أحداث الخميس 29 أيلول 2016
واشنطن تهدد بتعليق التعاون مع موسكو
لندن، نيويورك، باريس، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
هددت واشنطن أمس بتعليق أي تعاون مع موسكو لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ما لم تضع روسيا حداً للغارات على حلب التي ضربت أمس مستشفيين ومركزاً لتوزيع الخبز في أحياء المدينة الشرقية، في وقت أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الوضع في حلب «أسوأ من مسلخ» والهجمات على مستشفيات «جريمة حرب».
وأفادت الخارجية الأميركية بأن الوزير جون كيري أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي أمس، أن «الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سورية، وخصوصاً إقامة مركز مشترك» للتنسيق العسكري، وفق ما ينص عليه الاتفاق الروسي- الأميركي الذي وقّع في جنيف في التاسع من أيلول (سبتمبر) قبل أن ينهار بعد عشرة أيام. وكان كيري من أبرز المتحمسين للتعاون الديبلوماسي مع موسكو، على عكس وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الذي أبدى تحفظاً عن توقيع اتفاق التعاون العسكري. وقال ديبلوماسيون إن الرئيس باراك أوباما يشعر بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لم ينفذ تعهداته في الاتفاق عندما دعم القوات النظامية السورية وأنصارها في الهجوم على شرق حلب.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان، إن «كيري أعرب عن قلقه البالغ حيال تدهور الوضع في سورية، وخصوصا الهجمات المتواصلة للنظام السوري وروسيا على المستشفيات وشبكة توزيع المياه وبنى تحتية محلية أخرى في حلب». وأضاف أن كيري «قال بوضوح إن الولايات المتحدة وشركاءها يحمّلون روسيا مسؤولية الوضع، وخصوصا استخدام قنابل حارقة (…) في المدينة، وهو تصعيد خطير (للنزاع) يعرّض السكان المدنيين لخطر أكبر».
في المقابل، أفادت الخارجية الروسية بأن لافروف أبلغ كيري «استمرار بعض فصائل المعارضة المسلحة في اندماجها بجبهة النصرة»، مشيرة إلى أنهما «أعربا عن القلق من الوضع في سورية، خصوصاً في حلب».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء معارضون أمس، بأن غارات استهدفت مستشفيين شرق حلب، حيث دمرت غارة على أحدهما مولداً للكهرباء بالكامل، وفي الغارة الثانية جرح ثلاثة عاملين في المستشفى هم سائق سيارة إسعاف وممرضة ومحاسب. وقال المجلس الطبي الأميركي- السوري: «لم يبق (في شرق حلب) سوى ستة مستشفيات تعمل بعد توقف هذين المستشفيين عن العمل»، لافتاً إلى أن المستشفيين يضمان أقساماً للطوارئ ووحدات لمعالجة الصدمات وتعرضا من قبل لغارات جوية، واصفاً القصف بأنه «متعمد».
والغارات مستمرة منذ أعلن الجيش السوري في 22 أيلول البدء بحملة واسعة لاستعادة كامل مدينة حلب المنقسمة منذ عام 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وأخرى غربية تسيطر عليها قوات النظام. وطالبت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدة على تويتر «بإجلاء الجرحى والمرضى في حالة حرجة من حلب الشرقية»، مضيفة: «إنهم الآن واقعون في الفخ وقد يموتون».
في نيويورك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، أن «الأمر (في حلب) أسوأ من مسلخ»، لافتاً إلى «أشخاص فقدوا أعضاءهم» و «معاناة رهيبة مستمرة لدى أطفال». وأضاف: «من يستخدمون أسلحة تخلف دماراً أكثر فأكثر يعلمون تحديداً ماذا يفعلون: إنهم يرتكبون جرائم حرب». وتابع: «هذه حرب تشن على العاملين في القطاع الصحي في سورية»، مذكراً بأن القانون الدولي يلزم بحماية الطواقم والمنشآت الطبية. وقال أيضاً إن «الهجمات المتعمدة على المستشفيات هي جرائم حرب».
وأصيب أكبر مستشفيين في شرق حلب الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة فجر الأربعاء بضربات جوية. وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أيضاً أن مجلس الأمن كان تبنى في أيار (مايو) قراراً حول حماية الطواقم والمنشآت الطبية في النزاعات المسلحة، لكن الهجمات في سورية لم تتوقف مذاك. وتابع: «في سورية، تستمر المذبحة التي لا تستثني أحداً»، مضيفاً: «العالم تخلى عنهم ونحن تخلينا عنهم»، في إشارة إلى المدنيين السوريين. وشدد على «وجوب التحرك ومحاسبة» المسؤولين عما يحصل.
وكان بان يخاطب سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن في إطار اجتماع يناقش في شكل عام المساعدة الطبية للمدنيين في النزاعات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت إن بلاده وزعت مشروع قرار دولي في مجلس الأمن لفرض وقف النار في حلب. واتهم إرولت الحكومة السورية المدعومة من روسيا وإيران بشن «حرب شاملة على الشعب» وهو الأمر الذي قالت باريس إنها لن تقف ساكنة أمامه.
واشنطن تبحث خيارات «جديدة» في شأن سورية
واشنطن، جنيف – رويترز، أ ف ب
قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم (الخميس) إن وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث خيارات في شأن سورية بعضها خيارات جديدة في محاولة لإنهاء الحرب في سورية.
جاءت تصريحات بلينكن رداً على سؤال في شأن «الخطة البديلة» للولايات المتحدة بعد انهيار الديبلوماسية في ما يبدو. وقال بلينكن للمشرعين «الرئيس (الأميركي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد». وأضاف «عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام المقبلة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل».
وكانت الأمم المتحدة رسمت وضعاً قاتماً للأحياء التي تسيطر عليها المعارضة السورية في شرق حلب في سورية، مشيرة إلى ضرورة إجلاء المئات من الحالات الطبية، وأن المساعدات الغذائية لا تكفي سوى ربع السكان هناك.
وقال نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية رمزي عز الدين رمزي للصحافيين في جنيف إن «كل تفكيرنا يتركز على الحاجة إلى معالجة الوضع الطبي المقلق جداً» في شرق حلب. وأضاف «هناك حاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي. ربما مئات من الناس بحاجة إلى إجلاء عاجل من المدينة التي مزقتها الحرب».
وقال رمزي «هناك ما يصل إلى 600 جريح لا يمكن توفير العلاج المناسب لهم»، وحذر من أن «مخزون المواد الغذائية شارف على النفاد»، مع العديد من المخابز مغلقة و14 ألف حصة من المساعدات الغذائية متبقية فقط. وكل حصة تكفي لإطعام خمسة أشخاص ما من شأنه أن يكون كافياً لنحو 70 ألف شخص، أو حوالى ربع السكان، وفقاً لـ «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة.
وأضاف رمزي «نأمل أن يكون من الممكن تهيئة الظروف لتسليم المساعدات. لا تزال الأمم المتحدة مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية وضمنها الإمدادات الطبية في أسرع وقت ممكن». وكان رمزي يتحدث بعد اجتماع لفريق الأمم المتحدة الإنساني حول سورية، مؤكداً أن المناقشات كانت «طويلة وصعبة» طغت عليها الأوضاع في ثاني المدن السورية.
ورأى أن «القصف يجب أن يتوقف. يجب حماية المدنيين. ويجب إعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية». وقتل عشرات المدنيين، وتهدم الكثير من المباني السكنية في حين يعاني سكان شرق حلب من نقص حاد في المواد الأساسية.
واشنطن ناقشت ردوداً غير ديبلوماسية في سوريا وهددت موسكو
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
هددت واشنطن موسكو أمس بتعليق التعاون معها في موضوع سوريا اذا استمر هجوم القوات السورية على مدينة حلب، فيما أعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ان الحل السياسي لم يعد مطروحاً وان كل الخيارات مفتوحة امام المعارضة لحماية الشعب السوري.
وخلال محادثة هاتفية جديدة، أبلغ وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف أن “الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سوريا، وخصوصا اقامة مركز مشترك” للتنسيق العسكري كما ينص الاتفاق الروسي – الاميركي الموقع في جنيف في 9 ايلول قبل ان ينهار بعد عشرة أيام.
وهذا التعاون بين موسكو وواشنطن الذي سعى اليه كيري حتى النهاية طوال أشهر، سيتوقف الا اذا “اتخذت روسيا تدابير فورية لوضع حد للهجوم على حلب واعادة العمل بوقف الاعمال القتالية” الذي “انتهى” في 19 أيلول مع قرار الجيش السوري بدء الهجوم على حلب تزامناً مع انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك.
الى ذلك، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن الإدارة الأميركية ناقشت خيارات غير ديبلوماسية للرد على العنف في سوريا بعد انهيار وقف النار، لكنه رفض الإفصاح عن هذه الخيارات.
وقال إن مسؤولين أميركيين معنيين بالعملية الجارية بين الوكالات الخاصة بالأمن القومي ناقشوا خيارات أخرى “لا تتعلق بالديبلوماسية” للتعامل مع الوضع في سوريا. وشدد على أن من مصلحة روسيا وقف العنف في سوريا لأن المتطرفين قد يستغلون الفراغ لمهاجمة مصالح روسية أو مدن روسية.
الموقف الروسي
وبعد ساعات من التحذير الاميركي، أبدت موسكو استعدادها للعمل مع الولايات المتحدة في شأن سوريا وانها سترسل عما قريب خبراء إلى جنيف لاجراء محادثات مع نظرائهم الأميركيين لاعادة الوضع في مدينة حلب وبقية البلاد الى طبيعته.
ونسبت وكالات روسية للأنباء إلى النائب الأول لرئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية اللفتنانت جنرال فيكتور بوزنيخير أن المبادرة كان نتجة الاتصال الهاتفي بين لافروف وكيري. وقال: “وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان استعدتا بتعليمات من رئيس الاتحاد الروسي لمزيد من الاستمرار في العمل المشترك مع شركائنا الأميركيين في المسألة السورية”.
الميدان
ميدانياً، اصيب أكبر مستشفيين في حلب فجراً بغارات جوية، فيما تستمر المعارك في المدينة حيث أعلنت قوات النظام احراز تقدم على الارض خلال الساعات الاخيرة.
وكان الجيش السوري استعاد السيطرة الثلثاء على أحد احياء المعارضة في وسط حلب بعد أيام من الغارات الجوية الكثيفة.
ويستهدف الجيش السوري خصوصاً حي المعادي انطلاقاً من قلعة حلب التاريخية في المدينة القديمة.
ردود فعل
وفي نيويورك، وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون الهجمات على مستشفيات في حلب بأنها تشكل “جريمة حرب”. وقال أمام مجلس الامن إن “الامر اسوأ من مسلخ”، مشيراً الى “اشخاص فقدوا اعضاءهم” والى “معاناة رهيبة مستمرة لاطفال”.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك ايرولت بأن بلاده ستطرح قراراً في الامم المتحدة لوقف النار في حلب والذين سيمتنعون عن التصويت لمصلحته “يجازفون بتحمل مسؤولية المشاركة في جرائم حرب”.
ولم يعرف ما اذا كان المستشفيان تعرضا لغارات شنتها طائرات تابعة للجيش السوري أم لحليفه الروسي.
الى ذلك، ندد البابا فرنسيس بتصاعد اعمال العنف في سوريا ودعا المسؤولين عنها الى “مراجعة ضمائرهم”، قائلاً ان “الله سيحاسبهم”.
المعارضة
وفي ظل هذا التصعيد في حلب، قال نائب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” موفق نيربية في بيان: “جميع الخيارات مفتوحة أمام قوى الثورة السورية لصد العدوان الروسي على سوريا ولم يعد الحل السياسي مطروحا على الطاولة في ظل الظروف السائدة الآن”.
وأضاف البيان: “قوى الثورة والمعارضة السورية تعمل على إعادة التموضع وترتيب أوراقها وأولوياتها في ظل الحملة العسكرية الشرسة التي يقودها النظام وحلفاؤه وانتهاكاتهم للقرارات الدولية”.
ظريف
وبدأ وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف زيارة لانقرة في ثالثة سلسلة من المحادثات مع كبار المسؤولين الاتراك في أقل من شهر ونصف شهر على رغم ان البلدين على طرفي نقيض بالنسبة الى النزاع السوري.
والتقى ظريف نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في زيارة غير معلنة الى انقرة في طريق عودته الى طهران من زيارة لنيويورك حيث شارك في أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة.
وقال مصدر ديبلوماي تركي إن الوزيرين بحثا في قضايا ثنائية واقليمية بما يشمل النزاع السوري.
كما التقى ظريف رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم.
الرقة: الأهالي يحطّمون التلفزيونات، عملة “داعشية” وللمرأة ساعة إنترنت كل 5 أيام
المصدر: “النهار”
رغم الضغوط العسكرية والضربات الجوية، لا يزال تنظيم #الدولة_الاسلامية الارهابي يتابع حكمه الذاتي الوحشي في الرقة التي تشهد يومياً عمليات قتل وتعذيب على يد مرتزقة هذا التنظيم. جلد وصلب وشنق وذبح وحرق، اطلاق الرصاص على الرأس، الطعن في القلب هذه هي الصور التي يشاهدها الأهالي في هذه المدينة.
“أبو شام” ناشط سوري فضّل المغامرة بحياته مقابل نقل الصورة الحقيقية لإجرام هذا التنظيم، تنقل بين الدواعش، يتحدث معهم، ويلتقط لهم الصور ويفضح ممارساتهم، إلى أن بات يغيظ هذا التنظيم، وشاهد الاثنين الماضي عمليات جلد شبان في الرقة. 80 جلدة لكل شخص، والتّهم مختلفة.
ولا يزال التنظيم يحاول إسكات الرأي الآخر، ويمنع الأهالي من الاستماع إلى الحقائق عبر القنوات التلفزيونية، “وبعد أشهر من حملة تحطيم الدش “الستالايت” من تنظيم #داعش في مناطق سيطرته، أقدم أكثر من 90 بالمئة من سكان مدينة #الرقة على تحطيم وإزالة التلفاز وأي شيء يسمع أو يشاهد من الإعلام العالمي، وينشر التنظيم إذاعة البيان عبر موجات الراديو “FM” ليغيّب الناس عن كل ما يحصل في الخارج ولا يسمح لهم إلّا بالاستماع لسياسة التنظيم وإعلامه”، بحسب “أبو شام”.
ومنذ أيام أيضاً، اتخذ التنظيم قراراً مشدداً تجاه النساء، ويقول أبو شام: “أصدر التنظيم قانوناً جديداً لمقاهي الإنترنت النسائية، وهو: كل إمرأة يحق لها دخول مقهى الإنترنت كل خمسة أيام، ساعة واحدة فقط”، ويلفت إلى أن “غالبية مقاهي الإنترنت النسائية تابعة لتنظيم “داعش” وكتائبها النسائية وغالبيتهنّ من المهاجرات (غير سوريات)”.
وبداية هذا الشهر انطلق تنظيم “داعش” بإخراج الرقة من الاقتصاد المحلّي والعالمي، وذلك بنشر عملته الجديدة في أسواق المدينة وريفها، وذلك بعد سنة على الاعلان عنها، ويقول “أبو شام”: “تعتمد قيمة هذه العملة الذاتية على معادن الذهب والفضة والنحاس، والدينار الواحد يقدر 4.25 غراماً من الذهب عيار 21، والدرهم الواحد يقدر بغرامين من الفضة، أما الفلس الواحد فيقدر بـ 10 غرامات من النحاس، ووضع صورة المسجد الأقصى على الدرهمين والكعبة على الدينارين”.
اقتراحات أمريكية لوقف إطلاق النار في حلب واستمرار دراسة الخيارات والقرار بيد أوباما
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: أكدت الخارجية الأمريكية أن الوزير جون كيري قدم بعض الاقتراحات للروس لوقف إطلاق النار في حلب ولم يتلق أي جواب.
وأشار نائب الناطق باسم الخارجية مارك تونر إلى «إننا مازلنا على استعداد للحوار مع روسيا حول إنقاذ وقف الأعمال العدائية ووقف الهجمات ضد حلب التي نعتبرها غير مقبوله، ولايمكننا أن ننظر إلى ما يحدث في حلب ونتظاهر أن وقف الأعمال العدائية مازال قائما، إننا ندعو روسيا لوقف الهجمات ضد السكان المدنيين في حلب، وسوف يستمر كيري في السعي للخيار الدبلوماسي حتى نهايته. ومازلنا متمسكين بالاتفاقية التي توصلنا إليها مع الروس».
وحول بعض الدول الخليجية التي تقترح تزويد المعارضة بالمزيد من الأسلحة بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف (مانبادز) يقول تونر «لايمكنني التحدث نيابة عن هذه الدول ولكن إذا انهار كل شيء فإن هذا السيناريو موجود والإمكانية قائمة، ولا يمكننا أن نملي على الدول التي تريد دعم المعارضة السورية بما يجب أن تفعله اولا تفعله».
وكرر أن ما يحدث في حلب خرق للقانون الدولي، وفقا لماقاله وزير الخارجية كيري أمام مجلس الأمن الدولي، حيث يتم شن هجمات عشوائية ضد المدنيين في حلب.
وأضاف «في الوقت نفسه فإننا مازلنا نطالب بدخول المساعدات الإنسانية لحلب. وقد دعت منظمة الصحة العالمية لإقامة ممرات إنسانية لإخلاء الجرحى من حلب. إننا ندعم ذلك ولكننا في الوقت نفسه نقول إن المصابين يجب أن نقدم لهم العلاج في حلب وليس عليهم المغادرة للحصول على العلاج».
وحول مقتل أكثر من ألف مدني من جراء 1700 غارة جوية خلال الثمانية أيام الماضية تحت غطاء وقف الأعمال العدائية الذي لم تلتزم به روسيا أو النظام السوري علق تونر «من الصعب معرفة استراتيجية هذه الهجمات الضارية والفظيعة ضد حلب من قبل النظام وإصراره على الحل العسكري للنزاع مع أن روسيا تدعي أنها تؤيد الحل السياسي وأنه لا حل عسكريا، وسنستمر عبر القنوات المتاحة لنا لجعل النظام يوقف هجماته».
ولما سئل ما الفرق بين حلب وبين الإزيديين في جبل سنجار أو ليبيا، حيث توعد القذافي اصطياد الليبيين كالجرذان، وقمتم بالتدخل لإنقاذهم وهناك 250 ألف مدني في حلب يتعرضون للقصف الجوي المستمر وهجوم أرضي من قبل النظام؟
أجاب تونر «لا يمكن المقارنة بين النزاعات المختلفة والوضع في حلب معقد جدا، وإننا مستمرون بدراسة جميع الخيارات ولانستبعد أيا منها، وإننا ندرس الخيارات في وزارات عدة (أي الخارجية والدفاع والاستخبارات) والقرار النهائي بيد الرئيس اوباما».
وأكد اجتماع توني بلينكين نائب وزير الخارجية الأمريكي مع الرئيس اردوغان ومعه فريق كبير يشتمل على المبعوث الأمريكي الخاص بريت ماكغيرك ونائب مساعد وزير الخارجية جوناثان كوهين وقائد العمليات العسكرية في العراق الجنرال تاوسند للبحث مع القادة الأتراك في خطط تحرير الموصل والرقة ودابق من تنظيم «الدولة» وكيف يمكن تطبيق هذه الخطط بالتعاون مع الأتراك.
صواريخ «غراد» للمعارضة السورية تطال مدينتي مصياف وسلحب لأول مرة
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: أطلقت قوات المعارضة السورية أكثر من 35 صاروخ غراد على مطار حماه العسكري ومدينتي مصياف وسلحب التي تقطنها الطائفة العلوية وتقع غربي حماه، وقد أكدت شبكة «أخبار مصياف» المؤيدة وقوع ثلاث انفجارات في ضواحي المدينة بالقرب من مدرسة المحاسبة.
وأكد مصدر خاص لـ «القدس العربي» أن «الجيش الحر» ـ جيش العزة ـ الذي يتمركز في اللطامنة وكفرزيتا هو من أطلق الصواريخ، بالإضافة إلى استهداف «أحرار الشام» المطار بشكل متكرر، وأشار المصدر إلى أن صواريخ غراد التي تم استخدامها هي من النوع قصير المدى 20 كيلو مترا، ويمتلك «الجيش الحر» في تلك المنطقة مدافع من عيار 130، ومع تواجد قذائف صاروخية يمكن للمعارضة الوصول أبعد من المدن العلوية المذكورة.
«جند الأقصى» خلال الساعات الماضية أكمل عمليته العسكرية وسيطر على قرى الكبارية والشعثة في ريف حماه الشمالي ليواصل تقدمه باتجاه مدينة حماه. وقال ناشطون من المنطقة إن المقاتلين الأوزبك والشيشان كانوا من المشاركين في العملية بعدد يتجاوز الـ200 مقاتل يتقدمهم عبد الحكيم الشيشاني.
وأعلن مؤيدو النظام ممن يقطنون في مدينتي مصياف وسلحب إلى ضرورة عدم ذكر مكان سقوط القذائف خشية أن تقوم قوات المعارضة بتصحيح مكان الهدف ليحقق إصابة أدق. وأشار عدد من أبناء المدينة إلى أن هناك من يتواطأ مع من أسموهم بـ «الإرهابيين» الذين يرسلون الوقود إليهم، وطالبوا بكشف أسماء المتورطين. وكان «جيش العزة» في وقت سابق تبنى إسقاط مروحية للجيش السوري في مطار حماه عقب استهدافها بصاروخ حراري أمريكي المصدر من نوع «تاو» خلال محاولتها الهبوط على أرضية المطار، مما أدى إلى مقتل قائدها محمد حبيب، ومساعده المقدم علاء ديّوب من الطائفة العلوية.
