صفحات العالم

أنان القناع… أنان المقاول؟!

راجح الخوري
كان من المضحك – المبكي ان توجه القمة العربية تحذيراً الى الرئيس السوري من انه اذا لم ينفذ خطة كوفي انان، فإن العرب سيعودون مجدداً الى مجلس الامن!
لا ندري ما اذا كان وزير خارجية العراق هوشيار زيباري الذي وجه هذا التحذير قد قرأ البيان السوري الذي اعلن سلفاً ان دمشق سترفض اي قرار يمكن ان يصدر عن القمة العربية. وكذلك لا يدري احد قيمة هذا التحذير ومغبته على النظام السوري، وخصوصاً ان الازمة السورية ملقية لا بل متهالكة في مجلس الامن امام “الفيتو” الروسي – الصيني الذي استعمل مرتين وقد يستعمل من جديد!
غريب ان يقف زيباري ليتحدث باسم 17 من وزراء الخارجية العرب وعلى اسماع العالم قائلاً: “ان المرحلة الحالية في سوريا حرجة جداً وهي بين خيارين: اما تطبيق المبادرة العربية، واما العودة الى مجلس الامن لتوحيد الموقف في شأنها”، اولاً لأن الازمة تنام على هوامش مجلس الامن كما قلنا، وثانياً لأن جوهر “المبادرة العربية” المرفوضة جملة وتفصيلاً من سوريا، تمثّل في 22 كانون الثاني الماضي بدعوة الاسد الى ان يكلف نائبه فاروق الشرع الانخراط في حوار مع المعارضة بحثاً عن حل للازمة وهو ما لم ولن يحصل، وثالثاً لأن النقاط الست التي قدمها انان الى الاسد خلت من الاشارة الى هذه النقطة الجوهرية، ورابعاً لأن الاعلان عن موافقة الاسد على خطة انان شيء والتنفيذ شيء آخر.
عملياً، ليس هناك من معنى للتهديد بالعودة الى مجلس الامن ما لم يضمن العرب في قمتهم المتواضعة جداً حصول تغيير في الموقفين الروسي والصيني، وهو امر مستبعد، ولهذا فإن اشارة زيباري الى: “اتخاذ قرارات جديدة في مجلس الامن تؤمن اصلاحاً حقيقياً في سوريا وتلبي مطالب شعبها في تقرير مصيره بنفسه”، ليست اكثر من تمنيات او مجرد انشاء سياسي او تغريد للايحاء بأن للقمة كلاماً!
والمضحك – المبكي ان المستر كوفي انان [ سبق ان تلوّث اسم ابنه في فضائح النفط في مقابل الغذاء في العراق ] يوسع اطار جولاته الديبلوماسية على هامش مهمته السورية، فيستعد لزيارة ايران بعد روسيا والصين مع انه يعرف انه سيسمع الموقف عينه في البلدان الثلاثة التي تدعم الاسد سياسياً وعسكرياً، لهذا ليس من المغالاة ان يقول البعض:
اولاً: انه يشكل قناعاً جيداً لإخفاء تقاعس المجتمع الدولي عن دعم الشعب السوري الذي يواجه مذبحة متمادية، وهذا ما يؤكد وجود رغبات دولية خبيثة في ترك سوريا تنجرف الى حرب اهلية قد تستمر سنوات.
ثانياً: انه مقاول يشتري مزيداً من الوقت للحل العسكري الذي يتمسك به الاسد الذي لن ينفذ شيئاً من مبادرة انان لأنه يعرف انه بمجرد سحب الدبابات سيخرج الملايين داعين الى اسقاط النظام!
النهار

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى