارضة السورية الداعي إلى اعتبار الشعب السوري كتلة واحدة في مواجهة النظام لم يلقَ صدى عند الجمهور المسيحي.
ولم يجاهر الأسد الأب يوما بعلويته، بل بالعكس فقد كان يداوم على الصلاة في مساجد السنّة وتبعه ابنه بشار. لكن الأب، ومن بعده الابن، عمل على تعزيز دور هذه الطائفة، في الإدارة السورية وفي حزب البعث، بشكل استطاع من خلاله أن يضمن ولاء الجيش والاستخبارات التي حكم سوريا من خلالها بقبضة من حديد. وأدرك الأب (ثم تبعه الابن) أهمية تحالف الأقليات في سوريا، حيث بدأ بتعزيز روابطه مع المسيحيين الذين يشكلون نحو 7.5 من السوريين، ومع الدروز الذين يشكلون 2.75 في المائة، بالإضافة إلى الشيعة (3 في المائة) والإسماعيليين (1 في المائة).
ومع اندلاع الأزمة في عام 2011، كان النظام حريصا على إظهار «الوجه الإسلامي» للثورة ضده، قبل أن يتغلغل الإسلاميون في سوريا، متعمدا تخويف المسيحيين والعلويين وبقية الأقليات من هؤلاء، يساعده في ذلك «النموذج المصري» والإشكالات الطائفية هناك.
ويبدو أن الحس الأقلي يلعب دورا رئيسيا في الأزمة، وهذا الحس هو ما دفع ببطريرك الموارنة بشارة الراعي إلى الذهاب إلى سوريا التي قاطعتها البطريركية المارونية منذ استقلال لبنان، ودفعت بالطائفة الأرثوذكسية إلى انتخاب بطريرك سوري على رأسها مرة جديدة، بينما كان الدروز يخذلون الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، ويقاتلون إلى جانب النظام، على الرغم من كل النداءات التي وجهها الأخير لهم لـ«الالتحاق بالثورة».
ويعتبر الكاتب والباحث المسيحي – الآشوري، سليمان اليوسف، أن هواجس المسيحيين ومخاوفهم محقة، لا سيما في منطقة الجزيرة شرق البلاد، مشيرا إلى عمليات خطف تنفذ بحق المسيحيين والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم من قبل العشائر العربية، الأمر الذي دفع عددا كبيرا من العائلات إلى الهجرة خارج سوريا. ويقول اليوسف لـ«الشرق الأوسط» إن «المسيحيين يخافون من المستقبل إذ إن عمليات الخطف والسلب تحصل بوجود النظام، فكيف سيكون الحال بعد سقوطه؟!»، مشيرا إلى أن «الدرس العراقي ماثل بقوة في أذهاننا فالتهجير القسري وتفجير الكنائس ممارسات قد تحصل في أي لحظة بعد سقوط النظام تماما كما حدث في العراق». ويضيف: «هناك خوف أيضا من انتشار الجماعات المتطرفة التي تكفر المسيحيين في إيمانها وعقائدها، مثل جبهة النصرة».
ويلفت يوسف إلى أن «مسيحيي العراق دفعوا ثمن الأجندات الطائفية بين القوى المتصارعة هناك، هذا ما قد يحدث في سوريا، ففي منطقة الجزيرة مثلا هناك صراع عربي – كردي وحشد عسكري بين الطرفين من الواضح أن الطرف الذي سيدفع الثمن هم المسيحيون». وقد خلصت منظمة «أوبن دورز» المسيحية الأميركية إلى استنتاج مفاده أن سوريا أصبحت إحدى أكثر الدول خطورة بالنسبة للمسيحيين. ونشرت المنظمة «قائمة الاهتمام الخاص» وهي اللائحة السنوية للدول الأكثر اضطهادا للمسيحيين في العالم. واحتلت سوريا، المرتبة الـ11 في قائمة هذا العام بعدما كانت تشغل المرتبة 36 في السابق. ولكن على الرغم من إصرار النظام على محاولة إظهار نفسه على أنه «حامٍ للأقليات»، لم ينل المسيحيون الكثير من الامتيازات في المجال السياسي، إذ حصلوا على مناصب لا تعطي دورا واضحا وفعالا لها في عملية صياغة السياسة الداخلية والخارجية لسوريا.
عموما يشعر المسيحيون في سوريا بالخوف، وكذلك الدروز والشيعة، مما يجعلهم في وضعية «الدفاع عن الوجود» بعد أن تم إقناعهم (عن صواب أو خطأ) بأنهم سيُبادون إذا ما وصلت المعارضة إلى السلطة. وهذا الخوف يجعلهم على استعداد للدفاع عن النظام حتى الرمق الأخير. وبحسب ناشط أشوري، فإن «درس العراق وتهجير مسيحييه وتفجير كنائسهم ما زال ماثلا في الأذهان» الأمر الذي يدفع المسيحيين إلى التمسك بالنظام الحالي الذي يأمن لهم الاستقرار وعدم الفوضى. وعلى الرغم من انخراط بعض الأسماء المسيحية المعروفة في صفوف «الثورة السورية»، فإن دور المسيحيين فيها بقي ضعيفا، إذ التزم غالبيتهم الحياد، وأعلن آخرون تأييدهم للنظام الحاكم بشكل واضح. وقد سجّلت ممارسات عدة ضد المسيحيين، بحسب معارضين، كان آخرها المعلومات التي أشارت إلى اختطاف ثلاثة رجال دين مسيحيين هم الأب ميشال كيال، من طائفة «الأرمن الكاثوليك»، والأب ماهر محفوظ من طائفة «الروم الأرثوذكس» وكذلك الأب لويس سكاف من مدينة السقيلبية، وبحسب الناشطين فإن «الكهنة اختطفوا في شهر فبراير (شباط) من قبل مجموعة مجهولة لم تعلن إلى الآن عن هويتها أو غايتها من خطفهم». ويرجح بعض الناشطين أن «عملية الخطف حصلت في ريف مدينة حماه، الذي توجد فيه مدينتان مسيحيتان هما محردة والسقيليبة». وبحسب عضو مجلس ثوار حماه أبو غازي الحموي، فإن القوات النظامية تجمع آليات وقطعا عسكرية داخل هاتين المدينتين، للإيحاء أنها تدافع عن سكانها من المسيحيين. ويضيف الحموي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الجيش السوري الحر» يحرص خلال عملياته في ريف حماه على وضع المسيحيين خارج دائرة الصراع، وذلك عبر تفويت الفرصة على النظام الساعي إلى إحداث فتنة بين مكونات المنطقة. وأشارت تقارير صحافية إلى أن قرية «قسطل البرج» في ريف حماه، وهي مزرعة صغيرة قريبة من مدينة السقيلبية، ذات غالبية مسيحية، تعرضت لهجوم من قبل مسلحين في مايو (أيار) الماضي، بهدف تهجير أهلها، وتحويل بيوتهم إلى مقرات عسكرية. ويقول الحموي: «تهجير هذه القرية يشوبه الغموض، لكن المؤكد أن المجموعات العسكرية التي احتلتها ليست من فصائل الجيش الحر». وينفي الحموي أن «يكون المسيحيون في سوريا حلفاء النظام السوري»، مؤكدا «مشاركة أعداد كبيرة منهم في المظاهرات السلمية، إضافة إلى فتح بيوتهم لاستقبال النازحين من المناطق المنكوبة».
