أحداث الأربعاء 17 كانون الأول 2014
ثلث الأراضي في يد النظام… و «داعش» يسيطر على ثلث آخر
لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
تراجعت إلى أقل من الثلث مساحة المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري بعد خسارة معسكرين استراتيجيين ومناطق تحيط بهما في شمال غربي البلاد، بينما يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على الثلث في شمال شرقي سورية.
وأفادت «وكالة الأنباء السعودية» أمس، بأن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل التقى في الرياض المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا و «بحث معه في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك»، في وقت أكد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة ضرورة أن تتضمن خطة دي ميستورا التوصل إلى «تسوية سياسة شاملة وفق مبادئ بيان جنيف». وأفاد «الائتلاف» في بيان أن البحرة أكد لوزراء وسفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسيل «ضرورة وجود ضوابط لضمان تنفيذ أي اتفاق، بما في ذلك ضمان عدم استغلال نظام الأسد لتجميد القتال على جبهة معينة ونقل قواته إلى جبهات أخرى».
وكان خبراء ومعارضون نشروا خريطة أظهرت أن القوات النظامية «باتت تسيطر على أقل من 29 في المئة من مساحة البلاد» بعد سيطرة مقاتلي المعارضة أول من أمس على معسكري وادي الضيف والحامدية وأكثر من 20 حاجزاً نظامياً ومخازن أسلحة تمتد بطول يتجاوز 13 كيلومتراً وعرض ثلاثة كيلومترات تقع بين ريف حماة في الوسط ومدينة إدلب في شمال غربي البلاد.
وتضمنت الخريطة نقاط سيطرة «داعش» من الريف الشرقي لحلب شمالاً إلى الحدود السورية- العراقية شرقاً مع ثلاثة جيوب لـ «قوات حماية الشعب الكردي» في الشمال الشرقي والشمال، في وقت تستمر المواجهات بين «داعش» والأكراد في عين العرب (كوباني) قرب حدود تركيا. لكن الجديد أيضاً، تمدد مناطق «جبهة النصرة» في شمال غربي سورية وفي ريف درعا بين دمشق والأردن وفي القلمون في شمال دمشق وحدود لبنان.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن ما لا يقل عن 80 مقاتلاً معارضاً قتلوا نتيجة قصف القوات النظامية وانفجار ألغام واشتباكات قتل فيها مئة عنصر وضابط نظامي في معسكري وادي الضيف والحامدية، وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة أسروا «ما بين 120 إلى 200 عنصر من قوات النظام أثناء انسحابها وفرارها». لكنه أشار إلى وصول «مئات الفارين» إلى مواقع النظام في ريف حماة.
وقال نشطاء إن الطيران السوري شن غارات عنيفة على ريف إدلب، حيث قتل عشرة مدنيين في معرة النعمان و13 مدنياً بينهم مرضى بقصف على مستشفى «أورينت» في بلدة كفرنبل المجاورة.
ولم تعلق وسائل الإعلام الرسمية على الخسارة الكبيرة التي منيت بها قوات النظام. واكتفى نشطاء موالون بالقول إن الجيش نفذ «انسحاباً ناجحاً». ونشروا صورة للمرسوم الذي أصدره الأسد لقادة المعسكرين وعناصرهم نتيجة تصديهم لهجمات سابقة للمعارضة في نيسان (أبريل) 2013. وكتبت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام أمس، أن «وحدة حماية معسكر وادي الضيف نفذت انسحاباً تكتيكياً».
في نيويورك، ناشدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس مجلس الأمن العمل على تطبيق قراراته المتعلقة بالوضع الإنساني والضغط على أطراف النزاع لوقف الانتهاكات. وقالت: «آسف لإبلاغ المجلس أن ما طلبه في قراره قبل عشرة أشهر من أطراف النزاع قوبل بالتجاهل، والأطراف يواصلون تجاهل أبسط قواعد الإنسانية». وأوضحت أن عدد الذين قتلوا حتى شباط (فبراير) الماضي كان نحو مئة ألف، وتشير تقديرات الأمم المتحدة الى أن عددهم تضاعف الى 200 ألف مع نحو مليون جريح»، مشيرة الى أن «عدد المحتاجين للمساعدة ارتفع الى 12.2 مليون خلال الأشهر العشرة الأخيرة، أي بزيادة 2.9 مليون، فيما أصبح نصف عدد السكان مهجراً بـ 7.6 مليون نازح وأكثر من 3 ملايين لاجئ في الدول المجاورة».
وينتظر أن يبحث المجلس اليوم مشروع قرار حول المساعدات الإنسانية يجدد العمل بالقرارين السابقين ٢١٣٩ و٢١٦٥، ويدعو الأطراف السوريين «وخصوصاً السلطات السورية» إلى التقيد بالقرارين وتسهيل مرور المساعدات ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة ووقف ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين.
قوات النظام تنسحب بإتجاه ريف حماه بعد خسارتها معسكرين لصالح “النصرة“
بيروت – رويترز، أ ف ب، “الحياة
وصلت قوات نظامية سورية اليوم الثلثاء إلى بلدة مورك بريف حماه الشمالي، بعد أن خسرت أمس السيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف الإستراتيجيين بريف إدلب، لصالح “جبهة النصرة” مدعومة بتنظيم “جند الأقصى” و”الحركة الإسلامية”، في معركة سقط فيها أكثر من مئتي قتيل من الطرفين، و120 أسير من قوات النظام.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” إن حوالى مئة جندي سوري و80 مقاتلاً “إسلاميا”، قتلوا خلال معركة استمرت يومين سيطر خلالها المسلحون على معسكر وادي الضيف، بالإضافة إلى وقوع ما لا يقل عن 120 جندياً سورياً في القوات النظامية في قبضة “جبهة النصرة”.
وذكر “المرصد” أن قوات النظام خلال إنسحابها إلى مورك، فرَّت بحوالى عشر عربات عسكرية من قرية معرحطاط، حيث توارت في بساتينها ومغاوِرها، ومن ثم إلى منطقتي ربع الجور وصهيان الشرقية في جنوب بلدة بابولين بريف إدلب، وسط قصف عنيف من قوات النظام المتمركزة في مورك.
وأضاف “المرصد” أن الآليات المنسحبة تعرضت لكمينين من “جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” وتنظيم “جند الأقصى” في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى لإعطاب دبابتين.
وارتفع إلى 42 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على أماكن في منطقة وادي الضيف، من أجل تأمين غطاء للإنسحاب، وبينها 29 غارة للطيران الحربي و13 برميلاً، ألقتها الطائرات المروحية على المنطقة.
وفقدت القوات النظامية السورية الإثنين السيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت حينها باتجاه بلدتي بسيدا ومعرحطاط، حيث تمكن المقاتلون “الإسلاميون” هناك، من أسر 15 عنصراً من قوات النظام بينهم ضابط على الأقل.
وقال قائد عمليات المعارضة في فيديو، إن المعارك بدأت قبل شهر ونصف الشهر، وقدر عدد عناصر النظام الذين كانوا في الموقعين بحوالى 1500 توزعوا في 40 نقطة على امتداد 13 كيلومتراً وعرض 3 كيلومترات.
وخلال هجومها على معسكر وادي الضيف، “استخدمت جبهة النصرة دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى، كانت استولت عليها الشهر الماضي من “جبهة ثوار سورية” (المدعومة من الغرب)” ، وفق مدير “المرصد” رامي عبد الرحمن.
ويمثل انتصار تنظيم “جبهة النصرة” على “جبهة ثوار سورية” ضربة لجهود الولايات المتحدة، من أجل تدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة لتعديل موازين الثقل مع “جبهة النصرة”.
وسيسمح هذا الانتصار السريع لمقاتلي “النصرة” بالسيطرة على غالبية مناطق ريف إدلب الحدودية مع تركيا. وقال عبد الرحمن إن “تقدم الجهاديين له أهمية رمزية كبيرة، كما أنه يظهر أن جبهة النصرة تسيطر فعلاً على المنطقة”.
