أحداث الجمعة 04 تشرين الأول 2013
«الحر» يتمسك بـ«الائتلاف» كسلطة مدنية تمثل الشعب
لندن، موسكو، بيروت، دمشق، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
في الوقت الذي دعت كتائب إسلامية رئيسية مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى الانسحاب من مدينة أعزاز قرب الحدود مع تركيا، قالت مصادر في المعارضة ان المجلس العسكري الأعلى لـ «الجيش الحر» اكد لرئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا في اجتماع في إسطنبول أمس، تمسكه بـ «الائتلاف كسلطة مدنية تمثل الشعب السوري وتسعى لتحقيق تطلعاته في بناء دولة العدالة والحريات». وعلم إن اجتماعاً بين مسؤولين غربيين و «الحر» عُقد في غازي عيناب.
وافاد «الائتلاف»، في بيان، بان قادة المجلس العسكري «شددوا على التزامهم الكامل بمبادئ الثورة السورية وقيمها السامية». واضاف ان رئيس «الائتلاف» ناقش مع «المجلس العسكري المكون من 30 قائداً عسكرياً يمثلون ألوية وكتائب تقاتل نظام (الرئيس بشار) الأسد على مختلف الجبهات في عموم سورية، آخر التطورات الميدانية على الجبهات الخمس، واستمع إلى طروحاتهم وبرامجهم المتعلقة بتأمين وحماية البنى التحتية في المناطق المحررة، وإلى خططهم العسكرية الحالية في تحرير مزيد من المناطق الرازحة تحت الحصار أو المحتلة من قبل النظام».
في موازاة ذلك، دعت أبرز الكتائب الإسلامية التي تقاتل ضد نظام الأسد، أبرزها «حركة أحرار الشام» و «جيش الإسلام» و «لواء التوحيد»، في بيان، «الإخوة في الدولة الإسلامية إلى سحب قواتهم وآلياتهم إلى مقارّهم الأساسية مباشرة» من مدينة أعزاز في ريف حلب شمال البلاد. وحضوا هذا الفصيل و «لواء عاصفة الشمال» على «وقف فوري لإطلاق النار بينهما».
ووصــف البيـــان الطــرفين المتقاتلين في أعزاز ومحيطها بـ «الفصيلين المسلمين»، ودعاهما إلى «الاحتكام الفوري إلى «المحكمة الشرعية المشتركة للفصائل الإسلامية»، بعدما انتزع مقاتلو «الدولة الإسلامية» السيطرة على المدينة من «عاصفة الشمال» الذي يقاتل تحت مظلة «الجيش الحر». كما دعا المجلس العسكري لمدينة الرستن التابع لـ «الحر» أيضاً «الدولة الإسلامية» إلى الانسحاب من ريف حمص الشمالي في وسط سورية.
وكانت هذه الكتائب الإسلامية الموقِّعة على البيان أعلنت عدم اعترافها بـ «الائتلاف»، الذي دان بدوره «الممارسات القمعية» لمقاتلي «الدولة الإسلامية»، معتبراً أنها توقفت «عن محاربة النظام في جبهات عدة»، وانتقلت إلى «تعزيز مواقعها في مناطق محررة».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن أهالي مدينة الرقة في شمال شرقي البلاد استيقظوا أول من أمس على «تمثال الخليفة العباسي هارون الرشيد وهو محطم وملقى على الأرض في حديقة الرشيد». واتهم نشطاء من المدينة عناصر «الدولة الإسلامية» بتحطيم التمثال، لأنهم «قالوها بصراحة إنه صنم وإنهم سيحطمون الأصنام كافة في المدينة».
وفي شمال البلاد، استعادت القوات النظامية السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية الواقعة جنوب حلب على طريق إمداد أساسي يربط بين حلب في شمال سورية وحماة في وسطها. وأفاد «المرصد» بأن القوات النظامية مدعومة بـ «قوات الدفاع الوطني» الموالية، تمكنت من السيطرة على البلدة في شكل كامل بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة.
وتابع «المرصد» أن مقاتلي المعارضة سيطروا على قرية كفرنان التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف حمص بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وموالين استمرت من الـ19 من الشهر الماضي، كما سيطروا على قرية البكار في ريف درعا الغربي في جنوب البلاد قرب حدود الأردن.
إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة إن فريق خبراء الأسلحة الكيماوية الدولي حقق «تقدماً أولياً مشجعاً» في إطار عمله من أجل التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية. وأضافت في بيان: «يقول أعضاء الفريق إن الوثائق التي سلمتها الحكومة السورية أمس تبدو واعدة، لكن سيكون من الضروري إجراء مزيد من التحليل، لا سيما للرسوم البيانية الفنية، ولا تزال بعض الأسئلة الأخرى بحاجة إلى إجابة». وأعلن خبراء المنظمة أنهم بدأوا بـ «التعاون مع السلطات السورية لتأمين حماية المواقع التي سيعملون فيها، لا سيما في المناطق الواقعة على الأطراف»، من دون أن تعرف بالضبط أمكنة المواقع المقصودة التي يرجح أنها أمكنة تخزين الأسلحة الكيماوية. وأشاروا في بيان إلى أن البعثة تجري في الوقت نفسه محادثات مع المسؤولين السوريين «حول حجم المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية وحول خطط بعيدة المدى كي يتم الالتزام بالمهل المفروضة من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومجلس الأمن».
وفي موسكو، أعلن المستشار الديبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما قد يجريان نقاشاً حول الوضع في سورية على هامش قمة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الأسبوع المقبل في بالي. وأضاف أن «الطرفين يعملان في الوقت الراهن على عقد هذا اللقاء، ونعتقد أن اللقاء سيُعقد»، موضحاً أن الاقتراح روسي.
وفي نيويورك، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أن لديها معلومات عن «احتجاز الحكومة السورية آلاف المعتقلين السياسيين على غير أساس سوى نشاطهم السلمي، وأنهم محتجزون من فترات طويلة ويتعرضون للتعذيب ولا يخضعون لمحاكمة»، مضيفة أن «التعذيب بشكل ممنهج شكَّل دليلاً قوياً على سياسة حكومية تعد جريمة ضد الإنسانية ويتعين على الحكومات المعنية أن توضح أن الحكومة السورية والمسؤولين عن الانتهاكات سيواجهون العدالة في النهاية جزاءً على أفعالهم».
الحجر الأسود: تظاهرات ضد «الجوع» … وضحايا بين أنياب الحصار/ محمود سرحان
نالت مجزرة الكيماوي الفظيعة التي حدثت في الغوطتين الشرقية والغربية كل التركيز الإعلامي والسياسي على المستوى الدولي في الأسابيع الأخيرة، بينما تغاضى الجميع عن السوريين الذين لا زالوا يموتون يومياً بمختلف أنواع الأسلحة الأخرى، وإن كانت مجزرة الكيماوي في العرف الدولي تعتبر جريمة حرب، فهنالك جرائم أخرى لا تقل فظاعة عنها وهي جريمة القتل البطيء من خلال الحصار الذي يفرضه النطام على المناطق السكنية في إطار العقوبات الجماعية التي ينتهجها لوأد الثورة وتصفية قاعدتها الشعبية والتي يدفع ثمنها المدنيون.
بعد الفشل المتكرر الذي منيت به قوات النظام في اقتحام المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق عبر مخيم اليرموك ومحور الحسينية ومحور حي القدم، لجأت إلى تشديد الحصار على المنطقة وإغلاق تام لمعبر مخيم اليرموك الذي كان يمثل الرئة التي يتنفس منها المدنيون جرعات الحياة الشحيحة، مترافقاً مع قصف عنيف لكل الأحياء السكانية، وقد أطلق على حملته هذه اسم «الجوع أو الركوع».
على مدى تسعة أشهر متواصلة تعرضت الأحياء الجنوبية لحصار شبه تام بدأت آثاره المأسوية بالظهور منذ شهرين عبر نداء استغاثة وجهه «تجمع أطباء المنطقة الجنوبية» معلنين عن نقص تام بالمواد الطبية والإسعافية كافة لمعالجة الجرحى نتيجة القصف والمعارك المستمرة، وعن وجود الكثير من المدنيين الذين يعانون أمراضاً مزمنة تحتاج إلى أدوية خاصة ورعاية طبية مستمرة مثل السرطان والفشل الكلوي وسقوط الكثير من الشهداء نتيجة هذا النقص، ومنذ حوالى شهر وفي بيان صدر عن المكتب الإعلامي للمجالس المحلية في المنطقة الجنوبية التي تشمل: مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن والقدم والعسالي ويلدا وببيلا وبيت سحم والسبينة والبويضة والسيدة زينب والذيابية وحجيرة والحسينية، أعلن كل هذه الأحياء «منطقة منكوبة» نتيجة الحصار الخانق، وانعدام الخبز والمواد الغذائية، إضافة إلى منع منظمات الإغاثة الدولية أو المحلية من العمل داخلها، واستصرخت «العالم إجمع للعمل على فك الحصار وإيجاد ممر إنساني تشرف عليه أي جهة محايدة، كما ناشدت فيه المنظمات الدولية للتدخل من أجل إنقاذ حياة ( 600) ألف مدني يعيشون في ظروف إنسانية صعبة جداً.
ونتيجة لهذا الواقع، خرجت أخيراً تظاهرات في حي الحجر الأسود أحد الأحياء المنكوبة في المنطقة الجنوبية، تحمل المسؤولية لجميع الأطراف، نظاماً ومعارضة، ومطالبة بحل سريع لمعاناة الناس.
ويقول رامي السيد الناطق الإعلامي باسم المجلس المحلي هناك: «الناس تظاهرت ليس من أجل إسقاط النظام بل ضد الجوع… الناس بدها تاكل!»، وهي تحطم أثاث البيوت من أجل إشعال النار لتطبخ ما تيسر لديها من حبوب تالفة، والمسألة تجاوزت كل قدرات التحمل، فالكثير من أطفالهم ينامون جوعى. وهم الآن على أبواب فصل الشتاء بما يحمله من معاناة إضافية. ووفق «المركز السوري للاحصاء والبحوث»، يعتبر الحصار الذي يطبقه النظام جريمة حرب وفق القانون الدولي لا يقل عن جريمة استخدام السلاح الكيماوي ووفق بيان صادر عن «الرابطة الفلسطينية لحقوق الإنسان – سورية» العاملة في مخيم اليرموك المحاصر، فإن عرقلة الإمدادات الإغاثية وتجويع المدنيين جريمة حرب تتطابق مع المعايير الدولية للحصار، والتي تعتبرها اتفاقية روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية من جرائم الحرب وفق ما نصت عليه المادة الثامنة، الفقرة ب/ 25 من ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
المفتشون أحرزوا تقدماً “مشجعاً” في سوريا أوباما وبوتين قد يناقشان الأزمة الاسبوع المقبل
نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات
أفاد مفتشو خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سوريا أمس، أنهم أحرزوا “تقدماً أولياً مشجعاً” في مهمتهم لتخليص البلاد من ترسانتها الضخمة من الأسلحة المحرمة دولياً، مع اعلان موسكو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاميركي باراك اوباما قد يناقشان الوضع في سوريا على هامش قمة آسيا – المحيط الهادىء “ابيك” الاسبوع المقبل في جزيرة بالي الاندونيسية. وعلى الارض، يتسع الشرخ داخل المجموعات المقاتلة ضد النظام، مع تكرار المواجهات بين كتائب والوية مختلفة من جهة ومقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الجهاديين “داعش” من جهة اخرى، فيما تمكنت القوات النظامية من استعادة بلدة خناصر الاستراتيجية بين حماه وحلب. وفي الجانب الاخر من الحدود، جدد مجلس النواب التركي تفويضه لارسال قوات تركية الى سوريا اذا دعت الحاجة الى ذلك، سنة اخرى.
