أحداث الثلاثاء 13 أيلول 2016
بدء سريان وقف النار وترقُّب لالتزام الأطراف السوريين
موسكو،طهران – رائد جبر، محمد صالح صدقيان
لندن، دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – بدأ مساء أمس، أول أيام عيد الأضحى، سريان وقف النار في سورية باستثناء مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وسط تأكيد موسكو أن الغارات لن تتوقف ضد «أهداف إرهابية»، بعد إعلان كل الأطراف السوريين المتحاربين مع النظام وإعلان المعارضة موافقتها على الهدنة التي تستمر يومين. وستثبت الهدنة لمدة أسبوع تمهيداً لتعاون بين الجيشين الأميركي والروسي ضد «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) و «داعش».
وكان لافتاً تجاهل موسكو حديث الرئيس بشار الأسد عن تصميمه على «استعادة كامل الأراضي السورية بصرف النظر عن الظروف الداخلية والخارجية»، بالتزامن مع استمرار الغارات السورية على مدن، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقال المسؤول العسكري الروسي البارز سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحافي: «اليوم (مساء أمس) وابتداء من الساعة 19 (بالتوقيت المحلي) سيتم وقف كل الأعمال القتالية في كل مناطق سورية»، مضيفاً أن روسيا «ستواصل شنّ الضربات ضد أهداف إرهابية». وحضّ «الجيش الحر» على الكفّ عن قتال «وحدات حماية الشعب» الكردية، لافتاً إلى أن موسكو تدرس طلب الجيش النظامي السوري تزويده معدات لمراقبة وقف النار. كما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الجيش النظامي تأكيده بدء الهدنة التي تستمر أسبوعاً، مؤكداً «الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام كل الوسائط النارية، على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة».
وأفاد مصدر في المعارضة السورية بأن الجماعات المسلّحة الرئيسية، وبينها «أحرار الشام» المتحالفة مع «فتح الشام» في تكتل «جيش الفتح»، وافقت على الهدنة وتحدثت عن «تحفّظات شديدة وملاحظات في الاتفاق ككل». كما أعلنت «وحدات حماية الشعب» ترحيبها بالاتفاق الأميركي – الروسي، لكنها سحبت بياناً سابقاً أشار إلى أنها ستوقف عملياتها الهجومية.
وكان الأسد أعلن أمس خلال زيارة إلى مدينة داريا في ريف دمشق: «أن الدولة السورية مصمّمة على استعادة كل منطقة من الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان وإعادة الإعمار». ونبّه إلى أن «القوات المسلّحة مستمرة في عملها من دون تردُّد ومن دون هوادة بصرف النظر عن أي ظروف داخلية أو خارجية في إعادة الأمن والأمان إلى كل منطقة في سورية، وعملاً بأحكام الدستور السوري الذي ليس فقط يخوّلها، بل يفرض عليها أن تقوم بهذا العمل على مدار الساعة».
وتجاهلت موسكو تصريحات الأسد في شأن إصراره على «استعادة السيطرة على كل الأراضي»، لكنها أكدت عزمها على تنفيذ الاتفاق مع واشنطن حول تنسيق طلعات الطيران في الأجواء السورية. وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن «الطيران السوري سيشارك في بعض الطلعات، ولكن وفق جدول ينظم هذه العملية». وشدد في حديث نشرته أمس وكالة «نوفوستي» الرسمية على أن الاتفاق في شأن تحديد طلعات الطيران السوري لا يعني إقامة منطقة حظر جوي في سورية، وزاد: «سيكون بيننا تنسيق لتنظيم الطلعات، وسنقرّر أي طرف يقوم بطلعات إلى أية جهة، والطيران السوري سيقوم بطلعات كذلك ولكن ضمن جدول ينظم العملية».
ورجّح بوغدانوف استئناف المفاوضات السورية في جنيف الشهر المقبل، متوقّعاً أن يرسل المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا دعوات إلى المشاركين في الجولة المقبلة من المفاوضات مطلع تشرين الأول (أكتوبر). وكشف الديبلوماسي الروسي أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارِضة اقترحت على الجانب الروسي عقد لقاء ثنائي، رجّح أن يلتئم على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي الأوضاع في سورية على خلفية الاتفاق مع واشنطن، من دون أن يوضح تفاصيل اللقاء. لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال أن وزيري الدفاع والداخلية ومدير الاستخبارات الروسية حضروا الاجتماع.
ويجري معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين جابري أنصاري اليوم مشاورات في موسكو مع بوغدانوف، تتعلق بالأزمة السورية والهدنة، في الوقت الذي يوجد قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» العميد قاسم سليماني في الراموسة بحلب لـ «متابعة وقف النار وعدم حصول خروق في هذه المنطقة»، وفق مصادر إيرانية.
وقالت المصادر لـ «الحياة» أن طهران «قلقة من استغلال الجماعات المسلّحة هذه الخطوة من أجل إعادة تنظيم صفوفها وإدخال مزيد من الأسلحة والمسلّحين إلى المناطق المحاصرة».
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «13 مدنياً قُتِلوا و15 جُرِحوا بالغارات التي نفّذتها الطائرات الحربية مستهدفة مناطق في بلدة معرة مصرين الواقعة بريف إدلب الشمالي». ولفت إلى أن قوات النظام قصفت بصواريخ أرض – أرض «مناطق في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، ما أسفر عن استشهاد رجل وسقوط 5 جرحى معظمهم من عناصر الدفاع المدني». وزاد: «ارتفع إلى 7 بينهم 3 دون سن الـ18 عدد القتلى الذين قضوا بقصف جوّي استهدف مناطق في حي الصالحين بمدينة حلب».
الأمم المتحدة تدين الانتهاكات في سورية تحت حكم الأسد
جنيف – رويترز
دان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد الحسين، الحكومة السورية اليوم (الثلثاء)، في كلمة شاملة تحدث فيها عن انتهاكات حقوق الإنسان في أنحاء العالم.
وقال في كلمة افتتح بها دورة تستمر ثلاثة أسابيع لـ «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة، إن سورية واحدة من خمس دول ترفض في شكل روتيني التعاون مع محققي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وأضاف أن «هذه دولة يقودها طبيب، لكن يُعتقد أنها استخدمت الغاز ضد شعبها وهاجمت المستشفيات وقصفت المناطق السكنية في شكل عشوائي، وتحتجز عشرات الآلاف من المعتقلين في ظروف غير إنسانية».
وتابع الأمير زيد أن «الكلمات لا يمكن أن تعبر عن مدى إدانتي مثل هذا الوضع»، وأضاف أن الدول الأخرى هي روسيا البيضاء وإريتريا وكوريا الشمالية وإيران، وأن إسرائيل أيضاً لديها سجل من رفض التعاون في ما يتعلق بالسماح لمفتشي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة بدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وزاد أن فنزويلا ترفض في شكل شامل دخول فريق العمل التابع له إلى البلاد، مشيراً إلى رفضها منح تأشيرة دخول لممثله الإقليمي خلال العامين ونصف العام الماضيين. وأردف: «قد تغلق الدول مكاتبنا، لكنها لن تسكتنا ولن تعمينا. إذا رُفض السماح لنا بالدخول فسنفترض الأسوأ، وسنبذل قصارى جهدنا كي نصدر تقارير دقيقة قدر الإمكان في ما يتعلق بالمزاعم الخطرة».
ويضم «مجلس حقوق الإنسان» 47 دولة، ويهدف إلى حماية حقوق الإنسان في أنحاء العالم، ويمكنه التفويض بإجراء تحقيقات في شأن ما يعتقد أنها انتهاكات. وتحدث الأمير زيد عن جنوب شرقي تركيا ومنطقتي أوموريا وأمهرة في إثيوبيا وعن أوزبكستان، وعلى جانبي خط الهدنة الذي يفصل بين الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير والشطر الواقع تحت سيطرة باكستان، بوصفها أماكن في حاجة إلى تحقيق فوري، وكذلك إقليم ناغورنو قره باغ وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في منطقة القوقاز.
وكان الأمير زيد انتقد في الآونة الأخيرة، الساسة الشعبويين مثل المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، في كلمة ألقاها في لاهاي، كما انتقدهم مرة أخرى في كلمته أمام المجلس اليوم. وقال: «ستُجرى انتخابات في ديموقراطيات راسخة يخوضها مرشحون مصابون برهاب الأجانب ومتعصبون، وواجبنا أكثر من أي وقت مضى أن نحدد المسار المستقبلي، لنا نحن شعوب هذه الأرض».
إسرائيل تنفي إسقاط أي من طائراتها في سورية
بيروت، القدس المحتلة، واشنطن – رويترز، أ ف ب
نفى الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلثاء)، ما أعلنته القوات السورية عن إسقاط طائرتين إسرائيليتين إحداهما حربية والأخرى للاستطلاع، إثر غارة إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في سورية.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي الميجور آري شاليكار: «ليست هناك أي صحة في ذلك»، فيما أفاد ناطق آخر هو الكولونيل بيتر ليرنر على «تويتر»، بأن «صاروخي أرض – جو أطلقا من سورية بعد المهمة التي نفذها (الطيران الإسرائيلي) ليلاً على مواقع للمدفعية السورية، ولم يكن أمن الطيران في خطر في أي وقت».
ونقلت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق، عن الجيش السوري قوله، إنه أسقط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة من دون طيار في سورية بعد هجوم إسرائيل على موقع للجيش جنوب البلاد.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، إن الطائرة هاجمت موقعاً للجيش الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي اليوم، في ريف القنيطرة الجنوبي، مضيفة أنه جرى بعد ذلك إسقاطها إضافة إلى طائرة من دون طيار.
وتابعت: «أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها، أن طيران العدو الإسرائيلي قام عند الساعة الواحدة صباح الثلثاء، بالاعتداء على أحد مواقعنا العسكرية بريف القنيطرة، فتصدّت وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت له طائرة حربية جنوب غربي القنيطرة وطائرة استطلاع غرب سعسع».
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن طيرانه الحربي ضرب مواقع عسكرية سورية بعد قصف تعرض له القسم المحتل من هضبة الجولان مصدره الأراضي السورية.
وأفاد الجيش في بيان، بأن «الغارة استهدفت مواقع لمدفعية النظام السوري في وسط هضبة الجولان، رداً على سقوط قذيفة» أمس، على الشطر المحتل من دون أن توقع ضحايا.
من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة لـ «رويترز» إن الولايات المتحدة وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق نهائي في شأن صفقة مساعدات عسكرية جديدة قياسية لا تقل قيمتها عن 38 بليون دولار، وإن من المنتظر توقيع الاتفاق ومدته عشرة أعوام خلال أيام.
ووفقاً لمسؤولين من الجانبين سيمثل الاتفاق أكبر التزام بمساعدات عسكرية أميركية لأي دولة على الإطلاق كما سيتضمن تنازلات كبيرة قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقال المسؤولون إن من بين التنازلات موافقة إسرائيل على ألا تسعى إلى الحصول على أموال إضافية من الكونغرس خلاف ما ستحصل عليه سنوياً بمقتضى الصفقة الجديدة، وأن تنهي أيضاً ترتيباً خاصاً سمح لها بإنفاق جزء من المساعدات الأميركية على صناعتها الدفاعية بدلاً من إنفاقه على أسلحة صناعة أميركية.
ويشير طول وقت المفاوضات حول الصفقة إلى استمرار الخلاف بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونتانياهو في شأن الاتفاق النووي الذي قادت الولايات المتحدة مفاوضات إبرامه مع إيران. وهناك خلافات أيضاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الفلسطينيين. وقال المسؤولون من الجانبين إن نتانياهو رأى أن عقد اتفاق مع أوباما الذي سيترك البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) المقبل أفضل من أن يتعلق بأمل أن يحصل على بنود أفضل في اتفاق مع الإدارة الأميركية المقبلة.
روسيا تنشر عسكريين في حلب لمراقبة الهدنة
موسكو، بيروت، جنيف، إسطنبول – أ ف ب، رويترز
أقام عسكريون روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات الغذائية إلى أحياء فصائل المعارضة في حلب كبرى مدن شمال سورية، كما ذكرت وكالتا الأنباء الروسيتان «إنترفاكس» و«ريا نوفوستي» اللتان لديهما صحافيون في المكان.
وقالت الوكالتان إن عسكريين اتخذوا موقعاً وأقاموا «مركز مراقبة متحرك»، من دون أن توضحا ما إذا كان الجيش السوري الذي يسيطر على هذا الطريق انسحب. وينص الاتفاق الروسي – الأميركي الذي تم التوصل إليه الجمعة الماضي على ممر إنساني من دون عراقيل للمناطق المحاصرة كما في حلب، وخصوصاً عبر جعل طريق الكاستيلو «خالياً من السلاح».
وصرح المسؤول في المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار الكولونيل سيرغي سابيستين أنه «ستكون هذه الطريق السبيل الرئيس لإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب»، وفق ما نقلت عنه «إنترفاكس».
وأشار موقع «المصدر نيوز» المطلع والموالي للنظام أن قيادة الجيش السوري أصدرت الأوامر لـ «قوات النخبة» المنتشرة على هذه الطريق بالتراجع لمسافة كيلومتر إلى شمال الطريق لإفساح المجال أمام الجنود الروس لإقامة ممر إنساني على طول هذه الطريق. وكان الجيش الروسي أعلن مساء أمس أنه سيتم نشر مجموعات مماثلة من العسكريين الروسي في مشرقة (شمال محافظة حلب) وحماة (وسط).
من جهتها، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الحكومة السورية قولها اليوم، إنها سترفض إدخال أي مساعدات إلى حلب من دون تنسيق معها ومع الأمم المتحدة خصوصاً من تركيا.
ونسبت «الوكالة العربية السورية للأنباء» إلى مسؤول في وزارة الخارجية قوله «تعقيباً على التصريحات الصادرة عن النظام التركي في شأن عزمه إدخال مواد يدعي أنها مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب فإن الجمهورية العربية السورية تعلن رفضها إدخال مثل تلك المواد من أي جهة كانت بما في ذلك بشكل خاص من النظام التركي من دون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة».
في المقابل، أعلن ناطق باسم الأمم المتحدة اليوم أن المنظمة الدولية لم تطلق عمليات إنسانية في سورية منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ وتطلب ضمانات أمنية لقوافلها الإنسانية. وقال «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية» لدى الامم المتحدة إن «الأمم المتحدة مستعدة لتقديم مساعدة إنسانية طارئة».
وأضاف أن «عمليات التوزيع المرتقبة الأولى ستقدم مساعدة إنسانية إلى شرق حلب» حيث يقيم ما بين 250 ألفاً و275 ألف شخص في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، لم يتلقوا أي مساعدة إنسانية منذ تموز (يوليو) الماضي، موضحاً أن هذه المساعدة سترسل عبر تركيا.
وقال الناطق باسم «مكتب التنسيق» في جنيف ينس لاركي إن الأمم المتحدة تسلمت في 6 أيلول (سبتمبر) الجاري إذناً من الحكومة السورية بتوزيع المساعدة على المناطق المحاصرة في شرق حلب والبلدات الأخرى المحاصرة، مضايا والزبداني والفوعة وكفريا ومعضمية الشام. وتدارك «لكن حتى الآن، لم تنطلق أي قافلة»، مؤكداً «نحن بحاجة إلى جو خال من خطر الموت».
من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم أن وقف إطلاق النار الهش في سورية صامد إلى حد كبير، معرباً عن أمله في أن يصبح دائماً. وفي تصريحات متلفزة قال أردوغان إن هناك مشاكل في قريتين أو ثلاث، مشيراً إلى أنه إذا سار كل شيء على ما يرام خلال الساعات الـ 48 المقبلة، فهناك فرصة لاستمرار الهدنة. وأضاف «آمل في أن يصبح وقف إطلاق النار دائماً».
بدوره، أعرب وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو عن أمله في أن يقوم جميع الأطراف بواجبهم لضمان أن يصبح وقف إطلاق النار دائماً. ونقل عنه تلفزيون «سي أن أن-ترك» قوله «بإذن الله فإنها (الهدنة) لن تكون من طرف واحد».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن الهدنة لا تزال صامدة في مختلف أنحاء سورية اليوم (الثلثاء) في بداية يومها الثاني. وأضاف المرصد أن تقارير أفادت بوقوع بعض الهجمات الجوية والقصف في الساعات الأولى من الهدنة مساء أمس في مناطق تشمل ريف حماة الشمالي والغوطة الشرقية وشمال حلب.
ولكنه أشار إلى أن هذا انتهى على ما يبدو وأنه لم يسجل سقوط أي قتلى بين المدنيين في قتال في الساعات الخمس عشرة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في الساعة 7 مساء أمس (16:00 بتوقيت غرينيتش).
ولا تشمل الهدنة الجماعات المتشددة مثل «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة فتح الشام» التي كانت تحمل من قبل اسم «جبهة النصرة». واشتد القتال على جبهات مهمة عدة قبل وقف إطلاق النار من بينها حلب ومحافظة القنيطرة جنوب البلاد في اليوم الأول من عيد الأضحى.
وقال «المرصد السوري» إن 31 شخصاً على الأقل قتلوا في ضربات جوية على محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة وشرق دمشق وخلال قصف قرى في ريف حمص الشمالي وهجمات صاروخية على مدينة حلب أمس قبل بدء سريان الهدنة.
إلى ذلك، قال شاهد إن نحو 20 شاحنة تحمل مساعدات عبرت من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية إلى شمال سورية اليوم. وكانت تركيا قالت إنها تسعى بالتعاون مع الأمم المتحدة إلى إرسال شاحنات تحمل أغذية وملابس ودمى للأطفال إلى مدينة حلب شمال سورية.
ووفق حصيلة جديدة أوردها «المرصد» أسفر النزاع في سورية عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص منذ اندلاعه في منتصف آذار (مارس) 2011، بينهم تسعة آلاف شخص قتلوا خلال أكثر من شهر.
وكانت حصيلة سابقة لـ «المرصد»، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له ويضم نشطاء في عدد من المناطق السورية، أفادت في 8 آب (أغسطس) عن مقتل 292817 شخصاً حتى 31 تموز (يوليو) في هذا النزاع.
سورية: تزايد الطلاق وتعدد الزوجات في ظل الحرب
دمشق – أ ف ب
وافقت مهى، الوالدة لطفلين، وبسبب ظروفها المعيشية الصعبة أن تصبح الزوجة الثانية لابن عمها بعد ستة أشهر على مقتل زوجها، مثلها مثل الكثير من النساء السوريات اللواتي تأثرت حياتهنّ الشخصية بالحرب.
ونتيجة النزاع الدامي في سورية المتواصل منذ أكثر من خمس سنوات، وما أسفر عنه من مقتل وهجرة المئات من الرجال في شكل يومي، ارتفعت نسبة تعدد الزوجات كما نسبة الطلاق، وفق أرقام رسمية.
وتقول مهى (31 سنة) وهي من سكان ضواحي دمشق التي شهدت معارك بين الجيش السوري والفصائل المقاتلة: «توفي زوجي قبل عام ونصف العام، وبقيت وحيدة مع طفليّ الاثنين طيلة ستة أشهر. كان الأمر في غاية الصعوبة». وتتابع لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف: «لذلك قرّر ابن عمي أن يتزوّجني لأسكن مع زوجته وأطفاله في المنزل ذاته»، مضيفة: «كان الأمر صعباً في البداية خصوصاً أن زوجة ابن عمي هي أيضاً صديقتي، لكنها تقبلت الفكرة تدريجياً بسبب ظروفي الصعبة».
ويشرح محمد، زوج مهى البالغ من العمر 41 سنة، قراره قائلاً: «أصبح عدد النساء أكثر من الرجال، وقررت أنا وأربعة من أصدقائي أن نتزوج مرة ثانية من نساء فقدن أزواجهن من أجل السترة».
وتشهد سورية منذ العام 2011 نزاعاً أسفر عن مقتل أكثر من 290 ألف شخص غالبيتهم من الرجال، ما أدى إلى تفكيك عائلات وأثّر في العلاقات الزوجية في بلد ترزح الشريحة الأكبر من سكانه تحت خط الفقر ويعاني من البطالة. وتعدد الزوجات مسموح في سورية، ولكنه كان نادراً في الماضي. أما اليوم فقد تغيّر الوضع، وبلغت نسبة تعدد الزوجات في العام 2015 وبحسب الزيجات المسجلة في المحاكم الشرعية التابعة لمدينة دمشق، نحو 30 في المئة مقابل خمسة في المئة فقط في العام 2010.
ويقول القاضي الشرعي الأول محمود المعراوي لـ «فرانس برس»: «خلال الأزمة استشهد الكثير من الشباب أو فقدوا وهاجروا وأصبح عدد النساء أكثر من الرجال، فحل القانون والشرع المشكلة بتعدد الزوجات». ويوضح المعراوي أن «المحكمة الشرعية تجاوزت عدداً من الضوابط التي وضعها القانون للسماح بالزواج من امرأة ثانية من أجل مواجهة هذه الأزمة»، في إشارة إلى قيود قانونية كانت تفرض مثلاً ألا يكون فارق السن كبيراً بين الرجل والزوجة الثانية، أو أن يكون لكل زوجة منزل مستقل.
وتزوجت صباح الحلبي (44 سنة) من رجل متزوج يكبرها بـ24 سنة من أجل إعالة طفليها. وتقول لـ «فرانس برس»: «فقد زوجي عمله في مدينة سقبا» قرب دمشق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، بعد اندلاع الحرب. «لم يعد يتحمل مسؤوليته تجاهنا وهجرنا، فطلبت الطلاق منه ثم تزوجت من ممدوح» الذي يعمل سائقاً ويبلغ 68 سنة وتعاني زوجته الأولى من مرض خبيث. وكانت صباح تتحدث بعدما أتمت عقد قرانها في قصر العدل.
ويقول أبو عدنان إنه قرر الزواج من إحدى المستأجرات في منزله الكبير في حارة اليهود في دمشق القديمة بسبب ظروفها المعيشية الصعبة.
ويتابع الرجل البالغ من العمر 46 سنة: «كنت أتردد على قاطني الغرف والمستأجرين، ولاحظت مع مرور الوقت أن إحدى المستأجرات لا تتمكن من تسديد مستحقات الإيجار». ويضيف: «وضعي المادي جيد ويسمح لي بزواج ثان، فقررت أن أتزوجها لتسكن مع عائلتي في منزلي». ويتابع: «أنا متزوج منذ عشرين عاماً ولم أرزق بأطفال، وقد وافقت زوجتي الأولى على أن أتزوج مرة أخرى لعلّ الله يرزقني بطفل قبل أن أموت».
وقانون الأحوال الشخصية للمسلمين في سورية الذي يحكم الطلاق والزواج والتفريق والحضانة، مستمد من أحكام الشريعة الإسلامية. أما الطوائف الأخرى فلها محاكمها الخاصة. وتقول الاختصاصية بعلم النفس الاجتماعي ليلى الشريف لـ «فرانس برس»: «باتت المرأة اليوم تقبل بأي زوج يكفيها مالياً ويُشعرها بالحماية وكانت لا تقبل به في الحالة العادية» قبل النزاع.
وبالتوازي مع ارتفاع نسبة تعدد الزوجات، زادت نسبة الطلاق أيضاً. وقد سجّلت المحكمة الشرعية في دمشق 7028 حالة طلاق في العام 2015 مقابل 5318 في العام 2010، أي بزيادة قدرها 25 في المئة. ويعود ارتفاع نسبة الطلاق، بحسب المعراوي، إلى «أسباب اقتصادية وعدم إمكانية تأمين مسكن مستقل، إذ تضطر العائلة إلى تقاسم المسكن أو الانتقال للسكن مع الأهل، فضلاً عن عدم قدرة الزوج على إعالة زوجته» بعد الأزمة التي أفقدت الكثيرين أعمالهم. ويضاف إلى ذلك، بحسب قوله، تأثير الهجرة السلبي على العائلات. ويوضح: «نشبت خلافات بين الزوجين بسبب رغبة أحدهما بالسفر ورفض الآخر خوفاً من مخاطر السفر أو عدم الرغبة بالابتعاد عن الأهل». وبحسب الأمم المتحدة، دفع النزاع بـ 4,9 مليون شخص للجوء إلى خارج البلاد، فيما نزح أكثر من 6,6 مليون آخرين داخلها.
ويشرح المحامي جميل كردي لوكالة «فرانس برس» أن «المادة 109 من قانون الأحوال الشخصية تجيز التفريق للغيبة». وبموجب ذلك، وفق قوله، «يحق للزوجة أن تحصل على طلاقها بعد أن تثبت غياب زوجها لمدة تزيد على السنة بشكل قانوني». وهكذا، انتظرت فوزية (43 سنة) أن يرسل لها زوجها الذي هاجر إلى السويد قبل أكثر من ثلاث سنوات أوراق لمّ الشمل لتلحق به. وبعد طول انتظار من دون نتيجة قررت الطلاق منه. وتقول فوزية التي تقطن مع أولادها الثلاثة لدى أهلها في دمشق: «تمكنت من الطلاق ويمكنني الزواج الآن بآخر يعيلني».
سورية: المعارك احتدمت والغارات تكثفت قبل بدء تنفيذ وقف النار
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
استمر قصف القوات النظامية السورية مناطق مختلفة في البلاد وسط معارك عنيفة مع فصائل المعارضة في أرياف حماة واللاذقية وحلب والقنيطرة الى آخر لحظة من دخول وقف إطلاق النار المتفق عليه بين موسكو وواشنطن حيز التنفيذ في سورية مساء أمس، وسط ترقب لمدى نجاحه.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «قصفت قوات النظام بمزيد من الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض وبقذائف المدفعية مناطق في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، ما أسفر عن استشهاد رجل وسقوط 5 جرحى معظمهم من عناصر الدفاع المدني»، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود معلومات عن شهيد آخر. كما سقطت قذيفتان أطلقتهما قوات النظام على مناطق في بلدة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية».
وبين دمشق والأردن، قال «المرصد»: «ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على أماكن في تل عنتر شمال بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي، في وقت قصفت قوات النظام مناطق في بلدة عقربا بالريف الشمالي». وتابع ان «الاشتباكات العنيفة استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين في محاور عدة بمحيط بلدة حضر بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وجبهة فتح الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين، قضى على إثرها 5 مقاتلين من الفصائل بينهم قيادي من الجنسية المغاربية في جبهة فتح الشام وقيادي آخر من الفصائل، بينهم قياديان من الفصائل بالإضافة الى قيادي من الجنسية المغاربية في جبهة فتح الشام، ليرتفع إلى 18 عدد المقاتلين الذين قضوا خلال الهجوم الذي نفذوه على المنطقة في معركة أطلقوا عليها اسم قادسية الجنوب».
في الوسط، استهدفت قوات النظام والطائرات الحربية مناطق في قرية كوكب شرق بلدة معردس بريف حماة الشمالي «التي تمكن جند الأقصى وأبناء الشام وفصائل أخرى من السيطرة عليها بعد عصر اليوم، عقب هجوم موسع نفذته ترافق مع تفجير عربة مفخخة يقودها عنصر في جند الأقصى من الجنسية الخليجية استهدفت خلالها تمركزات لقوات النظام في القرية، لتندلع على خلفيتها اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وجند الأقصى وأبناء الشام وفصائل أخرى من طرف آخر داخل القرية أسفرت الاشتباكات عن سيطرة جند الأقصى على كامل القرية التي كانت تعد أحد الركائز الرئيسية لتمركزات قوات النظام في المنطقة، فيما تحاول قوات النظام استعادة المناطق التي خسرتها في القرية ومحيطها، كذلك استهدفت الفصائل تمركزات لقوات النظام في منطقة مطار حماة العسكري غرب مدينة حماة»، وفق «المرصد».
في شمال غربي البلاد، استمرت «معارك الكر والفر بوتيرة مرتفعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محاور عدة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، وسط قصف عنيف من قبل قوات النظام واستهداف الطائرات الحربية مناطق الاشتباك، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين»، وفق «المرصد». وتابع ان الطيران السوري «قصف بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، كما استشهد مواطن وأصيب آخرون بجراح جراء قصف الطائرات الحربية مناطق في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، كذلك أصيب أشخاص عدة بجراح جراء قصف قوات النظام مناطق في بلدة بداما بريف جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، بينما قضى شخص في بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، بريف إدلب الشمالي الشرقي، جراء إصابته برصاص قناص الفصائل المتواجدة عند أطراف البلدة، كذلك استشهدت مواطنة وأصيب آخرون بجراح، جراء إطلاق حرس الحدود التركي النار عليهم أثناء محاولتهم عبور الحدود بين محافظة إدلب ولواء اسكندرون قرب قرية عين البيضا بريف إدلب الغربي».
في مدينة حلب، بدت أجواء عيد الأضحى باهتة تماماً، حتى ان الشوارع لم تعج بالمدنيين كما العادة، وفق ما نقل مراسل لـ «فرانس برس». وألقت طائرات مروحية تابعة للنظام ثلاثة براميل متفجرة على الأحياء الشرقية قبل ان تلحقها غارات من طائرات حربية. وفي حي الصاخور في شرق المدينة، قال ابو صطيف (52 سنة) امام منزله حيث كان يحتسي الشاي مع جيرانه، «لدي اقرباء في حي السكري لا استطيع الذهاب لزيارتهم في أوّل أيّام العيد بسبب بعد المسافة بيننا. لم تعد هناك مواصلات في المدينة» جراء النقص في الوقود.
وقتل «لاعب في أحد أندية كرة القدم السورية وأصيب أكثر من 15 آخرين بجراح، جراء سقوط قذائف على مناطق في محيط ساحة سعد الله الجابري ومناطق أخرى في بستان كل آب والحمدانية، وأماكن أخرى تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب، كما سقطت قذيفتان مجدداً على مناطق في ساحة سعد الله الجابري التي تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب، في حين تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في أطراف حي العامرية، وسط معلومات عن تقدم جديد لقوات النظام في أبنية بأطراف الحي، كما جددت الطائرات الحربية استهدافها مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي وأماكن أخرى في معارة الأرتيق بريف حلب الشمالي الغربي. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء السكري والميسر وصلاح الدين وقاضي عسكر والقاطرجي وأماكن أخرى في منطقة الراموسة، ما أسفر عن أضرار مادية، وسقوط عدد من الجرحى».
وكان «المرصد» أشار الى انه «ارتفع إلى 7 بينهم 3 أطفال دون سن الـ 18 عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف جوي استهدف مناطق في حي الصالحين بمدينة حلب حيث لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود نحو 35 جريحاً بعضهم بحالات خطرة، كذلك استهدف الطيران الحربي مناطق في بلدتي حريتان وعندان بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في بلدتي كفر حلب وقبتان الجبل بريف حلب الغربي».
بنود الاتفاق
ويستثني اتفاق الهدنة «جبهة فتح الشام» «جبهة النصرة» سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة». وكان مقرراً أن يبدأ تطبيقه الساعة السابعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي (16.00 ت غ).
وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي اعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها «جبهة فتح الشام».
كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق اساسية سيتم تحديدها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. فيما تلتزم المعارضة باتفاق وقف الأعمال القتالية. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الارض.
وبعد مرور سبعة ايام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد «جبهة فتح الشام» و «داعش».
وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا الى اتفاق لوقف النار في سورية في نهاية شباط (فبراير) الماضي سقط بعد شهرين على بدء تطبيقه. واعتبر استثناء «جبهة النصرة» من الاتفاق السابق أحد أهم أسباب عدم نجاحه نتيجة تحالفها مع فصائل أخرى.
وأعلنت «جبهة النصرة» في أواخر تموز (يوليو) فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» وتغيير اسمها الى «جبهة فتح الشام». وتتكرر المعضلة مجدداً مع استثنائها من الاتفاق الجديد في ظل التحالف القائم بينها وبين فصائل مقاتلة واسلامية، على رأسها «حركة احرار الشام» خصوصاً في محافظتي إدلب وحلب.
ويخص الاتفاق مدينة حلب التي تشهد وضعاً انسانياً مروعاً، والمقسمة منذ العام 2012 بين احياء غربية تسيطر عليها قوات النظام وأحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة ومحاصرة من قوات النظام.
وينص الاتفاق على انسحاب الطرفين من طريق الكاستيلو شمال حلب التي كانت الفصائل المقاتلة تستخدمها للتموين قبل ان تسيطر عليها قوات النظام وخلق منطقة «منزوعة السلاح» حولها.
ومن أبرز نقاط الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب.
المجلس المحلي في حلب يرفض وجودا روسيا على طريق سيستخدم في توصيل المساعدات
بيروت ـ رويترز – رفض المجلس المحلي للمناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب اليوم الثلاثاء أي انتشار لقوات روسية على طريق من المتوقع أن يستخدم في توصيل مساعدات إنسانية للمدينة قائلا إنه الطرف الذي يجب ان يشرف على استقبال المساعدات وليس الحكومة السورية.
ومن المتوقع أن تستقبل حلب -وهي مدينة مقسمة إلى مناطق منفصلة تسيطر عليها الحكومة والمعارضة المسلحة- مساعدات في إطار اتفاق أمريكي-روسي يشمل وقفا لإطلاق النار بدأ سريانه منذ مساء الاثنين.
وروسيا داعم رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد ولها طائرات حربية وقوات في البلاد فيما تدعم الولايات المتحدة بعض جماعات المعارضة التي تقاتل للإطاحة به.
وقال بريتا حاجي حسن رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب لرويترز إنه تلقى خطة لتسليم المساعدات لكنها لا تحتوي على تفاصيل بشأن كيفية سير العملية.
وقال حسن متحدثا من سوريا عبر الإنترنت إن وجود الجانب الروسي على طريق الكاستيلو غير مقبول بسبب عدم حياديته. وطريق الكاستيلو هو الطريق الخاضع لسيطرة الحكومة الذي من المتوقع أن يستخدم في توصيل المساعدات.
وقال أيضا إن على الطرف المشرف على الطريق ألا يفتح الشحنات التي يجب أن تشمل وقودا وأدوية وطحينا.
وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء اليوم الثلاثاء إن نقطة تفتيش روسية متنقلة للمراقبة انتشرت على طريق الكاستيلو.
وفي إفادة عبر بث مصور من حلب أمس الاثنين قال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا سيرجي كابيتسين إن طريق الكاستيلو يخضع حاليا لسيطرة قوات موالية للحكومة لكنه سيصبح منطقة منزوعة السلاح من أجل توصيل المساعدات.
وقال كابيتسين أيضا إن الهلال الأحمر السوري يقيم نقطة تفتيش على طريق الكاستيلو للإشراف على مرور المساعدات إلى الأجزاء الشرقية والغربية من المدينة.
وقال كابيتسين “لإيجاد منطقة منزوعة السلاح تستعد قوات موالية للحكومة للانسحاب الى المسافة المنصوص عليها في الاتفاق الروسي- الامريكي بشكل متزامن مع المعارضة المعتدلة.”
وواجه توصيل مساعدات على مدى السنوات الخمس للصراع السوري صعوبات مع اتهام كل طرف للآخر باعتراض المساعدات لخدمة أهدافه العسكرية والسياسية.
وانتقدت الأمم المتحدة -الملزمة قانونا بالتنسيق مع دمشق- الحكومة السورية مرارا لتقييدها دخول المساعدة خصوصا إلى مناطق محاصرة وإبعادها مواد حيوية من قوافل الإغاثة.
وقالت الحكومة السورية في وقت سابق اليوم الثلاثاء إنها سترفض تسليم أي مساعدات إلى حلب لا تتم بالتنسيق معها ومع الأمم المتحدة خصوصا المساعدات القادمة من تركيا.
روسيا تدعو الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها على منتهكي الهدنة في سوريا
موسكو ـ رويترز ـ دعت روسيا الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء لاستخدام نفوذها على بعض الجماعات المسلحة التي ترفض التوقف عن قتال قوات الحكومة قائلة إن أفعالهم تعرقل المساعي المشتركة من موسكو وواشنطن لتدشين عملية سلام في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “ندعو بقوة كل من له نفوذ على منتهكي وقف إطلاق النار – وعلى رأسهم الولايات المتحدة – أن يتعاملوا مع عملائهم.”
وتابعت الوزارة قولها “ينبغي ألا يسمح المرء لأفعالهم المتوقعة المستفزة أن تقف عقبة أمام الفرصة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.”
وذكرت الوزارة أن بعض هذه الجماعات تقول بشكل علني إنها لا تريد أن تنأى بنفسها عن جبهة فتح الشام التي كانت معروفة باسم جبهة النصرة.
أردوغان يأمل في أن تصبح الهدنة في سوريا دائمة
اسطنبول- أ ف ب- اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء ان وقف اطلاق النار الهش في سوريا صامد إلى حد كبير، معربا عن امله في ان يصبح دائما.
ويبدو أن الهدنة التي تم التوصل اليها بوساطة الولايات المتحدة وروسيا لوقف القتال الدامي في سوريا، صامدة في يومها الاول الثلاثاء.
وفي تصريحات متلفزة قال أردوغان إن هناك مشاكل في قريتين او ثلاث، مشيرا الى انه اذا سار كل شيء على ما يرام خلال الساعات الـ48 المقبلة، فهناك فرصة لاستمرار الهدنة.
واضاف “آمل في ان يصبح وقف اطلاق النار دائما”.
بدوره، اعرب وزير خارجية تركيا مولود تشاوش اوغلو عن امله في ان يقوم جميع الاطراف بواجبهم لضمان ان يصبح وقف اطلاق النار دائما.
ونقل عنه تلفزيون (سي ان ان-ترك) قوله “باذن الله فانها (الهدنة) لن تكون من طرف واحد”.
وبدأ سريان الساعات الـ48 الاولى من الهدنة عند غروب الاثنين في جميع انحاء سوريا باستثناء المناطق التي تسيطر عليها جماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الاسلامية.
واعلنت القوات السورية النظامية “تجميد” العمليات العسكرية لمدة سبعة أيام حتى منتصف ليل الأحد.
دمشق ترفض إدخال مساعدات لا سيما من تركيا بدون التنسيق معها ومع الأمم المتحدة
دمشق- أ ف ب- أكدت دمشق الثلاثاء رفضها إدخال مساعدات انسانية إلى حلب ولا سيما من تركيا من دون التنسيق مع حكومتها ومع الأمم المتحدة، حسبما نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية.
واكد مصدر مسؤول في الخارجية، بحسب سانا، “تعقيبا على التصريحات الصادرة عن النظام التركي بشأن عزمه ادخال مواد يدعى انها مساعدات انسانية الى مدينة حلب فان الجمهورية العربية السورية تعلن رفضها ادخال مثل تلك المواد من اي جهة كانت بما في ذلك بشكل خاص من النظام التركي دون التنسيق مع الحكومة السورية والامم المتحدة”.
وكانت انقرة اعلنت انها بدات “الاستعدادت لنقل مساعدات انسانية الى حلب” كبرى مدن شمال سوريا التي تعاني وضعا انسانيا كارثيا، حسبما اورد بيان للخارجية التركية السبت.
وينص الاتفاق الروسي-الأمريكي على ان الشاحنات التابعة للامم المتحدة المغلفة والقادمة من الاراضي التركية وحدها المخولة ايصال المساعدات الغذائية الى حلب وسيقوم الهلال العربي السوري بنزع الغلاف من اجل توزيع المساعدات على السكان، حسبما صرح مصدر مطلع على الملف لوكالة فرانس برس.
واضاف مصدر الخارجية السوري “لا يحق لتركيا ان تدعي حرصها على الشعب السورى او ان تدعي مكافحة الارهاب خاصة فى مدينة حلب حيث كانت مساعداتها للارهاب بلا حدود الامر الذي ادى الى كل القتل والدمار الذى شهدته مدينة حلب”.
