أحداث الجمعة 13 أيار 2011
حصار واغلاق واعتقالات واسعة عشية «جمعة حرائر سوريا»
واشنطن – جويس كرم
دمشق، عمان – «الحياة»، أ ف ب – رويترز – حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان عزلة الرئيس السوري بشار الأسد تتزايد، بسبب استمرار استخدام العنف ضد المحتجين، مشددة على ان قمع التظاهرات «اشارة على ضعف واضح» وليس على قوة. ويأتي ذلك فيما شنت أجهزة الأمن السورية حملة اعتقالات واسعة شملت دمشق وحلب وبانياس وحمص وريف أدلب واللاذقية طاولت عدداً كبيراً من الناشطين والمعارضين والحقوقيين الذين أصبحوا بمثابة «صوت الحركة الاحتجاجية». وبينما تحدث شهود عن نشر دبابات في أنحاء سهل حوران في الجنوب، أكد شاهد اخر في حلب ان الشرطة السرية أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي من وسط حلب الى جامعة المدينة في حي الفرقان (غرب) وذلك بعد خروج المئات في تظاهرات تطالب بإنهاء الحصار على درعا وحمص وبانياس. وبدت مدن وبلدات سورية عدة شهدت اعتقالات واسعة في شبه حال حصار واغلاق، عشية «جمعة حرائر سوريا» اليوم الذي دعي فيه الى استمرار التظاهر.
وقالت كلينتون للصحافيين، خلال زيارتها لغرونلاند للمشاركة في اجتماع لمجلس القطب الشمالي، إن واشنطن وحلفاءها يبحثون سبل زيادة الضغوط على الحكومة السورية للموافقة على اجراء اصلاحات ديموقراطية. وقالت: «تواصل الحكومة السورية رغم الادانة الدولية الواسعة عمليات انتقامية صارمة ووحشية ضد مواطنيها»، محذرة «سنحمل الحكومة السورية المسؤولية».
وزادت: «ربما يعتقد البعض الان أن هذا علامة على القوة… لكن معاملة المرء لشعبه بهذه الطريقة هي في الحقيقة علامة على ضعف ملحوظ»، معتبرة بان الاحداث الحالية في سورية تظهر أن الدولة «لا يمكنها العودة الى ما كانت عليه من قبل»، ومشيرة الى أنه يجب أن تكون لسورية حكومة تعكس ارادة كل الشعب.
ورغم الإدانات العلنية من واشنطن لاستخدام العنف ضد المدنيين، لم تصل الإدارة الأميركية بعد لمرحلة اعلان فقدان الرئيس السوري الشرعية ومطالبته بالرحيل بحسب ما قال مسؤول أميركي رفيع لوكالة «فرانس برس»، موضحاً: «إنه قرار خطير». ولكن وبينما تتريث إدارة الرئيس باراك أوباما في خطواتها إزاء دمشق، خطا الكونغرس خطوة للضغط على البيت الأبيض وذلك بإصدار أعضاء في مجلس الشيوخ ليل أول من أمس نص مشروع قرار يدين الرئيس السوري ويدين إيران لمساعدتها سورية «في حملة العنف والقمع».
ميدانيا، شنت أجهزة الأمن السورية حملة اعتقالات واسعة طاولت عدداً كبيراً من الناشطين والمعارضين والحقوقيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين المعتقلين رئيس مجلس بلدية بانياس عدنان الشغري والمحامي البارز جلال كندو والناشط البارز في مجال حقوق الإنسان نجاتي طيارة الذي اعتقل في حمص. كما اعتقل في دمشق الناشط بسام حلاوة من مقهى في حي باب توما. وفي دير الزور، اعتقلت المعارض البارز فوزي الحمادة. أما في حلب فقد اعتقل «المدون والصحافي جهاد جمال.
في موازة ذلك قال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان إن المعضمية في ريف دمشق ما زالت «تحاصرها الدبابات… وشهدت حملة اعتقالات واسعة طاولت عائلات بأكملها». كما أشار الى «أن قطنا، في ريف دمشق، محاصرة منذ أول من أمس بناقلات الجنود التي امتدت على الطريق العام تمهيداً لشن حملات اعتقالات». وفي ريف درعا، أشار قربى الى «انتشار الدبابات على الطريق المؤدية الى الشيخ مسكين، مشيراً أيضاً الى أن قوات الأمن لا تزال تجري عمليات تفتيش في بلدتي جاسم وانخل في ريف درعا.
كما تحدث شهود عن نشر دبابات في أنحاء سهل حوران في الجنوب. وقال محام بارز في سهل حوران لوكالة «رويترز» إن المئات اعتقلوا في المنطقة منذ اول من امس عندما قتل 13 شخصا.
الحياة
واشنطن وأوروبا تبحثان في تشديد العقوبات على دمشق
والدبابات إلى مراكز الاحتجاجات تحسباً لـ”جمعة الحرائر”
نشر أمس الجيش السوري دبابات في مناطق على الساحل السوري وفي وسط حمص وخارج مدينة حماه وفي أنحاء سهل حوران في الجنوب وخصوصا في بلدات داعل وطفس وجاسم والحارة، تحسبا لتظاهرات اليوم في “جمعة حرائر سوريا” للتضامن مع المعتقلات في السجون السورية.
واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الرئيس السوري بشار الأسد أن يرفض مطالب شعبه بالسلام والديموقراطية وإن عليه اتخاذ إجراءات ديموقراطية فورية لأن زخم الديموقراطية في الشرق الأوسط “لا يمكن الرجوع عنه”.
وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بان واشنطن وحلفاءها يبحثون في سبل زيادة الضغوط على الحكومة السورية للموافقة على اجراء اصلاحات ديموقراطية . ولاحظت ان عزلة الرئيس السوري تتزايد. ولم تستبعد الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون ان يوسع الاتحاد عقوباته على المسؤولين السوريين لتشمل الرئيس الاسد نفسه.
وبدَّل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور الديموقراطي جون كيري موقفه المراهن على أن الرئيس السوري “إصلاحي”، وخلص الى أن الأسد أهدر الفرص وأن الأمر قد انتهى .