المفتشون
وقال الناطق بإسم الأمم المتحدة في بيان إن “الفريق المشترك لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة المكلف مساعدة سوريا على ازالة برنامجها للأسلحة الكيميائية أحرز تقدماً أولياً مشجعاً، بعد يوم عمل أول من الإجتماعات مع السلطات السورية”. واوضح إن “الوثائق التي سلمتها الحكومة السورية (أول من) أمس تبدو واعدة، وفقاً لأعضاء الفريق، لكن تحليلاً إضافياً، وتحديداً للرسوم البيانية الفنية، يبقى ضرورياً، كما أن هناك المزيد من الأسئلة التي ينبغي الإجابة عنها”.
وأضاف أن “الفريق يأمل في أن تبدأ عمليات التحقق في المواقع والتعطيل الأولي للتجهيزات الأسبوع المقبل، بيد أن ذلك يعتمد على نتيجة (عمل) المجموعات التقنية التي أنشئت بمشاركة خبراء سوريين (أول من) أمس”، وافاد أن “هذه المجموعات تعمل على ثلاثة مجالات تعتبر رئيسية لنجاح المهمة: التحقق من المعلومات التي سلمتها الحكومة السورية، وسلامة فرق التحقق وأمنها، والترتيبات العملية لتنفيذ الخطة، التي بموجبها سيجري التخلص من المواد والمعدات الخاصة بالأسلحة الكيميائية بحلول منتصف عام 2014”. ويتألف الفريق المشترك من 19 مفتشاً من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية و14 موظفاً من الأمم المتحدة.
اوباما وبوتين
وفي موسكو، صرح المستشار الديبلوماسي للكرملين يوري اوشاكوف بان بوتين واوباما قد يجريان نقاشا للوضع في سوريا على هامش قمة آسيا – المحيط الهادىء “ابيك” الاسبوع المقبل في بالي.
ونقلت عنه الوكالات الروسية للانباء ان “الطرفين يعملان في الوقت الراهن على عقد هذا اللقاء ونعتقد ان اللقاء سيعقد”، موضحا ان الاقتراح روسي.
لكن الشكوك لا تزال قائمة حول حضور اوباما قمة “أبيك” الاثنين بسبب الشلل الذي تسببت به ازمة موازنة الولايات المتحدة.
وقد ناقش بوتين واوباما الملف السوري خلال لقاء منفرد في قمة مجموعة العشرين في ايلول بمدينة بطرسبرج الروسية. ورأى اوشاكوف انهما عقدا “لقاء ايجابيا جدا في بطرسبرج”. وانه “من المنطقي، عندما نأخذ في الاعتبار العمل الذي تم حول سوريا، ان يلتقيا مجددا في بالي. ونحن نؤيد ذلك”.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف على هامش منتدى “حوار الحضارات” في جزيرة رودوس اليونانية: “لا استبعد اتصالات مع ممثلي معارضة الخارج (السورية)، بما في ذلك في موسكو. وأعتقد أنهم سيأتون”. وتحدث عن إمكان عقد لقاءات مع المعارضين في جنيف وإسطنبول، مشيرا الى ان “هذه الاتصالات تجري على مختلف المستويات، ونحن نعتبرها مفيدة”.
وكشف أنه من المقرر أن تزور وفود روسية عدة سوريا، وذلك عبر القنوات البرلمانية والمنظمات الاجتماعية، لاجراء اتصالات ليس فقط مع السلطات السورية، بل مع البرلمانيين والأوساط الاجتماعية والسياسية والمعارضة داخل سوريا. وأبدى قلقه من احتمال قيام المتطرفين في سوريا باستفزازات لعرقلة عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية.
واستبعد نقل الأسلحة الكيميائية السورية الى روسيا، مؤكدا أن “التشريعات الروسية لا تقضي بذلك، وليس هناك أي ضرورة لذلك”. واعرب عن اقتناعه بأن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي يجب أن يضطلع بالدور الرئيسي في التحضير لمؤتمر “جنيف – 2” الدولي حول سوريا.
لقاء أوباما وبوتين الإثنين .. وحرب «داعش» مستمرة
تقدّم «مشجّع» في إزالة «الكيميائي»
قدّمت الأمم المتحدة، أمس، أول إشارة على تعاون السلطات السورية مع فريق مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، عبر تأكيدها أن الفريق، الذي بدأ عملية «تأمين سلامة» المواقع التي سيعمل فيها، حقق «تقدماً أولياً مشجعاً» في إطار عمله من أجل التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
ويأتي عمل الفريق وسط مخاطر جمة، حيث يتسع الشرخ بين المجموعات المسلحة، مع استمرار المواجهات بين كتائب وألوية مختلفة من جهة ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، في حين تمكنت القوات السورية من استعادة بلدة خناصر الاستراتيجية بين حماه وحلب، ما قد يخفف من قسوة الحصار المفروض عليها من جانب المسلحين.
الملف السوري سيبقى حالياً على جدول اعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما، حيث من المتوقع أن يعقدا اجتماعاً في بالي الاثنين المقبل. وقال مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري اوشاكوف أن بوتين واوباما قد يجريان نقاشاً حول الوضع في سوريا على هامش قمة آسيا المحيط الهادئ (ابيك) الأسبوع المقبل في بالي. وأضاف أن «الطرفين يعملان في الوقت الراهن على عقد هذا اللقاء ونعتقد أن اللقاء سيعقد»، موضحاً أن الاقتراح روسي.
لكن الشكوك ما زالت قائمة حول حضور أوباما قمة «أبيك» الاثنين المقبل في بالي في اندونيسيا، بسبب الشلل الذي يعتري ميزانية الولايات المتحدة.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في رسالة وجهها إلى المشاركين في اجتماع «حوار الحضارات» في جزيرة رودس اليونانية، أن «المجتمع الدولي يجب أن يساعد العرب على حل النزاعات بالطرق السياسية استناداً إلى الشرعية الدولية، ومن دون أن يفرض أي قيم غريبة على العرب».
وأشار إلى أن «أي عمل عسكري يتخذ من دون موافقة مجلس الأمن الدولي لن يؤدي إلا إلى إبعاد احتمال الحل السلمي، سواء في سوريا أو في أي مكان آخر». وأكد «استعداد روسيا للتعاون مع الدول الأخرى من أجل حل ما يواجه العالم من نزاعات»، موضحاً أنه «من المستحيل تحقيق النجاح في هذا المجال بشكل انفرادي».
المفتشون
وقالت الأمم المتحدة، في بيان، أن فريق خبراء الأسلحة الكيميائية الدولي حقق «تقدماً أولياً مشجعاً» في إطار عمله من أجل التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
وأضافت «يقول أعضاء الفريق أن الوثائق التي سلّمتها الحكومة السورية أمس (الأول) تبدو واعدة، لكن سيكون من الضروري إجراء مزيد من التحليل، لا سيما للرسوم البيانية الفنية ولا تزال بعض الأسئلة الأخرى بحاجة إلى إجابة».
وأضاف البيان «يأمل الفريق الانطلاق بعملية تفقد المواقع والعمل على تدمير المعدّات الأسبوع المقبل، لكن هذا الأمر يعتمد على تقرير المجموعات التقنية التي تعمل مع خبراء سوريين». وأشار إلى أن المجموعات التقنية ستركز على 3 أمور: التحقق من المعلومات التي قدّمتها الحكومة السورية، وسلامة وأمن فرق التفتيش والترتيبات العملانية من أجل تطبيق خطة تدمير «الكيميائي».
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، في بيان مشترك، «أنهت البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة الأربعاء أول يوم عمل لها في عملية تهدف إلى تمكين سوريا من التخلص من برنامجها للأسلحة الكيميائية بحلول منتصف العام 2014».
وأضاف البيان أن «فريق المفتشين بدأ بالتعاون مع السلطات السورية بتأمين حماية المواقع التي سيعمل فيها، لا سيما في المناطق الواقعة على الأطراف»، من دون أن تعرف بالضبط أمكنة المواقع المقصودة التي يرجّح أنها أمكنة تخزين الأسلحة الكيميائية، موضحاً أن الفريق «يدرس أيضاً الأخطار الصحية والبيئية التي قد يضطر لمواجهتها».
وتابع البيان «بالإضافة إلى ذلك، تستمر التحضيرات لإحدى المهمات الفورية المطلوبة من الفريق والقاضية بتفكيك مواقع تصنيع الأسلحة الكيميائية، والتي يفترض أن تبدأ قريباً». وأشار إلى أن البعثة المشتركة تجري في الوقت ذاته محادثات مع المسؤولين السوريين «حول حجم المخزون السوري من الأسلحة الكيميائية وحول خطط بعيدة المدى كي يتم الالتزام بالمهل المفروضة من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس الأمن».
وكان تسعة مفتشين خرجوا من الفندق الذي ينزلون فيه في وسط دمشق وتوجهوا إلى جهة مجهولة، حيث أحيطت مهمتهم وأماكن تحركهم بالسرية.
ميدانياً
دعت مجموعات مسلحة أساسية في سوريا تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى الانسحاب من مدينة اعزاز التي كان انتزع السيطرة عليها قبل أيام من «لواء عاصفة الشمال» الذي يقاتل تحت «لواء الجيش الحر»، وذلك غداة تجدد الاشتباكات بين «عاصفة الشمال» و«داعش» في محيط اعزاز.
لكن البيان لم يلق آذاناً صاغية لدى طرفي القتال، حيث أشار «المركز الإعلامي في اعزاز» إلى استمرار الاشتباكات والقصف المتبادل على أكثر من محور، في وقت لا تزال المعابر الحدودية مع تركيا مغلقة بقرار من أنقرة. وكان المئات من مقاتلي «داعش»، المرتبط بتنظيم «القاعدة»، أحرزوا تقدماً على الأرض نحو معبر «باب السلامة» الحدودي مع تركيا وسط اشتباكات بينهم وبين «عاصفة الشمال». (تفاصيل صفحة…)
في هذا الوقت، استعادت القوات السورية السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية الواقعة على طريق إمداد أساسي يربط بين حماه وحلب بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ أسابيع، وأوقعت عشرات القتلى في صفوف الطرفين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
(«روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
هيومن رايتس ووتش: سجون سوريا تعج بعشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين
عمان- (رويترز): قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن عشرات الآلاف من المحتجين السلميين على حكم الرئيس السوري بشار الأسد أودعوا السجون في سوريا ويتعرضون لتعذيب ممنهج فيما يبدو.
وأضافت المنظمة التي يقع مقرها في نيويورك إن المحتجزين تعرضوا للاغتصاب ولانتهاكات تضمنت الصدمات الكهربائية على مناطق حساسة والضرب بالعصي والأسلاك والقضبان المعدنية.
وقالت المنظمة في بيان استنادا إلى روايات محتجزين سابقين إن قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد ارتكبت انتهاكات أيضا إذ احتجزت صحفيين وعاملين في مجال الإغاثة ونشطاء مدنيين وأعدمت بعض المحتجزين.
وقال جو ستورك نائب قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في هيومن رايتس ووتش “وراء الوحشية المروعة للقتال في سوريا تختفي انتهاكات يتعرض لها المحتجزون السياسيون إذ يعتقلون ويعذبون بل ويقتلون لمجرد انتقاد الحكومة سلميا أو لمساعدة محتاجين”.
