أحداث الأحد 01 أيلول 2013
أوباما يطلب تفويضاً من الكونغرس
واشنطن – جويس كرم؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ نيويورك – «الحياة»
احال الرئيس باراك اوباما أمس قرارأ اتخذه بتوجيه ضربة عسكرية محدودة الى نظام الرئيس بشار الأسد الى الكونغرس لتخويله باستخدام القوة، قائلاً ان القوات العسكرية الأميركية جاهزة لتنفيذ القرار. لكنه دعا النواب الى دعم قراره باسم «الامن القومي».
ويمنح الإعلان الرئيس الغطاء السياسي والتشريعي داخلياً ويؤخر أي ضربة الأميركية ضد النظام السوري الى ما بعد التاسع من الشهر الجاري على الأقل موعد انعقاد الكونغرس. وأكد أوباما أنه اتخذ قرارين أول من أمس يقضي الأول بأن «تتحرك الولايات المتحدة عسكرياً ضد أهداف سورية” والثاني بأن يصوت الكونغرس، الذي يعود من عطلته في ٩ أيلول (سبتمبر)، على قرار الضربة.
وأضاف أوباما، في بيان من الحديقة الوردية في البيت الأبيض، أن ما جرى في ريف دمشق «أسوأ اعتداء بالسلاح الكيماوي في القرن الواحد والعشرين…ولا يمكننا غض النظر». واعتبر أن الاعتداء «خطر كبير على أمننا القومي وعلى الولايات المتحدة أن تتحرك عسكرياً ضد أهداف عسكرية سورية».
وأكد ان «هذه الضربات ستكون فاعلة غداً أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر من الآن وأنا مستعد لاعطاء هذا الأمر». غير أنه في الوقت نفسه رمى الكرة باتجاه الكونغرس وقال «في الأيام الأخيرة سمعت من أعضاء الكونغرس وهم يريدون اسماع صوتهم وأنا أتفق معهم» وأعلن أنه سيطلب من الكونغرس درس الأمر والتصويت على استخدام القوة في سورية. وحصر الرئيس التحرك العسكري الأميركي بضربات جوية ووشدد على عدم ارسال جنود أميركيين الى سورية.
وتختلف الصورة بين مجلسي الشيوخ والنواب، بحيث هناك تأييد أكبر في مجلس الشيوخ لضربة ضد سورية وأقل في مجلس النواب بسبب معارضة من نواب حركة حزب الشاي الذي وقع ١٤٣ من نوابه بمعارضة الضربة.
ومنح أوباما نفسه وقتاً لحضور قمة العشرين في موسكو ومن ثم زيارة السويد الأسبوع المقبل ومنح فريق الأمم المتحدة فرصة لإنهاء عمله وتقديم تقريره قبل أي تحرك عسكري تراه واشنطن ضرورياً لـ»معاقبة الأسد» وحماية الأمن الاقليمي.
ووتحدث اوباما أمس بهدف الحصول على دعم الشعب الاميركي لقرار توجيه ضربة لنظام الاسد، قائلاً «ان العالم شاهد الرجال والنساء والاطفال يقتلون بهجوم كيماوي في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق في 21 الشهر الماضي» لافتا الى التقرير الاستخباراتي الذي اعلنته الادارة أول من امس واكد مسؤولية حكومة الاسد عن هذا الهجوم.
وتابع «ان الهجوم الكيماوي اكد خطورة الاسد على امننا القومي» ووضع اصدقاء اميركا في المنطقة مثل الاردن واسرائيل ولبنان والعراق لـ «تهديد» اضافة الى مخاطر استخدام الكيماوي من قبل مجموعات ارهابية.
وتابع اوباما انه بناء على العوامل السابقة قرر اتخاذ «عمل عسكري» ضد النظام السوري، وان الجيش الأميركي لديه الخطط الجاهزة.
وتواصلت أمس الاستعدادات الأميركية العسكرية والسياسية للضربة، وتضمنت جولة محادثات مع الجمهوريين. ويعقد اليوم مسؤولون في الادارة اجتماعاً مع نواب لتقديم ايجاز سري عن اسباب اتخاذ قرار الرد على الهجوم الكيماوي.
واشارت قناة «أي. بي. سي» الى ان النقاش مستمر داخل الإدارة بين وزير الخارجية جون كيري ورئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي حول نوعية الضربة، وما اذا كان هدفها الردع عن استخدام الكيماوي وهو ما يفضله ديمبسي أو تحجيم قدرات النظام الذي يتبناه كيري. وأفادت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» بأن كيري بات «الأكثر دعماً» لتحرك داخل الإدارة وفي شرح أهدافها للكونغرس.
وأعلنت جامعة الدول العربية أمس تقديم موعد الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة الى اليوم بدلاً من بعد غد، بناء لدعوة من دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي بأن ذلك يجري نظراً للمستجدات والتطورات المتسارعة في شأن الوضع في سورية وبناء على اقتراح عدد من الدول العربية والمشاورات التي أجراها الأمين العام للجامعة نبيل العربي مع رئاسة المجلس الحالية (مصر) والرئاسة المقبلة (ليبيا).
وفيما غادر مفتشو الامم المتحدة سورية أمس بعد جولات في مناطق في الغوطتين الشرقية والغربية تمسك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لقائه مع ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الامن في نيويورك أمس، بمبدأ الحرص على عدم كشف أي معلومات جوهرية مما توصلت إليه لجنة التحقيق الدولية في سورية «إن كان قد حصل على اي منها أساساً» حسب مصادر ديبلوماسية استمعت الى ما قاله ذلك «حرصاً منه على احترام العملية البروتوكولية والقواعد العلمية التي تنتهجها اللجنة في تحليل العينات التي جمعتها في الغوطتين».
وأضافت المصادر أن بان «تعمد عدم قول أي شيء في ما يتعلق بنتائج التحقيق» وركز على «الإطار الزمني لعمل اللجنة بدءاً من خروج المحققين من سورية ثم إيصال العينات والمعلومات الى المختبرات في أوروبا تمهيداً لتحليلها واستخلاص نتائجها».
وقالت المصادر إن «عملية التحليل العلمي تستغرق عادة ٣ الى ٤ أسابيع، لكن الأمانة العامة للأمم المتحدة ولجنة التحقيق تمكنت من تقليص المدة المفترضة الى نحو اسبوعين من خلال الاتفاق على إجراء الفحوصات المخبرية في عدة مختبرات في وقت واحد» موضحة أن «التحليلات ستستغرق أسبوعين على أقل تقدير».
وكانت رئيسة قسم نزع الأسلحة في الأمم المتحدة أنجلا كاين التي عادت من دمشق أول من أمس، وقدمت الى بان إحاطة بنتائج زيارتها أمس السبت في اجتماع مغلق. واُلغي اجتماع كان مقررا لممثلي الدول الخمس الاعضاء يوم أمس، ما قلل من احتمالات عقد جلسة لمجلس الامن.
الى ذلك، دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى اجتماع طارئ لعدد من أعضائه في اسطنبول أمس لوضع خطط للتعاطي مع انعكاسات الضربة الأميركية، في وقت قال الناطق باسم مجلس القيادة المشتركة في «الجيش الحر» العقيد قاسم سعد الدين إن مقاتلي المعارضة في أنحاء سورية يستعدون لشن هجمات للإفادة من الضربات العسكرية المتوقعة التي ستقودها الولايات المتحدة، لافتاً إلى عدم وجود خطط للتنسيق مع القوات الغربية.
وأوضحت مصادر المعارضة أن «الائتلاف» عقد اجتماعاً في اسطنبول يوم أمس، لبحث انعكاسات الضربة وتشكيل فرق عملية لهذا الغرض، مشيرة إلى عودة طرح تشكيل «حكومة وحدة وطنية» وأن أحد المرشحين هو أحمد طعمة.
بوتين يحاول إقناع أوباما بإرجاء الضربة و«البحث عن حل» في قمة العشرين
موسكو – رائد جبر
ألقت موسكو بكل ثقلها أمس، لعرقلة مسار الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري خارج إطار مجلس الأمن، ودخل الرئيس فلاديمير بوتين على الخط، داعياً واشنطن إلى الكشف عن الأدلة «السرية» بحوزتها، معتبراً أن «عدم الافصاح عنها يعني أنها غير موجودة»، واقترح مناقشة الموضوع في اطار قمة «العشرين» المقررة الخميس المقبل، في مسعى لكسب الوقت تزامناً مع توجيه موسكو رسالة ذات دلالات من خلال الإعلان عن «تجميد تنفيذ العقود العسكرية» الموقعة مع دمشق لأسباب «مالية».
وبدا أن تطورات الوضع داخل «المعسكر الغربي» فتحت شهية موسكو لممارسة مزيد من الضغوط على حلفائها بهدف لجم التوجه القوي نحو توجيه الضربة قبل الانتهاء من التحقيقات الدولية ومناقشة نتائجها في مجلس الأمن.
وبعد «الترحيب» الروسي بقرار مجلس العموم البريطاني، الذي تزامن مع زيادة تحفظات أطراف غربية مثل ايطاليا وكندا والمانيا ضد التسرع في شن عملية عسكرية، دخل بوتين على الخط أمس، بعد صمت دام منذ الهجوم الكيماوي في 12 الشهر الماضي، ودعا واشنطن إلى تقديم ما بحوزتها من أدلة، معتبراً أن «على الحلفاء الغربيين تقديم ما لديهم، إذا كانوا يقولون أن بحوزتهم أدلة تدين السلطات السورية».
وزاد: «أما الحديث عن أدلة سرية لا يمكن كشفها فهذا ليس موضع انتقاد، إنه ببساطة مؤشر إلى عدم احترام الشركاء وللأسرة الدولية (…) إذا كانت الأدلة موجودة يجب اعلانها وإذا لم تعلن فهي غير موجودة».
وشكّك بوتين بقوة بالفرضية الغربية، معتبراً أن «ليس للنظام السوري مصلحة في استخدام أسلحة كيماوية». وزاد أنه (النظام) «كان يحاصر المتمردين في مناطق عدة واستخدام الكيماوي يعني تسليم دعاة التدخل الأجنبي ورقة رابحة خصوصاً يوم وصول المفتشين الدوليين… لا يبدو الأمر منطقياً».
ووصف الموقف بأنه يبدو «مفتعلاً واستفزازيا» من جانب أطراف لها مصلحة في تدخل خارجي.
لكن بوتين ترك الباب موارباً مع ذلك لمزيد من النقاش مع نظيره الأميركي باراك اوباما، إذ اقترح طرح الموضوع خلال قمة «العشرين» المقررة الخميس المقبل، على الجلسة العامة وخلال اللقاء الثنائي مع اوباما.
وخاطب نظيره الأميركي قائلاً: «أنت حاصل على جائزة «نوبل» وادعوك للتأمل في عدد الضحايا المحتملين لأي عمل عسكري محتمل».
في المقابل، لم يرغب بوتين بتصعيد قوي في لهجته تاركاً الخيارات مفتوحة، إذ تحدث عن «معارضة روسية حازمة لاستخدام كل اشكال اسلحة الدمار الشامل ومنها الكيماوية، وإذا ثبت استخدامها سنقوم بتنسيق مواقف مشتركة لاتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة هذا الأمر».
في الوقت نفسه، وبينما كان بوتين يتحدث إلى الصحافيين في أقصى شرق روسيا، التقى نائب وزير الخارجية سيرغي ريباكوف في موسكو، مع السفير الأميركي مايكل ماكفول الذي سلم الجانب الروسي «اثباتات تعزز الاتهامات الأميركية ضد النظام السوري» كما جاء في بيان أصدرته الخارجية بعد اللقاء.
وأبلغ ريباكوف الجانب الأميركي بأن موسكو ستدرس المعطيات المقدمة لكنه دعا واشنطن إلى «التوقف عن زيادة الضغط العسكري على دمشق، ومنح اتفاق «الثماني الكبار» الفرصة للتنفيذ».
واعتبر ريباكوف أن أي تحرك أميركي سابق لمناقشة الموضوع داخل مجلس الأمن سيكون «عملاً عدوانياً يضر بالقانون الدولي».
وكانت قمة «الثماني الكبار» التي عقدت في حزيران (يونيو) الماضي، أصدرت بياناً ختامياً أكد على ضرورة نقل ملف أي اتهامات باستخدام الكيماوي في سورية إلى مجلس الأمن صاحب الصلاحية في اطلاق تحقيقات شاملة وتبني قرارات مناسبة.
إلى ذلك تزامن الحراك السياسي – الديبلوماسي مع تطور لافت أمس، إذ نقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن مصدر في «روس أبورون اكسبورت» الهيئة المسؤولة عن صادرات السلاح ، أن موسكو قررت تجميد تنفيذ كل عقود السلاح الموقعة مع دمشق لأسباب «مالية».
وبحسب المصدر ستؤجل موسكو تسليم دمشق 12 مقاتلة من طراز «ميغ 29» كان مقرراً هذه السنة إلى العام 2016 ، وعقد صواريخ «اس 300» بسبب تخلف دمشق عن دفع التزامات مالية بحسب العقود.
وكشف المتحدث أن دمشق أرسلت وفداً في أيار (مايو) الماضي لتسوية الخلاف لكن المحادثات فشلت. ولفت إلى أن التجميد ينسحب على صفقة وقعت العام 2011 لتزويد سورية بـ36 طائرة تدريب من طراز «ياك 130» دفعت دمشق حتى الآن قيمة 6 منها فقط.
ولفت خبراء تحدثوا إلى الصحيفة إلى أن دمشق محتاجة حالياً وبشدة الى دبابات ومدرعات خفيفة ومروحيات مقاتلة، لكن «العجز المالي» يعترض التعاون بشأنها.
الائتلاف السوري المعارض يدعو الكونغرس إلى دعم توجهات الحكومة الأميركية
بيروت – أ ف ب
دعا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية الأحد الكونغرس الأميركي الى اتخاذ “القرار الصحيح” الذي يدعم توجهات الحكومة الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري.
وقال الائتلاف في بيان “يدعو الائتلاف الوطني السوري أعضاء الكونغرس الأميركي إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب السوري، واتخاذ القرار الصحيح بدعم توجهات الحكومة الأميركية في وقف آلة قتل النظام المجرم”.
وكان قال عضو الائتلاف سمير نشار، إن موقف الرئيس الأميركي الأخير لجهة التريث في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، في انتظار التشاور مع الكونغرس، أصاب المعارضة “بخيبة أمل”، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن الكونغرس سيوافق على الضربة.
وصرح نشار “نشأ عندنا شعور بخيبة الأمل. كنا نتوقع أن تكون الأمور أسرع، وأن تكون الضربة بين ساعة وأخرى”، مضيفاً “لكننا نعتقد أن الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الأدلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الأميركية، حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيماوي”.
أوباما يفاجئ العالم بإرجاء الضربة لسوريا وينتظر قرار الكونغرس بدءاً من 9 أيلول
أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطوة مفاجئة ستذهل الاميركيين والعالم انه قرر ارجاء القرار الذي اتخذه بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري كما كان متوقعا في أي وقت، الى ما بعد استشارة الكونغرس الموجود حاليا في اجازته الصيفية حتى التاسع من ايلول، في حين وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهام دمشق بهجوم كيميائي بأنه “محض هراء” وطلب ادلة.
جاء القرار الذي اعلنه اوباما في كلمة القاها بعد ظهر امس في حديقة الورود في البيت الابيض بعد مداولات مكثفة بينه وبين مساعديه الكبار لشؤون الامن القومي، وبعد التشاور مع القادة الكبار لمجلسي الكونغرس من ديموقراطيين وجمهوريين. كما اتصل بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند .
ومع ان اوباما ومساعديه يعتقدون انه سيكون قادرا على الحصول على موافقة الكونغرس وتفادي نكسة كبيرة مماثلة للنكسة التي مني بها حليفه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حين رفض مجلس العموم الموافقة على ضرب سوريا، الا ان اوباما يقامر بمكانته لا سيما ان مجلس النواب الجمهوري نادرا ما تعاون معه في السابق. وبعد ايام من الحديث عن حتمية الضربة الاميركية القريبة لسوريا، وضع اوباما عمليا قراره رهن موافقة الكونغرس.
وقال اوباما انه مستعد لاصدار الاوامر بضرب سوريا، واضاف: “بعدما اتخذت قراري بصفتي القائد الاعلى للقوات المسلحة بناء على قناعتي بانه يخدم مصلحة الامن القومي، الا انني ادرك ايضا أنني رئيس اقدم ديموقراطية دستورية في العالم” . واوضح انه بعدما اتخذ قراره المبدئي بضرب سوريا، فانه قرر اتخاذ قرار ثان الا وهو “السعي للحصول على تفويض باستخدام القوة من ممثلي الشعب الاميركي في الكونغرس”. واشار الى ان البيت الابيض سمع في الايام الماضية اصواتاً من الكونغرس تدعوه للعودة الى مجلس الشيوخ قبل استخدام القوة.
ويعتقد ان اوباما ومساعديه قد تأثروا كثيرا بالصدمة التي شعروا بها من جراء التصويت في مجلس العموم البريطاني، والتي تزامنت مع اصوات في الكونغرس وفي الاعلام تذكّر الرئيس الأميركي بانه عندما كان في مجلس الشيوخ اعرب عن معارضته لقيام أي رئيس باللجوء الى القوة العسكرية من دون موافقة الكونغرس. وبعدما كرر انه يملك “الصلاحية للقيام بهذا العمل العسكري من دون تفويض محدد من الكونغرس، الا انني اعرف ان البلاد ستكون اقوى اذا اتخذنا هذا الاجراء، وان أي عمل سنقوم به سيكون اكثر فعالية”.
واوضح مسؤول اميركي ان طلب اوباما الحصول على موافقة الكونغرس سيتيح ايضا للرئيس توسيع تحالف دولي في مواجهة نظام بشار الاسد، وسيعمل خصوصا على هذا الامر على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة الخميس والجمعة المقبلين في بطرسبرج في روسيا.
واعلن رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، أن المجلس سيبحث بدءاً من 9 أيلول المقبل في إمكان شن ضربة عسكرية على سوريا.
وقال في بيان إنه “وفقاً للدستور، فمسؤولية إعلان الحرب تقع على عاتق الكونغرس… نحن فرحون بسعي الرئيس لأخذ تفويض لأي عمل عسكري في سوريا استجابة لتساؤلات جديّة وموضوعية بارزة… وبالتفاوض مع الرئيس، نتوقع أن ينظر مجلس النواب في إجراء ما خلال الأسبوع الذي يبدأ في 9 أيلول “. وأضاف أن هذا سيعطي الرئيس الوقت ليعرض قضيّته على الكونغرس والشعب الأميركي.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن الرئيس أوباما أبلغ اليه أنه سيسعى للحصول على تفويض من الكونغرس باستخدام القوة قبل تنفيذ أي عمليات قتالية ضد سوريا. وأضاف في بيان: “يتعزز دائما دور الرئيس كقائد أعلى
للقوات المسلحة عندما يحظى بالدعم الواضح من الكونغرس”.
وينقسم الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب بين مؤيدين للتدخل مثل السناتور جون ماكين والذين يطالبون الرئيس بوضع استراتيجية طويلة الامد لتجنب التورط. اما الديموقراطيون الذين يملكون اكثرية في مجلس الشيوخ فان غالبيتهم تؤيد اوباما، الا ان مبدأ توجيه ضربات لا يحظى باجماع بينهم.
تقرير المفتشين
وتلقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون إحاطة من الممثلة العليا لنزع السلاح أنجيلا كاين، التي وصلت للتو الى نيويورك آتية من دمشق بعدما أنجزت مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا تحقيقاتها في حادثة الغوطتين الشرقية والغربية.
وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي أن كاين أبلغت الأمين العام أن فريق التحقيق تمكن من إجراء مجموعة واسعة من نشاطات تقصي الحقائق. ونقل عن كاين شكرها لكل من الحكومة والمعارضة على تعاونهما خلال المهمة. وقال: “ستكون البعثة في وضع يمكنها من نقل استنتاجاتها الى الأمين العام فور تلقيها نتائج التحليل المختبري لعيناتها”، موضحاً أن بان “يتطلع الى تلقي نتائج البعثة في أقرب وقت ممكن حتى يتمكن من تقديم النتائج الى الدول الأعضاء والى مجلس الأمن من دون تأخير”. وأكد أنه بعد التقرير الأول عن حادثة الغوطة سيعود المحققون الى سوريا من أجل استكمال التحقيقات في الحوادث الأخرى المتفق عليها مع الحكومة السورية، بما في ذلك حادثة خان العسل.
ورداً على استخفاف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمهمة المحققين الدوليين في سوريا، أجاب أن “مهمة الأمم المتحدة قادرة بشكل فريد على التوصل بصورة نزيهة وموثوق بها الى الحقائق في شأن أي استخدام للأسلحة الكيميائية استناداً الى أدلة جمعت مباشرة على الأرض”.
الجامعة العربية
ويجتمع اليوم وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة للبحث في الوضع في سوريا.
إيران
واكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي الذي يترأس وفدا برلمانيا ايرانيا يزور دمشق، ان ايران “كانت ابلغت رسميا الولايات المتحدة” عام 2012 أن مقاتلي المعارضة السورية يملكون اسلحة كيميائية، و”لكن المؤسف ان الولايات المتحدة لم تلتفت الى هذا التحذير”.
نص التقرير الأميركي حول استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية
تنشر “النهار” في الآتي نص التقرير الذي وضعته الادارة الأميركية حول “استخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيميائية في 21 آب 2013” والذي يتضمن “ملخصاً غير سري لتحليل لجنة الاستخبارات الأميركية لما حدث”:
تجزم إدارة الولايات المتحدة بثقة كبيرة أن الحكومة السورية نفذت هجوماً بالأسلحة الكيميائية على ضواحي دمشق في 21 آب 2013. نقدر كذلك أن النظام استخدم غاز أعصاب في الهجوم. إن التقويم المتعدد المصدر استند إلى بشر، وإشارات وصور الأقمار الاصطناعية الاستخبارتية، بالإضافة إلى كم كبير من التقارير. لقد أُطلع الكونغرس الأميركي وشركاؤنا الدوليون الرئيسيون على تقويمنا السري. لحماية المصادر وطرق العمل، لا يمكننا أن ننشر علناً كل المعلومات الاستخباراتية، وما يلي هو ملخص غير سري لتحليل لجنة الاستخبارات الأميركية لما حدث.
استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية في 21 آب
يشير عدد كبير من المصادر المستقلة إلى أن هجوماً بالأسلحة الكيميائية وقع في ضواحي دمشق في 21 آب. إلى معلومات الاستخبارات الأميركية، هناك مشاهدات من الطواقم الطبية الدولية والسورية، أشرطة فيديو، روايات الشهود، آلاف التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي من 12 موقعاً مختلفاً في منطقة دمشق، المشاهدات الصحافية، وتقارير من منظمات غير حكومية عالية الصدقية.
أظهر تقويم حكومي أميركي أولي أن 1429 شخصاً قتلوا في الهجوم الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك 426 طفلاً، وإن يكن هذا التقويم سيتطور بالتأكيد بينما نحصل على مزيد من المعلومات.
نجزم، وبثقة كبيرة، أن الحكومة السورية نفذت الهجوم بالأسلحة الكيميائية على عناصر المعارضة في ضواحي دمشق في 21 آب. ونؤكد أن سيناريو تنفيذ المعارضة هذا الهجوم في 21 آب، مستبعد بصورة كبيرة. إن المعلومات المستخدمة للتوصل إلى هذا التقويم تتضمن معلومات استخباراتية تتعلق بتحضيرات النظام لهذا الهجوم وطرق تنفيذه، ومعلومات استخباراتية متعددة المصدر عن الهجوم نفسه وتأثيره، ومشاهداتنا لما بعد الهجوم، والفوارق بين قدرات النظام والمعارضة. إن جزمنا بثقة كبيرة هو الموقف الأقوى الذي يمكن الاستخبارات الأميركية أخذه قبل التأكيد. سنواصل السعي للحصول على معلومات إضافية لردم الفجوات في فهمنا لما حدث.
خلفية
يملك النظام السوري مخزوناً من مختلف أنواع العناصر الكيميائية، وبينها الخردل والسارين وفي أكس ولديه آلاف الذخائر التي يمكن استخدامها لإنتاج عناصر حربية كيميائية.
إن الرئيس السوري بشار الأسد هو صاحب القرار النهائي في ما يتعلق ببرنامج الأسلحة الكيميائية، والعاملون في هذا البرنامج يخضعون للتدقيق لضمان الأمن والولاء. ويدير المركز السوري للدراسات والأبحاث العملية التابع لوزارة الدفاع السورية برنامج الأسلحة الكيميائية السوري.
نجزم بثقة كبيرة أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية بكميات محدودة على المعارضة مرات عدة العام الماضي، بما في ذلك ضواحي دمشق. ويستند هذا التقويم على مصادر متعددة للمعلومات، بينها تقارير عن تخطيط مسؤولين سوريين لهجمات بالأسلحة الكيميائية وتنفيذها، وتحليل مختبري لعينات عضوية أخذت من عدد من الأشخاص أظهرت تعرضهم للسارين. ونجزم بأن المعارضة لم تستخدم أسلحة كيميائية.
يملك النظام السوري أنواع الذخائر التي نقدر أنها استخدمت لشن الهجوم في 21 آب، ويملك القدرة على الضرب المتزامن لمواقع عدة. لم نر أي مؤشر على أن المعارضة شنت هجوماً صاروخياً ومدفيعاً واسعاً ومنسقاً مثل ذلك الذي وقع في 21 آب.
نعتقد أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية العام الماضي لتكون له في المقام الأول اليد الطولى، أو ليكسر الجمود في مناطق واجه فيها صعوبات للاستيلاء على أراض ذات قيمة استراتيجة والحفاظ عليها. في هذا الإطار، نواصل التقدير أن النظام السوري يعتبر الأسلحة الكيميائية أحد الأدوات الكثيرة في ترسانته، إلى السلاح الجوي والصواريخ الباليستية التي استخدمها من دون قيود على المعارضة.
أطلق النظام السوري محاولة لتطهير ضواحي دمشق من قوات المعارضة التي تستخدم المنطقة قاعدة لشن هجمات على أهداف للنظام في العاصمة. فشل النظام في تطهير عشرات الأحياء في دمشق، بينها المستهدفة في 21 آب، على رغم استخدامه تقريباً كل أنظمته من الأسلحة التقليدية. نعتقد أن خيبة أمل النظام من عدم قدرته على تأمين أجزاء واسعة من دمشق قد تكون ساهمت في قراره استخدام الأسلحة الكيميائية في 21 آب.
التحضير
تشير المعطيات الاستخبارية الى ان طواقم الاسلحة الكيميائية السورية كانت تحضر اسلحة لاستخدامها في الهجوم. وفي الأيام الثلاثة التي سبقت الهجوم، رصدت مجموعة إشارات بينها نزوح سكاني ومعلومات استخبارية تتعلق بالطبيعة الجغرافية للمناطق تكشف عن تحركات ميدانية للنظام يعتقد أنها مرتبطة بالاستعدادات لهجوم كيميائي.
كان طاقم الأسلحة الكيميائية السوري يدير العمليات من عدرا، وهي احدى ضواحي مدينة دمشق، بدءا من صباح الأحد الواقع في 18 آب حتى الاربعاء 21 آب قرب منطقة استخدمها النظام لخلط الاسلحة الكيميائية، بما فيها السارين. في 21 آب، قام عنصر من النظام السوري في دمشق بالتحضير للهجوم بالسلاح الكيميائي. مصادرنا الاستخباراتية في دمشق لم تكشف اي دلائل في الايام التي سبقت الهجوم تفيد بأن الجماعات التابعة للمعارضة كانت تخطط لاستخدام الاسلحة الكيميائية.
الهجوم
تشير مصادر استخباراتية عدة الى ان النظام نفذ هجوماً مدفعياً على ضواحي دمشق في الساعات الاولى لنهار 21 آب.
وتبيّن صور الأقمار الاصطناعية أن هجمات قد شنت من مناطق نفوذ النظام على ضواحي استهدفها الهجوم الكيميائي، ومنها كفربطنا، وجوبر، وعين ترما، وداريا، والمعضمية.
وتكشف هذه الصور عن قذيفة أطلقت من مناطق سيطرة النظام في وقت مبكر من ذلك اليوم، قبل حوالي 90 دقيقة من ظهور أول تقارير حول الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتقاطع تقارير إعلامية محلية على أن الهجوم الكيميائي بدأ عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل يوم 21 آب.
واستقبلت ثلاثة مستشفيات نحو 3600 مصاب يعانون عوارض الإصابة بغاز أعصاب في أقل من 3 ساعات يوم 21 آب، وفق منظمات انسانية عالمية ذات صدقية عالية. العوارض المسجلة والظواهر الوبائية التي أمكن الاستدلال عليها بالتدقيق الكثيف للمصابين في وقت قصير وأصل هؤلاء وظهور عوارض الإصابة على الطواقم الطبية والإسعاف الأولي، تتطابق مع التعرض الواسع لغاز الأعصاب. كما تلقينا تقارير من طواقم طبية سورية ودولية تعمل على الأرض.
اطلعنا على مئة شريط فيديو منسوب إلى الهجوم، الكثير منها يظهر عدداً كبيراً من الجثث التي تظهر عليها علامات جسدية متسقة مع التعرض لغاز الأعصاب، وإن تكن لا تقتصر عليها. العوارض المسجلة للضحايا تتضمن فقدان الوعي، خروج رغوة من الأنف والفم، تقلص في بؤبؤ العين، تسارع دقات القلب وصعوبة في التنفس. يظهر عدد من أشرطة الفيديو ما يبدو أنه وفيات من دون جروح ظاهرة للعيان، وهو ما يتسق مع الوفاة بالأسلحة الكيميائية ولا يتفق مع الوفاة نتيجة الأسلحة الخفيفة والذخائر المتفجرة أو الغاز المنفط. وظهر في أشرطة الفيديو 12 مكاناً، وتأكد في تحليل لقطات من هذه الأشرطة أن بعضها صُور في الأوقات العامة والأماكن الموصوفة في الأشرطة.
نجزم بأن المعارضة السورية لا تملك القدرة على فبركة كل هذه الأشرطة، ولا الظواهر الجسدية المثبتة من الطواقم الطبية والمنظمات غير الحكومية والمعلومات الأخرى ذات الصلة بهذا الهجوم الكيميائي.
لدينا معلومات، بما فيها ممارسات سورية سابقة، تدفعنا إلى الاستنتاج بأن مسؤولي النظام كانوا على علم بالهجوم في 21 آب وأداروه. رصدنا اتصالات لمسؤول كبير على معرفة وثيقة بالهجوم، أكد استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام في 21 آب، وأبدى قلقه من حصول متفشي الأمم المتحدة على دليل. ولدينا معلومات استخباراتية أن طاقم الأسلحة الكيميائية أمروا بعد ظهر يوم 21 آب بوقف العمليات. وفي الوقت نفسه، كثف النظام القصف المدفعي للعديد من الأحياء التي تعرضت للهجوم الكيميائي. وبعد 24 ساعة من الهجوم، كشفنا مؤشرات لقصف مدفعي وصاروخي بمعدل يفوق بأربع مرات ما كان عليه في الأيام العشرة الماضية. وواصلنا رؤية مؤشرات لقصف مستمر لتلك المناطق حتى صباح 26 آب.
وفي الخلاصة، هناك مجموعة كبيرة من المعلومات التي تشير إلى مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيميائي الذي حدث في 21 آب. وكما أشرنا، هناك معلومات استخباراتية إضافية تبقى سرية بسبب المصادر وطرق التحقيق المستخدمة، وقد قدمت إلى الكونغرس والشركاء الدوليين.
كم مرة استُعمل فيها السلاح الكيميائي في سوريا؟
نشر موقع “بي. بي. سي” (27 آب 2013) تقريراً عن استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب السورية. من هذا التقرير نقتطف:
رصدت “بي. بي. سي” لقطات فيديو، وأقوال شهود عيان، تؤيد ـ فيما يبدوـ مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في بلدة سراقب السورية. وبناء عليه، يبرز سؤال يتعلق بمدى حدود ما نما لعلمنا حتى الآن بشأن مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في الصراع؟
بات مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا واحتمال استخدام حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لها من بين عوامل تثير بواعث القلق الشديد لدى مراقبي الصراع. ففي يوليو/تموز اعترفت الحكومة السورية صراحة بما كان يشتبه به خبراء مجال انتشار الأسلحة الكيميائية لفترة طويلة، وهو أن سوريا لديها مخزون من الأسلحة الكيميائية.
وقالت دمشق إن هذه الأسلحة، التي تقوم القوات المسلحة بتخزينها وتأمينها، لن تستخدم أبدا “داخل سوريا”، بل يمكن استخدامها ضد أي هجوم خارجي.
وفي مارس/آذار راجت مزاعم تفيد باستخدام أسلحة كيميائية في بلدة خان العسل في شمالي سوريا. ومنذ ذلك الحين جرى رصد العديد من هذه الوقائع المزعومة، ومع تفاقم الصراع في سوريا، تزداد صعوبة إثبات هذه المزاعم على نحو مستقل نظرا للقيود المفروضة على تحركات الصحافيين، وعدم السماح لفريق تحقيقات تابع للأمم المتحدة بقيادة العالم السويدي أكي سيلستروم بالدخول إلى البلاد.
ـ خان العسل، 19 مارس/آذار 2013: أفادت وكالة سوريا الرسمية للأنباء (سانا) في تقرير لها أن “إرهابيين” أطلقوا صاروخا “يحتوي على مواد كيميائية”، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا في منطقة خان العسل في حلب. ونشرت وكالة (سانا) صورا زعمت أنها لضحايا، على الرغم من كونها لم تظهر فيما يبدو علامات واضحة على التعرض لأسلحة كيميائية. وارتفعت حصيلة القتلى إلى 31 شخصا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن عدد القتلى بلغ 26 قتيلا من بينهم 16 جنديا. وأعلن قاسم سعد الدين، وهو متحدث باسم المجلس العسكري الأعلى في حلب، إن الحكومة هي التي نفذت هجوما كيميائيا. وقال حينها لوكالة “رويترز”: “سمعنا صباح اليوم تقارير تفيد بحدوث هجوم نفذه النظام على خان العسل، ونعتقد أنهم أطلقوا صاروخ سكود يحتوي على مواد كيميائية.” وأضاف سعد الدين “ثم فجأة علمنا بأن النظام حول هذه التقارير ضدنا، ولم تكن المعارضة وراء هذا الهجوم.”
ـ العتيبه، 16 مارس/آذار 2013: في اليوم ذاته الذي جرى فيه الهجوم في خان العسل، نشر نشطاء لقطات فيديو يزعمون أنها لضحايا قصف استهدف قرية العتيبه الواقعة على مقربة من العاصمة دمشق في أعقاب قصف يزعمون أنه جرى باستخدام أسلحة كيميائية. وبدا الضحايا يعانون من صعوبات في التنفس، وظهر أحدهم فاقدا للوعي يلفظ فمه إفرازات. وأظهرت لقطات فيديو أخرى أحد النشطاء يتحدث إلى طبيب بشأن علاج المرضى، وهو يقول إنه يرى أنهم تعرضوا إلى مادة الفوسفات العضوية، وأحدهم يعالج باستخدام عقار الأتروبين المضاد لاعتلال الأعصاب.
وقال نشطاء المعارضة إن الهجوم ثأري فيما يبدو، رداً على مكاسب حققتها قوات المعارضة في المنطقة قبل يوم من ذلك. وقال مسؤولون في بلدة دوما إنهم يحفظون في المشرحة جثث ست ضحايا تعرضت لاستخدام ذخيرة كيميائية حسب الزعم، بعضهم من العتيبه، حسب ما جاء في تقرير وكالة “رويترز” في الثاني عشر من إبريل/نيسان. وأفاد خطاب أرسلته شخصية بارزة من المعارضة نيابة عن زعماء بلدة محلية إلى سيلستروم أن 32 شخصا عانوا من أعراض الإعياء ويطلبون فحصهم. وقال الخطاب إن الوفيات حدثت في العتيبه وقرية عدرا.
ـ عدرا 24 مارس/آذار 2013: قالت لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة من النشطاء في سوريا، في تقرير ملخص يوم الرابع والعشرين من مارس/آذار إن شخصين قتلا فضلا عن إصابة “العشرات” عندما تعرضت بلدة عدرا لقصف بقنابل “كيماوية سامة”. وذكرت تقارير إعلامية أخرى أن نشطاء وصفوا أعراض المصابين بالإجهاد وضيق التنفس وتيبس العضلات. وأفادت التقارير نقلا عن أطباء قولهم إنهم يعتقدون أن غازا ساما من عدة مكونات على الأرجح قد استخدم. كما أظهرت لقطات تداولتها قناة شام الإخبارية، أطباء في المستشفى الميداني في بلدة عدرا القريبة وهم يصفون المزيد من الأعراض وهي : تشنجات وزيادة سيلان اللعاب وضيق حدقة العين والقيء. وقال أحد الأطباء “لا نعرف طبيعة المادة الكيماوية ومصدرها.” وأضاف “جرى غسل المرضى ونزع ملابسهم كإجراء احترازي.”
ـ حي الشيخ مقصود، 13 إبريل/نيسان 2013: في الثالث عشر من إبريل/نيسان ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أن سيدتين وطفلين قتلا جراء تسمم ناتج من “غازات قنابل أسقطتها طائرة على حي الشيخ مقصود.” وأظهرت صور على الإنترنت مرضى يعانون من حدوث إفرازات من الفم ورعشة، وهي أعراض تنتج من التعرض لغاز الأعصاب.
وقال أنتوني لويد، صحافي لدى صحيفة “تايمز”، في السادس والعشرين من إبريل/نيسان إنه كان في حي الشيخ مقصود وكانت حصيلة القتلى ثلاثة. وأضاف أن 12 شخصا أصيبوا، معظمهم عانوا من أعراض بعد الإتصال بالضحايا. وقال إن المصابين في القصف نفسه نقلوا “على وجه السرعة” لتلقي علاج الأتروبين.
ـ سراقب 29 إبريل 2013: بعد ظهر يوم التاسع والعشرين من إبريل/نيسان بوقت قصير تعرضت بلدة سراقب لهجوم من مواقع تابعة لجيش الحكومة تبعد ثمانية كيلومترات، واستطاع أحد النشطاء المحليين تصوير القذائف وهي تسقط. وقال شهود عيان إن قذائف أسقطتها مروحية فوق البلدة. ونقل ثمانية أشخاص إلى مستشفى سراقب، يعانون من الأعراض ذاتها تقريبا، حيث بدت عليهم أعراض الإصابة بالقيء ومشاكل في التنفس. وأظهرت لقطات قدمها إلى “بي. بي. سي” مرضى أصيبوا برصاص استهدف أعينهم وآخرين يعانون من ضيق حدقة العين.
وأشار إليوت هيغنس، وهو مدون بريطاني يتابع الصراع السوري عن كثب، إلى تشابهات بين القذائف التي عثر عليها في حي الشيخ مقصود وفي سراقب.
ـ غوطة، 21 أغسطس/آب 2013: زعم نشطاء من المعارضة السورية إطلاق صواريخ على ضواحي منطقة غوطة تحتوي على مواد سامة في الحادي والعشرين من أغسطس/آب ما أسفر عن مقتل المئات. وحدث الهجوم كجزء من قصف مكثف شنته الحكومة على المنطقة التي تحيط بدمشق، حين سعت قوات الحكومة إلى طرد قوات المعارضة. وذكر النشطاء أن عدد الضحايا في مناطق من بينها إربن ودوما ومعضمية كان أعلى من المزاعم السابقة بشن هجمات باستخدام أسلحة كيميائية. وعرض النشطاء صورا على موقع (يوتيوب) أظهرت تلقي الكثير من الناس العلاج في المستشفيات الميدانية. كما أظهرت لقطات الفيديو الضحايا، من بينهم الكثير من الأطفال، وهم مصابون برعشة، فيما بدا آخرون غير قادرين على الحركة ويعانون من صعوبات في التنفس.
ولم تتمكن “بي. بي. سي” من التحقق من صحة اللقطات على نحو كامل، لكنها اعتمدت على عمليات استوثاق سابقة، يعتقد في أصالتها.
وتصف وكالة سوريا الرسمية للأنباء (سانا) تلك التقارير بأن “لا أساس لها” ومحاولة لتضليل المفتشين الدوليين.
“كنت أعلم أن هذه الناس سوف تموت…”
“كنا نسمع إنفجارات منتظمة وبعيدة في الغوطة الشرقية. في الثالثة فجراً، انفجر صاروخ بالقرب من المستوصف الذي استحدثناه في الريف الدمشقي. بدأت الناس تركض في الشوارع وهي تصرخ “كيميائي! كيميائي!”. البعض منهم كان مرمياً على الأرض، جامداً من دون حركة. شاهدت أباً ينتزع أبناءه الثلاثة”… هكذا يروي لنا الدكتور أحمد (غيَّر اسمه) سيرته، بصوت منطفئ، عبر جهاز “السكايب”. هي التجربة الأولى لهذا الطبيب الشاب الذي يساعد منذ سبعة أشهر مختلف المستشفيات العاملة في الغوطة.
في ليلة الأربعاء، في الواحد والعشرين من هذا الشهر (آب)، قدمت مجموعة من ستة أطباء، معظمهم ما زال طالباً، ليساعدوا أحد المراكز الطبية السرية في زملكا. على الرغم من تدفق الكثير من المتطوعين، فان العدد الهائل من الضحايا تجاوز قدراتهم. ان رواية الدكتور أحمد تتطابق مع شهادات العشرات من الأطباء ومن الناشطين الذين أكدوا كلهم بأن فجر يوم الواحد والعشرين من آب الجاري، رأوا الهجوم الكيماوي على الضواحي الشرقية الغربية للعاصمة دمشق. يتابع الدكتور أحمد: “جمهرة كبيرة من الناس تدفّقت على مستشفانا… عشرات وعشرات… كان المشهد فظيعاً مروعاً. البعض لم يعودوا قادرين على تحريك أطرافهم. العديدون كانت أنفوهم تنزف وتزدادا الرغوة على فمهم. كانوا يتنفسون بصعوبة وبؤبؤ عيونهم يتقلص. البعض الآخر كان يتقيأ، أو يتلّوى من التشنج. كانوا على حافة الإختناق، عاجزين عن إراحة عضلاتهم المتشنجة”.
بمساعدة المتطوعين، بدأوا بخلع ملابس المصابين الذين رشوهم بالمياه… وبكميات كبيرة من المياه. أيضا الدكتور أحمد: “كنا نهرع من مريض الى آخر محمَّلين بالأوكسيجين ودواء “الأتروبين”. لم يكن بحوزتنا إلا ست مئة جرعة. كانت لا شيء… لم نكن نملك أية جرعة مضادة للسموم. علمت بأنه لم يكن أحد في الخارج يرغب ببيعنا هذا الدواء”.
المركز الذي يعمل فيه أحمد هو الأقل تجهيزاً من بين المستشفيات الأخرى. يقول أحد الأطباء في جوبر في شريط فيديو: ” في جوبر وعين ترما، لا نملك سوى 25000 حقنة “أتروبين” و7000 حقنة كوريزون و35000 إبرة حقن”.
بلدة زملكا كان نصيبها هو الأكبر في الضحايا. في تقريره النهائي، الصادر في الثلاثة والعشرين من الشهر الجاري، أصدره المكتب في الغوطة الشرقية: وفيه أعداد القتلى (473) والجرحى (1600) الذين وقعوا في زملكا وحدها. ومن بين القتلى، 67% هم من النساء والأطفال، و9838 جريحا في ثلاثة عشر بلدة. المئات من القتلى أحصيوا في الغوطة الشرقية والمعضمية وداريا. فقط ربع الضحايا قضوا بتفجيرات “كلاسيكية”. العديد منهم تنشق جرعات مميتة من الغاز بلجوئهم الى الطبقات التحتية من عماراتهم معتقدين بذلك انهم يحتمون من القصف الجوي. أعضاء من فرق الإنقاذ ومواطنين صحافيين لم يكونوا مجهزين بالقفازات والأقنعة… أصيبوا وهم يحاولون إنقاذ الضحايا.
الأصعب كانت عملية “الفرز”. يقول الدكتور أحمد: “الناس لا تفهم لماذا نتوقف عند مريض ليست عوارضه خطيرة، فيما بالقرب منه ضحايا آخرين يتلوون من الألم. كنت أعلم بأن هؤلاء سوف يموتون، وبأننا لن نتمكن من إنقاذهم. من الصعب عادة أن نختار بين إنقاذ طفل أو امرأة أو رجل”.
الأطفال هم أكثر الضحايا عدداً. يقول عبيدة المفتي، الناطق باسم المنظمة السورية للموارد الطبية، وهي شبكة تضم خمسة عشر جمعية طبية دولية، لها فرق على الأرض: “العديد من الأطفال قضوا وهم نائمين. انهم الأكثر تأثرا بهذا الغاز الذي لا رائحة له ولا لون”.
يحتاج المرء الى الوقت ليكشف خبايا هذه القضية. مرة أخرى يثوقل الدكتور أحمد: “نحن لم نستقبل إلا جزءا قليلاً من الضحايا. في العمارات ما زال هناك جثث لأطفال. نحتاج الى عدة أيام لنتمكن من جمعها”.
وقد ترك الدكتور أحمد زملكا بعد الظهر، مستفيدا من توقف القصف والتفجيرات. يذهب حيث يكمل حياته الأخرى. إذ انه يعيش “حياتين”. زياراته المنتظمة للغوطة الشرقية تبقى سراً وسط أقاربه وقوات النظام التي تدقق بهويته عبر الحواجز العديدة التي تقف في طريقه الى الغوطة. ويشرح: “ليس عندي أية مشكلة مع هذه الحواجز. انا مسيحي، ولذلك لا ألفت انتباه جنود الحاجز النظامي. أعرف كيف أتكلم معهم، أبستم لهم بتلك الابتسامة التي يصدرها الموالون للنظام…. للأسف”.
[هيلين سالون- صحيفة “لوموند” الفرنسية (24 آب 3013)
القنوات السورية توحّد بثها: أغانٍ حماسية وشتم المعارضة وتكذيب أميركا
بعدما كان غارقًا في الترفيه لعامين ونصف، تحول الاعلام السوري إلى إعلام حربي بامتياز، موحدًا بثه لتقديم الأغنيات الوطنية، والبرامج الحوارية التي تمجد الأسد والجيش، وتكذب “الادعاءات” الأميركية.
لندن: في ظل التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، على خلفية اتهام النظام السوري باقتراف مجزرة الكيميائي في ريف دمشق يوم 21 آب (أغسطس) الماضي، اتخذ الاعلام السوري قراره بالمواجهة، من خلال رفع معنويات أنصار النظام وعناصر الجيش النظامي ببث الأغنيات الوطنية، والبرامج السياسية التي تبرز وجهة نظر النظام، وتلفيق الغرب للأدلة ضده، وتأكيد جهوزيته للدفاع عن سوريا.
فقد صدر تعميم بتوحيد بث جميع القنوات السورية الرسمية، من الفضائية السورية وسوريا دراما والقناة الأولى والإخبارية السورية، ومعها قناة تلاقي الخاصة التي يملكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس، التي تبث من مبنى التلفزيون السوري، وقناة سما البديلة عن قناة الدنيا الخاصة، والتي يملكها رجال أعمال موالون للرئيس السوري بشار الأسد.
ولذلك، تشترك جميعها في عرض البرامج التي تصب في صالح التعبئة النفسية، كالبرامج الحوارية التي تمجد الرئيس السوري والنظام وأركانه وجيشه “الباسل”، و”نسور الأسد” في إشارة لسلاح الطيران السوري، المستعد لملاقاة الطائرات الأميركية ومنازلتها.
إعلام حرب
كانت القنوات السورية تبث برامجها العادية طوال عامين ونيف من عمر الأزمة السورية، موحية بأن الحرب المستعرة إنما تحدث في بلد آخر غير سوريا، مكتفية بنشرات إخبارية تظهر بطولات الجيش السوري بوجه من تسميهم “المجموعات الارهابية”.
وما إن لاحت بوادر الضربة الأميركية لسوريا حتى انبرت هذه الأقنية إلى استعادة شريط أغنياتها الحماسية والوطنية، وأبرزها تلك التي تذكر بحرب تشرين “التحريرية” كما يطلق عليها سوريو النظام، فتحولت من إعلام الترفيه إلى إعلام الحرب، تركز على تهديد الأسد للعالم إن حصل التدخل الأميركي أو الدولي في بلاده، وتستضيف شخصيات ومحللين موالين للأسد يشتمون المعارضة ويخوّنونها، ويهددون العالم بالرد السوري غير المتوقع.
كما يصر هؤلاء على تكذيب فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة الذي حقق بضرب ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية، والتصريحات حول تأكد أميركا من أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين، ويحذرون من خطورة الضربات الإعلامية، التي اعتبروها أخطر من الضربة العسكرية لسوريا.
من مصادرنا حصرًا
إلى ذلك، صدر تعميم سوري لكل الصفحات الإخبارية الموالية للنظام في مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة القنوات الرسمية السورية حصرًا، لإستقاء المعلومة منها فقط، “وعدم تناقل أي أخبار إلا من المصادر المصرح عنها في برامج البث الموحدة، خصوصًا في ما يتعلق بالعمليات العسكرية أو الاعتداءات إن وقعت، أو التي تهدف لإضعاف الروح المعنوية، واتباع وسائل الاتصال التقليدية في حال انقطع البث وهي الهاتف إن توافر في حال تم العدوان، أو نقل المعلومة بالتالي من شخص لآخر، من دون إضافة أو نقصان”.
وبالتوازي مع ذلك راحت معظم الصفحات الموالية للنظام على شبكات التواصل الاجتماعي تطلق النكات حول الضربة الأميركية الوشيكة، وتقلل من شأنها بأنها لن تنال من عزيمة “جنود الأسد”.
وفي سياق متصل، نقلت هيئة الاذاعة البريطانية تحذير الجيش السوري الإلكتروني الذي يدعم الأسد وكان وراء الهجمات الأخيرة على صحيفة نيويورك تايمز وموقع تويتر، المؤسسات الإعلامية العالمية، بهجمات جديدة متوقعة، وقوله إن لديه العديد من المفاجآت في الأيام المقبلة. وأضاف: “التدخل العسكري في سوريا له العديد من التبعات، وسيؤثر على العالم كله، ومهمتنا الرئيسة نشر الحقيقة بشأن سوريا وما يحدث فيها بالفعل”.
وكان الجيش السوري الإلكتروني استهدف العديد من المؤسسات الإعلامية، بما فيها هيئة الإذاعة البريطانية وشبكة سي أن أن الأميركية وصحيفة غارديان البريطانية.
سعود الفيصل يطالب العرب بدعم مطالب المعارضة السورية
أ. ف. ب.
دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لعدم الاكتفاء بمواقف الشجب والإدانة بشأن سوريا، ودعم مطالب المعارضة والتي تطالب بتدخل المجتمع الدولي قبل فناء الشعب السوري.
القاهرة: دعا وزير الخارجية سعود الفيصل الاحد الجامعة العربية التي يجتمع وزراء خارجيتها في وقت لاحق في القاهرة الى دعم مطالب المعارضة السورية بتدخل المجتمع الدولي “لوقف العدوان على الشعب السوري”.
وقال الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي انه “آن الاوان بمناسبة انعقاد مجلس الجامعة ان نوضح ونطالب مع السوريين وممثليهم الشرعيين الذين اعترفنا بهم في الجامعة والذين يطلبون من المجتمع الدولي ان يساعدهم بالطريقة المطلوبة لايقاف النزيف الدموي، ان نؤيدهم في ذلك ولا نكتفي بالشجب والادانة” مضيفا “نطالب بان يستخدم المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان على الشعب السوري قبل ان يفنى هذا الشعب”.
وتطالب المعارضة السورية بتوجيه ضربات ضد النظام السوري.
ودعا الائتلاف السوري المعارض الاحد الكونغرس الاميركي الى اتخاذ “القرار الصحيح” الذي يدعم توجهات الحكومة الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري.
وقال في بيان “يدعو الائتلاف الوطني السوري أعضاء الكونغرس الأميركي الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه الشعب السوري، واتخاذ القرار الصحيح بدعم توجهات الحكومة الأميركية في وقف آلة قتل النظام المجرم”.
واعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا الخميس ان الضربة العسكرية المحتمل ان تشنها دول غربية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، “ستغير موازين القوى على الارض”، وان النظام “سيلفظ انفاسه الاخيرة”.
وقال الجربا في حديث الى قناة “المؤسسة اللبنانية للارسال” ان “هذه العملية ستغير ميزان القوى على الارض (…) هذه العملية ستعيد ميزان القوى الذي طالبت فيه من اول يوم”، في اشارة الى تاريخ انتخابه رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في تموز/يوليو الماضي.
اضاف “نحن في هذه اللحظة، الجيش الحر (الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة) مستعد لانهاء المعركة مع النظام.
الصحف العبرية: أوباما متردد وجبان… والأسد متحصّن في خندق أرضي
لوانا خوري
غضبت إسرائيل حين سمع العالم الرئيس الأميركي باراك أوباما يؤجّل الضربة التي كانت وشيكة لسوريا، طمعًا في مباركة الكونغرس خطوته العسكرية، فاتهمته صحافتها بالجبن والتردد والتراجع، وقالت إن الأسد مستمتع الآن في حصنه الأرضي بدمشق.
لوانا خوري من بيروت: ظهر الغضب الإسرائيلي واضحًا في الصحافة الإسرائيلية، كأن يشنّ ألبون بنكاس، المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرنوت” هجومًا لاذعًا على أوباما، ويصفه بـ”الجبان والمتردد”، رادًا هذا التردد إلى الخسائر التي تعرّضت لها الولايات المتحدة في حربي العراق وأفغانستان، ومحذرًا في الوقت نفسه من أن هذا التردد، ولو كان مبررًا قليلًا، سيؤثر سلبًا على إسرائيل في نهاية المطاف.
فقدوا الزخم
وقالت “يديعوت” إن أوباما تراجع عن ضرب سوريا الآن، بعدما فقد الدعم البريطاني، وبعدما قرأ استطلاعات الرأي، التي دلت على أن غالبية الجمهور الأميركي تعارض مهاجمة سوريا، لأن المسألة بالنسبة إليهم وكأن أميركا تساند القاعدة”.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي قوله: “أوباما لم يطلب مصادقة الكونغرس عندما قرر تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن”. كما أبلغ مسؤولون إسرائيليون الصحيفة أن الأميركيين فقدوا الزخم، “فأي هجوم لاحق لن يكون فعالًا، والرئيس السوري بشار الأسد يجلس ويفرك يديه مستمتعًا، والإيرانيون يضحكون في الطريق إلى تصنيع القنبلة النووية، فقد منح الأميركيون الأسد الوقت الكافي ليحصّن نفسه، وأوباما فقد عامل المفاجأة منذ وقت طويل”.
أضاف هؤلاء المسؤولون الإسرائيليون: “قرار أوباما يعكس تردد وافتقار للقدرة القيادية، كما يؤثر سلبًا في إسرائيل وأمنها على أكثر من صعيد، إذ يوحي بأنها ستكون متروكة وحيدة من دون السند الأميركي أولًا، كما إن تأجيل ضرب سوريا إلى ما بعد التاسع من أيلول (سبتمبر) على أقرب تقدير، يعني اضطرار حكومة إسرائيل وجيشها إلى تمديد حال التأهب أسبوعين آخرين على الأقل، ما يضع البلاد تحت ضغوط أمنية واقتصادية كبيرة”، مشددة على حالة قصوى من التأهب معتمدة الآن في المنظومة الجوية الإسرائيلية وفي منظومة القبة الحديدية، من دون جدوى.
كسب الوقت
وتساءلت صحيفة “معاريف” العبرية في افتتاحيتها “هل تتردد الولايات المتحدة في مهاجمة سوريا؟”، قائلة إن واشنطن حصلت على الأدلة الدامغة، التي تثبت جرائم الرئيس السوري بشار الأسد، وبالرغم من ذلك تتلكأ في التحرك نحو توجيه ضربة عسكرية بحق نظامه، ناقلةً عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: “أوباما يريد كسب المزيد من الوقت لإيجاد حلول دبلوماسية عوضًا من العسكرية”.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد إن سياسيين إسرائيليين وصفوا أوباما بالجبان، بعد إعلانه تأجيل الضربة العسكرية المرتقبة على سوريا، مشيرةً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يؤيد توجيه ضربة عسكرية محددة ضد سوريا، من شأنها أن تعيد الردع الأميركي إلى المنطقة”.
ونسبت معاريف إلى مسؤولين في إسرائيل قولهم: “يصعب تصديق أن أوباما سيشنّ عملية عسكرية ضد سوريا، بعد أن يرفض الكونغرس طلبه، خصوصًا أنه لا يتمتع بدعم المنظومة الدولية، ولا بدعم الرأي العام الأميركي، وتوجّه أوباما للكونغرس محاولة لكسب الوقت من أجل البحث عن حلول دبلوماسية تمنعه من الهجوم على سوريا”.
رسالة الأسد الجد
أما صحيفة “هآرتس”، وتحت عنوان “حان الوقت للتذكير بالجدّ الصهيوني لبشار الأسد”، اختارت أن تذهب مذهبًا مختلفًا، وأن تعيد نشر ما قالت إنها رسالة مرسلة من سليمان الأسد، جدّ الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، إلى رئيس وزراء فرنسا اليهودي لاون بلوم، في العام 1936.. رسالة يحذره فيها من التعصب المتأصل في قلوب العرب والمسلمين.
جاء في الرسالة: “اليهود الأخيار جلبوا للعرب الحضارة والسلام، ونشروا الذهب والازدهار في فلسطين، من دون المساس بأحد ومن دون أخذ شيء بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون الجهاد ضدهم، ولم يتورّعوا عن ذبح نسائهم وأطفالهم”. وعلق كاتب التقرير قائلًا: “تلك العبارة لم يكتبها أحد رجال الدعاية في مكتب رئيس وزراء إسرائيل، ولم يكتبها مؤرخ يميني في الهستدروت الصهيوني، وإنما كتبها سليمان الأسد، والد حافظ الأسد، وجدّ الرئيس السوري بشار الأسد”.
وأضاف الأسد في رسالته: “روح الكراهية والتعصب متأصلة في قلوب العرب المسلمين ضد كل شيء غير إسلامي، ولا أمل في تغيير ذلك، وبناء عليه فإن إنهاء الانتداب سيعرّض الأقليات في سوريا لخطر الموت والهلاك، ووضع اليهود في فلسطين خير دليل على الطابع العسكري للإسلام ضد من لا ينتمي إليه”.