وتعتبر مدينة حمص من أكثر المدن السورية التي شهدت نزوحا مسيحيا، بسبب المواجهات العسكرية التي عاشتها قبل فترة، ويقيم نحو 200 ألف مسيحي في حمص، كما تضم 16 كنيسة. ووفقا لمصادر كنسية، فإن «مسيحيي حمص غادروا بيوتهم هربا من جحيم القصف اليومي، وتوجهوا إلى منطقة وادي النصارى التي تعتبر معقل رئيسيا للمسيحيين السوريين في ريف حمص». وتشير مصادر المعارضة إلى أن «القرى المسيحية في سوريا لا تتورط عادة في الصراع الدائر في البلاد، لكن قوات (الشبيحة) الموالية للنظام السوري تسعى إلى الزج بهذه القرى في المعارك الحاصلة بغرض الاستفادة السياسية، كما حصل في قرية الربلة المسيحية الواقعة عند منتصف الطريق بين القصير والأراضي اللبنانية، ويبلغ عدد سكانها 12 ألفا، غالبتيهم من الروم الكاثوليك، حيث قام الجيش السوري والشبيحة الموالية بالتصدي لحركة الثوار السوريين، ومحاولة قطع خطوط إمدادهم بزرع الألغام ونصب الكمائن، الأمر الذي دفع كتائب الجيش الحر إلى خطف 200 مزارع من أبناء البلدة مطالبين الأهالي بطرد عملاء النظام. فكان أن رد الأهالي بأنه لا طاقة لهم على التصدي للجيش النظامي والميليشيات. وبعد أخذ ورد أطلق الثوار المخطوفين الـ200 لترتسم خطوط تماس حقيقية بين تلك القرى والبلدات المتداخلة».
أما في العاصمة دمشق، فواقع المسيحيين ليس أفضل، إذ استهدفت أحياؤهم لا سيما القصاع وباب توما بتفجيرات قوية راح ضحيتها كثير من الأشخاص، كما قتل كاهن مدينة قطنا في ريف دمشق بعد اختطافه بأيام من قبل جهة مجهولة.
بن حلي: عناصر وطنية ومعتدلة داخل نظام الأسد يمكن أن يكونوا محاورين جادين
نائب أمين الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»: قمة الدوحة ستبحث الملف الفلسطيني والليبي
القاهرة: سوسن أبو حسين
حذر نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي بعض قادة المعارضة السورية من خطورة ما وصفه بـ«الجري خلف مواقف دولية لن يخدمهم»، مشددا على أن تجاهل «بعض المسؤولين السوريين للجامعة العربية لا يخدم سوريا». وقال بن حلي في حوارمع «الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد في القضية السورية أجندة واحدة، وهذا يدفعني للعودة مرة أخرى للحل الصحيح الذي طرحته الجامعة العربية». وأعرب بن حلي عن اعتقاده بوجود من سماهم «مجموعات وطنية ومعتدلة» داخل النظام السوري الحالي للرئيس بشار الأسد، يمكن أن يكونوا محاورين جادين إذا خلصت النوايا وأصبحت المصلحة العليا لسوريا هي الهدف، لافتا إلى أنه إن لم يتم التوصل لحل في هذه المرحلة فقد تسير سوريا في اتجاه مجهول.
وكشف بن حلي عن أهم الموضوعات المدرجة على القمة العربية المقرر انعقادها في الدوحة الشهر الجاري، مشيرا إلى أن الاجتماع الوزاري العربي المقرر انعقاده يومي 6 و7 من الشهر الجاري سوف يبحث تطورات الملف الفلسطيني في ضوء موافقة الأمم المتحدة على منح فلسطين وضع الدولة المراقب. وقال بن حلي إن الاجتماع الوزاري يبحث أيضا «عودة الوجود العربي إلى ليبيا خاصة في ظل وجود الدول الغربية هناك وغياب الوجود العربي، إضافة لهذا مسألة ضبط الحدود في ظل حديث غربي عن المشاركة في هذا الأمر».
وأشار إلى أن قضية تطوير الجامعة ستكون من بين الملفات المهمة المطروحة على الاجتماع الوزاري وقمة الدوحة، خاصة أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيقدم تقريرا متكاملا للقمة بشأن رؤية أعدتها اللجنة العربية للتطوير برئاسة الأخضر الإبراهيمي، وإلى أهم ما جاء في الحوار:
* ما هي القضايا التي تحظى باهتمام اجتماعات وزراء الخارجية العرب المقرر انعقادها يومي 6 و7 من الشهر الجاري؟
– الاجتماع الوزاري العربي متعلق بالدورة 139 لمجلس جامعة الدول العربية في دورة مارس (آذار)، وهو مكلف بمهمتين؛ الأولى جدول أعمال هذه الدورة وبحث كل ما يتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية والمالية والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، والثانية إعداد جدول أعمال القمة العربية المقرر انعقادها في الدوحة يومي 27 و28 الجاري.
ومن بين القضايا المطروحة أيضا على هذه الدورة موضوع فلسطين بكل تطوراته في ظل تطور موافقة الأمم المتحدة على العضوية المراقبة، وهذا له جانب قانوني حتى في ميثاق الجامعة العربية، والملحق الخاص بفلسطين الذي وضع منذ عام 1945.
وكذلك المواقف السياسية العربية للتعامل بفاعلية البناء على هذه المكاسب، سواء من ناحية انضمام فلسطين للاتفاقية الدولية ثم عملية السلام على خلفية قرار إعادة تقييم مستقبل السلام وتحديد التحرك، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الدكتور نبيل العربي لعدد من الدول الأوروبية، مثل بريطانيا، ولقائه مع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كلها تصب في هذا الاتجاه. وهناك أيضا بحث زيارة لواشنطن برئاسة رئيس لجنة مبادرة السلام العربية والأمين العام الدكتور نبيل العربي للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، واللجنة في انتظار تحديد الموعد، وكذلك لقاء العربي بجون كيري (وزير الخارجية الأميركي)، ولدينا طلب من ليبيا مدرج على جدول أعمال الاجتماع الوزاري العربي.
* وماذا طلبت ليبيا؟
– هناك مطالب للإخوة في ليبيا، منها إعادة بناء مقومات الدولة، سواء من الناحية الأمنية وتشكيل لجنة لصياغة الدستور، وسوف تساعد الجامعة العربية في هذا الأمر، وكذلك استرداد الأموال الليبية في الخارج، حيث طلب الجانب الليبي من الجامعة المساعدة في هذا الشأن، وأيضا عودة الوجود العربي إلى ليبيا، خاصة في ظل وجود الدول الغربية هناك وغياب الوجود العربي، إضافة لهذا مسألة ضبط الحدود في ظل حديث غربي عن المشاركة في هذا الأمر، وأعتقد أن هناك جهودا عربية تبذل تقوم بها كل من الجزائر ومصر، كما نهتم أيضا بموضوع إعادة الإعمار في ليبيا، وسوف تساعد المنظمات العربية المتخصصة في هذا المجال.
* هل سيكون للجامعة العربية دور في ملف المصالحة في ليبيا؟
– نسعى لمساعدة الإخوة في ليبيا للتوافق وإزالة التوترات، ولا بد من التنسيق في هذا الشأن.
* وماذا عن الملف سوري؟
– سوف يهيمن الموضوع السوري على كل شيء، وسوف يحظى بمناقشات مستفيضة، ومن دون شك سوف يرفع وزراء الخارجية توصياتهم إلى القمة العربية بالدوحة، وربما ترفع أفكار تتعلق بسوريا وفلسطين، وكذلك الاهتمام بالصومال الذي به الآن وضعية جديدة.
* هل سيتم التطرق إلى نتائج مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد في روما؟
– كل المبادرات والمؤتمرات، والحراك يدور حول خمس نقاط سبق للجامعة أن طرحتها منذ بداية الأزمة، هذه النقاط هي وقف إطلاق النار والاقتتال، وإيجاد آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، والدفع بالمعارضة والسلطة للحوار، والاتفاق على حكومة انتقالية بمهام تنفيذية واسعة وكاملة تدير المرحلة الانتقالية، ونقل السلطة بما يحقق تطلعات الشعب السوري، والنقطة التي تليها موضوع النازحين داخل وخارج سوريا والتعامل معه، وهو أمر يشكل خطورة غير مسبوق ومأساة إنسانية حقيقية قد تؤثر على النسيج الاجتماعي، واحتمالية لعب بعض الأطراف على وتر المشكلة الطائفية، كما تحدثت مبادرة الجامعة عن الوصول مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لبلورة هذه الأفكار في شكل خطة عملية تكون ملزمة للمعارضة والحكومة؛ لأنه إن لم يتم التوصل لحل في هذه المرحلة قد تسير سوريا في اتجاه مجهول، ومن ثم لا بد من وقف هذا الانجراف نحو المجهول.
* لكن البعض يقول إن سوريا قد بدأت بالفعل السير نحو المجهول، خاصة في ظل الخلاف الروسي – الأميركي وتسليح الأطراف الدولية لطرفي الصراع.
– لا يوجد في القضية السورية أجندة واحدة، وهذا يدفعني للعودة مرة أخرى للحل الصحيح الذي طرحته الجامعة العربية، ولا بد أن يكون الإخوة في سوريا مدركين لخطورة التمادي في عملية العنف؛ لأنه إذا انهارت سوريا واستنفدت قواتها العسكرية والبنية التحتية وتحولت إلى دولة غير مستقرة.. من سيتحمل المسؤولية؟ وبالتالي على الإخوة السوريين إدراك أن الجري خلف مواقف دولية لن يخدمهم، وأعتقد أن تجاهل بعض المسؤولين السوريين للجامعة العربية لا يخدم سوريا، ونحن تحدثنا مع الجانب الروسي وتوصلنا إلى فقرة مهمة وواضحة تمثل نقطة تحول في الموقف، وقد تفاوضت مع الجانب الروسي على مستوى كبار المسؤولين، وأصدرنا البيان النهائي بعد مباحثات صعبة وحادة وصريحة، منها بدء عملية الحوار، وذلك وفق البيان الختامي الصادر في جنيف في يونيو (حزيران) قبل الماضي، من خلال عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل جهاز حكومي انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة لإدارة المرحلة الانتقالية ونقل السلطة وفق نظام زمني متفق عليه بغية استعادة الحياة الطبيعية والأمن والاستقرار، وتحقيق الحرية والديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وهذا هو موقف الجامعة العربية، ولذا فإن رسالتي للإخوة السوريين أن الموقف العربي لا بد من إعادة الاهتمام به، وإدراك أنه الموقف الوحيد الآن الذي يحرص على مصلحة سوريا ووحدتها واستقرارها، أما التدخلات الأخرى فلها أجندتها الخاصة، وسبق أن ذكرت في السابق أن سوريا التي كانت لاعبا أساسيا في المشرق العربي والشرق الأوسط، أصبحت ساحة لعب لقوى خارجية تدار من خلال هذه الأجندات الخارجية.
