أحداث السبت 10 أيلول 2016
تراجع أميركي جديد في مسودة الاتفاق العسكري مع روسيا: هدنة في الكاستيلو ثم وقف للنار … وخلية مشتركة لقتال «النصرة»
لندن – ابراهيم حميدي
المسودة الأخيرة لاتفاق التعاون العسكري التي بعثها مسؤولون أميركيون إلى فصائل سورية معارضة وحصلت «الحياة» على نسخة منها، تضمنت تراجع واشنطن عما جاء في المسودة التي أرسلها المبعوث الأميركي مايكل راتني إلى المعارضة قبل أيام، إضافة إلى كونها تعكس حقيقة أن القوات النظامية وأنصارها أعادت بدعم روسي حصار الأحياء الشرقية لحلب. لكن المسودة تحض المعارضة على طرد تنظيم «القاعدة»، أي «جبهة النصرة» قبل تغيير اسمها إلى «فتح الشام»، من مناطقها كي لا تتعرض لهجمات أميركية- روسية.
ولا تتضمن المسودة تعهد موسكو بـ «إجبار النظام السوري على الامتثال» لوقف قصف المعارضة، مقابل نصها صراحة على أن الاتفاق يتناول طريق الكاستيلو مع تجاهل طريق الراموسة الذي كانت فصائل المعارضة سيطرت عليه وفكت الحصار عن شرق حلب، قبل أن تعيد القوات النظامية وإيران وروسيا فرض الحصار عليه من جديد، إضافة إلى تجاهل جنوب غربي حلب، ولكنها تتضمن بوضوح أمرين: الأول تشكيل خلية أميركية- روسية لمحاربة تنظيم «القاعدة» بما في ذلك «النصرة» قبل أن تتحول إلى «فتح الشام»، الأمر الذي يفسر مقتل «أبو عمر سراقب» أحد قادة «جيش الفتح» بغارة لم يعرف ما إذا كانت أميركية أو روسية أو سورية، علماً أنه أحد الذين كانوا ضد فك «النصرة» علاقتها بـ «القاعدة». وتضمنت تعاون فصائل المعارضة في الحرب ضد «القاعدة». الثاني، تأكيد المسؤولين الأميركيين في رسالتهم إلى الفصائل المعارضة، أن الهدف النهائي يرمي إلى «إيجاد جو من التفاوض لأجل تسوية تتضمن رحيل (الرئيس بشار) الأسد».
وتبدأ الوثيقة بتأكيد أن الهدف من الاتفاق هو «وقف أعمال القصف الجوي والمدفعي السوري والروسي والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإيجاد جو من التفاوض لتسوية تتضمن رحيل الأسد بموجب القرار 2254»، إضافة إلى الإفادة من إمكانات روسيا في الحرب ضد الإرهاب و «تكريس اتفاق وقف الأعمال العدائية لتمكين العملية السياسية الضرورية لإنهاء حكم الأسد ونقل سورية نحو تشكيل حكومة مستقرة تمثل جميع الأطراف المعنية».
ماذا يجري؟
أوضحت الرسالة أنه «في اليوم الأول لدخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ، يتوجب على كل الأطراف المشمولة به أن تتعهد مجدداً الالتزام بالاتفاق بشكل كامل والتقيد ببنوده كافة وفق الاتفاق في شباط (فبراير) الماضي، لمدة 48 ساعة وتمديده في حال نجاحه. وتنص هذه الشروط على وقف جميع الهجمات بما في ذلك القصف الجوي والصاروخي ومدافع الهاون والقذائف الموجهة المضادة للدبابات، والامتناع عن محاولة الاستيلاء على مناطق تحت سيطرة أي طرف من أطراف الاتفاق»، إضافة إلى السماح لوكالات الإغاثة بدخول «آمن وسريع من دون أي إعاقة وبوتيرة مستمرة إلى المناطق التي تقع تحت سيطرتها والسماح بتسهيل إيصال المساعدات» وعدم استخدام القوة المفرطة «إلا في حال التهديد المباشر والدفاع عن النفس».
ويقوم الطرفان الأميركي والروسي بتشكيل «خلية تنفيذ مشتركة لإلحاق الهزيمة بـ «القاعدة» المعروف سابقاً باسم «جبهة النصرة»، وهزيمة «داعش» في سورية على حد سواء، في سياق تعزيز اتفاق وقف الأعمال العدائية ودعم العملية الانتقالية السياسية بحسب القرار 2254»، وفق المسودة. وزادت أن الجهود العسكرية ترمي إلى «العمل على اتخاذ التدابير اللازمة كافة لعدم وقوع ضحايا بين صفوف غير المقاتلين، والعمل أيضاً على التزام قوانين حقوق الإنسان، والتطبيق الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية» وعلى العمل عبر «خلية التنفيذ» بتنسيق العمليات العسكرية ضد «القاعدة» والعمل «معاً على بذل أقصى الجهود بشكل مستقل أحدهما عن الآخر لكن بصورة متناسقة ضد داعش في سورية» باستثناء الأهداف التي يتم الاتفاق عليها.
وزادت أن واشنطن «مصممة على وضع موسكو أمام مسؤولياتها حول التزاماتها بشأن تصرفات نظام الأسد من الآن فصاعداً. كما أن الخلية لن يتم تشكيلها بصورة رسمية إلا بعد مضي سبعة أيام من إظهار اتفاق وقف الأعمال العدائية نتائج ملموسة وتخفيف أعمال العنف في سائر أرجاء سورية. إن مواصلة مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في الخلية يتوقف على التزام موسكو ونظام الأسد والقوات الموالية بالاتفاق».
كما طالبت واشنطن، بحسب الوثيقة، موسكو «بالوفاء بشرط وقف القصف الجوي الذي يقوم به النظام السوري في مناطق محددة. ومجرد تشكيل الخلية، وهي تشمل المناطق التي تشكل فيها المعارضة الكفة الراجحة، ومناطق التواجد المكثف للقاعدة في سورية، وكذلك المناطق التي تشكل فيها المعارضة الكفة الراجحة مع تواجد لعناصر القاعدة في سورية» مع استثناءات تتعلق بالإخلاء الطبي وغيره. وزادت: «تعهدت روسيا للولايات المتحدة الأميركية بأن طيران النظام لن يقوم بأي عمليات قتالية جوية. لكن بإمكان قوات النظام العسكرية القيام بنشاطات جوية ضد القاعدة في سورية خارج نطاق المناطق المحددة».
ترتيبات حلب
أفادت المسوّدة أن واشنطن ألحت على ترتيبات محددة في حلب، إذ إنه منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف العمليات حيز التنفيذ «سيتم توزيع مساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وستقوم بعثة المراقبة التابعة لها بأعمال التفتيش والتختيم الشمعي للشاحنات المخصصة لنقل المساعدات الإنسانية عبر طريق الكاستيلو إلى شرق حلب. ولن يتم كسر التختيم، كما أنه لن يتم فتح الشاحنات من قبل أي سلطة، بدءاً من نقطة التفتيش والتختيم في تركيا حتى تصل الشاحنات إلى مخازن التفريغ التابعة للأمم المتحدة وشركائها شرق وغرب حلب»، بحيث يقوم موظفو الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بـ «إقامة حاجزي تفتيش في المناطق المتفق عليها للتأكد من أن الشاحنات التي تم تفتيشها هي الوحيدة التي سيسمح لها بالسير على الطريق المذكورة، والتحقق من أن الأختام غير مكسورة. وستقوم قوة صغيرة لا تتعدى عشرين مسلحاً في الوردية الواحدة، يتم تقديمها وقبولها من كل الطرفين (المعارضة والحكومة)، بحماية طواقم الهلال الأحمر في نقاط التفتيش في نهايتي طريق الكاستيلو الشرقية والغربية». ومن المقرر أن تنسحب القوات الموالية للنظام ووحدات المعارضة في آن واحد من طريق الكاستيلو بالتزامن مع إقامة حاجزي التفتيش المذكورين. وستُعتبر المناطق التي يتم الانسحاب منها مناطق منزوعة السلاح».
المطلوب من النظام
يجب على قوات النظام السوري القيام بما يلي: «سحب جميع الأسلحة الثقيلة كالدبابات، والمدفعية وصواريخ المورتر والعربات المصفحة القتالية وعربات المشاة القتالية (ما عدا بي تي آر- 60 وبي أم بي-1 غير المزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات)، وذلك إلى مسافة 3.5 كيلومتر شمال الكاستيلو، وسحب الأسلحة المحمولة المركبة على العربات، و «بي تي آر -60» و «بي أم بي-1» غير المزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات إلى مسافة 2.5 كيلومتر شمال الطريق، وسحب جميع الأفراد ما عدا الأشخاص الموجودين في نقطتي التفتيش إلى مسافة كيلومتر شمال الطريق على أن يكونوا مسلحين بأسلحة خفيفة فقط أو رشاشات خفيفة».
وجنوب طريق الكاستيلو، سيتم سحب جميع الأفراد والأسلحة والمعدات إلى 500 متر من الطريق وإقامة نقطتي مراقبة على مسافة لا تقل عن 500 متر شمال الطريق، وسيتم الاتفاق المتبادل على مكان نقطتي المراقبة، اعتماداً على التضاريس، وسيقوم على النقطتين فريق لا يتجاوز عدد أفراده 15، مزودين بمعدات المراقبة وأسلحة خفيفة بغرض الدفاع عن النفس، إضافة إلى عدم إعاقة أي حركة سير ذات أهداف إنسانية، مدنية، أو تجارية على طريق الكاستيلو وعدم الاستيلاء على أي مناطق تخليها جماعات المعارضة، وعدم إقامة مواقع في المنطقة المنزوعة السلاح، ما عدا نقطتي المراقبة.
«المطلوب من المعارضة»
بالتزامن مع خطوات القوات النظامية، تنتشر قوات المعارضة في النهاية الشرقية لطريق الكاستيلو وفق خريطة تسلم لاحقاً بحسب «ما ستقوم به وحدات الميليشيات الكردية»، بما يعني: إن كان الأكراد موجودين شمال طريق الكاستيلو تواصل المعارضة بقاءها في مواقعها. أما إذا انسحب الأكراد إلى مسافة 500 متر جنوب الطريق تُعتبر المنطقة التي يتم الانسحاب منها منطقة منزوعة السلاح وعلى المعارضة التراجع 500 متر شمال الطريق»، بحسب المسودة.
وفي النهاية الغربية للكاستيلو، عند نقطة التماس الممتدة شمال المجمع التسويقي للكاستيلو، يتزامن تراجع المعارضة السورية مع تراجع القوات الموالية للنظام السوري. أما قوى المعارضة المتواجدة شمال المجمع التسويقي في المربع 15/31 من الخريطة المتفق عليها، فستقوم بـ «سحب جميع الأسلحة الثقيلة، كالدبابات والمدفعية وصواريخ المورتر والعربات المصفحة القتالية وعربات المشاة القتالية (ما عدا بي تي آر -60 وبي أم بي-1 غير المزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات) ، وذلك إلى ثلاثة كيلومترات، وسحب الأسلحة المحمولة المركبة على العربات، و بي تي آر -60 وبي أم بي-1 غير المزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات إلى مسافة 2.5 كيلومتر، إضافة إلى سحب جميع الأفراد إلى مسافة كيلومتر على أن يكونوا مسلحين بأسلحة خفيفة فقط أو رشاشات خفيفة.
أما على الجزء الذي يمتد من المجمع التسويقي للكاستيلو إلى قرب مستديرة ليرمون، على جماعات المعارضة التراجع بأفرادها وعتادها إلى مسافة 500 متر شمال من طريق الكاستيلو، وذلك بشكل مطابق لانسحاب القوات الموالية للنظام السوري مسافة 500 متر جنوب طريق الكاستيلو بين النقطتين المذكورتين.
وتطلب الوثيقة من المعارضة «التزامات إنسانية» مشابهة للنظام، إضافة إلى أن «المعارضة ستبذل أقصى الجهد لمنع قوات القاعدة في سورية من التقدم نحو المنطقة المنزوعة السلاح من مناطق تقع بمحاذاة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة».
وتابعت: «يجب السماح لأي سوري يرغب في الخروج من حلب عبر طريق الكاستيلو، بمن فيهم المدنيون وقوات المعارضة المسلحة مع أسلحتها. يجب الإدراك التام أنه ينبغي عدم إلحاق الأذى بأي منهم، وبأن لهم الحق في اختيار الوجهة التي يريدونها. وعلى المعارضة المسلحة التي تصطحب معها أسلحتها خلال خروجها من حلب أن تقوم بتنسيق مسبق مع ممثلي الأمم المتحدة لإبلاغهم بتوقيت
استخدامها طريق الكاستيلو عند الخروج، بالإضافة إلى إبلاغهم بعدد الأفراد الذين سيخرجون وكمية السلاح التي سيحملونها خلال الخروج، مع الإدراك التام بعدم إلحاق الأذى بالمدنيين». وزادت أنه على «قوات المعارضة التزام شروط (اتفاق) الأعمال العدائية، والذين يختارون البقاء في حلب».
استثناء جنوب غربي حلب
على كل طرفي المعارضة والقوات الموالية للنظام، بحسب الوثيقة، عدم محاولة الاستيلاء على مناطق جديدة تقع تحت سيطرة الطرف الآخر، وستعمل الولايات المتحدة الأميركية مع الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق لإخراج «القاعدة» في سورية من هذه المناطق المحددة». وأشارت إلى أن هذا الاتفاق لا ينطبق على المجموعات المعارضة الموجودة في المنطقة الجنوبية الغربية من حلب، ضمن المنطقة الواقعة حول الراموسة، إضافة إلى أنه «لا ينطبق ينطبق على داعش أو القاعدة في سورية، حيث إن هاتين المجموعتين هما منظمتان إرهابيتان سنبدأ باستهدافهما بالعمل مع روسيا. وعليكم إزالة القاعدة من المناطق التي تقع تحت سيطرتكم لتجنب استهدافكم خلال قيامنا بعمليات هجومية ضد العناصر الإرهابية في سورية وفقاً لاتفاقنا مع الروس».
كما حضت الوثيقة الأميركية مقاتلي المعارضة على إعطاء الاتفاق «فرصة للنجاح» وعلى ضرورة «التزام وقف العمليات القتالية وعدم القيام بأي أعمال هجومية خلال فترة الاتفاق ضد قوات النظامية أو القوات الموالية له أو القوات الروسية». وتابعت: «ندرك تماماً بأن اتفاقات وقف الأعمال العدائية السابقة خرقت مراراً من قبل نظام الأسد وحلفائه، وعليكم مواصلة الإبلاغ عن مثل هذه الخروقات»، مع التعهد باستمرار تقديم الدعم المادي والسياسي و «السلاح الفتاك وغير الفتاك لدعم حقكم بالدفاع عن أنفسكم ضد أي هجوم». تكشف الوثيقة تراجعاً في موقف واشنطن واختلافاً في ميدان معارك حلب قياساً الى المسودة السابقة. اذ كان راتني أبلغ المعارضة برسالة في 3 الشهر الجاري: «قلنا للروس إن عليهم هم والنظام إنهاء الهجمات على المعارضة وإعادة التزام الهدنة وانسحاب النظام من طريق الكاستيلو وإنهاء القتال حول طريق الراموسة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى حلب من خلال كل من طريقي الراموسة والكاستيلو وإنهاء الهجمات والعمليات الهجومية في جميع أنحاء البلاد، وقلنا إن كل هذه الأمور يجب أن تتم قبل أن تنفذ الولايات المتحدة وروسيا أي اتفاق». لكن القوات النظامية استعادت بدعم روسي- إيراني الراموسة وأعادت فرض الحصار على شرق دمشق.
التراجع الآخر يتعلق بوقف الطيران السوري، إذ إن رسالة راتني نصت: «نعتقد بأنهم (الروس) سيجبرون النظام على الامتثال، لكن علينا أن نختبر هذا الأمر، فكما قلنا في العديد من المرات، إن التفاهم مع روسيا لن يكون قائماً على الثقة».
الولايات المتحدة وروسيا تعلنان خطة للهدنة في سورية
جنيف (سويسرا) – أ ف ب
أعلن وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في وقت متأخر أمس (الجمعة)، الوصول إلى خطة لإرساء هدنة تبدأ نهاية الأسبوع الحالي في سورية، سيسفر صمودها عن تعاون عسكري بين البلدين.
وأوضح كيري إلى جانب لافروف، في ختام مفاوضات ماراثونية في جنيف، ان بدء سريان الهدنة ليل الأحد – الإثنين يتزامن مع عيد الأضحى.
وقال كيري: «الولايات المتحدة وروسيا تعلنان خطة، نأمل في أن تسمح بالحد من العنف وفتح الطريق أمام سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سورية».
وأشار لافروف إلى أن الخطة الروسية – الأميركية «تسمح بتنسيق فاعل لمكافحة الإرهاب، وفي حلب أولاً، كما تسمح بتعزيز وقف إطلاق النار، وذلك لإيجاد الظروف الملائمة للعودة إلى العملية السياسية».
وأوضح كيري انه في حال صمود هذه الهدنة «أسبوعاً»، فإن القوات الأميركية ستوافق على التعاون مع الجيش الروسي في سورية.
وتدعو موسكو منذ فترة طويلة إلى تعاون مماثل، رغم أن الولايات المتحدة وروسيا تدعمان طرفين مختلفين في النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 290 ألف شخص منذ العام 2011.
وأضاف كيري ان «الولايات المتحدة موافقة على القيام بخطوة إضافية لأننا نعتقد أن لدى روسيا وزميلي (لافروف) القدرة للضغط على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لإنهاء النزاع والذهاب إلى طاولة المفاوضات».
ومع ذلك، أقر لافروف بأنه لم يكن قادراً على ضمان نجاح الخطة الجديدة «مئة في المئة»، خصوصاً بعد مبادرة روسية أميركية سابقة، حظيت بموافقة الأمم المتحدة في شباط (فبراير)، لم يطل أمدها وأعقبها ازدياد في العنف.
وإلى جانب مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، اتفق الطرفان على تعزيز العمل ضد جميع القوى المتشددة، خصوصاً «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) سابقاً التي أعلنت أخيراً فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة».
وسيبدأ التعاون العسكري بين البلدين، في حال صمدت الهدنة، من خلال تبادل المعلومات لتوجيه ضربات جوية، وهو ما كانت ترفضه واشنطن حتى الآن.
وأعلن لافروف إنشاء «مركز مشترك» روسي- أميركي لتنسيق الضربات «سيعمل فيه عسكريون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية لتمييز الإرهابيين من المعارضة المعتدلة».
وقال وزير الخارجية الروسي: «سنتفق على الضربات ضد الإرهابيين من جانب القوات الجوية الروسية والأميركية. واتفقنا على المناطق التي سيتم فيها تنسيق تلك الضربات».
وأشادت المعارضة السورية في بيان رسمي اليوم السبت بالاتفاق الأميركي- الروسي، معربةً عن أملها في أن يشكل «بداية نهاية معاناة المدنيين» بسبب النزاع المستمر منذ خمس سنوات.
وقالت عضو «الهيئة العليا للمفاوضات»، والتي تشمل أبرز ممثلي المعارضة والفصائل المقاتلة في سورية، بسمة قضماني: «نُشيد بالاتفاق في حال تم تطبيقه».
في المقابل، قال مقاتلون من «الجيش السوري الحر» اليوم إنهم لا يرون فرصاً كبيرة لنجاح الاتفاق الأميركي- الروسي بشأن سورية لأن دمشق وموسكو لن تلتزما به. وذكر فارس البيوش وهو قائد جماعة تابعة لـ«الجيش السوري الحر» ان روسيا ودمشق لم تلتزما بالاتفاق السابق وان فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها. ورأى الناطق العسكري باسم كتائب «نور الدين الزنكي» النقيب عبد السلام عبد الرزاق ان الاتفاق سيمنح الجيش السوري فرصة لحشد قواه والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران إلى المعارك الرئيسة في مدينة حلب.
ميدانياً، أعلن الجيش السوري ومقاتلو معارضة ان الصراع في جنوب حلب احتدم اليوم بعد ساعات من إعلان الاتفاق، وان الجيش هاجم مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف جديد لإطلاق النار في أرجاء سورية حيز التنفيذ يوم الإثنين. وقال مقاتلو معارضة إنهم يخططون لهجوم مضاد. وأسفر القتال الممتد منذ سنوات في المدينة السورية المقسمة عن مقتل الآلاف وأصبح سكانها يعانون للحصول على الغذاء والماء. وأفسد العنف في حلب جهوداً سابقة للسلام في سورية. وأوضح طرفا الصراع ان الجيش وجماعات مسلحة موالية له تقدموا من منطقة الراموسة في حلب باتجاه جيوب لمقاتلي المعارضة في منطقة العامرية. وأدت مكاسب حققتها الحكومة في الآونة الأخيرة في الراموسة إلى إعادة فتح الطريق الرئيس المؤدي إلى غرب المدينة الخاضع لسيطرة الحكومة، كما سمحت للقوى الموالية للرئيس بشار الأسد بتطويق شرق حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات يُعتقد أنها إما سورية أو روسية قصفت أيضاً بلدات تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي بما في ذلك عندان وحريتان بالإضافة إلى طرق إمداد مهمة لمقاتلي المعارضة. وأكد المرصد تقارير سكان ونشطاء في شرق حلب مفادها أن طائرات مروحية تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية للمدنيين في بضع مناطق.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان اليوم ترحيبها بالاتفاق الأميركي -الروسي بشأن هدنة في أرجاء سورية، كما أعلنت جاهزيتها لتقديم مساعدات إنسانية لمدينة حلب بالتعاون مع الأمم المتحدة.
ورحبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني باتفاق الهدنة، داعيةً الأمم المتحدة لإعداد مقترحات لمحادثات انتقال سياسي في سورية. وقالت موغيريني: «الاتفاق… محل ترحيب. كل أطراف الصراع باستثناء الجماعات التي يصنفها مجلس الأمن كمنظمات إرهابية عليها الآن ضمان سريانه بشكل فاعل». وأضافت أن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى آخرين «يحضون الأمم المتحدة على الإعداد لاقتراح انتقال سياسي» يكون «نقطة انطلاق لاستئناف المحادثات السورية- السورية».
كيري ولافروف يسعيان لإبرام «هدنة العيد»
لندن، جنيف، أنقرة، باريس، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
تكثّفت المحادثات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ومساعديهما لتجاوز الخلافات والتوصل إلى هدنة موقتة وإغاثة في حلب وتطويرها إلى وقف نار شامل في سورية ومحاربة مشتركة لـ «الإرهاب» بما في ذلك تنظيم «جبهة النصرة» («فتح الشام» حالياً) واستئناف مفاوضات السلام بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف، في وقت أعلنت تركيا أن عملية برية يمكن أن تنجح في طرد «داعش» من مدينة الرقة السورية إذا حصلت على دعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركا.
وعقد كيري ولافروف جولة من المحادثات في جنيف أمس بعد فشل جولات عدة سابقة خلال الأشهر المنصرمة في التوصل إلى اتفاق في شأن سورية. إلا أن مسؤولين أميركيين حذّروا من أن المفاوضات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية من دون التوصل إلى اختراق، قبل أن يتحدث مسؤول أميركي مساء عن تقدم في وقف نار شامل لإدخال مساعدات. وقال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إن نجاحاً محتملاً للمفاوضات حول سورية يمكن أن «يُحدث فارقاً كبيراً» ليس بالنسبة إلى المساعدات الإنسانية فقط بل أيضاً لاستئناف العملية السياسية.
ووصف مسؤول أميركي المحادثات بأنها «محددة وعملية» وتركز على تفاصيل فنية حول كيفية مراقبة وقف إطلاق النار. وأضاف أن واشنطن ترغب في أن يتخذ الروس إجراءات ملموسة لإرغام الأسد على وقف قصف السكان وإنهاء حصار حلب.
وكشفت المسودة الأخيرة لاتفاق التعاون العسكري التي بعثها مسؤولون أميركيون إلى فصائل سورية معارضة وحصلت «الحياة» على نسخة منها، تراجع واشنطن عما جاء في المسودة التي أرسلها المبعوث الأميركي مايكل راتني إلى المعارضة قبل أيام، إضافة إلى كونها تعكس حقيقة أن القوات النظامية وميليشيات حليفة أعادت -بدعم روسي- حصار الأحياء الشرقية لحلب. وتحض المسودة المعارضة على طرد تنظيم «القاعدة»، أي «جبهة النصرة» قبل تغيير اسمها إلى «فتح الشام»، من مناطقها كي لا تتعرض لهجمات أميركية- روسية.
ميدانياً، أصبحت فصائل المعارضة في وضع صعب جداً في مدينة حلب (شمال) التي لها رمزية كبرى في النزاع، حيث تمكنت القوات السورية بإسناد من الطيران الروسي من إحكام الطوق على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتلقى «جيش الفتح»، وهو تحالف الفصائل المتطرفة والإسلامية الأبرز في سورية، ضربة قوية بمقتل قائده العسكري «أبو عمر سراقب» مساء الخميس في غارة جوية.
في باريس، صادر القضاء الفرنسي إسطبلاً ومنزلين فخمين ومكاتب لرفعت الأسد عم الرئيس السوري، للاشتباه بأنه حصل عليها بعد اختلاس أموال عامة، كما أعلن الجمعة مصدر قريب من الملف لوكالة «فرانس برس».
«الأطلسي» يرفض مشاركة قواته في العمليات التركية في سورية
أنقرة – يوسف الشريف
اغتنمت تركيا استضافتها الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ ومسؤولَين أوروبيَّين بارزين، لتكرّر دعوتها الى منطقة حظر جوي فوق شمال سورية. وأشاد ستولتنبرغ بجهود أنقرة في محاربة تنظيم «داعش» في سورية، مقرّاً بحقها في «الدفاع عن نفسها»، لكنه رفض أي دور ميداني لقوات الحلف في سورية، وتجنّب سؤالاً عن مسألة الحظر الجوي.
وأشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى «تفاهم مشترك» مع الاتحاد الأوروبي، لمحاولة إنقاذ اتفاق لوقف الهجرة غير الشرعية إلى دول الاتحاد. لكنه اعتبر التكتّل «ضعيفاً»، لعجزه عن منع قبرص من تجميد فتح فصول جديدة في مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد.
وسعى ستولتنبرغ ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ومفوّض التوسيع يوهانس هان، إلى استغلال زيارتهم أنقرة لرأب صدع، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، إذ انتقد الاتحاد و «الأطلسي» حملة «تطهير» تشنّها السلطات على جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الفاشلة. في المقابل، اتهمت تركيا الطرفين بخذلانها خلال محنتها.
ودانت موغيريني المحاولة الانقلابية، معتبرة أن «لا مكان لانقلاب عسكري في عالمنا الحرّ». وأضافت بعد لقائها جاويش أوغلو والوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك، أن الجانبين أجريا «محادثات معمقة» حول حماية حكم القانون. وتابعت: «العنصر الأساسي الذي اتفقنا عليه، هو أن نتحدث أكثر مع بعضنا، وأقل عن بعضنا». ورأت ضرورة لبدء عملية سياسية في المعركة ضد «حزب العمال الكردستاني».
أما ستولتنبرغ فذكر أن «الأطلسي» عزّز وجوده العسكري في تركيا، واعتبرها عضواً «قوياً ومهماً جداً» في الحلف. وشدد بعد لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن «وجود تركيا قوية وديموقراطية، أمر أساسي لاستقرار أوروبا والمنطقة وأمنهما».
وأيّد عملية «درع الفرات» التي تنفّذها تركيا في جرابلس شمال سورية، معتبراً أن من حق أنقرة «الدفاع عن نفسها». لكنه رفض مشاركة قوات أطلسية في العمليات العسكرية، لافتاً إلى أن دور الحلف ضد «داعش» يقتصر على دعم جوي ومعلومات استخباراتية. ونبّه الى «وضع معقّد جداً وصعب جداً في سورية… من الأفضل تدريب قوات محلية وتمكينها من محاربة الإرهاب وإحلال الاستقرار في بلادها، بدل نشر قوات من الأطلسي بأعداد ضخمة، للمشاركة في عمليات قتالية». وتجنّب سؤالاً عن دعم الحلف منطقة حظر جوي في شمال سورية.
في المقابل، أشار جاويش أوغلو الى إمكان «إخراج داعش من الرقة والموصل، إذا قدّمت قوات التحالف دعماً جوياً، وشاركت قواتنا الخاصة». وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع ستولتنبرغ: «العملية الناجحة في جرابلس شكّلت مثالاً على إمكان أن ينجز الجيش السوري الحر أموراً معينة» بدعم دولي. وكرّر دعوة أنقرة إلى إقامة منطقة حظر جوي في شمال سورية، لحماية اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى جرابلس.
إلى ذلك، تحدث الوزير التركي عن «تفاهم مشترك» لإنقاذ اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لكبح الهجرة غير الشرعية إلى دوله، مستدركاً بوجوب إعداد «خريطة طريق ملموسة» لإعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى أوروبا. واستعجل الاتحاد إيفاء تعهده دفع 3 بلايين يورو لتركيا، لدعم اللاجئين السوريين على أراضيها.
لكن موغيريني أكدت أن الاتحاد دفع 2.2 بليون يورو، وسيقدّم 600 مليون يورو قريباً. وذكّرت أنقرة بوجوب أن تفي بالمعايير الـ74 المطلوبة، من أجل استثنائها من التأشيرات.
على صعيد آخر، اعتبر زعيم المعارضة في تركيا كمال كيليجدارأوغلو أن قرارات الحكومة في شأن «تصفية» جماعة غولن «خرجت عن القانون، وتحوّلت عملية لتصفية المعارضة بكل أطيافها، وحملة لإسكات الأفواه وقمع حرية الرأي». وأشار إلى اعتراف أردوغان بـ «خلط بين الصالح والطالح» في الحملة، لافتاً إلى أن السلطات «لا تفعل أي شيء لتصحيح ما يحدث».
وأوقفت الشرطة التركية عشرات الأشخاص، بعدما فضّت تظاهرة نظمها مئات المدرّسين في مدينة دياربكر، احتجوا على تجميد السلطات عمل 11285 مدرساً، للاشتباه بصلتهم بـ»حزب العمال الكردستاني».
وأعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن السلطات ستعيّن أوصياء لإدارة 28 بلدية، بدل رؤساء بلديات مُنتخبين من «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي. وأضاف أن تركيا تعتزم تعيين 20 ألف شرطي جديد.
موسكو تنتظر رداً أميركياً حول سوريا وواشنطن تطالب برفع الحصار عن حلب
جنيف – موسى عاصي
بعد انتظار طويل لخروج وزيري الخارجية الاميركي جون كيري وسيرغي لافروف لعقد مؤتمر صحافي يعلنان فيه نهاية المحادثات في شأن سوريا في جنيف وما تم التوصل اليه، فاجأ لافروف الصحافيين بدخوله الى القاعة المخصصة لهذا المؤتمر وحده وتحدثه بالانكليزية على غير عادته. أدلى بكلمات قليلة ولكن ذات معان كبيرة، كالتمني بالتوصل الى اتفاق قبل “أن يناموا في واشنطن” و”اننا من جهتنا جاهزون ولكن نتمنى عليكم أن تتحلوا بالصبر مثلنا في انتظار مجيء الرد من واشنطن”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعطل الاتفاق في شأن سوريا.
وقال: “نعتقد اننا قد نوقفها (المحادثات)… قد نجتمع الأسبوع المقبل”. وأضاف: “أعتقد أن من المهم بالنسبة اليهم (الوفد الأميركي) أن يراجعوا الأمر مع واشنطن”.
وبعد دقائق من المؤتمر الصحافي للافروف، وصل المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا الى قاعة الصحافيين بدوره، وقال: “اننا نأمل في التوصل الى الاتفاق الليلة”. وتبعهما الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي. الذي صرّح: “ارسلنا المقترحات الى مختلف “الوكالات” (الدفاع و”السي أي إي” وغيرهما من الوكالات الأمنية) لتبدي رأيها فيها، ونحن في انتظار الرد”.