«مركز حماه الإعلامي» عبر صفحته على «فيسبوك» أكد أن النظام السوري يعاني من نقص حاد في إعداد المقاتلين، ونشر قرارا صادرا عن فرع الحزب في مدينة حماه مفاده «تُلزمُ جميع الرفاق الحزبيين على اختلاف تصنيفاتهم من أعضاء وعاملين بحملِ السلاح، مع اتخاذ إجراءات رفع الجاهزية التامة للدفاع عن مدينة حمـاة حال دخول المسلحين الإرهابيين»، حسب تعبيرهم.
وكان «جند الأقصى» التنظيم الجهادي رأس الحربة التي استطاعت كسر حواجز النظام في تلك المنطقة بالإضافة إلى عشرات المقاتلين القوقازيين والشيشانيين والأوزبك ويتجاوز عددهم الـ200 ، وذلك وفق ما أكده أبو عائشة السوري أحد المشاركين في هذه المعارك. وقال إنهم استطاعوا السيطرة على هذه الحواجز خلال زمن قياسي، وسيطر «الجند» أيضا على عشرات الدبابات والمدرعات الأمر الذي أعطى دفعا معنويا كبيرا لمقاتليه الذين لم يضطروا إلى تنفيذ إلا عمليات استشهادية، على حد تعبيره.
كما سيطر المقاتلون مؤخرا على كل من قرى الكبارية ومعان ذات الغالبية العلوية، وباتوا على بعد كيلو مترات قليلة عن مدينة حماه، وفق أبو عائشة.
فيما أكد ناشطون أن هناك حشودا لـ «جيش الفتح» وصلت إلى مدينة صوران بالإضافة إلى عشرات الآليات والمدرعات من «أحرار الشام» و«أجناد الشام» وفصائل عديدة من «الجيش الحر».
وبحسب المصدر فإن هناك تحضيرا لمزيد من العمليات العسكرية في المنطقة والهدف الأساسي في المرحلة المقبلة هو السيطرة على جبل زين العابدين الذي يمهد للدخول إلى مدينة حماه التي دمرها رفعت الأسد في ثمانينات القرن الماضي.
دي ميستورا: يصعب استئناف المفاوضات السورية مع استمرار القصف
اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، أنه “من الصعب استئناف المفاوضات حين تتساقط القذائف في كل مكان” في سورية.
وقال دي ميستورا، لوكالة “فرانس برس”، بعد لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان إنه “لا يمكن التوصل إلى السلام في سورية مع استمرار عمليات القصف”، في حين كان قد أعرب، في 22 سبتمبر/أيلول، عن أمله في حصول مفاوضات مباشرة بين الأطراف السورية “في الأسابيع المقبلة”.
ويأتي تصريح المبعوث الأممي في ظل تصعيد ميداني من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، والطيران الروسي، وكذلك تصاعد حدة الخلافات بين واشنطن وموسكو، في أعقاب انهيار الهدنة التي أعلنت أخيرا بموجب اتفاق بين الطرفين.
وقد تواصلت حدة التصريحات بين الأميركيين والروس، صباح اليوم، حيث نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله إن موسكو غاضبة من لهجة التهديد في بيان الولايات المتحدة الأخير بشأن سورية، وتعتبره “بمثابة دعم للإرهاب”، معلناً عن رفض بلاده الاقتراح الأميركي بهدنة لمدة سبعة أيام، وإن موسكو تقترح “هدنة إنسانية” لمدة 48 ساعة في حلب.
وكان ريابكوف يشير إلى بيان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، الذي قال أمس الأربعاء إن “لروسيا مصلحة في وقف العنف في سورية، لأن المتطرفين بإمكانهم استغلال الفراغ لشن هجمات ضد المصالح الروسية، وربما أيضا المدن الروسية”، بالإضافة إلى تهديد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بتعليق أي تعاون حول سورية، وذلك إذا لم تضع موسكو حدا للقصف في حلب، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية أمس.
وقال ريابكوف، في سياق متصل، إن “الاقتراح الأميركي بهدنة لمدة سبعة أيام في سورية غير مقبول بالنسبة لروسيا، وإن موسكو تقترح (هدنة إنسانية) لمدة 48 ساعة في حلب”.
من جهته، قال الكرملين، اليوم أيضاً، إن القوات الجوية الروسية ستمضي قدما في عملياتها في سورية، رافضا البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة، إلى درجة وصفه بأنه “غير مفيد وطائش”.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر هاتفي للصحافيين اليوم، أن القوات الجوية الروسية ستواصل دعم قوات النظام السوري، وأن ما وصفها بـ”الحرب على الإرهاب” ستستمر.
وعلى الرغم من تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، قال بيسكوف إن موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن لمحاولة حل الأزمة السورية.
في المقابل، تبحث الإدارة الأميركية اتخاذ “ردود أقوى” إزاء هجوم قوات النظام السورية المدعومة من روسيا على حلب، بما في ذلك الردود العسكرية، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون.
وتجري المناقشات الجديدة على مستوى موظفي البيت الأبيض، لكن لم تتمخض عنها أية توصيات لأوباما.
وأوضح المسؤولون الأميركيون، أمس الأربعاء، أنّ “إخفاق المساعي الدبلوماسية في سورية، لم يدع أمام إدارة أوباما خياراً سوى البحث عن بدائل، معظمها يتضمن استخدام القوة بشكل أو بآخر، وجرى بحثها من قبل، لكن تقرّر تعليقها”.
وفي السياق نفسه، كانت المعارضة السورية قد قررت الاجتماع في إسطنبول، اليومين الماضيين، من أجل بحث الخيارات العسكرية والسياسية كافة في مواجهة إبادة حلب وتصعيد النظام وحلفائه.
هدنة النظام السوري بقدسيا: التسليم والتهجير أو الإبادة
محمد أمين
طلب نظام بشار الأسد من مقاتلي المعارضة السورية في بلدة قدسيا، شمال غرب العاصمة دمشق، تسليم أسلحتهم و”تسوية أوضاعهم”، أو الخروج من المنطقة، مهددا بـ”الحل العسكري والإبادة الجماعية” في حال عدم رضوخ فصائل المعارضة التي تسيطر على البلدة لشروطه.
وعُقد مساء أمس الأربعاء اجتماع بين لجنة المفاوضات في قدسيا وبين مندوب النظام، المدعو عدنان الأفيوني، وهو مفتي النظام في دمشق وريفها، والذي بدأ بنقل التهديد والوعيد لأبناء المنطقة، وفق مصادر في الائتلاف الوطني السوري.
وذكرت المصادر، في حديث مع “العربي الجديد”، أن مندوب النظام أملى شروط الأخير من أجل التوصل لاتفاق “مصالحة” في البلدة، وتتضمن “تسوية أوضاع من يريد تسوية وضعه، وخروج كل من لا يريد تسوية وضعه إلى خارج المدينة”، و”تسليم كل السلاح الموجود بالمدينة، واستلام سلاح من النظام لإنشاء حواجز لجان شعبية”.
كما تضمنت شروط النظام قيام المتخلفين عن الخدمة العسكرية في جيش النظام والمنشقين عنه “بالخدمة داخل المدينة لمدة ستة أشهر، ثم يتم الالتحاق بجيش النظام، أو الحصول على تأجيل عن الخدمة بأي طريقة، والذي لا يريد تسوية وضعه يستطيع الخروج إلى خارج المدينة”.
وذكرت المصادر أن مندوب النظام منح مقاتلي المعارضة مهلة يومين للحصول على الجواب، مهدداً بـ”الحل العسكري والإبادة الجماعية”، مشيرة إلى أن هذا المندوب أوضح أن النظام “يريد إنهاء ملف قدسيا بالكامل، إن كان بالقوة أو بالتسوية، وأنه سيضع كل القوة الممكنة للسيطرة عليها”.
وقالت عضو وفد المعارضة السورية المفاوض، سهير الأتاسي، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إن ما وصفته بـ”مسلسل الهدن المحلية” يُستخدم من قبل نظام الأسد كـ”أداة للتهجير القسري، ورسم حدود سورية المفيدة مازال قائماً وسارياً، وبتسارع يدعمه حلفاء النظام.. بينما أصدقاء الشعب السوري يغضون الطرف عن هذا المسار الذي يقوّض ويحل محل مسار جنيف”.
في غضون ذلك، لا تزال قوات نظام الأسد ومليشيات الشبيحة (الفئة الأكثر دموية من مؤيدي النظام) تحاول اقتحام عدة بلدات في شمال غرب دمشق، منها قدسيا والهامة، منذ عدة أيام، ولكن قوات المعارضة تصدها وتكبدها خسائر بالأرواح.
وتقع قدسيا والهامة شمال غرب العاصمة دمشق بعدة كيلومترات، وانضمتا للثورة في أسابيعها الأولى من عام 2011، إذ جرى تمزيق صورة لحافظ الأسد كانت على واجهة بلدية قدسيا، في حدث كان مؤشراً على أن البلدتين قررتا الذهاب في الحراك الثوري إلى مداه الأقصى.
وحاولت قوات نظام الأسد ومليشيات “الشبيحة” اقتحام بلدة قدسيا في أواخر عام 2012، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، ونفذت عمليات إعدام ميداني، وعمليات سرقة واسعة للمحلات التجارية، والمنازل، لكنها لم تستطع إخضاع البلدتين، فخرجتا عن سيطرة النظام منذ ذلك الحين.
وتوصل النظام وفصائل المعارضة المسلحة إلى عدة هدن بعد ذلك، كان النظام يبادر إلى خرقها، فارضاً حصاراً على البلدتين لممارسة مزيد من الضغط على المعارضة كي توقع على اتفاق تخرج بموجبه إلى الشمال السوري.
واضطرت هذه الفصائل، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، إلى الموافقة على اتفاق خرج على إثره عشرات من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم إلى محافظة إدلب في الشمال السوري، وتعهّد من بقي منهم بعدم التعرض لقوات نظام الأسد، مقابل إدخال المواد الغذائية والحد الأدنى من الخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء.
فرنسا: قصف حلب يؤجج التطرف… ودعوة أممية لإجلاء الجرحى
قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، اليوم الخميس، إنه كلما استمر قصف حلب في هجوم تدعمه روسيا كلما أجج ذلك التطرف في المدينة. وفيما اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أنه “لا يمكن تمهيد الطريق للسلام في سورية بالقنابل”، دعا نائبه إلى إجلاء مئات المصابين من شرق حلب المحاصر.
