أحداث السبت، 26 تشرين الثاني 2011
عقوبات عربية على سورية و«خريطة طريق» تركية للمواجهة
القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، لندن، باريس موسكو، اسطنبول، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
مرت المهلة التي منحتها الجامعة العربية لسورية لتوقيع بروتوكول المراقبين من دون الحصول على رد من دمشق، وأعلن الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي انقضاء المهلة ودعا الى عقد اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة اليوم لإقرار عقوبات اقتصادية.
وعلمت «الحياة» أن وزير الاقتصاد التركي سيشارك اليوم في اجتماع وزراء الاقتصاد العرب، كما سيشارك وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في اجتماع وزراء الخارجية الأحد، وذلك بهدف تنسيق المواقف بين تركيا والجامعة العربية في مسألة فرض العقوبات السياسية والاقتصادية على سورية.
وكان اوغلو قد قال امس إنه اذا لم تقبل الحكومة السورية خطة الجامعة العربية، فهناك خطوات يمكن اتخاذها بالتشاور مع الجامعة. وأكد انه سيحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً الاحد. وقال ان لدى تركيا خريطة طريق لمواجهة الأزمة السورية اتفقت عليها مع الجامعة العربية، كما اشار الى انه سيواصل مع الوزراء العرب البحث مع الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي والدول الاعضاء في مجلس الامن حول ما يتعين فعله اذا لم تتخذ سورية خطوات لوقف نزيف الدماء.
وردَّ داود اوغلو على عدم توقيع دمشق على بروتوكول المراقبين قائلاً: «اذا لم يكن لدى سورية ما تخفيه حول الوضع في مدنها، واذا كان لديها حسن النية لإنشاء اطار سلمي، عندها كان يمكن ان نتوقع ان تقول نعم لهؤلاء المراقبين». وأوضح ان «الصمت السوري يعزز الهواجس حول الوضع الانساني والشبهات حول ما يحصل في المنطقة».
ويجتمع المجلس الاقتصادي والاجتماعي مساء اليوم في فندق «فيرمونت» القريب من مطار القاهرة على مستوى وزراء المال والاقتصاد، لرفع توصياته لتنفيذ قرار مجلس الجامعة الأخير.
وكان وزراء الخارجية قرروا في اجتماعهم اول امس (الخميس) الطلب من المجلس الاقتصادي والاجتماعي في حال عدم توقيع الحكومة السورية على بروتوكول عمل المراقبين، النظر في فرض عقوبات اقتصادية على سورية بما لا يؤثر في الشعب السوري. وحدد القرار محاور العقوبات بحيث تشمل: وقف رحلات الطيران إلى سورية، وقف التعامل مع البنك المركزي السوري، وقف التبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر في الشعب السوري، وتجميد الأرصدة المالية للحكومة السورية، ووقف التعاملات المالية مع سورية. ويرفع وزراء المال والاقتصاد توصياتهم إلى اجتماع وزراء الخارجية غداً الأحد.
وحسب مصادر الجامعة، فإن وزراء الخارجية سيعتمدون توصيات وزراء المال والاقتصاد كما يبحثون في تقرير للأمانة العامة ينظر في قطع العلاقات الديبلوماسية مع سورية وسيبلغون مجلس الأمن بالقرارات التي يتخذونها. كما ستوجه الامانة العامة للجامعة الدعوة إلى أطياف المعارضة لعقد مؤتمر للحوار الوطني في مقر الجامعة الأسبوع المقبل على أكبر تقدير.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية امس، ان موسكو لا تزال تعارض الضغط على دمشق او فرض عقوبات عليها وتطالب بالعودة الى الحوار السياسي.
وقال ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث باسم الخارجية الروسية: «ان ما نحتاج اليه في هذه المرحلة ليس قرارات او عقوبات او ضغوطاً، بل حواراً بين السوريين». وأكد معارضة روسيا اي تدخل عسكري ضد النظام السوري.
وشرح هنري غينو مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس فكرة «الممرات الآمنة» في سورية التي سبق ان اقترحها الوزير ألان جوبيه، وقال ان فرنسا تهدف من وراء هذه الفكرة «القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ الأرواح». واضاف: «نحن نقوم بما لا يؤدي الى تداعيات يمكن ان تكون أسوأ من الشر الذي نسعى الى مواجهته».
وفي المواجهات الامنية، استأثر بالاهتمام الهجوم الذي تعرضت له حافلة عسكرية وقتل فيه 6 طيارين و4 ضباط على طريق حمص-تدمر اول من امس. واتهمت قيادة الجيش السوري «جهات أجنبية بدعم هذه العمليات الإرهابية بهدف إضعاف القدرات القتالية لقواتنا المسلحة الباسلة».
وبعد بيان نشر باسم «الجيش السوري الحر» تبنى فيه الهجوم، نفى الجيش مسؤوليته امس، وقال ناطق باسمه ان الاستخبارات السورية نشرت البيان على صفحة على «فايسبوك» تشبه موقعه، فيما قال ناشط في حمص إن مسلحين من العشائر هم الذين نفذوا الهجوم.
وفي الجمعة، التي اطلقت عليها تنسيقيات الثورة شعار «الجيش الحر يحميني»، ذكرت مواقع المعارضة السورية ان عدد القتلى في تظاهرات امس تجاوز 25 شخصاً، اضافة الى عشرات الجرحى سقطوا في حي دوما بدمشق ومحافظات حمص ودرعا ودير الزور، فيما استمرت المواجهات بين الامن ومنشقين في حمص والمدن المحيطة بها.
وانتقدت لجنة الامم المتحدة لمناهضة التعذيب امس «الانتهاكات الفاضحة والمنهجية» لحقوق الانسان في سورية، ومنها حالات تعذيب اطفال. وقال رئيسها كلاوديو غروسمان إن اللجنة درست تقارير عدة تدعمها أدلة متسقة تشير الى انتهاكات منهجية واسعة لحقوق الانسان في سورية. واشار الى ان هذه الانتهاكات حصلت منذ تبنت اللجنة تقريرها النهائي الاخير حول سورية في ايار (مايو) 2010، واعرب عن قلقه للتقارير التي تتحدث عن «تعذيب الاطفال وتشويههم»، وعن «عمليات الاعدام العشوائية والاعتباطية».
وفي نيويورك اعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «القلق البالغ إزاء تصاعد الأزمة وارتفاع عدد القتلى في سورية»، ورحب بجهود الجامعة العربية لايقاف سفك الدماء وأعلن انه «مستعد لتقديم الدعم اللازم بما يتوافق مع مسؤولياته وفي اطار التعاون بين الامم المتحدة والجامعة العربية».
دمشق تجاهلت إنذار الجامعة والجيش السوري يؤكد وقوفه مع النظام
إعداد لائحة العقوبات اليوم وتركيا ستشارك فيها والعراق يحذّر
وقت تستعد جامعة الدول العربية لفرض عقوبات اقتصادية على دمشق بعد انقضاء المهلة التي حددتها لها امس للموافقة على ارسال بعثة مراقبين الى سوريا من دون رد رسمي من الحكومة السورية، اعتبر الجيش السوري في بيان مقتل ستة طيارين واربعة فنيين على أيدي “مجموعة مسلحة” على محور تدمر – حمص الخميس “تصعيداً ارهابياً خطيراً” يظهر “تورط جهات اجنبية” في “العمليات الارهابية”، وتعهد “بتر كل يد” تهدد “امن الوطن واستقراره”، في اشارة تؤكد وقوف الجيش الى جانب النظام بعد ثمانية اشهر من الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الاسد.
بيد ان عدم موافقة سوريا على استقبال بعثة المراقبين، فتح الباب امام وزراء المال العرب الذين سيجتمعون في القاهرة اليوم لإعداد لائحة عقوبات على سوريا، تمهيداً لرفعها الى الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الاحد في العاصمة المصرية.
وبدت تركيا راغبة في المشاركة في أي تحرك ضد النظام السوري، إذ صرح وزير خارجيتها احمد داود اوغلو بأن من المحتمل ان يحضر اجتماع القاهرة للبحث مع نظرائه العرب في ما يمكن فعله لوقف العنف في سوريا، قائلاً: “اننا لن نتسامح بعد اليوم مع سفك الدماء في سوريا”. لكن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج قال للتلفزيون التركي: “تدخل تركيا في سوريا خطأ تماماً… على العكس لن نرسل جنوداً إلى سوريا ولن نتدخل”.
كما كررت موسكو انها لا تزال تعارض الضغط على دمشق او فرض عقوبات على حليفتها التقليدية وطالبت بالعودة الى الحوار السياسي. الى ذلك، أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني معارضته لتدخل عسكري تركي في سوريا، متخوفاً من وصول ما وصفه بـ”قوى متطرفة”الى الحكم في دمشق.
لكن هذا ليس حال الامم المتحدة التي أفاد الناطق باسمها مارتن نيسيركي ان الامين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون رحب بما وصفه بـ”اقتراح (الجامعة) إرسال بعثة مراقبة لحماية المدنيين في سوريا”، وحض دمشق ايضاً على ابداء “موافقتها وتعاونها الكامل”. وقال: “بناء على طلب الجامعة العربية… يبدي الامين العام استعداده لتقديم الدعم المطلوب”. وأشار الى ان مكتب المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف على اتصال مع امانة الجامعة العربية في القاهرة في شأن هذا الأمر.
وأوضح مسؤولون في الامم المتحدة ان المنظمة الدولية قد تساهم بموظفين في مجال حقوق الانسان في المهمة.
ولا يزال الاقتراح الفرنسي إقامة ممرات انسانية في سوريا قيد الدرس. وقال هنري غينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا لا تهدف من وراء طرح فكرة اقامة ممرات انسانية الى ارضاء الضمير بل الى “القيام بكل ما هو ممكن لانقاذ ارواح” المدنيين.
الا ان مسؤولون اتراكاً اقروا بأنهم لا يعرفون تبعات العرض وان ثمة مزيداً من الخطط البديلة. وقال مسؤول تركي: “تحدثنا كثيرا مع الفرنسيين عن الكثير من الخيارات وما سيحدث اذا خرجت الامور عن السيطرة واذا تدهورت.
طبعاً هناك بعض الخطط البديلة، لكننا لم نصل بعد إلى هذه النقطة… الامر يتوقف على ما اذا كان العنف سيخرج عن السيطرة او اذا حصل انقلاب او حرب اهلية بشكل خارج عن السيطرة. هناك الكثير من الخيارات والكثير من الاشياء التي يمكن ان تغير الموقف”.
في غضون ذلك، تحدث ناشطون عن مقتل ستة مدنيين وجرح آخرين برصاص قوى الامن في “جمعة الجيش الحر يحميني” التي دعا اليها معارضون وخرج فيها المتظاهرون في عدد من المدن السورية. (راجع العرب والعالم)
وفي المقابل، بث التلفزيون السوري ان الجهات المختصة في ريف حمص نفذت “عملية نوعية في الرستن اسفرت عن مقتل 16 ارهابيا والقاء القبض على العشرات من المسلحين المطلوبين وضبط كميات كبيرة من الاسلحة واجهزة الاتصال الحديثة”.
لندن والدوحة
■ في لندن، شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على ضرورة “متابعة الحوار” مع المعارضة السورية من اجل تأمين عملية انتقال ديموقراطي. وجاء في بيان اصدره مكتب كاميرون ان المسؤولين اللذين التقيا في لندن، اعتبرا ان “القمع الوحشي الذي يمارسه نظام الاسد خطر ويشكل مصدر قلق يزداد حدة”. وابرز “اهمية موافقة النظام السوري على مبادرة الجامعة العربية لوقف العنف واتفقا على ضرورة متابعة الحوار مع حركات المعارضة السورية لدعم العملية الانتقالية من اجل اقامة ديموقراطية مستقرة تضم جميع الاطراف.
روسيا: الحوار الوطني الشامل هو الحل الوحيد للأزمة السورية
أكدت روسيا أن الحوار الوطني الشامل هو الحل الوحيد لتسوية الأزمة في سوريا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم، إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف استقبل اليوم سفير سوريا لدى موسكو رياض حداد وبحث معه الوضع في سوريا والمنطقة.
وأضاف البيان، إن الجانبين أكدا خلال اللقاء ضرورة وقف العنف في سوريا بغض النظر عن مصدره وحل جميع القضايا الداخلية عن طريق حوار وطني شامل بهدف إجراء تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية تتجاوب مع مصالح جميع السوريين.
(سانا)
العراق “يتحفظ” على مشروع قرار فرض عقوبات اقتصادية على سوريا
أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم، أن العراق “يتحفظ” على مشروع قرار الجامعة العربية الذي سيبحثه وزراء المال العرب في القاهرة اليوم لفرض عقوبات اقتصادية على سوريا.
وقال زيباري في مؤتمر صحافي عقده في النجف، إن “العراق أعلن عن تحفظه على مشروع قرار الجامعة العربية الذي سيناقش اليوم لفرض عقوبات اقتصادية على سوريا”.
(أ ف ب)
الأسد: العرب سيأتون معتذرين
أبدى الرئيس السوري بشار الأسد، في لقاء مع مجموعة شبابية في قصر الشعب، أمس الأول، اقتناعه بأن “من يتحاملون علينا الآن من إخوتنا العرب سترونهم في دمشق معتذرين عمّا بدر منهم بعد الأزمة”. ونقل موقع “عربي برس” عن الأسد قوله، ردا على سؤال عن موقف بعض الدول العربية من سوريا: “هو ليس بجديد علينا، نحن أصحاب العروبة، ولن نتخلى عنها”.
وعن الأسباب التي دفعت سوريا إلى القبول بالمبادرة العربية، أوضح أنه “مع معرفتنا بأن شيئاً لن ينتج من طلب كهذا، إلا أن أصدقاء لنا ساعدهم طلبنا عقد القمة على مواجهة ضغوط تعرضوا لها نتيجة موقفهم المساند لنا”. وأضاف: “كشف الرافضون أنفسهم ومؤامراتهم”.
ورداً على سؤال عن تركيا، قال الرئيس السوري: “لا يزال حلم الإمبراطورية العثمانية حياً لدى البعض، مع معرفتهم بعدم القدرة على تحقيق ما يحلمون به؛ فهم يحاولون الآن استغلال بعض الأحزاب التي ترفع شعارات دينية لتوسيع نفوذهم في العالم العربي”. وأضاف: “رجائي ألا نحرق العلم التركي؛ فالشعب التركي يعتز به جداً”.
وعن رؤيته لمستقبل الأزمة، نقل الموقع عن الأسد قوله: “نحن نعرف أن قدر سوريا ألّا ترتاح من مؤامراتهم، وبعد أن تخرج من المعركة الحالية منتصرة، لا تتوقعوا أن نرتاح ما دمنا نقول لا لأميركا”.
ورداً على سؤال عن المعلومات المتوافرة للدولة عن المجموعات المسلحة، قال الأسد: “المجموعات المسلحة التي تقوم بأعمال ترويع للمواطنين السوريين تنقسم إلى ثلاث مجموعات: قسم من الإخوان المسلمين، وقسم من الوهابيين التكفيريين، والقسم الثالث من المجرمين المحكومين بأحكام عالية، كالإعدام أو المؤبد”، مؤكداً أنّ “هؤلاء لا تهاون معهم أبداً، وسنلاحقهم في كل مكان”. وعن المعلومات عن انشقاق الجيش، ابتسم الأسد قبل أن يرد قائلاً: “إن كان فرار العشرات من الجنود انشقاقاً، فكل جيوش العالم لديها انشقاقات”.
الجيش السوري يتوعّد «اليد الآثمة» وأنقرة تحضر اجتماعي القاهرة وبان كي مون مستعد للمساعدة
دمشق تتجاهل إنذارات الجامعة العربية … وعقوبات مقترحة اليوم
تجاهلت سوريا، المهل الشبيهة بالإنذارات، التي وضعتها الجامعة العربية لها للتوقيع على بروتوكول المراقبين، والتي انتهت امس، وسط توقعات ان يفتح باب التفاوض مجدداً غداً بعدما طلبت دمشق، بتأييد مصري وجزائري، من الوزراء العرب تقديم توضيحات حول بنود تعتبرها ملتبسة، حول مهمة المراقبين.
وفي هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه سيشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً، الذي يتوقع أن يتم خلاله إقرار العقوبات، فيما جددت موسكو اعتراضها على سياسة العقوبات محذرة من أن الفكرة الفرنسية حول إقامة «الممرات الإنسانية» قد تكون ذريعة لتدخل عسكري في نهاية المطاف.
في هذا الوقت، برز بيان قيادة الجيش السوري الذي أكد فيه مقتل 10 طيارين وفنيين في «هجوم إرهابي»، حيث اتهم «جهات أجنبية في دعم هذه العمليات الإرهابية بهدف إضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة»، متعهداً «بتر كل يد آثمة تستهدف الدم السوري والتصدي بكل حزم لكل من يهدد أمن الوطن واستقراره».
وقالت مصادر لـ«السفير» إن السوريين ردوا على مهلة الجامعة العربية حول توقيع بروتوكول المراقبين، التي انتهت امس، برسالة تجاهلوا فيها التحذير، مطالبين بايضاحات حول بعض النقاط في البروتوكول. وأشارت الى ان السوريين يحاولون العمل مع مصر والجزائر ودول أخرى من اجل تخفيف الضغوط، وهم يراهنون على أن يتم فتح الباب، خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي في القاهرة غداً، لمفاوضات جديدة.
وذكرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في بيان، إن «الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تسلم رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم طرح فيها مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول بنود مشروع البروتوكول الخاص بالمركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا».
وأضافت «كان من المتوقع أن يتم اليوم (أمس) التوقيع على مشروع البروتوكول بين الأمانة العامة
للجامعة العربية والحكومة السورية لبدء بعثة الجامعة العربية مهمتها إلى سوريا وفقاً لقرار مجلس الجامعة العربية الصادر أول أمس».
وكان مصدر عربي أعلن أن الحكومات العربية مددت المهلة من الساعة الواحدة ظهراً حتى نهاية يوم أمس. وكانت الجامعة العربية قد هددت بفرض عقوبات شديدة على سوريا ما لم تردّ، كما دعا وزراء الخارجية العرب، أول أمس، الأمم المتحدة إلى مساندة جهود الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا.
ومن المقرر عقد اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي اليوم لبحث مسألة العقوبات التي ستطرح غداً على وزراء الخارجية العرب. ومن بين العقوبات المحتملة وقف التجارة مع الحكومة السورية وتعليق الرحلات الجوية لسوريا ووقف التعاملات مع البنك المركزي وتجميد الحسابات المصرفية للحكومة السورية ووقف التعاملات المالية.
بان كي مون
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه «مستعد» لتقديم مساعدة إلى الجامعة العربية في الخطوات التي تعتزم القيام بها بشأن الملف السوري.
وقال المتحدث باسمه مارتن نيسركي إن بان كي مون «قلق جداً إزاء تفاقم الأزمة وإزاء التزايد المطرد لعدد القتلى في سوريا»، مضيفاً أن بان كي مون «مستعد لتقديم الدعم اللازم بما يتوافق مع مسؤولياته وفي إطار التعاون بين الامم المتحدة والجامعة العربية». وأضاف إن بان كي مون يدعم «اقتراح الجامعة العربية بإرسال مراقبين لحماية المدنيين في سوريا ويحث السلطات السورية على الموافقة على هذه المهمة والتعاون معها بشكل كامل كما تطالب الجامعة العربية».
وأوضح أن أجهزة المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة نافي بيلاي «هي على اتصال بالأمانة العامة للجامعة العربية». وقال مصدر دبلوماسي إن الجامعة العربية يمكن ان تطلب مشاركة خبراء من الأمم المتحدة في مهمة المراقبين الى سوريا في حال حصلت هذه المهمة.
تركيا
وأعرب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن أسفه لصمت سوريا حيال إنذار الجامعة العربية، واصفاً هذا المسعى بأنه «فرصة أخيرة وجديدة» للنظام السوري.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن داود اوغلو قوله «إنها فرصة مهمة لسوريا، واختبار لحسن نياتها». وأضاف «إذا لم يكن لدى سوريا ما تخفيه حول الوضع في مدنها، وإذا كان لديها حسن النية لإنشاء إطار سلمي، عندها كان يمكن أن نتوقع ان تقول نعم لهؤلاء المراقبين». وأوضح أن «صمتها يعزز الهواجس حول الوضع الإنساني والشبهات حول ما يحصل في المنطقة».
وكان داود اوغلو وصف مبادرة الجامعة العربية بأنها «الفرصة الاخيرة والجديدة» للنظام السوري. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في اسطنبول، «ثمة فرصة اخيرة وجديدة لسوريا». وأضاف «نعتقد انه بات من اللازم وضع حد لمعاناة الشعب السوري».
وفي ختام اجتماع في اسطنبول مع نظيره الايطالي جوليون ترزي، اعتبر داود اوغلو أن دمشق ستتعرض لـ«عزلة» من تركيا والدول العربية والمجموعة الدولية إذا ما رفضت الاتفاق. وحذر من ان بلاده ستتبنى «تدابير جديدة» ضد دمشق. وأكد ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون غداً لتنسيق ردهم على صمت دمشق. وأضاف «إذا لم تفعل فهناك خطوات يمكن اتخاذها بالتشاور مع الجامعة العربية. أريد أن أقول بوضوح إننا لن نتسامح بعد ذلك مع سفك الدماء في سوريا. موقف الدول الصديقة والشقيقة من هذا الموضوع واضح».
وأكد داود اوغلو مشاركته في اجتماع الوزراء العرب غداً، فيما سيشارك نائب رئيس الحكومة علي باباجان بزيارة في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي اليوم بصفة ضيف خاص. وأوضح أن «الاجتماعين سيضعان إطاراً للخطوات السياسية الاقتصادية التي ستتخذها بلادنا بالتنسيق مع الجامعة العربية، وستعقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً الأربعاء المقبل، وسنشارك فيه أيضاً».
ورداً على سؤال حول رد فعل تركيا إزاء عدم انصياع سوريا لقبول استقبال مراقبين، قال «سننظر في الوضع، لدينا خريطة طريق اتفقنا عليها مع الجامعة العربية». ولم يتحدث داود اوغلو عن تفاصيل خريطة الطريق، ولكنه اشار الى انه والوزراء العرب سيواصلون التباحث مع الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي والدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي وآخرين في المجتمع الدولي حول ما يتعين فعله. وقال «اولويتنا الآن هي نجاح مبادرة الجامعة العربية».
وأكد نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينتش ان بلاده ترفض بشدة اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا، كما ترفض اي مشاركة في تدخل كهذا. ونقلت قناة «سي ان ان تورك» الاخبارية عن ارينتش قوله «نرفض بشدة اي تدخل في سوريا ونرفض اي عملية يطلب من تركيا ان تكون طرفاً فيها ضد هذا البلد». وأضاف «هناك دول تقول إن تركيا ستتدخل في الأحداث الجارية في سوريا، وهذا امر خاطئ تماماً. ليس من المطروح البتة إرسال قوات (تركية) او حدوث تدخل تركي في سوريا، كما لن نسمح (لدول) اخرى بالتدخل». وأكد المسؤول التركي ان مثل هكذا سيناريو سيخلف تبعات ثقيلة على المنطقة.
وقال مسؤول حكومي تركي «تحدثنا كثيراً مع الفرنسيين بشأن العديد من الخيارات وما سيحدث إذا خرجت الامور عن السيطرة وإذا تدهورت. بالطبع هناك بعض الخطط البديلة لكننا لم نصل بعد إلى هذه النقطة». وأضاف «الامر يتوقف على ما اذا كان العنف سيخرج عن السيطرة او اذا وقع انقلاب او حرب اهلية بشكل خارج عن السيطرة. هناك العديد من الخيارات والعديد من الأشياء التي يمكن ان تغير الموقف».
وتدور الفكرة الفرنسية حول ممر آمن من حدود دول مجاورة مثل تركيا ولبنان، او حتى إلى مطار حيث تحط طائرات، او على الشاطئ حيث يمكن ان تفرغ سفن شحناتها. ويحتاج هذا الحل كي ينجح موافقة السلطات السورية. وتسعى الجامعة العربية والقوى الغربية إلى إقناع دمشق بقبول حل كهذا. وقال مصدر دبلوماسي غربي «حتى الآن لم يعلنوا رفضهم لذا فربما نتمكن من إقناعهم. ما دمنا في البعد الانساني يكون من الصعب على دول مثل سوريا رفض السماح بوصول المساعدات للمدنيين».
روسيا
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، قبل ساعات من انتهاء المهلة الجديدة التي حددتها الجامعة العربية لسوريا، أن موسكو تعارض الضغط على دمشق أو فرض عقوبات عليها، وتطالب بالعودة إلى الحوار السياسي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش، في مؤتمر صحافي، «في هذه المرحلة ما نحتاجه ليس قرارات أو عقوبات أو ضغوطاً، بل حوارا بين السوريين». وأضاف إن «روسيا تدعم نداء الجامعة العربية لوقف العنف لكن جماعات المعارضة الراديكالية، التي تحظى بدعم خارجي، يلقى عليها اللوم أيضاً».