واسترعى الانتباه ان كيربي لم يستخدم تعبير اتفاق أو مشروع اتفاق وانما “مقترحات”، مما يعني ان الجانب الأميركي لم يقدم بعد أي التزام الى الجانب الروسي: بان مجرد مقترحات قد ترفض أو يعاد تدويرها وإدخال تعديلات عليها.
هذه الأجواء التي في انتظار مؤتمر صحافي بدا انه لن يعقد كما هو متوقع لم تعكس ما أشيع خلال ساعات المساء من ان “الحل بات قاب قوسين”، كما أفادت الأوساط الروسية، وانها “أحرز تقدم في المحادثات” كما قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية.
وبدت الأجواء في ساعات بعد الظهر إيجابية من حيث التوصل الى تفاهم على ادخال المساعدات الإنسانية، واستدعي دو ميستورا مرة أخرى عصراً لاطلاعه على فحوى النقاش. وكانت الأمم المتحدة قد عرضت أخيراً ادخال المساعدات من طريق الكاستيلو على ان يتولى مراقبوها معاينة قوافل المساعدات عند تعبئتها في تركيا وختمها باختام المنظمة الأممية ومرافقتها الى داخل مدينة حلب “منعا لاستغلال هذه القوافل من أجل ادخال الأسلحة والاعتدة”.
وبرز مطلب أميركي أمس لرفع الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على شرق مدينة حلب “من أجل حرية ادخال المساعدات الإنسانية”، لكن الجانب الروسي رفض الطلب، معتبرا “أن رفع الحصار من دون التوصل الى اتفاق نهائي سيسمح للمجموعات المسلحة بإعادة تخزين السلاح والاعتدة”. وأصر الروس على ادخال المساعدات عبر طريق الكاستيلو “على ان تتخذ إجراءات لضمان ادخال هذه المساعدات من خلال تكليف الأمم المتحدة مرافقة مباشرة لكل مسار القوافل منذ التخزين داخل الحدود التركية الى حين وصولها الى داخل حلب”.
واستم الخلاف الأبرز على فصل المجموعات المعتدلة عن مجموعات “جيش فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً)، واتهمت أوساط الفريق الروسي الولايات المتحدة بانها “قادرة على فك الارتباط لكنها ترفض وانها تريد المحافظة على النصرة لأنها القوة الكبرى بين المجموعات التي تحارب النظام السوري”.
الميدان
ميدانياً (الوكالات)، أدى تقدم الجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه في منطقة الراموسة في جنوب حلب إلى إعادة فتح الطريق الرئيسي إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في الغرب، كما أدى إلى إعادة تطويق كامل للأحياء الشرقية التي تهيمن عليها المعارضة.
وبثت قناة “الإخبارية” السورية الرسمية أن الجيش السوري أمن طريق الراموسة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب بعدما سيطر عليه مقاتلو المعارضة الشهر الماضي ومن المتوقع فتحه قريباً أمام المدنيين.
وقال مراسل من “الإخبارية” في بث مباشر إن الطريق سيفتح أمام المدنيين في غضون ساعات. وأبلغ جندي المراسل ان “المنطقة كلها آمنة”.
وأورد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن قصف مقاتلي المعارضة الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة على جبهة حي صلاح الدين في حلب قتل ثمانية أشخاص على الأقل بينهم أربعة أطفال وأصاب نحو 30 آخرين.
وأضاف أن الجزء الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة من الحي نفسه تعرض لغارة جوية أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص بينهم أطفال واصابة آخرين.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي مهندسين وهم يصلحون خطوط كهرباء وسيارات مدنية وهي تمر في المنطقة الريفية على طول طريق يؤدي إلى حلب عبر الراموسة.
كما أظهرت مباني خرسانية كبيرة وقد سقطت واجهاتها بفصل القذائف والصواريخ وجنوداً تابعين للحكومة يسيرون في الشوارع حاملين أسلحتهم.
“البنتاغون” نفى علاقته بغارة
وتلقى “جيش الفتح”، تحالف الفصائل الجهادية والاسلامية الابرز في سوريا، ضربة قوية بمقتل قائده العسكري أبو عمر سراقب مساء الخميس في غارة جوية في شمال سوريا.
وأكد المرصد السوري مقتل أبو عمر سراقب وقيادي آخر في “جيش الفتح” هو “أبو مسلم الشامي” في غارة جوية لـ”طائرات حربية مجهولة لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للائتلاف الدولي أم للنظام، استهدفت مقراً كان يجتمع فيه قادة بارزون في جيش الفتح في ريف حلب”.
ونفى الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” جيف ديفيس أي دور للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في الغارة التي أسفرت عن مقتل القائد العسكري لـ”جيش الفتح” ابو عمر سراقب في وقت متقدم الخميس في حلب. وقال: “ليس لدينا أي سبب لنكون في حلب، انها ليست مكاناً فيه داعش”. وأكد ان مقتل سراقب “لم يكن في غارة جوية اميركية”. وأضاف: “مهما يكن الذي حصل فان الجيش الاميركي لم يكن ضالعاً فيه”.
الا ان مسؤولاً عسكرياً اخر صرح لاحقاً لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” بأن روسيا هي “المشتبه فيه الرئيسي” في الغارة التي قتلت سراقب.
تركيا
الى ذلك، أعلن الجيش التركي في بيان مقتل ثلاثة من جنوده وجرح آخر في هجوم شنه “داعش” على احدى دباباته في شمال سوريا.
وكان ثلاثة جنود أتراك قتلوا في هجوم بصاروخ أطلقه التنظيم المتطرف هذا الاسبوع. كما قتل جندي تركي في 28 آب في هجوم اتهمت به انقرة مقاتلين اكراداً.
وشنت تركيا عملية غير مسبوقة داخل سوريا في 24 آب، إذ ارسلت دبابات وقوات خاصة لدعم الفصائل السورية المقاتلة لطرد “داعش” من المنطقة الحدودية.
وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبرغ بأنه “اذا وفّرت قوات الائتلاف الدعم الجوي، وشاركت قواتنا الخاصة، فمن المحتمل تحقيق النجاح في اخراج داعش من الرقة والموصل”.
ورحب شتولتنبرغ بزيادة جهود تركيا في محاربة “داعش” في سوريا. وقال إن تدريب القوات المحلية هو العامل الأهم في محاربة التنظيم المتشدد. وأضاف: “الموقف في سوريا معقد وصعب جداً ولكن ليس هناك خيار بالاكتفاء بالبقاء خارجه. يجب أن نحاول التوصل الى حل ونحارب أيضا الدولة الإسلامية في سوريا”.
المساعدات
على صعيد آخر، صرّح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين للصحافيين في جنيف بأن “قوافل المساعدات في سوريا متوقفة في الوقت الراهن” على رغم استمرار تشغيل جسر جوي إلى مدينة الحسكة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق البلاد وتنفيذ عدد قليل من عمليات الإجلاء من بلدتي الفوعة ومضايا المحاصرتين.
وقال إن الحكومة السورية تراجع خطط الأمم المتحدة للمساعدات شهرياً وإن موافقتها المتأخرة والجزئية على برنامج هذا الشهر تعني عدم دخول مساعدات حتى الان. وأضاف : “نحن في التاسع من ايلول ولم تبدأ الإمدادات بموجب خطة أيلول بعد”.
وطالب “أي طرف لديه نفوذ على أي من الأطراف المتحاربين بأن يضمن انهم يعترفون بأن مطلب وصول المساعدات الإنسانية بالغ الأهمية ويسمو فوق جميع المصالح الشخصية الأخرى”.
صفقة الليل بين كيري ولافروف: «هدنة العيد» وغرفة عمليات مشتركة
محمد بلوط
خطة روسية ـ اميركية من خمس وثائق، في نهاية الجولات الكثيرة التي خاضها جون كيري وسيرغي لافروف من دون التقدم خطوة واحدة نحو الحل حتى الأمس. اتفاق حد ادنى حذر، لكن حظوظه بالنجاح تبدو ضئيلة. الاتفاق لا يتضمن حتى الآن أي شق سياسي، خصوصاً ان نتائج كل المفاوضات سترفع الى مجلس الأمن لإقراره قبل البدء بتطبيقه انطلاقاً من الثاني عشر من هذا الشهر. الخطة تتضمن هدنة من سبعة أيام يجري تقسيمها الى هدنتين من 48 ساعة، تمدد في حال نحاجها على ان تكون الاخيرة لمدة 72 ساعة. وإذا ما نجحت الهدنات تتحول وقفَ اطلاق دائما للنار، من دون ان يتضح ما اذا كانت اعادة لوقف اطلاق النار ما بعد شباط الماضي، والتي لم يحترمها الكثير من الاطراف وبقيت حبراً على ورق. وشرح الوزير الأميركي جون كيري أن غرفة عمليات مشتركة أميركية روسية تضع خريطة تحدد مواقع الجماعات الإرهابية. وقال الوزير سيرغي لافروف إن الغرفة ستحدد الاجراءات للرد على المجموعات التي لن تحترم وقف الاعمال العدائية. ورغم الإعلان عن فتح طريق الكاستيلو، والذي شكّل عقدة المطالب الاميركية، لاستعادة الصلة البرية مع المجموعات المحاصرة شرق حلب، من دون ان تتضح صيغة فتح الطريق، وما اذا كان ذلك يستند ام لا الى الخريطة الانسحابية كما عرضتها رسالة السفير الاميركي مايكل رايتني الى الائتلاف السوري المعارض. وهي خريطة تنص على تراجع الجيش السوري 500 متر جنوب الطريق، ومسافات اخرى تتراوح بين الف و3500 متر شمال الطريق، مع لائحة متباينة للاسلحة التي يمكن للجيش السوري ان يحتفظ بها، والعديد الذي ستتموضع فيها نقاط الرصد المقترحة.
وحصل الاميركيون على ضمانات روسية ان تلتزم دمشق بالتفاهم في جنيف اذ قال كيري إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد بمتابعة احترام دمشق لمضمون هذا التفاهم. اما العملية السياسية فتنتظر ان ينجز الشق الميداني بأكمله، وهو ما سيكون اختباراً حقيقياً لقدرة رعاة التفاهم على ضبط شركائهم في الايام السبعة الحاسمة. وقال كيري «اننا اجرينا اتصالات مع اطراف من المعارضة اكدت استعدادها لتنفيذ الاتفاقات التي قمنا بصياغتها».
الاتفاق يبدو غير مسبوق لانه يحمل جدولاً زمنياً واضحاً وصارماً، بالرغم من انعدام آليات الضبط والرقابة لتطبيقه، وهي نقطة ضعفه الرئيسة، الا انه يختلف عن سابقة هدنة شباط بانه متربط بمراحل تالية وواضحة تنتقل من الهدن الى تثبيت وقف اطلاق النار. التوصل الى الاتفاق لم يكن متوقعاً، خصوصاً ان الروس قد رفضوا جزءاً كبيراً منه، عندما عرضه عليهم الاميركيون خلال المفاوضات الماضية، وهو ما ظهر في رسالة راتني.
الروس الذين وافقوا على اختبار التفاهم، بعدما استعادوا حلب، وحصّنوا مواقع حليفهم، والدخول في هدنة بشروط افضل مما كانت عليه هدنة شباط الماضية التي استغلتها الولايات المتحدة وتركيا والسعودية لاعادة تسليح المعارضة، وهي إحدى النقاط التي لا تزال تشكل الركن الضعيف في التفاهم، خصوصاً ان القوى الاقليمية المعنية غير ملتزمة بالتفاهم حتى الآن.
الأميركيون ارادوا ابتزاز الروس حتى النهاية، وهو عطب المفاوضات وخاصرتها الرخوة لانتزاع الاتفاق. الادارة الاميركية التي يفاوض باسمها جون كيري لا تنظر الى سوريا بصفتها ملفاً مستقلاً عن الملفات الاخرى، وانما كجبهة من الجبهات المفتوحة في مواجهة الروس، من اوكرانيا، او الحصار الاقتصادي، او احتواء خروج الروس من البحر الاسود الى البحر المتوسط. التوسع الاميركي في الشمال السوري يجري على خط التماس مع القوات الروسية في السفيرة، وحلب، وفي أجوائها، وهو توسع تطور في العامين الماضيين مع صعود فريق بات يعتبر سوريا ساحة مواجهة مع الروس، دخل الى ادارة اوباما في وقت واحد، وخلّف فريقاً اقل تدخلية: وهو فريق يتألف من وزير الدفاع آشتون كارتر الذي خلف تشاك هيغل في شباط الماضي، وفنسانت ستيورات رئيس الاستخبارات العسكرية الذي تسلم منصبه في 23 كانون الثاني الماضي، وجوزف دانفورد رئيس هيئة الاركان المشتركة الذي صعد في ايلول من العام الماضي. والرد الذي ينتظره الروس، يعكف عليه كما قال جون كيربي متحدث الخارجية، هذا الفريق الذي يعمل على تحويل سوريا الى حقل عمل للوكالات الاستخبارية ووزارة الدفاع، وكل التيار التدخلي لانهاك الروس في سوريا. احتواء «داعش» هو احد مفاصل الاستراتيجية، وهو ما تقوم له الاستخبارات الاميركية والبنتاغون عبر تحالفها مع وحدات حماية الشعب الكردية، لكن الهدف الموازي هو انهاك الروس واستنزافهم مع الجيش السوري وحلفائه.
المطالب الاميركية تصب كلها في هذا الاتجاه. الاميركيون صعّدوا من شروطهم للتفاهم مع الروس في جنيف. بحسب مصادر ديبلوماسية غربية، اعادوا طرح مسألة حلب، بصياغة اشد قوة مما كان مطروحاً في الاسابيع الماضية. الروس رفضوا رفع الحصار عن حلب، وفتح كل الممرات نحو جزئها الشرقي، الذي تسيطر عليها المجموعات المسلحة. استعادة منطقة الراموسة واغلاق الطوق على حلب الشرقية استفز الاميركيين. الروس اصبحوا في وضع افضل للدخول في التفاهم بعد استعادتهم لورقة الراموسة التي طلبها الرئيس فلاديمير بوتين من وزير دفاعه سيرغي شويغو، قبل منتصف الشهر الحالي. السوريون امتلكوا مع الراموسة ورقة اضافيةً وهامشاً جديداً للتفاوض حول فتح ممر الكاستيلو في شمال حلب، وتقديم تنازلات متوازنة تتيح للحليف الروسي مواصلة النقاش مع الجانب الاميركي، ولكن المطالب الاميركية كانت تعلو كلما تقدم الجيش السوري في الشمال، لاجباره في السياسة على التراجع عن مكتسباته الميدانية. الاميركيون ايضاً طالبوا بوقف اطلاق للنار شامل في حلب، اي بعملية تقدم درعا لـ»جبهة النصرة» في المدينة، من دون اي ضمانات. الضمانات لا تزال غير واضحة. وزير الخارجية الاميركية جون كيري تعهد ان يبدأ استهداف «النصرة» و «داعش» عبر غرفة تنسيق مشتركة روسية ـ اميركية، ولكن بعد تثبيت الهدنة ووقف العمليات العدائية. الروس ايضاً انزلوا سقف الشروط الاميركية التي كانت تشبه طلب استسلام لسلاح الجو الروسي، وبحسب سيرغي لافروف، تم التفاهم على استمرار الطيران السوري بالقيام بعمليات في مناطق محددة من دون ذكرها، ما يعني تقسيم السماء السورية بين روس واميركيين وسوريين. جون كيري قال ان الطائرات السورية لن تتمكن من استهداف «المعارضة المعتدلة».
لافروف
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الاميركي «أنجزنا عملاً كبيراً أطلقناه بأمر من رئيسي روسيا والولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على «وقف الاعمال القتالية لمدة 48 ساعة ثم تمدد إلى فترى أخرى».
وقال لافروف «كانت هناك محادثات مستمرة مع الأميركيين منذ شباط لحل الأزمة السورية، وأميركا وروسيا وضعتا حزمة وثائق ستسمح بالتعاون الفعال في محاربة الإرهاب وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية وتعزيز وقف العمليات».
ولفت لافروف إلى أنه «لا تزال هناك حالة من عدم الثقة وهناك بعض الناس الذين يودون أن يتم تقويض اتفاق اليوم»، مضيفاً أن «كل القوى التي تريد السلام ووحدة سوريا مطالبة بإنجاح الخطة التي توصلنا إليها اليوم، وأبلغت الحكومة السورية بتفاصيل الخطة وهي مستعدة لتنفيذها».