وفي تعليقات علنية نادرة، صرح رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي “الشاباك” يوفال ديسكين بان سوريا “ستغرق في الدم” نتيجة للتظاهرات.
وأشار إلى أن الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية يحكم دولة ذات غالبية سنية. وقال: “تقاتل الأقلية من أجل البقاء. لذلك سوف تلجأ إلى أي وسائل ممكنة تقريبا. غير أنني مقتنع على رغم ذلك بأنه سيكون من الصعب للغاية إعادة هذا الجني إلى القمقم”.
رويترز، و ص ف، ي ب أ
النهار
تلاسن تركي سوري ينذر بتدهور العلاقات واردوغان يرد على مهاجميه في دمشق: لا يمكن للأسد رفض مطالب الديمقراطية
دمشق ـ واشنطن ـ ا ف ب ـ يو بي آي: تشهد العلاقات التركية السورية توترا ملحوظا بعد انتقاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اقدام النظام السوري على استخدام العنف والقتل لقمع الاحتجاجات في سورية.
وشنت صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من السلطة الخميس هجوما على موقف تركيا من الحركة الاحتجاجية في سورية، معتبرة ان رد فعل انقرة كان ‘متسرعا وارتجاليا’ وان هذه الاحداث تشكل ‘امتحانا’ مصيريا ‘للنموذج التركي’.
وقالت الصحيفة ‘منذ أن بدأت الأحداث الراهنة في سورية منذ أكثر من شهر، بدا الأداء الرسمي التركي متسرعا وعلى قدر من الارتجال’.
وتابعت ‘بدا الوعظ الاصلاحي المتشاوف الذي قام به رجب طيب أردوغان من أكثر من منصة ومنبر اوروبي، بدا مهندس العثمانية الجديدة (وزير الخارجية التركي) احمد داوود اوغلو قاصر الحيلة في استنباط حلول لاستعصاءات مفترضة في التعامل الصريح والواضح مع هذه الاحداث’.
واكدت الصحيفة ان هناك تناقضا في السياسة التركية ‘اذا كان الازدهار السياسي والاقتصادي الذي تنعم تركيا به الآن يدين الى تاريخها العلماني وتصحيحات داوود أوغلو الاستراتيجية، فإن تعاملها مع المسألة السورية على النحو الذي هو الآن من شأنه أن يدفع نموذجها نحو تموضعات جديدة تشير بأوصافها إلى تراجعه عن ذاته’.
واضافت ‘مع تكشف طبيعة بعض فرقاء المعارضة السورية، ومنهم خصوصا الإخوان المسلمون ومع اتخاذ مسؤولهم رياض الشقفة من اسطنبول كمكان يطل منه، ومع الدعوة لعقد مؤتمر للمعارضة السورية في اسطنبول ايضا، بدا أن النموذج التركي يمر في أحد أكثر الامتحانات التي، ربما، سيتوقف على نتيجتها، مصيره’.
واعتبرت الصحيفة ان ‘لا لقاء بين النموذج التركي ونموذج الإخوان، تاريخيا ومفهوميا، على أن هذه الحالة يتم كسرها الآن من خلال التعامل مع الأحداث في سورية’. واشارت الى انها ‘المرة الأولى التي يظهر فيها النموذج التركي على علاقة، وربما في طريقه لتبني أكثر الحالات السياسية نقيضا له ولتاريخه’.
ولفتت الى انه ‘ليس من المؤكد ما إذا كان ذلك يعود إلى استيقاظات عثمانية ما قبل اتاتوركية، أو أنه أحد الحقول التشاركية مع الاستراتيجية الأمريكية التي تعمل راهنا على إعادة إنتاج سلطات إسلامية غير جهادية ونظيفة السلوك تجاه إسرائيل لتتولى منظومة الدول العربية لعقود عدة قادمة’.
ورد امس رئيس الوزراء التركي قائلا إنه لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أن يرفض مطالب شعبه بالسلام والديمقراطية، مشيراً إلى أن بلاده تكاد تنظر إلى ما يجري في سورية مثل ‘مسألة داخلية’ تركية بسبب الحدود الطويلة المشتركة والعلاقات الوثيقة بين الدولتين.
وقال أردوغان في مقابلة مع تشارلي روز على قناة ‘سي بي اس’ إنه لا يمكن للأسد أن يرفض مطالب شعبه ‘الضرورية بالحرية والديمقراطية’، وإن عليه اتخاذ إجراءات ديمقراطية فورية لأن زخم الديمقراطية في الشرق الأوسط ‘لا يمكن الرجوع عنه’.
وأشار إلى أن بلاده تعتبر الوضع في سورية وكأنه يكاد يكون ‘مثل مسألة داخلية’ تركية بسبب الحدود الطويلة بينهما التي تمتد مسافة 800 كلم والعلاقات الوثيقة بين الدولتين، موضحا ً أن الرئيس الأسد ‘صديق جيد لي’ وأنهما أجريا ‘أحاديث طويلة’ حول تغيير النظام الانتخابي والسماح بتشكيل أحزاب سياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وقال إن حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه عرض تدريب حكومة الأسد على العمل الديمقراطي قبل بدء التظاهرات في سورية، وأضاف انه قال له ‘أرسلوا لنا طواقمكم، يمكننا أن ندربهم ونريهم حزبنا’، وتعليمهم ‘كيف ينظم حزب سياسي’، وكيفية إنشاء العلاقات مع الشعب. ولكن العرض لم يلب ‘وهكذا للأسف انتهى بنا المطاف هنا’.
غير أن أردوغان قال إنه يؤمن أن الأسد سيتخذ الخطوات اللازمة، وأضاف ‘في كل زياراتي لسورية، رأيت حب الناس لبشار الأسد’، والقرار النهائي يعود للشعب السوري.
وبعد فترة من العلاقات السيئة بسبب دعم دمشق للمتمردين الانفصاليين الاكراد نسج البلدان منذ سنوات علاقات دبلوماسية واقتصادية وثيقة. والغى البلدان تأشيرات السفر بينهما فيما ارتفع حجم التبادلات الثنائي الى ثلاثة اضعافه في عشر سنوات فبلغت قيمته 2,5 مليار دولار عام 2010.
وينسب هذا التحسن الى العلاقة الشخصية جدا بين اردوغان والاسد اللذين يتبادلان الزيارات بكثافة.
لكن هذه العلاقة قد تتدهور بعد ان بدت انقرة محرجة امام العنف الذي يمارسه الجيش السوري ضد المحتجين وقد وجهت دعوات متكررة للاسد باجراء اصلاحات.
وعلى الصعيد الميداني انتشرت القوات السورية في مدن جنوبية الخميس وشددت قبضتها على مدينتين في توسيع لعملية عسكرية ضد المحتجين على حكومة الرئيس بشار الأسد.
وقال محام بارز في سهل حوران إن المئات اعتقلوا في المنطقة منذ الأربعاء عندما قتل 13 شخصا فيما قال ناشط حقوقي إنها عمليات قصف نفذتها دبابات لمنازل في مدينة الحارة على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال الغربي من درعا.
وقال متحدث باسم المرصد السوري لحقوق الانسان ‘دوت اصوات إطلاق نار كثيف لدى تنفيذ قوات الأمن للاعتقالات’. وفي حمص اعتقلت قوات الأمن السورية الناشط الحقوقي المخضرم نجاتي طيارة الخميس وفق ما ذكره المرصد. وكان طيارة قد انتقد بشدة الحملة العسكرية في الأحياء السكنية بالمدينة لسحق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. وقالت شاهدة عيان إن قوات الأمن ما زالت تغلق حيا سكنيا رئيسيا في حمص بعد قصفه بالدبابات الأربعاء ومقتل خمسة اشخاص على الأقل.
القدس العربي
اعتقالات بسوريا قبل “جمعة الحرائر”
واصلت قوات الأمن السورية الخميس حملات الاعتقال في عدة مدن سورية، في حين عزز الجيش انتشاره في معاقل الاحتجاج غداة مقتل أكثر من عشرين مدنيا في حمص وريف درعا. يأتي ذلك في وقت دعا فيه ناشطون سوريون إلى التظاهر غدا في ما سموه “جمعة حرائر سوريا” على غرار المظاهرات الحاشدة التي تخرج يوم الجمعة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش والأجهزة الأمنية داهموا صباح اليوم قريتي البيضاء والقرير القريبتين من بانياس حيث اعتقلوا عشرات الأشخاص.
بانياس والمعضمية
وأضاف المرصد أن حملة الاعتقالات استمرت في بانياس، واستهدفت بشكل خاص المثقفين والكوادر العليا، لافتا إلى “اعتقال المحامي جلال كندو”. وتبحث السلطات الأمنية في المدينة عن قادة الاحتجاجات الذين لم يتم اعتقالهم بعد.
من جهته أفاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن المعضمية في ريف دمشق شهدت حملة اعتقالات واسعة طالت عائلات بأكملها.
ونقل القربي عن شهود عيان أن المئات تم اعتقالهم، مشيرا إلى أن بحوزته لائحة بأسماء نحو 300 معتقل.
وأشار إلى أن حظر التجول فرض في المعضمية التي تعاني من انقطاع في التيار الكهربائي والاتصالات أحيانا.
كما ذكر القربي أن قطنا بريف دمشق محاصرة منذ أول أمس بناقلات الجنود التي امتدت على الطريق العام تمهيدا لشن حملات اعتقالات، لافتا إلى اعتقال نجل القيادي جورج صبرا الذي أفرج عنه أمس.
ولفت القربى إلى “انتشار الدبابات على الطريق المؤدية إلى الشيخ مسكين (25 كلم شمال درعا) بجنوب البلاد، مضيفا أن قوات الأمن لا تزال تجري عمليات تفتيش في بلدتي جاسم وأنخل.
في غضون ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن اعتقلت الناشط البارز نجاتي طيارة اليوم الخميس في مدينة حمص.
محاصرة حماة
يأتي ذلك في وقت نفذ فيه جنود سوريون حملة مداهمات واسعة بحثا عن المعارضين للنظام، وحاصروا مدينة حماة.
وقال الناشط الحقوقي مصطفى أسو لوكالة أسوشيتد برس إن الجنود السوريين معززين بالدبابات انتشروا حول مدينة حماة بوسط البلاد واعتقلوا عدة أشخاص.
وذكرت صحيفة الوطن السورية في عددها الصادر اليوم أن الرئيس بشار الأسد التقى علماء دين من حماة، وقالت إنهم طلبوا منه حل قضايا عالقة منذ عام 1982 مثل وجود أشخاص من المدينة يعيشون في المنفى منذ ذلك الحين. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد وعد بدراسة الطلب.
وفي مدينة دير الزور بشمال البلاد، نصبت السلطات السورية كاميرات داخل وخارج أحد المساجد التي تخرج منها مظاهرات بعد صلاة الجمعة.
وفي تطور آخر أعلن المحامي إبراهيم ملكي أن القضاء السوري أفرج بكفالة الخميس عن المعارضين القياديين في حزب الشعب (المحظور) عمر قشاش وفهمي يوسف.
ولفت ملكي إلى “أن القياديين اعتقلا على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا ووجهت إليهما تهمة النيل من هيبة الدولة”.
جمعة حرائر
تأتي هذه التطورات عشية دعوة ناشطين سوريين للتظاهر غدا فيما أسموه “جمعة حرائر سوريا” تضامنا مع نساء يقولون إنهن تعرضن للاعتقال والإهانة على أيدي قوات الأمن وللمطالبة بإطلاق سراحهن.
وتأتي “جمعة حرائر سوريا” في خضم سلسلة المظاهرات التي خرجت في الجمعات الماضية باسم “جمعة التحدي” و”جمعة الغضب” و”جمعة الإصرار” و”الجمعة العظيمة”.
وقد قوبلت هذه المظاهرات بتدخل عنيف من قبل قوات الأمن والجيش مما جعل من تلك الاحتجاجات أياما دامية شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى في عدة مدن وفق ما تقوله منظمات لحقوق الإنسان وشهود عيان.
يشار إلى أن يوم أمس الأربعاء كان أعنفَ يوم منذ بدء الاحتجاجات، إذ أفادت منظمات حقوقية وناشطون أن 22 شخصا لقوا مصرعهم، تسعة سقطوا في حمص و13 في الحارة.
الجزيرة نت
كلينتون: نبحث زيادة الضغط على سوريا
جددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انتقاداتها لقمع المحتجين في سوريا، وأكدت أن واشنطن وحلفاءها يبحثون سبل زيادة الضغوط على حكومة دمشق للموافقة على إجراء إصلاحات ديمقراطية، في حين لوح الاتحاد الأوروبي بتوسيع العقوبات المفروضة على المسؤولين السوريين لتشمل الرئيس بشار الأسد.
وقالت كلينتون للصحفيين في غرينلاند إن حكومة دمشق “تواصل عمليات انتقامية صارمة ووحشية ضد مواطنيها رغم الإدانة الدولية الواسعة لذلك”، وأشارت إلى أمثلة على “اعتقالات غير قانونية وعمليات تعذيب وحرمان مصابين من الرعاية الطبية”.
وأضافت أن “البعض ربما يعتقد أن هذا علامة على القوة”، لكنها اعتبرت أن “معاملة المرء لشعبه بهذه الطريقة هي في الحقيقة علامة على ضعف ملحوظ”.
وشددت الوزيرة الأميركية على أن عزلة الرئيس السوري تتزايد، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في الاتحاد الأوروبي وغيره بشأن خطوات إضافية لتحميل الحكومة السورية المسؤولية عن انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان.
ورأت أن الأحداث الأخيرة في سوريا تظهر أن الدولة لا يمكنها العودة إلى ما كانت عليه من قبل، مضيفة أن الدبابات والرصاص والهري لن توقف التحديات السياسية والاقتصادية في سوريا. وأكدت كلينتون أنه يجب أن تكون لسوريا حكومة تعكس إرادة كل الشعب.
توسيع العقوبات
من جهتها أعلنت وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أنها لا تستبعد توسيع نطاق العقوبات على سوريا لتشمل الرئيس السوري.
وقالت أشتون -في مقابلة مع الإذاعة النمساوية- إن “الرئيس الأسد ليس على اللائحة، لكن ذلك لا يعني أن وزراء الخارجية الأوروبيين لن يعودوا لبحث هذا الموضوع”.
ورفضت أشتون الفكرة القائلة بأن العقوبات التي فرضت هذا الأسبوع على سوريا ضعيفة جدا، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لم يكن من السهل إقناع كل وزراء الخارجية الـ27 للاتحاد بالذهاب أبعد من ذلك. وقالت إن هناك وجهات نظر مختلفة، وهذا الأمر ليس مفاجئا.
وكان الاتحاد الأوروبي اعتمد رسميا عقوبات ضد 13 مسؤولا سورياً، وفرض حظرا على بيع الأسلحة لسوريا، ودخل الإجراء حيز التنفيذ الثلاثاء.
وبين المسؤولين السوريين الـ13 ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السوري، وأربعة من عائلة الأسد، وقد جمدت أصولهم ومنعوا من الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، الذي اعتبرهم مسؤولين عن “القمع الوحشي” ضد المحتجين في سوريا.
ولم يدرج اسم الرئيس السوري على هذه اللائحة لأن الاتحاد الأوروبي استهدف القادة الذين يقول إنهم ضالعون مباشرة في قمع المتظاهرين، حسب ما صرحت به أشتون في مطلع الأسبوع أمام البرلمان الأوروبي.
وكانت سوريا سحبت رسميا الأربعاء ترشيحها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب الضغوط الدولية المتزايدة، نظرا لحملة القمع العنيفة التي تشنها على المتظاهرين المناهضين للنظام السوري، حسب ما أفاد به دبلوماسيون.
وتقول مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن ما بين ستمائة وسبعمائة شخص قتلوا وأصيب ثمانية آلاف على الأقل بجروح منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا في منتصف مارس/آذار الماضي.
حشد لـ «جمعة حرائر» وروسيا تحذر من تدخل أجنبيّ
انتشار مكثف للجيش وعناصر الامن في معاقل الاحتجاج في سوريا
وكالات
دعا ناشطون سوريون الى التظاهر اليوم في ما سمّوه «جمعة حرائر سورية»، على غرار التظاهرات الحاشدة التي تخرج أيام الجمعة منذ بدء موجة الاحتجاجات منتصف مارس الماضي، والتي قوبلت بتدخل قوات الأمن والجيش، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، واعتقال الالاف.
الجيش ينتشر في المدن السورية لمنع الاحتجاجات
دمشق: انتشر الجيش ورجال الامن بكثافة الجمعة في ابرز معاقل الاحتجاجات غير المسبوقة وذلك تحسبا للتظاهرات المتوقع قيامها في عدة مدن سورية، حسبما افاد ناشط حقوقي.
وذكر الناشط الحقوقي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان “هناك انتشار امني كثيف واقيمت حواجز امنية في كل المدن السورية والقرى التي شهدت تظاهرات” مؤخرا للمطالة باطلاق الحريات.
واشار الى “حملة اعتقالات واسعة في جميع ارجاء سوريا شملت ناشطين حقوقيين في دير الزور (شمال شرق) واللاذقية (غرب) والقامشلي (شمال) ودرعا (جنوب)” حيث اندلعت التظاهرات منتصف اذار/مارس.
وبحسب ناشط اخر “فان اكثر من الفي عنصر من الجيش انتشروا في الساحة التي تجري فيها عادة التظاهرات وفي الشوارع المؤدية لها في بانياس” التي دخلها الجيش السبت الماضي.
وقتل 9 اشخاص بينهم اربعة متظاهرات في هذه المدينة التي يقطنها نحو 50 الف نسمة.
وتنوي السلطات “تنظيم مظاهرات مؤيدة للنظام في درعا وبانياس” حسبما افاد الناشط.
ودعا ناشطون الى التظاهر في “يوم جمعة الحرائر” على الرغم من القمع الذي واجهت به السلطات التظاهرات واسفر عن مقتل نحو 700 شخص واعتقال الالاف بحسب منظمات حقوقية.
وتتهم السلطات جماعات ارهابية مسلحة يديرها الخارج من اجل نشر الفوضى في البلاد.
ويعتزم الناشطون السوريون أن تكون تظاهرة «جمعة حرائر سورية» اليوم تضامنا مع نساء يقولُن إنهن تعرضن للاعتقال والإهانة على أيدي قوات الأمن.
وتأتي «جمعة حرائر سورية» في خضم سلسلة التظاهرات التي خرجت في عدد من أيام الجمعة الماضية باسم «جمعة التحدي» و«جمعة الغضب» و«جمعة الإصرار» و«الجمعة العظيمة».
وقد قوبلت هذه التظاهرات بتدخل عنيف من قبل قوات الأمن والجيش، ما جعل من تلك الاحتجاجات أياما دامية شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى في مدن عدة، وفق ما تقول منظمات حقوق الإنسان وشهود عيان.
إلا أن ناشط حقوقي سوري أعلن اليوم الجمعة أن الرئيس السوري بشار الاسد أصدر اوامر الى قواته بعدم اطلاق النار على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية قبل ساعات من صلاة الجمعة التي اصبحت بؤرة تجمع للمحتجين في انتفاضة مضى عليها ثمانية اسابيع.
الجيش يعزز سيطرته والأمن يواصل حملات الإعتقال في سوريا وقال لؤي حسين ان بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري أبلغته في اتصال هاتفي “انه صدرت أوامر رئاسية حاسمة بعدم اطلاق النار على المتظاهرين وكل من يخالف ذلك يتحمل كامل المسؤولية”.
وامل حسين في بيان أرسله الى وكالة “رويترز” أن يتحقق ذلك، داعيا الى سلمية أي شكل من اشكال الاحتجاج مهما كان اداء السلطات الامنية.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة من اي تدخل اجنبي في سوريا، داعيا المعارضة السورية الى عدم تكرار “السيناريو الليبي”، كما افادت وكالات الانباء الروسية.
وقال لافروف خلال زيارة الى كازاخستان “اننا قلقون جدا لان عملية المصالحة، عملية بداية الحوار (…) تاخرت بسبب نوايا بعض المشاركين في العملية استدراج قوات اجنبية لدعم تحركاتهم”.
واوضح ان روسيا تامل ان “لا يتكرر السيناريو الليبي مع تدخل اطراف اجنبية في الوضع (السوري) بما فيه باللجوء الى القوة”.
في هذه الاثناء، كشف سياسي خليجي لصحيفة “النهار اللبنانية” عن “مضمون لقاءات الرئيس السوري بشار الأسد ووزراء خارجية دول الإمارات والبحرين وقطر الذين زاروا دمشق على التوالي أخيراً في عز الاحتجاجات والاضطرابات التي عمت المدن والمحافظات السورية”.
ولفت السياسي الخليجي الواسع الاطلاع إلى ان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد أبلغ الأسد موقفاً لبلاده مختصره “إننا مع سوريا ونريد استقرارها، ولكن لا يجوز في الوقت نفسه الاستمرار في قمع المتظاهرين بهذه القسوة”. وإن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة شكر للأسد “تأييده طلب سلطات البحرين قوة “درع الجزيرة” لإنهاء الحركة الشعبية الشيعية التي اندلعت في وجه النظام”، ملمحاً إلى “تشابه في ظروف البلدين اللذين تحكم كل منهما أقلية، وإلى أهمية التنسيق والتعاون بينهما”.
أما لقاء الأسد ورئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم فوصفه السياسي الخليجي بأنه كان “سيئاً”، مشيراً إلى “قول الرئيس السوري لضيفه إن لبلاده قطر استثمارات في سوريا تبلغ نحو 6 مليارات دولار سوف تخسرها بسبب سياسة قناة “الجزيرة”، مما أثار استياء الشيخ حمد”. وعلّق السياسي الخليجي على كلام الأسد هذا “مذكّراً بأن قطر “اشترت” مونديال كرة القدم للسنة 2014 بنحو 100 مليار دولار، وليس بهذا الأسلوب تكون مقاربة الموقف القطري من سوريا”.
ولفت السياسي الخليجي الذي كان يقوم بزيارة خاصة لبيروت استمرت أياماً إلى “مشاريع تعاون تركية – قطرية يقع بعضها في مجال الإعلام”، يلح رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان على أحدها، وهو “مشروع إنشاء قناة فضائية إخبارية للأتراك على غرار “الجزيرة” بمشاركة الدوحة”.
في غضون ذلك، أكد المعارض السوري ميشال كيلو في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية أن اجتماعه مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان “ليس حواراً” إنما الغرض منه كان سماع وجهة نظره حول التطورات الجارية ودلالاتها.
ولفت الى انه “لم يحدث حوار فعلي، وما جرى كان الغرض منه سماع وجهة نظري، وقد ذهبتُ اليها وأطلعتُها على رأيي وعدت الى منزلي”.
واشار الى انه تحدثت مع شعبان عن التطورات الحاصلة ودلالاتها، وعن طاقة الشعب السوري وكيفية تعامل السلطات الأمنية مع التظاهرات التي تجري في المدن السورية”.
ورأى كيلو ان الحركة الاحتجاجية واسعة جداً، وهي تحت السيطرة داخل المدن المحاصَرة.
وعن العقوبات الاوروبية على القيادات المقربة من الرئيس بشار الاسد، اعتبر ان “هذه العقوبات لا معنى لها، والاتحاد الاوروبي على سبيل المثال وضع سلة من العقوبات تشمل منع شراء السلاح من اوروبا وحظر سفر وتجميد أصول مالية”.
وردا على سؤال عما اذا كانت سوريا ستستمر بحالة المد والجزر بين الحركة الاحتجاجية والنظام اشار الى ان “هذه المسألة تتوقف على استعداد النظام لاجراء اصلاحات جذرية، وفي رأيي أن انصاف الحلول لن تؤدي الى تحقيق مطالب الشعب السوري”.
صحافي أميركي يلتقي مخلوف وشعبان خلال ساعات قضاها في سوريا
تصريحات رامي مخلوف في ” نيويورك تايمز ” تثير ردود فعل سلبية
بهية مارديني
أجرى الصحافي الأميركي ذو الأصول اللبنانية انطوني شديد لقاءين مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، ومع رجل الأعمال السوري رامي مخلوف في صحيفة “نيويورك تايمز ” خلال ساعات قليلة ُسمح له بقضائها في سوريا، لتفرز تصريحات المسؤولين السوريين ردود فعل متعددة داخليا وخارجيا في حين اعتبرت السفارة السورية في واشنطن أنّ تصريحات مخلوف لا تعكس رأي الحكومة السورية.
مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان
إجتمعت آراء تيارات سورّية مختلفة على ردود فعل سلبية على تصريحات رامي مخلوف رجل الأعمال السوري وابن خال الرئيس السوري رغم ارسال مخلوف تعميما لمواقع الانترنت السورية بأن تصريحاته ” نشرتها وسائل الاعلام العالمية كمقتطفات من لقاء أجراه مع صحيفة “نيويورك تايمز ” ، وتضمن التعميم المنشور بيانا بالمحاور التي تحدث عنها مخلوف في اللقاء، خصوصا ” كما قالت المواقع ” وأن بعض تلك وسائل الاعلام العالمية انتقت عبارات محددة ومجتزئة من كلامه”
وكان لافتا أن تنشر السفارة السورية في واشنطن في جريدة نيويورك تايمز تعقيباً على اللقاء الذي أجرته الأخيرة مع رامي مخلوف وأكدت السفارة “أن السيد مخلوف هو مواطن سوري ولا يشغل اي منصب حكومي والاراء التي عبر عنها في اللقاء آراء شخصية لا تعبر ابداً عن مواقف الحكومة السورية”.
و في تصريح خاص لـ”ايلاف” قال تمام البرازي الصحافي السوري المقيم في واشنطن” إنّ الصحافي الأميركي ذو الأصول اللبنانية انطوني شديد الذي أجرى اللقاءين مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ومع رامي مخلوف، ” انطلق كمتدرب في “اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز ” تلك اللجنة التي تبرع لها الوليد بن طلال بستة مليون دولار بعد اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد ، وجاء التبرع كمقر في حي جورج تاون الراقي في واشنطن ، ويرأس اللجنة كمدير مالي واحد من رجال الاعمال السوريين في الولايات المتحدة الاميركية وهو أسعد جبارة ، وهو مليونير سوري كان يتبرع للجنة باستمرار” ، وأشار البرازي الى “أن هذه اللجنة هي اللوبي الرئيسي لسوريا في واشنطن ، والتي تدأب بثينة شعبان على حضور مؤتمراتها سنويا لذلك وافقوا على اجراء لقاءات مع انطوني شديد بتوصية من السيناتور السابق جيمس ابو رزق مؤسس اللجنة والذي يجتمع مع الرئيس بشار الأسد باستمرار”، ولفت البرازي الى “أن انطوني شديد عمل مراسلا في العراق وفجأة ترك صحيفة “الواشنطن بوست” التي كان يعمل بها ثم عمل في صحيفة ” نيويورك تايمز” و جال في العالم العربي، وأفاد “فوجئت بأنه استدعي لسوريا لاجراء اللقاءات في هذه الفترة رغم قربه من النظام ورغم قربه من السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى”.
ولكن البرازي اعتبر ” أن المهم ان انطوني شديد موضع ثقة لدى النظام السوري الا أن الصحافي الاميركي ذو الأصول اللبنانية لم يضرب مصداقيته ، ولم يجامل النظام على حساب الحقيقة ، وَنشَر انطوني شديد الموضوع (لقاءه مع مخلوف) بشكل جميل ومهني ومنصف” .
ورأى البرازي “أنّ تصريحات رامي كشفت أنه مثل سيف الاسلام “، مشددا ” لقد أثبت أنه سقط أكثر من الآخرين ، وكشّر عن أنيابه وعشقه للمال ، كما كشف أين موقع الأجندة السورية في مفصل حديثه أن استقرار سوريا من استقرار اسرائيل كمتلازمتين حتميتين” .
وأفاد البرازي ” أنّ مخلوف في تصريحاته لنيويورك تايمز أثبت كلام المعارضين في أن هذا النظام ليس لديه ممانعة الا ضد شعبه، وكشف نفسه مهددا أنه اذا لم تسمحوا لنا ” في مص دم الأمة اقتصاديا سندمركم “.
بدوره وفي تصريح خاص لـ”ايلاف” قال المعارض السوري ورجل الأعمال السوري أكثم بركات “قرأت اللقاء باللغة الانكليزية، ولم أرَ تناقضا مع المقاطع المأخوذة والمترجمة منه ، حالنا عندما نرى شخصا أو طفلا يقتل في درعا، وحالنا كمشاهدة القناصة على أسطح المنازل ، فهي لغة واحدة لا تؤثر على ترجمتها الى أية لغة في العالم”.
واعتبر أنّ “الفكرة واضحة ، ففي قلب مظاهرة سلمية يحدث اطلاق نار مباشر” ، مؤكدا” أنّ اللقاء واضح وصريح في أن السيد رامي مخلوف هو ليس مقرب فقط من النظام بل هو الجزء الأساسي في النظام كما والده الذي كان ولا زال كذلك، وهذا ما يؤكد عليه ليس فقط الشعب السوري ولا الطائفة العلوية بل حتى عائلة الأسد أنفسهم “، لافتا الى أنّ “الحساسية الموجودة تجاه رامي مخلوف تزيد كلما اقتربنا من الدائرة الضيقة الأولى” .
تشييع القتلى الذين سقطوا خلال التظاهرات
والنقطة الثانية التي تحدث عنها بركات تتلخص في أنّ ” التهديدات التي أطلقها رامي مخلوف حول موضوع الأمن هي ذات التهديدات المتداولة من النظام للشعب السوري والشعوب الأخرى في الوطن الكبير وخارجه ، حيث أّن العنف وعدم الاستقرار سوف يهدد كل الجوار ، وسوف يمتد الى أماكن واسعة في حال حصل شيئا للنظام السوري” لاسمح الله كما قال مخلوف “.