وكان رئيس هيئة أركان القوات التركية اعلن الاثنين لدى تفقده العسكريين المتمركزين على الحدود مع سوريا أن تركيا ستواصل عملية “درع الفرات” التي باشرتها في 24 آب/ أغسطس في سوريا حتى لا يعود هناك “أي إرهابي”.
وباشرت تركيا في 24 اب/ اغسطس عملية عسكرية برية اطلق عليها اسم “درع الفرات” في ريف حلب (شمال) الشمالي الشرقي بمشاركة فصائل سورية معارضة مدعومة من قبلها ضد المقاتلين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية على حد سواء.
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بأنها “ارهابية” وتعتبرها فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها.
تركيا تنفي وجود خطة للتوجه نحو الرقة السورية
اسطنبول – باسم دباغ
نفت تركيا، اليوم الثلاثاء، وجود أي خطة لها، للتوجه نحو مدينة الرقة التي تعتبر أحد أهم معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، خلال مقابلة مع صحيفة “خبر تورك” الموالية للحكومة: “لا يوجد بعد خطة عسكرية للتوجه نحو مدينة الرقة”، مشيراً إلى أن “العمل جار على خطة واسعة وحذرة للتوجه نحو مدينة الباب، في إطار عملية درع الفرات التي شنتها القوات المسلحة التركية لمساندة فصائل الجيش السوري الحر في منطقة شرق الفرات”.
وفي رده على السؤال حول الموقف التركي في حال طلبت واشنطن من أنقرة التعاون مع قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في عملية تحرير الرقة، قال كالن: “لقد أظهرنا موقفاً مماثلاً في ما سبق، لقد دعمنا تطهير منبج من داعش، ولم ننضم للعملية، ولكن قلنا إننا ندعمها من حيث المبدأ”.
وأضاف: “كان لنا طلب وحيد هو أن لا تدخل قوات الاتحاد الديمقراطي إلى المدينة وتبقى فيها، وسيكون الأمر ذاته في ما يخص الرقة، والآن لا نمتلك أي خطة عسكرية لتحرير الرقة”.
وأوضح كالن أنه سيكون هناك خطة أوسع وأكثر حذراً، في ما يخص تحرير مدينة الباب من “داعش”، قائلاً إن “الطريقة التي سيتم اتباعها في مدينة الباب وباقي العمليات واضحة، هناك تجمعات لداعش في المدينة وقد وصل تعدادهم لعدد معين، لذلك سيتم تطبيق خطة أوسع وأكثر حذراً”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد خلال حديثه للصحافيين أثناء عودته من قمة دول العشرين في الصين، بداية الشهر الحالي، أن الأميركين والأتراك، يناقشون العمليات العسكرية حول الرقة.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن “الرقة مركز مهم لداعش، والرئيس باراك أوباما بالذات يريد أن نقوم بشيء معاً حول الرقة، وقد أبلغناه أنه لا مشاكل لدينا حول الأمر”.
روسيا تتهيأ لتسليم طريق الكاستيلو إلى الهلال الأحمر اليوم
حلب ـ العربي الجديد
أقام عسكريون روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات الغذائية إلى أحياء فصائل المعارضة في حلب شمال سورية، وفق ما ذكرت وكالتا الأنباء الروسيتان “إنترفاكس” و”ريا نوفوستي”، فيما نقل موقع “روسيا اليوم” عن قاعدة “حميميم” الروسية في سورية، تأكيدها أن “نقطة التفتيش على طريق الكاستيلو ستسلّم للهلال الأحمر السوري في الساعة السابعة من مساء اليوم”.
وأفادت وكالتا الأنباء الروسيتان “إنترفاكس” و”ريا نوفوستي”، أنّ “عسكريين اتخذوا موقعاً، وأقاموا “مركز مراقبة متحركاً” على طريق الكاستيلو، من دون أن توضحا ما إذا انسحبت قوات النظام السوري التي تسيطر على الطريق.
وقال المسؤول في المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار، الكولونيل سيرغي سابيستين، إنّ “هذه الطريق ستكون السبيل الرئيسي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب”، وذلك حسبما نقلت عنه وكالة “إنترفاكس”.
”
الكاستيلو محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات الغذائية إلى أحياء فصائل المعارضة في حلب
”
وكان الجيش الروسي قد أعلن، مساء أمس الإثنين، أنّه سيتم نشر مجموعات مماثلة من العسكريين الروس في مشرقة شمال محافظة حلب، وحماة وسط سورية.
وأشار موقع “المصدر نيوز” المطلع والموالي للنظام السوري، وفق ما أوردت “فرانس برس”، أنّ “قيادة الجيش السوري أصدرت الأوامر لقوات النخبة المنتشرة على طريق الكاستيلو بالتراجع لمسافة كيلومتر إلى شمال الطريق لإفساح المجال أمام الجنود الروس لإقامة ممر إنساني على طولها”.
وينص الاتفاق الروسي الأميركي لوقف إطلاق النار، والذي تم التوصل إليه، يوم الجمعة الماضي، على جعل طريق الكاستيلو “خالياً من السلاح”، وممراً إنسانياً بلا عراقيل للمناطق المحاصرة كما في حلب.
حصار حلب: الكاستيلو هدف المعارضة مجدداً بانتظار الاتفاق الروسي-الأميركي
رامي سويد
سقطت مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب تحت حصار كامل من قوات النظام السوري مجدداً، بعد تمكن قوات النظام يوم الأحد من استعادة السيطرة على كلية التسليح والكلية الفنية الجوية ومدرسة المدفعية الواقعة جميعها على أطراف حي الراموسة جنوب غرب حلب. وبذلك تمكنت قوات النظام من السيطرة على طريق الراموسة خان طومان الذي تحول خلال الشهر الماضي إلى خط إمداد وحيد لقوات المعارضة في مدينة حلب، بعد خسارتها خلال شهر يوليو/تموز الماضي لطريق الكاستيلو شمال المدينة والذي كان يعد طريق إمدادها الوحيد إلى مناطق سيطرتها بمدينة حلب.
وانسحبت قوات “جيش الفتح” من كلية التسليح والكلية الفنية الجوية ومدرسة المدفعية جنوب غرب حلب بعد هجوم كبير شنته قوات النظام السوري والمليشيات المحلية والأجنبية الداعمة لها، مدعومةً بغطاء جوي كثيف. وتسبب الهجوم بقطع خطوط إمداد المعارضة المتمركزة في الكليات العسكرية وزاد الضغط الناري عليها ما أجبرها على الانسحاب من المنطقة، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد”.
” ولم يقتصر سبب الانسحاب من الكليات العسكرية على هجوم قوات النظام الكبير عليها يوم الأحد. بل سبق ذلك خوض قوات المعارضة المتمركزة في المناطق المحيطة بطريق الراموسة خان طومان، لمعركة استنزاف ضارية ضد قوات النظام في هذه المناطق خلال الأسبوعين الأخيرين، خصوصاً في مناطق القراصي وتلة الجمعيات التي خسرتها المعارضة منذ ثلاثة أيام فقط، وفي منطقة تلة أم القرع وتلة السيرياتيل. وقد سيطرت قوات النظام على تلة أم القرع التي تشرف على طريق الراموسة خان طومان، مما منحها إمكانية استهداف أي مركبة تتحرك على هذا الطريق الذي كان يوفر ممر إمداد وحيد للمعارضة إلى حلب. هكذا اضطرت فصائل المعارضة إلى الدفع بقواتها في هجمات انتحارية على التلة بهدف استرجاعها من دون أن تنجح بذلك، متكبدة خسائر كبيرة في صفوفها.
وتسبب هذا الاستنزاف الكبير، على طول يمتد لستين كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من حلب، بضعف إمكانية المناورة لدى فصائل المعارضة وإرسالها للتعزيزات. تجدر الإشارة إلى أن هذه الفصائل كانت انشغلت أثناء معركة الحفاظ على خط إمدادها الوحيد جنوب غرب حلب، بمعركتين كبيرتين بعيدتين عن هذه المعركة؛ الأولى معركة السيطرة على جرابلس والقرى الواقعة على الجانب السوري من الحدود السورية التركية المشتركة شمال حلب بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) منها. والثانية هي المعركة التي تخوضها قوات المعارضة في ريف حماة الشمالي ضد قوات النظام والتي حقق فيها مقاتلو المعارضة تقدماً هاماً.
وساهم خوض قوات المعارضة المتمثلة بعدد من الفصائل المنضوية في جيش الفتح، كحركة أحرار الشام وفيلق الشام، لهاتين المعركتين بالتزامن مع معركة جنوب غرب حلب، بتشتيت تركيز هذه الفصائل وعدم قدرتها بالتالي على الدفاع عن نقاط تمركزها الاستراتيجية هناك، وهي النقاط التي كلفت المعارضة خسائر كبيرة حتى تمكنت من السيطرة عليها مطلع الشهر الماضي.
وتبدو قوات المعارضة في حلب في وضع لا تحسد عليه حالياً مع فشل عملية فك الحصار على المدنية والتي حشدت لها قوات عسكرية كبيرة من أكبر فصائل المعارضة في الشمال السوري. إلا أنها قد تعود لمحاولة فك الحصار مجدداً على المدينة من الجهة الشمالية هذه المرة وتحديداً من طريق الكاستيلو. احتمالات كهذه تبدو مطروحة، لأن غرفة عمليات فتح حلب التي تضم أكبر فصائل المعارضة السورية العاملة في مدينة حلب، أصدرت بياناً مساء السبت وأبلغت فيه المدنيين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري الواقعة بمحيط طريق الكاستيلو الذي يسيطر عليه النظام حالياً، بضرورة مغادرة هذه المناطق خلال ثلاثة أيام من تاريخ البيان حفاظاً على سلامتهم. وأعلنت قوات المعارضة طريق الكاستيلو والمناطق المحيطة به منطقة عسكرية. أمر يشير بشكل واضح إلى نيتها مهاجمة هذا الطريق بهدف استعادة السيطرة عليه.
” ومع استبعاد احتمال تمكن قوات النظام من التقدم على حساب قوات المعارضة داخل مدينة حلب بسبب تحصن الأخيرة بمناطق سيطرتها بالمدينة، وتمرسها الكبير في حرب الشوارع، يمكن عدم استبعاد أن تتمكن قوات المعارضة من فتح طريق الكاستيلو. وتطبيق هذا السيناريو يبدو محتملاً خصوصاً مع استمرار المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن هدنة طويلة الأمد في حلب، تتضمن فتح طريق إمداد لمناطق سيطرة المعارضة من طريق الكاستيلو بحلب بحسب ما أشار المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، مايكل راتني، في رسالته التي وجهها للمعارضة السورية.
وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن تستمر المفاوضات الأميركية الروسية بشأن الهدنة في حلب بالتوازي مع تواصل الصراع الميداني بين قوات المعارضة وقوات النظام في المدينة، حتى الوصول إلى وضع لا يكون فيه أي من الطرفين محاصراً في مناطق سيطرته فيها. ويستلزم ذلك بطبيعة الحال إحراز قوات النظام السوري مزيداً من التقدم في منطقة الراموسة لتؤمن هي الأخرى طريقاً لإمداد مناطق سيطرتها في حلب، بدلاً من طريق الكاستيلو، ليعود الوضع بذلك إلى ما كان عليه قبل شهرين، حين كان طريق الكاستيلو خطاً لإمداد مناطق سيطرة المعارضة بحلب، وطريق الراموسة خطاً لإمداد مناطق سيطرة النظام فيها.
ترحيب سعودي وقطري بالهدنة السورية: الالتزام يساهم بحلّ سياسي
الرياض ــ العربي الجديد
رحبّت كل من المملكة العربية السعودية وقطر، اليوم الثلاثاء، باتفاق الهدنة الأميركي الروسي، الذي دخل حيز التنفيذ، أمس الإثنين، وعبرتا عن الأمل في أن يسهم بحلّ المشكلة السورية.
ونقلت وكالة (واس) الرسمية السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قوله، إن “المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام بدء سريان الهدنة المؤقتة في سورية، معبرة في الوقت ذاته عن ترحيبها باتفاق الهدنة والذي من شأنه أن يساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري الشقيق”.
وأضاف المصدر أن “المملكة تؤكد أهمية التزام نظام بشار الأسد وحلفائه بهذا الاتفاق، وأن يؤدي إلى استئناف العملية السياسية في سورية وفق إعلان جنيف1، وقرار مجلس الأمن 2254 المفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة”.
وفي وقت سابق، رحبت قطر باتفاق وقف إطلاق النار في سورية، واعتبرت أنّ “الالتزام به سيسرّع التوصل إلى حل سياسي وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن السورية”.
وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صدر مساء أمس، الإثنين، وأوردته وكالة الأنباء القطرية، إنّ قطر تأمل “في أن يسهم تطبيق الاتفاق في التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم لإنهاء الأزمة في سورية، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب السوري”.
كما حثّ البيان المجتمع الدولي على ضمان تنفيذ قوات النظام السوري للاتفاق.
من جهة ثانية، أدان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، قوات النظام السوري، منتقداً رئيس النظام بشار الأسد بعد تنفيذ هجمات بالغاز ضد شعبه.
وقال المفوض الأممي، اليوم الثلاثاء، في كلمة شاملة تحدث فيها عن انتهاكات حقوق الإنسان في أنحاء العالم، إنّ “سورية دولة يقودها طبيب ولكن يعتقد أنها استخدمت الغاز ضد شعبها، وهاجمت المستشفيات، وقصفت المناطق السكنية بشكل عشوائي، وتحتجز عشرات الآلاف من المعتقلين في ظروف غير إنسانية”، لافتاً إلى أنّه “لا يجد الكلمات الكافية لإدانة مثل هذا الوضع”.