وأضاف إن «روسيا ترفض رفضاً باتاً أي تدخل عسكري في سوريا». وتابع إن «التدخل بالقوة في الشؤون السورية غير مقبول في نظر روسيا. يجب ألا تكون حقوق الانسان ذريعة لتدخل من هذا النوع».
وذكر ان موسكو تبحث الاقتراح الذي عرضته فرنسا على شركائها الأوروبيين والأميركيين لإقامة «ممرات انسانية» في سوريا. وأضاف «نحاول ان نفهم ماذا يعني ذلك فعلاً. وأعتقد اننا سنعود الى هذه المسألة عندما يتوافر مزيد من الوضوح».
وكانت دول مجموعة «بريكس»، وهي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا، اعلنت أمس الاول إنه يجب استبعاد أي تدخل لا يكون بتأييد من الامم المتحدة، وذلك بعد مشاورات بين نواب وزراء خارجية هذه الدول في موسكو. وأضاف البيان ان الدول الخمس «اكدت بشكل خاص على دور (مجلس الامن) الذي يحمل على عاتقه المسؤولية الرئيسية لدعم السلام والأمن الدوليين».
وكررت بكين مطالبتها بوقف فوري لأعمال العنف في سوريا وحل الأزمة في إطار جامعة الدول العربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وى مين إن «الأزمة السورية يجب أن تحل في إطار جامعة الدول العربية، حيث إن هذا الأسلوب يتماشى مع المصالح المشتركة لسوريا والدول العربية والمجتمع الدولي ككل»، موضحاً أن «الصين تهتم اهتماماً شديداً بالموقف الحالي في سوريا وتدعو سوريا للبدء في عملية سياسية تقوم على التسامح والتوازن لتخفيف حدة الوضع».
وأشار ليو إلى أن «الصين تتوقع أن تقوم الجامعة العربية وسوريا بتعزيز الاتصالات والتنسيق من أجل حل القضايا الوثيقة بشكل ملائم من منظور المصالح الجوهرية للشعب السوري، فضلاً عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
فرنسا
وقال المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، هنري غينو إن باريس تهدف من وراء طرح فكرة إقامة ممرات انسانية في سوريا «القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ ارواح».
وقال غينو، في تصريح لتلفزيون «فرانس-24»، «لا بد من القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ ارواح ولا اعتقد ان ذلك يندرج في إطار إرضاء الضمير». وأضاف «نحن نقوم بما لا يؤدي الى تداعيات يمكن ان تكون أسوأ من الشر الذي نسعى الى مواجهته».
وأضاف «نرغب بمساعدة الناس وحمايتهم وعلينا ان نقيس تداعيات ما يمكن ان نقوم به. هذا ما نقوم به في سوريا». وأضاف «حاليا من غير الوارد ان نقوم في سوريا بما قمنا به في ليبيا، لأن الجميع يعلم ان التداعيات لن تكون نفسها»، في تلميح الى التدخل العسكري.
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية، في موقع لها على الإنترنت، الفرنسيين المقيمين في سوريا الى مغادرة هذا البلد «من دون تأخير»، كما طلبت من الذين ينوون السفر الى سوريا «إلغاء سفرهم او إرجاءه».
ميدانيات
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، إن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية أثناء مرورهم على محور تدمر حمص بعد ظهر أول أمس».
وأضاف البيان إن «هذا الاستهداف المباشر لنخبة من نسورنا البواسل المدربين تدريباً نوعياً على قيادة الطائرات الحربية الحديثة استعداداً لأداء الواجب المقدس في تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة هو تصعيد إرهابي خطير يكشف عن الوجه الحقيقي للمخطط الذي يستهدف بنية قواتنا المسلحة بمختلف أنواعها وصنوفها، ويؤكد تورط جهات أجنبية في دعم هذه العمليات الإرهابية بهدف إضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة».
وتابع البيان إن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ ترى أن المستفيدين من هذا العمل الإرهابي هم أعداء الوطن والأمة، وفي مقدمتهم إسرائيل، تؤكد عزم قواتنا المسلحة على الاستمرار في تنفيذ كل ما يوكل إليها من مهام وجاهزيتها الدائمة للدفاع عن أمن الوطن والمواطنين، وبتر كل يد آثمة تستهدف الدم السوري والتصدي بكل حزم لكل من يهدد أمن الوطن واستقراره».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 6 مدنيين في حمص ودير الزور وريف درعا وريف دمشق»، فيما نفى التلفزيون السوري وقوع قتلى في دير الزور وحمص، مؤكداً «إنها أنباء لا أساس لها من الصحة وهو تحريض على القتل».
وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى «استشهاد اثنين من عناصر وحدة الهندسة في محافظة حماه أثناء قيامهما بتفكيك عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حي الملعب البلدي». وأشار إلى «أن عدداً من عناصر قوات حفظ النظام أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في حي الأربعين في حماه».
تظاهرات
وذكرت «سانا» ان «تظاهرات خرجت في دمشق وريفها واللاذقية وطرطوس وبانياس والسويداء ودير الزور وإدلب والقامشلي وحلب ومصياف في حماه تندد بقرارات جامعة الدول العربية بحق سوريا وترفض التدخلات الخارجية في شؤونها، وتدعم برنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد».
وذكر المرصد ونشطاء انه «تلبية لدعوة أطلقها ناشطون سوريون في ما اطلقوا عليه جمعة الجيش الحر يحميني خرجت تظاهرات في معرة النعمان وسرمين وحزانو والتح وتفتناز تطالب بإسقاط النظام».
(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
مصور فرنسي يقدم صورا حية من حمص: الخطر موجود والناس يقتلون وهم يشترون او يعبرون الشوارع او يتظاهرون
خوف ودمار.. تضامن وشجاعة وتصميم في مدينة ترفض الاذعان
لندن ـ ‘القدس العربي’: لان السلطات السورية تمنع الاعلام الخارجي وتشن حملة على وسائل الاعلام بسبب تغطيتها للاحداث بدأ عدد من الصحافيين بالمغامرة ودخول المدن السورية التي تعتبر في قلب الانتفاضة السورية، ففي يوم الاحد الماضي نشرت صحيفة ‘اوبزيرفر’ مشاهدات مراسلها في المدينة الذي نقل صورة عن جو الخوف والترقب الذي يسود المدينة، ومواقف بعض من لقيهم من النظام والجامعة العربية، وفي مجموعة من الصور التي التقطها مصور الفرنسي ونشرتها صحيفة ‘الغارديان’ ومجلة ‘باري ماتش’ الفرنسية تظهر مقاتلين من جيش سورية الحر- كتيبة خالد بن الوليد في مدينة تلبيسة القريبة من مدينة حمص، فيما اظهرت صورة جنازة شاب قتل برصاص الامن في حي بابا عمرو.
وقد تخفى الصحافي ماني الذي يعمل بشكل حر، لم تكلفه اية صحيفة القيام بالمهمة، حيث كان يلبس الكوفية كي لا يوقفه رجال المخابرات، ويقول انه لم يكن يقضي الا ليلة واحدة في المكان الذي ينزل فيه خشية القبض عليه، وقضى شهرا في سورية في مناطق حمص والرستن والمناطق القريبة منهما، ويقول ان سكان حمص يقضون وقتهم في الطوابق الارضية من بيوتهم لان الطوابق العليا خطيرة، واضاف ان احدهم مرة ايقظه واخبره ان جثة رجل رميت خارج مسجد البياضة في حمص، حيث قال ان الرجل اختفى قبل ايام وقال الناس ان الشبيحة اختطفوه.
وقال ان الوضع مخيف ذلك ان الكثير من الناس قتلوا فقط لانهم كانوا يقطعون الشارع او لانهم كانوا يسعون لقضاء حاجات لهم، مشيرا الى ان ‘الخطر دائما موجود وفي كل يوم يطلقون النار’ اي قوات الامن. وهذه هي التجربة للاولى لماني في منطقة حرب، وما ساعده على التحرك هو معرفته اللغة العربية وطلاقته باللهجة السورية، حيث كان قادرا على التحرك والاختلاط بالناس من دون ان يثير شك الجواسيس.
ويقول ماني ان الجرحى في التظاهرات تقوم عائلاتهم بعلاجهم سرا، ويقول ‘عندما كنت في حمص، وصلت اخبار عن اعدام جرحى في المستشفى بعد ان تعرضوا للتعذيب، ولهذا عندما لقيت الشاب احمد وعمره 15 عاما حيث كان يتلقى اسعافا اوليا في بيته بعد ان اصابته طلقة من قناص في رجله، فهمت خوف والده من نقل ابنه للمستشفى’. وتظهر صور ماني الخوف والدمار الذي تعيشه مناطق الانتفاضة الساخنة خاصة حمص، فيما تظهر صور اخرى التضامن والوحدة الذي يميز سكان المدينة التي تعاني من انقسام سياسي وديني. وهناك شعارات ‘دولة مدنية ديمقراطية’ لتحل محل نظام الاسد القمعي. ويصف ماني من التقاهم من الناشطين في مدن المواجهة قائلا انهم ‘مصممون وشجعان لحد كبير وتشعر بان من حولهم من المدنيين يدعمونهم ويعرفون هدف معركتهم’. ويضيف ان المعركة ليست متساوية في النهاية فهم ‘يواجهون دبابات وعربات مصفحة وليس لديهم الاسلحة المتوفرة للجيش، ومع ذلك فبقنابلهم اليدوية هم قادرون على الحاق الاضرار بالامن، كما شاهدت بام عيني’، وخصصت الصحيفة صفحتين كاملتين تظهر جنازة في واحدة من قرى حمص، وتظاهرة في واحدة من الجمع في حي الخالدية وصورا لمقاتل بسلاحه في حمص واطفالا وهم يجمعون بقايا القنابل التي استخدمت لمواجهة الطائرات في بابا عمرو ومقاتلين بالمناظير وهم يرصدون حركة القناصة من بناية عالية. وتعتبر الصور الاولى من نوعها والتي التقطت من داخل المدينة بحسب الصحيفة التي خصصت ايضا الصورة الرئيسية على الصفحة الاولى.
جرحى على الحدود اللبنانية
وذكرت صحيفة ‘التايمز’ ان الجرحى من مدينة حمص اثناء التظاهرات يفرون منها بسرية الى الحدود مع لبنان كي يتلقوا العلاج هناك، والتقت الصحيفة مع مجموعة من الشبان المدنيين في بلدة في شمال لبنان، حيث كانوا يعالجون جراحهم التي تعرضوا لها اثناء التظاهر، وقالوا انهم قطعوا المسافة بين حمص والحدود مع لبنان ـ 15 ميلا- وتسللوا الى لبنان وقالوا انهم سيعودون الى حمص بعد تعافيهم. وقال احدهم ويطلق على نفسه اسم ابو يازة انه جرح اثناء مساعدته جيش سورية الحر من خلال جلب الطعام لهم، ووصف الطريقة التي جرح فيها، حيث حلقت طائرة على مسافة قريبة وحددت موقعهم ثم قام الجيش بقصفه، ثم وصف الجريح اصوات الانفجارات والجرحى الذين تفرقوا في كل مكان، وقال ابو يازة انه نقل الى واحد من المستشفيات الميدانية المنتشرة في مدن سورية وفي اماكن سرية كي يعالج من شظية اصابته، ولكنه قرر بعد اسبوع المغامرة والسفر للبنان. وقال الشيخ ياسر وهو معارض سوري يعيش في المنفى، ويدير جمعية صغيرة لمساعدة الجرحى انه شاهد الكثير من الجرحى الذين اصيبوا، اما في صدورهم او ارجلهم او رؤوسهم.
وقال ان الجرحى الذين يصلون وقد اصيبوا جراء انفجار قنبلة مسمارية لا يمكن معالجتهم الا بقطع اطرافهم المصابة. واضاف الشيخ الذي يدير جمعية لمساعدة الجرحى انه من الصعوبة بمكان نقل الجريح الى مستشفى داخل سورية حكوميا كان ام مدنيا، وعلق قائلا انه في بقية انحاء العالم ان جرح احدهم فان يتلقى علاجا مناسبا، ولكن في سورية يجب ان يترك كي يموت ويتلقى عدد من اللاجئين مساعدات من الحكومة اللبنانية ومن الامم المتحدة، ولكن هناك من يخشى ان تلاحقه قوات الامن السورية، خاصة بعد سلسلة من الاختطافات التي تعرض لها معارضون سوريون في لبنان ذلك ان سورية لا تزال تحتفظ بتأثير في لبنان الذي خرجت منه في عام 2005. ولهذا السبب لا يزال السوريون المعارضون للنظام في لبنان يشعرون بالقلق، ولهذا يقول الشيخ ياسر انه يتم نقل الجريح الى المستشفى ليوم او يومين ثم ينقل الى مكان سري. وبعدها يعودون الى سورية لمواصلة المقاومة، ويقول ابو يازة انه سيعود بعد شفائه مع ان الوضع في حمص، كما يصفه، خطير فهناك دبابات منتشرة في الشوارع ومروحيات مزودة بمدافع تحلق في سمائها وهناك نقص في الطعام.
حاولوا اختطاف ابنته الرضيعة
وفي تقرير اخر تحدثت ‘التايمز’ عن اساليب الضغط التي تمارسها قوات الامن والاستخبارات على عائلات الناشطين، وقصة اسامة نصار وهو ناشط من اجل التغيير السلمي (حركة اللاعنف) حيث قالت ان ميمونة كانت مع طفلتها الرضيعة في بيتها في داريا – قرب دمشق وكانت تنتظر شقيقها صهيب كي يعود وعندما عاد حضر ومعه رجلان من الاستخبارات، وعندما فتحت الباب تقول ان احد الرجلين دفع الباب ودخل حيث وضع مسدسه على رأس ابنتها وسألها عن زوجها وعندما اجابت انه ليس موجودا، رد مهددا انه في حالة عدم الكشف عن مكان زوجها فانه سيحضر عددا من الرجال ليأخذوا رضيعتها رهينة.
وتقول ميمونة انها امسكت بابنتها بقوة وصرخت ‘عيب عليكم’، وعندها دخل الرجل الثاني واخذ هاتفها واخذ يفتش عن ارقام يمكن ان تدله على مكان زوجها، وعندما لم يجد هددها مرة اخرى بأخذ رضيعتها، وعندما لم ينفع التهديد اخذ شقيقها وقال لها ‘قولي لزوجك ان يسلم نفسه والا عاد شقيقك في كفن’. وتحدثت الصحيفة مع نصار من مخبئه عبر سكايب حيث قال انه غاضب وكان يتوقع هذه الاساليب من الامن وانه ليس مستغربا. ثم اضاف قائلا ان الامن يقوم باعمال ابشع مما حدث لابنته ويعتبر نفسه محظوظا لان ابنته نجت من ايديهم.
ويقول ناشطون ان 280 طفلا قتلوا منذ بدء الانتفاضة، وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان اطفالا تتراوح اعمارهم من 10 الى 13 عاما تعرضوا لرصاص الامن السوري. وقصة نصار عضو حركة اللاعنف ليست الوحيدة من نوعها فقد تعرض في ايلول (سبتمبر) الناشط غياث مطر المعروف بـ’غاندي الصغير’ للاعتقال وسلمت جثته لعائلته بعد اربعة ايام من اختفائه، فيما لا يزال مصير الناشط يحيى الشوربجي، غير معروف. وتعارض الحركة استخدام القوة من الامن والناشطين ويستخدمون اساليب خداع من اجل اظهار اثار العنف على المواطنين ففي المدينتين الصامتتين ـ دمشق وحلب – يقومون بوضع الصباغ الاحمر في مياه النوافير لاظهار حمام الدم الناجم عن المواجهة وفي مناسبة اخرى شجعوا المواطنين على تقديم الماء الى اعضاء الميليشيات من الشبيحة المتهمين باستهداف المتظاهرين. وتنقل عن نصار قوله انه ليس امامه اي خيار الا مواجهة الاخطار ضده وضد عائلته، ويضيف ان النظام حكم البلاد بالخوف كل هذه السنين وهي وسيلتهم ويقتلون ‘الشجعان والجبناء ومن الافضل ان اكون شجاعا’.
لجوء نحو 100 مجند عسكري سوري إلى الأردن بشكل فردي
عمان- (ا ف ب): قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في تصريحات صحافية نشرت السبت إن حوالى 100 مجند عسكري سوري لجأوا إلى الأردن “بشكل فردي” خلال الفترة الماضية.
ونقلت صحيفة (الرأي) اليومية الحكومية عن جودة قوله إن “عدد هؤلاء المجندين السوريين اللاجئين الموجودين حاليا في الاردن بحدود مائة شخص”.
واضاف “انهم لجأوا إلى الأردن بشكل فردي”، نافيا وجود مجموعات أو وحدات عسكرية سورية منشقة في الاراضي الاردنية.
وكان جودة أكد الثلاثاء الماضي لجوء عدد من العسكريين إلى الاردن “بطرق غير مشروعة”، مشيرا إلى انها “تحمل رتبا صغيرة وعددهم بالعشرات فقط”.
من جهته، أكد راكان المجالي وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة لصحيفة “الدستور” شبه الحكومية ان “السلطات الامنية تمكنت خلال الفترة الماضية من إلقاء القبض على 550 شخصا سوريا حاولوا الدخول الى المملكة بشكل غير شرعي”.
واضاف ان “حوالى 300 شخص منهم تم تكفيلهم من قبل أقارب لهم في الاردن وأن 25 شخصا منهم ذهبوا الى دول اخرى فيما طلب حوالي 130 منهم العودة الى سوريا”، مشيرا الى ان “الباقين موجودون حاليا في مركز الايواء المخصص للاجئين الموجود بالقرب من الحدود الاردنية السورية”.
ومن جانب آخر اشار المجالي الى “وجود بعض عمليات تهريب الأسلحة بين الأردن وسوريا بقصد التجارة”، حيث أكد أن “الأردن يسعى لوقفها”، مشددا على أن “الأردن لن يسمح بتهريب الأسلحة بين البلدين”.
واضاف ان “السلطات المعنية على الحدود مع سوريا شددت من إجراءاتها للحيلولة دون وقوع أية عمليات لتهريب السلاح باتجاة الاردن أو سوريا”.
وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 3500 شخص اغلبهم من المدنيين قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات المناهضة للنظام في سوريا في منتصف اذار/ مارس، بينما شملت الاعتقالات الاف المواطنين.
‘بي بي سي’: الاحتجاجات في سورية تحولت إلى تمرد مسلح
لندن ـ يو بي آي: كشفت هيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ الجمعة ان الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ منتصف آذار (مارس) الماضي، تحولت إلى تمرد مسلح.
وقالت ‘إن مراسلها بول وود سافر من دون إذن مع المصور سكوت فريد إلى مدينة حمص، حيث شاهدا فصائل صغيرة ولكن ثابتة من المنشقين عن قوات الأمن السورية، وحصلا على أول أدلة مباشرة على أن الحراك من أجل الديمقراطية في سورية اصبح تمرداً مسلحاً’.
واضافت ‘بي بي سي’ أن طاقمها ‘انضم إلى انصار الجيش السوري الحر المعارض وهم ينقلون الأسلحة من لبنان عبر طرق التهريب القديمة، حيث قال مراسلها إنه شاهد اصابات في المنطقة المزروعة بالألغام والمليئة بالدوريات السورية، لكنها ليست مغلقة تماماً’.
واشارت إلى أن مراسلها وود ‘شاهد تدفقاً مستمراً من المنشقين داخل سورية، وتبادلاً لاطلاق النار حين حاول رفاقهم السابقون في الجيش السوري منعهم، وابلغته مجموعة مكونة من خمسة منشقين أنها قررت تغيير موقفها بعد أن أُمرت باطلاق النار على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في مدينة حمص’.
وقالت ‘بي بي سي’ ‘إن اسطورة التمرد المسلح اصبحت حقيقة واقعة في سورية، بعد أن ظلت مقتصرة على الدعاية الحكومية السورية منذ بداية الاحتجاجات’.
مازن درويش مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير (SCM): جائزة الكرامة الإنسانية
دمشق ‘القدس العربي’ ـ من أنور بدر: وزعت يوم الثلاثاء 22/ تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري ‘جائزة الكرامة الإنسانية لعام 2010 The Human Dignty Award 2011’ التي أطلقتها عام 2008 مؤسسة ‘رولاند برغر Roland Berger Foundation’ في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وكانت مخصصة هذا العام لرموز الربيع العربي في أكثر من دولة عربية، وهي الجائزة التي انطلقت من المادة الأولى في الدستور الألماني التي تقول أن ‘كرامة الإنسان مصونة’ وعلى جميع الألمان الالتزام بإظهار ذلك.
وتعتبر هذه الجائزة من أهم الجوائز الدولية في هذا المجال، حيث تمنح للأفراد أو المؤسسات التي تلعب دوراً نموذجيا وناجحاً في تعزيز كرامة الإنسان وحقوقه وقيم الديمقراطية والتسامح والتعايش الحر والسلمي داخل المجتمعات، خاصة وأن رئيس ألمانيا الاتحادية هو راعي هذه الجائزة، ويقوم بتسليمها للفائزين بها شخصيا في كل عام ، حيث نالت الجائزة في دورتها الأولى السيدة ‘سومالي مام’ من كمبوديا لعملها في مجال مكافحة الإتجار بالبشر، والحد من الإستغلال الجنسي للأطفال، بينما ذهبت الجائزة في عام 2009 مناصفة بين ‘مؤسسة مراسلين بلا حدود’ والدكتورة ‘شيرين عبادي’ من إيران الحاصلة على جائزة نوبل للسلام. وكانت جائزة العام المنصرم من نصيب المستشار الألماني السابق ‘هلموت كول’ لدوره الريادي في توحيد شطري ألمانيا.
فيما توزعت الجائزة هذا العام بين رموز اختيرت من الناشطين في الربيع العربي، وهم: الإعلامي والناشط الحقوقي مازن درويش من سورية، و’الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان’ التي أطلقها الحقوقي جمال عيد من مصر، والناشطة الحقوقية راضية نصراوي المهتمة بحقوق الإنسان من تونس، إلا أن مازن درويش كان الوحيد الذي لم يحضر حفل تسلم الجائزة في برلين كونه ممنوعاً من السفر. فمن هو مازن درويش؟
مازن درويش ناشط حقوقي في سورية ومدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، وقد تمّ ترشيحه لهذه الجائزة من قبل منظمة ‘مراسلين بلا حدود’ تقديرا للسنوات العشر الأخيرة من عمله المتواصل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية، ونشر مبادئ ومفاهيم حق التعبير وحرية الإعلام، حيث سبق له وأسس ‘المركز السوري للإعلام وحرية التعبير’ (SCM) كمؤسسة سورية غير حكومية ذات ترخيص فرنسي منذ العام 2004، وقد حاز المركز بتاريخ 25/07/ 2011 على الصفة الاستشارية ضمن المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) التابع للأمم المتحدة، وذلك بعد جهد استمر أكثر من ثلاث سنوات. ليكون بهذا أوّل منظمة سورية غير حكومية تحصل على الصفة الاستشارية في الأمم المتحدة، وهذا اعتراف دولي بالمركز وأهمية النشاطات التي يقوم بها، رغم أن الحكومة السورية أغلقت المركز بتاريخ 13/ 9/ 2009 وصادرت كل موجوداته من تجهيزات وحواسب وحتى اللوحات الفنية والأشياء الشخصية، والتي لم تسترد حتى تاريخه.
ومن بين نشاطات المركز الجديرة بالتنويه نشير إلى أهمية التقارير الميدانية التي رصد فيها ‘أداء الإعلام السوري في فترتي الانتخابات الرئاسية والتشريعية لعام 2007’ أو رصده لواقع الإنترنت في سورية ومتابعة الانتهاكات بحق الإعلام والإعلاميين، وصولاً الى إصدار المجلة الإلكترونية ‘نادي الإعلام’. وكلها مواد وتقارير موجودة على الموقع الإلكتروني للمركز.
كما أصدر ‘المركز’ بداية العام دراسة مفصلة عن ‘إشكالية المنع من السفر في سورية’ والتي لا تزال سيفا مسلطاً يحد من حرية الأفراد والناشطين الحقوقيين والإعلاميين من السفر والتنقل بحرية.
ربما لهذه الأسباب أو لغيرها غاب مازن درويش عن حفل توزيع الجوائز، الذي حضره إضافة للرئيس الألماني والسيد رولاند بيرغر حشد من الضيوف المهمين، سياسيين وحقوقيين ومثقفين وفنانين تبرعوا بتسليط الأضواء على الفائزين بجائزة هذا العام ونشاطات وإنجازات كل منهم، وأثرها في إطار الربيع العربي الراهن بتأكيد كرامة الإنسان وحريته.
وقد تليت في حفل توزيع الجوائز كلمة السيد مازن درويش التي يقول فيها:
‘إن عدم وجودي بينكم اليوم هو مؤشر بسيط على أن الاستبداد لا يسلبنا فقط الحرية إنما أيضا وأيضا يسلبنا إمكانية الفرح.
مع ذلك اشعر بالاعتزاز وأنا أخاطبكم اليوم من سورية وأنتم في ألمانيا. سورية التي منحت العالم الأبجدية، وألمانيا التي منحت العالم الفلسفة الحديثة.