وجاء في التقرير الذي قالت المنظمة إنه يهدف إلى جذب الانتباه إلى النشطاء المدنيين المحتجزين فيما لا يقل عن 27 سجنا في سوريا “أصبح الاحتجاز التعسفي والتعذيب من الأعمال الروتينية المعتادة لقوات الأمن السورية.”
وأضاف التقرير أن كثيرين أودعوا السجن لمجرد انتقاد السلطات أو تقديم مساعدة طبية لضحايا الحملة العنيفة على المحتجين في عام 2011.
وقال إن اللجوء للتعذيب يحدث بشكل منهجي فيما يبدو وإن هناك “دلائل قوية” على أنه يمثل سياسة دولة وجريمة ضد الإنسانية. وذكر أن معظم المحتجزين من الرجال لكن الأمر لم يخل من احتجاز نساء وأطفال أيضا.
واستشهد التقرير بأرقام أوردها مركز توثيق الانتهاكات -وهو جماعة رصد سورية معارضة- وأشارت إلى مقتل 1200 محتجز بالسجون السورية منذ بدء الانتفاضة.
وقال “تسجن السلطات محتجزين سياسيين لأشهر دون اتهام وتعذبهم وتسيء معاملتهم وتمنعهم من الاتصال بمحاميهم أو عائلاتهم وتترك أسرهم تتلهف سماع شيء يعرفها بما حدث لذويها”.
وتمتنع السلطات السورية عن التعليق على الحالات الفردية لكنها تنفي احتجاز معتقلين سياسيين وتقول إن كثيرا ممن احتجزوا خلال الانتفاضة انتهكوا قوانين مكافحة الإرهاب.
وأبرز التقرير 21 حالة فردية منها حالة يحيى شوربجي وهو عامل بناء عمره 34 عاما من أحد ضواحي دمشق اشتهر بأنه “صاحب الزهور” لأنه كان يوزع الزهور على الجنود في الأشهر الأولى للانتفاضة.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن اعتقلت شوربجي وشقيقه محمد وثلاثة نشطاء آخرين في مجموعة يطلق عليها شباب درعا في سبتمبر أيلول عام 2011.
وقال التقرير “رفض المسؤولون الحكوميون إعطاء أسرة شوربجي أي معلومات عنه. وتوفي أحد الخمسة وهو غيث مطر في الحبس بعد أيام من اعتقاله”.
ومن بين النشطاء البارزين في السجن خليل معتوق وهو محام مسيحي لحقوق الإنسان ومازن درويش رئيس المركزي السوري للإعلام وحرية التعبير.
القوات النظامية السورية تستعيد السيطرة على بلدة استراتيجية على طريق الامداد إلى حلب
بيروت- (ا ف ب): استعادت القوات النظامية اليوم الخميس السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية الواقعة على طريق امداد اساسي يربط بين حماة في وسط سوريا ومدينة حلب (شمال) بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ اسابيع واوقعت عشرات القتلى في صفوف الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكان مقاتلو المعارضة السورية قطعوا طريق الامداد هذه الوحيدة بالنسبة إلى القوات النظامية في نهاية آب/ اغسطس عندما استولوا على خناصر وعدد من القرى المحيطة بها.
وقال المرصد في بريد الكتروني الخميس “تمكنت القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من السيطرة على بلدة خناصر جنوب مدينة حلب بشكل كامل بعد اسابيع من الاشتباكات العنيفة”.
واشار إلى مقتل 25 مقاتلا معارضا على الاقل في معارك الاربعاء، بالاضافة الى 18 عنصرا من جيش الدفاع الشعبي الموالي للنظام وعشرات العناصر من القوات النظامية.
وذكر المرصد ان المعارك تتواصل الخميس بشكل عنيف في عدد من القرى المحيطة بالبلدة، و”يستخدم فيها النظام الطيران المروحي والحربي في القصف”.
وكانت صحيفة (الوطن) السورية المقربة من السلطات اوردت في عددها الصادر الخميس انه “تمت إعادة السيطرة على خناصر الواقعة على طريق سلمية – حلب الأمر الذي يمهد لإعادة فتح طريق المساعدات الإغاثية للمدينة خلال الساعات القادمة ويفشل محاولات المسلحين بتجويعها”.
واشارت إلى “وجود قوافل من المساعدات الغذائية والطبية مستعدة للتوجه إلى حلب مباشرة بعد عودة الحياة إلى الطريق المذكورة التي تعتبر شريان المدينة الوحيد حالياً”.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان هذه الطريق المعروفة ب”طريق البادية” تشكل “حاجة اساسية لقوات النظام لايصال التموين والذخيرة الى قواتها في مدينة حلب” التي يتقاسم السيطرة عليها النظام ومجموعات المعارضة المسلحة.
وقال ان العشرات من المقاتلين في صفوف الطرفين قتلوا خلال الاسابيع الماضية في معركة خناصر، وبينهم قادة كبار في الجيش النظامي.
وتشكل هذه الطريق المنفذ الوحيد للامداد نحو حلب في ظل اقفال مطار حلب الدولي منذ كانون الثاني/ يناير الماضي جراء المعارك في المناطق المحيطة به، وانقطاع طريق دمشق حلب على مستوى مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب) منذ سيطرة المقاتلين عليها قبل اشهر، اضافة الى طريق اللاذقية (غرب) حلب.
‘سي اي ايه’ توسع برنامج تدريب مقاتلي المعارضة السوريين في الاردن
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ بدأ فريق الاستخبارات الامريكية ‘سي اي ايه’ العامل مع المعارضة السورية بتوسيع برامج تدريب المقاتلين، حيث ارسلت الوكالة في الاسابيع القليلة الماضية اعدادا من الضباط لتدريب المقاتلين في قواعد عسكرية سرية في الاردن، وتزويدهم بالتعليمات القتالية والاسلحة قبل ارسالهم مرة خرى للقتال في داخل سورية.
وتتزامن هذه الجهود مع تراجع للمعارضة التي توصف بالمعتدلة، وصعود الجماعات الجهادية يقول مسؤول امريكي ان ‘الاستخبارات تقوم بتكثيف وتوسيع جهودها لان المعارضة المعتدلة على ما يبدو لا تخسر فقط على المستوى التكتيكي بل وعلى المستوى الاستراتيجي’.
وجاءت التطورات هذه في وقت تقوم به السعودية بمحاولات لتوحيد صفوف المعارضة من اجل مواجهة فصائل الجهاديين الذين يسيطرون على الساحة القتالية في سورية. وعلى الرغم من كل هذا فبرنامج الاستخبارات الامريكية يظل محدودا من ناحية الرؤية والهدف والسلطات الممنوحة للضباط العاملين به.
ولن يؤدي، حتى بعد توسيع برامجه لاستيعاب اعداد جديدة من المرشحين، الا لاعداد مئات من المقاتلين في كل شهر.
ولن تكون هذه الاعداد كافية لان تواجه الفصائل الجهادية ذات القدرات البشرية والمالية الكبيرة.
وترى صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان مهمة الاستخبارات الامريكية تسير جنبا الى جنب مع رؤية البيت الابيض الداعية الى تسوية سياسية بين الاطراف المتحاربة في سورية بدون ان يكون بالضرورة فيها رابح واضح.
ويقول المسؤولون الامريكيون ان محدودية البرنامج هي محاولة لمساعدة المعارضة بحيث تكون في وضع لا تخسر فيه الحرب ولا تربحها في الوقت نفسه. ونقلت عن مسؤولين حاليين وسابقين في الادارة الامريكية قولهم ان ‘سي اي ايه’ دربت اقل من الف مقاتل هذا العام، مقارنة مع 20 الفا من قوات الدفاع الشعبي الذين تلقوا تدريبات على حلفاء النظام السوري، حزب الله وايران.
محاولة عاجلة
ويوصف برنامج الاستخبارات الامريكية على انه محاولة عاجلة لتعزيز قوة الفصائل المعتدلة لمواجهة نظام الاسد وقوة الفصائل الاسلامية المتشددة خاصة تلك المرتبطة منها بتنظيم القاعدة.
ومنيت المعارضة في الاونة الاخيرة بسلسلة من النكسات سواء خسارتها مواقع للجيش السوري او بسبب حصول تصدعات داخل القوى المنضوية تحت قيادة الجيش الحر، حيث قررت 12 كتيبة ولواء تشكيل تحالف اسلامي يهدف الى اقامة دولة اسلامية، وضم التحالف الوية قوية من لواء التوحيد واحرار الشام وجبهة النصرة.
وتنبع مشاكل البرنامج السري من محدودية المصادر المتوفرة لدى الاستخبارات الامريكية وتردد المقاتلين السوريين مغادرة بلادهم للمشاركة في البرنامج والقيود التي يفرضها الاردن على تحرك ضباط الاستخبارات الامريكية.
وكل هذا له علاقة بالخلاف العميق بين المسؤولين الامريكيين حول الاستراتيجية المناسبة الواجب اتباعها في سورية، اي استراتيجية تعمل على حماية المصالح الامريكية من جهة ولا تورط الادارة في الحرب الاهلية التي قتل فيها اكثر من 100 الف منذ اندلاعها قبل عامين ونصف العام.
ووصف مسؤول سابق مهمة المدربين الامريكيين في الاردن بقوله انه طلب منهم ‘تحقيق شيء مهم وبدون مصادر’.
مراكز سرية
ويتركز معظم التدريب في الاردن، ويشرف على عمليات التدريب فريق صغير من ‘وحدة النشاطات الخاصة’ في ‘سي اي ايه’، وهي وحدة شبه عسكرية تعتمد بشكل كبير على شركات تعهدات امنية واعضاء سابقين في فرقة العمليات الخاصة.
ويتلقى المرشحون تدريبات بسيطة تستمر ستة اسابيع، حيث يتدربون على الانضباط، وعلى كيفية التصويب على الهدف، وتعبية مخزن البندقية، وتنظيف الغرف، اي ‘التعليمات الاساسية التي تتلقاها وحدات المشاة’.
ولا يشمل البرنامج على تدريبات حول استخدام الصواريخ او الذخيرة المضادة للدبابات التي تزودها دول خليجية مثل السعودية وقطر ، مع ان الوحدات تقوم بالبحث عن الجهات التي تتلقاه. ولا يشكل المقاتلون الذين تدربهم المخابرات الامريكية الا نقطة في بحر من المقاتلين الذين يقدر عددهم بحوالي 100 الف تقول الولايات المتحدة ان منهم 20 الف ‘متطرف’ يحملون اجندة اسلامية.
وتضم جماعات اسلامية مثل النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ مقاتلين لديهم خبرة واسعة في الساحات القتالية في العراق وافغانستان.
وكان نائب مدير ‘سي اي ايه’ السابق مايكل موريل قد تحدث لمحطة ‘سي بي اس′ من ان الكثير من المقاتلين المعتدلين انضموا للجماعات الجهادية لقوتها وكفاءتها في المعارك ضد نظام الاسد.
تردد وانشقاق
وادى تردد الادارة الامريكية لدعم المقاتلين الى حالات من الانشقاق وتغيير المواقع داخل خريطة الفصائل. وعلى الرغم من قرار الادارة ارسال شحنات من الاسلحة للمعارضة الا ان وصولها تأخر لاشهر.
ومما زاد من احباط المقاتلين اكثر هو قرار ادارة اوباما عدم توجيه ضربة للنظام السوري بعد الهجوم الكيماوي على الغوطة في 21 آب (اغسطس) الماضي. كما يندفع المعتدلون للجماعات الجهادية بسبب الوعود المالية والرواتب الجيدة التي تعرضها عليهم هذه الجماعات.
وفي الوقت الذي تقول فيه داعش ان الفي مقاتل انضموا اليها في الفترة الاخيرة، يعاني برنامج ‘سي اي ايه’ من قلة المرشحين.
ويعود هذا الى حالة من التشاؤم التي وصلت الى مخيمات اللاجئين السوريين في الاردن حيث كانت تغادر اعداد يومية منها لسورية، لكن الموجة توقفت ويسود مزاج من التشاؤم في مخيم الزعتري ويقول مسؤول ان الدعم للثورة تراجع، و’نشاهد اعدادا قليلة تغادر وتراجع في عمليات التجنيد’ بين اللاجئين.
التدخل السعودي
وتقول الصحيفة ان التدخل السعودي جاء بسبب الحضور البارز لداعش في المناطق القريبة من العاصمة دمشق والتي تعرض بعضها الى هجوم كيماوي بالسارين.
ويقوم مقاتلو الدولة الاسلامية وبشكل واضح بقيادة الدبابات في الغوطة التي لا تبعد سوى ميل عن القصر الجمهوري، حيث ادى تردد الغرب في الرد على الهجمات الكيماوية لاضعاف التيار المعتدل في المعارضة المسلحة وتقوية ساعد الجهاديين حسب الصحيفة. وجاء اعلان علوش عن جيشه في وقت اعلنت فيه فصائل اسلامية الطابع عن ‘التحالف الوطني السوري’ الذي انتقد الائتلاف المعارض في اسطنبول.
ولا يعرف كيف سيرد الغرب على التدخل السعودي الذي يرى مراقبون انه سيشد من ساعد الجماعات السلفية الاخرى، ونقلت الصحيفة عن تشارلس ليستر من ‘مركز اي اتش اس جينز لمراقبة الارهاب والتمرد’ قوله انه ‘في حالة توصل (الغرب) الى ان المعارضة ليست كما كانوا يتصورون فقد يتعاملون مع هذا الاطار كحل وطريقة لمواجهة التطرف’. ومثل جبهة النصرة وداعش فجيش الاسلام يستلهم افكاره من السلفية، ويتراوح عناصره من المعتدل الى المتشدد، لكنهم على خلاف داعش التي تريد اقامة دولة اسلامية في سورية، يصرون على تحقيق هدف التخلص من الاسد اولا.
وينبع نشاط وقوة داعش من امتداداتها بين العراق والشام، حيث ترى صحيفة ‘الاندبندنت’ وجود نوع من الارتباط المتبادل بين التفجيرات التي يشهدها العراق بشكل يومي والحرب الاهلية السورية.
الحرب المنسية
وتقول في افتتاحيتها ‘جيران مزعجون’ ان عدد القتلى في ‘الحرب المنسية’ الشهر الماضي اقترب من الالف فيما قدر عدد القتلى منذ نيسان (ابريل) العام الحالي بحوالي 4500 قتيل.
وتضيف ‘عندما يقتل حوالي الف شخص في العراق الشهر الماضي فهذا يعني عودة البلاد الى المستوى الذي مرت به اثناء الحرب الطائفية قبل خمسة اعوام’.
وتقول ان معظم القتلى هم من المدنيين الشيعة حيث يتم استهداف الجنائز والاسواق للتأكد من تسجيل ضحايا كثر. وفي لغة الارقام فما يجري في العراق مريع ولا احد يلتفت اليه في العالم الخارجي الذي يتعامل مع العنف في العراق وكأنه جزء من الحياة في البلاد. فباستثناء بعض التعليقات التي يطلقها قادة مثل توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، من ان البلاد في وضع جيد، فقادة العالم يبدون صمتا يثير العار حول احداث بلد ارسلوا اليه جنودهم.
وتقول الصحيفة ان العنف مستمر في العراق لان الحرب التي بدأت عام 2003 لم تنته بعد، بل وزادت سوءا منذ اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011 والتي ادت لتقوية القاعدة في العراق والشام والتي تقوم بالعمليات هذه وتسيطر الان على مناطق واسعة في شمال سورية. ومما يزيد في خطورة الازمة هو فشل الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد في التصالح مع السنة والذين يقومون بتظاهرات وسط العراق.
ومن هنا فالقاعدة يمكنها الان الاعتماد على دعم من شمال سورية ومن وسط العراق.
وتلقي الصحيفة باللائمة على الحكومة العراقية التي تقول انها عاجزة، وفاسدة بشكل كبير وتدير جهازا امنيا مفككا.
وفي النهاية ومن اجل ان لا يتصاعد العنف في العراق اكثر ويتطور الى حرب اهلية جديدة يجب التفاوض من اجل التوصل لوقف اطلاق النار في سورية.
معركة تنتظر السوريين
ومن هنا جاء مقال لغيث ارمنازي ممثل الجامعة العربية السابق في بريطانيا في صحيفة ‘الغارديان’ ليثير مسألة خطر القاعدة والجماعات المتطرفة، ودعا فيه ‘سورية للوحدة وقتال القاعدة’.
وقال فيه ان قرار مجلس الامن 2118 الذي سيتم من خلاله التخلص من اسلحة سورية الكيماوية يعتبر نقطة تحول في الصراع وقد يفتح الطريق نحو عقد جنيف-2 لتسوية الازمة في سورية.
وبعيدا عن هذا فقد نشأ واقع جديد يشير لخروج الازمة من يد السوريين، فالمصير بيد القوى، سواء دولية ام اقليمية الذين يخوضون سباقا لتحقيق مصالح جيوسياسية لا تأخذ بعين الاعتبار هموم وطموحات ‘الجنود المشاة’ سواء كانوا من المعارضة او النظام.
ويقول ان السوريين يضربون بعضهم البعض والبلد الذي يدعون حبه لدرجة انهم تنازلوا على سيادته واستقلاله وربما وحدة ترابه التي حققها في عام 1946 بعد كفاح بطولي وطويل ضد الفرنسيين. واذا كانت الحكومة السورية في وضع سيىء بعد التطورات الدبلوماسية فالمعارضة هي في وضع سيىء ايضا.
فهي تعاني من انقسام وبنت كل امالها على الضربة الامريكية التي أملت ان تؤدي الى الاطاحة بالنظام. وبدلا من ذلك حصلت على الاهانة، وشعرت بالخيانة من حليف وعد ولم يف، ولان الكثير من العرب اصبحوا ينظرون اليها كاطار يدعو الى عودة الامبريالية الغربية المسلحة لضرب بلدها.
وقد تكرر المشهد نفسه عندما فشلت المعارضة باظهار القيادة الجيدة وتوحد السوريين لبناء ديمقراطية جامعة لكل شتات السوريين. وسمحت لنفسها بان تقاد من متشددين اسلاميين يريدون تحقيق اجندة ضيقة همشت معظم السوريين.
وانتقد سذاجة بعض الفصائل التي اعتقدت انها بالتحالف مع القاعدة ضد العدو المشترك يمكن ان تحقق اهدافها، فالحليف الجهادي الان يضرب وبقوة الجماعات المعتدلة في الجيش السوري الحر. ويكتب ارمنازي ان الاوضاع المزرية التي يعيش فيها السوريون من دمار وموت وتشرد وسجن وتعذيب بشكل جعلتهم يحنون لاي عملية سياسية تنهي معاناتهم. ويقول ان فرص نجاح جنيف -2 ستزيد ليس من خلال مشاركة المعارضة الرسمية والنظام بل والناشطين ممن نسقوا العمليات الاولى للانتفاضة السلمية قبل ان تتحول للعنف والعسكرة. ويؤكد على الخطر الذي تمثله القاعدة في شمال سورية والتي لا يهمها اي تسوية تؤدي لسورية مستقرة وديمقراطية.
ولهذا يدعو ان تشمل التسوية في جنيف على بنود من اجل مكافحة الامارات الاسلامية في شمال سورية. وهناك فرصة ان يجد المعارضون للنظام والمعارضة الرسمية ارضية مشتركة في مرحلة ما بعد التسوية او جنيف-2 لمواجهة الجماعات التي تهدد وحدة وتسامح سورية او على الاقل ما تبقى منه.
ويعتقد ان المعركة الحقيقية هي القادمة وكلما تقدم موعد جنيف -2 وتوصل سريعا الى تسوية كلما كان السوريون مستعدين لشن هذه المعركة.
مقاتلون يقطعون رأس تمثال هارون الرشيد في مدينة الرقة السورية
دمشق ـ د ب ا: نشر ناشطون الاربعاء صورا لما وصفوه بانه ‘تمثال الخليفة العباسي هارون الرشيد و قد حطمته مجموعة من دولة العراق و الشام (داعش) في مدينة الرقة شمال شرق سورية’.
و قال الناشطون ‘إن عناصر داعش قطعوا رأس تمثال الخليفة الإسلامي الشهير في العصر العباسي هارون الرشيد’.وأضافوا أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يحطم بها عناصر هذا التنظيم الإسلامي المتطرف تماثيل لرموز تاريخية إسلامية إذ سبق و حطموا تمثال أبي العلاء المعري قبل اشهر في تلك المنطقة التي يسيطرون عليها هم وجبهة النصرة كتنظيمات متطرفة.
جنوب دمشق هو جنوب الجوع وإضراب عن الطعام شعاره “لا للركوع”
لوانا خوري
يقرص الجوع أطفال سوريا الذين لم تصبهم الحرب، وخصوصًا في جنوب دمشق المحاصر بقسوة منذ أكثر من عام، حتى أضربت مجموعة من الرجال عن الطعام توفيرًا للغذاء للأطفال والنساء في المعضمية.
بيروت: شاع على الأقنية التابعة للثورة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا على يوتيوب، شريط تحت عنوان “إضراب لا للركوع”، يصور الشيخ صالح الخطيب، وهو شيخ معروف في منطقة جنوبي دمشق، يقف معلنًا الاضراب عن الطعام، “إلى أن يفك الحصار عن أطفالنا ونسائنا في جنوبي دمشق، وذلك لنوفر الطعام للأطفال والنساء، ولن نتوقف عن هذا الاضراب إلى أن تصل المساعدات الانسانية والاغاثية”.
دعوة غريبة
لا بد أن هذه دعوة غريبة في خضم استعار الحرب الأهلية، والأغرب أن تجد هذه الدعوة صدى بينما لا صوت يعلو على صوت المعركة، لكنها صرخة ضمير في وادٍ سحيق، خصوصًا أن ما يمكن أن يوفره إضراب هذه المجموعة الظاهرة في الفيديو عن الطعام لا يوفر الكثير من المأكل لمئات العائلات المحاصرة في جنوب دمشق، وخصوصًا في معضمية الشام، التي تمنع القوات الحكومية السورية عنها أي غوث وأي طعام.
وفي هذا السبيل، أكدت جماعات إغاثية ونشطاء سوريون أن الجوع يهدد السوريين في جنوب دمشق، كما في أنحاء مختلفة من سوريا يحاصرها الجيش النظامي أو كتائب من الثوار، تمامًا كما يهددهم الرصاص والقصف والسلاح الكيميائي. فالأطفال يموتون بسبب سوء التغذية، وتتفاقم الأزمة مع ارتفاع أسعار الغذاء.
وصور نشطاء سوريون أطفالًا على أسرة في مستشفيات، أو موتى، يشبهون الهياكل العظمية، وآخرهم رنا عبيد التي توفيت الثلاثاء الماضي وعمرها سنة واحدة، وأظهرتها الصور بارزة الضلوع منتفخة البطن. وأفاد الأطباء بأن عبيد تمثل سادس طفل يموت بسبب سوء التغذية في معضمية الشام.
كما بثت قناة”أل بي سي” الفضائية اللبنانية تقريرًا عن ضحايا سوء التغذية في سوريا، ما يهدد عائلات بأكملها بالموت، حتى لو نجوا من القصف بالدبابات والطائرات والكيميائي.
بسبب قناص!
وكانت منظمة “أنقذوا الأطفال” أصدرت تقريرًا عن الجوع في سوريا، قال فيه أحد مسؤوليها، جورج غراهام، إن تضخم أسعار المواد الغذائية متفلت من كل عقال، “وثمة صعوبة جمة في الحصول على الغذاء، ومشكلة كبيرة في الوصول إلى المحتاجين، وكل هذه الصعوبات تؤدي إلى أزمة أمن غذائي حادة في سوريا، وخصوصًا في جنوب دمشق”. فالأمم المتحدة تؤكد أن عمال الإغاثة التابعين لها عجزوا عن زيارة المعضمية مثلًا منذ أكثر من عام، بسبب احتدام القتال وقسوة الحصار المفروض على البلدة.
ونقلت تقارير صحافية عن طبيب في المعضمية قوله عبر سكايب: “المواد الغذائية لا تبعد سوى عشرات الأمتار عنا، لكن الأطفال يموتون هنا بسبب نقطة تفتيش أو قناص”.
واستندت منظمة “أنقذوا الأطفال” العالمية الى تقارير تشير إلى أن ربع الأسر السورية تمضي أيامًا، قد تصل إلى أسبوع، من دون أن تتمكن من شراء أي طعام، مع أن الغذاء متاح في أغلب الحالات، لكن الأسعار تضاعفت والفقر يزداد.
ويؤكد برنامج الغذاء العالمي أن نحو 4.25 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة، وهو يمد ثلاثة ملايين شخص بالمساعدات الاغاثية شهريًا. لكن غراهام أكد أن تقديرات أخرى تقول إن ما لا يقل عن 10 ملايين سوري يواجهون صعوبات في الحصول على الطعام.
ويفيد مسؤولو الأمم المتحدة بأنهم يسعون لإيجاد السبل الكفيلة بإدخال المواد الاغاثية إلى مناطق القتال. وقالت لور شدراوي، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في بيروت، إن عمال الإغاثة لجأوا إلى إسقاط الأغذية من الجو في بعض المناطق.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/10/840086.html
كتائب «الحر» تدعو «داعش» للانسحاب من أعزاز وتمهلها 48 ساعة للخروج من ريف حمص
الجيش النظامي يستعيد السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية
بيروت: «الشرق الأوسط»
دعت كتائب بـ«الجيش السوري الحر» في حلب تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» للانسحاب من مدينة أعزاز، تزامنا مع إعطاء المجلس العسكري بمدينة الرستن في حمص فصائل «داعش» مهلة 48 ساعة للخروج من مناطق ريف حمص. وتزامن بدء المواجهات بين «الحر» والتنظيم المرتبط بـ«القاعدة» مع تمكن القوات النظامية من استعادة السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية، الواقعة على طريق إمداد أساسي يربط بين حماه ومدينة حلب.
وكانت «حركة أحرار الشام» و«جيش الإسلام» و«لواء التوحيد» و«لواء الحق» و«ألوية صقور الشام» و«ألوية الفرقان» قد دعت «الإخوة في فصيل (الدولة الإسلامية في العراق والشام) إلى سحب قواتهم وآلياتهم إلى مقارهم الأساسية في مدينة أعزاز». وتمنت في بيان أصدرته أمس أن «يحتكم تنظيم (الدولة) و(لواء عاصفة الشمال) إلى المحكمة الشرعية المشتركة للفصائل الإسلامية التي ستبقى منعقدة في مقر الهيئة الشرعية في حلب لمدة 48 ساعة، لتحصيل الحقوق ورد المظالم عبر القضاء الشرعي». وشدد البيان على ضرورة «الوقف الفوري لإطلاق النار بين الطرفين المسلمين»، بحسب بيان الفصائل، وذلك بعد يومين على تقدم مقاتلي «الدولة» أول من أمس نحو معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وسط اشتباكات بينهم وبين «لواء عاصفة الشمال».
ويؤكد مصدر ميداني في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «مسافة كيلومتر واحد تفصل بين مقاتلي (داعش) وعناصر (عاصفة الشمال)»، مشيرا إلى أن «لواء التوحيد كان يفصل بين الطرفين لكنه سرعان ما انسحب بسبب عدم التزامهم بالاتفاقات المبرمة».
ويوضح المصدر أن «الاحتكام إلى الهيئات الشرعية قد يخفف من التوترات ولكنه لن يحل المشكلة»، لافتا إلى أن «الحل الوحيد يتمثل بانسحاب الطرفين وتسلم لواء التوحيد جميع المقرات في مدينة أعزاز والمناطق المحيطة بها».
وفي موازاة المعارك بين «داعش» و«لواء عاصفة الشمال» في ريف حلب، ذكرت مصادر المعارضة أن «أعضاء المجلس العسكري في مدينة الرستن قد صوتوا على رفض وجود (داعش) و(جبهة النصرة) في حمص، مما دفعهم إلى إعطائها مهلة 48 ساعة للخروج من ريف حمص بشكل كامل».
وأوضح المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» أنه «في حال لم ترضخ (داعش) للمهلة التي منحها إياها المجلس العسكري في الرستن، فإن جميع الخيارات ممكنة بما فيها الصدام الميداني»، مطالبا «مقاتلي تنظيم (الدولة) بإعادة تصويب بندقيتهم لقتال النظام لأنهم باتوا عبئا على الجيش الحر»، على حد تعبيره.
ونفى المقداد المعلومات التي ترددت أمس حول إمكانية عزل رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس من منصبه خلال اجتماع للمجلس الأعلى لهيئة أركان «الحر» في مدينة إسطنبول التركية. وأوضح أن «هذا الاجتماع يعقد بشكل دوري لنقاش الأوضاع الميدانية بين قادة الجبهات والمجالس وبين قيادة الأركان»، مؤكدا أنه «لا صحة للأنباء التي تحدثت عن عزل إدريس».
وكانت مواقع إخبارية معارضة قد أشارت إلى أن هدف اجتماع الأركان في إسطنبول عزل رئيس الأركان سليم إدريس واختيار وزير دفاع للحكومة المؤقتة التي يرأسها أحمد طعمة ليشغل منصبه.
وفي سياق متصل، حطم مقاتلون من «دولة الإسلام في العراق والشام» تمثالا للخليفة العباسي هارون الرشيد في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقل المرصد عن ناشطين قولهم إن «عناصر (الدولة الإسلامية في العراق والشام) قاموا بتحطيم تمثال الرشيد لأنهم اعتبروه صنما»، مهددين بتحطيم «كافة الأصنام في المدينة».
وكان مقاتلون من «الدولة الإسلامية» قد أحرقوا قبل أيام تماثيل ورموزا دينية في كنيستين مسيحيتين، مما أثار موجة غضب بين أهالي الرقة وانتقادات صادرة عن الائتلاف السوري المعارض.
وفي حلب، استعادت القوات النظامية السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية الواقعة على طريق إمداد أساسي يربط بين حماه في وسط سوريا ومدينة حلب، إثر اشتباكات عنيفة مستمرة منذ أسابيع وأوقعت عشرات القتلى في صفوف الطرفين، بحسب المرصد السوري.
وقطع مقاتلو المعارضة السورية طريق الإمداد هذا وهو الوحيد بالنسبة إلى القوات النظامية في نهاية أغسطس (آب) عندما استولوا على خناصر وعدد من القرى المحيطة بها. وأشار المرصد إلى مقتل 25 مقاتلا معارضا على الأقل في معارك خناصر، إضافة إلى 18 عنصرا من جيش الدفاع الشعبي الموالي للنظام وعشرات العناصر من القوات النظامية.
وذكر المرصد أن «المعارك تتواصل اليوم بشكل عنيف في عدد من القرى المحيطة بالبلدة، ويستخدم فيها النظام الطيران المروحي والحربي في القصف».
ويشكل هذا الطريق المعروف بـ«طريق البادية» وسيلة أساسية للقوات النظامية لإيصال التموين والذخيرة إلى قواتها في مدينة حلب التي تتقاسم السيطرة عليها مع كتائب الجيش الحر.
وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام الحاكم، قد ذكرت في عددها الصادر أمس، أن استعادة خناصر ستمهد لإعادة فتح طريق المساعدات الإغاثية للمدينة خلال الساعات المقبلة وتفشل محاولات المسلحين بتجويعها. وأشارت إلى «وجود قوافل من المساعدات الغذائية والطبية مستعدة للتوجه إلى حلب مباشرة بعد عودة الحياة إلى الطريق المذكور الذي يعتبر شريان المدينة الوحيد حاليا».
الاستخبارات المركزية الأميركية توسع جهودها في تدريب الثوار السوريين المعتدلين
دربت نحو ألف هذا العام.. ومن المتوقع أن يفرز برنامجها مئات المقاتلين كل شهر
واشنطن: غريغ ميلر
توسع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جهودا سرية ترمي لتدريب مقاتلي المعارضة في سوريا وسط مخاوف من أن تخسر الميليشيات المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة بسرعة قاعدتها في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، بحسب مسؤولين أميركيين. غير أن برنامج الوكالة صغير جدا إلى حد أنه من المتوقع ألا يفرز سوى بضع مئات من المقاتلين المدربين كل شهر حتى وإن تضخم حجمه، وهو مستوى أشار مسؤولون إلى أنه لن يفيد كثيرا في تعزيز قوات الثوار التي يتفوق عليها الإسلاميون المتطرفون في المعركة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار مسؤولون إلى أن مهمة الوكالة قد حددتها رغبة البيت الأبيض في البحث عن تسوية سياسية، وهو سيناريو يعتمد على جمود حتمي بين الفرق المتناحرة بدلا من فائز واضح. ونتيجة لذلك، بحسب مسؤولين، فإن القيود على سلطات الوكالة تمكنها من توفير الدعم الكافي للمساعدة في ضمان أن الميليشيات المعتدلة سياسيا المدعومة من الولايات المتحدة لا تتكبد خسائر، ولكن ذلك لا يكفي بالنسبة لهم للفوز.
وأشار المسؤولون، الذين تحدثوا مشترطين عدم الكشف عن هويتهم، إلى أن الوكالة قد بعثت فرقا شبه عسكرية إضافية إلى قواعد سرية في الأردن خلال الأسابيع الأخيرة سعيا لمضاعفة عدد المقاتلين الثوار الذين يتلقون توجيهات وأسلحة من الوكالة قبل أن يعاد إرسالهم إلى سوريا.
وقد دربت الوكالة عددا يقل عن 1000 مقاتل من الثوار هذا العام، وفقا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين. بالمقارنة، تشير تقديرات محللين استخباراتيين أميركيين إلى أنه قد تم تدريب أكثر من 20 ألف مقاتل للقتال لحساب ميليشيات مدعومة من النظام من جانب إيران حليف الأسد وشبكة حزب الله المسلحة التي ترعاها.
