أحداث الخميس 15 تشرين الأول 2015
آلاف الإيرانيين لحسم معركة حماة ومساعدة النظام في حلب
لندن، بيروت، موسكو، طهران – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
بدأ وفد إيراني زيارة الى دمشق أمس، في ظل تقارير عن وصول آلاف الجنود الإيرانيين إلى سورية لمساعدة قوات النظام في هجوم وشيك متوقع على مناطق المعارضة في حلب بعد اشتراكهم في عمليات النظام ولحسم معركة حماة، في وقت واصلت الطائرات الروسية ضرباتها وشملت خمس محافظات، بالتزامن مع إعلان موسكو لائحة أسماء لجماعات المعارضة التي تستهدفها باعتبار أنها «إرهابية»، وشملت إضافة إلى تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، «جيش الإسلام» في غوطة دمشق، الذي بدا أنه كان حتى الآن بمنأى من الغارات الروسية.
وجاء ذلك في وقت اندلعت معارك بين «داعش» وفصائل مسلحة في ريف حلب الشمالي. وقال أحد قادة هذه الفصائل والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «داعش» سيطر على بلدتي أحراص وتل جبيين اللتين تقعان على بعد 12 كيلومتراً شمال حلب قبل أن يتم صده في هجوم معاكس أوقع عشرات القتلى في صفوف الطرفين.
وفيما أشار المرصد إلى أن الطريق الذي يستخدمه سكان مدينة حلب المتجهين شمالاً إلى الحدود التركية بقي مقفلاً الأربعاء، قال حسن الحاج علي قائد «لواء صقور الجبل» (معارضة مسلحة): «تجري معارك عنيفة اليوم (أمس) بيننا وبين داعش في أحراص وتل جبيين في ريف حلب الشمالي». وتابع في اتصال مع «رويترز» عبر الإنترنت: «حصل تقدم (لداعش) عند الفجر لكننا تمكنا من استرجاع أحراص بالكامل وهناك معارك في تل جبيين».
ويقاتل «لواء صقور الجبل» المدعوم من الغرب، تنظيم «داعش» على الأرض، غير أن عناصره يتعرضون في الوقت عينه لغارات من الطيران الروسي ويستعدون حالياً لمواجهة عملية عسكرية واسعة يحضّر لها الجيش السوري. وأضاف: «هناك حشد (لقوات) النظام في معظم أماكن حلب، وخصوصاً في باشكواي، في إشارة إلى بلدة أخرى شمال مدينة حلب.
وقال مسؤولان إقليميان بارزان لـ «رويترز»، إن إيران أرسلت آلاف الجنود الإضافيين إلى سورية في الأيام الأخيرة لدعم عملية عسكرية جارية في محافظة حماة تحضيراً للعملية في حلب. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ مساء الثلثاء صورة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مرتدياً ملابس قاتمة في منطقة أحراج في شمال محافظة اللاذقية وهو يخاطب عبر مكبّر للصوت ضباطاً إيرانيين وعناصر من «حزب الله» اللبناني بلباسهم المموه.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أن ضابطين كبيرين في الحرس الثوري قُتلا (يوم الإثنين) بينما كانا يقاتلان مسلحي «داعش» في سورية. وكتب مراسل للتلفزيون الرسمي الإيراني على صفحته على «إنستغرام»، أن الضابطين هما الجنرال فرشاد حسوني زاده وحميد مختار بند. وكان قيادي كبير آخر في الحرس الثوري قُتل الأسبوع الماضي فضلاً عن قائد عسكري كبير في «حزب الله».
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية أمس، إن الجيش النظامي أطلق أيضاً عملية عسكرية جديدة ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق دمشق بينها حي جوبر وحرستا التي تسيطر عليهما جماعات مسلحة بينها «جيش الإسلام».
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي قصف 40 «هدفاً إرهابياً» في سورية في الساعات الـ24 الماضية، أي بتراجع عن عدد الغارات في الأيام الماضية. وشملت الغارات الجديدة محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة ودير الزور.
في غضون ذلك، حدد السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشتشاك، الجهات التي يستهدفها القصف الروسي، وتضم بالإضافة الى جبهة النصرة وتنظيم «داعش» كلاً من «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام» و «جيش الشام».
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء توصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق في شأن تنظيم الطيران فوق الأجواء السورية لتلافي وقوع حوادث عرضية. لكنه قال أمام مجلس الدوما (البرلمان) إن واشنطن امتنعت عن استقبال وفد روسي رفيع المستوى لبحث الملف السوري، كما رفضت إرسال وفد أميركي إلى موسكو.
ويوم الثلثاء قال المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي: «ستغلبين بإذن الله يا روسيا»، مضيفاً: «هبّوا يا شباب الإسلام في كل مكان الى جهاد الروس والأميركيين. إنها حرب الصليبيين على المسلمين، حرب المشركين على المؤمنين».
روسيا توضح سبب اقتراب مقاتلاتها من الطائرة الأميركية في سورية
موسكو – رويترز
نقلت وكالة «إيتار تاس» للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم (الأربعاء)، أن «مقاتلة روسية اقتربت من طائرة حربية أميركية بسورية في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، للتعرف إليها لا تهديدها». وقالت الوزارة أن «الطائرة سوخوي 30 سي إم كانت على بعد ما يتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات من الطائرة الأميركية». وقالت واشنطن أمس أن «طائرتين أميركية وروسية اقتربتا من بعضهما بعضاً وأصبحتا في مجال الرؤية الواضحة فوق سورية».
مقتل ضابطين من الحرس الثوري الإيراني في سورية
دبي – رويترز
قالت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء في وقت متأخر من مساء أمس (الثلثاء)، إن ضابطين كبيرين في الحرس الثوري الإيراني قتلا في سورية، بينما كانا يقاتلان مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وذلك قبل هجوم مزمع للجيش السوري بدعم من طهران.
وأضافت الوكالة أن الميجر جنرال فرشاد حسوني زاده والبريغادير حميد مختار بند قتلا في معارك أول من أمس.
وقال مسؤولان إقليميان كبيران إن إيران أرسلت آلاف الجنود إلى سورية خلال الأيام القليلة الماضية لتعزيز هجوم بري مزمع للجيش السوري على مقاتلي المعارضة في حلب ومن المقرر أن تدعمه ضربات جوية روسية.
وكان قيادي كبير آخر في الحرس الثوري الإيراني يدعى حسين همداني قتل الأسبوع الماضي، بينما كان يقدم المشورة للجيش السوري قرب حلب.
وطهران حليفة الرئيس السوري بشار الأسد الرئيسة في المنطقة وأمدته بدعم عسكري واقتصادي منذ بدء الصراع السوري الذي دخل عامه الخامس.
كيف تغير الموقف الأميركي من المعارضة السورية؟
دبي – زبير الأنصاري (مدرسة الحياة)
ضجت الصحف اليومية بخبر القرار الاميركي بمساعدة المعارضة السورية التي تحارب تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) عبر ارسال اسلحة بعضها «نوعي». ويأتي هذا القرار بعدما عدلت الولايات المتحدة عن تسليح وتدريب معارضين «معتدلين» نتيجة انهيارهم في ساحات المعركة.
وسيكون هذا القرار مؤثراً على المنحى الذي ستتخذه الأزمة السورية، خصوصاً بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية، بعدما كانت موسكو تدعم النظام السوري من بعيد.
وقبل أن تتدخل روسيا بشكل علني، كشف مسؤولون أميركيون أن موسكو نشرت 28 مقاتلة في سورية، وسيرت رحلات استطلاع بطائرات بلا طيار في أجوائها، ما عزز المخاوف من حصول صدام جوي غير مقصود بينها وبين طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش».
ويُوحي تدفق الطائرات إلى سورية وبدء تشغيل طائرات الاستطلاع من دون طيار بأن الروس ربما يكونون على وشك الانخراط في الحرب الدائرة في سورية منذ اربع سنوات بين نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة، علماً بأنهم برروا انخراطهم الأكبر عسكرياً في سورية بأنه يأتي لمساعدة الحكومة في محاربة الإرهاب.
وتزامن تشغيل الروس طائرات الاستطلاع مع استهداف سفارتهم في دمشق بقذائف هاون قالت وزارة الخارجية الروسية إن مصدرها حي جوبر الذي تسيطر عليه المعارضة على الأطراف الشرقية للعاصمة، ما فُسر بأنه «رسالة» من المعارضة إلى الروس تحذّرهم من الانحياز في شكل أكبر إلى جانب النظام.
من جهته، قال ناطق باسم المعارضة السورية أول من أمس (الإثنين) إن الولايات المتحدة أبلغت المعارضة المسلحة أن أسلحة جديدة في طريقها إليهم لمساعدتهم في شن هجوم مشترك مع حلفائهم الأكراد على مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
وربما بسبب استشعار المعارضة بعدم جدية أميركا في دعمها، بعد إدخالها تغييرات على خطتها لدعم المعارضة «المعتدلة»، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية، انضمامها إلى تحالف «قوى سورية الديموقراطية» الجديد الذي يضم جماعات سورية عربية بينها «جيش الثوار» وجماعة مسيحية آشورية قاتلت معها ضد تنظيم «داعش» في شمال سورية.
وقالت في بيان إن التحالف تشكل «في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها بلدنا، وفي ظل التطورات المتسارعة على الساحتين العسكرية والسياسية، والتي تفرض أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين، تجمع بين الكرد والعرب والسريان والمكونات الأخرى كافة على الجغرافية السورية».
ومع التدخل الروسي، أصبح الوضع السوري أكثر تعقيداً، إذ يعني ذلك أن الحلول التي تتعلق بسورية لن تكون ممكنة في المدى المنظور، خصوصاً وأن الإدارة الأميركية «متذبذبة» في موقفها إزاء دعم المعارضة السورية.
ففي حزيران (يونيو) من العام الماضي، أعلنت المستشارة في وزارة الخارجية الأميركية دانا شل سميث، أن بلادها تؤيد ما ورد في مشروع قانون يسمح بتدريب عسكري علني لـ «المعارضة السورية المعتدلة».
وكانت سوزان رايس، مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي باراك اوباما، اكدت غداة الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد رئيسا لولاية ثالثة، أن الولايات المتحدة تقدم «دعما فتاكا وغير فتاك الى المعارضة السورية المعتدلة».
وبعد أشهر من تلك التصريحات، بدأت الولايات المتحدة ودول عدة، بينها دول عربية، بشن حملة قصف جوي واسعة ضد مواقع تنظيم «داعش» وجماعات إرهابية أخرى.
وبعد الهجمات المستمرة على معاقل التنظيم المتطرف، لا تزال الولايات المتحدة تلمح بأنها تواجه صعوبة في تجنيد قوات للمعارضة السورية ضمن برنامج يهدف الى تدريبهم وتزويدهم بالعتاد لمحاربة «داعش».
وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في جلسة للكونغرس «لدينا ما يكفي من مواقع التدريب، لكن في الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما يكفي من المتدربين لملء المواقع».
وأعلن مسؤول في «البنتاغون» قبل أيام أن أميركا ستقلص برنامجها لتدريب المعارضة السورية المعتدلة لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية»، وسيركز بدلاً من ذلك على اختيار الذين يجب تدريبهم وتسليحهم.
ويعتبر هذا التغيير في الاستراتيجية بمثابة اعتراف ضمني بفشل برنامج «البنتاغون» في تدريب الآلاف من المعارضين السوريين «المعتدلين» بكلفة 500 مليون دولار.
موسكو تعتبر أن «الائتلاف» السوري «يفقد نفوذه»
موسكو – رائد جبر
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مقاتلاتها استهدفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أكثر من أربعين موقعاً لتنظيم «داعش» في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة ودير الزور، بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده تتابع عن كثب التطورات الداخلية في صفوف المعارضة السورية المسلّحة، بما في ذلك تحالف «قوى سورية الديموقراطية»، ودعا الأميركيين إلى «فتح خرائطهم لتحديد الإرهابيين في سورية».