* لكن بعض قادة المعارضة يرفعون شعار «لا حوار مع قاتل شعبه» والبعض يرى أن لهذه المقولة وجهتها.. كيف ترى ذلك؟
– هناك مجموعات وطنية ومعتدلة داخل النظام الحالي يمكن أن يكونوا محاورين جادين إذا خلصت النوايا وأصبحت المصلحة العليا لسوريا هي الهدف من دون نظرة إلى فئة أو منطقة وإنما وحدة سوريا واستقرارها.
* وإلى جانب القضية السورية.. ما الملفات الأخرى المطروحة خلال الاجتماع الوزاري؟
قضية تطوير الجامعة ستكون من بين الملفات المهمة المطروحة، خاصة أن الأمين العام سيقدم تقريرا متكاملا لقمة الدوحة، وهي رؤية أعدتها اللجنة العربية للتطوير برئاسة الأخضر الإبراهيمي وتم توزيعها على الدول العربية، كما سيشرح الأمين العام مراحل تطوير الجامعة.
* وما هي الخطوط العريضة لهذه المراحل؟
– هناك ثلاث مراحل، مرحلة تتعلق بقضايا أساسية وعاجلة تخص الأمانة العامة وإعادة تطويرها، وقضايا أخرى تتعلق بمجلس السلم والأمن العربي والبرلمان والمنظمات المتخصصة، ثم القضايا الخاصة بميثاق الجامعة العربية وإعادة النظر في الكثير من مواده.
* تفعيل مجلس السلم والأمن للتعامل مع الأزمات العربية يبدو غير متسق مع تراجع دور الجامعة في عدد من الملفات على رأسها الملف السوري.. كيف ترى الأمر؟
– مجلس السلم والأمن أحد الآليات القادرة على مواكبة الأحداث التي تتعرض لها المنطقة. وهناك رؤيتان، إما إعطاء المجلس على المستوى الوزاري بعض الاختصاصات القوية، ومنها اتخاذ ترتيبات معينة حيال الأزمات، ويصبح مجلس الجامعة على المستوى الوزاري كمجلس سلم وأمن، وهناك رؤية أخرى ترى تشكيل مجلس أمن كجهاز محدد وعمل ترتيبات قوية مع التداول على عضويته من خلال 13 دولة عربية، وتراعي تشكيلته المناطق الجغرافية العربية؛ المشرق والمغرب، مع الاستفادة من المنظمات الأخرى في مجلس التعاون والاتحاد الأفريقي وحتى الأمم المتحدة، وغير ذلك. وقد شكل الأمين العام لجنة لمناقشة هذا الموضوع، ورفعت له اللجنة تقريرها النهائي في هذا الخصوص، وكذلك كيفية التعامل مع التحديات المستجدة، وأيضا دور البرلمان العربي وآليات انتخابه.
* البعض يعتقد أنه من الأفضل أن يكون لمجلس السلم والأمن جهاز خاص وميزانية منفصلة حتى يتمكن من أداء مهمته لاحتواء الأزمات.
– لدينا في الجامعة غرفة إدارة الأزمات، وهي الآن تقوم بتجميع المعلومات حول التطورات، وتتابع بوادر لأزمة أو توترات قد تحدث في منطقة ما، ووضع ملفات خاصة لهذه الأزمات حتى يمكن التعامل معها قبل اندلاعها، وبالتالي يمكن لمجلس السلم والأمن العربي الاستعانة بهذه الغرفة التي تعمل حاليا بالفعل وبخبرة فنية كبيرة بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
* هناك مخاوف من أن تؤدي الصعوبات المادية التي تواجه دول الربيع العربي إلى عدم وفائها بحصتها في موازنة الجامعة ما قد يؤثر على دور وأداء الجامعة بشكل عام.
– نحن ندرك أن الإفرازات الجانبية لهذه التطورات التي تحدث في المنطقة تؤثر على كل شيء، ولكن الجامعة قادرة على إدارة بعض الأزمات بالإمكانيات المتوفرة لديها.
* هل تعانون في الوقت الراهن عجزا في ميزانية الجامعة؟
– لا يوجد عجز، لكن التحديات والملفات الجديدة تتطلب زيادة الموازنة، ومن دون شك سيطرح الأمين العام مسألة الزيادة في ظل الرؤية الجديدة لتطوير الجامعة.
* كم تبلغ ميزانية الجامعة العربية حاليا؟
– نحو 61 مليون دولار، وهو رقم متواضع جدا إذا ما قورن بميزانية الاتحاد الأوروبي.
* ماذا عن زيارة الأمين العام لدولة قطر؟
– سوف يتشاور الأمين العام مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حول ما يتعلق أولا بالقضايا العربية وبالأفكار التي يتم التشاور بشأنها حول جدول أعمال القمة العربية وما يمكن الخروج به من هذه القمة.
الرقة أول محافظة سورية على طريق “التحرير الكامل“
أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن موقع “NOW” أنه “من الممكن أن يتم إعلان مدينة الرقة، كمنطقة محررة من قوات النظام السوري خلال الساعات القليلة القادمة”، وأضاف: “نحن في المرصد السوري لحقوق الإنسان قلنا عندما تحررت مدينة الطبقة إنه خلال أسابيع ستكون الرقة أول محافظة محررة، وبالفعل سنرى ذلك خلال 48 ساعة”.
وتابع عبد الرحمن: “كان هناك تطور واضح، وتم تحرير أجزاء كبيرة من المدينة التي خرج فيها عشرات الآلاف قبل اكثر من عام ليهتفوا لبشار الأسد”.
من جهة ثانية أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن قوات النظام تقصف مدفعياً وصاروخياً مدينة الرقة وذلك بعد إعلان “الجيش السوري الحر” تحريرها والسيطرة على مقرات الفروع الأمنية فيها. وذكرت اللجان أن “قوات النظام استهدفت سور الرقة الأثري، كما قامت بقصف ساحة المحافظة ومحيط قصر المحافظ”.