ووصف جهد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأنه محاولة ماسة لتعزيز الميليشيات السورية المعتدلة، التي كانت عاجزة عن أن تمثل تحديا خطيرا للأسد أو أن تتوافق مع القوة المتنامية لفصائل الثوار المتنافسة التي لها أجندات إسلامية متشددة وفي بعض الحالات، ترتبط بشبكة تنظيم القاعدة الإرهابية.
إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «تكثف وتوسع نطاق جهودها»، بحسب مسؤول أميركي مطلع على العمليات في سوريا، لأنه «كان واضحا أن المعارضة تتكبد خسائر، ليس فقط على المستوى التكتيكي، بل أيضا على مستوى استراتيجي أكبر». ومن جهتها رفضت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التعليق.
جاءت آخر انتكاسة الشهر الماضي، حينما أعلن 11 من أكبر الفصائل المسلحة في سوريا، من بينهم بعض الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة، عن تشكيل ائتلاف يرمي إلى إقامة دولة إسلامية. ويقود الائتلاف «جبهة النصرة»، وهي جماعة أقسمت يمين الولاء لقيادة تنظيم القاعدة في باكستان.
تقدم مواصفات برنامج تدريب خاص بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أكثر الروايات المفصلة عن الأبعاد المحدودة والأهداف المخيفة لعملية للوكالة صدق عليها الرئيس أوباما سرا من خلال إجراء سري وقع عليه هذا العام.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن البرنامج السري كان محكوما بقيود على مصادر الوكالة، وبرفض المقاتلين الثوار مغادرة سوريا للحصول على توجيه من الولايات المتحدة وقيود الأردن على الوجود شبه العسكري للوكالة هناك. غير أن النطاق المحدود يعكس أيضا توترا أعمق في استراتيجية إدارة أوباما بشأن سوريا، والتي سعت من خلالها لتحقيق مصالح الولايات المتحدة مع تجنب الانجراف بشكل أكثر عمقا إلى نزاع تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه قد أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص منذ بدايته في عام 2011.
وأصبحت القيود مصدر إحباط داخل الوكالة ولقيت انتقادات من مشرعين رفيعي المستوى بالكونغرس.
أشار مايك روجرز (الجمهوري عن ولاية ميتشيغان) والذي يرأس لجنة استخبارات مجلس النواب ويلتقي بشكل متكرر مسؤولين رفيعي المستوى من وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من الوكالات الأخرى، إلى أن هناك «درجة عالية من الإحباط في القسم التنفيذي» بشأن استراتيجية سوريا.
وقال روجرز إن «الموقف في سوريا يتغير بدرجة تفوق المعدل الذي تستطيع الإدارة التكيف معه». ورفض مناقشة عمليات الوكالة، التي تعتبر سرية، ولكنه أشار إلى أن الدعم الأميركي لجماعات المعارضة السرية «غير قوي» وقد عرقله «توزيع المصادر بشكل غير متوافق مع الأهداف المعلنة».
وأعرب خبراء الوكالة عن تشككهم في أن التدريب وتوصيل الأسلحة سيكون لهما أي تأثير هادف. وفي الأردن، أبدى المشاركون في تدريب وتسليح الثوار أسفهم على أنه «طلب منهم فعل شيء من لا شيء»، حسب ما أشار إليه مسؤول استخباراتي أميركي رفيع المستوى. يذكر أن المسؤول السابق تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية عمليات الوكالة بالخارج.
كما شكك البعض أيضا في الحكمة من توسيع نطاق مهمة الوكالة في وقت يعتقد فيه كثيرون أن الوكالة قد باتت شبه عسكرية بشكل مبالغ فيه في تركيزها وينبغي أن تعود إلى دورها التقليدي في جمع المعلومات.
ويتركز جهد التدريب الخاص بالوكالة في الأردن، بينما تملك وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية اتصالات طويلة المدى بوكالة الاستخبارات المحلية وإمكانية وصول للقواعد الخاضعة لحراسة الجيش الأردني.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز القوة القتالية للوحدات المنحازة إلى المجلس العسكري الأعلى، وهو هيئة أم يقودها لواء سوري سابق وتعتبر المتلقي الأساسي للدعم الأميركي.
تقود التدريب فرق صغيرة من العملاء من قسم الأنشطة الخاصة، وهو فرع شبه عسكري يعتمد بكثافة على المتعهدين والأعضاء السابقين بقوات العمليات الخاصة الأميركية. وأشار مسؤولون إلى أن عملية توجيه التعليمات أولية، وتمتد من أربعة إلى ستة أسابيع.
وقال المسؤول الاستخباراتي الأميركي السابق: «إنه تدريب أساسي للمشاة في ما يتعلق بكيفية اتباع نظام في ضرب هدف وكيفية إعادة شحن مخزن بندقية وكيفية تنظيف غرفة. إنهم لا يشاركون في مسيرات عسكرية، بل يتعلمون إجراءات أساسية خاصة بالمشاة».
وأشار مسؤولون إلى أن جهود التدريب الأساسية للوكالة لا تشمل توجيهات بشأن استخدام أسلحة عالية القوة مثل الصواريخ والذخائر المضادة للدبابات، والتي تزود بها دول مثل قطر والسعودية، مع أن الوكالة تشارك في تعقب تدفقات الأسلحة وفحص المتلقين.
ويبلغ عدد المقاتلين في سوريا قرابة 100 ألف مقاتل، وأشار مسؤولون استخباراتيون أميركيون إلى أن 20 ألفا من هؤلاء يعتبرون «متطرفين» يحملون أجندات إسلامية متطرفة. واستنزفت تلك الفرق المتشددة الزخم والدعم من مجموعات الثوار المعتدلة. وتضم أبرز جماعتين إسلاميتين، وهما «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، مقاتلين لديهم خبرة مكثفة من الحرب في العراق وتربطهم صلات بتنظيم القاعدة وشنوا هجمات بارزة ضد نظام الأسد.
وأشار النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية، مايكل موريل، في مقابلة أجراها أخيرا مع محطة «سي بي إس»، إلى أن أكثر الجماعات فاعلية على ساحة المعركة في سوريا هي الفصائل المتطرفة. وقال: «ونظرا لأنهم على درجة عالية من البراعة في قتال السوريين، فإن بعض الأعضاء المعتدلين بالمعارضة انضموا إليهم».
وقد أضيف إلى تلك الانشقاقات الشك المتنامي في التزام ونيات الولايات المتحدة، بحسب مسؤولين.
تم رفض مطالب الثوار بالحصول على أسلحة حتى مطلع هذا العام، حينما سمح أوباما للوكالة بالبدء في الإمداد بالأسلحة. لكن حتى حينها، بحسب مسؤولين، تم تأجيل تسليم الأسلحة لعدة أشهر وقصره على الأسلحة الخفيفة، التي تكون متوفرة بالفعل في النزاع.
علاوة على ذلك، فقد أصاب الثوار الغضب من قرار الولايات المتحدة بعدم توجيه هجمات صاروخية ضد الأسد بعد اتهامه باستخدام أسلحة كيماوية في قتل أكثر من 1000 شخص في أغسطس (آب) في هجوم على أطراف دمشق. فبعد توجيهها تهديدا أوليا بشن هجمات، نحت إدارة أوباما تلك التهديدات جانبا الشهر الماضي سعيا لإتمام اتفاق محتمل مع روسيا، والذي بموجبه سيتخلى الأسد عن سيطرته على مخزون الأسلحة الكيماوية – وربما يحكم قبضته على السلطة.
* شارك في كتابة هذا التقرير إرنستو لوندونيو من واشنطن وتيلورلاك من إربد وعمان بالأردن.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
قصف بدير الزور واشتباكات بدمشق وريفها
أفاد مراسل الجزيرة في دير الزور أن أحياء عدة في المدينة تعرضت للقصف، فيما تواصلت الاشتباكات بين قوات المعارضة والجيش النظامي في حي برزة في دمشق، كما تواصلت الاشتباكات في ريف دمشق وحمص وحماة، في وقت أعلن فيه الجيش الحر سيطرته على قريتين في ريف درعا الغربي، بينما استعادت القوات النظامية السيطرة على بلدة إستراتيجية جنوب حلب.
وقال المراسل إن قوات النظام قصفت عدة أحياء في دير الزور براجمات الصواريخ من مقر أمن الدولة ومدفعية اللواء 137. وقد شهد حيا الحويقة والرشيدية اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، بينما نسف مسلحو المعارضة حاجزا للجيش النظامي في حي الموظفين.
تقدم للنظامي
يأتي ذلك في وقت استعادت فيه القوات النظامية الخميس السيطرة على بلدة خناصر الإستراتيجية الواقعة على طريق إمداد أساسي يربط بين حماة في وسط سوريا ومدينة حلب في الشمال.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني تمكنت من السيطرة على بلدة خناصر جنوب مدينة حلب، بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة التي أوقعت عشرات القتلى في صفوف الطرفين، مشيرا إلى مقتل 25 مقاتلا معارضا على الأقل في معارك الأربعاء، بالإضافة إلى 18 عنصرا من جيش الدفاع الشعبي الموالي للنظام، وعشرات العناصر من القوات النظامية.
وكان مقاتلو المعارضة قطعوا طريق الإمداد هذه الوحيدة بالنسبة إلى القوات النظامية في نهاية أغسطس/آب الماضي عندما استولوا على خناصر وعدد من القرى المحيطة بها.
وفي درعا أفادت وكالة “مسار برس” أن الجيش الحر سيطر على بلدتي البكار والجبيلة في ريف المدينة الغربي، وقتل أربعة عناصر ودمر عربة عسكرية، كما تمكن من إيقاف تقدم قوات النظام في منطقة بين مدينة درعا وبلدة نصيب.
وأضافت الوكالة أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على مفرزة الأمن العسكري في نوى بدرعا ودمروا أربع عربات عسكرية وقتلوا عشرين عنصرا، كما دمروا مدرعة في قافلة متجهة إلى معبر الجمرك وقتلوا أحد عشر عنصرا قبل أن يفر الباقون.
وفي المحافظة نفسها، يواصل مقاتلو المعارضة محاصرة اللواء 61 في بلدة طفس، بينما تواصل قوات النظام قصفها على أحياء طريق السد ومخيم درعا ومنطقة درعا البلد، وكذلك على مدينة نوى وبلدات وادي اليرموك بريف درعا الغربي.
أما في اللاذقية، فقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت أمس قرى في جبل الأكراد، في حين تواصل هذه القوات قصفها لمدينة الرستن في حمص، ومدينة الطبقة في الرقة.
كما ذكر المرصد أن مقاتلين من كتائب عدة سيطروا على قرية كفرنان التي يقطنها مواطنون علويون في حمص بعد اشتباكات عنيفة منذ نحو أسبوعين.
دمشق وريفها
وفي العاصمة دمشق قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن عدداً من جنود النظام قتلوا في اشتباكات مع الجيش الحر على أطراف حي برزة في دمشق.
وأفاد الاتحاد أن الجيش الحر أحبط الليلة قبل الماضية محاولة تسلل إلى الحي قام بها جنود النظام، ونشبت بعدها اشتباكات أسفرت عن مقتل بضعة جنود وتدمير عربة مدرعة وناقلتي جند. في هذه الأثناء، قال ناشطون إن النظام يواصل قصفه الجوي والمدفعي عشوائياً على حي برزة.
وقال نشطاء إن قوات النظام واصلت يوم أمس قصف حي برزة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، مما أسفر عن دمار في الأبنية السكنية، في حين تتواصل الاشتباكات مع محاولات جديدة من قوات النظام لاقتحام الحي.