وأكد بركات أنّ “هذا الكلام هو أدوات التهديد نفسها التي سمعناها من الزائل القذافي وكل الزائلين من القيادات اللئيمة الاستعمارية والخائنة التي ابتلينا بها في هذا الوطن الكبير بعد الحرب العالمية الثانية وظهور اسرائيل، وهو ما يؤكد أنّ كل الحكومات العربية لم توجد الا للحفاظ على ولادة اسرائيل ، وقد لاحظنا ذلك من خلال الحروب الثلاثة حرب الخلق 48 ، وحرب التمدد 67 ، وحرب تثبيت الحدود 73 “.
ورأى ” أنّ مجرد خروج رامي مخلوف الى العلن يؤكد أنّ هناك مشكلة كبيرة داخل الدائرة الأولى”، وقال” وقد يكون لدي تكهنات حول هذا الموضوع لا أود أن أقولها ولا أحب أن أتطرق عليها؟؟” .
واستطرد قائلا” بل يمكن أن أجزم أنها ليست تكهنات” ، وأضاف” ان الرجل (مخلوف) يتحدث عن اصلاحات اقتصادية لكنه نسي أننا لم نسمع بهذه المطالبات خلال المظاهرات في سوريا ، وأنّ المطلب الاساسي كان وما يزال هو تحقيق شرط الموازنة في الكرامة والحرية في بلدنا سوريا ، وطبعا هذا ما نفتقر اليه خلال عقود أربعة مضت”.
وشدد على أنّ “رامي مخلوف لايحق له أن يتكلم باسم الطائفة العلوية ولا باسم التجار، ويمكن أن يتكلم فقط من موقعه كشريك في الدائرة الاولى للسرقات ونهب الاقتصاد السوري علما أنّ علاقته مع بعض َمن في الدائرة الاولى علاقات غير جيدة ، وهناك حساسية ضده من كل المشاركين في سرقة ونهب هذا الاقتصاد”، مؤكدا” أن شرط اسقاط النظام في المظاهرات كشعار ُرفع بالدرجة الأولى ليس لأسباب اقتصادية”.
ولفت الى “أن تعامل الدائرة الأولى مع الدوائر الأدنى هو تعامل متعال وفوقي يمكن أن تؤكد عليه ضمائر كل من يتعامل معهم ويتلقون أوامرهم من أدوات سياسية ومؤسسات عسكرية” ، مكررا ” يجب أن يقف الجيش السوري على مسافة واحدة “، ورأى أن “هذا ما سيحدث في القريب العاجل” .
وأكد ” ليس هناك سلفيين أو مندسين أو مجموعات ارهابية مسلحة وأجندة خارجية في سوريا بل هناك شعب يريد الحياة ، و سوف يعينه الله على هذا تحقيق الهدف السامي”.
فتاة تشارك في تظاهرة ضد النظام السوري في لندن
من جانبه وفي تصريح خاص لـ”ايلاف” رأى الدكتور عزو محمد ناجي دكتوراه في العلاقات الدولية والنظام السياسي “أنّ تصريحات رامي مخلوف تظهر أنّ له رأي في صنع القرار السياسي في سوريا وأنه من المستفيدين الرئيسيين من وجود هذا النظام ، حيث كشف عن أن انهيار النظام السوري سيؤثر على أمن واستقرار إسرائيل ، وهذا يؤكد أنّ ما سمي بدولة الممانعة الرئيسية وهي سوريا ليست سوى حام لاستقرار إسرائيل واستمرار حالة اللاسلم واللاحرب ، حيث استفاد النظامين من توقف المفاوضات حول عملية السلام في المنطقة العربية ، وبالتالي سمح للنظام السوري بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية وما سمي بالصراع العربي الإسرائيلي واللعب على هذا الوتر مع استمرار قمع الشعب السوري وإبعاده عن أي تطور ديمقراطي ، والإستمرار في وجود الدولة التسلطية المعتمدة على أجهزة القمع والجيش في استمرارها ، وسمح لإسرائيل بالإستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية ، والعمل على تهويد القدس الشرقية “، ورأى ناجي “أنه “من هذا المنطلق يدعو رامي مخلوف إسرائيل إلى ضرورة دعم هذا النظام على المستوى الدولي وضرورة استمراره بما لإسرائيل من علاقات مع دول الغرب ، وبما للمنظمات اليهودية في العالم والتي لها علاقة بإسرائيل من تأثير على هذه الدول ، وتاتي هذه التصريحات بعد دعوة الرئيس الأسد لرئيس الجالية السورية اليهودية في الولايات المتحدة لزيارة سوريا”.
وأضاف ” أن تصريحات رامي مخلوف تحمل في طياتها أنّ الغرب هو من يضغط على النظام السوري ، وهو الذي يزيد من تفاقم الوضع في سوريا ، وأن حليفهم الرئيسي في المنطقة هو إسرائيل ، حيث ستتعرض هذه الأخيرة للخطر الإسلامي ، فيما لو سقط النظام في سوريا ، حيث أن الإسلاميين سيحكمونها بسقوط نظام الأسد ، وهذا ما سيشكل تهديداً لإستقرار إسرائيل ، لكن يرد على هذا القول بأن الإسلاميين في سوريا لم يحصلوا خلال فترة الديمقراطيات السورية ما قبل حكم البعث على أكثر من مقعدين في البرلمان السوري ، وهذا يعني أن التعددية الحزبية في سوريا لن تتيح وجود أحزاب يمينية أو يسارية حاكمة بالمطلق أو بالأغلبية الساحقة ، ففي معظم المراحل التي مرت على سوريا كان التيارالعلماني المعتدل هو الذي يفوز بالإنتخابات ، حيث كان حزب الشعب في حلب أو الحزب الوطني في دمشق يحصلان على أكثرية مقاعد البرلمان ، مع وجود أحزاب لا تأثير لها بشكل رئيس مثل الأخوان والبعث والشيوعي ، كما كان للمستقلين دور كبير في البرلمان والحكومة ، وهذا يدحض آراءه حول فوز الإسلاميين بالسلطة في سوريا”.