وأضاف أن «كل القوى مطالبة بإنجاح الخطة التي توصلنا إليها اليوم»، مؤكداً أن «الجيش السوري لن يجري عمليات عسكرية في المناطق التي سنعمل فيها مع الولايات المتحدة».
وأعرب الوزير الروسي عن اقتناعه بأنه «من بداية التنفيذ، ستكون هناك ظروف مؤاتية لاستئناف محادثات الأمم المتحدة للسلام في سوريا».
ولفت إلى أنه «بعد الهدنة سنعمل على انشاء مركز لفصل المعارضة عن داعش»، مضيفاً أن «مركز الاستخبارات المشترك سيسمح بالفصل بين الإرهابيين والجماعات المعتدلة وشن القوات الجوية الأميركية والروسية هجمات ضد الإرهاب».
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على «فصل جماعات المعارضة المعتدلة عن الجماعات المتطرفة»، كما تم الاتفاق «على مناطق الضربات المشتركة مع واشنطن، واتفقنا على ايصال المساعدات الانسانية ضمن الهلال الأحمر الى حلب»، مؤكداً أنه «سيكون هناك تنسيق روسي ـ أميركي فقط في الغارات الجوية وقتال الإرهابيين في سوريا».
وتابع «نحن وواشنطن ملتزمون لدفع جميع الاطراف لتنفيذ ما اتفقنا عليه»، مضيفاً «اتفقنا على إجراءات الرد على انتهاكات اتفاق الهدنة، واتفقنا على خطوات لتعزيز التعاون في محاربة الإرهاب».
ونقل الوزير الروسي عن نظيره الأميركي تأكيده على أن الولايات المتحدة عازمة على قتال «النصرة»، معلقاً ان «هناك من يقول إن واشنطن غير راغبة بقتال النصرة وأنها ستبقيها كخطة بديلة ولكن هذا غير صحيح».
واعتبر أن «هذه بداية الطريق، وكل من يرغب في السلام ووحدة سوريا يجب ان يدعم طريقنا».
كيري
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية أن واشنطن وموسكو اتفقتا على العمل سوياً على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وإجراء عمليات عسكرية مشتركة ضد تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة»، مشيراً إلى أن البلدين «اتفقا على انسحاب القوات الحكومية والمعارضة المسلحة من طريق الكاستيلو من أجل تسهيل عبور المساعدات». وقال إنه «من الضروري إقامة منطقة منزوعة السلاح في حلب».
وأضاف «نريد أن نرى دخولاً سريعاً للمساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحاصرة».
وأكد كيري أن موسكو وواشنطن اتفقتا أيضاً على «الخطوات التي تلزم النظام بالتوقف عن القيام بضرباته الجوية ضد المعارضة»، معتبراً أنها خطوة أساسية لحل الأزمة السورية. ودعا إلى وقف كل الطلعات الجوية في المناطق الرئيسية «ولا أقصد هنا تنظيم داعش»، وأضاف «لا يسمح للنظام ولا المعارضة بشن هجمات في حلب».
وأشار كيري إلى أنّ موسكو «تستطيع الضغط على نظام الأسد للعودة إلى مائدة المفاوضات»، مؤكداً أن «واشنطن ستتعاون مع الجيش الروسي في حال صمدت الهدنة أسبوعاً».
وأوضح كيري أن «عملية إقناع الأطراف السورية المتنازعة بوقف العمليات العسكرية ستتطلب سبعة أيام»، داعياً «جميع الأطراف السورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بدءاً من منتصف يوم الإثنين المقبل (12 أيلول الحالي»).
واعتبر كيري أنّ المعاناة الناجمة عن الأزمة السورية تتجاوز كل الحدود، لافتا إلى أنّ الاتفاق سيساعد الشعب السوري على المرحلة الانتقالية.
وأعلن أنّه ابتداءً من الاثنين المقبل «سنبدأ في التحضير لاستئناف المفاوضات»، مؤكداً أن بلاده ستعمل «مع روسيا على تسهيل الانتقال السياسي في سوريا»، معتبراً أنه «إذا طبقت الخطة ستمثل لحظة فارقة وتعيد الاطراف الى طاولة المفاوضات».
مدير الاستخبارات الأميركية: تقسيم سوريا والعراق احتمال قائم
نيويورك – الأناضول – قال جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)، إن هناك احتمالات تشير لإمكانية تقسيم سوريا والعراق، معرباً عن عدم ثقته في إمكانية إنشاء حكومة مركزية في كلا البلدين تدير الأمور بشكل عادل.
وأضاف برينان، في مقابلة مع مركز “سي تي سي سنتينيال” للأبحاث (غير حكومي) بمدينة نيويورك الأميركية، السبت، أن “سوريا والعراق شهدا إراقة الكثير من الدماء، فضلاً عن الكم الهائل من الدمار، والانقسام الطائفي، لذا فهناك احتمالات تشير إلى إمكانية انقسام هذين البلدين”.
وتابع: “لا أعرف مدى إمكانية رأب الصدع وإعادة توحيد سوريا والعراق، لكني لست متأكداً من إمكانية إنشاء حكومة مركزية قادرة على الإدارة بشكل عادل في كلا البلدين، لكن من الممكن أن يكون هناك حكومة مركزية ومناطق حكم ذاتي تنضوي جميعها تحت جسم اتحادي، وبطبيعة الحال، فإن تحقيق ذلك منوط بالتطورات التي ستشهدها المنطقة خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة”.
وأشار برينان أن بلاده لا تريد حكومات مركزية استبدادية في سوريا والعراق، وأن المشاكل التي شهدتها المنطقة، كانت بسبب تلك الإدارات.
وأوضح برينان أن تأسيس ديمقراطية على النمط الغربي في العراق مسألة صعبة للغاية، قائلاً: “اعتقدنا أن الديمقراطية ستزدهر بعد مرحلة الربيع العربي ورحيل الزعماء المستبدين، لكن ذلك لم يحدث”،
مذكّراً بأن تنظيم “الدولة الاسلامية” يحتجز العديد من المدنيين كرهائن، وأن “عملية تحرير الرقة (شمال سوريا) من التنظيم ستكون صعبة”.
وقال برينان في مؤتمر أقيم بالعاصمة الأميركية واشنطن، لمناقشة قضايا الأمن القومي، إن وجود “الدولة” سيستمر فترة طويلة في المنطقة، وخطر عودة المقاتلين بالتنظيم إلى بلدانهم الأصلية لا يزال قائماً.
وأضاف خلال تقييمه للوضع الراهن في سوريا والعراق أن الأزمة السورية من أعقد المشاكل التي واجهته خلال رئاسته لوكالة الاستخبارات الأميركية، قائلاً: “حتى لو تمكنا من هزيمة داعش في الميادين، إلا أن المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطائفية ستواصل النمو”.
تيار المعارضة الرئيسي يقول إن اتفاق سوريا قد ينهي محنة المدنيين
عمان – رويترز – قال تيار المعارضة السورية الرئيسي السبت، إن الاتفاق الأمريكي الروسي المقترح قد يضع حداً في نهاية المطاف لمحنة المدنيين في أول رد فعل على الاتفاق.
وقالت بسمة قضماني المتحدثة باسم الهيئة العليا للمفاوضات، إن الهيئة ترحب بالاتفاق “إذا جرى تطبيقه.” وأضافت في بيان أن المسؤولية تقع على عاتق روسيا لأن نفوذها “هو السبيل الوحيد لامتثال النظام”.
تركيا ترحب بالاتفاق الروسي الامريكي من أجل هدنة في سوريا
اسطنبول- أ ف ب- رحبت تركيا السبت بالاتفاق الذي توصل اليه الجانبان الامريكي والروسي لاعلان هدنة في سوريا تدخل حيز التنفيذ الاثنين أول أيام عيد الاضحى، حسبما اعلنت وزارة الخارجية في بيان.
واوضح البيان أن تركيا “ترحب بالاتفاق” من أجل “هدنة في سوريا” الذي من شانه ان “يسهل نقل المساعدات الانسانية”.
واعلنت روسيا والولايات المتحدة اللتان تدعمان اطرافا متحاربة في النزاع في سوريا عن الاتفاق بعد محادثات طويلة في جنيف الجمعة على خطة تهدف إلى اعلان هدنة في هذا البلد تدخل حيز التنفيذ الاثنين المصادف أول أيام عيد الاضحى.
واوضحت الوزارة ان الرئيس رجب طيب أردوغان “تابع عن كثب” المفاوضات التي افضت الى الاتفاق. وكان أردوغان كشف الاربعاء انه تباحث في هذا الشان مع نظيره الامريكي باراك أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين.
وتابع البيان ان تركيا تعتزم مواصلة جهودها “حتى يعيش الناس في حلب وفي كل المناطق السورية في سلام دائم دون مواجهات او مشاكل”، واعرب عن الامل في التوصل الى “حل سياسي للنزاع″.
واضاف البيان ان انقرة بدأت “الاستعدادات لنقل مساعدات انسانية الى حلب” كبرى مدن شمال سوريا التي تعاني من تدهور مروع للوضع الانساني.
وأسفر النزاع السوري عن سقوط اكثر من 290 الف قتيل ونزوح الملايين منذ آذار/ مارس 2011. وموسكو متحالفة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بينما تدعم واشنطن مسلحي المعارضة.
اجتماع كيري ولافروف لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاق نهائي حول سوريا
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: بدأت الاجتماعات بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف أمس لوضع اللماسات الأخيرة لاتفاق نهائي حول سوريا. ويتم إثر إعلان وقف جدي للعمليات العدائية في سوريا وبدء دخول المساعدات للمناطق المحاصرة واستئناف المفاوضات السورية في جنيف.
وكان قد أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات هاتفية لليوم التالي على التوالي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول سوريا، ورفض مارك تونر نائب الناطق بإسم الخارجية الأمريكية أن يعلق على وصول لافروف إلى جنيف للاجتماع مع كيري.
بل أكد تونر «اننا مستمرون في العمل على بعض القضايا المتبقية للتوصل إلى اتفاقية للتحرك إلى الأمام في سورية. وسنعمل على تلك القضايا حتى يتم التوصل إلى حل لها». وأضاف تونر «بعد اللقاء في الصين بين كيري ولافروف مؤخراً فإن كيري مستعد للقاء لافروف مرة أخرى لمناقشة القضايا العالقة ولكن معظمها قضايا تقنية يجب ان تعالج عبر فريقي العمل الأمريكي الروسي ومن الوزارات الأخرى، وقد عمل الفريقان على هذه القضايا العالقة لفترة من الزمن ومازالا يعملان عليها».
وشرح تونر «ان هذه عملية صعبة لأن الروس مازالت لديهم شروط يجب معالجتها ونحن لدينا شروط ايضاً. ولم نصل إلى اجماع حول نص الاتفاق ولا نريد ان نوجه اللوم إلى اي جانب، وعندما نصل إلى تلك المرحلة من الاتفاق يكون هناك سبب لعقد الاجتماع النهائي، انها مفاوضات معقدة ومفصلة وعوضاً عن الاندفاع نحو الإتفاقية فإننا نريد ان نتأكد ان هذه الإتفاقية تعالج كل الأمور التي تثير قلقنا وتحقق اهدافنا ومرامينا، ومازلنا نعتقد انه يمكن التوصل إلى الاتفاق ولا نريد ان نخوض في التفاصيل للحفاظ على سرية المباحثات مع روسيا، وعندما نتوصل إلى اتفاق سنتكلم حول هذه الأمور، ورفض التعليق ان كانت اعادة سيطرة النظام السوري على منطقة الراموسة تؤثر على الاتفاق وأعتبر ذلك من الأمور التكتيكية، وأنه لا حل عسكرياً للنزاع السوري ولهذا ندفع باتجاه الحل السياسي».
وأضاف تونر «لقد شاهدنا تحولات تكتيكية من يوم لآخر وهذا يثير قلقنا حول معاناة المدنيين في حلب، ان ارض المعارك معقدة جداً ومكثفة وشاهدنا تقدماً وتراجعاً فيها خلال الأشهر الماضية، وشاهدنا محاولات النظام السوري تصعيد القتال في حلب مع انه لا حل عسكرياً للنزاع، وعلى روسيا إقناع النظام بذلك».
وعن الشرط التركي بعدم قبول استمرار الأسد في الحكم بعد الاتفاق على المرحلة الانتقالية أجاب تونر «ان موقفنا ان الأسد لا يمكن ان يكون قائداً له شرعية للمدى البعيد لسوريا، وهذا الأمر يعود للسوريين للإجابة عنه عبر عملية المفاوضات التي نريدها ان تستأنف في جنيف، وهذا كله سيتقرر في المفاوضات وكيف يمكن للمرحلة الانتقالية ان تبدأ ومتى سيتنحى الأسد قبل ان تستلم الحكومة الانتقالية السلطة .ان اعتقادنا ان الاسد فقد شرعية حكمه».
مدير مكتب ماهر الأسد: ملف المعتقلين غير قابل للنقاش وسيبقون في السجون حتى القضاء على جذور الثورة في سوريا
هبة محمد
أنطاكيا ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر عسكرية تابعة لماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بأن ملف المعتقلين في سجون نظام دمشق غير قابل للنقاش مطلقاً، وأن الإفراج عن المعتقلين غير وارد نهائياً في الوقت الراهن، وسيبقى مصيرهم مرتبطاً بإنهاء الثورة السورية، والتي يصفها النظام بـ «الأزمة والمؤامرة».
الحديث عن مصير المعتقلين، جاء على لسان العميد غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد، خلال اجتماع ضمه مع لجنة عسكرية خاصة تابعة للمعارضة السورية من مدينة معضمية الشام، للتفاوض حول ملف الرافضين للتسوية مع النظام، أو تسليم أسلحتهم له، في إطار التسوية التي يسعى بشار الأسد بإشراف روسي إلى تعميمها لهندسة خريطة ما بات يعرف بـ «سوريا المفيدة».
العميد غسان بلال أبلغ الوفد العسكري المعارض بأن أمر المعتقلين محسوم كلياً، وأن نظام الأسد لن يطلق سراح أي معتقل حتى انتهاء الثورة «الأزمة» في سورية بالكامل، علماً أن معضمية الشام تعاني كغيرها من فقدان آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري، بعضهم تجاوزت فترة اعتقاله الخمس سنوات.
رفض العميد بلال المفوض الرسمي من قبل ماهر الأسد الحديث عن ملف المعتقلين تزامناً مع إطلاق شروط تفاوض جديدة أعلن عنها نظام الأسد ومنها: « المنشقون والمتخلفون الراغبون في التسوية سيكون لديهم مهلة محددة بحوالي ستة أشهر وبعد ذلك ستتم إعادتهم للقطع عسكرية للمشاركة في الأعمال القتالية في صفوف قوات النظام، أما قرار إخلاء أي عسكري أو مدني رافض للتسوية فهو مرفوض نهائياً».
الفرقة الرابعة قدمت كذلك وعوداً بتحويل مدينة «معضمية الشام» إلى «جنة» في حال قبولها تسوية كاملة، فضلاً عن إغراء المدنيين بأنها ستسمح بدخول الخدمات إلى مدينتهم المحاصرة، وكذلك ستسمح بدخول وخروج المدنيين منها وإليها.
في حين أكد مصدر عسكري في مدينة معضمية الشام، فضل عدم كشف هويته لـ «القدس العربي»، بأن البنود التي اقترحها العميد «غسان» مرفوضة شكلاً ومضموناً، ولن تكون هنالك تسوية كاملة لأبناء المدينة، كما يرغب، رغم الضغوط الكبيرة التي يمارسها النظام السوري حاليا، معتبراً، أن النظام يشن حرباً نفسية على المدينة وثوارها ومدنييها بغية الحصول على تنازلات أكثر من المعارضة.
المصدر العسكري، أشار إلى النظام السوري من خلال تعمده التلاعب بسير المفاوضات الخاصة في المعضمية وتغير مطالبه دورياً يهدف للوصول إلى أمرين، أولهما: إجبار مدينة معضمية الشام على التسوية مع الأسد بالإكراه والضغط عليها، الأمر الذي وصفه المتحدث بالـ «حلم الذي يراود الأسد»، بهدف الحصول على ورقة إعلامية توحي للسورين بأن الثورة قد بدأت تتلاشى، وكذلك للتخفيف من الحملة الإعلامية ضده، والتي أرهقته إبان تهجير أهالي مدينة داريا من مدنيين ومقاتلين.
وأضاف المتحدث: الأمر الآخر، هو مخاوف النظام الكبيرة من تهجير مقاتلي معضمية الشام إلى الشمال السوري، لأن المدينة تحتوي على آلاف المقاتلين الرافضين للأسد كلياً، وإرسالهم إلى إدلب سيجعله في مواجهات مباشرة معهم، مرجحاً أن يكون لهؤلاء المقاتلين ثقل عسكري كبير في معارك حلب وحماة، لذلك يراوغ النظام في المفاوضات كي لا تصل به الأمور إلى هذا المشهد، فضلاً عن أن الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد تفضل إبقاءهم داخل الحصار على جبهة هادئة، على تهجيرهم إلى حيث المواجهات والمعارك شمال البلاد.
معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية تضم قرابة 45 ألف مدني، بينهم قرابة 2500 مدني من مدينة داريا، يتم اجلاؤهم تدريجياً، في حين تشهد المدينة منذ أيام حراكاً تفاوضياً كبيراً بين النظام السوري وضباط روس من قاعدة حميميم العسكرية من جهة، وبين لجنة التفاوض المكلفة من أهالي المدينة، بيد ان تلك الاجتماعات لم تسفر عن إي نتائج ملموسة، وسط إقدام النظام على تغير بنود التفاوض مع كل جلسة تفاوضية بحسب مصادر ميدانية مطلعة.
«الجيش السوري الحر» يحبط أكبر هجوم لتنظيم الدولة في القلمون والأخير يستقدم تعزيزات على مرمى التحالف الدولي
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» : شهدت الأيام الماضية، مواجهات اتسمت بطابع الكر والفر بالقلمون الشرقي، بين الجيش الحر وفصائل إسلامية من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى على محاور عدة، خسر فيها تنظيم الدولة العديد من العناصر والعتاد، وسط استغراب من قبل فصائل الحر التي تتعامل مع ارتال التنظيم والتعزيزات التي تأتي على مرمى طيران التحالف الدولي، بدون أي تعامل جدي معها.
فارس المنجد رئيس مكتب الإعلام العام في قوات الشهيد أحمد العبدو يقول في حديثه مع «القدس العربي»: شن مقاتلو التنظيم أربعة هجمات خلال الأيام الخمسة الماضية على محاور جبال القلمون الشرقي، حيث استطاع التقدم والسيطرة على محاور النقب والأفاعي وجزء من الجبل الشرقي.
وتابع «بدأ الهجوم على محاور الأفاعي والنقب والأشارة والشرقي، واستطاع التنظيم السيطرة على مجمل المحاور، وكان قد ضرب مواقع الأفاعي بسيارتين مفخختين بدون وقوع أي خسائر سوى بعض الجرحى، بينما شنت قوات أحمد العبدو هجوماً معاكساً ومباغتاً استطاعت من خلاله استعادة السيطرة على نقاط النقب والأشارة والشرقي، فيما حاصرت التنظيم في جبل الأفاعي، ودمرت دبابة ومضادين خلال العملية الأولى، فيما قتلت 21 مسلحاً للتنظيم بينهم 17 انتحارياً، كان معظمهم مرتزقة أفارقة».
وعملت الفصائل بحسب المنجد «على تشكيل غرفة عمليات عسكرية على أعلى مستوى للتنسيق والقيادة، شُكلت من فصائل جيش الإسلام، جيش تحرير الشام، قوات الشهيد م1 أحمد العبدو، كتائب أسود الشرقية، وبدأت غرفة العمليات بترتيب تشكيلاتها وتهيئة العمليات خلال وقت قصيراً جداً، لاسيما حين عاود التنظيم خلال الهجمات الثلاثة وهي الأعنف والأقوى على محاور التي استعادتها البتراء، حيث استطاع السيطرة على النقب وفك الحصار عن الأفاعي وجزء بسيط من الجبل الشرقي».
وحصرت غرفة عمليات البتراء سيطرة التنظيم بحسب المنجد «في النقاط الثلاث، مع اشتباكات وتدمير آليات ودبابة مع قصف بصواريخ ودبابات والهاون بشكل مكثف».
ولفت المنجد «الى أن الاشتباكات امتدت لأكثر من خمسة أيام وإلى هذه اللحظة حيث تدخل يومها السادس بالرغم من قطع طرق امداد مقاتلينا، وبلغت خسائر التنظيم أكثر من سبع سيارات محملة بمدافع 23، وثلاث دبابات، واغتنام أخرى، بالإضافة إلى 62 قتيلاً وعشرات الجرحى بين القتلى قائداً من تركستان».
وقال الناشط أبو محمد الشامي «أن التنظيم استقدم تعزيزات بنسبة تزيد عن 1500 مقاتل من الرقة إلى السخنة ثم أتت بشكل تعزيزات إلى محاور القلمون الشرقي، والارتال معظمها كان في مناطق جرابلس كانوا قد فروا منها باتجاه الطبقة والرقة وثم إلى سخنة، لكن المريب في الأمر ان ارتالاً ضخمة تحوي العشرات من المدرعات والآليات ومئات الجنود، لم تستهدف من قبل مقاتلات التحالف»، بحسب المصدر.
وكان التنظيم قد استغل بحسب أبو محمد «منافذه المتاخمة للجبل الشرقي التي تسيطر عليها قوات الأسد لتنفيذ هجمات من دون أي رد من قوات الأسد عليه، لكن قامت بقصف مواقع عديدة للثوار».
يذكر ان القلمون الشرقي له أهمية بالغة، لأنه بوابة عبور إلى البادية السورية المتصلة بالحدود مع الأردن والعراق، ويطمح التنظيم لوصل القلمون الشرقي في الغربي والاقتراب من حدود لبنان.
التوجه إلى إدلب عقدة مفاوضات المعضمية والجيش السوري يفتح طريق الراموسة الاستراتيجي نحو حلب
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر ميدانية متابعة لملف المفاوضات المتعلقة ببلدة المعضمية المتاخمة للعاصمة دمشق غرباً أن خلافات جذرية حاصلة في المفاوضات الجارية بين السلطات السورية والمقاتلين الموجودين داخل البلدة والذين يُقدّر عددهم بحـوالي ثلاثمـئة مقـاتل معظمـهم من الجـيش الحـر.
المصادر قالت لـ «القدس العربي» إن هؤلاء المقاتلين يرغبون بمغادرة البلدة مع سلاحهم الفردي الخفيف والتوجه نحو محافظة إدلب شمالي سورية على غرار ما فعل غالبية مقاتلي بلدة داريا الذين وصلوا منذ أكثر من أسبوع إلى إدلب ضمن اتفاق مع الحكومة السورية برعاية الأمم المتحدة. فيما تُصر السلطات السورية على أنها لن تسمح لهم بالمغادرة إلى إدلب وإنما تريد توقيع اتفاق يُلزم مقاتلي المعضمية بإلقاء سلاحهم وتسليمه والبقاء داخل البلدة ومن ثم تسوية أوضاعهم.
وربما تأخذ هذه المفاوضات مدة شهرين وهي المدة المتبقية من مهلة العفو التي تضمّنها المرسوم الأخير للرئيس السوري بشار الأسد والذي صدر قبل حوالي شهر.
ووفق المصادر أيضاً فإن السلطات السورية تريد من هؤلاء المقاتلين البقاء في بلدتهم ويتم منحهم تأجيلاً إدارياً لمدة ستة أشهر قبل أن يلتحقوا بالخدمة العسكرية الإلزامية فيما يريد المقاتلون الذهاب إلى إدلب لا سيما وأن بعضهم يريد السفر إلى تركيا.
في سياق ميداني آخر استعاد الجيش السوري سيطرته على طريق (الراموسة ـ حلب) وهو الطريق الرئيسي والاستراتيجي الذي يؤدي إلى مدينة حلب من الجهة الجنوبية الغربية. جاء ذلك بعد معارك ضارية بين القوات الحكومية ومقاتلي جيش الفتح وجبهة فتح الشام استمرت ليومين.
ويشكل فتح طريق الراموسة بالنسبة للحكومة السورية مسألة حيوية نظراً لأهمية هذا الطريق. وعرض الإعلام الحربي التابع للجيش السوري لقطات فيديو تُظهر حركة سيارات على طريق الراموسة الذي كان مغلقاً لكن من الواضح انه لم تجرِ إعادة تهيئة الطريق بعد حيث مازال الركام وآثار الاشتباكات واضحة وموجودة في هذا الطريق.
آغا لـ”العربي الجديد”: الاتفاق الروسي الأميركي “نوع من الإبادة“
أنس الكردي، عبدالرحمن خضر
انتقد المتحدث الرسمي باسم “الهيئة العليا للتفاوض” عن المعارضة السورية، رياض نعسان آغا، اليوم السبت، ما ورد في الاتفاق الروسي الأميركي لوقف إطلاق النار في سورية”، معتبراً أنه بهذا الاتفاق “لن يُقتل أحد أكثر من المدنيين، وبالتالي هو نوع من الإبادة للشعب السوري”.
وأوضح نعسان آغا في تصريحات خاصة إلى “العربي الجديد”، “نحن من حيث المبدأ نوافق على وقف شامل لإطلاق النار، ولكن الاتفاق يمنح روسيا والولايات المتحدة حق القصف، مع إراحة النظام السوري، وبالتالي وجدوا أنّ الإرهاب وحده إرهاب سني”.
وأبدى استغرابه من “إغفال وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، حضور الآلاف من الإرهابيين من مختلف أصقاع الأرض للقتال مع النظام، من “حزب الله” وحركة النجباء وغيرهما، كما لم يشر الاتفاق إلى دور إيران”.
ولفت المتحدث الرسمي إلى أنّ “الاتفاق لم يتجه لبناء الثقة التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254، بل تحدث عن إدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة، مع أنّ البنود 12 و13 و14، تتحدث عن فك الحصار، كما لم يذكر قضية المعتقلين”.
وحول دور الاتفاق في تحييد المدنيين من خلال وقف طلعات النظام وقصفهم، قال نعسان آغا إنّ “الاتفاق أغفل، بشكل لا أفهمه، موضوع حماية المدنيين، فهم يقولون إنهم سيقصفون المناطق التي يتجمع فيها الإرهابيون، وهذه المناطق يعيش فيها الشعب. ماذا يفعل الأطفال والنساء والشيوخ، ولا توجد منطقة آمنة للجوء إليها؟
ويرى المعارض السوري أنّ الحل الوحيد لمكافحة الإرهاب لا يمكن أن يكون عبر القصف الفوري، داعياً إلى إعطاء فرصة لفصل المعارضة المعتدلة “عمن يقول إنه يريد أهدافاً غير التي يريدها الشعب”.
وحذر نعسان آغا من إحالة مدينة إدلب إلى غروزني جديدة، قائلاً إنّه “لن يُقتل أحد أكثر من المدنيين، وربما يكون الاتفاق ذريعة لقتل الحاضنة التي يسمونها حاضنة الإرهاب، ونوعاً من الإبادة للشعب السوري”.
وأكد أنّ “الاتفاق ليس عادلاً ومنصفاً ولا يريح الشعب، إذا كنا سنتجه إلى حل شعبي وسياسي فلن يكون المعبر إليه دماء الشعب السوري”، لافتاً إلى أنّ “لافروف لم يوضح القضايا السرية وحزمة الوثائق التي قال إنها من خمس خطط”، متسائلاً “هل سيعاقب النظام إذا خرق الهدنة أم أنّ العقاب فقط للفصائل إذا قامت بالرد؟
وختم نعسان آغا تصريحاته بالقول “كان عجيباً أن يتجاهل الوزيران رؤية المعارضة السورية التي قدمتها في مؤتمر أصدقاء سورية في لندن، إذ لم يذكرا شيئاً عن مصير الأسد، وهما يعلمان جيداً أنه لا يمكن مكافحة الإرهاب بوجوده”.
وكان كيري ولافروف، قد اتفقا على وقف لإطلاق النار في سورية لمدة 48 ساعة، بدءاً من يوم الأحد القادم، بالإضافة إلى منع طائرات النظام السوري من استهداف مناطق المعارضة، وتشكيل مركز روسي أميركي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وجبهة “فتح الشام”.
تركيا ترحب بالاتفاق الأميركي الروسي بشأن سورية
اسطنبول – باسم دباغ
رحبت الخارجية التركية، اليوم السبت، بالاتفاق الأميركي الروسي لوقف إطلاق النار في سورية، الذي سيبدأ مع أول أيام عيد الأضحى، مشيرة إلى أن أنقرة ستستمر في الاستعداد لإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضافت الوزارة في بيان صحافي، وصلت إلى “العربي الجديد” نسخة منه، أن: “تركيا ستدعم جهود الحفاظ على وقف الأعمال القتالية والدفع باتجاه حل سياسي في سورية”.
وقالت تركيا إن وقف القتال وتقديم المساعدات حول حلب يمثلان أهمية كبيرة. وأضافت أنها ستدعم جهود ضمان صمود الهدنة وتحول الاتفاق إلى حل سياسي طويل الأمد.
وأوضحت الوزارة أن الرئيس رجب طيب أردوغان “تابع عن كثب” المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق. وتابع البيان أن تركيا تعتزم مواصلة جهودها “حتى يعيش الناس في حلب وفي كل المناطق السورية في سلام دائم من دون مواجهات أو مشاكل”، وأعرب عن الأمل في التوصل إلى “حل سياسي للنزاع”.
وأضاف البيان أن أنقرة بدأت “الاستعدادات لنقل مساعدات إنسانية إلى حلب” كبرى مدن شمال سورية، التي تعاني من تدهور مروع للوضع الإنساني.
وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، قد اتفقا على وقف لإطلاق النار في سورية لمدة 48 ساعة، بدءاً من يوم الاثنين القادم، بالإضافة إلى منع طائرات النظام السوري من استهداف مناطق المعارضة، وتشكيل مركز روسي أميركي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وجبهة “فتح الشام”.
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الصراع في سورية مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو في اتصال هاتفي، أمس الجمعة، بعد محادثاته في وقت سابق مع كيري.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، أن “لافروف وجاووش أوغلو اتفقا على أهمية التزام كل الأطراف بتنفيذ وقف الأعمال القتالية في سورية واستئناف عملية التفاوض”.
سورية: 20 قتيلاً بقصف على سوق شعبي في إدلب
أنس الكردي
ارتكب طيران حربي، يعتقد أنه روسي، اليوم السبت، مجزرة في مدينة إدلب شمال سورية، راح ضحيتها نحو عشرين مدنياً، وعشرات الجرحى.
وذكرت “شبكة أخبار إدلب”، أنّ “الطيران الحربي الروسي شنّ غارة على سوق الخضر في مدينة إدلب، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً، وأكثر من 60 جريحاً”.
وفي رد فعل أولي، قال الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض خالد خوجة، في تغريدة على “تويتر”، إنّ “استهداف المدنيين في سوق شعبي في إدلب بينما الأهالي يشترون حاجيات العيد بما يسكن بعض أحزانهم بعد ساعات من مؤتمر جنيف، يعكس حضيض التوافق الدولي”.
ويأتي القصف بعد يوم من توصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في سورية لمدة 48 ساعة، بدءاً من يوم الأحد القادم، ومنع طائرات النظام السوري من استهداف مناطق المعارضة، وتشكيل مركز روسي أميركي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وجبهة “فتح الشام”.
تأييد حذر للمعارضة حيال الاتفاق الأميركي الروسي بسورية
أنس الكردي، عبدالرحمن خضر
أبدت المعارضة السورية، اليوم السبت، تأييداً حذراً للهدنة التي توصل إليها الجانبان الأميركي والروسي لوقف إطلاق النار في عموم سورية، في الثاني عشر من الشهر الجاري، مشيرة إلى أنها ترغب في هدنة كاملة، في وقت رفضت “حركة أحرار الشام الإسلامية”، البند المتعلق باستهداف “جبهة فتح الشام”.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني المعارض عقاب يحيى لـ”العربي الجديد”، “نحن مع هدنة دائمة توفر بيئة مناسبة لحل سياسي حقيقي”، مضيفاً أنّ “المحادثات جوبهت بكثير من التعقيدات خاصة من الطرف الروسي الذي كان يصر على جعلها هدناً منفصلة، وصعوبات كذلك حول المناطق الآمنة لمرور المساعدات”.
وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، قد اتفقا على وقف لإطلاق النار في سورية لمدة 48 ساعة، بدءاً من يوم الأحد القادم، بالإضافة إلى منع طائرات النظام السوري من استهداف مناطق المعارضة، وتشكيل مركز روسي أميركي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وجبهة “فتح الشام”.
وأوضح يحيى أنّ “تنفيذ الهدنة يبقى هو المقياس”، آملاً أن “تكون الهدنة كاملة وأن يفك الحصار عن المناطق ويسمح بمرور قوافل الإغاثة، أما في الجانب السياسي فيبدو أنّهما لم يتوصلا لتصور أو خطة مشتركة”.
وحول حديث الجانبين الروسي والأميركي عن ترتيبات لإحراز تغيير جوهري في سورية، يجبر رئيس النظام بشار الأسد والمعارضة على تنفيذ الالتزامات، قال يحيى إنّ هذا الأمر “من الممهدات الضرورية لمباشرة المفاوضات التي يبدو أنّ ظروفها لم تنضج بعد”، معقّباً بالقول “نحن دوماً نخاف من ترتيبات الأمر الواقع”.
ورداً على سؤال عن كيفية الفصل بين “المعارضة المعتدلة والإرهابيين”، كما ورد في الاتفاق، قال يحيى إنّ هناك شيئاً من هذا لا سيما فيما يتعلّق بـ “فتح الشام” لكن الأمر ليس سهلاً”، مشيراً في المقابل إلى أنّ “الاتفاق لم يأت بذكر على المليشيات الطائفية المساندة للنظام وأفعالها الإرهابية”.
وفي سياق مواز، قال رئيس الائتلاف السابق خالد خوجة إنّه “لا مفاجأة في جنيف، فاختزال اتفاق كيري -لافروف مع استهداف فتح الشام، وإعلان الاتفاق والفصائل ما تزال نائية عن الاندماج كان متوقعاً”.
وفي أول ردٍّ لفصائل المعارضة المسلحة، رفضت “حركة أحرار الشام الإسلامية” كبرى الفصائل السورية، وأحد أهم مكونات جيش الفتح، البند الخاص بقصف جبهة “فتح الشام” (النصرة) سابقاً، من قبل موسكو وواشنطن.
وقال مصدر في الحركة لـ”العربي الجديد” “إنّنا نرفض مبدئياً استهداف جبهة “فتح الشام” من قبل الطائرات الأميركية والروسية”، مشيراً إلى أنّ “الحركة ستصدر بياناً مفصلاً حول الاتفاق”.
يشار إلى أنّ الاتفاق الروسي الأميركي لم يلفت مطلقاً إلى استهداف المليشيات الأجنبية والعربية التي تقاتل إلى جانب النظام، ومازالت تتوافد إلى سورية، بالآلاف من إيران والعراق ولبنان.
كما يتوقع مراقبون أن يثير الاتفاق الروسي الأميركي خلافات كبيرة بين الفصائل العسكرية، حيث ستنقسم بين مؤيد لبنوده ومعارض، فضلاً عن أنه أغفل مسألة فك الحصار عن المناطق المحاصرة، مكتفياً بإدخال المساعدات فقط.
وتشهد الجبهات السورية بين النظام والمعارضة هدوءاً نسبياً خصوصاً في مدينة حلب، غير أنّ قوات النظام واصلت حملتها العسكرية على ريف حماة الشمالي، حيث “استهدفت طائرات حربية بعدة ضربات أماكن في مدن وبلدات وقرى طيبة الإمام ومورك وحلفايا واللطامنة وصوران ومعردس والزوار ومحيط قرية الاسكندرية بريف حماة الشمالي”، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأضاف المرصد أنّ “قوات النظام قصفت عدة أماكن في المناطق ذاتها، من دون معلومات عن حجم الإصابات حتى اللحظة”.
اتفاق أميركي روسي على هدنة بسورية تبدأ الإثنين القادم
جنيف ــ العربي الجديد
أعلن كل من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق على هدنة في سورية، تبدأ في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول الحالي.
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع لافروف، في جنيف ليل الجمعة – السبت، “اتفقنا على مرحلة لوقف طيران الأسد عن التحليق وقصف المدنيين، ونعلن عن بعض الترتيبات التي لها قدرة على إحراز فارق في سورية، ونطالب الجميع بالالتزام بوقف الأعمال العدائية، اعتباراً من مساء 12 سبتمبر/أيلول”.
وأضاف “نطالب عبر الخطة بوقف الأسد الغارات الجوية والقصف بالبراميل المتفجرة”، مشيراً إلى “ترتيبات لإحراز تغيير جوهري في سورية، يجبر الأسد والمعارضة على تنفيذ الالتزامات”.
كما أشار إلى أن بلاده “ستساعد الشعب السوري في المرحلة الانتقالية”.
من جهته، أوضح لافروف، أنّه تمّ الاتفاق على “خمس وثائق للتنسيق في مكافحة الإرهاب، وتسريع إيصال المساعدات، وتعزيز نظام وقف الأعمال العدائية”، مؤكداً أنّ الهدنة تبدأ تدريجياً وصولاً إلى الهدف الأول وهو وقف القتال مدة سبعة أيام”.
وتابع “سنقوم بإنشاء مركز تنسيق مشترك روسي-أميركي، لدراسة الأمور العملية للفصل بين “المعارضة المعتدلة” عن الإرهابيين، والاتفاق على الضربات التي ستستهدف الإرهابيين”، مشيرأً إلى أن “قوات النظام ستعمل خارج مناطق تنفيذ هذه الضربات”.
إلى ذلك، وفي حين أعلن كيري أنّ المعارضة السورية أبدت استعدادها للتجاوب مع الخطة في حال التزام النظام، شدد على ضرورة متابعة موسكو ذلك، خاصة أن لديها تأثيراً على نظام الأسد لوقف العنف، كما بيّن لافروف، من جهته، أنّ موسكو أبلغت الحكومة السورية بتفاصيل الخطة، وهي مستعدة لتنفيذها.
وبشأن المساعدات الإنسانية، أوضح وزير الخارجية الروسي أنه “تم الاتفاق على انسحاب الطرفين من طريق الكاستلو، لإيصال المساعدات الإنسانية شرق وغرب حلب”.
من جهته، رحّب المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا بالاتفاق، وأشار إلى أنّ الأمم المتحدة ترى في هذا الاتفاق فرصة حقيقة لدعم المسار السياسي في سورية”.
أيام حاسمة في حلب: المعارضة تواجه ضغوط النظام
أنس الكردي
تظهر التطورات الميدانية المتسارعة في مدينة حلب السورية أن “الشهباء” تنتظر أسبوعاً حاسماً، خصوصاً أنه بات واضحاً أن النظام السوري والروس يسابقان الزمن، لتحقيق تقدّم عسكري في المدينة، قبل فرض هدنة لوقف النار والعودة إلى التفاوض وقطع الطريق أمام المعارضة وحلفائها لهجوم محتمل، في مقابل حذر أميركي لأي انفراجة تفضي إلى حصار حلب، مع تأييد للهدنة، وإضعاف الفصائل التي قد تعرقل ولادة أي اتفاق جديد. وتظهر التطورات ذلك، عقب الغارة التي استهدفت أهم قادة “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) خلال اجتماع سري في ريف حلب مساء الخميس من جهة، وبعد مهلة اليومين التي منحها النظام للمدنيين ومقاتلي فصائل المعارضة من جهة أخرى، فضلاً عن المباحثات السياسية حول سورية، والتي تُعدّ حلب في صلبها.
في هذا السياق، ظهر مخطط النظام وروسيا بوضوح في مهلة الثماني والأربعين ساعة، والتي منحتها قوات النظام للمدنيين وفصائل المعارضة السورية، للخروج من الأحياء الشرقية لمدينة حلب عبر مناشير ورقية، مهددة بالقضاء عليهم في حال رفض المغادرة. وجاءت هذه المهلة بعد ثلاثة أيام من السيطرة بشكل كامل على منطقة الراموسة، بعدما كانت قد استعادت كلية المدفعية، وهي أضخم مدفعية للنظام في الشمال السوري. وبدا أن النظام قد أظهر تهاوناً في هجوم فصائل المعارضة في حماة، من خلال خسارته عشرات المواقع، في سبيل استعادة منطقة الراموسة بما فيها الكلية، وإعادة فرض الحصار على المعارضة في مدينة حلب.
ويبدو أن تهديدات النظام السوري بحرق أحياء المعارضة قد بدأت بالفعل أمس الجمعة، مع ارتكاب قوات النظام مجزرة في حي صلاح الدين في القسم الشرقي من مدينة حلب، راح ضحيتها تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال، بعدما ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً، حسب ما أفاد مدير شبكة “سورية مباشر” علي باز لـ “العربي الجديد”.
من جانبه، ذكر الناشط الإعلامي، حسن الحلبي، أن “طفلاً من سكان حي الفردوس، والذي تسيطر عليه المعارضة، قضى نتيجة استهداف طائرة حربية تابعة للنظام الحي أمس الجمعة”، لافتاً في حديثٍ لـ”العربي الجديد” إلى أن “طائرات حربية يُعتقد أنها روسية شنّت أمس غارات جوية بالصواريخ الفراغية والعنقودية على بلدة كفرناها، بريف حلب الغربي، كما شنّت طائرات يعتقد أنها روسية، أيضاً، غارات مماثلة على كل من بلدات حيان وبيانون وعندان، بريف حلب الشمالي”.
وأضاف الحلبي أن “القصف الجوي الروسي ترافق مع تحليق مكثف لمروحيات النظام، فوق مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب، إثر قيام مروحية تابعة للنظام بإلقاء أسطوانات متفجرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، والذي تسيطر عليه قوات المعارضة السورية شمال المدينة، من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات بصفوف المدنيين، نتيجة نزوح سكان المخيم عنه منذ وقت طويل مع اشتداد المعارك في محيطه”.
في هذا السياق، كان لافتاً أن مهلة النظام قد أتت في أعقاب عملية اغتيال من طائرة، يُرجّح أنها أميركية، استهدفت أهم قادة “جبهة فتح الشام”، خلال اجتماع سري في ريف حلب، لتحضير هجوم مضاد بغية كسر الحصار عن حلب من جديد، في وقت يتم التداول فيه بالاندماج مع “حركة أحرار الشام الإسلامية”، بحسب مصادر في المعارضة.
وقضى على إثر الضربة، القائد العسكري لـ “جيش الفتح”، أبو عمر سراقب، الملقّب بأبي هاجر الحمصي، الذي قاد عمليات “جيش الفتح” التي أفضت للسيطرة على كامل محافظة إدلب العام الماضي، فيما جُرح عدد آخر من القادة والعناصر، بينهم قائد القوة المركزية، في جبهة “فتح الشام”، أبو مسلم الشامي.
وبحسب قيادي سابق في “النصرة” يدعى صالح الحموي، فإن “أبو هاجر الحمصي في آخر أيامه أجرى مراجعات شاملة وصحّح الكثير من الأخطاء التي وقع بها، ويقرّ بذلك خصومه قبل أتباعه، مبدياً مرونة غير اعتيادية مع الفصائل”.
من جهته، ذكر رئيس الائتلاف السابق خالد الخوجة في سلسلة تغريدات على حسابه في “تويتر”، أن “استهداف قادة فتح الشام نتيجة متوقعة، بهدف عرقلة مشروع الاندماج بعد إعلانه، ونذير بعملية استهداف أوسع”، مبيّناً أن “استهداف قادة الفصائل الإسلامية يحصل نتيجة اختراق داخلي، ولا وسيلة للحفاظ على قيادة الثورة وبلوغ أهدافها سوى تبنّي استراتيجية وطنية جامعة”.
وكان لافتاً أن التاريخ الذي تم به استهداف قادة فتح جبهة الشام، موافق لتاريخ اغتيال أهم قادة “حركة أحرار الشام الإسلامية”، وعن هذا لفت الخوجة إلى أنه “باغتيال قادة أحرار الشام في مثل هذا اليوم قبل عامين، تم شلّ جهود تبني المشروع الوطني لصالح مشروع دولي منافس تمثل في قوات سورية الديمقراطية”.
وتهدف عمليات الاغتيال على ما يبدو لقطع الطريق أمام أي هجوم للفصائل المسلحة، لكسر الحصار من جديد، خصوصاً أن السيطرة الأخيرة للفصائل على كلية المدفعية وقطع الحصار وحصار طريق النظام إلى أحيائه في حلب، قد أضعف من الموقف التفاوضي للروس أمام الولايات المتحدة، واضطرت موسكو في أعقاب ذلك لقبول وقف الطلعات الجوية وتمرير المساعدات الإنسانية عبر الكاستيلو بعد الانسحاب منه.
وفيما رفضت مصادر رفيعة في المعارضة التصريح على وقع التبدل الميداني في حلب، يبدو أن الخيارات تتجه إلى الانسداد أكثر في مدينة حلب بالنسبة للفصائل المسلحة، مع الهجوم العنيف الذي تواصله قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي مكثف، وتواصل عملية “درع الفرات”، لتأمين الحدود التركية السورية، والتي استدعت استنزاف بعض فصائل المعارضة لقتال “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش)، و”قوات سورية الديمقراطية”.
كما أن توقف معركة حماة المفاجئ، والذي عزته فصائل معارضة إلى وقف الدعم المقدم لها، قد ساهم في تركيز النظام هجومه على حلب، والأكثر من ذلك، دفعه إلى هجوم جديد بهدف الوصول إلى الحدود السورية التركية بريف اللاذقية الشمالي، لتتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة على بعض القرى.
وعليه، لا يتوقع مراقبون حلاً مفصلياً في سورية في الأيام الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما، مشيرين إلى أن الأمور قد تفضي إلى تفعيل هدنة وقف إطلاق النار من جديد، تمهيداً لولادة اتفاق أميركي روسي آخر، أو العودة إلى طاولة المفاوضات في جنيف.
واشنطن وموسكو “تمنعان” الأسد من ضرب حلب
حسم وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا محادثاتها حول سوريا أخيراً، بإعلان التوصل إلى اتفاق حول خطة مشتركة بغية تخفيف العنف في سوريا، واستئناف العملية السياسية المتوقفة.
وعقب محادثات طويلة، استغرقت 14 ساعة، خرج وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، ليعلنا إلى الصحافيين توصلهم إلى 5 وثائق، تتضمن إعادة تفعيل اتفاق “وقف الأعمال العدائية” ابتداء من منتصف ليلة 12 سبتمبر/أيلول.
وبينما لم تصدر تفاصيل ووثائق الاتفاق بعد، أعلن الوزيران أن الولايات المتحدة وروسيا ستححدان فترة لاختبار الثقة بينهما، تمتد على نحو أسبوع من إعلان “وقف الأعمال العدائية”، وإذا صمد الاتفاق خلال هذه المدة، ستشرعان بفصل “المعارضة المعتدلة” عن “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، تمهيداً لبدء عملية مشتركة ضد مواقعها.
ويضمن الاتفاق حقّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد في توجه ضربات جوية في مناطق محددة، غير المناطق التي ستكون أجواؤها تحت سيطرة واشنطن وموسكو في الشمال.
وخلال المؤتمر الصحافي للوزيرين، الذي عقد فجر السبت، عبر كيري عن أمله بأن تحقق التفاهمات مع موسكو السلام في سوريا، وأن تكون مقدمة لوقف أعمال العنف كاملة في سوريا. واعتبر أن لهذه التفاهمات فرصاً كبيرة لإمكان إخراج سوريا من الأزمة، لكن ذلك متعلق بمدى قبول الأطراف ومساعدتهم لتحقيقها.