وقال الوزير الفرنسي للصحافيين في لندن “كلما استمر القصف والمذبحة ضد السكان، كلما زاد التطرف على الأرض”.
من جهته، اعتبر دي ميستورا أنه “من الصعب استئناف المفاوضات حين تتساقط القذائف في كل مكان” في سورية.
وفي 22 أيلول/ سبتمبر، أعرب دي ميستورا عن أمله في حصول مفاوضات مباشرة بين الأطراف السورية “في الأسابيع المقبلة”.
دعوة لإجلاء المصابين في حلب
كذلك، دعا نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، رمزي عز الدين رمزي، إلى إجلاء مئات المصابين من شرق حلب المحاصر.
وأضاف أن “المستلزمات الطبية تنفد كما أن الطعام لا يكفي سوى ربع السكان”.
وفي تصريحات للصحافيين بعد رئاسته للاجتماع الأسبوعي لمجموعة العمل الإنساني في جنيف، طالب رمزي روسيا والولايات المتحدة بـ”إعادة إحياء” اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي أبرم في 19 سبتمبر/ أيلول “وتحويله إلى واقع مرة أخرى”.
وتابع: “أعتقد أن هذه هي الطريقة المثلى للخروج من الوضع الإنساني والعسكري شديد الصعوبة الذي يجد السوريون أنفسهم فيه اليوم”.
وقدّر رمزي عدد الذين “لا يمكن توفير العلاج الملائم لهم بـ600 مصاب”، مشيراً إلى أن “المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ويسكنها نحو 275 ألف شخص يوجد فيها 35 طبيبا فقط ومستلزمات طبية شحيحة”.
وشدد على أن إجلاء المئات لأسباب طبية له “الأولوية القصوى في هذه المرحلة”، مشيراً إلى وجود “نقص حاد” في المياه والكهرباء، فضلاً عن استمرار إغلاق الكثير من المخابز.
(فرانس برس/ رويترز)
قوات النظام السوري تتقدم بمخيم حندرات شمال حلب
رامي سويد
تمكنت قوات النظام السوري، مدعومة بمقاتلين من مليشيا “لواء القدس”، المكوّن من مقاتلين فلسطينيين موالين للنظام، من إحراز تقدم على حساب قوات المعارضة السورية في مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، الواقع إلى الشمال من مدينة حلب.
وقالت مصادر محلية في حلب، إن قوات “الجيش السوري الحر” وباقي فصائل المعارضة خسرت، حتى عصر الخميس، ثماني نقاط عسكرية في محيط مخيم حندرات وداخله، “ما يعني خسارتها فعلياً لمعظم المخيم لصالح قوات النظام السوري وقوات “لواء القدس”، التي تقدمت ظهراً بإسناد جوي ومدفعي كثيف، أجبر قوات المعارضة على الانسحاب والتراجع جنوباً نحو مناطق سيطرتها بضواحي حلب الشمالية”.
وجاءت سيطرة قوات النظام السوري على معظم مخيم حندرات بعد أقل من خمسة أيام على استرجاع قوات المعارضة السيطرة عليه، أي السبت الماضي، إثر يوم واحد من خسارتها إياه لصالح قوات النظام.
ولم تستبعد مصادر “العربي الجديد” احتمال أن تتمكن قوات المعارضة من استعادة السيطرة على المخيم مجدداً، خلال وقت قصير، خصوصاً مع استمرار المواجهات العسكرية في المنطقة.
إلى ذلك، واصلت طائرات النظام وروسيا غاراتها الجوية على مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها لليوم الحادي عشر للحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام وروسيا ضد قوات المعارضة، بعد انهيار اتفاق الهدنة.
وقالت مصادر الدفاع المدني في بلدة عندان، التي تسيطر عليها المعارضة شمال حلب، لـ”العربي الجديد”، إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية استهدفت، صباح اليوم، مبنى المخبز الآلي الوحيد في البلدة، ما أدى إلى احتراقه بالكامل وتعرضه لأضرار فادحة، تسببت في خروجه عن الخدمة.
كما استهدفت طائرة يعتقد أنها تابعة للنظام السوري تجمعاً لمدنيين يحاولون الحصول على الخبز أمام مخبز بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، قبل ظهر اليوم، ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين بجراح، بحسب مصادر طبية في البلدة.
وكان “مركز حلب الإعلامي” قد أعلن، في وقت مبكر صباح اليوم، أنّ الطيران الحربي شنّ غارات على أحياء بستان القصر والسكري والفردوس بمناطق سيطرة المعارضة في حلب، ما خلف أضراراً مادية وإصابات بين المدنيين.
المعارضة تستعيد مواقعها في حلب القديمة
خالد الخطيب
عززت قوات النظام والمليشيات، جبهاتها في قلب مدينة حلب القديمة، التي تفصل حلب الشرقية عن الغربية، بالمزيد من العناصر والعتاد الحربي. ونصبت المليشيات المزيد من منصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى والمدفعية والهاون في قلعة حلب التاريخية ومحيطها، وفي ساحة باب الفرج ومحيط فندق الشيرتون.
وجاءت التعزيزات بعد سلسلة هجمات فاشلة نفذتها المليشيات والنظام خلال الساعات الـ72 الماضية التي هدفت إلى كسر دفاعات المعارضة والتوسع إلى الشرق، والتوغل في الأحياء القديمة المحيطة بالقلعة؛ باب الحديد والفرافرة والحرابلة. ونجحت المليشيات فعلياً بالسيطرة على بعض المباني والكتل السكنية القديمة لكنها سرعان ما خسرتها، الأربعاء، أمام المعارضة التي تصدت لها بقوة وأوقفت تقدمها.
وتحاول قوات النظام وحلفاؤها توسيع جبهاتهم في المدينة القديمة لتشمل الأحياء المجاورة في العرقوب وسليمان الحلبي وميسلون ومحيط ثكنة هنانو، التي تمركزت فيها مجموعات إضافية من المليشيات العراقية والأفغانية والمحلية التابعة لـ”الدفاع الوطني” و”لواء القدس”. ويحقق توسيع الجبهات الداخلية لمليشيات النظام، وبشكل عرضي، إشغال المعارضة وإحداث ثغرات في دفاعاتها بالتزامن مع القصف العنيف الذي تستفيد منه جواً عبر الغارات الروسية ومروحيات البراميل والمدفعية والصواريخ التي تنطلق بمعدلات كبيرة يومياً نحو مواقع المعارضة في محيط قلعة حلب.
مدير المكتب الإعلامي في “لواء أحرار سوريا” معتز خطاب، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة الحلبية تمكنت من استعادة مواقعها التي خسرتها خلال الساعات الماضية في أحياء حلب القديمة؛ الفرافرة والجديدة والسويقة، بعدما شنّت هجمات متفرقة، شملت كافة جبهات المدينة القديمة المحيطة بقلعة حلب. وتخلل تلك العمليات تفجير مبنى كانت تتحصن فيه قوات النظام والمليشيات. وأشار خطاب إلى أن المعارضة قتلت أكثر من 30 عنصراً لقوات النظام والمليشيات العراقية والإيرانية خلال المعارك الأخيرة، ودمرت مدفعين رشاشين وتحصينات متقدمة.
وأوضح خطاب أن معظم فصائل “فتح حلب” المتمركزة في الأحياء الشرقية المحاصرة شاركت في العملية العسكرية المعاكسة؛ ومنها “لواء أحرار سوريا” و”الجبهة الشامية” و”تجمع فاستقم كما أمرت”، وفصائل أخرى ساندتها في التغطية النارية، بقذائف المدفعية والهاون التي استهدفت مواقع المليشيات بكثافة وحققت اصابات مباشرة في صفوفها، ودفعتها لوقف عملياتها، ولو بشكل مؤقت.
وأوضح خطّاب أن المليشيات لن تتوقف عن محاولات التقدم نحو حلب القديمة، متبعة سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل عبر تفجير الأنفاق وقصف الأحياء السكنية التاريخية بالمدفعية والصواريخ والبراميل المتفجرة. فالمليشيات لا تستطيع أن تشتبك وجهاً لوجه مع المعارضة وتخوض حرب شوارع معها، لأنها تدرك تماماً أنها الخاسرة فيها. فمقاتلو المعارضة هم أبناء الأرض وهم أدرى بها من المليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام.
وبدت المعارضة ناجحة حتى الآن في التصدي للنظام وحلفائه، رغم فتحهم عشرات الجبهات في الغرب والشمال، والشرق، ومازالت قادرة على إفشال الهجمات البرية المحدودة من خلال غرفة عملياتها الموحدة التي تدير معارك الأحياء المحاصرة عامة، والتي تشترك فيها كل الفصائل الموجودة هناك. لكن هذا الحال لن يدوم طويلاً بالطبع في ظل الضغط الناري الهائل الذي تتعرض له مواقعها.
وتزامنت المعارك التي شهدتها أحياء حلب القديمة مع محاولات جديدة لقوات النظام ومليشيا “لواء القدس” والمليشيات الأفغانية و”حزب الله”، للتقدم نحو مخيم حندرات التي فشلت بالسيطرة عليها قبل يومين. وتمكنت القوات المهاجمة، الأربعاء، من السيطرة على قسم كبير من المخيم مستفيدة من الغارات الجوية الروسية التي تجاوز عددها 30 غارة استهدفت مواقع المعارضة، في المخيم والشقيف والجندول. وماهي إلا ساعات حتى تمكنت المعارضة من استعادته مجدداً.
مدير مكتب “التنسيق والمتابعة” التابع للمعارضة في حلب وريفها باسم الحلبي، أكد لـ”المدن”، أن قوات النظام وحلفائه من المليشيات الشيعية والروسية، يسعون إلى تأمين قلعة حلب من نيران المعارضة باعتبارها قاعدة عسكرية تسلمتها القوات الخاصة الروسية مؤخراً. كما تهدف العملية العسكرية في المدينة القديمة إلى إبعاد المعارضة وخطر نيرانها عن قلب المدينة وساحة سعدالله الجابري التي تعتبر المركز الأمني والتجاري الرئيسي في المدينة. والنظام بطبيعة الحال يتبع سياسة القضم البطيء في الوقت الحالي ومن المتوقع أن يصعد من هجمات المليشيات الموالية له خلال الساعات القادمة.
وأشار الحلبي إلى أنه يتوجب على المعارضة الإسراع في معركتها المفترضة التي أعلنت عن قرب موعدها أكثر من مرة والانتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم لقطع الطريق على النظام. فالتأخير، بحسب الحلبي، له تبعات وخيمة في الميدان في ظل الحصار الذي تعيشه المعارضة في القسم الشرقي من المدينة.
وعلى صعيد آخر، قال الحلبي إن الحملة الجوية التي تشنها طائرات النظام وروسيا، توسعت على الأحياء المحاصرة لتستهدف آخر المرافق العامة التي تقدم الخدمات الأساسية للمدنيين البالغ عددهم تقريباً 350 ألفاً. وقد استهدف القصف المدفعي الفرن الآلي في المعادي، الأربعاء، ما تسبب في مقتل 7 مدنيين وجرح عشرين آخرين كانوا ينتظرون دورهم لأخذ الخبز أمام الفرن. كما تسبب القصف بتعطيل وتدمير جزء كبير من الفرن وخطوط انتاجه.
ولفت الحلبي إلى أن “الادارة العامة للخدمات في حلب المحررة” لم تتمكن إلى الآن من إصلاح الأعطال الناتجة عن القصف الجوي الذي طال محطة مياه باب النيرب التي تزود أحياء حلب الشرقية المحاصرة بمياه الشرب، نظراً لعدم وجود قطع غيار في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني في الأحياء المحاصرة. كما استهدف القصف محيط مشفى عمر بن عبدالعزيز في حي المعادي، ومشفى ميداني آخر في حي الصاخور، ما أدى لتعطل أقسام فيهما وتضرر سيارات اسعاف كانت في محيط المشافي المستهدفة.
وواصل طيران النظام وروسيا استهداف حلب وريفها، مغيراً على أحياء حلب القديمة والسكري والمشهد وقاضي عسكر وباب الحديد والهلك وبعيدين والصالحين والمعادي وباب النيرب. واستخدم في قصف الأحياء السكنية الصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية والفوسفورية. وكذلك طال القصف القرى والبلدات الحلبية في الريفين الشمالي والغربي؛ عندان وحيان وكفر حمرة وكفرناها وكفر داعل والمنصورة وخان العسل وقبتان الجبل. وخلّف القصف الجوي ليل الأربعاء/الخميس، عشرين قتيلاً مدنياً وجرح العشرات.
ملحمة دابق هل تنهي “داعش”؟
عبد القادر عبد اللي
أعادت عملية “درع الفرات” بعد انطلاقها منذ شهر ونيف بعض الروايات والأحاديث المتعلقة بعلامات “قيام الساعة” من أجل التعبئة المعنوية. ففي منطقة عمليات “درع الفرات” تقع بلدة دابق الحساسة جداً في عقيدة “داعش”، والتي يشحن التنظيم مقاتليه على أن ساحتها ستشهد معركة “آخر الزمان”، وانتصار الحق.
وعلى طريقة “داعش” يعتمد طرف التشدد الآخر من أتباع “الإمام الفقيه” على مصادر يعتبرها قدسية في شحن مقاتليه لارتكاب الفظائع ضد أهل الشام. فيروّجون عبر إحدى لطمياتهم الشهيرة أن القتال في سوريا هو الشرارة التي تبنئ بخروج “المهدي من السرداب”، في إشارة إلى “قيام الساعة”، و”معركة نهاية الزمان”: قدح من درعا الشرر وخصم مهدينا ظهر/ ومن حرستا ننتظر أول علامة/ زينب اليوم بخطر وسكنى بمرقدها انتثر/ يا أم رقية بكرا تقوم القيامة/ بكرا الجيش المنتظر يهتف يا حيدر/ ومحشر يصير ويصرخ بساحة المحشر/ رغم الانوف الحاقدة ينتصب منظر/ زهرائيون والحقوق الي هناك ترجع لينا/ نسحق خشوم الي يعادينا يا زهراء/ والإمام يصيح يا مظلومة… …
ويعتمد تنظيم “داعش” في حشده المعنوي لمقاتليه على حديث منسوب للرسول، رواه مسلم، يقول: “لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته”.
اعتماداً على هذا الحديث حشد تنظيم “داعش” جلّ قواته المنتشرة غربي نهر الفرات على ثغور دابق. وهناك أخبار متواترة ترد من أوساط التنظيم (لم تؤكدها مصادره الرسمية) تشير إلى أن حديث “الملحمة الكبرى” هو أداة الحرب النفسية التي يستخدمها شرعيو التنظيم من أجل شحذ همم مقاتليهم المحتشدين هناك.
ويعتبر تنظيم “داعش” مثله مثل كثير من المتشددين بأن ما تم على يد السلطان العثماني محمد الثاني الملقب بـ”الفاتح” بدخوله القسطنطينية ليس فتحاً. وبالطبع فإن كلمة الروم لم تكن تطلق على المسيحيين فقط كما يذكر غالبية المفسرين، بل على جميع سكان إمبراطورية الروم، على اختلاف دياناتهم. وخير دليل على هذا هو لقب “جلال الدين الرومي” المسلم، وحتى لو لم تعتبره الأدبيات “الداعشية” مسلماً، فهو ليس مسيحياً صليبياً.
و”الروم” بالنسبة إلى “داعش”، وفق ما يروجه التنظيم بين مقاتليه، هم “الترك المدعومون من الصليبيين ومن معهم من مرتدي (أو صحوات) الجيش الحر”، وبالطبع فإن جيش المدينة هو جيش المسلمين الذين على “منهج النبوة”، أي أنه جيش “داعش”.
كل التقارير العسكرية تقول إن المعركة بين الطرفين لن تكون متكافئة، وليس لدى “داعش” أية فرصة بالنصر. فصحيح أن عدد مقاتلي الجيش السوري الحر كان 1800 مقاتل عند بدء معركة جرابلس، ويمكن أن يكونوا قد وصلوا إلى 2500 أو 3000 على الأكثر، ولكن عدد مقاتلي “داعش” في دابق 4000. وعلى الرغم من الخسائر التي يعانيها التنظيم، فالإمدادات له أيضاً لا تتوقف.
من جهته، يعمل الجيش التركي وفق تكتيك يستغرق زمناً طويلاً، ولكنه يوقع بالخصم أكبر الخسائر، ويخفف خسائر المهاجم إلى الحد الأدنى. فعلى مدى أسبوع ونيف تقوم الطائرات من دون طيار، والقاذفات التركية والمدفعية، وحتى الراجمات بضرب أهداف “داعش” المحددة في تنسيق دقيق؛ لحظة تحديد طائرات التجسس للهدف، تقوم المدفعية بتدميره.
من جهة أخرى، فقد حشد الجيش التركي 41 ألف عسكري على الحدود السورية التركية على أهبة الاستعداد من أجل دخول المعركة فيما لو حدثت أية عثرة.
من ناحية العلم العسكري فإن نتيجة معركة دابق لن تكون لصالح “داعش”، وبالطبع هذا ما يتوافق مع الحديث، فالروم كثيرون والمؤمنون قلة.
في المعارك الأخرى التي خسرها “أو انسحب منها تنظيم داعش” كان يجد مبرراته العسكرية، ولكن التبرير العسكري هنا لن ينفعه، فهو يستخدم نصاً دينياً لا يقبل الجدل، ولا النقاش، وهو حقيقة دامغة لا تجوز حتى مناقشتها، وكل من يناقش صحته هو مرتد كافر يجب قتله.
القضية المهمة هنا فيما لو خسر التنظيم معركة دابق، وهذا الاحتمال مرجح، فهل ستعترف بقاياه بأنها لم تكن على “منهاج النبوة”، وأنها كانت على باطل؟
في الحقيقة أنه لا يبدو في الأفق أي مستند عقائدي يمكن لتنظيم “داعش” أن يعتمده من أجل الاستمرار بحشد مقاتليه من أجل “المعركة الكبرى”، وتحقيق “منهاج النبوة” قبيل “قيام الساعة”.
من المؤكد أن مقاتلي “داعش” على درجة متدنية جداً من المعرفة الدينية، ولكن مهما بلغ جهلهم الديني، لابد وأن تتزعزع ثقتهم بتنظيمهم إذا ما خسر “معركة نهاية الزمان”. وهذا ما يجعل من معركة دابق، فاصلة بحق، لا بل يمكن لها أن تكون بداية انكسار التنظيم.
واشنطن مرتبكة: كيف الردّ على روسيا؟
رفضت روسيا اقتراحاً أميركياً حول هدنة في حلب لمدة 7 أيام، وقال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريباكوف إن موسكو تقترح إرساء هدنة لمدة 48 ساعة في المدينة، معبراً عن غضب روسيا من “لهجة التهديد في البيان الأميركي بشأن سوريا”، وذلك بعد تلويح وزير الخارجية الأميركية جون كيري بتعليق التعاون مع روسيا في سوريا، إذا ما استمرّ الهجوم على مدينة حلب.
وقال ريباكوف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي”، الخميس، إن “واشنطن ماضية في إلحاق الضرر بالعلاقات الثنائية مع موسكو، وذلك بوضعها الاتفاقات بين البلدين حول سورية على المحك”، وأضاف “الأميركيون بعدما نقضوا تعهداتهم في إطار الاتفاقات مرات عديدة، بدأوا تقديم الوضع كأن الجانب السوري ونحن نتصرف بطريقة تهدد استمرار التعاون والعمل المشترك”.
في غضون ذلك، كشف مسؤولون أميركيون لوكالة “رويترز”، أن إدارة الرئيس باراك أوباما بدأت تبحث اتخاذ “ردود أقوى” ضد التصعيد السوري-الروسي في حلب. ونقلت الوكالة عن أحد المسؤولين أن خيارات أوباما “تبدأ من عند تشديد اللهجة” ضد روسيا، مضيفاً أن إمكانية اتخاذ أي إجراء تعني ان على واشنطن أولا أن “تنفذ تهديد كيري وتوقف المحادثات مع الروس” بشأن سوريا.
وبحسب المسؤولين، فإن إخفاق المساعي الدبلوماسية في سوريا لم يدع أمام أوباما خياراً سوى “البحث عن بدائل معظمها يتضمن استخدام القوة بشكل أو بآخر”، وأن هذه البدائل “جرى بحثها من قبل لكن تقرر تعليقها”. وتتنوّع “البدائل” بين السماح لدول الخليج بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطوراً، وهي الخطوة الأكثر ترجيحاً، مقابل الخيار الأخطر المتمثل بتوجيه ضربة جوية أميركية لإحدى القواعد الجوية للجيش السوري، لما يمكن أن يُحدث من خسائر بشرية في صفوف القوات الروسية المتواجدة في هذه القواعد.
وأكد المسؤولون أن الخيارات الجاري بحثها “محدودة” وهي لن تصل إلى حدّ إرسال قوات أميركية ضخمة إلى سوريا. إلا أن سرعة تقدّم النظام بدعم روسي في حلب، جعل من قائمة الخيارات تقتصر على دعم الهجمات المضادة التي تشنّها المعارضة في مواقع أخرى بمزيد من الأسلحة، أو حتى الضربات الجوية التي “قد لا تغيّر مسار المعركة لكنها ربما تدفع الروس للتوقف والتدبر”.