وقال اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع، أن طائرات روسية من طراز «سوخوي 24» وجّهت «ضربات دقيقة دمرت في محيط مدينة حلب ورشات لصناعة سيارات مفخخة»، مشيراً إلى أن «إرهابيين خططوا لاستعمال هذه السيارات في تنفيذ هجمات إرهابية في مختلف المدن والبلدات السورية، ولمهاجمة الجيش السوري». وزاد أن مقاتلة من طراز «سوخوي 25» دمرت في محيط حريتان مخزنَي أسلحة ووقود لمسلّحي «داعش».
سياسياً، قال لافروف أمس خلال مشاركته في جلسة خاصة عقدها مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، أن بلاده تتابع تشكيل وتحركات التحالف الجديد الذي يضم وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل أخرى شاركت في المعركة ضد تنظيم «داعش» في شمال سورية، بخاصة في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في بداية العام، وأضاف أنه «يضم جماعات مسلّحة كثيرة. وفي صفوفه العديد من التشكيلات التي لا نعتبرها إرهابية، منها وحدات كردية وميليشيات مسيحية آشورية، ونحن مستعدون للتعاون معها».
ودعا الوزير الغرب إلى «تقديم المساعدة لموسكو في إقامة الاتصالات بتلك التشكيلات المسلحة»، مضيفاً أن «ما نريده من أولئك الذين يملكون التأثير في هذه التشكيلات ويمولونها ويسلحونها، هو معرفة ما إذا كانت هذه التشكيلات ترفض التطرف والإرهاب فعلاً، فنحن نسعى إلى إقامة اتصالات والتعاون معها». كما أكد لافروف أن روسيا مهتمة بالتعاون العملي مع السعودية وتركيا والدول الأخرى في المنطقة من أجل تسوية الأزمة السورية.
وفي تذكير باستعداد موسكو لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل العراق في حال تلقت طلباً رسمياً في هذا الشأن من الحكومة العراقية، قال لافروف أن «موسكو لم تتسلم بعد طلبات من دول أخرى غير سورية في شأن تقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب»، و «إذا تسلّمنا، سيتخذ القائد العام للقوات المسلّحة قراراً في هذا الشأن بعد التشاور مع وزارة الدفاع». ورجّح لافروف أن يدخل الاتفاق الروسي – الأميركي حول التنسيق لمنع وقوع صدام بين قوات الطرفين في سورية، حيّز التطبيق خلال أيام. وأكد استعداد موسكو لـ «تعميق التعاون حول سورية مع الأميركيين»، وأوضح: «نحن مستعدون للجلوس معهم وبأيدينا خرائط لكي نتفق: أين مواقع الإرهابيين في رأيهم، وأين مواقع الإرهابيين في رأينا. وإنني واثق من أننا، إذا عملنا معاً في صورة نزيهة، سنتوصل إلى تقييمات متطابقة».
في غضون ذلك، اعتبرت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، أن «المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، تعني قبول منطق الإرهابيين». وأعربت عن «استغرابها» أن يقوم «العالم المتحضر بتلبية مطالب الإرهاب الدولي». لكن زاخاروفا أشارت في المقابل، إلى أن روسيا «لا تدعم الأسد، والمهم بالنسبة إلينا هو الحفاظ على مؤسسات الدولة في سورية»، مضيفة أن موسكو تعتبر الإرهاب في المنطقة «خطراً مباشراً على أمنها».
وقالت الناطقة أن لقاء لافروف الثلثاء، مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، «سمح بتوضيح المواقف وتحليل كل جوانب التسوية السياسة، وكذلك اتصالات موسكو مع دمشق والمعارضة السورية والعملية الجوية الروسية في سورية»، مضيفة أن الجانب الروسي «أكد موقفه بأن التسوية السياسية تمثّل الهدف النهائي الرئيسي».
وجددت انتقاد موقف الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي «أعلن مقاطعته دي ميستورا، وبات يفقد مصداقيته ونفوذه يوماً بعد آخر، ولا يستطيع إثبات أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري».
وفي برلين (أ ف ب)، قال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الأربعاء أمام مجلس النواب: «علينا أن نحض الولايات المتحدة وروسيا على ألا يجري تدخلهما العسكري (في سورية) في شكل يصبح في نهاية المطاف نزاعاً بين الولايات المتحدة وروسيا».
ما وراء تقرير «دير شبيغل»: كميات هائلة من الذخيرة أودعها الروس وقوات النخبة تحرس المعسكر الروسي والشيشان حضروا لصالح تنظيم «الدولة»
توسع في «الحسينيات» في اللاذقية وارتفاع منسوب الحساسية بين «الحرس الثوري» و«القوات الروسية»
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: لا يمكن إخفاء مظاهر التماس التي تتزايد، بالتوازي مع الحضور الروسي العسكري القوي في سوريا، بين بعض حلقات النظام السوري وبعض الحلقات النافذة في الحرس الثوري الإيراني وحتى في «حزب الله» اللبناني الذي تؤكد تقارير معمقة انه يمتثل ميدانيا، خصوصا في تفاصيل الاشتباك العسكري بغالبية المناطق المتواجد فيها لأمر الحرس الثوري الإيراني من دون توازن في التنسيق مع النظام السوري نفسه.
آخر المعلومات التي حصلت عليها «القدس العربي» ومن مصادر موثوقة جدا تشير إلى ان القيادة العسكرية الروسية التي تدير المهام والواجبات داخل سوريا لا تستجيب بالسرعة المطلوبة ميدانيا لرغبة الحرس الثوري الإيراني في التنسيق العملياتي، الأمر الذي يعتبر إشارة تعزز القناعة بوجود إشكالية وحساسية متعددة الأطراف حتى داخل غرفة عمليات التنسيق المركزية.
هذه الحساسيات لاعلاقة لها فقط بما ورد تفصيليا في صحيفة «دير شبيغل» الألمانية مؤخرا بقدر ما لها علاقة بامتناع النظام السوري ومعه القيادة السورية العسكرية الروسية عن الالتزام الحرفي ببروتوكول تنسيقي تم اعتماده في غرفة عمليات لقاء بغداد الشهير الذي حصل قبل الحملة العسكرية الروسية وتشكلت بموجبه هيئة تنسيقية تضم روسيا وسورية والعراق وإيران.
ما أثارته صحيفة «دير شبيغل» أعقب عمليا الجدل الماثل حول ظروف مقتل العميد النافذ في قيادة الحرس لثوري حسين همداني حيث لا زالت ملابسات مقتل الأخير تثير التساؤل وتنطوي على غموض.
ميدانيا أفادت تقارير اطلعت على مضمونها «القدس العربي» بأن طوق كماشة ثلاثي الأبعاد يحرص حاليا معسكر القيادة الروسي الأرضي المركزي الذي يدير تفصيلات الاشتباك والطلعات الجوية.
عدد الروس العسكر في مقر القيادة المركزية قرب اللاذقية يبلغ نحو 1000 عسكري منهم نحو 70 ضابطا برتبة كبيرة ومتوسطة، وجميعهم يرفضون السماح لأي جهة في وزارة الدفاع السورية بالاطلاع على الأجهزة والمعدات اللوجستية المتعلقة بالواجبات العسكرية داخل المعسكر.
لافت جدا للنظر، برأي خبراء عسكريين تصدر عنهم تقارير متابعة ميدانية استخباراتية الطابع، ان مقر القيادة الروسية العسكري لتنسيق العمليات محاط بحزامين عسكريين لأغراض التأمين اللوجستي، فيما يبدوا ان حراسة هذا المرفق العسكري الحيوي المهم أوكلت لفرقة النخبة الرابعة في الجيش السوري مباشرة في الحزام الأول، فيما كلف قطاع يتبع الحرس الجمهوري بتأمين الحزام الثاني من دون أي وجود للشريك الإيراني في مثل هذه الترتيبات.
الانطباع يتزايد بظهور عمليات « تلامس» وفي عدة مراحل بين النظام السوري وتحديدا أجهزته الأمنية وبين فعاليات والأذرع العسكرية والأمنية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وفي بعض المناطق مع معاداة الحدود مع لبنان ظهرت تلامسات تجاذبية مع قوات «حزب الله».
خبراء في المعارضة السورية يتحدثون عن أداء شيعي وطائفي بامتياز يمكن تلمسه من قراءة بعض التحركات والتحشدات العسكرية الإيرانية والتابعة لـ»حزب الله» في العديد من المناطق.
تلك الحساسية أو نقاط التجاذب ظهرت فنيا عندما تعلق الأمر بمحاولة تأمين مواقع الاشتباك الواسعة في محيط الزبداني تحديدا وفي منطقة جسر الشغور بصورة خاصة، ما دفع الكثيرين للاعتقاد بأن الحرس الثوري الإيراني يسعى لتحصين وتعزيز «سندويشته الجيوسياسية» الخاصة داخل «السندويشة» الكبرى التي يحاول انتاجها النظام السوري نفسه.
خصوصا مع الالتفاف الجغرافي الميداني ما بين الزبداني والجزء المتصل من ريف دمشق بمناطق حدود لبنان التي يعتبر «حزب الله» النافذ الأكبر فيها.
العمليات الأمنية التي يقوم بها الحرس الثوري و»حزب الله» في بعض المناطق تتم بمبادرات ذاتية ومن دون تنسيق واضح وتفصيلي مع وزارة الدفاع السورية وحتى في أوساط إعلامية تتبع «حزب الله» استمعت «القدس العربي» مباشرة لآراء تحفظية تتحدث عن نزاعات وصراع أجندات وأوليات متباينة بعد بعض المعارك في مناطق الشريط الحدودي والقرى المحاذية.
جزء من هذه التحفظات يتناول تكريس الخطاب الطائفي تعبويا في نظام الإعلام والتوجيه التابع لـ»حزب الله» وجزء آخر منها يدير النقاش على أساس ان «حزب الله» قدم تضحيات كبيرة ويحق له بالمقابل إقرار السياسات الميدانية بعد تحرير مناطق بعينها.
مثل هذه التلامسات النقاشية تعكس وجود تباين وخلافات خلف الكواليس يخفيها الفرقاء بقدر من الذكاء حتى الآن.
لكنها في الوقت نفسه تلامسات تمنح المصداقية أو بعضها على الأقل للتقارير الإعلامية الغربية التي بدأت تنبش في تفاصيل الحاجة السورية للشريك الروسي القوي تحت عنوان الحد من نفوذ الحرس الثوري و»حزب الله» في معادلة الميدان، خصوصا وأن خطاب التخلي عن المعارضة السورية وإعادة تأهيل النظام السوري في المستوى العربي والإقليمي قد يتطلب في مرحلة لاحقة التخفيف من الذرائع العربية والإسرائيلية والإقليمية التي تستخدم بسبب النفوذ الإيراني وتصرفات الحرس الثوري و»حزب الله» تحت الشعار الطائفي.
التقارير الميدانية تتحدث عن تردد روسي في تدشين خطط الاشتباك البري، خصوصا مع استدعاء للطاقم الشيشاني المقاتل في صفوف «تنظيم الدولة» و»جبهة النصرة» ومع الرسائل التي بدأ «الجيش الحر» يبثها بالروسية للشعب الروسي.
لكن هذا التردد لا يوقف كميات الذخيرة الهائلة التي تم إيداعها في اللاذقية تحديدا وفي بعض مستودعات النظام السوري المخصصة لتخزين الذخيرة وهو تردد في الوقت نفسه لا ينفي رصد معالم شكل من أشكال الصراع على النفوذ الميداني، لأن موسكو معنية بالكثير من الأشياء لكن ليس من بينها حرب طائفية مقدسة تخدم مصالح إيران فقط، في الوقت الذي بدأت فيه أجهزة الاستخبارات الغربية تحصي عدد الحسينيات التي تنمو في معاقل النظام العلوية وتحديدا في اللاذقية ومحيطها.
المرصد السوري: 10 قتلى في غارات روسية وسط سورية
القاهرة – (د ب أ)- أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي الروسي نفذ منذ فجر الخميس ما لا يقل عن 15 غارة على مناطق في حمص وسط سورية.
وأضاف في بيان أن ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم ستة مسلحين قتلوا وسقط عدد من الجرحى بعضهم في حالات خطرة ، وسط اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر الخميس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات من الجيش بدأت عملية عسكرية في ريف حمص “بعد توجيه ضربات جوية مركزة وتمهيد مدفعي كثيف على تجمعات ومقرات التنظيمات الإرهابية” ، وتمكنت من إحكام سيطرتها على إحدى المناطق.