النظام وروسيا قتلا 34 سورياً في أول أيام الأضحى
عبد الرحمن خضر
وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، اليوم الثلاثاء، مقتل 34 مدنياً بغارات للنظام السوري وروسيا، على عدّة محافظات سورية، في أول أيام عيد الأضحى الذي صادف أمس الإثنين، قبل دخول الهدنة الأميركية الروسية، حيز التنفيذ، بساعات.
وذكرت الشبكة، في بيان، أن القصف أسفر عن مقتل 15 مدنياً في ريف دمشق، جنوبي البلاد، و14 في محافظة إدلب، شمالاً، و9 مدنيين آخرين في محافظات درعا وحمص وحلب.
ومن بين القتلى “4 أطفال وسيدتان”، وفق الشبكة التي أشارت إلى أنّ “المقاتلات الروسية والسورية كثّفت غاراتها خلال اليوم الأول لعيد الأضحى على الغوطة الشرقية بريف دمشق، وعلى مدينتي حلب وإدلب”.
وفي حصيلة نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد تجاوز عدد القتلى منذ اندلاع الثورة السورية 300 ألف، بينهم أكثر من 86 ألفاً من المدنيين، فيما بلغ عدد الأطفال أكثر من 15 ألفاً، والنساء أكثر من 10 آلاف.
النظام يخرق وقف النار..والمعارضة ترفض استثناء “فتح الشام“
دخل “اتفاق الهدنة” الموقع بين روسيا وأميركيا، حيز التنفيذ، تمام الساعة السابعة من مساء الإثنين، وسط تشكيل واسع بأهليته، وقدرته على خفض مستوى العنف في سوريا. وكما هو متوقع، خرقت قوات النظام الهدنة 14 مرة خلال ساعات قليلة من سريانها، في حلب وحماة وإدلب ودرعا وريف دمشق.
وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري، قد قال الإثنين، إن الهدنة تعتبر “فرصة أخيرة لبقاء سوريا موحدة”، وأشار إلى أنه “ليس من مصلحة نظام الأسد أن تنهار الاتفاقية الحالية للهدنة، لأن ذلك يعني في نظره نهاية سوريا الموحدة”. وقال كيري: “إذا انهارت المفاوضات فإن الضغوط ستتزايد على الأسد كما ستزيد كميات الأسلحة والاقتتال، وستدخل سوريا عندها نفقا أكثر حلكة، ولن نستطيع أن نوقف ذلك”. وأكد أن هذا “ما أبلغناه للروس ولمسؤولي المنطقة، لأن سوريا ستدخل مرحلة خطر سيكون من الصعب فيها الحفاظ عليها موحدة وعلمانية وغير طائفية”.
وكان كيري قد قال: “إن الولايات المتحدة وروسيا، قد توافقان على غارات لطيران الحكومة السورية ضد المجموعة المرتبطة بالقاعدة، على الرغم من وقف إطلاق النار الجديد”. وأثار هذا التصريح لغطاً واسعاً، واعتبره كثيرون من المراقبين اعترافاً أميركياً بالشراكة مع نظام الأسد، تحت مسمى “مكافحة الإرهاب”. الأمر الذي استدعى توضيحاً من الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، جاء فيه، إن “الترتيبات المعلن عنها الأسبوع الماضي لم تتضمن أي بند تُجيز فيه الولايات المتحدة وروسيا غارات من النظام السوري، وهذا شيء لا يمكننا أبداً تصور القيام به. والغرض الرئيس من الاتفاق، من وجهة نظرنا، هو منع قوات النظام الجوية من الطيران أو القصف في أي منطقة تتواجد فيها المعارضة أو النصرة. الغرض من لجنة التنفيذ المشتركة، إذا ما، وعندما تتشكل، سيكون تنسيق عمل عسكري بين الولايات المتحدة وروسيا، وليس مع أي طرف آخر”.
من جانب آخر، نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي، الثلاثاء، ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن إسقاط قوات النظام طائرتين تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي؛ طائرة مقاتلة جنوب غربي القنيطرة وطائرة استطلاع من دون طيار غربي سعسع.
وقال أدرعي: “طائراتنا كانت بعيدة عن مصدر التهديد الذي لم يشكل اي خطر على قواتنا”. ونفى بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي إسقاط أيٍّ من طائراته في سوريا، لكنه أكد أن صاروخين أطلقا على طائرتين خلال ضربة جوية من دون إصابتهما، بعد هجوم اسرائيلي على موقع للقوات النظام جنوبي سوريا.
وكانت طائرات إسرائيلية أغارت فجر الثلاثاء، على موقع لاطلاق الصواريخ تابع لقوات النظام في الجولان. وهذه هي المرة الرابعة التي تقوم بها الطيارات الإسرائيلية بقصف مواقع لقوات النظام خلال تسعة أيام. وجاءت الغارات الإسرائيلية الأخيرة في ظل اطلاق قوات النظام صواريخ على المناطق المحتلة من هضبة الجولان، بعد معركة أطلقتها المعارضة في ريف القنيطرة الشمالي، باسم “قادسية الجنوب”، بغرض وصل مناطق سيطرتها في القنيطرة وريف دمشق الغربي.
من جانب آخر، أصدر 23 فصيلاً سورياً من الجيش الحر، بياناً مساء الإثنين، بخصوص الهدنة المقترحة ضمن الاتفاق الأميركي الروسي. وأصدرت “حركة أحرار الشام”البيان نفسه، بصورة منفردة. وجاء البيان، توضيحاً من الفصائل لتحفظاتها على بنود “الإتفاق المُجحف”، وسط حرصها على “تقييم المبادرات الدولية ومقترحات الهدن..بما لا يمسُّ أي ثابت من ثوابت الثورة ومصالحها العليا”.
البيان الذي عكس رؤية سياسية ناضجة لدى الفصائل، أبقى الأمور معلقة، فأكد على “تجنّب المكاسب السريعة والمؤقتة والتي يقابلها وجود مخاطر مؤكدة، سيكون لها أثر سلبي على المدى الطويل، كبعض الهدن التي قد توقف القصف والبراميل لبضعة أيام أو تدخل كميات محدودة من الغذاء والدواء مقابل المخاطرة بمستقبل الثورة وخسارة نقاط ومواقع استراتيجية لصالح نظام الإجرام وحلفائه”.
وفي حين أشار البيان إلى “ضعف الإرادة الدولية بل وعجزها عن اتخاذ أي اجراءات فاعلة من شأنها ايقاف هذه المذبحة” فإن الخيار الوحيد المتبقي هو الاتكال على “قوتنا الذاتية وعدالة قضيتنا” والمضي في المعركة ضد النظام وحلفاءه “حتى آخر طلقة في بنادقنا وآخر مقاتل”.
البيان رحّب بقرار ادخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب، وأعلن التعاون الكامل لتحقيق ذلك، وتأمين الحماية للعاملين في المنظمات الدولية والإنسانية، غير أنه رفض وبشكل قاطع “ربط هذه المساعدات (والتي هي حق للسوريين) بأي هدن مناطقية أو حل سياسي مزعوم لم نجنِ منه حتى الساعة إلا مزيداً من القتل والدمار والتغاضي عن القتلة والمجرمين”. واستنكرت الفصائل استثناء باقي المناطق المحاصرة من بنود الاتفاق والتي يتم الضغط على أهلها بسياسة “الجوع أو الركوع” لتنفيذ سياسات تهجير على “أساس طائفي لاحداث تغيير ديموغرافي”.
الفصائل أعربت عن تخوفها من أن “بنود الهدنة المطروحة في صورتها الحالية تترك المجال مفتوحاً للنظام وحلفائه لاستغلالها وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين وتحقيق مكاسب استراتيجية”. كما أشارت إلى خلو بنود الهدنة من “أي اشارة لضمانات حقيقية أو آليات مراقبة أو عقوبات واضحة وزاجرة في حال خرق النظام وحلفاؤه الهدنة”. وأضافت أن الهدنة تضمنت أن “حظر الطيران الحربي لن يتم إلا بعد تحقيق هدنة 48 ساعة تعقبها هدنة لخمسة أيام أخرى ثم يتم بعدها تشكيل مجموعة التنفيذ المشتركة” وهو ما اعتبرته الفصائل “فرصة كافية للنظام لمزيد من القتل والتدمير والتهجير”.
أحد أبرز بنود بيان الجيش الحر كان الإشارة إلى استثناء بنود الهدنة المقترحة لـ”جبهة فتح الشام”، في حين أنها “غضت النظر كلياً عن المليشيات الطائفية الأجنبية التي تقاتل مع النظام، والتي ترتكب جرائمها منذ سنوات في سوريا بحرية مطلقة… وهو ما نعتبره ازدواجية مريبة ومرفوضة للمعايير”. وعليه، رفضت الفصائل “استهداف جبهة فتح الشام وأي فصيل آخر يحارب النظام وهو من شأنه أن يُضعف القوى العسكرية للثورة ويقوي نظام الأسد وحلفائه”.
وانتهى البيان بالقول إن الفصائل واعية تماماً “للشراك التي تنصب لنا لإغراقنا في مستنقع من التنازلات أو تفضي بنا لاحتراب داخلي يمزق الصف ويفرق الكلمة”.
دمشق:غرفة عمليات إيرانية لنشر التشيع
مجد الخطيب
توجت إيران هيمنتها على المؤسسة الدينية الإسلامية في سوريا، بإنشاء “مكتب تنسيق” خاص بـ”المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية” في دمشق، منذ أسابيع، والذي سيكون بحسب مصادر “المدن” غرفة عمليات لتحديد مسار الخطاب الديني في سوريا.
وأوضحت المصادر أن المكتب سيتألف من مندوبين عن عدد من المؤسسات الإسلامية السنية أبرزها “معهد الشام العالي للدراسات الشرعية” وعلماء من الجامع الأموي وممثلين عن الطريقة الصوفية إضافة إلى ممثلة عن “القبيسيات”، ومندوبين عن الحوزات الشيعية في دمشق. وسيكون لـ”مكتب التنسيق” صندوق مالي ينظم الهبات والأموال التي تصل من إيران إلى المؤسسات التي ستدعمها، أو التخطيط لمشاريع مشتركة بين الهيئات الدينية المؤلفة للملتقى.
“مكتب التنسيق” الذي تم إنشاؤه في “المستشارية الثقافية الإيرانية” في منطقة المرجة وسط العاصمة دمشق، والذي جُهز بمكتبة تضم كتباً دعوية شيعية، سيكون نواة لـ”المجمع” داخل “المستشارية” كمرحلة أولى. وفي المرحلة الثانية سيتحول “مكتب التنسيق” إلى ملتقى لـ”المجمع” مستقل عن “المستشارية” وسينتقل إلى منزل يتم تجهيزه في حي الأمين ذي الغالبية الشيعية ضمن دمشق القديمة، خلال الأشهر القادمة.
إنشاء “مكتب تنسيق” لـ”المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب”، كان قد بدأ التخطيط له منذ تموز/يوليو، خلال زيارة الأمين العام لـ”المجمع” آيه الله محسن أراكي، إلى سوريا، التقى خلالها رئيس الحكومة عماد خميس. ورافق أراكي مساعد “الشؤون الدولية” في “المجمع” منوجهر متكي، الذي اعتبر أن “الذين يعادون المقاومة يعانون من إنحراف وإعوجاج فكري ويجب القضاء عليهم بالتصدي لانحرافاتهم الفكرية”.
الأهداف المعلنة لـ”مكتب التنسيق” هي التقريب بين جميع المؤسسات الدينية الإسلامية في دمشق وريفها، وبناء جسر بينها بهدف وضع رؤية موحدة مشتركة للخطاب الديني في دمشق، وإصدار منشورات وكتب دينية هدفها التقريب بين المذهب السني والشيعي، والعمل على ردم الخلافات في العقيدة. ما يعني هيمنة إضافية لإيران على جميع المؤسسات الدينية الإسلامية، والتدخل في معالجتها للقضايا المذهبية، وصياغة خطاب يتوافق مع سياسة إيران المتبعة في سوريا.
و”المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب” الذي أسسته طهران في العام 1990 بتوجيه من الإمام الخميني الذي شغل منصب أمينه العام حتى وفاته، كانت مهمته نشر توجهات إيران الدينية والفكرية خارج إيران، وتصدير مفهومها الخاص للمذاهب والشخصيات الدينية، ليشمل نشاط المجمع 26 دولة في كل من أسيا وأوروبا وأفريقيا.
والنشاط الفكري لـ”المجمع العالمي” ركز منذ تأسيسه على المنطقة العربية، وأصدر كتبه ومنشوراته وبياناته الدينية باللغة العربية إضافة إلى الفارسية. واختصت منشوراته بترويج أفكار عن ايمان السنّة بالمفاهيم الشيعية، أو تصدير “الثورة الإسلامية” وترويج التشيّع. ومن المنشورات القديمة كتاب “حياة الإمام البروجردي” لمحمد واعظ زاده الخراساني، و”فقه الوفاق” لمحمد مهدي نجف وهو دراسة فقهية مقارنة بين المذاهب الإسلامية. ويتعاون “المجمع” مع عدد من المؤسسات الدينية الإيرانية، ومنها “المجمع العالمي لآل البيت” و”مركز الدراسات الإسلامية” في قم.