خندق أرضي
في سياق متصل، كشفت صحيفة “معاريف” أن تقارير استخباراتية إسرائيلية تؤكد أن الأسد ما زال موجودًا في العاصمة دمشق، لكنه مختبئ في مخبأ سرّي تحت الأرض، هو عبارة عن خندق أرضي متاخم للعاصمة. وكانت “يديعوت أحرونوت” نقلت مساء السبت ما نشرته صحيفة “الديار” اللبنانية، ومفاده أنه بسبب احتمال شنّ هجوم أميركي على سوريا، وبعد التهديدات الغربية باستهداف رأس النظام السوري، يختبئ الأسد وعدد من كبار مسؤولي نظامه في مخبأ آمن تحت الأرض.
وقد نشرت الصحفية العبرية هذا الخبر اليوم صباحًا على موقعها الالكتروني، مؤكدة أن مقرّبًا من جريدة “الديار” موجود في دمشق نقل الخبر، والذي أكد أن الأسد وزوجته وأفراد عائلته ومسؤولين من نظامه محصّنون في هذا الخندق الأرضي. وأوضحت الصحيفة أن حرس الأسد الخاص نقله إلى مكان آمن مجهول في البلاد، وأن القصور الرئاسية خالية من أي فرد من الأسرة الحاكمة أو من الضباط والمسؤولين في الحكومة السورية.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/9/833537.html
المعارضة السورية فوجئت بموقف أوباما لكن واثقة من ضرب الأسد
أ. ف. ب.
أصاب قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما انتظار موافقة الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، المعارضة بخيبة أمل. إلا أنّها تعتقد أن الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي.
بيروت: صرح مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية الاحد أن موقف الرئيس الاميركي لجهة التريث في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري في انتظار التشاور مع الكونغرس، اصاب المعارضة “بخيبة امل”، الا أنه اعرب عن اعتقاده بأن الكونغرس سيوافق على الضربة.
وقال عضو الائتلاف سمير نشار: “نشأ عندنا شعور بخيبة الامل. كنا نتوقع أن تكون الامور اسرع وأن تكون الضربة مباشرة وفورية وبين ساعة وأخرى”. وأضاف أن باراك أوباما “تحدث عن مشاورات يريد أن يجريها مع الكونغرس. على الرغم من اعلانه أن هناك ضربة عسكرية، لكنه اخرها تسعة ايام”.
ورأى أن أوباما “يريد أن يعوض عن عدم موافقة مجلس العموم البريطاني على تدخل حكومته عسكريًا في سوريا ما افقد أوباما حليفًا قويًا. يريد أن يحصل على تغطية سياسية لقراره العسكري”.
وقال نشار: “نعتقد أن الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الاميركية حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي” في ريف دمشق في 21 آب (اغسطس)، والذي تقول واشنطن إنه تسبب بمقتل 1429 شخصًا.
يذكّر أنّ قلة من رؤساء الولايات المتحدة سعوا للحصول على موافقة الكونغرس لشن عمليات عسكرية في الخارج، وخصوصًا اذا كان الامر يتعلق بضربات محدودة كما يفكر أوباما بشأن سوريا.
تاريخيًا، يمنح الدستور الأميركي الكونغرس سلطة “اعلان الحرب”. لكن المرة الاخيرة التي صدر فيها اعلان رسمي تعود الى الحرب العالمية الثانية. وعمليًا تجنب كل الرؤساء الأميركيين هذه العبارة وشنوا عمليات عسكرية او حملات غزو بري احادية الجانب عشرات المرات باسم الصلاحيات الدستورية التي يتمتع بها قائد الجيوش الأميركية.
وبعد حرب فيتنام وعلى الرغم من اعتراض الرئيس ريتشارد نيكسون، صوت البرلمانيون على “قرار سلطات الحرب” لاجبار الرئيس على الحصول فعليًا على موافقة يصوت عليها الكونغرس لكل تدخل في “اعمال عدائية” تستمر اكثر من ستين يومًا.
وفي العراق في 2003، حصل الرئيس جورج بوش على مثل “هذا التصريح لاستخدام القوة العسكرية”. لكن معظم الرؤساء رأوا أن هذا البند مخالف للدستور واكتفوا بابلاغ الكونغرس بأي عملية لنشر القوات.
ففي كانون الاول (ديسمبر) 1995، امر الرئيس بيل كلينتون مثلا بنشر عشرين الف جندي دعمًا لقوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الاطلسي في البوسنة والهرسك بعد توقيع اتفاقات دايتون للسلام. لكن الكونغرس لم ينجح بعد ذلك في التفاهم على عدة مشاريع قرارات تدعم أو تمنع التدخل.
كما لم يجز الكونغرس عمليات الغزو البري في الصومال (1992) وهايتي (1194) ولا الضربات الصاروخية لافغانستان والسودان في 1998، ردًا على اعتداءين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا.
ومؤخرا في آذار (مارس) 2011، برر الرئيس باراك أوباما التدخل في ليبيا باسم قرار في مجلس الامن الدولي. وهنا ايضا طالب الكونغرس بمشاورته من دون جدوى. وبالنسبة لسوريا، رأى أوباما ان تصويتًا في الكونغرس حسب الاصول سيمنحه دعمًا سياسيًا قويًا بينما يشهد الرأي العام انقسامًا في هذا الشأن.
وكان الرئيس الأميركي اعلن السبت أنه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري لكنه طلب من الكونغرس الموافقة على هذه العملية. وقال أوباما “سأطلب موافقة ممثلي الأميركيين في الكونغرس على استخدام القوة”، مؤكداً أن “قوتنا تكمن ليس فقط في قوتنا العسكرية بل ايضاً في ما نمثله كحكومة للشعب وعبر الشعب ومن اجل الشعب”.
وتابع: “حتى لو كنت املك سلطة اطلاق هذا العمل العسكري من دون اذن خاص من الكونغرس، اعرف أن بلادنا ستكون اكثر قوة في حال سلكنا هذه الطريق وتحركاتنا ستكون بذلك اكثر فاعلية”.
أوباما يرمي بالكرة في ملعب الكونغرس.. ويطلب تفويضا لشن ضربة في سوريا
ماكين يحذر من «ضربة تجميلية» .. وسفينة إنزال برمائي تنضم للمدمرات الأميركية شرق المتوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
رمى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، بـ«كرة» الضربة العسكرية في سوريا في ملعب الكونغرس، بطلبه من الأخير إجراء تصويت على أي إجراء عسكري، رغم تأكيده أنه يملك التفويض لشن الضربة، بينما انتقد عضو المجلس السيناتور جون ماكين عزم الرئيس الأميركي باراك أوباما على توجيه ما سماها «ضربة تجميلية» إلى سوريا، داعيا إلى تدخل أميركي أكبر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض «لا يمكننا أن نغض الطرف عما حدث في دمشق، ولن نغضه». وأضاف أن مسألة الهجوم العسكري على سوريا يجب أن تناقش أولا في الكونغرس. وقال إنه يرى أن الهجوم سيقع حقيقة، مضيفا القول «أنا على استعداد لإصدار الأمر». وتابع أن الضربة «قد تقع غدا أو بعد أسبوع أو بعد شهر». وأضاف أوباما أن الولايات المتحدة مع ذلك ستكون أقوى إذا وافق الكونغرس على هذا القرار.
وكان ماكين قال في حديث إلى شبكة «إن بي سي» مساء أول من أمس: «يبدو أن الرئيس يريد نوعا من الضربة التجميلية، أي إطلاق بضعة صواريخ ثم القول (حسنا لقد رددنا)». وتابع ماكين: «إنه الرئيس نفسه الذي كان يقول قبل سنتين إن على بشار الأسد أن يتنحى، وهو الرئيس نفسه الذي قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية يعتبر تجاوزا للخط الأحمر. هل رسم الخط الأحمر بحبر خفي؟».
ويدعو ماكين منذ أشهر عدة إلى تسليم المعارضين السوريين السلاح وإقامة منطقة حظر جوي، ودخول الأراضي السورية من تركيا في مايو (أيار) الماضي حيث التقى رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس. ويتعارض موقف ماكين مع مواقف الكثيرين من أعضاء الكونغرس الذين يخشون تورطا في الحرب السورية.
وتابع ماكين: «أعرف أن الأميركيين عانوا من الحرب في العراق وأفغانستان، إلا أنني أعتقد أن بإمكاننا أن ننتصر من دون المجازفة بحياة أي أميركي»، داعيا إلى قصف «المطارات الستة» التي تستخدمها القوات النظامية السورية. وأضاف: «إنه لمن المعيب بالنسبة إلينا أن اللواء إدريس والجيش السوري الحر لم يتلقيا أي سلاح أميركي».
وعلى صعيد الاستعدادات للضربة، صرح مسؤولون دفاعيون أميركيون في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس بأن سفينة حربية أميركية سادسة تعمل الآن في شرق البحر المتوسط قرب خمس مدمرات أميركية مزودة بصواريخ كروز يمكن أن توجه قريبا ضد سوريا في إطار ضربة «محدودة ودقيقة». وشدد المسؤولون على أن سفينة الإنزال البرمائي «سان أنطونيو» التي يوجد على متنها عدة مئات من أفراد مشاة البحرية موجودة في المنطقة لسبب مختلف وأنه لا توجد خطط لإنزال مشاة البحرية برا في إطار أي عمل عسكري ضد سوريا. وقال أحد المسؤولين إن دخول «سان أنطونيو» البحر المتوسط كان مقررا منذ فترة طويلة، ولكن مسؤولين رأوا أن من الحكمة إبقاء السفينة في شرق البحر المتوسط قرب المدمرات في ضوء الوضع الراهن. وقال مسؤول: «تم الإبقاء عليها هناك كإجراء وقائي».
وتحتفظ البحرية الأميركية عادة بثلاث مدمرات في البحر المتوسط، ولكنها أبقت مدمرتين إضافيتين هناك في نهاية مهمتهما مع تطور الوضع في سوريا خلال الأسبوع الأخير. ويقول مسؤولون دفاعيون إن كل مدمرة من المدمرات الخمس تحمل ما يقدر بستة وثلاثين صاروخ توماهوك أو أكثر بمجمل 200 صاروخ. وقدر بيرون كالان المحلل في مؤسسة «كابيتال ألفا بارتينرز» أن شن هجوم محدود على سوريا سيتطلب ما بين 200 و300 صاروخ توماهوك تقريبا مقارنة بنحو 221 صاروخا استخدمت في العملية الليبية. وقال مسؤولون دفاعيون إن القيام بعملية تشمل أهدافا محددة بشكل أكبر ضد سوريا يمكن أن تتضمن عددا أقل من الصواريخ.
في غضون ذلك، حلقت طائرات عسكرية فوق قاعدة أنجرليك الجوية التركية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والواقعة خارج مدينة أضنة على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود التركية. ونصب في وقت سابق هذا العام بعض أنظمة صواريخ باتريوت الهولندية في قاعدة أنجرليك الجوية في تحرك استهدف تعزيز دفاعات تركيا ضد تهديد الهجمات الجوية القادمة من سوريا. ولا يزال من الممكن استخدام الطائرات في آخر الأمر، حيث أغارت طائرات إسرائيلية مقاتلة بالفعل على أهداف سورية في مناسبات عديدة. ولا تزال طائرات «إف 16» الأميركية في الأردن بعد مناورة في وقت سابق هذا العام.
كما يمكن لسلاح الجو الأميركي أن يعزز القاعدة الجوية في أنجرليك، بينما يمكن أن تطلق قاذفات «بي2» طويلة المدى من الولايات المتحدة والتي لا يمكن لأجهزة الرادار السورية رصدها.
وكانت تركيا قالت في وقت سابق إنها مستعدة للمشاركة في تحرك دولي ضد الأسد حتى دون قرار من الأمم المتحدة، ووضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب للتصدي لأي تهديدات تأتي من سوريا.
واستخدمت قاعدة أنجرليك الجوية خلال منطقة حظر الطيران التي فرضتها الولايات المتحدة فوق شمال العراق حيث كانت تنطق منها الطائرات المقاتلة التي كانت تقوم بدوريات خلال تلك المهمة.
الجيش الحر يعد خطة عسكرية ويستعد لملء الفراغ
كتائب جهادية تخشى أن تكون هدفاً لـلضربة وتبدل مواقعها
بيروت: «الشرق الأوسط»
يستعد «الجيش السوري الحر» للضربة العسكرية الغربية المرتقب توجيهها ضد مواقع النظام السوري في الأيام المقبلة، ويؤكد قياديون معارضون أن «المقاتلين على الأرض سيستغلون ضعف الجيش النظامي لإحراز تقدم على أكثر من جبهة للسيطرة على مواقع جديدة». في حين يشير آخرون إلى أن «مواقع المعارضة لم تشهد تغييرات على الصعيد العسكري، لا سيما في المناطق التي تتقاسمها مع النظام حيث خطوط التماس واضحة».
وتزامنا مع الثبات في الخريطة الميدانية للمعارضة واستعداد مقاتليها عشية الضربة العسكرية الغربية يواصل النظام إخلاء الكثير من مواقعه الاستراتيجية ونقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى أماكن أكثر أمنا، فيما تعمد الكتائب الإسلامية الجهادية المعارضة إلى تبديل مواقعها خشية أن تشملها الضربة العسكرية الغربية.
وعلى الرغم من عدم وجود أي تنسيق بين الدول التي ستنفذ الضربة، ضد مواقع النظام، وبين هيئة أركان الجيش «الحر»، فإن الكتائب المعارضة بأعلى جهوزية واستعداد لاستغلال أي فراغ سيحصل في المنظومة العسكرية النظامية، وفق ما يؤكد المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر، لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنه «من حق المعارضة أن تستغل أي ظرف خارجي أو داخلي لتحسين مواقعها وتحرير مناطق جديدة».
وفي حين أكد المقداد أن «قوات الحر ستسعى لاستثمار الضربة عسكريا في مختلف الجبهات وعلى امتداد التراب السوري»، تحفظ على ذكر أي معلومات ميدانية تتعلق بانتشار القوات المعارضة، معللا ذلك بعدم «إعطاء خدمات مجانبة للنظام السوري». ونقلت وكالة «رويترز» أمس، عن المتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية العليا لقوات المعارضة السورية، العقيد قاسم سعد الدين قوله إن «المجلس أرسل لمجموعات من المعارضة تم اختيارها مسبقا، خطة عمل عسكري لاستخدامها إذا وقعت ضربات عسكرية». وأبدى سعد الدين أمله في «الاستفادة العسكرية عندما تضعف بعض المناطق نتيجة للضربات»، مشيرا إلى أنه «أعطى أوامره لبعض المجموعات بالاستعداد في كل محافظة وإعداد مقاتليها للوقت الذي تقع فيه الضربات».
وكشف عن «إرسال خطة عسكرية تشمل استعدادات لمهاجمة بعض الأهداف التي يتوقع أن تضرب أثناء الهجمات الأجنبية وبعض الأهداف الأخرى التي يأملون في مهاجمتها في نفس الوقت». لافتا إلى أن «الخطط أعدت دون أي مساعدة من قوى أجنبية إذ لم تقدم معلومات من الولايات المتحدة الأميركية أو فرنسا».
وفي هذا السياق، قال المقدم في الجيش الحر، خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب المعارضة لا تستطيع تغيير مواقعها، لأن أي انسحاب من هذه المواقع سيستغل من قبل النظام بسبب الواقع الميداني القائم». وأوضح أن «حركة مقاتلي الجيش الحر مرهونة بخطوط التماس التي يرابطون عليها بمواجهة القوات النظامية وليس بالضربة الغربية».
وفي حين، أكد الحمود أن «مواقع المعارضة لم تشهد أي تغيرات، لا سيما في المناطق التي ترتسم فيها خطوط التماس بشكل واضح». أشار إلى أن «الكتائب الإسلامية والجهادية تخشى من أن تكون جزءا من الأهداف التي ستستهدفها الضربة العسكرية ما دفعها إلى تغير مواقعها السابقة وإعادة توزيع مراكزها في مختلف المدن السورية لا سيما في الشمال وريف دمشق». وقال الحمود إن «الكتائب الإسلامية بدأت ترفع من مستوى السرية في تحركاتها إضافة إلى تقليص مساحة انتشارها».
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قالت على لسان وزير خارجيتها جون كيري، أول من أمس، إنها تخطط لرد عسكري محدود لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم «وحشي» بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق، من دون أن تأتي على ذكر الجهاديين الإسلاميين. فإن مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية سبق لهم أن حذروا من أن الإسلاميين الراديكاليين في سوريا سيتغلبون على الجماعات المعارضة الأقل تنظيما ويسيطرون على مناطق واسعة من البلاد الأمر الذي يهدد الأمن القومي الأميركي.
في موازاة ذلك، واصلت القوات النظامية إخلاء مواقع عسكرية استراتيجية في دمشق ومدن سورية أخرى، وقالت مصادر ميدانية معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن «عدة ثكنات أخليت تماما من العسكريين الذين تم وضعهم في مدارس ومراكز مدنية». مشيرة إلى أن «معظم الثكنات في جبل قاسيون بدمشق تم إخلاؤها ونقل آلياتها الخفيفة إلى أماكن سكنية في منطقة البرامكة». ولفتت المصادر إلى أن «النظام يقوم بنقل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من جبال القلمون إلى أماكن آمنة في مدينة حمص إضافة إلى إخلاء مركز البحوث العلمية في منطقة جمرايا في العاصمة». كما كشفت المصادر المعارضة أن «النظام يستبدل جميع عناصر الشبيحة والمخابرات العلويين الذين كانوا ينتشرون على الحواجز بجنود نظاميين ينتمون إلى الطائفة السنية».
تأجيل الضربة الأميركية بانتظار موافقة الكونغرس
تأجلت احتمالات الضربة الأميركية للنظام السوري، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه طلب موافقة الكونغرس، فيما أكد الأخير أنه لن يناقش هذا الطلب إلا في الأسبوع الذي يلي يوم التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، وهو موعد انتهاء عطلة الكونغرس.
فقد أعلن مجلس النواب الأميركي، أمس السبت، أنه سيدرس بعد التاسع مشروع قانون بشأن تدخل عسكري بسوريا، بعدما أعلن الرئيس أنه ينتظر الضوء الأخضر من الكونغرس لاتخاذ إجراء عسكري ضد نظام الأسد.
وقال بيان صادر عن رئيس مجلس النواب جون بينر وزعماء جمهوريين آخرين أنهم سيدرسون مشروع قانون بشأن التدخل العسكري في سوريا الأسبوع الذي يبدأ في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، مما يعطي الرئيس أوباما “فسحة من الوقت لعرض مبرراته على الكونغرس والشعب الأميركي”.
وقال مراسل الجزيرة فادي منصور إن الكونغرس سيعود من عطلته في التاسع من سبتمبر/أيلول الشهر الجاري، وهو ما يعني أن الضربة الأميركية ستحتاج مزيدا من الوقت.
وقال هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي إن المجلس سيجري تصويتا على طلب أوباما بتوجيه ضربات عسكرية محدودة ضد النظام السوري في موعد لا يتجاوز أسبوعا من التاسع من سبتمبر.
وأضاف في بيان إنه يعتقد أن استخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري مبرر وضروري لان الرئيس السوري ارتكب اعمالا وصفها بالوحشية ضد المدنيين باستعماله الاسلحة الكيمائية.
وكان البيت الأبيض أرسل إلى الكونغرس رسميا السبت مشروع قرار يطلب فيه تفويضا بتوجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري, وإعطاء الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر لـ”وقف” و”تجنب” حصول هجمات كيميائية.
وينص مشروع القرار على أن دعم الكونغرس سوف “يرسل رسالة واضحة عن موقف أميركا الحازم” حيال هذه المسألة. وتضمن المشروع أن الغرض من هذا العمل العسكري هو ردع النظام السوري وإعاقة وتقويض قدراته على استعمال الأسلحة الكيميائية مجددا والوقاية منها.
ولا تعتبر موافقة الكونغرس على طلب أوباما حتمية، حيث ينقسم الجمهوريون، الذين يسيطرون على مجلس النواب، إلى فريقين: أحدهما يؤيد التدخل الواسع في سوريا ويرفض خطة أوباما لضربة سريعة ومحدودة ويمثله السناتور جون ماكين، وفريق ثان يطالب أوباما بوضع إستراتيجية طويلة الأمد لتجنب التورط، بينما تؤيد غالبية الديمقراطيين الذين ينتمي إليهم الرئيس طلب توجيه الضربة رغم ان هناك نوابا ديمقراطيين قد يرفضونها.
وتخيم على علاقة الرئيس أوباما بالكونغرس خلافات حول قضايا داخلية قد تنسحب على سياسته الخارجية ومنها مشروعه لضرب النظام بسوريا.
طلب أوباما
وكان الرئيس الأميركي قد أكد في وقت سابق أن بلاده مستعدة لبدء عمل عسكري ضد النظام السوري، لكنه سيطلب موافقة الكونغرس على ذلك.
وقال إنه قرر القيام بإجراء عسكري ضد سوريا بعد أن أظهرت التقارير الاستخبارية أن الرئيس السوري بشار الأسد يطلق الصواريخ في المناطق المأهولة في دمشق، بما في ذلك هجوم كيميائي، لكنه طلب من الكونغرس الضوء الأخضر للتنفيذ.
وأشار أوباما في حديث للصحفيين اليوم إلى أن “الصور المروعة” لقتلى يزيد عددهم على ألف شخص مئات منهم كانوا من الأطفال, فتيان وفتيات, بعد أن استخدمت “حكومتهم الغاز السام”, معتبرا ذلك “اعتداء على الكرامة الإنسانية وخطر على أمننا القومي.”
وقال إن عدم اتخاذ إجراء بحق مستخدم الغازات السامة “يجعل من حظر استخدامها مهزلة” وأضاف “أنها باتت تهدد أصدقاء الولايات المتحدة بما في ذلك إسرائيل والأردن وتركيا والعراق وانتقالها لمجموعات إرهابية”.
وقال إنه قرر عملا عسكريا محدودا في وقته ونطاقه لمحاسبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية ، لكن دون إدخال قوات برية، موضحا أن القوات العسكرية جاهزة لتنفيذ العملية في لحظة يختارها.
وأضاف أنه يتمتع باختصاص وصلاحية التحرك دون إذن مسبق، لكنه أراد أن يكون القرار أقوى وأكثر فاعلية بعد النقاش.
وشدد أوباما على أنه لا يفكر في وضع قواته في إطار حرب مع الآخرين، بل ستدعم الشعب السوري والمعارضة مع البحث عن حل سياسي من شأنه أن يوجد حكومة تحترم حقوق شعبها، مع عدم غض النظر عما يجري في دمشق.
وجدد مطالبته لكل أعضاء الكونغرس أن يصوتوا في ضوء المصلحة الوطنية مضيفا أنه لم يتم انتخابه ليتجنب القرارات الصعبة، ولا أعضاء الكونغرس “فقيمنا لا تسمح لنا بالابتعاد عن جريمة أودت بحياة مئات”.
وأوضح أن العمل العسكري ضد سوريا سيكون محدودا في وقته ونطاقه، لمحاسبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية ومن دون إدخال قوات برية.
وجدد مطالبته أعضاء الكونغرس بالتصويت في ضوء المصلحة الوطنية الأميركية. وقال إنه وأعضاء الكونغرس لم ينتخبوا لتجنب القرارات الصعبة. وأضاف أن القيم الأميركية “لا تسمح لنا بالابتعاد عن جريمة أودت بحياة مئات”.
استياء المعارضة السورية لتأجيل الضربة الأميركية
عبر الائتلاف الوطني السوري المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد عن خيبة أمله لقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما انتظار تفويض من الكونغرس قبل توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري. بينما تباينت ردود الأفعال الدولية والعربية إزاء القرار.
وقال ائتلاف المعارضة إن موقف الرئيس الأميركي أصاب المعارضة “بخيبة أمل” ومع ذلك أعرب عن اعتقاده بأن الكونغرس سيوافق على الضربة.
وقال عضو الائتلاف الوطني سمير نشار إن المعارضة كانت تتوقع أن تكون الأمور أسرع وأن تكون الضربة مباشرة وفورية وبين ساعة وأخرى.
وكان الرئيس الأميركي أعلن قراره تنفيذ عملية عسكرية ضد النظام السوري بعد مقتل المئات نتيجة الغازات السامة، لكنه طلب موافقة الكونغرس.
إحباط وورطة
ومن جهته اعتبر المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي لشبكة (سي إن إن) الأميركية أن خطاب أوباما أصاب قادة الائتلاف بـ”إحباط شديد” مضيفا أنه “على ثقة كبيرة بأن نظام الأسد لن يتوقف عما يفعله إذا لم يكن هناك نوع من العقاب يكون رادعاً لنظامه”.
غير أن وزير الخارجية جون كيري سارع إلى “طمأنة” ائتلاف المعارضة السورية، وأجرى اتصالات مع قادة المعارضة ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أكد خلالها التزام أوباما بتحميل نظام بشار الأسد مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيميائية على ريف دمشق.
ومن جهته اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون “أصعدا نفسيهما إلى ذروة الشجرة ولا يعرفان كيف ينزلان عنها، ولذلك لجآ إلى الكونغرس ومجلس العموم بحثا عن مخرج من الورطة التي وضعا نفسيهما فيها أو وضعهما الآخرون فيها”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الجعفري القول في اتصال مع التلفزيون السوري من نيويورك إن “أوباما يخضع لضغوط هائلة… وأحسن صنعا بمحاكاة ما فعله كاميرون من حيث إحالة قرار العدوان على سوريا إلى الكونغرس”.
وفي ردود الأفعال العربية، قالت مصادر دبلوماسية عربية إن الاجتماع الوزاري العربي المزمع انعقاده في القاهرة اليوم سيخرج ببيان، يعطي انطباعا واضحا بالدعم العربي لأي إجراء عسكري ضد النظام السوري، وفق صحيفة القبس الكويتية.
وفي القاهرة، رفضت مشيخة الأزهر قرار توجيه ضربة عسكرية لسوريا. وأكد الأزهر في بيان اليوم استهجانه لاستخدام الأسلحة الكيميائية، أيِّاً كان مستخدمها، معبرا عن رفضه الشديد واستنكاره لقرار الرئيس الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.
ردود دولية
وفي ردود الأفعال الدولية على قرار أوباما، كانت إسرائيل الأكثر استياء من تأجيل الضربة العسكرية. ونقلت صحيفة معاريف الأحد عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن أوباما “جبان” وواضح أنه لا يريد شن هجوم ويبحث عن دعم من جانب الكونغرس.
وعبر مسؤولون عن مفاجأتهم واستيائهم من قرار الرئيس الأميركي، واعتبروا أن ذلك سينعكس على التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
وفي لندن، قال رئيس الوزراء إنه يتفهم موقف أوباما بشأن سوريا ويؤيده.
وكانت خطط كاميرون الرامية لانضمام بريطانيا إلى أي ضربة عسكرية محتملة باءت بالفشل مساء الخميس عندما رفض مجلس العموم اقتراح الحكومة بالتفويض بهذا العمل مبدئيا.
وأيدت كوريا الجنوبية التقييم الأميركي بأن نظام الأسد شن هجوما باستخدام غاز الاعصاب.
ومن جهته أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم أنه سيراقب عن كثب رد فعل الكونغرس على قرار الرئيس الأميركي، مضيفا أن اليابان “ستواصل تعاونها الوثيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في جمع وتحليل المعلومات”.
وقالت مصادر حكومية إن اليابان ترتب من أجل إعلان رئيس الوزراء دعم الولايات المتحدة في حال تدخلت عسكريا في سوريا.
أما في فرنسا، فقال وزير الداخلية مانويل فالز إن بلاده لن تتحرك بمفردها في سوريا وستنتظر قرارا من الكونغرس الأميركي بشأن تنفيذ هجوم ضد حكومة الأسد، مضيفا أنه لا يمكن لفرنسا المضي في ذلك وحدها.
ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء جان مارك أريو مع رئيسي مجلسي البرلمان وزعماء من المعارضة غدا الاثنين لبحث الوضع السوري قبيل نقاش برلماني يوم الأربعاء.
إسرائيل تتأهب عسكريا لتفادي “مفاجآت“
محسن وتد-القدس المحتلة
هوّن باحثون ومحللون إسرائيليون من احتمال قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ في حال تعرض لضربة عسكرية أميركية، في وقت يتأهب فيه الجيش الإسرائيلي لأي طارئ بالجولان السوري المحتل.
واستبعد هؤلاء أن تنضم تل أبيب إلى الضربة الأميركية المرتقبة، التي قد تستغرق بضع ساعات، وتقتصر على قصف مواقع ومخازن أسلحة غير تقليدية للجيش السوري بالصواريخ كإجراء عقابي، وليس لإسقاط نظام الأسد.
ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات إلى الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، بينما كثف سلاح الطيران تحليقه فوق الجنوب اللبناني والجولان المحتل.
وأتمت تل أبيب نشر منظومات الدفاع الصاروخية بجميع المناطق ومحيط المدن الكبرى، بينما اعتمدت القيادات السياسية والعسكرية لهجة الوعيد للأسد في حال شن هجمات صاروخية، مقابل دعوة الإسرائيليين لمواصلة حياتهم العادية.
تفادي المفاجآت
في الأثناء، يقرع الإعلام الإسرائيلي منذ أيام طبول الحرب بدعوته واشنطن إلى التعجيل بضرب سوريا مع الإشادة باستعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة أي رد صاروخي سوري.