ميركل: نحتاج للحوار مع روسيا والقوى الاقليمية لحل الصراع في سوريا
برلين – (رويترز) – قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الخميس إن الصراع في سوريا هو أكبر سبب لتدفق اللاجئين على أوروبا.
وأضافت “لتحقيق الاستقرار في هذه الدولة التي تعاني بشدة من الارهاب والعنف ولتحقيق السلام في الأجل الطويل نحتاج لعملية حوار سياسي تشمل روسيا وقوى عالمية أخرى من بينها القوى الاقليمية.”
خسائر لتنظيم «الدولة» في معارك مع المعارضة في ريف حلب والنظام يستعد للهجوم على الطرفين
تزايد القتلى في صفوف القيادات العسكرية الإيرانية في سوريا
عواصم ـ وكالات ـ دمشق «القدس العربي» ـ من هبة محمد: قتل العشرات من «تنظيم الدولة»، أمس الأربعاء، في بلدة «تل جبين» في ريف حلب الشمالي (شمال سوريا)، خلال تصدي قوات المعارضة لهجوم شنّه التنظيم على البلدة، بعد تقدمه وسيطرته على قرية «إحرص» المجاورة.
وأوضحت مصادر في المعارضة، أن فصائل تابعة لها تمكنت أمس من صدّ هجوم «تنظيم الدولة» على بلدة «تل جبين» بعد معارك عنيفة استمرت لساعات، مشيرين إلى أن»عنصرين من داعش تم أسرهما خلال المعارك».
وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات عنيفة تشهدها قرية «إحرص»بين الجانبين بعد سيطرة «داعش»على معظم أجزائها في وقت سابق، لافتة إلى أن المعارضة تسعى جاهدة لاستعادة القرية، كونها تحتل موقعا استراتيجيا، وتطل على طريق إمداد المعارضة من ريف حلب الشمالي إلى المدينة.
وقال شاهد عيان إنه رأى نحو 20 جثة لمقاتلي»داعش» في «تل جبين» سقطوا خلال المعارك مع فصائل المعارضة، فيما أعلنت الأخيرة عن مقتل 50 عنصراً من التنظيم في البلدة، دون أن توضح الخسائر في صفوفها.
يأتي ذلك وسط إعلان مسؤولين حكوميين سوريين أن الجيش يحضر لعملية عسكرية سيشنها هناك بدعم من جنود إيرانيين ومقاتلات روسية.
وقال مسؤولان إقليميان بارزان إن إيران أرسلت آلاف الجنود الإضافيين إلى سوريا في الأيام الأخيرة لدعم عملية عسكرية جارية في محافظة حماة تحضيرا للعملية في حلب.
كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غرب سوريا.
وبدا سليماني في الصورة مرتديا ملابس قاتمة في منطقة أحراج في شمال محافظة اللاذقية وهو يخاطب عبر مكبر للصوت الضباط الإيرانيين ومقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية بلباسهم المموه.
وقال سالم زهران وهو إعلامي لبناني مقرب من حزب الله والنظام السوري «تسريب هذه الصور في هذا التوقيت مقصود وضمن إدارة المعركة التي تشارك فيها السوخوي الروسية جوا.»
جاء ذلك فيما ازدادت خسائر القوات العسكرية التي أرسلتها إيران للقتال بجانب نظام الأسد في الحرب الدائرة بسوريا، بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث لقي 3 جنرالات إيرانيين مصرعهم هناك، في غضون ثلاثة أيام، فضلاً عن مقتل قائدين ميدانيين بارزين في حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وبحسب المعلومات الواردة في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي الإيراني، ووسائل الإعلام المقربة من المؤسسات الأمنية، فإن الخسائر في صفوف قيادات القوات الإيرانية في سوريا، تزداد مع مرور الوقت.
ومن أبرز الأسماء التي لقيت مصرعها في سوريا، مؤخرا، العميد في الحرس الثوري الإيراني، حسين همداني، الذي قتل في مدينة حلب، شمالي سوريا، في 9 تشرين الأول/ اكتوبر الحالي.
وكان همداني يشغل منصب نائب الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس (العمليات الخارجية) في الحرس الثوري، الذي يدير الاستخبارات العسكرية وعمليات الميليشيات خارج البلاد.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، مقتل القائدين في الحرس الثوري «حاج حميد مختار بند»، الملقب بـ»أبو الزهراء»، و»فرشاد حسوني زاده»، في محافظة حماة السورية.
أما على صعيد حزب الله اللبناني، فقد قُتل القيادي حسين الحاج، في 10 من الشهر الحالي، في سهل الغاب، بحماة، ويعرف الحاج بأنه الرجل الثاني لزعيم الحزب «حسن نصر الله» في سوريا.
هذا، وأعلنت وسائل إعلام مقربة من حزب الله، مقتل القيادي محمد مصطفى حجيج، خلال قتاله في سوريا.
وبحسب المصادر الإيرانية، فقد قتل 8 جنرالات إيرانيين في سوريا منذ شباط/ فبراير 2013، بمن فيهم الذين قتلوا في الأيام الثلاثة الماضية.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن كلا من الجنرالات «حسن شتري»، و»محمد جمالي زاده»، وعبدالله اسكندري»، و»جبار دريساوي» و»علي الحدادي» قتلوا في مناطق دمشق وحلب والقنيطرة في سوريا، في أوقات مختلفة.
بثّ صور لقائد فيلق القدس الإيراني في سوريا على الانترنت
بيروت ـ رويترز: ظهرت صور ثابتة أمس الأربعاء لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، في لقاء مع موالين للرئيس بشار الأسد في اللاذقية في سوريا.
وجرى تصوير سليماني في منطقة تغطيها الغابات ورد أنها في محافظة اللاذقية الشمالية وهو يوجه كلمة للجنود في ملابس مموهة من خلال مكبر صوت مرتديا زيا داكن اللون. وأرسلت إيران آلافا من القوات الإضافية لسوريا في الأيام الأخيرة لدعم هجوم تشنه القوات السورية في حماة وتحضيرا لهجوم ثان في حلب، حسب ما قاله مسؤولان كبيران في المنطقة.
وقال سالم زهران الإعلامي اللبناني وثيق الصلة بحزب الله اللبناني والحكومة السورية «هذا التسريب في الوقت الحالي متعمد. وجزء من المعركة التي تشارك فيها (طائرات) سوخوي الروسية.»
وفي مؤشر آخر على الدور المحوري لإيران في دعم الرئيس السوري بشار الأسد وصل وفد برلماني لدمشق أمس.
ظريف: مواقف مصر «متقاربة جدا» مع إيران بخصوص سوريا والأسلحة النووية
القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، عن وجود تقارب كبير في المواقف المصرية الإيرانية تجاه بعض القضايا الإقليمية. وقال: إن المواقف المصرية متقاربة جدا مع إيران خصوصا بشأن السلاح النووي، والأزمة في سوريا.
ونقلت تقارير عن ظريف قوله في لقاء مع رؤساء تحرير صحف عربية في الكويت، إن إيران لا تسعى لإلغاء دور أي أحد في المنطقة، وإن مصر والسعودية وإيران لها دور أساسي، غير أن بعض الدول حاولت إلغاء الدور الأساسي للإيرانيين.
ولفت إلى أن طهران «اقترحت حوار الحضارات، وهذه المبادرة لا تعتمد إلغاء دور الآخرين، والحكومة السعودية تريد إلغاء دور إيران، وفي اجتماعات جنيف وباريس كان السعوديون يطالبون بعدم حضورنا».
وأشار ظريف إلى أن العرب والإيرانيين في سفينة واحدة، وإذا أصابها الغرق سيغرقون جميعا، وأن العالم سيقف على الشاطئ متفرجا.
وتابع:»نعتقد أن السعودية مستهدفة من تنظيم الدولة والإرهاب، ونحن نتطلع لتطوير الصداقة والمودة مع أصدقائنا السعوديين. وأصدقاؤنا العرب الذين دعموا صدام خلال 8 سنوات من حربه ضد إيران وقاموا بتجهيزه يعرفون جيدا أننا لم نطالبهم بشيء مقابل دعمهم لصدام في تلك الحرب، ولم نطالبهم بالمجيء لبناء الثقة معنا ولم نظلمهم حتى اليوم، والشعب الذي تعرض للظلم هو الشعب الإيراني، الذي قصف بالأسلحة الكيميائية خلال ثماني سنوات. وأصدقاؤنا العرب هم الذين يذهبون إلى أمريكا لعرقلة الاتفاق النووي، ونحن لم نكن مستعدين للحوار مع أمريكا، وكنا ندعو للحوار مع أصدقائنا العرب».
اغتيال «عبدالعزيز عيون» القاضي العام السابق في الغوطة الشرقية لدمشق وأصابع الإتهام توجه إلى النظام
أحمد الدمشقي
ريف دمشق ـ «القدس العربي»: في عملية اكتنفها الغموض قام ملثمون باغتيال الشيخ عبد العزيز أبو أحمد عيون الملقب «أبو شجاع الأزهري» على أحد طرق مسرابا في غوطة دمشق، بعد أن أفرغوا حوالي 15 طلقة في جسده، وتأكدوا من مقتله ثم لاذوا بالفرار على دراجة نارية، وكان الشيخ في طريقه إلى حضور اجتماع يتمحور حول مشكلة المعابر، وأفاد شهود عيان أن العملية تمت بإطلاق الرصاص من سلاح كلاشينكوف من قبل شخصين كانا يستقلان دراجة نارية ويلاحقان الشيخ عبد العزيز، وبعد فقدان الشيخ للسيطرة على السيارة إثر إصابته ترجل الملثمان للتأكد من موته ومـن ثـم لاذا بالـفرار.
وبينما قامت عناصر من الشرطة بالتحقيق في مكان الحادث قامت حشود من أهالي الغوطة، بينهم قادة عسكريون على رأسهم زهران علوش قائد «جيش الاسلام»، بتشييع الشيـخ عبدالعـزيز في مدـينة دومـا مسـقط رأسـه.
وللشيخ عبدالعزيز مكانة مميزة لدى أهالي الغوطة لما له من أياد بيضاء ومواقف امتازت بالحكمة والحيادية، وساعدت في عديد المرات على تجنب أزمات كبرى عبر مساهمته في فض الخلافات، وكانت آخر وساطاته العمل على تسوية الخلاف الذي نشب بين «جبهة النصرة» و«فيلق الرحمن» بسبب المعابر، وهو حامل لشهادة جامعة الأزهر وعدد من الشهادات الأخرى، حسبما أفاد الناشط حسان تقي الدين من الغوطة الشرقية في حديث خاص لـ «القدس العربي» والذي أضاف أن الشيخ عبدالعزيز من مؤسسي القضاء الموحد في الغوطة الشرقية، ومن أبرز الشخصيات الدينية فيها وشغل منصب القاضي العام في الغوطة الشرقية عند تأسيس القضاء، ثم تركه بعد فترة من توليه المنصب منذ قرابة العام بسـبب المشـاكل حول القضاء في الغوطة وعدم التزام الجميع بأحـكامه، وهو السبب نفـسه الذي دفع القاضي الثاني أبو خالد طفور للاستقالة من منصبة قبل تعيين الشيخ زين العابـدين عبدالـله مؤخـرا.
ونقل حسان عن قائد الشرطة في دوما قوله أن التحقيقات جارية حول عملية الاغتيال، والذي استبعد بدوره ضلوع «تنظيم الدولة» في العملية بسبب اختلاف الأسلوب المتبع في عمليات التنظيم والتي تستخدم فيها العبوات الناسفة واللواصق والعمليات الانتحارية، وأكد «تقي الدين» أن لا عداوة للشيخ مع أي فصيل في الغوطة، وهو على الحياد تماما مع الجميع، ولدى سؤاله عن الجهة المستفيدة من العملية قال تقي الدين ان احتمال تورط النظام وارد جدا لأنه أكبر المستفيدين من بقاء مشاكل الغوطة بلا حلول، ولم يستبعد تقي الدين وجود خلايا نائمة للنظام في الغوطة، مشيرا إلى أن الشيخ عبد العزيز كان بمفردة أثناء الحادث ومن دون حراسة أمنية على اعتبار أنه لا يشغل أي منصب رسمي، وكان في طريقه لحضور اجتماع لتشكيل لجنة «نصرة المظلومين» والتي تعمل على الضغط على الفصائل العسكرية لتسليم إدارة المعابر للهيئات المدنية، وبالتالي التخلص من قضية المعابر الشائكة.