إلى ذلك قال أحد عناصر “أحرار الشام” في الرقة لموقع “NOW” إن “عملية تحرير الرقة بدأت بعد منتصف ليل الأحد الاثنين، حيث اقتحمنا مع “كتيبة أحرار الطبعة” و”أنصار الله” و”جبهة النصرة” مدخل المدينة من جهة الريف الشرقي، وسيطرنا على حاجز الفروسية هناك، ومن ثم حررنا حاجز المشلب ليعقبها انسحاب قوات النظام على حاجز بغداد في منتصف المدينة”.
وأشار ناشط آخر في مدينة الرقة لـ “NOW” إلى أن “الثوار قاموا بإسقاط تمثال حافظ الأسد وسط ساحة المدينة وذلك بعد سيطرة “الحر” على كل من مبنى المخابرات الجوية ومرآب البلدية في دوار النعيم وقسم المركبات في منطقة الصانعة”، ولفت إلى أن “الثوار سيطروا كذلك على قصر المحافظ والذي يطل مباشرة على شارع 23 شباط “.
وتقع الرقة على نهر الفرات في شمال سوريا، وعلى مقربة من الحدود التركية، وكانت تضم قرابة 240 ألف نسمة، قبل ان يضاف اليهم نحو 800 الف نازح من مناطق سورية أخرى جراء النزاع المستمر في البلاد منذ نحو عامين.
“الحر” يسيطر على الرقة ويدخل مطار منغ
قال مسؤول في الائتلاف الوطني السوري إن الجيش الحر سيطر الاثنين على مدينة الرقة وأسر رئيس فرع أمن الدولة فيها، كما اقتحم الثوار أجزاء من مطار منغ العسكري في حلب بعد حصار لعدة أسابيع، في حين كثفت القوات النظامية قصفها لكل من حمص وداريا في ريف دمشق، مما أودى بحياة 149 شخصا في عموم سوريا الاثنين معظمهم في دمشق وريفها والرقة وحلب وفق لجان التنسيق المحلية.
وبث ناشطون تسجيلا مصورا على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر أهالي الرقة وهم يحتفلون بإسقاط تمثال ضخم للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، بينما أعلن الناطق باسم كتائب أحرار الشام أبو عبد الرحمن السوري أن الجيش الحر سيطر على معظم المقار الأمنية والعسكرية في المدينة بعد شهر تقريبا من بدء عملية أطلق عليها “غارة الجبار”.
وقال ناشطون إن الثوار أسروا محافظ الرقة ورئيس فرع أمن الدولة في الرقة العقيد خالد الحلبي بعد اشتباكات عنيفة قرب مبنى حزب البعث وقيادة شرطة الرقة وقصر المحافظ، وأضافوا أنهم سيطروا على إدارة المركبات واستولوا على عربات مصفحة وناقلات جند وذخائر مختلفة.
وذكرت شبكة شام أن قوات النظام ارتكبت مجزرة مساء الاثنين بقصف ساحة المحافظة في مدينة الرقة أثناء تجمع الأهالي فيها للاحتفال بطرد جنود النظام، ما أدى إلى سقوط كثير من القتلى والجرحى.
وتقع الرقة شمال شرق البلاد ويبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، كما تحتضن أكثر من مليون نازح، وهي مركز محافظة تحمل الاسم نفسه وتضم أهم ثلاثة سدود في البلاد، وهي سد الفرات وسد تشرين وسد البعث، وتعد الرقة آخر المدن السورية التحاقا بالثورة وأول المدن سقوطا بيد الثوار.
معارك عنيفة
من جهة أخرى، قالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام داخل مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي وقرب الحدود مع تركيا، حيث تمكن الثوار من اقتحام أجزاء منه، وأضافت أن الحر يقصف بالمدفعية الثقيلة أماكن تمركز جيش النظام في المطار.
وفي درعا، تتواصل الاشتباكات في أحياء درعا البلد وعلى أطراف بلدة جملة وسط قصف على بلدة الغارية الشرقية، كما تشهد مدينة دير الزور اشتباكات عنيفة في الأحياء الخارجة عن سلطة النظام.
وذكرت شبكة شام أن الجيش الحر استهدف مطار الطبقة العسكري بقذائف صاروخية في ريف الرقة، وأن اشتباكات عنيفة تجري في أحياء المشيرفة والمجرجع بمدينة الحسكة.
كما شهدت حلب قصفا مدفعيا على أحياء الفردوس ومساكن هنانو مع تواصل الاشتباكات في محيط مبنى الأمن الجوي بجمعية الزهراء، بينما قصفت المدفعية الثقيلة بلدة بيانون ومدينة تلعرن.
تصعيد عسكري
في الأثناء، يواصل النظام الحاكم حملته العسكرية على حمص ومدينة داريا في ريف دمشق في مسعى منه لاقتحامهما، وفتح الطريق الواصل بين العاصمة والمناطق الساحلية الموالية للنظام.
وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون معارك عنيفة في حي الخالدية، كما تظهر لقطات أخرى دبابة تابعة للثوار تقصف بمنطقة القرابيص.
وأكدت شبكة شام أن النظام جدد صباح أمس قصفه بالصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدينة الرستن بريف حمص، وقال ناشطون إن مواجهات بين النظام والثوار وقعت في حي باب هود بمدينة حمص.
وتجدد القصف المدفعي على أحياء دمشق الجنوبية مع استهداف القناصة للمدنيين عشوائيا في حيي تشرين والقابون، كما تحدث ناشطون عن تجدد المعارك بمخيم اليرموك وعلى الطريق الواصل بين حي جوبر وساحة العباسيين وعلى أطراف جوبر بدمشق.
وقد عزز الجيش السوري الحر مواقعه في الخطوط الأمامية من حي جوبر، المواجه لساحة العباسيين ومجمع الثامن من آذار، بعد أن سيطر الثوار على معظم الحي. في حين تفقد بعض قادة الألوية في المجلس العسكري لدمشق وريفها الجبهات الأمامية في جوبر.
وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن الثوار دمروا آلية للنظام في جوبر واستهدفوا حواجز للشبيحة في تشرين والقابون، كما انفجرت سيارة مفخخة في قدسيا مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
وقال ناشطون إن المعارك في داريا دخلت يومها الـ111 دون أن يتمكن النظام من اقتحامها، حيث أرسل الجيش النظامي مجددا تعزيزات مدعومة بالدبابات والمدرعات وناقلات الجند عبر عدة محاور تحت غطاء مدفعي وصاروخي كثيف.
وذكرت شبكة شام أن عددا من الجرحى أصيبوا جراء قصف عنيف على قرية كمونة بريف دمشق، كما وثقت تجدد القصف المدفعي على مدينتي دوما وعدرا.
توتر حدودي بعد مقتل جنود سوريين بالعراق
أطلقت القوات العراقية النار باتجاه معبر اليعربية الحدودي مع سوريا الذي يسيطر عليه الجيش الحر، وفق ناشطين، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع أن مسلحين وصفتهم بالإرهابيين تسللوا من الأراضي السورية وهاجموا عشرات الجنود السوريين العائدين إلى بلادهم مما أسفر عن مقتل 48 جنديا.
وكان حوالي 65 جنديا ومسؤولا سوريا سلموا أنفسهم للسلطات العراقية الجمعة بعدما استولى مقاتلون من الجيش السوري الحر على الجانب السوري من معبر اليعربية الواقع في محافظة الحسكة.
وقال مسؤول عراقي كبير لرويترز إن السلطات العراقية كانت تنقل السوريين إلى معبر حدودي آخر ناحية الجنوب في محافظة الأنبار عندما نصب المسلحون كمينا لقافلتهم. وأضاف المسؤول أن الحادث وقع في منطقة عكاشات حيث كانت القافلة التي تقل الجنود والموظفين السوريين في طريقها إلى معبر الوليد الحدودي.
وبدورها ذكرت وزارة الدفاع أن الهجوم أدى إلى مقتل 48 جنديا سوريا بالإضافة إلى تسعة جنود عراقيين. ووصفت الهجوم بالاعتداء السافر على سيادة العراق، متهمة “مجموعة إرهابية” بالتسلل إلى العراق لقتل الجنود السوريين والعراقيين.
وحذرت الوزارة “كافة الأطراف المتصارعة في الجانب السوري من نقل صراعهم المسلح داخل الأراضي العراقية أو انتهاك حرمة حدود العراق، وسيكون الرد حازما وقاسيا وبكل الوسائل المتاحة”.
وكانت القوات النظامية السورية قد استعادت المعبر الخميس الماضي من جبهة النصرة وألوية أخرى استولت عليه قبل ذلك بيوم. وذكر ناشطون أن القوات النظامية السورية لجأت إلى الأراضي العراقية في مرتين فقدت فيهما المعبر.
ويتهم الثوار السوريون الحكومة العراقية بدعم نظام الرئيس بشار الأسد لأسباب طائفية، وهو ما تنفيه بشدة حكومة نوري المالكي. وحذر المالكي قبل أيام من أن انهيار نظام الأسد قد يفجر نزاعات طائفية في لبنان والعراق.
وفي العام الماضي استولى الجيش الحر على معبر حدودي آخر مع العراق هو معبر البوكمال الواقع ضمن محافظة دير الزور، كما استولى على عدد من المعابر الحدودية مع تركيا ضمن محافظات حلب وإدلب والحسكة.
الجيش الحر يعلن اعتقال محافظ الرقة وأمين حزب البعث بها
قوات النظام أطلقت صاروخ سكود من اللواء 115 في القطيفة باتجاه الشمال السوري
دبي – قناة العربية
أعلن الجيش الحر إلقاء القبض على محافظ الرقة وأمين عام حزب البعث، وبدء التحقيق معهما.
وكان الجيش الحر أعلن سيطرته على مدينة الرقة شمال شرق سوريا، لتصبح المدينة السورية الأولى التي يسيطر عليها الثوار.
هذا وأعلنت لجان التنسيق المحلية ارتفاع عدد قتلى الاثنين إلى 132 قتيلاً، بينما أفادت “سانا الثورة” بأن قوات النظام أطلقت صاروخ سكود من اللواء 115 في القطيفة باتجاه الشمال السوري.
وأضافت لجان التنسيق أن قوات النظام قصفت بالمدفعية حي مساكن هنانو في حلب.
كما أعلن المكتب الإعلامي للمجلس العسكري أن اشتباكات عنيفة دارت في بلدة بيت سحم قرب طريق مطار دمشق.
أما في درعا، فقالت هيئة الثورة إن قوات جيش النظام قصفت بلدة غباغب بريف درعا، إضافة لقصف بلدة تسيل بالمدفعية وأنباء عن سقوط ضحايا.
المعارضة السورية وحزب الله يتبادلان الاتهام
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تبادل حزب الله اللبناني والمعارضة السورية مجددا الاتهامات بقصف والسيطرة على قرى حدودية بين لبنان وسوريا.
وقالت مصادر في المعارضة السورية إن المعارك مستمرة في منطقة القصير السورية على الحدود اللبنانية، في حين اتهم حزب الله اللبناني الجيش السوري الحر بقصف قرى لبنانية في الهرمل.
وكان الجيش الحر اتهم الحزب باحتلال 8 قرى حدودية داخل الأراضي السورية بهدف فتح طريق الساحل أمام القوات الحكومية السورية.
وقال المسؤول عن الإعلام المركزي التابع للقيادة المشتركة للجيش الحر، فهد المصري، إن سكان “القرى من السنة والشيعة والعلويين والمسيحيين وليسوا من الشيعة فقط كما يقول حزب الله”.
وأضاف المصري أن مقاتلي الحزب منتشرون كذلك في ريف دمشق، حيث قتل أحدهم في منطقة عقربا بعد أن التقط الجيش الحر موجات اللاسلكي التي يتعامل بها.
يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، سبق وأورد نبأ مقتل 3 لبنانيين من الموالين لحزب الله في معارك مع مقاتلين معارضين فى قرى شيعية حدودية في 16 فبراير الماضي.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب تهديد ضباط في الجيش الحر بقصف مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، وذلك ردا على اتهامات المعارضة السورية للحزب بإرسال مقاتلين للقتال مع الحكومة السورية.