ويصدر عن المجمع عدد من المنشورات الدورية أبرزها “مجلة التقريب” ومجلة “رسالة الإسلام”، كما يضم في موقعه الإلكتروني مكتبة مرئية وأخرى صوتية، للمحاضرات والأفكار التي يسعى “المجمع” لنشرها بين المذاهب.
مصدر من “معهد الشام العالي للدراسات الدينية” أكبر مؤسسة إسلامية دينية في سوريا، قال لـ”المدن”، إن “المجمع” أهدى مكتبة ضخمة للمعهد، وأقام عدد من رجال الدين الإيرانيين ندوات ومحاضرات داخل المعهد بهدف نشر “رسالة آل البيت”. ويقوم “المجمع” الآن بحملة إعلانية دعائية هي الأكبر في شوارع العاصمة لاستقطاب طلاب الثانوية للتسجيل في “المعهد” ودراسة العلوم الشرعية.
والمعهد بدوره، تم إنشاءه بتمويل إيراني في العام 2011 بعيد انطلاق الثورة السورية، بمرسوم جمهوري، كمؤسسة تعليمية للعلوم الشرعية واللغة، ولم يرتبط كباقي المؤسسات التعليمية في سوريا لا بـ”وزارة التعليم العالي” ولا بـ”وزارة الأوقاف”، بل بشخص وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، الذي يعتبر من أهم منفذي سياسة التشيّع في سوريا. ويعتبر المعهد بحسب المرسوم “شخصية اعتبارية مستقلة” له تمويل مالي مستقل، طبعاً من دون الافصاح عن مصادره.
وضمّ المعهد كلاً من “معهد الفتح الإسلامي” و”مجمع الشيخ احمد كفتارو”، و”مجمع الست رقية” أكبر مؤسسة دينية لنشر الفكر الشيعي في دمشق. ويتولى إدارة المعهد “مجلس أمناء” برئاسة وزير الأوقاف وعضوية ثلاث شخصيات “علمية اجتماعية” ممثلة لـ”الفتح” و”كفتارو” و”رقية”، يعينها وزير الأوقاف. وتمّ انشاء العديد من الثانويات الشرعية التي تهدف إلى نشر الفكر الدعوي الشيعي، وافتتاح عدد من الدورات لتعلم اللغة الفارسية.
ويعود نشر التشيّع في دمشق إلى أواسط السبعينيات، وكان أول المبشرين الداعين للمذهب الشيعي حسن مهدي الشيرازي، وهو عراقي الجنسية هارب من نظام صدام حسين، في العام 1975. والشيرازي أسس أول حوزة في سوريا، بالقرب من “مقام السيدة زينب” في ريف دمشق في عام 1976، والتي تعتبر اليوم من أهم الحوزات الشيعية في سوريا. ويُنسب للشيرازي الفضل في التقارب بين الشيعة والعلويين، بعدما أصدر فتوى نصّت على: “أن العلويين والشيعة كلمتان مترادفتان مثل كلمتي الإمامية الجعفرية. كل شيعي هو علوي العقيدة، وكل علوي هو شيعي المذهب”.
ومع ذلك، فالنشاط المكثف للتشيّع لم يزدهر في سوريا إلا بعد وراثة بشار الأسد للسلطة في سوريا؛ فبين العامين 2001 و2006، أقيمت 15 حوزة كان أبرزها “حوزة الحيدرية” و”حوزة الإمام جواد التبريزي” و”حوزة الإمام الصادق” بالإضافة إلى مراكز “الرسول الأعظم” و”الإمام المجتبى” و”الحسين”. ومن ثمّ أقيمت “مديرية الحوزات العلمية” في دمشق، والتي باشرت عملها في العام 2005، كهيئة تعليمية مستقلة عن وزارتي التربية والأوقاف. وبعد مضي خمس سنوات على افتتاحها، بلغ عدد الطلاب في “مجمع الست رقية” أكثر من 5000 طالب وطالبة، من الشيعة في إيران والعراق ولبنان والبحرين واليمن والباكستان وأفغانستان.
في حين أن الطقوس الدينية الشيعية العلنية، لم تظهر في دمشق قبل العام 2005، حين خرجت أول “مسيرة كربلائية” في شارع مدحت باشا المحاذي للجامع الاموي والقريب من حي الأمين، مركز الشيعة في العاصمة.
الاتفاق الروسي-الأميركي:المعارضة تتعاون..وتبدي تحفظات
تسلّمت واشنطن من فصائل في المعارضة السورية، من بينها حركة “أحرار الشام الإسلامية”، خطاباً تبلغها فيه قبول فكرة الهدنة والتأكيد على أنها “ستتعاون بشكل إيجابي” معها، لكنها أبدت تحفظات على بعض تفاصيل الاتفاق الروسي-الأميركي.
وقالت رسالة المعارضة إن “الفصائل الثورية المسلحة تؤكد من جديد موقفها الثابت بالتعامل بإيجابية مع فكرة الهدنة”، لكن في الوقت نفسه أبدت المعارضة قلقها من بعض بنود الاتفاق التي “ترتبط ببقائنا واستمرارنا كثورة”.
وأبرز ما تتخوف منه المعارضة هو تغييب الاتفاق لضمانات وآليات وقف إطلاق النار، أو العقوبات التي ستلقاها الأطراف التي ستخلّ بالاتفاق، وشددت الرسالة على أن غياب مثل تلك النقاط عن نص الاتفاق سمحت لقوات النظام بخرق اتفاقات سابقة.
وأضافت الرسالة “كما تعلمون فإن هذه الفترة الزمنية (الهدنة) ستعطي الطيران الحربي للنظام الفرصة الكافية لإحداث أضرار جسيمة في المناطق المدنية وضد قواتنا العسكرية”، إذ يتجاهل نص الاتفاق الذي تسلمته المعارضة، الأحد، الإشارة بشكل واضح إلى منع طيران النظام عن التحليق خلال فترة الهدنة، التي وردت مدتها بحسب الوثائق التي تسلمتها المعارضة 9 أيام.
وانتقدت رسالة المعارضة استبعاد “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) من الاتفاق، وأشارت إلى أن هذا الموقف ليس دعماً لـ”فتح الشام” بقدر ما هو إشارة إلى ازدواجية المعايير التي أحاطت بالاتفاق، حيث كان يجب، بحسب الرسالة، استبعاد المليشيات التي تدعمها إيران من الاتفاق أيضاً، لتعزيز فرص نجاحه وعدم السماح لموسكو باستغلال استبعاد “فتح الشام” لتوجيه ضربات إلى جماعات معارضة أخرى.
وساقت الرسالة مقارنات بين نشاط “جبهة فتح الشام” الذي انحصر في سوريا، ونشاط الجماعات الشيعية التي ساندت النظام وجاءت من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان ودول أخرى، معتبرة أنه من غير المقبول عدم استبعاد تلك الجماعات من الاتفاق وهم يقومون بأنشطة خارج حدود بلادهم بما يعد انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية.
وتشير ملاحظات المعارضة إلى المناطق المحاصرة، حيث يتجاهل الاتفاق أي إشارة إليها، لا لناحية ذكرها أو حتى المسؤولين عن حصارها، كما غيّب الاتفاق مسألة التهجير والتغيير الديموغرافي الذي تقوم به حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وذكرت داريا كمثال قريب على هذا الأمر. وشددت الرسالة “على ضرورة إدخال المساعدات إلى جميع المناطق المحاصرة من دون استثناء”.
يشار إلى حركة “أحرار الشام” كانت قد أعلنت على لسان المتحدث العسكري باسمها أبويوسف المهاجر، رفضها لاتفاق الهدنة، إلا أن المتحدث السياسي باسمها قال إن تصريحات المهاجر كانت “منفردة” ولا تعبر عن موقف الحركة، التي تدرس الاتفاق مع فصائل المعارضة السورية.
وفي وقت لاحق، ليل الأحد، هاجم نائب الحركة علي العمر، الاتفاق الروسي-الأميركي، وقال إن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي سيبدأ مع غروب شمس يوم الاثنين، لا يحقق أدنى أهداف الشعب السوري، وهو بمثابة “ضياع لكل تضحياته ومكتسباته”.
القلمون: حزب الله والفصائل إلى الهجوم
منير الربيع
تشكيل وحدة عسكرية تجمع الفصائل
يومياً يحلّق طيران النظام السوري في سماء القلمون، وينفذ غارات تستهدف المدنيين أو مواقع المعارضة المسلّحة في تلك المنطقة. ويومياً أيضاً يستهدف حزب الله بالقصف المدفعي والصاورخي مواقع المسلحين في الجرود. هذه الضربات للتأكيد والتذكير أن المعركة لم تنته في هذه المنطقة التي تعيش هدنة غير معلنة، أو ربما، تشكل جبهات أخرى على الجغرافيا السورية أولوية سابقة لها. لكن الطرفين يعرفان أن المعركة في القلمون لم تنته، كل يريد تحقيق أهدافه فيها، ولكنه يؤجلها إلى حين تبدّل ظروف معينة.
يدرس الطرفان خططهما تحضيراً للمعركة المقبلة. الوجهة لدى حزب الله محددة، فهو من خلال حصاره المفروض منذ أكثر من سنة على المسلحين في بعض المناطق يعتبر أنه قادر على الهجوم وتحقيق أهدافه بسبب إنقطاع الموارد عن المعارضين، في ظل استعداد العديد من المدنيين إلى ترك مناطقهم والبحث عن مناطق آمنة ويتوافر فيها الغذاء، فيما المعارضة تدرس العديد من الخيارات ومن بينها فتح المعركة بشكل واسع، أو اللجوء إلى منطق حرب العصابات في مرحلة أولى.
وتلفت المصادر إلى أن هناك مشروعاً لتوحيد كل القوى العسكرية في القلمون الغربي، سيبصر النور قريباً. ومع تشكيل هذه الوحدة العسكرية الكاملة على صعيد المنطقة، سيصبح بالإمكان الإنطلاق لشنّ عمليات على مواقع النظام وحزب الله. وتكشف المصادر عن أن المساعي أفضت إلى إنضمام العديد من الفصائل في بوتقة عسكرية واحدة أطلق عليها اسم الكتلة العسكرية الموحدة، التي سيكون لها الدور العسكري الأساس في جرود القلمون وجرود عرسال، على أن تكون متحالفة أو على تنسيق مع جبهة فتح الشام.
ومن الكتائب التي وافقت على الإندماج: الكتيبة الهاشمية، درع القلمون، الوية السيف العمري، تجمع القلمون الغربي وثوار الصرخة. وتلفت المصادر إلى استعداد العديد من الفصائل الأخرى للالتحاق بهذا المكوّن العسكري الجديد. وتعتبر هذه الخطوة، وفق المعنيين، وحدة مبدئية تمهيداً للانتقال إلى تشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة تضم الوليد الجديد مع جبهة فتح الشام.
ويؤكد قائد في إحدى الفصائل المتحدة عمر الشيخ لـ”المدن” أن الهدف هو توحيد الجهود العسكرية والانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، عبر وضع الخطط لمهاجمة المواقع التي سيطر عليها الجيش السوري وحزب الله بهدف تحريرها، معتبراً أن المساعي هذه المرّة جدية، والوجهة ستكون القلمون الغربي حصراً. ويشير الى أن التوافق بين الفصائل لتحقيق هذا الهدف.
وفيما يُفترض أن تبدأ العمليات العسكرية في تلك المنطقة، فور الإعلان عن غرفة العمليات المشتركة، ينفي الشيخ وجود أي دعم خارجي. ويلفت إلى أن الدعم عن هذه المنطقة متوقف منذ نحو سنتين، قائلاً: “سنعتمد على توحيد العتاد والذخائر والامكانيات المبعثرة بين الفصائل”. ويعتبر أن الاستعدادات جيدة وأعداد المقاتلين لا بأس بها وكافية لفتح المعركة. فيما تقول مصادر أخرى لـ”المدن” إن عدد المقاتلين يتجاوز الألف مقاتل، من الجيش الحر وجبهة فتح الشام.
وفي موازاة التحضير لإعلان انشاء الغرفة العسكرية المشتركة، هناك إستعداد من نوع آخر للمعركة، كإعلان النفير العام لدى الفصائل، بهدف التعبئة، واستمرار معسكرات التدريب. في المقابل، فإن حزب الله يعزز وجوده في القلمون، ولا سيما مع الهدنة بين واشنطن وموسكو، والتي بموجبها سيسحب العديد من قواته إلى القلمون. وبالتالي، سيلجأ إلى تعزيز الحصار أكثر وتضييق الخناق على المعارضة. وتلفت معلومات أخرى إلى إستعداده لفتح معركة جديدة بهدف السيطرة على نقاط جديدة بما يتلاءم مع أهدافه في تلك المنطقة، ليس في الجرود فحسب، إنما في سهل رنكوس ووادي بردى.
الأمم المتحدة تدعو دمشق للسماح بإدخال المساعدات
حث المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا دمشق على السماح بإدخال القوافل الإغاثية إلى المناطق السورية، وأشاد بتراجع العنف في اليوم الأول للهدنة التي جاءت باتفاق أميركي روسي.
وقال دي ميستورا -في مؤتمر صحفي عقده في جنيف اليوم الثلاثاء- إن على الحكومة السورية أن تسمح بشكل مستمر بمرور الشاحنات التي تنقل المساعدات إلى المدن السورية وفقا لبنود اتفاق الهدنة -الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وموسكو الجمعة- كما طالبها بعدم إخضاع هذه الشاحنات للفحص بعد إبلاغ الأمم المتحدة للحكومة بمحتوياتها.
وأوضح دي ميستورا أنه لم يتم توزيع أي من المواد الإغاثية أو تحريك أي قوافل أممية حتى الآن.
كما طالب المعارضة في حلب بعدم فرض أي شروط، ولا سيما أنها اشترطت عدم نشر قوات روسية على طريق الكاستيلو الذي يتوقع أن يشهد مرور المساعدات إلى المدينة.
يشار إلى أن الحكومة السورية قالت في وقت سابق اليوم الثلاثاء إنها سترفض تسليم أي مساعدات إلى حلب لا تتم بالتنسيق معها ومع الأمم المتحدة خصوصا المساعدات القادمة من تركيا.
وكانت الأمم المتحدة -الملزمة قانونا بالتنسيق مع دمشق- قد انتقدت الحكومة السورية مرارا لتقييدها دخول المساعدة خصوصا إلى مناطق محاصرة وإبعادها مواد حيوية من قوافل الإغاثة.
وفي إطار ما وصفه بالتقييم الأولي لتطبيق الهدنة، قال دي ميستورا إن سوريا شهدت أمس بعد بدء سريان الهدنة الساعة السابعة مساء بتوقيت دمشق، خروقات جاءت من قبل الطرفين، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن الـ24 ساعة الأولى من الهدنة شهدت تراجعا للعنف بشكل عام في مناطق مختلفة من سوريا، مثل حماة واللاذقية وريفي حلب وإدلب.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة لاحظت تحسنا داخل حلب بعد توقف الطلعات الجوية التي ينفذها النظام، مشيرا إلى استمرار ورود تقارير عن أعمال عنف معزولة ارتكب مقاتلو المعارضة السورية عددا منها.
ولكن دي ميستورا قال إن التقييم الرسمي لاتفاق الهدنة سيتم بعد مرور 48 ساعة على سريانه، مشيرا إلى أن كل الأطراف مثل الولايات المتحدة وروسيا والعراق وحزب الله وتركيا والمعارضة السورية، عبرت عن تأييدها للاتفاق.
ومن ضمن الملاحظات التي أبداها المبعوث الأممي بشأن الهدنة، إشكالية الفصل بين “فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) وفصائل المعارضة الأخرى، ولا سيما أن فتح الشام وتنظيم الدولة خارج إطار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
شكوك عميقة بالصحف الأميركية من نجاح وقف الهدنة بسوريا
عبرت صحف أميركية عن شكوك عميقة من نجاح وقف إطلاق النار بسوريا وأبرزت الثغرات ونقاط الضعف التي احتواها الاتفاق الأميركي-الروسي والتي قالت إنها تفتح الباب أمام عدم ثقة أطراف المعارضة المسلحة في الاتفاق.
وقالت هذه الصحف إن وقف إطلاق النار بدأ رسميا، لكن أعمال العنف من قبل النظام السوري لا تزال مستمرة، وذكرت الانتهاكات التي ارتكبتها مقاتلات النظام في حلب ودرعا وغيرهما من المدن والبلدات السورية.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن وقف إطلاق النار بدأ متعثرا، الأمر الذي أضعف الآمال بوقف وشيك للعنف الذي استمر خمس سنوات حتى الآن وأثار تساؤلات جديدة بشأن السياسات الأميركية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
تصريحات كيري
وأوردت هذه الصحف تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمره الصحفي أمس الاثنين التي وصف فيها الاتفاق الأميركي-الروسي بأنه آخر فرصة لإنقاذ سوريا والحفاظ على وحدتها.
وعلقت واشنطن بوست على هذه التصريحات بقولها إنه يبدو أن الحرب الأكثر عنادا ودموية في الشرق الأوسط أصبحت أكثر تعقيدا بعد ورود الأخبار الأولى عن الانتهاكات لوقف إطلاق النار رغم تصريحات كيري.
وأبرزت الصحف الثغرات في الاتفاق الأميركي-الروسي المتمثلة في افتقاره إلى آليات للتنفيذ وإلى عقوبات على منتهكي الهدنة، قائلة إن هذا الغياب يصب في مصلحة النظام وحلفائه الروس لأنهم الوحيدون القادرون على تنفيذ ضربات جوية ضد خصومهم.
كذلك قالت إن الفقرة المتعلقة بعدم سريان وقف إطلاق النار على مواقع جبهة فتح الشام فتحت الباب لإطلاق يد النظام لضرب المعارضة الأخرى والتبرير بأنها مواقع لجبهة فتح الشام نظرا إلى تداخل مواقع هذه الجبهة مع مواقع كل أطراف المعارضة الأخرى تقريبا.
تصريحات الأسد
وقالت هذه الصحف إن تصريحات كيري أثارت الاستهجان والاستخفاف وسط مؤيدي المعارضة السورية على شبكات التواصل الاجتماعي، لأن هذه التصريحات بدت وكأنها تشير إلى اتفاق أميركي-روسي على السماح لنظام الأسد بشن غارات في المستقبل.
وأوردت تصريحات الأسد في داريا قبل ساعات من سريان وقف إطلاق النار بأنه لن يفرط في أي شبر من الأراضي السورية “للإرهابيين”، وقالت إن الأسد لا يعتزم وقف القتال.
تضليل أميركي؟
وأشارت الصحف إلى الانتقادات العديدة للمعارضة للاتفاق الأميركي-الروسي وموافقتها في الوقت نفسه على وقف إطلاق النار، ناقلة تصريحات بعض قادة هذه المعارضة بأن أسباب موافقتها هو رغبتها في تخفيف حدة غارات النظام على المدنيين وتقليل عدد القتلى والسماح بوصول المعونات إلى المحاصرين، إضافة إلى التأكيدات الأميركية أن روسيا جادة هذه المرة لأنها تريد إخراج نفسها من هذا الصراع بأسرع وقت ممكن.
كذلك أوردت شكوك مسؤولين أميركيين في جدية روسيا، ونقلت عن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش إرنست قوله أمس الاثنين إن نجاح الاتفاق يتوقف على روسيا في أغلبه، لكن وحسب تجربتنا “أعتقد أن لدينا بعض الأسباب للشك في قدرة أو رغبة روسيا على تنفيذ التدابير التي نص عليها الاتفاق”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
أطفال حلب يحتفلون بالعيد في ظل الهدنة
مع دخول الهدنة التي اتفق عليها الجانبان الأميركي والروسي في سوريا يومها الثاني، وعلى الرغم من خرقها من قبل النظام السوري، فإن الهدوء النسبي أتاح لأهالي مدينة حلب النزول إلى الشوارع والاحتفال بالعيد.
وللمرة الأولى منذ عدة شهور، عادت مظاهر الحياة تدريجيا إلى مدينة حلب التي تعد ثانية أكبر مدن سوريا، ووجد أطفالها فسحة للعب في ثاني أيام عيد الأضحى.
ورصد مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي جانبا من أوضاع الأحياء المحاصرة في حلب، حيث أبدى بعض الأطفال فرحتهم بنزولهم إلى الشوارع واللهو.
كما أبدى الأطفال خوفهم من عودة الطائرات، التي أصبح هديرها مرتبطا بسقوط البراميل المتفجرة وما يتبعه من دمار وموت.
وتم اليوم رصد قصف النظام لمناطق حلب القديمة وبلدتي القراصي وبيانون بريف حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، كما خرق النظام الهدنة في حلب سبع مرات الليلة الماضية بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ بدءا من السابعة مساء الاثنين بتوقيت سوريا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
اتهامات متبادلة بخرق الهدنة في سوريا
ما زال الهدوء مخيما على معظم المحافظات السورية في ثاني أيام العيد بعد سريان الهدنة، بالرغم من تسجيل عدد من الخروق بقصف من قوات النظام لمواقع في حلب وحماة وريف دمشق ودرعا، في حين قالت روسيا إنها رصدت تحركات لقوات المعارضة تحضيرا لهجوم بحماة وحلب.
وبعد دخول الهدنة حيز التنفيذ بدءا من السابعة مساء الاثنين بتوقيت سوريا، تم اليوم رصد قصف النظام لمناطق حلب القديمة وبلدتي القراصي وبيانون بريف حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وفي وقت سابق، قال مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي إن اليوم هو أول يوم يمر على حلب دون أن تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة ودون أن يسقط فيه ضحايا مدنيون منذ أشهر، مضيفا أنه جرى تسجيل سبعة خروق من قبل النظام للهدنة في الليلة الماضية.
وأعلنت قيادة قاعدة حميميم العسكرية الروسية نشر مراقبين روس على طريق الكاستيلو في حلب، وقالت إن المعبر سيصبح جاهزا لتسليمه للهلال الأحمر السوري في الساعة السابعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي لإدخال المساعدات، حيث تستعد قوات النظام للانسحاب من هذا الطريق.
وذكر مراسل الجزيرة أن الطريق يخضع لقوات النظام ولا يمكن للصحفيين التحقق من الوضع هناك، إلا أن مصادر أكدت للمراسل أن المراقبين الروس قد انتشروا بالفعل في الطريق. ويتضمن اتفاق الهدنة أن يفتح الطريق لدخول المساعدات الإنسانية.
وبدورها، قالت هيئة الأركان الروسية إنها رصدت إعادة تجمع لقوات “المعارضة المعتدلة التي تقع تحت سيطرة الولايات المتحدة” للتحضير لهجوم قرب حماة وحلب، مضيفة أنه لا يمكن القول إن تلك القوات توقفت تماما عن إطلاق النار.
خروق أخرى
وفي إدلب، قال مراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام إن هذا اليوم يشهد هدوءا وحالة ترقب بعد سريان الهدنة التي سبقها مقتل نحو عشرين شخصا جراء القصف السوري والروسي، مضيفا أن فرق الدفاع المدني والإسعاف وفصائل المعارضة حذرت المدنيين من التجمع والاحتفال بالعيد خشية تعرضهم للقصف.
كما أكد مراسل الجزيرة اليوم الثلاثاء أن قوات النظام استهدفت بلدات كوكب ومعردس وصوران في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد أن قصفت أمس الاثنين بلدة طيبة الإمام.
وفي الغوطة الشرقية أفاد مراسل الجزيرة محمد الجزائري بأن الأهالي يمارسون حياتهم الطبيعية في اليوم الثاني من عيد الأضحى بعد سريان الهدنة، مضيفا أن النظام قصف الليلة الماضية بعد سريان الهدنة بلدات دوما وتل قرين وإفرة، وأن قوات النظام المتمركزة بمبنى المحافظة قصفت مواقع المعارضة ببلدتي حزرما وعربين، كما استهدفت صباح اليوم الثلاثاء مواقع المعارضة ببلدتي المحمدية ومضايا.
أما في درعا بجنوب سوريا فقال مراسل الجزيرة إن المعارك بين النظام والمعارضة انخفضت حدتها، وأصبحت جميع الجبهات تشهد هدوءا بين الطرفين، في حين ذكرت وكالة مسار أن قوات النظام قصفت طريقا بين بلدتي الحارة وعقربا اليوم.
وبموجب الاتفاق الروسي الأميركي يفترض أن تستمر الهدنة سبعة أيام، وهي تستثني جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية من الضربات الجوية، وتقضي في المقابل بأن يتوقف طيران النظام السوري عن قصف مناطق المعارضة المسلحة.
وقال ناشطون إن الليلة الماضية مرت بدون قصف، وأضافوا أن الهدوء سمح للسكان في أحياء حلب الشرقية المحاصرة بالسهر حتى وقت متأخر في أول أيام عيد الأضحى، لكن بعضهم توقع أن تستمر الهدنة خلال أيام العيد فحسب.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
موسكو تدعو لدعم اتفاق الهدنة في سوريا بقرار دولي
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دعم اتفاق الهدنة في سوريا بقرار من مجلس الأمن دون تعديل، واعتبر نظيره الأميركي جون كيري أن الاتفاق فرصة لسوريا موحدة وأفضل من الوضع الراهن.
وشدد الوزير الروسي في مؤتمر صحفي مع نظيره من لوكسبورغ على أهمية قرار من مجلس الأمن في هذا الشأن دون إدخال أي تعديلا على الاتفاق.
وأشار لافروف إلى أن بلاده تسعى إلى نشر تفاصيل الاتفاق التي تم التوصل إليها يوم الجمعة الماضي مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، لكن واشنطن تفضل بقاءها سرية في الوقت الراهن.
ودعا الوزير الروسي التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى الاستمرار في استهداف مقاتلي جبهة النصرة في سوريا، باعتبارها منظمة إرهابية بالرغم من تغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام.
وقال في مؤتمره الصحفي “لدي مهمة ملحة للغاية الآن وهي عدم السماح بخفض قائمة “المنظمات الإرهابية”، وأضاف “لا يوجد لدي سبب لعدم الثقة في جون كيري لكن ما نراه على الأرض (في سوريا) هو أن التحالف يحجم بشدة عن قصف مواقع جبهة النصرة”.
وكانت الخارجية الروسية قد كشفت أن واشنطن لم توافق على إدراج أحرار الشام في قائمة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية، رغم دعوات موسكو المطالبة بذلك.
لكن الوزير الأميركي جون كيري طالب المعارضة السورية المسلحة بالتخلي عن جبهة فتح الشام التي اعتبرها جزءا من تنظيم القاعدة، وأكد أن هذه الجبهة وتنظيم الدولة الإسلامية خارج الاتفاق.
وفي مؤتمر صحفي عقده في واشنطن، اعتبر كيري الاتفاق “فرصة أخيرة لبقاء سوريا موحدة” لكنه “لا يصل إلى درجة الكمال، وهو أفضل من الوضع الراهن”، وجاء ذلك ردا على تقارير صحفية وصفت الاتفاق بأنه “معيب ومليء بالمحاذير”.
وأضاف كيري أن اتفاق وقف إطلاق النار داخل سوريا يهدف إلى “تقليل العنف وتخفيف المعاناة (السورية) ومواصلة التحرك باتجاه سلام وتحول سياسي في سوريا يتم عن طريق التفاوض”.
رد فتح الشام
أما جبهة فتح الشام فقد أصدرت بيانا اعتبرت فيه أن اتفاق الهدنة يرمي إلى إفشال ما وصفته بالجهاد الشامي، وفصله عن حاضنته وأهله.
ووصف البيان موقف فصائل المعارضة المسلحة من الاتفاق بأنه مشرف، معتبرا أنه يمثل صورة الصف الواحد واليد الواحدة في وجه كل من أراد النيل من الثورة والجهاد.
وحذر بيان الجبهة من الجهود التي تسعى إلى تقسيم الفصائل المجاهدة والتفريق بينها واستهدافها واحدة تلو الأخرى.
واعتبر أن ذلك يأتي في إطار إبعاد نظام الرئيس بشار الأسد عن المواجهة والمحافظة على نظامه ومؤسساته.
وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض قد أصدر بيانا أكد فيه أن الجيش السوري الحر يملك حق الرد في حال قيام النظام وحلفائه بأعمال عدائية مناقضة للهدنة.
وشدد الائتلاف على ضرورة توفر آليات مراقبة للخروق تشرف عليها جهات محايدة، واستثنى من تلك الجهات روسيا، لأنها تقوم بعمليات قصف مستمرة بحسب البيان، مع الإشارة إلى أن الاتفاق يفتقر إلى عقوبات واضحة في حال حدوث خرق للهدنة.
ويسود هدوء مشوب بالترقب مختلف مناطق سوريا، رغم تسجيل انتهاكات في محافظات حلب وإدلب وحماة ودرعا وريف دمشق، بعد ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ مساء أمس الاثنين.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
واشنطن بوست: بوتين هو الرابح في سوريا
قالت واشنطن بوست في افتتاحية لها إنه إذا نجح وقف إطلاق النار بسوريا فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون قد حقق طموحه بفرض إرادته على الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ولفتت الانتباه إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما توقع قبل عام أن النتيجة الوحيدة المتوقعة من التدخل العسكري الروسي بسوريا هي تورط موسكو في المستنقع السوري، مشيرة إلى أن الاتفاق الذي أبرمته روسيا وأميركا بشأن سوريا قبل يومين يمنح بوتين كل ما يسعى إليه.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتفاق سيعزز وضع نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان آيلا للسقوط قبل عام واحد أي قبل التدخل العسكري الروسي، كما أن المعارضة السورية قد تلقت ضربة قوية، وأن الولايات المتحدة ستوافق على مطلب روسي طالما طالب به بوتين وهو أن تشارك واشنطن موسكو في استهداف التنظيمات التي يُقال إنها “إرهابية”.
”
واشنطن بوست:
إذا التزمت موسكو ودمشق بالاتفاق الحالي، فسيكون السبب أنهما يريان أن وقت استغلال الإدارة الأميركية الحالية قد أزف
”
وأضافت الصحيفة أنه إذا جرت مفاوضات سياسية جديدة بشأن مستقبل سوريا في أي وقت -وهو أمر مشكوك فيه وفقا للصحيفة، على الأقل خلال فترة أوباما المتبقية- فإن نظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين سيكونون في وضع أفضل من الأطراف الأخرى.
وقالت أيضا إنه في مقابل هذه التنازلات الشاملة التي رفضها أوباما من قبل بزعم أنها ستمنع تحقيق هدفه الوحيد المتمثل في مغادرة الأسد السلطة، فقد حصلت أميركا على وعود بفتح الطرق أمام المعونات الإنسانية للوصول إلى حلب والبلدات الأخرى المحاصرة المطالبة بالاستسلام أو التجويع من قبل النظام.
واستمرت الصحيفة في سرد ما قصرت الاتفاقية الأميركية الروسية عن تحقيقه لواشنطن، ومن بين ذلك المنع الواضح لطيران النظام من إسقاط البراميل المتفجرة وغاز الكلور والذخائر الأخرى على مناطق المعارضة.
وأضافت الصحيفة أن بوتين والأسد أبرما من قبل اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار في سوريا، ولم يلتزما بأي منها، وكانت مكافأتهما الحصول على مزيد من الأراضي وتعزيز وضعهما الإستراتيجي، ولم ينالا من واشنطن عقابا بل مزيدا من التنازلات والعروض لاتفاقات جديدة.
واختتمت قائلة إذا التزمت موسكو ودمشق بالاتفاق الحالي فسيكون السبب أنهما يريان أن وقت استغلال الإدارة الأميركية الحالية -التي تراجعت عن خطوطها الحمر وسمحت لروسيا بالعودة كقوة كبرى في الشرق الأوسط وخدعت السوريين الذين كانوا يأملون في الخلاص من الديكتاتور- قد أزف.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
ألمانيا تعتقل 3 سوريين تشتبه في صلتهم بهجمات باريس
أعلنت ألمانيا أنها اعتقلت اليوم الثلاثاء ثلاثة سوريين يشتبه بعلاقتهم بمنفذي هجمات باريس التي حدثت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث يشتبه الادعاء العام بأنهم جاؤوا إلى ألمانيا وسط جموع اللاجئين بتكليف من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير إنه جرى القبض على ثلاثة شباب سوريين، وإن تحقيقات الشرطة الجنائية الفدرالية تكشف عن وجود روابط بينهم وبين منفذي هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في باريس، مضيفا أنهم ربما كانوا “خلية نائمة”.
وأوضح دي ميزير أن الثلاثة المشتبه بهم قدموا إلى ألمانيا العام الماضي كلاجئين، ثم حصلوا على أوراق ثبوتية من المجموعات نفسها التي زودت منفذي هجمات باريس.
وأعلن الادعاء العام الاتحادي في مدينة كارلسروه أنه يجري حاليا تحقيقات مع المعتقلين الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و27 عاما، للاشتباه بقدومهم إلى ألمانيا بتكليف من تنظيم الدولة الإسلامية “إما لتنفيذ تكليف تلقوه بالفعل، أو لإعداد أنفسهم لتوجيهات أخرى”.
وبحسب بيانات الادعاء العام، فإن أصغر المتهمين تلقى تدريبا قصيرا على استخدام السلاح والمواد المتفجرة ثم سافر مع زميليه إلى ألمانيا عبر تركيا واليونان بجوازات سفر مزورة، حيث حصل الثلاثة من تنظيم الدولة على “مبالغ مالية تقدر بآلاف الدولارات وهواتف محمولة مثبت عليها مسبقا برنامج للاتصال.
وقبض على المتهمين خلال حملة تفتيش ومداهمات لمكافحة الإرهاب في ولايتي سكسونيا السفلى وشليزفيج-هولشتاين صباح اليوم، وقالت متحدثة باسم مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي بمدينة فيسبادن إن السلطات تحفظت أيضا على مواد متنوعة خلال عملية التفتيش التي شملت ستة أماكن.
وأضافت المتحدثة أن مئتي عنصر من الشرطة شاركوا في الحملة وفتشوا ثلاثة مراكز إيواء للاجئين ومنازل عدة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
داعش يذبح 19 شاباً ويعلقهم كـ”أضاحي العيد“
العربية.نت
قام تنظيم داعش الاثنين (أول أيام عيد الأضحى) بذبح 19 شابا سوريا، اتهمهم بالتجسس لصالح أميركا على طريقة ذبح الخراف.
وأظهر فيديو بشع تمتنع “العربية.نت” عن نشره، حيث يقوم أحد عناصر داعش بتعليق عدد من الأشخاص، بعدما ألبسهم ملابس حمراء، فيما ارتدى “الجزار” الذي قام بذبحهم ملابس بيضاء، كالجزارين الذين يقومون بذبح الأضاحي في العيد.
وبثّ التنظيم الفيديو الذي يظهر إعدام الشباب السوريين في مدينة دير الزور، بتهمة العمالة لأميركا، وأطلق على الفيديو “صناعة الوهم”.
وتعد هذه الطريقة الجديدة للتنظيم في إعدام خصومه، وهي التضحية بهم كالمواشي حيث قام داعش بجلب 19 شابّا إلى مكان يظهر أنه “مسلخ”، وقام الدواعش ابتداء بتجميعهم في زاوية المكان مكبلين، ثم قاموا بتعليقهم من أرجلهم، بحيث تكون رؤوسهم متجهة إلى الأرض، قبل أن يبادر الجزار الذي يرتدي الأبيض ويلوح بالسكين، مثل جزاري الخراف باختيار أضحيته لذبحها قرب فتحات تصريف المياه.
وقال أحد عناصر التنظيم قبل البدء بعملية الذبح “ضحّوا تقبل الله منكم، فإنّا مضحّون بعملاء الصليب”.
وبعد قيام عناصر داعش بذبح عدد من الشبان “المعلّقين”، كالمواشي، سارع بعضهم بضخّ الماء بشكل قوي على أعناق الشبّان المنحورة.
وسرد الإصدار الداعشي تهمة “المذبوحين”، بتشكيل خلية تجسسية على التنظيم مؤلفة من 8، كانت مهمتهم رصد تحركات ومواقع التنظيم ومتابعتها، فيما خمسة آخرون تركزّت مهمتهم في تصوير مقارّ وتحركات عناصر التنظيم، أما الستة الآخرون، فقال التنظيم إن مهمتهم كانت القيام بأعمال يطلب منهم القيام بها مقابل أجر مادي.
إسرائيل ترد على دمشق: أطلقوا صاروخاً لكنه لم يشكل خطراً
بيروت – رويترز
قال التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش السوري أسقط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة بلا طيار في سوريا، بعد هجوم إسرائيل على موقع عسكري في جنوب سوريا، الأمر الذي سارع إلى نفيه الجيش الإسرائيلي.
وبحسب بيان صادر عن الجيش السوري نقلته وكالة سانا الرسمية، فإنه تم إسقاط طائرة فوق مدينة القنيطرة قرب الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان، وتم إسقاط طائرة بدون طيار، في منطقة “سعسع” بريف دمشق قرب العاصمة.
ولكن الجيش الإسرائيلي قال “أُطلق الليلة صاروخ أرض جو من سوريا، بعد غارة جيش الدفاع الجوية التي جاءت رداً على انزلاق النيران إلى أراضينا يوم أمس”.
وأضاف “طائراتنا كانت بعيدة عن مصدر التهديد، الذي لم يشكل أي خطر على قواتنا”.
واستهدف الطيران الإسرائيلي الثلاثاء مواقع عسكرية سورية، إثر قصف تعرض له القسم المحتل من هضبة الجولان مصدره الأراضي السورية، على ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أن الغارة استهدفت “مواقع لمدفعية النظام السوري في وسط هضبة الجولان”، رداً على سقوط “قذيفة” الاثنين على الجولان بدون أن توقع ضحايا.
ويعتبر الجيش الإسرائيلي النظام السوري مسؤولاً عن أي عملية إطلاق نار من الأراضي السورية أيا كان مصدرها.
وهو رابع حادث مماثل خلال تسعة أيام.
ويأتي هذا الحادث بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ بموجب اتفاق أميركي روسي، يشكل محاولة جديدة لوضع حد للنزاع الدامي المستمر منذ خمس سنوات.
ومنذ حرب حزيران/يونيو 1967، تحتل إسرائيل حوالي 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية (شمال شرق) وأعلنت ضمها في 1981 من دون أن يعترف المجتمع الدولي بذلك. ولا تزال حوالي 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.
لافروف: واشنطن رفضت نشر بنود الاتفاق بشأن سوريا
العربية نت
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن برفض نشر وثائق اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا مؤكدا سعي موسكو لنشر بنودِ ووثائق هذا الاتفاق.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن هناك محاولات من البعض لشرعنة جبهة النصرة في سوريا وتنظيماتٍ إرهابيةٍ أخرى، إضافة لرفض أطراف تصنيف “أحرار الشام” كتنظيم إرهابي.. مشددا على ضرورة محاربة تنظيمي داعش و”جفش” في سوريا بلا هوادة.
وقال لافروف: “هناك تعليقات حول عدم إبعاد المعتدلين عن النصرة، بل ويتحدث البعض عن شرعنة النصرة وضم تنظيمات أخرى إليها لتشكيل قوة عسكرية فاعلة على الأرض لمقاومة الجيش السوري، وهذا يتطلب حوارا صريحا”.
وأضاف “فيما يتعلق بالشكوك حول تنفيذ روسيا لبنود الاتفاق كما تم التوقيع عليه فقد اقترحنا نشر تفاصيل هذا الاتفاق وعدم إبقائه في السر كما طالب شركاؤنا الأميركيون، فليس لدى روسيا ما تخفيه، وكل ما هو منصوص هو ما تم الاتفاق عليه، ونحن أخذنا على عاتقنا القيام بكل ما يلزم وحث جميع الأطراف على تنفيذ ما جاء فيه”.
وألمح إلى أن روسيا ستعمل على نشر وثائق هذا الاتفاق وأعتقد أن وسائل الإعلام وأطرافا أخرى معنية بهذه المعلومات.