أحداث الخميس، 8 آب 2013
قوات النظام معزولة في حلب والمعارضة تصعد هجماتها
لندن، بيروت، نيويورك – «الحياة»، رويترز ، ا ف ب
وضعت سيطرة «الجيش الحر» على مطار «منغ» العسكري قوات نظام الرئيس بشار الأسد المنتشرة في ريف حلب شمالاً في «عزلة» لا يمكن كسرها إلا بإرسال الإمدادات جواً، في وقت صعد مقاتلو المعارضة عملياتهم داخل مدينة حلب مع بدء معارك السيطرة على مطار «كويرس» العسكري في الريف.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً في محاولة للسيطرة على المنشآت المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون عند الأطراف الشمالية الغربية للمدينة، موضحاً أن مقاتلي المعارضة سيطروا امس على عدد من المواقع المستهدفة عقب اشتباكات عنيفة قُتل فيها خمسة جنود نظاميين بينهم قناص، وأُعطبت دبابة.
وأفاد ناشطون معارضون أن المقاتلين يحاولون التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء اللتين تضمان غالبية شيعية موالية للأسد، فيما أعلن ضابط قدم نفسه باسم حسن رجوب، أن مقاتليه بدأوا أمس معركة «تحرير» حي الخالدية في حلب عبر السيطرة على معامل وزارة الدفاع ومبان تابعة للقوات النظامية في أطراف الحي. وأكد معارضون إن المقاتلين بدأوا الإعداد لمعركة تحرير مطار «كويرس» في ريف حلب.
وذكرت مصادر المعارضة أن السيطرة على «منغ» جعلت قوات النظام في «عزلة بحيث لا تصلها الإمدادات إلا بواسطة المروحيات». وأشارت إلى أن كتائب مقاتلة بدأت التحضير لمهاجمة مطار «كويرس» من ثلاث جهات للسيطرة عليه، وباشرت بقصفه بمدفعية الهاون والصواريخ.
وأعلنت «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس غرب كردستان» في بيان: «أن 70 عنصراً من قوات النظام برفقة دبابتين وقعوا في مكمن» نصبه عناصرها، وأنهم «استسلموا» بعد مواجهات. وتحدثت مصادر أخرى عن وجود 125 مقاتلاً نظامياً لدى مقاتلين أكراد في عفرين، علما أن مصادر موالية للنظام أشارت إلى خروج بعض المقاتلين بـ «التنسيق» مع «قوات الدفاع الوطني» في نبل والزهراء ومقاتلين أكراد في عفرين شمال حلب.
في هذا الوقت، قالت «منظمة العفو الدولية» إن مدينة حلب «دمرتها» الحرب، وسكانها يتعرضون إلى قصف يومي من قوات النظام وسوء معاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأفادت المسؤولة في المنظمة دوناتيلا روفيرا، أن «حلب مدمرة بالكامل»، مشيرة إلى فرار عدد كبير من سكان المدينة التي كانت العاصمة الاقتصادية لسورية قبل بدء النزاع. وأرفقت المنظمة تصريحاتها بتقرير يتضمن صوراً بالأقمار الاصطناعية لعدد من أحياء المدينة قبل بدء المعارك في تموز (يوليو) 2012 وبعدها.
وفي غرب البلاد، استمرت المواجهات بين مقاتلين معارضين وقوات النظام في ريف اللاذقية، وشنت طائرات حربية أمس غارات على قرى محيطة بلدة سلمى وجبل التركمان، حيث تحدثت مصادر موالية عن استعادة الجيش النظامي السيطرة على بعض القرى. ودعت مصادر موالية للنظام إلى ضرورة إقامة مَشافٍ ميدانية لإسعاف الجرحى. ونأت المعارضة السياسية في الداخل عن معارك «تحرير الساحل» وطالب بعضها الجيش النظامي بضرب مقاتلي المعارضة.
وفي دمشق، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة عدرا صباح امس بعد ساعات على قتلها 62 معارضاً في مكمن نصبته. وقال «المرصد» إن غالبية القتلى هم من الشباب، وإن هناك ثمانية مفقودين.
وتشكل عدرا الواقعة على بعد 35 كلم إلى الشمال الشرقي من دمشق، ممراً رئيسياً إلى الغوطة الشرقية قرب العاصمة، والتي تعد أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة في ريف دمشق. وتحاول القوات النظامية منذ فترة السيطرة على معاقل المعارضة في ريف دمشق وعلى حيي القابون وبرزة البلد.
وفي نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة أن خبراءها المكلفين التحقيق في المعلومات حول استخدام أسلحة كيمياوية في سورية موجودون حالياً في لاهاي، حيث «ينهون استعداداتهم قبيل توجههم» إلى دمشق، بعد إعلان الاتفاق على زيارة ثلاثة مواقع يشته باستخدام «الكيماوي» فيها.
الرئيس السوري يظهر في صلاة العيد بعد أنباء عن استهدافه
بيروت – “الحياة”
نقلت قناة الإخبارية السورية وقائع صلاة عيد الفطر في دمشق، وقد ظهر على التلفزيون الرئيس السوري بشار الأسد.
ويأتي هذا الأمر بعد تداول معلومات صحافية تلفت إلى إستهداف الأسد بمجموعة من القذائف أثناء توجهه إلى الصلاة.
الإستهداف الذي أعلن عنه لواء تحرير الشام على لسان قائده اللواء النقيب فراس البيطار، أوضح أنه تم باستخدام 17 قذيفة هاون.