وأوضح كيري، أن “وقف الأعمال العدائية” سيسمح بإطلاق عملية إنسانية في المناطق المحاصرة في حلب، من دون ذكر مناطق أخرى تحاصرها مليشيا حزب الله والنظام السوري في الجنوب، مثل بلدة مضايا، وأكد أن جميع الأطراف ستسحب قواتها من طريق الكاستللو لتأمين عبور آمن لقوافل المساعدات الإنسانية إلى شقي حلب الشرقي والغربي. وأشار إلى أن استمرار سير الخطة بشكل سليم، سيدفع بواشنطن وموسكو إلى تسهيل عملية الانتقال السياسي؛ وطالب فصائل المعارضة السورية بأن تنأى بنفسها عن تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة فتح الشام”.
من جهته، أكد لافروف أن “بعض عدم الثقة مازال موجوداً”، وأن أطرافاً عديدة ليست سعيدة بهذا الاتفاق وتريد تقويضه. وأكد أن بلاده أبلغت الحكومة السورية بالتوصل إلى الاتفاق مع واشنطن، وتلقّت إشارات إيجابية من دمشق على قبول تنفيذ الخطوات المتوجبّة عليها.
وزير الخارجية الروسية الذي وصل قبل كيري إلى قاعة الصحافيين في فندق “الرئيس ويلسون” في جنيف، حاملاً 5 علب بيتزا وزجاجتي فودكا وزعّها على الصحافيين، وقال إن الفودكا قدمتها روسيا والبيتزا من أميركا، أشار إلى أن ما توصل إليه الجانبان سيسمح بتعاون فعّال لمحاربة الإرهاب، وتفعيل العملية الإنسانية بشكل أفضل.
ولاحقاً، انضمّ المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى المنصة، ليعلن ترحيب المنظمة بتوصل واشنطن وموسكو إلى تفاهم حول سوريا، وقال إنهم سيبذلون كل ما في وسعهم على صعيد العملية الإنسانية، وأكد أنه سيتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بما يخص موضوع استئناف محادثات السلام السورية، وختم كلامه قائلاً ” نتطلع إلى سوريا ديموقراطية حرة”.
في المقابل، أبدى المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا، تخوفه من الاتفاق الروسي-الأميركي. وقال في تصريحات لقناة “الجزيرة” إنه “من المخجل” أن الخطة لم تتطرق للحديث عن حل سياسي، ولا عن مستقبل الأسد، معتبرا أن القضاء على الإرهاب لن ينجح بوجود النظام السوري “لأنه مصدر كل الإرهاب في سوريا”.
كما قال إن الخطة لم تتطرق أيضاً إلى فك الحصار عن مناطق المعارضة، ولا عن إطلاق سراح المعتقلين، وتساءل عن الحماية التي يوفّرها الاتفاق للمدنيين من القصف الذي سيحصل على المناطق المصنّفة تحت سيطرة “فتح الشام”.
المتحدث الثاني باسم الهيئة منذر ماخوس، أبدى حذره من الخطة أيضاً، لكنه قال إن المعارضة ما تزال بانتظار الحصول على معلومات حول التفاهمات الروسية الأميركية من الجانب الأميركي، وشدد على أن مطلب المعارضة هو التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في جميع أنحاء البلاد، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة.
كيري لم يخيّب ظنّ لافروف
توضّح مصير الاجتماع الأميركي-الروسي في جنيف، مع إعلان الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري سيجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وكان من المفترض أن يبدأ الاجتماع يوم الخميس، إلا أن اعتراضات أميركية، بحسب ما أفاد دبلوماسيون لوسائل إعلام، حالت دون انضمام كيري إلى الاجتماع في لافروف.
وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز”، فقد قلل مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية، خلال حديثهم إلى الصحافيين على متن طائرة كيري، من إمكان الوصول لانفراجة نهائية مع لافروف يوم الجمعة، حتى مع الحديث عن “تقدم مضطرد” في المباحثات بين الجانبين خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال أحد المسؤولين الذين لم تسمهم الوكالة “نزيح قضايا عن الطاولة بعد أن حدثت انفراجة بشأنها وما زال لدينا قضايا عالقة لم نستطع إغلاقها”. وأضاف “لا يمكننا أن نضمن في هذه المرحلة أننا على وشك الانتهاء”، مشيراً إلى أن القضايا العالقة تنطوي على أمور فنية كثيرة وبالغة التعقيد.
وتابع “لو كنا نعتقد أنهم (الروس) يحاولون إضاعة الوقت لما عدنا للمحادثات. وإذا وصلنا لنقطة نعتقد فيها أنهم يضيعون الوقت فعندها ستروننا على الأرجح نسلك اتجاها مختلفا (..) لا يزال هذا بشكل كبير النقطة المحورية في المحادثات التي نجريها وسيكون موضوعا (للنقاش) بشكل كبير (يوم الجمعة)”.
وزعم مسؤول ثان، أن كيري يواصل السعي إلى تذليل العقبات في اتفاق محتمل مع روسيا، لأن المعارضة السورية تدعم تلك المساعي، من أجل وقف أسوأ عنف تشهده بلادهم، لكنه أكد في المقابل، على سقف محدد لصبر الولايات المتحدة حيال المباحثات، إذا لم يتم التوصل إلى نتيجة “في وقت قريب نسبياً”.
يشار إلى أن هذا الاجتماع بين كيري ولافروف هو الثالث في غضون أسبوعين، فضلاً عن تواصل مستمر على الهاتف بينهما بشأن اتفاق لتنسيق العمليات في سوريا. ويواجه المسعى الأميركي اعتراضات كبيرة في صفوف مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية وأجهزة الاستخبارات، ويتقدّم أولئك وزير الدفاع آشتون كارتر.
المعارضة تتقدم بالقنيطرة وقصف عنيف بحلب وإدلب
أفاد مراسل الجزيرة بتقدم قوات المعارضة في ريف القنيطرة بعد معارك مع قوات النظام، بينما أسفر قصف طائرات النظام والطيران الروسي عن قتلى مدنيين -بينهم أطفال- في دوما وحلب وإدلب.
وأضاف المراسل أن التطورات العسكرية هذه تأتي ضمن معركة أعلنت المعارضة عن بدئها في المنطقة تحت اسم معركة “قادسية الجنوب”، وذلك بهدف السيطرة على سرية طرنجة وتل الحمرية الواقعين تحت سيطرة قوات النظام، وتكمن أهمية المنطقة في أنها تقع عند ملتقى أرياف محافظات درعا والقنيطرة ودمشق.
وغير بعيد عن القنيطرة، قال شهود عيان في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل إن معارك وتبادلا لإطلاق النار يدور في محيط قرية الحظر على الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار في شمال الجولان.
وبحسب الشهود فإن هذه المعارك هي الأعنف منذ عام تقريبا، مرجحين أن تكون قوات المعارضة المسلحة قد بدأت هجوما على قرية الحظر لربطها بالتلال الحمر في شمال الجولان في المناطق المتاخمة لجبل الشيخ.
وفي إدلب، أفاد مراسل الجزيرة بسقوط أكثر من عشرين قتيلا جراء غارات جوية على سوق الخضار، بينما تتعرض مدينة سراقب -بريف إدلب- لقصف عنيف ومستمر منذ أكثر من شهر، استهدف الأحياء السكنية والمستشفيات وكافة مرافق المدينة.
وقد وثق فريق الدفاع المدني السوري أكثر من مئتي غارة شنتها طائرات روسية وسورية، استخدمت فيها قنابل الفوسفور والقنابل العنقودية المحرمة دوليا، مما أجبر أكثر من ألفي عائلة على النزوح من المدينة.
وفي دوما بريف دمشق، قال مراسل الجزيرة إن خمسة مدنيين قتلوا -بينهم طفلان- وأصيب آخرون بجروح وصفت أغلبها بالخطيرة، جراء قصف جوي مكثف لطائرات النظام استهدف الأحياء السكنية في المدينة، وأسفر أيضا عن دمار في الأبنية والممتلكات.
وفي حلب، قتلت عائلة كاملة مؤلفة من خمسة أشخاص وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف الطائرات الروسية أحياء سكنية في بلدة كفر داعل بريف حلب الغربي، مما أسفر أيضا عن دمار كبير في المنازل.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح؛ جراء قصف لطائرات النظام استهدف منازل المدنيين في حي الميسر الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب.
وأضاف أن مدنيا أيضا قتل وأصيب وآخرون بجروح، جراء قصف آخر لطائرات النظام على حي بستان القصر، بينما تعرضت أحياء المرجة والصالحين والكلاسة لقصف من طائرات روسية أسفرت عن إصابة في صفوف المدنيين ودمار كبير في الأبنية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
المعارضة السورية تتريث في الرد على اتفاق جنيف
قالت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية إنها لم تتسلم أي نص رسمي عن الاتفاق الأميركي الروسي، وفي حال استلامها ستقوم بدراسة تفاصيله ومعرفة آليات وضمانات تطبيقه.
وقبل إعطاء أي رد رسمي، ستجتمع الهيئة مع المكونات السياسية والمدنية وقيادات الجيش الحر والفصائل الثورية للتشاور في هذا الأمر.
وجاء موقف الهيئة بعد سلسلة تصريحات لمتحدثين باسمها أو منتسبين إليها أظهرت تحفظا شديدا على خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف التي أعلناها فجر اليوم السبت بشأن الأزمة السورية، معتبرين أن الخطة ركزت على الجوانب الأمنية والعسكرية ولم تعط تصورا لحل سياسي.
وجاءت هذه الردود عقب إعلان كيري أن خطة السلام السورية قد تضع قطار السلام في البلاد على السكة، معتبرا أن من شأن تنفيذها على أرض الواقع أن يخرج البلاد من أزمتها.
لكن رأي المعارضة كان مخالفا، حيث قالت مستشارة الهيئة العليا لـالمفاوضات السورية المعارضة مرح البقاعي للجزيرة إن هذه الوثيقة روسية وافقت عليها واشنطن تحت ضغط من موسكو.
وأشارت البقاعي إلى أن فحوى الاتفاق يتلخص في “محاربة الإرهاب” باتفاق وتنسيق عسكري أميركي روسي، موضحة أن ما جاء في الاتفاق يتعارض مع الرسالة التي وجهها المبعوث الأميركي إلى سوريا مايكل راتني في الثالث من سبتمبر/أيلول 2016 إلى المعارضة السورية.
وقد حصلت الجزيرة على نسخة من رد المعارضة على الخطة التي طرحها راتني، حيث أبدت المعارضة ما سمته “جملة من الاعتراضات والاستفسارات” منها رغبتها في اتفاق لا ينسف القرارات الدولية الخاصة بسوريا والصادرة عن مجلس الأمن ولا يحد من تطبيقها.
كما طالبت المعارضة بتوضيح الآليات التي ستتخذ لإلزام أطراف الصراع بالتطبيق، والآلية التي ستتبع في حال استخدم النظام طائراته.
مطالب المعارضة
من جهته اعتبر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض نعسان آغا أن الأطراف السورية كانت هي الحاضر الغائب في المفاوضات.
وأضاف آغا أنه “من المخجل” أن الخطة لم تتطرق للحديث عن حل سياسي، ولا عن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن القضاء على الإرهاب لن ينجح بوجود النظام السوري “لأنه مصدر كل الإرهاب في سوريا”.
بدوره، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس إن المعارضة لا تزال في انتظار معلومات مفصلة من الجانب الأميركي، لكن من حيث المبدأ فإنها تطالب بـوقف إطلاق النار على كل مناطقها مع رفع الحصار عنها وإيصال المساعدات لمناطق المعارضة وفي مقدمتها حلب.
أما الكاتب والمعارض السوري بسام جعارة، فقال إن إعلان كيري ولافروف استهداف جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية ما هو إلا غطاء لاستهداف الشعب السوري.
مواقف وتشكيك
وبشأن موقف الفصائل المسلحة، قال مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي إنه لم يصدر حتى الآن موقف رسمي، إلا أن التعليقات الصادرة من فصائل المعارضة تشكك في الاتفاق وفي مدى نجاح تطبيقه وترى أنه متناقض.
وبيّن حلبي أن استثناء جبهة فتح الشام من الاتفاق رغم إعلانها تخليها عن انتسابها لـتنظيم القاعدة كان من أهم الثغرات وفق ردود الفعل، لافتا إلى أن الطائرات الروسية قصفت اليوم مواقع المعارضة في غرب وجنوب حلب.
محادثات وتفاؤل
وجاء الإعلان عن هذه الخطة بعد محادثات طويلة في جنيف الجمعة، أعلن في ختامها كيري ولافروف مساء الاثنين موعدا لبدء الهدنة، لتتزامن بذلك مع أول أيام عيد الأضحى.
وقال كيري إن “الولايات المتحدة وروسيا تعلنان خطة نأمل أن تسمح بخفض العنف” وفتح الطريق أمام “سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سوريا” مؤكدا أن موسكو “أطلعت الحكومة السورية على هذا الاتفاق وهي مستعدة لتطبيقه”.
من جانبه، أكد لافروف أن موسكو أبلغت دمشق الخطة وهي مستعدة لتنفيذها، ودعا فصائل المعارضة السورية إلى أن تنأى بنفسها عن تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام.
وقد رحب الموفد الخاص لـالأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا بالاتفاق. وقال إنه “ينتظر من كل الأطراف أن تسهل جهود الأمم المتحدة التي تهدف إلى تسليم المساعدة الإنسانية إلى السكان الذين يحتاجون إليها بما في ذلك الذين يعيشون في المناطق المحاصرة”.
وأضاف دي ميستورا أن “الأمم المتحدة تأمل أن تكون الإرادة السياسية التي أوصلت إلى هذا الاتفاق دائمة”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
بعد اتفاق أميركي روسي بشأن سوريا.. النظام يهاجم حلب
عمان – رويترز
هاجم جيش النظام السوري مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة وروسيا التوصل لاتفاق يمثل انفراجة، بهدف إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف جديد لإطلاق النار في أرجاء سوريا حيز التنفيذ يوم الاثنين. وقال مقاتلو المعارضة إنهم يخططون لهجوم مضاد.
وأسفر القتال الممتد منذ سنوات في المدينة السورية المقسمة عن مقتل الآلاف، وأصبح سكانها يعانون للحصول على الغذاء والماء. وأفسد العنف في حلب جهودا سابقة للسلام في سوريا.
وقال النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، المتحدث العسكري باسم جماعة كتائب نور الدين الزنكي المعارضة، إن القتال يتصاعد على كل جبهات جنوب حلب، لكن الاشتباكات في العامرية هي الأعنف.
وأدت مكاسب حققها النظام في الآونة الأخيرة في الراموسة إلى إعادة فتح الطريق الرئيسي المؤدي إلى غرب المدينة، الخاضع لسيطرة قوات الأسد، مما سمح للقوى الموالية لنظام الأسد بتطويق شرق حلب، الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات يعتقد أنها إما سورية أو روسية قصفت أيضا بلدات تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، بما في ذلك عندان وحريتان، بالإضافة إلى طرق إمداد مهمة لمقاتلي المعارضة.
وأكد المرصد تقارير سكان ونشطاء في شرق حلب قالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية للمدنيين في بضع مناطق.
وأعلنت الولايات المتحدة وروسيا اللتان تدعمان أطرافا متناحرة في الصراع عن اتفاق في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، ويشمل وقفاً لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، بدءا من غروب شمس يوم الاثنين وتحسين إيصال المساعدات والاستهداف المشترك للجماعات الإسلامية المتشددة المحظورة.
وقالت واشنطن إن الاتفاق سيضع في حال تنفيذه نهاية للقصف العشوائي للمدنيين من قبل جيش النظام السوري.
المعارضة السورية ترد على الاتفاق الأميركي الروسي
عمان- رويترز
قال تيار المعارضة السورية الرئيسي، اليوم السبت، إن الاتفاق الأميركي الروسي المقترح قد يضع حداً في نهاية المطاف لمحنة المدنيين في أول رد فعل على الاتفاق.
وقالت بسمة قضماني، المتحدثة باسم الهيئة العليا للمفاوضات، إن الهيئة ترحب بالاتفاق “إذا جرى تطبيقه”، وأضافت في بيان أن المسؤولية تقع على عاتق روسيا، لأن نفوذها “هو السبيل الوحيدة لامتثال النظام”.
ولكن عادت الهيئة العليا للمفاوضات وصرحت إنها لم تتلق نسخة من نص الاتفاق الأمريكي الروسي للسلام وإن موقفها لن يتحدد إلا بعد التشاور مع الأعضاء الذين عبر بعضهم عن تشككه في نجاح الاتفاق.