وأوضح مسؤول آخر لـ”رويترز”، أن خيار تسليح المعارضة لن يشمل الصواريخ المضادة للطائرات، التي تخشى إدارة أوباما أن تقع في أيدي مقاتلي “داعش” و”النصرة”. كما يجري بحث إرسال مزيد من القوات الخاصة الأميركية لتدريب الجماعات الكردية وغيرها من فصائل المعارضة السورية، بالإضافة إلى نشر قوة بحرية وجوية أميركية في شرق البحر المتوسط.
هذه المناقشات تجري حالياً على مستوى خبراء البيت الأبيض، ولم تتمخض عنها أي توصيات لأوباما، ويجمع معظم المتابعين لها على عدم صدور أي قرارات وشيكة حول هذا الموضوع، نظراً لسفر وزير الدفاع آشتون كارتر واعتزام أوباما ومسؤولين كبار آخرين حضور جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريس.
وكان أوباما قد اعتبر في حديث مع شبكة “سي.إن.إن” الأميركية، الأربعاء، إنه “لم يتبلور في سوريا سيناريو يمكننا من خلاله وقف حربها الأهلية التي ابتلعت الجانبين هناك، سوى نشر قوات كبيرة لنا هناك”. وأضاف “تكمن المشكلة في الدعم الذي يحصل عليه النظام من روسيا وإيران، الأمر الذي سيعني انتهاكنا القانون الدولي إذا ما تدخلنا بشكل مباشر وأرسلنا قواتنا إلى هناك، ناهيك عن التصعيد الذي كان له أن يحدث والصعوبات التي ستواجهها الولايات المتحدة”، معتبراً أن التدخل العسكري الأميركي المباشر في سوريا “سوف يظهر في جميع أنحاء العالم المشاكل التي لا تهدد أمننا بشكل مباشر، ولا يمكن للحل أن يتمثل في تدخلنا أينما كان وإرسال قواتنا إلى حيث كان”.
وتابع إنه نظراً للتحديات التي تواجه الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وليبيا واليمن والصومال، فإنه “لن تتوفر لدينا القوات والميزانية اللازمة لإدارة الجميع هناك ومراقبتهم”.
النظام وروسيا يمهدان لهجوم كيماوي في حلب
نشر موقع “EA” المتابع للوضع في سوريا، خبراً الخميس، بعنوان: “هل تُمهّدُ بروباغاندا روسيا والنظام، أرضية هجوم كيماوي جديد؟”، في حلب.
النظام كان قد اختبر عناصر كيماوية منذ نهاية العام 2011، وشنّ هجمات بها منذ مطلع العام 2013، أهمها في الغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2013، والتي تسببت في مقتل 1400 شخص بغاز السارين. واليوم، بات متوقعاً قيامه بهجوم مماثل في حلب.
وكان مندوب سوريا إلى “الأمم المتحدة” بشار الجعفري، قد وضع ملامح سيناريو عن احتمال قيام المعارضة بهجوم كيماوي. الجعفري أخبر “مجلس الأمن” أنه تلقى معلومات بأن “الارهابيين” من “أحرار الشام” سيستخدمون “فسفوراً أصفراً” وهم يرتدون زي قوات النظام.
وزعم السفير بأن المواد الكيماوية كانت قد خُزّنت في ملاجئ تحت أرضية، تحت مطمر قمامة، على بعد 20 كيلومتراً من مدينة إدلب. وأشار إلى أن الولايات المتحدة متورطة في هذه الخطة، بعدما زارت خبيرتان أميركيتان الموقع وغادرتا بعدها إلى تركيا.
وأكد الجعفري، أن “المتمردين” سيقومون بتصوير مقاطع فيديو واخذ صور لهذه الهجمات بغرض اتهام قوات النظام بها.
وفي الوقت الذي لا توجد فيه أي أدلة، لدعم مزاعم الجعفري، عززت مواقع موالية للنظام من هذه الحملة، باعلانها الأربعاء، أن “جهاديين” استخدموا غاز الكلور ضد قوات النظام شمالي حماة، وأن 18 جندياً يتم علاجهم.
وسرعان ما دخلت روسيا على خط بروباغاندا النظام، وقال المقدم الجنرال فيكتور بوزنيخير، في موجز صحافي: “لقد أصبح معلوماً أن الجماعات الراهابية تُعدُّ لهجمات استفزازية بأسلحة كيماوية على مواقع قوات النظام، وأيضاً على مواقع سكنية في مناطق سيطرة المعارضة، في الشطر الشرقي من حلب، لإتهام قوات الحكومة”.
ونشرت تلك المزاعم على قنوات ووكالات روسية مثل “روسيا اليوم” و”تاس”. وربطت “روسيا اليوم” التصريحات الروسية مع تعليقات الجعفري.
ناشطون من سوريا وأوكرانيا يتحدون ضد “الإرهاب الروسي“
بالتزامن مع الذكرى الأولى لبداية التدخل العسكري الروسي في سوريا، أطلق ناشطون معارضون حملة “الإرهاب الروسي” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف “إلصاق وصف الإرهاب بالدولة الروسية ورئيسها فلاديمير بوتين على مستوى العالم، نتيجة ممارسات روسيا الهمجية وقتلها المنهج للمدنيين في سوريا، وتنفيذها المجازر”.
الجديد في الحملة أنها نتيجة تعاون يحدث للمرة الأولى بين ناشطين سوريين وأوكرانيين، للتنديد بجرائم الكرملين في الدولتين معا، باللغات العربية والانجليزية والروسية، وتنطلق رسمياً الجمعة مع دعوة الناشطين الجمهور للتغريد على هاشتاغ الحملة الرئيس #RussianTerrorism، حسب بيان الحملة الذي تداولته وسائل إعلام سورية معارضة.
يشرف على الحملة فريق “نشطاء هاشتاغ” (NAHashtag) الذي أشرف في السابق على حملات سورية بارزة منها “إيران تحتل سوريا” و”بشار الكيماوي”، بالتعاون مع عدد من المنظمات والمؤسسات السورية الحقوقية، أبرزها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” التي وثقت في تقرير لها مقتل أكثر من 2700 مدني سوري على يد القوات الروسية، خلال عام واحد فقط، بينهم 700 طفل و500 امرأة وعشرة صحافيين و30 شخصاً من الكوادر الطبية والإغاثية.
وتضم الحملة مقاطع فيديو وصور إنفوغراف تظهر الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها روسيا حول العالم، مع إحصائيات وأرقام ومقالات ورسوم كاريكاتير للسخرية من البطش الروسي، مع إعادة نشر لأبرز المقاطع التي تظهر ضحايا القصف الروسي في مناطق متفرقة من سوريا.
يتوقع أن يتخطى عدد المشاركين في الحملة 5 ملايين حول العالم، في وقت تشن فيه القوات الروسية الحليفة للنظام السوري حملة هي الأشرس على أحياء مدينة حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة، فيما يصفه الناشطون بحملة إبادة منظمة لأهالي المدينة.
مسؤول أممي: حلب أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا
قال ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للشؤون الانسانية بالأمم المتحدة إن الوضع في حلب هو “أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا الآن”، داعيا إلى هدنة ليومين ومحاسبة المسؤولين المتورطين في جرائم الحرب.
وقال أوبراين -في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن لبحث الوضع الانساني في حلب- إن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة “على وشك الانهيار التام” وإن الأطفال هم الأكثر تأثرا.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة حاولت إيصال قوافل الإغاثة إلى المناطق المحاصرة وإسقاط بعضها جوا، مؤكدا القيام بعملية الإسقاط الجوي 186 مرة في دير الزور.
إلا أنه أكد أن الإجراءات وغياب الضمانات لحماية القوافل تعطل وصولها إلى السوريين.
ودعا أوبراين إلى هدنة إنسانية في سوريا مدتها 48 ساعة، وقال “حان الوقت للاتفاق على إنسانيتنا”.
كما طالب الأمم المتحدة بجمع الأدلة والشهود لمساءلة المتورطين في ما وصفها بجرائم الحرب في حلب.
وبالأرقام، تحدث المسؤول الأممي عن مقتل 320 مدنيا، بينهم 100 طفل، في القصف الجوي، إضافة إلى إصابة 765 شخصا منذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري.
وكان الدفاع المدني السوري قد أحصى “1700 غارة جوية” شنها الطيران السوري والروسي، أوقعت “حوالي ألف قتيل وجريح” منذ انتهاء” الهدنة” التي فرضت بموجب اتفاق أميركي-روسي وقّع في جنيف.
ودعت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء الماضي إلى إجلاء عشرات المرضى والجرحى من الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب إلى أماكن آمنة لتقديم العلاج لهم.
وأوضحت إفادة صحفية للمنظمة أن 35 طبيبا فقط ما زالوا موجودين في شرق حلب للعناية بمئات الجرحى الذين تتزايد أعدادهم، مشيرة إلى أنه لا تزال سبعة مستشفيات فقط في شرق حلب، بعضها لا يعمل بشكل كامل، وأنه ما من سبيل أمام المدنيين لمغادرة الأحياء المحاصرة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
روسيا تعرض هدنة إنسانية بحلب وترفض تحذيرا أميركيا
قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده تعرض هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب، وذلك ردا على مقترح أميركي بإقرار وقف لإطلاق النار مدة سبعة أيام في سوريا.
وأضاف ريابكوف في حديث نقلته وكالة إنترفاكس الروسية أن الاقتراح الأميركي بهدنة لمدة سبعة أيام في سوريا غير مقبول بالنسبة لروسيا، وأن موسكو تقترح “هدنة إنسانية” لمدة 48 ساعة في حلب، معتبرا أن الوقف الطويل لإطلاق النار يتيح للمعارضة السورية المسلحة فرصة إعادة ترتيب صفوفها.
وأعرب المسؤول الروسي عن غضب بلاده لما وصفه “لهجة التهديد” في بيان الولايات المتحدة الأخير بشأن سوريا، واعتبره بمثابة دعم للإرهاب، وقال إنها “سياسة تهديد وابتزاز تستهدف فرض حلول تروق لواشنطن ووكلائها علينا”.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي قال في بيان إن لروسيا مصلحة في وقف العنف في سوريا “لأن المتطرفين بإمكانهم استغلال الفراغ لشن هجمات ضد المصالح الروسية وربما أيضا المدن الروسية”.
واعتبرت الخارجية الروسية أن فشل الولايات المتحدة في فصل المعارضة عما سمتهم “الإرهابيين” يعرقل كل الاتفاقيات المتعلقة بسوريا.