وكان البيطار قد أشار إلى الاستنفار الأمني الذي كان موجوداً في المنطقة، وكان مجلس قيادة الثورة أعلن عن سقوط قذائف هاون على حي المالكي في دمشق، حيث المكتب الرئاسي، وإنه تم إغلاق الطرق إلى حي الروضة، وأعلنت لجان التنسيق أن انفجاراً ضخماً ضرب حي المهاجرين في دمشق، ومن المعروف أن المالكي والروضة والمهاجرين من الشوارع التي تشكل ما يسميه النظام السوري الحالي “المربع الأمني”، لأن تلك الأحياء تحتوي على المكتب الرئاسي وعلى منزل الرئيس.
وزير الاعلام السوري ينفي تعرض موكب الاسد للهجوم
عمان – رويترز
نفى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ما أعلنه مقاتلو المعارضة السورية عن تعرض موكب الرئيس بشار الاسد للهجوم وهو في طريقه لاداء صلاة عيد الفطر في مسجد بدمشق.
ونقل التلفزيون السوري عن الزغبي قوله ان هذا النبأ عار من الصحة تماماً.
اللاذقية : ازدحام وحذر على وقع معارك الريف
علاء حلبي
تزدحم شوارع اللاذقية بالسيارات والمارة، في مشهد لم تكن تشهده المدينة الساحلية الهادئة قبل عامين، حيث كان يقتصر الازدحام على شواطئها، لا شوارع وأحياء مدينتها. يراقب سائق التاكسي الازدحام ويقول بضيق «هذه ليست اللاذقية، أطول توصيلة كانت أقل من عشر دقائق، أما الآن فقد تستغرق التوصيلة نصف ساعة أو ساعة في بعض الأحيان»، قبل أن يشير إلى لوحتي سيارتين أمامه، إحداهما تحمل اسم مدينة حلب، والأخرى حمص.
وبالرغم من الفرز المناطقي، الذي تسببت الأحداث السورية بتعميقه في اللاذقية، إلا ان المهجرين من المدن الأخرى يتوزعون في معظم أحياء المدينة. وقد استقبلت حتى الآن ما يعادل عدد سكانها، حيث ارتفع عدد قاطنيها من نحو 750 ألف نسمة إلى نحو 1,5 مليون نسمة، بحسب تقديرات مصادر رسمية.
وتزدحم الأسواق مع اقتراب عيد الفطر، وينتشر الباعة الجوالون بكثرة، إلا انه بالرغم من ذلك، تبقى حركة البيع والشراء قليلة.
«لا عيد هذا العام على ما يبدو»، يقول صاحب محل ألبسة. ويضيف «المواطنون يتمشون في الاسواق، يتفرجون على البضائع ولا يشترون، أظن أن معهم الحق فالجرح كبير، ولا وقت للعيد في الحرب».
لم تكن اللاذقية طيلة العامين السابقين بعيدة عن اجواء الحرب التي تعيشها سوريا، فبالرغم من هدوئها وبعدها عن المناطق الساخنة، إلا انها تستقبل يومياً جثامين مقاتلين فقدوا حياتهم على جبهات القتال العديدة.
وما من منزل في المدينة الهادئة إلا وزاره الموت، حاله كحال بقية المدن السورية، إلا ان الأحداث الاخيرة التي شهدها الريف الشمالي زادت من جرح المدينة، حيث قامت مجموعة فصائل معارضة متشددة ابرزها «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» باقتحام عدة قرى ذات غالبية علوية، تبعتها عمليات تصفية لعدة عائلات وخطف.
وعلى مدار يومين، كانت الأنباء الواردة من الريف الشمالي، الشغل الشاغل لأبناء المدينة: معلومات متضاربة وغير دقيقة، أمام تجاهل من وسائل الإعلام الرسمية لما يشهده الريف. وحدها سيارات تحمل جرحى وقتلى تدخل المدينة، وأصوات انفجارات سمعها سكان المدينة فجراً يضاف إليه تحليق مكثف للطيران.
«هي الحرب»، يقول صاحب مقهى وقف يراقب الطائرة الحربية. ويضيف «أصبحت المعارك قريبة جداً» قبل ان يعود إلى مقهاه الذي يحتوي على بضعة زبائن.
وعلى وقع المعارك القريبة، شاب اللاذقية حذر وخشية من ارتفاع التوتر الطائفي، ووقوع إشكالات وأعمال عنف، إلا ان أياً من هذه الحوادث لم تقع، الجميع يلتزم الصمت، والحذر، سواء من سكان المدينة أو الوافدين إليها.
ويعلل الحر فضل غزال، وهو ابن شقيق الشيخ العلوي بدر غزال الذي قامت جماعة متشددة باختطافه خلال اقتحامها لقرية البارودة، سبب هدوء المدينة إلى «وعي سكان المدينة بأن من قام بارتكاب هذه الأعمال ليس من ابناء المنطقة». وتابع «هم غرباء من جنسيات مختلفة، لا شأن لابناء المدينة بهم حتى من توجه منهم لحمل السلاح والقتال ضد الجيش في هذه الاحداث».
ويشير غزال في حديث إلى «السفير» الى أن «الخوف ساد من امتداد هذه المعارك، ووقوع إشكالات واقتتال داخل المدينة، إلا انها أصرت على الهدوء، والترقب»، لافتاً إلى أن «كل ما يشغل بالنا في الوقت الحالي هو مصير المخطوفين، ومن ضمنهم الشيخ بدر، لا حقد ولا ضغينة تجاه اي من ابناء المدينة من الطوائف الأخرى، فهم من هذه الأعمال براء».
ويرى غزال ان أكثر ما يشغل بال سكان اللاذقية في الوقت الحالي هو اقتراب المعارك من مناطقهم في وقت يقاتل فيه ابناء هذه المناطق على جبهات أخرى في سوريا. وقال «لا يوجد في هذه القرى شبان يدافعون عنها، معظمهم يقاتلون في مناطق أخرى ساخنة». وتابع «أنا لا أؤيد أن يحمل السلاح اشخاص غير منظمين ضمن صفوف القوى المسلحة الحكومية. الجيش هو كل ما يعوّل عليه المواطنون في الوقت الحالي».
ويأتي ذلك في وقت قالت فيه مصادر ميدانية إن الوضع الميداني في الريف الشمالي يشهد حالة تقدم بطيئة للجيش، والذي تمكن من السيطرة على قمة الشيخ نبهان، تحت غطاء ناري كثيف (مدفعي وصاروخي). وفي المقابل، ذكرت مصادر معارضة أن كتائب مقاتلة بدأت بالــــتراجع عن القرى التي سيطرت عليها، من دون تقدم كبـــير لمشـــاة الجــيش والكتائب الموالية للحكــومة (الدفاع الوطــني كتائب البعث) المشاركة في العملية في الوقت الحالي.
وبحسب المصدر الميداني فإن مسلحي المعارضة دخلوا فعلياً ثماني قرى هي استربة، وبومكة، وبلوطة، وبارودة، وعرامة، ودرج نباتا، ودرج تلا، والحمبوشي. أما الجيش السوري فاستعاد بيت الشكوحي، وسط معارك في استربة، التي تشهد انتشاراً للقناصة.
ولا يمكن الوقوف بشكل دقيق على عدد الضحايا من المدنيين خلال اقتحام المسلحين للقرى، إلا ان مصادر طبية قالت لـ«السفير» انه تم توثيق 136 قتيلاً من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، ولا يزال العشرات في عداد المفقودين. إلا ان مصدراً عسكرياً أوضح لـ«السفير» أنه من الصعب في الوقت الحالي إحصاء عدد القتلى بسبب عدم دخول مشاة الجيش إلى القرى حتى الآن.
وفي المقابل، كشفت مصادر معارضة لـ«السفير» أن الكتائب «أسرت» نحو 150 شخصاً من بينهم الشيخ بدر غزال، ويتم في الوقت الحالي التفاوض لإطلاق سراحهم مقابل إطلاق موقوفين تابعين لتشكيلات معارضة متشددة قامت السلطات بالقبض عليهم في وقت سابق.
مقتل 60 مسلحاً في كمين للجيش في عدرا
عرض سعودي لموسكو للتخلي عن دعم الأسد
أعلن ديبلوماسيون أوروبيون ومصادر في الشرق الأوسط، أمس، أن الرياض قدمت إلى موسكو عرضاً يتضمن شراء أسلحة بقيمة 15 مليار دولار وتعهداً بعدم تحدي دول الخليج مبيعات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية، وذلك مقابل توقف روسيا عن دعم السلطات السورية.
وفي الوقت الذي شنّ فيه المسلحون هجوماً للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى الاستخبارات الجوية في حلب، بعد استيلاء «الجهاديين» على مطار منغ العسكري قبل يومين، فإنهم تعرّضوا إلى ضربة قوية في ريف دمشق، حيث قتل 62 مسلحاً في كمين للجيش السوري في منطقة عدرا، هو الثاني من نوعه في المنطقة ذاتها خلال أقل من شهر.
ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين أوروبيين ومصادر في الشرق الأوسط قولها إن رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان قدّم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما في موسكو الأسبوع الماضي، عرضاً لشراء أسلحة روسية وعدم منافستها في تصدير الغاز إلى أوروبا.
وقالت مصادر في المعارضة السورية، مقربة من الرياض، إن بندر عرض على بوتين أن تشتري السعودية أسلحة روسية بقيمة 15 مليار دولار، وتعهد بأن لا تهدد مبيعات
دول الخليج من الغاز موقع روسيا كمصدّر أساسي للغاز إلى أوروبا.
وفي المقابل، بحسب المصادر ذاتها، طالبت الرياض موسكو بالتخفيف من دعمها القوي للرئيس السوري بشار الاسد والموافقة على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) بوجه أي قرار مستقبلي قد يتخذه مجلس الأمن الدولي بحق سوريا.
وأكد مصدر خليجي، مطلع على الموضوع، لوكالة «رويترز»، أن بندر عرض على بوتين شراء كميات ضخمة من الأسلحة الروسية، لكنه أشار إلى انه لم يتم تحديد قيمة الصفقة. يذكر أن الرياض أوقفت صفقة تسلح كانت وقعتها مع موسكو في العام 2008، وتتضمن شراء 150 دبابة و100 طوافة حربية ومدرعات.
ونقلت الوكالة عن سياسي لبناني، مقرب من السعودية، قوله إن اللقاء بين بندر وبوتين استمر أربع ساعات. وأضاف «السعودية خرجت مرتاحة من اللقاء» من دون تقديم تفاصيل.
وقال ديبلوماسيون غربيون إن ردّ بوتين الأولي على بندر لم يكن حاسماً. وتوقع ديبلوماسي غربي في الشرق الأوسط ألا يوافق الرئيس الروسي على المتاجرة بموقف موسكو في المنطقة في مقابل صفقة أسلحة، مشيراً إلى أن المسؤولين الروس متشككون في أن تملك الرياض خطة واضحة للاستقرار في سوريا إذا سقط الأسد.