وكانت أبرز قوى المعارضة تحاصر معسكر وادي الضيف الخاضع لقوات النظام منذ نحو سنتين، من دون أن تتمكن من السيطرة عليه، حتى أمس الإثنين.
“داعش” يخطط لتفجير سد حديثة العراقي
الأنبار (العراق) – الأناضول
حذّر مسؤول محلي عراقي اليوم الأربعاء، من أن تنظيم “الدولة الاسلامية” ينوي تفجير سد حديثة في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار(غرب)، بزوارق مفخخة وانتحاريين له، فيما أشار إلى مقتل 30 من عناصر التنظيم في غارة لطيران التحالف الدولي.
وفي تصريح لوكالة “الأناضول”، قال قائمقام قضاء حديثة عبد الحكيم الجغيفي إن “برقية وصلت إلى إدارة القضاء من قيادات الجيش، تفيد “بنية تنفيذ عناصر داعش الإرهابي هجوماً كبيراً على سد حديثة بواسطة زوارق مفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة شديدة الانفجار”.
وأوضح الجغيفي أن “قوات الجيش والشرطة، وأفواج الطوارئ من الشرطة المحلية، ومقاتلي الحشد الشعبي، انتشرت صباح اليوم، بشكل كبير حول السد وعلى بعد مئات الأمتار، ومنعت الصيادين مع زوارقهم من الصيد لأيام عدة، وذلك لصد هجوم داعش المتوقع”.
وأكد الجغيفي أن “طيران التحالف الدولي وبالتنسيق مع القوات الأمنية، استطاع قصف رتل التنظيم في منطقة الخسفة غرب حديثة، ما أسفر عن مقتل 30 عنصر من التنظيم، وتدمير 5 مركبات لهم”.
وأشار المسؤول العراقي إلى أن “الرتل كان ينوي التحضير لهجوم واسع على مدينة حديثة قادم من منطقة الخسفة، لكن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة ساهمت بشكل كبير في قصف المركبات وتكبد داعش الإرهابي خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات”.
ومنذ بداية العام الجاري، يخوض الجيش العراقي معارك ضارية ضد تنظيم “داعش” في أغلب مناطق محافظة الأنبار، وازدادت وتيرة تلك المعارك بعد سيطرة التنظيم على الأقضية الغربية من المحافظة، إضافة الى سيطرته على المناطق الشرقية منها (قضاء الفلوجة والكرمة) كما يسيطر عناصر التنظيم على أجزاء من مدينة الرمادي.
نحو 200 قتيل في معركتي وادي الضيف والحامدية دعم روسي لجهود دوميستورا وفكرته لـ”الهدنة المحدودة”
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له، أن نحو مئتي جندي سوري وجهادي قتلوا خلال الساعات الـ24 الاخيرة لدى سيطرة “جبهة النصرة”، ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا على معسكرين للجيش السوري النظامي الاثنين في شمال غرب البلاد، وأن ما لا يقل عن 120 جندياً سورياً من القوات النظامية وقعوا في أسر “النصرة” .
وبذلك تكون الجبهة التي تؤازرها مجموعتان متطرفتان وجهت صفعة الى النظام السوري عندما سيطرت خلال ساعات على قاعدتين عسكريتين استراتيجيتين في معسكري وادي الضيف والحامدية بريف محافظة إدلب في شمال غرب سوريا والمتاخمة للحدود التركية.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه اثر الهجوم الذي بدأته الجبهة يوم الاحد “قتل اكثر من 100 عنصر من الجيش النظامي و80 جهادياً خلال المعارك وعمليات القصف وانفجار الالغام التي زرعها الجنود في كلا المعسكرين”. وأضاف أن 120 جندياً سورياً وقعوا في قبضة الجبهة، فيما فر نحو مئة جندي في سيارات أو سيراً نحو بلدة مورك في محافظة حماه الواقعة جنوب محافظة ادلب.
وبذلك باتت غالبية محافظة ادلب تحت سيطرة “النصرة”.
وأظهرت مشاهد أوردتها مواقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت ما يبدو انه سيطرة من مقاتلي المعارضة على أسلحة ثقيلة ودبابات داخل معسكر الحامدية في إدلب. وتبدو في الشريط مدافع ثقيلة ودبابات.
وقال صوت معلق: “غنائم المجاهدين داخل معسكر الحامدية المحرر مدافع 130 وعدد من الدبابات التي تم اغتنامها من قبل المجاهدين… مجاهدي الحركة الاسلامية… إن الدبابات في كل مكان بفضل الله عز وجل. دبابات غنائم في كل مكان بفضل الله عز وجل”.
وظهر في شريط آخر مقاتلون من “الجبهة الاسلامية” وهم يهتفون ويجلسون على متن دبابة لدى توجهها الى داخل المعسكر.
وكانت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد قد نجحت في التصدي لهجمات عدة على معسكر وادي الضيف الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ سنتين.
المفاوضات السورية – السورية
وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن فكرة اجراء مفاوضات سورية – سورية في موسكو في نهاية كانون الثاني 2015 لا تزال قائمة، مشيرا إلى أن موسكو تأمل أن تُنفذ هذه الفكرة قريباً.
ونقلت عنه وكالة “ايتار تاس” الروسية الرسمية: ” طرحنا هذه الفكرة وهي لا تزال على الطاولة، ونحن نعمل مع فصائل المعارضة السورية ونأمل في أن تنفذ الفكرة في القريب العاجل”. وقال إن مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دوميستورا يواصل العمل في الوقت الراهن وفقاً للخط الذي حدده لنفسه، “و”نحن ندعم كل ما يقوم به الموفد الأممي ونؤيد جهوده وفكرته حول الهدنة المحدودة… أنها فكرة صحيحة يمكن ان تصير نقطة انطلاق جيدة لبدء عملية نشر الاستقرار في سوريا واطلاق العملية التفاوضية”.
وصرح وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر بأن مبادرة إجراء مفاوضات بين الأطراف السوريين في موسكو لا تفترض أي دور للولايات المتحدة”، مؤكدا أن ” الأمر المهم يتمثل في عدم إعاقة واشنطن تنفيذ هذه المبادرة”.
وقال في حديث الى وكالة “نوفوستي” الروسية أن واشنطن هي من الدول التي لن تؤيد عقد “جنيف – 3” ، ولذلك فإن المبادرة الروسية بعيدة من أية مشاركة أميركية في مثل هذه المفاوضات.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف أبدى في وقت سابق استعداد بلاده للنظر في إمكان اجراء اتصالات بين دمشق وواشنطن اذا طلب الجانب السوري ذلك.
روسيا “متفائلة” بإطلاق محادثات سورية أوائل 2015
(رويترز)
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لشبكة “فرانس 24” الاخبارية للتلفزيون امس، ان بلاده متفائلة باحتمالات تجدد المحادثات بين المعارضة والحكومة السورية في وقت مبكر من سنة 2015.
وقال: “حتى الآن ومما نسمعه من غالبية محاورينا من المعارضة ومن الحكومة السورية يمكننا ان نتفاءل بمحاولة تجربة عملية (اجراء المحادثات) في وقت مبكر من السنة المقبلة على الاقل”. واضاف انه يتعين على الجماعات المعارضة السورية ان تتوافق في ما بينها على نهج مشترك قبل ان تبدأ المحادثات المباشرة مع الحكومة السورية.
ولم يحدد لافروف اي جماعات معارضة يجب ان تشارك في المحادثات.
ونقلت وكالة “ايتار تاس” الروسية الرسمية عن مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو تأمل في ان تنعقد المحادثات اواخر كانون الثاني.
وعن خطة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا لتجميد القتال في حلب، قال لافروف: “سندعم جهوده”.
سوريا تتحفّظ على المراقبين الدوليين في حلب
تشويش أميركي على اجتماع موسكو
محمد بلوط
جواب سوري أولي على خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، ومحاولة أميركية من جنيف لاختراق الجهود الروسية من أجل عقد لقاء تشاوري للمعارضة والحكومة السورية في موسكو.
فخلال ساعات يتسلم نائب المبعوث الأممي رمزي عز الدين من نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، رداً سورياً أولياً على الخطة التي تقدم بها دي ميستورا لتجميد القتال في حلب.
وأبدت مصادر سورية جملة من الملاحظات ستكون في صلب الرد الذي سيتبلغه الديبلوماسي المصري من المقداد، تشير بشكل خاص إلى الفرق بين ما تسلمته دمشق من خطة مكتوبة، والأفكار التي قدّمها دي ميستورا إلى الرئيس بشار الأسد خلال لقائه به قبل شهر في دمشق. ويعتقد السوريون أن عدم انخراط الديبلوماسي المصري في صياغة الخطة لا يساعد في تقدم النقاش حولها.
وكانت دمشق قد أبدت موافقة أولية على تلك الأفكار، ووعدت بدراستها، شريطة أن تتبلور في خطة واضحة. وتقول مصادر سورية إن دمشق لا تزال تنظر إليها بصفتها مجرد اقتراحات وليست خطة ناجزة، وهذا ما سيبحثه عز الدين مع المقداد، فضلاً عن الحاجة إلى المزيد من التعديلات وموافقة الطرفين.
ويأخذ السوريون على مهمة رمزي عز الدين عدم حملها جواباً بالموافقة أو الرفض من قبل المعارضة المسلحة، التي التقى دي ميستورا بعض من وافق من قادة الفصائل المعارضة على لقائه، مثل «مجلس قيادة الثورة» الذي يترأسه قيس الشيخ، الذي لا يشمل تمثيله إلا فصائل متواضعة، وتغيب عنه القوى الأساسية في الشمال مثل «الجبهة الإسلامية»، و»جيش المجاهدين»، وما تبقى من ألوية «الجيش الحر» في المدينة التي ترفض تجميد القتال. وكانت المجالس العسكرية للمعارضة المسلحة و»الجيش الحر»، لا سيما في الجنوب، تطالب مجالس الشمال الحلبي برفض الخطة من أساسها.
وتنظر دمشق بتحفظ شديد إلى اقتراح إيكال مسؤولية المعابر بين الحلبين، الشرقية والغربية، إلى المراقبين الدوليين، لأنه يفتح الباب لوضع تسوية محلية، تحت قرار دولي، سيكون عرضة لمناورات أميركية وفرنسية في مجلس الأمن، والى تدخل تحت مظلة القرار الدولي في المسار السياسي في الشمال.
ولا تميل دمشق إلى فكرة إحياء بعثة الجنرال روبرت مود، التي حلها قرار أممي بضغط أميركي وسعودي بشكل خاص، للتخلص من مجموعة المراقبين آنذاك، والتي بدأت تعمل بنجاح جزئي على تثبيت وقف موضعي لإطلاق النار. ويفضل السوريون أن تتولى المعابر، ومراقبة خطوط وقف القتال المجمّد، بعثة الأمم المتحدة في دمشق بعد توسيع عديدها في المرحلة الأولى، ويرفضون أي وجود عسكري أجنبي في المدينة تحت أي مسمّى من المسمّيات.
لكن التحفظات السورية تذهب بشدة نحو ما ورد في الخطة المقدمة إليهم، بإمكانية توسيع دائرة تجميد القتال من حلب المدينة، إلى خارجها، من دون الإشارة بوضوح، ما إذا كان ذلك يعني توسيع العملية لتشمل الريف الحلبي. ويرفض الجانب الحكومي السوري أي اقتراح بالتوسيع يتجاوز حلب المدينة، فيما يتحدث الجانب الآخر، عن حلب الإدارية، الأوسع مساحة، والتي قد تشمل الريف وصولاً إلى المعابر مع تركيا، في باب الهوى. كما ينظر بحذر إلى اقتراح بتسليم إدارة المدينة إلى «مجلس أعيان» محلي، بدلاً من إعادتها إلى الإدارة السورية، لتفعيل الخدمات فيها، في المرحلة الثانية من الخطة، بعد تجميد القتال.
ويرى السوريون في اقتراح توسيع التجميد في ما يتعدى حلب، الذي تبدو غاياته عملية في الظاهر لغماً كبيراً يؤدي إلى إقامة منطقة عازلة في نهاية المطاف، كما تطمح تركيا عبر ربط الخطة بأي قرار دولي يستقدم مراقبين دوليين، تنشأ عنه خطوط تجميد للقتال، تتحول فعلاً إلى منطقة عازلة.
وتأتي اقتراحات بتمويل خارجي للمنطقة المجمدة، التي ابلغها عز الدين، وتحدّث عنها بيان الاتحاد الأوروبي أمس الأول في إطار استراتيجيته السورية، لتزيد من خشية دمشق، أن تتحول تلك المناطق إلى إدارة ذاتية، تتبع مباشرة إلى الممولين الخارجيين، وتبعد الإدارة الحكومية في دمشق عنها، وتفضي في النهاية إلى تقسيم غير معلن، خصوصاً أن تركيا ستعمد إلى دفع النازحين إليها، وتثبيت قواعد للجماعات المسلحة فيها وتوفير خطوط إمداد «شرعية» تحت رقابة دولية.
وكان عز الدين، بحسب مصادر سورية، قد نصح مَن التقاهم في دمشق بانتهاز فرصة وجود تمويل خارجي للموافقة على الخطة، وتبنيها لدعم عملية إعادة إعمار في المنطقة المجمّد القتال فيها.
ورغم أن دي ميستورا لا يزال يعمل في المنطقة الرمادية، بتجنب حمل خطة ناجزة، والتحدث عن أفكار، واستراتيجية البناء من تحت إلى فوق، وعدم الالتزام بخطة مكتوبة، إلا أن استراتيجيته بدأت تصطدم بعقبات من فوق، باتضاح الحاجة إلى مظلة مجلس الأمن واستصدار قرارات تتيح التدخل في الشمال السوري، قد تواجه «فيتو» روسياً. كما تفتقد الخطة إلى دعم المموّلين الرئيسيين للمعارضة، من الدول الخليجية وتركيا. وقد يكون دي ميستورا قد خطا إلى الأمام في إقناع السعوديين بأفكاره، بعد اجتماع بالأمس في الرياض، دام أكثر من ثلاث ساعات مع وزير الخارجية سعود الفيصل. ويعكس مجرد قبول السعوديين باستقباله، بعد امتناع مديد، وطول الاجتماع، اهتماماً من مموّل المعارضة المسلحة السورية الأول، واحتمال أن يكون طرح أسئلة كثيرة عن تفاصيل تطبيقها.
وعلى صعيد آخر، يعود المشرف الأميركي على ملف المعارضة السورية السفير دانيال روبنشتاين إلى التدخل في العملية الديبلوماسية، التي أطلقها الروس لتنظيم لقاء تشاوري للمعارضة السورية في موسكو، في 15 كانون الثاني المقبل، على ما تقوله مصادر مطلعة في المعارضة السورية.
وأعلن لافروف أن موسكو متفائلة حيال احتمالات تجدد المحادثات بين المعارضة والحكومة السورية في وقت مبكر من العام المقبل. وقال، لشبكة «فرانس 24» الفرنسية، «حتى الآن، ومما نسمعه من غالبية محاورينا من المعارضة ومن الحكومة السورية يمكننا أن نتفاءل بمحاولة تجربة عملية (إجراء المحادثات) في وقت مبكر من العام المقبل على الأقل».
ويحاول روبنشتاين الدخول على خط الجهود الروسية، التي يبذلها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لجمع أكبر عدد ممكن من المعارضين حول طاولة واحدة. ويبدو أن الأميركيين قد بدأوا يشعرون بالعزلة في العملية الجارية، وأنهم لم يتوقعوا أن ينجح الروس حيث أخفقوا، وبدأوا بالتراجع تدريجياً عن التفويض الذي منحوه للروس لتنظيم مفاوضات سورية جديدة، على قاعدة «جنيف واحد»، وتعديلات جوهرية في قراءته.
وتقول مصادر ديبلوماسية في باريس إن المعارض قدري جميل، أمين «حزب الإرادة الشعبية» القيادي في «جبهة التحرير والتغيير» المقيم في موسكو، سيجتمع غداً مع روبنشتاين في جنيف، وقد يلتقي بالمعارضَين بسمة قضماني وميشال كيلو.