وكان الحزب قام خلال الأشهر الماضية بتشييع عدد من مقاتليه قال إنهم قتلوا أثناء تأديته “واجبهم الجهادي” دون تحديد ملابسات مقتلهم، في حين في أكدت مصادر في المعارضة السورية أنهم قتلوا في سوريا.
وفي هذا السياق، جدد الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، تأكيده أن ما تشهده تلك “القرى الشيعية” يندرج في إطار الدفاع عن النفس، حسب ما ذكر في أخر خطاب متلفز له قبل أسبوعين.
وقال إن سكان تلك القرى و”هم لبنانيون غالبيتهم من الشيعة”، و”بعضهم ينتمي إلى حزب الله لم يسيطروا على أى قرية سنية أو يسكنها أهل سنة، بل حملوا السلاح “ليدافعوا عن أنفسهم وعن بيوتهم وعن ممتلكاتهم وحقوقهم، وهم موجودون في هذه الأرض منذ مئات السنين”.
واتهم نصر الله مقاتلي المعارضة السورية بالهجوم على قرى حدودية مع لبنان، وقال :”الذي حصل ويحصل في الأيام القليلة الماضية أن هناك حملة عسكرية واسعة من قبل مئات المسلحين لتهجير أهل هذه القرى والسيطرة عليها وحسم وإنهاء وجودهم”.
يشار إلى أن الأزمة السورية تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية في ظل مخاوف من انتقال شرارة الحرب إلى البلاد التي تشهد انقساما بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له.
المعارضة تسيطر على الرقة وقتال في حمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تقول كتائب المعارضة السورية إنها سيطرت على مدينة الرقة شمالي سوريا ل وألقت القبض على محافظ المدينة وأمين فرع حزب البعث فيها، فيما تكثف القتال في أنحاء متفرقة من سوريا خاصة في حمص حيث يحاول الجيش استعادة السيطرة على بعض المناطق في المدينة.
كانت مصادر خاصة ذكرت لموقع سكاي نيوز عربية أنه تم تسليم الفروع الأمنية وقصر المحافظ في الرقة إلى الكتائب المقاتلة.
وبث ناشطون على يويتوب تسجيل فيديو لما قالوا إنهم معارضون في ساحة مدينة الرقة أمام مبنى المحافظة أسقطوا ما يبدو أنه تمثال للرئيس السابق بشار الأسد.
وفي وقت لاحق ذكر ناشطون أن الجيش الحر ألقى القبض على محافظ الرقة حسن الجلالي، وأمين فرع حزب البعث الحاكم سليمان سليمان.
وتشن القوات الحكومية حملة واسعة لاستعادة أحياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون في مدينة حمص وسط البلاد، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، في وقت قتل 149 شخصاً باشتباكات وأعمال عنف بمدن سورية عدة الاثنين.
وتتركز الاشتباكات في حمص عند حي القرابيص والخالدية وجورة الشياح، بالتزامن مع قصف للقوات الحكومية على باب هو وباب التركمان في حمص القديمة ما أدى لسقوط العديد من الجرحى.
وتشارك القوات الحكومية هجومها المكثف على أحياء في حمص قوات الدفاع الوطني المسلحة والموالية للنظام السوري والتي تشكلت مطلع العام الحالي، حسب المرصد.
ومن جهة أخرى، قال مسؤولون عراقيون إن مسلحين مجهولين قتلوا الاثنين 40 جنديا وموظفا حكوميا سوريا أثناء إعادة السلطات العراقية لهم إلى الحدود السورية بعدما فروا إلى العراق من هجوم لمقاتلي المعارضة السورية.
وأضافوا أن الهجوم على القافلة التي كانت تقل السوريين وقع في محافظة الأنبار في غرب العراق.
وقال المسؤولون العراقيون إن حوالي 65 جنديا وموظفا حكوميا سوريا سلموا أنفسهم إلى السلطات العراقية الجمعة بعدما استولى مقاتلو المعارضة على الجانب السوري من معبر يعربية.
لكن وزارة الدفاع العراقية اتهمت ما قالت إنها “مجموعة ارهابية” تسللت من سوريا بقتل عشرات الجنود السوريين والعراقيين في كمين غرب العراق الاثنين، وفقا لبيان نشر على موقعها.
واوضح البيان أن الجنود السوريين الذي كانوا ينقلون الى معبر الوليد (غرب) تمهيدا لتسليمهم للسلطات السورية “تعرضوا إلى عدوان غادر من قبل مجموعة ارهابية متسللة إلى داخل الاراضي العراقية قادمة من سوريا”.
ت معقدة مع تقسيم محافظة حلب إلى 5 أقاليم.
وجرت هذه الانتخابات، والتي تعتبر الأولى في مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في مدينة عنتاب التركية الحدودية بمشاركة المئات من السوريين.
المعارضة السورية تعلن سيطرتها على مدينة الرقة شمال شرق البلاد
عمان (رويترز) – قالت مصادر في المعارضة السورية وأحد السكان إن مقاتلي المعارضة سيطروا على مدينة الرقة في شمال شرق سوريا يوم الاثنين وأن حشودا أسقطت تمثالا للرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
وإذا تأكد النبأ فإن سقوط الرقة -وهي عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم وتقع على نهر الفرات- سيمثل تطورا كبير في الانتفاضة المستمرة منذ عامين على الرئيس بشار الأسد. ولم يعلن مقاتلو المعارضة سيطرتهم على أي من عواصم المحافظات الأخرى.
وقال مقاتلو المعارضة إن قوات الأسد لا تزال ترابط في مطار المحافظة على مسافة 60 كيلومترا من الرقة وما زالت تشكل خطرا. وقال أحد السكان إن مجمعا للمخابرات العسكرية السورية في المدينة لم يسقط في أيدي المعارضين ولكن مقاتلين مناوئين للأسد يحاصرونه.
وامتدت الحرب الأهلية السورية يوم الاثنين إلى العراق حيث قال مسؤولون إن عددا من المسلحين قتلوا ما لا يقل عن 40 جنديا وموظفا حكوميا سوريا أثناء توجههم إلى بلادهم بعد فرارهم من تقدم لمقاتلي المعارضة السورية الأسبوع الماضي.
وكان حوالي 65 جنديا ومسؤولا سوريا سلموا أنفسهم للسلطات العراقية يوم الجمعة بعدما استولى مقاتلون من المعارضة على الجانب السوري من معبر اليعربية.
وقال مسؤول عراقي كبير لرويترز إن السلطات العراقية كانت تنقل السوريين إلى معبر حدودي آخر ناحية الجنوب في محافظة الأنبار معقل السنة في العراق عندما نصب المسلحون كمينا لقافلتهم. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وأبلغ المسؤول رويترز “وقع الحادث في عكاشات عندما كانت القافلة التي تقل الجنود والموظفين السوريين في طريقها إلى معبر الوليد الحدودي.”
وأضاف “نصب المسلحون كمينا وقتلوا 40 منهم إلى جانب بعض الجنود العراقيين الذين كانوا يحرسون القافلة.”
وقال حكمت سليمان عضو مجلس محافظة الأنبار ان عدد الذين قتلوا 61 منهم 14 عراقيا كانوا يحرسون القافلة.
ويبرز نصب الكمين داخل العراق مدى إمكانية امتداد الصراع السوري بصبغته الطائفية إلى خارج حدودها واستدراج الدول المجاورة إليه وزعزعة استقرار المنطقة المضطربة بالفعل.
وتشهد محافظة الأنبار العراقية مظاهرات متكررة ينظمها السنة اعتراضا على حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي بسبب ما يعتبرونه تهميشا لأقليتهم وإساءة استخدام قوانين مكافحة الإرهاب ضدهم.
وفي الأمم المتحدة حذرت اسرائيل مجلس الأمن يوم الاثنين قائلة إنها لا يمكن أن تظل “مكتوفة الأيدي” في حين ان الحرب الأهلية في سوريا تمتد إلى خارج حدودها.
وكتب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور الى مجلس الامن يشكو من سقوط قذائف مدفعية قادمة من سوريا في داخل إسرائيل.
وقال بروسور في رسالته “ينبغي ألا ينتظر من إسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي وأرواح مواطنيها تتعرض للخطر من جراء الأفعال الطائشة للحكومة السورية. لقد تحلت إسرائيل حتى الآن بأقصى درجات ضبط النفس.”
ويقاتل المعارضون السوريون ومعظمهم من السنة للإطاحة بحكومة الأسد التي يسيطر عليها العلويون.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 70 ألف شخص قتلوا في سوريا بينما فر نحو مليون آخرين من البلاد.
وفي خطوة قد تشكل خطرا جديدا على ملايين السوريين الذين فروا من منازلهم دون أن يغادروا البلاد دخل مقاتلو المعارضة اليوم الاثنين إلى مدينة الرقة التي باتت تعرف باسم “فندق” البلاد بعد فرار آلاف الأسر النازحة إليها.
وحث سكان المدينة الشمالية التي يقطنها نصف مليون شخص مقاتلي المعارضة على عدم دخول المنطقة المركزية من المدينة المزدحمة خشية أن تستهدف طائرات الأسد الحربية ومدفعيته المناطق السكنية.
وقال (المرصد السوري لحقوق الإنسان) المرتبط بالمعارضة ومقره بريطانيا إن جبهة النصرة الإسلامية وبعض جماعات المعارضة الأخرى شنت الهجوم يوم السبت وإن أجزاء واسعة من الرقة تخضع لسيطرة المعارضين الآن.
وأظهرت صور التقطها نشطاء من المعارضة موقع حراسة تشتعل فيه النيران ورجالا يمزقون صورة للأسد وتمثالا ساقطا لحافظ الأسد الذي تولى السلطة عام 1970.
وأظهر مقطع مصور نشرته جماعات معارضة على الإنترنت سجنا مهجورا في منطقة وصفوها بوسط المدينة الواقعة على مسافة 160 كيلومترا شرقي حلب.
وقال المجلس الوطني السوري وهو تكتل كبير داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض إن السيطرة على الرقة تمثل “نصرا حاسما في مسيرة إسقاط النظام الأسدي المجرم وخلاص سورية من أبشع حقبة في تاريخها.”
وقال المجلس في بيان إنه بسقوط الرقة صار هناك اتصال بين المناطق الشاسعة التي سقطت في أيدي المعارضة بالمنطقة الشرقية المنتجة للنفط في البلاد والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين في محافظتي حلب وإدلب الشماليتين.
ولم تؤكد أي وسائل إعلام مستقلة الأحداث الجارية في الرقة نظرا للقيود المفروضة على دخولها إلى مناطق القتال.
وتنقسم القوى الدولية بشأن سوريا حيث تدعم روسيا وإيران حليفهما التاريخي الأسد بينما تأخذ الولايات المتحدة ودول الخليج السنية صف المعارضة.
ويعتقد على نطاق واسع أن السعودية وقطر تمدان المعارضين بالسلاح لكن الولايات المتحدة تقول إنها لا تريد إرسال أسلحة خشية أن تقع في أيدي الإسلاميين المتشددين الذين قد يستخدمونها لمهاجمة أهداف غربية.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذه المخاوف يوم الاثنين. وكان كيري قال الأسبوع الماضي إن واشنطن ستقدم إمدادات طبية وغذائية مباشرة إلى المعارضين.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض انه “ليس هناك ضمان على عدم وقوع سلاح أو آخر في الأيدي الخطأ في وقت من الأوقات.”
وأضاف “صدقوني.. لا يفتقر الأشرار للأسف إلى القدرة على الحصول على الأسلحة من إيران أو حزب الله أو روسيا وهذا ما يحدث.”
وقال وزير الخارجية السعودي إن المملكة ستبذل قصارى جهدها لتوفير المساعدات والأمن للسوريين دون أن يؤكد إمداد مقاتلي المعارضة بالسلاح.
من خالد يعقوب عويس
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)