وأبقى الإعلام السجال الشعبي حول مدى استعداد الجبهة الداخلية ثانويا، متجاهلا الثغرات التي تكشفت بتوزيع أقنعة واقية من الغازات تكفي فقط لـ60% من السكان، والتذمر من أن 85% من الملاجئ غير جاهزة لحرب محتملة، وذلك تفاديا لخلق حالة من الهلع.
واعتبر الخبراء أن الاستعدادات المختلفة ليس الهدف منها المشاركة بهجوم على سوريا، وإنما هي خطوات استباقية لتفادي المفاجأة وتطمين الإسرائيليين.
ويرى مدير مركز موشي دايان للدراسات الإستراتيجية آيال زيسير، وهو باحث بالشأن السوري، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما غير معني بتوريط بلاده في الحرب الأهلية بسوريا، وأن طلبه تفويضا من الكونغرس الأميركي دليل على ذلك.
وقال زيسير للجزيرة نت إن التدخل الأميركي سيكون محدودا ومقتصرا على بضعة صواريخ تستهدف بعض مواقع الجيش السوري ومخازن الأسلحة الكيميائية حفظا لماء الوجه وليس إسقاط نظام الأسد. وأضاف أن تل أبيب تصر على عدم التدخل بسوريا، ولذلك تواصل الاستعداد وتعيد انتشار الجيش على الجبهة الشمالية تفاديا للمفاجأة. واستبعد زيسير قصفا سوريا لإسرائيل بصواريخ كيميائية، معتبرا أن الأسد “بطل على شعبه” من خلال ضربه بالسلاح الكيميائي، لكنه يعي أن ثمن ضرب إسرائيل حياته ونظام حكمه.
انتشار للردع
من جهته يعتقد عكيفا ألدار المحلل السياسي الإسرائيلي أن واشنطن ليست معنية بأي تدخل عسكري إسرائيلي في سوريا. وقال للجزيرة نت إن إسرائيل لن تكون شريكا بالضربة الأميركية المرتقبة تجنبا لتأليب الرأي العام العربي، مستدلا بامتناعها عن الرد على الصواريخ العراقية في حرب الخليج عام 1990.
وقال إن إسرائيل لن تقحم نفسها في سوريا كي لا تثير غضب إيران، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي سيرد في حال تعرضت المدن الإسرائيلية لقصف سوري. واعتبر ان القوات والنظم الصاروخية التي نشرها الجيش الإسرائيلي “رسالة ردع” لنظام الأسد، كما أنها رسالة ترمي إلى طمأنة الإسرائيليين.
اللبواني لـ“NOW”: خوفٌ دولي من انهيار الأسد قبل أوانه
لفت عضو الائتلاف الوطني السوري المُعارض كمال اللبواني في حديث لموقع “NOW” إلى أن “نظام بشار الأسد أحرج حلفاءه السابقين (في إشارة إلى الدول الغربية) باستعماله لسلاحٍ محرّم دولياً، بعدما تغاضوا عن استعماله لكلّ أنواع الأسلحة الأخرى وسكتوا عن جرائمه ضد الإنسانية، وكان سبق لهم وحذّروه عبر ضربة قالوا إنها اسرائيلية، لكنّه تحدّاهم مرة أخرى وأحرجهم ما يضطرّهم لضربه آسفين وعاتبين، وأيضاً خائفين عليه من الانهيار قبل الوقت المقرر، وهو 2014، بحسب التفاهم الروسي الأميركي الذي بلغ إلى المعارضين من الروس قبل أكثر من سنة”.
وأضاف اللبواني: “يومها تحدّانا (نائب وزير الخارجية الروسي) بوغدانوف في مكتبه في موسكو بأن الأسد باقٍ حتى 2014، وعندها قلت له يبدو أنكم متأكدون، فسأل هل تراهنون، قلتُ لا إذاً هناك تفاهم بينكم وبين الأميركيين”. وتابع اللبواني: “الوقت المطلوب على ما يبدو هو لاستنزاف قوى التطرف بالمنطقة، وتحضير بديل مرضيّ عنه وتوافقي، يأتي بموجب حل سياسي بإشراف الأطراف التي يمكن أن تكون ايران واحدة منها”، مشيراً في هذا السياق إلى أن الضربة العسكرية المفترضة ضد النظام السوري “أيضاً يجري التفاهم عليها لتكون كافية لمنع النظام من استعمال السلاح الكيمياوي، ولمنع وقوعه في أيدي المعارضة كذلك، وهي لهذا السبب محيِّرة فعلاً بعد انتشار السلاح وتوزّعه في كل مكان، ووقوعه بيد الشبيحة وحزب الله والميليشيات الشيعية”.
وعبّر اللبواني عن ترحيبه الشخصي “بأيّ ضربة للنظام الذي يحرس العدو ويضرب الشعب”، ورأى وجوب أن تستفيد المعارضة منها “قدر الإمكان”، لكنّه لم يتوقّع أن تغيِّر كثيراً “بسبب هزالة أداء المعارضة، وخاصة السياسية، وضآلة الدعم المادي والعسكري بل تقنينه على برنامج محسوب”. وختم بالقول: “يبدو لي أن الدماء في سوريا لن تتوقف وأمامنا تصعيد خطير وانتقام بشع سيقوم به الشبيحة والحزب الطائفي، والتطورات القادمة تعتمد ليس على الضربة المحدودة بل على تبعاتها وردود الفعل عليها من قبل النظام، وهي ما ستحدد تطورها، لكنّها لن تكون نهاية لمحنة شعبنا المعذب بكل أسف”.
أوباما: قد تكون الضربة العسكرية على سوريا غداً أو الأسبوع المقبل
أكّد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ “الهجوم الكيماوي في سوريا هو الأسوأ في القرن الحادي والعشرين”، مشدّداً على ضرورة أن “يتحمل النظام السوري مسؤولية هذه العملية” التي قام بها في الغوطة الشرقيّة.
أوباما، وفي تصريح، قال: “لدينا معلومات عن المراكز التي سيتم قصفها، وعلمنا أننا جاهزون للرد”. وأضاف: “قد يكون الرد غداً أو في الأسبوع المقبل”.
وتابع: “سأطلب موافقة الكونغرس على الضربة على سوريا”، مشدّدًا على أنّه قرّر “السعي للحصول على تفويض لاستخدام القوّة من الكونغرس”، إلاّ أنّه لفت إلى أنّ لديه السلطة لاتخاذ هذا الهجوم من دون مساندة الكونغرس، وأضاف: “لكن أريد أن يصدر الكونغرس هذا القرار”. وأردف: “سأطلب من أصدقائنا الذين يدعموننا أن يشاركونا أفكارنا”
رفسنجاني يتهم النظام السوري باستخدام الكيماوي ضد شعبه
وكالة “إيلنا” نقلت انتقاده تحويل الملاعب لسجون وقتل ما يزيد على 100 ألف
دبي – سعود الزاهد
اتهم هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، النظام السوري بضرب شعبه بالكيماوي، مضيفاً أن على هذا النظام أن ينتظر الضربة العسكرية.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول إيراني رفيع المستوى نظام بشار الأسد الحليف الأول لطهران باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
وذكر موقع “إيلنا” العمالي شبه الرسمي الذي نقل تصريحات رفسنجاني مساء اليوم خلال كلمة له في حشد جماهيري لأهالي سواد كوه في إقليم مازندران شمالي إيران: “المشاكل الحالية حقيقية نحن نخضع للحصار والعقوبات والمقاطعة ولا نستطيع الاستفادة من مصادرنا، ونواجه خطراً أكبر في المنطقة”.
وأردف رفسنجاني قائلاً: “الأزمة السورية تشكل قلقاً بالغاً للمنطقة ولإيران، واليوم تنفخ أميركا والغرب وبعض الدول العربية في المنطقة في بوق الحرب عليه، ندعو الله أن يكون في عون الشعب السوري”.
وأضاف: “منذ عامين والشعب السوري يتلقى الأضرار والسجون مليئة بالناس، وتم تحويل الملاعب إلى سجون وقتل ما يزيد على 100 ألف شخص وتشرد الملايين، الأمر الذي يظهر الوضع المأساوي في سوريا”.
وأكد رفسنجاني قائلاً: “الشعب تعرّض إلى هجوم كيماوي من قبل حكومته التي عليها أن تنتظر الهجوم الخارجي”.
وبعد نشر موقع الوكالة العمالية للأنباء هذه التصريحات قامت بتغيير نص الخبر وحذفت منه الفقرة التي تتعلق بتعرض الشعب السوري للقصف بالكيماوي من قبل الأسد، وهذا ما أكدته وكالة رويترز للأنباء.
حفيدة الخميني تؤكد
وتحت عنوان “أقوال لرفسنجاني لا يمكن تصديقها مؤيدة لأعداء سوريا” نقل موقع “جهان نيوز” المحافظ المتشدد ما كتبته نعيمة إشراقي (حفيدة الخميني) على صفحتها على فيسبوك جاء فيه: “الحكومة التي تقصف شعبها بالكيماوي عليها أن تنتظر عواقب ذلك”.
وجاء في تقرير “جهان نيوز”: “كتبت نعمية إشراقي على فيسبوك يوم الخميس الماضي تقول: تحدث السيد رفسنجاني لدى استقباله في حسينية جماران مجموعة من أهالي إقليم أصفهان قبل ساعات حول القصف الكيماوي الأخير في سوريا، فقال: الحكومة التي تقصف شعبها بالكيماوي فلتتوقع عواقب وخيمة، والوضع أشبه بقصف صدام حسين لأهالي حلبجة الذي جلب لنفسه العار الأبدي”.
ليون: واشنطن وباريس تدافعان عن مصالحهما في سوريا
أكد أن أوباما يطلب غطاء من الكونغرس خشية توسع جبهة الصراع مع إيران
دبي – قناة العربية
أكد الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق لقناة “العربية”، الأحد، أن واشنطن وباريس تدفعان عن مصالحهما في سوريا، وليس الشعب السوري.
وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد خرق كافة المواثيق الدولية، وإن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخذ قرار الضربة العسكرية، ولكنه يريد غطاء من الكونغرس لأن الضربة ربما تقود إلى مواجهة مع إيران وروسيا.
وأضاف أنه يتوقع موافقة الكونغرس الأميركي على الضربة العسكرية ضد سوريا، ما قد يقود إلى إقناع برلمانات دول غربية، وخاصة بريطانيا، بتغيير موقفها.
وذكر أنه إذا ترافق مع هذا ظهور نتائج لجنة التحقيق الدولية في استخدام الكيماوي في سوريا، فإن حشدا دوليا يمكن أن يتشكل، الأمر الذي يحول الضربة المتوقعة من واحدة استعراضية إلى أخرى عقابية ضد الأسد ونظامه.
اجتماع عربي بسبب “ضرب سوريا“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
يجتمع وزراء خارجية الدول العربية، الأحد، في القاهرة لبحث الوضع في سوريا، في ظل التحركات الغربية لتوجيه ضربة عسكرية محتملة لسوريا.
وأفاد مراسل سكاي نيوز عربية عن وجود “تباينات في استصدار موقف عربي موحد حيال الأزمة السورية”. وجرى تقديم الاجتماع إلى اليوم بعد أن كان مقررا الثلاثاء بسبب التطورات الراهنة. ونقل عن نائب أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، قوله إن الوزراء العرب سيتخذون موقفا واضحا وصريحا حيال الأزمة السورية. لافتا إلى أن الأولوية ستكون لتغليب الحل السلمي على غيره.
وحثّ مندوب ليبيا لدى الجامعة ورئيس الجلسة، السفير عاشور حمد بو راشد، المجتمع الدولي على اتخاذ “خطوات عملية لردع النظام السوري”.
وقال بو راشد ” إن ما ينتظره الشعب السوري من مجلس الجامعة في هذه الدورة هو اتخاذ موقف عربي يتجاوز موقف المناشدة والإدانة.. ويسهم فعليا في إنقاذه من آلة الدمار والقتل ويرفع المعاناة عن اللاجئين السوريين في دول الجوار وذلك بإيصال المساعدات الانسانية والضرورية إلى مناطق اللجوء”.
من جانبه، كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات دعا القوى الغربية إلى عدم التسرع في اعتماد الخيار العسكري لحل الأزمة السورية. وقال إن الحل يكمن في الإسراع بعقد مؤتمر جنيف 2 لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.
وكان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قد قال في وقت سابق إن مصر ترفض التدخل العسكري في سوريا إلا وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي ينص على ضرورة التأكد من أن الدولة باتت تمثل خطرا على الأمن والسلم الدوليين.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، رفض بلاده ما وصفه العدوان والحرب ضد سوريا.
المغرب: النظام مسؤول عن الكيماوي
إلى ذلك حملت الخارجية المغربية النظام السوري مسؤولية المجازر البشعة التي وقعت في الغوطة الشرقية لدمشق بسبب استعمال أسلحة كيمياوية محرمة دوليا.
وقالت الخارجية المغربية في بيان إن المغرب سيواصل مشاوراته مع الجامعة العربية لبلورة المواقف المناسبة. وأضاف البيان أن الأزمة السورية لن يكون حلها النهائي إلا سياسيا عن طريق حوار جاد و شامل و إعداد جيد لاجتماع جنيف اثنين.
دمشق: ضغوط جديدة على أوباما
وأكد مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “أصعدا نفسيهما إلى ذروة الشجرة ولا يعرفان كيف ينزلان عنها، ولذلك لجآا إلى الكونغرس ومجلس العموم بحثا عن مخرج من الورطة التي وضعا نفسيهما فيها أو وضعهما الآخرون فيها”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن الجعفري قوله في اتصال مع التلفزيون السوري إن “أوباما يخضع لضغوط هائلة من اليمين المتطرف والصهيونيين الجدد ومن إسرائيل وتركيا وبعض العرب، وهو أحسن صنعا بمحاكاة ما فعله كاميرون من حيث إحالة قرار العدوان على سوريا إلى الكونغرس وخاصة أن كاميرون بهذه الطريقة أنزل نفسه من الشجرة التي صعد إليها”.
أوباما وسوريا.. بانتظار “التفويض“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
منذ خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي طلب فيه “تفويض الكونغرس” لتوجيه ضربا لسوريا ردا على استخدامها أسلحة كيماوية ضد مواطنيها، انطلقت التحليلات والتعليقات حول ما يعنيه ذلك وامكانية تصويت الكونغرس وهل يواجه أوباما مصير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي رفض برلمان بلاده ضرب سوريا.
من المهم الإشارة إلى أنه من سلطة الرئيس “استدعاء الكونغرس في الحالات الاستثنائية” لكنه لم يفعل وترك ذلك لرئيسي مجلس النواب والشيوخ ـ ولهما هذا الحق أيضا ـ ولم يفعلا وفضلا انعقاد الكونغرس بعد انتهاء العطلة الصيفية في 9 سبتمبر.