وسجلت في الفترة الأخيرة سلسلة من عمليات الاغتيال الفاشلة والناجحة في الغوطة الشرقية بدأت باغتيال الناشط السياسي عدنان فليطاني، ثم اغتيال أحد قادة «جيش الأمة» المنحل أبو عمار خبية، ثم محاولة لاغتيال أبو النصر شمير قائد «فيلق الرحمن» والتي قام بها تنظيم الدولة عبر تفجير أحد عناصر التنظيم لنفسه عند مرور الموكب الذي كان يستقله، والذي أدى إلى إصابة الشيخ أبو ثابت الخرقي أحد أبرز شيوخ الغوطة ومن ثم وفاته نتيجة هذه الإصابة، ثم محاولة لاغتيال أبو النور مسرابا أحد قادة «جيش الإسلام»، تلتها عملية اغتيال أبو محمد عدس أحد قادة «جيش الإسلام» ومسؤول تأمين المنشقين فيه، رفقة نائبه، وبعد تنفيذ العملية بساعات نشر على صفحات التواصل الاجتماعي بيان تبنى فيه «تنظيم الدولة» عملية اغتيال الشيخ عبد العزيز، لكن سرعان ما تم نفي البيان واكتشاف أنه مزور، لتبقى عمليات الاغتيال في الغوطة غامضة الملابسات ومجهولة الفاعلين بسبب ضعف الإمكانيات وتشابك الأحداث والمعطيات.
واشنطن: قوات الأسد لم تحرز أي تقدم بسبب الغارات الجوية الروسية
جولة ثالثة من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا لمنع اشتباك غير مقصود في الأجواء السورية
رائد صالحة
بوسطن ـ واشنطن ـ «القدس العربي»: بدأت جولة ثالثة من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، الأربعاء الماضي، لمنع اشتباك غير مقصود في الأجواء السورية، وسط تقارير تفيد باقتراب الطائرات الروسية على مسافة لا تبعد أكثر من عدة أميال من الطائرات الأمريكية لدرجة ان الطيارين يمكنهم مشاهدة بعضهم بعضا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر انه ينبغى علينا القدرة على الاتفاق على الأقل للتأكيد من سلامة الطياريين قدر الامكان رغم عدم تمكننا حتى الان من الاتفاق على سياسة سوريا، وفي اليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم البنتاغون ان الطائرات الروسية كانت على بعد لا يتجاوز 10 أميال فقط في يوم السبت الماضي وسط جولة ثانية غير ناجحة من المحادثات حول السلامة التجريبية.
ولم تأمر القيادة العسكرية الأمريكية طياريها بتغيير مسار الطريق السبت الماضي، كما فعلت في حوادث سابقة، رغم قدرة الطيارين من البلدين على رؤية بعضهم بعضا، اثناء التحليق في الأجواء السورية، ولكن الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم الحملة العسكرية ضد «تنظيم الدولة»، أشار إلى ان الوضع خطر للغاية في حين أكد كارتر ان المحادثات تسير بشكل مهني ولكنه لم يتم الاتفاق على أي شئ حتى الآن.
وأكد كارتر ان الولايات المتحدة لا تخطط لتغيير سياستها في سوريا نتيجة مشاركة روسيا، وعلى النقيض من ذلك، حث كارتر روسيا على تغيير استراتيجيتها قائلا ان النهج الروسي في سوريا خاطئ ويتصف بقصر نظر استراتيجي.
وزعمت موسكو ان هدفها في سوريا هو استهداف «تنظيم الدولة» ولكن واشنطن قالت على لسان أكثر من مسؤول ان معظم الضربات استهدفت الجماعات المتمردة المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد.
وقد صرح كارتر بهذه التعليقات في بوسطن خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي قال بدوره ان روسيا كغيرها من البلدان في جميع أنحاء العالم تدرك ان الحل العسكري ليس قابلا للتطبيق في سوريا، كما أكد موقف الولايات المتحدة القائل بأن روسيا تعقد الوضع في المنطقة.
وقال خلال محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ان هناك تفاهم بأن تصرفات روسيا ستعتبر مهزلة اذا كانت تقصد مساعدة الأسد، وأضاف ليس هناك أى حل سوى الحل السياسي، أما العنصر العسكري فهو يمكن ان يساعدنا للوصول إلى حل ولكن سوريا ستتدمر خلال هذه العملية. وأوضح وارن في مؤتمر صحافي في البنتاغون ان مجموعة من الطائرات الروسية كانت على بعد مسافة بصرية من طائرات التحالف مؤكدا ان الطيارين تصرفوا بشكل مناسب وقاموا بأعمالهم كالعادة، ولكنه قال ان الأمر خطير للغاية إذ لا يمكن تواجد طائرات مختلفة في الأجواء نفسها من دون وجود بروتوكولات لسلامة جميع المشاركين.
ولاحظ وارن قدرة الطيارين الأمريكيين على التحليق في ظروف غير عادية وامتلاكهم لما سماه «الوعي الظرفي».
وقد تم تعليق العلاقات العسكرية الأمريكية الروسية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في العام الماضي، ولكن قرار موسكو ببدء حملة قصف جوي في سوريا اضطر واشنطن لفتح قناة اتصال لتجنب وقوع حوادث في الأجواء.
وقالت الإدارة الأمريكية انها لم تشاهد أي تقدم لقوات الأسد منذ بدء الغارات الجوية الروسية، بل على النقيض من ذلك كانن للغارات تأثيرات سلبية من بينها استفادة «تنظيم الدولة» من الضربات الجوية في عدة مناطق، كما اضطرت الأمم المتحدة إلى وقف العمليات الانسانية في سوريا، بسبب الخطر الذي تمثله هذه الغارات، إذ قال وارن ان الضربات الجوية الروسية متهورة وعشوائية ولها تاثير عكسي لما تزعم روسيا بأنها تود فعله، كما انها أدت إلى زيادة معاناة الشعب السوري. من جهة أخرى، اتهم السناتور جون ماكين ـ جمهوري من أريزونا ـ إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنها متخبطة في ردها على الحشود العسكرية الروسية في سوريا، وقال ان التدخل العسكري الروسي نيابة عن الرئيس الأسد دليل على كارثة سياسة اوباما في الشرق الأوسط ونكسة مذلة أخرى للولايات المتحدة.
وأضاف انه يجب وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما يجب تحويل الصراع الدائر في سوريا إلى فرصة لمنع موسكو من استعادة عافيتها، وقال انه لا يمكننا الخجل من مواجهة روسيا في سوريا، كما يتوقع بوتين من إدارة أوباما، مشيرا إلى ان التدخل الروسي زاد من تكاليف ومخاطر التورط الأمريكي، ولكنه لم يبطل الخطوات الواجب اتخاذها من قبل الولايات المتحدة بل على العكس جعلها حتمية.
الحرس الثوري الإيراني يعلن مقتل رئيس الأركان في «لواء الإمام المهدي» وقائد «لواء صابرين» على الأراضي السورية
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: سربت وكالات إعلام إيرانية عن مصادر خاصة من الحرس الثوري الإيراني مقتل قائدين إيرانيين وصفتهما بالكبيرين، كانا في مهمة قتالية على الأراضي السورية «للدفاع عن العتيات الشيعية المقدسة» بحسب المصدر الفارسي.
ووفقا للوكالة الإيرانية فإن كل من القائدين فرشاد حسوني زاده الذي كان قائدا سابقا للواء «صابرين»، وحميد مختاربند المعروف بـ»أبو زهراء» الذي شغل منصب رئيس الأركان في لواء «الإمام المهدي» الأول، قد قتلا يوم الثلاثاء في الثالث عشر من شهر تشرين الأول /أكتوبر الحالي، من دون تحديد المدينة السورية التي لقيا مصرعهما فيها، واكتفى المصدر بالإشارة إلى أن إقامة مراسم التشييع والدفن سيذاع في وقت لاحق.
وكانت القوات الإيرانية قد خسرت قبل أيام أحد أكبر المستشارين العسكريين لدى الحرس الثوري الإيراني العميد حسين الهمداني وتم تشيعه في العاصمة الإيرانية طهران، فيما تعددت الروايات الإيرانية حول مكان وملابسات مقتله، بين حادث مروري أو على جبهات القتال مع «تنظيم الدولة».
ونشرت وكالات الإعلام الفارسية مراسم تشييع جثمان العميد حسين همداني بحضور أهالي العاصمة وكبار الشخصيات السياسية والعسكرية في إيران، وبعض المنظمات والهيئات كحسينية فاطمة الزهراء.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري خلال تأبين همداني أن لولا الأخير لسقطت مدينة دمشق، والنظام السوري مدين له بذلك، مشيرا إلى أن منطقة غرب آسيا ومنها إيران «مركز لانطلاق الثورة الإسلامية مرتبط بسوريا»، ووصف اللواء جعفري سوريا بـ»الخط الامامي لجبهة الثورة الاسلامية»، وأضاف: ينبغي دعم هذه الجبهة بكل قوة، بحسب وكالات الاعلام الفارسية.
وبحسب المصدر فإن طهران قد أقالت اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا قبل مقتله، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية، وبعد إقالته، تم تكليف العميد همداني بقيادة العمليات العسكرية للحرس الثوري في سوريا والتنسيق بين الألوية والفيالق والمجموعات الشيعية التي تقاتل بالنيابة عن قوات بشار الأسد، في بعض المناطق وتساندها في مناطق أخرى، ومن هذه الأولية التي كلف العميد همداني بالتنسيق معها لواء «فاطميون» الذي يضم عناصر من المهاجرين الأفغان لدى إيران، ولواء «زينبيون» الذي يضم المهاجرين الباكستانيين لدى حكومة طهران، والميليشيات الشيعية العراقية وقوات «حزب الله» اللبناني.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه بلدة السيدة زينب، الواقعة جنوب العاصمة دمشق، عرضا عسكريا لعناصر «حزب الله» اللبناني في وداع قائد عمليات الحزب وأحد مؤسسي الجناح العسكري القائد حسين الحاج الملقب بـ «الحاج ماهر» و«أبو محمد الإقليم» الذي لقي مصرعه يوم السبت في مواجهات مع كتائب المعارضة المسلحة في سهل الغاب في ريف حماة، وتتهيأ لوداع القائد الجديد للعمليات العسكرية، والذي تولى المنصب خلفا لأبو محمد إقليم، وهو القيادي العسكري مهدي حسن عبيد الملقب بـ «الحاج أبو رضا»، الذي قتل بعد حوالي 24 ساعة من توليه منصب قيادة العمليات العسكرية في الشمال السوري.
وذكرت مصادر إعلامية مقربة من «حزب الله» أنه تجري تحضيرات لاستعراض عسكري «لوداع القائد الحاج أبو رضا من جمهور المقاومة ومجاهديها في السيدة زينب بدمشق» في إشارة إلى الميليشيات الشيعية اللبنانية التي تقاتل نيابة عن قوات بشار الأسد في المنطقة الجنوبية والشرقية للعاصمة السورية، التي باتت تعرف بـ «حرم المقام» لدى الطيف المسلح من أبناء الطائفة الشيعية، وذلك تيمنا بالاستعراض العسكري الذي شهدته البلدة قبل يوم واحد من مقتل القيادي «أبو رضا» خلال تشييع سلفه القائد العسكري «أبو محمد إقليم».
وكان «الحاج» يشغل منصب قائد عمليات «حزب الله» في منطقة القلمون بريف دمشق، قبل أن تهدأ هذه الجبهة، ويتم نقله مؤخرا إبان حشد مئات العناصر اللبنانية والإيرانية والعراقية في معسكرات حماة وإدلب، والتحضير لحملة برية واسعة في شمال سوريا، تبدأ بالعمل على محاولة سيطرة قوات النظام والقوات الرديفة لها على كامل ريف حماة وسهل الغاب ومناطق في محافظة إدلب وريف اللاذقية الشمالي ـ الشرقي، بالإضافة إلى محاور أخرى في ريف حمص الشمالي، بغطاء جوي روسي.