وذكر النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، المتحدث العسكري باسم كتائب نور الدين الزنكي أن الاتفاق سيمنح الجيش السوري فرصة لحشد قواه، والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المعارك الرئيسية بمدينة حلب.
من جانبه قال فارس البيوش، قائد جماعة الفرقة الشمالية التابعة للجيش السوري الحر، إن روسيا ودمشق لم تلتزما بالاتفاق السابق، وإن فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها.
الأسد يرسل ابنه حافظ ليدرس بموسكو وأبناء البلد للموت
لندن – العربية.نت
بشار الأسد، المحتفل هذا الأحد في يوم هجمات 11 سبتمبر بعيد ميلاده، قرر إرسال ابنه البكر حافظ، للدراسة في موسكو، وهو ما ذكرته قناة LIFE التلفزيونية الروسية، التي نقلت أن أسماء الأسد، عقيلة رئيس النظام، ذكرت في حفل تخريج 33 طالباً من جامعة دمشق، أن من المقرر إرسالهم إلى روسيا لمتابعة الدراسات العليا هناك، ومن بينهم نجلها، حافظ بشار الأسد، في حين أن أبناء السوريين يتم إرسالهم للتقاتل، أو مهجّرين وطالبين للجوء في دول العالم.
وكانت عقيلة الأسد، ألقت كلمة في الخريجين، ذكرت فيها أنهم سيكملون دراستهم في موسكو، بموجب منحة روسية، هي ثمرة تعاون بدأ في 2005 للاطلاع على التجربة الروسية، مقدمة الشكر للروس على تطوير التجربة السورية وإرسال الخبراء وتطوير المعايير والأسس والكوادر التعليمية السورية.
وخاطبت أسماء الأسد الخريجين، وقالت: “أنتم ذاهبون بعد أيام إلى روسيا سفراء لبلدكم سوريا. سوريا الحضارة والانفتاح والعلم والمعرفة. هذه هي سوريا الحقيقية. اذهبوا ورؤوسكم مرفوعة واثقين بأنفسكم وبدولتكم، ومن الآن فكروا كيف ستسهمون بتطوير سوريا. إيماني بكم كبير جدا، وسنكون بانتظاركم”، وفق تعبيرها.
والمعروف عن حافظ بشار الأسد أنه لم يكمل دراسته الثانوية بعد، إلا أن القناة التي نقلت خبرها وكالة “سبوتنيك” الروسية أيضاً، وضعت اسمه بين المبتعثين، بأنه سيكمل حتى المسار المدرسي هناك. كما أن وكالة “سانا” السورية للأنباء، نقلت عن زوجة رئيس النظام قولها إنه سيتم إيفاد خريجي المدارس السورية المتفوقين لمواصلة التحصيل العلمي في روسيا.
وكان حافظ بشار الأسد ضمن وفد أرسله النظام قبل نحو شهرين إلى جزيرة “هونغ كونغ” للمشاركة في الأولمبياد العلمي الدولي للرياضيات هناك، وعاد أعضاء الوفد محملين بثلاث ميداليات برونزية، لم يكن لحافظ، البالغ عمره 15 سنة، حظ منها ولا نصيب.
لافروف: أميركا وروسيا ستنفذان ضربات منسقة في سوريا
دعوة كافة فرقاء سوريا إلى وقف إطلاق النار اعتباراً من مساء الاثنين
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مساء الجمعة، أن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى اتفاق على تنفيذ ضربات “منسقة” بينهما في سوريا في حال صمود الهدنة المقترحة، وذلك بعيد الإعلان عن خطة روسية أميركية في شأن النزاع.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي جون كيري في جنيف: “سنتفق على الضربات ضد الإرهابيين من قبل القوات الجوية الروسية والأميركية. وقد اتفقنا على المناطق التي سيتم فيها تنسيق تلك الضربات”، من قبل مركز روسي أميركي سيتم إنشاؤه لهذا الغرض.
وبعد يوم شاق وطويل من المفاوضات الشائكة في جنيف بين موسكو وواشنطن، خرج وزير الخارجية الأميركية جون كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، وأعلن أنه تم الاتفاق بين البلدين على خطة للهدنة في سوريا. وقال إن واشنطن وموسكو تدعوان الأطراف السورية لوقف النار اعتبارا من مساء 12 سبتمبر.
كما لفت كيري إلى أن الروس سيحملون الأسد مسؤولية أي خرق يرتكبه، وسيضغطون عليه للالتزام ببنود الخطة.
وأشار إلى أن المعارضة السورية أبدت استعدادها للتجاوب مع الخطة في حال التزام النظام بها، مضيفا “سنضغط على كافة الأطراف المعنية وندعوها إلى طاولة المفاوضات”.
كما أشار إلى أنه على النظام والمعارضة في سوريا تقديم فرصة لإدخال المساعدات إلى حلب، مؤكداً أن بلاده ستعمل مع روسيا على تسهيل الانتقال السياسي في سوريا.
الحكومة السورية توافق على اتفاق الهدنة الروسي الأميركي
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت الحكومة السورية، السبت، موافقتها على اتفاق الهدنة الأميركي الروسي المقرر البدء بتطبيقه اعتبارا من الاثنين في سوريا، في وقت التزمت المعارضة بالحذر إزاء الاتفاق الذي يمنع القوات الحكومية من القتال في مناطق المعارضة المعتدلة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن مصادر مطلعة قولها “إن أحد أهداف الاتفاق الروسي الاميركي هو التوصل الى حلول سياسية للأزمة في سورية”.
وأضافت المصادر أن “الحكومة السورية وافقت على الاتفاق”، مؤكدة أن “الاتفاق بكامله تم بعلم الحكومة السورية ووافقت عليه”.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف قد أعلنا في وقت متأخر من مساء الجمعة التوصل إلى اتفاق هدنة في سوريا.
وقال لافروف إن موسكو “أطلعت الحكومة السورية” على الاتفاق، وأن الأخيرة “مستعدة لتطبيقه”.
بنود وحذر
وينص الاتفاق على امتناع القوات الحكومية السورية من تنفيذ أعمال قتالية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة، وأشار إلى أنه سيجري التنسيق بينهما لتحديد هذه المناطق التي لا تشمل “جبهة فتح الشام”، التي كانت تعرف بـ”جبهة النصرة” سابقا.
ويشمل أيضا وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها الطيران السوري في مناطق سيتم تحديدها، ولاسيما وقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين.
ويشترط الاتفاق أن توافق المعارضة السورية على اتفاق وقف الأعمال القتالية، لكن المعارضة أبدت حذرها من الاتفاق.
وقالت المعارضة على لسان بسمة قضماني من الهيئة العليا للمفاوضات إن الاتفاق يشكل “بداية نهاية معاناة المدنيين”، وفق وكالة “فرانس برس”.
وتابعت قضماني: “ننتظر أن تقنع روسيا النظام بضرورة الالتزام بالاتفاق، ولا نتوقع أن يقوم النظام بذلك بملء إرادته”.
ونص الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك مناطق في حلب.
غارات روسية على إدلب وقتال عنيف يستبق الهدنة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قصفت طائرات روسية سوقا شعبية في إدلب، بينما احتدم القتال بين الجيش السوري ومقاتلو المعارضة، السبت، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة وروسيا التوصل لاتفاق يمثل انفراجة بهدف إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها.
وذكرت مصادر طبية إن عشرات القتلى والجرحى قتلوا في غارات جوية روسية على السوق الشعبي وسط مدينة إدلب. وقال عاملون في الإسعاف إنهم أحصوا 25 جثة من بينهم نساء وأطفال.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات يعتقد أنها إما سورية أو روسية قصفت أيضا بلدات تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي بما في ذلك عندان وحريتان، بالإضافة إلى طرق إمداد مهمة لمقاتلي المعارضة.
وأكد المرصد تقارير سكان ونشطاء في شرق حلب، قالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية للمدنيين في بضع مناطق.
إلى ذلك، هاجم الجيش مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف جديد لإطلاق النار في أرجاء سوريا حيز التنفيذ يوم الاثنين. وقال مقاتلو معارضة إنهم يخططون لهجوم مضاد.
وقال طرفا الصراع إن الجيش وجماعات مسلحة موالية له تقدموا من منطقة الراموسة في حلب باتجاه جيوب لمقاتلي المعارضة بمنطقة العامرية.
وقال النقيب عبد السلام عبد الرزاق المتحدث العسكري باسم جماعة كتائب نور الدين الزنكي المعارضة، إن القتال يتصاعد على كل جبهات جنوب حلب لكن الاشتباكات في العامرية هي الأعنف.
وأعلنت الولايات المتحدة وروسيا اللتان تدعمان أطرافا متناحرة في الصراع عن اتفاق في الساعات الأولى من صباح السبت، ويشمل وقفا لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا بدءا من غروب شمس يوم الاثنين وتحسين إيصال المساعدات والاستهداف المشترك للجماعات المتطرفة.
وقالت واشنطن إن الاتفاق سيضع في حال تنفيذه نهاية للقصف العشوائي للمدنيين من قبل الجيش السوري.
ما هي أبرز تفاصيل النسخة الثانية من “اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا”؟
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– أعلنت الولايات المتحدة وروسيا، الجمعة، اتفاقاً بوقف الأعمال العدائية في سوريا، وفقا لتصريح وزير الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف.
هذه أبرز تفاصيل الاتفاق التي صرح بها كيري:
يدعو الاتفاق الحكومة السورية والمعارضة إلى احترام اتفاق وقف الأعمال العدائية المقرر دخوله قيد التفيذ عند غروب شمس الاثنين المقبل.
يمنع الاتفاق القوات الجوية العسكرية التابعة للرئيس السوري، بشار الأسد، من تنفيذ مهام قتالية في أي مكان تُوجد فيه المعارضة، ووصف كيري سلاح طيران الأسد بـ”المسؤول الرئيسي عن سقوط الضحايا من المدنيين” ونزوح المهاجرين.
يدعو الاتفاق إلى وضع حد للقصف العشوائي باستخدام البراميل المتفجرة في الأحياء المدنية.
عند التزام جميع الأطراف بالاتفاق لمدة 7 أيام، ستبدأ أمريكا وروسيا العمل على التنسيق العسكري في محاولة لاستهداف تنظيم “داعش” وجبهة “فتح الشام” أو ما كانت تعرف بـ”جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، وعلق كيري بأن استهداف تلك المجموعة لا يُعد “تنازلا لأي طرف” وإنما هو في “مصلحة الولايات المتحدة فحسب،” مستشهدا بأن المجموعة خططت لشن هجمات داخل وخارج سوريا على حد سواء، بما في ذلك تلك التي تستهدف الولايات المتحدة.
يُلزم الاتفاق الجماعات المعارضة التي تُريد الحفاظ على “شرعية” معارضتها وفقا للاتفاق، أن تنأى نفسها بكل شكل من الأشكال عن “فتح الشام” وتنظيم “داعش”، وفقا لما صرح به كيري.
ضمن شروط الاتفاق تعاون موسكو وواشنطن، ما يستلزم “تبادل بعض المعلومات” المتعلقة برسم مخطط يحوي مختلف المجموعات على أرض المعركة.
يسمح الاتفاق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من سوريا مثل حلب وينص على إنشاء مناطق خالية من الأسلحة حول تلك المدينة الشمالية.
ويُشار إلى أنه في فبراير/ شباط الماضي، أعلن كيري ولافروف اتفاق وقف أعمال عدائية آخر، ولكنه انهار في غضون أسابيع، وكانت الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية في البلاد التي مزقتها الحرب على وشك الانهيار.
بعد “خطة الهدنة بسوريا”.. فتح الشام تعلن بدء “معركة قادسية الجنوب“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أعلنت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) إلى جانب عدد من الفصائل المقاتلة الأخرى في سوريا عن انطلاق ما وصفتها بـ”معركة قادسية الجنوب” في ريف القنيطرة، وذلك بعد يوم على إعلان خطة لوقف إطلاق النار في جميع أرجاء سوريا تنطلق الأثنين.
وقالت الجبهة في بيان: “مع تمام الأخذ بالأسباب وإعداد العدة بما اوتينا واستطعنا من قوة، نعلن انطلاق معركة قادسية الجنوب لنصرة أهلنا وتحرير الأرض من براثن الاحتلال الذي استجلبه النظام الأسدي المجرم، حيث جعل أرض الشام رهينة بيد الصفويين والروس وغيرهم من أعداء الشعب السوري المنتفض على الظلم..”
ووقع البيان إلى جانب جبهة فتح الشام كل من حركة أحرار الشام الإسلامية وجماعة بيت المقدس إلى جانب “مجموعات وكتائب أخرى من الجنوب” وفقا للبيان.
ويذكر أن هذه الإعلان يأتي بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن بلاده وروسيا توصلتا إلى خطة لوقف إطلاق النار بكامل الأراضي السورية تبدأ الاثنين، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة.
المسلط لـCNN: جيش الإسلام معتدل ومحتجز الأسرى بأقفاص مجهول
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال سالم المسلط، المتحدث باسم اللجنة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، إن جماعة جيش الإسلام تعتبر جماعة معتدلة، لافتا إلى أنها ممثلة في لجنته.
وردا على شريط فيديو يظهر ما قال نشطاء إنهم جماعة جيش الإسلام يضعون أشخاصا اعتقلوا داخل أقفاص ويساقون في شوارع أحياء بسوريا، قال المسلط: “لا نعلم بالضبط من قام بذلك، ولا أعتقد أن جيش الإسلام أو أي جماعات معارضة أخرى ممن تمثلهم اللجنة العليا للمفاوضات تريد أن ترى المزيد من القتل وسفط الدماء.”
وتابع المسلط في رد على سؤال حول تصنيف جيش الإسلام: “نعم، جيش الإسلام جماعة معتدلة، وهم ممثلون في اللجنة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، وقاموا بتوقيع هذه الاتفاقية معنا.. نريد أن نرى جماعات معارضة معتدلة على الأرض السورية دون القاعدة أو داعش.”
وأردف المعارض السوري قائلا: “نريد أن نرى حلا يقنع السوريين كلهم وعندما أقول السوريين فأنا لا أقصد السوريين على الجانب المعارض فقط، وهذه رسالة السوريين فهم لن يقبلوا بالأسد في السلطة، ونحن نؤمن فقط بالمقاتلين المعتدلين الذين يتواجدون في سوريا لحماية شعبهم والمدنيين، وليس هؤلاء الذين يقطعون الرؤوس مثل داعش.”
قبوات لـCNN: الحرب لن تحل مشكلة سوريا وأردنا التفاوض دوما
الشرق الأوسط
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قالت هند قبوات، عضو اللجنة العليا للمفاوضات المعارضة، إن المعارضة لطالما أرادت التفاوض والتوصل إلى حل سلمي، لافتة إلى أن الحرب لن تؤدي إلى التوصل لذلك.
جاء ذلك في مقابلة حصرية لقبوات مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN، حيث قالت: “نحن ملتزمون للتوصل إلى حل سياسي الذي نراه مهما للغاية للبدء بمفاوضات انتقالية، نحن نعلم أنه لن يكون هناك حل عبر الحرب، ولابد من وقف عمليات قتل المدنيين، كنا دوما مستعدين للتفاوض، ولمن الأمر ليس نحن، بل هو النظام حيث في جينيفا كان يقتل ويقصف وتوجب علينا التوقف نظرا لذلك.”
وأضافت: “سوريا لديها عدة وجوه ومتنوعة ثقافيا وعشنا دوما مع بعضنا البعض من المسلمين والمسيحيين والسنة والعلويين، الصراع صراع ولكن الآن إذا تمكنا من الحصول على أنظمة انتقالية عادلة كما في الرؤية التي نسعى لها سيعود الناس مرة أخرى ويعيشون مع بعضهم البعض.”
وتابعت قائلة: “في نهاية اليوم السوريون هم السوريون ونعلم تماما بأننا لا يمكننا الحصول على مستقبل جيدا دون بعضنا البعض ولهذا فإن رؤيتنا تشمل السوريين بأجمعهم وليس فقط للمعارضة، نحن نريد من الجميع أن يكونوا مع بعضهم البعض.”