وقال المسؤول في المعارضة السورية «كان هناك تواصل رفيع المستوى بين روسيا والسعودية قبيل الاجتماع». وأضاف «حاول بندر تهدئة مخاوف موسكو من أن يسيطر الإسلاميون المتشددون على سوريا بعد سقوط الأسد، وأن تصبح سوريا ممراً للغاز الخليجي، خصوصاً القطري، على حساب روسيا. عرض بندر (على بوتين) تكثيف التعاون مع موسكو في المجالات العسكرية والطاقة والاقتصاد».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيبحث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك اليوم، مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات في ريف اللاذقية بين عناصر تنظيم «القاعدة» والقوات السورية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «62 مسلحاً قتلوا، وفقد ثمانية، في كمين نصبه الجيش السوري لهم في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية» في ريف دمشق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله إن «وحدات الجيش قضت في كمين محكم على مجموعة إرهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة حاولت التسلل إلى الغوطة الشرقية والاعتداء على إحدى النقاط العسكرية».
وتشكل عدرا، الواقعة على بعد 35 كيلومتراً من دمشق، ممراً رئيسياً إلى الغوطة الشرقية التي تعدّ أحد المعاقل الرئيسية للمسلحين في ريف دمشق. والكمين هو الثاني الذي تنفذه القوات السورية في المنطقة ذاتها، إذ قضت على 49 مسلحاً في كمين مماثل في 21 تموز الماضي.
وأعلن مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «المسلحين يشنون هجوماً للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى الاستخبارات الجوية في منطقة الليرمون على أطراف حلب»، مضيفاً «تشارك في الهجوم كتائب إسلامية عدة أبرزها جبهة النصرة». وقال معارضون إن المسلحين يحاولون، بعد السيطرة على مطار منغ العسكري، التقدم في اتجاه قريتي نبل والزهراء في ريف حلب، واللتين يحاصرهما المعارضون منذ مدة طويلة.
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
موسكو رفضت اقتراحا سعوديا بالتخلي عن الاسد
بيروت ـ (ا ف ب) – رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحا سعوديا بالتخلي عن الرئيس السوري بشار الاسد في مقابل صفقة تسلح كبيرة ودور اكبر في العالم العربي، كما ذكرت مصادر دبلوماسية في الشرق الاوسط.
وقد استقبل بوتين، احد كبار الداعمين للرئيس السوري، في 31 تموز/يوليو في الكرملين، الامير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية العامة الواسع النفوذ والذي تعد بلاده داعما رئيسيا للتمرد السوري.
وتعذر الحصول على تعليق رسمي في موسكو كما في الرياض على ذلك اللقاء.
واكد دبلوماسي اوروبي يتنقل بين بيروت ودمشق ان “بندر بن سلطان يلتقي كل سنتين نظراءه الروس، لكنه اراد هذه المرة ان يلتقي رئيس الدولة”.
واكد الامير بندر للرئيس بوتين “استعداد الرياض لمساعدة موسكو على الاضطلاع بدور اكبر في الشرق الاوسط في وقت تبتعد الولايات المتحدة عن المنطقة”، كما اضاف هذا الدبلوماسي.
واقترح ايضا شراء اسلحة من موسكو ب 15 مليار دولار و”القيام باستثمارات كبيرة” في روسيا، كما قال المصدر نفسه.
واكد الامير بندر من جهة اخرى لبوتين انه “ايا يكن النظام” الذي سيخلف نظام الاسد، سيكون بين ايدي السعوديين “كليا” وانه لن يسمح لأي بلد خليجي بنقل الغاز عبر سوريا لمنافسة الغاز الروسي في اوروبا.
ورفض الاسد في 2009 ان يوقع مع قطر مشروعا لاقامة خط بري لنقل الغاز يربط الخليج بأوروبا يمر عبر سوريا، مراعاة لمصالح حليفه الروسي، المزود الاول لاوروبا بالغاز.
وقال دبلوماسي عربي يجري اتصالات بموسكو ان “الرئيس بوتين استمع بلياقة لمحدثه وابلغه ان بلاده لن تغير استراتيجيتها على رغم هذه المقترحات”.
واضاف ان “بندر ابلغ عندئذ الروس ان الخيار الوحيد هو عسكري اذن في سوريا ولا بد من نسيان مؤتمر جنيف لان المعارضة لن تحضره”.
ويؤيد الروس والاميركيون منذ اشهر فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام بين النظام والمعارضة في جنيف، لكنهم لم يحققوا اي نتيجة حتى الان.
وردا على اسئلة وكالة فرانس برس حول هذا اللقاء، اجاب سياسي سوري “كما فعلت من قبل قطر مع لافروف، تعتبر السعودية ان السياسة تقضي بشراء اشخاص او بلدان. وهي لا تفهم ان روسيا قوة عظمى لا تحدد سياستها بهذه الطريقة”.
واضاف ان “سوريا وروسيا تقيمان علاقات وثيقة منذ اكثر من نصف قرن في كل المجالات وليست الريالات السعودية هي التي ستغير الوضع″.
وتوترت العلاقات بين موسكو والرياض من جراء النزاع السوري، لأن موسكو تتهم الرياض ب “تمويل وتسليح الارهابيين” في هذا النزاع الذي اسفر عن اكثر من 100 الف قتيل، كما تقول الامم المتحدة.
واعتبر خبراء روس ايضا ان بوتين رفض العرض السعودي.