ووفقا لمصادر إعلامية موالية فإن القوات الإيرانية تشمل قوات متخصصة في أسلحة المدرعات والمشاة وعمليات الاقتحام، إضافة إلى مجموعات خاصة مهمتها عمليات الاستطلاع والمواكبة لأي عمل بري، وسيكون بين عداد هذه القوة، مجموعة إسناد إضافية لفريق الاستخبارات العامل على الأرض، والذي يتولى تغذية الوحدات القتالية بالمعطيات، سواء منها ما تتلقاه روسيا لأجل عملياتها الجوية، أو ما يخص العمليات البرية.
المعارضة السورية بدأت صد هجمات النظام المتتالية بعد صدمة كبيرة جراء الأسلوب الجديد الذي يتبعه
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: أسلوب جديد لم يعتد أبو النار اللحام عليه، ولا باقي المقاتلين المنضوين تحت صفوف المعارضة السورية المسلحة في الساحل السوري، حيث يشن النظام هجمات متتابعة على الهدف نفسه التي تسيطر عليه قوات المعارضة وفق أسلوب جديد غير مألوف لدى هذا المقاتل وآخرين أيضا.
لم تكن حياة أبو النار مترفة بما فيه الكفاية في ظل حكم الأسد، حين كان يقطن في حي فقير وسط مدينة اللاذقية، ما دفعه للخروج ضد الظلم الذي تعرض له من اعتقال بتهمة التظاهر ضد النظام، لكنه قتل مؤخرا بنيران الطائرات الروسية، بعد أن ابتعد عن أهله طوال أربع سنوات من الثورة، وتم دفنه في مدينة سلمى الساحلية. القيادي البارز في صفوف الثوار أبو رحال (النقيب خالد رحال) قال لـ «القدس العربي» : «نحاول التأقلم على الطريقة الجديدة من خلال المرونة القتالية التي اكتسبناها طوال السنوات الأربع، وقد بدأنا اتباع أسلوب دفاعي يقضي بعدم ظهور أي مقاتل على الأرض للتنقل، وتقتصر الحركة ضمن الخنادق وتخزين الذخيرة ضمن أنفاق، بالقرب من إرض المعركة، فالخطة الروسية تعتمد على الأرض المحروقة مع كثافة نارية ضد أي هدف متحرك مرئي».
وأضاف يجب علينا أن نتوقف عن اتباع طريقة الهجوم على المناطق الاستراتيجية في عمق مناطق النظام، مؤكدا ان الخطة الروسية باتت مألوفة ولن تؤثر، مشددا على طريقة التعامل التي طبقها الثوار في ريف حماة، وفق حديثه.
ورفض النقيب رحال تسمية الثوار بـ «مقاتلي المعارضة المسلحة» مؤكدا أنها لا تزال ثورة شعبية عارمة ضد ظلم وطغيان أسودين، حسب كلامه.
من ناحية أخرى شنت قوات المعارضة في ريف اللاذقية هجوما مفاجئا على قرية دورين،بالقرب من مدينة سلمى المعقل الأكبر لقوات المعارضة في الساحل السوري، وكانت «جبهة النصرة» قد دخلت القرية بدعم من مقاتلي «الفرقة الساحلية» التابعة لـ»الجيش الحر»، وقتلت «النصرة» وفق نشطاء معارضين من المنطقة أكثر من 20 من قوات النظام، ورفع الأذان في مسجد القرية حيث سمع صوته في مدينة سلمى القريبة.
كما أعادت قوات المعارضة انتشارها في كافة مناطق ريف اللاذقية من جديد بهدف التصدي ومنع أي محاولة تقدم لقوات النظام المدعومة من الطيران الروسي الذي كثف غاراته خلال اليومين الماضيين، بعد عجز قوات النظام عن تحقيق أي تقدم، خصوصا في مناطق ريف حماة، ولوحظ تكثيف عمليات الحفر من ناحية المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وانتشار أكبر لمقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلين آخرين من «جبهة أنصار الدين» و»أحرار الشام».
وأكد ناشطون حصول «الجيش الحر» على مزيد من صواريخ « التاو» الأمريكية وصواريخ أخرى موجهة من نوع ( فاغوت) المضاد للآليات المدرعة، في حين ان العديد من مقاتلي الحزب «التركستاني» انتشروا على جبهات جبل التركمان المتاخمة للشريط الحدودي مع تركيا، الا انه لم تسجل أي محاولات لقوات النظام على تلك الجبهات، حيث تركز معظم الغارات الروسية على تخوم مدينة سلمى في محاولة للتمهيد لقوات النظام الدخول إلى المدينة، وما تزال الاشتباكات قريبة من المدينة.
إعلام النظام عبر ما يسمى «الدفاع الوطني» بث تسجيلا مصورا يظهر لقطات اقتراب مقاتليه من مدينة سلمى، يظهر جنودا يركضون ويحملون بنادق، فيما رد قائد الفرقة الساحلية الأولى بنشر صور تظهر العديد من القتلى في قرية «جب الأحمر» بالقرب من قمة «النبي يونس».
قتلى مدنيون بغارات شنّها الطيران الروسي شمالي حمص
أحمد حمزة
شنّ الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الخميس، غارات على مناطق شمالي محافظة حمص، وسط البلاد، ما أدى لسقوط ما يزيد عن عشرة قتلى من المدنيين في تير معلة وتلبيسة والغنطو، وسط أنباء عن شن النظام السوري هجوماً كبيراً في المنطقة، فيما واصل غاراته في بلداتٍ في غوطة دمشق الشرقية.
وشن الطيران الروسي غارة استهدفت قرية تير معلة، أدت لسقوط ثمانية قتلى من المدنيين، فضلاً عن إصابة عدد كبير بجروح، بحسب ما أكد لـ”العربي الجديد” الناشط الإعلامي، أحمد الضحيك.
وأضاف الضحيك، الذي ينحدر من مدينة تلبيسة، أن “مدنيين اثنين على الأقل قتلا في تلبيسة جراء غارة روسية، فيما قتلت طفلة في بلدة الغنطو القريبة بهجوم مماثل”، مشيراً إلى أن “اشتباكات دارت بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام، على جبهات سنيسل والخالدية والمحطة من جهة الدار الكبيرة، وعلى جبهة جبورين غرب تلبيسة وجبهة ملوك جنوبها”.
” وبحسب الناشط السوري، فإن “سكان الريف الشمالي لحمص يعيشون حالة من القلق المستمر، على اعتبار أن الغارات الروسية العنيفة، مقدمة لحملة برية يشنها النظام على مناطقهم، ما يعني وقوع مجازر كبيرة”، في منطقة يبلغ عدد القاطنين فيها نحو نصف مليون مدني.
من جهته، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن جنوداً سوريين وبدعم من مقاتلي “حزب الله” اللبناني بدأوا، اليوم الخميس، هجوماً على مناطق بريف حمص الشمالي.في غضون ذلك، تعرضت بلدات بالغوطة الشرقية، بريف دمشق، لغارات من قبل مقاتلات النظام الحربية.
وقال ناشطون لـ”العربي الجديد”، إن “الطيران الحربي أغار منذ الصباح على بلدات زملكا، حمورية، المرج، دوما والجبال المحيطة بها، وحي جوبر”، الذي شهد أمس واحدة من أشرس حملات النظام لاقتحامه، لكن مقاتلي فصائل المعارضة، أفشلوا الحملة العنيفة.
إلى ذلك، ذكر “جيش الإسلام”، عبر موقعه الرسمي، أمس أنّ “مقاتليه أحبطوا محاولة اقتحام لقوات النظام، استهدفت مناطق جوبر وعين ترما والمنطقة الجبلية المطلة على الغوطة الشرقية، ليوقعوا عشرات القتلى والجرحى بين عناصره، ويدمّروا أربع مدرّعات، تزامناً مع شنّ طيران النظام والطيران الروسي عشرات الغارات مستهدفَيْنِ المناطق المدنية”.
بوتين ورواية محاربة “الجهاديين” سورياً: الخطر اﻷكبر داخل روسيا
بيار عقيقي
“لن ننتظرهم حتى يأتوا إلينا، بل سنذهب لدحرهم هناك”. هكذا برر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تدخّل بلاده عسكرياً في سورية، في خطابه في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، بغرض مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على حد تعبيره، مع أنّ الغارات الروسية قلما تضرب “داعش” مقارنة مع استهداف تنظيمات المعارضة السورية التي تحارب “داعش. في المقابل، عكست تهديدات التنظيمات الجهادية لروسيا، التي شملت التلويح بورقة القوقاز، عدم استبعاد تأجيج المعركة في العمق الروسي، وخصوصاً بعد دعوة زعيم “جبهة النصرة”، أبو محمد الجولاني من سمّاهم “المجاهدين الأبطال في بلاد القوقاز إلى شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية في روسيا”.
لقد تحوّل بوتين إلى نسخة منقّحة عن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، لناحية إعلان “الحروب الاستباقية”، و”مطاردة” الأعداء حول العالم. غير أن رواية محاربة “المجاهدين” في سورية تبدو ضعيفة للغاية أمام الهدف الروسي الرئيسي الذي يختصر بمنع سقوط النظام السوري، وإن تطلب تحقيق هذا الهدف صياغة خطاب يرغبه الغرب حول “محاربة الارهاب”.
ولا تصمد رواية محاربة “الجهاديين” في سورية أمام تفنيد وضع هؤلاء “الجهاديين” داخل روسيا، أي أن بوتين يدرك لا شك، وأكثر من غيره، أنه لو كان فعلاً يريد محاربة خطر “جهادي” ما، لكان تفرّغ لذلك الخطر الموجود بالفعل داخل بلاده، تحديداً في سبع جمهوريات شمالي القوقاز، لم يطوَ ملف “الجهاديين” فيها بعد.
هناك، في تلك المناطق الجبلية، الممتدة بين بحري قزوين والأسود، تقع سبع جمهوريات ذات حكم ذاتي أو أقاليم، ضمن الاتحاد الروسي، وهي: جمهورية أديجيا، وكاراشاي ـ شيركيسيا، وكاباردينو ـ بالكاريا، وشمال أوسيتيا ـ ألانيا، وأنغوشيا، والشيشان، وداغستان. لم تعرف بعض تلك المناطق هدوءاً شاملاً، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991، بل تطوّرت حروبها وتنوّعت. أما البعض الآخر، فكانت أشبه بمستنقعات حربية متناسخة، لعلّ أبرزها كانت الشيشان وداغستان، وبشكل أقلّ أنغوشيا.
في الشيشان، خاض الجيش الروسي حربين، الأولى بين عامي 1994 و1996، التي خسرها بصورة أقلّ ما يُقال عنها “إذلالية”، أما في الحرب الثانية، في عام 1999، فكان الانتصار العسكري، الذي مهّد الطريق لبوتين للوصول إلى رئاسة البلاد، بعد استقالة الرئيس الراحل بوريس يلتسين في مطلع عام 2000. وبعد مرحلة انتقالية، دامت بضع سنوات، توّج بوتين ما اعتُبر “نصراً شيشانياً”، بعد انتخاب حليفه رمضان قديروف، رئيساً لجمهورية الـ17300 كيلومتر مربع، وتسمية أغلى شارع في عاصمة الشيشان، غروزني، باسم “شارع فلاديمير بوتين”.
” وكما في الشيشان، كذلك في داغستان (50300 كيلومتر مربع)، يحظى بوتين بدعم رئيس البلاد، رمضان عبد اللطيبوف، كما يحظى بدعم رئيس أنغوشيا (3750 كيلومتراً مربعاً) يونس ـ بيك ييفكوروف، وتأييد يوري كوكوف، رئيس كاباردينو ـ بالكاريا (12500 كيلومتر مربع)، ومساندة رئيس أوسيتيا الشمالية ـ ألانيا (8000 كيلومتر مربع) تامرلان أغوزاروف.
حتى الآن، يبدو كأن كل شيء على ما يرام، وأن “الأمن مستتب” في بلاد شمال القوقاز، غير أن الواقع لا يفيد بذلك، إذ تدور حروب متفرقة، بين القوات الروسية وحلفائها في كل منطقة، إلى درجة أن الرئيس الروسي السابق، رئيس الوزراء الحالي ديمتري ميدفيديف، قد أعلن في 16 أبريل/نيسان 2009، بدء عملية قمع ما سُميّ بـ”تمرّد شمال القوقاز (قطاع شمال القوقاز وفقاً للتسمية الرسمية الروسية)”. العملية لا تزال مستمرة إلى اليوم، من دون ضجيج إعلامي، يتخللها أحداث إطلاق نار واغتيالات وكمائن، من دون الإشارة إليها إعلامياً بصورة وافية.