ويحاول الأميركيون الدفع بالمعارضَين قضماني وكيلو مجدداً إلى الواجهة، وتقريبهما من قدري جميل، الذي يلعب دوراً محورياً في الاتصالات الجارية لعقد المؤتمر التشاوري للمعارضة في موسكو. وكان روبنشتاين قد تدخل شخصياً، قبل أسبوع، لكي يستقبل دي ميستورا المعارضَين قضماني وكيلو، ويعرض عليهما أفكاره عن تجميد القتال في حلب. والراجح أن الأميركيين سيحاولون ضم المعارضين المقربين منهما ومن السعودية إلى العملية الجارية، لضمان حضورهما فيها.
من جهة أخرى، سلم رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال لقائه في طهران، رسالة من الرئيس بشار الأسد «تتعلق بتطوير وتنمية آفاق العلاقات الثنائية».
وشدد روحاني، خلال اللقاء، على «وقوف إيران إلى جانب الشعب السوري في محاربته للإرهاب وتعزيز صموده الذي كان ثمرة لتلاحمه مع جيشه وقيادته وعلى رأسها الأسد». وأكد أن «المؤامرات العالمية التي تحاك ضد إيران لن تحول دون استمرار دعمها لسوريا، حكومة وشعباً، ومن الأهمية الإشارة إلى أن من قام بدعم التنظيمات الإرهابية بدأ يدرك أن الدعم العسكري والمالي لهذه التنظيمات لا يمكنه إسقاط القيادة الشرعية في سوريا».
وقال الحلقي، الذي التقى نائب الرئيس الإيراني اسحق جهانغيري وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن «سوريا تسعى، بالتوازي مع محاربة الإرهاب، إلى تحقيق المصالحات الوطنية وتعزيز قدرات الشعب السوري الاقتصادية».
الأردن أقنع واشنطن باختبار سيناريو سوري يتضمن انسحاب الأسد والحفاظ على «النظام»
تجنب خيار «اجتثاث البعث» وبدعم مصري وتحفظ سعودي
عمان ـ القدس العربي»: حصل الأردن سياسيا ودبلوماسيا على «ضوء أخضر» من الإدارة الأمريكية يسمح باختبار سيناريو جديد للتعامل مع تداعيات الملف السوري تحديدا على أساس خطة انتقالية للسلطة في دمشق تجمع الأصوات المؤثرة دوليا وإقليميا لدعمها القيادة الروسية تحديدا.
الأردن، وعلى هامش زيارة الملك عبدالله الثاني الأخيرة لواشنطن، تمكن حسب مصدر مطلع تحدث لـ «القدس العربي» من «إقناع» الإدارة الأمريكية مؤخرا بالعمل على «تقريب وجهات النظر» بين الأمريكيين وروسيا في ما يتعلق بالملف السوري تخلصا من الأزمة الدولية الحالية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد بحثت هذا الخيار مرات عدة مؤخرا مع أطراف عربية وأخرى في المعارضة السورية فيما تؤشر الاتصالات الأردنية المكثفة خلال الأسبوع الماضي على أن الاقتراح الخاص بخطة انتقالية تستبدل سيناريو إسقاط نظام بشار الأسد «ينمو» بنضج وبخطوات ملموسة حتى على مستوى المجموعة العربية.
وقد استضافت عمان لقاءات معمقة في هذا السياق طوال الأيام السبعة الأخيرة فيما تساند دولة الإمارات هذا الاتجاه بدعم أيضا من القيادة المصرية، حيث زار عمان الرئيس عبدالفتاح السيسي ثم نفذ العاهل الأردني زيارة مباغتة مساء الاثنين للمملكة العربية السعودية التي ما زالت متحفظة على فكرة التعامل مع بشار الأسد من أساسها.
وجهة نظر الأردن في الكواليس كانت تتحدث عن ضرورة الحفاظ على»النظام السوري» نفسه وأجهزة الدولة مع مرحلة انتقالية تنتهي بمغادرة الرئيس بشار الأسد شخصيا وحتى عائلته على أساس عدم التورط مجددا بسيناريو «حل حزب البعث» في نسخته العراقية.
ويبدو ان عمان أنجزت في هذا السياق ما تطلب زيارات متبادلة مع السيسي والعاهل السعودي حسب مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الأردنية.
روحاني: الأزمة السورية تحل بالحوار والمفاوضات فقط
طهران- الأناضول: استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، في العاصمة الإيرانية طهران.
وأفادت الرئاسة الإيرانية في بيان صادر عنها الأربعاء، أن الرئيس روحاني صرّح خلال اللقاء، “إن مقاومة سوريا للإرهابيين، لقنت أولئك الذين يواجهون سيادة واستقلال البلد درساً، بأن الدعم المالي والعسكري لهم لن يكسر خط المقاومة، ولن يتمكنوا من الإطاحة بحكومة شرعية” بحسب قوله.
وأضاف روحاني، “إن الشعب والجيش السوريين، خاضوا حرباً شرسة ضد المؤامرات طيلة 4 سنوات، والآن استوعب المجتمع الدولي حقيقة الحرب التي يخوضها في مواجهة الجماعات الإرهابية والمؤامرات الخارجية”، على حد تعبيره، مؤكداً أن التوصل إلى حل للأزمة السورية يمكن عبر الحوار والمفاوضات السياسية الداخلية فقط.
وأعرب روحاني عن أمل بلاده في أن يتم استعادة تأسيس الاستقرار والأمن في سوريا، وعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وعلى صعيد آخر، لفت الرئيس الإيراني خلال اللقاء مع الحلقي، إلى إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة، والنقل، والتعدين، والزراعة.
200 قتيل سقطوا في معارك السيطرة على معسكرين في إدلب ومقتل 10 سوريين في قصف لطائرات النظام على «كفرتخاريم»
■ عواصم ـ وكالات: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الثلاثاء بأن نحو مئتي قتيل سقطوا في المعارك التي انتهت بسيطرة مسلحين إسلاميين أمس على معسكري وادي الضيف والحامدية بمحافظة إدلب شمال غرب سورية.
وأوضح المرصد أنه علم من مصادر متقاطعة أن ما لا يقل عن 80 مسلحا من حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الأقصى لقوا حتفهم خلال القصف من الطيران الحربي والطائرات المروحية وانفجار ألغام واشتباكات.
كما قتل ما لا يقل عن مئة عنصر بينهم ضباط وصف ضباط من قوات النظام خلال يومي أمس وأمس الأول في معسكري وادي الضيف والحامدية.
وتمكنت النصرة وأحرار الشام وجند الأقصى من أسر ما بين 120 إلى 200 عنصر من قوات النظام.
وتمكن المسلحون من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعربات الثقيلة.
الى ذلك لقي 10 أشخاص مصرعهم، وجرح 40 آخرون، مساء الاثنين، في قصف بالصواريخ الفراغية، نفذته طائرات النظام السوري، على مدينة كفر تخاريم، الواقعة في ريف إدلب الشمالي.
واستهدف القصف المركز الثقافي في المدينة، الذي تتخذه كتائب الإيمان التابعة لجبهة النصرة مقرًا لها.
وأفاد «أحمد خضور»، رئيس الدفاع المدني في كفر تخاريم، لمراسل الأناضول، أن معظم القتلى هم من المدنيين، مشيرًا إلى أن فرق الإنقاذ ما تزال تبحث عن طفلين يعتقد أنهما تحت الأنقاض.
من جانبه أوضح مدير المشفى الميداني، «سامر حوا»، أن عدد القتلى في ازدياد، لافتًا إلى أن العديد من الجرحى في وضع حرج في ظل نقص في إمكانيات المشفى.
وتتعرض قرى ريف إدلب، التي تخضع لسيطرة المعارضة، لقصف متواصل من قوات النظام، وازدادت وتيرة القصف بعد معارك أمس، التي خسر فيها النظام معسكري وادي الضيف والحامدية، واعتبر ناشطون أن قوات النظام تستهدف المدنيين، انتقاماً للهزائم التي منيت بها أمام المعارضة المسلحة.
الى ذلك خرجت ليلة الاثنين، مظاهرة في مدينة سلقين بريف إدلب، شمال سوريا، ابتهاجاً بسيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة، على معسكري «وادي الضيف» و«الحامدية» الاستراتيجيين، حيث تجمع عشرات المواطنين في وسط المدينة، ورددوا شعارات تحيي فصائل المعارضة، التي شاركت في عملية السيطرة، وفي مقدمتها جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام وفصائل من الجيش الحر.
كما شارك في المظاهرة قادة عسكريون من الفصائل المقاتلة، وألقوا كلمات أكدوا خلالها على مواصلة قتال قوات النظام حتى تحرير محافظة إدلب بالكامل وكل مناطق سوريا.
وأفاد محمد حسن زيدان، قائد كتيبة في أحرار الشام، وأحد المشاركين في معارك السيطرة على المعسكرين، أن «المظاهرة هي تعبير عن فرحة الأهالي لتحرير المعسكرين»، متعهداً «بتحرير المعسكرات المتبقية للنظام في الريف، والتوجه إلى إدلب المدينة».
من جانبه قال أبو حسن، القائد العسكري في جبهة النصرة «لقد خرجنا اليوم لنشكر الله على هذا الفتح العظيم، والذي مكننا من السيطرة على معسكرين كانا يستهدفان المواطنين بنيران مدافعهما».
تغير في موقف الإتحاد الأوروبي بتعاونه مع روسيا وإيران في الملف السوري
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي» لم يعد المتابع للشأن السوري يفهم الطريقة التي تتشكل بها الأحداث خصوصا على صعيد الوضع الميداني، ففي مناطق إدلب تبدو جبهة النصرة وقد حسمت المعركة في الريف لصالحها خصوصا بعد سيطرتها على قواعد عسكرية في وادي الضيف والحامدية.
وفي الشمال يقترب الجيش التابع للنظام من إحكام الحصار على مدينة حلب، وفي الجنوب معارك لم يظهر بعد مدى تأثيرها على مجمل الساحة القتالية وفي الشرق يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة وهو عرضة للغارات الأمريكية والدول المتحالفة مع واشنطن.
وفي كل يوم يتغير شكل الخريطة القتالية في سوريا وتؤكد إنسدادا على الساحة العسكرية وحالة من الجمود السياسي رغم محاولات المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا طرح فكرة «التجميد» وتطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار المحلية في مدينة حلب.
لكن مجمل ما جرى خصوصا سيطرة مقاتلي جبهة النصرة على وادي الضيف والحامدية يوم الإثنين يعتبر نصرا رمزيا للجبهة التي تعتبر فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا وضربة قوية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بحسب صحيفة «فايننشال تايمز».
وفي حالة استمرار النصرة في سيطرتها على القواعد الجديدة فستكون قادرة على قطع خطوط الإمداد للوحدات العسكرية المرابطة في شمال-غرب سوريا بما فيها مدينة حلب.
واستطاعت النصرة السيطرة على القاعدتين بعد سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع الماضية مقارنة مع سنوات من المحاولات التي قامت بها جماعات أقل تشددا من النصرة. وبحسب أحد القادة «يعتبر النظام وادي الضيف جوهرته في الشمال وجوهرة جيشه وهي الآن تحت أقدام المجاهدين».
وقال القائد الذي كان يتحدث في فيلم على «يوتيوب» إن القاعدتين مهمتان لمعاقله في الغرب وعلى الساحل حيث تعيش الأقلية العلوية التي ينتمي إليها نظام الأسد.
وقال القائد إن جبهة النصرة قامت بحملة استمرت أربعة أسابيع شملت كمائن وأسر جنود النظام لجمع معلومات عن الوضع داخل القاعدتين قبل أن تشن هجوما منظما استمر أربعة أيام. وكان النظام قد أقام قاعدتي وداي الضيف والحامدية في عام 2011 مع بداية الإنتفاضة التي بدأت سلمية.
ويرى الناشطون أن سيطرة النصرة على القاعدتين تعني تعزيز سيطرتها على إدلب التي كان ريفها أول ما سيطر عليه المقاتلون بداية الإنتفاضة.
ويعني تقدم مقاتلي القاعدة تهميشا للمعارضة السورية المعتدلة التي تعرضت لهزائم متكررة ضد جبهة النصرة في الأشهر الماضية.
وبحسب ناشطين فالنصرة تقوم بإنشاء منطقتها الآمنة في شمال- غرب سوريا أسوة بما فعله تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش الذي يسيطر على ثلث شرق سوريا حتى الحدود مع العراق.
وبحسب ناشط اسمه ثائر الخالدية «فقد أصبحت نسبة 60% من ريف إدلب تحت سيطرة جبهة النصرة»، ولا تزال المدينة في يد النظام رغم محاولات الجهاديين دخولها أكثر من مرة.
حلب محاصرة
وفي الوقت الذي يواجه فيه النظام وضعا صعبا في إدلب فقواته لم تبق لها سوى أمتار عدة لإكمال محاصرة معاقل المعارضة الأخيرة في مدينة حلب.
وجاء التقدم بعد الغارات الجوية التي دمرت مناطق المعارضة والتي أقسم المقاتلون فيها على الصمود حتى آخر قطرة في عروقهم.
وتقول صحيفة «التايمز» البريطانية إن نجاح الجيش السوري بفرض حصار على معاقل المعارضة يعني تجويعها كما فعل في حمص ومناطق دمشق، ويعني انتصارا للنظام السوري، وهذا يعني سقوط أحياء المعارضة في يد النظام.
ونقلت عن سامي الريج، المتحدث باسم قوات الثورة السورية في حلب والذي ناشد القوات العسكرية الغربية تقديم الدعم ووعد بالقتال حتى النهاية.
ويقول قادة المعارضة انهم لا يزالون يسيطرون على ممر يبلغ عرضه كيلومترا ويخوضون معركة شرسة للحفاظ على مواقعهم في حلب. وقالوا إنهم استطاعوا استعادة مزارع الملاح وتلة حندرات التي سقطت بيد النظام يوم الأحد.
وسقط في المعارك العشرات من الجانبين، ويقول حسام أبو بكر، المتحدث باسم أحرار الشام «الموقعان يأخذان الكثير من جهد الفصائل المعارضة»، وأضاف أن هناك الكثير من القتلى والأسرى في كل ساعة.
وتشير الصحيفة إلى أن المعركة للسيطرة على حلب دخلت عامها الثاني، وتأتي في مرحلة حرجة تمر بها الحرب الأهلية والتي قامت بتدمير واحدة من أهم مراكز الثقافة في الشرق الأوسط.
وعليه فانتصار النظام في حلب يعني هزيمة معنوية كبيرة لجماعات المعارضة حيث سيحرمها من آخر معاقلها بعد خسارتها معظم المناطق للجماعات المتشددة من جبهة النصرة إلى تنظيم داعش. ويتعرض الممر الوحيد لمناطق المعارضة لقصف مدفعي منذ أكثر من عام.
وبحسب عبدالرحمن صالح، المتحدث باسم «الجبهة الإسلامية» «أستطيع القول إن الوضع حرج في حلب رغم المقاومة الشرسة التي تبديها الفصائل المسلحة والخسائر الفادحة التي تكبدها النظام، إنها معركة بقاء بالنسبة للمقاتلين في حلب».
ويقول مايكل ستيفن من المعهد الملكي للدراسات المتحدة في قطر «أتوقع منذ أشهر سيطرة النظام على حلب، وحدث الأمر أبطأ مما توقعت».
وحذر مسؤولون في الأمم المتحدة من رحيل جماعي جديد لمن تبقى في المدينة حيث سينضمون لأكثر من 400.000 لاجئ في تركيا.
خطط الإتحاد الأوروبي
وتأتي التطورات في وقت اجتمع فيه وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي يوم الإثنين لمناقشة خطة دي ميستورا. في اتجاه آخر، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الإتحاد الأوروبي عبر عن موقف جديد، حيث ستقوم الكتلة الأوروبية هذه بمحاولة لإنشاء مجموعة تعاون مع كل من روسيا وإيران والعمل على وقف الحرب الأهلية في سوريا.
وعلقت على ما قالته فردريكا مورغيني، مسؤولة السياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي بعد قرار دعم خطة دي ميستورا، وسط خلافات بين دول الإتحاد حول إمكانية استفادة الرئيس السوري من الخطة. وتشير الصحيفة إلى أن الإتحاد كان حذرا في التعاون مع كل من طهران وموسكو حول سوريا، فقد عقد النزاع الروسي- الأوكراني من التعاون فيما ركزت الدول الأوروبية على ملف طهران النووي.
لكن مورغيني أشارت يوم الإثنين إلى أن دول الإتحاد لن تجعل هذه الملفات معوقا للتعاون في سوريا. وقالت إن «الإتحاد الأوروبي مستعد للتعاون مع كل اللاعبين الإقليميين والدوليين ممن لهم تأثير على الأطراف السورية، من دول الخليج بدءا بالسعودية وكذلك إيران وروسيا».
وحتى الآن فشلت كل الجهود لجمع كل الأطراف ذات العلاقة على طاولة واحدة، فقد بقيت إيران خارج التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث قامت ضده بعمليات من طرف واحد في العراق وسوريا.
وتشير تصريحات مورغيني لاستعداد أوروبي للتعاون مع موسكو لتشكيل حكومة انتقالية موسعة في دمشق على الرغم من الخلاف الطويل حول بقاء الأسد في السلطة أم رحيله، وأكدت أن إيران «هي لاعب إقليمي مهم» ويجب التعاون معها في قضايا غيرالمفاوضات في الملف النووي.
ليسوا قادرين
وفي إطار آخر قال مسؤول في الخارجية الأمريكية إن المعارضة السورية «المعتدلة» لن تكون قادرة على هزيمة الأسد عسكريا.
فقد نقل جون هدسون في مجلة «فورين بوليسي» ما قاله مسؤول في الخارجية الأمريكية من أن المعارضة المسلحة لن تستطيع هزيمة الأسد عسكريا الآن أو في المستقبل القريب على الرغم من الخطط التي أعلنت عنها وزارة الدفاع (البنتاغون) لتدريب وتسليح حوالي 5.000 مقاتل سوري في العام.
وكان بريت ماكغريك الذي يمثل وزارة الخارجية في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية قد قال أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ان حل الأزمة «يجب ان يتم عبر جهود دبلوماسية».
وأشار هدسون للمشكلة التي تواجه قوات المعارضة المعتدلة في حلب وخسارتها أمام المتشددين الجهاديين، في وقت تثير الغارات الأمريكية ضد مواقع داعش والنصرة عددا من نظريات المؤامرة حول دعم أمريكي تكتيكي للنظام السوري.
ويرى نوح بونسي من «مجموعة الأزمات الدولية» أن الغارات تمثل مشكلة للمعارضة التي تتعاون مع واشنطن «يصعب على قائد عسكري يحاول إقناع مقاتليه أن التعاون مع واشنطن يصب في صالح المعارضة تفسير الغارات الأمريكية التي تضرب الجماعات الجهادية وتتجنب الأسد».
ورغم مطالبة أعضاء في التحالف ضد داعش مثل تركيا من جعل التخلص من الأسد سياسة رسمية إلا أن دولا خارج الشرق الأوسط تعارض هذا.
وتواجه خطة الرئيس باراك أوباما من أجل تدريب المعارضة مشاكل في العثور على مرشحين لا يحملون مواقف معادية من واشنطن، وبسبب البطء في الإعداد فلن تتخذ خطوات عملية لبدء التدريب إلا في ربيع عام 2015.
وتساءل النائب الجمهوري عن تكساس تيد بو «كم نحتاج لتدريب هؤلاء في السعودية وإرسالهم إلى سوريا للقتال؟» فرد ماكغيرك إن البرنامج يحتاج لعام وهو ما لم يعجب النائب الذي قال إن الناس يموتون في سوريا.
ورد ماكغيرك إن التدريب هو جزء من حملة واسعة ومتعددة الوجوه، «فالوجه الأول هو العراق وما نقوم به في سوريا هو إضعاف قدرات داعش».
أولويات السياسة الخارجية
ورغم كل هذا فستظل سوريا من أهم أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، فبحسب دراسة نشرتها مجلة «أتلانتك مونثلي» حددت الأجزاء المهمة من العالم لصناع السياسة الأمريكية، وتلك التي لا تهمهم. وما يحدد أهمية هذا الجزء من العالم أو ذاك هو علاقته بالمصالح القومية.
ولهذا السبب تقول المجلة إن الولايات المتحدة فعلت الكثير من أجل وقف تقدم داعش في سوريا والعراق أكثر مما فعلته الإدارة مثلا لوقف الحرب الطائفية في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وتبدو أولويات السياسية الخارجية الأمريكية على شكل خريطة تعلم تلك التي تتعرض فيها المصالح الأمريكية للخطر باللون الأحمر، أي أولوية.
ويرمز للأماكن التي تتعرض فيها المصالح الأمريكية لتهديدات متوسطة باللون البرتقالي، واستخدم اللون الأصفر للمناطق التي تعتبر فيها الأخطار متدنية.
وبحسب المشرف على الدراسة المسحية بول ستيرز فاللون يعبر عن مستوى الإهتمام والمصادر التي ستضعها الولايات المتحدة في العام المقبل، كما تقدم الخريطة دليلا للأماكن والصراعات التي ستلقى اهتماما أقل من واشنطن.
وبحسب الدراسة التي أعدها «مركز العمل الإستباقي» في «مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكي، فقد وضع المشاركون في الدراسة الحرب في العراق بين داعش والجيش العراقي والصراع بين السنة والشيعة كأولوية أولى للإدارة في العام المقبل.
ووضعت الدراسة سيناريوهات مثل الهجمات السايبرية كأولويات محتملة وكذا احتمال اندلاع أزمة مع كوريا الجنوبية وإمكانية ضرب إسرائيل للمفاعلات النووية الإيرانية، مواجهة مع الصين حول مزاعمها في بحر الصين الجنوبي، تصاعد الحرب الأهلية في سوريا أو تعرض استقرار افغانستان للخطر. ويضاف إلى هذه الأولويات مخاطر الحرب بين أوكرانيا والميليشيات المدعومة من روسيا وتزايد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقالت الدراسة «سننشغل بالشرق الأوسط في المستقبل القريب».
وقامت الدراسة على عينة من المشاركين أبدت نسبة كبيرة منهم قلقا حول العراق وافغانستان وأبدت عدم ارتياح من إمكانية مواجهة مع روسيا والصين.
وقال ستيرز إن المشاركين أبدوا قلقا أكثر من العام الماضي من إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة. كذلك مخاوف من إمكانية فشل المحادثات النووية مع إيران.
ولم يبد المشاركون اهتماما بدول مثل الصومال أو جنوب السودان أو مالي، ولا يعني ذلك أن النزاعات في هذه البلدان قد انتهت بل انها لم تعد أولوية.
وتوصل ستيرز الذي يعمل أيضا مديرا لـ «مركز الفعل الإستباقي» والفريق العامل معه إلى هذه النتائج من خلال سؤال 2.200 مسؤول حكومي، أكاديمي وخبير.
حكايات سورية على متن حافلة تركية بطيئة… لجوء اوروبي وقهر وذل في الشتات وبراميل النظام المتفجرة في الداخل
محمد اقبال بلو
انطاكيا ـ «القدس العربي» خمسة سوريين يجلسون في آخر مقعد من الحافلة التي تنافس السلحفاة في البطء، وتتجاوز ظهر الحصان في شدة الصعود والهبوط والقفز لدرجة ينطح فيها الراكب السقف كل خمس دقائق، إنه المقعد الخلفي الأخير الذي لا يتسع سوى لخمسة سوريين مرغمين على الجلوس فيه، ورغم ضيقه وارتفاعه عن غيره بشكل أقرب لسقف الباص إلا أنه كان يتسع لكل الآلام والآمال ولبعض من الأحلام الصغيرة.
«خيو إش بتشتغل انت» أجبته أنني أعمل في الصحافة، وبلهجة حلبية أصيلة تابع «أنا اسمي أبو عمار.. الله لا يوريك إش عبصير فينا هون» ولدى سؤالي له عما يحدث معه، ومحاولتي معرفة قصته التي جعلته في حالة من اليأس والحزن، بدأ أبو عمار برواية قصته قائلا: «أتيت إلى تركيا منذ ستة شهور للعمل وتأمين بعض المال لاستئجار منزل وجلب أسرتي من حلب، علها تنجو من براميل النظام التي تهطل مطراً علينا كل يوم».
تقاطعه السيدة التي كانت تسند رأسها إلى زجاج النافذة وكأنها تريحه من كم هائل من الأثقال التي يحملها والأعباء التي يكل بالتفكير فيها، قالت: «طيب مو انت صحفي، لازم تكون بتعرف كل شي»، وبعد أن أجبتها بأنني أعرف بعض الأمور ولا أعرف كل شيء، سألتني حول البطاقة التي يتم إصدارها للسوريين في تركيا وهل تمنعها من السفر إلى زوجها الذي حصل على لجوء في السويد، وهل من الممكن أن تقوم الحكومة السويدية بإعادتها إلى تركيا هي وطفلها الذي كان يرقد في جحرها ويشعر بالدوار بعد أن دارت الحافلة به وبأمه ببطء يصيب بالغثيان.
وتابعت السيدة أم أحمد والتي قالت انها من مدينة «بنش» في ريف إدلب: «الله يقطع عمرهم الاجانب كلهم، أنا بدي أعيش في بنش، وما بدي لا تركيا ولا السويد ولا غيرها، بس جوزي الله يسامحه تركنا وراح عالسويد، وما في حل غير انو نروح وراه».
أم أحمد أخبرتنا أنها تشعر بالذل والمهانة كل يوم، على رغم أنها لم تتلق إساءة مباشرة من أحد، لكنها وحسب قولها «تلاحظ نظرات المواطنين الأتراك لها، فمنهم من ينظر إليها كفريسة سهلة المنال، وآخرون ينظرون إليها بعــين الشفقة، وهي تكره النظرتين وتمقتهما».
يسكتها أبو عمار، الشاب الحلبي باستدراك حديثه ويقول: «ذهبت إلى «نيزيب» فور دخولي إلى تركيا حيث يقيم أبناء عمومتي الذين وجدوا لي عملاً بأجر لا يتجاوز خمسمائة ليرة تركية في الشهر، كنت أقوم بخدمة سبعة وعشرين من العجول في إحدى المزارع لقاء ذلك الأجر، ورغم صعوبة العمل إلا أنني اعتدت عليه وبدأت أنجزه في ساعات قليلة، ما دفع بصاحب المزرعة لاستخدامي في أعمال أخرى إضافية وبالأجر نفسه».
ويضيف: «لم أقبل بذلك، فتركت العمل إلا أنني لم أجد أفضل منه، وأنا الآن كما ترى عدت من نيزيب إلى عنتاب وبعد وصولي لأنطاكية سأنطلق مباشرة إلى حلب، وأقيم مع أسرتي التي لن أستطيع إخراجها من جحيم القصف… خلينا نموت بكرامتنا تحت البراميل أحسن ما نموت قهر وذل هون».
الحافلة القادمة من مدينة عنتاب باتجاه أنطاكية جنوب تركيا، تمر على أكثر من عشرين قرية في طريقها، ويتبدل ركابها مرات عديدة قبل أن تصل، بحيث تقطع مسافة مئتين وخمسين كيلومتراً خلال أربع ساعات ونصف، في حين أن المسافة تتطلب نصف الوقت تقريباً، ما يجعل التعب والضجر يسيطران على معظم الركاب مما يجعلهم في حالة مزاجية سيئة.
وفي لحظة صمت فيها الجميع، تنهدت فيها إحدى السيدات في المقعد ما قبل الأخير وقالت: «الله يلعن هالعمر» فبادرت لسؤالها عن سبب جملتها هذه وماذا حدث معها وجعلها تنطق بذلك، فبدأت بحكايتها هي الأخرى: «ذهبت في زيارة إلى أقاربنا في اسطنبول، وأدركت منذ وصولي أن الناس تغيرت كثيراً عن السابق، فقد كان استقبالهم باهتاً، ووجوههم تعبر عن دواخلهم، بقيت يومين فقط وقررت العودة إلى أنطاكية، حيث كنت وأولادي ضيوفاً غير مرغوب بهم».
وتكمل: «إلا أن الحظ السيئ أبى إلا ان يرافقني، فطريق اسطنبول يستغرق خمس عشرة ساعة، إلا أنني ومنذ ثلاث وعشرين ساعة على الطرقات الطويلة وفي الحافلات التركية باردة القلب والدم، بعد ساعات طويلة توقفت الحافلة معلنة وصولها لأجد نفسي وأطفالي في عنتاب بدل أنطاكية، على الرغم من انني حجزت إلى أنطاكية ولا أعرف كيف حدث ذلك، ما اضطرني للركوب في هذه الحافلة التعيسة من عنتاب لأصل إلى منزلي في أنطاكية».
كان من المفترض أن أنزل من الحافلة قبل أنطاكية بحوالي ثلاثة عشر كيلومتراً حيث أقيم، وباستغراقي في الحديث مع السوريين ركاب المقعد الخلفي نسيت ذلك، لأجد نفسي في وسط أنطاكية فجأة، ابتسمت وأخبرتهم جميعاً أن ما حدث معي ومعهم يدل على تشتت أفكارنا ومعاناتنا جميعاً كل بحسب قصته وظرفه.
وعلى الرغم من فقرهم جميعاً وتعبهم وإرهاقهم، بدا الجميع مصرين أن أتناول وجبة الغداء معهم وعلى حسابهم في مكان ما، أو في منزل من يمتلك منزلاً، كرماء حتى في أقسى ظروفهم وأصعب حالاتهم، رغم أنهم «سوريون على متن حافلة تركية بطيئة».
«داعش» ينشيء جهازا للشرطة العسكرية في الرقة السورية
عمر الهويدي
الرقة ـ «القدس العربي» أحدث تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في مدينة الرقة شمال سوريا، والتي تعد المعقل الرئيسي له، جهازا جديدا باسم «الشرطة العسكرية الإسلامية»، وذلك لمتابعة عناصر التنظيم الفارين من جبهات القتال والمتمركزين في المدن.
وقال ناشطون لــ«القدس العربي»، إن جهاز الشرطة العسكرية الذي أحدثه تنظيم «داعش» يقوم بمتابعة كافة عناصره، والتي تنحصر مهمته بإلقاء القبض على أي عنصر يتواجد في المدينة دون مهمة رسمية.
وأضافوا، أن مدينة الرقة شهدت انتشارا مفاجئا لحواجز تابعة للتنظيم في الأيام القليلة الماضية، وأشاروا إلى أن عناصر مقنعين يرتدون لباساً موحداً ويحملون أسلحة مختلفة عن التي يحملها باقي عناصر التنظيم عادة، قاموا باعتقال نحو 15 عنصرا، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، ويعتقد أنهم مقاتلون أجانب، بحسب الناشطين.
ويرجح الناشطون أن سبب اعتقالهم يعود لرفضهم الانتقال إلى مدينة عين العرب «كوباني» بريف حلب للاشتراك في المعارك التي يخوضها التنظيم ضد المقاتلين الأكراد.
ويرى مراقبون وناشطون، أن جهاز الشرطة العسكرية يندرج تحت سلسلة من المؤسسات التي أقامها التنظيم في مناطق نفوذه في شمال سوريا، لإقامة مشروع دولة الخلافة، التي أعلن عنها في 29 حزيران/يونيو الماضي، ونصب أبو بكر البغدادي نفسه خليفة عليها، حيث أنشأ التنظيم سفارات لتمثيل إماراتها في مركز دولتهم الرقة.