وقال الكسندر غولتز الخبير العسكري في صحيفة “ايجيدنفني” الالكترونية الناطقة باسم المعارضة ان “هذا الاتفاق يبدو غير محتمل ابدا”، مذكرا بأن دعم الاسد في نظر بوتين “مسألة مبدئية”.
واضاف “حتى ال15 مليار دولار، وهو مبلغ كبير يشكل رقم اعمال لمدة سنتين لشركة روسوبورونيكسبورت (الوكالة الروسية لتصدير الاسلحة) لن يكون له اي تاثير”.
واعتبر الخبير الامني الآخر المستقل اندريه سولداتوف الذي يتولى ادارة موقع اجينتورا.رو ان “الهدف من هذا التشويه الاعلامي هو اضعاف الاسد والمحيطين به”.
واكد ان “موقف الاسد يزداد قوة والكرملين على معرفة بذلك، والتخلي عنه في هذا الوضع سيكون امرا غبيا”. وخلص الى القول “علينا ان لا ننسى ايضا ان السعوديين لا يوفون عموما بوعودهم الا بعد سنوات”.
السعودية تعرض على روسيا صفقة لتقليص دعمها للأسد
عمان- الدوحة- (رويترز): قالت مصادر في الشرق الأوسط ودبلوماسيون غربيون الأربعاء إن السعودية عرضت على روسيا حوافز اقتصادية تشمل صفقة أسلحة كبيرة وتعهدا بعدم منافسة مبيعات الغاز الروسية إذا قلصت موسكو دعمها للرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت المصادر أن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان عرض الاتفاق المقترح بين اللاعبين البارزين في الحرب الأهلية في سوريا خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي.
وتدعم روسيا الأسد بالأسلحة وقدمت له غطاء دبلوماسيا خلال الحرب وأي تغيير في موقف موسكو من شأنه أن يزيل عقبة رئيسية تحول دون القيام بتحرك بشأن سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقالت مصادر من المعارضة السورية مقربة من السعودية إن الأمير بندر عرض شراء أسلحة روسية تقدر قيمتها بما يصل إلى 15 مليار دولار وكذلك ضمان ألا يهدد الغاز المستخرج من الخليج وضع روسيا كمزود رئيسي بالغاز لأوروبا.
وأضافوا أن السعودية تريد من موسكو في المقابل أن تخفف دعمها القوي للأسد وتوافق على عدم عرقلة أي قرار يصدره مجلس الأمن الدولي بخصوص سوريا في المستقبل.
وأكد مصدر خليجي مطلع على الموضوع أن الأمير بندر عرض شراء كميات كبيرة من الأسلحة من روسيا لكن لم يحدد أي مبلغ أثناء المحادثات.
وقال سياسي لبناني مقرب من السعودية إن الاجتماع بين الأمير بندر وبوتين استمر أربع ساعات. وأضاف المصدر دون إسهاب “السعوديون كانوا مسرورين من نتيجة الاجتماع″.
ولم يتسن على الفور الاتصال بديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين اليوم الأربعاء للتعليق على الاجتماع. ولم يمكن أيضا الحصول على تعليق من مسؤول في وزارة الخارجية السعودية.
ويقول دبلوماسيون إن رد بوتين الأولي على عرض الأمير بندر لم يكن حاسما. واستبعد دبلوماسي غربي في الشرق الأوسط أن يقايض الزعيم الروسي صورة موسكو البارزة في المنطقة في الآونة الأخيرة بصفقة أسلحة وإن كانت كبيرة.
وأضاف أن المسؤولين الروس يشككون أيضا على ما يبدو في وجود خطة واضحة لدى السعودية لتحقيق الاستقرار في سوريا في حالة سقوط الأسد.
لكن دبلوماسيين آخرين قالوا إن روسيا مارست ضغوطا على الأسد مع اقتراب موعد الاجتماع كي يسمح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بالتحقيق في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية وهي علامة محتملة على إبداء موسكو قدرا أكبر من المرونة.
ومن المتوقع أن يزور فريق الأمم المتحدة سوريا الأسبوع القادم.
وقال دبلوماسي “كان هذا أحد تلك الاجتماعات غير المعلنة التي قد يثبت أنها أهم بكثير من الجهود الدبلوماسية العلنية التي تبذل بخصوص سوريا”.
وقالت شخصية كبيرة في المعارضة السورية إن الاتصالات الروسية السعودية تزايدت قبل الاجتماع.
ومضى يقول “سعى بندر إلى تهدئة اثنين من بواعث القلق الرئيسية لدى روسيا: أن الإسلاميين المتطرفين سيحلون محل الأسد وأن سوريا ستصبح ممرا للغاز الخليجي وخصوصا القطري على حساب روسيا”.
وأضاف “عرض بندر تكثيف التعاون العسكري والاقتصادي وفي مجال الطاقة مع موسكو”.
وتدعم السعودية وقوى سنية أخرى بشدة المعارضة السورية التي يغلب عليها السنة وانضم إليها جهاديون أجانب من السنة.
وحظي الأسد بدعم عسكري من إيران ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية والشيعة العراقيين.
وواصلت روسيا مبيعاتها العسكرية للأسد طوال الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين والتي سقط فيها أكثر من 100 ألف قتيل. وعرقلت موسكو صدور ثلاث قرارات من مجلس الأمن تنتقد قمع الأسد للاحتجاجات السلمية في عام 2011 .
ويدرس المجلس منذ عدة شهور قرارا محتملا بشأن المساعدات لسوريا وقد يؤدي تغير موقف موسكو إلى تسهيل الموافقة عليه.