وبعد 6 سنوات ونيّف من تلك الحروب، تبدو الحصيلة مرعبة قياساً على “الصمت” الرسمي: حوالي 1046 قتيلاً و2384 جريحاً في صفوف القوات الروسية وحلفائها في الشيشان وداغستان وأنغوشيا وكاباردينو ـ بالكاريا وأوسيتيا الشمالية ـ ألانيا، في مقابل 1913 قتيلاً للمتمرّدين، للذين ينتمون إلى حوالي 35 مجموعة مسلّحة، كما أُلقي القبض على 2071 متمرّداً، وقُتل 538 مدنياً حتى عام 2013.
كل ذلك، ولم تتمكن روسيا من إنهاء هذا التمرّد، لا مباشرة ولا غير مباشرة، وعلى مساحة تمتد لـ74 ألف كيلومتر مربع تقريباً، تبدو موسكو وكأنها أمام أزمة لا تعرف النهاية، تماماً كما حصل حين تورّطت في أفغانستان (1979 ـ 1989)، تحت مسمى الاتحاد السوفييتي. خسرت موسكو الحرب هناك وانسحبت على وقع إصلاحات “الغلاسنوست” و”البيروسترويكا”، ما أدى لاحقاً إلى “وفاة” السوفييت.
” وما قد يُثير الهلع حالياً، فيما لو اختار متمرّدو شمال القوقاز، الهجوم بدلاً من الدفاع، مع بعض التحرّشات الأمنية، فقد تتحوّل تلك المناطق إلى أفغانستان أخرى، خصوصاً لجهة تشابه التضاريس الجغرافية الجبلية بينهما.
ولا يحمل التورّط الروسي في سورية خبراً جيداً للكرملين، بقدر ما قد يُوصف بأنه “ضرورة” و”حرب استباقية”، فروسيا تعمل على إرساء هدنة في الشرق الأوكراني، وفقاً لاتفاقية “مينسك 2” الموقّعة في فبراير/شباط الماضي. وتنوي موسكو تجميد القتال في منطقة دونباس (التي تضمّ إقليمي دونيتسك ولوغانسك)، أقلّه في الشتاء الحالي، خصوصاً أن وزارة الدفاع الروسية حدّدت مهلة تمتد بين 3 و4 أشهر لغاراتها الجوية في سورية. ولذلك كان بوتين هادئاً، وغير متشدد، في زيارته الأخيرة إلى باريس، يوم الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ولقائه الرئيسين الفرنسي فرانسوا هولاند والأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ضمن “مجموعة النورماندي”، المخصصة للملف الأوكراني.
ورغم ذلك، عزّزت القوات الروسية تواجدها الدفاعي في أراضيها على تخوم وسط آسيا، بعد مناورات أخيرة، هدفت منها إلى الإبقاء على جهوزيتها أمام أي تحرّك محتمل لأنصار “داعش”، انطلاقاً من أوزبكستان وطاجيسكتان ضدها. فعلت روسيا كل ذلك للتفرّغ لسورية بالكامل، علماً أنه هناك يتواجد أيضاً آلاف المسلّحين الشيشانيين، مما يشير إلى احتمال غياب أي نهاية قريبة، أقله روسياً.
المرحلة التالية أمام بوتين، متعلقة بقدرته على حسم النزاع في سورية لمصلحته، وسريعاً، وهو أمر غير وارد وفقاً للروس بالذات، الذين جهّزوا أنفسهم لأشهر طويلة من النزاع. ولا يُمكن تشبيه الوضع الحالي في الساحل السوري بضمّ شبه جزيرة القرم الأوكرانية في مارس/آذار 2014. عسكرياً كان القرم ساقطاً بيد الروس، أما في الساحل السوري، فالوضع مغاير، لأن لا حدود برية لروسيا مع سورية.
وعدم القدرة على الحسم في شمال القوقاز، يفسح المجال أمام “عدم حسم” آخر في سورية، خصوصاً أنه في القوقاز، تقاتل روسيا بمفردها مع حلفاء محليين، أما في سورية، فتواجه خليطاً إقليمياً ودولياً معقّداً، قد يعرقل مخططات الكرملين، ويستجلبه إلی مستنقع قد لا يخرج منه على قيد الحياة.
موسكو تعرض التعاون مع “قوات سوريا الوطنية“
قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، خلال حديثه أمام مجلس الدوما الروسي، الأربعاء، إن موسكو تتابع التطورات الداخلية في صفوف المعارضة السورية المسلحة، بما في ذلك تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، وأشار إلى أن بعض تلك المجموعات لا تصنفها موسكو كمجموعات إرهابية، مؤكداً أن روسيا “على استعداد للتعاون معها”.
وجدد لافروف دعوته للدول الغربية التي تملك التأثير على بعض القوى المسلحة في المعارضة السورية، إلى التعاون مع موسكو في إقامة الإتصالات اللازمة بتلك التشكيلات. وقال “هذا ما نريده من أولئك الذين يملكون التأثير على هذه التشكيلات ويمولونهم ويسلحونهم، إذا كانت هذه التشكيلات ترفض التطرف والإرهاب فعلاً، فنحن نسعى لإقامة الاتصال بها والتعاون معها”.
ودعا لافروف واشنطن إلى التقارب مع روسيا حول سوريا، وقال “إننا مستعدون للجلوس معهم (الأميركيين) وبأيدينا خرائط لكي نتفق: أين مواقع الإرهابيين برأيهم، وأين مواقع الإرهابيين برأينا. وإنني واثق من إننا، إذا عملنا معا بصورة نزيهة، سنتوصل إلى تقييمات متطابقة”. واعتبر أن مثل هذا التعاون الروسي-الأمريكي يجب أن يبدأ بالكشف عن جميع الخرائط والأوراق، مشيراً إلى أنه لا يرى “أي أسباب تمنعنا من الجلوس والحديث حول هذا الموضوع”.
وكان لافروف خلال لقائه بالمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء، قد أوضح أن روسيا لا ترى في إطلاق عمليتها العسكرية في سوريا أنه يعني التخلي عن العملية السياسية لتسوية النزاع. وقال “لقد أكدنا أكثر من مرة أن حملتنا لا تؤدي إلى دخول العملية السياسية (في سوريا) طي النسيان. بل على العكس، إننا نلاحظ أن دعم جهودكم يصبح أمراً أكثر إلحاحاً”.
وأشار لافروف إلى أن هناك من يقول إن عملية سلاح الجو الروسي تعرقل العمل السياسي. وأضاف “إنني واثق من أن المراقبين الموضوعيين يرون بوضوح الربط بين العملية السياسية والجهود الروسية لمكافحة الإرهاب”.
في السياق، أبدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استغرابها من المطالبات الدولية برحيل الأسد، معتبرة تلك المطالبات بمثابة قبول منطق الإرهاب. وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، إنه “من الغريب أن تقترح دول غربية مثل هذا الاقتراح وهي التي سبق أن تصرفت بشكل حازم في كل الحالات المتعلقة بالإرهاب”. وأضافت: “نحن لا ندعم الأسد، المهم بالنسبة لنا هو الحفاظ على الدولة السورية”.
واعتبرت زاخاروفا أن القصف الذي تعرضت له السفارة الروسية في دمشق، الثلاثاء، جاء نتيجة حملة تحريض دعائي، يقودها البعض ضد روسيا، الذين يتهمونها بقصف أهداف بصورة عشوائية، في إشارة إلى تقارير أميركية عن سقوط صواريخ روسية في إيران. وتساءلت عن أهداف تلك الحملة من التحريض: “أين أدله هؤلاء على سقوط الصواريخ الروسية في إيران؟”. وأشارت المتحدثة إلى أن روسيا “تكافح الإرهاب وتعتبره خطراً على الأمن الوطني الروسي”. ولفتت زاخاروفا إلى أن موسكو لا تهدف من وراء حملتها العسكرية على سوريا إلى فرض “هيمنتها” على المنطقة.
من جهة ثانية، شنت زخاروفا هجوماً على الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، واصفة إياه بأنه بات فاقداً للتأثير والمصداقية، ولا يستطيع إثبات أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري.
وتعليقاً على تقارير تتحدث عن تزويد دول غربية للمعارضة المسلحة بأنظمة الصواريخ محمولة، أكدت المتحدثة الروسية على عدم وجود أي ضمانات تسمح بتسليح “المعارضة المعتدلة” في سوريا، وبأن لا يؤدي ذلك إلى وقوع تلك الأسلحة “بأيدي الإرهابيين”.
تعتبر اللاعب الرئيس في صد هجمات إيران وروسيا
صواريخ تاو الأميركية سلاح ثوار سوريا الأساس
صواريخ تاو تجعل المعادلة متوازنة بين الإسلاميين المعتدلين وقوات النظام
تستخدم الفصائل المقاتلة في سوريا صواريخ تاو الأميركية الصنع كسلاح “أساسي” في مواجهة الحملة البرية التي تشنها قوات النظام بغطاء جوي روسي على مناطق سيطرتها في وسط وشمال غرب البلاد، وفق ما أكد متحدثون باسمها لوكالة فرانس برس.
إيلاف – متابعة: قال احمد السعود، المتحدث باسم “الفرقة 13″، احدى الفصائل المقاتلة في ريف حماة (وسط) الشمالي، لوكالة فرانس برس، ان “صواريخ تاو هي اللاعب الاساسي والرئيس، الذي فصل المعركة بيننا وبين الروس وايران” المتحالفين مع النظام السوري.
بلا حدود
واشار الى أن صواريخ تاو “تصل الى الفرقة منذ سنة”، مؤكدًا أن “ما نريده يعطوننا اياه”، في اشارة الى الدول الداعمة للفصائل المقاتلة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن الغارات الروسية دمرت في الاسبوع الماضي مقرًا للفرقة 13 في ريف ادلب الجنوبي.
واكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن هذه الصواريخ هي بمثابة “الوسيلة الاساسية للفصائل المقاتلة” في معاركها الحالية. وتلقت الفصائل المقاتلة وبينها الفرقة 13، وفق عبد الرحمن، صواريخ تاو بكثافة خلال الايام الاربعة الماضية. ونقل عبد الرحمن عن احد قادة الفصائل قوله للمقاتلين “اذا ظهر عليكم أي عسكري اضربوه بصاروخ تاو، فلدينا شيك مفتوح بها”.
وفي العام 2014، تلقت الفصائل المقاتلة، المدعومة من الولايات المتحدة، صواريخ تاو، لاستخدامها في محافظات ادلب (شمال غرب) وحلب (شمال) واللاذقية (غرب). بدوره، اكد اسعد حنا، المتحدث باسم الفرقة 101 مشاة، المتواجدة ايضا في ادلب وحماة، تلقي مجموعته وفصائل اخرى صواريخ تاو، لافتًا الى “استخدامها بشكل واسع في الفترة الاخيرة (…) وفي جبهات متعددة على خطوط التماس الامامية”.
دور ردعي
وشدد على ان تلك الصواريخ قامت “بدور مهم في ايقاف الهجمة الشرسة، التي يقوم بها النظام السوري، وحليفه الروسي، في سبيل اقتحام مناطق ريفي حماة وادلب”. اما المتحدث باسم لواء “فرسان الحق” احمد الشهوب، فقال لوكالة فرانس برس، “نستخدم صواريخ تاو، والفارق الذي تحدثه كبير”، مشيرًا الى انها “استطاعت رد تقدم جيش النظام بنسبة كبيرة في معارك سهل الغاب (في ريف ادلب الجنوبي) وحاليًا في معارك ريف حماة الشمالي”.
ووفق الشهوب تحصل مجموعته على “هذه الصواريخ من الموك”، في اشارة الى غرفة العمليات المشتركة التابعة للولايات المتحدة، وتضم عددًا من الدول العربية في الاردن.
ويشن الجيش السوري منذ السابع من الشهر الحالي عملية برية واسعة مدعوماً بغطاء جوي من الطائرات الروسية، لاستعادة مناطق في وسط وشمال غرب البلاد، تخضع بمعظمها لسيطرة فصائل اسلامية ومقاتلة.