وكانت سفارة الموصل ثاني السفارات بعد سفارة حلب، وأنشأ ديوان المظالم المختص بالشكاوى التي ترد بحق مقاتليه من قبل المدنيين، وكذلك أنشأ دار الحسبة التي تشبه إلى حد ما «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، ولدار الحسبة مهمة البحث عن النساء غير المنقبات في أسواق المدينة، وكذلك أنشأ التنظيم ما يسمى بدار «حماية المستهلك» التي تعنى بمراقبة أسعار المواد في الأسواق، وخفض أسعار المواد الغذائية.
بالإضافة إلى دائرة الشرطة النسائية، والمكتب الدعوي النسائي، ودار للزكاة، ومكتب أبناء الشهداء واليتامى، ومكتب للإغاثة، ومكتب صحي، ومكتب العشائر، ومكتب أهل الذمة. ويسعى التنظيم حالياً إلى إجراء مناقصات تجارية بالظرف المختوم لصالح ما يسمى «هيئة الخدمات الإسلامية»، حيث أعلنت إدارة المشاريع التابعة للتنظيم عبر موقع تابع للتنظيم، عن نيته إجراء مناقصة بالظرف المختوم لصالح دائرة الكهرباء لمشروع صيانة خط التوتر العالي في الرقة.
وجاء في نص الإعلان أن إدارة المشاريع تعلن عن إجراء مناقصة بالظرف المختوم لصالح دائرة الكهرباء للمشروع التالي تنفيذ صيانة على خط التوتر 66 ك ف المسمى خط الرقة 2 من محطة الرقة 1 إلى محطة الفروسية مع تركيب بورتيك حسب جدول المواد والكميات المدرج ووضع الخط بالخدمة. واشترط الإعلان أن يكون العرض على شكل مغلف كبير مدون عليه اسم العارض وعنوانه بشكل دقيق ويحتوي المغلف على مغلف اﻷوراق الثبوتية للعارض ومغلف العرض المالي.
وختم الإعلان بــ «أن على كل من يرغب بالاشتراك مراجعة مكتب إدارة المشاريع للحصول على الاضبارة».
وفي سياق متصل، أصدر تنظيم «داعش» قراراً يلزم فيه الصيادلة في الرقة بحضور «دورات شرعية»، وعدم مزاولة المهنة إلا لحاملي الشهادة الشرعية التي سيصدرها لاحقاً.
ونشر مركز الرقة الإعلامي على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن بياناً صادراً عن «ديوان الأوقاف والمساجد» التابع للتنظيم، يعلن فيه عن البدء بدورات شرعية إلزامية لأصحاب المهن والحرف في الرقة.
وشمل البيان الصيادلة «ذكورا وإناثا»، مبيناً سيحصلون بعدها على إجازة لمزاولة المهنة، موضحاً أنه سيتم تقديم الطلبات للالتحاق بالدورة في مسجد الإمام النووي. كما أنذر البيان في ختامه، أنه «بعد انتهاء الدورة، واجتياز الاختبار لن يسمح بمزاولة المهنة إلا لحامل هذه الإجازة».
سميح: زيارة ابن عم الأسد للقاهرة شخصية وليست سياسية
القاهرة –أشرف عبد الحميد
أكد القائم بأعمال السفارة السورية بالقاهرة، رياض سميح، أن وصول عماد الأسد ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد لمصر اليوم على رأس وفد قادماً من دمشق ليس له أي صفة سياسية، وإنما جاء لزيارة شخصية.
وأكد مصدر أمني بمطار القاهرة أن الوفد السوري الذي وصل القاهرة برئاسة عماد الأسد وبصحبته 5 أفراد جاء لحضور مؤتمر خاص بالأكاديمية البحرية المصرية، مضيفاً أن زيارة الوفد للقاهرة ليست لها أي علاقة بالعمل السياسي، وإنما في المجال التعليمي، حيث إن رئيس الوفد السوري يعمل رئيساً للأكاديمية البحرية في اللاذقية، وجاء إلى القاهرة لحضور مؤتمر الأكاديمية المصرية المتخصصة في نفس الشأن وهى العلوم البحرية، نافياً وجود أي خلفية سياسية حول الزيارة .
من جانبها نفت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، توجيه دعوة لعماد الأسد، موضحة أنه من المقرر أن يعقد اليوم بالأكاديمية المنبثقة عن جامعة الدول العربية اجتماع لمجلس إدارة فرع سوريا، مشيرة إلى أن عماد الأسد ليس له صلة بمثل هذه الاجتماعات، وإنما يحضره أعضاء المكتب التنفيذي من السوريين والمصريين.
وكانت بعض وسائل الإعلام السورية قد ذكرت أن عماد الأسد وصل على رأس وفد سوري إلى مصر، لبحث تطورات الوضع في سوريا على ضوء الموقف المصري الذي يؤيد الحل السياسي للأزمة.
البحرة: خطة المبعوث الدولي غير واضحة المعالم
دبي – قناة العربية
اجتمع رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة مع ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وأكد على ضرورة أن تضمن خطة المبعوث الدولي إلى سوريا التوصل لتسوية سياسية شاملة وفق مبادئ بيان جنيف، إضافة إلى وجود ضوابط لضمان تنفيذ أي اتفاق، مشدداً على ضمان عدم استغلال نظام الأسد تجميد القتال على جبهة معينة ونقل قواته إلى جبهات أخرى.
واعتبر البحرة أن خطة ستيفان دي ميستورا غير واضحة المعالم، في حين قابلها دعم أوروبي كامل بعد عرض المبعوث الذي يسعى إلى تجميد الصراع في حلب أملاً في إدخال المساعدات الإنسانية للمدينة المنقسمة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام.
وأعرب وزراء خارجية الاتحاد عن أملهم أن تؤدي مساعي دي ميستورا لنزع فتيل العنف في حلب كأساس لعملية سياسية مستدامة على نطاق أوسع.
من جهته قام النائب الأول للرئيس الإيراني إسحق جهانغيري بزيارة إلى دمشق في إطار التحركات الدبلوماسية التي تشهدها العواصم المعنية بالأزمة السورية.
عشرات القتلى في إدلب ودير الزور ودرعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شن الطيران السوري غارات جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، مساء الثلاثاء، على عدد من المدن والبلدات في أنحاء متفرقة في محافظات إدلب وحمص ودير الزور ودرعا، ما أدى لسقوط عشرات القتلى وإصابة المئات بجروح.
وقال ناشطون إن 25 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون من جراء غارات جوية على مدينتي معرة النعمان وكفر نبل في ريف إدلب الجنوبي.
وفي ريف إدلب الشرقي أيضا، تعرضت قرى وبلدات ناحية أبو الظهور لـ15 غارة جوية، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
وفي نفس السياق، قتل صباح الثلاثاء أكثر من 50 جندياً من القوات الحكومية وأصيب عشرات آخرون، خلال محاولتهم الانسحاب من ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، وذلك في عدة كمائن نصبها مسلحو المعارضة للرتل المنسحب في محيط مدينة خان شيخون.
وفي حمص، قتل وجرح عشرات المدنيين في قصف جوي على حي الوعر في مدينة حمص، إذ شن الطيران السوري 5 غارات على الحي، في حين ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين.
وفي الأثناء، اندلعت اشتباكات متقطعة بين مقاتلي “تنظيم الدولة” والقوات الحكومية في محيط مطار دير الزور العسكري، وأغار طيران التحالف الدولي على الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة البوكمال الحدودية مع العراق في ريف دير الزور الشرقي.
وفي دير الزور، قتل 12 شخصا إثر غارتان جويتان استهدفتا مستشفى في مدينة الميادين في الريف الشرقي، وفقا لناشطين.
كما شن الطيران الحربي غارة جوية على مدينة القورية، أسفر ذلك عن إصابة عائلة وتدمير منزلهم.
وكثف طيران النظام الحربي والمروحي قصفه على محافظة درعا، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي على المنطقة، إذ بلغ عدد الغارات والبراميل المتفجرة التي استهدفت درعا إلى 15 غارة جوية.