وقال روسلان بوخوف مدير مركز كاست المتخصص في الدراسات العسكرية ومقره موسكو إنه ليس لديه علم مباشر بشأن العرض لكنه لن يفاجأ إذا أعيد إحياء عقد لبيع 150 دبابة تي-90 الروسية الصنع للسعودية.
وقال بوخوف وهو مقرب من وزارة الدفاع الروسية “كان هناك طلب لشراء دبابات تي-90 ثم توقف لأسباب غامضة .. وإذا كان هذا إحياء لذلك الطلب فيمكن أن نظن أن السعوديين يريدون شيئا في المقابل وأن ذلك الشيء قد يكون مرتبطا بسوريا.
“إذا كان السعوديون يريدون من موسكو أن تتخلى صراحة عن الأسد فإنها سترفض الصفقة لكن قد يكون لهم موقف أكثر دقة ومن المحتمل أن يوافقوا عليه”.
ووقعت روسيا والسعودية على عقد في عام 2008 لشراء 150 دبابة تي 90 وأكثر من 100 طائرة هليكوبتر هجومية من طرازز مي 17 ومي 35 وعربات قتال بي.إم.بي-3 للمشاة لكن العقد تعثر لسنوات.
وذكرت صحيفة كومرسانت الروسية في ذلك الوقت أن العقد كان قد تم التوصل إليه لإقناع موسكو بتقييد علاقاتها مع إيران لكن الكرملين نفى ذلك التقربر.
رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا يؤدي صلاة العيد في درعا
دمشق- (د ب أ): أدى رئيس الائتلاف السوري الوطني أحمد الجربا صلاة عيد الفطر في مدينة درعا جنوب سورية الخميس بصحبة عدد من أعضاء الائتلاف بعد أن اجتازوا الحدود من جهة الأردن.
وقال مصدر مسؤول في الائتلاف، لوكالة الأنباء الألمانية الخميس، إن “الجربا تجول في محافظة درعا وتفقد أحوال السوريين هناك وتبادل تهاني العيد معهم وأرسل التعازي لأسر الشهداء وشدد على انتصار السوريين في ثورتهم ضد الطاغية (الرئيس السوري) بشار الأسد ونظامه المستبد”.
ويعتبر دخول الجربا وعدد من من أعضاء الائتلاف إلى درعا تحديا كبيرا للنظام في سورية وتأكيدا على أن الجيش الحر قادر على الوصول لكل مكان في البلاد خاصة أن بعض كتائبه استهدفت موكب الأسد صباح اليوم في دمشق أثناء ذهابه لأداء صلاة العيد.
نائب مدير سي آي ايه: الحرب في سورية اكبر تهديد للولايات المتحدة.. ودمبسي في اسرائيل والاردن الاسبوع المقبل
مقتل عشرات المقاتلين المعارضين قرب دمشق ودمار في حلب
تدريبات عسكرية اسرائيلية بالقرب من الحدود الأردنية السورية
دمشق ـ بيروت ـ واشنطن ـ نيويورك ـ وكالات: قتل 62 مقاتلا معارضا الاربعاء في كمين للقوات النظامية قرب دمشق، غداة خسارة هذه القوات السيطرة على مطار عسكري في ريف حلب كبرى مدن الشمال التي اعتبرتها منظمة العفو الدولية مدمرة ‘بالكامل’، فيما اعتبر الرجل الثاني في وكالة الاستخبارات المركزية ‘سي آي ايه’ مايكل موريل في حديث لصحيفة ‘وول ستريت جورنال’ ان الحرب الاهلية في سورية وتفاقمها اكبر تهديد على امن الولايات المتحدة.
وردا على سؤال في حين كان يستعد لمغادرة الوكالة الجمعة بعد العمل فيها 33 سنة اعتبر موريل سورية على رأس التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة. وذكر ان هناك اليوم عددا اكبر من المقاتلين الاسلاميين الاجانب الذين ينضمون الى صفوف المعارضة من اسوأ اوقات الحرب في العراق.
جاء ذلك فيما أعلن الأردن، الأربعاء، أن إسرائيل أبلغته بأن قواتها ستقوم اليوم الخميس بتنفيذ تمرين عسكري على المثلث الحدودي (الأردني – السوري ـ الإسرائيلي).
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان ان ‘الجانب الإسرائيلي سيقوم بإجراء تمرين عسكري على المثلث الحدودي (الأردني ـ السوري ـ الاسرائيلي) في منطقة تل خالد’.
وأوضح أن التمرين الإسرائيلي هو لمدة 24 ساعة وسينفذ الخميس ويتخلله حركة آليات وجنود وإطلاق نار ورمايات من الأسلحة الخفيفة ومضادة للدروع.
وأشار البيان إلى أن الجانب الأردني أبلغ نظيره الإسرائيلي ‘مراعاة جميع وسائل الأمان حفاظا على السلامة العامة للمواطنين والتجمعات السكانية القريبة من موقع التمرين’.
ويتوقع ان يزور رئيس اركان الجيوش الامريكية الجنرال مارتن دمبسي اسرائيل والاردن الاسبوع المقبل للبحث في ‘التهديدات المحتملة التي تطرحها ايران’ والحرب الاهلية في سورية حسب ما اعلن مكتبه الاربعاء.
ولم تكشف التواريخ المحددة لهذه الزيارة لكن رئاسة اركان الجيوش اكدت في بيان ان الجنرال دمبسي سيغادر واشنطن ‘في نهاية الاسبوع′.
كما اعلنت الامم المتحدة الاربعاء ان امينها العام بان كي مون سيلتقي مساء الخميس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ‘عشاء عمل’ لمنافشة الأزمة في سورية.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسركي ‘سيكون هناك عشاء عمل مساء غد الخميس) بين وزير الخارجية لافروف والامين العام’. واضاف ‘لست على علم بكل المواضيع التي ستناقش’، لكنه اشار الى ان بان كي مون ولافروف سيناقشان ‘ابرز المواضيع المطروحة والوضع في سورية جزء منها بالتأكيد’.
وميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان ‘استشهد 62 مقاتلا من الكتائب المقاتلة على الاقل غالبيتهم من الشباب وفقد ثمانية اخرون وذلك اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية فجر امس في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية’، شمال شرق العاصمة.
من جهتها، نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله ان القوات النظامية ‘قضت الاربعاء في كمين محكم على مجموعة ارهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) حاولت التسلل الى الغوطة الشرقية والاعتداء على احدى النقاط العسكرية’.
وتشكل عدرا الواقعة على بعد 35 كلم من دمشق، ممرا رئيسيا الى الغوطة الشرقية التي تعد أحد المعاقل الرئيسية لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق.
والكمين هو الثاني الذي تنفذه قوات نظام الرئيس بشار الاسد في المنطقة نفسها، اذ قضت على 49 مقاتلا معارضا في كمين مماثل في 21 تموز (يوليو).
من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية ان مدينة حلب ‘دمرتها’ الحرب، وسكانها يتعرضون الى قصف يومي من قوات النظام وسوء معاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وافادت المسؤولة في المنظمة دوناتيلا روفيرا ان ‘حلب مدمرة بالكامل’ مشيرة الى فرار عدد كبير من سكان هذه المدينة التي كانت العاصمة الاقتصادية لسورية قبل بدء النزاع.
والاربعاء، شن مقاتلو المعارضة هجوما للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى المخابرات الجوية، أحد ابرز معاقل النظام في حلب.
أحمد الجربا يؤدي صلاة العيد في ريف درعا
نصر المجالي: شارك رئيس الائتلاف السوري المعارض الشيخ أحمد العاصي الجربا في صلاة العيد في أحد مساجد ريف درعا في جنوب سوريا، وذلك في أول أيام عيد الفطر.
وكان الجربا وصل إلى المنطقة برّاً آتياً من عمان منتصف ليلة البارحة حيث التقى الأربعاء وزير الخارجية ناصر جودة.
وجال رئيس الائتلاف الوطني السوري رفقة العقيد أحمد فهد النعمة، الذي يترأس المجلس العسكري للجيش السوري الحر منطقة درعا. وأمضى ساعات في زيارة عدد من الأهالي في منازلهم. كما زار مدارس تأوي نازحين من مختلف المناطق السورية واطلع على أوضاعهم.
وبث ناشطون مشاهد فيديو تظهر الجربا داخل أحد مساجد درعا، مع عدد من ضباط الجيش الحر، كما أظهرت مشاهد أخرى كلمة ألقاها الجربا بعد الصلاة.
وتعتبر زيارة الجربا هي الأولى لمسؤول في المعارضة السورية لجنوب البلاد، في حين أن الجربا ومعارضين آخرين أبرزهم رئيس الائتلاف الأسبق برهان غليون ورئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو كانوا زاروا حلب شمال سورية والتي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة.
وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة تحادث في عمان الاربعاء مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وبحث معه تطورات الاوضاع واخر المستجدات على الساحة السورية .
حل سياسي
واكد جودة موقف الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني الداعي إلى اهمية التوصل إلى حل سياسي يضع حدا للعنف ويوقف نزيف الدم ويحفظ كرامة الشعب السوري، ويضمن أمن وآمان سوريا ووحدة ترابها بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري.
واشار إلى ان الاردن مستمر وبتوجيهات ملكية برعاية الاشقاء السوريين وتوفير الملاذ الأمن لهم والخدمات اللازمة بالرغم من الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها الاردن، انطلاقا من دور الأردن التاريخي في خدمة الاشقاء، معربا عن امله ان تنتهي هذه الازمة باقرب وقت ممكن ويتمكن السوريون من العودة إلى وطنهم.
واشاد باهمية الدور الانساني الذي يلعبه الائتلاف في إغاثة الشعب السوري والمساهمة الفعلية من خلال تواجد ممثليهم في مخيم الزعتري في رعاية شؤون اللاجئين.
من جهته، عبر الجربا عن امتنان السوريين جميعا لكرم الضيافة وحسن الجوار من قبل الاردن والاردنيين، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الاردني ،مؤكدا تقديرهم لجلالة الملك وحكمته للوصول إلى حل سياسي يحقن دماء السوريين ويلبي طموحاتهم المشروعة، مشيرا إلى عمق العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين الاردني والسوري وتميزها على مر العقود.
واستمع جودة من الجربا إلى ايجاز حول أهم نتائج الجولة الديبلوماسية، التي قام بها خلال الأيام الماضية.
تجدد القصف ونفي رسمي لاستهداف الأسد
تعرضت العشرات من المدن والبلدات السورية في أول أيام عيد الفطر لقصف بمختلف أنواع الأسلحة من قبل قوات النظام الذي نفى استهداف مقاتلي المعارضة للرئيس بشار الأسد. كما اندلعت اشتباكات بين الطرفين في مناطق متفرقة، وخرجت مسيرات مؤيدة للمعارضة.
فقد قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قوات النظام قصفت بالطائرات والمدفعية مصيف سلمى وقرى جبل الأكراد بريف اللاذقية، موضحا أن القصف تركز أيضا على منطقة دورين.
كما قصفت قوات النظام ريف دمشق بالطائرات، واستهدف القصف الأحياء السكنية والبنى التحتية، ودُمرت عدة مبان بأكملها.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات المدن والبلدات في دير الزور وريف إدلب وريف حلب تعرضت للقصف من قبل قوات النظام السوري، سواء عبر الطيران الحربي أو بالقصف المدفعي والصاروخي وقذائف الهاون.
اشتباكات
وفي هذا السياق، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط قرية اسْتربَة، حيث تحاول قوات النظام استعادة القرية، كما امتدت الاشتباكات إلى قمة النبي يونس بريف اللاذقية.
وقد تجددت الاشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري في مدينة الحراك بريف درعا، واستهدفت سرية الهاون التابعة للجيش الحر بالأسلحة الثقيلة تجمعات الشبيحة داخل اللواء 52 في مدينة الحراك، مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين داخل المدينة.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي القابون بضواحي دمشق وحي الحويقة بمدينة دير الزور ومحيط بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، شهدت اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري المدعومة بمليشيا “جيش الدفاع الوطني”.
مسيرات
ورغم القصف المتجدد، خرجت مظاهرات في مدن وقرى سورية عدة مؤيدة للمعارضة. ففي بصرى الشام وحوران ومناطق أخرى في درعا خرج المتظاهرون في مسيرات بعد الصلاة رافعين لافتات مؤيدة للمعارضة.
وفي درعا أيضا نظم اتحاد إعلاميي المدينة مظاهرة في أول أيام العيد تأكيدا على استمرار النشاط السلمي، كما خرج متظاهرون في حي التوحيد في حلب لنصرة الجيش الحر رغم الحصار الأمني.
وفي مدينة عربين بريف دمشق خرج متظاهرون بعد صلاة العيد في مسيرة قالوا إنها تحية لأرواح الضحايا الذين سقطوا على يد قوات النظام، وردد المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط النظام وإيقاف آلة القتل.
وفي تطور آخر زار رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا اليوم محافظة درعا جنوب سوريا بمناسبة عيد الفطر.
وقال مصدر في الائتلاف إن الجربا شارك في صلاة العيد وقام بجولة في المنطقة تفقد فيها أوضاع الناس وزار أسر الضحايا برفقة العقيد أحمد فهد النعمة الذي يترأس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في درعا.
نفي رسمي
يأتي ذلك في وقت نفت فيه وزارة الإعلام استهداف موكب الرئيس الأسد لدى توجهه لأداء صلاة العيد، بينما قالت المعارضة إن الموكب استُهدف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون.
ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال للأنباء عن وزير الإعلام عمران الزعبي قوله في اتصال مع التلفزيون السوري، “أؤكد أن الخبر غير صحيح جملة وتفصيلاً، وهو مجرد انعكاس لأضغاث أحلام البعض وأوهامهم من الوسائل الإعلامية والحكومات التي تقف خلفها”.
غير أن لجان التنسيق المحلية أفادت في وقت سابق بأن الجيش الحر استهدف صباح اليوم موكب الأسد بقذائف الهاون بالمنطقة الواقعة بين فندق ميريديان وجسر الرئيس بدمشق أثناء توجهه لأداء صلاة عيد الفطر، في حين بث التلفزيون الرسمي صورا للرئيس وهو يؤدي الصلاة بعد ساعة من موعدها.
4420 قتيلا بسوريا في رمضان
قتل 4420 شخصا على الأقل في سوريا خلال شهر رمضان، ثلثاهم من المقاتلين، خلافا للعدد الذي سقط في الشهر ذاته من العام الماضي إذ كان معظم القتلى من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد -الذي يتخذ من لندن مقرا له- بأن “4420 شخصا على الأقل قتلوا خلال الشهر الماضي، منهم 1386 مدنيا فقط، بينهم 302 طفل”، مشيرا إلى وجود 92 جثة مجهولة الهوية.
ومن بين الضحايا الآخرين لهذا النزاع الدامي، 64 جنديا منشقا و1172 مدنيا حملوا السلاح ضد النظام، و485 “جهاديا أجنبيا” و1010 جنود موالين و211 من عناصر قوات الدفاع الوطني، وهي مليشيا موالية للنظام، كما ذكر المرصد.
وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن كون معظم القتلى من المقاتلين يؤكد تغييرا جذريا بالمقارنة مع شهر أغسطس/آب العام الماضي الذي كان أكثر دموية بالنسبة للمدنيين منذ اندلاع النزاع في مارس/آذار 2011.
فوفق الإحصاءات السابقة، فإن 5440 شخصا قتلوا في رمضان السابق منهم 4114 مدنيا، في مقابل 473 فقط في 2011 حين قتلوا خلال قمع المظاهرات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “المدنيين يفرون من مناطق القتال ويلجؤون إلى مناطق يسيطر عليها المتحاربون، سواء كان النظام أو المعارضة أو الأكراد”.
وأضاف أن “المدنيين يتنقلون باستمرار لتجنب الاقتراب من خطوط الجبهة، ويبحثون عن ملجأ مؤقت في ما يعتبرونه مكانا آمنا”.
يشار إلى أن أكثر من مائة ألف شخص قتلوا في سوريا منذ بدء الأزمة، وفق أرقام الأمم المتحدة التي تقدر أيضا أعداد النازحين واللاجئين بالملايين.