سورية التي علمت العالم إمكانية الحلم والغناء والرقص تحت أزيز الرصاص، وألمانيا التي علمت العالم إمكانية النهوض من تحت الركام والتصالح مع الماضي والذات.
منذ خمسين عاما بني في ألمانيا جدار برلين ليقسم المدينة الواحدة والشعب الواحد، وليشكل حاجزا أمام الحرية والديمقراطية، ومنذ خمسين عاما بني في سورية جدار افتراضي من الخوف ولنفس الأسباب.
قبل أيام احتفلت ألمانيا بالذكرى السنوية لهدم الجدار بعد سنوات طويلة من الكفاح سقط خلالها مئات الضحايا وهم يحاولون العبور نحو الحرية، لقد تعلمنا من هؤلاء الشباب ابتداء بـ(غوينتر ليفتين ) وانتهاء بـ (كريس غويفري)، أن ثمن الحرية كبير ومؤلم لكن وبدون أدنى شك تعلمنا أن ثمن الاستبداد اكبر.
واليوم أكثر من أربعة آلاف شاب وامرأة وطفل سوري دفعوا حياتهم ثمنا لعبورنا نحن نحو الحرية بعد أن هدموا جدار الخوف السوري، من حمزة الخطيب وإبراهيم قاشوش وغياث مطر وحاتم حنا ومشعل التمو إلى نضال جنود، تعلمنا منهم أن الدم السوري واحد وأن الوجع السوري واحد وأن المستقبل السوري واحد’.
وتابع درويش في كلمته:
‘عبر سنوات طويلة من العمل في سبيل الحريات العامة وحقوق الإنسان وقف إلى جانبي الكثير من الأصدقاء والزملاء في سورية بلدي ومن جميع دول العالم وحتى في أسوأ أيامي لم يفقدوا إيمانهم بي وبعدالة قضيتنا، منهم تعلمت الكثير، ولهم أدين بالكثير. لهم مني كل المحبة والامتنان، واعتذر انه لم يتسع لي المجال لشكر كل منهم بالاسم، وأعتبر أن تكريمي اليوم هو تكريم لكل منهم. وباسمي وباسمهم أعلن أمامكم تأسيس ‘مركز العدالة الانتقالية’ في سورية ليكون وسيلة تتجاوز سورية من خلالها الأزمات التي نتجت عن سنوات الاستبداد، عبر انجاز مسار الحقيقة والعدالة والمصالحة.
ختاماً اسمحوا لي أن أتوجه إلى الشعب السوري العظيم – خصوصا إلى عائلات الضحايا من مدنيين وعسكريين الذين أشعر بالخجل من أحزانهم وأنا أخاطبهم وأتمنى لو أستطيع أن ازور بيوتهم لأؤكد لهم أني على يقين أننا جميعا سنكبر فوق أحزاننا وآلامنا وسنعمل جميعا معا يدا بيد من أجل مستقبل يقوم على الحرية والكرامة والمواطنة، مستقبل لن يكون فيه رابح أو خاسر، أقلية أو أكثرية، منتصر أو مهزوم، مستقبل سنكون فيه جميعا مواطنين أحراراً في وطن حر نعيش فيه بأمان وسلام مع شركائنا في الإنسانية حول العالم’.
ونضيف أخيرا فيما يتعلق بـ ‘مركز العدالة الانتقالية في سورية’ أنه مصطلح وفرع من القانون العام مخصص للدول التي تعيش مرحلة انتقال من الاستبداد إلى الحرية، أو تكون خارجة من حرب أهلية، وقد جرى تطبيقه في جنوب إفريقيا وفي المغرب العربي وفي راوندا، وهي مؤسسة قانونية ونوع من العدالة الدولية المرتبطة بهذه الحالات، التي نأمل أن تساعدنا في تحقيق مسار الحقيقة والعدالة والمصالحة لتجاوز عقود الاستبداد وإرثها البغيض.
دمشق لم توقّع البروتوكول… و«خريطة طريق» تركية عربية ضدها
الأسد: العرب سيأتون معتذرين
أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، في تصريحات نقلها عنه موقع «عربي برس»، أن العرب سيأتون إلى دمشق معتذرين، فيما أفسح عدم توقيع دمشق أمس بروتوكول مراقبي الجامعة العربية، المجال أمام احتمال تسليم العرب الأمم المتحدة دفّة مواجهة النظام
أبدى الرئيس لسوري بشار الأسد، في لقاء مع مجموعة شبابية في قصر الشعب، اقتناعه بأن «من يتحاملون علينا الآن من إخوتنا العرب سترونهم في دمشق معتذرين عمّا بدر منهم بعد الأزمة». ونقل موقع «عربي برس» عن الأسد قوله، رداً على سؤال عن موقف بعض الدول العربية من سوريا: «هو ليس بجديد علينا، نحن أصحاب العروبة، ولن نتخلى عنها».
وعن الأسباب التي دفعت سوريا إلى القبول بالمبادرة العربية، أوضح أنه «مع معرفتنا بأن شيئاً لن ينتج من طلب كهذا، إلاّ أن أصدقاء لنا ساعدهم طلبنا عقد القمة على مواجهة ضغوط تعرضوا لها نتيجة موقفهم المساند لنا». وأضاف: «كشف الرافضون أنفسهم ومؤامراتهم».
ورداً على سؤال عن تركيا، قال الرئيس السوري: «لا يزال حلم الإمبراطورية العثمانية حياً لدى البعض، مع معرفتهم بعدم القدرة على تحقيق ما يحلمون به؛ فهم يحاولون الآن استغلال بعض الأحزاب التي ترفع شعارات دينية لتوسيع نفوذهم في العالم العربي». وأضاف: «رجائي ألا نحرق العلم التركي؛ فالشعب التركي يعتز به جداً».
وعن رؤيته لمستقبل الأزمة، نقل الموقع عن الأسد قوله: «نحن نعرف أن قدر سوريا ألّا ترتاح من مؤامراتهم، وبعد أن تخرج من المعركة الحالية منتصرة، لا تتوقعوا أن نرتاح ما دمنا نقول لا لأميركا».
ورداً على سؤال عن المعلومات المتوافرة للدولة عن المجموعات المسلحة، قال الأسد: «المجموعات المسلحة التي تقوم بأعمال ترويع للمواطنين السوريين تنقسم إلى ثلاث مجموعات: قسم من الإخوان المسلمين، وقسم من الوهابيين التكفيريين، والقسم الثالث من المجرمين المحكومين بأحكام عالية، كالإعدام أو المؤبد»، مؤكداً أنّ «هؤلاء لا تهاون معهم أبداً، وسنلاحقهم في كل مكان». وعن المعلومات عن انشقاق الجيش، ابتسم الأسد قبل أن يرد قائلاً: «إن كان فرار العشرات من الجنود انشقاقاً، فكل جيوش العالم لديها انشقاقات».
في غضون ذلك، يتوقَّع أن يشهد الملف السوري اليوم وغداً ما قد يكون أخطر موعدين في إطار تدويل الأزمة بأيدٍ عربية، بعدما انتهت المهلة القصيرة التي أعطاها وزراء الخارجية العرب لسوريا لتوقيع البروتوكول القانوني لبعثة المراقبين التي قرروا إيفادها إلى المدن السورية. فقد انتهت المهلة من دون ردّ سوري إيجابي أو سلبي، رغم تمديد المهلة من الواحدة ظهر أمس، حتى نهاية يوم الجمعة، على قاعدة أنّ «تمديد مهلة توقيع بروتوكول المراقبين لا يعنينا»، على حد تعبير مصادر سورية تحدثت لموقع تلفزيون «المنار».
وكان مصدر في الجامعة العربية بالقاهرة، قد كشف أن مهلة الساعة الواحدة من ظهر أمس، قد مُدِّدَت حتى نهاية اليوم للرد، لافتاً إلى أنه «إذا جاء رد سوري إيجابي يوم الجمعة، فإن الجامعة ليس لديها اعتراض على قبوله». غير أن الأمانة العامة للجامعة أشارت، في بيان في وقت لاحق إلى أن التعليق السوري اقتصر على إرسال دمشق خطاباً «يطلب مزيداً من الإيضاحات» لبنود البروتوكول. لذلك، يتوقع أن يلتقي المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي (الذي يضمّ وزراء المال والاقتصاد العرب) اليوم لدرس مجموعة عقوبات اقتصادية بحق سوريا، بينها تعليق الرحلات الجوية إليها ووقف التعاملات مع البنك المركزي السوري وتجميد الحسابات المصرفية للحكومة السورية ووقف التعاملات المالية معها، ليبتّها وزراء الخارجية غداً في القاهرة، بحضور وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية عن داوود أوغلو قوله، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي جوليو تيرسي دي سانتا أغاتا، أن المهلة العربية كانت «اختبار حسن نية لسوريا وقد فوّتت فرصة مهمة». وفيما شدد الوزير التركي على أن بلاده «لن تسمح بإراقة المزيد من الدماء في سوريا»، أعلن رداً على سؤال عن سلوك دولته إزاء عدم التزام سوريا المهلة التي حددتها الجامعة العربية للقبول بمراقبين، أنّ أنقرة «ستنظر في الوضع، ولدينا خريطة طريق اتفقنا عليها مع الجامعة العربية». وبينما لم يفصّل رئيس الدبلوماسية التركية الكلام على «خريطة الطريق»، لفت إلى أنه والوزراء العرب «سيواصلون التباحث مع الاتحاد الأوروبي وحلف شماليّ الأطلسي والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وآخرين في المجتمع الدولي في ما يتعين فعله إذا لم تتخذ سوريا خطوات لوقف نزف الدماء». بموازاة ذلك، جزم نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينش بأنّ أنقرة ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، وأنها لن ترسل أي جنود إلى البلاد، مبرراً ذلك بأن أي تدخل أجنبي «سيخلق انقساماً، لا في سوريا فقط، بل في كلّ المنطقة»، ومعترفاً بأن النزاع في سوريا «بدأ يأخذ طابعاً إثنياً ومذهبياً». ورأى أن ما يجري في سوريا هو «شأن داخلي»، مدعياً أن أنقرة «لا تقود أي تحركات ضد النظام السوري».
في المقابل، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش تأكيد موقف بلاده أنه «في المرحلة الراهنة، ليست هناك حاجة للقرارات أو العقوبات أو الضغوط، بل للحوار السوري الداخلي». ولفت إلى أن التدخل العسكري الخارجي «غير مقبول على الإطلاق وقضايا حقوق الإنسان يجب ألا تُستخدم بأي حال ذريعةً للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفي هذه الحالة سوريا». لكنّ المتحدث الروسي لم يغلق الباب تماماً في وجه المقترح الفرنسي بإقامة ممرات إنسانية آمنة داخل سوريا، عندما قال إن موسكو «بحاجة إلى مزيد من المعلومات بشأن الاقتراح»، وأضاف: «أعتقد أننا سنعود إلى هذه المسألة حين يكون هناك وضوح أكبر لما هو محل نقاش تحديداً». وأعربت البرازيل كذلك وجنوب أفريقيا والهند عن رفضها لأي تدخل خارجي «منافٍ لميثاق الأمم المتحدة». إلى ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن «انشغاله إلى الحدّ الأقصى» بما وصفه بـ«الأزمة المتصاعدة وزيادة عدد القتلى في سوريا». ورحب، في بيان قرأه المتحدث الرسمي باسمه، مارتن نيزركي، بجهود الجامعة العربية الرامية إلى «وقف إراقة الدماء ودعم الحل السياسي».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)
الجيش يتهم قوى أجنبية بقتل جنوده وتأكيدات للتهريب من لبنان
اتهم الجيش السوري، أمس، جهات أجنبية بدعم العمليات التي تستهدف جنوده، في الوقت الذي خلصت فيه هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن «أسطورة التمرد المسلح أصبحت حقيقة واقعة في سوريا»
أكدت القيادة العامة للجيش السوري، أمس، نبأ مقتل عدد من الطيارين السوريين، نتيجة تعرض حافلة تقلهم أول من أمس لهجوم تبناه الجيش السوري الحر، متهمةً «جهات أجنبية بدعم هذه العمليات الإرهابية». وقال بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة «إن مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة ضباط صف من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية أثناء مرورهم على محور تدمر حمص».
ورأى البيان أن هذا «الاستهداف المباشر لنخبة من نسورنا البواسل… هو تصعيد إرهابي خطير يكشف عن الوجه الحقيقي للمخطط الذي يستهدف بنية قواتنا المسلحة بمختلف أنواعها وصنوفها، ويؤكد تورط جهات أجنبية في دعم هذه العمليات بهدف إضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة».
في المقابل، أكد الجيش السوري الحر، في بيان نشر على الإنترنت، أن «كتيبة الفاروق (قامت) بالهجوم على باص مبيت يقل ضباطاً طيارين من مطار التيفور على طريق حمص ـــــ تدمر عند بلدة الفرقلس، وكانت النتيجة بحمد الله ومنه وفضله مقتل 7 ضباط طيارين أقل رتبة فيهم مقدم ورقباء اثنين يرافقون الباص بالإضافة إلى المساعد أول السائق الذي يقود الباص». وتزامن الهجوم مع إعلان هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس أن «أسطورة التمرد المسلح أصبحت حقيقة واقعة في سوريا، بعد أن ظلت مقتصرة على الدعاية الحكومية السورية منذ بداية الاحتجاجات». وأوضحت «أن مراسلها بول وود سافر من دون إذن مع المصور سكوت فريد إلى مدينة حمص، حيث شاهدا فصائل صغيرة ولكن ثابتة من المنشقين عن قوات الأمن السورية، وحصلا على أول أدلة مباشرة على أن الحراك من أجل الديموقراطية في سوريا أصبح تمرداً مسلحاً». وأضافت «بي بي سي» أن طاقمها «انضم إلى أنصار الجيش السوري الحر المعارض وهم ينقلون الأسلحة من لبنان عبر طرق التهريب القديمة».
من جهته، اعترف عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني السوري، خالد خوجة، في لقاء مع الصحافي البريطاني روبرت فيسك نشرته صحيفة «إندبندنت» أمس، أنه التقى متمردين مسلحين من سوريا في مدينة أنطاكيا التركية. وقال خالد «إن المتمردين أكدوا أنهم ينظمون أنفسهم، وأن التمرد بدأ في جسر الشغور بمحافظة إدلب حيث جرى تدريب الشباب هناك، والحصول على الأسلحة من لبنان والبنادق من العراق». ولفت إلى أن «إقامة منطقة عازلة في سوريا بالقرب من حدود تركيا من شأنها أن تساعد الجيش السوري الحر على تنظيم نفسه».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)
الخارجية السورية تنفي الأنباء عن نية الأسد بالتنحي
وكالات
دمشق: نفت وزارة الخارجية السورية الأنباء التي تحدثت عن استعداد الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي خلال الأيام القادمة، وتسليم السلطة لنائبه فاروق الشرع.
وكانت صفحة تحمل اسم وزير الخارجية السوري وليد المعلم اشارت إلى أن الأسد يستعد للتنحي خلال أيام إلا أن الناطق الاعلامي في وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قال أن المعلم لا يملك أي حساب على موقع تويتر وأن هناك انتحال لشخصيته.
وجاء على موقع توتير في الصفحة التي تحمل اسم وليد المعلم “هام: الرئيس بشار الاسد قرر التنحي عن رئاسة الجمهورية العربية السورية لنائبه السيد فاروق الشرع ” . وفي تعلق آخر كُتب باسم المعلم “سيصدر بيان التنحي خلال الأيام القليلة القادمة لتحديد ملامح المرحلة القادمة”.
و قال المقدسي “المعلم لا يملك حسابا على “تويتر”, و سبق له ان نفى امتلاكه لاي موقع على تويتر او اي موقع تواصل اجتماعي اخر .
ويظهر على الصفحة ذاتها تعليقات مؤيدة للنظام السوري والرئيس الأسد، وهو ما أثار الاعتقاد بأن تلك الصفحة قد تعود فعلا للمعلم، لكن سارعت وزارة الخارجية إلى نفي أي علاقة لوزير الخارجية بها.
مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل برصاص الامن وسط سوريا
أ. ف. ب.
نيقوسيا: افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين بينهم طفل قتلوا برصاص الامن السبت وسط سوريا التي من المتوقع ان يصدر بحقها وزراء المالية العرب في القاهرة اليوم مشروع قرار لعقوبات اقتصادية.
وقال المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه “استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل في العاشرة من عمره اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية في حيي الخالدية ووادي ايران” في حمص (وسط).
واشار المرصد الى ان “ذوي مواطن تسلموا جثمان ولدهم في حي البياضة بعد شهر من اعتقاله كما سلم جثمان ناشط اخر الى ذويه في حي باب السباع بعد ايام من اعتقاله”.
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 16 مدنيا في حصيلة جديدة اوردها المرصد في بيان السبت بينهم اثنان في دير الزور (شرق) وستة في محافظة حمص (وسط) وفتى في ريف دمشق وستة مواطنين في ريف حماة (وسط) كما قتل رجل في ريف درعا (جنوب).
ومن المقرر ان يعقد اجتماع لوزراء المالية العرب السبت في القاهرة لبحث مسألة العقوبات التي ستطرح الاحد على اجتماع مماثل لوزراء الخارجية العرب.
وكانت الجامعة العربية هددت بفرض عقوبات شديدة على سوريا ما لم توافق على قبول ارسال مراقبين عرب لحماية المدنيين قبل انقضاء مهلة جديدة اعطتها لدمشق وانتهت الجمعة.
وعلق وزراء الخارجية العرب في 16 تشرين الثاني/نوفمبر مشاركة سوريا في اعمال الجامعة احتجاجا على القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد المحتجين والذي اسفر عن مقتل اكثر من 3500 شخص منذ منتصف اذار/مارس وفق اخر تقرير للامم المتحدة.
عمليات القتل الطائفية تدمي مدينة حمص وغياب للقوى الأمنية
أ. ف. ب.
حالة من الذعر تسببها اصوات الرشاشات الثقيلة وقذائف الار بي جي
تتفاقم التوترات الطائفية في مدينة حمص السورية التي يقطنها نحو 1,6 مليون نسمة، بسبب عمليات القتل التي يقوم بها رجال مسلحون، في حين يبتادل كل من السنة والعلويين المسؤولية. وتجري هذه العمليات وسط غياب للقوى الأمنية عن الأحياء الداخلية للمدينة.
حمص: يرقد عدنان الذي قتل بالساطور في المشفى الاهلي الواقع في حي الزهراء العلوي فيما تقوم النسوة بغسل جثمان المرأة السنية نفلة التي قتلت في حي البياضة وتتزايد اعمال القتل الذي يكتسي طابعا طائفيا في حمص.
وتتفاقم التوترات الطائفية في ثالث مدن سوريا التي يقطنها نحو 1,6 مليون نسمة، بسبب عمليات القتل التي يقوم بها رجال مسلحون.
ويتبادل السنة والعلويون الذين يتحدر منهم رئيس الدولة، المسؤولية.
ويروي علي، الابن البكر لسائق شاحنة (24 عاما) ” كان والدي عدنان العلي يقود شاحنته الخميس عندما خطفه مسلحون ملثمون وبعد ثلاثة ساعات القيت جثته في الشارع” واشار “لقد تلقى رصاصة في العنق وشوه وجهه بضربة ساطور”.
بينما كان الولد الاصغر عبد الكريم (24 عام) يشتم السنة غضبا.
وفي شارع مجاور، كانت عائلة تستقبل التعازي في خيمة نصبتها لهذا الغرض، بوفاة حسان الحسين (46 عاما) العسكري العلوي الذي قتل بينما كان يقود عجلته لشراء اسطوانة غاز.
ويقول شادي الحلبي (25 عام) المتحدر من الطائفة الشيعية انه لم ترد اليه انباء عن والده جمال وهو مهندس (52 عاما) الذي اختفى عن الانظار منذ اربعة اشهر “بينما كان متوجها الى عمله”.
وينتمي غالبية سكان الاحياء القديمة في حمص الى الطائفة السنية فيما تقطن الطائفة العلوية الاحياء الحديثة فيها والتي بنيت منذ نحو 40 عاما كحي الزهراء والنزهة.
ويقول المهندس العلوي محمد الجبيلي (48 عاما) “لا يرد ذكر المذهب الديني على بطاقة الهوية الشخصية الا ان القتلة يحددونها بحسب الاحياء”.
وفي المشفى العام للمدينة، لم يرغب زوج نفلة الدرويش (37 عام) التي قتلت وهي حامل في شهرها السابع بالتحدث ولكن ما ان انتهت مراسم التحضير للدفن حتى انهار على جسد زوجته المغطى بالكفن الاخضر.
وصرخ احد مرافقيه اللذين ينتميان الى الطائفة السنية بغضب يشوبه التهكم “الجيش جاء ليحمي الشعب”.
وتختلف الروايات حول ملابسات وفاة هذه السيدة الحامل، فمن جهة، يؤكد الطبيب مقتلها برصاصة اطلقها مجهولون من سيارة، فيما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان انها قتلت اثر اصابتها بطلق ناري اثناء عملية مداهمة في حي البياضة.
وخارج المشفى، تتكدس نحو 80 جثة في ثلاثة شاحنات مبردة تستخدم كمشرحة ولم يطالب احد بها. وينص القانون السوري على وجوب احتفاظ المشفى بهم لمدة شهر قبل ان تتمكن من الاذن بدفنهم.
ويؤكد طبيب شرعي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفا من القتل “وصل الى المشفى 250 جثة في تشرين الثاني/نوفمبر مقابل 200 في تشرين الاول/اكتوبر”.
ويشير فيما يقلب سجله “ان اغلب الجثامين التي تردنا تكون مربوطة الايدي والارجل” لافتا الى ان “بعضهم قتل خنقا والاخرون بالرصاص او بطعنة سكين، كما مثل ببعض الجثث وقطعت رؤوسها”.
واضاف “لقد اصبحت احدى المدن الاكثر خطورة”.
ويؤكد احد الموظفين الحكوميين “لدى قرائتنا لاسماء عائلات واحياء الضحايا نجد ان اغلبهم ينتمي الى الطائفة العلوية الشيعية “.
ويشير احد الناشطين “في حمص عندما يقتل سني على يد علوي، يرد السنة بقتل علوي، وكذلك الامر بالنسبة لعمليات الخطف”.
ويتابع “ان النظام يقتل المتظاهرين السنة والسنة يردون بقتل العلويين”.
ويؤكد “ان العديد من العلويين يخشون نهاية النظام وهذا ما يدفعهم الى تاييده”.
من جهته، يعتبر عمر الادلبي الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية التي تشرف على الاحتجاجات ضد النظام “ان هذه الحالات نادرة وغالبا ما تجري ردا على اعتداءات (النظام)” مشددا على انها “حالات فردية وليس من المنطقي تعميمها”.
وما ان تغرب الشمس حتى ترقد المدينة في الخوف، وتمزق اصوات الرشاشات الثقيلة وقذائف الار بي جي سكون الليل. كما يتحصن عناصر الشرطة والامن خلف اكياس وبراميل من الرمل.
ولئن سادت الحياة الطبيعية في ثلاثة ارباع المدينة نهارا فان الفراغ سيد الموقف ما ان نقترب من الاحياء السنية في بابا عمرو وباب السباع والخالدية والبياضة. وتتبعثر القمامة والحجارة على الطرقات وتوضع حجارة على الطريق لتجنب المرور عن طريق الخطأ.
ويقول احد الضباط الذي رافق مراسلي وكالة فرانس برس في جولتهم “لا استطيع ان ادعكم تدخلون، اني اخشى من ان يقبض علي المسلحون لانهم سيبادرون الى قتلي على الفور كما انكم قد تلقون نفس المصير”. ولا توجد اي من القوى الامنية داخل هذه الاحياء على حد قوله “انهم يكتفون بمحاصرتها” من الخارج.
الأسد العم يطرح نفسه منقذاً وحيداً لسوريا ويتحدث عن ضعف بشار
لميس فرحات من بيروت
أكد تأييده للتدخل العربي وعدم اهتمامه بدعم القوات المنشقة كوسيلة لإسقاط النظام
بعد أكثر من ربع قرن من التمتع في منفاه الأوروبي الفاخر الذي فرضه على نفسه، ظهر رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الاسد في باريس يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر معلناً عن تأسيس المجلس الوطني الديمقراطي السوري، منظمة جديدة للمعارضة السورية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بداية الثورة السورية منذ تسعة اشهر، والتي خلفت أكثر من 3000 قتيل.
على الرغم من الروابط الأسرية التي تجمعه بالرئيس السوري بشار الأسد، يحاول رفعت الاسد الابتعاد أكبر مسافة ممكنة عن النظام السوري، متعهداً بسحق عائلة الأسد التي حكمت سوريا لأكثر من أربعين عاماً.
ويقول رفعت الأسد إن منظمته ستقاتل الحركة الإسلامية المتنامية في سوريا، بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين والأحزاب السلفية. لكن على الرغم من الإعلان عن تأسيس المجلس الوطني الديمقراطي، يبدو أن الأسد العم يواجه صعوبة في تحديد برنامج المنظمة وأهدافها.