وفي السياق ذاته، قال الجنرال فكتور بوزنكير نائب رئيس قيادة الأركان العامة الروسية إن الرئيس الروسي أبلغ وزارتي الدفاع والخارجية باستمرار العمل المشترك مع الأميركيين في ما يتعلق بسوريا، مضيفا أن روسيا تخطط لإرسال خبراء إلى جنيف لاستئناف المحادثات مع الجانب الأميركي.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
ممرضة في حلب: لا تصوروا جثثنا تحت الأنقاض
بشاعة الوضع في حلب السورية جعلت الممرضة براء تبعث رسالة إلى العالم من قبو أحد المشافي في شرق المدينة قائلة “إذا خر هذا المشفى فوق رؤوسنا وعلقنا تحت الأنقاض، نرجوكم عدم التصوير واحفظوا كرامتنا”.
وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى أن أحد أكبر المشافي في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة كان قد ضرب قبل ساعات، وبإمكان الممرضة أن تسمع الطائرات الحربية وهي تحلق فوق رؤوسهم.
وقالت براء التي تقبع في ملجأ تحت الأرض مع تسعين مريضا وزملاء مصابين “لست خائفة على نفسي بل على المرضى”. وقالت الصحيفة إن وحدة العناية المركزة دمرت في الهجوم مما جعل الكثير من ضحايا قصف الأيام السابقة بدون رعاية طبية.
ومن جانبه، أدان الأمين العام لـالأمم المتحدة بان كي مون الهجمات قائلا “دعونا نكون واضحين. فأولئك الذين يستخدمون الأسلحة الأكثر تدميرا يعلمون بالضبط ما يفعلون. وهم يعرفون أنهم يرتكبون جرائم حرب”.
وعلق أدهم سحلول من الجمعية الطبية الأميركية السورية التي تدعم المشفيين بأن الهجمات كانت متعمدة وأن القوات الحكومية تعلم مكان المشفيين. وأضاف “هناك الآن ثلاثون طبيبا وستة مشافٍ فقط لعلاج ثلاثمئة ألف شخص”.
وذكرت الصحيفة أن نحو 380 مشفى ومنشأة طبية وعيادة قصفت منذ بداية الحرب عام 2011، مما اضطر القائمين عليها للانتقال تحت الأرض حماية من القصف، لكن المقاتلات الروسية بدأت الأسبوع الماضي تستخدم قنابل قوية ضد الملاجئ يمكنها أن تخترق التحصينات وتسوى البنايات بالأرض.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
أوباما يطلب من وكالات الأمن بحث جميع الخيارات حول سوريا
“خطة بديلة” للولايات المتحدة بعد انهيار الدبلوماسية
واشنطن رويترز
قال أنتوني بلينكن، نائب وزير الخارجية الأميركي، اليوم الخميس، إن وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث خيارات بشأن سوريا، بعضها خيارات جديدة في محاولة لإنهاء الحرب هناك.
جاءت تصريحات بلينكن ردا على سؤال بشأن “الخطة البديلة” للولايات المتحدة بعد انهيار الدبلوماسية فيما يبدو.
وقال بلينكن للمشرعين: “الرئيس (الأميركي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد”.
وأضاف: “عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل”.
ولم يقدم بلينكن تفاصيل أكثر. وكان مسؤولون أميركيون قد أبلغوا وكالة “رويترز” أمس الأربعاء بأن مسؤولين بإدارة أوباما بدأوا بحث إجراءات أشد، بما في ذلك الخيارات العسكرية، للرد على هجوم قوات النظام السوري الذي تدعمه روسيا على حلب.
وتجري المناقشات الجديدة على “مستوى مسؤولي الإدارة”، ولم تقدم حتى الآن أي توصيات لأوباما الذي رفض من قبل إصدار أمر بعمل عسكري ضد بشار الأسد.
كيري: أميركا على وشك تعليق المحادثات مع روسيا حول سوريا
نيويورك – وكالات
قال جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة توشك أن تعلق المحادثات مع روسيا بشأن محاولة تطبيق اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف لإنهاء العنف في سوريا.
وقال كيري في واشنطن: “نحن على وشك تعليق النقاش، لأنه من غير المنطقي في سياق القصف الذي يحدث أن نجلس هناك نحاول أخذ الأمور بجدية”.
وأضاف: “إنها لحظة سيتعين علينا عندها أن نعكف على بدائل أخرى”.
وأضاف كيري: “وصلنا إلى مرحلة بات يتوجب علينا في اطارها ان نبحث (…) عن بدائل، ما لم يعلن اطراف النزاع بشكل واضح عن استعدادهم للنظر في مقاربة أكثر فعالية”.
ولم يوضح كيري ما يمكن أن تكون عليه هذه “البدائل”.
وكان كيري هدد الأربعاء بشكل مباشر لافروف بوقف أي تعاون مع روسيا في حال تواصل القصف على حلب.
وبعد عشرة أيام على انهيار وقف اطلاق النار اتصل كيري هاتفياً بلافروف ليقول له إن “الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزاماتها الثنائية مع روسيا حول سوريا خصوصاً بما يتعلق باقامة مركز مشترك” للتنسيق العسكري ضد الإرهابيين الذي كان ورد في اتفاق بين الاثنين تم التوصل اليه في جنيف في التاسع من سبتمبر.
الغارات مستمرة.. ومندوب سوريا يتهم الإرهابيين بقصف المدنيين
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بعد نحو أسبوع على بدء الغارات الجوية على الأحياء الشرقية من مدينة حلب السورية، رفض مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الاتهامات بأن القوات الحكومية تقتل مدنيين.
وعقب اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا والتصعيد في حلب، قال الجعفري إن الحكومة لا تقصف أو تقتل مدنيين ولا تقصف القوافل الإنسانية وإن من فعلوا ذلك هم “الإرهابيون”.
وعقدت الجلسة على وقع اتهامات من دول غربية لموسكو والقوات السورية بشن غارات على الأحياء الشرقية من مدينة حلب وريفها الغربي، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى وأدت إلى دمار هائل.
وشنت طائرات حربية، قال ناشطون إنها روسية وسورية، على حلب بالتزامن مع هجوم بري تقوده القوات الحكومية بدعم من ميليشيات أجنبية لاستعادة السيطرة على الأحياء الشرقية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اتهم الحكومة السورية، الأسبوع الماضي، بقتل معظم المدنيين الذين سقطوا في الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات، وعددهم يفوق 400 ألف شخص.
واتهمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بنسف الجهود الدبلوماسية للسعي وراء انتصار عسكري في حلب الشرقية، الأمر الذي نفته موسكو بشدة وسط تعهد بمواصلة عملياتها في سوريا ضد “الإرهاب”.
ويقول الغرب إن موسكو ودمشق مدانتان بجرائم حرب، لاستهدافهما المدنيين والمستشفيات وعمال لإغاثة لكسر إرادة 250 ألف شخص يعيشون تحت الحصار في الأحياء الشرقية من مدينة حلب.
والخميس، أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن الولايات المتحدة على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن النزاع في سوريا، بسبب عدم توقف القصف في حلب.
وقال كيري، ردا على اسئلة خلال مؤتمر لمراكز الأبحاث في العاصمة واشنطن، غداة توجيهه تحذيرا مماثلا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، “نحن على وشك تعليق المحادثات”.
وانهارت الهدنة فعليا بعد أسبوع من العمل بها عندما تعرضت قافلة إغاثة لقصف الاثنين الماضي، مما أدى إلى مقتل نحو 20 شخصا، واتهم الغرب موسكو بقصفها إلا أن الأخيرة نفت بشدة هذه الاتهامات.
دي ميستورا: يتعين البحث عن ظروف جديدة لوقف اطلاق النار في سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 29 سبتمبر 2016
روما- رأى المبعوث الأممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا أنه بعد فشل الهدنة المتفق عليها بين روسيا وأمريكا، “يتعين البحث عن ظروف جديدة لوقف اطلاق النار”.
وقال دي ميستورا للصحفيين الخميس، في أعقاب لقاء في الفاتيكان جمعه وأعضاء المنظمات الخيرية الكاثوليكية العاملة في سورية والعراق، مع البابا فرنسيس، “لا يوجد بديل آخر” للهدنة. وأضاف “كنا على بعد خطوات من الحفاظ على وقف إطلاق النار. فالاتفاق بين الروس والأميركيان كان حقيقيا، لقد كنت حاضرا معهم، وتوصلنا إليه خلال مفاوضات دامت ليلة كاملة”. ورأى المبعوث الأممي أن “من خرق الهدنة لا يريد توافقا بين الروس والأمريكان” بشأن الأزمة السورية.
ووزع دي ميستورا بالتساوي اللوم في فشل الهدنة، المتوافق عليها بين موسكو وواشنطن، على الطرفين المتحاربين في سورية. وقال، في تصريحات نقلتها خدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الإيطاليين، “الرئيس الأسد ليس لديه مصلحة في هذه الهدنة، لأن ذلك سيؤدي بالكامل لعودة الأسطول الجوي ومروحيات الجيش النظامي إلى الأرض”، كما أن “هناك من لا يريد فصلا واضحا وعمليا لجبهة النصرة عن بقية أطراف المعارضة المسلحة” المناهضة للنظام الحاكم في دمشق.
وبشأن حديث البابا صباح اليوم عن الأزمة السورية، نوه المبعوث الأممي “كنّا في حاجة إلى رسالة قوية. الوضع في سورية خطير للغاية. يكفي إلقاء نظرة على مدينة حلب لرؤية القذائف الكثيرة التي طالتها ودون رحمة”. وأضاف “في الأيام الستة الماضية، كان هناك لدينا 99 طفلا من القتلى وجرح 203 آخرون، وتعرض مستشفيان للقصف وبقي ثلاثون طبيبا فقط في منطقة يقطنها 350 ألف نسمة”.
وشدد دي ميستورا “الرسالة القوية التي أطلقها البابا صباح هذا اليوم هي: أنه لا يوجد حل عسكري. السيطرة أو إعادة السيطرة على جزء من حلب لا يعني كسب الحرب. ينبغي أن ينتصر السلام”.
موغيريني: أوروبا تستعد لأفكار جديدة لوقف المعاناة في سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 29 سبتمبر 2016 فيديريكا موغيريني
بروكسل – أكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن مؤسسات الاتحاد تعمل بالتعاون مع المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا وباقي الدول الأعضاء لطرح أفكار جديدة لمعالجة الوضع في سورية.
وكانت موغيريني تتحدث اليوم خلال مؤتمر صحفي عقدته في بروكسل بالاشتراك مع مفوض شؤون التوسيع والجوار يوهانس هان، كان مخصصاً لعرض وثيقة أوروبية لتعزيز العلاقات مع تونس، ولكن الموضوع السوري بقي تحت الأضواء.
ووصفت المسؤولة الأوروبية بـ”المأساوي” الوضع في حلب (شمال سورية)، قائلة إن “هناك ضرورة ملحة لوقف المجازر هناك”.
وأوضحت أنها بصدد العمل على اتخاذ إجراءات وطرح أفكار سياسية جديدة بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مشيرة الى أن “الهدف هو وقف المعاناة ليس في حلب فقط بل في كل أنحاء سورية”.