وتمكنت قوات النظام من السيطرة منذ بدء الهجوم البري على بلدات عدة، ولا تزال المعارك مستمرة بين الطرفين، بدعم من الحملة الجوية الروسية التي بدأتها موسكو في 30 ايلول/سبتمبر.
وزير بريطانيا يتحدث عن بروباغندا روسية في سوريا
جواد الصايغ
متهما موسكو بإستهداف المعارضة التي تقاتل النظام
وصف الوزير البريطاني مايكل فالون، مزاعم روسيا حول استهداف داعش في سوريا، بالبروباغندا والدعاية الإعلامية، مكررًا إتهامه لموسكو بإستهداف مواقع المعارضة.
تعالت الأصوات المشككة بحقيقة التدخل العسكري الروسي في سوريا، وإعلان موسكو بدء الحرب على تنظيم داعش، وذلك بعد أقل من شهر على بدء الغارات الجوية الروسية في سوريا.
وفي هذا السياق، سخر وزير الدولة لشؤون الدفاع البريطاني، مايكل فالون، من التأكيدات الروسية حول استهداف مقرات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا، مشددًا على أن المعلومات المتوفرة تدل بشكل واضح على تركيز الغارات في غرب البلاد، حيث تتمركز المعارضة التي تقاتل نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
البروباغندا الروسية
وقال، الوزير المعني بشؤون الدفاع، “إن مزاعم روسيا حول الاستهداف الناجح لمعاقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا “بروباغندا” أو “دعاية إعلامية”، مضيفًا أن الضربات تتركز على مناطق المعارضة السورية.
ضرب المدنيين
وفي حديثه، لشبكة (سي ان ان) الأميركية، قال الوزير البريطاني “معلوماتنا تدل على أن معظم الضربات الجوية الروسية لم تكن في المناطق التي يحتلها داعش، أي مناطق شمال شرق سوريا، بل في المنطقة الغربية من البلاد، وفي المناطق المدنية.”
وتابع بالقول: “الضربات استهدفت مقرات مجموعات المعارضة المنخرطة في الصراع ضد النظام الديكتاتوري لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد.”
تشكيك سابق
وهذه ليست المرة الأولى، التي يشكك فيها فالون، بنوايا وأهداف التدخل الروسي، إذ سبق له وأن أشار في تصريحات سابقة، “إلى أن واحدة من أصل عشرين ضربة جوية للمقاتلات الحربية الروسية في سوريا تستهدف تنظيم الدولة داعش”.
تقرير الإستخبارات البريطانية
وكشف “ان الاستخبارات البريطانية لاحظت أن 5% من الضربات الروسية استهدفت تنظيم داعش المتطرف، وأن معظم الغارات قتلت مدنيين، واستهدفت مواقع للمعارضة المعتدلة”، لافتًا “إلى أن تدخل سلاح الجو الروسي في سوريا، سيزيد تعقيد الوضع، وأن المملكة المتحدة تحلل الضربات الروسية وأهدافها”، كما أوضح، “أنه من الخطأ أخلاقياً، عدم ضرب تنظيم داعش في سوريا، لذلك سنطلب من الحكومة تمديد مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية على تنظيم داعش.
روسيا تواجه دول الخليج في سوريا
اختار الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» منطقة سباق الفورميلا 1 في مدينة سوتشي الروسية التي تعد هناك مكانا جاذبا لأمراء العائلة المالكة في دول الخليج العربي، اختارها لتستضيف النقاش غير المريح والذي لا يمكن تجنبه مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع «محمد بن سلمان» وكذلك القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» يوم الأحد.
كل التصريحات الرسمية والتغطية الصحفية في الخليج العربي المنبثقة عن هذه الاجتماعات كانت تؤكد على التعاون والمحادثات المستمرة والرامية إلى تحقيق تسوية في سوريا ومع وجود توتر ملحوظ بين روسيا ودول الخليج تضاعف روسيا جهودها في دعم التواجد الإيراني في الشام في الوقت الذي تبدي دول مجلس التعاون الخليجي عدم تفاؤلها من دعم الولايات المتحدة لها أو لحملة التمرد ضد النفوذ الإيراني في المنطقة على الأقل من وجهة نظر خليجية.
ترى روسيا أن تدخلها في سوريا من شأنه أن يحث دول الخليج على زيادة دعمها للمتمردين هناك حتى خارج الملعب -على حد تعبير الكاتب- وهذا النقاش حول هذه المؤشرات ما هو إلا يوميات جيوسياسية، وأشارت مصادر «ستراتفور» أن فشل االلقاء في سوتشي كان أكبر مما جاء في وسائل الإعلام.
إن الرسالة التي أراد «بوتين» أن يوصلها هي أنه ستكون هناك «عواقب وخيمة» عندما تزود دول الخليج أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف لزيادة الدعم للمتمردين من وجهة نظر موسكو فيما ترسل روسيا – صواريخ أرض جو إلى سوريا لتوفير غطاء للقوات الروسية في سوريا ناهيك عن أن المتمردين وتنظيم الدولة يفتقرون للأسلحة الجوية ولكن يبدو أن هناك من يزودهم بصواريخ جوية لإسقاط الطائرات الروسية.
في الواقع لقد أبلغ الأمريكان السعودية ودول الخليج أن استعمال صواريخ أرض جو هو خط أحمر، وهذا ما تعلمته الولايات المتحدة كدرس قاس أثناء الحرب الباردة والذي أهدر الكثير من المال والطاقة في محاولة شراء وتعقب وتدمير آلاف الصواريخ من طراز أرض جو في أفغانستان وليبيا خوفا من أن تقع في أيدي غير صديقة وبالتالي إسقاط الطائرات الأمريكية وقد وقعت بعض الأسلحة في أيدي بعض الجماعات الجهادية المسلحة المناهضة للحكومة مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة.
لا تريد الولايات المتحدة أن تقع أنظمة الدفاع الجوي في أيدي هذه الجماعات المسلحة التي ستحاول مهاجمة طائراتها آنذاك، وحسب تحليل الكثير من المحللين السياسيين فقد أفادوا أن السعودية احترمت توجيهات الولايات المتحدة لها فقد قللت من تدفق الأسلحة إلى حد ما. مثل نظم «TOW BGM-71E»، المصنعة في الولايات المتحدة.
بل إن البعض قد جادل بأن الروس كانوا مضطرين للتدخل في سوريا بسبب فعالية صواريخ TOW وميزتها في المعركة.
سنرى إن كان السعوديين سيستمرون في احترام الخط الأحمر على أنظمة الدفاع الجوي المحمولة، فهناك بالفعل تقارير تفيد أن السعودية سترسل 500 من صواريخ TOW إضافية إلى سوريا في محاولة للحد من تأثير الهجوم الحالي بقيادة الروس.
روسيا تعرف أنها يجب أن تكون حذرة مع السعوديين وكما أن الحذر هنا يقوي تحالفها مع إيران. فإن تهديد زحف المهمة، ومخاطر تأجيج ساحة معركة مكتظة بالسكان مع متشددين إسلاميين موازية بشدة لانهيار السوفييت في أفغانستان، يبقى قائما.
في الحقيقة السعودية لعبت دورا أساسيا ليس فقط في توريد صواريخ ستينغر أرض-جو للمتمردين الأفغان في الثمانينيات، ولكن أيضا في ضخ الأموال عن طريق الجمعيات الخيرية والمساعدات الإنسانية لدعم المسلحين الشيشان في روسيا خلال التسعينيات وهذا لا يمكن أن يكون بعيدا عن عقل «بوتين». إضافة لصدور فتوى مؤخرا بنسبة 52% من الأكاديميين ورجال الدين السعوديين يدعون الرجال القادرين على العمل للرد على نداء الجهاد والانضمام إلى الجماعات التي تواجه القوات الروسية في سوريا وكل ما سبق يؤكد مخاوف روسيا.
قد يعتقد المرء أن المواجهة المتنامية بين روسيا والمملكة العربية السعودية سوف تسمح على الأقل لصفقة من نوع ما على الطاقة لخفض الاحتكاك من خلال تنسيق لخفض سعر النفط النسخ الاحتياطي والاستفادة من الإنتاج. وهذا لا يزال من المشكوك فيه من وجهة نظرنا، على الرغم من زيادة طفيفة في محادثات الطاقة بين البلدين.
روسيا تضخ في مستوى ما بعد الاتحاد السوفياتي 10.7 مليون برميل يوميا، في حين أن السعوديين مستقرين عند حوالي 10.2 ملايين برميل يوميا. يبدو أنه لا يوجد استعداد لخفض الإنتاج وتوفير مساحة أكبر للإيرانيين عندما يعودون إلى السوق في وقت مبكر من العام المقبل.
قد تكون دول الخليج راضية مع الولايات المتحدة، ولكن البيئة الجيوسياسية لا تزال تفرض أن المواجهة – بدلا من التعاون – هي التي ستقود العلاقات بين روسيا والخليج.
المصدر | ستراتفور
روسيا: مستعدون للتعاون مع الأكراد لمحاربة داعش في سوريا
موسكو – رويترز
نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء، الخميس، عن نائب وزير الخارجية، أليكسي ميشكوف، قوله إن روسيا مستعدة للتعاون مع كل “القوى البناءة” في محاربة تنظيم “داعش” في سوريا، بمن فيهم الأكراد.
وأكد ميشكوف أن الوجود الروسي في سوريا هو بناء على دعوة من النظام السوري، مشيراً إلى استعداد بلاده “للتعاون مع كل القوى البناءة المستعدة للمشاركة في قتال داعش”.
المعارضة تستعيد قرية في حلب بعد طرد داعش منها
دبي – قناة العربية
أعلن “جيش الشام” المشكل حديثاً، عن استعادة السيطرة على تل جبين في ريف حلب، وقتل عشرات المقاتلين من التنظيم بعد ساعات من سيطرة الأخير على القرية، في ثاني مواجهة يخوضها “جيش الشام” ضد التنظيم المتطرف.
وأكدت كتائب الثوار في ريف حلب الشمالي أن استعادة القرية جاءت بعد معارك عنيفة دارت بين الجانبين في محيط قريتي احرص وتل جبين، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث تكبد تنظيم داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
النرويج تسعى لإعادة بعض اللاجئين السوريين إلى روسيا
أوسلو – رويترز
أعلن وزراء في الحكومة النرويجية أن بلادهم تسعى لإعادة أعداد متزايدة من طالبي اللجوء السوريين الذي يصلون عبر منطقة الشمال القطبية إلى روسيا.
وتفيد مديرية الهجرة النرويجية أن نحو 1200 شخص قطعوا الرحلة هذا العام مقارنة بنحو 20 فقط عام 2014. وهذه الرحلة أطول لكنها مشروعة وأكثر أمناً مقارنة بمحاولة دخول أوروبا عن طريق عبور البحر المتوسط. غير أنه اعتباراً من الأسبوع المقبل ستسعى النرويج لإعادة السوريين الذين عاشوا في روسيا لفترة طويلة قبل دخول البلاد.
من جهته، قال وزير العدل، أندرس أنوندسن، وهو عضو بحزب التقدم المناهض للهجرة، لتلفزيون (إن.أر.كيه) الحكومي، الأربعاء، إن “بعض الناس الذين يعبرون معبر ستورسكوج الحدودي عاشوا لفترة طويلة في روسيا ولديهم تصريح بالإقامة هناك. لذا فهم ليسوا هاربين من الحرب والفقر والجوع”.
وتابع أنوندسن قائلاً: “كان لديهم مكان آمن في روسيا. أبرمنا اتفاق إعادة مع روسيا وينبغي علينا استخدامه”.
كما تطرق وزير الخارجية، بورج بريند، للقضية مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في محادثة هاتفية، الأربعاء.
هجوم بري واسع للجيش السوري شمالي حمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شنت القوات الحكومية السورية ومسلحو حزب الله اللبناني مدعومين بغطاء جوي روسي، الخميس، هجوما بريا واسعا على شمالي محافظة حمص.
وقال ناشطون إن مواجهات دارت بين فصائل من المعارضة والقوات الحكومية، إثر هجوم شنته الأخيرة على بلدات الدار الكبير وتير معلة وتلبيسة، في ريف حمص.
وأكد الناشطون مقتل 8 أشخاص، معظمهم من الأطفال، في غارات للطائرات الروسية على مركز للنازحين في ريف حمص.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معارك عنيفة تدور في ريف حلب الشمالي بين مسلحي داعش من جهة ومسلحي فصائل المعارضة من جهة أخرى.
ونقل المرصد عن مصادر ميدانية مقتل نحو 25 من مسلحي داعش، الذي يحاول إحكام السيطرة على قريتي أحرص وتل جبين.
من جهة أخرى، تستمر اشتباكات في ريف حلب الشرقي، بين قوات الجيش ومسلحي داعش، حيث يسعى الجيش للتقدم باتجاه مطار كويرس العسكري، لفك الحصار المفروض عليه منذ أشهر، مدعوما بغطاء جوي روسي.
في غضون ذلك، أعلنت جبهة النصرة، وفصائل سورية معارضة، سيطرتها على قطاعٍ كامل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة دمشق، الذي تحاصره القوات الحكومية السورية.
وقالت الجبهة إن عناصرها قتلوا عددا كبيرا من قوات الحكومة والفصائل العسكرية الفلسطينية الموالية لها، وذلك بعد اشتباكات دارت بين الطرفين، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حسب ناشطين.
وهاجمت القوات الحكومية السورية مدعومة بمليشيات من حزب الله اللبناني مناطق للمعارضة في محيط الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقال ناشطون سوريون إن الهجوم بدأ منذ فجر اليوم من جهة حي جوبر وبلدة عين ترما، إذ تزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة وغارات للطيران الحكومي، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وأكد الناشطون أن قوات الحكومة تحاول التقدم إلى أطراف مدينة دوما بغطاء جوي ومدفعي غير مسبوق.
مسؤولان دوليان يحذران رجال الدين السنة في السعودية والأرثوذكس في روسيا: الحرب المقدسة بسوريا دعوة كراهية
وجه مسؤولان دوليان انتقادات حادة إلى رسالة وجهها عدة من رجال الدين والدعاة في المملكة العربية السعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — وجه مسؤولان دوليان انتقادات حادة إلى رسالة وجهها عدة من رجال الدين والدعاة في المملكة العربية السعودية، على رأسهم الداعية ناصر العمر، طالبوا فيها المسلمين السنة بالنفير لمواجهة ما يحدث في اليمن وسوريا، معتبرين أن في الرسالة “دعوة للكراهية الدينية” وتحريضا على “الحرب المقدسة” كما نددا بدعم رجال الدين الروس الأرثوذكس لحملة بلادهم في سوريا باعتبارها “حربا مقدسة.”
وجاء في رسالة لأداما دينغ، المستشار الخاص للأمين العام المعني بالإبادة الجماعية، وجنيفر ويلش، مستشارة الأمين العام بشأن مسؤولية الحماية، الإعراب عن “القلق إزاء خطاب التصعيد العنيف من قبل الزعماء الدينيين فيما يتعلق بالوضع في سوريا.”
وأدان المستشاران الدعوة الأخيرة من قبل رجال الدين في المملكة العربية السعودية إلى المسلمين السنة ودولهم، “لدعم الحرب المقدسة ضد المسلمين الشيعة والمسيحيين في سوريا، وكذلك ضد الدول والجماعات المسلحة التي تدعمهم” وفقا للبيان، بحجة أن هذا الخطاب “يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع المتقلب بالفعل في سوريا، عن طريق دفع المقاتلين المتحمسين دينيا للانضمام إلى جميع أطراف النزاع، والذي يؤدي إلى تصعيد مخاطر العنف ضد الطوائف الدينية.”
واعتبر المستشارات أن الدعوة إلى “الكراهية الدينية” ليست فقط خطأ أخلاقيا، ولكنها “محظورة أيضا بموجب القانون الدولي”، ووفي نفس السياق، أعرب المستشاران الخاصان عن القلق إزاء التقارير التي تفيد بأن رجال الدين الأرثوذكس الروس، قد أشاروا إلى المشاركة الروسية في الصراع الدائر في سوريا بأنها ” معركة مقدسة” ضد الإرهاب.
وذكر المستشاران أن تصريحات من هذا النوع لا يمكن التلاعب بها، وتغذي الإرهاب وتزيد من الاستقطاب في المجتمعات، وأشارا إلى أن السلطات الروسية قد نفت أن يكون لمشاركتها في سوريا أي دلالة دينية.
محللة أمريكية من موسكو: قرب سقوط الأسد دفع بوتين للتدخّل وموسكو ضد سقوط الأنظمة حتى القمعية منها
موسكو، روسيا (CNN) — قالت الباحثة السياسية جيل دورثي، المديرة السابقة لمكتب CNN في موسكو، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرر التدخل في سوريا باللحظة التي شعر فيها بإمكانية سقوط النظام السوري بعد الضربات العسكرية التي تلقاها، مضيفة أن بوتين لا يريد سقوط أي نظام لكرهه لوجود أنظمة ضعيفة، حتى وإن كانت قمعية.
مواقف دورثي جاءت في لقاء مع CNN حول دوافع الدور الروسي في سوريا، قالت خلاله إن هناك عدة أسباب دفعت بوتين لدخول الحرب السورية بهذه الطريقة مضيفة: “لقد شكل تدخله صدمة للمجتمع الدولي، فهو يقدم الدعم للرئيس السوري بشار الأسد منذ سنوات، ولكن بين ليلة وضحاها قام بإرسال كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى سوريا لضرب داعش كما استهدف معاقل التنظيم بالصواريخ الموجهة.”
وتابعت دورثي بالقول: “نحن أمام خطوة جريئة من بوتين لإظهار أنه لاعب أساسي وأن على العالم أخذ بلده بالحسبان وأن لديه القدرة على قلب المعادلات، فقوات الأسد كانت تواجه متاعب كبيرة وقرر بوتين أن الوقت بات مناسبا للتدخل ومنع سقوط الأسد.”
أما الهدف الثاني لبوتين، وفقا لدورثي، فهو هو دخول الحرب السورية لصرف الأنظار عن الأحداث الدائرة في أوكرانيا حيث كانت بلاده تتعرض للكثير من الانتقادات والعقوبات الدولية ما دفعه للرغبة بالظهور بمظهر القائد القادر على حل مشاكل العالم وبالتالي فإن أمريكا وأوروبا قد تواجهان عقبات أمام تجديد العقوبات على روسيا في ديسمبر المقبل.
وختمت دورثي بالقول: “السبب الأخير أن بوتين يكره أي ضعف في السلطة المركزية ولذلك هو يدعم بشار الأسد، ببساطة لأنه رئيس سوريا، وبوتين لا يرغب برؤية سقوط الأنظمة، ولو كانت قمعية، لأنه يعتقد أن الفوضى ستحل بعد ذلك” وفقا لتعبيرها.
مصادر: روسيا تكثّف عملياتها في سورية للتأثير على تركيبة مجلس عسكري مرتقب
روما (15 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى أن الولايات المتحدة ودول أوروبية من بينها ألمانيا وبريطانيا يدفعون روسيا للموافقة على مجلس عسكري مشترك بين النظام والمعارضة. وأشارت إلى أن موسكو لا تملك خياراً إلا الموافقة على هذا المجلس العسكري، لكنها تحاول قبل نهاية الشهر الجاري تغيير الواقع الميداني لتتمكن من فرض عدد أكبر من المؤيدين لها في هذا المجلس.
وشرحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “روسيا مقتنعة من حيث المبدأ على أن مدخل الحل للأزمة السورية لن يكون إلا عبر تشكيل مثل هذا المجلس، ووافقت أيضاً من حيث المبدأ على أن يتزعم كتلة المعارضة المسلّحة ضابط سوري منشق رفيع المستوى وافقت على اسمه وتجري منذ فترة اتصالات دائمة معه”. وأضافت “لكن بعيداً عن الولايات المتحدة حاولت موسكو استمالة هذا الضابط وبعض من ممثلي كتله العسكرية التي يتفاوض بالنيابة عنها دون أن تنجح في تغيير موقفهم”.
وأضافت “الكتل المتفرقة التي يتحدث باسمها الضابط المقترح لزعامة المجلس العسكري من طرف المعارضة يتراوح عدد مقاتليها بين 30 و50 ألف مقاتل، ولدى الدول الغربية شبه قناعة بإمكانية تجميعهم خلال مدة لا تتجاوز الشهر”.
وتابعت “الخلاف الوحيد الذي يحاول الروس التلاعب عليه وزيادة الضغط العسكري على الأرض في سورية هو دور الرئيس بشار الأسد، حيث تصرّ كتل المعارضة المسلحة على أن ينتهي دوره العملي كلياً في نفس يوم الإعلان عن المجلس العسكري، ويبقى له دور شكلي بروتوكولي بعيداً عن الجيش والأمن لغاية تنظيم الشؤون السياسية والدستورية في سورية، فيما ترغب روسيا أن يستمر دوره ولو بشكل جزئي، وتسعى موسكو من خلال تكثيف ضرباتها العسكرية للي ذراع بعض تلك الكتل العسكرية”.
وفي سياق آخر، قالت مصادر من المعارضة السورية المقربة من موسكو إن الأخيرة عرضت على معارضين سوريين تشكيل حكومة وحدة وطنية، ترأسها المعارضة وتشارك فيها بوزارات سيادية من بينها الدفاع، وقالت إن موسكو أكّدت على أن يتولى رئاستها معارض سوري، ورفضت أن يكون من جبهة التغيير والتحديث المقربة جداً من روسيا، وأشارت هذه المصادر إلى أن كثيراً من المعارضين السوريين رفضوا المبدأ، فيما لم ير بعضهم الآخر مانعاً من الموافقة.
الأمم المتحدة ترى فرصة لوقف اطلاق النار في بعض مناطق سوريا
قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون إن الأمم المتحدة تعتقد أن هناك ثلاثة أماكن على الأقل في سوريا يمكن أن يتم فيها التوصل لاتفاق لوقف لإطلاق النار. وعبر إلياسون عن أمله أن يخلق التصعيد الحالي للقتال في سوريا فرصة لمحادثات سياسية.
وقال إلياسون “إنني لا أعتقد أن المسافة بين الأطراف المختلفة لا يمكن تجاوزها.”
واضاف “إذا توفرت الإرادة السياسية الآن، فانه يمكننا أن نستفيد بقدر من المخاطر التي تحيط بالتصعيد الحالي، لخلق مسار سياسي.”
العمليات العسكرية
وفي وقت سابق من صباح الخميس شن الجيش السوري، مدعوما بطائرات روسية، هجوما على عدد من البلدات شمالي مدينة حمص مستهدفا أحد المواقع الاستراتيجية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
ويتواصل الهجوم البري للقوات السورية، بدعم جوي روسي، على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون المسلحون غربي سوريا.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري القول إن الجيش بدأ عملية عسكرية في المنطقة بعد ضربات كثيفة من الطائرات والمدفعية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن 5 مدنيين و 6 من المتمردين قتلوا في قرية تير معله على بعد 5 كيلومترات شمال مدينة حمص.
وقال المرصد إن بلدة تلبيسة وقرى أخرى في المنطقة قد تعرضت لضربات جوية كثيفة، وإن قتالا عنيفا قد اندلع على أطراف البلدة الجنوبية وفي بعض القرى المجاورة.
وشن الجيش السوري عددا من الهجمات البرية محاولا استعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في محافظات حماه، وأدلب، واللاذقية.
ويقول المسؤولون المحليون إن الجيش السوري يعد لعمليات برية حول مدينة حلب بالقرب من الحدود السورية.
وتشكل استعادة السيطرة الحكومية على المناطق شمال حمص ترسيخا لبسط نفوذها في المناطق السكانية الرئيسية غربي سوريا وتأمين الطرق الواصلة بين دمشق والمناطق الساحلية غربي البلاد.
ونقل التلفزيون السوري عن مصادر عسكرية القول إن الجيش وحلفاءه قد سيطروا على قريتي الخالدية ودار كبيرة الواقعتين بين حمص وتير معله.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء القول عن أحد قادة المتمردين القول إن “هناك ضربات جوية مكثفة على الجبهات في حمص، وهناك ضحايا مدنيون. النظام يحاول ممارسة الضغط العسكري لشن هجوم على المنطقة.”