وفي مقابلة مع صحيفة الـ “تايم”، أجاب رفعت الاسد خلال 90 دقيقة عن عدد كبير من الاسئلة التي وجهتها له الصحيفة، مشيراً إلى أنه يؤيد ويدعم التدخل العربي في سوريا، لكنه لا يرحب بأي تدخل من دول غير عربية.
ورفعت الاسد (74 عاماً) هو الشقيق الأصغر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد وعم الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، وكان مسؤولاً عن سرايا الدفاع في الجيش السوري بين عامي 1966 و1984، والتي يعتقد أنها كانت من أقوى فرق الجيش وأقواها دعماً.
وبعد صراع على السلطة داخل الأسرة، انتقل رفعت الأسد إلى أوروبا عام 1984، لكنه يقول إنه ما زال يحظى بتأييد واسع “في كل قرية” في سوريا، وأن الناس يطالبونه بالعودة وتسلم السلطة بدلاً من ابن أخيه.
ويقول الأسد ان الأقليات هم المفتاح في سوريا، موضحاً أنه يهدف إلى الجمع بين المجموعات العرقية المنشقة، بما في ذلك المسيحيين والآشوريين، من أجل استعادة السلام.
وعلى الرغم من الانشقاقات الاخيرة داخل الجيش السوري، يقول رفعت الأسد انه ليس مهتماً في دعم قوات الامن المنشقة كوسيلة لاسقاط النظام.
وأشارت الصحيفة إلى أن رفعت الاسد شخصية نرجسية ويشير إلى نفسه بصيغة “الغائب” فيقول: “المنشقون عن الجيش اتصلوا برفعت الأسد، ومعظمهم طلب من رفعت الأسد أن يكون قائد حركتهم”، مشيراً إلى أن انشقاق الجيش سوف يعني بداية حرب اهلية.
وعلى الرغم من إطلاق منظمته في باريس، يقول الأسد إنه لم يتصل بالقادة الأوروبيين، الذين سارعوا في الاسابيع الاخيرة لمناقشة الأزمة المتصاعدة في سوريا مع جماعات معارضة في المنفى، مضيفاً: “هم (القادة الأوروبيون) يجب أن يأتوا إلى رفعت الأسد”.
ونقلت الصحيفة عن المراقبين السوريين قولهم إن الأسد العم لن يلعب دوراً فعالاً أو ايجابياً في سوريا، فقال سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنجز الدوحة، الذي يتابع حركة المعارضة السورية إن رفعت الاسد “شخصية غير موثوقة من قبل الشعب وإنه يكره سوريا وشعبها”، مشيراً إلى أن الاسد العم لن يصمد في سوريا لثانيتين.
ومع ذلك، يقول الشيخ أن رفعت الاسد قد يحظى بشعبية في أوساط العلويين، الطائفة الأقلية التي تحكم سوريا، والذين يخشون الآن من أن يتعرضوا لأعمال عنف في حال سقوط نظام الأسد.
لكن هذا الدعم، برأي سلمان الشيخ، لن يكون مقبولاً من قبل الشعب السوري، “لأن رفعت الأسد شخصية فاسدة جداً ولديه تاريخ طويل في الفساد في سوريا فهو من الذين نهبوا البلاد”، كما يقول، في اشارة الى اتهامات من قبل نظام دمشق بسرقة مبالغ كبيرة من البنك المركزي السوري قبل أن يلجأ إلى أوروبا.
وبعيداً عن علاقاته الأسرية وثروته الطائلة، يبدو أن رفعت الأسد يواجه عائقاً أكبر وأكثر جدية سيمنعه من العودة إلى سوريا، وهو ما يقال عن تورطه في واحدة من أكبر المجازر في سوريا، وتحديداً في مدينة حماة عام 1982، عندما سحقت قوات الامن تمرداً من جانب جماعة الاخوان المسلمين، في عهد الرئيس الراحل بشار الأسد.
وفي كتاب توماس فريدمان “من بيروت الى القدس” الذي صدر عام 1989، يقول الكاتب إن الضباط الذين كانوا تحت قيادة رفعت الأسد، اعترفوا بأن الأسد العم وجه لهم أوامر تقول: “لا أريد أن أرى بيتاً واحداً لا يحترق”، ومن ثم تفاخر، وفقاً لفريدمان، بأنه قتل المدنيين في حماه حيث قال أمام أحد رجال الأعمال اللبنانيين “قتلنا 38000 سوري”.
وبعد عقود، تشهد مدينة حماة مجزرة جديدة شبيهة بالتي شهدتها على يد الأسد الاب، حيث تطلق قوات الاسد الرصاص على المتظاهرين في المدينة. وعلى الرغم من مرور الوقت، يبدو ان نظرة رفعت الأسد لم تتغير تجاه هذه حماة، وعند سؤاله عن شعوره تجاه المشاهد شبه اليومية التي تظهر تعرض المتظاهرين السوريين لإطلاق النار في الشوارع، فقال: “لا أعتقد أن ابن أخي هو المسؤول، لأنه أضعف بكثير من أن يفعل لك”.
واضاف: “بشار يختلف كثيراً عن والده، فلو كان حافظ الاسد على قيد الحياة، لكان هناك 200.000 قتيل اليوم، كما أن قوات الأمن يشتكون من أن هذا الرجل ليس شجاعاً وليس زعيماً” مشيراً إلى أن الرئيس الاسد لا معنى له الآن، “فهو يقول ما يملى عليه فقط”.
سوريا: المهلة تنتهي بلا رد.. والعرب وتركيا يتحركون
النظام طرح استفسارات جديدة وأوغلو: لن نسكت عن سفك مزيد من الدماء > 26 قتيلا في جمعة دامية
جريدة الشرق الاوسط
رد النظام السوري على البروتوكول العربي الذي يسمح بدخول مراقبين إلى سوريا، برسالة استفسارات بدل الرد إيجابا أو سلبا، ما فتح الباب أما الدول العربية إلى بدء فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، بالتعاون مع تركيا التي أبدت استعدادها أمس للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم غد.
وأفاد بيان صادر عن الجامعة العربية بأن الأمين العام للجامعة نبيل العربي تسلم أمس رسالة من وليد المعلم وزير الخارجية السوري طرح فيها مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول بنود مشروع البروتوكول الخاص بالمركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا.
ويعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي اجتماعا اليوم للنظر في الموضوع يليه استئناف مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية غدا لتدارس الموقف في ضوء الرد السوري. وأعلن مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن سوريا تجاهلت دعوة الجامعة العربية للتوقيع على البروتوكول، ولم تجب بنعم أو لا على المهلة العربية التي انتهت أمس.
من جهتها، أبدت تركيا استعدادها للمشاركة في اجتماع الأحد، وقال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي جوليو تيرتسي في إسطنبول: إن «تركيا لن تسكت عن سفك مزيد من الدماء في سوريا وإنها مستعدة للتحرك مع القوى العربية إذا لم يتخذ الرئيس الأسد خطوات لإنهاء الحملة على المتظاهرين الداعين للديمقراطية».
ميدانيا، خرجت مظاهرات في جمعة «الجيش الحر يحميني» في أنحاء سوريا، وقالت لجان التنسيق المحلية إن 26 قتيلا سقطوا أمس في حصيلة أولية. ومن جهتها، انتقدت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب أمس «الانتهاكات الفاضحة والمنهجية لحقوق الإنسان» في سوريا، ومنها حالات تعذيب أطفال.
لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب: انتهاكات منهجية وفاضحة لحقوق الإنسان في سوريا
عبرت عن قلقها للتقارير التي تتحدث عن تعذيب الأطفال وتشويههم
جريدة الشرق الاوسط
انتقدت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، أمس، «الانتهاكات الفاضحة والمنهجية لحقوق» الإنسان في سوريا، ومنها حالات تعذيب أطفال. وأعربت اللجنة عن «قلقها العميق للانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في سوريا، التي حصلت في إطار الإفلات من العقاب، كما ذكرت مصادر جديرة بالثقة للجنة الأمم المتحدة على صلة بحقوق الإنسان»، كما جاء في بيان.
وقال كلاوديو غروسمان، رئيس اللجنة، «درست اللجنة تقارير عديدة تدعمها أدلة متسقة تشير إلى انتهاكات منهجية واسعة لحقوق الإنسان في البلاد».
وأشار غروسمان في مؤتمر صحافي إلى أن هذه الانتهاكات قد حصلت منذ تبنت اللجنة التقرير النهائي الأخير حول سوريا في مايو (أيار) 2010». وأعرب خصوصا عن «قلقه للتقارير التي تتحدث عن تعذيب الأطفال وتشويههم» و«عمليات الإعدام العشوائية والاعتباطية».
وتتولى لجنة الأمم المتحدة الإشراف على تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة حول التعذيب، وقد وافق عليها 149 بلدا بما فيها سوريا.
وأوضح غروسمان أن المعلومات التي جمعها الخبراء المستقلون للجنة تشير «إلى وجود حالات تعذيب للمعتقلين وسوء معاملتهم؛ وإلى هجمات منهجية ضد المدنيين، بما في ذلك عمليات قتل المتظاهرين المسالمين والاستخدام المفرط للقوة ضدهم، وإلى عمليات اضطهاد المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين في هذا المجال». وأضاف «لم يكن هناك سوى متظاهرين بين المعتقلين» وأيضا «أشخاص يعارضون النظام»، لكنهم لا ينزلون إلى الشارع للتعبير عن مطالبهم.
وأعربت اللجنة التي أنهت دورتها السابعة والأربعين في جنيف، عن «قلقها من هذه التقارير التي تتحدث عن حصول انتهاكات كثيفة لحقوق الإنسان.. من دون أن تبدأ تحقيقات سريعة ومعمقة وغير منحازة».
وكشف غروسمان أن «انتشار هذه التجاوزات حصل بأوامر مباشرة من السلطات وبتحريض منها أو بموافقتها الضمنية».
وطلبت اللجنة من الحكومة السورية تقديم تقرير بحلول التاسع من مارس (آذار) 2012 يفصل الإجراءات التي تتخذها لضمان الوفاء بالتزاماتها بمقتضى معاهدة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.
وقال غروسمان «ننوي» درس هذا التقرير خلال الدورة المقبلة للجنة في مايو (أيار) 2012.
وساقت اللجنة اتهاماتها، بينما ستقدم لجنة التحقيق الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا تقريرها الاثنين في جنيف. ولم تحصل هذه اللجنة التي شكلها مجلس الأمن في أغسطس (آب) الماضي على موافقة سوريا لإجراء تحقيق على الأراضي السورية. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 3500 شخص أغلبهم من المدنيين قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات المناهضة للنظام في سوريا في منتصف مارس (آذار)، بينما شملت الاعتقالات آلاف المواطنين.
مظاهرات بسوريا في جمعة «الجيش الحر يحميني».. وسقوط عدد جديد من الضحايا المدنيين
الجيش السوري يتهم جماعات «إرهابية مدعومة من الخارج» بقتل 10 من أفراده بينهم 6 طيارين
جريدة الشرق الاوسط
لم تنجح دعوات النظام السوري لمؤيديه، أمس، باحتلال الساحات العامة، بإثناء المعارضين للنظام عن النزول إلى الشارع ككل يوم جمعة بكثافة. وخرجت مظاهرات في جمعة «الجيش الحر يحميني» في أحياء محيط العاصمة والمتصلة مع ريف دمشق، والكثير من المدن السورية وأريافها، فكانت المظاهرات الاحتجاجية تنطلق في الأحياء الداخلية، تطالب بإعدام الرئيس، وتصفه بـ«الجرثومة التي تسمم الجسد السوري»، وتدعو الجامعة العربية لتدويل الملف السوري إذا لم تكن قادرة على إيجاد حل عربي والكف عن إعطاء مهل للنظام الذي ما زال مصرا على قتل السوريين. وكما جرت العادة كل يوم جمعة تم تفريق المتظاهرين في كل الأنحاء بالرصاص الحي والاعتقالات. وفي الحصيلة الأولية للقتلى أمس، قال ناشطون إن 6 قتلى مدنيين سقطوا في أنحاء البلاد.
واستمرت الاشتباكات بين منشقين والقوات النظامية، وقال الجيش السوري في بيان، أمس، إن عشرة من أفراده بينهم ستة طيارين قتلوا في هجوم «إرهابي مدعوم خارجيا» على قاعدة عسكرية قرب حمص. وقال بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة نقلته وسائل إعلام سورية، إن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية أثناء مرورهم على محور تدمر حمص بعد ظهر أمس». وقال البيان «هذا الاستهداف المباشر لنخبة من نسورنا البواسل المدربين تدريبا نوعيا على قيادة الطائرات الحربية الحديثة.. يؤكد تورط جهات أجنبية في دعم هذه العمليات الإرهابية بهدف إضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة».
وفي دمشق خرجت أربع مظاهرات في حي الميدان، كما خرجت مظاهرات في أحياء أخرى، وقال ناشطون إن طائرات عمودية حلقت في أجواء منطقة برزة وفي حي القابون. وقد جرى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة بعد مظاهرة حاشدة من جامع أبو بكر الصديق، وتم تقطيع أوصال الحي بمزيد من الحواجز. أما في الصالحية فقد تعرض تشييع جنازة أحمد المصري من جامع الشيخ محيي الدين لإطلاق نار من قبل قوات الأمن التي كانت في حالة استنفار، وأسفر ذلك عن سقوط قتيلين واعتقال عدد من المشاركين في التشييع. وكان بدأ التشييع بهتافات الحرية وضد النظام، ولدى وصول الجنازة إلى الساحة في الشيخ محيي الدين بدأ إطلاق النار والضرب بالعصي الكهربائية لتفريق المشيعين وجرى اعتقال 15 شخصا.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن والجيش انتشرت بكثافة كبيرة جدا منذ الصباح في مدينتي معضمية الشام وحرستا وزملكا وعربين ودوما والكسوة والزبداني والتل وداريا وجديدة عرطوز.. حيث تمت محاصرة المساجد لمنع خروج مظاهرات بعد تقطيع أوصال الأحياء بإقامة حواجز جديدة داخل المدن، ونشر القناصة، مع عمليات تفتيش للمارة. وشهدت مدينة الضمير إطلاق نار كثيف قبل انتهاء صلاة الجمعة وسمع دوي انفجارين، إثر أنباء عن انشقاقات كبيرة ضمن فرق الأمن المحاصرة للمساجد. وأسفر إطلاق النار عن إصابة الكثير من الجرحى وعدة قتلى، في حين تحدثت مصادر محلية عن قيام قوات الأمن بانسحاب سريع من الضمير بعد ورود أخبار مؤكدة عن استهداف حافلة تابعة للأمن بقنبلة. وقال ناشطون إن الطفل إسماعيل بكر (سبع سنوات) أصيب برصاصة في البطن خلال إطلاق النار من قبل قوات الأمن في مدينة الضمير أثناء صلاة الجمعة.
وفي دوما تم نشر الجيش والأمن في كل المدينة مع إغلاق لمداخل الأحياء. ومع ذلك خرجت مظاهرة من جامع سليق بعد انتهاء صلاة الجمعة مباشرة طالبت بتدخل فوري لحماية المدنيين والهتافات وجرى إطلاق نار لتفريق المتظاهرين، وقالت مصادر محلية إن حربا حقيقية حصلت بعد ظهر أمس عند جسر مسرابا والحجارية وأصوات إطلاق نار كثيف من أسلحة مختلفة، سمعت في كل أحياء دوما، مع الإشارة إلى أن تلك المنطقة شهدت عدة عمليات للجيش الحر.
وفي مدينة حمص خرجت المظاهرات في غالبية الأحياء لتحية الجيش الحر، وبلغت نقاط التظاهر هناك 43 نقطة. وقال ناشطون إن الأمن والجيش انتشروا بشكل مريب في الخنادق التي تم حفرها حول حي بابا عمرو، وقال ناشطون إن إطلاق نار جرى في شارع القاهرة أسفر عن إصابة أحد الشباب هناك. وفي حي باب التركمان قتل الشاب عماد ماهر برصاص قناص، وفي حي الخالدية وعقب خروج المظاهرات وخلال اعتصام المتظاهرين داخل الحي أطلق النار من خارج الحي اتجاه البيوت لتفريقهم وتجولت مدرعات حول الحي كما فتح القناصة والجيش والأمن ومدرعاته المحيطة بالحي النار على المتظاهرين أثناء تفرقتهم، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وفي حيي الإنشاءات والحمرا تمركزت دبابات ومدرعات في الشوارع الرئيسية لاعتقال المتظاهرين، والذين تظاهروا في الشوارع الفرعية، وسمع دوي انفجارات في حي الإنشاءات، على الأرجح هي قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين في الأحياء الداخلية. وقال ناشطون إن قوات الأمن حاصرت بعض المساجد في حمص ومستشفى البر والخدمات الاجتماعية.
وفي تلكلخ أعلن ناشطون أن الجيش الحر استولى على حاجز لقوات الجيش والأمن عند ساحة الشهيدين مجد وسؤدد الكردي والذي يعد من أهم الحواجز في المدينة وتم حرق سيارة تابعة للأمن كانت موجودة عند الحاجز.
وفي مدينة حماه وريفها خرجت المظاهرات في غالبية القرى وفي عدة أحياء، وقال ناشطون إن نقاط التظاهر هناك بلغت نحو 13 نقطة. وسجل إطلاق نار وهجوم من قبل الأمن والشبيحة في عدة أحياء، وأصيب ثلاثة أشخاص على الأقل. كما لوحظ نشر للقناصة على سطح المجمع الطبي ومبنى الحزب وقيادة الشرطة وبناء مديرية المالية وشركة الكهرباء الحكومية. وتم اعتقال خمسة أشخاص من حي الصابونية بينهم شخص عمره 60 عاما. ووصفت مصادر محلية المظاهرة التي خرجت من جامع حمزة في حي الأربعين بأنها كانت حاشدة، وتم تفريقها بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع. كما خرجت مظاهرة من جامع قيطاز في حي ضاحية أبي الفداء، لكن سرعان ما أطلقت النار عليها ووقعت إصابات داخل، وهزت أصوات الانفجارات المنطقة، وفي حي الكرامة خرجت مظاهرة بعد الصلاة لمدة نصف الساعة، بعد التجمع في إحدى الساحات الداخلية، في حين كانت قوات الأمن المرابطة على أبواب المساجد تطلق النار، وفي حي الأندلس سمع دوي انفجارات من جهة حي البياض.
وفي محافظة إدلب خرجت المظاهرات في غالبية مدن وبلدات المحافظة، وقال ناشطون إن عدد نقاط التظاهر هناك تجاوز الثلاثين نقطة، وسط استمرار انقطاع الإنترنت وشبكة الاتصالات الخلوية لليوم الثامن على التوالي مما تسبب في شح تدفق المعلومات من هناك. وأمس الجمعة انطلقت مظاهرات حاشدة تحيي الجيش الحر وتطالب بمنطقة عازلة. وقالت مصادر محلية إن إطلاق نار عشوائيا جرى في كفر نبل لتفريق المتظاهرين.
وفي دير الزور سمع إطلاق النار على المظاهرات الحاشدة التي خرجت هناك على الهواء مباشرة إذ كانت تبث تلك المظاهرات على قناة جزيرة مباشر وبعد سماع صوت الرصاص بقليل انقطع البث، وخرجت المظاهرات في مدينة دير الزور والقورية والبوكمال والطيانة والشواخ. وقال ناشطون إن مظاهرة حاشدة خرجت من مسجد العرفي وأخرى من جامع الرحمن في البوكمال. وتصاعدت الأحداث هناك حيث تحركت الآليات العسكرية باتجاه المدن لتحاصر المتظاهرين وجرى إطلاق نار كثيف على المتظاهرين، لا سيما في منطقة الجبيلة في دير الزور بعد تجمع الآلاف وهتافهم ضد النظام. ووقعت إصابات كثيرة وسط المتظاهرين، وقتل على الفور الشاب عبد الله علي عمار (17 عاما) وحمد السطم، وتظاهر الآلاف من أبناء المدينة عند مستشفى الساعي للمشاركة في تشييع الشهداء بعد ظهر يوم أمس.
وفي القامشلي خرجت مظاهرات عارمة في القامشلي شمال شرقي البلاد وقراها وسائر المناطق الكردية، وكذلك في منطقة حوران جنوب البلاد، حيث خرجت المظاهرات في غالبية مدن وبلدات حوران وفي مدينة درعا، وجرى إطلاق نار كثيف ومحاصرة المساجد في عدة مدن وقرى هناك.
السوريون يطالبون المجلس الوطني بدعم الجيش الحر
سجلوا عتبا على الجامعة العربية.. وشكروا دول الخليج
جريدة الشرق الاوسط
في جمعة «الجيش الحر يحمينا»، خرج السوريون ليقولوا كلمتهم بعدما أصابهم اليأس من الحلول العربية والدولية، معلنين دعمهم الكامل للجيش الحر الذي بدأ ينضم إليه غالبية الشباب من الناشطين المطلوبين للأجهزة الأمنية. وأظهرت أشرطة فيديو بثت على موقع «يوتيوب» أن المتظاهرين رفعوا شعارات تطالب المجلس الوطني السوري بدعم الجيش الحر. ورفع المتظاهرون في حمص لافتات كتبوا عليها «نعم لدعم أبطالنا في الجيش الحر» و«الجيش الحر يحمينا وجيش الأسد يقتلنا» و«الجيش الحر هو جيشنا الذي ندعم ونطالب المجلس الوطني بدعمه». ورفرف علم الاستقلال وسط أعلام الأحزاب الكردية في مظاهرات حاشدة في القامشلي مع هتافات «الجيش الحر يحمينا»، وفي حي العسالي في دمشق تعهد المتظاهرون بأن يفدوا الجيش الحر «بدمائهم وأرواحهم وأولادهم».
وانتقد المتظاهرون أداء الجامعة العربية بشكل غير مباشر من خلال رسالة رفعت في مظاهرات خرجت في دمشق «نريد من الجامعة العربية تدويل الملف، إذا لم تستطع تحقيق مطالبنا: حظر جوي، حماية المدنيين، منطقة عازلة»، مؤكدين على أن نظام الأسد انتهى. ولعل هذه القناعة تعمقت لدى السوريين في الأسبوع الأخير، بعد قبول الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية، الخاصة بنقل السلطة، وكتبوا في إحدى المظاهرات «علي صالح راح.. وإجا دورك يا سفاح»، مع تقدمهم بالشكر لدول الخليج العربي لمساندتها ثورة الشعب السوري، وهتفوا «شكرا شكرا.. دول الخليج العربي».
وطلب المتظاهرون من السوريين الذين ما زالوا يتعاونون مع النظام الانحياز للشعب، وكتبوا في مظاهرة خرجت في دمشق «النظام الأسدي انتهى شعبيا وعربيا ودوليا وعلى المتعاونين مع النظام الانحياز إلى الشعب». وفي درعا أعلنوا أنه «حان الآن موعد رحيل الشبيح الأكبر»، وكتب آخرون في دمشق «الأسد انتهى بكل معنى الكلمة سياسيا واقتصاديا»، وهم يهتفون «جيشكم يقتلنا وغير الله ما النا»، ويغنون «يا مو يا مو بشار الأسد آخر أيامو».
وفي مظاهرات أخرى في ريف حلب، ارتفعت لافتات ضخمة تضمنت كلمتين فقط كتبتا بخط يمثل علم الاستقلال السوري «خلصت أيامك»، وفي مظاهرة في المزة رفع طفل لافتة كتب عليها كلمة واحدة «بس»، وتعني كفى، ورسم ذيل حرف السين علم الاستقلال مرفرفا. أما في دير الزور وتعبيرا عن ثقة مطلقة بقرب النهاية وعد المتظاهرون هناك السوريين «سنحقق لكم حريتكم».
وردا على اتهام المتظاهرين في حمص بالقيام بأعمال انتقام ثأرية طائفية، كتب المتظاهرون في حمص «مبادئ الإسلام العليا وقيمه العظمى تحرم علينا القتل على أساس الطائفة.. حمص المنكوبة»، وحذروا من أن «النظام يدفع إلى الاصطفاف الطائفي»، وأكدوا أنه «لا للطائفية». وفي دمشق رفع الثوار في مظاهراتهم لافتة «أنا ضد الحرب الأهلية»، و«لن تركع أمة قائدها محمد»، وهم ينثرون في الشوارع قصاصات ورقية ملونة تضمنت شعارات الثورة، مؤكدين على أن حمص عاصمة الثورة «يد واحدة صامدة في وجه النظام الغاشم»، في تأكيد على نفي صفة الطائفية عن الثورة مع الغناء بتحد كبير «ع العين موليتين ع العين مولايا.. طعن الخناجر ولا حكم الأسد فيا».
معارض سوري يتهم «الشبيحة» باختطاف زوجته في القاهرة
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: أحمد يوسف
كشف المعارض السوري ثائر الناشف المقيم بالقاهرة عن تعرض زوجته المصرية للاختطاف، بعد قيام مجهولين باختطافها من منزلهما أثناء تصويره لقاء مع إحدى القنوات الفضائية حول آخر التطورات على الساحة السورية. واتهم الناشف رجال الشبيحة السوريين بالتخطيط لاختطاف زوجته المدعوة منى عبد الوهاب من أجل الضغط عليه بعد ظهوره في أكثر من برنامج تلفزيوني ومهاجمته لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الناشف لـ«الشرق الأوسط»، إن حادث اختطاف زوجته تم التخطيط له في سوريا وتنفيذه في مصر، مناشدا وزارة الداخلية المصرية بسرعة ضبط الجناة وإعادة زوجته، وخاصة أنه يخشى على حالتها الصحية لكونها حاملا.
من جهته، قال مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية إنه فور تلقي بلاغ المعارض السوري تم تشكيل فريق بحث موسع يعتمد على تحديد علاقات زوجة المعارض السوري المختطفة وتحديد شخصيات من يترددون على منزلها وآخر مشاهدات لها من خلال استجواب حارس العقار وجيرانها، مشيرا إلى أن فريق البحث يعمل حاليا على تقصي الحقيقة من أجل إعادتها لزوجها في أسرع وقت ممكن.
الجامعة العربية تتجه لفرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا.. بعد تجاهل النظام السوري للبروتوكول المقدم
تركيا تبدي استعدادها للمشاركة باجتماع الجامعة غدا والتعاون في العقوبات
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: صلاح جمعة
تتحضر الجامعة العربية لبدء البحث في عقوبات اقتصادية ضد سوريا في اجتماع يعقده اليوم المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ويليه يوم غد اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية وأعلنت تركيا استعدادها المشاركة فيه. وجاءت هذه التطورات بعد أن انتهت المهلة التي منحتها الجامعة العربية لسوريا للتوقيع على البروتوكول الذي يسمح بإدخال مراقبين إلى سوريا، من دون الحصول على رد إيجابي، رغم تمديدها المهلة التي انتهت أصلا صباح أمس إلى ليل أمس.
وأفاد بيان صادر عن الجامعة العربية بأن الأمين العام للجامعة نبيل العربي تسلم أمس رسالة من وليد المعلم وزير الخارجية السوري طرح فيها مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول بنود مشروع البروتوكول الخاص بالمركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا.
وأضاف البيان أنه كان من المتوقع أن يتم اليوم (أمس) التوقيع على مشروع البروتوكول بين الأمانة العامة للجامعة العربية والحكومة السورية لبدء بعثة الجامعة العربية مهمتها إلى سوريا وفقا لقرار مجلس الجامعة العربية الصادر أول من أمس.
ويعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي اجتماعا اليوم للنظر في الموضوع يليه استئناف مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية غدا لتدارس الموقف في ضوء الرد السوري.
وأعلن مصدر مسؤول في الجامعة العربية أن سوريا تجاهلت دعوة الجامعة العربية للتوقيع على البروتوكول، ولم تجب بنعم أو لا على المهلة العربية التي انتهت أمس.
وقال المصدر إن الجامعة العربية ستعرض الموضوع على اجتماع وزراء الخارجية العرب لاتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الموضوع. ودعت الجامعة العربية المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى عقد اجتماع اليوم للنظر في فرض عقوبات اقتصادية على سوريا في إطار المحاور التالية وبما لا يؤثر على الشعب السوري. وتتضمن هذه المحاور وقف رحلات الطيران إلى سوريا، ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري، ووقف التبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري، وتجميد الأرصدة المالية للحكومة السورية، ووقف التعاملات المالية مع سوريا، وعرض نتائج هذا الاجتماع على وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ غدا. ومن المقرر أن ينظر وزراء الخارجية العرب في قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وإبلاغ مجلس الأمن الدولي بهذا القرار، والطلب إليه اتخاذ الإجراءات اللازمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة لدعم جهود الجامعة العربية في تسوية الوضع المتأزم في سوريا، وإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأوضاع في سوريا.
وأبدت تركيا استعدادها للمشاركة باجتماع الأحد، وقال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي جوليو تيرتسي في اسطنبول، إن «تركيا لن تسكت عن سفك مزيد الدماء في سوريا وإنها مستعدة للتحرك مع القوى العربية إذا لم يتخذ الرئيس بشار الأسد خطوات لإنهاء الحملة على المتظاهرين الداعين للديمقراطية». وقال أوغلو إنه يتعشم أن تقبل الحكومة السورية خطة جامعة الدول العربية لحل الصراع. وأضاف: «إذا لم تفعل فهناك خطوات يمكن اتخاذها بالتشاور مع الجامعة العربية. أريد أن أقول بوضوح إننا لن نتسامح بعد ذلك مع سفك الدماء في سوريا. موقف الدول الصديقة والشقيقة من هذا الموضوع واضح».
وقال الوزير التركي إن بلاده مستعدة للتعاون مع الجامعة العربية إذا لم تبد سوريا حسن النية لإنهاء حملتها العنيفة على الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد المستمرة منذ ثمانية أشهر.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي جوليو تيرتسي إنه مستعد لحضور اجتماع لوزراء الخارجية العرب قد يعقد يوم غد ويتوقف هذا على رد سوريا وأنه يواصل التشاور مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وأعضاء مجلس الأمن الدولي.
كما أجرى داود أوغلو محادثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الذي شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة أول من أمس. وقال جودة وهو بصحبة الوزير التركي إنه يأمل أن توقع سوريا البروتوكول وتوافق على نشر مراقبين كخطوة أولى نحو وقف العنف الذي يحاصر البلاد منذ ثمانية أشهر. وأضاف أن هذه أمنية جماعية للعالم العربي وإذا لم توافق سوريا فيجب الاجتماع مجددا. وأيدت تركيا وهي أكبر شريك تجاري لسوريا وكانت من أقرب أصدقائها فيما سبق الموقف الذي تبنته الجامعة العربية من سوريا. وتتاخم تركيا الأردن وسوريا ويحتمل أن يكون لها دور مهم إذا نالت المقترحات الفرنسية بإنشاء مناطق إنسانية في سوريا تأييدا.
وفي الأسبوع الحالي طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الأسد بوضوح التنحي وإلا فسيواجه مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي قتل الشهر الماضي بعد أن ألقى مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي القبض عليه.
وكان مجلس الجامعة العربية دعا في قرار أصدره أول من أمس في ختام أعمال اجتماعه الطارئ الحكومة السورية إلى التوقيع على البروتوكول الخاص بالمركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا بالصيغة التي اعتمدها المجلس في الرباط يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وقرر المجلس قيام الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بإرسال بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا للقيام بمهامها وفق أحكام البروتوكول على الوجه الأكمل فور التوقيع عليه. ودعا المجلس الحكومة السورية وأطياف المعارضة إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني وفقا لما تضمنته المبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا بهدف الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية لتسيير المرحلة الانتقالية.
تيار بناء الدولة يدعو للتوقيع لأن «ليس من حق السلطة المغامرة بمعيش السوريين»
إيران تنفي شراءها نفطا خاما من سوريا
جريدة الشرق الاوسط
بينما تأخر ظهور أي مؤشرات حول موقف النظام السوري من التوقيع على بروتوكول الجامعة العربية، قال محللون سياسيون مقربون من الأجهزة الأمنية لقناة «الدنيا» المحلية ردا على سؤال عن توقعاته عن تطور الأوضاع إذا لم توقع سوريا على البروتوكول: «اكتر من القرد ما مسخ الله»، مما اعتبره مراقبون في دمشق مؤشرا على حجم الارتباك الحاصل في أروقة القرار لدى النظام السوري، وما دفع تيار بناء الدولة المعارض بزعامة لؤي حسين إلى مطالبة السلطات السورية بالتوقيع على البروتوكول من «دون مكابرة أو مداورة» لأنه ليس من حقها «المغامرة بمعيش السوريين واستقرارهم بحجة جور قرار الجامعة العربية التي قبلت سابقا بمبادرتها من دون شروط».
إلا أن وسائل الإعلام السورية وصفت قرار مجلس جامعة الدول العربية دعوة المجلس الاقتصادي والاجتماعي اليوم لبحث فرض عقوبات على سوريا في حال لم توقع الحكومة السورية على البروتوكول بأنه إجراء «غير مسبوق في تاريخ الجامعة». واعتبرت وكالة الأنباء السورية (سانا) احتمال فرض عقوبات اقتصادية على سوريا من بينها وقف رحلات الطيران إليها ووقف التبادلات التجارية والتعاملات المالية مع الحكومة السورية وتجميد أرصدتها، «يشكل استهدافا لمصالح الشعب السوري وهو ما عبر عنه الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمد الربيع بالقول إن استهداف أي قطاع اقتصادي سواء كان زراعيا أو صناعيا ستظهر انعكاساته على الشعب السوري بشكل عام». وقالت «سانا» إن «الشعب السوري عبر عن رفضه لتدخل الجامعة العربية السافر في شؤونه الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية»، في إشارة إلى مسيرات التأييد التي يخرجها النظام، والتي تؤكد على أن «دور الجامعة أصبح يمثل أداة للتدخل الخارجي ومعبرا للأجندة الغربية الأميركية الهادفة إلى تفتيت المنطقة». وقالت «سانا» إن قرار المجلس في حال عدم توقيع سوريا على الصيغة إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لدعم جهود الجامعة «يعد استدعاء للتدخل الأجنبي في شؤون سوريا الداخلية».
ودعا تيار بناء الدولة المعارض، السلطة السورية للتوقيع على البرتوكول ضمن المهلة المعطاة لها من «دون مكابرة أو مداورة». وقال في بيان صادر يوم أمس: «لا يحق للسلطة السورية أن تغامر بمعيش السوريين واستقرارهم بحجة جور قرار الجامعة العربية التي قبلت سابقا بمبادرتها من دون شروط»، وذلك بعد التحذير من أن سوريا اليوم «أمام مفترق مصيري هام، إذ إن العقوبات الاقتصادية التي أعلنتها جامعة الدول العربية منذرة السلطة السورية بتطبيقها من شأنها أن تضر بمعيش المواطنين السوريين وتدفع بالبلاد إلى أزمات مجتمعية مؤسفة».
إلى ذلك، نقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن مسؤول بارز بقطاع النفط أمس قوله إن إيران نفت تقارير عن أنها اشترت نفطا خاما من سوريا التي ترزح تحت وطأة عقوبات. وكانت العقوبات التي تستهدف صادرات النفط الخام قد أبعدت مشتري الخام السوري. وقال أحمد قاليباني رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية للوكالة «فيما يتعلق بشراء نفط سوريا الخاضع للعقوبات.. هذا عارٍ من الصحة تماما». وكانت صحيفة «إنترناشيونال أويل ديلي» ذكرت يوم الأربعاء الماضي أن شركة مملوكة لإيران قامت بتحميل 80 ألف طن (586400 برميل) من الخام السوري هذا الأسبوع.
موسكو تحذر من فرض عقوبات على سوريا وتدعو للحوار.. والصين: حل الأزمة تحت الرعاية العربية
مجموعة الدول الصاعدة تحذر من التدخل الأجنبي خارج إطار الأمم المتحدة
جريدة الشرق الاوسط
حذرت روسيا أمس، من فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، ودعت في المقابل إلى الحوار بين النظام السوري والمعارضة. كما حذرت في بيان منفصل مع حلفائها في مجموعة الدول الصاعدة التي تضم إلى جانبها الصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، من التدخل الأجنبي من دون دعم من الأمم المتحدة. وقالت موسكو إنها تريد المزيد من المعلومات عن اقتراح فرنسي بإقامة ممرات إنسانية آمنة في البلاد قبل أن تقرر موقفها من هذا الاقتراح.
وقال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الخارجية الروسية في مؤتمر صحافي أسبوعي «في المرحلة الراهنة هناك حاجة لا للقرارات أو العقوبات أو الضغوط، بل للحوار السوري الداخلي».
وكرر لوكاشيفيتش هذه المواقف، وقال إن روسيا أيدت دعوة الجامعة العربية لوقف العنف، لكنه قال إن اللائمة تقع أيضا على جماعات «معارضة متشددة» مدعومة من الخارج. وقال المتحدث «نعتقد أن المهام الأكثر أهمية الآن هي وقف العنف من دون شروط أيا كان مصدره وتكثيف الحوار الداخلي حول قضايا الإصلاحات الديمقراطية في البلاد».
وأضاف أن التدخل العسكري الخارجي «غير مقبول على الإطلاق»، وأن «قضايا حقوق الإنسان يجب ألا تستخدم بأي حال كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول وفي هذه الحالة.. سوريا». لكن المتحدث لم يغلق الباب تماما في وجه المقترح الفرنسي بإقامة ممرات إنسانية آمنة لتخفيف المعاناة. وقال إن موسكو بحاجة لمزيد من المعلومات حول الاقتراح. وأضاف: «أعتقد أننا سنعود إلى هذه المسألة حين يكون هناك وضوح أكبر عما هو محل نقاش تحديدا».
من جهتها، جددت الصين دعوتها أمس إلى «وقف فوري لأعمال العنف في سوريا وحل الأزمة» برعاية الجامعة العربية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين، إنه يتعين حل الأزمة السورية تحت رعاية الجامعة العربية باعتبار أن ذلك يتماشى مع المصالح العامة لدمشق والدول العربية والمجتمع الدولي ككل. وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن بكين «تتابع عن كثب الوضع الحالي في سوريا وتدعوها إلى بدء عملية سياسية متوازنة لتخفيف حدة الوضع».
وبعد اجتماعهم في موسكو أمس حذر دبلوماسيون في روسيا والصين والدول الثلاث الأخرى في مجموعة «بريكس» للاقتصادات الناشئة وهي البرازيل والهند وجنوب أفريقيا من التدخل الأجنبي في سوريا من دون موافقة الأمم المتحدة.
وقالت مجموعة «بريكس» في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الروسية «يجب استبعاد أي تدخل خارجي في شؤون سوريا لا يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة».
وذكرت في إشارة للوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنها «تولي أهمية كبيرة لدور مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية عن دعم السلام والاستقرار في العالم».
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، إن الترتيبات الإنسانية بالنسبة لسوريا لا تصل إلى حد التدخل العسكري، لكن القوافل قد تحتاج إلى حماية مسلحة إذا أقيمت الممرات من دون موافقة الحكومة السورية.
وأضاف هذا الأسبوع، أنه يمكن للمجتمع الدولي والجامعة العربية والأمم المتحدة إقناع سوريا بالسماح بإقامة الممرات، لكنه قال إن فرنسا ستبحث حلولا أخرى إذا لم يحدث هذا. وإذا رفضت سوريا إقامة «الممرات الإنسانية» الآمنة فإن إجبارها على قبولها يتطلب قرارا من الأمم المتحدة.
وانضمت روسيا إلى الصين الشهر الماضي في استخدام حق النقض لمنع صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وضع الغرب مسودته ويدين الحكومة السورية بسبب أعمال العنف التي قالت الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل 3500 شخص. وحثت موسكو الحكومة السورية على تنفيذ إصلاحات، لكنها رفضت ضغطا من جماعات معارضة سورية للانضمام إلى دعوات دولية لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد واتهمت دولا غربية بمحاولة إعداد المسرح للتدخل العسكري.
قرار «الممرات الإنسانية» يحتاج قانونيا إلى الموافقة السورية
خبير استراتيجي لـ «الشرق الأوسط» : يجب أن تشمل الحظر الجوي والمروري لتصبح آمنة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
جاء إعلان فرنسا على لسان وزير خارجيتها ألان جوبيه عزمها على التحرّك من أجل إنقاذ المدنيين وتعزيز إجراءات حمايتهم من خلال إيجاد «ممرات آمنة» لمساعدة المدنيين، ليطرح السؤال حول الفرق بين هذا الحلّ وما سبق للمعارضة السورية أن طالبت به بفرض «منطقة عازلة» أو «منطقة حظر جوي»، وإلى أي حدّ يمكن تطبيق أي منهما وما هي الإجراءات القانونية التي سيسلكها؟
لكن يبدو أنّ اتخاذ قرار بشأن أي من الاقتراحين سيصطدم بقبول الدولة المعنية أي سوريا، بحسب الدكتور المتخصّص في القانون الدولي شفيق المصري. ويعرّف المصري «الممرات الآمنة» أو ما يصطلح على تسميته قانونيا بـ«الأماكن الآمنة» أنها «المنطقة التي يمكن أن تسهّل مرور المساعدات الإنسانية، لكن هذا الأمر منوط بقبول الدولة المعنية». أما في حال رفضها، يقول المصري لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن حينها أن يتّجه مجلس الأمن نحو التصعيد ويتّخذ قرارا بشأن «الطريق الآمن» تحت الفصل السابع، بحيث يصبح «إجراء إجباريا». مع العلم أنّ قرارا كهذا يحتاج بدوره إلى التصويت وموافقة مجلس الأمن بعيدا عن احتمالات «الفيتو» التي من المرجح أن تلجأ إليها كلّ من الصين وروسيا. ويذكر المصري سابقة في هذا الإطار. ويقول: «كان مجلس الأمن قد سبق له أن اتخذ قرارا كهذا في يوغوسلافيا السابقة عندما أعلن ست مدن بوسنية على أنها (آمنة) لتجنيبها القصف الجوي الصربي. وقد تمّت حينها العملية بتكليف الحلف الأطلسي بفرض الحظر الجوي فوق هذه المدن لحماية المدنيين».
وعن الطريق الذي يمكن اعتماده كـ«ممرّات آمنة»، يرى المصري أنّها قد تكون تلك المحاذية للحدود التركية السورية، أو أي حدود أخرى في العراق أو لبنان أو الأردن، ولكنه يؤكّد أنّه وبغض النظر عن المنطقة التي يمكن تحديدها يبقى الأمر مرتبطا أوّلا وأخيرا بموافقة سوريا. وفي ما يتعلّق بالحدود السورية اللبنانية، يعتبر أنّ الأمر صعب ولن تقبل به الحكومة اللبنانية التي تعالج الموضوع من الناحية السياسية وتتّبع سياسة «النأي بالنفس» في الأزمة السورية.
وفي ما يتعلّق بـ«المنطقة العازلة» يقول المصري: «هي تلك التي تتّفق الدولتان على إقرارها على أنها منزوعة السلاح تحت القرار 242 الصادر عام 1967، وهو ينصّ على وجود مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود بين البلدين، لمنع احتمال التصادم بين الاثنين ولحماية المدنيين». يلفت إلى أنّ هذا القرار قد يساعد على زيادة أعداد المنشقين الذين قد يجدون في هذه المنطقة ملاذا آمنا بعيدا عن ملاحقة جيش النظام.
وفي السياق نفسه، يعتبر الخبير الاستراتيجي إلياس حنا أنّ طرح فرنسا «كلام سياسي لا يمكن تطبيقه في ظلّ استحالة تخلّي سوريا عن سيادتها». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «اقتراح وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه واستخدامه عبارة (ممرات آمنة)، هو مصطلح خاطئ، لأنّ طرحا كهذا يجب أن يشمل في الوقت عينه ما يعرف بـ(الملاذ الآمن) الذي يشمل (الحظر الجوّي) لمنع قصفها و(الحظر المروري) من قبل أي جهة أخرى كي تكون المنطقة آمنة للمدنيين الهاربين». ويلفت إلى أنّ تطبيق مجلس الأمن لقرار كهذا بالقوّة، في إحدى المناطق أو الدول التي تقع على حدودها، يحتاج إلى الشرعية التي قد تكون متمثّلة بوجود وضع كارثي أو حربي في سوريا، أو إذا كان هناك أي وضع يهدّد الأمن القومي للبلد المجاور، وهو أمر لا ينطبق على سوريا في الوقت الحالي.
«العمال الكردستاني» ينفي إقامة معسكر على الحدود السورية التركية
قال إن المركز هو لتعليم اللغة الكردية وليس تابعا له
جريدة الشرق الاوسط
أربيل: شيرزاد شيخاني
نفى مصدر في المكتب الإعلامي لحزب العمال الكردستاني الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام التركية حول إقامة «مخيم سري» تابع للحزب قرب قرية رسوليان السورية الحدودية المحاذية لولاية أورفا التركية، مؤكدا أن «ما تزعمه الاستخبارات التركية لا يعدو سوى مركز لتعليم اللغة الكردية، وهو غير تابع لحزبنا».
وكانت مصادر في جهاز الاستخبارات التركية قد أكدت أن حزب العمال الكردستاني أقام مخيما «سريا» قرب قرية رسوليان. وقال موقع «سي إن إن تورك» في نبأ له تحت عنوان «حدث ما كنا نخشاه»، أن المخيم أنشئ قرب قرية رسوليان السورية التي تقع قبالة بلدة جيلان بينار بولاية أورفا الكردية. وأضاف الموقع أن المخيم يحوي نحو 150 شخصا من أعضاء العمال الكردستاني، وأشار استنادا إلى معلومات استخبارية «مسربة»، إلى أنه أطلق على المخيم اسم «رستم جودي» وهو الاسم الكردي لأحد قيادي «العمال الكردستاني»، اسمه الحقيقي «رستم بايرام» لقي مصرعه الشهر الماضي جراء هجوم جوي للطيران التركي على أحد معاقل العمال الكردستاني.
وأكدت تلك المصادر أن مخيم «رستم بايرام» أقيم بتعليمات صدرت من قبل «حسين فهمان وهو القيادي الذي يرأس عناصر العمال الكردستاني المتحدرين من أصول سورية».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، قال كاروان آزادي، المتحدث الرسمي باسم قيادة القوات الشعبية – الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، إن «تركيا دأبت منذ مواجهتها لحزب العمال الكردستاني على فبركة الأكاذيب، وإلصاق التهم الباطلة بحزبنا بقصد تشويه سمعته واتهامه بالإرهاب، وآخر تلك الأكاذيب هو ما أوردته وسائل الإعلام التركية بشأن مزاعم بوجود معسكر لتجمع مقاتلي حزبنا قرب حدودها المشتركة مع سوريا». وأضاف: «نؤكد بأن المخيم المزعوم هو بالأساس مركز ثقافي هدفه تعليم اللغة الكردية، وهو ليس تابعا لحزبنا ولا علاقة لنا به، بل هو ضمن نشاطات منظمات المجتمع المدني الكردي داخل سوريا». وأضاف «إن تركيا التي صعدت مؤخرا من حملاتها البوليسية ضد نشطاء ومناصري حزبنا في الداخل، واعتقلت المئات من نخبة المجتمع الكردي بتركيا من المحامين والسياسيين ونشطاء المجتمع المدني، تحاول من خلال تسويق هذه الاتهامات وصمنا بالإرهاب، وإن حزب العدالة والتنمية التي يقودها رئيس الوزراء رجب أردوغان سعى ويسعى دائما إلى محاربة أي نشاط كردي في أي بقعة بالعالم، فهذا الحزب ورئيسه لا يستطيع هضم أو تقبل التقدم الذي طرأ على القضية الكردية على الصعيد الدولي، ولذلك يحاول من خلال إلصاق مثل هذه التهم الباطلة التأثير على المجتمع الدولي وتصويرنا كحركة إرهابية، في حين أننا نناضل من أجل قضية قومية مشروعة».
بارجة نووية أميركية في طريقها إلى الساحل السوري وواشنطن وأنقرة والإمارت تطالب رعاياها بالمغادرة
العقوبات أمر واقع بعد تجاهل دمشق التوقيع على البروتوكول العربي
تجاهل الرئيس السوري بشار الأسد الموعد الممدد الذي حددته جامعة الدول العربية للتوقيع على البروتوكول الخاص بمعالجة الأزمة السورية، وأرسل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس، رسالة طرح فيها مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول بنود البروتوكول، ما يجعل فرض عقوبات اقتصادية على سوريا أمراً واقعاً ينظر فيه المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي الذي يعقد اجتماعاً في القاهرة اليوم تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية العرب غداً.
وفي تطور ذي دلالة بارزة على تسارع الأحداث المرتبطة بالأزمة السورية، أعلن أمس انطلاق البارجة النووية الأميركية “جورج بوش” تجاه الشواطئ السورية يرافقها عدد من سفن الدعم لإجراء مناورات تتعلق بالأمن، في تزامن مع مطالبة الولايات المتحدة وتركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة رعاياها بمغادرة سوريا ولا سيما أن “الوسائل التجارية المعتادة للسفر لا تزال متاحة” حسبما قال بيان أميركي .
وقبل يومين من اجتماع قمة بين الولايات المتحدة وأوروبا تحضر على طاولة النقاش فيه الأزمة في سوريا، قالت الأمم المتحدة أمس، إنها مستعدة لدعم بعثة سلام مقترحة للجامعة العربية لمراقبة الأوضاع في البلاد.
وفي ساعة متقدمة مساء أمس، صرح مصدر في الجامعة العربية في القاهرة “حتى الآن لم نتلق رداً من الحكومة السورية” بعد انقضاء المهلة التي حددتها الجامعة لدمشق للموافقة على قبول إرسال مراقبين عرب لحماية المدنيين.
ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء المالية العرب اليوم لبحث مسألة العقوبات التي ستُطرح غداً على وزراء الخارجية العرب، كذلك يُعقد اليوم اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لبحث التطورات.
واعتبر مصدر مسؤول في الجامعة العربية أمس، أن “سوريا تجاهلت دعوة مجلس الجامعة للتوقيع على البروتوكول كما هو”، مبيناً أن “الجامعة ستعرض الموضوع على اجتماع وزراء الخارجية العرب لاتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الموضوع”.
وتتضمن العقوبات الاقتصادية المحتملة وقف رحلات الطيران الى سوريا، ووقف التعامل مع المصرف المركزي السوري، ووقف التبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري، وتجميد الأرصدة المالية للحكومة ووقف التعاملات المالية معها.
وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول أمس، أن تركيا قد تحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً لمزيد من المحادثات حول سوريا.
وقال “ربما ينعقد اجتماع لوزاء خارجية الجامعة العربية الأحد بحسب التطورات. وسأحضره ايضاً”، داعياً دمشق خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة الى الموافقة على بعثة مراقبين حتى يتسنى وقف نزيف الدم في البلد الجار والحليف السابق اقتصادياً وسياسياً لتركيا.
وأمس كذلك قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية مستعدة لدعم بعثة سلام مقترحة للجامعة العربية لمراقبة الأوضاع في سوريا حيث أدت حملة مستمرة منذ ثمانية أشهر لقمع الاحتجاجات إلى سقوط آلاف القتلى.
وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون رحب بما وصفه “اقتراح (الجامعة) إرسال بعثة مراقبة لحماية المدنيين في سوريا”، وحث دمشق على إبداء “موافقتها وتعاونها الكامل”. وقال “بناء على طلب الجامعة العربية. يبدي الأمين العام استعداده لتقديم الدعم المطلوب”.
وأضاف نيسيركي أن بان “ما زال يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد الأزمة وزيادة أعداد القتلى في سوريا”، حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 3500 شخص قتلوا، مبدياً اعتقاده بضرورة “تشجيع ودعم” جهود الجامعة العربية.
وقالت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب أمس، إنها تلقت تقارير عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك اعتقال الأطفال وتشويههم. وقال رئيس اللجنة كلاوديو غروسمان في بيان “تابعت اللجنة تقارير عديدة تدعمها أدلة ومتسقة تشير الى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان” في سوريا.
وصرح رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي إن زعماء الاتحاد سيناقشون خلال القمة الأورو أميركية المقررة بعد غد في واشنطن بمشاركة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الوضع فى الشرق الأوسط بما فى ذلك الربيع العربي وإيران وسوريا وعملية السلام.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس، على ضرورة “متابعة الحوار” مع المعارضة السورية من أجل تأمين عملية انتقال ديموقراطي، كما قالت رئاسة الوزراء البريطانية.
وجاء في بيان أصدره مكتب كاميرون أن المسؤولين اللذين التقيا في لندن اعتبرا أن “القمع الوحشي الذي يمارسه نظام الأسد خطر ويشكل مصدر قلق يزداد حدة”. وشددا على “أهمية موافقة النظام السوري على مبادرة الجامعة العربية لوقف العنف واتفقا على ضرورة متابعة الحوار مع حركات المعارضة السورية لدعم العملية الانتقالية من أجل اقامة ديموقراطية مستقرة تضم جميع الأطراف”.
واعتبر المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هنري غينو أمس، أن فرنسا تهدف من وراء طرح فكرة إقامة ممرات إنسانية في سوريا الى “القيام بكل ما هو ممكن لانقاذ أرواح”. وقال في تصريح لتلفزيون فرانس-24 “لا بد من القيام بكل ما هو ممكن لانقاذ أرواح ولا أعتقد أن ذلك يندرج في إطار إرضاء الضمير”.
وأضاف “نحن نقوم بما لا يؤدي الى تداعيات يمكن أن تكون أسوأ من الشر الذي نسعى الى مواجهته”.
وجاء كلام غينو رداً على سؤال حول صوابية فكرة إقامة ممرات إنسانية دعا اليها الأربعاء وزير الخارجية آلان جوبيه، والذي قال بأنه سيطرح الفكرة على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية.
ولكن وزارة الخارجية الروسية أعلنت قبل ساعات من انتهاء المهلة الجديدة التي حددتها الجامعة العربية لسوريا أمس، أن موسكو تعارض الضغط على دمشق أو فرض عقوبات على حليفتها التقليدية وتطالب بالعودة الى الحوار السياسي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إنه “في هذه المرحلة ما نحتاجه ليس قرارات أو عقوبات أو ضغوطاً، بل حواراً بين السوريين”. وأضاف أن “روسيا ترفض رفضاً باتاً أي تدخل عسكري في سوريا”.
وفي سوريا، قالت قيادة الجيش السوري في بيان نادر نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، إن “مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية”.
وتبنى الجيش السوري الحر الذي يؤكد أنه يضم آلاف الجنود المنشقين الهجوم في بيان نشر على الانترنت.
وذكر التلفزيون السوري في نشرته مساء أمس، أن الجهات المختصة في ريف حمص نفذت “عملية نوعية في الرستن أسفرت عن مقتل 16 إرهابياً”، حسبما قال.
وتظاهر عشرات السوريين مساء أمس أمام سفارة بلادهم بالقاهرة احتجاجاً على اختطاف زوجة المعارض السوري الناشط السياسي المقيم في القاهرة ثائر الناشف.
وردد المتظاهرون الهتافات المناهضة للنظام السوري متهمين سفير سوريا بالقاهرة يوسف أحمد بالتورط في عملية خطف منى عبدالوهاب المصرية الجنسية زوجة الناشف الذي ناشد وزارة الداخلية المصرية والجهات الأمنية سرعة التوصل الى الجناة متهماً شبيحة النظام السوري الذين أرسلوا الى مختلف العواصم العربية لتعقب
المعارضين لنظام الأسد بالضلوع في الحادث، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (اش ا) أمس.
ميدانياً، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 33 قتيلاً أمس برصاص الجيش السوري، وخرجت عدة تظاهرات احتجاجية تلبية لدعوة أطلقها ناشطون سوريون في ما أطلقوا عليه “جمعة الجيش الحر يحميني” دعماً منهم للجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري وانضموا الى “الجيش السوري الحر” الذي تزايدت في الآونة الأخيرة هجماته على القوات الحكومية.
ففي شمال غرب البلاد، ذكر المرصد أن “تظاهرة حاشدة خرجت من مساجد عدة في مدينة معرة النعمان وفي بلدات سرمين وحزانو والتح وتفتناز تطالب بإسقاط النظام”، مشيراً الى “استمرار انقطاع الانترنت والاتصالات الخليوية عن معرة النعمان لليوم العاشر على التوالي”.
كما شهدت حمص (وسط) “انتشاراً أمنياً كثيفاً قبل صلاة الجمعة على الحواجز العسكرية في معظم شوارع المدينة كما شهدت بعض الأحياء تعزيزات عسكرية كبيرة”، بحسب المرصد الذي أضاف أن “التظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة من أحياء عدة شارك فيها الآلاف هاتفين للشهيد وإسقاط النظام كما أطلق الأمن الرصاص في أحياء عدة حيث أصيب ثلاثة أشخاص أحدهم في حالة خطرة في شارع القاهرة”. وأشار المرصد الى أن “قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في قرية الفرقلس (ريف حمص) أسفرت عن اعتقال 37 مواطناً”.
وفي ريف دمشق، أوردت لجان التنسيق المحلية “خروج تظاهرة حاشدة في كناكر وفي داريا تهتف للجيش الحر وبإسقاط النظام كما خرجت تظاهرة تهتف بإسقاط النظام”. وغرباً، “خرجت تظاهرة حاشدة من جامع الإيمان في جبلة فقامت قوات الأمن والشبيحة بملاحقة المتظاهرين” بحسب اللجان.
(أ ش أ، قنا، أ ف ب، رويترز، يو بي أي، الإنترنت)
عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني: على الأسد أن يوقع بروتوكول رحيله
رأى عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني أنّ النظام السوري في مأزق حقيقي، وهو يحاول أن يكسب المزيد من الوقت من خلال المعوّقات ومن خلال كلام قد يكون خارج عن الواقع ، كما انّه يراوغ.
وقال سرميني في حديث لإذاعة الشرق ان جامعة الدول العربية لمست ذلك بشكل واضح من خلال تجارب سابقة، مشيرا الى أنّ نظام الاسد سواء وقّع على مقررات الجامعة العربية أم لم يُوقّع فان هذا الامر لن يغير شيئا مما جاء من قرارات.
وأوضح أنّ البروتوكول يقضي بإرسال لجنة مراقبين وهذا بند من البنود الأساسية، لافتاً الى سقوط أكثر من 37 شهيداً اول من أمس، في حين أنّ النظام كان لا بدّ له من أن يوقف القتل ويسحب قواته ويطلق سراح المعتقلين الذين يصل عددهم خلال أيام الى أكثر من 200 أو 300 معتقل.
أضاف “هذه الأرقام الحقيقية التي تشهدها الساحة السورية تدلّ على أنّ الاختراق واضح، وهناك انتهاك واضح لحقوق الإنسان ولدينا جرائم وحشية مثبتة وهناك حالات تبيّن أنّ النظام كان يعمد الى حرق أعضاء الشهداء، كما كانت تُسلّم الجثث لأهالي معتقلين”، مطالباً الأمم المتحدة بأن تقف موقفاً تاريخياً مما يجري للشعب السوري، ومنوّها بموقف الجامعة العربية لجهة القرارات التي اتخذتها وتحديدا بالنسبة للعقوبات الإقتصادية لا سيما قطع التعامل مع المصرف المركزي السوري وقطع العلاقات مع الخطوط الجوية السورية وكذلك قطع التعامل في الجانب الإقتصادي لا سيما الطوارئ والدواء، واصفاَ موقف الجامعة بالمشرّف، وكاشفاَ أنّ ربيع الثورات العربية أعاد إحياء روح الجامعة التي كانت في العقود الماضية في حالة موت سريري.
واشار المعارض السوري الى أنّ الجامعة العربية في اجتماعها أول من امس دعت الامين العام للأمم المتحدة الى مساعدتها، مؤكداً أنّ “هذا لمسناه أيضاً من خلال زياراتنا ولقاءاتنا سواء مع وزير الخارجية البريطاني أو وزير خارجية الإتحاد الأوروبي أو وزير الخارجية الفرنسي أو وزير الخارجية الإسباني. وأكدوا لنا دعمهم للشعب السوري ولديهم إيمان حقيقي بأنّ النظام السوري سيسقط فلا يمكنه الإصلاح ولا بدّ من أن يرحل”. ولفت الى تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التي دعت الرئيس السوري الى التنحي، ومشيراً الى أنّه في أحد لقاءات المجلس الوطني السوري مع وزير خارجية ألمانيا تمّ تسليم ملف كامل لإنتهاكات حقوق الإنسان.
واكد المعارض السوري وجود اقتراحات عدة يتمّ تداولها بشأن حماية المدنيين منها اقتراح حظر تجول وإنشاء منطقة عازلة.
وحول القواسم المشتركة التي تجمع المعارضة، أشار سرميني الى لقاءات عقدت في الأيام الماضية مع مختلف مكوّنات المعارضة السورية وأنهم متفقون أكثر مما هم مختلفون، وأنّ أبرز ما يتمّ التداول بشأنه هو الرؤية السياسية الواضحة للمعارضة والتي ستكون مشتركة، لافتاً الى أنّ المجلس الوطني السوري وجّه دعوات رسمية لشخصيات وطنية عدة وبعض الكتل الوطنية في هيئة التنسيق وكذلك بعض المكوّنات من الأكراد للإنضمام الى المجلس الوطني السوري ومن أجل أن تكون الرؤية السياسية واضحة في المرحلة الإنتقالية وفي مرحلة سوريا المستقبل، مؤكدا ان باب المجلس الوطني مفتوح للمشاركة الواسعة ولاوسع الشرائح التمثيلية اذا رغبت ذلك انطلاقاً من اتفاق الجميع على الحد الادنى وهو اسقاط نظام الاسد.
وعما إذا كان هناك من نصف تسوية يتمّ التداول بها مع الاسد، قال سرميني “ليس هناك من يتعظ بما جرى، فهؤلاء حكّام وأنظمة لا تتّعظ ونحن لدينا مشاهد حقيقية من حولنا والعبرة لمن يعتبر”، لافتاً الى أنّ هؤلاء الحكام كانت لديهم فرصة منذ اللحظة الأولى للتنحي، ومضيفاً أنّ “هذا الجو الديكتاتوري عشناه طيلة سنوات ولكن مع ذلك لم يستجيبوا وهناك ما يزيد على 4000 شهيد والسجون مليئة بالمعتقلين الذين يتجاوز عددهم أكثر من 100 ألف معتقل ولا يزال النظام يقوم بأعمال القتل والقمع ولكننا ماضون الى النهاية في اسقاطه لأجل سوريا جديدة”.
ولدى سؤاله عما إذا كان الوضع يؤشر الى حرب أهلية كما يتكلم النظام، أشار سرميني الى أنّ النظام يحاول منذ اللحظة الأولى جرّ البلاد الى حرب أهلية، لافتاً الى وجود أزمة ثقة مع النظام الذي استخدم كل الأوراق لإخماد الثورة. وقال ان العمل يتكثف في المجلس الوطني الذي يضم كل الشرائح التعددية في المجتمع ولجان التنسيق تعمل على الارض لعدم السماح للنظام بالاستفادة من ورقة الحرب الاهلية والرهان على وعي الشعب السوري الذي يملأ الساحات والشوارع والذي يحكي بكل شيء، بالحرية والديموقراطية وسوريا الواحدة والحديثة، ولن ينجر الى حيث يريد النظام. وختم قائلا “قطعنا مسافات هائلة نحو الحرية والخروج من السجن الكبير الذي بناه النظام بالقهر والقمع والقتل والتهويل والتفرقة ولن تعود سوريا الى الوراء وما على الاسد الا ان يفعل ما فعله الرئيس اليمني علي عبدالله صالح: التوقيع على رحيله وكفى سوريا دما “.
مقتل خمسة مدنيين بينهم طفل برصاص الأمن في سوريا
ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” أنَّ خمسة مدنيين بينهم طفل قتلوا برصاص الأمن (اليوم) السبت في سوريا التي من المتوقع أن يصدر بحقها وزراء المالية العرب في القاهرة اليوم عقوبات إقتصادية.
المرصد، وفي بيان، أوضح أنه “إستشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل في العاشرة من عمره إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية في حيي الخالدية ووادي إيران”، في حمص (وسط). وأضاف: “إستشهد مواطن في حي باب السباع إثر إصابته برصاص قناصة من حاجز أمني قبل قليل”، مشيراً إلى أنَّ “ذوي مواطن تسلموا جثمان ولدهم في حي البياضة بعد شهر من إعتقاله كما سلم جثمان ناشط آخر إلى ذويه في حي باب السباع بعد أيام من أعتقاله”.
وذكر المرصد، في بيان ثانٍ، أنه في دير الزور (شرق)، “إستشهد مواطن في حي المطار بعد منتصف ليل الجمعة – السبت إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الأمن خلال حملة مداهمات واعتقالات”. وأفاد المرصد أنَّ “حي المطار القديم يشهد إنتشاراً أمنياً وعسكرياً منذ صباح السبت حيث تتمركز ناقلات الجند المدرعة وتنفذ القوات الأمنية حملة مداهمات واعتقالات منذ فجر اليوم اسفرت عن اعتقال 35 شخصاً على الاقل”.
هذا، وكان المرصد قد أوضح في بيان صباح اليوم السبت أنَّ “الإشتباكات التي دارت مساء الجمعة في دير الزور بين القوات الأمنية والعسكرية ومنشقين عنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة من عناصر الجيش والأمن وجرح العشرات وإصابة ثلاثة منشقين بجراح احدهم بحالة حرجة”.
وفي ريف حمص ، ذكر المرصد أنَّ “قوات أمنية وعسكرية نفذت حملة مداهمات وإعتقالات في قرية البويضة الشرقية التابعة لمدينة القصير ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجراح وإعتقال نحو 16 مواطنا”.
ونقل المرصد عن ناشط في ريف إدلب (شمال غرب)، أنَّ السلطات السورية سلمت “جثمان رقيب أول مجند في الجيش إلى ذويه في قرية كنصفرة بعد 4 أيام من إعتقاله بعد إنشقاقه”. وأضاف المرصد “إقتحمت قوات أمنية وعسكرية صباح السبت بلدة قلعة المضيق في سهل الغاب (ريف حماة) وقامت بحملة مداهمات في البلدة”.
يشار إلى أنّ هذه التطورات تأتي غداة مقتل 16 مدنيًا في حصيلة جديدة اوردها المرصد في بيان السبت بينهم اثنان في دير الزور (شرق) وستة في محافظة حمص (وسط) وفتى في ريف دمشق وستة مواطنين في ريف حماة (وسط) كما قتل رجل في ريف درعا (جنوب).
يشار إلى أنّه من المقرّر أن يعقد اجتماع لوزراء المالية العرب السبت في القاهرة لبحث مسألة العقوبات التي ستطرح الاحد على اجتماع مماثل لوزراء الخارجية العرب.
(أ.ف.ب.)
الأمم المتحدة لا ترى حاجة في الوقت الحاضر إلى إقامة ممرّات إنسانيّة في سوريا
أفادت رئيسة العمليات الانسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس أنَّ “هناك حالياً نحو مليون ونصف مليون سوري بحاجة لمساعدة غذائية لتأمين قوتهم اليومي”، في حين رأت أن لا حاجة في الوقت الحاضر لاقامة ممرات إنسانية حسب الاقتراح الذي تقدمت به فرنسا”.
أموس، وفي بيان، قالت: “مع تنامي الحاجة إلى مزيد من المواد الغذائية طلب الهلال الأحمر السوري دعماً إضافياً لإطعام نحو 1.5 مليون شخص”، موضحةً أنَّ “الهلال الأحمر السوري بمساعدة منظمات سورية أخرى كان قادراً حتى الآن على تأمين القسم الأكبر من المساعدات الغذائية في سوريا”.
وقالت أموس: “إنَّ نحو ثلاثة ملايين سوري من أصل مجمل السكان البالغ عددهم 20.5 مليونًا يتأثرون بالقمع الجاري ضد الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد منذ آذار الماضي”. وأضافت: “إنَّ الأمم المتحدة مع شركائها غير قادرة في الوقت الحاضر على تقدير الحاجات الفعلية للسكان”.
من جهةٍ ثانية رفضت مسؤولة العمليات الانسانية لدى الأمم المتحدة فكرة وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إقامة ممرات إنسانية في سوريا، أو فكرة إقامة مناطق انسانية فعلية. وقالت: “حتى الآن إنَّ الحاجات الانسانية المعروفة في سوريا لا تبرر اقامة آليات من هذا النوع، وقبل مناقشة هذه الخيارات من الضروري أن تكون لدينا فكرة واضحة عن الحاجات المحددة للسكان وفي أي مكان”.
(أ.ف.ب.)
خلال اجتماع بإسطنبول
ليبيا الجديدة تسلح “ثوار” سوريا
أجرت السلطات الليبية الجديدة محادثات سرية مع “المتمردين” السوريين الجمعة تحدث الجانبان خلالها عن أنجع الطرق لتأمين أسلحة وأموال للمساعدة في التمرد ضد نظام الرئيس بشار الأسد, وفق ما كشفته ديلي تلغراف البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن السوريين طلبوا في اللقاء الذي تم في إسطنبول بحضور مسؤولين أتراك دعما من الممثلين الليبيين، وأن أسلحة عرضت عليهم مع احتمال إرسال متطوعين لمساعدتهم.
ونقلت عن مصدر ليبي اشترط عدم كشف هويته قوله “إن شيئا يجري التخطيط له لإرسال أسلحة وربما حتى مقاتلين من ليبيا إلى سوريا” مضيفا أن تدخلا عسكريا يجري الإعداد له وأنه “في غضون أسابيع قليلة سوف يتكشف للعيان”.
وعلمت تلغراف أيضا أن مناقشات أولية بشأن إمدادات الأسلحة جرت بين الطرفين عندما زار أفراد من الوطني السوري ليبيا في وقت سابق هذا الشهر.
ووفق الناشط بحقوق الإنسان ذي العلاقة بالوطني السوري وسام طاريس, فإن الليبيين يقدمون المال والتدريب والأسلحة إلى ذلك المجلس. ويؤكد أن الانتقالي الليبي جاد في عرضه.
وتقول مصادر بمدينة مصراتة الليبية إن أسلحة ربما تم بالفعل إرسالها. ووفق أحد مهربي السلاح خلال الثورة الليبية, فإن بعض الأشخاص قد تم بالفعل توقيفهم بينما كانوا يبيعون أسلحة لمشترين سوريين.
ويتزامن الكشف عن هذه الأخبار مع هجوم نفذه “متمردون” سوريون على قاعدة جوية خارج مدينة حمص مما أدى لمقتل ستة طيارين، وفقا لبيان صادر عن الجيش السوري.
ويقول عضو المجلس العسكري بطرابلس حامد الماجري إن الليبيين يشعرون بتحالف وثيق مع السوريين خصوصا أن “بشار أرسل أسلحة للقذافي خلال الثورة الليبية، وثمة مئات الأشخاص الذين يريدون الذهاب للقتال في سوريا، أو المساعدة بوسائل أخرى وفق استطاعتهم”.
يُشار إلى أن ليبيا كانت أول دولة في العالم تعترف بالمعارضة السورية بوصفها السلطة الشرعية.
ديلي تلغراف
قتلى بسوريا والجيش يكثف انتشاره
لقي أكثر من سبعين شخصا مصرعهم في سوريا خلال اليومين الماضيين، في وقت كثف الجيش السوري من تحركاته في مناطق عدة، وفي الأثناء تحدثت السلطات الحكومية عن القضاء على “مجموعة إرهابية” ومصادرة كمية كبيرة من الأسلحة.
وقال ناشطون إن حصيلة الإحتجاجات خلال اليومين الماضيين وصلت إلى سبعين قتيلا في مختلف أنحاء سوريا، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ناشط سوري مقيم في لبنان قوله إن من بين قتلى أمس الجمعة عشرة أشخاص سقطوا في حمص (وسط) بينما قام “الشبيحة” الموالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بقتل ثمانية آخرين بالرصاص في حماة (وسط) ودرعا (جنوب).
وقال نشطاء لرويترز إن القوات السورية قتلت بالرصاص أربعة متظاهرين على الأقل في دمشق كانوا يطالبون بتدخل خارجي، وأكدوا أن اثنين آخرين من المدنيين قتلا بعد أن داهمت قوات الأمن منزليهما.
واعتقل أكثر من أربعين شخصا على يد القوات الحكومية أمس الجمعة في عدة مناطق وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا. وأضاف أن ما لا يقل عن 37 شخصا منهم اعتقلوا بأعمال القمع في حمص.
من جانب آخر قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت مناطق تلبيسة والرستن والقرى المحيطة شمال ريف حمص.
وبينما اقتحم الجيش عدة بلدات في ريف حماة، وسط وابل من الرصاص العشوائي، قالت الهيئة العامة إن قوات الأمن اعتقلت عشرات المواطنين بحي القدم بدمشق.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات بين عناصر الجيش ومنشقين بمدن سقبا ودوما والضمير بريف دمشق. وذكرت أن عدداً من العسكريين المنشقين توفوا بمدينة الرستن بحمص متأثرين بجراح أصيبوا بها الخميس.
وقال الجيش الحر -في بيان- إن كتيبة الفاروق التابعة له هاجمت أمس قوات الأمن في حي البياضة بحمص وقتلت اثنين من عناصرها, بينما هاجمت مجموعة أخرى حاجزين للأمن والجيش وقتلت عددا ممن كانوا فيهما واستولت على أسلحة منهما.
مظاهرات ليلية
وتحدى معارضو الرئيس الأسد مجددا الحملات العسكرية والأمنية, وتظاهروا مساء أمس في مدن وبلدات عدد من المحافظات بعد ما تظاهروا نهارا في إطار جمعة “الجيش الحر يحميني”.
وبث ناشطون صورا لمظاهرات خرجت مساء أمس في بعض أحياء حمص بينها دير بعلبة.
وخرجت بالوقت نفسه مظاهرات في حي الميدان بدمشق, وفي دير الزور التي ردد المشاركون فيها هتافات تأييد لحمص وحماة, وأيضا للجيش الحر.
وفي ريف دمشق, خرجت مظاهرات ليلية في مدن قارة ويبرود والزبداني طالبت برحيل النظام.
وحيا قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد في تسجيل بُث على الإنترنت المظاهرات الداعمة للمنشقين, ودعا العسكريين النظاميين إلى أن يقرروا بسرعة مع من سيصطفون, كما توعد باستهداف كل من يستهدف المتظاهرين المسالمين.
حصيلة رسمية
بالمقابل قال التلفزيون السوري إن الجهات المختصة في ريف حمص نفذت “عملية نوعية في الرستن أسفرت عن مقتل 16 إرهابيا وإلقاء القبض على العشرات من المسلحين المطلوبين وضبط كميات كبيرة من الأسلحة وأجهزة الاتصال الحديثة”.
وأكدت قيادة الجيش في بيان أمس تورط “جهات أجنبية” في دعم العمليات “الارهابية” إثر إغتيال طيارين عسكريين الخميس، معتبرة ذلك “تصعيدا إرهابيا خطيرا” يستهدف قواتها.
يُذكر أن أكثر من 3500 شخص قتلوا منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة منتصف مارس/ آذار الماضي وفق تقديرات أممية. وتقول دمشق إن أكثر من 1100 فرد من قوات الأمن لقوا مصرعهم خلال هذه الأحداث.
دعم بريطاني قطري للحوار مع المعارضة
صمت سوري ودعم أممي للجامعة
حافظت سوريا على صمتها الجمعة بشأن مهلة جامعة الدول العربية للسماح بدخول مراقبين عرب لحماية المدنيين السوريين والتي تم تمديدها لمنح دمشق المزيد من الوقت، في حين أعلنت الأمم المتحدة استعدادها لدعم الجامعة في الخطوات التي تعتزم القيام بها بشأن الملف السوري.
ونقل تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله اللبناني عن مصادر سورية لم يسمها قولها إن “البيانات بخصوص مد المهلة الممنوحة لسوريا للتوقيع على اتفاق بشأن مراقبين لا تعني دمشق”.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدر عربي قوله إن الجامعة العربية ستمهل سوريا حتى نهاية يوم الجمعة لتحدد موقفها من بروتوكول يسمح بنشر مراقبين على أرضها.
وقد حل ظهر الجمعة آخر مهلة أعطتها الجامعة العربية لسوريا من دون رد. ولوحت الجامعة باللجوء إلى الأمم المتحدة لدعم جهودها وبعقوبات اقتصادية أيضا في حال عدم توقيع دمشق على الوثيقة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن دبلوماسي عربي في بيروت قوله إن المناقشات بين الدول العربية أدت بالجامعة إلى منح “سوريا مزيدا من الوقت حتى مساء الجمعة لمراجعة مطالب الجامعة” بإرسال 500 مراقب إلى سوريا بهدف وقف أعمال العنف.
وكشف الدبلوماسي أن “سوريا وافقت على السماح بدخول 40 مراقبا عربيا فقط إلى البلاد”، مضيفا أن هناك خلافات كبرى داخل الجامعة العربية بشأن الموقف داخل سوريا.
دعم أممي
في هذه الأثناء أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة استعداده لتقديم مساعدة إلى الجامعة العربية في الخطوات التي تعتزم القيام بها بشأن الملف السوري.
وقال مارتن نيسركي المتحدث باسم بان “إن الأمين العام قلق للغاية إزاء تفاقم الأزمة والتزايد المطرد لعدد القتلى في سوريا”، مضيفا أن بان “مستعد لتقديم الدعم اللازم بما يتوافق مع مسؤولياته وفي إطار التعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية”.
وأوضح أن بان يدعم “اقتراح الجامعة العربية إرسال مراقبين لحماية المدنيين في سوريا، ويحث السلطات السورية على الموافقة على هذه المهمة والتعاون معها بشكل كامل كما تطالب الجامعة العربية”.
وقال مسؤولون أمميون إن المنظمة الدولية قد تساهم بموظفين في مجال حقوق الإنسان للمساعدة في مهمة الجامعة العربية.
من جهتها هددت تركيا بدراسة إجراءات مشتركة مع الجامعة العربية “ما لم تظهر سوريا نوايا حسنة”، وتحدث وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو عن مشاورات في هذا الصدد مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والأمم المتحدة.
كما قال إنه قد يشارك في اجتماع جديد يعقده وزراء الخارجية العرب غدا الأحد لتقييم الموقف.
بريطانيا وقطر
من جهة ثانية شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الجمعة على ضرورة “متابعة الحوار” مع المعارضة السورية من أجل تأمين عملية انتقال ديمقراطي.
وجاء في بيان أصدره مكتب كاميرون أن المسؤولين اللذين التقيا في لندن، اعتبرا أن “القمع الوحشي الذي يمارسه نظام بشار الأسد خطر ويشكل مصدر قلق يزداد حدة”.
وشددا على “أهمية موافقة النظام السوري على مبادرة الجامعة العربية لوقف العنف، واتفقا على ضرورة متابعة الحوار مع حركات المعارضة السورية لدعم العملية الانتقالية من أجل إقامة ديمقراطية مستقرة تضم جميع الأطراف”.
مخاوف عراقية
على صعيد آخر أبدى الرئيس العراقي جلال الطالباني الجمعة تخوفه من احتمال أن تؤدي الانتفاضة الشعبية في سوريا إلى وصول “قوى متطرفة” إلى سدة الحكم فيها، وقال إن مثل هذا التطور سيؤدي إلى إفراغ الربيع العربي من محتواه الحقيقي، معارضا فكرة التدخل العسكري الأجنبي في سوريا وقال إنه “شيء مخيف”.
وأضاف الطالباني في مقابلة تلفزيونية مع قناة العراقية الرسمية بثت في وقت متأخر مساء الجمعة “لا أخفي أننا قلقون من البديل في سوريا.. نحن خائفون من الطرف المتطرف إذا حل محل الوضع القديم (الحالي).. نخاف إذا جاءت قوى متطرفة تعادي الديمقراطية وتعادي العراق الديمقراطي وتعادي المغزى الحقيقي للربيع العربي”.
وجاءت تصريحات الطالباني بعد أيام من تحفظ الحكومة العراقية على قرار جامعة الدول العربية تعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة.
11 قتيلا واستمرار المداهمات بسوريا
قتل 11 بينهم ثلاثة أطفال اليوم برصاص قوات الأمن السورية التي تواصل حملات الدهم في مناطق متفرقة من البلاد.
وأوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا والهيئة العامة للثورة السورية أن معظم قتلى اليوم سقطوا في حمص، حيث قتل فيها ثمانية بينهم طفلان، كما سقط قتيل في كل من دير الزور وريف دمشق وإدلب.
وذكرت الهيئة أن الطائرات العمودية حلقت فوق دوما بريف دمشق التي شهدت أيضا انتشارا أمنيا مكثفا تركز في محيط ساحة الشهداء ودوار البلدية.
وفي محافظة حماة اقتحمت قوة أمنية وعسكرية مشتركة صباح اليوم بلدة قلعة المضيق في سهل الغاب، وبدأت حملة دهم واعتقال في البلدة. كذلك الحال في بانياس، إذ شنت قوات الأمن السورية حملة اعتقالات في قرية البساتين طالت عددا من أبنائها.
أما حمص فشهدت هي الأخرى إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة في حي القصور بجانب سوق الهال، وذكرت الهيئة أن الطفل ساري ساعود (مسيحي) قتل برصاص قوات الأمن في حي البياضة “الذي يتمتع بتنوع ديني في محاولة للنظام لإشعال نزاع طائفي”.
وفي البويضة بحمص قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 20 عسكريا انشقوا ويخوضون الآن اشتباكا مع الجيش السوري، كما أصيب خمسة جراء إطلاق النار العشوائي واستهداف منازل المدنيين بالرصاص الحي وبرشاشات المدرعات بالإضافة لحملة اعتقالات واسعة في القرية طالت العديد من الرجال والشباب من مختلف الأعمار.
وفي جبل الزاوية بإدلب قتل الرقيب أحمد نجيب قراط من مرتبات القوى الجوية إثر محاولته الانشقاق.
وفي بانياس شنت قوات الأمن حملات دهم واعتقال عشوائية طالت العديد من الأشخاص عرف منهم حتى اللحظة كلا من أحمد كرز ومعاذ شيخه وخالد شيخه. كما تعرضت قرية البساتين لحملات دهم واعتقال مماثلة.
وفي بلدة الحارة بدرعا استمر انقطاع شبكة الاتصالات وخدمة الإنترنت عن المدينة منذ أمس الجمعة، وفي بلدة شام انطلقت مظاهرة في حرم الجامعة العربية الدولية لنصرة حمص، وردد المشاركون فيها هتاف “يا حمص حوران معاكِ للموت”.
قتلى الجيش
من جهته قال الجيش السوري في بيان له إن عشرة من أفراده بينهم ستة طيارين قتلوا في هجوم على قاعدة للقوات الجوية، معتبرة أن الحادث “يبرهن على تورط جهات أجنبية” في الثورة المستمرة منذ ثمانية أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وأكدت قيادة الجيش السوري في بيان نادر نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن “مجموعة إرهابية مسلحة قامت الخميس الماضي بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة ضباط صف من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية”.
وتبنى الجيش السوري الحر الذي يؤكد أنه يضم آلاف الجنود المنشقين الهجوم في بيان نشر على الإنترنت.
لجوء
وفي عمان قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في تصريحات صحفية نشرت اليوم إن نحو 100 مجند عسكري سوري لجؤوا إلى الأردن “بشكل فردي” في الفترة الماضية.
ونقلت صحيفة الرأي اليومية الحكومية عن جودة قوله إن “عدد هؤلاء المجندين السوريين اللاجئين الموجودين حاليا في الأردن بحدود مائة شخص”، وأضاف “أنهم لجؤوا إلى الأردن بشكل فردي”، نافيا وجود مجموعات أو وحدات عسكرية سورية منشقة في الأراضي الأردنية.
من جهته أكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي أن “السلطات الأمنية تمكنت في الفترة الماضية من إلقاء القبض على 550 سوريا حاولوا الدخول إلى المملكة بشكل غير شرعي”.
وأضاف أن “نحو 300 شخص منهم كفلهم أقارب لهم في الأردن، وأن 25 شخصا منهم ذهبوا إلى دول أخرى، فيما طلب حوالي 130 منهم العودة إلى سوريا”، مشيرا إلى أن الباقين موجودون حاليا في مركز الإيواء المخصص للاجئين الموجود قرب الحدود الأردنية السورية”.
وأشار المجالي إلى “وجود بعض عمليات تهريب الأسلحة بين الأردن وسوريا بقصد التجارة”، حيث أكد أن “الأردن يسعى لوقفها”، مشددا على أن “الأردن لن يسمح بتهريب الأسلحة بين البلدين”.
لقاءات سرية في تركيا لترتيب إرسال أسلحة ومقاتلين ليبيين إلى سوريا
توقعات بتدخل عسكري ضد الأسد خلال أسابيع
دبي – رشيد بودراعي
كشفت معلومات سرية حصلت عليها صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية عن لقاءات جرت خلف الأضواء بين المعارضة السورية وقادة من المقاتلين الليبيين الذين أطاحوا بنظام معمر القذافي، بحثت مشاركة ليبيا في عمليات عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة في نسختها الالكترونية اليوم السبت إن اللقاءات دارت في مدينة اسطنبول التركية في الفترة الأخيرة بمشاركة مسؤولين رسميين من تركيا، طلب خلالها قادة المعارضة السورية “دعما” من ممثلي النظام الجديد في ليبا وتوفير أسلحة ومتطوعين للقيام بعمليات مسلحة ضد القوات الحكومية السورية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر ليبي شارك في الاجتماع قولة: “ثمة شيء يجري التخطيط له لإرسال أسلحة ومقاتلين من ليبيا”، مضيفا: “هناك عملية تدخل عسكري قادمة في الطريق، وسترون ذلك خلال أسابيع قليلة”.
وترافقت هذه المعلومات مع منع رئيس المجلس العسكري في العاصمة الليبية طرابلس عبد الحكيم بلحاج من زيارة تركيا قبل يومين لاستخدامه جواز سفر باسم مختلف بحسب ما ذكره رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل.
وعبد الجكيم بلحاج اعتقل عام 2004 في ماليزيا من قبل المخابرات المركزية الامريكية لمشاركته في عمليات مع المقاتلين العرب في افغانستان، وتم تسليمه إلى أجهزة أمن القذافي.
ووفقا لمعلومات قدمها الحقوقي السوري سليمان طاريس للصحيفة البريطانية ،فإن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة تم بحثه أثناء زيارة لأعضاء عن المجلس الوطني السوري للعاصمة الليبية طرابلس مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأضاف طاريس قائلا: “ان العرض اليبي جدي”، وأشار إلى أن تركيا لن تتأخر عن توفير الإمدادات اللازمة لعمل عسكري ضد نظام الأسد، حيث تأوي حتى الآن حوالي 7 آلاف ناشط، بينهم قائد تنظيم الجيش السوري الحر الذي ينشط في المنقطة العازلة على امتداد الحدود بين سوريا وتركيا.
وأوردت الصحيفة معلومات تتحدث عن أن مهربي الأسحلة في ليبيا أرسلوا إلى مقاتلين سوريين شحنات من مدينة مصراتة التي شهدت أعنف فواصل القتال ضد قوات القذافي خلال الحرب الأهلية، لكن مسؤولا كبيرا في الحكومة الليبية الجديدة قال: “هذا مانسمعه في الشارع، .ولا يوجد شئء من هذا على الإطلاق، لن نرسل مقاتلين خارج البلاد”.
سوريون اقتحموا بيت سفيرهم بالقاهرة ومصر “سترفض عودته” بعد أن غادر لدمشق
ثائر الناشف: 200 شبيح وصلوا إلى العاصمة المصرية
لندن – كمال قبيسي
قال المعارض السوري ثائر الناشف، المقيم في القاهرة، إنه تلقى معلومات من مصدر موثوق في الجامعة العربية بأن السلطات المصرية سترفض عودة السفير السوري لديها يوسف الأحمد، الذي غادر إلى دمشق بعد انتهاء المهلة التي أعطتها الجامعة العربية للسلطات السورية للسماح بدخول مراقبين، لتكون القاهرة بذلك أول عاصمة عربية تمارس العقوبات المرتقبة على دمشق.
وروى الناشف لـ”العربية.نت”، عبر الهاتف، صباح اليوم السبت، أن بين 40 إلى 50 سورياً اقتحموا ليلة أمس بيت السفير السوري في القاهرة، وسيطروا عليه، وأخذوا مفاتيح 5 سيارات كانت في مرآبه، ورفعوا علم الاستقلال على سطحه، احتجاجاً على خطف الشبيحة زوجة الناشف أمس الجمعة، ولم يغادروه إلا بعد وصول 200 إلى 300 عسكري مصري نقلتهم 5 حافلات.
الا أن ثائر أخبر “العربية.نت” فيما بعد بالعثور على زوجته مرمية في طريق عام عند منطقة المرج في عين شمس القريبة 15 كيلومتر شرق القاهرة بحسب ما أخبرته عائلتها.
وقال ثائر انه اتصل سريعا بزوجته على هاتفها النقال الذي كان معها الا انه كان مقفلا، مما حمله على التوجه الى بيت عائلتها لرؤيتها هناك، مصرا في الوقت نفسه على روايته السابقة بأن مجموعة من شبيحة النظام السوري الموجودين في القاهرة قاموا بخطفها.
وقال ثائر إن القاهرة، التي يقيم فيها منذ 4 سنوات، “مليئة بأكثر من 200 شبيح وصلوا إليها في السادس عشر من الشهر الجاري لكبح جماح المعارضين السوريين”، وهو منهم، وأنه علم بهذه المعلومة من مسؤولين مصريين.
معارض سوري يتهم سلطات بلاده بخطف زوجته المصرية في القاهرة
بعد أسبوع من تلقيه تهديدات من قبل مجهولين
بيروت – محمد زيد مستو
اتهم الصحفي السوري ثائر الناشف سلطات بلاده بخطف زوجته المصرية بعد ظهر أمس الجمعة من القاهرة، بعد أسبوع من تلقيه تهديدات عديدة من قبل مجهولين.
رسائل تهديد
وأكد الصحفي السوري ثائر الناشف، أنه فور انتهائه من تقديم برنامجه الأسبوعي يوم الجمعة ٢٥/١١ الساعة الثالثة والنصف ظهراً، الذي ينتقد فيه النظام السوري، وجد رسائل تفيد أن زوجته المواطنة المصرية منى عبدالوهاب محمد غريب، قد تم خطفها من قبل ما أطلق عليهم “شبيحة نظام الأسد” في القاهرة.
وقال الناشف في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، إن “الشبيحة” كانوا يترصدونها من حوالي أسبوع ويبعثون له رسائل تهديد.
وشدّد الناشف على أنه لا يزال يتلقى إلى حين حديثه مع “العربية.نت”، رسائل على جواله، تهدد بقتل زوجته المخطوفة، واغتصابها في حال نشر القصة، وعرضها على وسائل الإعلام.
وعبر الناشف عن خشيته على صحة زوجته التي أوضح أنها حامل في الشهر السادس، وأم لطفل رضيع عمره سنة ونصف السنة.
وفور اختفاء زوجته، قال الناشف إنه تلقى رسالتي تهديد على هاتفه المحمول، تعلمه أنهم قاموا باختطاف زوجته من منزله في شارع أحمد عرابي بالقاهرة، أثناء توجهها لإحضار طفلها من بيت عائلتها.
وبحسب الناشف، فقد أشارت الرسالة إلى أن سبب الخطف هو نشاطه ضد النظام السوري وتتضمن عبارة “لتتعلم تتطاول على أسيادك”.
وتوجه المعارض ثائر فوراً إلى قسم شرطة العجوزة وتقدم ببلاغ اختفاء زوجته، متهماً النظام السوري وعملاء السفارة السورية في القاهرة بتنفيذ عملية الخطف.
تحذيرات سابقة
من جهته، اتهم الصحفي السوري فرحان مطر المندوب السوري لدى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد، والسفارة السورية في القاهرة، بالمسؤولية المباشرة عن اختطاف زوجة المعارض السوري.
وطالب مطر الذي كان أعلن استقالته من التلفزيون الرسمي قبل أشهر، وانتقل إلى القاهرة على خلفية معارضته النظام السوري الحالي، وطريقة أداء التلفزيون الرسمي مع ما يجري في البلاد؛ السلطات المصرية، بإلقاء القبض على يوسف الأحمد والتحقيق معه فوراً.
إلى ذلك، عبرت بهية مارديني رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، عن صدمتها بعد سماع الخبر.
وكشفت مارديني عن تلقيها تحذيرات من مصادر صحفية سورية، بعد توجه عدد كبير من “الشبيحة” واتحاد طلبة سوريا التابع لحزب البعث الحاكم إلى القاهرة.
وأضافت مارديني، “قمت بنشر الخبر بين الأصدقاء، لكني في الواقع لم أكن أتوقع أن يقدموا على أي شيء أو يتجرأوا على اختراق سيادة دولة أخرى رغم الظروف الأمنية المعقدة هنا”.
لكنها حسب قولها: “فوجئت باتصالات من السوريين المتواجدين في القاهرة بأن السيدة منى غريب مصرية الجنسية وزوجة المعارض ثائر الناشف قد اختطفت”.
وحمّلت رئيسة اللجنة العربية النظام المسؤولية عما ما حدث، وطالبت بمثوله أمام المحاكم الدولية، مؤكدة سعيها مع محامين ومنظمات فرنسية لذلك.
واتهمت مادريني النظام السوري بتشجيع الشبيحة والمسؤولين على ارتكاب الجرائم، دون أن يُقدّم أي شخص للقضاء أو المحاسبة خلال الأشهر الثمانية الماضية، حسب قولها.
اختطاف في لبنان
وكان معارضون سوريون ذكروا في وقت سابق، أن أطرافاً لبنانية تتعاون مع النظام السوري لاختطاف ناشطين سوريين مناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد على الأراضي اللبنانية.
وكان النائب اللبناني سامي الجميل لفت إلى وجود معلومات وصفها بالخطرة جداً لدى قوى الأمن اللبناني بشأن تورط السفارة السورية في بيروت في خطف معارضين سوريين في لبنان.
33 قتيلاً في سوريا.. ودمشق تمتنع عن الرد على طلب “الجامعة” إرسال مراقبين
روسيا ترفض بشدة أي تدخل عسكري
دبي – العربية.نت
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن الأمن السوري قتل اليوم الجمعة 33 مدنيياً، فيما لم يرسل النظام رداً بخصوص استقبال مراقبين لحماية المدنيين ضمن المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية التي لوحت بفرض عقوبات عليها واللجوء إلى الأمم المتحدة “للمساعدة في تسوية الأزمة السورية”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “إن هناك 6 قتلى قد سقطوا، ثلاثة في محافظة حمص (وسط) وآخر في دير الزور (شرق) وشاب في ريف درعا (جنوب) وفتى في ريف دمشق”.
وبالتزامن مع ذلك صرح مصدر في الجامعة العربية في القاهرة لوكالة “فرانس برس”: “حتى الآن لم نتلق رداً من الحكومة السورية”، بعد انقضاء المهلة عند الساعة 11:00 تغ التي حددتها لدمشق للموافقة على قبول إرسال مراقبين عرب لحماية المدنيين.
وكانت الجامعة العربية قد هددت بفرض عقوبات شديدة على سوريا ما لم ترد، كما دعا وزراء الخارجية العرب الخميس الأمم المتحدة إلى مساندة جهود الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا.
وعلق الوزراء العرب في 16 تشرين الثاني/نوفمبر مشاركة سوريا في أعمال الجامعة احتجاجا على القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد المحتجين والذي أسفر عن مقتل أكثر من 3500 شخص منذ منتصف آذار/مارس وفق آخر تقرير للأمم المتحدة.
ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء المالية العرب السبت لبحث مسألة العقوبات التي ستطرح بعدها الأحد على وزراء الخارجية العرب.
اجتماع عربي بحضور تركي
من جهته، صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الجمعة أن وزراء الخارجية العرب قد يجتمعون الأحد لمزيد من المحادثات حول سوريا بحضور تركيا.
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره الإيطالي في إسطنبول: “ربما ينعقد اجتماع لوزاء خارجية الجامعة العربية الأحد بحسب التطورات. وسأحضره أيضا”.
كما دعا داود أوغلو دمشق خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في إسطنبول إلى الموافقة على بعثة المراقبين حتى يتسنى وقف نزيف الدم في البلد الجار والحليف السابق اقتصاديا وسياسيا لتركيا.
وقال داود أوغلو: “إنها فرصة أخيرة، فرصة جديدة لسوريا”، مناشدا القيادة السورية اغتنام هذه الفرصة.
من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة أنه “مستعد” لتقديم مساعدة إلى الجامعة العربية في الخطوات التي تعتزم القيام بها بشأن الملف السوري، حسب ما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نيسركي.
وقال المتحدث الأممي إن الأمين العام “قلق جدا إزاء تفاقم الأزمة وإزاء التزايد المطرد لعدد القتلى في سوريا”، مضيفا أن بان كي مون “مستعد لتقديم الدعم اللازم بما يتوافق مع مسؤولياته وفي إطار التعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية”.
وقال أيضا إن بان كي مون يدعم “اقتراح الجامعة العربية بإرسال مراقبين لحماية المدنيين في سوريا ويحث السلطات السورية على الموافقة على هذه المهمة والتعاون معها بشكل كامل كما تطالب الجامعة العربية”.
كما شدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الجمعة على ضرورة “متابعة الحوار” مع المعارضة السورية من أجل تأمين عملية انتقال ديمقراطي، كما قالت رئاسة الوزراء البريطانية.
وجاء في بيان أصدره مكتب كاميرون أن المسؤولين اللذين التقيا في لندن، اعتبرا أن “القمع الوحشي الذي يمارسه نظام الأسد خطر ويشكل مصدر قلق يزداد حدة”.
وشددا على “أهمية موافقة النظام السوري على مبادرة الجامعة العربية لوقف العنف واتفقا على ضرورة متابعة الحوار مع حركات المعارضة السورية لدعم العملية الانتقالية من أجل إقامة ديمقراطية مستقرة تضم جميع الأطراف”.
روسيا ترفض التدخل العسكري
واعتبر هنري غينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة أن فرنسا لا تهدف من وراء طرح فكرة إقامة ممرات إنسانية في سوريا إلى إرضاء الضمير بل إلى “القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ الأرواح”.
وقال غينو في تصريح لتلفزيون فرانس-24: “لا بد من القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ الأرواح، ولا أعتقد أن ذلك يندرج في إطار إرضاء الضمير”.
وأضاف: “نحن نقوم بما لا يؤدي إلى تداعيات يمكن أن تكون أسوأ من الشر الذي نسعى إلى مواجهته”.
وجاء كلام غينو ردا على سؤال حول صوابية فكرة إقامة ممرات إنسانية دعا إليها الأربعاء وزير الخارجية آلان جوبيه، والذي قال بأنه سيطرح الفكرة على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية.
بالمقابل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة، قبل ساعات من انتهاء المهلة الجديدة التي حددتها الجامعة العربية لسوريا، أن موسكو تعارض الضغط على دمشق أو فرض عقوبات على حليفتها التقليدية وتطالب بالعودة إلى الحوار السياسي.
وقال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الخارجية الروسية في مؤتمر صحافي إنه “في هذه المرحلة ما نحتاجه ليس قرارات أو عقوبات أو ضغوطا، بل حوارا بين السوريين”.
وأضاف أن “روسيا ترفض رفضا باتا أي تدخل عسكري في سوريا”.