وتحفظت المسؤولة الأوروبية على إعطاء تفاصيل عن الأفكار المقرر طرحها، مبينة أن “الوقت لم يحن لإعلانها بعد، فنحن نعمل بصمت”، كما تجنبت الرد على سؤال يتعلق بإمكانية فرض عقوبات إضافية على روسيا، بسبب ما قاله بعض المسؤولين الدوليين عن تورط موسكو بجرائم حرب في حلب.
هذا ويبحث الاتحاد الأوروبي، بدوله ومؤسساته، عن دور أكثر فاعلية في الملف السوري، وعن مكان أكثر أهمية على طاولة المفاوضات الدولية لتسوية النزاع المستمر في هذا البلد منذ أكثر من خمس سنوات.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت أن السيدة موغيريني، وتشغل أيضاً منصب نائب رئيس المفوضية، بصدد الإعداد لاستراتيجية أوروبية مخصصة لسورية تخرج عن استراتيجيتها السابقة التي أًعلنت قبل أكثر من عام لكل من سورية والعراق ولمحاربة تنظيم (داعش).
موسكو تتعهد بمواصلة عملية سوريا وأمريكا تبحث الرد
من أرشد محمد وتوم بيري
واشنطن/بيروت (رويترز) – تعهد الكرملين يوم الخميس بمواصلة عملياته في سوريا بينما يدرس المسؤولون الأمريكيون ردودا أكثر صرامة على قرار روسيا تجاهل عملية السلام والسعي إلى انتصار عسكري نيابة عن الرئيس بشار الأسد.
وشنت موسكو ودمشق هجوما هذا الشهر لاستعادة قطاع من مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة وتخلتا عن وقف جديد لإطلاق النار بعد أسبوع من سريانه للشروع فيما قد تكون أكبر معركة في الحرب التي بدأت قبل نحو ست سنوات.
وبدأ مقاتلو المعارضة تقدما في الريف قرب مدينة حماة في وسط البلاد حيث قالوا إنهم حققوا مكاسب يوم الخميس.
وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بنسف الجهود الدبلوماسية للسعي وراء انتصار عسكري في حلب ويقولان إن موسكو ودمشق مدانتان بجرائم حرب لاستهدافهما المدنيين والمستشفيات وعمال الإغاثة لكسر إرادة 250 ألف شخص يعيشون تحت الحصار داخل أكبر مدينة سورية.
ووصفت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني الغارات الجوية في حلب بأنها “مذبحة” وقالت إن الحكومات الأوروبية تدرس استجابتها في هذا الصدد. وتقول الحكومتان الروسية والسورية إنهما لا تستهدفان سوى المسلحين.
وأبلغ أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي أعضاء الكونجرس يوم الخميس أن الرئيس باراك أوباما طلب من مسؤولي الإدارة بحث الطريقة التي قد ترد بها واشنطن.
وقال “الرئيس (الأمريكي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد.”
وأضاف “عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل.”
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تفاوض شخصيا على الهدنة الفاشلة في محادثات مع روسيا على الرغم من الشك الذي أبداه غيره من كبار المسؤولين الأمريكيين إن واشنطن قد تتوقف عن المساعي الدبلوماسية ما لم يتوقف القتال.
ودعا إلى وقف الطلعات الجوية وهي خطوة رفضتها موسكو. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الخميس إن روسيا “ستواصل العملية التي يقوم بها سلاحها الجوي دعما لنشاط مكافحة الإرهاب الذي تقوم به القوات المسلحة السورية.”
وقال بيسكوف إن واشنطن تتحمل مسؤولية القتال لتقاعسها عن الوفاء بالتزامها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية “المعتدلة” و”الإرهابيين”.
وأضاف “نعبر بشكل عام عن أسفنا إزاء الطبيعة غير البناءة للخطاب الذي عبرت عنه واشنطن في الأيام الماضية.”
في غضون ذلك يدرس مسؤولون أمريكيون اتخاذ ردود أقوى إزاء هجوم الحكومة السورية المدعومة من روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية بيد أنهم وصفوا نطاق الردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي على مخاطرة مثل الغارات الجوية على الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أمريكية لمرافقة قوافل المساعدات.
* معركة حلب
ستمثل استعادة حلب أكبر انتصار في الحرب للقوات الحكومية وربما تكون نقطة تحول في صراع تقول معظم الدول الخارجية حتى الآن إنه لن يحسم بالقوة.
وأودت الحرب الأهلية المتعددة الأطراف بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشردت نصف السوريين وسمحت لجزء كبير من شرق البلاد بالسقوط في أيدي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية أعداء جميع الأطراف الأخرى.
وحلب مقسمة منذ سنوات إلى قطاعات تسيطر عليها الحكومة وأخرى تسيطر عليها المعارضة والمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة هي الآن المنطقة الحضرية الكبرى الوحيدة التي لا تزال في أيدي القوات المناهضة للأسد التي تدعمها دول عربية وغربية. وتحاصرها الحكومة منذ يوليو تموز قاطعة إمدادات الطعام والدواء عن المحاصرين داخلها.
وأدى القصف الذي وقع الأسبوع الماضي إلى مقتل مئات الأشخاص وخلف مئات المصابين من دون سبيل لإدخال الإمدادات الطبية لهم. وهناك نحو 30 طبيبا فحسب داخل المنطقة المحاصرة. وأوقفت الغارات الجوية والقصف أكبر مستشفيين عن العمل يوم الأربعاء.
وتقول روسيا إن دعم الأسد هو السبيل الوحيد لهزيمة الدولة الإسلامية. وتقول واشنطن إن يدي الرئيس السوري ملطختان بالكثير من الدماء ويجب أن يترك السلطة.
وتقصف واشنطن أهداف الدولة الإسلامية في الشرق لكن تجنبت باستثناء ذلك المشاركة في الحرب الأهلية في بقية أنحاء البلاد تاركة الميدان مفتوحا لروسيا التي انضمت للحرب قبل عام مرجحة كفة الصراع لصالح حليفها الأسد.
والعلاقات بين موسكو وواشنطن تمر بالفعل بأسوأ فتراتها منذ الحرب الباردة مع فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على روسيا لضمها أراض من أوكرانيا ودعم الانفصاليين هناك.
* على حين غرة
قال مسؤولون من المعارضة لرويترز إن ضراوة الهجوم تدفع العديد من الجماعات المناهضة للأسد المدعومة من الغرب للتعاون على نحو أوثق مع مقاتلي الجماعات المتشددة خلافا للاستراتيجية التي كانت تأمل واشنطن أن تتبعها تلك الجماعات.
وفي حلب تشترك قوات المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر في تخطيط العمليات مع جيش الفتح وهو تحالف من الجماعات الإسلامية يشمل الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.
ومن ناحية أخرى تشارك جماعات الجيش السوري الحر المسلحة بصواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع في هجوم كبير قرب محافظة حماة مع جماعة جند الأقصى التي تستلهم نهج القاعدة وهو ما حول بعض قوة نيران الجيش من حلب صوب تلك المنطقة.
ومقاتلو الجيش السوري الحر على خلافات فكرية عميقة مع الجماعات المتشددة بل إنهم خاضوا قتالا ضدها في وقت من الأوقات.
وقال مسؤول كبير في أحد فصائل المعارضة في حلب “في وقت نموت فيه ليس من المنطقي أن نتحقق أولا مما إذا كانت جماعة مصنفة كجماعة إرهابية أو لا قبل التعاون معها. الخيار الوحيد الذي أمامك هو المضي في هذا الاتجاه.”
وقال مسؤولان أمريكيان إن سرعة انهيار المسار الدبلوماسي في سوريا وتقدم القوات الموالية للحكومية في حلب أخذت بعض مسؤولي الإدارة على حين غرة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مسؤولي إدارة أوباما بدأوا دراسة ردود منها خيارات عسكرية. وتجري المناقشات الجديدة على “مستوى موظفي البيت الأبيض” ولم تتمخض عنها أي توصيات لأوباما.
وقال يوم الاربعاء مؤيدو اتخاذ رد أمريكي أقوى إنه من غير الواضح ما سيتخذه الرئيس إن كان سيتخذ خطوات من الأساس وإن خياراته “تبدأ من عند تشديد اللهجة” كما ورد على لسان أحد المسؤولين.
وقال مسؤول إنه قبل إمكانية اتخاذ أي إجراء سيتعين على واشنطن أولا أن “تنفذ تهديد كيري وتوقف المحادثات مع الروس” بشأن سوريا.
* خيارات على الطاولة
قال المسؤولون لرويترز بعدما طالبوا بعدم نشر أسمائهم إن من الردود المحتملة السماح للحلفاء الخليجيين بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطورا أو توجيه ضربة جوية أمريكية لإحدى القواعد الجوية للحكومة السورية وهو ما يعتبر أقل ترجيحا لما يمكن أن يحدثه من خسائر في صفوف الروس.
وأضاف المسؤولون أن الخيارات الجاري بحثها محدودة من حيث العدد ولا تصل إلى حد التزام واسع النطاق بالمشاركة بقوات أمريكية.
وقال أحد المسؤولين إن قائمة الخيارات شملت دعم الهجمات المضادة للمعارضة في أماكن أخرى بأسلحة إضافية أو حتى بالغارات الجوية التي قد “لا تغير مسار المعركة لكنها قد تدفع الروس للتوقف والتدبر.”
ومن الأفكار الأخرى الجاري بحثها إرسال مزيد من قوات العمليات الأمريكية الخاصة لتدريب الجماعات الكردية وغيرها من فصائل المعارضة السورية ونشر قوة بحرية وجوية أمريكية ومن دول حليفة في شرق البحر المتوسط.
وقال مسؤول إن مسؤولي الإدارة الأمريكية بحثوا إرسال معونات إنسانية جوا لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وهو ما سيتطلب مرافقة من جانب طائرات حربية أمريكية لكنهم اعتبروا هذا الخيار ينطوي على مخاطر شديدة وأنزلوه إلى مرتبة متدنية في القائمة.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)
مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة: نحن لا نقصف المدنيين
الأمم المتحدة (رويترز) – رفض بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة يوم الخميس الاتهامات بأن الحكومة السورية تقتل مدنيين.
وقال الجعفري للصحفيين عقب اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا إن الحكومة لا تقصف أو تقتل مدنيين ولا تقصف القوافل الإنسانية وإن من فعلوا ذلك هم “الإرهابيون”.
كان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون اتهم الحكومة السورية الأسبوع الماضي بقتل معظم المدنيين الذين سقطوا في الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات. وقتل أكثر من 400 ألف شخص وشرد نحو نصف السكان البالغ عددهم 22 مليونا في الحرب.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)