وكما في أي برلمان يتمتع بالصلاحيات، فإنه من السهل أن التصويت بـ”لا” بدلا من “نعم” إذا لم يكن النائب متأكدا أو متحمسا، ويبدو أن ذلك موقف كثير من النواب والشيوخ من الحزبين الرئيسيين ـ حزب أوباما الديمقراطي والحزب الجمهوري الذي له أغلبية في مجلس النواب.
تصويت غير محسوم
وكشف السناتور الجمهوري عن ولاية تنيسي بوب كوركر في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” عن اعتقاده أن التصويت في الكونغرس على قرار ضرب سوريا سيكون “كله مشاكل”. مضيفا أن بعض النواب “قد لا يفهمون ما يجري في سوريا .. والشعب الأميركي ليس داعما (للضربة)”.
صحيح أنه غالبا ما تشهد السياسة الخارجية والأمن الوطني اتفاقا بين الحزبين، وتعد قضايا “غير حزبية”، لذا قد يصوت ديمقراطيون ضد تفويض الضربة بينما على إدارة أوباما أن تراهن على الصقور في الحزب الجمهوري.
فقد وقع عدد من النواب الديمقراطيين رسالة يوم الخميس عبروا فيها عن قلقهم من الدخول في “حرب غير حكيمة”.
حتى المؤيدين للتدخل في سوريا، مثل السناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي غراهام يرون أن الضربة المحدودة غير كافية ويطالبون بتدخل أميركي يزيح حكم الأسد.
تجربة العراق
ويتذكر كثير من النواب أن التصويت لصالح حرب العراق ضيّع على هيلاري كلينتون فرصتها للسباق على الرئاسة، وسيفكر أغلبهم مرتين قبل التصويت لصالح حرب في سوريا ـ
فما زالت حروب أفغانستان والعراق ماثلة في أذهان الأميركيين وهذا ما جعل كثيرين يتشككون في الأدلة التي يقدمها البيت الأبيض لتبرير عمل عسكري ضد سوريا، لذا أكد وزير الخارجية جون كيري في خطابه بشأن سوريا “نحن واعون تماما لتجربة العراق .. ولن نكرر ذلك”.
وحسب استطلاع نشرت “واشنطن بوست” نتائجه، يعارض الأميركيون الحرب في سوريا بنسبة 50 إلى 42، وحتى فيما يتعلق بضربة محدودة لا تجد تأييدا كبيرا (50 مع مقابل 44 ضد).
لكن الأهم في نتائج الاستطلاع أن نسبة 21 بالمائة فقط تعتبر التدخل يحمي مصالح الولايات المتحدة، ولا تزيد نسبة من يرون التدخل يمكن أن يحسن الوضع في سوريا عن 27 بالمائة.
مكاسب دمشق وخسائرها بعد تأجيل الضربة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بعد أن طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما تفويضا من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية “تأديبية” ضد سوريا لاستخدامها السلاح الكيماوي، أصبح واضحا أن تلك الضربة لن تكون قريبة كما أجمع أكثر المراقبين، وما من شك أن في تأخير تلك الضربة المتوقعة مكاسب لدمشق وللمعارضة.
مكاسب المعارضة
ستجني المعارضة السورية، وفقا لخبراء ومحللين، من تأجيل الضربة العسكرية إجبار القوات السورية على توسيع تحركاتها لتعزيز قبضتها على مواقع المعارضين باعتبار البلاد تواجه عدوانا خارجيا، وبالتالي إنهاك هذه القوات.
كما سيسفر ذلك عن إنهاك قدرات الجيش السوري عسكريا لاضطراره لتوقع الضربة في أي وقت، وبالتالي يستنزف في تحريك قدراته العسكرية والحساسة طوال الوقت كي يفوت على معلومات الاستطلاع دقة الإصابة.
الضبابية في موعد الضربة سيربك قدرة دمشق وحلفائها على الرد باستهداف إسرائيل أو أي من دول الجوار.
كما أن الوقت الذي يسبق الضربة المحتملة قد يشهد مزيدا من الضغط الشعبي الداخلي على حكومة دمشق نتيجة تخوف الناس واضطرارهم للنزوح وزيادة العبء الاقتصادي على الحكومة لمواجهة الشلل العام مع توقع طويل للضربة.
إن التحركات العسكرية المحيطة بسوريا سواء عبر البحر (القطع العسكرية الموجودة شرقي المتوسط) أو البر قد تؤدي إلى اضطراب خطوط إمداد القوات النظامية التي تواجه المعارضة المسلحة في أنحاء متفرقة من شمال الشرق وشمال الغرب والجنوب.
ويرى خبراء أن انتظار الضربة ربما يربك القيادات العسكرية السورية بما يوفر فرصة أفضل لمقاتلي المعارضة لاستعادة بعض المناطق التي خسروها لصالح القوات الحكومية.
ووفقا لمراقبين فإ، انتظار الضربة سيعطل دور القوات المساندة لنظام الأسد (حزب الله والحرس الثوري الإيراني والعناصر العراقية) لأنها ستتفادى الوجود في أي مكان يتوقع أن يتعرض للقصف.
الولايات المتحدة قد تستفيد بدورها من تأخير الضربة في كشف مواقع النظام الحساسة وهي تلك التي ستشهد تحركات وقائية يمكن رصدها بالأقمار الصناعية.
وقد تعول الولايات المتحدة أيضا على إتاحة زمن لمن يريد من كبار ضباط الجيش السوري بالانشقاق ما قد يسهم في تحقيق الحسم بصورة أسرع.
مكاسب الحكومة السورية
من جهة أخرى، قد تجد الحكومة السورية وجيشها في تأخير الضربة فرصة لتعزيز قدراتها ودفاعاتها لمواجهتها وبالتالي التقليل من أثرها وخاصة لو كانت محدودة.
كما أن التحركات التي ستخوضها القوات النظامية لتعزيز وجودها ميدانيا قد تضر أكثر بقوى المعارضة، حتى في الأماكن التي عززت سيطرتها عليها.
التعبئة الشعبية والإعلامية لمواجهة العدوان الأجنبي قد تزيد من التأييد الشعبي للنظام وتأتي بنتائج عكسية للضربة المحتملة.
وحسب محللين، قد يكون التأخير فرصة لزيادة الدعم العسكري الإيراني (وربما الروسي) لدمشق بما يجعل أثر الضربة غير فعال فيما بعدها من حيث تحييد قدرة النظام العسكرية.
الوقت الذي ستكسبه حكومة دمشق أيضا قد يكون فرصة للتحضير لضربات انتقامية في الداخل والخارج تتزامن مع الضربات العسكرية لتأليب الرأي العام لصالحه.
جماعة حقوقية: مقتل اكثر من 110 آلاف شخص في الصراع السوري
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأحد إن أكثر من 110 الاف شخص أكثر من نصفهم مدنيون قتلوا في الصراع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من عامين ونصف العام.
وقال المرصد وهو جماعة حقوقية مقرها بريطانيا تعارض حكم الرئيس السوري بشار الأسد إن من بين القتلى ما لا يقل عن 5833 طفلا.
وأضاف المرصد في بيان “سقط 110371 شخصا منذ سقوط أول شهيد للثورة في 18 مارس 2011 في محافظة درعا حتى تاريخ 31 أغسطس 2013.” وتابع إن من بين هؤلاء القتلى 56138 مدنيا.
وقال “إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وأمام هذه الأعداد الهائلة والمخيفة من الضحايا الذين سقطوا بسبب صمت المجتمع الدولي يجدد مطالبته للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان جي مون ولكل من لديه ضمير انساني في المجتمع الدولي العمل بشكل جدي من أجل وقف القتال في سوريا.”
وقال المرصد إن احصائيته تشمل ضحايا هجوم الغاز في ضواحي دمشق والذي دفع الولايات المتحدة وفرنسا للتهديد بعمل عسكري ضد سوريا. لكن المرصد أحصى فحسب نحو 500 قتيل في الواقعة خلافا لما أعلنته واشنطن بأن قتلى هجوم الغاز أكثر من 1400 شخص.
ويقول المرصد الذي يعتمد على شبكة من الناشطين في انحاء سوريا انه يوثق أعداد القتلى من خلال الحصول على تسجيلات مصورة وصورا للجثث ومن خلال التأكد من هويات القتلى عن طريق اجراء مقابلات مع أسر الضحايا والمسعفين والناشطين.
وقال المرصد إن 171 من القتلى من جماعة حزب الله اللبنانية التي أرسلت مقاتلين إلى سوريا لمساعدة الأسد. ومضى المرصد يقول انه وثق فحسب أعداد مقاتلي حزب الله من خلال التحدث إلى المستشفيات أو من خلال تشييع جثامين المقاتلين أو من خلال اقاربهم.
ولم تكشف جماعة حزب الله التي أقرت بضلوعها في الصراع السوري عن أعداد مقاتليها الذين قتلوا في سوريا.
وقال المرصد ان من المعتقد ان نحو 3730 من القتلى من المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في صفوف المعارضة.
وتابع ان من المرجح ان يكون العدد الحقيقي للمقاتلين الذين قتلوا من الجانبين اعلى بكثير من تلك الارقام بسبب احجام فصائل المعارضة عن الكشف عن اعداد الذين سقطوا من مقاتليها.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير احمد حسن)
السعودية تقول إنها تؤيد الضربة الأمريكية إذا قبلها السوريون
القاهرة (رويترز) – قالت المملكة العربية السعودية يوم الأحد إنه آن أوان أن يقوم المجتمع الدولي بكل ما بوسعه لمنع العدوان على الشعب السوري وإنها تؤيد توجيه ضربة أمريكية لسوريا إذا أيدها السوريون.
وجاء هذا التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع استعداد الولايات المتحدة للقيام بعمل عسكري ضد الحكومة السورية بعد ان حملتها المسؤولية عن هجوم كيماوي أدى الى مقتل مئات المدنيين.
وقال الفيصل لدى وصوله الى القاهرة للمشاركة في اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية لبحث الوضع في سوريا “نطالب المجتمع الدولي بكل امكانياته بوقف هذا العدوان علي الشعب السوري.”
وبخصوص الضربة الأمريكية المتوقعة قال الفيصل “نقف مع ارادة الشعب السوري هو ادري بمصلحته فالذي يقبله نحن نقبله والذي يرفضه نرفضه.”
ومن المتوقع أن يحمل الاجتماع رسميا الرئيس بشار الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي.
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
التلفزيون السوري: الاسد يقول ان سوريا قادرة على مواجهة اي عدوان خارجي
بيروت (رويترز) – قال الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد ان سوريا قادرة على مواجهة اي عدوان خارجي بعدما قال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه يجب توجيه ضربة عسكرية لسوريا.
ونقل التلفزيون الحكومي عن الاسد قوله اثناء مقابلة مع مسؤولين ايرانيين ان سوريا “بصمود شعبها المقاوم وتلاحمه مع جيشه الباسل قادرة علي مواجهة اي عدوان خارجي.”
واضاف “التهديدات الامريكية بشن عدوان عسكري لن تثني سورية عن تمسكها بمبادئها وثوابتها ومحاربتها للارهاب المدعوم من قبل بعض الدول الاقليمية والغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.”
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
ما هي أهداف وكلفة الحرب على النظام في سوريا؟
صحيفة الجمهورية
دفعت مجزرة الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى إعادة الحسابات الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط على خلفية إستخدام أسلحة كيميائية مصنفة كأسلحة دمار شامل .
خيار الحرب، الذي ستقوده الولايات المتحدة، يرمي إلى ( هجوم مباشر وشامل على النظام في سوريا؛ وخلق منطقة عزل جوّي (بحسب المادة 4 من قرار مجلس الأمن 1973)؛ وضرب بعض المواقع العسكرية؛ ودعم الثوار لوجستياً (معدات، تدريب ومعلومات.
هذه الخيارات لها كلفة إقتصادية…وكل خيار بين هذه الخيارات له كلفته الإقتصادية التي لن تتحملها الولايات المتحدة الأميركية وحدها. وتتوزع الكلفة على البلدان على الشكل التالي:
– سوريا: ما يُعادل النصف أو أكثر على شكل ديون طويلة الأمد.
– دول الخليج: الأموال المباشرة على دول الخليج (السعودية، قطر، الإمارات، الكويت) والإحتمال الأكبر أن تكون على شكل دعم نفطي للعمليات العسكرية إضافة إلى مستشفيات ميدانية.
– تركيا : مساهمة بتأمين دعم لوجستي أرضي عبر تأمين قواعد عسكرية للولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو. كما وتدريب الجيش السوري الحر على الأرض.
– الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، بريطانيا ودول حلف الناتو: تأمين المعدات العسكرية من بوارج وحاملات طائرات، وطائرات، ودبابات، ومضادات صورايخ وغيرها إضافة إلى جنود.
ومع استبعاد الهجوم المباشر على سوريا نظراً الى كلفته المادية العالية، فمن المرجح أن أميركا، وفي حال قامت بخطوة عسكرية، ستشمل ايجاد منطقة عزل جوّي، قصف بعض المواقع العسكرية ودعم الثوار لوجستياً.
وليس من السهل تحديد الكلفة بدقة لعدم معرفتنا بمجرى العمليات ومداها ومدتها، لكن تخميناً بسيطاً يسمح لنا بأخذ فكرة عن كلفة فرض منطقة حظر جوي في سوريا، قصف بعض المواقع العسكرية كما ودعم الثوار عسكرياً دون إرسال قوات برية.
من المتوقع أن تتمركز في البحر المُتوسط نحو 25 بارجة مع حاملتي طائرات أو ثلاث وأكثر من 400 طائرة حربية. كما يُتوقع أن يكون عدد العمليات الجوية بحدود 200 عملية في النهار الواحد (70 إلى 90% مؤمن من الأميركيين). كما سيتم إستخدام صواريخ توماهوك (كلفة الصاروخ 500 إلى 700 ألف دولار). والكلفة العسكرية المُجملة تُقدر بـ 500 مليون دولار في كل يوم حرب.
لذا وإذا إعتبرنا أن الحرب ستدوم ثلاثة أسابيع، فإن الكلفة سترتفع إلى 10 مليار دولار. أضف إلى هذا المبلغ المعدات العسكرية التي ستُقدم إلى الجيش السوري الحر والتي تُقدر بملياري دولار على شكل دبابات وصواريخ.
هذه الحرب سيكون لها فوائد على الصناعة العسكرية الغربية… وسيكون لها بدون أدنى شك فوائد على الصناعة العسكرية الأميركية والأوروبية. فمنذ لحظة تحرُّك الآلة الحربية، بدأت معامل تصنيع الأسلحة بتصنيع الأسلحة لهذه الحرب وسيتم ختمها بعقود لإعادة تسليح الجيوش الإقليمية.
ونظراً للوزن الكبير للصناعة العسكرية في إقتصادات الدول الغربية، سيكون لهذه الحرب فوائد إقتصادية تُترجم بنمو الإقتصاد العسكري، بحسب ضراوة المعارك وتطور الحرب، ما بين 3 % و10 %..