ورأى حول قرار مخلوف أن النظام قرر أنه سيحارب حتى النهاية ، فانّ “هذا يؤكد أن النظام ليس سوى كتلة من المستفيدين على المستوى الإقتصادي أو السياسي أو الإداري في الدولة فسقوط النظام يعني انتهاء امتيازاتهم في الدولة لذلك فهم مستعدين أن يشعلوها حرباً على الشعب السوري حتى النهاية ، ورغم ادعائه أن الكلمة الأولى والأخيرة للرئيس بشار الأسد إلا أن هذا يناقض الواقع فبشار الأسد رغم ادعاءه أنه أصدر أوامره بعدم إطلاق النار على المتظاهرين إلا أن الأجهزة الأمنية والعسكرية استمرت في إطلاق النار على المتظاهرين السلميين ، كما أنه لو أن الرئيس بشار له القرار الأخير لما سمح لإبن خاله رامي مخلوف أن يتكلم بإسم النظام السوري”.
وحول أن العقوبات الأوروبية التي شملت مخلوف مع أقطاب النظام السوري ، رآها مخلوف بسبب قرابته العائلية من الرئيس ، وبسبب أنه يعمل على تشغيل أموال العائلة الحاكمة ، اعتبر ناجي ” انّ هذا دليل إدانة له وللعائلة الحاكمة ، فهذه الثروات هي ملك للشعب السوري الذي يعاني الفقر والبطالة وقلة التعليم ونقص المستشفيات وغير ذلك “، متسائلا ” كيف يستطيع النظام السوري أن يقوم بإصلاحات اقتصادية حسب رأي رامي مخلوف من أن ذلك أولوية ، رغم امتلاك هذا الأخير لللمليارات ولحسابات مصرفية في الخارج ، وهذا ما أثار الشارع السوري ضد النظام ، ويذكر رامي مخلوف كسارق للأموال السورية وناهم للقمة العيش في سوريا ، ورغم ادعاءه أن الشعب السوري سيقاوم التغيير والمتظاهرين ، فحجم التظاهرات والاحتجاجات يثبت بما ليس فيه مجال للشك أن الشعب بمعظمه ضد هذا النظام ، رغم وجود أغلبية صامتة حتى الآن”.
هذا ورأى ناشطون في تصريحات متفرقة لـ”ايلاف”” أنّ مخلوف في تصريحاته” صدم الشعب السوري الذي كان يعيش على حلم الممانعة ونشيد الصمود والتصدي” .
وأكدوا “أن تصريحات مخلوف تكشف مدى الورطة التي وصل اليها النظام والطبقة الحاكمة في سوريا حيث كان متخبطا عندما أعطى تصريحات ثم كأنه تراجع عنها في مواقع الانترنت السورية وليس في صحيفة نيويورك تايمز وكأن هناك رسالتين من ذات الشخصية احداها للخارج والثانية للداخل “.
واعتبروا “أن مخلوف حاول نفي خلاف النخبة الحاكمة على خلفية القمع والقتل وازدواجية وجهات النظر في النظام عندما قال ان صلات النخبة توثقت اكثر مع الأزمة .”
وكان أنطوني شديد قد قال أن تصريحات مخلوف، الذي تربطه صداقة منذ نعومة أظفاره مع الرئيس بشار الأسد، لفتت الى أن النخبة الحاكمة – التي يعمل فيها أقارب الأسد وأشخاص معاصرون – قد توثقت العلاقات بينها خلال الأزمة. وأضاف “رغم أن الرئيس بشار هو من يمتلك القول الفصل، فإن السياسات تُصاغ على أنها قرار مشترك. نعرف أنه لن تكون هناك استمرارية من دون وحدة وطنية. وكشخص، كلنا يعرف أن الوحدة هي سبيلنا للاستمرار”.
وقال مخلوف إن النخبة الحاكمة في سوريا، والحلقة الضيقة التي في السلطة، سوف تقاتل حتى النهاية في معركة يمكن أن تلقي بالشرق الأوسط في اضطرابات وفي فوضى.
ونقل عن مخلوف “وإن كان للسيد الرئيس الكلمة النهائية، إلا أنه وبحسب مخلوف فالسياسات تصاغ عبر ما أسماه “قرار مشترك” .
انطوني شديد الذي أجرى مع مخلوف حواراً مطولاً يوم الاثنين الماضي في دمشق، وصف أحاديثه وتعليقاته بأنها فرصة نادرة للتبصر في كيفية تفكير حكم غير شفاف.
ولفته تعليق لمخلوف يقول فيه: “إن غاب الاستقرار لدينا هنا، فلا مجال لوجود إستقرار في اسرائيل”.
وبسؤاله عن سر إستهدافه بالعقوبات، قال مخلوف “لأن هناك ثمة صلة قرابة بيني وبين الرئيس. وهذا هو السبب فحسب. وأرى أن الغضب الموجه إليّ ناجم من الغيرة والشكوك القائمة منذ فترة طويلة بأنه يعمل باعتباري المصرفي الخاص بالأسرة الحاكمة. قد يكونوا قلقين من استخدامي تلك الأموال في دعم النظام. أنا لا أعرف. قد يكون ذلك هو السبب. لكن النظام يمتلك الحكومة بأسرها، وهم ليسوا في حاجة إليّ”.
كما رأى مخلوف أن الأولوية للاصلاح الاقتصادي وليس للاصلاح السياسي ، ووصف انطوني شديد مخلوف بأنه ليس مجرد رمز للغضب، بل يمثل أيضاً التغييرات الواسعة التي جرت في السنوات الأخيرة في سورية. فبعد أن ساد تحالف قديم بين التجار من المسلمين السنة وبين الضباط من الطائفة العلوية، يعطي مخلوف اليوم وسيلة لأحفاد هؤلاء الضباط للاستفادة من الصفقات المربحة بفضل إصلاحات اقتصادية تفكك القطاع العام، حسب وصف الصحيفة.
ورأى الكاتب من خلال حديثه مع مخلوف أيضاً أن التهديد الذي يواجه دمشق من النتائج الاقتصادية للاحتجاجات ومن العزلة التي تفرض عليها، وهروب رؤوس الأموال، يفوق التهديد الذي واجه الحكومة من الاحتجاجات نفسها.