ويتعرض مخيما التضامن واليرموك لقصف متزامن بقذائف الهاون والمدفعية، وسط اشتباكات عنيفة أثناء محاولة قوات النظام اقتحام المنطقة، كما تعرضت بلدة يلدا في ريف دمشق لقصف خلف دماراً في منازل عديدة.
ورصدت شبكة شام تجدد القصف على مدن وبلدات عين الفيجة ودير مقرن بوادي بردى وداريا ومعضمية الشام وعلى مناطق عدة بالغوطة الشرقية، كما بث ناشطون صورا للدمار الذي وقع اليوم جراء القصف ببلدة ببيلا.
كما أكد نشطاء أن منطقة الزبداني بـريف دمشق تعرضت لقصف ليلي عينف من الدبابات وإطلاق نار كثيف من كافة الحواجز المحيطة بها باتجاه المدنيين.
الوضع بإعزاز
وفي أحدث التطورات في إعزاز شمال سوريا، دعت ست جماعات مقاتلة تابعة للمعارضة في بيان ما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” المرتبط بتنظيم القاعدة إلى الانسحاب من المدينة التي كان انتزع السيطرة عليها قبل أيام من “لواء عاصفة الشمال” الذي يقاتل تحت لواء الجيش الحر.
كما دعا البيان -الموقع من ألوية وكتائب مقاتلة عدة أبرزها “حركة أحرار الشام” و”جيش الإسلام” و”لواء التوحيد”- إلى وقف فوري لإطلاق النار بين “الدولة الإسلامية في العراق والشام” و”لواء عاصفة الشمال”، وطالبهما بنقل نزاعهما إلى محكمة شرعية في حلب.
كما دعا المجلس العسكري لمدينة الرستن التابع للجيش الحر “الدولة الإسلامية في العراق والشام” إلى الانسحاب من ريف حمص الشمالي.
ومنذ أسابيع ارتفعت حدة التوتر بين مجموعات مقاتلة ومقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” التي يتهمها المقاتلون الآخرون بالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية وبالقيام بعمليات اعتقال عشوائية وبخطف الصحفيين الأجانب ومحاولة فرض سيطرتها على كل المناطق التي تتواجد فيها.
بدء تأمين مواقع لتخزين الأسلحة قبل تدميرها
مفتشو الكيميائي السوري: تقدم مشجع
قالت الأمم المتحدة اليوم الخميس إن فريق خبراء الأسلحة الكيميائية الدولي حقق “تقدما أوليا مشجعا” في إطار عمله من أجل التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وأضافت في بيان “يقول أعضاء الفريق إن الوثائق التي سلمتها الحكومة السورية أمس تبدو واعدة، لكن سيكون من الضروري إجراء مزيد من التحليل لاسيما للرسوم البيانية الفنية، ولا تزال بعض الأسئلة
الأخرى بحاجة إلى إجابة”.
ويتشكل الفريق الدولي الذي باشر مهامه اليوم بتأمين مواقع لتخزين الأسلحة تمهيدا لتدميرها في إطار مسار قد يتواصل حتى منتصف العام المقبل، من خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي ويساعدهم أفراد من الأمم المتحدة.
وقال بيان صدر اليوم عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة إن فريق المفتشين الذي وصل إلى دمشق أول أمس برا من لبنان، بدأ بالتعاون مع السلطات السورية في تأمين حماية المواقع التي ستعمل فيها.
وأضاف البيان أن البعثة المشتركة للمنظمتين أنهت أمس أول يوم عمل لها، في عملية هدفها تمكين سوريا من التخلص من برنامجها للأسلحة الكيميائية بحلول منتصف العام القادم.
ويتوقع أن يشارك ما لا يقل عن مائة مفتش وخبير في عملية تفكيك ترسانة سوريا بموجب القرار الذي صوت عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع مؤخرا.
وتحدثت تقارير استخبارية غربية عن 45 موقعا كيميائيا بسوريا, وعن امتلاك دمشق ألف طن من المواد التي تصنع منها الأسلحة الكيميائية ومنها غاز السارين.
وكان تقرير أولي لمفتشين دوليين صدر مؤخرا قد أكد استخدام غاز السارين في الهجوم الكيميائي الذي استهدف ريف دمشق يوم 21 أغسطس/آب الماضي وأوقع أكثر من 1400 قتيل، وفقا لحصيلة أعلنتها المعارضة السورية وأكدتها الولايات المتحددة.
وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد مرارا في الأيام القليلة الماضية بالالتزام بقرار مجلس الأمن الذي يفترض أن يجرّد سوريا من مخزونها الكيميائي مقابل تجنيبها ضربة عسكرية غربية.
عملية التفكيك
وفي البيان المشترك الذي صدر اليوم, أشارت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة إلى أن تفكيك هذه الأسلحة سيبدأ قريبا.
وكان تسعة من مجموع 19 مفتشا غادروا صباح اليوم من الفندق الذي يقيمون فيه بوسط دمشق، وتوجهوا إلى جهة مجهولة ضمن مهمتهم للتحقق من الترسانة الكيميائية السورية تمهيدا لتدميرها.
وبدأ المفتشون مهمتهم في ظل معارك تدور عند أطراف دمشق وكذلك في ريفها حيث يتوقع وجود قسم من المخزون الكيميائي في مناطق تخضع لسيطرة القوات النظامية.
وتوقع مسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الانتهاء بنهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر القادم من تعطيل مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية السورية باستخدام وسائل مختلفة منها المتفجرات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس إن القوى الكبرى في الطريق الصحيح في ما يتعلق بتجريد سوريا من سلاحها الكيميائي.
بيد أن ذلك لم يمنع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة من التلويح بضرب سوريا إذا لم تلتزم بقرار مجلس الأمن الأخير.
هيومن ووتش: سجون سوريا تعج بالمعتقلين
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن عشرات الآلاف من المحتجين السلميين المناهضين لحكم الرئيس السوري بشار الأسد أودعوا السجون في سوريا، ويتعرضون لتعذيب ممنهج فيما يبدو.
وأوضحت المنظمة -التي تتخذ من نيويورك مقرا لها- أن المحتجزين تعرضوا للاغتصاب ولانتهاكات تضمنت الصدمات الكهربائية على مناطق حساسة، والضرب بالعصي والأسلاك والقضبان المعدنية.
وقالت المنظمة في بيان إنه استنادا إلى روايات محتجزين سابقين فإن قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد ارتكبت انتهاكات أيضا، إذ احتجزت صحفيين وعاملين في مجال الإغاثة ونشطاء مدنيين، وأعدمت بعض المحتجزين.
وقال جو ستورك نائب قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إن انتهاكات فاضحة يتعرض لها المحتجزون السياسيون، تتمثل بالاعتقال والتعذيب وربما القتل لمجرد انتقاد الحكومة سلميا أو لمساعدة محتاجين تختفي وراء الوحشية المروعة للقتال في سوريا.
وجاء في التقرير -الذي قالت المنظمة إنه يهدف إلى جذب الانتباه إلى النشطاء المدنيين المحتجزين في ما لا يقل عن 27 سجنا في سوريا- “أصبح الاحتجاز التعسفي والتعذيب من الأعمال الروتينية المعتادة لقوات الأمن السورية”.
وأضاف التقرير أن كثيرين أودعوا السجن لمجرد انتقاد السلطات أو تقديم مساعدة طبية لضحايا الحملة العنيفة على المحتجين في عام 2011.
وقال إن اللجوء للتعذيب يحدث بشكل منهجي فيما يبدو، وإن هناك “دلائل قوية” على أنه يمثل سياسة دولة وجريمة ضد الإنسانية، وذكر أن معظم المحتجزين من الرجال، لكن الأمر لم يخل من احتجاز نساء وأطفال أيضا.
واستشهد التقرير بأرقام أوردها مركز توثيق الانتهاكات -وهو جماعة رصد سورية معارضة- وأشارت إلى مقتل 1200 محتجز بالسجون السورية منذ بدء الانتفاضة.
وأضاف “تسجن السلطات محتجزين سياسيين لأشهر دون اتهام، وتعذبهم وتسيء معاملتهم وتمنعهم من الاتصال بمحاميهم أو عائلاتهم، وتترك أسرهم تتلهف لسماع شيء يعرفها بما حدث لذويها”.
امتناع
وتمتنع السلطات السورية عن التعليق على الحالات الفردية لكنها تنفي احتجاز معتقلين سياسيين، وتقول إن كثيرا ممن احتجزوا خلال الانتفاضة انتهكوا قوانين مكافحة الإرهاب.
وأبرز التقرير 21 حالة فردية، منها حالة يحيى شوربجي، وهو عامل بناء عمره 34 عاما من إحدى ضواحي دمشق اشتهر بأنه “صاحب الزهور” لأنه كان يوزع الزهور على الجنود في الأشهر الأولى للانتفاضة.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن اعتقلت شوربجي وشقيقه محمد وثلاثة نشطاء آخرين في مجموعة يطلق عليها شباب درعا في سبتمبر/أيلول عام 2011. وأضافت “رفض المسؤولون الحكوميون إعطاء أسرة شوربجي أي معلومات عنه. وتوفي أحد الخمسة وهو غيث مطر في الحبس بعد أيام من اعتقاله”.
ومن بين النشطاء البارزين في السجن خليل معتوق وهو محام مسيحي لحقوق الإنسان، ومازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
وقالت سارة مارجون نائب مدير واشنطن في منظمة هيومن رايتس ووتش للجزيرة إن لدى المنظمة أدلة مؤكدة على الانتهاكات بحق المعتقلين في سجون النظام السوري، وأعربت عن أملها في أن يتمكن المراقبون الدوليون من زيارة المعتقلات داخل سوريا.
قوات الأسد تركز حملتها العسكرية على درعا
بعد سيطرة مقاتلي الجيش الحر الكاملة على قرية البكار بريف درعا الغربي
دبي – قناة العربية
سُجل تركيز للعمليات العسكرية على مدينة درعا والمناطق المحيطة بها على الحدود مع الأردن في وقت استطاع فيه الجيش الحر تحقيق تقدم في عدد من مناطق درعا وإلحاق خسائر في صفوف قوات النظام، فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 62 شخصاً بنيران قوات النظام، معظمهم في إدلب ودرعا وفي دمشق وريفها.
وتستمر المعارك في سوريا على أكثر من جبهة، وجديدها اليوم تمكن مقاتلي الجيش الحر من السيطرة على قرية البكار بريف درعا الغربي، فضلاً عن استهدافهم لقوات النظام في معضمية الشام وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح.
ويصف مقاتلو الجيش الحر سيطرتهم الكاملة على قرية البكار بريف درعا الغربي والتقدم في عدد من المناطق الأخرى، وإلحاق خسائر فادحة في صفوف قوات النظام بالعمليات النوعية.
ورداً على ما آلت إليه التطورات الميدانية ركزت قوات النظام عملياتها العسكرية على مدينة درعا والمناطق المحيطة، حيث قصفتها بشكل عنيف وبمختلف أنواح الأسلحة الثقيلة والصاروخية.
يأتي ذلك في ظل مكاسب جديدة حققها أيضاً الجيش الحر في معضمية الشام، تمثلت بمقتل عشرين عنصراً من قوات النظام، بينهم عميد من مرتبات الفرقة الرابعة.
بعدها عمدت قوات النظام إلى تفخيخ المنازل وتفجيرها في الجهة الشمالية للمدينة المحاذية للحي الشمالي في ظل استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه على المدينة مما يهدد بمجاعة قاتلة لسكانها.
أما في دمشق، فقد استمرت حملة النظام بالقصف المتواصل على أحياء دمشق، خاصة على أطراف أحياء جوبر العسالي والقابون الذي تحاول قوات النظام اقتحامه من جهة حاجز البلدية.
وفي حلب وريفها، استهدف الجيش الحر تجمعات قوات النظام في حي الخالدية وبلدتي نبل والزهراء والقوات المتمركزة على جبل العنازة بمنطقة السفيرة.
حمص المحاصرة لم تنعم بدورها بلحظة هدوء، ولم يتوقف جيش النظام لحظة عن الدفع بآلته القتالية إلى أقصى حدودها العنيف.
وفي ريف حماة، وتحديداً على جبهة المفكر الشرقي، تدور اشتباكات عنيفة وسط حملة دهم واعتقال وتفتيش تقوم بها قوات النظام والشبيحة في تل الدباغة.
سوريا والسودان على القائمة السوداء في “تجنيد الأطفال“
تتمثل العقوبات في حرمان تلك الدول من بعض الاعتمادات المالية ذات الطابع العسكري
دبي – قناة العربية
أقرت الولايات المتحدة عقوبات استهدفت عدداً من الدول التي تستخدم الأطفال في النزاعات المسلحة، وعلى رأسها سوريا والسودان.
ويتعين على الخارجية الأميركية ملاحقة تلك الدول التي أُدرجت ضمن تقرير سنوي بشأن تهريب البشر.
وبات الزج بالأطفال في الصراعات المسلحة شأناً يؤرق الولايات المتحدة التي لم تتردد في حجب المساعدات العسكرية عن دول ثبت تورطها في تجنيد الأطفال بشكل قسري.
وتتمثل العقوبات في حرمان تلك الدول من بعض الاعتمادات المالية الأميركية ذات الطابع العسكري دونما تحديد لحجم تلك العقوبات.
كما أن قانوناً صادراً عام 2008 يجيز للإدراة الأميركية وقف تراخيص شراء المعدات العسكرية.
العقوبات تشمل خمس دول، على رأسها سوريا والسودان، إلى جانب جمهورية إفريقيا الوسطى ورواندا وميانمار، ثلاث دول خرجت من حسابات واشنطن في هذا المضمار أعفيت من العقوبات هي تشاد وجنوب السودان واليمن.
كما شملت إعفاءات جزئية كلاً من جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال مراعاة لمصالح الإدارة الأميركية، وفق ما نقله مصدر من وزارة الخارجية.
ظاهرة تجنيد الأطفال في السودان تنتشر في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حتى إن بعض المصادر ذهبت إلى أن حكومة الخرطوم تستغل الأطفال في الحرب والسلم على حد سواء.
الانتخابات الأخيرة في السودان، تقول المصادر ذاتها، شهدت استخدام الأطفال من أجل التصويت لصالح الرئيس عمر البشير.
تقرير دولي صدر قبل فترة قريبة حذر من أن الأطفال السوريين يواجهون خطر التجنيد من أجل القتال.
عمليات تجنيد ترعاها مجموعات مسلحة تعرض الأطفال إلى أخطار العنف الجنسي والزواج المبكر والجريمة المنظمة، إضافة إلى استقطاب هؤلاء الأطفال لسوق العمل وحرمانهم من التعليم.
الجربا يجتمع بقادة المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر
وسط دعوات لمقاتلي “داعش” لمغادرة أعزاز في حلب والرستن في حمص
دبي – قناة العربية
عقد رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، اجتماعاً موسعاً مع قادة المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر.
وضم الاجتماع قيادات عسكريين من الصف الأول، حيث تم بحث المستجدات السياسية والعسكرية وفقاً للائتلاف الوطني كما طرح سبل حل المعضلات التي تواجه الجيش الحر في أعزاز وحمص وفرص تسليح الثوار.
من جانبه، أكد منذر اقبيق، عضو الائتلاف الوطني السوري، في مداخلة مع قناة “العربية” من اسطنبول بأن الجربا سيستأنف اللقاءات مع قيادات الجيش الحر، اليوم الجمعة، بحضور اللواء سليم ادريس.
يأتي ذلك في حين وجهت فصائل مسلحة تعمل على الأرض في سوريا مهلا ودعوات إلى تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام المعروف بـ”داعش” من أجل الانسحاب من أعزاز في حلب, ومن الرستن في حمص.
يتزامن هذا مع مخاوف من انتقال عدوى “داعش” إلى مناطق الوسط في سوريا بعدما انحصرت عملياته حتى الآن في الشمال، يأتي هذا وسط انقسامات عميقة باتت تطفو على السطح بين الجماعات التي تقاتل نظام الأسد منذ أكثر من عامين.
ميدانياً، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان لجان التنسيق المحلية مقتل 58 شخصاً بنيران قوات النظام اليوم، معظمهم في إدلب ودرعا وفي دمشق وريفها.
هذا.. وتشهد مختلف المناطق في سوريا قصفاً عنيفاً من قوات النظام مخلفة مزيداً من الخسائر البشرية والمادية، هذا في وقت استطاع فيه الجيش الحر تحقيق تقدم في عدد من المناطق، أبرزها درعا وإلحاق خسائر في صفوف قوات النظام.
أهالي جنوب دمشق يضربون عن الطعام حتى فك الحصار
الجيش الحر لم ينجح في المفاوضات مع قوات النظام التي تحاصرالمنطقة
دبي – قناة العربية
أعلنت مجموعة من أهالي الأحياء الجنوبية في دمشق الإضراب عن الطعام لغاية فك الحصار عن هذه الأحياء، بعد تحذيرهم من أن الأهالي يعانون من كارثة إنسانية وهم على حافة الجوع.
صرخة استغاثة أطلقها الشيخ صالح الخطيب من داخل الأحياء الجنوبية في دمشق التي تحاصرها قوات النظام منذ نحو تسعة أشهر.
هذه الصرخة جاءت بعد محاولات كثيرة فاشلة طوال الأشهر الماضية لفك الحصار عن عشرات الآلاف من السكان العالقين والمهددين بالجوع داخل في منطقة تضم أحياء التضامن والحجر الأسود والقدم ومخيم اليرموك.
سيطرة الجيش الحر على هذه المناطق شددت طوق الخناق عليها تدريجيا. فانطفأت الكهرباء وانقطعت الاتصالات وشحت المياه وندر الطعام.
ولم تنجح مفاوضات الجيش الحر مع قوات النظام وميليشياته التي تحاصر الحر، في فتح ممرات إنسانية.
لأول مرة.. صحافيون يلمحون فريق تفتيش “الكيمياوي” بدمشق
9 مفتشين من فريق نزع الأسلحة الكيمياوية يغادرون فندقهم لجهة مجهولة
دمشق – فرانس برس
خرج تسعة مفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية المكلفين بالتحقق من الترسانة الكيمياوية السورية تمهيداً لتدميرها، من الفندق الذي ينزلون فيه في وسط دمشق صباح اليوم الخميس، بحسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس.
وذكر المصور أن تسعة مفتشين غادروا فندق “فور سيزن” في ثلاث سيارات تابعة للأمم المتحدة، مع عدد قليل من الأمتعة إلى جهة مجهولة.
وهي المرة الأولى التي يتأكد الصحافيون المرابطون في الفندق من خروج المفتشين منذ وصول هؤلاء إلى سوريا الثلاثاء، علماً بأن التكتم يحيط بمهمتهم، في ظل غياب أي تصريحات إعلامية حول تفاصيل عملهم.
وتأتي مهمة هذا الفريق التاريخية تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 حول جمع الأسلحة الكيمياوية السورية تمهيداً للتخلص منها في مهلة لا تتجاوز يونيو 2014.
وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيمياوية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعاً في مختلف أنحاء البلاد.
وقدمت السلطات السورية في 19 سبتمبر الماضي لائحة بمواقع الإنتاج والتخزين إلى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي تتخذ من لاهاي مقراً. ومن المقرر أن يزور المفتشون هذه المواقع خلال الأيام الثلاثين المقبلة.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية مع قناة إيطالية، الأحد، التزام دمشق تطبيق قرار مجلس الأمن الذي تم التوصل إليه بالإجماع ليل الجمعة/السبت، في توافق دبلوماسي غير مسبوق منذ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس 2011.
مبادرة لوقف القتال بين “داعش” والجيش الحر
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قدمت جماعات سورية معارضة، الخميس، مبادرة لوقف الاقتتال بين مقاتلي “تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام” المعروف باسم “داعش” والمرتبط بالقاعدة وفصيل منافس لهم من الجيش الحر في منطقة “إعزاز” الاستراتيجية بحلب على الحدود الشمالية.
ودعا بيان لست جماعات معارضة إلى “وقف فوري لإطلاق النار” بين الجانبين وطالبهما بنقل نزاعهما إلى محكمة شرعية في حلب على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب.
وسيطر تنظيم “داعش” على بلدة إعزاز القريبة من الحدود التركية الشهر الماضي واشتبك مرارا مع مقاتلين من المنطقة تابعين للواء عاصفة الشمال.
وفشلت من قبل محاولة لجماعات المعارضة للتوصل إلى هدنة بين الجانبين.
ودفع الاقتتال تركيا لإغلاق المعبر الحدودي الذي يمثل شريان حياة للمناطق الشمالية في سوريا التي تسيطر عليها المعارضة باعتباره منفذا لعبور اللاجئين ودخول الإمدادات الغذائية ومواد البناء.
كما ناقش البرلمان التركي عملية عسكرية محدودة داخل سوريا ضد تنظيم “داعش”، وقرر البرلمان تمديد تفويضه للجيش التركي بإرسال قوات تركية إلى سوريا إذا شكلت الأزمة تهديدا للأمن التركي.
منظمة: تعذيب ممنهج لآلاف السجناء بسوريا
من جهة أخرى، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن عشرات الآلاف من المحتجين السلميين على حكم الرئيس السوري بشار الأسد أودعوا السجون ويتعرضون، فيما يبدو، لتعذيب ممنهج.
وأضافت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن المحتجزين تعرضوا للاغتصاب ولانتهاكات تضمنت الصدمات الكهربائية على مناطق حساسة والضرب بالعصي والأسلاك والقضبان المعدنية.
وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان استنادا إلى روايات محتجزين سابقين إن قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد، ارتكبت انتهاكات أيضا إذ احتجزت صحفيين وعاملين في مجال الإغاثة ونشطاء مدنيين وأعدمت بعض المحتجزين.
وجاء في التقرير الذي قالت المنظمة إنه يهدف إلى جذب الانتباه إلى النشطاء المدنيين المحتجزين فيما لا يقل عن 27 سجنا في سوريا “أصبح الاحتجاز التعسفي والتعذيب من الأعمال الروتينية المعتادة لقوات الأمن السورية.”
وأضاف أن كثيرين أودعوا السجن لمجرد انتقاد السلطات أو تقديم مساعدة طبية لضحايا الحملة العنيفة على المحتجين في عام 2011.
وقال إن اللجوء للتعذيب يحدث بشكل منهجي فيما يبدو وإن هناك “دلائل قوية” على أنه يمثل سياسة دولة وجريمة ضد الإنسانية، وذكر أن معظم المحتجزين من الرجال لكن الأمر لم يخل من احتجاز نساء وأطفال أيضا.
واستشهد التقرير بأرقام أوردها مركز توثيق الانتهاكات –وهو جماعة رصد سورية معارضة- وأشارت إلى مقتل 1200 محتجز بالسجون السورية منذ بدء الاحتجاجات.