واستخدمت روسيا الشهر الماضي الفيتو لإجهاض قرار في مجلس الأمن الدولي هدد بفرض عقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت الجمعة إنها تخشى أن تستغل المخاوف إزاء الوضع الإنساني كذريعة لتدخل عسكري في نهاية المطاف.
وفي سوريا، أكدت قيادة الجيش السوري الجمعة في بيان تورط جهات أجنبية في دعم العمليات “الإرهابية” في سوريا إثر اغتيال طيارين عسكريين الخميس، معتبرة ذلك “تصعيدا إرهابيا خطيرا” يستهدف قواتها.
وأعلنت القيادة في بيان نادر نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية”.
ولفت البيان إلى أن “المستفيدين من هذا العمل الإرهابي هم أعداء الوطن والأمة وفي مقدمهم إسرائيل”.
وتبنى الجيش السوري الحر، الذي يؤكد أنه يضم آلاف الجنود المنشقين، الهجوم في بيان نشر على الإنترنت.
انتهاكات لحقوق الإنسان
من جهة ثانية، قالت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الجمعة إنها تلقت تقارير عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك اعتقال الأطفال وتشويههم.
وقال كلاوديو غروسمان رئيس اللجنة في بيان “تابعت اللجنة تقارير عديدة تدعمها أدلة ومتسقة تشير إلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في البلاد”.
وميدانيا، خرجت عدة تظاهرات احتجاجية تلبية لدعوة أطلقها ناشطون سوريون في ما أطلقوا عليه “جمعة الجيش الحر يحميني” دعما منهم للجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري وانضموا إلى “الجيش السوري الحر” الذي تزايدت في الآونة الأخيرة هجماته على القوات الحكومية.
ففي شمال غرب البلاد، ذكر المرصد أن “تظاهرة حاشدة خرجت من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان وفي بلدات سرمين وحزانو والتح وتفتناز تطالب بإسقاط النظام”، مشيرا إلى “استمرار انقطاع الإنترنت والاتصالات الخليوية عن معرة النعمان لليوم العاشر على التوالي”.
كما شهدت حمص (وسط) “انتشارا أمنيا كثيفا قبل صلاة الجمعة على الحواجز العسكرية في معظم شوارع المدينة كما شهدت بعض الأحياء تعزيزات عسكرية كبيرة”، بحسب المرصد.
وأضاف المرصد أن “التظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة من عدة أحياء شارك فيها الآلاف هاتفين للشهيد وإسقاط النظام، كما أطلق الأمن الرصاص في عدة أحياء حيث أصيب ثلاثة أشخاص أحدهم في حالة خطرة في شارع القاهرة”.
واشار المرصد إلى أن “قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في قرية الفرقلس (ريف حمص) أسفرت عن اعتقال 37 مواطنا”.
وفي ريف دمشق، أوردت لجان التنسيق المحلية “خروج تظاهرة حاشدة في كناكر وفي داريا تهتف للجيش الحر وبإسقاط النظام كما خرجت تظاهرة تهتف بإسقاط النظام”.
وغربا، “خرجت تظاهرة حاشدة من جامع الإيمان في جبلة فقامت قوات الأمن والشبيحة بملاحقة المتظاهرين”، بحسب اللجان.
من جهته، بث التلفزيون السوري لقطات لتظاهرات خرجت في عدد من المناطق السورية “تأييدا للرئيس السوري بشار الأسد وتعبيرا عن رفض الشعب لقرار جامعة الدول العربية تجاه سوريا وتمسكها باستقلالية القرار الوطني وحرصها على تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا”.
هيئة التنسيق لـ آكي: السلطة السورية ماهرة بإضاعة الفرص
روما (26 تشرين الثاني/ نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
على خلفية عدم توقيع الحكومة السورية على بروتوكول الجامعة العربية الداعي لإرسال بعثة مراقبة إلى سورية، رأى ناطق باسم قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية أن السلطات السورية “ماهرة ومغرمة” بإضاعة الفرص، وحذّر من أن تكون العقوبات الاقتصادية التي ستُفرض على سورية “شديدة جداً وجدّية جداً”، وجزم بأنها ستؤثر كثيراً على النظام السوري وعلى الشعب، ولم يستبعد أن يحال الملف السوري إلى مجلس الأمن والهيئات الدولية بعض رفض سورية التوقيع على هذا البروتوكول المتعلق بمراقبة تنفيذ بنود المبادرة العربية تجاه سورية
وقال ناطق باسم هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد أضاعت السلطة السورية فرصة جديدة، ويبدوا أنها ماهرة بإضاعة الفرص، لقد كانت هذه الفرصة مناسبة، لأن قرارات الجامعة العربية تشكّل أساساً صلباً لوضع الأزمة السورية على بداية طريق الحل، لكنها الآن برفضها القرارات العربية تشجّع كل من يود أن يحيل المسألة إلى مجلس الأمن والهيئات الدولية، فضلاً عن أن هذا الامتناع سيغري الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب ووزراء الاقتصاد العرب لاتخاذ عقوبات اقتصادية كبيرة جداً وهامة جداً ستؤثر سلباً على حياة الشعب السوري وعلى السلطة السورية على حد سواء” حسب رأيه
وتابع “إن العقوبات الاقتصادية التي سيتم فرضها على سورية معروفة وفق مشروع نُشر قبل أيام يؤكد على أنها تبدأ بوقف رحلات الطيران إلى سورية وتنهي بتجميد أموال الحكومة السورية وما بينهما، بما فيها من منع تحويل الأموال ووقف الاستيراد والتصدير وغيرها” وفق قوله
وأضاف الناطق باسم المعارضة السورية في الداخل “على أية حال لقد أدخلت السلطات السورية بموقفها هذا الأزمة السورية في مرحلة جديدة كلها مخاطر، ولا نعرف على ماذا يراهن النظام السوري، هل يراهن على الموقف الروسي، ولكن لا تأثير لروسيا داخل الجامعة العربية، والعقوبات التي ستُتخذ ستكون قوية جداً وشديدة جداً، وستؤثر على النظام والشعب، قبل أن يصل الملف السوري إلى مجلس الأمن” حسب تقديره
وتابع “عدم تجاوب سورية مع المبادرة العربية وما يتعلق بها سيشجع كل أعداء النظام ومنتقديه على اتخاذ مواقف سلبية وعقابية ضد سورية، ولا نعرف نهاية هذه المواقف وحجمها، كما لا نعرف كيف يتصرف ويفكّر هذا النظام، ولماذا هو مغرم بإضاعة الفرص” على حد تعبيره
وكانت الجامعة العربية قد أمهلت سورية حتى نهاية يوم الجمعة لتوقيع بروتوكول يقضي بإرسال بعثات من مدنيين وعسكريين لمراقبة تنفيذ سورية لكامل بنود المبادرة العربية بهدف حماية المدنيين، ولم ترد سورية خلال الوقت الممنوح لها، وارتأت الجامعة تمديد المهلة حتى نهاية اليوم قبل إعلان موقفها النهائي وإعلان رفض سورية بشكل نهائي
شبندليغر: التدخل العسكري في سورية أمر يصعب تصوره
فيينا (26 تشرين الثاني/ نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دعا وزير الخارجية ونائب المستشار النمساوي ميشائيل شبندليغر مجدداً اليوم السبت إلى تشديد العقوبات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد
وقال شبندليغر في مقابلة مع الاذاعة النمساوي “إن ما يقوم به الاسد حالياً مع مواطنيه لا يمكن القبول به” معرباً عن الثقة في أن يتم اقرار تشديد العقوبات في نطاق الامم المتحدة” حسب تعبيره
ورأى على وجه التحديد، أن “بالوسع تصور قرار بفرض حظر نفطي في مجلس الأمن” وهو ما كان قد تبناه الاتحاد الأوروبي في شهر آب/ أغسطس الماضي
واعتبر نائب المستشار النمساوي أنه “ينبغي توسيع قائمة العقوبات لتشمل أشخاصاً سوريين آخرين، من خلال فرض حظر السفر وتجميد الأصول على سبيل المثال” على حد قوله
وعبر وزير الخارجية النمساوي عن الأمل في أن يكون هناك “تعاون اكبر مع جامعة الدول العربية ” مشيراً إلى أن ذلك “مرغوب فيه” حسب تعبيره
ووصف شبندليغر التدخل العسكري في سورية بأنه أمر “يصعب تصوره” نظراً “لحجم وموقع سورية وعدم وجود حلفاء” فضلاً عن “الافتقار الى قرار من الامم المتحدة على عكس ليبيا” على حد قوله
صحيفة حكومية سورية: الجامعة العربية انزلقت إلى الدرك الأخير
روما (26 تشرين الثاني/ نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اتهمت صحيفة حكومية سورية “دول النفط العربية” بالسيطرة على الجامعة العربية، واتهمت الأخيرة بأنها “انزلقت إلى الدرك الأخير” وانجرّت “إلى حيث أراد لها المتربصون بالعمل العربي”، واعتبرت أن مسيرة الجامعة العربية قد انتهت بسبب “طارئين” على العمل العربي المشترك
ورأت صحيفة (الثورة) الحكومية السورية على أن تدويل الأزمة السورية “محاولة لم تخف على الإطلاق وجهها ولم تكن خارج الحسابات أبداً والأصابع التي حركتها وعملت عليها لم تكن غائبة”، ورأت أن ما يُطرح من سيناريوهات لحماية للمدنيين وإنشاء مناطق عازلة وإقامة ممرات إنسانية آمنة “كلها تعابير ومصطلحات بوجوه متعددة لهدف واحد هو التدخل المباشر (في سورية) حتى لو اقتضى في بعض مظاهره حرباً بالوكالة” حسب تعبيرها
وبعد أن وصفت الخطاب العربي بـ “المهزلة”، شددت على أن المستهدف هو “سورية وعيش السوريين والدور الوطني والقومي لسورية”، وشددت على أن “ما فشلوا فيه في الخفاء لن يحققوه في العلن وما عجزوا عنه في كواليسهم وغرفهم المغلقة لن ينالوه بالتحريض والتجييش والاستقواء بأدوات العدوان” على حد قولها
وفي افتتاحيتها اليوم (السبت) أشارت إلى أن الجامعة العربية “ذهبت إلى حيث أراد لها المتربصون بالعمل العربي، وانزلقت إلى الدرك الأخير”، وأضافت “نجح الطارئون في جرها وأتقنت عباءات النفط طوق الإحكام عليها من كل الجهات” حسب تعبيرها
وتابعت “طوال ستة وستين عاماً، والجامعة تحاول أن تكون إطاراً يخفي خلفه النزاعات والتجاذبات وترمي بهمومها ومتاعبها على سكة النظام العربي الرسمي تحملت خلالها عبء المناكفات التي لم تهدأ، وجاء الطارئون إليها ليرسموا خطاً مختلفاً ينهي المسيرة لتكون حبيسة الأدراج التي أطلقتها” على حد قولها
وشددت على أن سورية لن تتراجع أو تهادن سواء وقّعت أم لم توقع على بروتوكول المبادرة العربية، وأن لا مساس بالسيادة والقرار السوري
وزارء المالية العرب يبحثون العقوبات على سورية
يجتمع وزراء المالية العرب في القاهرة السبت لبحث مسألة العقوبات الاقتصادية على سورية التي سيقررها وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الاحد بعد انقضاء المهلة التي منحتها الجامعة العربية لسورية لتوقيع اتفاق ارسال المرقبين الى سورية.
وكانت الجامعة العربية قد هددت بفرض عقوبات شديدة على سورية ما لم توافق على قبول ارسال مراقبين عرب لحماية المدنيين.
وذكر مصدر في الجامعة أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي سينظر خلال اجتماعه في رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى الأمين العام للجامعة نبيل العربي.
وتشمل قائمة العقوبات المقترحة وقف رحلات الطيران إلى سورية، ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري، ووقف المبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري، وتجميد الارصدة المالية للحكومة ووقف التعاملات المالية مع الحكومة السورية.
وتمسكت الجامعة بصيغة البروتوكول الخاص بالمركز القانوني ومهام بعثة المراقبين التي اعتمدها المجلس الوزاري للجامعة في الرباط دون أي تعديل في نصه الأصلي.
وعارضت روسيا الجمعة فرض عقوبات على سورية وقالت ان الامر بحاجة للحوار وليس العقوبات.
واعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري السبت عن تحفظ بلاده على مسألة فرض العقوبات على سورية فيما اعرب الرئيس العراق جلال طالباني عن مخاوف العراق من امكانية وصول ما اسماه بقوى “متطرفة” الى سدة الحكم في سورية في حال الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وقال زيباري في مؤتمر صحافي عقده في النجف ان “العراق اعلن عن تحفظه على مشروع قرار الجامعة العربية الذي سيناقش اليوم لفرض عقوبات اقتصادية على سورية”.
واضاف “كما ان لبنان والاردن اعلنا تحفظهما ايضا لوجود علاقات اقتصادية كبيرة مع سورية التي يوجد فيها عدد كبير من العراقيين”.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة، قبل ساعات من انتهاء المهلة الجديدة التي حددتها الجامعة العربية لسورية، ان موسكو تعارض الضغط على سورية او فرض عقوبات وتطالب بالعودة الى الحوار السياسي.
اما تركيا، فقد اعتبر وزير خارجيتها احمد داود اوغلو ان المهلة التي حددتها الجامعة العربية لدمشق هي “فرصة اخيرة” للنظام السوري.
وقال داوود اوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة في اسطنبول: “انها فرصة اخيرة، فرصة جديدة لسورية”، مناشدا القيادة السورية اغتنام هذه الفرصة.
اشتباكات
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة مدنيين قتلوا السبت بنيران قوات الامن اغلبهم في مدينة حمص.
كما اشار المرصد الى قيام قوات الامن بحملة تفتيش ودهم واعتقال وسط اطلاق نار في ريف حمص وحماة وادلب.
واكد المرصد إن الاشتباكات التي دارت مساء الجمعة بين القوات الامنية والعسكرية النظامية السورية ومجموعات منشقة في دير الزور قد أسفرت عن مقتل ما لايقل عن عشرة من عناصر الجيش والامن النظامي وجرح العشرات واصابة ثلاثة منشقين بجراح احدهم بحالة حرجة.
وكانت لجان التنسيق المحلية في سورية والتي تنسق المظاهرات إن عدد القتلى برصاص قوات الأمن يوم الجمعة قد بلغ تسعة عشر شخصا أحد عشر منهم في حمص وثلاثة في دير الزور واثنان في ريف دمشق وواحد في كل من حماة ودرعا ودمشق.
وكانت عدة مناطق في سورية قد شهدت مظاهرات واسعة في جمعة جديدة أطلق عليها المعارضون اسم “الجيش الحر يحميني” دعما للجنود المنشقين عن الجيش النظامي. وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام ورحيل رئيسه، كما نددوا بمواقف الجامعة العربية والمهل العديدة التي تمنحها للنظام السوري.
مقتل 6 طيارين
في موازاة ذلك، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية إن مجموعة وصفتها بالارهابية استهدفت حافلة تقل مجموعة من الضباط والطيارين السوريين على طريق حمص تدمر ما أدى الى مقتل ستة طيارين وضابط وثلاثة مهندسين .
وتعهد متحدث باسم الجيش السوري بمواصلة القوات المسلحة تنفيذ مهامها والدفاع عن أمن الوطن والمواطنين حسب تعبيره.
وجاء في البيان الذي صدر اليوم الجمعة، أن الهجوم وقع يوم الخميس وانه يشكل مؤشراً على ارتفاع خطر في وتيرة الصراع.
وحذر البيان من أن سورية “سترد” على أي محاولة للتسبب في فوضى بالبلاد.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
الجامعة العربية تستعد لفرض عقوبات على سوريا
بيروت (رويترز) – يعد مسؤولون عرب خططا لفرض عقوبات على سوريا يوم السبت لعدم سماحها لمراقبين من الجامعة العربية بالاشراف على مبادرة تهدف لانهاء الحملة الدموية على المحتجين المعارضين للرئيس بشار الاسد.
وتجاهلت دمشق يوم الجمعة الموعد النهائي للتوقيع على اتفاق تخطط بموجبها الجامعة العربية لارسال مراقبين لسوريا التي تقول الامم المتحدة ان 3500 شخص قتلوا فيها منذ اندلاع الانتفاضة في مارس اذار.
ورغم تعهد سوريا في وقت سابق الشهر الحالي بسحب الجيش من المناطق المدنية والسماح لدخول مراقبين فقد تواصل العنف مما دفع الجامعة العربية لاتخاذ خطوات انتقامية وأثار انتقادات من جانب تركيا واقتراحات من جانب فرنسا لتدخل انساني.
وتقول دمشق ان قوى اقليمية ساهمت في تأجيج العنف الذي تلقي باللائمة فيه على جماعات مسلحة تستهدف المدنيين وقواتها الامنية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم السبت ان 30 شخصا على الاقل قتلوا يوم الجمعة بينهم 13 من قوات الامن التابعة للاسد حيث قتل غالبيتهم في اشتباك مع منشقين عن الجيش في محافظة دير الزور بشرق البلاد.
وقال نشطاء ان القوات السورية قتلت بالرصاص أربعة متظاهرين على الاقل في العاصمة دمشق كانوا يطالبون بتدخل خارجي لوقف الحملة على الاحتجاجات. وأضاف النشطاء ان اثنين اخرين من المدنيين قتلا بعد ان داهمت القوات منزليهما.
وقال وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الخميس انه اذا لم توافق سوريا على دخول المراقبين فانهم سوف يدرسون فرض عقوبات على سوريا بينها تعليق الرحلات الجوية لسوريا ووضع قيود على التجارة ووقف التعاملات مع البنك المركزي وتجميد حسابات مصرفية للحكومة السورية.
وقال الوزراء انهم قد يقررون ايضا وقف المعاملات التجارية مع الحكومة السورية “باستثناء السلع الاستراتيجية حتى لا يؤثر ذلك على الشعب السوري.”
ومن المقرر ان ينعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة العربية يوم السبت والذي يمكن ان يضم مسؤولين او وزراء لاعداد توصيات يتم رفعها لاجتماع وزراء الخارجية المقرر في اليوم التالي.
ويترنح الاقتصاد السوري بالفعل بعد اشهر من الاضطرابات ومما ساعد على تفاقم الامر عقوبات امريكية واوروبية على صادرات النفط والعديد من المشروعات الحكومية.
وفي تركيا المجاورة قال وزير الخارجية احمد داود أوغلو ان بلاده قد تتخذ خطوات مع الجامعة العربية اذا لم ترد سوريا بشكل ايجابي على خطة الجامعة بارسال مراقبين.
وجاء التصعيد عقب اقتراح فرنسي بتوفير “ممرات انسانية” يمكن من خلالها نقل اغذية وادوية لتخفيف معاناة المدنيين.
وقد تربط الخطة الفرنسية مراكز مدنية سورية بالحدود التركية واللبنانية وساحل البحر المتوسط او مطار وتوفير وصول الامدادات الانسانية او الادوية الى المحتاجين اليها.
واكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أن الاقتراح الفرنسي لا يصل الى حد التدخل العسكري لكنه سلم بأن القوافل الانسانية ستحتاج الى حماية مسلحة.
ويقول دبلوماسيون ان قوى اجنبية تسعى لاقناع دمشق بقبول مثل هذا البرنامج.
وقال مصدر دبلوماسي غربي “حتى الان لم يعلنوا رفضهم لذا فربما نتمكن من اقناعهم.. ما دمنا في البعد الانساني يكون من الصعب على دول مثل سوريا رفض السماح بوصول المساعدات للمدنيين.”
وبدون الموافقة السورية تكون الوسيلة الوحيدة لانجاح فكرة الممرات الانسانية هي دعمها بالقوة وبتأييد من الامم المتحدة.
لكن روسيا والصين ودولا اخرى عبرت عن معارضتها لفرض عقوبات على سوريا وحذرت من اي تدخل عسكري خارجي مما يوفر قدرا من الارتياح للاسد.
وقال الكسندر لوكاشيفتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في موسكو “ليست القرارات او العقوبات او الضغوط هي المطلوبة في المرحلة الراهنة بل المطلوب هو حوار سوري داخلي.”
وقال لوكاشيفتش ان روسيا تدعم نداء الجامعة العربية لوقف العنف لكن جماعات “المعارضة الراديكالية” التي تحظى بدعم خارجي يلقى عليها اللوم ايضا. وأضاف ان التدخل العسكري الخارجي “غير مقبول على الاطلاق”.
وبعد اجتماع في موسكو يوم الخميس حذر ايضا دبلوماسيون من روسيا والصين وثلاث دول اخرى من مجموعة بريكس للاقتصادات الصاعدة من التدخل الخارجي في سوريا بدون تأييد من الامم المتحدة.
وبجانب الاحتجاجات التي تخرج في اغلبها سلمية فان مسلحين هاجموا بشكل متزايد اهدافا عسكرية في الاسابيع الاخيرة. ويقول مسؤولون ان 1100 فرد من قوات الامن قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) انه تم تشييع جثامين 22 عسكريا بينهم ستة طيارين قتلوا في هجوم على قاعدة للقوات الجوية بين حمص وبالميرا قبل يومين قال الجيش انه من تنفيذ “مجموعة ارهابية مسلحة”.
وقال متحدث باسم الجيش السوري في تصريح عبر التلفزيون الرسمي ان “مجموعة ارهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال اثمة أدت الى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في احدى القواعد الجوية العسكرية اثناء مرورهم على محور تدمر حمص بعد ظهر أمس.”
وأضاف “هذا الاستهداف المباشر لنخبة من نسورنا البواسل المدربين تدريبا نوعيا على قيادة الطائرات الحربية الحديثة … هو تصعيد ارهابى خطير يكشف عن الوجه الحقيقى للمخطط الذى يستهدف بنية قواتنا المسلحة بمختلف انواعها وصنوفها ويؤكد تورط جهات اجنبية فى دعم هذه العمليات الارهابية بهدف اضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة.”
وتتفق الرواية مع ما تقوله الحكومة من انها تواجه تمردا مسلحا من قبل مسلحين بدعم من اعدائها وليست حركة سلمية مؤيدة للديمقراطية تستلهم ثورات الربيع العربي التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا هذا العام وربما تجبر الرئيس اليمني على الرحيل.
وعرض التلفزيون الرسمي ايضا صورا لالاف الاشخاص الذين تظاهروا في وسط دمشق “تعبيرا عن رفضهم لقرار جامعة الدول العربية تجاه سوريا”.
من دومينيك ايفانز
وزير خارجية العراق يقول ان بلاده لن تصوت لصالح العقوبات ضد سوريا
بغداد (رويترز) – قال وزير الخارجية العراقي يوم السبت ان بلاده لن تصوت لصالح العقوبات الاقتصادية التي من المتوقع ان تفرضها الجامعة العربية على سوريا بعد رفض سوريا السماح لمراقبين من الجامعة بالاشراف على مبادرة تهدف لانهاء الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.
وقال هوشيار زيباري لصحفيين في مدينة النجف “العقوبات لم تقر (ضد سوريا) وهي مطروحة وستبحث اليوم (السبت) على مستوى وزراء الاقتصاد والمال العرب والعراق سيشارك (في الاجتماع).”
واضاف “بالتاكيد نحن ابدينا تحفظنا على هذه الفكرة خاصة ان العراق دولة مجاورة لسوريا وهناك مصالح. لدينا مئات الالاف من العراقيين يعيشون في سوريا وهناك مصالح تجارية وتبادل زيارات. لذلك كان عندنا تحفظ حول هذه المسالة وان هذه المسالة تبقى سيادية وفق سيادة ومصالح كل دولة.”
ومن المتوقع ان تقوم الجامعة العربية في وقت قريب بفرض عقوبات ضد سوريا بعد فشلها في السماح لمراقبين من الجامعة العربية بالاشراف على مبادرة تهدف لانهاء الحملة الدموية على المحتجين المعارضين للرئيس بشار الاسد.
وقال وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الخميس انه اذا لم توافق سوريا على دخول المراقبين فانهم سيدرسون فرض عقوبات على سوريا بينها تعليق الرحلات الجوية لسوريا ووضع قيود على التجارة ووقف التعاملات مع البنك المركزي وتجميد حسابات مصرفية للحكومة السورية.
وقال الوزراء انهم قد يقررون ايضا وقف المعاملات التجارية مع الحكومة السورية “باستثناء السلع الاستراتيجية” حتى لا يؤثر ذلك على الشعب السوري.
وكانت الحكومة العراقية قد تحفظت قبل ايام على قرار للجامعة العربية نص على تعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة.
لكن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي دعا الشهر الماضي النظام السوري الى انتهاج اسلوب ديمقراطي والعمل على انهاء سياسة الحزب الواحد الحاكم. وتبعت تصريحات المالكي وهو شيعي تحذيرات لكتلته البرلمانية من احتمال انزلاق الاوضاع في سوريا وقالت ان مثل هذا التطور سيكون له تداعياته على الوضع العراقي “سياسيا وامنيا”.
وكشف زيباري ان لبنان والاردن قد يتخذان نفس الموقف الذي سيتخذه العراق.
وقال ” لبنان كان عندهم نفس الفكرة والاردن بلد اخر مجاور لديه بعض الاعتراض حول هذه الموضوع.”
من وليد ابراهيم